Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
لغة الوجود المعاصرة
BY Director Carl Gough
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
فيلم "بعد غد" (After Tomorrow) ولغة الوجود المعاصرة ضحى عبدالرؤوف المل تحظى آلات الناي والمنجيرة والعود بتراثية خاصة لما تملكه من صوت باعث للحنين في اهتمام المخرجين "توفيق بيهم" و"كارل غوغ"، اللذين يفتحان العدسة على البتراء في الفيلم الوثائقي "بعد غد" (After Tomorrow)، لتكون ضمن فيلم وثائقي مفتوح على السياحة وتأثيراتها الإيجابية والسلبية، وبجمالية تمنح المعرفة، تاركين للفيلم موضوعيته البعيدة عن المحاباة الإخراجية. تتحول الصورة المرئية إلى بطاقة دخول إلى الأردن من خلال رؤية وثائقية لعب الإخراج فيها بدهاء وحنكة، مما يجعل المشاهد يدخل قسريًا إلى الآثار التي تفرض روعتها على البصر، وبانسجام سمعي تصويري ذي تقنية تحيط بالحواس، تاركة للإدراك استنباط الحقائق من هذه الجبال الفارهة جمالًا، حقيقة التاريخ القديم الذي صنعه الإنسان في الماضي، وجذب إليه الإنسان المعاصر في زمن باتت السياحة فيه مورد رزق لعائلات تسكن هذه المناطق. استطاع كل من "توفيق بيهم" و"كارل غوغ" العيش معهم وإظهار أساليب حياتهم. فازدهار السياحة فيها يمثل مورد الرزق الحقيقي لهم. فهل لموضوعية الفيلم "بعد غد" أهداف فنية بحتة أم هي دعوة مفتوحة لرؤية الحجر والبشر والجمال الغارق بفرح قوم استطاعوا منح أنفسهم لغة الوجود المعاصرة؟ رحلة يقوم بها المشاهد مصحوبًا بعين سحرية تجعلك ترى بموضوعية كل تفاصيل بلد تعكس آثارها البدوية أصداء الموسيقى التي تميز بها "جوناس هلبورغ" مع أصوات الآلات الأخرى الشعبية في المنطقة، وأصوات لخطى عربات الخيل التراثية معًا. هو ليس فيلمًا سينمائيًا بالمعنى الدرامي، وإنما رحلة مثيرة تم إعدادها بدهاء فني بسيط وعفوي في الظاهر، ومخطط لها بعمق واضح، ويهدف إلى الإمتاع والعيش مع معاناة سكان منطقة "البدول" الذين يسكنون في البتراء، وبواقعية تنقلنا من شيخ إلى كهل إلى امرأة فطفل. برغم أن المرأة الأردنية لم تظهر إلا من خلال امرأة عجوز، مما يجعل وجودها في الفيلم يترك عطشًا لمعرفة المرأة الأردنية بشكل أكبر. لأن كلامها دل على قوة المرأة الأردنية وإرادتها في الحياة، وتمسكها بالعادات والتقاليد وكينونتها كامرأة تعيش على أرض صحراوية في طبيعتها التي تتشابه مع الإنسان وقوته في الحفاظ على البقاء ومحاكاة الواقع الذي يعيشه بشتى الطرق. رسمت العين الإخراجية في فيلم "بعد غد" لوحات للحياة الواقعية في أماكن لا يمكن إلا أن تصرخ من شدة جمالها، وبمعالجات فنية قدمت إضافات بصرية تزدان بتفاصيل تاريخية واجتماعية، وبشكل فني يفرض عليك المتابعة دون استئذان. تلعب الشخصيات في الفيلم دورها في خلق الحبكة الوثائقية المثيرة مثل محمود، وهو مرشد سياحي، وسكوتش، الذي يهتم ببيع السواح بطاقات تعريفية، والملقب بجوني ديب الخفيف الظل، والرجل العجوز من عشيرة الفقير الذي يروي عن أهل البتراء وأصولهم العشائرية، وخاصة عشيرة البدول وتاريخها، وآخرين من هذه المنطقة التي تتمنى أن تزورها مرة ثانية وثالثة بعد نهاية الفيلم. وكأن العين الإخراجية هي فرد من هؤلاء الشخصيات التي تعيش في هذه المنطقة الحافلة بالسائحين الغربيين من كل مكان، وخصوصًا أن بعض السواح قد تزوجوا من أهل هذه المناطق وعاشوا منسجمين في هذه البيئة العربية التي تميل إلى البداوة في تقاليدها وجمال الآثار فيها. فاطمة العرب، وهي مارغريت سابقًا، التي جاءت من نيوزيلندا وتزوجت من رجل من عشيرة البدول، تعلمت اللغة العربية وعاشت بوفاق وسعادة، وأنجبت، كما سيمونا الألمانية التي جاءت إلى البتراء وتزوجت من عشيرة الفقير، وهي سعيدة بما روته عن نفسها. وكأن الراوي يضعنا أمام الإنسان والإنسانية التي تجمع بين البشر بالحب والإنجاب والعيش بمودة ومحبة، مهما اختلفت اللغة أو الأماكن، بأسلوب قصة واقعية هي من الحياة التي