Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
مفاهيم البناء الإنساني
BY sculptor Alberto Giacometti
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مفاهيم البناء الإنساني في منحوتات ألبرتو جيوكوماتي ضحى عبدالرؤوف المل يخرج الفنان والنحات "ألبرتو جيوكوماتي" Alberto Giacometti من ظله ذاتياً ، مستخرجاً من ذلك الأبعاد التخيلية لازدواجية الجسد ومرونته بين المادي والحسي، وإشكالية الوجود والعبث أو البحث عن حقيقة المادة الإنسانية ومعاييرها التي تمنحه القوة في استمرارية الحياة وتتابعها ، وإن بدا ذلك من خلال فلسفة استنطق منها منحوتاته التي يضعها في الفن الإنساني المقارن بين الأنا والتلاشي أو بين حقيقة وجودية ووجودية الآخر الذي استمد منه قوة البقاء. أو ما يترجم رؤيتي أي رؤيته الذاتية الخاصة. ولهذا تبدو منحوتاته آحادية في ظاهرها وثنائية الأبعاد في واقعها ومتخيلها. إلا أنه يستبدلها بالثنائية في أخرى، وبين نقطتين ترتكز كل نقطة على مفهوم الوجود الدائم للأنسان في الحياة من خلال روحه وجماليتها. أو فكرته الوجودية، وهيكله الذي يساعده على الحركة، ويبقى كالظل معه، ويرافقه حيث المبتدأ والمنتهى والعودة والرحيل . ربما من يقرأ مقالي هذا يشعر بالخيال المفرط أو فلسفة الرؤية الجمالية في منحوتات "البرتو جيوكوماتي". إلا أنه وضع نفسه في الحياة بشكل مستمر من خلال أشكال منحوتاته التي تجسد ظله الفني ووجوده كإنسان على الأرض عبر المادة، والروح التي تركت هذه الجسد وقدراته عبر نظريات تؤدي لدراستها واستخراج ما هو ذاتي وما هو فلسفي موضوعي، ليستكشف الرائي نقاط القوة والضعف في الإنسان أو بالأحرى بين ما هو قوي وصلب وتقوم عليه حياة الإنسان، وبين ما يفنى ويبقى. فهل قدم "البرتو جيوكوماتي" أعمالا فنية هي مفاهيم البناء الإنساني أو إعادة رؤيته من خلال الظل بعد رحيل المادة ؟ تشفير في الحركة الفيزيائية التي يعتمدها في بناء الأشكال المثيرة للغموض برغم الوضوح النسبي الذي يتركه لإثارة الغموض بشكل أكبر. إلا أنه يوحي بوجود الإنسان الدائم فكرياً. أو بالاحرى أهمية الإنسان فيزيائيا من خلال ابتكاراته أو من خلال وجوده الأثيري ووجوده كفكرة انبثقت من منظومة الوجود بشكل عام.فلعبة التوازن التي يحوطها غالبا بالكرة أو بدائرية تحتاج لخط مستقيم أو خط منحنى لجعل التوازن إيقاعا،والعقلانية هي حقيقة وجود الإنسان الذي يستخرج من حياته مفاتيح بقاء سواه .وما التسلسل الهرمي أو الزمني للإنسان إلا رؤية تجعله أكثر خبرة وثباتاً لمفاهيم استنتجها وأبقاها قيد الدرس من بعده، معتمداًعلى مقاييس الطول غالباً أو ما يثيره الظل من امتداد للأشياء من حولنا. وربما هذا منحه رؤية تحتاج للظل والنور وللشكل الذي يرسمه الظل. فيتشكل في مخيلة "البرتو جيوكوماتي" بانسيابية ذات معادلات ما تزال قائمة في منحوتاته التي لو رأينا ظلها عدة مرات متتالية لتلاشت ظلالها كما الإنسان، بمعنى امتصاص الضوء للمادة من حيث قدرته على التضخيم أو التلاشي، وفي الحالتين المادة موجودة نسبيا بمقاييسها التي أنتجها العقل البشري المهووس بالبقاء، والذي يريد نفي الموت أو الغياب الكلي من الحياة . فهل حاول جيوكوماتي إنتاج منحوتات رغم غرابتها إلا أنها تحاكي الوجود الاثيري للإنسان على الأرض، وعوامل الضوء المؤثر على خلق الظل ومعنى الوجود دون فناء الأشياء من حولنا . هي الأنا والوجود والآخر وعوامل الطبيعة من حولنا في أعمال تشير إلى أهمية التفكر بالمحيط ومؤثراته، والسؤال الأهم الظل وما ينتج عنه من أهمية ذات معاني لا يمكن إهمالها حتى من حيث النسب الذهبية التي يظهرها في الكثير من منحوتاته، إن لم نقل كلها، تبعا لكل شكل ينبثق عنه المقاييس الخاصة التي تسمح بإنتاج آخر، وبأحجام مختلفة ترتبط بالضوء والظل والاختزال الذي تركه في لغة نحتية تشفيرية تستدعي اكتشافها، وإن ضمن الدراسات النحتية لأعماله الموجود فيها فكره أو تفكره بظل الإنسان على الأرض، وبالوعي الحضاري للإنسان المرتبط بعموده الفقري، أو بالجينة وتسلسلاتها، وإن تركها في رمزية الطول والدائرة ومقاييس الظل في أعماله . Doha El Mol
