Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
لغة العصر والإثارة الحركـية للميلودراما المسرحية
BY Writer Doha El MOL
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
لغة العصر والإثارة الحركـية للميلودراما المسرحية ضحى عبدالرؤوف المل يتميز السرد الميلودرامي بالواقعية التمثيلية التي يمارسها الفرد في سبيل إظهار حالة اجتماعية أو فنية أو سياسية، ما يعكس قيمة معالجة النص الميلودرامي على المسرح من خلال الممثل والأداء، وما تفرضه الإثارة الحركية على ممثل يلعب عدة أدوار في آن واحد. إذ يرتكز السرد الميلودرامي على المعاناة وحلولها للتعبير عن موقف، وهو ما يثير قضايا الصراع بين الأفراد ضمن الشخصية الواحدة التي تحاول حل التناقضات برؤية ذات تحديات مبنية على قصص حقيقية تسلط الضوء على المشاكل الأسرية أو الاجتماعية أو الآفات الحياتية التي تصيب الناس في كافة المجتمعات، من الحدث غير المتوقع إلى الحلول وتأثيراتها على نهاية السرد، وغالباً ما تحمل كل شخصية قصة مختلفة غير متوقعة تبعاً للمتخيل الموضوعي أو الذاتي الذي تنتمي له، دون إثارة مسألة إلغاء كثرة الممثلين. إذ تقوم الميلودراما على مبدأ التكييف الميلودرامي لحل الصراعات القائمة على الموضوع الذي تتم معالجته كوميدياً أو تراجيدياً. وبدقة ميلودرامية تتنوع فيها المسائل الاجتماعية التي تتم معالجتها مثل مسرحية (الاقي فين زيك يا علي) و(عودة الست لميا) و(نساء بلا ملامح) و(مجدّرة حمرا) التي تروي قصص بعض النساء عن الزواج والطلاق والأولاد والغربة، بمفارقات بين عدة مواقف اتخذتها النسوة في شخصية واحدة تقمصتها (أنجو ريحان). والمسرحيات الأربع شكلت نظرة نسوية مختلفة وأكثر جذباً للمشاهد لما تحمله من أهداف نبيلة تخص المرأة، لكنها تعالج أزمات مجتمعية نابعة من كينونة إنسانية بمجملها مثل (عودة الست لميا) التي تعالج قضية المرأة بعد عمر الخمسين، حيث مرور الزمن سريعاً، وهي في انتظار أولادها، وبروح كوميدية على مسرح ميلودرامي بلغة العصر الناتجة عن سر لعبة الكاتب ومروره بحياة المرأة التي تمضي عمرها للاهتمام بأولادها، ومن ثم تشعر بالفراغ بعد نضوجهم ورحيلهم عن بيت العائلة. فالروح الميلودرامية في النص حملت نسبة عالية من وجوه البلاغة الفنية. فهل الإثارة الحركية للميلودراما المسرحية تحتاج للغة العصر؟ أم أن المسرح هو الخطاب الأدبي الأهم، من حيث الحركة وقدرته على حسم المواقف لإبراز نتائجها للمشاهد على الخشبة المسرحية؟ في الإثارة الميلودرامية الحركية تتحقق ميزة الممثل الواحد وقدرته على إنتاج الفعل الحركي المجسد للدوافع ودلالات الحدث أو الفعل المترجم للمعنى الميلودرامي دون مبالغة أو تضخيم أو إسفاف، ليدرك المشاهد قيمة المسرح الذي يبحر به نحو ناصية الأدب والفن من خلال الفن المسرحي وجماليته وعذوبته وقدرته على ترتيب الإيقاعات التمثيلية الناتجة عن حركة الممثل الواحد، كما في مسرحية (مجدرة حمرا) والممثلة (أنجو ريحان) التي أتقنت التنقل بين الشخصيات، بل حتى الالتحام معها أو الانصهار الميلودرامي موضوعياً من حيث محاكاة الجمهور، بنعومة محبوكة سيطرت عليها فعلياً مع ركوب الجمل، ومحادثة الشخصية الأخرى المتمثلة بزوجها (خضر) ضمن الحوار الشعبي الغني بالمفردة المحلية، واستثنائية المرأة الأم