عشنا تفاصيلها في هذا الفيلم الوثائقي الذي يجمع بين الاهتمام والمعرفة والنقد المحبب المتروك للمشاهد صياغة معناه، وكما يريد دون فرض الرؤية، وبتجسيد صادق ارتفع فيه صوت المؤذن في جامع منطقة البدول التي تتمسك بكل أصولها حتى عبر الزواج بالنساء الغربيات وضمهن إلى العائلة بفخر واعتزاز. لم يغفل كل من "توفيق بيهم" و"كارل غوغ" عن فكرة إمتاع المشاهد بحقيقة مروية على ألسنة شخصيات تتصف بروح الدعابة، وبما يستحق المعرفة والسمو بهذه البلد التي تحفل بأبناء يتحدثون الإنجليزية بطلاقة إلى جانب لغتهم العربية، والتي استطاعوا التقاطها من السواح بين آثار تضج بمعجزات الإنسان الذي نحت من الجبال بيوتا، وبقيت تحاكي الأجيال بشغف هندستها وقوتها في المحافظة على البقاء. وما بين الراوي والشخصيات، ناي يتحدث عن حنين جبال تشتاق إلى السائحين والزوار من كل حدب وصوب، حتى ليشعر المشاهد أنه في كهف له صداه وجماله التاريخي المنقوش على جدرانه حضارة عريقة هي حضارة البتراء وعشيرة البدول. وبشكل فني تتعاقب فيه المشاهد بتسلسل لا يصيب المشاهد بالرتابة، لأنه يعتمد على السرد الذي تتقاطع بينه المشاهد التي تخطف الأبصار وتترك السمع بحاجة إلى الراوي والشخصيات الأخرى لسماع قصصهم الهادفة إلى تبسيط الفهم الاجتماعي في هذه المنطقة التي انحصرت في مساحة ضاقت عليهم، ولكنها لم تمحُ الجوانب الحياتية الأخرى. تتر دمج اللغة بضحكة ترتسم على الشفاه بعفوية لما تحمله من روح الإنسان الذي سخّر اللغة مع لحنه الخاص، لتكون كمحاكاة عالمية مفهومة كما نبعت من وجدانه كعربي، هو في نفس الوقت مرشد سياحي، هو مواطن عادي، هو أردني يعشق تراب البتراء المعبأ في قارورة من زجاج، يرسمها بدقة لتكون شارة النهاية التي ترمز إلى الفيلم بالكامل، ومعجزات حضارة جذبت إليها الكاميرا التصويرية التي استطاعت تصوير المشاهد بانفتاح أخرجها من القارورة إلى العالم لتكون بطاقة سياحية مفتوحة لزيارة هذه المنطقة أو التطلع إليها ليرتقي شعبها كما ترتقي جبالها، وتسمو مع الضوء الذي سلطته الكاميرا من علو إلى انخفاض وبالعكس، وكان الروح تدب في أوصال هذه الجبال الشامخة. فيلم "بعد غد" ليس فيلمًا سرديًا يروي فيه الراوي حكاية البدول ولا ذاتيًا، وإنما هو مزيج من عناصر الشكل التي حققت بتنوعها مؤثرات خاصة ومعرفة منسوجة ببنية النص بمعنى ما يقوله الراوي، وعدد المشاهد التي تتوافق مع انعكاس الحاضر الآن في البتراء، وعدد اللقطات ومدة المشاهدة، وما بين لقطة ضيقة لأشخاص يسردون بروح الفكاهة واقعهم الحياتي، ولقطة متسعة لجمال طبيعة البتراء، موسيقى تصويرية، ومؤثرات فنية، وقارورة من زجاج لرسم رملي تم ضغطه أمام سرعة الكاميرا التي اختصرت المسافات وأخذتنا معها في رحلة إلى البتراء ومنطقة البدول، تاركين للجبال في البتراء صمتها ومعجزاتها التي تمحو تقليدية البداية في الأفلام الوثائقية. برؤية أخرى تحديثية كتابيا فيلم "بعد غد" هو عمل وثائقي يسلط الضوء على جمال وتنوع ثقافة وتاريخ البتراء، مما يجعله مثالًا رائعًا على الإخراج الوثائقي القوي. المخرجان توفيق بيهم وكارل غوغ نجحا في استخدام عدسة الكاميرا كوسيلة لفتح نافذة على حياة ومشاهد طبيعية غنية بالمعلومات واللون. التقنية المستخدمة في الإخراج تعكس قدرة المخرجين على مزج جماليات التصوير مع نقل الحقيقة بموضوعية، مما يمنح الفيلم عمقًا وجاذبية. الاهتمام بالتفاصيل البصرية والصوتية يعزز من تأثير الفيلم على المشاهد. من خلال التركيز على الآلات الموسيقية التقليدية مثل الناي والمنجيرة والعود، يخلق الفيلم جسرًا بين الماضي والحاضر، ويظهر التقدير العميق للتراث الثقافي للمنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تكامل الصوت والصورة في الفيلم يساهم في بناء تجربة غامرة تعزز من تفاعل المشاهد مع محتوى الفيلم. يتناول الفيلم موضوع السياحة في البتراء وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية. يقدم