×
sculptor Alberto Giacometti
فيما يتعلق بتقنية النحت لجياكوميتي ووفقًا لمتحف متروبوليتان للفنون: "إن الأسطح الخشنة والمتآكلة والمشغولة بكثافة لثلاثة رجال يمشون (الجزء الثاني)، عام 1949، تمثل أسلوبه. وتثير هذه الأشكال، كما هي، في جوهرها، الأشجار المنعزلة في الشتاء التي فقدت أوراقها، ضمن هذا الأسلوب، نادرًا ما ينحرف جياكوميتي عن الموضوعات الثلاثة التي كانت تشغله - الرجل السائر، والمرأة العارية، والتمثال النصفي - أو الثلاثة معًا في مجموعات مختلفة. في رسالة إلى بيير ماتيس، كتب جياكوميتي: "لم تكن الأشكال أبدًا كتلة مدمجة ولكنها مثل البناء الشفاف".[21] في الرسالة، يكتب جياكوميتي عن كيف نظر إلى التماثيل النصفية الواقعية والكلاسيكية في شبابه بالحنين إلى الماضي، ويحكي قصة الأزمة الوجودية التي عجلت بالأسلوب الذي اشتهر به. "[أعدت اكتشاف] الرغبة في تكوين تركيبات باستخدام الأشكال. ولهذا كان علي أن أقوم (بسرعة اعتقدت؛ بشكل عابر) بدراسة واحدة أو اثنتين من الطبيعة، بما يكفي لفهم بناء الرأس، الشكل بأكمله، وفي عام 1935 أخذت نموذجًا، واعتقدت أن هذه الدراسة يجب أن تستغرق أسبوعين وبعد ذلك أستطيع أن أدرك تركيباتي... عملت مع النموذج طوال اليوم من عام 1935 إلى عام 1940... لم يكن هناك شيء كما تخيلته ، أصبح بالنسبة لي شيئًا مجهولًا تمامًا وليس له أبعاد." نظرًا لأن جياكوميتي حقق واقعية رائعة بسهولة عندما كان ينفذ التماثيل النصفية في أوائل مراهقته، فإن صعوبة جياكوميتي في إعادة التعامل مع الشخصية كشخص بالغ تُفهم عمومًا على أنها علامة على صراع وجودي من أجل المعنى، وليس على أنها عجز فني. كان جياكوميتي لاعبًا رئيسيًا في الحركة الفنية السريالية، لكن أعماله تقاوم التصنيف السهل. يصفها البعض بأنها شكلية، بينما يرى آخرون أنها تعبيرية أو لها علاقة بما يسميه دولوز "كتل الإحساس" (كما في تحليل دولوز لفرانسيس بيكون). حتى بعد حرمانه من المجموعة السريالية، [بحاجة إلى مزيد من التوضيح] بينما كان القصد من نحته هو التقليد عادةً، كانت المنتجات النهائية تعبيرًا عن استجابته العاطفية للموضوع. لقد حاول إنشاء نسخ لنماذجه بالطريقة التي رآها بها، وبالطريقة التي يعتقد أنه ينبغي رؤيتها بها. قال ذات مرة إنه لم يكن ينحت الشكل البشري بل "الظل المصبوب". يرى الباحث ويليام باريت في كتابه الرجل غير العقلاني: دراسة في الفلسفة الوجودية (1962)، أن الأشكال المخففة لشخصيات جياكوميتي تعكس وجهة نظر الحداثة والوجودية في القرن العشرين بأن الحياة الحديثة أصبحت فارغة وخالية من المعنى بشكل متزايد. "جميع منحوتات اليوم، مثل تلك التي كانت في الماضي، ستنتهي في يوم من الأيام إلى أجزاء... لذا من المهم أن يصمم المرء عمله بعناية في أصغر فترة راحة وأن يشحن كل جزيء من المادة بالحياة." ركز معرض 2011-2012 في بيناكوتيك دو باريس على إظهار كيفية استلهام جياكوميتي من الفن الإتروسكاني. الأعمال الفنية لجياكوميتي في بينالي البندقية الحادي والثلاثين عام 1962، تصوير باولو مونتي الرجل الذي يمشي وشخصيات بشرية أخرى اشتهر جياكوميتي بالمنحوتات البرونزية للشخصيات البشرية الطويلة والنحيفة، والتي تم صنعها في الأعوام من 1945 إلى 1960.[23] تأثر جياكوميتي بالانطباعات التي أخذها من الناس المسرعين في المدينة الكبيرة. رأى الناس في الحركة على أنهم "سلسلة من لحظات السكون". غالبًا ما يتم تفسير الشخصيات الهزيلة على أنها تعبير عن الخوف الوجودي وعدم الأهمية والشعور بالوحدة لدى البشرية.[25] ينعكس مزاج الخوف في فترة الأربعينيات والحرب الباردة في هذا الرقم. إنه شعور بالحزن والوحدة وصعوبة الارتباط به.[26] إرث المعارض كانت أعمال جياكوميتي موضوعًا للعديد من المعارض الفردية بما في ذلك المتحف العالي للفنون، أتلانتا (1970)؛ ومركز بومبيدو، باريس (2007-2008)؛ متحف بوشكين، موسكو "استوديو ألبرتو جياكوميتي: مجموعة مؤسسة ألبرتو وأنيت جياكوميتي" (2008)؛ كونستال روتردام (2008); مؤسسة بيلر، بازل (2009)؛ بوينس آيرس (2012)؛ كونستال هامبورغ (2013)؛ متحف بيرا، إسطنبول (2015)؛ تيت مودرن، لندن (2017)؛[27] معرض فانكوفر للفنون، "ألبرتو جياكوميتي: خط عبر الزمن" (2019)؛ معرض أيرلندا الوطني، دبلن (2022).[28][29][30] معرض الصور الوطني، أول معرض منفرد في لندن لأعمال جياكوميتي، Pure Presence افتتح لمراجعات الخمس نجوم في 13 أكتوبر 2015 (حتى 10 يناير 2016، تكريما للذكرى الخمسين لوفاة الفنان). منذ أبريل 2019، سلط متحف برادو في مدريد الضوء على أعمال جياكوميتي في أحد المعارض. مصدر السيرة الذاتية ويكيبيديا https://en.wikipedia.org/wiki/Alberto_Giacometti
