Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
مستقبل ذلك الصعود
BY المؤرخ نيال فرغسون
9.5
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مستقبل ذلك الصعود: قراءة في "كتاب الحضارة" للبروفيسور نيال فرغسون ضحى عبدالرؤوف المل يعزز البروفيسور نيال فرغسون العصف الذهني في كتابه "الحضارة"، الصادر عن "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر"، بتساؤلات يتركها للقارئ ليستخرج من مراحل الكتاب كافة تحديات الحضارة التي هيمنت على الشرق والغرب. يعتبر التساؤل أحد أبرز التحديات التي تناولها المؤلف، وهو بمثابة نظريات يمكن اعتمادها في تحديد الأحداث القادرة على إبراز حضارة الغرب بشكل متفوق في رحلة توثق لكل مراحل بناء هذه الحضارة المثقلة بنقطة بدء منها، وهي "تدمير مركز التجارة العالمي" وقلب نظام وتغيير الأنظمة في دول "محور الشر". لنقرأ قبل تعرض وهم القوة الأمريكية المفرطة للانكسار صياغة كلمة "صيميركا" والتلاعب بالألفاظ مع كلمة "chimera" التي تعني الوهم، وسذاجة التصورات وفقاعة الإسكان. إن ما يريد إظهاره في هذا الكتاب هو "ما يميز الغرب من بقية أنحاء العالم، وبالتالي القوى المحركة للقوة العالمية" لخصها في عناوين ليستبق الأمر قبل أن يتساءل القارئ عن الأوجه السياسية، ونجد الجواب في العناوين الاستثنائية أو الفرعية مثل العلوم وحقوق الملكية والطب والمجتمع الاستهلاكي وأخلاقيات العمل. فما هي النقطة الحاسمة في الفرق بين الغرب وبقية أنحاء العالم؟ "لا يتعلق التاريخ بكيفية دراستنا للماضي وحسب، بل بكيفية دراستنا للزمن ذاته". وزمنية كتاب "الحضارة" نشأت على فكرة الزمن وتحديد الأولويات في إبراز النقاط التي من شأنها وضع الأسس المستقبلية التي تتطلب "قفزة من خلال الزمن تكون واسعة الخيال"، إذ "كل تاريخ هو تاريخ فكر، لكن المعنى الحقيقي للتاريخ يتولد من تراصف الماضي والحاضر"، مما يعكس عدة فوائد بحثية تستحق فرض معايير وجهات النظر التي تتغذى من قرائن الزمن الماضي والعودة إلى النشوء. "إن الماضي الذي يدرسه مؤرخ ما ليس ماضياً ميتاً، لكنه ماضٍ مستمر بالعيش في الحاضر بمفهوم ما". فهل ماضي فلسطين هو وجودها المستقبلي عبر الشكل والآثار والوثائق النضالية بكيفية دراسة الزمن ذاته؟ أم أن الحضارة الإسلامية التي ذكرها من ضمن الحضارات الخمس هي حضارة عبرت الزمن؟ لا أريد في هذا المقال بث المزيد من الأسئلة والتساؤلات، لأن البروفيسور نيال فرغسون ترك الكثير من التساؤلات والأسئلة المتميزة بقدرتها على تحليل الرؤية والطرح الموضوعي مثل "كيف هيمنت حضارة الغرب على الشرق والغرب؟ هل حدث ذلك أثناء جولتي الأولى بمحاذاة السد المائي في شنغهاي التي قمت بها في العام 2005؟ هل سنستطيع تقديم توقعات لمستقبل ذلك الصعود؟ هل يعني ذلك حقاً نهاية عالم الغرب، وقدوم الحقبة الشرقية الجديدة؟ هل انتهى التفوق الغربي؟ أم أن فرقاً ثقافياً غامضاً هو الذي أهل الأوروبيين لأن يسبقوا نظراءهم الشرقيين؟ لا يمكن أن تنتهي الأسئلة ولا التساؤلات في كتاب "الحضارة" لأنه يغوص في عمق التاريخ، ليستخرج منها نواة كل حضارة متسائلاً مجدداً "كيف يمكن لنا أن نفهم تفوق الشرق؟" وما يعادل جزءاً واحداً من القصة لا يعني أن القصة برمتها هي حضارة هيمنت وأخرى اندثرت. تفاوت الحضارات عبر التاريخ يؤكد أن لكل جواد كبوة، وربما! كبوة الشرق ستنعكس على كبوة حضارات أخرى لتولد حضارة ما زالت في مرحلتها الجنينية، وقادرة على الظهور في أي لحظة يقودها الزمن عبر التاريخ المشبع بالحقائق الذي يبرزها البروفيسور نيال فرغسون من خلال حضارة الابتكارات والاختراعات والأبحاث بكل اختلافها، مسترجعاً تواريخ الاختراعات التي يعود فضلها في الأغلب للصين. "لكننا نعرف أن سو سنغ أضاف في العام 1086 ترس نوازن للساعة فابتكر بذلك أول ساعة ميكانيكية في العالم"، ليكون كل ما تم تحقيقه في الصين من إنجازات تقنية يسمح بإطلاق لقب "كل ما هو تحت السماء" على سيد العالم الإمبراطور يونغل. لنشهد على أحداث جرت بعد موت الإمبراطور واتجاه الصين "للانكماش نحو الداخل". وهنا تبرز مسألة التمدد عبر البحار، كما هي مسألة التمدد عبر الفضاء في عصرنا هذا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل التمدد في البحر والفضاء أو رحلات الاستكشاف هي العنصر المساعد في بقاء الحضارات؟ لا يمكن أن تقرأ كتاب "الحضارة" دون أن تطرح الأسئلة لتجد إجاباتها في صفحات قادمة، وتتفاجأ بأسئلة أخرى تطرح نفسها ولا تجد لها إلا اجتهادات تكونت من زمن قراءة الكتاب. فما هو موجود في الصفحات الأولى تستكمله النتائج في الصفحات الأخرى، وكأن الكتاب ذاته حضارة فكرية هيمنت على الرؤى التحليلية لحضارات العالم، رافعاً الحصار عن صدامات تتكرر بين الغرب والشرق، وينتج عنها سؤال آخر بعد تعداد الفتوحات الإسلامية وما صدر عنها من نتاج علمي وفكري وأدبي، ليقول: "إذاً كيف تخلف العالم الإسلامي عن الغرب في ميدان العلم؟". لنعود عبر الزمن إلى أكثر من ثلاثة قرون إلى الوراء، أي إلى آخر مرة تمكنت فيها إمبراطورية إسلامية من تهديد أمن الغرب بصورة جدية، وتحديداً إلى عام 1683 حيث "تمكن الجيش العثماني مجدداً، كما في العام 1529، من تهديد مداخل فيينا". فهل يعود العدو إلى الانتصار فعلاً؟ أم أن فساد انضباط الأخلاق هو أحد أبرز الانتصارات في الصراعات التي تدور بين أي طرفين؟ لتنتمي التساؤلات الأخرى إلى تكوين حضارة مكتملة الأركان وتبحث عن أهمية الإنسان المتطور تاريخياً مع الزمن. تتابعت الاكتشافات بعد الفترة الزمنية التي حددها نيال فرغسون، وبدأت مرحلة الاكتشافات سواء بالطباعة أو النشر أو الكم المعرفي المتداول من تلك المنشورات أو العكس، لتكون ملاحقة الساحرات هي ثمرة كريستوفر مارلو والتي عرضت عام 1592. كما تمكن توماس هوك من بعد مرور سبعين عاماً فقط من نشر كتابه "ميكروغرافيا"، بالإضافة إلى المناظير والاختراعات التي صنفها وتحدث عنها من الهدارة حتى الأسلحة المتطورة. وبالعلم والعقل والمنطق، بدأ الغرب التطور بجميع أشكاله. "إن العلم والحكومة في الغرب دخلا في شراكة، كان أفضل من جسد منافع تلك الشراكة هو فريدريك الكبير، إمبراطور بروسيا، الذي كان صديقاً لفولتير". إن أبرز ما تعمق فيه البروفيسور نيال فرغسون هو التاريخ الذي تنامت فيه المعرفة العلمية في مجال القوة العسكرية وتوسع بروسيا مقابل الانكماش العثماني وظهور الفلاسفة. فالقواعد العقلية هي الأسس التي انطلق منها الغرب باتجاه تطوير الحضارة، بينما كانت الإمبراطورية العثمانية محكومة بقانون الشريعة، وامتلك الأوروبيون قوانين وقواعد مستمدة من العقل والمنطق. فالتاريخ العثماني الحافل بالانتصارات في المعارك بات بعد فترة من الزمن غير قادر على معرفة تطور المعرفة عبر الزمن. "فعقدة التفوق المزمنة كانت عقبة أخرى أمام الإصلاحات العثمانية". وبدراسات دخلنا من خلالها إلى الصين وبروسيا وبريطانيا وألمانيا وتجارة العبيد، وكيف قامت أمم وتخبطت الأمم الأخرى، إلى الاكتشافات العلمية والطبية وأسبابها، متعجبين من وجود "نسبة كبيرة من طلبة العلوم والهندسة من النساء" وهو يقصد في إيران. فالكتاب هو رحلة تاريخية تنمو من خلالها المعرفة في حضارة، والمبدأ الأساسي فيها دون الاعتماد على التفرقة أو العنصرية، أو "الحضارة التي تسبب تبصر رجال دولتنا وشجاعة جنودنا ومستكشفينا في تقديمها لنا". هذه انطباعاتي عن كتاب "الحضارة" لنيال فرغسون، الذي قرأته أكثر من مرة، وفي كل مرة أشعر وكأني في أدغال التاريخ التي تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت والمعلومات والمعرفة المستبصرة بعالم ننتمي إلى حضارته ولا يمكن حصر الأفكار والأسس والمبادئ والاستنتاجات التي توصل إليها فرغسون وجعلته يقول: "هذا هو امتحان الحضارة، فماذا يمكنني أن أضيف؟" اليوم، بعد مرور أكثر من سنتين على نشر هذا المقال في جريدة القدس، أعدت قراءة الكتاب وكتبت عنه برؤية جديدة. تعد دراسة "الحضارة" للبروفيسور نيال فرغسون مساهمة هامة في فهم تطور القوة العالمية وتفوق الحضارات عبر الزمن. يعالج الكتاب بإسهاب كيف أن الحضارة الغربية قد هيمنت على باقي الحضارات، مقدماً رؤية تحليلية معمقة تعكس التفاعل بين القوة السياسية والابتكار والاقتصاد والثقافة. سأقدم هنا تحليلاً من منظور سياسي دبلوماسي يبرز الأبعاد الاستراتيجية لتفوق الغرب، مع التركيز على الأسس التي تستند إليها هذه الهيمنة والتحديات المستقبلية. الأسس الاقتصادية والعلمية: فرغسون يشير إلى أن تفوق الحضارة الغربية يرجع جزئيًا إلى الابتكارات العلمية والتقنية، مثل اختراع الساعات الميكانيكية، ودور الثورة الصناعية في تعزيز القوة الاقتصادية. من منظور سياسي دبلوماسي، يمكن تفسير ذلك على أنه انعكاس للاستراتيجيات الغربية التي ركزت على الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية لتعزيز النفوذ العسكري والاقتصادي. هذا التفوق العلمي سمح للدول الغربية بتوسيع نفوذها عبر الاستعمار والسيطرة الاقتصادية. النظام السياسي والقانوني: يُظهر الكتاب كيف أن الدول الغربية طورت نظمًا سياسية وقانونية تستند إلى العقلانية والمنطق، مثلما يتجلى في القوانين الأوروبية مقارنة بالقوانين العثمانية التي كانت تستند إلى الشريعة. من منظور دبلوماسي، يمكن أن يُفهم هذا على أنه تفوق استراتيجي: الأنظمة القانونية الحديثة ساهمت في تعزيز الاستقرار الداخلي، ما انعكس على القدرة العسكرية والاقتصادية للدول الغربية في الساحة الدولية. التفاعل مع الحضارات الأخرى: فرغسون يستعرض كيف أن الغرب هيمن على الشرق والغرب، مما يعكس استراتيجيات دبلوماسية مركزة لتعزيز السيطرة عبر التحالفات العسكرية والتجارية. التفاعل مع حضارات أخرى، مثل الصين، يظهر كيف أن الغرب كان قادرًا على استغلال الاختراعات والتطورات في هذه الحضارات لتعزيز تفوقه. التحديات المستقبلية: التحولات الجيوسياسية: التغيرات في القوى العالمية، مثل صعود الصين كقوة اقتصادية وعسكرية جديدة، تشكل تهديدًا للهيمنة الغربية. من منظور دبلوماسي، يتطلب ذلك استراتيجيات تكتيكية جديدة تتضمن تعزيز التعاون الدولي، وتطوير استراتيجيات اقتصادية مرنة، والاستجابة للتغيرات في موازين القوى العالمية. الأزمات الداخلية: يشير الكتاب إلى كيف أن الإمبراطوريات الغربية قد تواجه أزمات داخلية مثل التفاوت الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي. هذه الأزمات قد تؤثر على قدرتها على الحفاظ على هيمنتها. يتطلب ذلك تحليلًا دقيقًا للإصلاحات الداخلية وتعزيز الاستقرار لضمان استمرارية التأثير الدولي. التكنولوجيا والمستقبل: التحولات التكنولوجية الحالية، مثل الذكاء الاصطناعي والتطورات في الفضاء، تقدم فرصًا وتحديات جديدة. من منظور دبلوماسي، يتطلب ذلك استراتيجيات مبتكرة للتعامل مع هذه التحولات، بما في ذلك التعاون الدولي في مجال التكنولوجيا وتطوير استراتيجيات دفاعية جديدة. كتاب "الحضارة" للبروفيسور نيال فرغسون يقدم رؤى عميقة حول كيفية تفوق الحضارة الغربية عبر الزمن ويشير إلى التحديات المستقبلية التي قد تواجهها. من منظور سياسي دبلوماسي، يوفر الكتاب إطارًا لفهم الاستراتيجيات التي قادت إلى الهيمنة الغربية وكيفية الاستجابة للتحديات الجديدة. إن التحليل الاستراتيجي والتكتيكي الذي يقدمه فرغسون يعتبر أداة هامة لفهم الديناميات الحالية والقدرة على تطوير استراتيجيات فعالة للمستقبل. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
المؤرخ نيال فرغسون
