Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
الخوف الاجتماعي أو الفسيولوجي المتعلق بالليل
BY المخرجة بشرى أزاهير أيوب
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الخوف الاجتماعي أو الفسيولوجي المتعلق بالليل ضحى عبدالرؤوف المل شجعت المخرجة "بشرى أزاهير أيوب" النساء لحكاية قصصهن عن الخوف الاجتماعي أو الفسيولوجي المتعلق بالليل، وذلك بتقديمها لمهرجان طرابلس للأفلام، الفيلم القصير الذي يحاكي المجتمعات الكبرى من خلال مجتمع تصغيري في طرابلس. لأن الخوف عند المرأة من الليل أو البقاء ليلاً خارج المنزل هو بمثابة موضوع عام وشامل في العالم. لأن المفهوم الاجتماعي للخوف الليلي هو خاص بالمرأة، كعنصر ضعيف لا يمكنه الدفاع عن نفسه، فقدراتها تختلف عن الرجل. لهذا كانت عين "بشرى أزاهير أيوب" ترصد المعنى مع المعاني من خلال تصوير الأحياء في مدينة طرابلس نهاراً وليلاً. لنستكشف تواجد المرأة في شوارع المدينة في النهار، وعدم تواجدها في الليل، وبين هذا وذاك استمتع المتلقي بالمشاهد التصويرية التي توسعت في التقاط تفاصيلها. لأن بعض اللقطات حملت لوحة كاملة العناصر، وهذا منح المشاهد حساً تصويرياً إبداعياً متعدد الإيحاءات. النساء في فيلم "About Their Night" لم تكسر التابو، ولم تحاول الإفلات من عنجهية الخوف الليلي. بل اعترفت كل امرأة بعنصر الخوف، إلا البعض منهن، ولكن برغم الجرأة كمن خوفهن بباطن الحديث الذي غمرته بموسيقى تصويرية ومؤثرات ضوئية وخيال تلاعبت به. لتضفي على المشهد نوعاً من الحيوية. إلا أن رتابة التكرار في بعض المشاهد محتها جمالية اللقطات التصويرية المفتوحة على حركة بصرية هادئة تتشبع حواس المتلقي. كما أنها اعتمدت في مادتها البحثية على المتواجدات في طرابلس كمدينة هي جزء منها برغم تعدد ثقافات "بشرى أزاهير أيوب" فهي أظهرت معالم الأحياء الطرابلسية الشعبية منها والأخرى. إن الصورة النهارية تكلمت بكل تفاصيلها الإيضاحية الممتلئة بالمحاكاة الإيحائية المنسجمة مع الموضوع بشكل عام، وكأنها أرادت منح فكرة الخوف لمجتمع نعايشه في كل المدن المشابهة لمدينة طرابلس، فاللغة التصويرية هي بمثابة الأساس في بحث قدمته عن "توقيت حظر التجول الليلي في اللاوعي لكل امرأة. في منتصف الليل لم تعد الطرقات آمنة في طرابلس، كما في بقية مدن الشرق الأوسط حظر تجول النساء يبدأ مع سقوط الليل." إن المؤثرات الثابتة في الوجدان هي تلك التي نشاهد فيها النوافذ مفتوحة في الليل، وفي كل نافذة حركة تختلف عن الأخرى مع الضوء الشبيه بإيقاعات الموسيقى المرافقة للمشهد بشكل عام. يقول طلال سيف: "الصورة عنصر انطباعي، معلوماتي في المقام