تعبير تكاملي
BY Artist Abraham el terman
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تعبير تكاملي في لوحات الفنان المكسيكي إبراهام الترمان ضحى عبدالرؤوف المل تحتوي ألوان الفنان المكسيكي" إبراهام الترمان " ( Abraham el terman) على إنفعالات فيزيائية تنسجم مع حيوية الألوان التي يستخدمها. لتبث الحرارة الوجدانية للمتلقي، وللبحث عن محو الصراعات من داخل النفس إلى خارجها فمحيطها . إذ تكلل الهالات الضوئية الألوان المتداخلة داخل الأشكال الإيحائية وفق مزاجية الحس الفني ، والإنفعالات المشغولة بتقنية ذات تعبير تكاملي تطغى على الصراعات الإنسانية حيث يوزع المعاني الجمالية بهدوء في مربعات ومستطيلات شفافة، يطمسها ويظهرها رغم الإنفعال المحسوس بصرياً ، وبخصوصية افتراضية تحفز على استخراج الإنعكاسات التي تصل للعين من تأثير الخطوط والألوان، والأشكال التي تحتل مكانة شاعرية. لتمكين النظرية الإنسانية التي يسعى إلى تطبيقها" إبراهام الترمان" من خلال اللوحة التي تمثل المشاعر الإنسانية الداخلية، والأحاسيس الجمالية بمؤثرات فيزيائية قائمة على معادلات الألوان، والجاذبية البصرية المؤثرة والمتاثرة من الخطوط الموزعة ، المجسدة للإنسان داخل الإنسان نفسه ، وإن بتعبير مخفي إيحائي يعتمد على شاعرية اللون، ومعناه الفني ضمن غاياته التشكيلية المفعمة بالحس الإنساني والبحث عن السلام الداخلي، لمحو اللون الأسود أو قوى الظلام التي حصرها بأشكال معيبنة، لتمثبل الأهداف التي يحددها بالعاطفة الجمالية في اللون وإيقاعاته المختلفة، دون أن يتأثر فضاء اللوحة بالمحتوى الذي يتفاعل معه المتلقي حسياً وعاطفياً، وبتأثير ثلاثي ينبثق من اللون والخط والأشكال المتداخلة. تتماشى الإيحاءات الداخلية في اللوحة مع الجمال النسبي الذي يهدف اليه " إبراهام الترمان "ليجعله المحفّز الحقيقي للوحة التي تنطق بقيمة الجمال وتساؤلاته المرتبطة بأهداف إنسانية وقيم فنية ، وبالتالي الحفاظ على البعد العاطفي في الألوان ودرجاتها التي تمنح الأبعاد الضوئية تضادات تجمع الخير والشر، والألم والفرح والمشهد المنسكب عبر الخطوط اللينة والقاسية، وبفهم عميق لمراحل البناء التشكيلي والزمن المتكشل بين الخطوط التي يجمعها ويفرقها تبعاً لأحاسيس الشكل وانفعالات الريشة، وكأن الصراع والموت ناتج إنساني والجمال والطبيعة ناتج كوني، والدمج بينهما كالدمج بين الحياة والموت . فهل يحاول "ابراهام الترمان" اكتشاف فيزياء الكون من خلال الإنسان والألوان والطبيعة والاشكال . أم هي محض صرخة أمام قوى الشر في العالم ؟. ما بين الأخضر والأزرق والأحمر والبرتقالي ، رمزية الحب والعطاء والفطرة الإنسانية التي نولد عليها، والأسود بين الألوان هو لخلق تعبيرات مختلفة قوية لوجودها بين الأشكال التي تترك أحاسيسها تتجسد، كقصة باكية على سلام يبحث عنه "ابراهام الترمان ". لنتأمل أسلوبه الشاعري في رسومات اندمجت بصريا مع السرد اللوني دون تعقيد بصري، بل! بجمالية فنية ذات تكنيك معاصر . ليميط اللثام عن معنى فني فيزيائي يخاطب به أصحاب المشاعر الإنسانية ، ويلامس به الحركة الدراماتيكية المحببة للنفس، والقادرة على المحاكاة البناءة في تحقيق حياكة رومانسية في لوحة تتميز بالتناغم ، والإيقاع البصري المنسجم موضوعياً مع الخيال الحسي، وخاصية الإيحاءات الدراماتيكية الشديدة التعبير في معطياتها البصرية وأبعادها الضوئية، وحتى بين الداكن والفاتح، وبتضاد في معاني الخير والشر أو الكل والجزء، وقوة الإنصهار أثناء إبراز قوة المشاعر التي تطغى على رقة الخطوط و اندماجها مع المنظور الفني الرومانسي، و أبعاده الدقيقة وبساطته التي توحي لك بسهولة هذا الفن. إلا أنك حين تتعمق في التنويعات الحركية والخطوط الدقيقة تدرك أنه ذات قدرة كبيرة على تشكيل لوحة بمقاييس فنية تعبيرية واقعية لها تأثيراتها على النفس من توليف ألوان وتضاد يظهر من خلاله القيم الإيجابية في الفن التشكيلي. لوحة الفنان من مجموعة متحف فرحات Doha EL Mol