الفيلم صورة متوازنة عن السياحة، موضحًا كيف أن هذه الصناعة تؤثر على حياة السكان المحليين بشكل إيجابي وسلبي. يبرز الفيلم دور السياحة كمصدر رزق مهم لعائلات المنطقة، وفي الوقت نفسه يعرض التحديات التي يواجهونها نتيجة لهذه الصناعة. الجوانب الاجتماعية والثقافية التي يتم استعراضها، مثل تقاليد عشيرة البدول والدمج بين الثقافات من خلال الزواج، تعزز من فهم المشاهد لعمق وتعقيد حياة سكان البتراء. كما أن تقديم تفاصيل دقيقة عن الأساليب الحياتية والأنشطة اليومية يساعد في تجسيد الصورة الحقيقية لهذه المنطقة بعيدًا عن الصور النمطية التي قد تكون مغلوطة. يستخدم الفيلم عناصر السرد الوثائقي بشكل فعال لخلق قصة متماسكة تروي حياة الناس في البتراء. الشخصية الرئيسية في الفيلم ليست فردًا معينًا، بل هي حياة المجتمع بأسره، مما يساهم في تشكيل دراما غير تقليدية تركز على الواقع بدلاً من التخييل. الشخصية الدرامية هنا تتجسد في الحياة اليومية والروتين، حيث يُسرد الواقع بصدق وبأسلوب يعكس التحديات والانتصارات الصغيرة. تتجلى الدراما من خلال القصص الشخصية والتفاعلات، مثل تلك التي تنطوي على الزواج من أجانب والتكيف مع الحياة في بيئة صحراوية. هذه القصص تعزز من القصة العامة للفيلم وتضفي عليها عمقًا إنسانيًّا يلامس المشاهد. يتميز الفيلم بأسلوب تصويري يجمع بين الواقعية والجمالية. التكوين البصري للمشاهد، بما في ذلك المناظر الطبيعية الخلابة وتفاصيل الحياة اليومية، يعكس بوضوح الفهم العميق لجماليات المكان. استخدام الكاميرا للتنقل بين اللقطات الضيقة والواسعة يخلق توازنًا بين إظهار التفاصيل الدقيقة وإبراز الصورة الشاملة. الموسيقى التصويرية، التي تشمل الآلات الموسيقية التقليدية والموسيقى الحديثة، تعزز من الطابع الثقافي للفيلم وتضيف بعدًا إضافيًا للتجربة البصرية. التوليف بين الأصوات والمشاهد يساهم في بناء جو من الانغماس والإثارة. يتميز الفيلم بجماله الطبيعي والإنساني، حيث يقدم مشاهد تجمع بين روعة المناظر الطبيعية في البتراء وجمال الحياة اليومية لأهلها. التعبير الجمالي في الفيلم يتجسد في استخدام الألوان والضوء لتسليط الضوء على جمال الصخور والتفاصيل الدقيقة في الحياة الصحراوية. التعبير عن الجماليات الثقافية من خلال الموسيقى والأزياء والأنشطة اليومية يعزز من التقدير الجمالي للتراث الثقافي. الأسلوب التعبيري للفيلم يعكس الاحترام العميق لتاريخ المنطقة ويشجع المشاهدين على التقدير والاهتمام بالتراث الثقافي والبشري. في الختام، فيلم "بعد غد" هو عمل وثائقي يتفوق في تقديم تجربة بصرية وصوتية ثرية ومؤثرة. يجمع بين الموضوعية والدراما والفن والجمال بطريقة تجعله تجربة متكاملة تثير التفكير وتقدير المشاهد للثقافة والتاريخ والتحديات التي تواجهها منطقة البتراء. الفيلم للمخرجين توفيق بيهم وكارل غوغ وقد شارك في مهرجان طرابلس السينمائي للأفلام 2015. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Carl Gough
فيلم وثائقي من إخراج توفيق بيهم وكارل جوغ. إنجلترا/لبنان وجنوب أفريقيا، 2014. 54 دقيقة. عربي – إنجليزي مع ترجمة إنجليزية. حاورته في مهرجان طرابلس للأفلام عام 2015 لاحقا نحاول الحصول على السيرة الذاتية بمهرجان طرابلس للأفلام 2015 عاشت قبيلة بدول في البتراء في الكهوف في الموقع التراثي لأكثر من 200 عام. وكانت حياتهم تتألف من العناية بالمحاصيل وتربية الحيوانات. في عام 1985، نقلت الحكومة الأردنية القبيلة إلى مساكن مبنية خصيصًا لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح الذين يتدفقون إلى المنطقة. أمضى توفيق بيهم وكارل جوغ شهرين في قرية بدول أم سيحون. لقد أتيا حاملين كاميرا، من أجل توثيق حياة القبيلة والتعرف عن كثب على كيفية تأثر الناس بالسياحة والمجتمع الرأسمالي الذي نتج عنها. إنه أمر بعيد كل البعد عن حياة والديهم، قبل 25 عامًا فقط.
إن سعادة النصر تبرق في عينيه كالنساء.