نيال كامبل فيرغسون (بالإنجليزية: Niall Ferguson) (وُلد في 18 أبريل 1964) هو مؤرخ اسكتلندي يعمل كزميل في معهد هوفر. سابقا كان نيال زميلا ذا أقدمية في البحث العلمي في جامعة يسوع أوكسفورد، وأستاذا زائرا في كلية الإنسانيات الجديدة، كما حاضر أيضا في جامعة هارفارد. يكتب فيرغسون ويلقي المحاضرات عن التاريخ العالمي، وعلم الاقتصاد، والتاريخ المالي، والإمبريالية الأمريكية والبريطانية. يستهر فيرغسون بآرائه المخالفة للعامة مثل دفاعه عن الإمبراطورية البريطانية. قال فيرغسون عن نفسه مرة أنه «عضو مدفوع له مسبقا في عصابة الإمبرياليين الجدد» بعد غزو العراق.كان فيرغسون محررا مساهما في بلومبرج تيليفجن Bloomberg Television وكاتب عمود صحفي في نيوزويك. كان فيرغسون مستشارا لحملة جون ماكين لرئاسة الولايات المتحدة في 2008، ودعم ميت رومني في 2012، كما كان ناقدا قويا لباراك أوباما.كتب فيرغسون وقدم العديد من السلاسل التلفزيونية الوثائقية مثل صعود المال The Ascent of Money، والذي فاز بجائزة إيمي العالمية لأفضل فيلم وثائقي في 2009. في 2004، كان فيرغسون ضمن قائمة مجلة تايم Time لأكثر مائة شخصية تأثيرا في العالم. الآراء والأبحاث الحرب العالمية الأولىفي 1998، نشر فيرغسون كتاب رثاء الحرب: شرح الحرب العالمية الأولى، والذي تمكن من كتابته في خمسة أشهر فقط بمساعدة مساعدين بحثيين. كان الكتاب تحليلا لما اعتبره فيرغسون أكبر عشر أساطير بخصوص الحرب العظمى. أثار الكتاب الكثير من الجدل، وخاصة اقتراح فيرغسون بأنه كان ليكون أكثر فائدة لأوروبا إذا بقيت بريطانيا العظمى خارج الحرب العالمية الأولى في 1914، وبالتالي السماح لألمانيا بالانتصار. رأى فيرغسون أن قرار بريطانيا بالتدخل هو ما منع الانتصار الألماني في 1914-1915. بالإضافة إلى ذلك، أعلن فيرغسون مخالفته لتفسير «الطريق الخاص» للتاريخ الألماني والذي تبناه بعض المؤرخين الألمان مثل فريتز فيشر وهانز إولريش فيلر وهانز مومسين وفولفغانغ مومسين الذي اعتبروا أن القيصرية الألمانية بدأت حربا هجومية عمدية في 1914. بالمثل، فقد هاجم فيرغسون كثيرا أعمال المؤرخ الألماني مايكل ستورمير، الذي اعتبر أن وضع ألمانيا الجغرافي في أوروبا الوسطى حدد المسار التاريخي لألمانيا. على النقيض من ذلك، اعتبر فيرغسون أن ألمانيا أطلقت حربا وقائية في 1914، وهي حرب أُجبر عليها الألمان بسبب الدبلومساية البريطانية المتهورة وغير المسؤولة. يتهم فيرغسون أيضا الأمين البريطاني للشؤون الخارجية إدوارد غراي بالحفاظ على السلوك الغامض لقضية ما إذا كانت بريطانيا ستدخل الحرب أم لا، وبالتالي إرباك برلين بخصوص السلوك البريطاني تجاه قضية التدخل في الحرب. اتهم فيرغسون لندن بالسماح بحدوث حرب في المنطقة غير ضرورية في أوروبا وبتطورها إلى حرب عالمية. علاوة على ذلك، أنكر فيرغسون أن أصول القومية النازية يمكن الربط بينها وبين الإمبريالية الألمانية. بدلا من ذلك، أكد فيرغسون على أن أصول النازية يمكن تتبعها إلى الحرب العالمية الأولى وتوابعها. هاجم فيرغسون عددا من الأفكار التي اعتبرها «أسطورية» في كتابه. هذه الأفكار هي: كانت ألمانيا دولة شديدة العسكرية قبل 1914 (ادعى فيرغسون أن ألمانيا كانت الدولة الأوروبية الأكثر معاداة للعسكرية). التحديات الأسطولية البحرية التي قامت بها ألمانيا دفعت بريطانيا إلى تحالفات غير رسمية مع فرنسا وروسيا قبل 1914 (ادعى فيرغسون أن البريطانيين اختاروا التحالف مع فرنسا وروسيا كاستلطاف بسبب قوتهما، وقد فشل التحالف الألماني الإنجليزي في تجسيد الضعف الألماني).كانت السياسة البريطانية الخارجية مدفوعة بمخاوف مشروعة من ألمانيا (ادعى فيرغسون أن ألمانيا لم تكن تشكل أي تهديد لبريطانيا قبل 1914، وأن كل مخاوف بريطانيا من ألمانيا كانت بسبب انحيازات غير منطقية ضد الألمان).أن كل سباقات التسلح قبل 1914 كانت تشكل جزءا كبيرا من الموازنة القومية بمعدل غير مسبوق (ادعى فيرغسون أن القيود الوحيدة على الإنفاقات العسكرية قبل 1914 كانت سياسية وليست اقتصادية).أن الحرب العالمية الأولى –كما ادعى فريتز فيشر- كانت حربا هجومية من جانب ألمانيا والتي اضطرت بريطانيا إلى التدخل لإيقاف ألمانيا من غزو أوروبا (ادعى فيرغسون أنه إن كانت ألمانيا قد انتصرت، فإنه كان سيتم تشكيل شيئا مشابها للاتحاد الأوروبي، وأنه كان سيكون من الأفضل لبريطانيا لو امتنعت عن دخول الحرب).أن معظم الناس كانوا سعداء باندلاع الحرب في 1914 (ادعى فيرغسون أن معظم الأوروبيين كانوا حزنى بسبب بداية الحرب).أن الدعاية كانت ناجحة في جعل الرجال يرغبون في القتال (يدعي فيرغسون العكس).أن الحلفاء استغلوا مواردهم الاقتصادية (ادعى فيرغسون أن الحلفاء أهدروا مواردهم الاقتصادية).أن البريطانيين والفرنسيين امتلكوا الجيوش الأفضل (ادعى فيرغسون أن الجيش الألماني كان متفوقا عليهما).أن الحلفاء كانوا أكثر فاعلية في قتل الألمان (ادعى فيرغسون أن الألمان كانوا أكثر فاعلية في قتل الحلفاء). أن معظم الجنود كرهوا القتال في الحرب (ادعى فيرغسون أن معظمة الجنود قاتلوا بناء على رغبتهم). أن البريطانيين عاملوا أسرى الحرب الألمان جيدا (جادل فيرغسون أن البريطانيين كانوا يقتلون أسرى الحرب الألمان بصورة دورية). أن الألمان واجهوا تعويضات بعد 1921 لا يمكن تسديدها إلا بثمن اقتصادي مدمر (ادعى فيرغسون أن ألمانيا كان بإمكانها تسديد التعويضات بسهولة إن كان هناك رغبة سياسية). المصدر موقع ويكيبيديا
خريطة الطريق وعثراته
BY الكاتب حسين شاويش
9.1
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
