Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
فيلم "الرجل التايشي" (Man of Taichi)
BY Actor Keanu Charles Reeves
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
التقاليد والحضارة يمكنها أن تتناغم فيلم "الرجل التايشي" (Man of Taichi) للمخرج كيانو ريفز ضحى عبدالرؤوف المل تتحكم القوة العقلية في الأحاسيس المرتبطة بانفعالات الإنسان التي تتهذب من خلال التأمل، وما تبثه لحظات الإدراك من يقين بقوة الإنسان المختزنة في باطنه، حيث القدرة على اكتشاف الظل الوهمي المرافق للحياة. والتايشي هو إرث قتالي يهدف إلى الدفاع عن النفس لا القتل المرتبط بالقوى الشريرة في الكون، فالاستجابة الجسدية للروح هي حصر قدرة الاسترخاء "بالتأمل أثناء الحركة"، وللحفاظ على هذا الإرث لا بد من التقييد بأنظمة المعبد الذي يحاول الحفاظ عليه معلم تايغر. "لأن ثقافة هذا القتال هي حضارة بكاملها وتقاليدها تحتاج إلى تناغم متكامل مع القوانين التي تفرضها هذه الثقافة التي تحتاج إلى قوة القلب والروح معًا، وهذا ما يعالجه الفيلم "الرجل التايشي"، الذي يخرج حاملًا أهدافه متجهًا نحو معبده الداخلي الحقيقي الذي لا بد وأن يتطهر من الأفكار المؤثرة على الإنسان، فالطموحات البشرية تسلب من الإنسان نفسه قدرته على مواصلة الحياة بسلام. تصوير يهدف إلى إظهار التراث الصيني، خاصة المعبد التايشي، وهذا الإرث الصيني الذي يستمد وجوده من الأهداف الحقيقية للإنسان المحافظ على حكمة الحياة وجوهرها. فالعدسة التصويرية في الفيلم قادت البصر نحو البؤر الجمالية في الأحياء والشوارع، وما يحيط بالمعبد مع الحفاظ على جمالية القتال وتناغمه مع الجسد. إذ تلاعب المخرج "كيانو ريفز" بالأحجام المشهدية وسرعتها وتوازنها مع الموسيقى التأملية والقتالية في آن، وبازدواجية موضوعية هي جزء من حاسة السمع المرتبطة مع البصر، ليجذب المشاهد نحو الموضوع أو الفكرة بحد ذاتها، وهي الحفاظ على تراث التايشي القتالي الذي يعتمد على فكرة الخير لا التسبب بالموت، لأنه للدفاع عن النفس والقضاء على قوى الشر، وذلك بتقوية الداخل في مواجهة الخارج. لا يمكن للإنسان الذي يحمل جينة الخير إلا أن يكون صاحب هدف في الحياة التي تضعه أمام الأقدار، وإن شاء الانقلاب على نفسه فلا بد من عودة، خصوصًا أن للتايشي روحانية تصوف تحمل في طياتها تجديد الطاقة الإنسانية الداخلية، وهذا ما يهدف الفيلم إلى إظهاره عبر الدراما والحكمة المثيرة للذهن المرتبطة بنوعية الموسيقى التي أتقن تأليفها شان كيونغ وينغ (Chan Kwong Wing)، التي استطاعت الاعتماد على الحسي والحركي لهذه اللعبة الإيقاعية القريبة من العزف الهادئ على القصب أو الضرب على الوتد، وبدقة متناهية شديدة التركيز من حيث قوة الملاحظة والتأمل الداخلي المنساب مع قوة الضربة أو تفاعلها. فهل ممارسة التايشي ثقافة تراثية حضارية هي لتقديس قوة الإنسان والحفاظ عليها؟ فيلم من بطولة أيكو أويس، كيانو ريفز، كارين موك، وبتمثيل درامي لم يخل من إبداع في إعطاء التعابير المشحونة نبض النفس المحملة بالخير أو الشر، مما زاد من العوامل المؤثرة التي منحت المشهد انفعالاته، وبحيوية جاذبة بصريًا، لأن مصداقية التقمص شديدة البساطة ومنسابة مع الشخصية والتعاطف معها من حيث الهدف القتالي الذي يبرره القدر في نهاية المشهد، مما ترك نوعًا من الأسطورة القائمة على سيرة المعبد ونشأته والحفاظ عليه من مقاتلي التايشي تباعًا لما يحمله من نواة الخير والسلام. تم نشره عام 2016 في جريدة المدى برؤية أخرى التايشي: بين الفلسفة القتالية وتجديد الروح الإنسانية منذ العصور القديمة، لطالما كانت الفنون القتالية جزءًا لا يتجزأ من تاريخ وثقافة العديد من الأمم. لكن "التايشي"، الذي يبرز في الثقافة الصينية، يحمل في طياته أكثر من مجرد تقنيات دفاعية أو قتالية؛ فهو فلسفة حياتية، طريق نحو التوازن الداخلي، وسعي دائم نحو تجديد الروح. في فيلم "الرجل التايشي" (Man of Tai Chi)، الذي أخرجه وأدى دور البطولة فيه كيانو ريفز، يتم تصوير هذه الفلسفة القتالية بشكل فني وجميل، حيث يُرصد صراع الإنسان مع نفسه ومع قدراته الداخلية، سعيًا نحو الهدوء الداخلي مع مواجهة القوى الخارجية. التحول من القتال إلى التأمل هي كيف ينسجم التايشي مع روح الإنسان؟ لطالما كانت الفنون القتالية جزءًا من الحياة اليومية في الثقافات الشرقية، ولكن ما يميز "التايشي" هو توجهه الفلسفي العميق، الذي لا يقتصر على الهجوم والدفاع فقط، بل يمتد ليشمل مسارًا نحو السلام الداخلي والتوازن الروحي. على عكس العديد من أساليب القتال التي تركز على القوة البدنية والضراوة، يشمل التايشي مفهوم "التأمل أثناء الحركة"، حيث يمارس الشخص تمارين قتالية تبدو هادئة وبطيئة، لكنها في الحقيقة تهدف إلى تنمية الوعي التام بالجسد والعقل. في الفيلم، يتم تصوير هذه المفاهيم الفلسفية بشكل جلي. يتتبع "الرجل التايشي" قصة شاب يدعى "هان"، يلتحق بتدريب في معبد تايشي ليصبح خبيرًا في هذا الفن القتالي التقليدي. ولكن سرعان ما يواجه هذا الشاب صراعًا داخليًا بين القيم التي نشأ عليها ورغباته في استخدام مهاراته لأغراض أخرى. مع تقدم الأحداث، تصبح العزلة الداخلية لهذا الشخص أكثر وضوحًا، وتزداد تحدياته بين الرغبة في الحفاظ على السلام والانتقام من الأعداء. فهل الظلال الوهمية هي مفهوم قوى الخير والشر في التايشي؟ لا يقتصر الفيلم على كونه مجرد تمثيل لقصة صراع داخلي، بل هو أيضًا دراسة فلسفية عن الخير والشر. هنا، يُجسد التايشي ليس فقط كطريقة للقتال، بل كأداة للقضاء على قوى الشر الداخلية والخارجية. يوضح الفيلم أن صراع الإنسان مع نفسه هو في النهاية الصراع الأكبر. يظهر ذلك في تحول شخصية "هان"، الذي يصبح أكثر إدراكًا للطبيعة المعقدة للصراع بين الأضداد في حياته. تتداخل فلسفة التايشي مع مفهوم "الظل الوهمي"، الذي يظهر في أوقات الإدراك الذاتي المتأخر، حيث يبدأ البطل في التعرف على حقيقة قدراته وقيوده. من خلال التأمل والتفكير العميق، يستطيع اكتشاف أن القوة لا تكمن في تدمير الأعداء، بل في التحكم الكامل في النفس. ما يقدمه الفيلم في هذا السياق هو دعوة لتقدير قوة العقل والروح على الجسد، مما يرفع من قيمة التأمل كأداة لإعادة التوازن والتجديد الذاتي. بعيدًا عن الحبكة الدرامية المفعمة بالصراعات النفسية، كان للفيلم جانبًا فنيًا بالغ الأهمية. يكمن هذا الجانب في تصوير مشاهد القتال، التي تم تنسيقها بدقة عالية من قبل المخرج كيانو ريفز. كل حركة في الفيلم كانت تتناغم مع الموسيقى التي أُعدت خصيصًا لهذا العمل الفني، ليخلق تأثيرًا بصريًا وسمعيًا يجذب المشاهد نحو جوهر الفلسفة القتالية. تميزت مشاهد القتال بالحركات البطيئة، التي تجسد التأمل والتوازن الداخلي، ما يجعلها أكثر من مجرد مشاهد حركة، بل هي دروس في فلسفة الحياة. من خلال لعبه على العناصر البصرية، يُظهر ريفز كيف أن الحركة يمكن أن تكون مليئة بالمعنى والتأمل. استخدامه للكاميرا لتسليط الضوء على التفاصيل الدقيقة والتعبيرات الجسدية يعزز من هذا الفهم العميق للحركة. كما أن تنوع المشاهد بين القتال في معبد التايشي والشوارع العصرية ساعد في تقديم الصراع بين العالمين، العتيق والحديث، الذي يعيشه "هان". فهل الفن القتالي والتجديد الروحي يجعلنا نتساءل هل يمكن للتايشي أن يكون ملاذًا من الضغوط الحديثة؟ في عالمنا المعاصر، الذي يعج بالضغوط النفسية والجسدية، يقدم التايشي بديلاً متوازنًا يتيح للإنسان أن يحقق الهدوء الداخلي من خلال الانسجام بين الجسم والعقل. لا يتطلب التايشي القوة الجسدية الفائقة بقدر ما يتطلب التناغم مع الذات، الأمر الذي يتناسب مع متطلبات الحياة الحديثة التي تفرض على الأفراد مواجهة ضغوط العمل والعلاقات. أظهرت العديد من الدراسات أن ممارسة التايشي تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، كما أنها تحسن من القدرة على التركيز. هذا التوجه قد يبدو غريبًا بالنسبة للبعض، لكن من خلال الفيلم، نجد أن التايشي ليس فقط أداة قتالية، بل هو أسلوب حياة، يوفر للشخص التوازن العقلي والجسدي في زمن يفتقر فيه الكثيرون إلى هذا التوازن. في النهاية، يُعد فيلم "الرجل التايشي" أكثر من مجرد فيلم عن الفنون القتالية. هو دعوة للتأمل، تأمل في كيفية مواجهة قوى الشر الداخلية والخارجية، وتأمل في كيفية السعي نحو النقاء الداخلي والتوازن الروحي. إنه أيضًا تذكير بأن الفنون القتالية لا تقتصر على العنف، بل يمكن أن تكون وسيلة لإعادة اكتشاف الذات، والتخلص من الظلال الوهمية التي تؤثر على حياتنا. ما يقدمه كيانو ريفز في هذا الفيلم هو دعوة للتفكير العميق حول القوة الحقيقية، التي تكمن في السلام الداخلي، وفي الاستعداد لمواجهة الحياة بكل صراعاتها وتحدياتها. إن التايشي، كما يُعرض في هذا الفيلم، هو أكثر من مجرد رياضة قتالية؛ إنه فلسفة حياة يجب أن نتبناها ونعيشها. تم نشره في جريدة المدى عام 2016
×
Actor Keanu Charles Reeves
كيانو تشارلز ريفز هو ممثل وموسيقي كندي. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات في مسيرته السينمائية التي تمتد لأربعة عقود. في عام 2020، صنفته صحيفة نيويورك تايمز كواحد من أعظم أربعة ممثلين في القرن الواحد والعشرين، وفي عام 2022 اختارته مجلة تايم كأحد أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم. وُلد في 2 سبتمبر 1964 (عمره 60 عامًا)، بيروت. الأفلام القادمة: "باليرينا"، "حظ سعيد". الطول: 1.86 متر. فرقة موسيقية: "دوجستار". الوالدان: باتريشيا تايلور، صامويل نولن ريفز الابن. الإخوة: كيم ريفز، إيما ريفز، كارينا ميلر.