BY Director Florian Henckel
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
إن سعادة النصر تبرق في عينيه كالنساء. فيلم "السائح" (The Tourist) ضحى عبد الرؤوف المل _ بيروت _ لبنان الحب هو الحب في كل زمان ومكان، إنما ما يميّزه هو الثقة الكبيرة التي يمنحها القلب لمن نحبه، لكن بعقلانية، نشد أزرها بالعاطفة الحقيقية النابعة من حقيقة الفعل الذي نقوم به من خلال الدور الحياتي المنوط بنا، دون نسيان الهدف الذي يقود الإنسان نحو واجبه المهني المرتبط بالأمن الوطني أو بالمهمة التحقيقّية في الجرائم أو السرقات أو حتى عمليات الصراع الإنساني المدفوع بمحبة المال أو محبة الأشخاص الذين يجعلوننا نسعى إليهم. وهذا ما بدا من خلال دور "أنجلينا جولي" في فيلم "السائح"، معتمدًا المخرج بذلك على قوة الحدث وتفاعل الأبطال وفاعلية المشهد وجماليته في آنٍ واحد. دراما رومانسية تثير بأحداثها الهادئة التي تنعكس على أدوار الممثلين، حيث أن الممثلة "أنجلينا جولي" البارعة في خلق ديناميكية تمثيلية خاصة بها وبحيوية عفوية استطاعت من خلالها إظهار ثقة المرأة في الاختيار وحنكتها في معرفة الحدس الداخلي الممغنط نحو شخص تحبه، وتبحث عنه مع محققين فدراليين يسعون إلى القبض عليه معها دون أن يدرك حبيبها أنها مع الأمن الفيدرالي الذي يراقبها كي يستطيع القبض على (ألكسندر) أو الممثل "جوني ديب" الذي انتحل اسم (فرانك) ليبحث عنها بعد أن لجأ إلى عمليات تجميل لتغيير الشكل. ليعيش كشخص آخر هو معلم رياضيات يزور إيطاليا كسائح، ويزور مدينة البندقية ويتعرف عليها في القطار، فتختاره دون علم منها أنه هو. وهذا ما طلبه منها "ألكسندر". تقوم الممثلة أنجلينا جولي بدور "إلسا" التي تمنح حبيبها ثقتها مرة أخرى بعد مراقبتها الشديدة من الانتربول الدولي، وتقرر اللقاء بـ "ألكسندر" فتحرق رسالته وتحولها إلى رماد في صحن من زجاج حملته الشرطة فيما بعد لتعيد الرسالة وتدرك أنها ستلتقيه بعد طلبه منها أن تلتقي بشخص يشبهه، لكنها تبتعد عن الفكرة وتصاحب فرانك، معلم الرياضيات، وتأخذه معها إلى الفندق دون معرفة منها أنه هو "ألكسندر" فعلاً. استطاع "جون سييل" تصوير الأماكن السياحية في الفيلم بعدسة حافظت على طبيعية المشهد، خصوصًا في شوارع فرنسا التاريخية وفي فينيسيا وعبر المراكب الصغيرة التي تنقلت بها أنجلينا جولي من مكان لآخر تبعًا للحدث المشحون برقة صوتها النغمي المتآلف مع الموسيقى التي لعبت دورها التكاملي والإيحائي لمشهد سمعي تتماثل فيه الأحاسيس مع الرؤية من خلال الموسيقى "جيمس نيوتن هاوارد" الذي استطاع خلق الأدوار الموسيقية الحسية من خلال الموسيقى التصويرية المتناغمة مع الحركة والأصوات والأماكن في الفيلم بتناسق بين البطيء والسريع، في القطار أو البحر أو حتى من خلال تنقلاتها في الاحتفالات. لتنمو علاقة حب أخرى بينها وبين حبيبها القديم دون معرفة منها أنه هو الشخص نفسه الذي يبحث عنه الانتربول. وبقوة، حافظت على الحبكة الرومانسية في الفيلم الذي يهدف إلى إظهار جمالية البلاد التي تم فيها التصوير من ناحية، ومن ناحية أخرى قوة الإنسان المؤمن بأفعاله حين يتحدى الصعاب. ولكن من المؤكد أن الغاية لا تبرر الوسيلة، والغنى المالي لا يحتاج لسرقات تنتهي التحقيقات فيها بموت العصابة كما حدث في الفيلم، موت العصابة وتحرر السارق مع المحققة من تبعيات الحدث الذي دفعه إلى انتحال شخصية أخرى. نهاية كلاسيكية في فيلم بدأ بإثارة بصرية مشدودة نحو ممثلة أتقنت أدوارها باحترافية فنية، سواء من خلال تعبيرات الصوت والجسد أو من حيث الحركة المتناغمة ذات الليونة الأنثوية الغارقة بالمعنى الإنساني من حيث المحافظة على مشاعرها، التي ما زالت تجهل استمراريتها مع شخص غاب عنها لسنتين كاملتين. ولكن أيضًا هي مهمة بوليسية فوجئ بها المشاهد عندما ظهرت أنجلينا كمساعدة بوليسية تريد الكشف عن حبيب سرق مال رجل العصابة الذي يموت في النهاية، ولكي تكشف عنه للسلطات أيضًا كي تبقى مع (فرانك) بعد أن أحبته دون معرفة منها أن (ألكسندر) و(فرانك) هما شخص واحد. وهنا تكمن جوهرية الحب في الفيلم من حيث معناه الفكري أولاً قبل التمثيلي الذي يجذب برومانسيته الدرامية المشاهد. إذ تمنح الكاميرا عدستها لأنجلينا جولي وجوني ديب معظم أوقات الفيلم. ليتجاوز المخرج "فلوريان