Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
نحن قادرون أيضاً على إثبات قدرتنا
BY الفنان الأردني طارق الشوابكة
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الممثل الأردني طارق الشوابكة لمرايا: "نحن قادرون أيضاً على إثبات قدرتنا على الدخول في ساحة الدراما العصرية والريفية والتاريخية." حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل لعب الفنان الأردني طارق الشوابكة عدة أدوار درامية في مسلسلات حصدت نجاحاتها بميزة الفن الدرامي البدوي الذي بات يُعتبر من تراثيات الأردن، إضافة إلى تراثيات الصحراء العربية من قصة وقصيدة وموسيقى وتمثيل وعادات وتقاليد. وقد أنهى مؤخراً التصوير مشاركاً في المسلسل البدوي الجديد الذي سيُعرض قريباً تحت عنوان (صبر العذوب)، بطولة علا الفارس ووسام البريحي ومجموعة كبيرة من النجوم والفنانين الأردنيين. وتميّزت أدواره بالبساطة السلسة القادرة على وضع المشاهد أمام شخصية طبيعية لا تنفصل عن واقع الحياة، وقدرة على شحن تعبيراته في الشكل والصوت مما يمنحه قوة السهل الممتنع في الدراما. ومع الفنان الأردني طارق الشوابكة أجرينا هذا الحوار. - طارق الشوابكة، كيف تعيد رسم بداياتك في الفن عامة؟ هذا السؤال يعيدني في الذاكرة إلى طفولتي، حيث بدأت في الفن منذ نشأتي كمغني في المدرسة الابتدائية، حيث كان للوالد والوالدة الدور الأكبر في دعمي ومساندتي فيما أحب. حينها كان اللقاء الأول مع الجمهور الذي أحبني وأحببته. واستمريت في الغناء على خشبة المسارح المدرسية حتى نهاية المرحلة الثانوية. شعرت حينها بأن الفن قد استحوذ على جزء كبير من حياتي، وكأنني "غرسة صغيرة"، وكنت أُسقى بالفن حتى اشتدّ عودي وكبرت. وما إن انتقلت إلى الجامعة حيث لم يكن تخصص المسرح أو الإخراج ضمن تخصصاتها، درست اللغة الإنجليزية، ولكن قلبي كان يأخذني إلى المسرح دائماً ودون إدراكٍ مني. حتى شاركت في أول مسرحية جامعية من إخراج الأستاذ نور الدين العماوي، ومنها انطلقت من مسرحية إلى أخرى بأدوار البطولة، حتى جاءتني الفرصة الأولى بترشيح من صديقي عمر المعايطة في مسلسل "الدمعة الحمراء" من إنتاج مجموعة MBC والمنتج المنفذ عصام حجاوي، وصولاً إلى العمل الأخير الذي انتهينا من تصويره حديثاً، المسلسل البدوي (صبر العذوب) بطولة علا الفارس ووسام البريحي ومجموعة كبيرة من النجوم والفنانين الأردنيين الذين أفادوني بخبرتهم في هذا المجال. - ما أهم الأدوار التي لعبتها والأقرب لنفسك، وما الدور التمثيلي الذي تطمح أن تلعبه درامياً؟ الدور الأقرب لي كان دور "هواش" في مسلسل (نوف)، والذي لعبت فيه دور الشاب الذي عاش في بيئة شريرة بعد أن وجد نفسه دون أهل أو أقارب، حيث يتجسد بهذه الشخصية كيف أن البيئة المحيطة تؤثر بك وبتركيبتك الاجتماعية، لدرجة أن "هواش" لم يكن يرى بأن ما يفعله هو الشر، وإنما هي طريقة للعيش والاستمرارية وفرض القوة. ولكن كان بداخله قلب ينبض بحب نوف الذي كبر وترعرع معها. وهنا نرى أن الإنسان يملك الحب بفطرته، ولكن البيئة المحيطة هي من تغيره أو تؤثر في طريقة فهمه للحياة. والدور الذي أطمح له في المستقبل هو عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد رضي الله عنهما، وعمر المختار. لما في هذه الشخصيات من دور كبير في التاريخ العربي والإسلامي. - من هو طارق الشوابكة، ومتى يبكي حقيقة في الدراما؟ في رأيي، لكل إنسان خلقه الله موهبته الخاصة التي يتفرّد بها عن غيره من البشر، وطارق وجد موهبته في إيصال الرسالة السامية للفن من خلال التمثيل أو الإخراج المسرحي الذي وجد نفسه فيه. قناعتي أن طارق يملك الطاقة الكافية لكي يصنع أو يشارك في التغيير للأفضل الذي يطمح له من خلال الموهبة التي وهبها الله له. تبكي عيوني عند مشهد موت أب أو أم، لأنه يذكرني بوفاة والدي رحمه الله، حيث كنت الوحيد الذي يقف بجانبه في المستشفى لحظة وفاته. فأرى وكأن المشهد يتكرر أمام عيني، ولا أستطيع منع نفسي من التفكير بتلك اللحظة المؤلمة. - أين أنت من المسرح والأدوار غير البدوية، ومتى تنجذب لنص بدوي؟ نعاني قليلاً من ضعف في فكرة فهم ثقافة المسرح لدى المتلقي الأردني، وتلك مشكلة يعاني منها المسرح الأردني بشكل عام، حيث أَتَفرّغ في الوقت الحالي للدراما التلفزيونية، ولكن أتمنى أن ألعب أدواراً في المسرح، فهو الأساس ومنبع الفنون حول العالم. في العام الماضي، تم إنتاج مسلسل (شيء من الماضي) للمنتج عصام حجاوي، والذي يحاول من خلاله إعادة الرونق والقوة إلى الدراما العصرية في الأردن، حيث هناك ضعف بسيط في النصوص غير البدوية التي تُطرح في الأردن في الوقت الحالي. كما أتمنى أن تعود الدراما العصرية الأردنية إلى سابق عهدها وتدخل المنافسة العربية. أنجذب للنص القوي الذي يحمل التغيير والاختلاف، والأهم من ذلك الذي يحمل رسالة مهمة للمتلقي. فالمتلقي في الوقت الحالي أصبح على قدر كافٍ من الوعي والتمييز بين النص القوي والضعيف، أو النص صاحب رسالة، أو مجرد إضاعة وقت أمام التلفاز. - سؤال أطرحه دائماً: ألا تظن أن الدراما البدوية الأردنية باتت تراثاً خاصاً؟ الدراما بشكل عام هي ساحة مفتوحة لكل من يرغب في خوض مغامرتها، ولكن بشهادة الجميع ممن يتابعون الدراما بشكل عام، تفرّدت الدراما الأردنية. حيث إن الفنان الأردني قد أبدع في الدراما البدوية، في حين حاول غيرنا العمل في هذا المجال، ولكن الأردن كانت في الطليعة حتى باتت بلا منافس تقريباً. ولكن كما أثبت الفنان والمخرج والمنتج الأردني، فإننا أقوياء في الدراما البدوية، نحن قادرون أيضاً على إثبات قدرتنا على الدخول في ساحة الدراما العصرية والريفية والتاريخية. - القصيدة بشكل عام زادت من جمالية مسلسل نوف، ألا تظن أن الممثل هو القادر على إعطاء الشعر اهتماماً مختلفاً ليعود إلى الصدارة، خاصة وأن الصوت يحتاج إلى قدرة تعبيرية؟ الشعر النبطي هو من أساسيات الحياة البدوية، حيث كانت تزخر هذه البيئة بشعراء الغزل والهجاء والرثاء وشعراء الحرب. فالشعر البدوي (النبطي) هو أيضاً علم بحد ذاته يعتمد على الإلقاء والحس بكل كلمة، وذلك ما حاول المخرج المبدع محمد علوان في عملنا الأخير، المسلسل البدوي (صبر العذوب)، بأن يعتمد على الممثل في إلقاء الشعر والتخفيف قليلاً من الترويدات (القصائد المغناة) في المسلسلات البدوية، لما فيه من حس أقوى ومباشر من الممثل للمشاهد بالكلمة وحس المشهد وواقعيته. فأنا كابن بيئة بدوية، قبل أن أكون ممثلًا أو فنانًا، يهمني جداً أن تصل الصورة الجمالية للحياة البدوية التي نعرفها للمشاهد الذي لا يعرفها عن قرب. برؤية أخرى تُعتبر الدراما فناً يعكس جوانب الحياة الإنسانية من خلال الأداء التمثيلي والنصوص الدرامية. يجسد الممثلون مشاعر وأفكار الشخصيات بأسلوب يترك تأثيرًا عميقًا في الجمهور. هذا التحليل ينطلق من تجربتي مع عمل درامي معين، حيث سأسلط الضوء على العناصر الفنية والجمالية، بالإضافة إلى الأداء التمثيلي. يمثل البناء الدرامي العمود الفقري لأي عمل فني. يتألف من عدة عناصر تشمل العرض، العقدة، والحل. في العمل الذي تم مشاهدته، كان البناء محكمًا، حيث تم تقديم الشخصيات بصورة تدريجية، مما ساهم في تطوير الأحداث بشكل منطقي. قدّم العمل صراعات داخلية وخارجية، تعكس التحديات التي تواجه الشخصيات، مما يجعلها قريبة من واقع الحياة. تتميز الشخصيات بتعقيدها وعمقها. قدم الممثلون أداءً مُذهلاً، حيث تمكنوا من تجسيد مشاعر الشخصيات بصدق. على سبيل المثال، استخدم أحد الممثلين لغة الجسد بفعالية، مما أضفى مصداقية على الأداء. تم التعبير عن مشاعر الفرح والحزن من خلال تعبيرات الوجه، مما جعل المشاهدين يشعرون بالاتصال العاطفي مع الشخصيات. استُخدمت تقنيات تصويرية وإضاءة تعزز من جمالية العمل. كان الإضاءة تعكس الحالة النفسية للشخصيات، حيث استخدمت الألوان الدافئة في مشاهد السعادة والبرودة في مشاهد الحزن. بالإضافة إلى ذلك، تم اختيار الموسيقى التصويرية بعناية لتعزيز المشاعر في اللحظات الرئيسية، مما ساهم في خلق جو من التوتر أو الراحة حسب الحاجة. احتوى العمل على العديد من الرموز التي تحمل معانٍ أعمق. على سبيل المثال، استخدم المخرج بعض العناصر البصرية التي تعكس الصراع بين التقاليد والحداثة، مما يعكس قضايا اجتماعية معاصرة. هذه الرموز أضفت بعدًا فلسفيًا للعمل، مما يجعله أكثر من مجرد سرد قصصي. تأثير العمل على الجمهور كان واضحًا، حيث استطاع أن يثير مشاعر متنوعة من التأثر والضحك، وحتى الغضب في بعض اللحظات. نجاح العمل يكمن في قدرته على جذب انتباه المتلقي وإشراكه عاطفيًا وفكريًا. باختصار، يقدم هذا العمل الدرامي تجربة فنية متكاملة تجمع بين الأداء التمثيلي المميز، البناء الدرامي المحكم، والأسلوب الجمالي الفريد. يترك العمل أثرًا عميقًا في النفس، مما يعكس قدرة الفن على التعبير عن جوانب الحياة الإنسانية بصورة شاملة. تظل الدراما وسيلة قوية لنقل الأفكار والمشاعر، وتعمل كمرآة تعكس التحديات والانتصارات التي نواجهها في حياتنا اليومية. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://www.omandaily.om/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7/%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9
×
الفنان الأردني طارق الشوابكة
ممثل أردني بدأ مسيرته الفنية منذ نشأ مغنيًا في المدرسة الابتدائية، حيث كان لوالديه الدور الأكبر في دعمه، حتى شارك في أول مسرحية جامعية من إخراج نور الدين العماوي، ومنها انطلق من مسرحية إلى أخرى بأدوار البطولة، حتى جاءته الفرصة الأولى في مسلسل (الدمعة الحمراء)، والمسلسل البدوي (صبر العذوب)، ثم ظهر في دور (هواش) في مسلسل (نوف) عام 2018، وشخصية الضابط شريف في مسلسل ( شيء من الماضي) عام 2018، وشخصية ذياب في مسلسل ( جلمود الصحارى) عام 2021. كما شارك في عدة مهرجانات منها ( سوق عكاظ 2019) في السعودية، و (مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي). كما شارك في عدة أفلام قصيرة منها ( عصفور شو؟) و(فُرجة). وله رصيد في المسرح بمسرحيات مثل (وين أنا)، و(كابوس العصر)، و(دنيا الأحلام)، و(سالومي)، و(زين المها).