يدُ الله هي الأقوى في تحقيق العدالة
BY Director Alejandro González Iñ
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
يدُ الله هي الأقوى في تحقيق العدالة الطبيعية فيلم العائد من الموت – The Revenant ضحى عبد الرؤوف المل "أعلم أنك تريد أن ينتهي هذا، أنا هنا بقربك، سأكون هنا، لكن إيّاك أن تستسلم، هل تسمعني؟ لطالما لا يزال بإمكانك التنفس، فيجب عليك أن تقاوم. تنفّس، واصل التنفّس." مشهد سريالي يستمد وجوده من نفسٍ ما زالت تحلم، وما زال الماضي يتحكم بوجودها، في النفس التوّاقة إلى إعادة لحظة عائلية سرقها الزمن من رجلٍ متمسك بالحياة من خلال مقاومتها بشراسة، كماءٍ يجري تركه المخرج في المشهد مع صوته وحنين اندفاعه نحو الغابات وكنوزها ضمن مغامرة صيد دببة للحصول على فرائها وكنوزها، التي تؤدي إلى مخاطر تُفضي بالحياة. لأننا متوحشون نبدأ بالقضاء على الطبيعة، وبالاعتداء المتوحش على الحيوانات، التي لا بد أن تنتقم، دون الاهتمام بمشاعرنا التي تحتاج إلى صقل دفاعاتها الداخلية قبل الخارجية، فالدوافع القتالية قد تتقاطع، والقدر يسير بنا نحو المجهول، ويدُ الله هي الأقوى في تحقيق العدالة الطبيعية حتى ما بين الطبيعة والحيوان والإنسان، ولا بد لغريزة البقاء من دافع تحفيزي يجعلها تناضل بشراسة لتحقيق توازن الحياة في زمن لم تظهر فيه وسائل الحياة الحديثة. تساؤلات مفتوحة على مصاريعها: هل نحن متوحشون؟ وهل نبحث عن الانتقام بشكل مستمر في الحياة؟ وهل المجرم دائم الهروب نحو المجهول؟ وهل القدر يسير بنا نحو الأهداف التي نرسمها سرياليًّا وباللاوعي حيث نستخلص المفاهيم دون رؤية؟ استطاع المؤلف رسم دراما حياتية تطورت زمنيًّا مع المشهد السريالي، منطلقًا من سريالية الوجود نحو واقعه الذي فقد فيه الزوجة والابن، دون الاهتمام بالتفاصيل التي لم يرها إلا بعد فهم المغزى الحقيقي الذي دفعه إلى الانتقام، أو بالأحرى السبب الأقوى للبقاء. فبين ابنة الهندي "بواكا" التي تم خطفها، وابن الصياد غلاس، فروقات الوجود والعدم والدفاع عن الشرف والانتقام أو الأخذ بالثأر. إلا أن الفراء اتخذ وجهات مختلفة: ما بين استبداله مع الفرنسيين لإكمال رحلة البحث عن الفتاة الهندية المخطوفة، وما بين الحصول عليه لبيعه وتحقيق الثراء، فرق شاسع. فتوازن الحياة في عدلها الطبيعي يأتي دون عناء، لأننا مهما حاولنا السعي لتحقيق العدالة، تبقى يد الله هي الأقوى في تحقيق ذلك. يتعرض "غلاس" لهجوم دبٍّ شرس أثناء محاولته صيد الدببة، فيُصاب بجروح قاتلة، يقاومها بشراسة أكبر ليبقى مع ابنه، الذي لا يمكن له البقاء مع فئة ينظرون إليه من خلال لون وجهه والشبه الكبير بينه وبين الأم الهندية التي تزوجها "غلاس" وأنجب منها ابنه الوحيد. ومن ثم فقدها في معركة أبادت قبيلتها، ولم يبقَ منها إلا هو وابنه. فهل معركة البقاء هي صراع داخلي أقوى من صراعات الحروب؟ أم أن رواية الكاتب "مايكل بنك" فلسفية في تحليلاتها السيكولوجية وفلسفتها الإنسانية؟ يقول فيتزجيرالد في الفيلم: "أي حياة تتحدث عنها؟ ليس لدي أي حياة، الطريقة الوحيدة للعيش بالنسبة لي أن تكون مع هذا الفراء." فالصياد فيتزجيرالد لا أبناء له، يحيا بمفاهيم أبيه، ودون عمق فكري أو إنساني، لأنه ينظر إلى ابن غلاس من خلال الوجه، وبحقد وتعصب لا مبرر له. إلا أنه ينتمي لأم هندية، فيقتله في لحظة قرر فيها ترك "غلاس" ليواجه قدره وحيدًا في غابة اعتنت به أكثر مما اعتنى به الإنسان، الوفيّ الذي قدم له يد المساعدة قبل أن يموت معلقًا على غصن شجرة بيد بعض المتوحشين الذين نالوا منه، واستطاعوا قتله قبل مواصلة رحلته التي نهل منها "غلاس" ما جعله يستمر في الحياة، التي يخوضها لتحقيق انتقامه من فيتزجيرالد فقط، دون النظر لأسباب بقائه على قيد الحياة. إننا نتخلى عن الفراء، لأن الشرف يتطلب هذا، فالدافع هنا اجتماعي بحت قبل أن يكون إنسانيًّا. إلا أن رمزية الشرف دفعت بالهندي نحو رحلة قتالية هدفها الدفاع عن شرفه واستعادة ابنته، ولكن غلاس، رحلته التي قاوم فيها الحياة بكل أشكالها، كان الدافع فيها الانتقام، والانتقام في يد الخالق فقط. وهنا اتخذت الدراما أبعادًا وجودية هي من صنع الأقدار، التي تنمو بداخلنا بقوة الإرادة التي تريد تحقيق الأهداف. فالفيلم يعالج فكرة الإنسانية وصراع الخير والشر، والتقاطع مع العوالم المختلفة التي نجهل لغتها الفكرية أو بماذا تفكر على الأقل، فالتذبذب بين المصالح والأطماع والحروب ما هي إلا دراما صنعها الإنسان، بشخوصٍ تحمل كلٌّ منها فكرة ما. "لا يمكن للريح أن تهزم الشجرة ذات الجذور القوية، عندما تكون هناك عاصفة وأنت تقف أمام الشجرة، إذا نظرت إلى غصونها ستقسم بأنها ستسقط، لكن إذا نظرت إلى الجذع، فسوف تلاحظ ثباتها." جملة يضعها "غلاس" أمامه لتكون بمثابة الوصول إلى الهدف الذي يسعى له، قبل أن يقاوم كل فناء يمتد في جسده، فالروح القوية قادرة على كسب معركة الوجود، الذي لا يحتاج إلى انتقام، لأن عدالة الله كفيلة بذلك. استطاع "ليوناردو دي كابريو" أو هيو غلاس إثبات جدارته الدرامية عبر قدراته، التي منحها المخرج المؤثرات التي تستحقها، لتكون ضمن مشاهد ذات مستويات عالية