خريطة الطريق وعثراته قراءة في كتاب "الرماد الثقيل" للمؤلف حسين شاويش ضحى عبدالرؤوف المل يؤكد المؤلف حسين شاويش في كتابه "الرماد الثقيل"، الصادر عن "دار الفارابي"، على كشف الغش الفكري وإزالة الحجب عن البضاعة المغشوشة، لأنه يعتبرها عملية خداع علني. والمثقف يفعل ذلك لأن جوهر عمله هو البحث عن المعنى، أو بالأحرى "التابو الذي كان يحيط بتداول المسائل الطائفية". فمجموعات القضايا التي يتناولها بموضوعية، دون تطرف في الآراء والأفكار الرئيسية التي يحددها باختصار تشريحي، يعززها بالمفاهيم البسيطة. ونظراً لأن الفكر الطائفي بضاعة مغشوشة، والجميع يعترف بذلك، وكأنها تجارة تُقدَّم إلى الزبائن "على أنها حرب من أجل العدالة الطائفية"، وتشكل العاطفة والمشاعر أحد أهم السلوكيات التي تثيرها الانتماءات القائمة على أسس انفعالية ومؤثرات يستجيب إليها مشتري تلك البضاعة، التي يضعها المؤلف حسين شاويش تحت خانة التجارة، محاولاً تفكيك أسسها الذهنية لكي نفهم معه ما سر نجاحها. وبهذا سندخل في جدلياتها المادية والتاريخية من "خلال سلوك الفرد وتفكيره". فالغوص في الكتلة الاجتماعية التي ينتمي إليها الإنسان يحتاج بطبيعة الحال إلى الدفاع عنها عند الإحساس بالخطر الذي قد يواجهها، لكنها بذلك تكون هوية النوع وليست الهوية الإنسانية التي من شأنها الإبقاء على توازن المنطق الإنساني في ظل الأخطار التي تحيط به دون العودة إلى تجارة الربح التي فيها خسارة الإنسان والوطن. فما هي أولويات النضال في كتاب زاد من وزن الرماد؟ تعددت الهويات والتجارة واحدة، والمسارات التي تتخذ من التصارع أزمة حقيقية تميل إلى استبعاد الهويات، وبالتالي البقاء على حالة الصراع الطائفي الذي يحبط المجتمعات ويبعدها عن الاستقرار والنمو، وانتماءات التصنيف والأهواء الهزيلة في الفهم، مما يؤدي إلى تهميش أو قمع أو حتى إلغاء طرف لطرف آخر. فالدخول إلى التاريخ من الباب العثماني في كتب حسين شاويش هو إعادة النظر إلى الديانة نفسها، مما يزيد من شدة الإحساس بالاضطهاد. لتتميز هويات عن هويات أخرى، أو حتى التمييز في الهوية نفسها، "لعل تاريخ سوريا الحديث خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي يعطينا مفتاحاً جيداً لفهم الدور"، إذ تتوسع حدقة الرؤية في الشرح الذي جزّأه إلى عدة عناوين اكتظت بالطائفة والطائفية، وكأنها الوباء الذي يغسله بالإقناع من خلال بسط الأفكار بسلاسة تاريخية تؤدي دورها الاستطلاعي في سراديب التاريخ التي تكون منها هذا الحاضر الأليم الذي يعيشه العالم العربي. إن تعزيز الهوية الوطنية هو إصلاح لجأ إليه الاستعمار الفرنسي ليصحح الخطأ التاريخي كما يعتبره المؤلف حسين شاويش، إلا أن "علاقة واحدة ما بين تجذر الهوية الطائفية والخدمات الفعلية التي تقدمها الطائفة للفرد". وكان العشائرية ما بعد الحداثة هي دور القبيلة القديم، وهذا يؤدي إلى تراجع على كل الأصعدة الاجتماعية والسياسية وغيرها. فالعقدة في كل العوامل التي يضعها بين يدي قارئه هي مجموع الحلول التي وزعها بعد أن دخلنا إلى شمال العراق، وبخاصة الموصل، ومعضلة البيئات المعززة بالصداقة أو تلك التي تميل إلى تبني المواقف المشابهة، أو المواقف التي من شأنها أن تتخذ منحى الدفاع في سبيل بقاء الطائفة. إذاً، العلاقة بين الطائفية والعشائرية قائمة على عمق مشترك و"الأقرب إلى الذاتية والعاطفية"، وبتحليل آلية التطييف والبنية العشائرية وخريطتها وعمليات الأدلجة وتحولات الهوية والحديث عن مكر التاريخ واللحمة الرمزية، وما إلى ذلك من مجموع المفردات التي تشبه الخلايا الرمزية المحشوة بمضامين معرفية، لكل منها شروحاته التي لا تنتهي. فهل الرماد الثقيل هو احتراق الطوائف، أم إبراز العلل لإيجاد الدواء الشافي لها؟ اليوم، بعد مرور أكثر من سنتين على نشر هذا المقال في جريدة القدس، أعدت قراءة الكتاب وكتبت عنه برؤية جديدة. يستعرض النص كتاب "الرماد الثقيل" للمؤلف حسين شاويش، الذي يعالج قضية الطائفية ويكشف عن ما يسميه "الغش الفكري" المتعلق بالفكر الطائفي. من خلال تحليله، يبدو أن المؤلف يعارض بوضوح تجارة الطائفية ويشدد على أنه يجب تفكيك أسسها لفهم أسباب نجاحها. يصف المؤلف الفكر الطائفي بأنه "بضاعة مغشوشة" ويشير إلى أن الطائفية تُقدَّم على أنها "حرب من أجل العدالة الطائفية"، وهو وصف يوضح كيف تُستخدم الطائفية كوسيلة لتضليل الجماهير تحت غطاء العدل والحقوق. يبدو أن المؤلف يركز على كيفية استخدام العاطفة والمشاعر لبيع هذا "المنتج الطائفي"، مشيرًا إلى أن الصراع الطائفي ليس سوى تجارة تستفيد من الانفعالات الفردية والجماعية. إذ يشير النص إلى أن الطائفية تؤدي إلى تهميش أو قمع أطراف أخرى وتثبِّت صراعًا دائمًا بين المجموعات. هذا يفسر كيف يمكن للطائفية أن تعيق الاستقرار والنمو الاجتماعي، وتحافظ على حالة من الصراع المستمر الذي يحبط المجتمعات . كما هناك تأكيد على أن التصنيف الطائفي والعشائري يؤدي إلى تفكك الهوية الوطنية ويزيد من التوترات بين الجماعات، مما يؤثر سلباً على التنمية السياسية والاجتماعية. يناقش النص كيف أن دخول التاريخ من "الباب العثماني" يمكن أن يكون وسيلة لفهم الطائفية بشكل أفضل. يشير إلى أن فهم التاريخ، مثل فترة الاستعمار الفرنسي، يمكن أن يساعد في الكشف عن جذور الطائفية والاضطهاد. يبدو أن المؤلف يستخدم تاريخ سوريا كنموذج لفهم كيف يمكن للطائفية أن تؤثر على المجتمعات وتزيد من الانقسامات. يشير الكتاب إلى أن تعزيز الهوية الوطنية كان جزءًا من إصلاحات الاستعمار الفرنسي، وهي محاولة لتصحيح الأخطاء التاريخية. لكن يبدو أن المؤلف يعارض ذلك، ويعتبر أن الهوية الطائفية لا تفيد الفرد بل تؤدي إلى تراجع اجتماعي وسياسي. كما يشير إلى أن العشائرية، التي تعتبر بديلاً للقبيلة القديمة، تسهم في تراجع على جميع الأصعدة، بما في ذلك الاجتماعي والسياسي. يُعد النقد الذي يقدمه المؤلف حول "الغش الفكري" محاولة لتفكيك استخدام الطائفية كأداة للسيطرة والتلاعب. هذا النقد يسلط الضوء على كيفية استغلال العاطفة والتباين الطائفي لتحقيق مكاسب سياسية واجتماعية. يعكس الكتاب وجهة نظر مفادها أن الطائفية تقيد التقدم وتؤدي إلى إعاقة النمو الاجتماعي والسياسي. هذا