الرواية الحديثة: قدرها أن تكون معملاً
BY الروائي حبيب عبدالرب سروري
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي حبيب عبدالرب سروري في حوار خاص: "كذلك حال الرواية الحديثة: قدرها أن تكون معملاً تتفاعل فيه أدوات تعبيرية وفنية ومعرفية متعددة." حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل. برزت الطاقة الحية في رواية "وحي" للروائي حبيب عبدالرب سروري، الصادرة عن "دار الساقي"، التي تباشر بالتنوير حال يبادر الوعي بالسرد أو الكلام عن "وحي"، وهي كافة اللاشعور أو العظمة الإنسانية المتفردة بالمعرفة أو التنبؤ. لهذا سعى الروائي حبيب عبدالرب سروري إلى زرع رواياته بالتساؤل والشك لإيجاد العصف الذهني الذي يقود القارئ إلى اكتشاف الحقائق. كما سعى الراوي غسان إلى اكتشاف من هي وحي التي عصفت به، وبشكوكه ويقينه وتحليلاته، حيث سعى إلى اكتشافها حتى من خلال تاء التأنيث أو من خلال قدرتها على إثبات حضورها فيه، وبتفاعل هو أشبه بالوحي أو الطاقة الحية الكامنة في الإنسان قبل أي شيء آخر، وفق تداعيات الأزمنة وتكرار الأحداث المتشابهة في تشددها وإيذائها للإنسانية بأكملها. بأسلوب فلسفي روائي هو أقرب إلى خلق الوعي الفكري عند القارئ. مع الروائي حبيب عبدالرب سروري، أجريت هذا الحوار: - من هي وحي، وكيف تحوّلت مصدر وعي في الرواية؟ وحي فتاة تقتحم حياة الراوي غسان على حين غرة، تدخل حياته من أبواب العالم الرقمي (الإنترنت). هوسها الرئيسي هو لحظة جوهرية تأسيسية مفصلية يرتبط بها، على نحو مباشر أو غير مباشر، كل اتجاهات رؤيتنا للحياة والتاريخ والمستقبل وسلوكنا اليومي: لحظة الوحي الغيبي الذي جاءت منه الأديان! لوحي آراء راديكالية عميقة رافضة لمفهوم هذا الوحي من وجهة نظر الفكر الحديث. منذ بدء تفاعلها ومراسلاتها مع غسان، تُفجر وحي شرارة الجدل الفكري معه حول مفهوم الوحي، انطلاقًا من ذكريات حدث بالغ الأهمية مرّ في حياته أثناء طفولته في قرية "طور الرعد" بالحواشب في اليمن: رأى غسان حينها من ثقب في أعلى قبة المسجد الصغير في قريته مسرحية تلفيقية داخل المحراب، مثّلها إمام المسجد وابنه عبدالقهار (الذي أصبح لاحقًا قهاروف!). جعلت غسان يعيد النظر في معظم مسلماته الدينية. من خلال جدل وحي مع الراوي، وتصادم وجهات نظرهما أحيانًا، ينبجس وعي جديد: تتشكل عندها بالضرورة لدى القارئ آراء خاصة به، وحقيقة جديدة عن مفهوم الوحي الغيبي. حقيقة ستتموضع ربما في منتصف الطريق بين رؤيتي الراوي ووحي لمفهوم الوحي الغيبي وعلاقته بتقنين العقلية العلمية، بالرؤية المقيِّدة للتاريخ والحياة، بالديكتاتورية، وبكل تفاصيل واقعنا العربي الراهن... يتوغّل مجال الوعي الجديد هذا بالضرورة في طريق يقود لاستيعاب حروبنا وتخلّفنا وواقعنا الثقافي العربي المعاصر (الواقع اليمني أنموذجًا هنا)، أزماته وخرابه، وديمومة الطغيان والديكتاتورية فيه. - لعلّ هذا الحوار الفكري مجرد بناء فوقي للرواية، لا غير. بناؤها التحتي هو كل هذه الشخصيات التخييلية، الذاكرة المخفية في اللاوعي وهي تجد طريقها عبر السرد، مشاغبات الطفولة واللحظات التأسيسية للشخصيات الرئيسية... جميع هذه الشخصيات والأحداث المصنوعة بمهارة، وبقريحة السرد المثير، تثير فضول القارئ ودهشته. ما رأيك؟ لرواية "وحي" مسرح، أو بالأحرى لها مسارح واقعية زمكانية متنقلة عديدة. أولها مسرح الطفولة في قرية "طور الرعد"، التي تظهر فيه بدايات حيوات ثلاث شخصيات رئيسة: الراوي غسان، وابنَي إمام مسجد العيدروس في القرية: عبد الباري وعبدالقهار. الرواية تتابع تطور حيوات ثلاثتهم خلال الزمن. ليس للرواية الأدبية عمومًا، في رأيي، دور أهم من دورها في حكاية سيرورة الزمن وتحولات النفس البشرية واستيعاب الطبيعة الإنسانية في مسرح يوميات الحياة. قد يبدو للقارئ، مع التقدم في الرواية، أن عبد الباري ضحية الإيمان الساذج بمسلمات الواقع. هو الذي تنقل من الإيمان الديني بالماركسية اللينينية إلى الهروب منها نحو الإيمان السلفي الذي قاده لذبح ابنه الصغير بالساطور الإبراهيمي، لتنفيذ أوامر إلهية جاءته في الحلم: "وفق الحلم، يلزمه أن يذبح طفله بالساطور الإبراهيمي، وليس بمسدس، وأن يبيع مسدسه بعد ذلك لشراء ثمن قبر ابنه، وأن يدفنه بيديه مع الساطور حينئذ، وحينئذ فقط، ستنتهي الحرب والعنف في هذا العالم. انتظرَ نهاية الأذان مباشرة. حرب أهلية جديدة تتفجر في جوفه وبين أضلعه. كل أفاعي العالم تلتف على بعضها في صدره. توكل على الله، بسم الله، قرأ آيات الكرسي والفاتحة، وذبح ابنه عند باب الجامع مباشرة، استجابة لدعوة الله له في الحلم، قربانًا لتتوقف الحرب ولينتهي الشر في كل العالم". أما عبدالقهار الذي ساهم منذ طفولته بالمسرحية والكذبة الكبرى في المسجد، فلم يتوقف عن التحول ليكون الابن المفضل للأب، ثم لكل رؤساء الدولة والقادة، عبر تغيير دائم لمعطفه: تحوّل في أحد مراحلها إلى قهاروف الذي يأمر المنظمة القاعدية الحزبية باتخاذ قرار حزبي بعدم وجود الله، وبعد ذلك بكثير تحوّل إلى "الشيخ الدكتور عبدالقهار"، صاحب براءة الاختراع بطرد الجن والشياطين بالواي فاي. الراوي غسان هنا أقرب للوجه الآخر المضاد لهما معًا: استقل عن مسلمات الثقافة، مارس الرؤية النقدية، انتقل إلى مواقع فكرية وفلسفية متقدمة. - تجلّي ونورانية الراوي غسان هو نوع من الوحي المختلف عن الوحي الغيبي: وحي التنوير عبر التساؤل والشك والنقد والرفض، واستلهام فكر فلاسفة الحداثة وإضاءات العلم. هناك تطلع في أعمالك لتحديث مجتمعاتنا العربية عبر السرد الروائي كما يبدو من مشروعك غالبًا. ما رأيك؟ تجلّي الراوي غسان ثمرة تفاعل كيماوي بين أحداث طفولته وماضيه، تنقلاته وأسفاره، اندماجه بالواقع اليمني والعربي أحداثًا وتاريخًا وثقافة، وانفتاحه على أفكار الحداثة... وقبل ذلك رؤيته النقدية واستخدامه الناضج لكلمته المقدسة: "لا". أو كما سردته الرواية: "ما الوحي إن لم يكن لحظة اشتباك الدوائر الكهروكيماوية للأفكار واندغامها في عصبونات الدماغ، لتشعل شرارة التجلّي؟ ما نفحة الوحي إن لم تكن شعلة الإلهام والرؤى وهي تضطرم وتضيء كل الغرف المظلمة في الدماغ دفعة واحدة؟ يسقط بعدها الستار الأصم الذي يمنع الوعي عن ابتكار أفكار إبداعية أصيلة، وتصميم عوالم تخييلية جديدة. وتبدأ نشوة الارتشاف من نافورة الخلق الخصب اليانع الدائم." هناك فعلاً تطلعات كثيرة في كل رواية أكتبها: بناء عالم سردي جديد، علاقة أعمق باللغة وتطويرها من خلال غزوات صياغات تعبيرية جديدة، إثارة أسئلة لدى القارئ وتفجير آرائه بكل تفاصيل الرواية ونقله إلى مواقع فنية جمالية وفكرية ترتبط بالحداثة والاندماج بالعالم المعاصر... - الحداثة العلمية عالم تعرفه تمامًا لأنك بروفيسور في علوم الكمبيوتر بقسم هندسة الرياضيات في إحدى كليات النخبة في فرنسا: "الكلية الوطنية للعلوم التطبيقية، روان، نورماندي." والحداثة الأدبية تمارسها ببذخ في رواياتك التي يحضر فيها العالم الرقمي بشدة. لماذا تعدّد الأبعاد في حياتك ضروري جدًا؟ صار جليًا للعين المجردة أننا نحيا في العالم الرقمي بقدر حياتنا خارجه، إن لم يكن أكثر. كل هذه الأعين المشدودة للشاشات، وكل هذه المعارف والحيوات المختبئة في سراديب الكمبيوترات: عالم آخر يغلِّف عالمنا المادي، يتخلله، يبتلعه، قبل أن يتحول الأخير يومًا جزءًا ضئيلًا منه ليس إلا! تعدد الأبعاد لم يعد ثراءً في ثقافة اليوم. صار ضروريًا جدًا لمواجهة الإشكاليات العلمية والفلسفية الكبرى. لم يعد بالإمكان اليوم حل المسائل المفتوحة الكبرى في الرياضيات دون دمج نتائج آتية من مجالات متباعدة شتى. ولا يمكن الإجابة على الأسئلة الفلسفية الكبرى، مثل "كيف جاءت فكرة الآلهة في حياة البشر، ولماذا صمدت حتى الآن؟" دون استخدام نتائج الأبحاث في علوم الاجتماع، وعلوم عصبونات الدماغ، وعلوم النفس، والأنثروبولوجيا. كلها معًا في الوقت نفسه. كذلك حال الرواية الحديثة: قدرها أن تكون معملاً تتفاعل فيه أدوات تعبيرية وفنية ومعرفية متعددة. لعلي لذلك أحاول توظيف ثقافتي المعرفية في إطار روائي أحيانًا، لاقتحام عوالم جديدة يصعب اقتحامها دون تعاضد الثقافتين، الأدبية والمعرفية، وعناقهما. برؤية تحليلية رواية "وحي" للروائي حبيب عبدالرب سروري تعكس رحلة غنية في البحث عن الهوية والوعي، حيث تستخدم الشخصية الرئيسية غسان كأداة لاستكشاف مفاهيم الوحي والوجود. من خلال الحوار مع شخصية وحي، يتحول النقاش إلى منصة لاستفزاز الأفكار وتفكيك المسلمات. يتناول سروري تأثير الثقافة الرقمية في تشكيل الوعي المعاصر، مما يعكس تحديات المجتمع العربي في مواجهة التغيرات السريعة. من خلال مشهدية سردية معقدة، يجسد الروائي الأبعاد النفسية والاجتماعية للشخصيات، مما يدفع القارئ للتفكير في مسألة الدين والإيمان بطريقة نقدية. السرد لا يقتصر على تقديم الأحداث، بل يتعمق في فهم التعقيدات النفسية والاجتماعية، مما يجعل القارئ يشارك في رحلة البحث عن الحقيقة. الهدف الروائي هنا يتجاوز السرد التقليدي ليشكل دعوة للتأمل والتفكير النقدي في واقعنا المعاصر، مما يسهم في بناء وعي جديد يعكس التحديات والأزمات التي تواجه المجتمعات العربية.
×
الروائي حبيب عبدالرب سروري
حبيب عبد الرب سروري بروفيسور في علوم الكمبيوتر وروائي يمني يعيش ويعمل حالياً في فرنسا. مولده ونشأته وُلد البروفيسور حبيب عبد الرب سروري في 15 أغسطس 1956 في حي الشيخ عثمان بمدينة عدن لأسرة متدينة انتقلت من مدينة تعز قرية (جبل السريرة) لها اهتمامات أدبية. تأثر كثيراً بحب والده - الذي كان تلميذاً للعلامة قاسم صالح السروري- للعلم، وبتفانيه في قراءة كتب التصوف والتوحيد والفقه والتفسير، وبقراءته لكتب الأدب، وكتابته للشعر. درس على يد والده مبكراً قواعد اللغة وبلاغتها، وبعض كتب التفسير والحديث. بدأ مبكراً في كتابة الشعر، ونشرت له مجلة الحكمة أولى قصائده في عام 1970. وتركت نشأته في مدينة عدن بصماتها على أعماله الأدبية. دراسته درس الابتدائية في المدرسة الشرقية بالشيخ عثمان عدن، والإعدادية - متجاوزاً إحدى سنيها الثلاث - في المدرسة الإعدادية بالشيخ عثمان، والثانوية في ثانوية عبود (ثانوية دار سعد). ثم أدى الخدمة الوطنية مدرساً للرياضيات في إعدادية الشيخ عثمان. بعد ذلك غادر إلى فرنسا في 1976 ليكمل دراساته الجامعية، فدرس السنوات الجامعية الأولى في جامعة روان - المجاورة لباريس - في الرياضيات التطبيقية، ثم تخصص في علوم الكمبيوتر. حصل على البكالوريوس من كلية العلوم التطبيقية بجامعة روان في يونيو 1982 في الرياضيات التطبيقية (قسم الكمبيوتر)، ثم الماجستير في يونيو 1983 من جامعة باريس السادسة كلية العلوم التطبيقية، وكلاهما بامتياز. وبعد أن حصل على درجة الماجستير، حصل على شهادتين أخريتين في الدراسات العليا وهما: شهادة الدكتوراه PhD في مارس 1987 من جامعة روان. وكان أثناء