Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
لا أحد يموت في باريس
BY الروائي هنري ميلر
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
لا أحد يموت فـي باريس لا أحد يموت في باريس.. جملة ترجمها أسامة منزلجي بتقنية احترافية في رواية متمردة لغوياً، قذرة سلوكياً، عميقة فكريا، فهي تمثل وعياً ذا قدرة تخترق المكنون الذاتي للقراءة، لترتسم التعابير الحركية على وجه الرواية التي جعلتني أرسم تعابيري الظاهرة من تأثر في قراءة مزعجة، لكنها تظهر حقيقة مجتمع نخاف الاقتراب منه، وكأنه يتنبأ بظهور يأجوج ومأجوج، وحركة صهيونية خفية تهدف إلى سلب المجتمعات عفة الأدب في الاقتراب من أدب معاكس، يظهر التناقض القائم بين الفكر والحياة من خلال جملة كتبها هنري ميللر بيده في روايته "مدار السرطان" تشبه الصفر العربي، فهي نقطة ارتكاز في تحولات كثيرة "إنه ليس صفرا كالذي سلط عليه فان نوردن ضوءه الكاشف، ليس الشق الفراغ للإنسان المحيط قبل الأوان، بل هو أقرب إلى الصفر العربي". ظلمة في تناغمات سردية تشمئز منها، فتشعر بغضب داخلي سعى ميللر من خلاله إلى تحويل الأنظار إلى بيئة تعيش ظلمة مجتمع غربي يعاني من فيروس، بأسلوب أدبي يظهر فساد الأخلاق، وتصوير سينمائي اجتماعي في أبعاد رمزية تجعلنا نرى أعماق الفكر البشري في طرح مضاد، دامجا كل العناصر التقنية المؤثرة في تعبير ذاتي، وضمير مخاطبة في نظرة تبرز البعد الاجتماعي و فلسفة فنية مجنونة، لإبراز واقع الجسد الاجتماعي في سلسلة أحداث درامية ظلامية، وصور بذيئة اتسمت بالواقعية، وكأنه يفصل بين الفن والحياة، ليجعل الفن حلما مستحيلا "يستحيل الحلم حتى حين لا تكون الموسيقى نفسها إلا حلما، لن يفيد بشيء في مكافحة هذا الفيروس الذي يسمم العالم برمته، أميركا هي تجسيد للهلال نفسه، وسوف تجر العالم كله إلى لجة لا قرار لها." يقول إمرسون:" تتألف الحياة مما يفكر به الإنسان طوال يومه." فهل يمكننا أن نكتب كل ما نفكر به من نوازع نفسية تعترينا في كل مرحلة حياتية نمر بها؟ وهل نستطيع فصل الأدب عن الحياة الاجتماعية؟ أم أن الخلق الفني يحتاج إلى فعل يلغي جمال الكلمة؟ " كل ما حدث هو أن الإنسان قد خُدع في ما يسميه أفضل جزء من طبيعته، إنني ميت روحيا فقط أما جسديا فأنا حي، وأما أخلاقيا فأنا حر". إن العمل الأدبي هو إدراك حقيقي للحياة بموضوعية ذات أنواع مختلفة، في كينونة مميزة، ووجود إنساني يجيد تصوير الواقع بخيال بناء، ومحاكاة ذهنية استقرائية مؤثرة في فهم دقيق لاتجاهات العمل الأدبي، وهذا ما أشار إليه ميللر نفسه في قوله: " فعلى الكتاب أن يكون أصيلا تماما في موضوعه، كاملا كل الكمال" فهل استطاع هذا هنري ميللر؟ أم أنه أراد أن يكون مختلفا كما يقول، فيحقق كتابه قوة مبيع، وليصبح رمزا لحرية جنسية تعب منها في اعترافاته "لا أقول إني أريد أن أكون أفضل منهم، ولكن أريد أن أكون مختلفاً". يقول ألفرد كازن:"إن الهدف كان حرية التفكير بلا حدود، واتحاد الراديكالية الحرة مع الحداثة" فحرية التفكير بلا حدود، والحرية لا تلغي احترام حقوق المرأة، فالابتذال في تحقير المرأة وتعنيفها جنسياً في الرواية ربما يؤكد قول القديس أكيناس:" إن المرأة لديها خلل، وجديرة بالازدراء، لأنها نتاج بذرة معطوبة" فأي عادات اجتماعية لأي شعب لا تحدده قوانين إنما تحدده مكتسبات حياتية نتجت عن مفاهيم انفعالية واقعية، وعادات لفئة معينة من المجتمع يصعب تسليط الضوء عليها، فهنري ميللر ليس مجرد كاتب عادي، هو انتفاضة اجتماعية غاضبة في ظاهرة أدبية تلتزم واقعا جريئا يرتبط بالحياة ارتباطا وثيقا" "تناول مشحذ الموس، وأخذ يضربها به ضربا مبرحا، وأعجبها هذا، تلك العاهرة، وتوسلت إليه: "اضربني أيضا، وركعت على ركبتيها، وتشبثت بكلتا ذراعيها، لكن جيمي كان قد اكتفى، وقال لها: "ما أنت إلا خنزيرة عجوز قذرة، انفعالات ممزوجة باستغراب مقرون بالدهشة تخرجك من غموض يحيط بالظاهرة التي تكلم عنها هو في بناء فكري يخيفه "البناء الفوقي كذبة والأساس خوف هائل مزلزل" فهل يحاول هنري خلق سلالة جديدة من الكتاب تجتاح العالم؟ وهل وصف المرأة بالعاهرة والإنقاص من شأنها يصيبه بالنشوة؟ أم أنه كان مصمما على خلق عمل أدبي سفلي يجعلك تشعر بالظلمة الحالكة، وأنت تقرأ مدار السرطان ليكون مختلفاً؟. إنه صراع بين الفكر والحياة الواقعية التي غضب منها في نزق وتمزق ولغة شوارع أميركا الفقيرة التي تضج بالفساد، لنعيش الصراع النفسي معه في أسلوب توحدنا معه فكريا، ونبذناه جنسياً، فهذه الشرارة تولدت في اللاوعي عند المتلقي، لأننا أحسسنا بدقة الواقع الاجتماعي والحياتي وصوت الأنا المعذبة في كل مراحل الرواية، لنلجأ إلى جيش الخلاص كما لجأ هو "طبعا لم يكن لدى جيش الخلاص ما يسعفنا به" فخط الواقع يفصلنا عن الموت والحياة في حركة استفزازية، وطريقة سرد نتابعها زمنيا وجغرافيا، لنعيد ربط المشاهد في ذاكرة كادت تتوقف بحثا عن ضوء للخروج من عالم "هنري ميللر" السفلي يقول ميلان كونديرا:"إن الرواية التي لا تكتشف جزءا من الوجود ما يزال مجهولا هي رواية لا أخلاقية، إن المعرفة هي أخلاقية الرواية الوحيدة ". فهل استطاع ميللر اكتشاف جزء من الوجود يصعب علينا الدخول إليه، وهل برزت المعرفة في أعماق روايته؟ Doha Al Mol
×
الروائي هنري ميلر