الأول، أي أنها تمنح المتلقي معلومة أو توقعات ما لحدث سيأتي في مشهد لاحق أو تأثيراً نفسياً معيناً." يثير فينا الفيلم نوعاً من الهواجس التي نلمس حقائقها من خلال ما نسمعه لا ما نراه، فالرؤية اقتصرت على إحساس النساء ومشاعرهن العاطفية منها والعقلانية، فخارطة السيناريو التصويري متلائمة مع خارطة الموسيقى السمعية والصورة الحركية الموحية لرقة المرأة، وجمالها أيضاً داخل معالم المدينة الجميلة، فالرؤية العامة لفكرة الخوف الليلي وظفتها لتخدم عناصر فيلمها بحيث وضعت في الخلفية التابو بقوة تاركة الكلام يستريح في محطات مختلفة انتقلت بها من امرأة إلى أخرى بسلاسة، فالفواصل الكلامية بين المشاهد والاستراحات الموسيقية تكاملت مع بعضها، مما ساهم في توظيف الصورة الغامضة ليحرر الكلام بقوة، ويخرج من أفواه النساء دون الخوف من الظهور بوضوح أمام الكاميرا. وفي هذا خوف أكبر من الليل وهو الجرأة أمام الكاميرا التصويرية. تقول المخرجة "بشرى أزاهير أيوب": "الفكرة شاملة وهي بمثابة خارطة بصرية وسمعية وحركية، كما أن إظهار معالم طرابلس بالنهار كان من الأمور المهمة لأن المرأة تظهر فيه في المقهى وفي الشارع والأسواق، فأنا حاولت إظهار هذا التضاد ليظهر كل ذلك في الليل حيث الشوارع شبه فارغة من النساء أو بالأحرى فارغة تماماً." أماكن تعددت، وكاميرا تنقلت، ونساء تحدثت، والفيلم يتحدث عن الخوف الليلي عند النساء في نفوسهن، فالتقديم إخباري اجتماعي والشاهد بصري ممهور بتتابع درامي منظم، والمادة الحكائية الحرة المنسوجة من كلام عدة نساء عن إحساسهن بالخوف، وهذا أبعد الفيلم عن الجمود والرتابة برغم تكرار بعض اللقطات التصويرية التي يمكن اختزالها أو استبدالها بأخرى. لتتنوع اللقطات الجمالية أكثر كتلك التي يبدو فيها منظور الخطوط في الشوارع ليلاً يضيق ويتسع بحيث تبدو اللمعات الضوئية كوميض نفسي خائف من العتمة، فهل استطاعت "بشرى أزاهير أيوب" جمع خيوط هذا الفيلم؟ اتخذت المخرجة "بشرى أزاهير أيوب" من السلوك البشري المحدد بالخوف الليلي موضوعاً لفيلمها الذي يحاكي بشكل عام فئة النساء اللواتي لم تظهر ملامح وجوههن. لتبدو كل واحدة منهن كظل لأخرى أو لتبدو بوضوح من بعيد، وهي تمشي في الضوء النهاري بثقة كاملة، وهذا التضاد الحركي بين الليل والنهار، وربما هذا ساعد المتلقي ليستكشف المضمون الصادق والمكتوب بشكل سمعي من خلال ألسنة النساء المتحررة من الضوء والقابعة تحت جنح الليل. فهل يستحق فيلم "بشرى أزاهير أيوب" الفوز في هذا المهرجان الذي انطلق مع انطلاقة طرابلس نحو ضوء الثقافة السينمائية؟ الفيلم "About Their Night" مشارك في مهرجان الأفلام في طرابلس.