دانرسماك" بذلك الأخطاء الثانوية في الفيلم من خلال العين المتابعة للبطلين فقط بإثارة سينمائية استطاعت التقاط المشاهد من البداية إلى النهاية، وكأن المؤلف وضع كل جهوده في المقدمة المخالفة للنهاية لدهشة أراد زرعها في الفيلم طيلة الفترة، دون معرفة المشاهد من هو (ألكسندر) إلا من خلال المعلومات التي تتناقلها الشرطة للقبض عليه، ليفاجئ المشاهد أن (فرانك) أو "جوني ديب" منذ البداية كل ما أراده هو كسب حب (إلسا) أو "أنجلينا جولي" بعد أن تغير وجهه. وهنا تظهر التحليلات النفسية أو سيكولوجية المرأة في الحب. إذ هي قادرة على الحب حتى في أقوى الظروف النفسية التي تخاف مواجهتها لرجل واحد استطاع منحها الرومانسية في التعاطي النفسي الهادئ والجميل في معانيه السلوكية القادرة على الاحتفاظ بالمشاعر العاطفية التي تتوج المرأة والرجل. قصة بسيطة لحبكة متينة تم تأليفها من قبل لفيف من الكتاب مع المخرج "فلوريان دانرسماك" الذي قاد دفة الإخراج بتوازن بين المضمون والحبكة من حيث معانيها المختلفة. من حيث كتابتها أو اختيار الأبطال الذين نجحوا في تقمص الأدوار برؤية خبيرة في توازناتها التعبيرية التي تبدو من الملامح المتوافقة مع الصوت أو حتى الإخراج واللعب على الأحاسيس البصرية من خلال المشهد وأركانه التصويرية والموسيقية، والوضوح والانسياب في الاختزال السينمائي المتوازن مع مدة الفيلم، وعدد المشاهد وحتى الديكور والملابس وفخامة الأماكن السياحية التي تم تصويرها في فيلم نجح فيه الكادر الفني من الحفاظ على نسبة عالية من الإدراك الفني السينمائي الجميل في معانيه الجمالية. الفيلم من بطولة: "أنجلينا جولي، جوني ديب، بول بيتاني، تيموثي دالتون، ستيف بيركوف، روفوس سيويل، كريستيان دي سيكا"، من تأليف وإخراج فلوريان دانرسماك. برؤية أخرى فيلم "السائح" يقدم قصة رومانسية تتداخل فيها عناصر الإثارة والجريمة، مما يجعله تجربة درامية مثيرة ومتشعبة. القصة تدور حول شخصية فرانك، الذي يقوم بدوره جوني ديب، والذي يتخفى تحت اسم مزيف للبحث عن حبيبته القديمة، إلسا، التي تؤدي دورها أنجلينا جولي. هذا البناء الدرامي يعزز عنصر التشويق حيث يكتشف الجمهور تدريجيًّا تطورات الحبكة عبر مشاهد مليئة بالتوتر والتشويق. تركز الحبكة على تعقيدات العلاقات الإنسانية، خاصةً في ظل الصراعات الداخلية والخارجية للشخصيات، مما يضيف عمقًا دراميًّا إلى الفيلم. يتميز الفيلم بجماليات بصرية وموسيقية تعزز من تجربة المشاهدة. التصوير السينمائي، الذي قاده جون سييل، يبرز جمالية الأماكن السياحية التي تم تصويرها، مثل شوارع فرنسا التاريخية وفينيسيا. استخدام الكاميرا لتعزيز التباين بين المشاهد الرومانسية والمشاهد المشحونة بالإثارة يساهم في رفع مستوى التفاعل العاطفي مع الفيلم. أما الموسيقى التصويرية لجيمس نيوتن هاوارد، فتضفي طابعًا دراميًّا يتناغم مع إيقاع الأحداث ويعزز الأجواء المكانية للفيلم، مما يساهم في خلق تجربة سمعية وبصرية متكاملة. الجمالية في "السائح" تتجلى في الطريقة التي يتم بها تصوير المشاهد وتنسيق الألوان والإضاءة. المناظر الطبيعية الخلابة والأماكن الفاخرة في فينيسيا تضيف طبقة من الجمال البصري للفيلم، مما يعزز من الشعور بالرفاهية والترف. استخدام الألوان الدافئة والضوء الطبيعي يساهم في خلق جو رومانسي يناسب طبيعة القصة. من ناحية أخرى، تم تصوير المشاهد المشحونة بالإثارة بألوان وظلال داكنة لتعزيز شعور التوتر والتهديد. التمثيل في "السائح" يتسم بالكفاءة العالية، حيث يقدم جوني ديب وأنجلينا جولي أداءً متميزًا يعزز من صدقية الشخصيات. جوني ديب يبرع في تقديم شخصية فرانك بخفة دم وتوتر خفي، مما يضيف عمقًا إلى دوره كمجرم هارب. في المقابل، تقدم أنجلينا جولي دور إلسا بثقة وحنكة، مما يعكس القوة الداخلية للشخصية وحساسيتها العاطفية. التفاعل بين الشخصيتين المركزيتين يعزز من جاذبية الفيلم ويجعل القصة أكثر إقناعًا. الإخراج تحت قيادة فلوريان دانرسماك يحقق توازنًا بين الجوانب الرومانسية والإثارة في الفيلم. يتميز الإخراج بالقدرة على إدارة تدفق الأحداث وتنظيم التسلسل الزمني بشكل محكم، مما يساعد في بناء التشويق تدريجيًّا. الكتابة تضيف بُعدًا دراميًّا للأحداث عبر حوار مؤثر وتفاصيل دقيقة تُسهم في تطور الحبكة وتعقيد الشخصيات. كما أن هناك توازنًا بين مشاهد الإثارة والتوتر، مما يحافظ على اهتمام الجمهور على مدار الفيلم. "السائح" هو فيلم يجمع بين الجمال البصري، الدراما المشوقة، والأداء التمثيلي المتقن. يمكن اعتباره مثالًا جيدًا على كيفية تحقيق توازن بين مختلف العناصر الفنية لخلق تجربة سينمائية متكاملة. يبرز الفيلم من خلال استخدامه الفعال للأماكن، الموسيقى، وأداء الممثلين، مما يجعله تجربة مشاهدة تستحق التقدير والتحليل. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Florian Henckel