والحبيبة والزوجة، فالمسرحية واقع شعبي اجتماعي ذو بُعد عاطفي لا يخلو من كوميديا سوداء، أو المضحك المبكي، (ومجدرة حمراء: هي طبخة تراثية شعبية). وإذا أخذنا شخصية المرأة في هذه المسرحية نجد أنها قابعة في ثلاثية تحولت إلى موضوع عام، وهو العنف ضد المرأة، وإظهار المشاعر المخفية ميلودرامياً من خلال التقمص المتحرر من نزعة الأدوار المنفردة، وبهذا المعنى فإن الضحية هي المرأة مع الحفاظ على إثارة الخيال للتصالح مع شخصيات تبارز نفسها، لندرك مدى صعوبة الوضع الاجتماعي الذي تعيشه المرأة بضيق نفسي يجعلها تميل إلى الشر ونوازعه في النفس الإنسانية عامة. فهل الميلودراما هي الحكاية المكتظة بالحركة والعواطف والتشويق؟ أم هي الاندماج الكلي مع الحدث الذي يثير الاندهاش ويؤدي إلى التحليل، وفهم الناتج أو بالأحرى النتيجة الحزينة أو السعيدة. حركة درامية هي عنوان ميلودرامي ممزوج بعدة أشكال فنية أخرى من موسيقى ومؤثرات إلى الصدى الفعلي للنص الخارج من الورق إلى الخشبة الحسية والبصرية التي تمثل الانتصار الميلودرامي للقصة وأبطالها وممثلها وكاتبها منذ (بيتر بروكس) و(بالزاك) و(هنري جيمس) والخيال الدرامي المساهم في بلورة وفهم القرون السابقة، وكيفية تعاملها مع الواقع بمراحله، بعيداً عن الغوص في مسألة قوانين هذا المسرح الصارمة، والتي تحتاج إلى مهارة قوية في الأداء والكتابة والإخراج، لاستخراج الثقافات جميعها من الشعبية إلى الأرستقراطية، والسياسية وغيرها. فالصور الذهنية التي تنبثق عن الشخصيات في شخصية واحدة هي (الفانتازم) الحقيقي للفلسفة المسرحية التي يتولد منها الخيال وأهميته في إيجاد الأرض الصلبة لواقعية ما يتم طرحه، وهذا ما نجح به (بيتر بروكس) في التوحد مع كل حركة درامية أو كوميدية قادرة على إيجاد الموضوع المسرحي الموحي بالأفكار الرئيسة التي يعالجها الكاتب ببصيرة المشاهد، وهذا ما استطاع كتاب القرن الثامن عشر والتاسع عشر فعله، ويبقى عصرنا الحالي ومعضلة الحداثة والتغيرات، واحتياجات المسرح الحديث أو القدرة على تلبية التطلعات بالتحرر من الكلاسيكية، والعبور نحو حركة واسعة تعتمد في أسسها على أخلاقيات الميلودراما النابعة من القيم الإنسانية الضرورية المزروعة رومانسياً، وبعبارة أخرى ترجمة المشاعر القوية ميلودرامياً، لتكون متحررة من الطبقات الاجتماعية المختلفة، لتنحصر غالباً بالطبقة الوسطى والأكثر شعبية مسرحياً. لا يمكن استبدال هذا النوع المسرحي الذي يضفي على الخيال نوعاً من الواقعية المعاكسة، بمعنى الارتداد العكسي للواقع على خشبة المسرح فيما يسمى الميلودراما أو صلة الوصل بين الخيال والدراما الخفية التي تبدو في ظاهرها مأساوية أو كوميدية وهي تحمل من الكوميديا السوداء ما يجعلها قادرة على فرض نفسها على المشاهد بعيداً عن الأنواع التقليدية في القرن الثامن والتاسع عشر بالاعتماد على الشخصية الواحدة القادرة على التعبير بشكل كامل للتغلب على الحدود المفروضة على المسرح الكلاسيكي. وهذا يمنح المسرح الميلودرامي شكلاً من أشكال الحياة المتخيلة بعفوية يقوم بها الممثل الممسك بمواصفات الشخوص كاملة. فهل المسرح الميلودرامي اليوم يهتم بالحياة اليومية للطبقة الوسطى أو الشعبية؟ أم أن حكمة الرؤية الميلودرامية تختبئ خلف معنى هذه الكلمة التي انطلقت مع تحرير المسارح في باريس لصالح المسرح الشعبي؟ تكتسب ثقافة المسرح الميلودرامي صفات فنية مرتبطة بالسرد والأساليب المسرحية ذات التفاعل الدرامي بين المشاهد والمسرح من خلال المحاكاة المأساوية أو الكوميدية، وبما يتماشى مع دورة النص المكتوب الذي يطرح إشكالية حياتية يعالجها بطريقة الأداء المسرحي المبني على وتيرة خطوات الممثل الواحد الذي يعتمد على قدراته في المضي قدماً نحو كل شخصية يقدمها بأسلوبه الخاص الذي يجمع من خلاله عدة خيوط درامية هي السبب والمسبب والنتيجة، كما في مسرحية (الاقي فين زيك يا علي) أو (مسرحية مجدرة حمرا) حيث تتحرر الشخصيات في نهاية المطاف من أوجاعها، والتوجه بها نحو المنطقة الخيالية التي استقرت في نفس المشاهد منتقلة من خشبة المسرح إلى الصورة الذهنية المتخيلة لتقويض القواعد الدرامية الكلاسيكية، والخروج نحو الميلودراما في رسم الشخصيات ببساطة تجعل المشاهد يضحك ويبكي ويلتقط الدلالات والمغزى، ويعيد ترتيب الشخصيات افتراضياً بما يتناسب مع مخيلته الخاصة. أي استحضار الفعل الدرامي وربطه بالممثل. أي منحه الهوية السردية في مسرح فتح له فضاءات الخيال الميلودرامي. رغم كل القرون التي مضت على المسرح الميلودرامي وأزماته المتكررة إلا أنه ما زال يعتمد في أسسه على تاريخ المسرح القديم، والطموحات الفردية القائمة على الابتكار، وتقديم ما هو أفضل أدبياً وفنياً للذات بموضوعية المسرح وتقنياته إلى ما لا نهاية، وإن أخذ المسرح على محمل الجد قضية الميلودراما التي حولها إلى نشاط فني ثقافي يمثل المعيار الدرامي فيه وظائف السرد الأدبي الأخرى الذي يخضع لرؤية الكاتب خاصة ولقدرته على إبراز الإصلاحات الاجتماعية أو الحياتية دون تعقيد في الشخصية الواحدة وهوياتها المتعددة، ودون شذوذ أو إسفاف أو اختراق للأخلاقيات أو إظهار كليشهات خاصة من شأنها تخريب القيم التي يهدف لها المسرح الميلودرامي. فكيف يمكن تفسير قضايا المسرح الميلودرامي التقليدي الذي يحتاج إلى تطور وتحديث في تطلعاته نحو التقنيات الحديثة المختلفة التي يحتاجها في هذا العصر ليخرج من رتابة باريسيته التي انطلق منها؟ https://www.arabicmagazine.net/arabic/articleDetails.aspx?Id=6839 Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Writer Doha El MOL
ضحى عبدالرؤوف المُل كاتبة وروائية لبنانية وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين . وصحفية في جريدة اللواء لبنان القسم الثقافي.. ولدت في طرابلس لبنان في الواحد من تموز عام 1967 في حارة البقار التي احترقت في الحرب اللبنانية وهجرها أهلها كما تهجّرت هي في صباها منها عام 1982 ونجد تأثرها بذلك في روايتها زند الحجر .. درست علم النفس والتربية الحضانية مارست التعليم لمدة 18 عام. بدأت الكتابة عام 2007 في جريدة الانشاء طرابلس بعد ان قدمت استقالتها من التعليم والتجميل الذي مارسته مدة 9 اعوام الى جانب التعليم 18 سنة. لتتفرغ للكتابة منذ عام 2007في الكثير من المواقع والجرائد السعودية والعراقية والعمانية واللبنانية . بداية تحت الإسم المستعار وردة الضحى أحيانا وأحيانا أخرى ضحاه وتقول عن ذلك " بدأت باسم مستعار لحماية الهوية الشخصية من معرفتها، وذلك لاستمتع بحرية التعبير عن الحب كامرأة شرقية توفّر حماية نفسها من القيل والقال وأنا ربة أسرة قبل أي شىء آخر " عملت عام 2009 في الصحافة فكتبت في جريدة المدى العراق وفي جريدة الصباح العراق والقدس العربي والمجلة العربية السعودية والمعرفة السعودية ومرايا عمان ومجلة نزوى وجريدة اللواء وغيرها ... بدأت كصحفية في جريدة اللواء في القسم الثقافي منذ عام 2012 حتى الان ... ابرز اهتمامها النقد الفني ...