Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
على الفنان التقاط فروقات الزمن
BY الفنان طوني عاد
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفنان طوني عاد لـ«اللواء»: على الفنان التقاط فروقات الزمن حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل استطاع الممثل «طوني عاد» تقديم العديد من الأدوار التي تركت بصمة في نفوس الكثيرين، بخصائص حرفية هي حصيلة خبرة فنية بدأت من مسرح المدرسة وصولاً إلى الأدوار المميّزة التي لعبها وتأثّر بها بنسب متفاوتة بين شخصية وأخرى، لكن شخصية مشعل بمسلسل «بنات عماتي وبنتي وأنا» ما زالت يتذكّرها أكثر من تسعين بالمئة من الجمهور اللبناني، وما زالت في ذاكرة الناس الذين تعلّقوا بمشعل رغم إنه عُرض منذ أكثر من 24 سنة. وأظن أن هذا الدور هو بصمة في مسيرته الفنية، التي اعتبرها ناجحة، وأيضًا دوره في مسلسل «ورد جوري» الذي شاركه فيه الفنان «غبريال يمين» وهو من كتابة «كلوديا مارشيليان» ومن إخراج «سمير حبشي» وما زلنا نحتفظ بالحنين لهذا المسلسل. مع الممثل طوني عاد أجريت هذا الحوار: - طوني عاد، من الدبلجة والمسرح إلى الكتابة والتمثيل في العديد من الأعمال الدرامية حتى الآن، كيف وُلد هذا الشغف بمسرح كركلا ومن ثم الدراما؟ - الشغف بالمسرح والتمثيل لا أتذكّر لأي سنة يعود، لانه من المؤكد أنه وُلد عندما كنت في سن مبكرة. بمعنى، عندما أسترجع الماضي أتساءل متى بدأت؟ وكيف بدأت؟ أو كلما رجعت بالسنين إلى الوراء، أجد ما كنت أقدمه للجمهور وأمام المسرح، سواء اسكتشات صغيرة أو مسرحيات مدرسية. إلى أن دخلت الجامعة ودرست المسرح، ثم، بالترتيب الزمني، كل هذه المهارات التي اكتسبتها، والتي عملت فيها من دبلجة ودراما وكتابة وتمثيل وإخراج، كلهم مهارات اكتسبتها بتعمّقي في المهنة، وبداياتي المسرحية كانت مع مسرح الرحباني وليس بمسرح كركلا. لقد عملت مع منصور الرحباني ومن ثم مع غدي ومروان الرحباني، ومن ثم شانسونيه مع أنطوانيت عقيقي، بعدها انتقلت إلى مسرح كركلا لمدة 13 سنة. فالشغف موجود من الأساس، يعني الشغف بالمسرح جعلني أعمل بالمسرح. - أين عظمة الفنان اللبناني في هذا الزمن؟ وما الدور الذي تنتظره؟ - عظمة الفنان، سواء كان لبنانياً أوغير ذلك، تكمن في مدى قدرته على صقل مهاراته الفكرية والتمثيلية والفنية والثقافية، ويستطيع جمعهم في أي فرصة تتاح له. لأنه بغض النظر عن المهارات التي يمتلكها الفنان، فهو بحاجة إلى فرصة ليُظهر هذه المهارات. كل هذه العناصر تشكّل عظمته. أما بالنسبة للدور الذي أنتظر، فأقول لك: أنا أنتظر كل الأدوار، والدور الذي أنتظره هو الدور الذي لم ألعبه بعد. - أول لقاء لك مع الجمهور المسرحي وأول ظهور لك على «تيك توك»، هل استطعت التقاط فروقات الزمن؟ - اللقاء مع الجمهور المسرحي يختلف تماماً عن اللقاء مع الجمهور على التلفزيون أو عبر منصات التواصل مثل «تيك توك» وغيرها. فاللقاء المسرحي مع الناس هو احتكاك مباشر مع الجمهور المسرحي الذي لا يضاهيه أي لقاء آخر، هو بمثابة الاتفاق أو المؤامرة المشتركة بين الفنان والجمهور. هو اللحظة التي تجعل الفنان يقنع الجمهور بأنه في قصر أو بيت أو كوخ أو مغارة على المسرح من اللحظة الأولى التي تفتح بها الستارة. لذلك بعد كل هذا، عظمة النص، وشغل الإخراج، وإبداع الممثل، وكل العناصر التي تشكّل المسرح، لأن المسرح هو الفن الشامل، هي التي تجعل العمل يلاقي استحسان الناس. أما الظهور على منصات التواصل، فهو شيء طبيعي لأن الفنان مؤهّل ليتواصل مع الكاميرا ويتقن الكلام مع الناس والجمهور، لأنها مهنته فمن الطبيعي جداً أن الفنان يلتقط فروقات الزمن لإنه إن لم يواكب التطور، بمعنى اختلاف الأماكن التي يعرض فيها أو يتواجد فيها، فهو يعود للخلف، لهذا على الفنان التقاط فروقات الزمن. - هل تعتبر ما يحدث عبر الـ«تيك توك» من الكوميديا العصرية؟ - «تيك توك» هو منصة فتح المجال لكل الناس التي تحمل الهواتف الذكية أن تظهر أمام الكاميرا وتتكلم وتعبّر عن محتواها. باختصار، هو حفلة تعبير عن الذات، وهو طريقة لإرسال صورتك وصوتك للآخرين، بغض النظر عن المحتوى، إن كان للمحتوى قيمة فنية أو اجتماعية أو ثقافية أو لا، أو كان تسطيحياً، في الحالتين هي عملية اختيار. وبرأيي، التسطيح والتسخيف هو اختيار وتصنيف. من أجل ذلك لا يجب أن نتهم أحداً بأنهم يغيّرون أفكارنا، لأنه اختيار بغض النظر عن ظروف أي شخص. - لماذا لم تفكر بـ«ستاند أب» كوميدي؟ - «ستاند أب» كوميدي هو فن يتقنه القليلون. يعتمد هذا الفن، بحسب معرفتي المتواضعة، على عنصرين: أن يكون عدائياً قليلاً ومتصدّياً للمشكلات التي يتحدث عنها، كما أنه بحاجة للتنمّر أحياناً إن استطعنا قول ذلك، أو المسخرة على أي شخصية متواجدة بين الناس أو أي مجموعة تتحمّل التركيز عليها. أنا أستمتع بالـ«ستاند أب» كوميدي لكن أنا لم أفكر في ذلك. من خلال الحوار مع الفنان طوني عاد نكتشف أنه يقدم نظرة عميقة على تجاربه الفنية ورؤيته للفن والثقافة في الزمن المعاصر فطوني عاد يتحدث عن تطوره من المسرح المدرسي إلى الاحتراف، مما يبرز أهمية الخبرة المبكرة في تشكيل الهوية الفنية. يُظهر هذا النموذج كيف يمكن للفنان أن يحقق التميز من خلال التعمق في مجاله واكتساب المهارات المتنوعة. هذا يعكس فكرة أن الفن ليس مجرد موهبة، بل هو عملية مستمرة من التعلم والتكيف. عودة عاد إلى الفرق بين المسرح ومنصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" تشير إلى أهمية العلاقة التفاعلية المباشرة بين الفنان والجمهور. يُظهر المسرح كفضاء فني شامل يجمع بين الأداء الحي والتفاعل المباشر، بينما تُعد وسائل التواصل الاجتماعي منصات للتعبير الفردي. هذه الفروق