ذلك عضواً في مختبر المعلوماتية النظرية والبرمجية التابع لجامعتي باريس السادسة والسابعة، وجامعة روان. وتركزت أطروحته حول نتائج جديدة لحل المعادلات الكلماتية، وتصميم وبرمجة واستخدام خوارزمية ماكانين لحل المعادلات الكلماتية التي ظلت عشرات السنين معضلة علمية مفتوحة دون حل. ولها تطبيقات كثيرة في علوم المنطق والذكاء الاصطناعي. شهادة دكتوراه التأهيل لقيادة الأبحاث Habilitation to Supervise Researches في يناير 1992 التي تسمح بالتحول إلى بروفيسور جامعي أمام لجنة دولية من سبعة مشرفين تضمنت بعضاً من كبار علماء الرياضيات التطبيقية والكمبيوتر كالبروفيسور الروسي ماكانين، والبروفيسور الفرنسي كولميروير - صاحب لغة برولوج- والبروفيسور الأمريكي جاك كوهين، والبروفيسور جان فرانسوا بيرو، والبروفيسور كيرشنير، والبروفيسور بيكوشيه والبروفيسور جوراليتش، وكانت الأطروحة حول مجموعة أبحاثه الجديدة في: المعادلات الكلماتية. نظام ديناميكي جديد لبرمجة جدول أعمال المصانع. لغة بحوث كمبيوترية جديدة. سيرته العملية عمل عقب حصوله على الماجستير وحتى سبتمبر 1988 مهندس أبحاث في مركز نقل الأبحاث النظرية للمجالات الصناعية في جامعة روان. وأصبح في أكتوبر 1988 بعد حصوله على شهادة الدكتوراه الأولى أستاذاً مساعداً في علوم الكمبيوتر في المعهد القومي للعلوم التطبيقية في روان - جزء من شبكة تضم خمسة معاهد قومية في عموم فرنسا يدخلها المتفوقون عبر نظام مسابقات على مستوى فرنسا، ويتخرج منها حوالي عشرة بالمائة من كبار المهندسين في فرنسا. تقدّم مباشرة بعد نيله شهادة الدكتوراه الثانية لنيل مقعد بروفيسور في بعض الجامعات الفرنسية. جاء مركزه الأول في جميع الجامعات التي تقّدم لها (كان، الهافر، روان...). اختار المعهد القومي للعلوم التطبيقية في روان كونه يساهم في قيادة بعض فرقه العلمية وبسبب الظروف العلمية المتميزة فيه. صار بعد ذلك بروفيسور منذ أكتوبر 1992 (بعد أربع سنوات فقط من تعيينه استاذا مساعدا). بدأ عمله برفيسورا جامعياً وعمره ست وثلاثون سنة. يشرف حالياً على قيادة الأبحاث والفرق العلمية، وعدد من أطروحات الدكتوراه، كانت أوّلها أطروحة دكتوراه ماريان ماكسيمنكو التي بدأتها في 1991. (أنظر على سبيل المثال أطروحة مايكل كازاكوف في أبريل 2004 [1]) يشرف منذ 1992 على إدارة تدريس الكمبيوتر في قسم هندسة الرياضيات التطبيقية والكمبيوتر في المعهد القومي للعلوم التطبيقية. لم يتوقف منذ 1988 عن إلقاء المحاضرات والدروس العلمية بدعوة من بعض الجامعات والمختبرات العلمية داخل وخارج فرنسا. مساهماته العلمية قدم أكثر من مائة بحث علمي متخصص في المؤتمرات الدولية والمجلات العلمية الدولية المحكمة، [2]وعدداً كبيراً من المحاضرات والبحوث في المجلات والمؤتمرات العلمية الداخلية. ساهم في الإشراف على تنظيم وإدارة عدد كبير من المؤتمرات العلمية الدولية، وفي إعداد التقارير حول عدد كبير من الأبحاث العلمية المقدّمة للمؤتمرات والمجلات العلمية الدولية. حبيب أديباً أعطى حبيب عبد الرب اهتماماً أكبر للكتابة الأدبية منذ عام 1992، واليوم يُعد واحداً من أهم الروائيين اليمنيين إن لم يكن أهمهم. بدأ بنشر كتاباته الأدبية مُنذ العام 2000 برواية الملكة المغدورة التي كتبها بالفرنسية وصدر له إلى اليوم: الروايات الملكة المغدورة. (رواية صدرت بالفرنسيّة). دار الأرماتان، فرنسا، 1998، ترجمها للعربية الدكتور علي محمد زيد، دار المهاجر، اليمن، 2002 وأعادت طبعها مجددا وزارة الثقافة اليمنية، 2004. دملان. (ثلاثية روائية). دار الآداب، لبنان، 2009 طائر الخراب. دار رياض الريس، لبنان، 2011 عرق الآلهة. دار رياض الريس، لبنان، 2008 تقرير الهدهد. دار الآداب، لبنان، 2012 أروى. دار الساقي، لبنان، 2013 ابنة سوسلوف. دار الساقي، لبنان، 2014. حفيد سندباد. دار الساقي، 2016. وحي. دار الساقي، 2018. فازت بجائزة كتارا 2019 في فئة الروايات المنشورة.جزيرة المطففين، دار المتوسط، 2020.نزوح ، دار الساقي، 2024.القصص همساتٌ حرّى من مملكة الموتى. دار العفيف الثقافية، اليمن، 2000 الشعر شيءٌ ما يُشبِهُ الحب. دار العفيف الثقافية، اليمن، 2002 الكتبُ الفكريّة عن اليمن، ما ظهر منها وما بطن. دار العفيف الثقافية، اليمن، 2005 لا إمام سوى العقل. دار رياض الريس، لبنان، 2014 لنتعلم كيف نتعلم! استخلاصات شاهد على حضارة جديدة. دار رياض الريس، 2017. الكتبُ والمقالات العلميّة نُشِرتْ له كتبٌ علميّة عديدة، وأكثر من 95 بحثاً علميّاً، بالفرنسية والإنجليزية في مؤتمرات ومجلات علميّة دولية محكّمة. تظهر مدينة عدن بكل تجلياتها في روايات حبيب، وتكون مدخلاً لليمن، فعلى الرغم من غربته الطويلة، إلا أنه لم يفقد ارتباطه ببلاده، فلا تزال اليمن تشكل عالم حبيب الروائي. ثيمته الأساسية هي العشق، ومن هذه الثيمة يتفرع عالم حبيب الروائي ليرصد تحولات اليمن في ربع القرن الماضي. وفي روايته الأخيرة طائر الخراب، يطرق حبيب المحرم والمسكوت عنه بقوة، فيتحدث عن زنا المحارم، والمفاهيم القبلية للشرف والبكارة. أحدثت روايته الأخيرة دوياً فائقاً، فكانت حجراً حرك ركود الساحة الأدبية اليمنية بشكل خاص، والعربية عموماً بكم الجرأة في طرق المواضيع المسكوت عنها في الواقع. في رواية الملكة المغدورة تحدث حبيب عن واقع اليمن الجنوبي إبان الفترة الشيوعية. أما في ثلاثيته دملان فيرصد حبيب اليمن كلها عبر مساحة العمل الروائي الشاسعة، وعبر اختلاق مملكة خيالية هي دملان الواقعة عند سفوح الهملايا. ورصد رحلة الراوي منذ بداياته في عدن مروراً بمكوثه في فرنسا وحتى عودته إلى اليمن الجديد، مستوحياً التراث الشعبي اليمني، والقصص الخرافية التي يحفل بها وعيه الجمعي كقصص الجان، ومستعيداً ممالك وعيه الجمعي مثل تنكا بلاد النامس الشهيرة. يحلم حبيب بكتابة نص باللغتين العربية والفرنسية المصدر موقع ويكيبيديا