أصدرت سلسلة همسات وردة الضحى وتضم _ كتاب الوردة العاشقة عام 2007 _كتاب أماسي الغرام عام 2008 (جروس برس ) كتاب رسائل من بحور الشوق عام 2012 (جروس برس )وسلسلة همسات وردة الضحى كتبتها في فترة المراهقة واحتفظت بها لتنشرها عام 2007 كنوع من الأدب الخفيف الذي يجمع بين الرومانسية والخيال والأصوات الخافتة الخجولة وكأنها كتبتها بسرية وحميمية ، وهذه الكلمة تستخدم عادة للإشارة إلى الأحاديث الخاصة أو الرومانسية والحميمية وتقول المُل عنها :" همساتي كان يقرأ أبي ليلا لأني كنت أكتبها وأضعها تحت وسادتي لهذا احتفظت بها فهي من مذكرات مراهقة تخاف الجهر بمشاعرها فكانت همساتي " _كتاب اسرار القلوب عن( مركز محمود الادهمي) عام 2015 _ مجموعة قصصية هي في قبضة الريح عام 2016 (دار الفارابي ) _رواية زند الحجر عام 2018 (دار الفارابي ) كتاب رحلة يراع عن( دار سابا زريق) عام 2019 رواية الواعظ عام 2020 عن (دار الفارابي)... وقد حازت رواية زند الحجر اهتماما واسعا لدى القراء والنقاد والصحف وكذلك رواية الواعظ وايضا كتاب رحلة يراع الذى لاقى اهتماما من طلاب المدارس كما اقامت ندوات كثيرة عن كتاب رحلة يراع في مكتبات المدارس في طرابلس/ لبنان من ضمنها ثانوية القبة الرسمية وغيرها .... رواية نوريس صدرت عام 2023 عن المكتبة الحديثة للكتاب وكتاب تعابير غامضة عم دار الجندي في مصر وهو مجموعة مقالات فن التشكيل وحوارات وكتاب لمح بصري من سلسلة انتباهات فن التشكيل عن دار الجندي للنشر والتوزيع مصر وأيضا توازن بصري وجذب بصري وخطف بصري .... لها عدة لقاءات تلفزيونية عبر تلفزيون لبنان وقناة mtv وقناة مريم وقناة otv ادارت العديد من الندوات فاستضافت الكثير من الكتاب والفنانين في الرابطة الثقافية طرابلس كالكاتب والروائي السوداني امير تاج السر والروائي والقاص العراقي نزار عبدالستار والروائية الليبية نجوى بن شتوان والشاعر المصري عاطف الجندي وغيرهم... لها العديد من المقالات في الانطباع النقدي في الفن التشكيلي والدراما والكتب الروائية والفكرية وغير ذلك والانطباع النقدي هو التقييم الشخصي الذي لايقوم به الناقد الأدبي أو الفني عند مراجعة عمل ما، مثل كتاب، فيلم،مسرحية، أو قطعية موسيقية . يعبر الناقد من خلال هذا الانطباع عن رأيه الخاص حول جودة العمل، نقاط قوته وضعفه، وأثره على الجمهور.يتضمن الانطباع النقدي عادة . تقييم الجودة : تحليل مدى جودة العمل من حيث الكتابة، الإخراج ،التمثيل، أو الأداء الفني. نقاط القوة والضعف: تسليط الضوء على العناصر التي تميز العمل إيجابياً وسلبياً. التأثير العاطفي والفكري: تقييم مدى تأثير العمل على المشاهد أو القارىء من الناحية العاطفية والفكرية . المقارنة: مقارنة العمل بغيره من الأعمال المشابهة أو السابقة لنفس المؤلف أو الفنان . التوصية: توجيه توصية للجمهور بقراءة أو مشاهدة العمل أو تجنبه بناء على التقييم النقدي بالنهاية تقول : الانطباع النقدي يعتبر مهمًا لأنه يساعد الجمهور في اتخاذ قرارات مستنيرة حول متابعة أو تجنب الأعمال المختلفة .. لهذا أنشأت الموقع الإنطباعي النقدي وهذا الرابط الخاص به https://www.sunriseimpact.com/books.php