by Florian Henckel von Donnersmarck فلوريان ماريا جورج كريستيان جراف هنكل فون دونرسمارك (بالألمانية: [ˈfloː.ʁi.aːn ˈhɛŋ.kl̩ fɔn ˈdɔ.nɐsˌmaʁk] ⓘ؛ من مواليد 2 مايو 1973)[1] هو مخرج أفلام ألماني. اشتهر بكتابة وإخراج فيلم الإثارة الدرامي Das Leben der Anderen (حياة الآخرين) لعام 2006، والذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية. كما كتب وأخرج فيلم الإثارة الرومانسي The Tourist لعام 2010 بطولة أنجلينا جولي وجوني ديب، والدراما الملحمية Never Look Away لعام 2018. ولد هنكل فون دونرسمارك عام 1973 في كولونيا، ألمانيا الغربية، لعائلة هنكل فون دونرسمارك الكاثوليكية الرومانية الأرستقراطية. نشأ في مدينة نيويورك وبروكسل وفرانكفورت وبرلين الغربية ويجيد اللغة الإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية والإيطالية. بعد تخرجه على رأس فصله من القسم الألماني في المدرسة الأوروبية في بروكسل الأولى، درس الأدب الروسي في سانت بطرسبرغ لمدة عامين واجتاز امتحان الدولة لمعلمي اللغة الروسية كلغة أجنبية. ثم درس الفلسفة والسياسة والاقتصاد في كلية نيو كوليدج في أكسفورد وحصل على درجة البكالوريوس في الآداب، ثم تمت ترقيته لاحقًا إلى درجة الماجستير في الآداب حسب التقليد. كما درس في جامعة التلفزيون والسينما في ميونيخ وحصل على دبلومة في إخراج الأفلام.[2][ليس محددًا بما يكفي للتحقق] العائلة مزيد من المعلومات عن العائلة: هنكل فون دونرسمارك الابن الأصغر لليو فرديناند هنكل فون دونرسمارك، الرئيس السابق للقسم الألماني في فرسان مالطا، والكشافة الأدبية الكونتيسة آنا ماريا فون بيرج، يحمل هنكل فون دونرسمارك الجنسيتين الألمانية والنمساوية. شقيق والده الوحيد، غريغور هنكل دونرسمارك، هو رئيس الدير الفخري في دير هيليجينكرويتس، وهو دير سيسترسي في غابات فيينا حيث قضى هنكل فون دونرسمارك شهرًا في كتابة المسودة الأولى لكتاب حياة الآخرين (بالألمانية: Das Leben der Anderen).[3] كان جده، الكونت فريدريش كارل هنكل فون دونرسمارك، فيلسوفًا توماويًا.[4] وهو قريب بعيد للمخرجة الألمانية آنا هنكل دونرسمارك.[5] تزوج هنكل فون دونرسمارك من كريستيان أشنفيلدت، أول مديرة تنفيذية دولية لـ Creative Commons. ولديهما ثلاثة أطفال، بما في ذلك لارا كوزيما هنكل فون دونرسمارك، ويعيشان حاليًا في لوس أنجلوس.[6] يبلغ طوله 2.05 متر (6 أقدام و9 بوصات).[7] المهنة في عام 1977 (في سن 4 أو 5 سنوات)، بينما كان يعيش كطفل في نيويورك، شاهد أول فيلم له في متحف الفن الحديث. كان يتوقع أن يشاهد دكتور دوليتل لكنه "تعرض بدلاً من ذلك" للدراما الألمانية Varieté. ويستشهد بهذه التجربة باعتبارها بداية اهتمامه بالسينما.[8] في عام 1996، حصل على تدريب في الإخراج مع ريتشارد أتينبورو في فيلم In Love and War، ثم ذهب للدراسة في فصل إخراج الخيال في Hochschule für Fernsehen und Film München (جامعة التلفزيون والأفلام في ميونيخ)، ألمانيا، وهي الجامعة الأم لمخرجين متنوعين مثل ويم فيندرز ورولان إيميريش ومارين آدي، التي كانت زميلة دونرسمارك في الدراسة. حطم أول فيلم قصير له، Dobermann (الذي كتبه وأنتج وأخرجه وحرره)، الرقم القياسي للمدرسة لعدد الجوائز التي فاز بها إنتاج طلابي. أصبح مهرجانًا دوليًا، وسافر دونرسمارك عبر دائرة المهرجانات لأكثر من عام.[9][10] فاز فيلمه الروائي الطويل الأول Das Leben der Anderen (حياة الآخرين)، والذي قضى دونرسمارك ثلاث سنوات في كتابته وإخراجه وإكماله، بجائزة الفيلم الأوروبي لأفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل سيناريو في عام 2006. فاز دونرسمارك بجائزة رابطة نقاد السينما في لوس أنجلوس لأفضل فيلم أجنبي، وتم ترشيحه لجائزة جولدن جلوب (التي ذهبت إلى كلينت إيستوود بدلاً من ذلك)، وفي 25 فبراير 2007 فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم روائي دولي.