Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
تظل مجرّد فرضيات
BY الكاتب والروائي محمد جبعيتي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تظل مجرّد فرضيات: قراءة في رواية "رجل واحد لأكثر من موت" للروائي محمد جعبتي ضحى عبدالرؤوف المل تطفو السمات الإنسانية في رواية "رجل واحد لأكثر من موت"، الصادرة عن دار الفارابي، للروائي محمد جعبتي، الذي يعطي الجوانب الحياتية قيمتها الروحية. رغم الوهن الاجتماعي والعبثية السلوكية، والتخبط الذي يدفع المرء نحو خلق حيوات هي من صلب تكوينه الاجتماعي، ببصيرة روائية ذات تقنية تتجاوز التعقيد، وإن بدأها بسريالية تشابكت مع ضرورة استدعاء لشخوص تشكل عدة مسارات؛ لأنها تستند على مفاهيم نفسية وتمثل دهاليز النفس. لتشمل الأفكار والاستنتاجات للمرأة والطفل والرجل، وحتى التجانس بين مكونات الأفراد الاجتماعية وصولاً إلى الحيوانات وفروقات محبتها أو كرهها أو الفوبيا منها. لتدخل بهدوء في حبكة موثقة مشدودة إلى المضمون والأسلوب، وبمقاربات فكرية وانتقاد تفاعلي غير مركب، وإنما أضافت الرواية نكهة الواقع الثقافي أو الواقع الروائي، وأيضاً إبراز معاناة الروائي أو صاحب القلم. ليبرهن أن الفن أقوى من الموت. الموت أو العودة إلى البصيرة والفهم الكامل لمسيرة وضعها في المستقبل أو المتوقع، المتأرجح والمتغذي باليقينيات التي تزدحم في نفس تواظب على القراءة وحب الكتاب، وحتى على خلق حياة في حياة أو خلق قصة من قصة أخرى. أي كتابة الرواية بحد ذاتها هي الدخول إلى عوالم وحيوات لفهم الذات التي تبرز في مكانها الخاص أو حيث تلجأ إلى اكتشاف نفسك وأنت تكتب وتبتعد عن العالم، بل! وتتكور كالخائف من مشهد رسمه محمد جعبتي بجمالية سردية لا تخلو من سيكولوجية يستميل من خلالها القارئ لجذبه نحو غموض الشخصيات وأفكارهم المختلفة وتنوعهم النفسي بين سوداوية ورومانسية وفوبيا الحيوانات وميثولوجيات نؤمن بها ونتعلق بقشور التوقعات. كل ذلك في حبكة لا تصيب القارئ بالملل، وإنما تشعره بالواقع وملامسة الأوجاع والأفراح، بتشويق فني تتبلور من خلاله خصوصية كل إنسان وفق المعايير التي نشأ فيها، وهذا يسمح للقارئ بمعايشة الشخصيات وكأنها قريبة منه أو كأنه معها في الداخل، ويمكنه معايشتها والتمازج معها، إذا وجد التشابه بينها وبين إحدى الشخصيات. فهل استطاع محمد جعبتي تحقيق التكافؤ الاجتماعي في رواية "رجل واحد لأكثر من موت"؟ أم أنه يدخل في لعبة الأزمنة التي يعيشها الإنسان بتتابع متشابه؟ تنطوي الأفكار على دمج موشى بحالات وهمية وأخرى واقعية، ليتشكل النص وفق ازدواجية انغمرت معها حالات الشخصيات بتورية روائية، ليصل إلى أن المعاناة الإنسانية في كل زمان ومكان تحدث مثل ليوناردو ودافني. "لا أدري على كل حال، إنه موجود في الرواية التي أعمل عليها، ويعيش معي طوال الوقت، لكني أعدت خلقه من جديد في عمل فني، ليخرج لنا في النهاية كائناً هجينا، غرائبياً، مزيجاً من واقع وخيال." إذ يتسم الأسلوب بالنقد الذاتي الموجه إلى القارئ الذي يتساءل عن الأسلوب الكلاسيكي المعاصر المركب سيكولوجياً بسريالية تحاكي العوالم التي تنتقد بعضها البعض عبر الحلم والأحداث الاجتماعية وفروقات الحياة بين المرأة العربية والأجنبية، وبين مجتمع يفكر بالفن والأدب وآخر يفكر بالعودة إلى فلسطين دون تخطيط أو خلق لمسارات جديدة تؤدي إلى الانتصارات، إن على صعيد النفس أو على صعيد الأرض والوطن. فهل فلسطين هي الحلم والكابوس والمرأة والدار والمنزل وشجرة الزيتون وشجرة الجميز؟ أم حقيقة يقاتل من يقاتل من أجل الدفاع عنها؟ لقد عاش الحرب الصامتة عبر القلم على ورقة ولوحة وعبر الألوان المختلفة للإنسان، كما أنني أعتبر الرواية هي رواية تشبه الحرب الباردة التي تضع القارئ بين المشاهد المنسكبة من تخيلات متأثرة بقصص الجدات والمثولوجيات والأساطير، التي تشبه أيضاً اللوحات في متحف الفن في إيطاليا. ليجمع بين ليوناردو الزمن القديم وليوناردو الزمن الحديث في ما يسمى تشكيل الملامح الإنسانية وإعادة حفظ هوية الشخصيات، لبث الوعي وإطلاق زفرات الوجع الإنساني الذي يهدف إلى خلق معادلات يستنتجها القارئ من قبل كاظم الذي أنهى دوره بلا شيء، وبخطوة لا تتعدى الوصف التخييلي المستنتج من مسار الرواية وتعقيداتها المتلائمة مع الأشكال الحياتية التي استنبطها. ليبدو الإنسان الفلسطيني موجوعاً حتى في غربته المتعلقة بواقع الاحتلال والذكريات والحرمان من الحقوق وانتزاع الحلم. فهل كلنا ضحايا هذا العالم؟ رغبة الخلق والخلود واستثنائيات التفرد والتميز والهموم الروائية التي تستحوذ على الأفكار وعلى الروائي بشكل خاص، ليكون عالمه انضباطياً ومكشوفاً له حين يقوم بعبثية التغيرات القدرية، ليتلاعب بحياة الشخصيات التي تنتجها حبكة الخيوط دون تدخل الراوي، وكأن الشخصيات تسير على خشبة الواقع أو كرسام لأجساد البشر، وما بين دافني وليوناردو كما بين الهموم الفلسطينية والإيطالية أو الفروقات الإنسانية والنزعة العبثية. لتكون الرواية خلطة سريالية بوصفة روائية منتقاة بحنكة فيها من الأسطورة والحب والغرائبية ما يجعلها في دائرة فلسفية أو على مدار تاريخي سعى من خلاله للوصول إلى الرواية الشاملة عبر الثيمات الأساسية في الحياة: الحب والموت والحرب. وكأنه يتنزه في حديقة متخيلة نفسياً أو كالمريض النفسي الذي يرى شريط الحياة كأنه أمام مسرح الدمى الروسية المتحركة، متمسكاً بالحبكة مركزاً على الخيال لإظهار القلق الإنساني المعاصر ومشاكله وأسئلته والبحث عن الهوية وتأثير الماضي على حيواتنا، وتأثير الحرب غير المباشر على الشباب وتطلعاتهم. ليصبح كاظم مكسوراً منهكاً مملوءاً بإعطاب داخلية لا يمكن إصلاحها، لهذا ختمها بمفردة "لا شيء". بعد مرور أكثر من سنتين على نشر هذا المقال في جريدة القدس، أعدت قراءة الكتاب وكتبت عنه برؤية جديدة. تعتبر رواية "رجل واحد لأكثر من موت" للروائي محمد جعبتي تجربة أدبية معقدة وثرية تعكس تنوعاً كبيراً في استخدام التقنيات السردية والرمزية. من خلال هذا التحليل، سنستعرض العناصر الأساسية للرواية من منظور سردي أدبي، مع التركيز على الموضوعات الرئيسية والأسلوب السردي الذي يعتمده الروائي. الرواية تعتمد على تقنية السرد غير التقليدي التي تجمع بين السريالية والواقعية. يبدأ جعبتي بتقديم النص من خلال عدسة سريالية، مما يسمح له بإدخال عناصر غير واقعية ضمن حبكة الرواية، وهذا يعزز من تعقيد السرد ويجعل القارئ يتفاعل مع النص على مستويات متعددة. السرد السريالي هنا ليس مجرد وسيلة للتعبير عن اللامعقول، بل هو أداة لفحص الأعماق النفسية والتجارب الإنسانية بطرق غير مباشرة. تظهر الرواية أيضاً استخداماً مميزاً للرمزية. من خلال تداخل عوالم متعددة، يعكس جعبتي صراعات الشخصية وتجاربها بطرق تتجاوز الحدود التقليدية للأدب الواقعي. الشخصية الرئيسية "كاظم" تتجسد كرمز للصراع الداخلي والبحث عن الهوية، مما يعكس بوضوح تطلعات الفرد في مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية. تشكل فكرة الموت والخلود محوراً أساسياً في الرواية. يقدم جعبتي الموت ليس كحدث نهائي، بل كعملية تعبيرية يمكن أن تعيد تشكيل الوجود والفهم الذاتي. الرواية تتناول كيف يمكن للأدب والفن أن يكونا قوة تعاكس الموت، وتكشف عن قدرة الإبداع على منح الحياة معنىً جديداً حتى في مواجهة الموت. من خلال الشخصية الرئيسية "كاظم"، يستعرض جعبتي أزمة الهوية والبحث عن الذات. الرواية تستكشف كيف يمكن للإنسان أن يخلق هويته الخاصة من خلال تجاربه ومعاناته، وكيف يتداخل الواقع والخيال في بناء هذا الكيان الفريد. تدمج الرواية بين الواقعية والسريالية لتقديم رؤية متعددة الأبعاد للواقع. هذا الدمج يساعد في تعميق الفهم للقضايا النفسية والاجتماعية، ويتيح للقارئ اكتشاف كيف تتداخل الأبعاد المختلفة في تشكيل تجارب الفرد. الشخصيات في الرواية ليست مجرد كائنات ذات أبعاد سطحية، بل تمثل جوانب متنوعة من الوجود البشري. "كاظم"، على سبيل المثال، يمثل تمثيلاً رمزياً للصراع الداخلي والبحث عن المعنى. من خلال تجربته، يعكس جعبتي الألم والفرح، التمزق والتماسك، مما يسمح للقارئ بالتعمق في التحليل النفسي للشخصية. الشخصيات الأخرى، مثل النساء والأطفال والحيوانات، تساهم في توسيع نطاق الفهم لكيفية تأثير المجتمع والبيئة على الأفراد. الرواية تقدم نظرة متعددة الأبعاد للتجربة الإنسانية، مما يعزز من قوتها كعمل أدبي معقد. تتسم البنية السردية بالرواية بتنوعها وتداخلها. الاستخدام الفعّال للفصول المتقطعة والتقنيات غير الخطية يعكس كيفية تشابك الأحداث والأفكار في حياة الشخصيات. هذا التداخل يعكس واقعاً معقداً حيث تتداخل الأزمنة والأماكن، مما يتيح سرداً غنيّاً متعدد الأبعاد. تستعين الرواية بالرمزية والميثولوجيا لتقديم طبقات إضافية من المعنى. الرموز، مثل شجرة الزيتون والجميز، تحمل معاني تاريخية وثقافية تعزز من عمق النص. هذا الاستخدام للرمزية يضفي بُعداً إضافياً على الرواية، مما يسمح للقارئ بفتح قنوات جديدة للتفسير والتحليل. رواية "رجل واحد لأكثر من موت" للروائي محمد جعبتي تقدم تجربة سردية فريدة تجمع بين السريالية والواقعية، وتستعرض قضايا معقدة مثل الموت، الهوية، والواقع والخيال. من خلال أسلوبه المميز واستخدامه للرمزية والتقنيات السردية غير التقليدية، ينجح جعبتي في خلق عمل أدبي متعدد الأبعاد يثير التأمل ويحفز التفكير النقدي. الرواية ليست مجرد حكاية، بل هي استكشاف عميق للتجربة الإنسانية ومعناها. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الكاتب والروائي محمد جبعيتي
محمد جبعيتي. كاتب من فلسطين. حاصل على درجة الماجستير في الأدب العربي، يعمل في مجالي التعليم والصحافة. لديه العديد من الروايات..