×
Artist Abraham el terman
ولد في مكسيكو سيتي تعليم مدرسة سكوهيجان للرسم والنحت جامعة كاليفورنيا، بيركلي، دكتوراه في الفيزياء الحيوية الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، بكالوريوس فيزياء معارض شخص واحد 2010 ميليسا مورغان للفنون الجميلة، لوس أنجلوس، كاليفورنيا 2004 معرض دولبي تشادويك، سان فرانسيسكو، كاليفورنيا 2000 معرض روبرت بيرمان، سانتا مونيكا، كاليفورنيا 1994 بوليفوروم سيكيروس، مكسيكو سيتي 1993 معرض ستيب، نيويورك، نيويورك 1991 العودة إلى معرض الصور، سان فرانسيسكو، كاليفورنيا 1989 معرض نورث لايت، جوالالا، كاليفورنيا 1987 معرض بلوكسوم، سان فرانسيسكو، كاليفورنيا 1986 مقدمات 86، معرض بلوكسوم، سان فرانسيسكو، كاليفورنيا لقد كان مساري الفني غريبًا. لقد قادت مجموعة من الخلفيات – الثقافية والتعليمية – عملي إلى البحث في الأشكال العضوية وتفاعلاتها. يقول :"يمكن وصف اللوحات التي كنت أنتجها بالاختزالية: فهي تحاول التقاط بعض العناصر الأساسية التي - على ما أعتقد - تكمن وراء التمثيل البصري الفني بشكل عام. في البداية تبدو الصور مبسطة، ولكن أعتقد أنها ترمز لبعض التطلعات والمخاوف الإنسانية الأساسية مثل الخوف من العزلة، والرغبة في الاحتواء، والخوف من عدم الأهمية. تتطلب الصور الاهتمام من خلال الوقوف في المقدمة والوسط كأبطال لقصتهم الفردية. تثير اللوحات إحساسًا بالحل، لأن الأشكال تتكيف مع بعضها البعض: تصبح القوة التي يجمعها كل شكل متوازنة في النهاية من خلال المعارضة الشاملة للأشكال الأخرى. إن الصياغة الدقيقة للصور - أشكالها وانحناءاتها وكذلك الحدود بينها - تثير قضايا التعاطف والترابط. لقد تأثرت عملي على مر السنين بشدة بتدريبي كعالم (دكتوراه في الفيزياء الحيوية، جامعة كاليفورنيا في بيركلي). لقد تعاملت مع الفن بشكل منهجي من خلال إنتاج مجموعات من الأعمال ومحاولة فهم رسائلها بشكل تحليلي. كان هذا يشبه بطريقة ما التنقيب الأثري: فقد كشفت الطبقات الأساسية للمعنى عن نفسها تدريجيًا. هذا ليس بساطتها لأن العمق والنمذجة لهما أهمية قصوى؛ كما أنها ليست رمزية لأن الأشكال طبيعية. إنها ليست واقعية تمامًا حيث تظل الصور غير قابلة للتحديد، كما أنها ليست مجردة حيث يتم تقديمها بشكل واقعي. أود أن أسمي هذا العمل بالأساسي. فهو يبحث في بعض التجارب الإنسانية في أساسها، ليس في تفاصيلها الثقافية أو التاريخية، بل في طبيعتها التي لا تتغير.
فن تشكيلي ينسجم بصريا
BY Artist Edward Shahda
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
فن تشكيلي ينسجم بصريا مع المواضبع الذهنية التي تعصف بالفكرة ضحى عبدالرؤوف المل يطرح الفنان أدوار شهدا "( Edward Shahda ) في أعماله الفنية الأفكار البنويوية المعبرة في فلسفتها عن شتى القضايا الإنسانية بتنوع وتباين درامي، يحاور من خلاله الذات لتحيا ضمن منظومة أدبية أو شعرية أو مسرحية أو قصصية، وغير ذلك من العناصر الفنية الصامته التي يرسمها بوعي يبتعد من خلاله عن منطق تفسير الأشياء، لتكون لوحته دال ومدلول، وبترابط موضوعي تتوالى من خلاله الرؤية بتسلسل منطقي غير مألوف درامياً في فن تشكيلي ينسجم بصرياً مع المواضبع الذهنية التي تعصف بالفكرة، وبالأنماط التي تستحوذ على الثيمات الزمكانية الكامنة في مدلولات وجدانية ذات إنثيالات محسوسة تتكون جمالياً داخل بنية الصورة التي تجتمع فيها مفاهيم الشكل والمضمون، والدمج الموائم فيزيائيا حركة اللون والفراغ المرتبط بالوجود الفيزيقي ومستوياته الدلالية. يعتمد الفنان " ادوار شهدا " على مضامين لحظية نافياً الرؤية