Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
دلالية ارتجالية تحررية لموسيقى الجاز
BY Director Damien Chazelle
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
دلالية ارتجالية تحررية لموسيقى الجاز في فيلم "The Eddy" للمخرج داميان شازيل ضحى عبدالرؤوف المل استطاع فن الجاز منذ ولادته التأثير على الفنون والأدب، إذ يتميز بالإيقاع الحيوي والارتجال النابض بالحياة حتى في الفنون كافة التي تتخذ من الجاز موضوعاً لها. وهو الذي نشأ بدايةً للتخفيف عن العبيد في ثوراتهم ضد الظلم والمعاناة الطويلة، مما أعطى هذه الآلة فعلاً مقاومًا موسيقيًا تطور في القرن العشرين. أصبح الجاز يمثل الموسيقى الارتجالية التي تعكس الطاقة القوية المعززة بالرقص مع الاحتفاظ بالخيط الزمني الذي يجمعها مع الموسيقى الأخرى. إن الطبيعة الحركية لعازف الجاز تستهوي بصريًا الفنان، كما تستهوي الممثل والمخرج من حيث قدرتها على ترجمة المشاعر أو لصخبها المتوائم مع النفس الإنسانية، سواء العازف أو المشاهد أو حتى الرسام أو المستمع. مما يؤثر على الحواس من حيث الحزن والفرح واختلاط المشاعر معًا، كما في المسلسل الفرنسي "The Eddy"، حيث يدير اليوت أودو، وهو الأمريكي "أندريه هولاند"، النادي المتخصص بالجاز مع صديقه فريد، وهو الممثل "طاهر رحيم" الذي تقتله عصابة بعد أن يتورط معها بمبالغ مالية كبيرة ومزورة. وتبدأ النزاعات بينه وبين العصابة التي تفتك بالنادي، ومن ثم يحاول زعيم العصابة، وهو سامي، الاستيلاء على النادي والفرقة معًا. وقد استطاع المخرج الفرنسي الأمريكي الحاصل على أوسكار "داميان شازيل" ترك بصمة تعبيرية قوية جدًا في الحلقتين الأولى من المسلسل، حيث نشعر أن الصورة تتكلم والممثل غالبًا في حالة تعبيرية قوية شبيهة بالجاز من حيث قدرته على إيصال المفهوم. فالمشهد في الحلقتين الأولى والثانية، وربما بعض المشاهد من الثالثة، كانت لإعطاء صورة عن عازف الجاز ومدى صعوبة تأقلمه مع العازفين على الآلات المختلفة. إذ ظهرت الفروقات واضحة للمشاهد عندما استبدل اليوت كاترين، وهي عازفة الطبول، بعازف آخر لنشعر أن الإيقاع برمته قد تأرجح وانكسر، كما انكسرت هي أيضًا نفسًا لموت فريد، مما جعله في حالة من التذبذب والخوف على مصير الفرقة التي أعادت للجاز مجد ولادته في القرن الحديث مع الإيحاء أن للجاز صوت الدفاع عن الآخرين من المظلومين والمعنفين. تطغى الموسيقى التصويرية على المسلسل حتى تكاد تلامس صمت الشفاه بشغف وحنين مع أصوات الآلات والأغنيات المتميزة والمتوافقة تمامًا مع الحالات التمثيلية والقواعد البصرية، والمزج بين اللغات الفرنسية والأمريكية والعربية وغيرها. لنسمع صوت الجدة المرافقة لأحفادها، والتي تحلم بزيارة مكة. فيحاول حفيدها تحقيق ذلك، لكنه يفشل ويعاود العمل في مقهى الجاز حيث ابنة اليوت المتمردة على أبيها، والتي تغني معه في نهاية الحلقة الثامنة. لكن يبقى السؤال المهم في نهاية الحلقة الثامنة: هل القوة في التنوع تعني إدراك أننا نختلف ونتألف ونتلاحم وأن تشاجرنا أو ابتعدنا؟ أم أن المسلسل يعيد إلى الأذهان قوة بدايات موسيقى الجاز التي اقترنت مع ثورة السود في أمريكا؟ وهل المسلسل يحاكي هذه الفترة الحالية التي تعاني منها أمريكا؟ أم أنه أعطى صورة عن الإسلام في جزء منه وتآخي العيش في بقعة من أمريكا ينتمي لها كل من الجزائريين والمغاربة، مثل الجدة التي أحبّت جولي وأخذت تعلمها الحروف العربية؟ يحاول المسلسل إثبات أن الموسيقى التي نلعبها هي الحياة، فما بين الأغنيات والمعزوفات هموم وأفراح أعضاء الفرقة التي تمشي وتعزف في الشارع بعد أن تم إغلاق النادي في الحلقة الأخيرة، وكأن الموسيقى، كما يقول لويس أرمسترونغ، هي الحياة التي نلعبها. فالإيقاعات المنصهرة مع الرؤية في المشاهد الأكثر قسوة مع الروسية التي تعتني بوالدها، وهو الذي لم يقم بواجب تربيتها أو الاهتمام بها، تجعلنا نشعر أن العزف على الطبول نفسيًا يؤدي إلى استخراج الغضب من النفس. فهل حاول المسلسل إظهار تمسك السود في أمريكا بالعزف على الجاز ليكون تاريخهم هو ثورتهم الأولى التي وُلدت معها موسيقى الجاز؟ برؤية أخرى تحديثية مسلسل "The Eddy" الذي أخرجه داميان شازيل يجسد تجربة موسيقية فريدة تعكس عمق فن الجاز وتأثيره في حياة شخصياته. من خلال استخدام الإخراج السينمائي، ينجح شازيل في دمج الموسيقى مع الدراما بأسلوب يجسد الصراع الإنساني ويعكس تنوع الثقافات. تدور أحداث المسلسل حول النادي المتخصص في موسيقى الجاز الذي يديره اليوت أودو وصديقه فريد، مما يخلق بيئة درامية غنية بالتوترات والصراعات. تعكس هذه الديناميكية التحديات التي تواجه الشخصيات، مثل التورط المالي والعلاقات المعقدة مع العصابات. يتميز المسلسل بتركيزه على العلاقات الإنسانية، حيث يتقاطع الفرح مع الحزن، مما يزيد من عمق التجربة العاطفية. تلعب الموسيقى دورًا أساسيًا في سرد القصة، حيث تُستخدم كوسيلة للتعبير عن المشاعر الداخلية للشخصيات. تسهم المقاطع الموسيقية الارتجالية في تعزيز اللحظات الدرامية، وتسمح للمشاهدين بالتواصل مع الشخصيات على مستوى عاطفي أعمق. يتميز الأداء الموسيقي بالتنوع، مع مزيج من الأنماط المختلفة التي تعكس الخلفيات الثقافية المتنوعة للشخصيات. تظهر تقنيات شازيل الإخراجية بشكل بارز من خلال استخدام الكاميرات المتحركة وزوايا التصوير الديناميكية، مما يخلق إحساسًا بالحركة والحياة. يستفيد شازيل من الإضاءة بشكل رائع لإبراز الأجواء المتنوعة، من لحظات الفرح في النادي إلى المشاهد الأكثر ظلامًا. كما يعزز التنقل بين اللقطات الطويلة والقصيرة الإحساس بالاندماج في عالم الجاز. الجمالية البصرية للمسلسل تعكس الروح الحرة للجاز. تساهم الألوان الدافئة والظلال العميقة في خلق جو من الحميمية والتوتر. تعكس الحركة الإيقاعية في الأداء الموسيقي الطبيعة الارتجالية للجاز، مما يزيد من فعالية المشاهد. من خلال التركيز على تعبيرات الوجوه وحركات الجسم، يتمكن شازيل من نقل المشاعر بشكل فوري وواقعي. يعتبر "The Eddy" تجربة فنية متكاملة، حيث يتشابك الدراما مع الموسيقى بطريقة تعكس تعقيدات الحياة الإنسانية. من خلال إخراجه المتميز، يقدم شازيل رؤية عميقة لفن الجاز كوسيلة للتعبير عن الهوية والصراع. في النهاية، يظل المسلسل وفياً لروح الجاز، مُبرزًا دوره في تشكيل العلاقات والتجارب الحياتية. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Damien Chazelle
داميان شازيل هو مخرج فرنسي-أمريكي بارز معروف بأسلوبه المميز وتأثيراته الموسيقية. حقق شهرة كبيرة من خلال إخراجه لأفلام مثل Whiplash (2014) وLa La Land (2016) وFirst Man (2018) وBabylon (2022). حصل عمله في Whiplash على ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس، بينما أصبح La La Land نجاحًا تجاريًا ضخمًا، حيث فاز بست جوائز أوسكار، بما في ذلك جائزة أفضل مخرج، مما جعله أصغر فائز بهذه الجائزة. وُلد شازيل في 19 يناير 1985 في بروفيدنس، رود آيلاند، ونشأ في عائلة كاثوليكية. والده، برنارد، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة برينستون، ووالدته، سيلفيا، تدرس التاريخ الوسيط. نشأ شازيل في برينستون، نيوجيرسي، حيث بدأ في البداية بممارسة الموسيقى، وبالتحديد عزف الطبول الجاز، مستلهمًا من معلم موسيقى صارم، أثر في شخصية تيرينس فليتشر في Whiplash. ومع ذلك، بعد أن أدرك حدوده في الموسيقى، عاد للتركيز على صناعة الأفلام، ودرس في جامعة هارفارد حيث تخرج عام 2007. في هارفارد، تعاون شازيل مع الملحن جاستن هورويتز، وكانا جزءًا من فرقة تشيستر فرينش المستقلة. استمرت شراكتهما على مدار مسيرة شازيل، مما ساهم في العناصر الموسيقية الفريدة في أفلامه.
الأفلام القديمة هي متحف تراثي يشعرنا براحة الزمن
BY المخرج حسين فوزي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الأفلام القديمة هي متحف تراثي يشعرنا براحة الزمن ضحى عبد الرؤوف المل تخطى فيلم "سيبوني أغني" للمخرج حسين فوزي الزمن، ولا أعرف لماذا شعرت أنه جزء من نافذة إلى الماضي بشخصيات أبطاله، ومنهم الشحرورة صباح والراحلة ماجدة، التي أثارني خبر موتها وأعادني إلى الذاكرة السينمائية في الماضي حيث انطلقت في صباها، بعيدًا عن عيوب تقنيات السينما في الخمسينات. فالتعبير عن العوالم الفنية القديمة والسينما الكلاسيكية هو أمر يستحق المناقشة، وكأن هذه الأفلام القديمة هي متحف تراثي يشعرنا براحة الزمن التي نشأت فيه، رغم صعوبة الانطلاقة الفنية للمرأة يومذاك. إلا أن المرأة حافظت فيه على صورة مشرقة ومتحررة من الضوابط التي نشهدها اليوم. فمن هو زائر هذه المتاحف القديمة للسينما العربية في الخمسينات؟ وهل أغاني الشحرورة صباح التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب هي نكهة لبنانية احتفظت بربيع لبنان على خشبة من أرز عابق بصوت شحرورة احتفظت بعمرها وأناقتها وإطلالتها من خلال أفلامها وإرثها السينمائي، إلى جانب الفنانة ماجدة التي قامت بدور "هند" وهي بنت تعشق الفلسفة والشعر والقراءة وعالم الكتب، وترفض عوالم الموسيقى والأغاني والرقص، مما يعكس وجه الزمن الرافض للغناء والموسيقى. وإنما من خلال فكرة بسيطة عالجها الفيلم بتشويق يحمل معه حب أهل مصر للبنان، ومجد كازينو لبنان وقدرة اللهجة اللبنانية على اختراق قلوب محبيها من خلال "مربي توتة" وأسلوبه الكوميدي الذي لا يخلو من تلميحات سلوكية فنية تربوية بجمالية المتبصّر أو القادر على فتح الاحتفاظ بفترة الخمسينات التي ظهر فيها الفيلم في سينمات مصر. فهل يمكن اعتبار فيلم "سيبوني أغني" إطلالة على عام 1950 وما يحتويه من مميزات اجتماعية ومكانية؟ أم هو متحف بصري فني احتفظ بالعديد من الصور التي تعيدنا إلى الماضي وتجعلنا نشعر أننا عدنا صغارًا في زمن الكبار وأمجادهم التي أثبتت أفلامهم أنها لم تكن سينما الوقت الضائع بل بقي الزمن إيجابيًا، خاصة من حيث المدن اللبنانية كزحلة التي بدأ منها المشهد الأول في المقهى اللبناني؟ تغيرت القيم وتغيرت معها المفاهيم، فالتسامح بتعليم الموسيقى أصبح مقبولًا اليوم والعكس صحيح، وإذا وضعنا قضية المرأة والفن تحت عين الزمن سنجد أنها استطاعت أن تحتفظ بمكانة كبيرة سينمائيًا، خاصة بأدوارها الممزوجة بقوة شخصيتها، وتجعلنا ندرك أن ما قامت به الفنانة ماجدة في دورها هو دور قوي في الماضي، وهو التخلي عن فكرة الانقياد الفني من أجل منح حرية الاختيار للفرد في تحقيق ما يصبو إليه من الحياة، دراسيًا أو أدبيًا أو فنيًا. فالشعر والأدب والفن من عناصر الجمال التي تجعلنا نتأمل الفضاءات الساحرة الخاصة به بنفس تتشوق إلى خوض رحلة جديدة مع كل فيلم نعود منها بفهم لزمن احتفظ بضوء الماضي الذي كنا نظن أنه شديد التعقيد، بينما هو قائم على المتناقضات الزمنية التي انطلق منها الجيل السينمائي الكلاسيكي في ذاك الزمن، أي الخمسينات، والآمال القديمة التي كانت مسعى الأفراد في ذلك العصر. استطاعت السينما المصرية في ذلك الزمن دق الأوتاد الفنية على أرض صلبة ما من تراخي فيها، وإن بدت بعض الأفلام هزيلة تقنيًا قياسًا لتقنيات السينما اليوم. إلا أنك دائمًا تخرج منها بفكرة اجتماعية أو إنسانية كما في فيلم "سيبوني أغني" القائمة على فكرة أن "عنتر بك" يعيش في لبنان مع ابنته "توته" (الشحرورة صباح) التي تهوى الموسيقى والغناء، وصديقتها "هند" (الفنانة ماجدة) التي تهوى الأدب والفلسفة. تسافران إلى مصر لاستكمال دراستهما، وهناك تستبدل كل منهما شخصية الأخرى لتدرس ماجدة الفلسفة والأدب وتستكمل توتة دراستها بالموسيقى والأغاني. ونشعر هنا بفروقات وصرامة المعهد الموسيقي المتشدد في حرصه على البنات، ومن ثم يقابلان الثري "حسني" وصديقه "بندق". يشاهد "عنتر بك" ابنته مصادفةً في استعراض، فتتفق مع "هند" على أن تنتحل كل منهما صفة الأخرى في المعهد الذي تدرس به، مما يؤدي إلى حدوث المشاكل والمتاعب والعديد من المواقف الطريفة لكل منهما. فيفاجأ "عنتر بك" بأن ابنته "توته" تعلمت الموسيقى والغناء، واكتشف "عبد الستار" والد "هند" أن ابنته قد تعلمت الأدب والفلسفة، وثار الجميع، واكتشف "حسني" و"بندق" تغير أسماء الفتاتين وتتوالى الأحداث. وهنا سيطرت الفكرة على بقية أسباب الفيلم وأغانيه التي امتدت مع مدة الفيلم وتطلعاته التي جعلتنا نتجول في لبنان من خلال أغاني صباح، وما مزجته من خلط بين رقي الفن وأهدافه ورقي الأدب والفلسفة واتجاهاتها، وبالحدود التي وضعها كاتب الفيلم. فهل رؤية الأفلام القديمة تجعلنا نفهم مسألة التطور الاجتماعي عبر الأزمنة واكتشاف أهم أسباب التراجع الاجتماعي وأزماته التي نعاني منها اليوم؟ برؤية أخرى تحديثية فيلم "سيبوني أغني" للمخرج حسين فوزي يمثل أحد أبرز المحطات في السينما المصرية خلال الخمسينات، ويعكس بمهارة الروح الفنية والاجتماعية لتلك الحقبة. الفيلم ليس مجرد عرض ترفيهي، بل هو تأمل في قضايا الهوية والثقافة، مدمجًا بين الغناء والموسيقى والفلسفة في سردٍ متقن. شخصيات متناقضة ورمزية: تجسد الشخصيات الرئيسية، "توته" (الشحرورة صباح) و"هند" (ماجدة)، تناقضات المجتمع اللبناني والمصري في تلك الفترة. توته، التي تمثل روح الحماس والحب للفن، تصطدم بالعالم الأكاديمي الذي تمثله هند، التي ترفض الموسيقى وتبحث عن المعرفة. من خلال هذه الشخصيات، يسلط الفيلم الضوء على الصراع بين التقليد والحداثة، وكيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للتعبير والتحرر. تأثير الموسيقى: الموسيقى في الفيلم ليست مجرد خلفية، بل هي عنصر محوري يدفع الأحداث إلى الأمام. أغاني الشحرورة صباح، المليئة بالعاطفة والحنين، تأخذ المشاهد في رحلة عبر الزمن، وتجعلنا نشعر بأننا نعيش لحظات من التاريخ. الموسيقى تعكس أيضًا المزيج الثقافي اللبناني، مما يجعل الفيلم وثيقة فنية تعبر عن روح تلك الحقبة. النقد الاجتماعي: يتناول الفيلم أيضًا قضايا اجتماعية مثل مكانة المرأة في المجتمع، وكيف كانت النساء يحاولن تحقيق أحلامهن في ظل قيود ثقافية واجتماعية. من خلال رحلة الشخصيتين، يعكس الفيلم تطلعات النساء إلى الحرية والاستقلال، ويظهر كيف يمكن للفن أن يكون أداة للتمرد على