هل لبناننا الجميل هذا وطن نهائي
BY الكاتب إسماعيل الأمين
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هل لبناننا الجميل هذا وطن نهائي؟ قراءة في كتاب "الأمة اللبنانية" للدكتور إسماعيل الأمين ضحى عبدالرؤوف المل يخصص الدكتور إسماعيل الأمين في كتابه "الأمة اللبنانية"، الصادر عن "شركة المطبوعات للنشر والتوزيع"، الكثير من الأقوال المنتمية إلى الحكمة وخلاصة القول وما إلى ذلك. إذ يختصر الأفكار ويبتعد عن الفكر الغربي بعد إبراز ما استند إليه من خلال وضع الأمة اللبنانية بين نقطتين: القوة والفعل، وذلك على ضوء منجزات الفكر الغربي حول الأمة عامة والأمم الغربية خاصة. معتمدًا على ثلاث محاضرات منها لأرنست رينان، رغم أن ألمانيا وإيطاليا سبقتا محاضرات رينان إلى الوحدة والتكوين القومي. وذلك بتذويب النقاط التي يناقشها في النتائج وتطورات التفاعل التاريخي، متنقلاً بين الدول الخمس التي نشأت، والتظاهر ضد إعلان دولة لبنان الكبير، لنشعر بسخونة البحث التاريخي الذي يقدمه بسلاسة يعيد من خلالها رسم الأحداث، وبمواصفات ترتبط بالبحث عن الأمة العربية الواحدة ذات المشاكل والعلاقات المشتركة وحتى ذات التاريخ القديم الذي وحدها ووضعها في دول لكل منها سياسته ونهجه وما إلى ذلك. إذ يبرز السؤال الأهم في بداية الكتاب: "هل من قضايا لبنانية بحتة وملحة لا ترتبط بالعلاقات الإقليمية والدولية، ولا بطبيعة التماس مع القضية الإقليمية الأشد سخونة، أي الاحتلال الصهيوني، ذي الغالبية اليهودية دينًا والغربية الأوروبية أعراقًا، لفلسطين ذات الغالبية الإسلامية دينًا والعربية والفلسطينية أعراقًا؟" ليبدأ القارئ بعد كل هذا التحفيز بالتوغل في الأمة العربية وتاريخها ومستقبلها والغد الذي يصنف الأمة العربية كأمة تاريخية أصيلة لا يمكن قهرها حتى عبر التاريخ لما تحمله من مواصفات عددها وفق استفزاز نقاشي مباشر مع القارئ وعبر التاريخ نفسه. من هم مستكشفو صياغة تاريخ المنطقة؟ ومن هم الكتاب الغربيون الذين وضعوا تاريخ شعوب الشرق الأوسط لما قبل الميلاد والدعوة الإسلامية؟ وهل تنفي المحاضرات الثلاثة تاريخ الأمة العربية؟ أم أنها تؤكد على أن الأمة العربية يمكن إعادة أمجادها على ما كانت عليه قبل الإسلام؟ وأين العرق الصافي في العالم المعاصر؟ وما دور الفتوحات الإسلامية في خلق ثورات اقتصادية؟ إن التحولات الدينية في العهود الإسلامية والمد الحضاري شملت الوعي الثقافي والسياسي والاقتصادي، ومن ثم إلى اللغة التي يعتبرها "تشكلات تاريخية لا تشير إلى دماء من يتكلمونها"، لتكون مؤثرات الأطر الفكرية على المستويين المحلي والأوروبي نقطة هامة نغوص بعدها في الاستكشاف الذي يتخلله الكثير من وقفات نهلل لها ونستبشر منها. "للخروج من هذا الهدف لا بد من تغيير الأجيال الجديدة عبر نظام تربوي جديد" ليكتسب الفصل الأول صفة البحث عن تاريخ الأمة العربية والأدوار المركزية لقادة ومحاربين كان لهم الدور الأكبر في تحقيق ما يسمى الأمم الحديثة في أوروبا. فهل فينيقيا تشبه حلم العودة أم أن الفصل الثاني الذي بدأ بمقولة الإمام علي: "دولة الفجار مذلة الأبرار" هو لتحديد سمات الأمة الإسلامية أو التأكيد على الأمة العربية الواحدة في فكر الأمة الإسلامية التي تحدد سلوكيات وسياسات ونظريات وأقوال عن "أشد عناصر تكوين الأمة الإسلامية بنظر دعاتها المعاصرين هو وجود الأمة بمنطق أعدائها"، الأمة التي ترفض إسرائيل هي التي تشكل مطامع الأمم، وربما "يغمرنا شعور بالغبن لدى مناقشة قضايا الإسلام والمسلمين من خلال الفكر الغربي الحيادي الجاهل والمغرض والخبيث" في حين أنه يمثل العدالة. فما هي الهزيمة الحضارية في كتاب "الأمة اللبنانية"؟ مشقة التكوين لأمة يراها الدكتور إسماعيل الأمين بين الفكرين الغربي والإسلامي هي استحالة تكمن في عمق هذين الفكرين. فالامة العربية اليوم وارثة لتراث حضاري غني وواسع يشمل شتى الحضارات التي دخلتها وتفاعلت معها، من مصرية وآشورية وبابلية وفينيقية وغير ذلك. إذن، الأمة العربية في تاريخها ليست عربية صرفة. وما بين الاستثنائيات والأساسيات لا يمكن تصنيف النقاد المهمة، وفصلها عن النقاط الثانوية التي بحث فيها وقدمها للقارئ. لتكون بمثابة يقينيات يؤكد من خلالها فكرته أو النواة التي يريد زرعها من جديد لتولد الأمة العربية صحيحة معافاة من سموم تسربت إلى فينيقيا الجديدة التي تصارع الموت، كما يصورها في كتابه. وما بين الفصل الرابع والفصل الخامس يضيء زيت أفلاطون، كما تبرز مشكاة النور مع قول يسوع: "لا يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت"، ليستنتج القارئ أن الأمة العربية القادمة هي أمة عربية. إقصاء الشوائب من الاستنتاجات التي توصل إليها الدكتور إسماعيل الأمين في خضم اهتماماته بالفكر العربي والأمة التي تحتاج إلى التكاتف لكي لا يزج لبنان في أتون المخاطر التي تنطوي على عدة أسئلة أترك للقارئ استكشافها لأنها بحق تضعنا أمام عدة مفترقات رئيسية أو بالأحرى في متاهة تركها الدكتور الأمين في مهب أفكار ووجدان كمال الصليبي وأمين معلوف، ومن ثم الانتقال إلى وضع العرقية على المستوى السياسي، ومعالجة ذلك بالتفصيل من خلال العودة إلى مفردتي العرق والشعب وفروقات ما بينهما. "إذ يرى توماس هايلاند إريكسن أن الناس يصنعون التاريخ على الرغم من أنهم لا يفعلون ذلك في ظل ظروف من خيارهم." فأنثروبولوجيا الألفية الثالثة واليسار هما في تسابق