تعكس تغيرات في كيفية استهلاك الفن وتأثيره. يشدد طوني على أن عظمة الفنان تكمن في قدرته على صقل مهاراته واغتنام الفرص. هذا الرأي يعكس فهمًا عميقًا للسياق الثقافي والاجتماعي، حيث أن النجاح الفني يتطلب ليس فقط الموهبة، ولكن أيضًا الوعي بالبيئة المحيطة والقدرة على التكيف مع التغيرات. تعبير عاد عن "تيك توك" كمنصة للتعبير عن الذات يُظهر كيف أن الفن قد أصبح ديمقراطيًا، يسمح للجميع بالمشاركة. ومع ذلك، فإنه يحذر من تسطيح المحتوى، مما يعكس قلقًا حول كيفية تأثير وسائل التواصل على القيم الفنية والمعايير الثقافية. اعتراف عاد بعدم رغبته في خوض تجربة "ستاند أب" كوميدي يشير إلى احترامه للمهنية المطلوبة في هذا النوع من الفن. يؤكد على فكرة أن الفنون ليست متشابهة، وكل نوع يتطلب مجموعة محددة من المهارات والتوجهات. يعكس الحوار عمق التجربة الفنية لطوني عاد ووعيه بالتحولات الثقافية والاجتماعية. يسلط الضوء على أهمية التواصل المباشر مع الجمهور، ضرورة التكيف مع التغيرات الزمنية، والقيم الفنية التي يجب أن تُحترم. من خلال حديثه، يتضح أن الفن هو رحلة دائمة من التعلم والتفاعل، مما يجعله جزءًا حيويًا من الهوية الثقافية والاجتماعية. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B7%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B7-%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D9%86/
×
الفنان طوني عاد
طوني عاد (3 يوليو 1971) ممثل ومدبلج لبناني. مشواره المهني تخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1996 بدايته كانت مع فرقة كركلا الاستعراضة لسنوات عديدة وقدم معها العديد من المسرحيات توجه بعدها للتمثيل وقدم عملا في الكتابة والإخراج بعنوان أبطال وحرامية وله مساهمات في كتابة الإسكتشات الكوميدية التي تقدّمها زوجته حياته الأسريةمتزوج من الممثلة أنطوانيت عقيقيأعمالهفي التلفزيون (2022): الزوجة الأولى (2021): راحو (2021): خرزة زرقا 2020:لو ما التقينا 2020:غربة 2019:الكاتب 2019:ثواني 2019:غربة 2018:شير شات 2018:كارما 2017:أول نظرة 2017:جوري 2017:وين كنتي 2 2017:صمت الحب 2016:وين كنتي 2011:الشحرورة 2011:جنى العمر 2007:حواء في التاريخ 2007: أوتيل الافراح - شاهين 2003: صور ضائعة 2001:البحث عن صلاح الدين في المسرح (2002):الفا ليلة وليلة (2001): شمس وقمر في الدبلجة العربية عالم غامبول المدهش - ريتشارد(الصوت الأول)،بانانا جو كامب لازلو - راج(الصوت الثاني) فيلم النحلة - لايتون مونتغمري،قائد فرسان اللقاح،فيكتور،لاري كينغ،الطيار
الفنان سعد حمدان: "أحب دبلجة الرسوم المتحركة
BY الفنان سعد حمدان
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفنان سعد حمدان: "أحب دبلجة الرسوم المتحركة. هي لا تؤثر على شخصيتي، بل تشعرني بالراحة." حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل تراه فتبتسم، وتشعر أنه ابن البيئة المحيطة بنا بمختلف أنواعها. فالبساطة في الأداء تجعله يتقمص الشخصية وفق إدراكه لكينونتها، إضافة إلى الهدوء الذي يتمتع به وقوة التعبير في وجهه. فالفنان "سعد حمدان" شخصية قادرة على التعبير بصمت، سواء بالحزن أو الضحك، لأنه يمتلك ديناميكية تعبيرية لا تقيدها الحركة التي يتميز بها أو التي اشتهر بها، مما جعله يكتسب محبة الجمهور بكامل فئاته العمرية، وخصوصًا الأطفال الذين يحاولون تقليده دائمًا. ومعه أجرينا هذا الحوار. - ألا تظن أن "غنوجة بيا" شكلت نقطة تحول في دخولك إلى قلوب المشاهدين؟ بلا، مسلسل "غنوجة بيا" كان نقطة التحول في حياتي الفنية. ومن خلاله تعرف العالم إلى "سعد حمدان"، مع أن بداياتي لم تكن في الكوميديا بل في الدراما. فقبل "غنوجة بيا"، كانت لي مشاركات في مسلسلات عديدة، وأهمها مسلسل "زمن الأوغاد" الذي جسدت فيه شخصية العميل. هناك تناقض كبير بين شخصية العميل فريد في "زمن الأوغاد" وشخصية عدنان البطيء والبسيط في "غنوجة بيا". السبب في نجاح شخصية عدنان أنها نفس جديد في الكوميديا المحلية والعربية ومميزة جدًا، وقد ترجمت النص بشكل جيد، والسبب الآخر كاتبة النص المبدعة منى طايع. - ممثل، أو مغني، أو مؤدي، أم تترك للشخصية عفويتها التي تضعك بشكل حر في مسلسل ما؟ في أي عمل فني أشارك فيه، أدخل في عمق الشخصية، وأترك لموهبتي وعفويتي أن تتحدى تلك الشخصية، فتظهر إلى المشاهد بإطار يليق بها، فتروي عطشي لها وتشفيني بها. - ألا تشعر أن الفن الكوميدي يلتصق بك حتى لو ابتعدت عنه؟ حوصرت بلازمة الممثل الكوميدي، وقد أثر ذلك على مسيرتي، إذ لم يعد المعنيون يتطلعون للتعامل معي في أعمال الدراما. فخطأ التقدير من جانب المنتج أو الكاتب أو المخرج بأن "سعد حمدان" هو فنان كوميدي فقط، قد جعلني أنتقد تقييمهم الذي لا يعتمد الاحتراف المهني إطلاقًا. سأعطي مثالًا على ذلك: لعبت قبلاً في مسلسل "زمن الأوغاد" شخصية العميل فريد، وقد كتبت الصحافة وقتها مديحًا جيدًا حول أدائي لشخصية الجاسوس، وبعد ذلك أتى مسلسل "غنوجة بيا"، وهناك تناقض كبير جدًا بين شخصية عدنان في "غنوجة بيا" وبين شخصية الجاسوس فريد في "زمن الأوغاد". "زمن الأوغاد" عرض وقتها على شاشة ما زالت ناشئة، فلم يشاهده الكثير من الناس. "غنوجة بيا" عرض على محطة تشاهدها معظم الناس، وهي LBC، فتعرف الناس على سعد حمدان في هذه الشخصية ورسخت في ذهنهم شخصية الكوميديان. وكنت أقول لمن يصنفني بالكوميديان: من المتعارف عليه أن الكوميديا أصعب من الدراما، فيوافقني الرأي. إذًا، من يستطيع أن يعطيك هذا الإحساس الصعب في الكوميديا، يسهل عليه العمل الدرامي. أيضًا المعني يوافقني الرأي. فأقول له: إذًا، لماذا تحكمون على الممثل من خلال نجاحه في عمله؟ ما ذنبي إذا كنت أنا أقرأ الشخصية بشكل صحيح، سواء في الكوميديا أو التراجيديا؟ ما ذنبي إذا برعت في الكوميديا أو التراجيديا؟ في نهاية المطاف، أقول إن الإعلام قد أنصفني في هذه النقطة ووقف إلى جانبي، فقد رأني في الدراما في مسلسل "القناع"، "ديو الغرام"، "ابنة المعلم"، "فرقة ناجي عطالله" مع الأستاذ عادل إمام، "خلة وردة" وغيرهم. فكتب أجمل التعليقات الإيجابية التي اعتبرها جائزة قيمة لي. لذلك أقول للمنتج وللكاتب وللمخرج: كونوا محترفين في مهنتكم، ولا تقولوا إن هذا كوميديان وما بيليق له الدراما أو العكس. فالممثل الشاطر شاطر في كل الاتجاهات. وللأمانة، أقول إن المنتج مروان حداد هو الوحيد الذي لديه عين ثاقبة، فهو يعرف جيدًا أن الكوميديان يستطيع أن يجسد أكثر من غيره أي دور يسند إليه في الدراما. - أسلوب كلام متقطع يبعث للضحكة، هل ستتخذه صفة دائمة لك؟ وهل سنراك في عمل جديد؟ شخصية عدنان في "غنوجة بيا" هي شخصية شاب يتكلم ببطء، يمشي ببطء، يأكل، يحب ببطء. عدنان ظهر للناس في العام 2006 - 2007، وقد نلت عن هذه الشخصية جائزة لجنة حكام "الميركس دور"، التي أعتبرها أهم فنيًا من الجائزة التي يصوت عليها الجمهور، إذ أنها تعطى من أهل الاختصاص والخبرة الذين يقيمون الأداء والحضور والكاريزما وكل شيء، بعكس الجمهور الذي بمعظمه يصوت للفنان إما لشكل أو لأنه يعجب به في مكان ما، والقليل القليل يصوت من أجل الأداء. وقد سألت عددًا كبيرًا من المشاهدين عن هذا الأمر وكنت أنزعج من هذه الفكرة. الشخصية أعيدت وبشكل أوسع في مسلسل "عروس وعريس" في العام 2015، وبعد الآن لن نرى عدنان مجددًا. أنا في بحث مستمر عن كاراكتير جديد. يجب أن يتنوع الفنان في أداء الشخصيات، وأنا أحب التحدي. أنجزت عدنان، وحفرت في قلوب المشاهدين، وترك بصمة، وأنا سعيد جدًا بما تركت. ليس هناك من يكتب لعدنان مجددًا. منى طايع مشغولة في كتابة أعمالها الدرامية، وأنا لا أستطيع أن أبقى أعيش على شخصية عدنان، ولا مسلسل لهذه الشخصية، فأبقى بلا عمل. الناس ستجد صعوبة في أن تراني في عمل غير عدنان. وكما ذكرت، هذا ما وقع فيه أيضًا المنتج والكاتب والمخرج، لذا ابتعدت فترة عن الكوميديا وعن عدنان، وشاركت في الدراما في "ديو الغرام"، و"فرقة ناجي عطالله"، و"القناع"، ونجحت، وكتبت الصحافة مشكورة، وقالت لي المديح. والآن، بعد "عروس وعريس"، أعيد الكرة، أعمل في الدراما. أنا الآن بصدد تصوير مسلسل "أدهم بك" للكاتب طارق غطاس والمنتج مروان حداد، وسيفاجأ المشاهد بهذا الانقلاب المتصاعد في شخصيتي الجديدة. أنا شرير في المسلسل، وسأختبر هنا ردة فعل الناس. أيضًا في العام الجديد بإذن الله سأدخل في تصوير عمل درامي جديد للكاتبة داليا الحداد، والانتاج للصديق شربل جعجع، وأيضًا بدور شرير. بعد ذلك، أحضر لأعمال أخرى. وفي تاريخ 22/12/2016، سأكون في المغرب لأكرم من قبل الدولة المغربية في المهرجان الدولي الحادي عشر للأفلام السينمائية، ثم أعود لأكمل العمل على إنجاز الـ CD الغنائي الخاص بي، والذي تأخر في الإصدار لأسباب فنية. - سعد حمدان بعيدًا عن الشاشة والدراما، من هو؟ متى يضحك؟ وهل من ضحكة حقيقية في هذه الأيام؟ أنا إنسان مرح جدًا. أحب الحياة. أحب كل الناس. أكره التعصب الديني وأكره كل من يتكلم بطائفية. مع حقوق المرأة، وأمقت التحكم بالنساء في مختلف الأمور وفي محاكم الطلاق. طيب القلب والنفس. وبعكس شخصية عدنان، أنا دائم الحماس، وأحيانًا أغضب من الغلط. أكره كثيرًا كل من يرمي زبالة من السيارة. طموح جدًا. برجي العقرب، مع أنني لا أهتم كثيرًا بهذه الأمور، لأن معظم من يكشف طالع العقرب يقول: انتبه إلى زوجتك. فأضحك، لأنني لست متزوجًا، فأقول: عمن يتكلمون؟ أكره الفقر. أحب الجمال وخفة الروح، وأعتقد أن الجمال ليس كل شيء. متواضع. متفاني في عملي. أنتقد نفسي بقساوة، وخصوصًا في أعمالي الفنية، وذلك بنية التحسين. أضحك من أشياء لطيفة، ودائمًا أعمل جوًا لا يعرفونه معي. وإذا كنت جامدًا، يعرفون أنني زعلان من شيء، فيقولون لي: أنت اليوم مش سعد. - هل من مشاركات في أعمال جديدة؟ وأين مسرح سعد حمدان؟ الآن أشارك في مسلسل "أدهم بك"، دراما من كتابة طارق سويد، وإخراج زهير قنوع، وإنتاج مروى غروب، وأجسد فيه شخصية شرير. سيتفاجأ المشاهد من هذه النقلة إلى الأدوار القاسية السوداء. في النهاية، أنا فنان، ولا يجب أن أسجن في خانة الكوميديان. لو كان هناك من يواظب على كتابة الكوميديا لي، فلا مانع عندي من البقاء في خانة الكوميديان. أما أن يكتب عمل كوميدي واحد في السنة، وهذا إذا كتب، والمحطات لا يهمها الكوميديا كما يهمها الدراما، فلا يجوز أن نغيب عن الجمهور بانتظار عمل كوميدي قد يطول انتظاره. أيضًا أجهز نفسي للدخول في مسلسل درامي جديد للكاتبة داليا الحداد، وإنتاج شربل جعجع، وإخراج إيلي برباري. بعدها سأتابع عملية إصدار الـ CD الغنائي الخاص بي. بالنسبة للمسرح، فأنا أعشق المسرح، وبداياتي كانت من المسرح، الذي هو أبو الفنون. وعملت مع الأب فادي تابت في المسرح لثلاث سنوات. حاليًا لا مشاركة مع أحد في المسرح. وأتمنى أن تعود أيام المسرح كما كانت بعد أن صدر قرار بإغلاق معظم مسارح لبنان. جيد أن ما زال هناك بعض من يقوم بإنتاج عمل مسرحي بشكل منفرد. - صوت يتسرب إلى القلوب حتى في الدبلجة، لماذا الدبلجة وما تأثيرها عليك؟ أحب أعمال الدوبلاج، فأنا أيضًا محترف في هذا المجال، ولدي حوالي عشرة آلاف ساعة دبلجة منتشرة في جميع أنحاء العالم. أحب دبلجة الرسوم المتحركة. هي لا تؤثر على شخصيتي، بل تشعرني بالراحة. - ماذا تقول لطفل عربي؟ أقول للطفل العربي إنني أتمنى له حياة هانئة، وتحقيق كل ما يتمناه، وأن يعيش بسلام، وأن ينصر الله أطفال فلسطين. برؤية تحليلية لهذا الحوار مع الفنان سعد حمدان الذي يكشف عن خلفية درامية غنية، حيث يسلط الضوء على تطور مسيرته الفنية وتجربته في الدراما والكوميديا. يتحدث حمدان عن انتقاله من الدراما إلى الكوميديا، مشيرًا إلى الأبعاد النفسية والمعنوية التي شكلتها تلك الانتقالات. تجسد شخصية عدنان في "غنوجة بيا" نقطة تحول محورية، حيث تتداخل المفاهيم التقليدية حول تصنيفات الفنانين، مما يعكس تعقيد العلاقات بين الهوية الفنية والتوقعات الاجتماعية. يمثل الحوار أيضًا رؤية ثقافية تعكس قضايا المجتمع. حمدان يعبر عن قلقه من حصر الفنانين في قالب معين، مما يعكس مشاكل التقدير الفني في الوسط الإعلامي. يتناول موضوع التعصب والطائفية، مما يدل على التزامه بالقضايا الاجتماعية والإنسانية. من خلال إجاباته، يظهر كفنان واعٍ بالقضايا المعاصرة، يسعى للتغيير من خلال فنه. يعتمد حمدان على بساطة التعبير وصراحة اللغة، مما يسهل التواصل مع الجمهور. تعكس تعابير وجهه ولغة جسده عمق شخصيته، مما يجعل الحوار غنيًا بالإيحاءات الجمالية. وبأسلوبه الواضح، يوضح كيف يمكن للجمال الفني أن يتجاوز الشكل الخارجي إلى عمق التجربة الإنسانية. يتناول الحوار الجانب النفسي للفنان، حيث يُظهر كيف يؤثر الفن على شخصيته وحياته. يُشير حمدان إلى أن الفن يمنحه شعورًا بالراحة، وهذا يشير إلى قوة الفن كوسيلة للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين. كما أن حديثه عن الضحك والمشاعر الإنسانية يبرز الجانب النفسي الذي يدفعه نحو الابتكار والبحث عن تحديات جديدة. تتمثل الرؤية الإدراكية الهادفة للحوار في تقديم حمدان كفنان متعدد الأبعاد، بعيدًا عن الصور النمطية السائدة. يسعى إلى كسر الحواجز بين الأنماط الفنية، مما يساهم في خلق بيئة فنية أكثر شمولية وتنوعًا. كما يظهر انفتاحه على التغيير والتحدي في شخصياته القادمة، مما يُعزز من مكانته كفنان يبحث عن تطوير نفسه باستمرار. يجسد الحوار مع سعد حمدان تجربة فنية غنية ومعقدة، تعكس تطور فهم الفنان لدوره في المجتمع. من خلال تناول القضايا الثقافية والدرامية، يُظهر حمدان كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للتعبير عن قضايا إنسانية عميقة، مما يساهم في تعزيز الوعي والتفاعل الثقافي. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://www.omandaily.om/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7/%D8%AF%D8%A8%D9%84%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AA%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%87-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%B3
×
الفنان سعد حمدان
سعد حمدان هو مغن وممثل ومؤدي صوت لبناني. معروف بدور في غنوجة بيا (2006). فيلموغرافيا أفلام السنة العنوان الدور ملاحظات مصادر 2006 غنوجة بيا عدنان 2009 دخان بلا نار 2011 عالخط فستيكة فيلم قصير 2011 خلة وردة عبد الله 2015 أميرة الروم لمعرفة المزيد عنه يمكنكم زيارة موقع ويكيبيديا مصدر السيرة الذاتية
الرسالة الإعلامية هي أصعب، خاصة عند تصويبها
BY الإعلامي جورج إعلامي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الإعلامي ومعد البرامج جورج معلولي لمرايا عمان: "الرسالة الإعلامية هي أصعب، خاصة عند تصويبها نحو المكان الصحيح، قبل أن أغرق مع الغارقين." بدأ مشواره الإعلامي في الصحافة والحرف المكتوب على الورق، ليجعل من مشواره الإعلامي طريقًا يسير فيه ببطء وسلام. تخرّج من خلاله في الإعلام بدرجة المصداقية التي جعلت منه المعد للبرامج حاليًا، وليكون قادرًا على توضيح الفكرة الإعلامية الحقيقية التي تقودنا إلى تسليط الضوء على كل من يخدم المجتمع بشكل صحيح، ليتعافى من الأدران. ويكون الإعلامي إضافة إيجابية لمجتمعه الذي ينتمي إليه. مع الإعلامي ومعد البرامج "جورج معلولي"، أجريت هذا الحوار. من الكلمة المقروءة إلى المسموعة، فالإعلام، لماذا هذا الطريق المتدرج إن صح القول؟ كان الهدف ألا أكون ضمن المكان الواحد، لأقوم بتحقيق أو إجراء مقابلة وأكتب عن ذلك في الصحافة. كان الهدف خدمة الموهبة التي منحني إياها الله، واستطعت استثمارها وتفعيلها بشكل صحيح. وكل ما يحدث الآن رأيته أمامي، لأن الصحف في زمن العولمة والإنترنت لم تعد مقروءة. لهذا بحثت عن وسيلة أسرع لتصل فيها الكلمة أكثر، واستطيع التعبير عن المضمون بالصورة، فكان التلفزيون. لهذا السبب وجدت الفرصة في القيام بتحقيقات تلفزيونية اجتماعية في محطة "السات سفن"، وهناك تعرفت على زميلة بعد سنة ونصف من الخبرة. وجدنا العرض الإعلامي في تلفزيون "MBC" لبرنامج جديد طلب منا الإعداد له أنا والزميل "سمير فرحات"، لأننا نملك الخبرة في المواضيع الاجتماعية ومواضيع حقوق المرأة، وحتى المواضيع الفنية. وهذا البرنامج يجمع كل هذه الأمور، لأنه يرتكز على أربع مذيعات من مختلف الدول العربية، وكل واحدة منهن ستعكس البيئة التي تعيش فيها، مثل السعودية ومصر والكويت ولبنان. وهذا ما حدث، وانتقلنا إلى التلفزيون بتحديات كبيرة، وبمجهود كبير، وأحيانًا العمل في الليل والنهار، إضافة إلى الضغوطات النفسية لإنجاز العمل بشكل جميل ومفيد وممتع للجميع، بالمعطيات السليمة بين الواقع على الأرض في المجتمعات العربية وما بين الأمور الترفيهية في نفس البرنامج والفنية. وهكذا بدأت الخبرة الجديدة بالتوسع وتكبر شيئًا فشيئًا من أكثر من ستة عشر عامًا، واستمرت في برنامج واحد تخلله طبعًا كتابات صحفية ضمن تحقيقات في مجلة الحسناء العريقة في لبنان، التي استمرت لأكثر من مئة سنة لما تمتلكه من مصداقية وحرفية. أيضًا بتأسيس مجلة ليالينا وكنت من الأوائل فيها، إضافة إلى مجلة ستار