هنري ميلر (بالإنجليزية: Henry Valentine Miller) ولد (26 ديسمبر 1891-7يوليو 1980)،هو روائى ورسام أمريكي. عرف عنه عدم رضاه عن الاتجاه الأدبي العام في الأدب الأمريكي. وبدأ تطوير نوع جديد من الرواية، عبارة عن خليط من القصة والسيرة الذاتية والنقد الاجتماعي والنظرة الفلسفية والتصوف. يجمع هنري بين نقيضين: فهو يمتلك القدرة على التعبير الواقعي ثم لا تعدم وجود أفكار خيالية في أدبه. أكثر أعماله تميزاً هي: مدار السرطان، و مدار الجدي، وربيع أسود، وأيام هادئة في كليشي. كما كتب أيضا عن أسفاره، ومقالات في النقد والتحليل الأدبي. وقد ترجمت معظم أعماله إلى العربية. مسيرته المهنية بروكلين (1917–1930) تزوج ميلر أول زوجاته، بياتريس سيلفيا ويكنز، في عام 1917؛ وطلقها في 21 ديسمبر 1923. أنجب منها طفلة واحدة، باربارا، في عام 1919. عاش الزوجان في شقة في مبنى 244 في الشارع السادس من حي بارك سلوب، بروكلين. كان ميلر يعمل حينها لدى ويسترن يونيون، وظل يعمل لديهم حتى عام 1924. وفي مارس عام 1922، أخذ ميلر عطلة لمدة ثلاثة أسابيع، وكتب فيها أولى رواياته: «أجنحة مقطوعة»؛ ولكنها لم تُنشر بتاتًا، ولم يبقَ منها سوى بضعة قصاصات. لكن ميلر أعاد استخدام بضعة أجزاء منها في أعماله اللاحقة مثل «مدار الجدي». وصفت رواية أجنحة مقطوعة حياة اثني عشر ساعيًا يعمل لدى ويسترن يونيون، ووصفها ميلر بنفسه قائلًا إنها رواية طويلة وسيئة للغاية على الأرجح.في عام 1923، قبل أن ينفصل عن زوجته بياتريس، قابل ميلر راقصة قاعات غامضة تُدعى جون مانسفيلد (اسمها عند الولادة جولييت إديث سميرث) ووقع في حبها. كانت جون بعمر الحادية والعشرين حينئذ. دخل الاثنان في علاقة مع بعضهما، وتزوجا في 1 يونيو عام 1924. وفي عام 1924 تخلى ميلر عن وظيفته في ويسترن يونيون حتى يتفرغ للكتابة. وصف ميلر حياته في تلك الفترة بما فيها المصاعب التي واجهها حتى يكون كاتبًا، ومغامراته الجنسية، وإخفاقاته، وأصدقائه، وفلسفته في ثلاثية السيرة الذاتية الخاصة به: «الصلب الوردي».كتب ميلر روايته الثانية («مولوخ، أو هذا العالم الوثني») في عام 1927–1928 تحت قناع رواية أخرى من تأليف زوجته جون. إذ طلب أحد معجبي جون الأثرياء منها أن تكتب له رواية في مقابل المال، وفي كل أسبوع كانت تريه صفحات الرواية التي كتبها زوجها وتتظاهر أنها هي من كتبتها. لم تُنشر تلك الرواية إلا بعد عام 1992، أي بعد 65 عامًا من وقت الكتابة، أو بعد 12 عامًا من وفاة ميلر. استوحى ميلر تلك الرواية من زواجه الأول ببياتريس، وحياته التي قضاها يعمل في مكتب ويسترن يونيون في مانهاتن السفلي. كتب ميلر رواية ثالثة في ذات الوقت تقريبًا بعنوان «ديك مجنون»، ولم تُنشر هي الأخرى إلا بعد وفاته. تحكي تلك الرواية قصة علاقة جون الوثيقة بالفنانة ماريون التي أطلقت عليها جون اسم جان كرونسكي. عاشت كرونسكي مع ميلر وجون من عام 1926 حتى عام 1927 عندما سافرت جون وكرونسكي إلى باريس معًا، تاركين ميلر خلفهما، ما أثار حفيظة ميلر بشدة. اشتبه ميلر في أنهما منخرطتان في علاقة غرامية مثلية لم ينسجم الزوجان، جون وكرونسكي، مع بعضهما أثناء إقامتهما في باريس، وبعدها ببضعة أشهر عادت جون إلى ميلر. انتحرت كرونسكي قرابة عام 1930. باريس (1930–1939) قضى ميلر بضعة أشهر في باريس مع جون في عام 1928، وتكفل فريدمان بنفقات تلك الرحلة. وفي أحد الأيام في أحد شوارع باريس، قابل ميلر كاتبًا آخر يُدعى روبرت ويليام سيرفس، وحكى عنه في سيرته الذاتية قائلًا: «سرعان ما بدأنا حديثنا الذي استحال حديثًا عن الكتب. تحدث روبرت لبرهة بشيء من الثقة، وهمّ بالسخرية من كتابات الحي اللاتيني المتكلفة ومجلته العجيبة». في عام 1930 انتقل ميلر إلى باريس دون أن يرافقه أحد. وسرعان ما شرع في كتابة كتابه التالي، مدار الجدي، وأخبر أحد أصدقائه بذلك قائلًا: «غدًا سوف أبدأ في كتابة أول كتبي في باريس: بصيغة المتكلم، ودون رقابة، ودون صيغة معينة – سحقًا لكل شيء!». لم يملك ميلر الكثير من النقود في أول عام له في باريس، ولكن حاله تبدل عندما قابل أناييز نين التي تكفلت هي وزوجها يان هوغو بجميع نفقاته خلال فترة مكوثه في باريس، بما في ذلك إيجار شقته التي كان يسكن فيها في 18 شارع فيلا سورا. وبعدها صارت أناييز عشيقته، ودفعت تكلفة طباعة أول طبعة لكتاب «مدار السرطان» في عام 1934 من نقود طبيبها النفسي أوتو رانك. كتبت أناييز عن علاقتها بميلر وزوجته جون باستفاضة في مذكراتها. نُشر أول مجلد من تلك المذكرات (الذي وقعت أحداثه في الفترة 1931–1934) في عام 1966. لاحقًا في عام 1934، طلقت جون ميلر دون حضوره وهي في مدينة مكسيكو. وفاته توفي ميلر في منزله في 7 حزيران 1980 عن عمر يناهز الـ88 إثر مشاكل في الدورة الدموية. تم حرق جثته وتقسيم رماده بين ابنه توني وابنته فال. وقد صرح توني أنه ينوي في نهاية المطاف أن يكون رماده مختلطاً مع رماد والده وأن ينثر في بيغ سور. مصدر السيرة الذاتية ويكيبيديا
بين المقاومة والاستسلام
BY الباحثة نوال السعداوي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
نوال السعداوي بين المقاومة والاستسلام ضحى عبدالرؤوف المل “امرأتان في امرأة” واندماج فني جمالي مع الذات، وداخل كل امرأة ينمو جنين أنثوي في رحم الألم، لتولد أحداث متشابكة كتبتها نوال السعداوي في أبعاد جمالية، وثلاثية عنوان نسوي، لكن تحت ظلاله يسكن الرجل بقوة، حيث القلب السليم الدافئ لطبيبة ما زالت في مشرحة الحياة، تتعلم من المادة الجسدية ما هو مؤثّر في طرح جعلني أشعر أنني أنا من تمسك القلم وتكتب الرواية، فقد استطاعت الوصول لفهم المرأة بيولوجيا رغم تناقضها الداخلي والخارجي الذي قد يسيء البعض فهمه. سمعت عن نوال السعداوي كثيرا، وأنا بلغت من العمر ما يجعلني أردد سرا وعلانية :" رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه" ولكن لم أقرأ لها أعمالا روائية من قبل، ربما مشاغل الحياة الكثيرة التي تحكمنا، وفي أعماقي مطبوع عنها أنها تهاجم الإسلام، وأنها امرأة مسترجلة، أفكارها لا تناسب المرأة الشرقية، لكن، حين قرأت العنوان، وبدأت بالمقدمة أحسست بالعمق الإيماني في داخل كل منا فطريا، وكأن كلمات الإهداء رسالة من قلب أم شرقية لأبنائها:" إلى كل فتى وفتاة في ربيع العمر، لعلهما يدركان قبل فوات الأوان أن طريق الحب ليس مفروشاً بالورد، وأن الزهور المغمضة حين تتفتح في ضوء الشمس لأول مرة تسقط فوقها خراطيم النحل تمتص ورقها الناعم، فإذا استسلمت الزهور انسحقت، وإذا قاومت واستبدلت بالورق الناعم شوكا نافرا مدببا، استطاعت أن تحيا وسط النحل الجائع" قرأت الإهداء أكثر من مرة، واستخرجت منه " استسلمت، قاومت، انسحقت، استبدلت" أفعال ذات فعل حركي قوية المعنى، فما هو الاستسلام؟ ما هي المقاومة؟ ما هو السلام؟ ما هو الصراع؟ هل نعيش في صراع ذكوري وأنثوي والعالم يتسع للجميع؟ ما هو مفهوم الإنسان؟ ولماذا بقي خلق المرأة سرا؟ تساؤلات جعلتني أبدأ بالقراءة، لعل السطور الروائية تحمل الأجوبة، وأفهم ماذا تقصد نوال السعداوي بالاستسلام؟ " كتلك الرغبة المحيطة التي تحسها قطرة ماء تقاوم الذوبان في ماء البحر، المقاومة المجنونة اليائسة في قمة الإحباط، تصنع الاستسلام الكامل كالسكون الأبدي، ولأن الإنسان لا يريد أن ينسحق فهو يفضل الحياة الفاترة بغير رغبات حقيقية" قيود موروثة اجتماعيا تجعلنا نعيش الكبت الاجتماعي، واليأس، فنقترب من الاستسلام، لنسحق أحلامنا، ونبتعد عن مقاومة الذوبان، لنتكامل في سلام. يقول أرسطو: "إن التفكير مستحيل من دون صور" فالمحاكاة التعبيرية هي من أدوات الرواية، والفكرة بداية ونهاية، والراوي يحيا صراع الدمج بين الأنا والهو، لينقل صراعه النفسي إلينا، وتتحول الرواية إلى نسيج فلسفي فني يطرح الألم في واقعية المجتمع الشرقي الذي نحيا فيه بعيدا عن الحقيقة والإيمان". وصف حركي وعمق تحليلي نفسي بدأت به لفتاة " تضع قدمها اليمنى على حافة المنضدة الرخامية، وقدمها اليسرى فوق الأرض، وقفة لا تليق على الإطلاق مع كونها امرأة " مفاهيم جسدية سلوكية بدأت بها، وهي تفصل بين الفتاة والفتيات الأخريات كما تفصل بهية بين ساقيها بسهولة، فالتاء المربوطة ترافقها كهوية نسوية لا تستطيع التحرر منها رغم قوتها العضلية، وضعف النمو عند الفتيان بسبب سوء التغذية في الطفولة " وكانت سيقان الفتيان في معظم الأحيان معوجة (بسب نقص التغذية في الطفولة) وكأنها تشير إلى نمو جسدي سيئ في المجتمع العربي يبدأ من الطفولة، فالجسد مسكن الروح، وتتأثر به كما يتأثر بها هو، فكيف تتحرر الفتاة من جسدها؟ وكيف ينمو الفتيان في ظل سوء تغذية؟ يقول رولان بارت: " يبدأ النص غير الثابت، النص المستحيل مع الكاتب (أي مع قارئه) " فالقراءة في رواية " امرأتان في امرأة" تجعلك تمارس الفن الكتابي بلذة لا تنتهي رغم أنك قد تحذف بعض التكرار في فصول الرواية، لكنك تستنفر حواسك كلها، لتحافظ على وعي قدراتك الإنسانية، وترفض القوة والجبروت في أحداث فجائية لم تتوقعها، وهي سجن البطل سياسيا، لتمارس فعل المقاومة معها، كي تستطيع مواجهة قدرها قبل أن ننفصل زمنيا عن أحداث ثورية، ونراها مكبلة بالقيود في صورة سينمائية ضمن لوحة لا تغادرك ذهنيا. قوة تتولد في الرابع من شهر أيلول (سبتمبر) دائماً يوم مولدها، وهو تاريخ بدأت به الرواية، وكأن مولد الإنسان ينطبع على جيناته منذ اللحظة الأولى، فلا ينساه فرحا أو حزنا، فالمكتسبات الطفولية يصعب التخلص منها مثل الكذب المكتسب، فهي تعلمته من أمها "كانت أمها تكذب عليها، تنام معها في سريرها، وتقول لها إنها لن تتركها" وفي منتصف الليل تحس بها، وهي تتسلل خارج سريرها، وتذهب إلى سرير أبيها، لتبدأ رحلة البحث عن رغبات الإنسان الحقيقية، فهل عرفتها؟. مؤالفة نفسية في فن السيطرة على النفس، فحين نكتشف الرغبة نكتشف الحياة، فالشهوة شعور فطري عابر، أما الرغبة فهي الارتواء القادر على تنمية الروح، ليزهر الجسد، فهي تدرك رغم سنها أن المجتمع متناقض، والتعابير على كل وجهه ما هي إلا نماذج مجتمعية واهنة، فالشيء ونقيضه يتماثلان " فالابتسامة كالتكشيرة، والتحية كالتهديد، والصدق كالكذب، والفضيلة كالرذيلة، والحب كالكراهية، وتتشابه الحركات والملامح والمعاني إلى حد الشعور بالاختناق" وضوح وغموض والتباس في مفاهيم الشك والضوء واليقين والهوية الذاتية" ودورة القمر تتعاقب مع دورة الدم في عروقها، والخلية المنتفخة في أعماقها تتفجر في اللحظة نفسها" كرمز يشير إلى البلوغ في صورة " ثماني عشرة شمعة مضاءة فوق المائدة البيضاء" في رحلة الشك والألم" الشك كالشمعة له ضوء أحمر، وله لسعة حادة كالإبرة" قيل إن" الشك هو ما استوى طرفاه، وهو الوقوف بين شيئين لا يميل القلب إلى أحدهما" فهل هذه لغة إيحائية وكأن" الإنسان مشدود بين قوتين" قوة خلقه وقوة الطبيعة؟. إن الصراع بين المقاومة والاستسلام ينتهي بانتصار أو انهزام، فالاستسلام ضعف، والمقاومة قوة، لكن المرأة والرجل كيان متكامل، وأي صراع بينهما هو دمار شامل للإنسانية كلها، والجنس طاقة كبرى لتوليد الحياة وهي "الحركة الوحيدة التي يدرك بها الإنسان الفرق بين حياته وموته" والحب طاقة حية تبعث الحياة في جثث تمشي على الأرض"كانت تبحث عن الموت داخل جثث المشرحة، لكن الموت كالحياة لا يعيش في الجثث". سرد تقليدي مقرون بالفعل المتحرك، فالمادة الحكائية بسيطة، لكن الأفكار الفلسفية مكثفة، والمفاهيم التربوية مدروسة، والمعلومات الطبية طوّقت الرواية، والغوص الفسيولوجي كان ظاهرا، والتسلسل المنطقي فوجئنا به في النهاية، ليقطع الحدث، بل يشطره، لكنها حافظت على التوازن التعبيري والمادة التخيلية، ليشعر القارئ أو بالأصح لتشعر القارئة أنها هي بهية، والقيود الحياتية تلفها من كل ناحية رغم أن الزمن في كل سبتمبر يتجدد، والكوتا النسائية ما هي إلا وهم يتردد على ألسنة البعض، والسلطة السياسية لم تحرر المرأة في مناصبها، لكننا ما زلنا نحيا في عصر نوال السعداوي، أو بهية بالتاء المربوطة. Doha El Mol
×
الباحثة نوال السعداوي