محموم قبل الخاتمة التي يؤكد فيها "الأمة تولد وتموت بشعب واحد". ولا أدري لماذا اختار الشعب وترك العرق لأعرق الأمم ونقطة على السطر. حقيقة، كتاب استفزني، وأنا لا أمثل موقفًا في هذا المقال، إنما مجموعة تساؤلات عن قراءة انطباعية اتسمت بحلم الأمة اللبنانية وعظمة فينيقيا، ولكن... جعلني هذا أضع الكثير من الأسئلة التي ناقشها الدكتور إسماعيل الأمين بانسياب ووضوح وموضوعية، ربما! لم يتم مراعاة الخروج من فينيقيا أو الدور الحضاري الذي لعبته دول البحر الأبيض المتوسط، وهذا يحتاج إلى مفاهيم أخرى تدعم ما جاء في هذا الكتاب. إذ لا يمكن للقارئ أن يخرج من أمة "إسماعيل الأمين" العربية دون سؤاله: هل تريد للأمة العربية العودة إلى الدور الفينيقي وإلغاء الحدود وجعلها ممتدة جاهزة لتتنافس مع الأمة الغربية؟ بعد مرور أكثر من سنتين على نشر هذا المقال في جريدة القدس العرب ، أعدت قراءة الكتاب وكتبت عنه برؤية جديدة.نوعا ما أو تحديثية كتاب "الأمة اللبنانية" للدكتور إسماعيل الأمين يعكس محاولة عميقة لاستكشاف الهوية اللبنانية من خلال عدسة تاريخية وفكرية معقدة. الانطباع الأولي الذي يتركه الكتاب هو شعور بالبحث المستمر عن جوهر الأمة اللبنانية ووجودها في سياقات تاريخية وثقافية متنوعة. يقدم الأمين رؤية مركبة للأمة اللبنانية، محاولاً توضيح العلاقة بين لبنان وتاريخه، مع التأكيد على التأثيرات الغربية والإسلامية على تطوره. إذ يبرز الكتاب كمحاولة جادة لإعادة رسم صورة لبنان ككيان فريد يجمع بين عناصر حضارية متعددة، مع تشديد على الحاجة لفهم التاريخ اللبناني بطريقة أكثر تعقيدًا وعمقًا. يركز الكتاب على تحليل دور لبنان في سياق تاريخي وجغرافي أوسع. الأمين يحاول تقديم لبنان كأمة تتسم بالفرادة التاريخية والحضارية. يتناول الدكتور الأمين العلاقة بين لبنان والتاريخ الغربي، ويستعرض تأثيرات الفكر الغربي على فهم الهوية اللبنانية، ويضع لبنان في مقارنة مع دول أخرى مثل ألمانيا وإيطاليا من حيث الوحدة والتكوين القومي. الكتاب ينظم الأفكار بشكل منطقي، حيث يبدأ بمناقشة الأسس التاريخية للبنان ثم ينتقل إلى تأثيرات الفكر الغربي والإسلامي على تكوين الأمة اللبنانية. تتضح محاولة الأمين في تقديم صورة شاملة ودقيقة، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات محاضرات رينان والأفكار الغربية على الفهم التاريخي للبنان. يعكس الكتاب التوترات والصراعات الداخلية التي قد يعاني منها الشعب اللبناني في سعيه لفهم هويته الوطنية. يعكس أسلوب الأمين محاولات مكثفة لتفكيك الصور النمطية والقصص السائدة حول الهوية اللبنانية، ويبدو أنه يسعى لتعزيز شعور الفخر والانتماء لدى القراء من خلال استعراض الغنى الحضاري والتاريخي للبنان. الكتاب قد يثير مشاعر من التحدي والبحث العميق في النفسية اللبنانية، حيث يسلط الضوء على الهويات المتعددة والمتباينة التي تشكل النسيج الاجتماعي للبنان. هذا التوتر الداخلي يمكن أن يكون محركًا للرغبة في فهم أعمق للهوية اللبنانية واستكشاف سبل الوحدة والتقدم. ، يعيد الكتاب النظر في مسألة تكوين الأمة اللبنانية وعلاقتها بحضارات الشرق الأوسط وأوروبا. يقدم الدكتور الأمين تحليلاً تاريخيًا يربط بين الأحداث التاريخية الكبيرة والتطورات الثقافية، ويعتمد على دراسة تفصيلية لمراحل مختلفة من تاريخ لبنان. يشير الكتاب إلى التأثيرات الغربية والإسلامية على التطور اللبناني، ويستعرض دور الفتوحات الإسلامية في التحولات الاقتصادية والثقافية. الكتاب يعرض لبنان في سياق تاريخي واسع، مما يتيح للقارئ فهم دور لبنان في السياقات الأوسع للأحداث التاريخية وتفاعلاته مع الحضارات الأخرى. يتناول الكتاب أيضًا استراتيجيات بناء الهوية الوطنية والبحث عن دور لبنان في الساحة العالمية، مما يعكس تطور الفكر التاريخي اللبناني من ماضٍ متنوع إلى حاضر معقد. "الأمة اللبنانية" هو دراسة مكثفة تبحث في جوهر الهوية اللبنانية من خلال التاريخ والثقافة والتأثيرات الفكرية. يقدم الدكتور إسماعيل الأمين تحليلاً عميقًا وشاملاً يعكس تطور الأمة اللبنانية وتفاعلاتها مع الفكر الغربي والإسلامي. الكتاب يجمع بين التحليل الموضوعي والانطباعي والنفسي، مما يجعله مساهمة قيمة في فهم تاريخ لبنان وهويته الثقافية. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الكاتب إسماعيل الأمين
سيرة شخصية.. في المهنة: ١- مدير أخبار و رئيس تحرير ومراسل و مقدم برامج في MBCو BBCو الجزيرة والعالم و الساعة. ٢- استاذ محاضر في كليات ا8لاعلام والأداب و الفنون و العلوم. ٣- كاتب دراسات و مقالات في عدد من الصحف و المجلات العربية.. المؤلفات. ١- الكتابة للصورة. ٢- كيف تكتب خبرا تلفزيونيا ٣-التلفزة المعاصرة. ٤- العرب لم يغزوا الاندلس. ٥-عام 2084 قصص قصيرة ٦-العطر و الفقر و ما بينهما..قصص. ٧- أليس و الكاهن رواية. ٨- الامة اللبنانية ٩-الاستلاب الفني.( نقد) ١٠- المرأة التي أعرف.(شعر) الدراسة ..دكتوراه حلقة ثاثلة من جامعة ليون الثالثة فرنسا
المتن الحكائي وتخوم السرد العربي
BY الروائية زينب حفني
8.9