الفنتازيا الساحرة في مسرحية "بيتر بان
BY Pianist Philip Feeney
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المعايير الجمالية للباليه الحركي والفنتازيا الساحرة في مسرحية "بيتر بان" للموسيقي فيليب فيني ضحى عبدالرؤوف المل استطاع "ميشال بنك" (Michel Pink) منح الكوريغرافيا المسرحية لباليه "بيتر بان" (Peter Pan) حيوية متجددة، تبعًا لموسيقى "فيليب فيني" (Philip Feeney) وتقنياتها الحركية المتصلة بالأداء الفني والتعبيري، والشعوري المرافق لعناصر الدراما الراقصة، والخفيفة بصريًا على الحواس. تتميز الجمالية بالتنوع المتوافق مع مميزات هذه المسرحية ورقي التصميم والإيقاع الراقص، والحركات المتوازنة مع مضمون قصة "بيتر بان" التي يؤديها ثلاثون راقصًا، وبسحر فنتازي لمغامرة لطيفة تحاكي الخيال الطفولي الذي يجذبنا إلى قلب الواقع المتمرد على الوجود. القصة، التي كتبها "جيمس ماثيو باري" في رواية "بيتر بان وويندي"، عشق مغامرتهما الأطفال، واليوم تجسد على المسرح برقصة تعبيرية حركية تتماشى مع السمع والبصر، وتجذب الحواس التي تنجذب أيضًا للأضواء والديكور والملابس. فهل يمكن بث الجمال مجددًا لأطفالنا عبر هذه الفنون التي تسعى لترسيخ مفاهيم الجمال والحب والسلام في نفوس الأجيال؟ الولد الذي لا يكبر أو الذهن الذي يسترجع أهم تفاصيل أمنيات الطفولة ينعكس على المشاهد بنسبة عالية، مما يجعله متوثبًا ذهنيًا لاستقبال الحركات التعبيرية المشحونة موسيقيًا بتناغم سلس. هذا يساعد على تنشيط الحواس التي تستقبل المضمون عبر أحلام اليقظة والتقنية المسرحية، المكملة للقصة ولرقص الباليه في مسرحية قادرة على بث الفرح في النفس، لما تخفيه من معاني مخفية داخل كل مشهد من مشاهد هذه المسرحية الحاملة لرواية أدبية كتبها "جيمس ماثيو باري" بسرد متخيل لا يخلو من قرصان ومواجهة لا بد منها في الحياة. ليستكملها الإنسان بوعي لا ينغص روح الإنسان التي تبدأ منذ طفولته وترافقه في رحلة تشبه قصة "بيتر بان"، والباليه الذي يوضح عملية النضوج بعيدًا عن العزلة والتوحد والقدرة على الخروج من الأزمات بروح عالية تهدف إلى الضبط النفسي للسيطرة على المشاكل والخروج منها. فهل استطاعت مسرحية "بيتر بان" أن تعيدنا إلى الطفولة أم أن الخروج من المخططات الشريرة بروح إنسانية عالية انبثقت من حكاية ذات حبكة فنتازية؟ مارك بتروسي (Marc Petrocci) و"ويندي ديرلنغ" (Valerie Harmon) يكتشفان الكثير من التفاصيل في الحكايات التي ترويها، ليؤمن بيتر بجنيات الحكايات في حركة مسرحية تنصهر مع المضمون ورشاقة الرقص، وسرعة التغييرات الديناميكية بتحديث مسرحي ملفت مع المؤثرات البصرية المرافقة لتفاصيل القصة عبر باليه إيحائي إيمائي رمزي تعبيري. هذا يضعنا أمام مرآة أنفسنا، وتأخذنا إلى براءة الطفولة وهي في طور النضوج، والفهم لاكتساب مفاهيم الصراع بين الخير والشر وانتصار الحلم، ومن ثم العودة إلى الواقع بثبات ويقين في أنفسنا، وبظواهر غريبة أسطورية ترافقها الموسيقى التصويرية في المشاهد المحبوكة بصريًا