الجودة تصويريًّا وموسيقيًّا وتمثيليًّا. فالإخراج الثري بالتعبير الدرامي بعناصره مجتمعة، منح الفيلم نشوة حسّية عالية عند المشاهد، الذي تابع قوة الأداء الدرامي عند الممثلين الذين وضعونا في أطر الزمان والمكان، ببدائية لا يمكن تخيل صعوباتها، لتحقيق مسحة من الواقع الدرامي للحياة بكل تفاصيلها، دون سياسة معينة ينتهجها الإنسان، إنما بتوازن كوني اعتمد على تنوع الأهداف لكل فرد من أفراد الفيلم. مما ترك المشاهد يتغلغل أكثر فأكثر في أعماق المشهد وقساوته، خصوصًا تلك التي يظهر فيها "ليوناردو دي كابريو" يأكل اللحم النيء، أو نائمًا في جثة حصانه الذي مات إثر وقوعه من حافة عالية. فهل الانتقام هو ما دفع “هيو غلاس” لمقاومة الموت بقطع المسافات ومشقاتها للوصول إلى فيتزجيرالد؟ أم أن دراما الحياة هي التي تباغتنا، فلا نفهم العبرة منها إلا في النهاية؟ تم نشره في جريدة مرايا عمان عام 2016 برؤية فلسفية أخرى قراءة فلسفية في فيلم "The Revenant" بقلم: ضحى عبد الرؤوف المل "أعلم أنك تريد أن ينتهي هذا، أنا هنا بقربك، سأكون هنا، لكن إيّاك أن تستسلم، هل تسمعني؟ لطالما لا يزال بإمكانك التنفس، فيجب عليك أن تقاوم. تنفّس، واصل التنفّس." يستمد هذا المشهد السريالي من فيلم The Revenant وجوده من نفسٍ لا تزال تحلم، وتعيش تحت وطأة ماضٍ يتحكم بوجودها. إنها ذات إنسانية تتوق إلى إعادة لحظة عائلية مسروقة من رجل متمسك بالحياة عبر مقاومتها بشراسة، تمامًا كماءٍ يجري، وقد تركه المخرج يتدفق بصوته وحنينه نحو الغابات وكنوزها، ضمن مغامرة صيد تهدف إلى جمع الفراء، لكنها تكشف عن مخاطر تهدد الحياة ذاتها. من هذا المنطلق، يطرح الفيلم إشكالية التوحش الإنساني في علاقته مع الطبيعة، حيث يبدأ البشر بالتدمير والاعتداء على الكائنات البرية، متجاهلين أنها قد تنتقم يومًا، وأن الغريزة الدفاعية للإنسان لا تتشكل من الخارج فقط، بل من الداخل أولًا. تتقاطع الدوافع القتالية مع القدر الذي يسير بنا نحو المجهول، حيث تبقى يدُ الله هي الأقوى في فرض العدالة الطبيعية، بين الإنسان والطبيعة والحيوان، في زمن لم تعرف فيه البشرية بعد وسائل الحياة الحديثة. فهل تطرح الحبكة تساؤلات وجودية كبرى: هل نحن متوحشون بطبعنا؟ هل نبحث عن الانتقام كجزء من ديمومة الحياة؟ هل المجرم دائم الهروب؟ وهل يقودنا القدر إلى أهداف مرسومة سرياليًا في وعينا الباطن؟ استطاع المؤلف أن يرسم دراما تطورت زمنياً، قائمة على مشهد سريالي ينطلق من فلسفة الوجود نحو واقعية مؤلمة، فقد فيها البطل زوجته وابنه، واكتشف متأخرًا مغزى الانتقام، بوصفه السبب الأعمق للبقاء. بين ابنة الهندي "بواكا" المخطوفة وابن الصياد "غلاس"، تظهر مفارقات كبرى بين الوجود والعدم، وبين الدفاع عن الشرف والثأر. وبينما اتخذ الفراء أشكالًا متعددة، من تبادل مع الفرنسيين إلى سلعة للثراء، بقي التوازن الطبيعي للعدالة الربانية هو الحكم. فكلما سعى الإنسان لإحقاق عدالة فردية، فرضت العدالة الإلهية سطوتها، لأن يد الله تبقى الأقوى دائمًا. يتعرض غلاس لهجوم دبٍّ شرس أثناء الصيد، ويصاب بجروح مميتة، لكنه يقاوم بدافع البقاء إلى جانب ابنه، المرفوض من المحيط بسبب ملامحه الهندية. بعد فقدان زوجته في معركة أبادت قبيلتها، يتبقى له هذا الابن كرمز استمرارية ومرآة للمعاناة، مما يدفعنا للتساؤل: هل معركة البقاء هي صراع داخلي أعمق من الحروب الخارجية؟ وهل أراد "مايكل بنك" أن يُسقط تحليلاته السيكولوجية والوجودية على دراما إنسانية محضة؟ في مشهد مفصلي، يقول فيتزجيرالد: "أي حياة تتحدث عنها؟ ليس لدي أي حياة. الطريقة الوحيدة للعيش بالنسبة لي أن تكون مع هذا الفراء." هذه العبارة تكشف هشاشة شخصية لا أبناء لها، تنسج مفاهيمها من والد قاسٍ بلا جذور إنسانية. ينظر فيتزجيرالد إلى ابن غلاس بحقد، لا لسبب سوى انتمائه العرقي، ويقتله، ثم يترك غلاس يصارع مصيره وحيدًا. لكن المفارقة أن الغابة – رغم وحشيتها – تعتني به أكثر من البشر. ينجو غلاس بفضل رجل وفيٍّ أنقذه، قبل أن يلقى حتفه على يد المتوحشين. يواصل غلاس رحلته لا من أجل البقاء، بل للانتقام. ومع أن الدوافع تبدو شخصية، إلا أن الفيلم يوحي بأن الانتقام لله وحده، مما يمنح العمل بعدًا وجوديًّا عميقًا. فهل معركته كانت من أجل البقاء حقًا، أم كانت دراما وجودية تجسّدت بفعل الإرادة الحرة؟ رمزية الفراء تتبدل. الشرف هنا لا يُشترى، بل يُصان، ولهذا تخلى عنه غلاس في سبيل مبدأ أسمى. أما الهندي، فدفعته رمزية الشرف إلى الدفاع عن ابنته في رحلة قتالية تمثل قمة الالتزام الأخلاقي. في المقابل، كانت رحلة غلاس مدفوعة بالانتقام، الذي لا يملك إلا الله حق تنفيذه. وتغدو بذلك العدالة فعلًا قدريًا يتجسد في صراع الخير والشر، وتقاطعات المصالح والأطماع والحروب. فماذا في أحد أبرز الاقتباسات ؟ "لا يمكن للريح أن تهزم الشجرة ذات الجذور القوية. عندما تكون هناك عاصفة وأنت تقف أمام الشجرة، إذا نظرت إلى غصونها ستقسم بأنها ستسقط، لكن إذا نظرت إلى الجذع، فسوف تلاحظ ثباتها." يتخذ غلاس هذه الجملة شعارًا، يقف أمامه كمرآة تعكس إرادته، ويخوض معركته رغم النزيف والانهيار الجسدي. فالقوة ليست في الانتقام، بل في البقاء رغم كل ما يدعو للفناء. أثبت "ليوناردو دي كابريو" عبر شخصية غلاس قدرة استثنائية في الأداء الدرامي، مُسندًا إلى مخرج قدّم رؤية بصرية وموسيقية عالية المستوى، تجسدت في مشاهد بدائية واقعية شديدة القسوة. ومع ذلك، لم تكن السياسة أو الأيديولوجيا حاضرة، بل الإنسان في صراعه مع الطبيعة والزمن والمصير. فهل كان الانتقام هو وقود هذه الرحلة العنيفة؟ أم أن دراما الحياة لا تكشف عبرها إلا في نهايتها؟ هذا ما يجعل من The Revenant تحفة فكرية، تتجاوز حدود السينما نحو تأملات في ماهية الإنسان، وإرادة البقاء، وعدالة القدر. Doha El Mol