الأعراف. جمالية السينما القديمة: من الناحية التقنية، يمكن اعتبار "سيبوني أغني" تجسيدًا للجمالية السينمائية الكلاسيكية. رغم محدودية الإمكانيات التقنية في ذلك الوقت، إلا أن الفيلم يتسم بتصويره الجذاب واحترافية الأداء. التلاعب بالكاميرا، واستخدام الألوان، والمشاهد الغنائية، كلها تساهم في خلق تجربة بصرية وسمعية غنية. خاتمة: ببساطة، "سيبوني أغني" هو أكثر من مجرد فيلم قديم؛ إنه تأمل عميق في الهوية والثقافة، يجمع بين الفرح والحزن، التقليد والحداثة. يجسد الفيلم روح زمنه ويعكس التغيرات الاجتماعية التي كانت تحدث آنذاك، مما يجعله عملًا فنيًا يستحق المشاهدة والدراسة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D9%87%D9%8A-%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A-%D9%8A%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D9%86
×
المخرج حسين فوزي
حسين فوزي (4 سبتمبر 1904 - 9 أغسطس 1962 ) هو مخرج ومنتج وكاتب سيناريو مصري، من أشهر الأفلام التي أخراجها فيلم تمر حنة. حياته ولد حسين فوزي في 4 سبتمبر عام 1904 بمدينة المنصورة، وهو الشقيق الأوسط بين الأكبر المخرج أحمد جلال ، والأصغر المخرج عباس كامل، وكما يتضح من اختلاف الأسماء، فقد حرص كل منهم أن تكون له شخصيته الفنية المستقلة.بدأ حسين فوزي حياته الفنية ممثلاً إلى جانب الفنانة عزيزة أمير، في فيلم ليلى عام 1927، ثم اتجه بعد ذلك إلى الاشتغال بالصحافة كرسام لعدة سنوات، ولكنه قر العودة للسينما كمساعد لعزيزة أمير في إخراج وكتابة سيناريو فيلم بنت النيل عام 1929، فيما قامت هي بالإنتاج والتمثيل، وشاركها بطولته الفنان عمر وصفي، الممثل والمخرج المسرحي.في عام 1936 قدم نجيب الريحاني بطولة ثاني أفلامه السينمائية بسلامته عاوز يتجوز، والذي اعتمد فيه على واحدة من مسرحياته التي تقوم على شخصيته الأثيرة كشكش بك. فشل الفيلم، رغم أنه بطولة أشهر نجم كوميدي، فاضطر حسين فوزي، الذي كان يعمل مساعداً للإخراج في الفيلم، إلى البقاء في باريس، حيث كان يتم تصوير الفيلم، من أجل البحث عن ذاته. هناك، درس وتعلَّم كل مراحل العمل السينمائي، بداية من كتابة السيناريو والحوار، مروراً بمراحل إدارة الإنتاج والتصوير والمونتاج، وصولاً إلى الإخراج، ليتمكَّن من إتقان فن السينما في باريس. غير أنه عندما عاد إلى مصر، لم يجد الفرصة المناسبة التي يفرغ فيها شحنته الفنية التي جمعها في باريس، فعاد إلى الرسم، وتخصص هذه المرة في ملصقات الأفلام السينمائية، أو ما يطلق عليه «الأفيش»، وفي عام 1939 نجح في إقناع عزيزة أمير بالعودة إلى السينما، منحته فرصة الكتابة والإخراج لفيلم بياعة التفاح عام 1939 المأخوذ عن مسرحية بيغماليون لبرنارد شو ، فحقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وأعطى حسين فوزي جواز المرور والاستمرار كمخرج سينمائي. قدم بعد ذلك مجموعة من الأفلام منها أحب الغلط والصبر طيب ويوم في العالي وصباح الخير. تعتبر سنة 1949 نقطة تحول في حياته إذا يلتقي بالفنانة نعيمة عاكف التي التقطها المخرج أحمد كامل مرسي لتؤدي رقصة على أغنية المطرب عبد العزيز محمود وهي أغنية يا مزوق يا ورد في عوده في فيلم ست البيت 1949، وفي نفس العام يشاهدها المخرج عباس كامل فيصحبه لمشاهدتها، سند إليها بطولة فيلمها الأول العيش والملح أمام المطرب سعد عبد الوهاب، وحقق الفيلم إيرادات ضخمة شجعته على احتكار جهودها في الأفلام التي يقوم بإخراجها ، وعلى الرغم من فارق السن الكبير بينهما فقد تزوجها عام 1953، وإشتركا في فترة زواجهما في 16 فيلم منها لهاليبو وبابا عريس والنمر وتمر حنة وأخرها فيلم أحبك يا حسن. تزوج حسين فوزي ثلاث مرات، الأولى من اليوغسلافية بالميرا توبش عام 1931 وانجب منها ولديه أمير ومراد. الثانية كانت من الفنانة نعيمة عاكف عام 1953 واستمر زواجهما 5 سنوات. المرة الثالثة كانت من الفنانة ليلى طاهر عام 1959 وطلقا عام 1962. توفى حسين فوزي في 9 أغسطس 1962 في القاهرة. لمعرفة المزيد يمكنم زيارة موقع ويكيبيديا مصدر السيرة الذاتية
الشبح الروائي في الفراشات السوداء
BY الكاتب برونو ميرل Bruno Merle