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المتن الحكائي وتخوم السرد العربي قراءة في رواية "الشيطان يحب أحيانًا" للروائية "زينب حفني" ضحى عبد الرؤوف المل يبلغ ضعف الإنسان ذروته بعد إصابته بالأمراض التي تنهك جسده، وتترك الفكر يتقد في حسابات زمنية تمر كالشريط السينمائي في مادة حكائية ذات متون مدوية لأبطال البيت الواحد، ولمواضيع اجتماعية طرحتها الروائية "زينب حفني" في روايتها "الشيطان يحب أحيانًا"، والصادرة عن "دار نوفل" أو "هاشيت أنطوان"، بهواجس وأحلام، وملامح سردية تصف من خلالها عائلة بشخصياتها تعيش في أعماق تربة اجتماعية امتدت إلى مصر بأصولها العربية، المتمسكة بالعادات والتقاليد، لتنتقد ذلك. ولكن بالتصاق عربي لم يفارقها رغم معارضتها للمبادئ الإنسانية التي انتهكها مالك، ولم يتنبه لها سراج إلا في نهاية الرواية القائمة على غدر مالك بإخوته واستئثاره بمال العائلة له وحده. لتكون الرواية مبنية على خطأ اجتماعي في التربية لم يكن للواقع فيها، إلا ما ارتسم مع الحكاية التي بدأت من غرفة مالك وهو على فراشه الأخير بعد إصابته بجلطة ثالثة جعلت منه الرجل العاجز بعد وفاة زوجته التي خانها أكثر من مرة، وهي من عشقت الشاب المصري ولم تتزوجه. لتلتقي به في المتن الحكائي وتخوم السرد العربي الثري بالعادات والتقاليد الاجتماعية المرتبطة بالنسق السردي ومستوى الإشكاليات وأساليب معالجتها مع سراج الابن الذي قرر البدء بإعادة الحقوق لأصحابها. لتكون مسيرة حياته بعد أن ضاع نصفها مرتبكة وغير واضحة من جوانب عديدة أوضحتها "زينب حفني" لتتوارى خلف آلية الصياغة الروائية من خلال أسرة امتدت جذورها إلى بلدان أخرى. فطنة اجتماعية حساسة وانتقادية في صياغتها الممتزجة بالدور الأسري المهيأ لمشاكل وحلول وقضايا عالقة في بطن السرد السريع، وتوصيل المفاهيم عبر غواية الرجل المتعدد العلاقات، والخيانات ذات الخلفية المرضية ورفدها بتعلق الأم المرضي بالابن، وتأثير ذلك على مساره الحياتي، بتفاطعات تخللها الكثير من الزيجات الفاشلة التي اكتسبت مرضًا نفسيًا ارتبط بالأم وأسلوبها التعاملي مع الابن الذي تعلقت به. لتعويض نفسي أصيبت به نتيجة خيانات زوجها المتكررة وحبها لرجل لم تتزوجه لأسباب اجتماعية أيضًا. وخلال مسيرة مالك الحياتية تنامى المضمون الروائي بأسلوب تحليلي وحدس تأويلي شاركت به القارئ ببسط الهموم العائلية المتوالية، وبارتداد نفسي عكسي نتج عنه الإحساس بالذنب، ومدلولات تتيح لزينب حفني العودة إلى التقاليد الأسرية، والتقيد بها وإن طال الزمن، للإحاطة الاجتماعية بجزئياتها وتركيباتها الحكائية ضمن شخصيات سلبية وأخرى إيجابية. لكنها تتعايش في الواقع الروائي الذي لم يخرج من العادات والتقاليد إلا بالخفاء، وإن اعتمد على شخصية مالك كأساس بنائي تحول من الشباب إلى الشيخوخة فالموت، منتزعة منه بذلك اعترافات هي تخيلات محشوة باتهامات زادت من تأنيب ضميره لفراغ أسري أصيب به أيضًا. شخصية مالك والحدث الساخن في صفة ارتكبت الإثم وأخفت الكثير من النزعات الدونجوانية بمواقف امتعضت منها الأم ولم تواجه بها الزوج. لكنها كانت تدرك خياناته المتكررة بعد الحب الأول الذي بنى على امرأة تكبره وهي أم لصديقه وفارقها بعد ضغوطات عائلية جعلته في صراع استمر طيلة حياته وانتقل إلى ابنه سراج المدرك بعد أكثر من فشل لزواجه أنه المخطئ مع زوجات طلقهن، ولكن تراكم الإحساس بالخطيئة يؤدي إلى أمراض نفسية تبلغ ذروتها في صنع المأساة العائلية التي وقع بها مالك، ومن ثم سراج الذي قرر إعادة الحقوق إلى أصحابها بعد وفاة والده ومحاكمة ذاته لانتشالها من البؤس والوحدة وللاسترجاع المشهد تلو المشهد الذي أودى به إلى كل ذلك. رواية اجتماعية تعالج القضايا الإنسانية بأسلوب حكائي مع شخوص تعددت صراعاتها الداخلية، ونجم عنها صدامات أخلاقية وأخرى مادية، ومن يتعمق بالمضمون يجد أنها لم تفارق اجتماعيًا عادات البلاد العربية ونظرتهم الاجتماعية، فالرؤية والحدث والمتغيرات في السلوكيات برزت بمنطق الحكاية العائلية، والداخل الأسري الذي ما برح يعالج المتناقضات في المجتمع، ومأساوية الشباب ومعاناتهم في التدخل المباشر بقضاياهم الحياتية ومستقبلهم في بناء الأسرة. ليبقى السرد ضمن التقاليد وسيطرة الأب والأم. إذ يبرز الفعل النفسي كأهم الأوجاع التي يتعرض لها الشباب والمرأة بشكل خاص. إذ يبدأ مشوار سراج من النهاية، وبتصحيح أخطاء الماضي والاهتمام بالأسباب التي أودت إلى مقاطعات عائلية أبرزها مع عمه وعمته. فهل تمثل رواية "الشيطان يحب أحيانًا" للروائية زينب حفني خلاصة الرؤية العائلية في المجتمعات العربية؟ بعد مرور أكثر من سنتين على نشر هذا المقال في جريدة الصباح العراق ، أعدت قراءة الرواية وكتبت عنه برؤية جديدة. تجذب رواية "الشيطان يحب أحيانًا" القارئ منذ الصفحات الأولى بتأملاتها العميقة في العلاقات الإنسانية والأسرية. تنبض الرواية بمزيج من التوتر والتعقيد العاطفي، مما يخلق تجربة قراءة مكثفة وثرية. تسلط الرواية الضوء على الانقسامات والصراعات الداخلية التي تعاني منها شخصياتها، مما يتيح للقارئ التعاطف مع أبطالها وتفهم دافعهم وتناقضاتهم. موضوع الرواية يدور حول مفهوم العائلة والصراع الداخلي والخارجي الذي ينشأ من خيبات الأمل والخيانة والتقاليد الاجتماعية. تركز الرواية على علاقة مالك بزوجته الراحلة وسر العجز الذي يعيشه بعد إصابته بجلطة. تتناول الرواية أيضًا تأثير القيم الاجتماعية والتقاليد على الأفراد والعلاقات الأسرية، مما يعكس تناقضات وتحديات العصر الحديث في ظل الثوابت الثقافية القديمة. شخصية سراج، الابن، تمثل جسرًا بين الأجيال، حيث يسعى لإعادة الحقوق وتصحيح الأخطاء بعد وفاة والده. تستكشف الرواية بعمق النفس البشرية من خلال