المستقبلية، لحاضر يتخذ منه رسوماته المحاكية للذهن ، محاولاً بناء جسر تواصلي مع المتلقي، بتوظيف بياني ذي تخاطب حسي متعلق بقضايا السمو في التعبير اللوني والأشكال الهندسية الوهمية، المبطنة الصادرة لا شعورياً عن خزين معرفي ذي شعور إنساني يُضفي على الواقع قيمة تضغط على المعنى، ليتجلى في الأسلوب الإختزالي الذي يمنحه" ادور شهدا" مشهدا شاعرياً أو عقلانياً أو بتواشج يفيض بتخيلات مشحونة بالمشاعر والإنفعالات الحسية المزدانة فنياً، بتفاصيل جمالية ذات خصائص موضوعية وذاتية، وبتلاحم إدراكي تتنامى حركته سيكولوجياً وفق مستجدات تتصف باللحظة اللاشعورية، وبالمغزى اللوني لكل معنى ايحائي أراد له الإنعتاق من الشكل ومجازية المفردة التشكيلية التي يعتمدها في لوحات تحاكي معنويا المعطيات الحسية لكل شكل هندسي دمجه داخل تعبيرات تكتسب بدلالتها خاصية معاصرة. معالم فنية تنبض بروح الواقع الذي يستمد سماته من رؤى تشكيلية أتقن تجريدها، ليطمس الحقيقة بخيال سيمائي يهدف إلى عكس الأنماط الحياتية في الصورة التشكيلية الموحية بمعناها وصورتها ، وصياغتها البصرية المعتمة والمضيئة المستخلصة من قيمة سطح اللوحة، والإنعكاسات اللونية المتوالفة مع الخط والأبعاد المترائية تبعاً، لكل شكل ذي اتجاه تكويني مختلف في الحجم والطول والعرض أو الشفافية والكثافة المقترنة بتجزئة العناصر البنائية في اللوحة. إذ تبرز المساحات المنفصلة والمتصلة، كوقفات تأملية تمنح الإحساس الراحة البصرية اللامحدودة، وبنوع من الإيقاع المتناغم والمتميز بالابعاد الثلاثية ذات الاحساس الفني الغارق بتكنيك يتناسب مع الأجزاء ويتضاد معها ، للكشف عن الأبعاد الخفية التي يغمرها بالمعنى الشاعري. لتنجذب الحواس نحو اللوحة وتثير قوة الإستقراء عند المتلقي. معالجات تشكيلية تبدأ من الخط وتتضمن خلق وحدات فنية ينتج عنها إيقاعات ذات فواصل فراغية تنتظم بتآلف محسوس يتزن كلما ارتبط بالمقاييس الهندسية لبناء اللوحة، وإن بتعبير رمزي ذي وعي ينتج عنه صياغات تعتمد على حدس الريشة وضرباتها المؤثرة في إيجاد المعنى الفلسفي ومثيراته الفكرية التي تتبلور في الشكل والحركة ، واللون وتدرجات الضوء ما بين الداكن والفاتح، وبنواحي تتناقض مع بعضها حسياً ومادياً، كتعبير عن حاضر ببلاغة الأشكال وعمق الألوان، وتناغم الخطوط المؤثرة في فتح المخيلة نحو فضاءات لامحدودة ترتبط بالفراغات وقيمة اللون وتلاشيه. إذ تجتذب الخربشات الواعية القصص التخيلية إلى الذهن بيسر يتيح ابتكار العديد من الأفكار التي تسهم في عكس مفهوم الواقع ومكوناته من خلال لمسة فنية يتوجها فكريا بوعي تشكيلي هادف اجتماعيا . لغة تشكيلية يقدمها الفنان " ادوار شهدا " باختزال مشهدي يهدف الى إظهار المعنى الإيحائي ضمن سياقات موضوعية ذات قيمة محورية تتعلق بالمنطق الفني وتوازنه الرياضي المفتوح على عدة معاني سيميائية تؤدي إلى إحداث فروقات بصرية تثير انتباه المتلقي وتفتح له مساراته التأملية. لتتكون الصورة تبعاً لثقافته الفنية والأدبية معا . Doha EL Mol
×
Artist Edward Shahda
ولد إدوارد شهدا (1952) في دمشق، ودرس في مركز سهيل الأحدب في حماة وفي كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، قبل أن يتولى الإقامة في مشغل أناتولي كلانكوف في روسيا. مستوحاة من الحكايات الشعبية والأساطير والأيقونات المحلية، تتراوح موضوعات شهدا شبه الروحية من الشخصيات الآشورية والمنحوتات التدمرية إلى حياة الشعراء وحتى الزخارف الإسلامية. يشتهر بشخصياته ذات الوجه الكئيب التي تخلق مشاهد قوية وذات صدى عاطفي، كما أنه يميل أيضًا إلى رسم الشكل الأنثوي. من خلال العمل باستخدام الوسائط المختلطة والأكريليك والزيت والحبر الهندي، تظهر قطعه توترًا كامنًا من خلال سمك الخط وتباين الألوان. عرضت شهدا أعمالها في معارض فردية وجماعية دولية في سوريا وروسيا ولبنان ومصر ودبي وتركيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وسويسرا والصين. تشمل المعارض الدولية البارزة بينالي الإسكندرية، ونسختين من بينالي بكين الدولي للفنون، ومعهد العالم العربي في باريس.