بالألوان والديكور والأضواء المساعدة في التغلغل داخل المسرحية، وفهم الخطوات الراقصة القلقة والفرحة والحالمة، والغاضبة والمقاتلة والشرسة والحكواتية، لتصقل كل هذه المفردات خشبة مسرح ميلووكي (Milwaukee Ballet) المشدود بخيوط قصة تشويقية تنتمي إلى عالم الفنتازيا والخيال، لطالما قرأناها واستمتعنا بثقافتها الغنية بالأدب والحوارات الشيقة التي استطاع تحويلها مارك وويندي إلى حركة ذات جمالية خاصة. السؤال الذي جعلني أطرحه على نفسي بعد مشاهدة هذه المسرحية هو: هل يمكن العودة بأطفالنا إلى الحاضر عبر مسرحية من الماضي؟ وما هي إلا جزء من صراع الخير والشر؟ وإلى متى ستبقى مسارحنا غير قادرة على فتح تقنيات بصرية عالية الجودة تجعلها تزدهر وتشهد الكثير من المتشوقين لهذا الفن، وخصوصًا الأطفال، جيل الغد؟ مسرحية ذات سحر فنتازي معاصر لقصة أدبية قديمة تشكل نافذة نحو القديم الجديد، لتتخطى المألوف بغير المألوف على المسرح دون الانفلات من القواعد الأساسية للباليه وتسلسل أحداثها موسيقيًا وإيقاعيًا ورقصًا دون كسر القوالب الفنية لهذا الفن الراقي الذي نأمل أن يعم مسارح مدارسنا بإيجابياته ورؤيته الأدبية، وحتى الثقافية والفنية المتلازمة مع الموسيقى ومعاني مشاهدها المرتبطة تصويريًا مع الحركة وأسسها. ملاحظة تناولت معايير الجمالية للباليه الحركي والفانتازيا الساحرة في مسرحية "بيتر بان" التي أخرجها ميشال بنك، مع التركيز على التناغم بين الحركة والموسيقى والتصميم المسرحي. وتستعرض المقالة طريقة تفاعل الحركات التعبيرية في الباليه مع الموسيقى والمؤثرات البصرية، وكيفية تفاعل تلك العناصر مع مضمون القصة التي تسرد مغامرات بيتر بان وويندي. إليك أبرز النقاط التي يمكن التركيز عليها: التنسيق بين الموسيقى والحركة: تناغم حركات الباليه مع موسيقى فيليب فيني يعد أحد الركائز الجمالية التي تساهم في تعزيز التجربة البصرية والسمعية. هذا التناغم يساهم في تعزيز المضمون العاطفي والمفاهيمي للقصة، ما يجعل العرض قادرًا على جذب انتباه الأطفال والكبار على حد سواء. الفانتازيا في العرض: المسرحية تقدم عالمًا فانتازيًا محملاً بالرمزية والتعبير الحركي. التغييرات الديناميكية السريعة في الحركات الراقصة تجسد الحياة الداخلية لشخصيات القصة، بينما يتم تعزيز هذه التغيرات بواسطة المؤثرات البصرية والموسيقى. المعاني الرمزية للصراع بين الخير والشر: كما في القصة الأصلية لجيمس ماثيو باري، يعكس العرض صراعًا مستمرًا بين الخير والشر، ويجسد النضوج الذي يعايشه الأطفال في رحلتهم نحو الاستقلال عن عالم الخيال، ليواجهوا تحديات الحياة الحقيقية بثقة ووعي. أهمية الباليه للأطفال: تتساءل المقالة عن إمكانية استخدام هذا النوع من الفن لتوجيه الأطفال إلى مفاهيم الجمال والسلام والحب، من خلال عرضه على خشبة المسرح الذي يقدم تجربة تجمع بين الفن والحركة والرؤية الأدبية. التقنيات البصرية والتفاعل مع الحواس: تركز المقالة على أهمية الديكور، والإضاءة، والملابس في تعزيز الجمالية البصرية للعرض، وكيفية تأثير هذه العناصر على التفاعل الحسي لدى الجمهور، مما يرفع من قيمة التجربة المسرحية. التأثير الثقافي والفني على الأجيال الجديدة: تشير المقالة إلى أن المسرح يمكن أن يكون أداة فعّالة في نقل القيم الثقافية