×
المخرجة بشرى أزاهير أيوب
لاحقا
هل عالم الصيحات هو عالم التآكل الأنساني
BY writer Lauren Weisberger
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هل عالم الصيحات هو عالم التآكل الأنساني وما الفارق بين الفيلم ورواية لورين وايسبرغر ضحى عبدالرؤوف المل فيلم "الشيطان يرتدي برادا" (2006) THE Devil Wears Prada”"هو واحد من أشهر الأفلام التي تناولت صناعة الموضة، واستحوذ على اهتمام العديد من المشاهدين بسبب قصته المليئة بالتحديات المهنية والشخصية التي تواجهها فتاة شابة تدخل عالم الموضة. وقد قام المخرج "ديفيد فرانكل" بتقديم هذا العمل السينمائي بناءً على رواية "لورين وايسبرغر"، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا عندما نُشرت عام 2003. ومع ذلك، يظل هناك فارق كبير بين الكتاب والفيلم في تقديم الشخصيات، وتسلسل الأحداث، والطريقة التي تم بها تناول المواضيع الرئيسية. في فيلم "الشيطان يرتدي برادا"، تُمثل" آن هاثاواي" شخصية "آندي ساكس" ، وهي خريجة حديثة من جامعة نورث وسترن تسعى للحصول على وظيفة في مجال الصحافة. تتعرض آندي لمواقف قاسية منذ بداية الفيلم، عندما يتم تعيينها كمساعدة لرئيسة تحرير مجلة "رانواي" ميرندا بريستلي، التي تلعب دورها "ميريل ستريب" . ميرندا هي شخصية قوية، صعبة، تفرض سيطرتها على كل من حولها، وتُظهر الستريب ببراعة شخصية صارمة تجمع بين الرقة والتسلط في آن واحد.فماذا عن الصيحات في الموضة التي لم تعد فقط تتبع خطوط الجمال الكلاسيكي أو مواسم الألوان، بل باتت تعكس توتر العالم، تمرده، ألمه، رغبته في التغيير. نرى ذلك في أزياء تمزج بين العنف والنعومة، بين الجنون والانضباط، بين صمت القماش وصراخه. على منصات العرض، تتحول العواطف الخام إلى تصميمات تفضح الغضب التمرد أو تحتفل بالتحرر.؟ يترجم فيلم الشيطان يرتدي براردا صيحة الموضة اليوم، كما الصرخة بالأمس، قد تكون نداءً سياسياً، اجتماعياً، نسوياً، بيئياً. هي دعوة للانتباه، للتماهي، للتمرّد. وهكذا، تتجسد "الصرخة" كصيحة في مجلات الموضة العالمية: غوتشي تصرخ بأسلوب ما بعد الحداثة، وبالنسياغا تصرخ ضد النُظم، وراف سيمونز يصرخ باسم الشباب.إنها الموضة حين تصبح أكثر من لباس. إنها صرخة ترتدي قماشًا وتُعرض على منصات، لتقول ما لا يُقال. بل وتأكل العمر من خلال سرعة ما تحتاجه صيحات الموضة من اعلام عالمي وصورة وسلوك وغرائب وغير ذلك . من خلال أداء مميز لآن هاثاواي، يبدأ الفيلم في تسليط الضوء على الفوارق بين آندي، الشابة البريئة وغير المهتمة بعالم الموضة، وبين عالَم "رانواي" الذي يشبع بالمنافسة الحادة والأنانية. طوال الفيلم، نرى تحول آندي بشكل تدريجي، من الشابة التي ترفض الانغماس في هذا العالم السطحي إلى امرأة تتبنى أزياءه وأسلوبه الحياتي، ما يُعد تحولًا يتوازى مع رحلة اكتشافها لذاتها ومهنتها.