التحليل يعتبر الطائفية عائقًا رئيسيًا أمام التنمية المستدامة ويشير إلى أن الحلول يجب أن تتجاوز الصراعات الطائفية لتعزيز التماسك الاجتماعي. استخدام التاريخ كمفتاح لفهم الطائفية يعكس أهمية السياق التاريخي في تحليل الأزمات الاجتماعية والسياسية. المعرفة بتاريخ الطائفية وكيفية تطورها يمكن أن تساعد في إيجاد حلول فعالة لمشاكلها الحالية. نقد المؤلف للهوية الطائفية واستبدالها بالهوية الوطنية يعكس رغبة في تجاوز الانقسامات الطائفية وتعزيز التماسك الاجتماعي. هذا التحليل يتماشى مع الفكر الذي يرى أن الهوية الوطنية يمكن أن تكون أساسًا للوحدة والاستقرار بدلاً من الانقسامات الطائفية. الكتاب يعكس محاولة جادة لفهم كيفية تأثير الطائفية على المجتمعات والسياسة. النقد الموجه للطائفية كمنتج مغشوش يعكس رغبة في كشف التلاعب والتضليل المرتبط بها. التوصيات التي يقدمها المؤلف، مثل تعزيز الهوية الوطنية وتفكيك الأسس الطائفية، تسعى إلى تحقيق استقرار اجتماعي وسياسي مستدام. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الكاتب حسين شاويش
حسين شاويش مواليد 1953 في أسرة فلسطينية لاجئة إلى سوريا، دكتور في الطب البشري وعلم النفس، مقيم في برلين منذ عام 1990. لديه عدة إصدارات، منها: (أفكار حافّة الهاوية، أو إعادة صناعة الطوائف)، دار ابن رشد، اسطنبول 2022. (الرماد الثقيل، أو الطائفية جذورًا ومصائر)، دار الفارابي، بيروت 2017. (الإسلام عشقًا)، دار بعل، دمشق 2014. (سفر بين العوالم)، دار السويدي، أبوظبي 2009، الحائز على جائزة ابن بطوطة. ولديه مساهمة في كتاب علم نفس الشخصية المستلبة لمحمّد شاويش، دار أرواد، سوريا 2016، ومجموعة من المقالات والريبورتاجات والقصص الصحفية، والتي حازت إحداها على جائزة القصة الصحفية لمركز "بديل".
الإنسان الخالد في حلمه المطلق
BY الشاعر أنسي الحج
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الإنسان الخالد في حلمه المطلق قراءة في كتاب "كان هذا سهوا" للشاعر "أنسي الحاج" ضحى عبد الرؤوف المل يختلف الشاعر "أنسي الحاج" مع العقائد ويتفق مع الإيمان لتشكل ميتافيزيقية الدين في كتابه "كان هذا سهوا" الصادر عن "دار نوفل هاشيت أنطوان". العودة إلى الرؤية الواضحة أو بالأحرى تصحيح ما لا يمكن رؤيته إلا بعد عدة تجارب، ونظريات تتماشى مع كبلر في خط تتقاطع فيه القوة الناتجة عن فلسفة ماورائية يدمجها مع المسار العكسي للشعر الذي يجعل منه كونا، وفيه نظام الكواكب يتشابه مع نظام المعرفة معتمدًا على التغيرات التي أحدثها كبلر عبر نظرياته الفيزيائية التي أحدثت ثورة آنذاك. والشاعر "أنسي الحاج" في مقطوعاته لجأ لمنطق الأشياء والبحث فيها لإثبات ما سهى عنه سابقًا واستدركه، أو بالأحرى ما كتبه ومن ثم استخرج جوهره. وهو يخط في مطلع العمر انطباعاته بالمزعجات القدرية التي تدهش المكتشف: "وجود الله" في تلك الأمسية: "جاءني الله، وأنا لا أنتظره، ولا أنتظر شيئًا ولا أحدًا، جاءني ولم يعد يفارقني" متخذًا من المحاكاة مبدأ للجمع بين العلم والأدب وطرائق النظم الحياتية التي تنسخ بعضها البعض، وتعيد الإنسان إلى نهاية البداية. والفعل في الكلمة هو أقصى حالات الشعور الواعي التي تضع المحاورات في الألفاظ الفلسفية كقيمة تؤدي إلى خلق المفاهيم النظرية التي تفضي إلى تحسينات في جودة فلسفة الشاعر وإعادة تصحيح ما سقط سهواً: "الحياة هي هذا الاستعداد للذي قد ينقضي معظم العمر قبل أن يحدث لكنه سيحدث." فهل حاول "أنسي الحاج" الاستعداد الكامل لتصحيح ما كان سهواً في حياته من خلال هذا الكتاب؟ يشيد "أنسي الحاج" بقصور الأديان ويتذمر من الآراء التي تشكل في تطلعاتها نوعًا من الاعتداء على خصوصية الفرد، ومن ثم يلجم هذا التذمر تاركًا للأجوبة فورة التخييل لتسلسل "التاريخ بين اليهودية والمسيحية والإسلام"، ولكن أين الأديان الأخرى؟ وهل ميتافيزيقية الدين في ثلاثية تجمعها خيمة الإيمان تحتاج لهذه النظرة المكثفة والغارقة بالميثولوجيات أو بالتصنيفات البشرية غير الثابتة كما عند اليهود، مستنكرا "الظلم الذي ألحق بالمرأة" ويعتقد أن الفروقات القائمة على الجنس والنوع واللون والفكر هي المنغصات الإنسانية المبنية على التكامل البشري دون أي تفكك أو انفعالات لا تؤدي إلا إلى انقسامات في الأديان، وهي التي يترأسها الإيمان. لنكتشف حقيقة ارتدت على "أنسي الحاج" وتركته في حالة شرح استنتاجي يميل إلى الإدهش في ما يسبب إظهار مقومات الأفكار التي استخلصها دون المس بجوهر العيوب أو باللامعقول المحقق لاستدارة عكسية نحو اللامألوف أو اللامتوقع: "ماذا يحدث إذا تاقت الأشياء، بالعكس، إلى النكوص على ذاتها والتغلغل متقهقرة إلى ضباب الأغوار؟" فمن هو الآخر المتلفي لكل هذه الميتافيزيقية وإشاراتها القابلة للمناقشة بشكل أوسع دون الإصابة بالذهول من فلسفة تساؤلية تميل إلى استخراج الإيمانيات من الأديان لفك طلاسم الحياة وبلوغ اللحظة الأبدية؟ ما بين زخم البدايات وزخم النهايات يحقق "أنسي الحاج" أهدافه في استنشاق المعرفة لانبلاج المفاهيم الفلسفية باعتبارها من معالم الرؤية أو البصيرة والارتداد نحو التصحيح: "لأن من يعدّ خطاه لا يعود يمشي". فطبيعة المحاكاة في الكتاب تؤثر على علاقة الكاتب بالقارئ، لتكتسب خصوصية تقوم أساسًا على هذا المزج بين الفروقات الحسية والذات. إذ تأخذ الكلمات منحى ذاتيًا يحاكم فيه الأخطاء بأسلوب أصيل مزروع في الطبيعة الإنسانية: "كنت مكفوفًا ولما تلأمنت، تلأمنت على الأكثر طيبة مني، ودريت وما دريت أني في المواضع الأكبر والمحال الأخطر كنت مخدوعًا ومستعملًا فيما كنت أحسبني عزيز الجانب." فهو يحاكي الذات بالأفعال ويتركها تمج الشقاوة التراجيدية التي تحقق بتأثيراتها تصوير ذكريات يعممها، لتكون لأشخاص تذوقوا الانتقال من حال إلى حال: "أو نعرة غيرة