بل أطلقت العنان لخيالي
BY الروائي شربل قطان
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي شربل قطان للواء: "في التفاصيل لم أعتمد كثيرًا على مراجع تاريخية، بل أطلقت العنان لخيالي، مثلاً على ذلك قصة عيسى العوام." حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل يعيدنا الروائي "شربل قطان" من خلال روايته "التورونية"، الصادرة عن دار نوفل "هاشيت أنطوان"، إلى ربوع القدس والشام والتاريخ المتخيل، بسرد بسيط وحبكة كسلسلة تحمل مرساة لسفن أطلقها في حصار تاريخي عرفنا منه شخصية قراقوش من خلال سرد مشوق، يدفع بالقارئ للغوص في ميزة كل شخصية، خاصة عيسى العوام وقراقوش وهيلين والعطار وغيرهم. والأهم قصة الحب ونبل التعامل بين الأديان. مع الروائي "شربل قطان" أُجريت هذا الحوار: - عيسى العوام وتفاصيل تاريخية تعيد حكايتها في حبكة تورانية، لماذا؟ أنا بطبيعتي أفضل معالجة المواضيع بطريقة غير مباشرة، بمعنى أنني أعيد سرد الماضي لأسلط الضوء على الحاضر. والماضي دائمًا أغنى من الحاضر كونه قد وثّق وقد مرّ الزمان عليه. تاريخ منطقتنا غني كثيرًا بالأحداث والصور والمواقف، إنه للكاتب كنز من ذهب. - لم تحدد الارتباط النوعي بين الماضي والحاضر، هل سنبقي البكاء على أطلال المجد في رواية تاريخية؟ حقيقةً، أنا لا أبكي على الماضي، بموجب أنني لم أكتب الماضي كأفضل من الحاضر. بل هذا ما أردت بالتمام أن أصوره في "التورونية": أن شيئًا لم يتغير. فقط الأسماء والشعارات تبدلت، أما الصراع فنفسه. ننتصر في بعض المعارك ونخسر في بعضها الآخر، بينما الوقت يمر. وكما جاء على لسان هيلين: "وما همّ الجيوش والمعارك والفتوحات، ستُباد كلها وتنتهي وتُغفل، بينما يبقى الحبّ وحده قائمًا." - السرد المتخيل وإشكالية الحقائق، هل اعتمدت على مراجع تاريخية ولماذا لم تذكرها؟ في التفاصيل لم أعتمد كثيرًا على مراجع تاريخية، بل أطلقت العنان لخيالي، مثلاً على ذلك قصة عيسى العوام التي تكلم عنها القاضي بهاء الدين بن شداد بمقطع واحد. أما في روايتي، فقصة عيسى العوام تأخذ عدة فصول. أما بالنسبة لقراقوش وهيلين والعطار، فكلها شخصيات خيالية. بالمناسبة، قراقوش بطل روايتي ليس قراقوش المعروف تاريخيًا، بل هو أحد أقربائه بحسب ما صورته في الرواية. لكن يجدر الذكر أن شخصية البطريرك هيراكليوس وعشيقته إيسكيلا قد ورد ذكرهما تاريخيًا. يمكن القول إنني التجأت إلى أحداث تاريخية لأضع سياق الرواية من ناحية الزمان والمكان، أما التفاصيل فهي تفاصيل روائية محض. - الرواية التاريخية ذاكرة مكان، هل أعطيت قراقوش أماكن صلاح الدين أم أظهرت بطلاً من نوع آخر؟ نعم، وضعت قراقوش في أماكن صلاح الدين. لكن قراقوش هو حقيقةً بطلاً من نوع آخر، لأنه استشعر عبر مسيرته بشيء أسمى مما اعتاده، وهذا بسبب هيلين المرأة. وعلى فكرة، هذا جعل حياته أصعب بكثير، فنراه يعيش نوعًا من التناقض، مما يعد ضعفًا عند قادة الجيوش. أما صلاح الدين فكان واضح الرؤية والمسعى. - لو رأى الإنسان نفسه في وجه الآخر، لما عامله بنفس القساوة، وحين يطفو الكره يتراجع المنطق، القدس بين الماضي والحاضر ورواية أرخت تاريخها في عنوان هو لامرأة، لماذا؟ المرأة هي وجدان العالم، من دون المرأة لكانت الحياة معركة واحدة متواصلة. بالنسبة لقراقوش، هيلين هي هدفه الأسمى. وكأن معاركه وجيوشه هي ثانوية بالنسبة إليه. لذلك كلما توجب عليه الاختيار ما بين هيلين ومعاركه، اختار هيلين. وبالرغم من أن اختياره الأخير بقي مؤجلًا، إلا أنه قد اختارها حقًا. هيلين في حياته هي الخيط الرفيع الذي بقي يربطه بكل ما هو مترفع وسامي. وقد سماها "أميرة الحكايات"، ولكن حكاياتها هي التي شكلت صوت ضميره. - ما الذي تحب قوله عن التورونية والإنسانية، بحر تتلاطم فيه الشخصيات؟ الدين في رواية "التورونية" له حضور قوي، ويشكل حجر زاوية لبطلي الرواية هيلين وقراقوش. بالطبع، كل واحد يؤمن بحسب قناعته وبما يمليه عليه دينه. وقد اعتمد كل واحد منهما دينه طريقًا نهائيًا يؤدي إلى حيثما يؤدي. لكن لو لاحظتي، كان هناك شخصيتان رديفتان تشكلان مرآة معكوسة لهيلين وقراقوش، وهما العرافة والعطار. وهما إلى حد ما ملحدان فيما يخص الإله الواحد، فالعرافة تؤمن بأرواح السلف والعطار فصّل إلهًا على هواه. والمهم في ذلك كله، أن من اجتمع أخيرًا في نهاية الرواية هما العرافة والعطار اللذان لم يأبها للسماويات. أما هيلين وقراقوش، فكان فرحهما مؤجلًا تمامًا كما هو الحال في أغلب الأديان. برؤية اخرى تتجلى في رواية "التورونية" للروائي شربل قطان رؤية أدبية عميقة، حيث يسعى الكاتب إلى ربط الماضي بالحاضر من خلال سرد مشوق يمزج بين التاريخ والخيال. تعتمد الرواية على تفاصيل تاريخية غنية، لكنها في الوقت نفسه تترك المجال للخيال ليبدع شخصيات وأحداث تسلط الضوء على التفاعلات الإنسانية والعلاقات بين الأديان. تتعدد الشخصيات في الرواية، كل منها يمثل بعدًا مختلفًا من التجربة