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الشبح الروائي في المسلسل الفرنسي "الفراشات السوداء" ضحى عبدالرؤوف المل تنعكس فكرة الشبق الإبداعي التخيلي في كتابة مذكرات هي بحد ذاتها تمثل قوة الكتابة في الأدب الروائي والحقيقة ذات الأبعاد السردية المختلفة في مسلسل "الفراشات السوداء" (Les Papillons noires) من خلال الاعترافات كشاهد على قوة وعي الكاتب في تتبع حياة الشخص الذي يروي هذه المذكرات بمصداقية يدعي أنها الحقيقة، مع مراعاة ما تقتضيه الاختلافات في بنية الرواية التي يسعى لكتابتها الشبح الروائي الذي يُدعى مودي. ويُضاف فيما بعد معرفة أبعد من حياته وإرثه وفق ما تقتضيه معرفة الحقيقة كاملة من أمه التي تقلب المقاييس الروائية رأسًا على عقب عندما تنقلب رؤية الأبطال الذين يحاربون بعضهم بعضًا للحفاظ على أواصر العائلة المتوارثة من الأب القاتل المتسلسل إلى الابن، وهو الكاتب الذي يقع تحت براثن القتل أيضًا. فالابن المولود الذي تريد حمايته الأم المهتمة بعلم التخلق ربما يختلف عن أبيه، لكن من المؤكد أن جينات الأم ليست كجينات جدته. إذ يحاول الكاتب التركيز على السرد بغض النظر عن التحليل الأساسي والتكويني للقصة للتعبير عن الراوي الذي يريد خلق شخصية توازي علم التخلق الذي تسعى له زوجة الابن البعيدة كل البعد عن فن الكتابة، الذي يُحدث الكثير من الفروقات في الأحداث وتغيراتها ما بين الخيال والحقيقة أو ما بين ما تم استحداثه في اللحظات الأخيرة من القصة الحقيقية التي يرويها الأب. ليكشف لابنه الكاتب الشبح أو الكاتب الذي يهتم بأدب السيرة الذاتية متنقلاً من شخصية لأخرى من خلال اعترافاته التي يريد أن يحتفظ بها في رواية كإرث له. إلا أننا مهما حاولنا اكتشاف الحقائق في الأدب الروائي أو السردي تنسدل الستارة على الكذب أو على قدرة الخلق والانغماس في الخيال. فمسارات الأحداث لقاتل متسلسل تجعل القارئ أو المشاهد يتساءل: هل يحاول الكاتب تحريض التساؤلات النفسية التي يعاني منها لاكتشاف حقائق شخصياته كما ينبغي؟ وهل المحاكاة في أدب الاعترافات هي سمة من سمات فاعلية ضمير المتكلم؟ أم أن الكاتب أراد أن يجعل من الرواية شهادة على حالة معينة، وهي إبراز علم التخلق؟ أم أن كسر التابوهات الإجرامية عند الكاتب يحتاج لشجاعة بعيدة عن التردد للدخول في المقموع والمنهي عنه؟ وهل تصبح الاعترافات شاهدًا على الجرائم أم أن التقادم يُسقط العقاب وكل ذلك يصبح الإرث فعلًا هو رواية؟ يفترض الكاتب حقيقة فعلية يكتبها أمامنا لنصدق تمامًا رواية الأب التي تشترك مع أحاسيس الابن الذي بدأ يعاني من تقلبات مزاجية لم يكتشفها في نفسه من قبل حتى وهو يمارس فن الملاكمة للتخفيف من حدة الاضطرابات التي كان يعاني منها. لنشهد على معاناة الكاتب عند كتابة روايته عندما يقع في حالة من التذبذب ما بين التخيل والحقيقة، حيث تشكل كل شخصية نوعًا من التفرد أو انبثاقًا ذاتيًا هو إعادة تكوين قصصي من منظور شخصي للكاتب وقدرته على لمس الحقائق المنطقية المشعة بحساسية الكاتب والذكاء المرتبط بالوعي في قدرته على بناء الصور، بما يتناسب مع الترتيب الزمني الذي تحدث عنه الأب أو المعترف بمسيرة حياته التي استطاع فيها الإفلات بجرائمه المتسلسلة، والتي تبدو مرتبة مع الأحداث المرتبطة بقوة الحب لامرأة استطاعت قلب حياته رأسًا على عقب. فهل الشخصيات الروائية تندمج فعليًا مع الراوي لتشكل تحولات وتداخلات خطيرة في حياته؟ أم أن الذكريات لهذا المجرم المتسلسل تثير رغبات الرعب والحب معًا في نفس كاتب الاعترافات الذي يقلب الموازين الكتابية في اللحظات الأخيرة من المسلسل؟ تتلخص الفكرة في الرجل العجوز الذي يريد جعل إرث حياته مذكرات يحولها كاتب يستدعيه إلى رواية. لذلك يستأجر كاتبًا معروفًا ليعترف له بقصة حب تقوده إلى سلسلة من الجرائم أدت إلى اكتشافات مذهلة وصادمة. لكاتب يتتبع فعليًا الأحداث الحقيقية، ليجعل منها رواية تجذب القارئ وتضعه ضمن حقيقة غير متخيلة مبنية على قوة السرد الفعلية التي تتمثل بما يكتشفه فيما بعد عن والدته فينصدم ويصدمنا معه. إلا أنه هذه المرة وقع ضحية شخصياته التي خرجت إلى الحقيقة دون إحساس منه بالمخاطر التي تؤدي إلى هلاكه، وفق بنية الحقيقة والخيال والخيط السردي الفاعل في بنية الرواية ومصداقيتها أو الأحرى تداخل الخيال مع الحقيقة التي تتلاشى كليًا عندما نبدأ بالغوص مع "أدريان" وهو الممثل "نيكولاس دوفوتشيل" الابن الحقيقي لقاتل متسلسل حاول أن لا ينجب الأطفال لأنه لا يريد أن يبقي أي صلة له في الحياة بعد رحيله سوى روايته أو ذكرياته. لكنه يفاجأ بالمرأة التي قتل من أجلها الكثير من الأشخاص، والتي استطاعت الهروب منه لتمارس أمومتها بعيدًا عنه. فهل التقلبات المزاجية للشخصيات في الحقيقة تتغاير عن ما يكتبه الروائي؟ وهل التنبؤ الروائي بالنهايات هو إلهام لا يعني أن كيفية الأحداث هي معادلة لعلم التخلق الفعلي المرتبط بجوهر الشخصيات؟ وهل يحتاج الكاتب لفهم علم التخلق جيدًا قبل البدء بالكتابة؟ أم أن التحديث والترتيب الزمني لا ينفصم عن قوة الأقدار وتغيراتها التي تربط البشرية ببعضها البعض كما الفراشات السوداء التي أصبحت رواية فيما بعد؟ في تحليل للمقال المقال يطرح تحليلًا عميقًا لمسلسل "الفراشات السوداء" من خلال التركيز على مفهوم "الشبح الروائي" وكيفية تداخل الحقيقة مع الخيال في سرد الأحداث. أولًا، انطلقت من فكرة معقدة ومثيرة حول الكتابة الروائية باعتبارها مزيجًا من الحقيقة والخيال، ويظهر ذلك في شخصية الراوي الذي هو الكاتب نفسه (المعروف باسم "مودي")، والذي يسعى لكتابة مذكرات تعكس سيرة قاتل متسلسل. هذا المزيج بين السيرة الذاتية والخيال يجعل من الرواية عملية تتداخل فيها الأبعاد الزمنية والنفسية، مما يؤدي إلى تصعيد الصراع بين الحقيقة والتخيل. لكن التحدي الأكبر الذي يواجهه الكاتب هو التساؤل حول مصداقية الأحداث السردية، هل هي حقًا محض خيال أم أنها تشكيلة من الذكريات الملتبسة؟ إحدى القضايا البارزة التي ناقشتها في هذا المقال هي محاكاة الشخصيات للواقع النفسي والتاريخي، حيث يظهر الكاتب محاولة لتقديم شخصيات معقدة نفسياً، مثل الابن "أدريان" الذي يبدأ في مواجهة تقلبات مزاجية غريبة تتقاطع مع مسار الأحداث. يتحول هذا الصراع الداخلي إلى نوع من الاستكشاف لآلية التخلق البشري، وعلاقة الجينات بالتاريخ الأسري، ومدى تأثير البيئة المحيطة في تشكيل الشخصية. تطرقت كذلك إلى عنصر "الاعترافات" التي يستخدمها الكاتب كأداة لتشكيل سردية مترابطة وموثوقة، غير أن هذه الاعترافات تشوبها الشكوك عندما يتم كشف أبعاد الحقيقة من خلال وجهات نظر الشخصيات الأخرى. السؤال هنا هو ما إذا كانت هذه الاعترافات هي بمثابة شهادة على الجرائم أم أنها مجرد "إرث" أدبي؟ كما ناقشت في هذا المقال مدى تأثير "الضمير" في الراوي وحقيقة دوافعه في السرد: هل هو محض محاولة لتفسير صراعاته الشخصية، أم أنه يخلق واقعًا موازٍ بمثابة منبع للسرد ذاته؟ من ناحية أخرى، يبدو أن المسلسل يطرح سؤالًا فلسفيًا يتعلق بمدى القدرة على الفصل بين الخيال والحقيقة في الكتابة الأدبية. يسعى الكاتب في المسلسل، كما في المقال، إلى توجيه القارئ نحو فهم أعمق للحياة البشرية من خلال خلط هذه العناصر بطريقة تبعث على التساؤل، حول القدرة على "إعادة خلق" الواقع من خلال الأدب. هذه القدرة على الانغماس في التاريخ الشخصي، والتشبع به، تجعل من الشخصيات أكثر واقعية أو بالأحرى أكثر تأثراً بجوهرهم الداخلي الذي قد يظل مجهولًا حتى في حال اعترافاتهم. وفي النهاية، يقدم المقال تساؤلات مثيرة حول مفهوم "الشبح الروائي" وعلاقته بالذاكرة، وبإرث الكاتب الذي يسعى لخلق حكاية معقدة. هل هو يرغب فقط في تسليط الضوء على صراعاته النفسية؟ أم أنه يحاول تقديم واقع غير قابل للتجزئة بين الحقيقة والخيال؟ فالمقال ينتهي بتأكيد أن الرواية ليست مجرد سرد للأحداث بقدر ما هي رحلة في عمق النفس البشرية، وتكشف عن تداخلات عميقة بين الماضي والحاضر. فالمقال يقدم تحليلاً غنيًا ومشوقًا للمسلسل، مشيرًا إلى الأبعاد السردية والنفسية التي لا تنفصل عن الواقع المعاش، وجعل من "الفراشات السوداء" رواية تعكس ببراعة قدرة الأدب على تحويل الأدلة المراوغة إلى حقيقة قاسية. المقال تم نشره في جريدة الصباح Doha El Mol
×
الكاتب برونو ميرل Bruno Merle
برونو ميرلبرونو ميرل هو كاتب ومنتج ومخرج فرنسي. يعمل في صناعة السينما والتلفزيون، وهو معروف بأعماله في مجال الدراما والكتابة. قام بكتابة وإنتاج العديد من المشاريع التلفزيونية والسينمائية التي تجمع بين عناصر الإثارة والتشويق، وتستكشف جوانب نفسية معقدة. من بين أعماله البارزة هو مسلسل Les Papillons noirs (الفراشات السوداء)، الذي أظهر موهبته في كتابة القصص ذات البناء المعقد والشخصيات المتشابكة. ميرل غالبًا ما يتعامل مع مواضيع مظلمة وغامضة، مثل الجريمة والعلاقات المعقدة، في أعماله. على الرغم من أنه ليس من أشهر الكتاب على نطاق واسع، إلا أن أعماله تتمتع بجمهور خاص يقدر أسلوبه الفريد في الكتابة والإخراج. هو كاتب ومنتج ومخرج فرنسي. يعمل في صناعة السينما والتلفزيون، وهو معروف بأعماله في مجال الدراما والكتابة. قام بكتابة وإنتاج العديد من المشاريع التلفزيونية والسينمائية التي تجمع بين عناصر الإثارة والتشويق، وتستكشف جوانب نفسية معقدة. من بين أعماله البارزة هو مسلسل Les Papillons noirs (الفراشات السوداء)، الذي أظهر موهبته في كتابة القصص ذات البناء المعقد والشخصيات المتشابكة. ميرل غالبًا ما يتعامل مع مواضيع مظلمة وغامضة، مثل الجريمة والعلاقات المعقدة، في أعماله. على الرغم من أنه ليس من أشهر الكتاب على نطاق واسع، إلا أن أعماله تتمتع بجمهور خاص يقدر أسلوبه الفريد في الكتابة والإخراج. ب
فيلم Keep on Keepin' On
BY Director Alan Hicks
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