أذكرها هي يوم رأيت طفلًا، أن الكبار يكذبون، وأنهم يكذبون أفضل مني" دون الانتهاء من الأسئلة والتساؤلات دون أن يتوانى عن إعادة الفكرة إلى أولها أو إلى الذات وميتافيزيقية الطبيعة. يؤلف فيما بين الأفكار ويجمع خلاصة الأقوال في الحياة والموت والدين والخلق والسياسة وما إلى ذلك. فالحبة الصادحة والحبة الصارخة هي التذبذب بين الرحيل والبقاء، وربما "هي فرط من يوهم النفس بأنه لن ينتهي أبدًا من هذه اللعبة." فخبرة الحياة تمنح الحكمة لمن يمتلكون الشعور المطلق بالوجود والعدم، والقادرين على فك الغموض بالغموض الأكثر مرارة ليواجهوا كل الحياة بالحياة التي استحدثوها، وجعل منها استراحة كما يقول أرسطو عن أمبيدوكليس لتشكل الكلمات نوعًا من التوالد الفكري أو البحث في الأدب عن تساؤلات ما زالت تشكل تحفيزًا: "قال الموت لفكتور هوغو: 'كل ما أقوله لك هو هذا: كن أوديب حياتك وأبا هول قبرك.'" فهل يحاول "أنسي الحاج" نبذ الواقع بالتنافر أو استقصاء مراحل الحياة التي يتشكل منها الأدب والفن والذات والحب؟ نشأة الكون وعلة الذات ومفهوم الكلمة المندهشة من اختلاف الأفكار والتصورات والعقائد واليقين بالجزء والكل والرحيل والبقاء والموت والحياة، وكل ما من شأنه أن يولد شرارة التنافر والتجانس والإلغاء والقبول، واليأس الاجتماعي أو كل ما من شأنه تحريك المشاعر سلبًا أو إيجابًا. وهو الاضطرام ما فوق طبيعة الإنسان التي عاشت وأدركت وهمية مسار الزمن وفق كبلر ونظرياته الفيزيائية التي شكلت ثورة على كل ما جاء قبله. ليستخلص نظرية خضوع "الأشياء لغيابها لا لحضورها. تجربة الانقطاع، للتأكد من أن الوجود هو أكثر من عادة." فهل ما كان سهواً هو الخروج عن المألوف بالفكر الفلسفي الخالص لمسيرة حياة بكاملها؟ اليوم، بعد مرور أكثر من سنتين على نشر هذا المقال في جريدة القدس، أعدت قراءة الكتاب وكتبت عنه برؤية جديدة. في عالم الأدب والشعر، يحتل الشاعر أنسي الحاج مكانة متميزة، فهو كوكب مضيء في سماء الإبداع العربي، يسبر أغوار النفس البشرية ويحلق في فضاءات الميتافيزيقا بفكر يعانق الفلسفة والتجربة الحياتية. كتابه "كان هذا سهوا" يمثل مرآة صافية تعكس تجاربه وتصوراته حول الإنسان والعالم، وتمثل رحلة بحثية في متاهات الروح وتحديات الفكر. يكتب الحاج كمن ينسج خيوطًا من نور وظلال، يرسم بأقلامه الأزرق والأبيض مشهدًا يمتزج فيه الوجود بالعدم. يلتقط الشاعر من خيوط الفجر المتوهجة رؤى فلسفية، فيحيل الأحلام إلى واقع ملموس عبر الشعر. في "كان هذا سهوا"، يمتزج الغموض بالوضوح، والخفي بالظاهر، فالشاعر يعيد صياغة الكون كقصيدة موزونة على إيقاع الوجود والتجربة. قصائده تعكس حوارًا دائمًا بين العقل والقلب، بين العلم والإيمان، ليلتقي مع الفلسفة في نقطة تقاطع تتجاوز حدود اللغة. يقدم أنسي الحاج في "كان هذا سهوا" نصًا يعكس تطور الوعي الأدبي ويتناغم مع تطورات الفكر الفلسفي. فالشاعر يتناول مواضيع معقدة مثل الإيمان، والفلسفة، والميتافيزيقا، بأسلوب يتميز بالرمزية والتجريد. النصوص تتسلق قمة الجبال الفكرية، مستعرضة تطور الفكر من التجربة الشخصية إلى النطاق الواسع للكون. يُظهر الحاج براعة أدبية في استخدامه للصور البيانية والرموز، حيث يقارب بين الفلسفة والشعر، ليوصل القارئ إلى تأملات عميقة حول الكون والوجود. يُعتبر "كان هذا سهوا" نموذجًا بارزًا في استخدام الصور البلاغية والتراكيب اللغوية المبتكرة. أسلوب الحاج يتسم بالقدرة على خلق توازن بين السرد الشعري والمفاهيم الفلسفية. اللغة عنده ليست مجرد أداة للتعبير، بل هي وسيلة لتحقيق التأثير العميق على القارئ. من خلال استخدام الاستعارات والتشبيهات، يجعل الحاج من الكلمات كائنات حية تتفاعل مع القارئ، وتجعل من النص تجربة حسية وفكرية في ذات الوقت. الشاعر يوظف التناقضات بين الحضور والغياب، الواقع والحلم، ليجعل القارئ يتنقل بين عوالم متعددة تتقاطع فيها الأبعاد. إن قراءة "كان هذا سهوا" تترك القارئ في حالة من الدهشة والتأمل العميق. يشعر القارئ وكأنه يغوص في بحر من الأفكار المتدفقة التي تتداخل فيها تجارب الحاج الروحية والفلسفية. الكتاب يبدو وكأنه مرآة تعكس أعماق الروح البشرية، تبحث عن معنى في كل تجربة وفي كل لحظة. الشاعر يضع القارئ في موقف استبطاني، حيث يواجه نفسه بعمق في كل نص، مما يجعل من قراءة الكتاب تجربة تأملية متجددة. التفاعل بين الكلمات والأفكار، وبين الروح والنص، يخلق نوعًا من الخلق الفني الذي يعيد تشكيل الوعي الإنساني بطرق جديدة ومبتكرة. يُظهر "كان هذا سهوا" قدرة أنسي الحاج الفريدة على دمج الشعر مع الفلسفة، والعلم مع الإيمان، ليخلق نصًا يتجاوز حدود الكتابة التقليدية ويصل إلى أفق جديد من التجربة الأدبية. الشاعر يظل في رحلة مستمرة بحثًا عن الحقيقة والجمال في عالم مليء بالظلال والألوان المتباينة، ويأخذ القارئ معه في هذه الرحلة اللامتناهية. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الشاعر أنسي الحج