لكن عند مقارنة الفيلم بالرواية، نجد أن الكثير من التفاصيل قد تغيرت بشكل ملحوظ. فهل الرواية هي نقد حاد لصناعة الموضة؟ أم للإنسانية وتآكلها في عالم الصيحات بشكل عام؟ في الرواية الأصلية، تقدم" لورين وايسبرغر" Lauren Weisberger”" القصة من منظور آندي، لكن الرواية تقدم صوتًا أقوى لآندي كمحور رئيسي في السرد. هي ليست مجرد شخصية تخضع لضغوطات ميرندا، بل هي تملك صوتًا نقديًا تجاه العالم الذي تعمل فيه أو صرخة في عالم الصيحات. الرواية تعكس بوضوح استهزاء آندي من عالم الموضة، بينما تعبر عن مشاعرها من خلال مذكرات يومية تجعل القارئ يشعر بأنها شخصية واقعية وقريبة. في الرواية، يُبرز النقد الاجتماعي بشكل أكبر. وايسبرغر تعرض ما هو أبعد من الحياة داخل عالم الأزياء، مسلطة الضوء على التوترات بين الحياة المهنية والشخصية وكيف أن التوترات العاطفية والنفسية تتصاعد نتيجة الضغط المستمر لتحقيق معايير الجمال والنجاح في هذا المجال. في الرواية، لا تُختصر حياة آندي على تحولها من فتاة غير مهتمة بالأزياء إلى فتاة "عصرية" فقط، بل تُناقش أيضًا علاقة آندي مع صديقها نيت، وأصدقائها، والمفارقة التي تحدث عندما تشعر بأنها تضحّي بكل شيء مقابل الوظيفة في "رانواي". فماذا عن المفارقات الرئيسية بين الفيلم والرواية؟ في الفيلم، كان التركيز الأكبر على الشخصيات الداعمة مثل ميريل ستريب (ميرندا) وإميلي بلانت (إميلي)، لكن الرواية تمنح مساحة أكبر لشخصية آندي، التي تظهر بشكل أكثر تعبيرًا عن مشاعرها الداخلية. يُلاحظ أن الفيلم يضع آندي في مواقف درامية معينة، لكنه في النهاية لا يغوص بشكل عميق في رغباتها الحقيقية أو قلقها حول الخيارات التي تقوم بها. في الرواية، تستعرض آندي صراعًا داخليًا مستمرًا بين ما تريده حقًا من الحياة وبين ما يجب عليها تقديمه للحفاظ على عملها. في الرواية، يتمكن القارئ من بناء تعاطف حقيقي مع آندي، وخاصة عندما تشعر أنها أصبحت جزءًا من آلة صناعية لا ترحم. الفيلم، رغم أنه يقدم آندي بشكل مقنع، إلا أن ثقل الأداء التمثيلي لميريل ستريب يجعل المشاهدين أكثر اهتمامًا بميرندا وكأنها الشخصية الرئيسية. الفرق يكمن في أن الرواية تتيح للقارئ استكشاف أفكار آندي بعمق أكبر، بينما الفيلم يقدّمها كبطلة تحاول البقاء على قيد الحياة في عالم قاسي. واحدة من المفارقات الجوهرية بين الرواية والفيلم هي في النهاية. في الرواية، يكون الخاتمة أكثر مرارة وغموضًا، حيث تستمر آندي في إعادة تقييم خياراتها بينما تتساءل عن دور الموضة في حياتها. أما في الفيلم، فإن النهاية أكثر تفاؤلاً، حيث يتم تصعيد الشخصيات إلى مستويات أكثر دراماتيكية ويظهر تحول آندي بطريقة أكثر إيجابية. تحولها إلى شخصية أكثر أناقة ونجاحًا لا يرتبط فقط بمسيرتها المهنية بل أيضًا بالتحول الشخصي الذي يُوحي بالنهاية السعيدة. في الرواية، يتم توجيه نقد شديد لصناعة الموضة، بما في ذلك تركيزها على الجمال المادي والنجاح على حساب القيمة الإنسانية. لكن الفيلم، رغم أنه يُظهر بعض الانتقادات لهذه الصناعة، إلا أن تأثيره أقل وضوحًا. يقتصر انتقاد الفيلم على تقديم صورة ساخرة عن الحياة داخل "رانواي" دون تقديم منظور أكثر عمقًا حول العواقب الاجتماعية والاقتصادية للمهنة. فهل تعكس الشاشة ما هو موجود في الكتاب؟ رغم أن "الشيطان يرتدي برادا" تم تغييره بشكل كبير في ترجمته إلى الفيلم، إلا أن الفيلم نال إعجاب الجماهير وسجل نجاحًا جماهيريًا واسعًا، بسبب الأداء التمثيلي الاستثنائي لميريل ستريب وآن هاثاواي. لم تقتصر جاذبية الفيلم على محبي الموضة فحسب، بل جذبت أيضًا جمهورًا أوسع بسبب رسالته الشاملة حول الضغط الاجتماعي والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. على الرغم من أن الفيلم "الشيطان يرتدي برادا" يقدم للجمهور تجربة مرحة وساخرة عن عالم الموضة، إلا أن الرواية الأصلية من لورين وايسبرغر تقدم نقدًا اجتماعيًا أكثر وضوحًا. الفيلم قد يُضيع بعض من تعقيد الشخصيات والصراع الداخلي الذي تعرضه الرواية، لكنه يظل مثالًا جيدًا لكيفية تحويل مادة أدبية إلى عمل سينمائي يجذب جماهير مختلفة.فهل عالم الصيحات هو عالم التآكل الأنساني ؟ طرابلس -لبنان- أول أربعاء من شهر أيار مايو الساعة الثامنة إلا ربع مساء https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=868823
×
writer Lauren Weisberger
لورن ويسبرجر (مواليد 28 مارس 1977) هي كاتبة أمريكية. وهي مؤلفة الرواية الأكثر مبيعًا The Devil Wears Prada التي صدرت في عام 2003، وهي رواية ذات طابع سيرة ذاتية تتناول تجربتها كمساعدة لرئيسة تحرير مجلة Vogue آنا وينتور. عملت ويسبرجر ككاتبة ومحررة في مجلتي Vogue و Departures قبل أن تكتب The Devil Wears Prada، التي تم تحويلها إلى فيلم بنفس الاسم في عام 2006. ومنذ ذلك الحين، نشرت سبع روايات أخرى. الحياة المبكرة والتعليم وُلدت ويسبرجر في سكراanton، بنسلفانيا، لأم تعمل كمعلمة وأب كان رئيسًا لإحدى المتاجر الكبرى ثم تحول إلى سمسار عقاري. عائلتها يهودية، وقد نشأت في اليهودية المحافظة ثم لاحقًا في اليهودية الإصلاحية. قضت طفولتها في بلدة كلاركس ساميت، بنسلفانيا، وهي بلدة صغيرة تقع خارج سكراanton. وعند بلوغها الحادية عشرة من عمرها، انفصل والداها وانتقلت هي وأختها الصغيرة للعيش مع والدتهما في مدينة ألينتاون، بنسلفانيا، في منطقة ليهاي فالي. التحقت بمدرسة باركلاند الثانوية في بلدة ساوث وايتهول القريبة من ألينتاون، حيث كانت تشارك في الرياضات الداخلية وبعض الرياضات التنافسية والمشاريع والأنشطة الإضافية. تخرجت من مدرسة باركلاند الثانوية في عام 1995، والتحقت بجامعة كورنيل في إيثاكا، نيويورك، حيث درست الأدب الإنجليزي، وكونت جزءًا من أخوية ألفا إبسيلون في، وتخرجت في عام 1999.