استمر في الاستمرار، فهذه هي روح الوجود فيلم Keep on Keepin' On للمخرج "آلان هيكز" ضحى عبد الرؤوف المل التحديات جزء من الحياة، فالتفكير بإيجابية فيها يمنح الإنسان فكرًا مستنيرًا، إذ تتضح أهدافه وتتناغم أحاسيسه مع محيطه دون إحباطات تؤثر على استمرارية تحقيق أهدافه. فالماضي استمرار للحاضر، وبتتابع عبر أجيال تنمو مع أهداف الجيل الماضي، وتتسلق جبالها بعنفوان رجالات هم مدرسة لكل من يتفكر في حياتهم. فهل يسلط المخرج "آلان هيكز" الضوء على حياة موسيقي بفيلم وثائقي انسيابي في مشاهده الحوارية، إن من حيث الصورة أو الموسيقى أو باسترجاع ذاكرة الزمن من أفواه الأحبة، وأرشيف لم يُغلقه، بل تركه مفتوحًا منذ البداية مع شاب يتعلم العزف بروحانية رجل يناضل من أجل الحياة؟ فما الذي يتمتع به هذا الفيلم ليجعله فيلمًا وثائقيًا محبوكًا بحدث جاذب؟ "كلارك تيري" وإنجازات فنية في حياة لم يستسلم فيها، بل ناضل حتى الرمق الأخير، وهو يصارع المرض، يزرع المعلومة المعرفية في ذهن شاب أعمى ليكون امتدادًا للإنسان عبر طلاب دراسة هو القدوة والمثل الأعلى لهم: "هذا الرجل علّم آلاف الطلاب الذين علّموا آلاف الطلاب الذين سيعلّمون آلاف الطلاب" في جملة ثلاثية انتقل بها المخرج، كما انتقل بالمشاهد مع الصور التلقائية التي خرجت بعفويتها من أرشيف خاص. فهو لم يعتمد على النسخ، أو بالأحرى على استنساخ تيري كلارك آخر، بل ترك للإبداع وجوده في الحياة، ليكون بمثابة التطور الإنساني ببلاغته البشرية، وإن عبّر إلى جاز أتقن النفخ فيه، وكان الإيقاع هو روح خاصة في آلة ليست إلا من مكونات مدروسة، لكن صوتها من نفس الإنسان، فهو المعجزة. أن تصنع اللحن بشكل حسي لتلتقطه الحواس بمهارة وتترجمه الأصابع أو عبر التنفس أو النفخ بتطابق وتناغم وحسية، هي معجزة بحد ذاتها. فالمثل الأعلى لا يمكن له البقاء كمثل أعلى مستمر عبر الأزمنة ما لم يترك أثرًا ينمو ويتطور تلقائيًا بموضوعية الهدف وذاتية القدرات التي تحتاج إلى مثابرة وتصميم للاستمرار، عبر قناعة تحقيق الهدف، أو بالأحرى "يجب أن أكتشف كيف أكون أنا". اكتشاف الذات وتطوير قدراتها يمنح الفرد قدرة على رسم خارطة حياته بانتقاد ذاتي أولًا، ومن ثم الاستماع لانتقاد الآخرين. هذا ما واظب عليه عازف البيانو المرافق لكلارك تيري في الفيلم الوثائقي، الذي يجبرك على متابعته حتى النهاية. فهل عزف المخرج على أدواته لاستخراج روحية الشخصية بجمالية وثائقية؟ شتات نفسي ونغمات تخرج عشوائيًا في لحظات يتنفس فيها الإنسان تأملاته الزمنية، وهذا ما فعله العجوز مع الشاب الأعمى، منحه نغمة الزمن لتكون معزوفة يشارك بها في مسابقة عزف على البيانو، لندرك قيمة العطاء ونحن على فراش المرض أو الموت. فالفيلم اعتمد على العجوز المريض والشاب الأعمى، وما بينهما من أجيال للحفاظ على تجدّد الدم في البشرية، مع مشاهد الوفاء والحب والتعاطي مع المرضى بالحسنى والمحبة. فالتصوير توافق مع النغمات، إن الحركية عبر الصورة أو الحركية عبر الضوء والعتمة، وحتى في حصر البؤرة الضوئية أو العدسة على الموضوع دون خلفيات، لأن الفيلم الوثائقي يطرح موضوعاته دون بناء مشاهد متسعة، إنما التركيز على الصورة البصرية المتوافقة مع الراوي ضمن خلق موسيقي جديد مبدع وهو أعمى. فهل امتلك المؤلف قدرات روائية في فيلم وثائقي؟ تكتيكات آلة الجاز ومرونة آلة البيانو، واختلافات في النغمات كاختلاف الأجيال بين عجوز وشاب، وترابط مذهل في النص ذي الأبعاد الفكرية التي تؤدي إلى فرح هو جزء من حياة لا استسلام فيها، بل تخيلات في واقع نلامس فيه وجودنا ووجود الأحبة من حولنا، المساعد في بث الشجاعة والتصميم لإيصال ما بداخل النفس إلى عمق الآخرين. فهل ندرك قيمة ذلك في الفن؟ جاستن كوفلن، وكلارك تيري، والإيمان بالشفاء والنجاح، والعبور نحو مرافئ الحياة بفرح وغبطة، ومنح الآخرين لحظات الجمال حتى آخر قطرة في أعمارهم: "أوقف كل شيء وابدأ بكل شيء في نفس الوقت". فمصداقية الحوارات مؤثرة في الإقناع، من حيث العلاقة القوية والمتينة التي تربط عازف الجاز "كلارك تيري" بعازف البيانو الناشئ جاستن كوفلن، والذي تخطى مرحلة الهواة في العزف، ودخل مرحلة العزف بمهارة، وذلك بفضل توجيهات عازف الجاز له، وهو بمثابة ابنه الفكري الذي وُلِد من النغمة. لأن الشيخوخة والمرض تركا عازف الجاز بحالة يُرثى لها، إلا أنه يتعاطى مع الوجود بحكمة عازف أتقن استخراج النغمة، لأنه يريد مساعدة كل الناس الذين أحبهم. فالإحساس بالروح هو الاستمرار لأي موسيقى نسمعها، والإحساس بالروح هو نعمة الوجود لمن نحبهم ونشعر أنهم دائمًا معنا. حبكة وثائقية نجحت في معالجة رؤاها، واستخراج كُنه الزمن بترابط الإبداع بين ماضٍ وحاضر وحياة رجل عظيم حتى وهو على فراش البداية... في رؤية أخرى بعد حضوره مرة أخرى تم نشره عام 2016 في