×
Director Alejandro González Iñ
ليخاندرو غونزاليس إناريتو (بالإسبانية: Alejandro González Iñárritu) (مواليد 15 أغسطس 1963) هو مخرج أفلام وكاتب سيناريو ومنتج أفلام ومؤلف موسيقي مكسيكي. ترشح إيناريتو لتسع جوائز أوسكار وفاز بأربعة منها. وهو أول مخرج يفوز مرتين على التوالي عن فئة أفضل مخرج منذ فوز جوزيف مانكيفيتس في منتصف القرن الماضي. يُعد أليخاندرو ثاني مخرج مكسيكي يحصل على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج بعد ألفونسو كوارون في 2014. وهو أيضاً أول مخرج مكسيكي المولد يفوز بجائزة أفضل إخراج في مهرجان كان السينمائي، عن فيلم بابل في 2006. أفلامه الستة، أموريس بيروس (2000) و21 غرام (2003) وبابل (2006) وبيوتفل (2010) والرجل الطائر (2014) والعائد (2015) حَصلت على مديح كبير من النقاد وترشحت جميعها لجوائز الأوسكار. في عام 2015، حصل أليخاندرو على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج وأفضل نص أصلي وأفضل فيلم عن الرجل الطائر. مسيرته ولد أليخاندرو غونزاليز إيناريتو في 15 أغسطس 1963 في مدينة مكسيكو، لكلٍ من لوز ماريا إيناريتو وهيكتور غونزاليز غاما. غادر أليخاندرو المكسيك على متن سفينة شحن نحو أوروبا في سن الـ17، حيث عمل في أوروبا وأفريقيا. ذكر إيناريتو بأن أسفاره في سنٍ صغيرة كان لها أثرٌ كبير عليه كصانع أفلام. تقع أحداث أفلامه غالبًا في أماكن كان قد زارها خلال تلك الفترة. بعد أسفاره، عاد إيناريتو إلى المكسيك، حيث درس وتخصص في مجال الاتصالات. بدأ أليخاندرو مسيرته العملية في 1984 كمذيع للراديو في محطة WFM، وهي إذاعة موسيقى إلكترونية وروك. في 1988 أصبح مديرََا لها. ليقضي 5 سنوات التالية يُحاور الفنانين ويذيع الحفلات جاعلََا من المحطة الأكثر شعبية في المكسيك. من 1987 إلى 1989 ألف الموسيقى التصويرية لـ 6 أفلام مكسيكية. الإخراج بدأ في الإخراج في التسعينيات بإخراج الأفلام القصيرة والإعلانات. كان أحدها فيلم أموريس بيروس، والذي كان بداية مرحلة الشهرة والجوائز. نجاح هذا الفيلم دفعه لإعادة معالجته وإخراجه من جديد، ليصبح فيلم 21 غرام الشهير الذي قام ببطولته شون بين وناعومي واتس. بعد ذلك، قام بإنتاج فيلم بابل من بطولة براد بيت، حيث تم تصويره في كل من المكسيك، أمريكا، المغرب واليابان. حقق الفيلم نجاحا كبيرا وحصل على عدة جوائز في مهرجان كان وعلى جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية. يعتبر فيلمه الأخير الرجل الطائر من أنجح أفلامه على الإطلاق، وأولها في الترشح لـ 9 جوائز أوسكار. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%84%D9%8A%D8%AE%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%88_%D8%BA%D9%88%D9%86%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B2_%D8%A5%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D9%88
بطولة ذات طابع وطني يعنى بالأجواء
BY Director Randall Wallace
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
بطولة ذات طابع وطني يعنى بالأجواء الفرنسية المخملية "الرجل ذو القناع الحديدي" The Man in the Iron Mask ضحى عبدالرؤوف المل - بيروت أسلوب سينمائي مشوق مصبوغ بمصلحة وطنية تهدف إلى الوفاء بالقسم. برزت المادة الروائية في فيلم "الرجل ذو القناع الحديدي" The Man in the Iron Mask بقيمتها التاريخية ذات الصياغة الجمالية بفكرها وعدم غلوها تاريخيًا. فقد استطاع كاتب السيناريو فهم رواية "الفرسان الثلاثة" للروائي "ألكسندر دوما" الذي أراد إيصال فرسان الملك إلى الأهمية الوطنية التي استطاعت الدفاع عن مرحلة مهمة من مراحل الصراع في فرنسا أيام الملك "لويس الرابع عشر"، مع الحفاظ على خفايا القصور في دهاليز الملوك، وعلى كراسي الحكم المتنازع عليها بين صراع الإخوة وخوف الأب من خسارة الوطن بسبب تناحر الإخوة. مما تسبب في إبعاد الأخ التوأم ليبقى الحكم لوريث واحد. فتبدأ المفارقات من لحظات معاناة الشعب. ليتدخل الفرسان الثلاثة لإعادة الأمور إلى نصابها بأسلوب سينمائي مشوق مصبوغ بمصلحة وطنية تهدف إلى الوفاء بالقسم، وبخدمة وطن يمثل لهم قمة الانتماء الفعلي بعيدًا عن البرجوازية الملكية التي كانت معروفة آنذاك في فرنسا. ليتمسكوا بحق الدفاع عن مصالح الشعب مع الحفاظ على الملك وبر بوالده من خلال الحفاظ عليه أي الملك "لويس الرابع عشر"، وبترفُّع الفرسان الثلاثة عن المصالح الخاصة، باعتبار المصلحة