حين يُبعث الغفران وسط رماد الحزن
BY directed by Lasse Hallström
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
-حياة غير مكتملة-: حين يُبعث الغفران وسط رماد الحزن ضحى عبدالرؤوف المل يكشف فيلم حياة غير مكتملة عن أوجاع نفسية تخلفها الأحداث التي نخسر فيها أحد الأبناء، ونفارق بعدها الأحفاد، دون أن ندرك قيمة وجودهم في حيواتنا وجمالها. ففي زمن تهيمن فيه الصور على الإبهار البصري، والقصص المتشابكة، والنهايات الملتوية، يبرز فيلم حياة غير مكتملة (An Unfinished Life) كمفارقة صارخة عن تفاصيل قد تبدو للبعض تقليدية في دراما بسيطة، مكشوفة، لكنها وبشكل غريب تجعلك هادئاً، مترقباً، مقيّداً في قصة بين رجلين، أحدهما مقعد، والآخر يخدمه بعد أن خسر ابنه في حادث، ورحلت زوجة ابنه وحفيدته لمدينة أخرى، وتقع فريسة العنف من عشيق يضربها أمام ابنتها، فتقرّر بعدها العودة لوالد زوجها لحماية ابنتها من رجل لا يخجل من كونه معنّفاً للمرأة.فهل يصعب الغفران؟ أم أن الدم يفور عندما تتعرض حفيدته لقسوة حبيب أمها؟ فيلم للمخرج لاسي هالستروم، تلتقي فيه حياتان منفصلتان منذ وفاة غريفين مرة أخرى، في بلدة صغيرة بالقرب من ولاية وايومنغ. يتكشف العنف – سواء العاطفي أو الجسدي – على خلفية بصرية رائعة لجبال تلف البيوت. إينار جيلكيسون (روبرت ريدفورد)، يرتدي قمصان الفلانيل التقليدية لرعاة الجبال، وقد انسحب إلى داخله وترك مزرعته في حالة إهمال. إينار غاضب من العالم، وبشكل خاص من زوجة ابنه، جين (جينيفر لوبيز)، التي يلومها على وفاة ابنه. في الواقع، إينار غاضب جدًا لدرجة أنه يرفض كل ما يتعلق بها. كعدالة حياتية، يُجبر على رعاية صديقه القديم، العامل في المزرعة ميتش برادلي (مورغان فريمان)، الذي تعرض لهجوم دب منذ عام وأصبح الآن عاجزاً، لكنه لطيف وحكيم وذو بصيرة، ولديه القدرة على دفع الشخصيات إلى خلاصها الخاص. من أول مشهد إلى آخر لقطة، كل شيء فيه متوقّع: رجل عجوز غاضب، امرأة هاربة، طفلة تبحث عن جد، صديق مخلص مقعد، ودب عاد من الماضي ليُذكّر الجميع بما لا يمكن نسيانه. لكن ما يجعل حياة غير مكتملة فيلماً يستحق النظر، ليس ما يقوله، بل كيف يقوله. يأخذنا الفيلم إلى ريف وايومنغ القاسي، حيث يعيش إينار جيلكيسون (روبرت ريدفورد) حياة يابسة كالأرض من حوله، يرفض العالم، يرفض الغفران، ويعيش على بقايا ذكرى ابنه الذي فقده قبل 11 عاماً في حادث سيارة. الذنب، كما يرى، يقع كله على عاتق جين (جينيفر لوبيز)، زوجة ابنه، التي غفت أثناء القيادة. ثم تعود جين فجأة، ومعها غريف، حفيدة لم يعرف إينار بوجودها قط. لكن عودتها ليست بطولية، بل هاربة من عنف شريكها الجديد، من ماضٍ لم تتجاوزه، ومن صورة امرأة لا تزال تعتقد أنها لا تستحق أن تُحب. إلى جانب هذا الثالوث العائلي المتصدّع، يقف ميتش (مورغان فريمان) رجل نجا من هجوم دب، لكنه لم ينجُ من آلامه. هو الضمير الحي في هذا المكان الميت، المُربك بحكمته، الهادئ رغم الجراح، والوفي في زمن الجفاء. العلاقة بينه وبين إينار