نوال السعداوي (27 أكتوبر 1931 — 21 مارس 2021)، طبيبة أمراض صدرية، وطبيبة أمراض نفسية، وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان عمومًا وحقوق المرأة خصوصًا. كتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام، اشتهرت بمحاربتها لظاهرة ختان الذكور والإناث. أسست جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982 ، كما ساعدت في تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان. ففي عام 2004 حصلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا. وفي عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون مأكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.شغلت نوال السعداوي العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة، الأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، غير عملها كطبيبة في المستشفي الجامعي. كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بالقاهرة. وأسست جمعية للتربية الصحية وجمعية للكاتبات المصريات. وعملت فترة رئيسة تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحررة في مجلة الجمعية الطبية. النشأة ولدت نوال السعداوي في 27 أكتوبر عام 1931 في عائلة تقليدية ومحافظة بقرية كفر طحلة إحدى قرى مركز بنها التابع لمحافظة القليوبية. كانت الطفلة الثانية من بين تسعة أطفال. خُتِنَتْ في السادسة من عمرها. أصرّ والدها على تعليم جميع أولاده. كان والدها مسؤولاً حكومياً في وزارة التربية والتعليم، وكان من الذين ثاروا ضد الاحتلال البريطاني لمصر والسودان كما شارك في ثورة 1919، وكعقاب له تم نقله لقرية صغيرة في الدلتا وحرمانه من الترقية لمدة 10 سنوات. استمدت منه احترام الذات ووجوب التعبير عن الرأي بحرية ودون قيود مهما كانت النتائج، كما شجعها على دراسة اللغات. توفي كلا والديها في سن مبكرة لِتُحملَ نوال العبء الكبير للعائلة.السيرة الذاتيةتخرجت نوال من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955 وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة، تخصصت في مجال الأمراض الصدرية وعملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، تزوجت في نفس العام من أحمد حلمي زميل دراستها في الكلية. لم يستمر الزواج لفترة طويلة فانتهى بعدها بعامين. وعندما سُئلت عنه في إحدى حواراتها قالت: «زوجي الأول كان عظيماً، زميلي في كلية الطب. كان رائعاً، والد ابنتي. لم يرد والدي مني أن أتزوجه لأنه غادر إلى السويس لمحاربة البريطانيين. لكن بعد ذلك تم خيانة المقاتلين، والكثير منهم تم حبسه. هذه الأزمة كسرته وأصبح مدمناً. وأخبرت أنني لو تزوجته، قد يوقف إدمانه، لكنه لم يفعل. حاول قتلي، لذا تركته». تزوجت مرة ثانية من رجل قانون ولم يستمر هذا الزواج أيضا. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%88%D9%8A
وهم السلام القادم بين حرمتين
BY الروائي صبحي الفحماوي
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
وهم السلام القادم بين حرمتين ضحى عبدالرؤوف المل مارس صبحي الفحماوي النقد الذاتي، وهو يطرح على نفسه تساؤلات كنا نبحث عن أجوبة لها حين وضع الشخصيات أمامه في حوار مباشر، وكأنه يضع أمامنا حقيقة هندسية حياتية محاولا إعادة الشخوص إلى الواقع، و إعادة تطوير فن الكتابة وارتقائها من الخاص إلى العام من خلال فكر متحرر من كل استعمار أو استيطان، أو حتى سلطة ذهنية متبوعة برؤية ثابتة، فالأحداث الحياتية تختلف مع كل منا، وكأننا فعلا على ورق أبيض نرسم خطواتنا الكبرى التاريخية "وهذا يجعلني أؤكد أن شخصياتي صارت هي الحقيقية، وأنا الوهم، ذلك أنها ستحيا بعدي، وأنا سأموت، فكل فرعون جاء، مسح اسم الفرعون الذي سبقه ببناء الهرم، ووضع اسمه مكانه، فصارت أسماء خوفو وخفرع ومنقرع، وما هي إلا أسماء سميتموها، والحقيقة غير ذلك" "حرمتان ومحرم" عمل إبداعي هندسي مفتوح للقارئ، ليصنع نهايات متعددة كما يشاء، أو ليعيد ترتيب الأحداث كما يحب في ظل الازدواجية السياسية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بين فتح وحماس، وعملية السلام، أو بين ماجدة وتغريد وأبو مهيوب والقضية الفلسطينية، فهل ما يصنعه الروائي وهم أم حقيقة؟ أم هو رؤية بناءة لمجتمع يعاني من الاستبداد العربي قبل الصهيوني تحت وطء تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في العودة، والعيش في سلام. بدأت الرواية في حي الشجعان، وحملت وصفا شعبيا نموذجيا "شرر متطاير من جسد حديدي يتم تقطيعه من الوريد إلى الوريد" وكأن الحدادة عمل إرهابي، ليجبّر الخيال على قيادة الواقع نحو انتهاك حقوق الإنسان، فالجملة الآتية بعدها هي أصابع ريتشل كوري التي تتقطع تحت ثقل الجرافة "وامتزج لحم وعظم ساقيها الورديتين مع التراب والطوب المتهاوي، وامتزج اللحم بالتراب، بالدم، بالعظم، بالإسمنت المسلح، بالحديد، بينما شرر النار يتطاير من جراء انسحاق أسنان الجرافة بحديد تسليح العمارة بلحم الفتاة الطري الندي الطاهر". ضعف وقوة في أسلوب روائي ذكي، وكأنه يمارس لعبة الخيال اللغوي، والربط بين المفردات بقوة الخيال، مع فسحة استراحة لغوية في مفردات يستعملها أهل المعسكرات والأحياء المنكوبة، لتعيش معهم الواقع المضحك المبكي الذي يظهر قوة الفرد الفلسطيني، وتماسكه وإرادته في التمسك بقضيته، وكأن الفلسطيني يعيش السجن خارج إسرائيل المحتلة، ويعيش الحرية داخل سجنها، لأنه يشعر بانتمائه للأرض الفلسطينية " أو القذائف (الخارئة الحارئة) آسف الخارقة الحارقة، وكل أنواع القذائف المحرمة دوليا، لكن كل ونصيبه، وكل وجه وما يصلح له، وكل واحد يأكل نسيبه.. آسف.. يأكل نصيبه" يقول ماريوس بارغاس يوسا: " في اللحظة التي يجلس فيها الكاتب ليكتب، فإنه يقرر إن كان سيصبح كاتباً جيدا أم كاتبا رديئا" إن الثقة بالنفس برزت في شخصية أبو مهيوب في تحديات نفسية استطاع أن يتخطاها كما تخطى صبحي الفحماوي الخوف من صراع شخصياته داخل المخيم "لا أدري لماذا أخطئ في كتابة روايتي هذه؟ قد يكون الخوف سبب ذلك، ورهبة المواقف، فأنا لم أتعود أن أكون مخبرا صحفيا أو تلفازيا يبث أخباره من أرض المعركة، ولكن للضرورات أحكام، أجدني مضطرا لمراقبة ساحات الإعدامات، لأصور معالم روايتي" فهل يقصد التصوير الروائي الذي يستنفر كل عناصر الدراما الحكائية، ليظهر الصراع العربي عربيا من خلال الحوارات بين المعلمتين والتلميذات من جهة، وبين ماجدة وأم التلميذة؟. إن انفتاح رواية "حرمتان ومحرم" نحو الواقعية الموضوعية للمعسكرات الفلسطينية، وأيديولوجيات فرضت نفسها في رمزيات استخدمها الفحماوي للدلالة على التغيير النفسي الذي يحدث بفعل الزمن من خلال تلميح ذكي في تحويل العلاقة الضدية إلى علاقة مقبولة، منشؤها الألفة والقناعة والتعايش المرضي، فأبو مهيوب مرفوض فعليا كزوج للبنتين، ومقبول كمحرم، لكن مع الوقت أصبح مقبولا للبنتين وللأهل من خلال قوتين: قوة المال، وقوة الأولاد، وهي القوة الصهيونية التي يبني عليها مفهوم البقاء. إن الصورة الذاتية لأبي مهيوب تتوافق وصورة الشعب الفلسطيني، لأن جزءا كبيرا من الصورة الاجتماعية اعتمدها في تعامله المجتهد مع الوضع الاجتماعي الذي فرض نفسه عليه قدريا، فيقبل بأن يكون محرما، ثم زوجا فاعلا، ليساعد من يستطيع مساعدته بعد أن فقد الابن والزوجة، ويصبح صورة مثالية يتوجها كفرد فلسطيني ناشط وفاعل حياتيا. تسليط ضوئي على مفارقات اجتماعية نحياها في الوطن العربي، فواحة الرمال جعلتهم محاصرين فكريا و روحيا وجسديا، والنص مفتوح على كل التغيرات التاريخية بدءا من الناشطة ريتشل كوري حتى الفنان الفلسطيني فتحي الغبن في ترميز لا يخلو من فطنة، فيقول لنا: " إن شخصياتي صارت هي الحقيقية، وأنا الوهم، ذلك لأنها ستحيا بعدي، وأنا سأموت.. ألا تشاهد وهم السلام القادم مع المحتلين لأوطاننا" فهل نحتاج رسما روائيا سياسيا يشبه رسم الفحماوي على الورق، ليسعى العرب لتحقيق مخططات استراتيجية قابلة للبقاء بعد فناء النفوس الضعيفة؟. يقول بول ريكور:"إذا صح أن الخيال لا يكتمل إلا بالحياة، وأن الحياة لا تُفهم إلا من خلال القصص التي نرويها عنها، فالحياة" المبتلاة بالعناء" بمعنى الكلمة الذي استعرناه من سقراط هي حياة تُروى" لكن الفحماوي لم يترك نهاية في الرواية، بل جهل النهاية لكل بداية يختارها القارئ بعد أن وضع بين يديه تصوراته الشخصية عن أبو مهيوب، ليحاور أشخاصه حوارا جذابا، ويترك لنا لذة الحوار مع الشخصيات، فهل سنستطيع يوما ما الإمساك بفن روائي متجدد في الفكر العربي؟. Doha El Mol
×
الروائي صبحي الفحماوي
صبحي فحماوي (1948-) هو كاتب وروائي فلسطيني المولد أردني الجنسية من مواليد أم الزينات بفلسطين. النشأة والتعليم ولد صبحي أحمد خليل فحماوي في أم الزينات بفلسطين عام 1948، حصل على بكالوريوس هندسة زراعية من جامعة الإسكندرية عام 1969 وعلى دبلوم دراسات عليا في هندسة الحدائق من جامعة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة عام 1983. مسيرته في المجال الإعلامي، يعد فحماوي ويقدم برنامجًا تلفازيًا ثقافيًا أسبوعيًا بعنوان «قناديل» على قناة برايم التلفزيونية الفضائية. وفي المجال الصحفي، هو رئيس تحرير مجلة «المزرعة والحديقة»، ومؤسس ورئيس تحرير «أخبار الرواية» على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. شغل فحماوي كذلك منصب مدير تحرير مجلة «سامر» للأطفال، ومنصب رئيس تحرير مجلة «الزراعة في الأردن» التابعة لوزارة الزراعة، ومنصب رئيس تحرير مجلة «المهندس الزراعي» التابعة لنقابة المهندسين الزراعيين الأردنيين. بالإضافة إلى ذلك، يكتب فحماوي عمودًا في جريدة “أخبار الأدب” المصرية.بدأ مشوار فحماوي الأدبي سنة 1987، حينما صدر له مجموعة قصص بعنوان “موسم الحصاد”. وكان فحماوي قد كتب نصوصاً مسرحية، منها مسرحية «ثورة الفلاحية»، ومسرحية “في انتظار الضوء الأخضر” المنشورة في مجلة الموقف الأدبي السورية عام 1974، و«مشاهد مسرحية» المنشورة في مجلة أفكار.صدرت له رواية «صديقتي اليهودية» سنة 2015 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، ووصف جورج جحا الرواية بأنها “طهطاوية” (نسبة لرفاعة الطهطاوي) تقوم بالأساس على حوار بين اثنين ويغلب فيها صوت بطل الرواية، وتتضمن رحلة في عدة بلدان أوروبية والحديث عن حسناتها وسيئاتها. ويعني جحا بوصفه لها بالطهطاوية أنها «تشكل نوعا من الامتداد لعقلية تسعى إلى معرفة الغرب والإفادة منه وتصوير أنماط حياته الحسن الجذاب منها وغير الحسن والجذاب. إلا أن في رواية فحماوي عنصرا آخر هو عنصر السياحة والتعرف إلى أمور في الغرب فضلا عن “التعلم” منه من ناحية أخرى»، ووفقا لجحا، فالعمود الفقري للرواية يقوم على قضية قومية تنعكس من خلال علاقة تربط بين بطل الرواية جمال العربي أردني الجنسية ويائيل اليهودية ألمانية الأصل المولودة في المكسيك. ويثني جحا على أسلوب فحماوي القصصي «الشيق» و«ثرثرته الأدبية الجميلة» في الرواية، بالإضافة إلى ثراء الرواية بالتفاصيل عن البلدان والأشخاص الذين مر بطلا الرواية بهم.ينتمي صبحي فحماوي إلى ما يوصف بالكتابة الجديدة، ويسعى إلى مواكبة ما استجد من الظواهر المؤثرة في صياغة السرد واكتشاف العوالم التخييلية والبنائية، وترتبط تجربته بالتطور التكنولوجي والنشر الإلكتروني وتتقاطع معهما، إلى درجة أنه يعتبر ذاته مدينا بوجوده لتلك التقنيات، وأنه «لولا عالم الاتصالات لخُزّن الأدب الحديث برمته في مستودعات يأكلها العفن».فحماوي عضو في العديد من المنظمات من بينها رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد كتاب مصر، ونادي القصة المصري، واتحاد الكتاب العرب في سوريا، وعضو نقابة المهندسين الزراعيين، وجمعية البيئة الأردنية. كما إنه أيضًا عضو القلم الأردني الدولي، ورئيس لجنة الثقافة والفنون في منتدى الرواد الكبار. نشاطات أخرى فحماوي هو أيضًا مهندس حدائق، وعضو الجمعية الأمريكية لمهندسي الحدائق. زرع أكثر من مليون شجرة في الأردن. وشغل منصب مدير عام المركز الدولي للتنمية الزراعية. آراؤه يرى فحماوي أن ما وصفه بضعف الأدب الواقعي مع انهيار الاتحاد السوفياتي، منذ ثمانينيات القرن العشرين، أدى إلى تفوق «أدب اللامعقول»، وما تبعه من مدارس أدبية ليبرالية، وليبرالية جديدة، جعل الأدب الغربي يصعد ليصبح نهجاً حداثياً. ولكن يدين فحماوي بالفضل لأدب الواقعية السحرية ممثلاً بكتابات ماركيز ورفاق مدرسته من أميركا اللاتينية، في «إنقاذ أدب الفقراء من الزوال، وجعله يستعيد وجوده وينتشر مسيطراً على باقي المدارس الأدبية الليبرالية».