أنسي لويس الحاج (27 يوليو 1937 - 18 فبراير 2014) شاعر لبناني معاصر. نشأته ولد عام 1937 أبوه الصحافي والمتّرجم «لويس الحاج» وأمه «ماري عقل»، من قيتولي، قضاء جزّين.. تعلّم في مدرسة الليسه الفرنسية ثم في معهد الحكمة. أعماله الصحفية والأدبية بدأ ينشر قصصاً قصيرة وأبحاثاً وقصائد منذ 1954 في المجلّات الأدبية وهو على مقاعد الدراسة الثانوية. دخل الصحافة اليومية ب(جريدة «الحياة» ثم «النهار») محترفاً عام 1956، كمسؤول عن الصفحة الأدبية. ولم يلبث أن استقر في «النهار» حيث حرّر الزوايا غير السياسية سنوات ثم حوّل الزاوية الأدبية اليومية إلى صفحة أدبية يومية. عام 1964 أصدر «الملحق» الثقافي الإسبوعي عن جريدة النهار وظلّ يصدره حتى 1974. وعاونه في النصف الأول من هذه الحقبة شوقي أبي شقرا. عام 1957 ساهم مع يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلة شعر وعام 1960 أصدر في منشوراتها ديوانه الأول «لن»، وهو أول مجموعة قصائد نثر في اللغة العربية. له ستّ مجموعات شعرية: «لن» 1960، «الرأس المقطوع» 1963، «ماضي الأيام الآتية» 1965، «ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة» 1970، «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع» 1975، «الوليمة» 1994، وله كتاب مقالات في ثلاثة أجزاء هو «كلمات كلمات كلمات» 1978، وكتاب في التأمل الفلسفي والوجداني هو «خواتم» في جزئين 1991 و1997، ومجموعة مؤلفات لم تُنشر بعد. و«خواتم» الجزء الثالث قيد الإعداد. تولّى رئاسة تحرير العديد من المجلات إلى جانب عمله الدائم في «النهار»، وبينها «الحسناء» 1966 و«النهار العربي والدولي» بين 1977 و1989. نقل إلى العربية منذ 1963 أكثر من عشر مسرحيات لشكسبير ويونيسكو ودورنمات وكامو وبريخت وسواهم، وقد مثلتها فرق مدرسة التمثيل الحديث (مهرجانات بعلبك)، ونضال الأشقر وروجيه عساف وشكيب خوري وبرج فازليان. متزوج من ليلى ضو (منذ 1957) ولهما ندى ولويس. رئيس تحرير «النهار» من 1992 إلى 30 أيلول 2003 تاريخ استقـالته. تُرجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والبرتغالية والأرمنية والفنلندية. صدرت أنطولوجيا «الأبد الطيّار» بالفرنسية في باريس عن دار «أكت سود» عام 1997 وأنطولوجيا «الحب والذئب الحب وغيري» بالألمانية مع الأصول العربية في برلين عام 1998؛ الترجمة الأولى أشرف عليها وقدّم لها عبد القادر الجنابي والأخرى ترجمها خالد المعالي وهربرت بيكر. يعدّ أنسي الحاج من روّاد «قصيدة النثر» في الشعر العربي المعاصر. مؤلفاته ديوان «لن» /1960 ديوان «الرأس المقطوع» /1961 ديوان «ماضي الأيام الآتية»/1965 ديوان «ماذا صنعت بالذهب، ماذا فعلت بالوردة؟»/1970 ديوان «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع»/ 1975 ديوان «الوليمة»/ 1994 كتاب «كلمات كلمات كلمات» / ثلاثة أجزاء/مقالات/ 1978 كتاب «خواتم»/جزآن/1991 و1997 أنطولوجيا «الأبد الطيّار» بالفرنسية في باريس عن دار «أكت سود» عام 1997 أنطولوجيا «الحب والذئب الحب وغيري» بالألمانية مع الأصول العربية في برلين عام 1998. في نيسان 2007 صدرت الأعمال الكاملة لأنسي الحاج في طبعة شعبية، في ثلاثة مجلدات ضمن سلسلة “الأعمال الكاملة” عن “هيئة قصور الثقافة”. ضمّ المجلد الأوّل: “لن”، و“الرأس المقطوع”، و“ماضي الأيام الآتية”. والثاني: “ماذا صنعت بالذهب، ماذا فعلت بالوردة؟” و“الرسولة بشعرها الطويل حتى الــينابيع” و“الوليمة”. فــيما حــوى الثالث كتاب “خواتم” بجزأيه. ترجم إلى العربية أكثر من عشر مسرحيات لشكسبير ويونيسكو ودورنمات وكامو وبريخت وسواهم، وقد مثلتها فرق مدرسة التمثيل الحديث (مهرجانات بعلبك)، ونضال الأشقر وروجيه عساف وشكيب خوري وبرج فازليان.
نقطة ارتكاز
BY دكتور أنس الراهب
9.2
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
نقطة ارتكاز ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في كتاب "السياسة الدولية في الشرق الأوسط" للدكتور أنس الراهب تبرز نقطة الارتكاز في كتاب "السياسة الدولية في الشرق الأوسط" للدكتور أنس الراهب، الصادر عن "دار الفارابي"، في البحث عن النظريات والمفاهيم التاريخية التي أفرزت الفوضى والاتفاقات كقاعدة تأريخية كفيلة للتعمق فيها، أو إظهار ما يستتر خلف مئة عام من الاحتلال وانعكاسات ذلك على السياسة الدولية في الشرق الأوسط للوصول إلى "فهم الوضع الحالي للمنطقة العربية". يبين الكتاب أهمية التاريخ في معرفة الفترة ما قبل "سقوط الإمبراطورية العثمانية وسقوطها، والمؤتمرات والاتفاقيات التي عقدت بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وأثرها في الدول العربية واستقلالها"، والتي قد تضع الأسس والقواعد والتصورات للتقلبات وانعطافات كل اتفاقية تمت على مجريات العصر الحالي، من اتفاقية سايكس بيكو وذيولها التاريخية، إضافة إلى "تقسيم الوطن العربي بين الدول الأوروبية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ومطلع القرن العشرين إلى عدم تطوير منظومة فرعية إقليمية متماسكة ومستقلة". فهل يُعزى التاريخ الحارق للمنطقة إلى مفهوم استراتيجي؟ أوروبا وحالة الضعف الشديد التي خرجت منها في الحرب العالمية الثانية، اقتصاديًا وعسكريًا، والمنطقة العربية، التي نستنتج منها حلم الشراكة الأوروبية المبنية على قوة الاقتصاد، الأكثر حيوية في العالم، "والواقعة في قلب الشرق الأوسط بما تحويه من ثروات وخصائص استراتيجية"، فالحديث عن التطلعات الاستراتيجية والتوسعية يحمل في طياته عودة إلى الماضي، وأن من خلال بسط النفوذ، فالاعتراف السوفياتي بإسرائيل لم يمنعهم من "التوجه نحو الولايات المتحدة الأمريكية التي استقطبتها بالكامل" لينتقل بعدها السوفيات نحو "دعم الدول العربية بدءًا من النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي". فالكتاب يسلط الضوء على المراحل التكوينية للسياسات الخارجية في الشرق الأوسط، والأهداف التي ارتسمت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، ومما زاد التغلغل السوفياتي في المنطقة هو الصراع العربي، وما بين الأدوار والسياسات، تراجعت مكانة فرنسا الاستعمارية في المنطقة العربية، خصوصًا أن سياسة فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية تميزت بعدم الاستقرار، وبدا ذلك واضحًا في موقفها من قرار تقسيم فلسطين سنة 1947، ثم عدم اعترافها بإنشاء دولة إسرائيل سنة 1948، إلى أن تم ذلك سنة 1949. كما شهد اضمحلال الدور الفرنسي مشاركتها في العدوان الثلاثي على مصر. ويبدو أن الدكتور أنس الراهب يبسط كف التاريخ لقراءة خطوط التاريخ المعاصر وإعادة ترتيب العناصر التي تحدد أولويات