الوطنية هي المسلَّم بها للوصول بالملك إلى خدمة الشعب بمحبة تليق بابن القائد الذي منحهم ثقته المطلقة وأوصاهم بابنه قبل موته. الحفاظ على المؤثرات البصرية والسمعية بطولة ذات طابع وطني يعنى بالأجواء الفرنسية المخملية، وضمن ديكورات اعتنت بالأجواء الرومانسية والبطولية على سواء، دون إخفاء الرومانسية في قصة الحب التي ربطت بين الفتاة المتنازع عليها من بطلين، أحدهما ابن لأحد الفرسان الثلاثة الذي مات في حرب. لتصبح الفتاة بعدها في القصر وضمن معايير محبوكة بصريًا ما بين الألبسة وزمنيتها، والموسيقى المرافقة للمشهد بكل تنوعاتها مع الحفاظ على المؤثرات البصرية والسمعية أثناء التماعات السيوف أو رمي البنادق والمسدسات، مع الحفاظ على إظهار طبقات المجتمع الفرنسي المختلفة في سلوكياتها، خصوصًا تلك التي ينتمي إليها الفرسان الثلاثة بخلاف البيئة في القصر ومراعاتهم تطلعاتهم الوفية تجاه الملك الحقيقي الذي تم استبداله بعد تخليصه من القناع الحديدي الذي رافقه كي تختفي معالم وجهه لشبهه مع أخيه التوأم المترفِّع استقراطيًا والمتغطرس في سلوكياته، عكس أخيه المتواضع الذي هو الأحق منه في رعاية الشعب الفرنسي. المعايير الضوئية المطابقة للموازين المثيرة للحس الجمالي إخلاص ووفاء، غدر وخيانة، حب ورومانسية، ومعاني روائية انسجمت مع تطلعات المخرج "راندل والاس" والتعبير عن المثل البطولية الفرنسية التي كانت تطغى في عصر برزت فيه التغيرات الاجتماعية، محقِّقًا بذلك "راندل والاس" معادلة بين النص الروائي والنص السينمائي ضمن معالجته للسيناريو، ولفن الإخراج المتميز في فيلم تراوحت مدته ساعة ونصف تقريبًا دون الإحساس بالملل أو بالرتابة الإخراجية، إذ حافظ على الأجواء المخملية الرومانسية مع البراعة في المشاهد القتالية والتصوير المنفتح على المعايير الضوئية المطابقة للموازين المثيرة للحس الجمالي المرافق لزمنية الفيلم وبأسلوب المصور "بيتر سوشيتزكي" المتقن حركيًا من خلال المرافقة للأداء البصري المرن في صورة المشهد المتوافقة مع موسيقى "نيك جليني سميث" المملوءة بالاثارات السمعية، متنقلاً بين المعارك والمشاهد الراقصة وعناصر المفاجأة، وضمن مؤثرات برع في مقارنتها كل من روب هودجسون، كريس هولمز، كينت هيوستن، كيفين كوادا، جاك لوفاسك. فالعصر هو من الماضي ضمن تاريخ فرنسا المرتبط بالفرسان الثلاثة، والقصة الروائية هي "لألكسندر دوما" الذي أظهر وصاية رئيس الحرس دارتانيان الوفاء بالعهد مما كلفه حياته. فالتطابق الواقعي انسجم مع المخيلة التاريخية المكتوبة مع الرؤية السينمائية التي نجحت في تصوير حياة الملك فيليب وإعداده من قبل الفرسان لتولي الحكم بطريقة تليق بالشعب الفرنسي بعد خداع أخيه وسجنه له مدة طويلة من الزمن. التقسيم الإخراجي المؤدي إلى الترابط الموضوعي تزداد الانفعالات التمثيلية في الفيلم عندما "يقوم الفرسان الثلاثة بتجهيز فيليب وتعليمه الاتيكيت، ويشرحون له حياة الملك اليومية، وماذا يفعل حتى يحل فيليب محله؛ حيث سيقومون باستبداله في الحفلة التنكرية التي يقيمها الملك. ويقوم الفرسان بشرح لفيليب مداخل ومخارج القصر حيث يجب أن يحل محل لويس بأي ثمن؛ حيث إن فساد لويس قد زاد عن حده. ويخبر آراميس والدة الملك عن خطتهم وتوافقهم حيث أنها كانت تعيسة بسبب ظلم طفلها الثاني وأرادت التكفير عن ذنبها باستبداله بأخيه. وفي الحفلة التنكرية يذهب الفرسان الثلاثة ومعهم فيليب ومعه القناع الذي كان فيليب يرتديه في السجن. يُصاب لويس بحالة هيستيرية عندما يرى القناع في الحفل ويظن أنها تخيلات. ويأخذ وقتًا من الراحة حيث يهجم عليه الفرسان الثلاثة ويستبدلونه بفيليب ويأخذون لويس من خلال الطرقات الخفية في القصر إلى الأسفل ليهربوه. يعود فيليب إلى الحفلة مكان لويس". إذ إن المعالجة الدرامية بلغت ذروتها بعد ذلك حيث تطغى الأحداث بحدتها على المشاعر المرافقة للفيلم ضمن حيثيات القصة وسينمائية المشاهد وعددها، والتقسيم الإخراجي المؤدي إلى الترابط الموضوعي المؤدي إلى منطق الفعل وردة الفعل في الأداء التمثيلي الذي برع به أبطال الفيلم، وكل تبعًا للشخصية والقدرة على تقمصها للتأثر بتأثير ملموس عند المشاهد وتحفيزات العناصر السينمائية المتكاملة من موسيقى وتصوير ومؤثرات بصرية استتبعها المخرج بالمدة المناسبة للفيلم دون اللجوء إلى التكرار أو الاختزال وإنما بحرية ليتلاءم النص الروائي مع النص السينمائي بسلاسة جمالية. الفيلم من بطولة: ليوناردو دي كابريو، جيرمي أيرونز، جون مالكوفيتش، جيرارد ديبارديو، غابريل بيرن، آن باريلو، جوديت جودريش، بيتر سارسجارد، هيو لوري. تم نشره عام 2015
×
Director Randall Wallace
راندل والاس (وُلد في 28 يوليو 1949) هو كاتب سيناريو ومخرج ومنتج أفلام أمريكي، أصبح معروفًا بكتابته سيناريو فيلم الدراما التاريخي بريفهارت (1995). عمله في الفيلم أكسبه ترشيحًا لجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي وجائزة رابطة الكتاب الأمريكية في نفس الفئة. منذ ذلك الحين، أخرج أفلامًا مثل الرجل ذو القناع الحديدي (1998)، كنا جنودًا (2002)، سيكريتاريا (2010) و السماء هي للجميع (2014).