والفنية إلى الأطفال، من خلال مسرحيات مثل "بيتر بان"، التي تسعى إلى بث الفرح والوعي بالحياة بطريقة مبتكرة تجمع بين الأدب والفن البصري. بإجمال، المسرحية تنجح في تقديم قصة كلاسيكية بطريقة معاصرة، حيث تلتقي الحركات الراقصة مع المؤثرات البصرية لتخلق تجربة فنية مشوقة وغنية. هذه التجربة قد تكون مدخلًا رائعًا لإعادة الأجيال الجديدة إلى التفاعل مع الفنون الراقية مثل الباليه، وتقدير قيمها الجمالية والفنية. تم نشره في جريدة المدى العراق
×
Pianist Philip Feeney
فيليب فيني (من مواليد 1954) قضى سنواته الأولى في جزيرة وايت، ثم درس التأليف الموسيقي في جامعة كامبريدج مع روبن هولواي ويوه هوود، ثم في أكاديميا سانتا تشيشيليا في روما تحت إشراف فرانكو دوناتوني. تم أداء أعماله على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وهو معروف بشكل خاص في مجال الباليه والرقص. بعد فترة عمله كعازف بيانو/مؤلف موسيقي في مسرح "تئاترو دانزا دي روما" من 1980 إلى 1984، عاد إلى لندن وواصل عمله كملحن مقيم في "باليه سنترال" ومدير موسيقي لجولاتها الوطنية منذ ذلك الحين. من 1991 إلى 1995، درّس التأليف الموسيقي في جامعة ريدينغ. كعازف بيانو، عمل فيليب مع العديد من الفرق الفنية، بما في ذلك "نوتورنال باليه ثيتر"، "جولبينكيان كومباني"، "باليه رويال في برمنغهام"، "لندن كونتمبوري دانس ثيتر"، "رامبرت دانس كومباني"، "كارلوس أكوستا"، "أدفنتشرز إن موشن بيكتشرز"، "وايت أوك بروجيكت" و"مسرح مارثا جراهام". بالإضافة إلى أكثر من أربعين لحنًا ألفها لباليه سنترال، تعاون مع العديد من مصممي الرقص مثل ويليام لوثير، جين دادلي، كريستوفر غابل، مايكل بينك، ديدي فيلدمان، مايكل كيغان-دولان، ديريك ويليامز، ديفيد نيكسون، آدم كوبر وسارة ماثيوز. بدأت علاقته الطويلة مع "نوتورنال باليه ثيتر" في عام 1987 مع "ميموار إيماغينير" التي كانت بداية لتعاون مثمر مع مصمم الرقص مايكل بينك، حيث أنتجوا معًا "سترانج ميتينغ" و"دانس كلاسيك". في عام 1993، تم تكليفه بتأليف "جاز كونشيرتو" لمصمم الرقص ديريك ويليامز. وكان أول إنتاج له بالكامل لباليه نوتورنال "سندريلا" من تصميم كريستوفر غابل. وفي عام 1996، كتب فيني الموسيقى الشهيرة لـ "دراكولا" بتصميم كل من غابل وبينك. وتبعها موسيقى "The Hunchback of Notre Dame" (1997). تم تسجيل هذه الباليهات الثلاثة على الأقراص المدمجة. واصل فيليب فيني التعاون مع العديد من مصممي الرقص العالميين، مثل ديدي فيلدمان ومصمم الرقص مايكل كيغان-دولان. كما عمل على مشاريع مع العديد من فرق الباليه الشهيرة مثل "باليه سنترال" و"رامبرت دانس كومباني". من بين الأعمال الشهيرة التي قام بتأليفها "الزهور والذئب" (2007) و"بيتر بان" (2010) و"جيزيل" (2003)، كما عمل على العديد من الأعمال المميزة مثل "The Bull" (2007) و"التماثيل الحية" (2014). في السنوات الأخيرة، تعاون مع مصممة الرقص كاثي مارستون على عدة إنتاجات ناجحة، بما في ذلك "جين آير" التي عرضت في العديد من المسارح الدولية. بالإضافة إلى عمله في مجال الرقص، أسهم فيليب فيني في العديد من الورش الدولية للدورة التدريبية للرقص وألقى محاضرات في معاهد مرموقة حول العالم. المصدر http://philipfeeney.com/biography
«
4
5
6