قال فحماوي عن مهنته كمهندس حدائق وعلاقتها بأدبه: «هناك تصور لدى العامة أن كل من يكتب في الأدب، يجب أن يكون دارسا أكاديميا للأدب، وبالعكس أنا أرى أن العيش وسط الزرع والورود والأزهار هو أقرب للإيحاء بالكتابة والإبداع من غيره، فالكتاب القدامى مالوا إلى الإبداع لأنهم تأملوا الطبيعة واستنطقوها، إذ أن عالم الزراعة هو الأكثر انفتاحا، فكل من مهنة الطبيب، والمعلم، والحلاق والإسكافي تمارس بين أربعة جدران، إلا الزراعة فهي تتم في الهواء الطلق. ومن هنا فلا حدود لخيال الكاتب الذي يعيش وسط الطبيعة».وفي إجابته عن سؤال ما إذا كان الشباب صاروا يميلون للإقلاع عن الكتابة والقراءة، يرى فحماوي أن الشباب لم يقلعوا عن الكتابة والإبداع والقراءة، ولكن «ظروف المكان والزمان هي التي تغيرت، فالشباب توجهوا إلى القراءة الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والشبكة العنكبوتية خلقت قراء كثيرين، فهناك أسلوب جديد للقراءة». حياته الشخصية ذكر فحماوي أنه يقرأ وتأثر كثيراً بالمسرحيات الإغريقية لسوفوكليس ويوريبيدس وأرسطوفان، ومعظم مسرحيات شكسبير والفرنسي موليير، وجان راسين، وآرثر ميللر، إضافة إلى المسرح العربي ابتداء من مسرح القباني والكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس، وكاتب ياسين، وتوفيق الحكيم، ومحمود دياب، ونعمان عاشور، وغيرهم. كما تحدث عن تأثره بالرواية الواقعية ابتداء من الرواية الروسية، وما تبعها من الواقعية الاشتراكية، وذكر أنه زار في موسكو بيوت كل من تولستوي، وتشيخوف، وشولوخوف، ومتحف الشاعر بوشكين للفنون الجميلة، ومتحف جوجول. كما قال أنه تأثر بالأدباء الفرنسيين مثل بلزاك، وغوستاف فلوبير، وأدباء الولايات المتحدة مثل إيرنست همنجواي، وأنه زار بيت هذا الأخير في جزيرة كي ويست. المؤلفات الحب في زمن العولمة: رواية، دار الفارابي، بيروت، 2008. عذبة: رواية، عمان، 2002.قصة عشق كنعانية: رواية، دار الفارابي، بيروت، 2009.صديقتي اليهودية: رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2015.حرمتان ومحرم، دار الهلال، القاهرة، 2007.الإسكندرية 2050 : رواية، دار الفارابي، بيروت، 2009.على باب الهوى! : رواية، دار الفارابي، بيروت، 2014.الرجل المومياء، دار الفارابي، بيروت، 2006.صبايا في العشرينات: قصص ومسرحيات قصيرة، عمان، 2003.موسم الحصاد الحزين: [قصص]، دار الكرمل، عمان، 1987.“فلفل حار” (مجموعة قصصية)، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، 2012“رجل غير قابل للتعقيد” (مجموعة قصصية)، المكتبة الوطنية – عمان، 1997 في انتظار النور الأخضر (مسرحية) ليلة الافتتاح (مسرحية) الجوع! (مسرحية)شخصيات مستنسخة! (مسرحية)نفقات منزلية! (مسرحية)مش عيشة هذه! (مسرحية) قاع البلد: رواية، مكتبة كل شيء، حيفا، 2017. سروال بلقيس: رواية، مكتبة كل شيء، حيفا، 2014.حاتم الطائي، المومياء: مسرحية، 2015.الأرملة السوداء، دار الهلال، القاهرة، 2011.القصور في الشعر الأندلسي: عصر ملوك الطوائف (إخراج ومتابعة)، دار جليس الزمان للنشر والتوزيع، عمان، 2016.الأعمال المسرحية، عمان، 2014.كل شيء للبيع، 2017.قهقهات باكية، 2017.مواقف.أخناتون ونفرتيتي الكنعانية، الأهلية للنشر والتوزيع، 2020. الجوائز حازت مسرحيته «ثورة الفلاحية» على الجائزة الأولى في جامعة الإسكندرية وحصلت على الميدالية الذهبية عام 1969. جائزة “الطيب صالح” عام 2014 عن مسرحية بعنوان: “حاتم الطائي المومياء” حصل من وزير الثقافة الفلسطيني على درع “معرض رام الله الدولي للكتاب” 2014 كُرِّم في ندوة خاصة بأدبه، في حلقة الفكر المغربي– المكتب التنفيذي في فاس بالمغرب، مايو 2015 كُرِّم في ندوة خاصة بأدبه، في غاليري الأدب بالدار البيضاء، مايو 2015 رشحت دار الهلال روايته «الأرملة السوداء» الصادرة في مايو 2011 للتقدم لمسابقة جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، كما رشحت روايته «سروال بلقيس» لنفس الجائزة. كُتِب عنه إسماعيل، عزوز علي. الغرابة في الرواية العربية: صبحي فحماوي نموذجا، دار جليس الزمان للنشر والتوزيع، 2020. الشكل والمضمون في روايات صبحي فحماوي: المؤتمر الدولي الثالث للرواية العربية دورة الروائي صبحي فحماوي، نيسان 2019: كلية الآداب، جامعة شعيب الدكالي، المملكة المغربية.جماليات السرد في رواية صبحي فحماوي: «صديقتي اليهودية»: قراءة نقدية، 2019.البنية السردية في رواية صبحي فحماوي «حرمتان ومحرم»: دراسة نقدية وتحليلية، 2011.الخيال العلمي في رواية صبحي فحماوي «الإسكندرية 2050»، 2012.المأساة الفلسطينية في روايات صبحي فحماوي، 2018.الفن الروائي عند صبحي فحماوي، 2014.الفضاء القصصي عند صبحي فحماوي، 2011.رؤية جمالية في قصص صبحي فحماوي، 2011. المصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
التفوق الغربي في كتاب
BY المؤرخ نيال فرغسون
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
التفوق الغربي في «كتاب الحضارة» لنيال فرغسون ضحى عبدالرؤوف المل يعزز نيل فرغسون العصف الذهني في كتابه «الحضارة» الصادر عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر» بتساؤلات يتركها للقارئ. ليستخرج من مراحل الكتاب كافة تحديات الحضارة التي هيمنت على الشرق والغرب. ليغدو التساؤل أحد أبرز التحديات التي تناولها المؤلف، وهي بمثابة نظريات يمكن اعتمادها في تحديد الأحداث القادرة على إبراز حضارة الغرب بشكل متفوق، في رحلة توثق لكل مراحل بناء هذه الحضارة المثقلة بنقطة بدأ منها، وهي» تدمير مركز التجارة العالمي وقلب نظام وتغيير الأنظمة في دول «محور الشر»، لنقرأ قبل تعرض وهم القوة الأمريكية المفرطة للانكسار صوغ كلمة «صيميركا» والتلاعب بالالفاظ مع كلمة « chimera» التي تعني الوهم، مع سذاجة التصورات وفقاعة الإسكان. إن ما يريد إظهاره هذا الكتاب هو «ما يميز الغرب عن بقية أنحاء العالم، وبالتالي القوى المحركة للقوة العالمية» لخصها في عناوين، ليستبق الأمر قبل أن يتساءل القارئ عن الأوجه السياسية، ونجد الجواب في العناوين الاستثنائية، أو الفرعية، مثل العلوم وحقوق الملكية والطب والمجتمع الاستهلاكي، وأخلاقيات العمل. فما هي النقطة الحاسمة في الفرق بين الغرب وبقية أنحاء العالم؟ «لا يتعلق التاريخ بكيفية دراستنا للماضي وحسب، بل بكيفية دراستنا للزمن ذاته» وزمنية كتاب الحضارة نشأت على فكرة الزمن وتحديد الأوليات في إبراز النقاط التي من شأنها وضع الأسس المستقبلية التي تتطلب «قفزة من خلال الزمن تكون واسعة الخيال»، إذ «كل تاريخ هو تاريخ فكر، لكن المعنى الحقيقي للتاريخ يتولد من تراصف الماضي والحاضر»، ما يعكس عدة فوائد بحثية تستحق فرض معايير وجهات النظر التي تتغذى من قرائن الزمن الماضي والعودة إلى النشوء». إن الماضي الذي يدرسه مؤرخ ما ليس ماضيا ميتا، لكنه ماض مستمر بالعيش في الحاضر بمفهوم ما»، فهل ماضي فلسطين هو وجودها المستقبلي عبر الشكل والآثار والوثائق النضالية، بكيفية دراسة الزمن ذاته؟ أم إن الحضارة الإسلامية التي ذكرها من ضمن الحضارات الخمس هي حضارة عبرت الزمن؟ ترك فرغسون الكثير من التساؤلات والأسئلة المتميزة بقدرتها على تحليل الرؤية والطرح الموضوعي، مثل «كيف هيمنت حضارة الغرب على الشرق والغرب؟ هل حدث ذلك أثناء جولتي الأولى بمحاذاة السد المائي في شنغهاي، التي قمت بها عام 2005؟ هل سنستطيع تقديم توقعات لمستقبل ذلك الصعود؟ هل يعني ذلك حقا نهاية عالم الغرب، وقدوم الحقبة الشرقية الجديدة؟ هل انتهى التفوق الغربي؟ أم إن فرقا ثقافيا غامضا هو الذي أهل الأوروبيين لأن يسبقوا نظراءهم الشرقيين؟ لا يمكن أن تنتهي الأسئلة ولا التساؤلات في كتاب «الحضارة»، لأنه يغوص في عمق التاريخ. ليستخرج منها نواة كل حضارة متسائلا مجددا «كيف يمكن لنا أن نفهم تفوق الشرق؟». وما يعادل جزءا واحدا من القصة لا يعني أن القصة برمتها هي حضارة هيمنت وأخرى اندثرت، فتفاوت الحضارات عبر التاريخ، يؤكد أن لكل جواد كبوة، وربما كبوة الشرق ستنعكس على كبوة حضارات أخرى لتولد حضارة ما زالت في مرحلتها الجنينية، وقادرة على الظهور في أي لحظة، يقودها الزمن عبر التاريخ المشبع بالحقائق الذي يبرزها نيل فرغسون، من خلال حضارة الابتكارات والاختراعات، والأبحاث بكل اختلافها، مسترجعا تواريخ الاختراعات التي يعود فضلها في الأغلب للصين، «لكننا نعرف أن سو سنغ أضاف عام 1086 ترس نوازن للساعة، فابتكر بذلك أول ساعة ميكانيكية في العالم» ليكون كل ما تم تحقيقه في الصين من إنجازات تقنية يسمح بإطلاق لقب «كل ما هو تحت السماء» على سيد العالم الإمبراطور يونغل «لنشهد على أحداث جرت بعد موت الإمبراطور واتجاه الصين «للانكماش نحو الداخل». وهنا تبرز مسألة التمدد عبر البحار، كما هي مسألة التمدد عبر الفضاء في عصرنا هذا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل التمدد في البحر والفضاء، أو رحلات الاستكشاف هي العنصر المساعد في بقاء الحضارات؟ لا يمكن أن تقرأ كتاب الحضارة بدون أن تطرح الأسئلة لتجد أجوبتها في صفحات مقبلة، وتفاجأ بأسئلة اخرى تطرح نفسها، ولا تجد لها إلا اجتهادت تكونت من زمن القراءة للكتاب، فما هو موجود في الصفحات الأولى تستكمله النتائج في الصفحات الأخرى، وكأن الكتاب ذات نفسه حضارة فكرية هيمنت على الرؤى التحليلية لحضارات العالم، رافعا الحصار عن صدامات تتكرر بين الغرب والشرق، وينتج عنها سؤال آخر بعد تعداد الفتوحات الإسلامية، وما صدر عنها من نتاج علمي وفكري وأدبي وما إلى ذلك ليقول «إذن كيف تخلف العالم الإسلامي عن الغرب في ميدان العلم؟ لنعود عبر الزمن إلى أكثر من ثلاثة قرون إلى الوراء، أي إلى آخر مرة تمكنت فيها امبراطورية إسلامية من تهديد أمن الغرب بصورة جدية». وتحديدا إلى عام 1683 حيث «تمكن الجيش العثماني مجددا، كما في عام 1529، من تهديد مداخل فيينا» فهل يتعود العدو الانتصار فعلا؟ أم أن فساد انضباط الأخلاق هو أحد أبرز الانتصارات في الصراعات التي تدور بين أي طرفين؟ لتنتمي التساؤلات الأخرى إلى تكوين حضارة مكتملة الأركان وتبحث عن أهمية الإنسان المتطور تاريخيا مع الزمن. تتابعت الاكتشافات بعد الفترة الزمنية التي حددها نيال فرغسون، وبدأت مرحلة الاكتشافات، إن بالطباعة أو النشر أو الكم المعرفي المتداول من تلك المنشورات، أو العكس لتكون ملاحقة الساحرات هي ثمرة كريستوفر مارلو، التي عرضت عام 1592»، كما تمكن توماس هوك بعد مرور سبعين عاما فقط من نشر كتابه ميكروغرافيا «إضافة إلى المناظير والاختراعات التي صنفها وتحدث عنها من الهدارة حتى الأسلحة المتطورة، وبالعلم والعقل والمنطق بدأ الغرب التطور بجميع أشكاله». إن العلم والحكومة في الغرب دخلا في شراكة. كان أفضل من جسّد منافع تلك الشراكة هو فريدريك الكبير إمبراطور بروسيا الذي كان صديقا لفولتير. «إن أبرز ما تعمق به نيال فرغسون هو التاريخ الذي تنامت فيه المعرفة العلمية في مجال القوة العسكرية وتوسع بروسيا مقابل الانكماش العثماني، وظهور الفلاسفة، فالقواعد العقلية هي الأسس التي انطلق منها الغرب باتجاه تطوير الحضارة»، بينما كانت الإمبراطورية العثمانية محكومة بقانون الشريعة، امتلك الأوروبيون قوانين وقواعد مستمدة من العقل والمنطق، «فالتاريخ العثماني الحافل بالانتصارات في المعارك بات بعد فترة من الزمن غير قادر على معرفة تطور المعرفة عبر الزمن»، فعقدة التفوق المزمنة كانت عقبة أخرى أمام الإصلاحات العثمانية». وبدراسات دخلنا من خلالها إلى الصين وبروسيا وبريطانيا وألمانيا وتجارة العبيد، وكيف قامت أمم وتخبطت الأمم الأخرى، إلى الاكتشافات العلمية والطبية وأسبابها متعجبا من وجود «نسبة كبيرة من طلبة العلوم والهندسة من النساء وهو يقصد في إيران». الكتاب هو رحلة تاريخية تنمو من خلالها المعرفة في حضارة ـ والمبدأ الأساسي فيها بدون الاعتماد على التفرقة أو العنصرية أو «الحضارة التي تسبب تبصر رجال دولتنا وشجاعة جنودنا ومستكشفينا في تقديمها لنا». يحمل كتاب «الحضارة» في طياته الكثير من المفاجآت والمعلومات والمعرفة المستبصرة بعالم ننتمي إلى حضارته ولا يمكن حصر الأفكار والأسس والمبادئ والاستنتاجات التي توصل إليها فرغسون وجعلته يقول: «هذا هو امتحان الحضارة فماذا يمكنني أن أضيف». Doha El Mol