واقع مؤثر في الفن
BY Director Henri Charr
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
واقع مؤثر في الفن "أميركا تقود الطريق بالرقص" في فيلم "Stepping High" للمخرج هنري شار (Henri Charr) ضحى عبدالرؤوف المل - لبنان "إذًا هذه المدرسة الجديدة هي من إيران، ويبدو أنها تحمل أجندتها الخاصة، هذا سخف. أجل، ما تعلمه هنا ليس ما يجب أن يكون عليه المرء، بولروم الباليه". بهذه اللهجة خاطب الأسقف أهالي التلاميذ في الجامعة التي تدرس فيها "سيما" الخطوات الراقصة المؤثرة في الفن، وهجوم الأسقف عليها ترك لها مساحة واسعة للرد عليه، ولكن بلهجة الفن المؤثر: "لو لم نقدر الفن من حول العالم، لما كان لدينا الباليه أو الهيب هوب. أميركا تقود الطريق بالرقص. لأنه كمجتمع حر، نجمع كل ما هو فريد من حول العالم." يحاول كاتب فيلم "الخطوة العالية" (Stepping High) "سكريسكاندا" (Sreescanda) رواية قصة "سيما"، وهي امرأة إيرانية تعيش في أميركا، حيث الحرية بعيدًا عن قوانين الأسرة، وهي التي عاشت مع عائلة تمتلك الجنسية الأميركية. تعشق الرقص وتتمرد على عاداتها الأسرية الشرقية. لكنها بلغت من العمر 32 سنة، وهذا منعها من ممارسة أحلامها في المشاركة في مسابقات الرقص أو الانضمام لفرق عالمية للرقص. فاتجهت إلى تدريس الرقص في جامعة حيث تعيش في المدينة نفسها مع أهلها. تمارس "سيما" الرقص كترجمة انفعالية عن الغضب العارم المتمثل في التغيرات الاجتماعية التي تحاول الوصول إليها لتنتفض على التقاليد الاجتماعية، حتى في الجامعة التي تدرس فيها، حيث يراها الأسقف، وهي تقوم بتمارين رقص شرقية لطلاب أميركيين، معتبرًا بذلك أنها إرهابية لأنها تؤثر على عقول طلابها كونها عربية الأصل ومن إيران. يعالج الفيلم بجدلية فنية شبيهة بفيلم "Step Up" أو "الخطوات الساخنة" قضية الحادي عشر من سبتمبر، وتأثيراتها على الغرب، أو بالأحرى على بعض العقول الغربية، والتعصب الأعمى الذي يقود البعض إلى رفض غير مبرر دون اللجوء إلى المنطق أو التحليل الذاتي. إلا أن الفيلم أيضًا يضع المرأة أمام مواجهات مختلفة، وبمقارنات بين العرب والغرب كحقوق امرأة مثل "سيما" التي بلغت الثانية والثلاثين، ولم تيأس كونها أصبحت بعمر لا يسمح لها بمشاركة في الرقص، وأيضًا برفضها للزواج التقليدي المفروض عليها من قبل والدها، وبوالدة تلميذتها التي تضرب من زوجها في بلد يحافظ على حقوق المرأة وحق الدفاع عن النفس. كما حصل مع "سيما" أمام مجلس الأهالي حين ارتفعت الأصوات بطردها بعد معرفة أصولها العربية، مما اضطرها للرد بأسلوب مهنتها التعبيرية أو اللغة التي تتقنها "سيما". إن الخيوط المتشابكة في الفيلم، بتفاوت مضموني بين أصولية عربية وجنسية أميركية، وعادات اجتماعية عائلية لأسرة عربية تحافظ على هويتها في أميركا، لم تشفع لـ"سيما" بالتوقف عن مساعيها للحصول على الزواج من الرجل الذي تحب من أهلها، خصوصًا أن الشاب الأميركي مرفوض من والدها المصر على تزويجها من شاب إيراني. فالرؤية نوعًا ما تخلخلت في القصة التي كتبتها "سكريسكاندا" (Sreescanda) من حيث التطرق لموضوع الحادي عشر من سبتمبر ونظرة الإرهاب الشمولية عن العرب وارتباطها بلغة الرقص المؤثرة في النفس، فالعادات والتقاليد في الرقص مرتبطة بالشعوب. إذا يؤثر الرقص التعبيري كنص بصري حركي مقروء حسيًا من خلال الإيقاع والمفهوم على التلاميذ، وعلى المتفرج، وفي هذا نظرة عالمية صامتة يستطيع العقل التطلع عليها من خلال الحركة وترجمتها، وهذا ما عالجه الفيلم بطريقة دون السعي لإبراز المنطق السينمائي المثير بقوة حيث لم تتوازَ الموضوعية والذاتية بين المواضيع الثانوية المطروحة بكلاسيكية باردة مع المواضيع والأسس التي أراد كل من المؤلف والمخرج تسليط الضوء عليها، وهي سياسة أميركا الانفتاحية واعتذارها المتواضع إن أخطأت مع التشديد على قيادة العالم من نواحٍ مختلفة كالانفتاح والعدل والمساواة، وكان المخرج أو المؤلف يقدم برنامجه الانتخابي بلغة فن سينمائيّة تترجمها خطوات رقص تقوم بها امرأة من أصول إيرانية وجنسية أميركية. يحمل فن الرقص في طياته معاني ثورية وانتفاضات قوية في معناها الإيحائي والفكري، فهو تفريغ لشحنات النفس بكافة ميولها التعبيرية، وهو ليس مجرد خطوات عابرة لا معنى لها وعبثية في تصميماتها. كما أنه لغة يتقنها الجسد، وبليونة تحتاج لصقل ثقافي وجمالي دائم. إذ ارتبط الرقص بالتعبير عن كل ما يخالج الذات، فهي لغة قادرة على اختراق حواجز اللغات، لهذا حمل الفيلم عنوانه "الخطوة العالية"، ليدمج بذلك المعنى مع المضمون بأسلوب راقص يتوج أميركا على سادة الشعوب كافة، وهذا ما نادى فيه الفيلم عبر مشاهد متعددة منها المحاكمة، ومنها الاعتذار من مديرة الجامعة لـ"سيما" التي استطاعت الدفاع عن نفسها برقصة قام بها التلاميذ، جمعت من خلالها أنواع الرقص من كافة البلدان، لتقول على المسرح: "هذه هي أميركا". كوريغرافيا لم تستطع منح المشاهد في الرقصات جمالية تفرّد بها الفيلم بمعنى الإبداع وإثارة الدهشة. إذ بدت الرقصات ضعيفة أسلوبيا مقارنة مع المعنى الذي يريد إيصالَه الفيلم