وجريدة البلد، حيث هناك عصارة خبرة طويلة في كافة المجالات، إلا السياسة. إضافة إلى فرصة الفيسبوك واليوتيوب، أصبح كل إنسان يعتبر نفسه صحفيًا لأنه يستطيع نقل الخبر أو الصورة عن أرض الواقع أو عن المكان المتواجد فيه. وازدادت المنافسة، فلا تقتصر الشهرة على الاسم الواحد، وأنا تواجدت في العصر الذهبي للصحافة، ولكن الآن أصبح الجميع في الصحافة تقريبًا، بغض النظر عن الكتابة العربية أو الصياغة. لأن هذه الأمور لم تعد محترمة، لأن البعض يكتب بالحرف العربي والأجنبي. والتدرج يصبح تلقائيًا، لأن الخبرة الكبيرة تصبح قادرة على جذب مدراء الإنتاج ليطلبوني للإعداد معهم. طبعًا كان لي الشرف العمل ضمن برامج الإعداد للكثير من البرامج المهمة، مثل برنامج الكبير دريد لحام والفنانة أروى. وقد حضر من فرنسا رواد في الإعداد والإنتاج، وأعطونا دورة عن برنامجها لأنه مستنسخ عن فكرة فرنسية، وأيضًا خضعنا لدورة تدريبية عن كيفية استقصاء الخبر وكيفية البحث عن بيئة الفنان لكي نستعرض أخباره وأسراره. هذه الأمور كلها زادتني معنويًا خبرة، وطبعًا أصبح اسمي معروفًا في الإعلام، وأصبحت أشعر أنني أستحق أن أدعى إعلاميًا. لأنني تدرجت بالخبرة من صحافي يجري التحقيقات والتقارير والمقابلات الفنية ودعم حقوق المرأة إلى معد برامج تلفزيونية، ومن ثم هذا التدرج أصبح ناضجًا لأطلب كمقدم برامج، حيث إن المقدم قد يكون أفضل بكثير إن كان يمتلك باعًا طويلًا في الإعلام، وهذه الخبرة تجعل تقديمه يثمر بشكل أفضل لأنه يحمل هذه الخبرة الطويلة. وهكذا في كل الحوارات، ثقافتي متعددة الجوانب، إن صح التعبير، وتسمح لي أن أكون على دراية بكل الأمور والمواضيع التي أستطيع الكلام عنها بطلاقة، وهذا ما يريح الضيف في برامجي التلفزيونية. إلا أن عرض علي مؤخرًا أن أكون مشرف إعداد ومدير إنتاج لبرنامج الصباح على الموعد في محطة مريم، التي هي واحدة من باقة نور سات. الإعلام رسالة، واليوم تتعرض الرسالات الإعلامية إلى قص أو إلغاء أو دعم، ما رأيك؟ نعم، الإعلام رسالة مقدسة ومباركة لأنها تضع الإصبع على الجرح وتلفت نظر المسؤولين كي يصلحوا ما يشوب العالم العربي من أخطاء وسوء مسلكية، إن صح التعبير. لهذا التسلط على المحطات التلفزيونية يتطلب ما تشاء وتلغي ما تشاء، وهكذا تبقى خصوصية لكل محطة. يحاول فيها مدراء الإنتاج أن يكون بعض المسايرة والتوصيات كي لا يخلقوا المشاكل والمتاعب لأنفسهم. من هنا كنا دائمًا نحترم تقاليد وعادات البلد الذي تعود له المحطة التي نعمل فيها، ونقوم ببعض الرقابة الذاتية دون أن ننتظر أي تعليق أو أي نقد يسيء إلى مهنتنا. من هنا أيضًا برزت الكثير من الصعوبات، فبعض الدول العربية لا توافق على إبراز مشاكلها الاجتماعية والإنسانية، أو تسليط الضوء على الأحياء الفقيرة التي تكتظ بالمشاكل الاجتماعية. والجهل يولد الإجرام والإرهاب. وكنا نواجه صعوبات في استعراض هذه المشاكل، لأنه من الممكن إيقاف البرنامج للمحافظة على حسن الصورة أمام الشعوب الأخرى. أما ما يخص التقطيع بالمونتاج، فهو لرقابة ذاتية. لم نكن ننتظر من أحد أن يعطينا تعليقات، لأننا نعرف حدودنا ونعرف إلى أي حد نستطيع أن نتكلم. ولكن بالمقابل، كان برنامج "كلام نواعم" الأكثر جرأة ومصداقية من كل البرامج في الدول العربية، وكنا نطرح فيه المواضيع الجريئة التي لم يجرؤ أحد قبلنا على الحديث بها. وتميز بالانفتاح على كل الدول العربية ومجتمعاتها، وأذكر على سبيل المثال النهضة الثقافية التربوية التي تكلمنا فيها عن مسقط عمان ودار الأوبرا هناك، وهذه الحرية الثقافية والفنون التي يتمتع بها شعبها وكرم الأخلاق. وكان لنا استضافات عديدة، وكذلك فتحنا بابًا على فنانين المغرب العربي والفن الأندلسي، واستضفنا من هناك العديد من الأسماء الفنية التي لم تكن تحظى بأي مساحة فنية في العالم العربي. وكذلك صورنا المسافر العربي في الدول الغربية وأوروبا وكل إنجازاتهم. لهذا، أعتبر نفسي من المحظوظين لأنني تدرجت بكل هذه الخبرات، وأعطيت فرصة لأشخاص فنانين وموهوبين في كل المجالات، ما أعطوا فرصة من قبل في أي وسيلة إعلامية. ولهذا أعتبر أنني قمت بإنجاز خدمة للبنان والوطن العربي بأكمله، وأشكر الله على ذلك. ما هي رسالة جورج معلولي الإعلامية بعد كل هذا المشوار المحفوف بالمصاعب؟ أعتقد أنني قمت بها على أكمل وجه. لم أتطلّع إلى الربح المادي، ولم أساهم في أي تجارة مادية في حياتي، لأنه لم يكن من همي. كل همي هو إنساني، وأن أكون محترفًا في مهنتي لمساعدة البشرية، وليس للنقد اللاذع أو الصحافة الصفراء التي لا تجلب إلا المشاكل بين الفنانين أو بين الشعوب أو بين الحكام في السياسة. خاصة، وأنا فخور لأنني لم أدخل في هذا المجال ولم أصنع شهرة من خلال المشاكل والنميمة والصحافة الصفراء. لهذا، الرسالة الإعلامية هي أصعب، خاصة عند تصويبها نحو المكان الصحيح، قبل أن أغرق مع الغارقين. اتجهت نحو الإعداد لبرامج تُقدم على تلفزيون مريم، ماذا بعد؟ طبعًا بدأت في محطة مريم، لأني على يقين بما تصنعه وتقدمه مديرة هذه المحطة السيدة سناء رياشي من رسالة إنسانية واجتماعية نبيلة، لكي تدافع عن حقوق المرأة وتكون المصدر للنوعية الاجتماعية والإنسانية والثقافية للمرأة اللبنانية والعربية، كونها محطة فضائية ومشاهدة في أمريكا وأوروبا وأستراليا وأمريكا اللاتينية بكثافة، لأن كثافة المشاهد في تلك المناطق كبيرة. لذلك كانت رسالة محطة مريم باسم السيدة مريم التي يحبها الجميع المسلمون والمسيحيون. طبعًا هناك سورة كاملة في القرآن بعنوان سورة مريم. لهذا، نحن نريد من المرأة أن تكون على مثال مريم القديسة والفاضلة، أن تكون سيدة بيت، ربة منزل، أن تناضل وتقاوم الظلم والشر والتحرش الجنسي وكل الأمور التي نشهدها في العالم. أيقنت بهذه الرسالة التي تقدمها السيدة سناء رياشي، فبدأت بتقديم البرامج في هذه المحطة منذ سنتين وقدمت الكثير من برامج التوعية. وأيضًا برامج لتطوير المهارات عند النساء والشباب، كما قدمت برامج توعية للأهل كي يتعلموا كيف يتعاملون مع أولادهم ذوي الإعاقات. أيضًا قدمت برامج فنية ذات رسالة اجتماعية، أستضيف فيها فنانين وشخصيات شهيرة نتعلم منهم دروسًا اكتسبوها من خبراتهم في الحياة. والآن أنا مشرف إعداد على برنامج "على الموعد" الصباحي الذي يلقي الضوء على مشاكل اجتماعية أو على نشاطات المرأة في لبنان. ولنا لقاء مع نساء عربيات قمن بإنجازات كثيرة وفنانين موهوبين أيضًا، والآن أحضر لمشروع برنامج مع المرأة العراقية في لبنان لنلقي الضوء على كل معاناتها من العراق حتى بيروت، وماذا ينتظرها؟ وماذا تفعل وكيف تدير شؤون عائلتها في المهجر، وأيضًا سألقى الضوء على المرأة العراقية المثقفة. أين أنت من الصحافة بعد عدة لقاءات ومقالات وما إلى ذلك؟ أنا قارئ جيد، لدي مكتبة كبيرة في المنزل، أقرأ كثيرًا وأثقف نفسي وأستفيد من خبرات الآخرين. لكن حاليًا الصحافة في تدهور كبير، لم أعد أعمل كصحفي ولم أعد أكتب في مجلة أو صحيفة معينة كما كنت في السابق، حيث كنت أعمل في عدة صحف ومجلات في الوقت نفسه. أما الآن فقد اقتصر عملي على التلفزيون، وهو أسرع وسيلة، وعبر صفحتي على الفيسبوك "معلولي ماغازين". أتمنى أن أكون قد عوضت هذا النقص في الكتابة، لأن الصحافي له خبرة طويلة وذكرى جميلة مع القلم. حين يمسك الأديب أو الكاتب الصحفي القلم بيديه، يشعر بلذة رهيبة لا يشعر بها الآخرون. ما المميز من المواقف خلال مشوارك الإعلامي؟ أجمل ما يميز مشواري الإعلامي هو لقائي مع الكبار، وحين أقول الكبار، لا أعني فقط المشاهير. هم مشاهير ولكنهم كبار في الأخلاقيات والآداب والثقافة. أذكر منهم المطرب الكبير وديع الصافي والراحلة صباح، لما شاهدته من تواضع في تعاملهم مع الصحافي سابقًا. كنا نطلب المشاهير عبر الهاتف، ومرة واحدة هم يجاوبون، وليس مدير أعمالهم، هم الذين يعطون قيمة إنسانية رائعة للصحافي، ويدعوننا إلى منزلهم لا في المقهى، ويفتحون قلوبهم، ويمنحونا "سكوبات" مثل وليد توفيق ونقولا الأسطة. هم مختلفون جدًا عما نراه اليوم من فنانين يدعون الشهرة أو اكتسبوها ليس بجمال الصوت أو المقدرة الفنية، بل بأمور أخرى وقد لبسهم التكبر كثوب. هم لا يعاملون الصحفي معاملة جيدة، وأنتم تشهدون على ذلك من خلال ما يُعرض على الفيسبوك حاليًا. وهذا زادني خبرة ووعيًا ثقافيًا. ثلاث كلمات يختصر فيها جورج معلولي الرسالة الإعلامية؟ هذه الرسالة لا تختصر بثلاث كلمات، ولكن يمكنني اختصارها بالمحبة. إذا لم تكن فيكم المحبة، فكل ما تكتبونه كصنج يرن. حين نكتب بمحبة، تصل الكلمة أسرع إلى قلوب القراء، وكذلك النبل الذي افتقدناه. لأن البعض بات يسعى لزيادة الريتنغ، هذه الكلمة السخيفة التي لا أقبلها في معجم الإعلام. نحن بحاجة إلى نبلاء في عالم الإعلام، من مالك المحطة التلفزيونية إلى مدير الإنتاج إلى المعد إلى المقدم. نريد فريق عمل متكامل منسجم ملتزم بالإنسانية والمحبة والإخلاص والنبل. ومن ثم الثقافة، ونحن نفتقد للمثقف الإعلامي، لأن ما نتعلمه في الجامعة لا يكفي من خبرة، ولا يكفي من معلومات. في الجامعة نتعلم حرفية المهنة، ويلزمنا الخبرة بعدها، ونحتاج إلى الثقافة لكي نحيط بالموضوع أو التقرير من كل جوانبه، وهذا نفتقده في هذا العصر. إذاً، الإعلام بحسب اعتقادي الآن هو في قاع الهوة لأنه يعتمد على الصحافة الصفراء والنميمة والحسد والغيرة والانتقاد اللاذع، والذي يتضمن التجريح بالشخص وليس بأفعاله. يمكن أن ننتقد فعلًا خطأ، وليس الشخص كإنسان. برؤية أخرى تحليلية يمكن اعتبار الحوار بمثابة رحلة درامية تعكس تطور شخصية جورج معلولي، حيث ينطلق من خلفية الصحافة المكتوبة إلى عالم الإعلام المرئي. هذه الرحلة ليست مجرد تحول مهني، بل هي تحول ثقافي وفكري، حيث يتناول الإعلامي قضايا مجتمعية ويستعرض تحديات العمل الإعلامي في العصر الحديث. تصاعد الأحداث واضح في كل مرحلة من مراحل حياته، مما يخلق توترًا دراميًا يضعه في مواجهة مع القضايا التي تهم المجتمع. يظهر الحوار عمق تفكير معلولي في الرسالة الإعلامية كوسيلة للوعي والتغيير. يتحدث عن أهمية معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية بدلاً من الانشغال بالشهرة والربح المادي. وهذا يعكس رؤية فلسفية تعبر عن دور الإعلام كمنارة للحقائق، مما يجعله أكثر من مجرد مهنة، بل رسالة نبيلة تهدف إلى الارتقاء بالمجتمع. يتناول الحوار تأثير الثقافة على الإعلام، حيث يشدد معلولي على أهمية التمسك بالثقافة الراقية والإنسانية في الإعلام. يتحدث عن الفنون والموسيقى كعناصر تعزز الوعي الثقافي، مما يعكس رؤية شاملة للتواصل بين المجتمعات المختلفة. هذا البعد يعكس قدرة الفن والإعلام على التأثير الإيجابي في المجتمع، من خلال تسليط الضوء على التحديات التي تواجه النساء والشباب. الحوار يحمل طابعًا جماليًا يتمثل في أسلوب سرد معلولي الذي يدمج بين التجربة الشخصية والرؤية العامة. استخدامه للغة شاعرية في بعض المواضع يجعل القارئ يتفاعل مع مشاعره وأفكاره. كما أن التعابير التي يستخدمها تعكس انفتاحه على تجارب الآخرين، مما يضفي طابعًا إنسانيًا على الحوار. ينبغي النظر إلى الحوار من منظور إدراكي يتناول كيفية فهم الرسالة الإعلامية. يوضح معلولي كيف أن الإعلام يجب أن يكون أداة للتغيير الاجتماعي وليس مجرد وسيلة للتسلية. هذه الرؤية تشير إلى أهمية الوعي النقدي لدى المشاهدين والمستمعين، حيث يسلط الضوء على ضرورة انتقاء المحتوى الذي يقدم لهم، مما يعكس دور الإعلام كمصدر للمعلومات والأفكار القيمة. يمكن القول إن الحوار مع جورج معلولي يمثل نموذجًا متكاملاً للإعلام الهادف الذي يسعى إلى تجسيد القيم الإنسانية والاجتماعية. يعكس تطلعاته الفكرية والثقافية، ويبرز التحديات التي تواجه الإعلام في زمن التغيرات السريعة. يُعتبر هذا الحوار ليس فقط لمناقشة إنجازاته، بل كدعوة للمجتمع للإدراك بأهمية الإعلام كأداة للتغيير، مما يجعل منه نموذجًا يحتذى به في عالم الإعلام المعاصر. https://www.omandaily.om/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7/%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B5%D8%B9%D8%A8-%D8%B9%D9%86 Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