الإنسانية. عيسى العوام، الذي يحمل عبء الماضي ويجسد الصراع الداخلي بين واجباته وعواطفه، يظهر كرمز للتضحية والحب. بينما قراقوش، رغم تصويره كبطل تاريخي، يصبح رمزًا للصراع الذاتي والتحديات التي تواجه القادة. هيلين، من جهتها، تمثل الجوانب الأكثر رقة في الإنسانية، حيث تكون الحب والأمل في وسط الفوضى. تتفاعل الأماكن التاريخية، مثل القدس والشام، مع شخصيات الرواية لتشكل بيئة غنية تسهم في تشكيل الأحداث. يُظهر الكاتب كيف يمكن للأماكن أن تعكس التحولات الاجتماعية والسياسية، وتبرز الصراعات المستمرة التي تعاني منها المنطقة. من خلال دمج الشخصيات مع المواقع التاريخية، يُضفي قطان طابعًا حيويًا على الرواية، حيث يصبح المكان جزءًا لا يتجزأ من الهوية الإنسانية. يستعرض قطان قضايا الدين من منظور إنساني، حيث يجسد العلاقة بين الأديان كعلاقة بين البشر. يبرز الصراع بين الدين والإيمان كجزء من التجربة الإنسانية، لكنه يعكس أيضًا التطلعات المشتركة للسلام والمحبة. من خلال شخصيتي العرافة والعطار، يُظهر الكاتب كيفية تباين المفاهيم الروحية، مما يعكس التحديات التي تواجهها الإنسانية في سعيها لفهم المعنى الحقيقي للإيمان. يتميز أسلوب قطان بسلاسته وقدرته على جعل القارئ يشعر بجو الأحداث. السرد البسيط والمباشر يمكّن القارئ من الارتباط بالشخصيات والمواقف. يستخدم الكاتب لغة شعرية تنقل الأحاسيس والمشاعر بدقة، مما يعزز من تأثير الرواية ويجعلها تتجاوز حدود الزمن. يبدو أن الهدف الرئيسي لشربل قطان من خلال "التورونية" هو دعوة القارئ إلى التأمل في الهوية الإنسانية المشتركة، بعيدًا عن الانقسامات الدينية والثقافية. يسعى إلى تحفيز التفكير النقدي حول كيفية تأثير الماضي على الحاضر، ويدعو إلى إعادة النظر في الصراعات التاريخية من خلال عدسات الإنسانية. في النهاية، تعكس رواية "التورونية" رؤية شاملة للإنسانية، حيث تبرز القيم المشتركة والحب كأسمى أهداف الحياة، في زمن يسيطر عليه الصراع. إن قدرة الكاتب على المزج بين الواقع والخيال تجعل من الرواية تجربة فكرية وعاطفية عميقة، تترك أثرًا طويل الأمد في نفوس قرائها. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://aliwaa.com.lb/%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d8%a9/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d9%82%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%84-%d9%88%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%84-%d9%84%d9%85-%d8%a3%d8%b9%d8%aa%d9%85%d8%af-%d9%83%d8%ab%d9%8a%d8%b1%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9/
×
الروائي شربل قطان
ربل قطّان (1970 -) هو روائي لبناني. ولد في مغدوشة جنوب لبنان، وانتقل إلى جنوب أفريقيا من أجل التعليم العالي، ويعيش الآن في جوهانسبرغ. «حقائب الذاكرة» هي روايته الأولى. إدرجت روايته في القائمة الطويلة في عام 2012 لالجائزة العالمية للرواية العربية. أصدر روايتان، وقصة مصورة للأطفال. السيرة الشخصية درس شربال قطان المراحل الابتدائية، والإعدادية، والثانوية في لبنان ثم سافر إلى جنوب أفريقيا في عام 1990. تابع دراسته العليا في جنوب أفريقيا، وحاز على شهادة في المعلوماتية. متزوج، ولديه والدان. شارك في عدد من لجان الاغتراب، وكتب عدد من المقالات التي تعالج حياة الغربة وتحدياتها. المؤلفات روايات حقائب الذاكرة، مؤسسة نوفل، بيروت، 230 صفحة، (ردمك 9789953268484)، 2010. التورونية، دار أنطوان هاشيت - نوفل للنشر والتوزيع، بيروت، 264 صفحة، (ردمك 9786144692882)، 2018.قصص الصبي الذي محا الشمس (قصة مصورة للأطفال)، هاشيت أنطوان أطفال، 40 صفحة، (ردمك 9786144380772)، 2014. للأطفال بدءاً من عمر 8 سنوات، ورسوم الجنوب أفريقية هيلين ستان. وهي عبارة عن حكايات ملوّنة.
«نهج النصر» - فيلم وثائقي يجسد مخاطر الواقع
BY الفنان محمد ضحيا جاربي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفنان محمد ضيا لمرايا الفيلم الوثائقي الخاص بفن التوازن أو السيرك، وهو عالم كبير بلا لغة حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل استطاعت المخرجة "فريدريك كورناير ليسارد" مع لاعب السيرك التونسي "محمد ضيا" إخراج فيلمها الوثائقي "نهج النصر" الذي وضعنا أمام لعبة فن التوازن، والتحديات التي تفرضها الحياة على أبناء المجتمعات الشعبية ضمن الفن الوثائقي. ليجمع لاعب السيرك والفنان محمد لحظات حياتية مرّ بها قبل أن يصل إلى خشبة السيرك العالمي، ويؤدي أمام الجمهور أصعب الألعاب التي تحتاج إلى الكثير من التوازن والإدراك والفن أيضًا. فهو استطاع منح المشاهد بساطة فنية من حيث قدرته على تذليل الصعاب، ومنح النفس دائمًا انطلاقة جديدة نجح فيها لاعب السيرك والفنان "محمد ضيا" في فيلم "نهج النصر". خاصة وأننا أمام لاعب سيرك عربي ابتكر تمريناته منذ الطفولة بأبسط الأشياء من حوله، وأتقن لعبة التوازن في الأحياء الشعبية قبل أن يصل إلى مدرسة السيرك، ويسافر منها إلى الخارج. ليقف أمام جمهوره عالميًا، بثقة وشغف كما وقف أمام الكاميرا السينمائية في فيلمه الوثائقي "نهج النصر". ومع الفنان محمد ضيا أجرينا هذا الحوار. - فيلم وثائقي عن فن بدأ في الأحياء الشعبية وتطور على خشبة المسرح، ما الذي تريد قوله؟ أريد القول إن السيرك لا يتناغم إلا في أجواء مخصصة لذلك. إن فقد السيرك مكانه المخصص، لا يصل إلى المتلقي كما يجب. - ألا تظن أن "نهج النصر" مارسته المخرجة في فيلمها كما مارسته أنت وسيمارسه آخرون؟ المدرسة لا يتخرج منها لاعب السيرك، والفيلم الوثائقي موجه نحوي كواحد من الأفراد، وأصدقائي كانوا معي في فيلم "نهج النصر". والمخرجة فريدريك كورناير ليسارد تؤمن بمسيرتها الفنية كما نؤمن جميعًا أن الحياة هي لعبة توازن ومشهد حياة. - فن الليونة أو تحديات الفشل أو الخروج من قمقم ضيق إلى ساحات أوسع، ماذا تقول؟ أي إنسان يستطيع الخروج من القمقم طالما الرؤية واضحة لديه، ويفهم ما الذي يريده وإلى أين سيصل، ويذلل الصعوبات ويعتبر أي ملاحظة كتشجيع، ويتحدى الصعوبات ليستطيع إيصال صوته حيث يريد، وأهمية القرارات التي يتخذها. - الحارات الشعبية هي ملعب الأطفال في كثير من البلدان المتقدمة النامية، ما الجديد في تحدياتك محمد ضيا؟ ولماذا لعبة التوازن، ما الذي تعنيه لك؟ لعبة التوازن بالنسبة لي هي الحياة، وأهم حدث في حياتي هو معرفتي بالمدرسة الوطنية لفنون السيرك، والتي توظفت فيها لاستعرض من خلالها موهبتي على خشبة المسرح، فطورتها وسافرت للخارج للقيام بعروضات، وهي اختبار لي شخصيًا لأرى التوازن الخاص بي، ومن خلالها استطعت الربط أو التوازن بين الواقع والحلم. - ما الذي يميز فن السيرك عن الحياة اليومية، والمخاطر تكاد نفسها؟ السيرك والمخاطر، وسيكولوجية اللعب عند الأطفال هل تحاكي الفشل بتحديات ضيق الأفق في حارة شعبية؟ الفيلم يجسد مخاطر رمزية السيرك في الحارة الشعبية ضمن الأطفال، وهو بمثابة المخاطر الحقيقية في الحياة بشكل عام، والسيرك لا يخلو من المخاطر، لكن الحياة بحد ذاتها لا تخلو من المخاطر أيضًا، ونحن أحببنا تجسيد مخاطر الواقع من خلال الفيلم الوثائقي الخاص بفن التوازن أو السيرك، وهو عالم كبير بلا لغة ولا يتشابه مع كرة القدم، لكن شعبيته قليلة. - إلى أي مدى يحتاج لاعب السيرك إلى متفرج كما يحتاجه أيضًا المخرج؟ وأين النقطة المشتركة بين محمد ضيا ومخرجة فيلم "نهج النصر"؟ النقطة المشتركة بيني وبين المخرجة هي أنها كانت لاعبة في فن السيرك، وانتقلت للإخراج وفن التصوير، ومن ثم عادت إلى فن السيرك، لأن السيرك يرمز إلى عدة أشياء، منها الحرية، التعبير الجسدي، أي إنسان ممكن أن يكون ممثلًا أو رياضيًا أو مهندسًا، وهذا لا يفرق بين المجتمعات أو الحارات الشعبية أو الأرستقراطية. على عكس معظم النجوم، يخرجون من جميع الأحياء، والسيرك حضوره عام ولا يفرق بين هذا أو ذاك. برؤية تحليلية للحوار معه يعتبر فن السيرك تجسيدًا معقدًا للتوازن بين الأداء الجسدي والمشاعر الإنسانية. في الفيلم الوثائقي الذي يتناول حياة لاعب السيرك، يتم تقديم رؤية فنية درامية تكشف عن التحديات والإلهام الذي يرافق هذا الفن. من خلال التركيز على شخصية اللاعب، يتم استكشاف صراعاته وآماله في سياق بيئة مليئة بالضغوطات. يتناول الفيلم قصة حياة لاعب السيرك بشكل يمزج بين اللحظات الحزينة والمبهجة، مما يخلق تأثيرًا عاطفيًا قويًا. يتم استخدام السرد الزمني غير الخطي لإظهار التحولات في حياة الشخصية، مما يعكس كيف أن كل تجربة – سواء كانت فشلًا أو نجاحًا – تشكل جزءًا من رحلته. تتداخل مشاهد التدريب، العروض، والأوقات الصعبة مع الموسيقى التصويرية التي تعزز من المشاعر الدرامية. تتجلى البراعة الفنية في استخدام الإضاءة والتصوير لتسليط الضوء على تفاصيل الأداء. الإضاءة المتغيرة تعكس الحالة النفسية للاعب، بينما تصوير اللحظات المقربة يبرز تعابير وجهه أثناء التوتر والنجاح. تعتمد المخرجة على زوايا تصوير مبتكرة لتعكس الحركة الديناميكية للأداء، مما يعطي المشاهد إحساسًا بأنه يعيش التجربة مباشرة. الجمال في الفيلم لا يقتصر على الأداء الجسدي فحسب، بل يمتد ليشمل الإعدادات المحيطة. تستخدم المخرجة الألوان المتباينة لتعكس التباين بين الحياة اليومية القاسية وأجواء السيرك الساحرة. تتجلى الجمالية أيضًا في الأزياء، التي تعكس الهوية الثقافية وتاريخ الفن، مما يعزز من شعور الأصالة. يُعتبر التعبير الجسدي أحد العناصر الأساسية في الفيلم. يتمكن اللاعب من إيصال مشاعره الداخلية من خلال حركاته، والتي تعبر عن الصراع والطموح. يتفاعل مع الجمهور، مما يجعل تجربة المشاهدة شاملة. يُظهر الفيلم كيف أن فن السيرك هو وسيلة للتعبير عن الذات وتحقيق الحلم، رغم التحديات والصعوبات. إن الفيلم الوثائقي عن لاعب السيرك يبرز الجوانب المتعددة لهذا الفن. من خلال المنظور الإخراجي، يتم تقديم رحلة إنسانية عميقة تتجاوز مجرد الأداء لتصبح تجسيدًا للأمل، القوة، والتحدي. يجسد العمل كيف أن السيرك ليس مجرد عرض، بل هو قصة حياة تُروى من خلال الأفعال والمشاعر، مما يجعله تجربة فنية وجمالية مميزة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://www.omandaily.om/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B6%D9%8A%D8%A7-%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82%D9%8A-%D9%8A%D8%AC%D8%B3%D8%AF
×
الفنان محمد ضحيا جاربي
فيلم وثائقي عن الأمل، وعن الشباب الذين يحاولون السمو فوق ظروفهم الاجتماعية.. بحيث يرصد قصة (محمد ضحيا جاربي)؛ وهو فنان سيرك تونسي، يُعيد بناء هويته تدريجيًا إلى أن يحقق استقلاله. ﺇﺧﺮاﺝ: فريدريك كورنوير-ليسارد (مخرج) ﺗﺄﻟﻴﻒ: فريدريك كورنوير-ليسارد (قصة وسيناريو وحوار) طاقم العمل: محمد ضحيا جاربي
«
46
47
48
49
50
»