تصوير الشخصيات المتأزمة نفسيًا. شخصية مالك، على سبيل المثال، تعاني من ضغوط نفسية شديدة نتيجة خياناته وزواجه غير المستقر. هذه الضغوط تترجم إلى أزمات نفسية تؤثر على علاقاته مع الآخرين. شخصية الأم التي تعاني من تعلق مرضي بالابن والتأثير النفسي لخيانة الزوج تعكس تعقيدات الصدمات النفسية وكيفية تأثيرها على حياة الفرد. الرواية تقدم صورة واضحة عن كيفية تأثير الصراعات الداخلية والخارجية على الصحة النفسية للفرد وتقديره الذاتي. تستخدم زينب حفني تقنية السرد المزدوج بين الماضي والحاضر لبناء الحكاية بطريقة تعكس التحولات الزمنية والتطورات الشخصية. تبدأ الرواية بنهاية حياة مالك، ثم تنتقل عبر فلاشباك لاستكشاف حياة الشخصيات وماضيها. هذا الأسلوب يعزز من فهم القارئ للأسباب وراء تصرفات الشخصيات ويساهم في بناء التوتر الدرامي. كما أن الرواية تستفيد من التنقل بين وجهات نظر الشخصيات المختلفة لتعميق الفهم للشخصيات وتنوع تجاربها. ، تتميز الرواية بأسلوب سردي يوازن بين الوصف العاطفي والتفاصيل الدقيقة. تعتمد زينب حفني على لغة أدبية ثرية وتفاصيل حسية لخلق مشاهد حية وواقعية. التصوير الجمالي للمشاعر والصراعات يضفي عمقًا على الرواية ويعزز من تجسيد الشخصيات وتجاربها. تميل الرواية إلى استخدام رموز وتلميحات تبرز جماليات النص وتضيف بعدًا فلسفيًا للأحداث. تسعى الرواية إلى التعبير عن الصراعات العاطفية والفكرية من خلال لغة تعبيرية قوية، مما يعكس عمق المشاعر الداخلية للشخصيات. استخدام زينب حفني للأوصاف الدقيقة والتعابير المؤثرة يعزز من قدرتها على نقل المشاعر وتجارب الشخصيات بشكل مؤثر. التركيز على تفاصيل الحياة اليومية والصراعات الداخلية يعزز من التفاعل العاطفي للقارئ مع النص. توفر رواية "الشيطان يحب أحيانًا" تجربة قراءة متكاملة تجمع بين التحليل النفسي العميق، السرد البارع، والجمال الأدبي. تسهم الرواية في تقديم رؤية متعددة الأبعاد للعلاقات الأسرية والتحديات النفسية، مما يجعلها عملاً أدبيًا يستحق التأمل والتفكير. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الروائية زينب حفني
زينب أحمد حفني كاتبة وقاصة وروائية سعودية من مواليد مدينة جدة عام 1961م (1380 هـ). من أبرز رواياتها: (نساء عند خط الاستواء)، ورواية (عقل سيئ السمعة). حياتها مواليد جدة سنة 1961م تخرجت من كلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1993 بدأت العمل في الصحافة عام 1987 تنقلت في عدد من الصحف السعودية المحلية مثل: جريدة البلاد، ثم جريدة المدينة المنورة، ثم الرياض، ثم عكاظ، ثم انتقلت إلى جريدة الشرق الأوسط. كتبت في عدة مجلات عربية من ضمنها مجلة «صباح الخير» المصرية، مجلة «الرجل» اللندنية. كتبت مقالا أسبوعيا بصفحات الرأي في صحيفة الشرق الأوسط الدولية على مدى خمس سنوات. ثم باشرت طرح مقال أسبوعيّ بصفحات وجهات نظر بجريدة الاتحاد الإماراتية. تأخذ مقالاتها منحى اجتماعي وإنساني، تُلقي الضوء من خلالها على أهم القضايا المطروحة على الساحة العربية والدولية. الجدل الثائر حولها تفتخر زينب حفني بأنها استطاعت اختراق التابوهات المسيطرة على العقل المحلي والعربي وهذا ما أثار حفيظة الكثيرين. تستخدم الجنس بشكل كثيف في رواياتها كمنطلق لتصل منه لهدف سامٍ ونبيل، فالجنس ليس عيباً. ويصف البعض أعمال زينب بالركاكة والتفكك والسرد التقليدي وأنها ليست سوى محاولات رخيصة هدفها الظهور وكسب المال. يذكر أنها منعت من السفر والكتابة بعد مجموعتها «نساء عند خط الاستواء». أعمالها رسالة إلى رجل، وجدانيات، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة. 1992م. قيدك أم حريتي، مجموعة قصصية، المؤسسة اللبنانية العربية للتوزيع والطباعة والنشر، بيروت-لبنان، 1994م. امرأة خارج الزمن. 1995. الرقص على الدفوف، رواية، سجل العرب، القاهرة، 1998م. هناك أشياء تغيب، مجموعة قصصية، دار الريس، بيروت-لبنان، 2000م. كتاب «مرايا الشرق الأوسط» يضم قسم كبير من مقالاتها التي نشرت في صحيفة الشرق الأوسط، دار طلاس للدراسات والنشر، عام 2001م. كتاب الأعمال الكاملة، دار طلاس للدراسات والنشر، عام 2002. لم أعد أبكي، دار الساقي للطباعة والنشر، 2004م. إيقاعات أنثوية، قصائد نثرية، دار مختارات، بيروت-لبنان، عام 2004م. ملامح، دار الساقي للطباعة والنشر، عام 2006م. سيقان ملتوية، رواية، المؤسسة العامة للدراسات والنشر، بيروت-لبنان، 2008م. وسادة لحبك. رواية. دار الساقي، 2010.هل أتاك حديثي. رواية. المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2012.عقل سيء السمعة. رواية. دار نوفل، 2015. الشيطان يحب أحيانًا. رواية. دار نوفل 2017. بالأمس كنت هنا. رواية. دار نوفل 2020. مشاركات شاركت في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2000م من خلال لقاء مفتوح مع الجمهور المصري حول مجمل أعمالها. وفي نفس العام تمَّ استضافتها بدمشق من خلال الصالون الأدبي الذي تقيمه في بيتها الدكتورة «جورجيت عطية» وتحرص من خلاله على استضافة شخصيات ثقافية متنوعة الاتجاهات. شاركت في ملتقى المرأة والكتابة بمدينة آسفي بالمغرب عام 2004م من خلال ورقة تحمل عنوان «حكايتي مع الحرف». شاركت في الندوة النسوية الأولى «المرأة والإبداع والتاريخ» بمحاضرة «المرأة ودورها في صنع التاريخ»، بجانب أمسية شعرية، في جامعة القاضي عيّاض/بني ملال/المغرب بابريل عام 2005.