الحرف العربي الغني هندسياً
BY Artist Tajammul Hussein
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الحرف العربي الغني هندسياً بالحركة الحسابية الدقيقة والمتينة بصرياً ضحى عبدالرؤوف المل يبني الفنان " تجمول حسين" (Tajammul Hussein) حروفه القرآنية رياضيا، وببصيرة كونية تميل إلى الاستنارة في تطلعاته نحو الحرف العربي الغني هندسياً بالحركة الحسابية الدقيقة والمتينة بصرياً، وبجمالية نتلمس من خلالها روعة المعنى والدلالية لمسارات الألف والأفقية الأحرف الأخرى، ولحرف لام مؤصل في أحرف جلالة توازنت مع الحركة السداسية، ولمحور النقطة أو الدائرة ذات البنية الهندسية المحسوبة رياضياً مع عدد الأحرف في كل لوحة مرسومة وفق الأبعاد الكونية المتخيلة، ضمن مرتكزات الخط العربي الإسلامي تحديداً المستوحى من صوفية تتجلى بصرياً عبر الخصائص والمفاهيم للخط العربي بكل أنواعه من كوفي وغيره ، وبخصائص الألوان الذهبية والمتلونة وفق العتمة والظل وحركة الحرف في لوحات تتواشج منها الخطوط بموضوعية تتجرد من خلالها مادية الحرف. لتتصل بروحانيته وعمقه ومعناه من حيث اتصاله بالحروف الأخرى تشكيلياً وهندسياً، وجمالية ذلك عبر التصميم الكلي للكلمة السابحة في مساحاته المفتوحة بصرياً نحو الكون. ما بين الهندسة والرياضيات جمع الفنان " تجمول حسين" الشكل الحسي للمعنى الدلالي في كلمة توحي أشكالها بما تجسده. لتتناسب المقاييس مع معايير الأحرف من حيث الطول أو الارتفاع أو الامتداد والانحناء، وما تمثله من قسوة وليونة في التكوين المرن المرتبط بأجزاء الحرف والكلمة. لينطلق من الجزء نحو الكل، وبمهارة حسابية وبصرية دقيقة في تعابيرها الرياضية ذات الوجود التجويدي الإيقاعي بين الحركة والسكون. لحرف نتناغم معه وندرك معناه من حيث الشكل واتجاهاته، والحرف واتصاله وانفصاله الموحي ببناء الكلمة المثيرة لشكل هندسي سابح في فضاءات اللوحة ودقة معاييرها الجمالية ذات الاتساق النمطي للعب على جوانب التكرار وعمقه الفراغي من حيث عدد الحروف في اللوحة والمغزى القرآني من ذلك . أبعاد فنية ترتكز على شكل الحرف واتصاله بالآخر، ولحظة التجلي التصوفية مع الحفاظ على النسب الفراغية بين الأشكال الحروفية أو بين الحرف والحرف، وأسلوب رسمه في اللوحة، وببنية مستقلة أحيانا وتبعاً لقوانين المربع والمثلث والمستطيل والحركة الدورانية المنسابة مع حرف القاف أو حرف النون، وحتى في حرف لام يكمن سره في تحليل بنيته البصرية التي ترتبط بالقوانين الرياضية ومضامينها الفنية ذات الإيحاء الحركي في امتداد الحروف وتقوسها أو انحناءاتها الموحية بالسكون، وخصوصيته الحسية والحركة وقدرتها على دمج الظاهر والباطن في بوتقة الكلمة بكاملها وتناسقها الإدراكي الملموس بصرياً وبمهارة مرنة عقلانياً. ليتخذ من الشكل قوة المضمون ورقة المعنى وجمالية الأسلوب في الخط العربي ومعانيه الحركية. خط عربي ذو منهج يقيني يدرك من خلاله الرائي مفاهيم الفنان " تجمول حسين" المتمسك بالحرف العربي، وانصياعه لحساباته الدقيقة في التشكيل الفني، وبنظام ومكونات تراتبية ذات حدس رياضي تماسكت من خلاله المعاني المقروءة بصرياً، بفهم يرقى إلى اليقين الإيماني بالحرف القرآني تحديداً .إذ تتكون الأشكال في الخط العربي اللامتناهي بتناظر وتماثل يوحي بالإعجاز الفراغي ، السابح تخيليا مع التكرار اللامتناهي في مسحة ذهبية براقة في تعتيمها وسطوعها ، وامتلاءاتها الحيوية الناتجة عن تشكل الحرف في الفراغ النسبي الموزع توزيعاً بصرياً يتناغم مع الكلمة ومعناها وضمن الحدود المفروضة على اللوحة من الحرف والفنان معاً . يستبطن الفنان" تجمول حسين" الحرف بوعي كوني دوراني من الكل الى الكل، وبتوحد ذاتي ذي فكر يتسع مع الرؤيا والزوايا الأربعة، لكلمة وضعها في مربع وهمي ما بين مد وتزوية ومحاكاة فنية إيمانية خصوصاً في لوحة " سلام قولا من رب رحيم" الممتلئة بالحركات الانتصافية اللينة في تدويراتها وجهاتها الكامنة صعوداً وهبوطاً مع اللام والميم ، ونقاطهما المحركة لمؤثرات نفسية حسيه تُدهش المتأمل لها، ليتوحد مع المعنى من خلال الشكل، وكأنه يقول لمن يرى لوحاته وفيك انطوى العالم الأكبر. وبتمازج لونيّ يعبّر عن هوية رؤيته الصوفية وقدرته على إيجاد دلالات