هي القلب النابض للفيلم، حوار بين رجلين يعرفان بعضهما أكثر مما يعرفان أنفسهما، ومع ذلك لا يزال بينهما ما يُقال. يترجم الفيلم غاياته، وهي: الغفران موجِع كالتئام العظام؛ حتى الحيوان يصعب عليه الغفران، في المشهد ما قبل النهاية، والدمع في عين الدب يترقرق. هو فيلم بطيء، نعم. ولكن هذا البطء ليس عيباً، بل جزء من التجربة. كما أن الحزن لا يزول في لحظة، والغفران لا يُمنح بجملة، فإن التغيير في حياة غير مكتملة يأتي كقطرات ماء تنحت في الصخر، لا كعاصفة تطهّر كل شيء دفعة واحدة. الأداء التمثيلي لا تكلّف فيه ولا بذخ في المشاهد، وحتى الموسيقى تشعر أنها خرجت من المكان، وهذا مفتاح أساسي في هدوئه. ريدفورد، أخيراً، لا يحاول أن يكون وسيماً أو بطلاً. وجهه الغاضب والمليء بالندم يتحدث بصمت أكثر مما تقول كلماته. فريمان، كعادته، يقدّم أداءً عميقاً بلا استعراض. المفاجأة الحقيقية؟ جينيفر لوبيز، التي تخلّت في هذا الفيلم عن وهج النجومية وقدّمت دوراً متماسكاً، هادئاً، يليق بها ، بأسلوب المرأة المعنّفة التي ترفض الاستمرار في العيش مع رجل ترك آثار الضرب على جسدها. لكن رغم كل هذا، لا يمكن إنكار أن الفيلم يقع أحياناً في فخ الرمزية السطحية، ويكاد لا يحتوي على مفاجأة سردية واحدة. كل تحوّل نراه قادمًا من بعيد، كما نرى غروب الشمس قبل أن يلامس الأفق. فـالطبيعة لا تُواسي الحزن الذي يجعلنا نستمر في الحياة بغصّة تجعلنا نعتزل ونبتعد، حتى عن تفاصيل قد تضيف إلينا وجوداً آخر، كالحفيدة التي منحته قوة عيش إضافية. لكن المناظر الطبيعية ، السماء الواسعة، الجبال، الريف ببيوته الخشبية، وبساطة العيش ، لا تأتي هنا كرموز للأمل، بل كمرآة لضعف الإنسان. لا تبعث هذه الطبيعة على الإلهام، بل تُشعر الشخصيات، مثلنا، بضآلتها. ومع ذلك، الكل يسعى لاستكمال الحياة كما يريدها، وضمن إمكانية المكان. وربما هذا هو جوهر الفيلم الحقيقي: أن الحياة غير المكتملة لا تُستكمَل بالحلول، بل بالاستعداد لقبول النقص، وبالمشي بجانب الألم بدلًا من محاولة تجاوزه. حياة غير مكتملة ليس فيلماً لمن يبحث عن الحبكة المفاجئة، أو النهاية الكبرى، أو الإثارة، أو حتى الأحداث المعقّدة. بل هو فيلم لأولئك الذين يفهمون أن أعمق التغييرات تحدث بصمت، وأن الغفران لا يُنتزع، بل يُمنح ببطء، وتردّد، وأحياناً بعد سنوات من الإنكار. قد لا يكون هذا الفيلم عظيماً، لكنه صادق. وقد لا يُحدث ضجة، لكنه يترك أثراً. وفي عالم يزداد صخبه، ربما هذا وحده يكفي. فهل ينتصر العنف الجيد على العنف السيئ في كل مواجهة؟ وهل الأسماء الذكورية الناعمة التي أُعطيت للشخصيات الذكورية تبدو وكأنها تؤكد رسالة الفيلم المختلطة بين تأييد السلاح والدفاع عن النسوية؟ فيلم "حياة غير مكتملة" لا يكتفي بإظهار تعنيف المرأة كحدث عابر في الحبكة، بل يجعله محركاً جوهرياً للتغيير، ويستخدمه لطرح أسئلة عميقة عن الكرامة، والغفران، والحماية، والمجتمع الذي يصمت أحياناً أكثر مما يجب. فالعنف ضد جين (التي تلعب دورها جينيفر لوبيز) لا يُعرض فقط كضرب أو تهديد، بل يُقدّم على أنه امتداد لضعف بنية العلاقات، لغياب الدعم، لتهرب الجميع من المسؤولية. الفيلم لا يصوّر جين كضحية ضعيفة فقط، بل كامرأة تحاول التماسك وسط شعور داخلي بأنها لا تستحق الحب، وهذا يُبرز مدى عمق تأثير العنف على هوية المرأة وثقتها بنفسها. الفيلم لا يقدّم إنقاذ المرأة بطريقة بطولية أو هوليودية نمطية، بل من خلال تطور بطيء، إنساني، يبدأ من الرفض والكره، وينتهي بالتفاهم والحماية. فإينار، الجد الغاضب، لا يحتضن جين فجأة، لكنه يواجه نفسه أولًا، ثم يقف في وجه العنف، ليس من باب الشرف أو السيطرة، بل من باب المسؤولية المتأخرة. هذه نقطة مهمة: الدفاع عن المرأة لا يُصوّر كفرض رجولي، بل كتحرر إنساني من الحقد.فهل الطفلة "غريف" هي صوت غير مباشر للدفاع؟ وجود الطفلة غريف يضع الجميع أمام مرآة المسؤولية. صمتها، أسئلتها، ترددها في تقبّل أمها، ثم انجذابها لجدّها ، كلها عناصر تُظهر أن العنف لا يصيب فرداً واحداً، بل يُنتج دوائر من الألم. الدفاع عن المرأة هنا يشمل الدفاع عن الطفولة، عن المستقبل، عن ما يمكن إنقاذه قبل أن يتحطم بالكامل.في العمق، يُمكن قراءة الفيلم كرسالة ضد المجتمعات التي تعطي أسماءً "ناعمة" لرجال قساة، أو التي تغفر للرجل العنيف بسرعة بينما تُحمّل المرأة المسؤولية الأبدية عن الأخطاء. إينار نفسه مثال على هذا فهو غاضب من جين لأكثر من عقد، بينما لا يُحاسب نفسه على قسوته، حتى يواجه ذلك في النهاية. الفيلم يدين تعنيف المرأة بهدوء لكنه بعمق، لا من خلال خطب أو مشاهد صادمة، بل من خلال كشف الأثر الطويل المدى لهذا العنف، وكيف أن النجاة منه ليست فقط بالهرب، بل بالحماية، وبالاعتراف، وبالمصالحة مع الذات. الدفاع عن المرأة في هذا الفيلم ليس مجرد فعل إنقاذ، بل فعل اعتراف بإنسانيتها، وبأنها تستحق أن تُرى وتُصان وتُحب. الثلاثاء 24 حزيران الساعة 12 ظهرا 2025 https://m.ahewar.org/s.asp?aid=874149&r=0&cid=0&u=&i=2776&q=
×
directed by Lasse Hallström
لارس سفين "لاسه" هالستروم (بالسويدية: [ˈlâsːɛ ˈhâlːstrœm]؛ وُلد في 2 يونيو 1946) هو مخرج أفلام سويدي. اشتهر في البداية بإخراجه تقريبًا جميع الفيديوهات الموسيقية لفرقة البوب الشهيرة "آبا"، لكنه نال شهرة دولية بعد فيلمه الطويل "حياتي ككلب" (My Life as a Dog) عام 1985، والذي رُشح بسببه لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج. ومن بين أعماله المعروفة أيضًا: "ما الذي يضايق غيلبرت غريب؟" (What's Eating Gilbert Grape) عام 1993، "قواعد منزل عصير التفاح" (The Cider House Rules) عام 1999، "شوكولا" (Chocolat) عام 2000. النشأة والتعليم وُلد لارس سفين "لاسه" هالستروم في 2 يونيو 1946 في ستوكهولم، السويد. كان والده طبيب أسنان وهاوٍ لتصوير الفيديو، بينما كانت والدته المؤلفة والشاعرة كارين ليبيرغ. التحق بمدرسة أدولف فريدريك للموسيقى في ستوكهولم، وهناك أخرج أول فيديو موسيقي له، بالإضافة إلى أفلام قصيرة بصيغة 8 ملم.
«
18
19
20