فترة الترسيخ
BY الكاتب نارسيس سيرّا
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
فترة الترسيخ: قراءة في "كتاب الانتقال العسكري" لـ"نارسيس سيرّا" وترجمة "وفيقة مهدي" ضحى عبدالرؤوف المل تتضح مسارات كتاب "الانتقال العسكري" لـ"نارسيس سيرّا" وترجمة "وفيقة مهدي"، الصادر عن "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر"، بأنها ليست وصفية أو تاريخية، وإنما هو كتاب معياري، وهو مزيج من عدة اصطلاحات بحثية لإظهار قيمة تطابق المشاكل ومواجهتها باستخدام القوة، وعلى وجه التحديد لتحرير هذا المجتمع من أي خطر قد يهدده. فتقاسم القيم نفسها بين العسكريين والمجتمع جعل الكثير من الدراسات تبحث في وجهات النظر لتحديد ذلك أو حتى إشكالية أن يكونوا مختلفين، ليكونوا كفوئين وبين أن يكونوا أقرب للقيم. وما بين هانتنغتون وجانوفيتش شبه تناقض، معتبرًا أن قول هانتنغتون كان خطيرًا، بينما تبقى معايير جانوفيتش سارية المفعول. ويحاول "نارسيس سيرّا" في هذا الكتاب غربلة وجهات النظر وتبيانها للاطلاع على كل الاتجاهات، من أجل تبسيطها واتباع المعيار الذي كان ذا فائدة في حياتي المهنية، بأن وضوح الأفكار هو أفضل وسيلة للتعامل مع الأوضاع المعقدة. وهذا ما جعل "نارسيس" يبسط النقاط البحثية أمام القارئ قبل البدء بتناول الانتقال العسكري. فالتأملات في النقاط الأساسية نتج عنها قناعات، أهمها "أن كيفية تخطيط وقيادة مرحلة إصلاح عسكري هي عامل جوهري وضروري لنجاحها". فما هي علاقة السياسة بالإصلاح العسكري بالانتقال؟ تحليلات سياسية مبنية على عدة رؤى واستنتاجات من أبحاث لجأ إليها "نارسيس سيرّا" للانتقال والترسيخ لخطوات رئيسية. إذا أضفنا معيار السيطرة إلى معيار الكفاءة، التي يجب اتباعها في أي قطاع من قطاعات الإدارة، فسيكون لدينا هدفان أساسيان للسياسة العسكرية. وربما هذا نموذج بياني لخط سير الكتاب الذي يوضح من خلاله عملية التحول، لنجاح المسعى البارز في السيطرة على نزاعات بدأت مع سقوط الديكتاتوريات، "هناك ديكتاتوريات عندما لا يكون هناك ثقافة ديمقراطية". فالنهوض بالأفكار نحو التطلع إلى نجاح عملية الانتقال يحتاج إلى استخراج النهوج بإحصاء كل ما يمكنه تأكيد القبول على قواعد اللعبة الديمقراطية، رغم أنه لا بديل عنها. فكيف يمكن حماية الحقوق وما هي النقطة المحورية لترسيخ الحقوق؟ برزوورسكي بين نقطة الهدف ونقطة الأصل وتلخيص نقاط طرحها "روبرت دال"، ومثال فنزويلا والحالة الإسبانية وصعوبات تعريف الديمقراطية وحزمة الانتقالات التي اختارها المؤلف للتأكيد على أهمية التأملات حول الإصلاح العسكري والعموميات البديهية، ليست بالاكتشاف، إنما هي تحليل الظاهرة السياسية وإعادتها إلى جذورها أسبابًا ومسببات اقتصادية اجتماعية استعمارية. فسيكولوجية الشعوب لا تختلف كثيرًا بين شعب وشعب. لهذا نرى "نارسيس سيرّا" يبرز إحصاءات وجد فيها أن 39 دولة من أصل 145 كانت تتمتع بالديمقراطية. فهل كل المجتمعات مؤهلة للديمقراطية؟ ومتى يرتفع الوعي الديمقراطي ويتأهل الإنسان بالكامل كي يكون حضاريًا؟ وما هو الإصلاح العسكري؟ إسبانيا وتوطيد السلطة والإصلاح العسكري كنموذج استعراضي لمسار الأحداث، يمكننا أن نبرز أربع خصائص على مدار عملية تعزيز العلاقات بين المدنيين والعسكريين. "فضرورة التقدم يجب أن تكون ناجمة عن إدراك ووعي، لأن الإصلاحات الشاملة بكافة ميدانيها مسألة ضرورية في المرحلة الانتقالية"، ويترتب على تطبيقها رؤية شاملة لخطوات متوازية مع خضوع الجهاز العسكري للحكومة. فوجهات النظر في هذا الفصل تبدو وكأنها نظريات دراسية وأمثال تُعطى لتكون بمثابة النظرية الجوهرية التي تم تطبيقها في دولة ما ونجحت. فهل يمكن للنظريات أن تنجح بشكل عام على جميع الدول؟ وهل يمكن تجاهل قدرات الشعوب وفق مقاييس الجهل والمعرفة فيها؟ أم أن "نارسيس سيرّا" في هذا الكتاب يقدم محاضرة عن الانتقال العسكري مع أمثلة تعزز هذه التأملات حول الإصلاح الديمقراطي للقوات المسلحة؟ لا تترسخ السياسة لأنها تأخذ لبوسًا لكل زمان ومكان، ولأنها كالزئبق أو كائن متحرك بسبب الأطماع والمصالح. أما المهنة العسكرية وسماتها المميزة في هذا الكتاب، فهي تتضمن برنامجًا ومنهجًا وقناعات بأنها مجموعة منفصلة. وبرأي هانتنغتون، إن مشاركة الضباط في السياسة هي التي تضع الألغام في طريق مهنيتهم وتحد من كفاءاتهم، وتضعف المهنة وتستبدل بقيم أخرى غريبة عنها. فالعوامل لتأسيس الجيوش هي سيكولوجية بحتة مع منهج مكتمل النظريات والمضمون، لتتكون القوى العسكرية وتميل للخضوع للسلطة بل مجبرة على ذلك، والانسجام مع المبادئ الديمقراطية التي تشكل تحصينًا للمؤسسات وسبل التعريف في ماهية ذلك اتخذت وجهات نظر كثيرة، لكل منها اتجاهاته دون منح المهنة العسكرية أي تطورات. إنما هي استعراض للأسس والقوانين والمناهج المعروفة، إضافة إلى التدابير المؤثرة في صلب المهنة العسكرية وعقيدتها. هذا إلى جانب السيطرة على مستويات النزاعات. فما هو المزج بين ما هو سياسي وما هو عسكري؟ وما هو النتاج الأدبي مع الكاتب ميغيل بلاتون ومحادثته مع العسكريين؟ لن أقول إن الكتاب يقدم نظريات غنية بالإصلاحات التي تم تطبيقها في بعض الدول، ومنها ما نجح، ومنها ما زال ينتظر، ومنها ما يحتاج للتحديث ليتوافق مع التخطيطات العسكرية ومع مفهوم الديمقراطية ومع التغيرات التي تحدث في بعض الدول ومهام حفظ السلام. أشرت سابقًا إلى أن سياسات الإصلاح المدرجة في إطار هذا المحور غير متجانسة، لكن لا يمنع من تطبيقها بصورة مترابطة. فالإشكاليات كثيرة واستعراضها يقدم المزيد من النظريات التي تحتاج إلى العمل بها والقيام بالإصلاحات التي من شأنها تقديم الدعم العملي أو الفعلي لهذه التأملات، ليبقى على النقاش حول السياسة العسكرية مفتوحًا مع استنتاجات محصورة بقسمين: "القسم الأول يحتوي على اقتراحات ترمي إلى إجراء إصلاحات ضرورية في عملية الانتقال إلى الديمقراطية، أما القسم الثاني فيحتوي على تأملات نسبية حول التحكم المدني بالعسكريين في كل من المرحلة الانتقالية وحالة الديمقراطية الموطدة". فهل يمكن حفظ السلام إن تمت التغييرات في أنماط عمل الجيوش؟ أم أن ما قدمه "نارسيس سيرّا" هي نقاط نظرية غير مدرجة للتفعيل، وإن قدم على ذلك بعض الأمثلة في دول ما؟ بعد مرور أكثر من سنتين على نشر هذا المقال في جريدة القدس العربي ، أعدت قراءة الكتاب وكتبت عنه برؤية جديدة. يقدم كتاب "الانتقال العسكري" لـ"نارسيس سيرّا"، وترجمة "وفيقة مهدي"، تحليلًا عميقًا لعملية الانتقال من الأنظمة العسكرية إلى الأنظمة الديمقراطية. يعالج الكتاب موضوعات مهمة مثل العلاقة بين العسكريين والمدنيين، وإصلاح القوات المسلحة، والتحديات المرتبطة بالتحول الديمقراطي في سياقات متنوعة. من خلال قراءة نقدية لهذا الكتاب، سنسعى لتقديم تحليل انطباعي موضوعي وعقلاني منطقي وديمقراطي من منظور إصلاحي. يقدم الكتاب منظورًا إصلاحيًا يركز على أهمية التكيف مع متطلبات الديمقراطية خلال مرحلة الانتقال. ينظر "نارسيس سيرّا" إلى الإصلاح العسكري كعامل حاسم في هذا السياق، حيث يعتبر أن القيم العسكرية قد تتناقض مع المبادئ الديمقراطية، وبالتالي فإن التعديل في البنية العسكرية وإدماج القيم الديمقراطية فيها هو أساس لتسريع عملية الانتقال. هذا المنظور يعكس الفهم بأن التغيير ليس مجرد عملية هيكلية، بل يتطلب إعادة صياغة القيم والممارسات العسكرية لتتوافق مع القواعد الديمقراطية. يعرض الكتاب مقاربة متماسكة ومبنية على أسس علمية. يقدم "سيرّا" تحليلات مستندة إلى أبحاث ودراسات سابقة، مما يمنح الكتاب مصداقية علمية. كما أن الجمع بين النظريات المختلفة مثل تلك التي قدمها هانتنغتون وجانوفيتش يعكس حرص المؤلف على تقديم رؤية شاملة حول التحديات والممارسات المثلى في إصلاح القوات المسلحة. هذه العقلانية في التحليل تعزز فهم القارئ لكيفية تحقيق التوازن بين القيم العسكرية ومتطلبات الديمقراطية. يعزز الكتاب المبادئ الديمقراطية من خلال التركيز على أهمية إصلاح العلاقات بين العسكريين والمدنيين. يؤكد "سيرّا" على أن التمسك بالقيم الديمقراطية ضروري لتأسيس بيئة مستقرة وقادرة على التعامل مع النزاعات. يتناول الكتاب أيضًا كيفية دمج القوات المسلحة في النظام السياسي دون المساس بكفاءتها، مما يعكس التزامًا بنظام ديمقراطي يعزز الشفافية والمساءلة. الكتاب يوضح المنطقية في تطبيق الإصلاحات عبر استعراض أمثلة من دول مختلفة وتحليل نجاحات وإخفاقات تلك الإصلاحات. يقدم "سيرّا" رؤى مبنية على تقييم واقعي للنتائج، مما يساهم في تقديم صورة موضوعية للمسائل المرتبطة بالانتقال العسكري. الموضوعية في تناول الكتاب تعزز قدرة القارئ على فهم تعقيدات عملية الإصلاح والتحديات التي قد تواجهها. يستعرض الكتاب التباين بين النظرية والتطبيق بشكل فعّال، حيث يسلط الضوء على النظريات المختلفة حول الإصلاح العسكري والانتقال الديمقراطي، ويقدم أمثلة عملية على كيفية تطبيق هذه النظريات في سياقات مختلفة. وهذا يعكس تفهمًا عميقًا لكيفية تجسيد الأفكار الإصلاحية في الواقع العملي. يظهر كتاب "الانتقال العسكري" لـ"نارسيس سيرّا" قدرته على معالجة القضايا الإصلاحية بفعالية. يعكس الكتاب التزامًا بالإصلاح من خلال تقديم رؤى متكاملة حول كيفية تحقيق التوازن بين القيم العسكرية والمتطلبات الديمقراطية. التحليل الموضوعي للكتاب يبرز الجهود المبذولة لفهم وتعزيز الانتقال الديمقراطي بطرق علمية ومنهجية، مما يجعله مصدرًا مهمًا للباحثين وصناع القرار المهتمين بالإصلاحات العسكرية والديمقراطية. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الكاتب نارسيس سيرّا
لاحقا
«
37
38
39
40
41
»