جريدة المدى "Keep on Keepin' حين تصير الموسيقى امتدادًا للروح ضحى عبد الرؤوف المل في عالم يعجّ بالتحديات، يبرز الفيلم الوثائقي Keep on Keepin’ On للمخرج "آلان هيكز" كتحفة إنسانية فنية، تسلط الضوء على العلاقة العميقة بين موسيقيَيْن من جيلين مختلفين، متحدّين المرض، والظروف، بل وحتى العمى، عبر الإيمان والموسيقى. هذا الفيلم لا يقدّم سردًا نمطيًا لحياة "كلارك تيري"، أسطورة الجاز، بل يغوص في أرشيفه الحي، من خلال حوارات نابضة، وصور عفوية، ومشاهد وثائقية تجسّد قوة الإرادة والروح. فالماضي هنا ليس مجرد حكاية، بل امتداد حيّ للحاضر، وتواصل بين أجيال تشارك الهدف نفسه، وإن اختلفت أدواتها وظروفها. كلارك تيري" في صراعه مع المرض، لم يتوقف عن العطاء، بل استمر كأبٍ فكري، يزرع المعرفة الموسيقية في عقل شاب أعمى – "جاستن كوفلن" – ليمتد أثره عبر أجيال من المتعلمين. "هذا الرجل علّم آلاف الطلاب، الذين علّموا آلاف الطلاب، الذين سيعلّمون آلاف الطلاب" – جملة ثلاثية كثيفة تختصر فلسفة الفيلم، وتُبرز كيف تتحوّل الخبرة إلى إرث، لا بالاستنساخ، بل بالإبداع الذي ينمو ويتجدّد. الفيلم لا يعتمد على الدراما المصطنعة، بل ينحت مشاهده بلحظات صادقة، تسكنها نغمة، أو صورة، أو همسة من الزمن. الكاميرا تقترب من ملامح العجوز، ومن أنامل الشاب، وتُمسك بالضوء والعتمة كما تمسك النغمة بالحسّ، ليكون الإيقاع هنا ليس مجرد صوت، بل تجسيدًا للروح البشرية. ما يجعل الفيلم فريدًا هو هذه العلاقة الروحية العميقة بين المعلّم وتلميذه، بين الحياة والموسيقى، بين الجاز والبيانو. فأن تصنع لحنًا يُحَسّ، وتترجمه الأنامل والنَفَس بتناغم داخلي، هو بحد ذاته معجزة، لا تحدث إلا حين يكون الفن نابعًا من الذات. "جاستن كوفلن"، الشاب الذي تخطّى العمى، وتجاوز مرحلة الهواية إلى الاحتراف، لم يكن ليفعل ذلك دون دفء "تيري"، الذي لم يعلّمه العزف فقط، بل منحه رؤية داخلية، وقدرة على اكتشاف الذات: "يجب أن أكتشف كيف أكون أنا". هذا الاكتشاف لم يكن مجرد تقنية موسيقية، بل رحلة فكرية وجمالية، تبدأ بالانتباه إلى الصوت الداخلي، وتستمر بالاستماع إلى نقد الذات والآخر. الفيلم لا يخلو من لحظات التأمل والوجدان. لحظات يخرج فيها اللحن عشوائيًا، كشتات نفسيّ يعبّر عن الحياة. وفي لحظة حاسمة، يمنح العجوز المريض نغمةً للشاب الأعمى، فيدخل بها مسابقة عزف. هنا، يتجلّى العطاء في أرقى صوره، حتى في لحظة الرحيل. تقنيًا، يتعامل الفيلم مع الضوء والعدسة ببراعة، دون مبالغة في التوسيع أو الاستعراض. الكادرات مركّزة، موسيقية هي الأخرى، ترصد الشخصيات بخصوصية شديدة، وكأن العدسة تتحسس الروح قبل الجسد. الفيلم ينجح في دمج تكتيك آلة الجاز بمرونة البيانو، ويُبرز عبر اختلاف الأجيال اختلاف النغمات، لكنه يُؤكّد في الوقت نفسه على وحدة الهدف والوجدان. هذه الحكاية الإنسانية، التي تدور بين شيخوخة متعبة وشباب طامح، لا تطرح فقط دراما موسيقية، بل فلسفة في الحياة: لا استسلام، بل فرح، تخيّل، واستمرار. "أوقف كل شيء وابدأ بكل شيء في نفس الوقت" – جملة تختصر روح الفيلم. فحتى في لحظات المرض والشيخوخة، يمكن للفن أن يكون عزاءً وولادة جديدة. كلارك تيري، وهو على فراش المرض، لم ينسَ أن يمنح الحياة لمن أحبهم، بصوت نغمة، أو لمسة عزف، أو بسمة حكمة. Keep on Keepin’ On ليس مجرد فيلم وثائقي، بل وثيقة حبّ بين الفن والإنسان، بين المعلم والتلميذ، بين الجسد الذي يفنى، والروح التي تظل تعزف. ضحى عبدالرؤوف المل
×
Director Alan Hicks
آلان هيكس هو صانع أفلام حائز على جائزة غرامي ومقيم في لوس أنجلوس. بعد أن عمل كموسيقي في نيويورك ومحيطها، انتقل هيكس إلى صناعة الأفلام، وأخرج أول فيلم وثائقي طويل له بعنوان "Keep On Keepin' On"، حيث فاز بجائزة الجمهور وجائزة أفضل مخرج جديد في مهرجان تريبيكا السينمائي لعام 2014. كما حصد الفيلم جوائز من مهرجانات مثل IDFA، AFI، سينما آي، مهرجان سياتل السينمائي، بالم سبرينغز، هامبتونز سامر دوكس، مهرجان آسبن السينمائي والمزيد. وتم إدراج "Keep On Keepin' On" في القائمة القصيرة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل في عام 2015. أحدث أعمال هيكس كان إخراجه للفيلم الوثائقي الطويل "Quincy"، الذي يتناول حياة أسطورة الموسيقى والرمز كوينسي جونز، واستغرق تصويره أربع سنوات. عُرض "Quincy" لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في عام 2018، قبل أن يتم إطلاقه على نطاق واسع عبر منصة نتفليكس ليصل إلى جماهير في 150 دولة. وقد حصل "Quincy" على جائزة اختيار النقاد لأفضل فيلم وثائقي موسيقي، وجائزة النقاد الأفارقة الأمريكيين لأفضل...
«
16
17
18
19
20
»