يربطها بعلمي الهندسة والحساب والرياضيات والخط ، «فتجمُول حسين» تنوع في حروفه بين انسجام وتضاد وتنافر ضوئي، لتتشكل لوحة جمالية تترجم قوة البصر والبصيرة في فهم لمعنى الاتصال الروحي المحلق مع حروف الآيات التي رسمها من سور تشكّل، الميقات والطواف، والخلق وتنزيل القرآن وفق تناسق ذي إيقاع يعتمد على خط الثلث المركّب الدائري، متخذاً من الأشكال نظرة كونية معتمداً تقنية خطوط مستقيمة ودائرية، وهلالية استطاع من خلالها استعمال مسحوق الذهب ليظهر المجرات في حركة إيهامية وضعها في اقتران الحروف مع حركة الكواكب في فضاء اللوحة عبر أبعاد هندسية لنقطة متحركة وساكنة. لأن الإحساس بنظام الكون والأعداد المتوافقة مع الحروف وتشكّلاتها هو ناتج عن شعور يتولّد من نظام العبادات، فالإنسان جزء من هذا النظام الكوني المتوازن، والذي يعتمد على الجمال العميق للنفس الإنسانية المؤمنة القادرة على إيجاد فكر غني بالتصورات والتخيلات المبنية على قوة المخزون العلمي والمعرفي للكون وحساباته التكوينية، الشبيهة بعلم الحرف وتشكيله وقدراته على الايحاء بالمعنى من خلال الشكل المتكامل للحرف العربي، وللكلمة بحد ذاتها ضمن التشابه والتكرار والاختلافات في الأسلوب الفني لبناء كل لوحة من حرف أو كلمة أو اسم الجلالة أو حتى حرف قاف يكفي في تشكله. ليثير التأمل والتفكر في قوة الحرف وحركته. استطاع الفنان " تجمول حسين " توظيف الحرف في إيجاد الليونة المستحبة بصرياً ، لفهم المعنى الجمالي لمن يتقن العربية ودلالياً لمن لا يقرأ الحرف العربي. إنما يفهم المعنى الحركي لكل خط واتجاهاته المحورية والتفافاته الهلالية ذات الأهمية الأسلوبية في البنية التشكيلية لحروفيات تعلقت بالآيات القرآنية وحساباتها الدقيقة ، الخاضعة للتذوق الجمالي المبني على تحديد معايير المساحة التي تحتوي العناصر السابحة والمتفاوتة في الملامح والمعنى، ولكن متلاحمة مع النقطة وقوتها ومركزيتها. إن من فوق أو تحت لتجذب باستقلاليتها الفكر، وكأنها تتفرد برؤية الفنان " تجمول حسين " الفنية الهادفة إلى تحليل الحرف من خلال الخط وفهم أبعاده الهندسية لاتصاله وانفصاله مع الآخر . إذ تبدو الحروف كحركة بصرية قصيرة أو طويلة ليتطابق المعنى مع الامتداد الطبيعي للحرف المتناغم مع المساحات الفراغية المحسوبة هندسياً بتناظر ذي خصوصية حسية توحي بدوران الكون والتلاشي. إنما بإيجاز ساكن بلاغياً لما يثيره الحرف من إجلال وسكون عند تأمل لوحات تحمل في طياتها الحركة الكونية من خلال الحرف القرآني وآياته. لينتظم كل حرف وفق انتظام اللغة القرآنية ومتانتها المتجسدة في كل كلمة وآية. الإقتران.... إن فهم الإنسان لحقيقة الكون يتشكل في وعيه الباطن، فيتوحّد مع الذات في تكامل وصفاء لتتكون علاقة خاصة لها نفس المقاييس والأبعاد والعناصر، لكنها ترتبط بعنصر واحد في الفكر والنفس والروح. ما يجعل زوايا الرؤية تتّسع وتمتد أفقياً وعامودياً، لتشمل زوايا الجهات الأربع، في مدّ.. تزوية... تشابك.. تداخل... وتركيب في محاكاة كونية لهياكل الحروف العربية السابحة في فضاءات اللغة حيث تمتلئ بتداخل لوني يخاطب العين الرائية عبر الحواس في تحاور إيماني يزيدنا خشوعاً، ويأخذ بلبّ جمال الكون عبر تشكيل وتكرار لأحرف في إيقاع سمعي لأصوات حروف معينة تداعب الطاقة الكامنة في النفس، فتجعلها تشعر بالسكون وهي تتأمل وتسمع، وتمسح بكف اليد بحركة هلالية... سلام قولاً من ربّ رحيم... يقول ابن مقلة: «الخط هو هندسة روحانية بآلة جسمانية..». إن التأثيرات الروحية في حركة الكون الظاهرة تجعلنا في طواف دائم، فنشعر بتوحد وتكامل، وسلام مع أجزاء الكون الأخرى، فهل هناك تشابه بين الانسان والأجرام السماوية والقلم؟ وهل هناك تشابه بين القمر والمرأة والحروف العربية ومفاصل اليدين والعدد ثمانية وعشرين؟... ربما هي هندسة الخط في الفراغ والتي تعيدني دائماً الى البداية والنهاية، في إسقاط نقطتين لرسم خط مسير الحياة بدقة وقوة، وجمال واتزان من خلال جريان قلم يبحث عن مستقر له في يد كل فنان مؤمن شديد الاستقامة في مران كامل كالقمر حين يرسم مساره في نظام كوني متوازن متجانس يشبه توازن وتجانس الحروف وتداخلها مع بعضها في اقتران على خط واحد في نقاط متعددة.. إن الاقتران بين الشمس والقمر حالة كونية تحدث مرة واحدة في كل شهر قمري وفق نظام ثابت للكون يشبه اقتران القلم مع الحروف وفق قواعد خطية ثابتة بدأ بها الفنان «تجمُول حسين» فخلق حواراً إيقاعياً ذا فواصل قصيرة من حروف في كلمات قرآنية ذات بعد روحي عبر حركة حروفية تعبيرية مذهلة، تعكس حركة الكون وارتباطها بمطواعية الحرف العربي والمعاني القوية فيه، فهو بدأ بحركة المجرات في الكون من خلال دائرتين مسقطتين على مستوى مائل في لوحة رسم فيها الشمس والقمر في أبعاد ونقاط ومقاييس مدروسة، فبدأ بسورة «يس» قلب القرآن الكريم «سلام قولاً من ربّ رحيم» في خط الثلث المتقن وهو أصعب الخطوط وأقواها في دائرتين، وكأنه يريد القول ان كل أشكال حروف الخط العربي مأخوذة من الشكل الدائري للقمر عبر نقاط سبع، وهو بذلك بدأ بالبسملة معرضه دون ان يكتبها..تمازج لونيّ يعبّر عن هوية رؤيته الصوفية، «فتجمُول حسين» تنقّل بين انسجام وتضاد، لتتشكل لوحة تجذب البصر والبصيرة في عملية اتصال روحي تجعلك تحلّق مع حروف الآيات التي استعملها من سور تشكّل، الميقات والطواف، والخلق وتنزيل القرآن وفق تناسق ذي إيقاع يعتمد على خط الثلث المركّب الدائري، متخذاً من الأشكال نظرة كونية معتمداً تقنية خطوط مستقيمة ودائرية، وهلالية استطاع من خلالها استعمال مسحوق الذهب ليظهر المجرات في حركة إيهامية وضعها في اقتران الحروف مع حركة الكواكب في فضاء اللوحة عبر أبعاد هندسية لنقطة متحركة وساكنة ما جعلنا ندخل من كل الأديان في العمق الايماني بسلام آمنين... وقفتُ مبهورة أمام لوحة كتبها بخط ثُلث متقن بقياسات مدروسة وأبعاد تجعلك تجري كما الشمس او كسفينة نوح في طواف مائي حول العرش!.. متأملاً رحمة الله الواسعة التي تشمل كل مخلوق دون استثناء وأنت في تسبيح كونيّ مع الكائنات كلها، فأحرفه ذات نظم جمالية ورؤيا فلسفية صوفية عميقة في حروفية ذات شكل ومضمون وإتقان، واضعاً الجزء في الكلّ، والكلّ في الجزء ضمن انحناء واستقامة، وتوازن جميل في اختيار الآيات من سور ذات بناء في حرفين، وسور ذات بناء في ثلاثة حروف وخمسة حروف وكأنها الأصابع التي تمسك القلم وتتحرك مع جريان اليد بين انبساط وانقباض!.. لين وقسوة وكأنه يرى خلايا الكون في الحرف، فهل يهجر النور قلباً مؤمناً ساعياً لذكر الله..!؟.. إن الإحساس بالنظام الكوني هو ناتج عن شعور يتولّد من نظام العبادات، فالانسان جزء من هذا النظام الكوني المتوازن والذي يعتمد على الجمال العميق للنفس الانسانية المؤمنة القادرة على إيجاد فكر ذات معان، ودلالات قادرة أن ترفع عنا الهموم وتشعرنا بالصلة القوية التي تنشأ بين العبد وخالقه، في توحد وعبادة وإخلاص لينتج عملاً متقناً يبعث السكون والطمأنينة في كل قلب يذكر اسم الله... يقول حامد سعيد في كتابه الفنون الإسلامية: «لا ينشأ كائن حيّ نشأة ذاتية إنما يتولّد من أصول ولا يمنع هذا أن الذي يتولّد يكون كياناً جديداً وأصيلاً، كذلك لا يتولّد الفن ذاتياً، إنما يتولّد من أصول، ولا يمنع هذا ان يتولّد الكيان الجديد الأصيل... إستمد الفنان تجمول قيمة أعماله من قدسية آيات استطاع أن يُظهر جمالها المعنوي في أحرف متماسكة ضمن فن إسلامي في جلال خاص عبر مفاهيم ذات عناية تذوقية توزعت على محور الكون ومركزيته في قدسية عالية، كما اعتمدت على اقتران الحروف في تكوين وإيقاع وتشكيل ومرونة يد فتذكرت قول الشاعر: كتبت وأيقنت يوم كتابتي أن اليد تفنى ويبقى كتابها فإن كتبت خيراً ستجزى بمثله وإن كتبت شراً عليها حسابها Doha EL Mol
×
Artist Tajammul Hussein
بدأ حسين حياته الفنية العملية كرسام موهوب. حبه للخط العربي جعله يتعلم الفن عندما درس خطوط الثلث والكوفي على يد الخطاط الإيراني الرائد حسين فاغيفي عندما زار لندن حيث يعيش حسين. قام الراحل مارتن لينجز، الحارس الفخري للمتحف البريطاني في لندن، بإعطاء الحسين المعرفة حول الفن المقدس لزخرفة القرآن الكريم. في سن الثالثة والعشرين عام 1976، عرض حسين لوحاته الخطية للمخطوطات القرآنية احتفالاً بالعام الهجري 1400. التقيته في قصر نوفل في معرض له أقيم فيه وكتب المقال عن هذا المعرض وتم نشره في جريدة الانشاء طرابلس ومن ثم هذا المقال لكني لم استطع الحصول على سيرة ذاتية كاملة له حتى الآن
«
4
5
6
7
8
»