لفكر المشاهد والمبطن بعدة مفاهيم يعالجها بإيحاءات ضمنية. لهذا لم تكن الخطوات مدروسة بشكل جمالي متوازن لأن الفيلم لا يهدف إلى الرقص فقط. كما أن الديكور واللباس والفكرة لم ينسجموا مع الرؤية بشكل عام. إن الفيلم في ظاهره يحمل معاناة "سيما" ليضعها ضمن برنامجها الراقص في الحياة. أما في باطنه فهو يعالج موضوع سيادة أميركا، ومثاليتها في التسامح والعدل، ومنح الإنسان احترامًا يتمثل في كينونته وحريته، وهو الحر في الدفاع عن ذاته وبرهنة أن الإنسان القادر على الحياة هو المتبني لأفكار تتبع توجهاته الإنسانية الخاصة في أميركا دون كبت يمارسه البعض عليه أو انتهاكات يتم السكوت عنها، وأخيرًا احترام المرأة بشكل خاص. تهيمن على الفيلم نزعة كلاسيكية من حيث النهاية المحملة بروتين ختام ينضح باستنتاجات لا تمنح المتلقي دهشة تكفي لإثارته ذهنيًا، بل وضعته أمام معادلة التأليف والإخراج بموضوع قصصي لم يُعالج بديناميكية حارة تمسك بالمتلقي وبشغفه من البداية وحتى النهاية. بل تركته ضمن فواصل يحتاج إلى تجميعها ليستعيد المواضيع الثانوية المتعددة، وكأنه فن معاصر يهدف إلى إرساء قاعدة فكرية عن أميركية عبر فيلم تجاري هيمنت عليه فكرة التعصب بعد انفجارات الحادي عشر من سبتمبر. إلا أن الموسيقى التصويرية وضعت المشاهد حسّيًا في تتبع سمعي يدرك من خلالها قيمة المشهد، فالتصوير أيضًا توسع في الضوء ضمن المشاهد الداخلية مع انعكاسات كان يمكن لها أن تؤدى بشكل فني مريح للعين، فالسمع وحده كان بمثابة العين المبصرة على التتابع الحركي والتسلسلي في الرقصات والانفعالات التمثيلية المرسومة على الوجوه أحيانًا. مدة الفيلم: ساعة و38 دقيقة للمخرج: هنري شار (Henri Charr) بطولة: أمير كورانجي (Amir M. Korangy)، براندون بلتران (Brandon Beltran)، رايان راميريز (Ryan Ramirez) تم نشره عام 2014 في جريدة المدى
×
Director Henri Charr
مخرج بارع تم تكريمه من قبل معهد الفيلم الأمريكي مباشرة بعد تخرجه كأحد أكثر صناع الأفلام الواعدين. بدأ مسيرته مع أفلام تعليمية حائزة على جوائز وأفلام وثائقية. على مدار العشر سنوات الماضية، تحول إلى السينما السائدة مع سجل قوي يتضمن مجموعة متنوعة من الأفلام، بدءًا من الإثارة والدراما، إلى أفلام الحركة والمغامرات، والأفلام العائلية والكوميدية. في أوائل التسعينات، قام "شار" بإنتاج "تحت القفل والمفتاح"، "قلوب محبوسة"، و"شقيقات الزنزانة" - وهي ثلاثية من أفلام الحركة. لا زالت هذه الأفلام تُعرض على التلفزيون تقريبًا كل أسبوع حتى اليوم. في منتصف التسعينات، حول "شار" اهتمامه إلى أفلام العائلة، وحاز على إعجاب فوري. كان فيلمه "عمي: الكائن الفضائي" اختيارًا في مهرجان بروكسل الدولي لأفلام الخيال والفانتازيا والإثارة. على الصعيد المحلي، تم بثه على قنوات HBO وShowtime ولا يزال يُعرض على التلفزيون حتى اليوم. في عام 1997، قام "شار" بإنشاء وإنتاج "هوليوود سفاري"، وهي سلسلة تلفزيونية مكونة من 22 حلقة لجميع أفراد العائلة مستوحاة من فيلمه الناجح الذي يحمل نفس العنوان والذي كتبه وأنتجه وأخرجه. ثم أتبعه بفيلم للأطفال بعنوان "الأبطال الصغار"، وهو فيلم كوميدي حركي عن كلبين رائعين. تم عرضه على قناة "أنيمال بلانت" كـ "فيلم الشهر" وحصل على تقييمات مرتفعة، لدرجة أنه كان هناك طلب فوري لإنتاج جزئين آخرين. في عام 2002، قام "شار" بإنتاج وإخراج فيلم الإثارة والمغامرة الكارثية "الحرائق"، الذي حصل على تقييمات رائعة في صحيفة نيويورك تايمز كـ "مغامرة تشدك من أول دقيقة". تظهر موهبة "شار" كمخرج مرة أخرى في أحدث إنتاجاته، "آبي وبرونو"، وهو فيلم كوميدي مغامرات عائلي عن مدرب أفلام يعيش مع صديقه الأفضل، غوريلا تزن 600 رطل، و"قلب الخوف"، وهو دراما مشوقة دافئة عن وكيلة في مكتب التحقيقات الفيدرالي تتغلب على جميع الصعاب لإنقاذ طفل صغير فقد والدته في جريمة قتل وحشية. في عام 2010، أخرج "شار" فيلم "سر الصنوبريات المخفية"، وهو كوميديا عن زوجين يجدان طفلًا ضخمًا في الغابة ويقومون بتبنيه. بعد أربعة عشر عامًا، يصبح هذا "الطفل" (الذي هو في الحقيقة بيغ فوت) أذكى طفل في مدرسته، يتحدث ويلعب ألعابًا. تبدأ المشاكل عندما يريد عمدة المدينة القبض عليه ووضعه في حديقة حيوانات. في العام التالي، أكمل "شار" إنتاج فيلم "أحب حركاتك" (2011)، وهو دراما موسيقية موجهة للمراهقين تتناول مجموعة من المراهقين الذين يجدون الصداقات، ويكتشفون هدفهم من خلال الرقص في مسابقة رقص باليه. في عام 2013، أكمل "شار" فيلم "الخطوة العالية"، الذي تم عرضه بنجاح كبير في دور السينما. يحكي قصة فتاة من الشرق الأوسط تم تعريبها، تضع شغفها بالرقص قبل عائلتها وأي شيء آخر في حياتها. بعد العديد من المحاولات الفاشلة، تجد فرصة لتعليم الرقص في مدرسة ثانوية. تجد نفسها مليئة بالحيوية، وتفتح عيون وأذهان الطلاب على الرقص كأداة قوية للتغيير الاجتماعي.. العنصرية، الطبقات الاجتماعية، الثقافة. لا يحب الجميع أفكارها التقدمية. وعندما تقدم لهم أسلوب الرقص الخاص بها، يتصاعد التوتر.
«
17
18
19
20
»