×
المؤرخ نيال فرغسون
نيال كامبل فيرغسون (بالإنجليزية: Niall Ferguson) (وُلد في 18 أبريل 1964) هو مؤرخ اسكتلندي يعمل كزميل في معهد هوفر. سابقا كان نيال زميلا ذا أقدمية في البحث العلمي في جامعة يسوع أوكسفورد، وأستاذا زائرا في كلية الإنسانيات الجديدة، كما حاضر أيضا في جامعة هارفارد. يكتب فيرغسون ويلقي المحاضرات عن التاريخ العالمي، وعلم الاقتصاد، والتاريخ المالي، والإمبريالية الأمريكية والبريطانية. يستهر فيرغسون بآرائه المخالفة للعامة مثل دفاعه عن الإمبراطورية البريطانية. قال فيرغسون عن نفسه مرة أنه «عضو مدفوع له مسبقا في عصابة الإمبرياليين الجدد» بعد غزو العراق.كان فيرغسون محررا مساهما في بلومبرج تيليفجن Bloomberg Television وكاتب عمود صحفي في نيوزويك. كان فيرغسون مستشارا لحملة جون ماكين لرئاسة الولايات المتحدة في 2008، ودعم ميت رومني في 2012، كما كان ناقدا قويا لباراك أوباما.كتب فيرغسون وقدم العديد من السلاسل التلفزيونية الوثائقية مثل صعود المال The Ascent of Money، والذي فاز بجائزة إيمي العالمية لأفضل فيلم وثائقي في 2009. في 2004، كان فيرغسون ضمن قائمة مجلة تايم Time لأكثر مائة شخصية تأثيرا في العالم. الآراء والأبحاث الحرب العالمية الأولى في 1998، نشر فيرغسون كتاب رثاء الحرب: شرح الحرب العالمية الأولى، والذي تمكن من كتابته في خمسة أشهر فقط بمساعدة مساعدين بحثيين. كان الكتاب تحليلا لما اعتبره فيرغسون أكبر عشر أساطير بخصوص الحرب العظمى. أثار الكتاب الكثير من الجدل، وخاصة اقتراح فيرغسون بأنه كان ليكون أكثر فائدة لأوروبا إذا بقيت بريطانيا العظمى خارج الحرب العالمية الأولى في 1914، وبالتالي السماح لألمانيا بالانتصار. رأى فيرغسون أن قرار بريطانيا بالتدخل هو ما منع الانتصار الألماني في 1914-1915. بالإضافة إلى ذلك، أعلن فيرغسون مخالفته لتفسير «الطريق الخاص» للتاريخ الألماني والذي تبناه بعض المؤرخين الألمان مثل فريتز فيشر وهانز إولريش فيلر وهانز مومسين وفولفغانغ مومسين الذي اعتبروا أن القيصرية الألمانية بدأت حربا هجومية عمدية في 1914. بالمثل، فقد هاجم فيرغسون كثيرا أعمال المؤرخ الألماني مايكل ستورمير، الذي اعتبر أن وضع ألمانيا الجغرافي في أوروبا الوسطى حدد المسار التاريخي لألمانيا. على النقيض من ذلك، اعتبر فيرغسون أن ألمانيا أطلقت حربا وقائية في 1914، وهي حرب أُجبر عليها الألمان بسبب الدبلومساية البريطانية المتهورة وغير المسؤولة. يتهم فيرغسون أيضا الأمين البريطاني للشؤون الخارجية إدوارد غراي بالحفاظ على السلوك الغامض لقضية ما إذا كانت بريطانيا ستدخل الحرب أم لا، وبالتالي إرباك برلين بخصوص السلوك البريطاني تجاه قضية التدخل في الحرب. اتهم فيرغسون لندن بالسماح بحدوث حرب في المنطقة غير ضرورية في أوروبا وبتطورها إلى حرب عالمية. علاوة على ذلك، أنكر فيرغسون أن أصول القومية النازية يمكن الربط بينها وبين الإمبريالية الألمانية. بدلا من ذلك، أكد فيرغسون على أن أصول النازية يمكن تتبعها إلى الحرب العالمية الأولى وتوابعها. هاجم فيرغسون عددا من الأفكار التي اعتبرها «أسطورية» في كتابه. هذه الأفكار هي: كانت ألمانيا دولة شديدة العسكرية قبل 1914 (ادعى فيرغسون أن ألمانيا كانت الدولة الأوروبية الأكثر معاداة للعسكرية). التحديات الأسطولية البحرية التي قامت بها ألمانيا دفعت بريطانيا إلى تحالفات غير رسمية مع فرنسا وروسيا قبل 1914 (ادعى فيرغسون أن البريطانيين اختاروا التحالف مع فرنسا وروسيا كاستلطاف بسبب قوتهما، وقد فشل التحالف الألماني الإنجليزي في تجسيد الضعف الألماني).كانت السياسة البريطانية الخارجية مدفوعة بمخاوف مشروعة من ألمانيا (ادعى فيرغسون أن ألمانيا لم تكن تشكل أي تهديد لبريطانيا قبل 1914، وأن كل مخاوف بريطانيا من ألمانيا كانت بسبب انحيازات غير منطقية ضد الألمان).أن كل سباقات التسلح قبل 1914 كانت تشكل جزءا كبيرا من الموازنة القومية بمعدل غير مسبوق (ادعى فيرغسون أن القيود الوحيدة على الإنفاقات العسكرية قبل 1914 كانت سياسية وليست اقتصادية).أن الحرب العالمية الأولى –كما ادعى فريتز فيشر- كانت حربا هجومية من جانب ألمانيا والتي اضطرت بريطانيا إلى التدخل لإيقاف ألمانيا من غزو أوروبا (ادعى فيرغسون أنه إن كانت ألمانيا قد انتصرت، فإنه كان سيتم تشكيل شيئا مشابها للاتحاد الأوروبي، وأنه كان سيكون من الأفضل لبريطانيا لو امتنعت عن دخول الحرب).أن معظم الناس كانوا سعداء باندلاع الحرب في 1914 (ادعى فيرغسون أن معظم الأوروبيين كانوا حزنى بسبب بداية الحرب).أن الدعاية كانت ناجحة في جعل الرجال يرغبون في القتال (يدعي فيرغسون العكس).أن الحلفاء استغلوا مواردهم الاقتصادية (ادعى فيرغسون أن الحلفاء أهدروا مواردهم الاقتصادية).أن البريطانيين والفرنسيين امتلكوا الجيوش الأفضل (ادعى فيرغسون أن الجيش الألماني كان متفوقا عليهما).أن الحلفاء كانوا أكثر فاعلية في قتل الألمان (ادعى فيرغسون أن الألمان كانوا أكثر فاعلية في قتل الحلفاء). أن معظم الجنود كرهوا القتال في الحرب (ادعى فيرغسون أن معظمة الجنود قاتلوا بناء على رغبتهم). أن البريطانيين عاملوا أسرى الحرب الألمان جيدا (جادل فيرغسون أن البريطانيين كانوا يقتلون أسرى الحرب الألمان بصورة دورية). أن الألمان واجهوا تعويضات بعد 1921 لا يمكن تسديدها إلا بثمن اقتصادي مدمر (ادعى فيرغسون أن ألمانيا كان بإمكانها تسديد التعويضات بسهولة إن كان هناك رغبة سياسية). مصدر السيرة الذاتية ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%84_%D9%81%D9%8A%D8%B1%D8%BA%D8%B3%D9%88%D9%86
«
5
6
7
8
9
»