الإعلامي جورج إعلامي
جورج معلولي، كاتب وإعلامي لبناني، يمتلك سنين طويلة من الخبرة في مجال الإعلام والصحافة والعمل التلفزيوني، سنين من الخبرة والعمر والوقت وضعها معلولي على سطور ...مدير البرامج في”MARIAM TV”
من عاش حرباً ستزوره كوابيسها حتى الرمق الأخير
BY الروائي سعد محمد رحيم
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي العراقي سعد محمد رحيم لـ«اللواء»: من عاش حرباً ستزوره كوابيسها حتى الرمق الأخير حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل قرأت روايته «فسحة للجنون» وازداد فضولي لمعرفته ومحاورته، بل! حتى لاستضافته في طرابلس ضمن ندوة كانت مقررة في شهر تشرين الثاني لمناقشة روايته التي تناولتها في مقال تم نشره سابقًا. وحقيقةً، لا أعرف لماذا تأخرت لأشهر في نشر حواري هذا معه، ربما لأننا لا نفكر بالموت الذي يخطف الأنفاس بسرعة الضوء، لنستفيق ذات صباح على صدمة رحيل الروائي «سعد محمد رحيم» الذي أبكاني ووضعني تحت صدمة استوقفتني فترة من الزمن أمام هذا الحوار الذي وضعه بين يدي ليتم نشره في جريدة «اللواء» تحديدًا لمحبته للبنان ومعالمه الأثرية التي أحبها، حتى شعرت أنه لم يرحل، بل! بقي في أعمال أدبية تجسد مدرسة روائية لأديب وروائي استطاع اختزال الجملة، ومنح القارئ قدرة على رياضة ذهنية في فن روائي يدركه النقاد الذين لو وضعوا أعمال «سعد محمد رحيم»، رحمه الله، تحت الضوء الفعلي للنقد الأدبي والفكري لوجدوا أنه ابتكر أسلوبًا روائيًا يمكننا من خلاله تعليم فن كتابة الرواية التي تحاكي مرونة الجملة، وقدرتها على الاختصار الثلاثي المبتكر والمتمسك بالفراغات التخيلية التي تسمح بتوسيع أفق الرواية، وبتشويق لا يفقدها الترابط والتناغم والسلاسة. لهذا أقول: عذرًا أيها الروائي الذي جعلني أتمسك بهذا الحوار وأقرأه ألف مرة قبل أن أرسله للنشر، لأن موتك صدمني رغم أنك الحي في وعي أعمالك الأدبية والروائية. ومع الروائي «سعد محمد رحيم» أجريت هذا الحوار، واسمحوا لي نيابة عنه أن أشكر جريدة «اللواء» لنشرها هذا الحوار الحي مع روائي خطفه الموت ومنحنا وعيه الروائي. - ماذا عن روايتك (فسحة للجنون)، وما الذي أردت قوله فيها؟ هذه الرواية أعوِّل عليها كثيرًا، وأرجو أن يجد القراء فيها ما أردت أن أقوله حقًا. هي شهادة عن حقبة من منظور آخر، وهي تجربة مختلفة تحكي عن شخصية استثنائية قاومت الحرب بالجنون.. احتجّ بالجنون على الاستبداد وروح القسوة والعنف والكراهية، وأدرك شناعة المأساة المقبلة قبل أن يفطن إليها الآخرون. تمثل (فسحة للجنون) صرخة الحياة الأليمة والعارية ضد قوى الظلام والحقد والموت. وبطلها (عامر) أو (حكمت) كما زعم بعد تحوّله الدراماتيكي، يقدم صورة مكثفة للعراقي المبتلى بظروف قاهرة، وللإنسان الذي يثبت خصاله الإنسانية بالحب على الرغم من كل شيء. - تتميز روايتك بدقة الملاحظة في التفاصيل. هل منحتها ذلك لاحتياجات روائية أم من أجل رؤية خاصة؟ التفاصيل ضرورية لمنح الرواية بعدها الواقعي وجعلها مقنعة. لكنها تكشف أيضًا دواخل الشخصيات التي تعيش معها وتنظر إليها وتتحسسها. لا أكتفي بالوصف المجرد، بل أعرضها عبر عين راءٍ وحواسه. للتفاصيل عندي وظيفة بنائية في السرد شكلًا ومضمونًا. وكانت تتلخص رؤيتي في أن أفضح القبح من منظور جمالي خاص. - المشهد في الرواية محكم البناء. لماذا أخذت دور العين السحرية المتحركة؟ أفكر بهارمونية بناء الرواية، بتوازنات عناصرها، وبإيقاعها الداخلي. وكل مشهد لابد أن يتعاشق مع المشاهد الأخرى بانسجام كما هو الحال في السيمفونية أو في فن العمارة. لا أحب الزوائد التي تثقل النص. أما الفراغات التي أتركها لفطنة القارئ، فأسعى كي تكون جزءًا من جمالية النص. ويسعدني أنكِ اكتشفتِ لا المشهد فحسب، وإنما العين التي تراه كذلك. وأظنني استفدت في هذه الرواية من تقنيات السينما في تصوير الأحداث وحركة الشخصيات وعلاقاتها، والتعاطي مع زمن السرد. وبهذا، كما أعتقد، ضمّنت شرط المتعة في أثناء القراءة. - تفاصيل اجتماعية حتى في الخوف على الحيوانات من الحروب. متعة أم بذخ أم هو الحس الإنساني لحقوق المخلوقات كاملة؟ لسنا وحدنا على هذا الكوكب. ويقينًا، ألحقنا نحن البشر دمارًا هائلًا ببيئتنا وبيئة الكائنات الأخرى. والحروب لا تفتك بالبشر فقط، وإنما بالمدن والأنهار والأشجار والحيوانات كذلك، وقد رأيت ذلك بأم عيني. وكما ترعبنا الحرب وتقتلنا، فإنها ترعب كل ما هو حي وتقتله في الوقت نفسه. وشخصيًا، أرى أن دفاعنا عن حق الإنسان في الحياة يجب أن يوازيه دفاعنا عن كل ما يوجد ويعيش معنا. والرواية وسيلة إبداعية لنفصح عن احتجاجنا على قتلة الحياة والجمال. - تفاصيل دقيقة لم تتركها بل منحتها صورة المشهد كاملة. قد لا يتقبل القارئ كل هذا. ما رأيك؟ الوصف عندي يُنسج مع حركة الشخصيات ومع التصعيد الدرامي للأحداث. فلست أميل إلى الوصف المجرد الذي يبعث على الملل. الشخصيات في رواياتي لا تتحرك في فراغ، وإنما في محيط طبيعي واجتماعي. ولكي يقتنع القارئ بما يقرأ، لا بد من إشارات لأشياء ذلك المحيط تجعل المشهد حيًّا. ولا أعتقد أن هناك وصفًا مسهبًا يستغرق نصف صفحة من غير أن يتخلله فعلٌ ما. - الحرب هاجعة في هذه الساعة ومعايير لحرب واحدة تكررت صفاتها. متى نغادر عربيًا روايات الحروب؟ غالبًا ما ترسم الحروب أقدارنا، وطبيعة شخصياتنا ورؤانا إلى الوجود وكوننا النفسي والاجتماعي. وإذاً، كيف لنا أن نتحدث عن أي شيء إن لم تحضر الحرب على خلفية المشهد؟ كيف لنا أن نحب ونعمل ونلعب وننام ونصحو متجاهلين رماد الحرب الذي يلتصق بجلودنا وزجاجات نوافذنا؟ من عاش حربًا ستزوره كوابيسها حتى الرمق الأخير. - هل اختصرت الجمل ورتبتها لتكون مهيأة للترجمة بشكل صحيح دون أن تفقد المعنى؟ حين أكتب، لا أفكر بشيء، لا بترجمة ولا بجائزة قد ينالها عملي، كما لو أن شخصًا آخر يكتب لاهيًا من خلالي. وحين أراجع جدّيًّا ما كتبت، لا أفكر إلا بقارئ مثالي، ناقد، مدقق، وقح وساخر يحصي عليّ إخفاقاتي وزلاتي. ولذا تصبح معي المراجعة مرهقة مؤلمة وطويلة. قد تعجبين إن قلت لكِ إنني أقرأ العمل الروائي قبل نشره أكثر من ثلاثين مرة. وفي كل مرة أغيّر، أضيف وأشطب وأرمم وأبحث عن الإيقاع. حينها أرى روايتي معروضة أمامي كما لو كانت على شاشة كبيرة، وأسمع الجمل كأنها ملحّنة. لذا، أي اختلال سرعان ما أشعر به، وأكاد أبكي إن لم أفلح بمعالجته. أبحث عن التناسب بين الجمل القصيرة والجمل الطويلة. وطول الجملة تقتضيه طبيعة المشهد الروائي وإيقاع حركته. - لا مطابخ عامرة في البلدة لتحتال القطط على ربات البيوت وتسرق منهن قطع اللحم المعدة للطبخ. ألا تظن أن هذه الجملة اختصرت المعاناة في الرواية؟ ربما، لا أدري. هذا اجتهادكِ وتأويلك في القراءة. وأعترف أن اختيارك لهذه الجملة ذكي ولافت. وهي تشير إلى نزوح سكان البلدة وخلو الحياة في بيوتها بسبب الحرب، وإلى جوع الحيوانات التي لم تعد تجد شيئًا لتأكله. لاحظي أن في هذه الجملة نبرة ساخرة. وتبقى منطقة الرواية، كما تعلمين، أوسع من أن تختصر في مشهد واحد، ففي كل بقعة منها خزين دلالات ينتظر حذاقة القارئ للكشف عنها. برؤية تحديثية تحليلية تتناول رواية «فسحة للجنون» للروائي العراقي سعد محمد رحيم موضوعًا معقدًا وعميقًا يتمحور حول الحرب وتأثيرها على النفس البشرية والمجتمع. من خلال شخصية عامر، الذي يعيش في صراع مع جنونه كوسيلة لمقاومة الاستبداد والعنف، يُقدم لنا رحيم تصويرًا دقيقًا لواقع إنسان مكسور يحاول العثور على معنى للحياة وسط الفوضى والدمار. يتميز أسلوب رحيم السردي بدقة الملاحظة وعمق الوصف، حيث تسلط الرواية الضوء على تفاصيل الحياة اليومية والتفاعلات الاجتماعية التي تشكل هوية الشخصيات. لا يتوقف الكاتب عند تصوير مآسي الحرب فحسب، بل يغوص في العمق النفسي للشخصيات، مظهرًا كيف تعكس مشاعرهم آلامهم وآمالهم. إن القدرة على تقديم تجارب إنسانية حقيقية في ظل الصراعات، هي ما يميز هذا العمل، ويعكس رؤية رحيم الروائية في ضرورة الاعتراف بالإنسانية حتى في أحلك الظروف. يتجلى الهدف الروائي في استكشاف قضايا الهوية والانتماء والإنسانية. يطرح رحيم تساؤلات عميقة حول كيف تؤثر الحروب على الروح البشرية، وكيف يُمكن للجنون أن يكون وسيلة للاحتجاج على قوى الظلام. الشخصية الرئيسية، عامر، ليست مجرد ضحية، بل هي رمز للصمود والتحدي، مما يفتح المجال لقراءة جديدة للجنون كفعل مقاومة. بهذا الشكل، يسلط رحيم الضوء على أهمية الحب والأمل كأدوات للبقاء في عالم مُعزول عن الجمال. تحمل الرواية رسالة قوية تتجاوز مجرد كونها سردًا لأحداث الحرب. إنها دعوة للتفكير في القضايا الاجتماعية والنفسية التي يواجهها الإنسان في ظل الأزمات. أسلوب رحيم المتوازن بين السرد الدقيق والتحليل النفسي، يجعل القارئ يتفاعل عاطفيًا مع الشخصيات. إذ تبرز الرواية كمرآة تعكس صراعات مجتمع بأسره، مما يجعلها تجربة غنية تستحق التأمل. في النهاية، تُعد «فسحة للجنون» أكثر من مجرد رواية؛ إنها تأمل في الحياة والموت، الأمل واليأس، الإنسان والحرب. يُبرز سعد محمد رحيم من خلال عمله هذا ضرورة أن نرى ما وراء الصراعات وأن ندرك أن الجنون، في بعض الأحيان، ليس إلا استجابة إنسانية عميقة لأهوال لا يمكن تصورها. بهذه الطريقة، يقدم رحيم ليس فقط سردًا روائيًا، بل رؤية فكرية وثقافية تدعونا للتفكير في مفهوم الإنسانية في زمن الحرب. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D8%B3%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85-%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D8%B4-%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D8%A7-%D8%B3%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%B1%D9%87-%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1/
×
الروائي سعد محمد رحيم
عد محمد رحيم (مواليد 1957 - توفي في 9 أبريل 2018) كان كاتب ومؤلف قصص عراقي، عمل في التدريس والصحافة، ولقد صدرت لهُ ستة مجموعات قصصية، وعدة كتب فكرية ونقدية، كما أصدر ثلاث روايات: هي رواية "غسق الكراكي" التي فازت بجائزة الإبداع الروائي العراقي سنة 2000، ورواية "ترنيمة امرأة، شفق البحر"، ورواية "مقتل بائع الكتب" التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2017، ورواية "فسحة للجنون" كما صدرت له عدة كتب ودراسات منها: استعادة ماركس" و"المثقف الذي يدس أنفه"، وصدرت روايتين له بعد رحيله هما "لما تحطمت الجرة" ورواية "القطار إلى منزل هانا". كما حصل على جائزة «كتارا» للرواية العربية لعام 2016 عن روايتهِ غير المنشورة «ظلال جسد.. ضفاف الرغبة».
«
45
46
47
48
49
»