السياسات الاستراتيجية للدول الكبرى في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية التي نلمس نتائجها الآن. من الصعود الروسي البارز إلى تراجع الأدوار الأخرى، العدوان الثلاثي على مصر وذهنية الإسقاط الثقافي ونقطة الانطلاق، ومحورية العداء للرئيس جمال عبد الناصر والتحولات السياسية الجديدة التي فرضت نفسها مع ديغول، والاسترداد السياسي والاقتصادي، ليتبلور الدور الأوروبي في قضايا الدول العربية "باتخاذ موقف سياسي موحد من القضية الفلسطينية". يحقق الدكتور أنس الراهب عبر مساحة التاريخ دورًا نقديًا للتاريخ ليستوحي القارئ من الأحداث معالم خارطة جديدة هي ترجمات للكثير من التفاصيل التاريخية التي تستكمل بعضها البعض، والفترات الحاسمة في الخمسينات والستينات، "التي أدت إلى تحولات كبيرة في مستقبل الدول العربية، من خلال علاقات الدول العظمى بها"، منها نجاح مصر في صياغة سياسات خارجية وتمسك بعض الدول العربية بجانب من استقلالها، والكثير من المحاولات في إقامة تحالفات عسكرية في المنطقة العربية التي أدت إلى "التطور السريع والحاسم لمجريات الشرق الأوسط ولما وصلت إليه في تاريخنا الحالي". فما هي البؤرة المركزية للمنظومة الفرعية القائمة بين البلدان العربية في الخمسينات من القرن الماضي؟ وهل هناك مؤثرات للتحالفات التي جرت بعد ذلك؟ ما يلخصه الكتاب التغيرات الأربعة: العسكري المباشر، والسياسي من خلال الأقطاب المتصارعة، والاقتصادي من خلال الحلم الأوروبي، والأهم من ذلك الإرهاب وتفاصيله وقدرته على تحقيق مارب الغرب في المنطقة، وهو القديم الأزل وليس بالجديد. فمنذ عهد السلطنة العثمانية والتواجد الإنجليزي أو البريطاني في منطقة الخليج والسيطرة على ممر حيوي، والعودة إلى الاتفاقيات والمعاهدات وتأثيرها على الشرق الأوسط ومراحل الحروب العالمية الأولى والثانية والمؤامرات التي أدت إلى رسم جديد لبلاد الشام، واختصارات كان من شأنها قيام المؤامرات على المنطقة العربية، ووعود بلفور لإنشاء دولة صهيونية، بتصورات هدامة للمنطقة العربية التي تشهد حاليًا تجاذبات في السياسة الدولية التي بدأت تتصدر فيها روسيا دورًا، والصعود الذي شكل تصحيحًا للصورة العربية السابقة وما آلت إليه الصراعات الحالية على منطقة الشرق الأوسط. فما هو مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يستكمل ويتجلى في كتاب الدكتور أنس الراهب؟ بعد مرور أكثر من سنتين على نشر هذا المقال في جريدة القدس العربي، أعدت قراءة الكتاب وكتبت عنه برؤية جديدة. يتناول كتاب "السياسة الدولية في الشرق الأوسط" للدكتور أنس الراهب العلاقات الدولية في المنطقة الشرق أوسطية ويقدم تحليلاً شاملاً للتطورات التاريخية والسياسية التي شكلت الوضع الحالي للشرق الأوسط. يركز الكتاب على دراسة النظريات والمفاهيم التاريخية التي ساهمت في تشكيل الفوضى والاتفاقات في المنطقة، بالإضافة إلى تأثيرات الأحداث التاريخية مثل سقوط الإمبراطورية العثمانية واتفاقيات ما بعد الحرب العالمية الأولى. الكتاب يعكس أهمية النظر في التاريخ لفهم السياسات الحالية. يُشير إلى أن السياقات التاريخية، مثل سقوط الإمبراطورية العثمانية وتقسيم الوطن العربي، لعبت دوراً رئيسياً في تشكيل السياسات الإقليمية والدولية. هذا المنظور التاريخي يعزز الفهم العميق للتطورات الحالية ويبين كيف أن الأحداث السابقة تواصل التأثير على العلاقات الدولية اليوم. يناقش الكتاب كيف أن القوى الكبرى، مثل الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، تفاعلت مع القضايا العربية. يشير إلى أن الاعتراف السوفياتي بإسرائيل لم يمنع من التوجه نحو الولايات المتحدة، التي استقطبتها بالكامل، كما أن دعم السوفيات للدول العربية بداية من النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي كان جزءاً من استراتيجياتها الكبرى. هذا التحليل يعكس كيف أن الاستراتيجيات الدولية يمكن أن تتغير بتغير الظروف والسياسات. يعرض الكتاب كيف أن التحولات السياسية في الشرق الأوسط، مثل العدوان الثلاثي على مصر، أثرت على السياسة الإقليمية والدولية. يشير إلى تأثير السياسات الفرنسية والإنجليزية والأحداث الكبرى مثل العدوان الثلاثي على مصر، والتغيرات في المواقف تجاه القضية الفلسطينية. من خلال هذا العرض، يظهر الكتاب كيف أن السياسات الدولية والإقليمية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار في المنطقة. يتناول الكتاب الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط من حيث الموارد الاقتصادية والموقع الجغرافي. يشير إلى أن المنطقة تعتبر نقطة محورية في السياسات الدولية بسبب ثرواتها وخصائصها الاستراتيجية. هذا التحليل يبرز كيف أن القوى العالمية تسعى إلى النفوذ في الشرق الأوسط بسبب أهميته الجيوسياسية والاقتصادية. يناقش الكتاب التهديدات الأمنية مثل الإرهاب وكيف أنها أثرت على السياسة الإقليمية والدولية. يُبرز الكتاب كيف أن الإرهاب ليس ظاهرة جديدة، بل هو جزء من استراتيجيات أقدم، وكيف أن التعامل مع هذه التهديدات يتطلب استراتيجيات متعددة الأبعاد تشمل التعاون الدولي والمحلي. يقدم كتاب "السياسة الدولية في الشرق الأوسط" تحليلاً شاملاً للأحداث التاريخية والتطورات السياسية التي شكلت الوضع الحالي في المنطقة. من خلال التركيز على التاريخ والتحولات الاستراتيجية الكبرى، يعزز الكتاب فهمًا عميقًا للتحديات التي تواجهها المنطقة اليوم. إن التحليل الموضوعي للعلاقات الدولية من خلال هذا الكتاب يساعد في فهم تعقيدات السياسة الشرق أوسطية ويقدم رؤى قيمة حول كيفية التعامل مع التحديات الحالية والمستقبلية. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
دكتور أنس الراهب
أنس الراهب. كاتب وباحث في العلاقات الدولية ودبلوماسي سابق
«
36
37
38
39
40
»