[11] في عام 2007، كان دونرسمارك واحدًا من 115 عضوًا جديدًا تمت دعوتهم للانضمام إلى AMPAS.[12] صدر فيلمه التالي، السائح، في عام 2010. أعاد دونرسمارك كتابة وإخراج وإكمال عمله الثاني في أقل من أحد عشر شهرًا، وأخبر تشارلي روز أنه أراد استراحة من كتابة سيناريو مظلم عن الانتحار. كان فيلم The Tourist فيلم إثارة من بطولة أنجلينا جولي وجوني ديب، وتم ترشيحه لثلاث جوائز غولدن غلوب: أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، وديب لأفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي وجولي لأفضل ممثلة في فيلم موسيقي أو كوميدي.[13][14] كما فاز بثلاث ترشيحات لجوائز Teen Choice Awards (أفضل فيلم، أفضل ممثل، أفضل ممثلة) فاز بجائزتين منها. افتتح الفيلم برقم متوسط، لكنه انتهى به الأمر في النهاية إلى تحقيق 278.3 مليون دولار أمريكي في شباك التذاكر العالمي،[15] مما دفع هوليوود ريبورتر إلى إعلانه متأخرًا "نجاحًا دوليًا".[16] في عام 2019، تم ترشيح فيلمه الروائي الثالث Never Look Away لجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي الخامس والسبعين، ولجائزة غولدن غلوب من قبل رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود ولجائزتي أوسكار في فئتي أفضل فيلم روائي دولي وأفضل تصوير سينمائي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الحادي والتسعين.[17] كانت هذه هي المرة الثانية فقط في التاريخ التي يتم فيها ترشيح فيلم باللغة الألمانية لمخرج ألماني المصدر موقع ويكيبيديا
ثورة التانغو
BY Director ELIE KAMAL
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
ثورة التانغو للمخرج "إيلي كمال" في افتتاح مهرجان طرابلس للأفلام 2015 ضحى عبدالرؤوف المل تؤلف الموسيقى المشاهد بمخيلة يتأثر بها الحس الإنساني، لأنها تعتمد على النغمة المؤداة والقادرة سمعيًا على خلق تخيلات بصرية تجذبنا نحو بؤرة الحدث تبعًا للمشاعر الداخلية وللنبع الوجداني المتأثر بالمشاهد الحياتية من حوله. وهذا ما لمسناه في فيلم "ثورة التانغو" ("Revolt Tango") من خلال الموسيقى التصويرية والتأليف المتوائم مع مجريات الأحداث السياسية التي تأثرت بها المجتمعات، وتختلف تعبيراتها من فرد إلى فرد. لكن أن تؤلف الموسيقى كسيناريو استطاعت خلق قوة سمعية لعبت دورها بصريًا في خلق تناقضات بين علو النغمة وانخفاضها، وقدرتها على التأثير الحسي الذي نقلته الفنانة "جاهدة وهبي" بابتكار إبداعي لافت للانتباه، وبقدرة فنية ضبطت المشهد الحركي لرقصة هي رفض واستنكار للأحداث التي تمر بها البلاد العربية. حيث ترك المخرج "إيلي كمال" لنهاية الفيلم سخرية تجعلنا نتساءل: أين تضعنا السياسات التي تخلق ثورات يذهب ضحيتها شعب يبحث عن السلام؟ قوة الموسيقى التصويرية وكاميرا تتحرك برمزية سريالية تكمل المشهد بعناصر بسيطة محيطة بالمشهد، وكأنها ضمن ذكريات زمن يتجدد بين بيت عتيق وراقص حافي القدمين. وهذا ما فتح المشهد على ملامسة وجدانية تحيط بالمشاعر من حيث قدرة الراقص "مازن كيوان" على إظهار حركة الأصابع في ملامسة الأرض الصلبة مع ليونة القدم الحافية وقوتها الباطنية المتكاملة مع التعبيرات الأخرى. والزجاج الذي تكسر على الأرض دون خوف من عواقب الأمور قد تؤدي إلى أخطار، وضعها المخرج ضمن علامات تعجب تصويرية تتيح للمشاهد خلق أسئلة متعددة وتساؤلات سريالية من رفض وحب وعنفوان وتمسك بالعائلة وتأثيرات الأخبار على المواطن الذي يبحث عن لحظة عائلية دافئة لا شرارة فيها لأي ثورة هي من صنع الإنسان. وكأنها رقصة تستنكر الأحداث، فهل استطاع المخرج "إيلي كمال" مجاراة الرقص المحترف والموسيقى القوية أم أن الكاميرا قد تعجز عن مواكبة تعبيرات "التانغو" وموسيقى "جاهدة وهبي"؟ يقول المخرج إيلي كمال: "موسيقى الفيلم تم تأليفها على السيناريو، أي قبل تصوير الفيلم. عادةً التأليف الموسيقي يتم بعد تصوير الفيلم ليؤلف الموسيقي المشهد السمعي بما يتناسب بصريًا، وقد أعطيت السيناريو للفنانة 'جاهدة وهبي' وعملنا سويًا في التأليف العام. والفن والموسيقى لغة عالمية، ففنان صيني لا يستطيع الكلام مع فنان عربي، لكن موسيقي صيني يستطيع العزف مع موسيقي شرقي بسهولة. وأنا راضٍ عن العمل ليس مئة بالمئة، إنما سعيد جدًا بفيلم 'ثورة تانغو' وراضٍ عن النتيجة. وأنا بالأساس مدير تصوير وما زلت مدير تصوير في أفلام أخرى، وتجاربي السينمائية كثيرة وهذا ثالث فيلم قصير أقوم به، وأحضر حاليًا لأول فيلم طويل." ما بين "مازن كيوان" و"ندى أبو فرحات"، رقصة تعتمد على الحس المرهف والانفعالات المرتبطة بالحركة وتوازنها مع الشريك الآخر ضمن تعبيرات قادها الراقص "مازن كيوان" ببراعة تسربت إلى المشاهد الرافض والمؤيد لتأثيرات الداخل والخارج من خلال النظر من النافذة، ومتابعة شاشة التلفزيون والاهتمام بالأسرة، وإخراج الاحتقان الباطني برقصة تحاكي الواقع بصريًا، حتى ضمن عقارب الساعة والسمكة التي خرجت من الماء قسراً برمزية تصويرية استخدمها المخرج "إيلي كمال" للتعبير بشكل فني وغليان تزداد وتيرته وجرأته كلما ازداد العمق البصري توغلاً في مضمون ذي مفهوم يرى أن الإنسان يستطيع "مواجهة الاضطرابات السياسية الواضحة في الشوارع وعلى الأخبار"، وتحدي خوف مثقل بالقلق مما يؤثر على قوة الخطوات وخطورتها. وهذا ما يحدث في مجتمعاتنا العربية حيث ينتقل الغضب من الشارع إلى أفراد المجتمع الرازح تحت عبء سياسات لا تستطيع تأمين راحة البال. فهل نجح فيلم "ثورة تانغو" في محاكاة ذلك؟ تقول ندى أبو فرحات: "العرب أول من اخترع الرقص وهم أكثر الشعوب التي تتكلم من خلال الموسيقى. والرقص لغة مثل الحوار تمامًا، لكنه يحتاج لجهد أكبر لأن الجسد يحتاج لتهيئته أكثر لهذه اللغة، والمخرج استطاع إيصال هذا المفهوم. الراقص عليه التعبير والمخرج عليه إيصال المضمون من خلال رسالته وصورته، وأنا سعيدة جدًا بالقيام بالرقص في هذا الفيلم 'ثورة التانغو'. وإذا استمعنا إلى الموسيقى فقط نفهم موضوع الفيلم، وأنا شخصيًا عندما سمعت الموسيقى بكيت، و'جاهدة وهبي' قامت بعمل موسيقى رائعة وهذا نوع معين بالفن. وأقول أنا شخصيًا مؤمنة جدًا بقوة الموسيقى والرقص، بالنسبة لي هذه لغة عالمية، ومهرجان طرابلس هو مقاومة ثقافية، وهذه المقاومة الثقافية تفتح ذهن كل من يحاربنا ومن يحاول إعادة لبنان إلى الوراء. ونحن هنا في طرابلس لمحاربة ذلك ثقافيًا." برؤية أخرى فيلم "ثورة التانغو" للمخرج إيلي كمال يقدم تجربة فنية غنية ومؤثرة. الفيلم يتناول قضايا اجتماعية وسياسية عميقة من خلال عناصر فنية متنوعة، ويمزج بين الإيقاع الراقص والموسيقى التصويرية لخلق تجربة بصرية وسمعية متكاملة. يستعرض الفيلم التناقضات الاجتماعية والسياسية عبر لغة الرقص والتصوير، مما يعزز من تأثيره العاطفي على المشاهد. يركز الفيلم على تأثير الأزمات السياسية والاجتماعية على الأفراد والمجتمع. يعكس "ثورة التانغو" الصراع الداخلي والخارجي من خلال تفاعلات الشخصيات مع الأحداث المحيطة. تُستخدم الرقصة والتصوير لنقل رسالة حول القضايا السياسية والاجتماعية، مع التركيز على التناقض بين الهدوء الداخلي والاضطرابات الخارجية. يعكس الفيلم الصراع الداخلي للمجتمع والأفراد في مواجهة الأزمات. الرقص هنا ليس مجرد حركة جسدية، بل تعبير عن مشاعر الإحباط والغضب والأمل. التوتر بين الأجزاء المختلفة من الرقصة يمكن أن يُفهم كرمز للتوترات النفسية التي يواجهها الأفراد في ظل الأزمات. التفاعل بين الرقص والموسيقى يخلق تجربة نفسية معقدة تعكس تقلبات المشاعر. يتميز الفيلم باستخدامه المتقن للموسيقى التصويرية والرقص لخلق تجارب متعددة الحواس. يتميز التأليف الموسيقي بالتكامل مع السيناريو، حيث تم تأليفه قبل تصوير الفيلم. هذا التوقيت غير التقليدي يعزز من فعالية الموسيقى في تعزيز الرسائل البصرية والفكرية للفيلم. الأداء الموسيقي لجاهدة وهبي يضيف عمقًا وشعورًا للأحداث التي تُعرض. يبرز الفيلم من خلال استخدامه للتباين بين الألوان والإضاءة، مما يعزز من الأجواء التي يحاول نقلها. المشهد الذي يتضمن الرقصة مع الزجاج المكسور والسمكة التي خرجت من الماء يُستخدم بشكل رمزي لتمثيل الاضطرابات الداخلية والخارجية. الألوان المائلة والأضواء الدافئة تجعل المشاهد يشعر بعمق التجربة الجمالية التي يمر بها الشخصيات. الفيلم يُظهر الإبداع في تجسيد الأحاسيس والمشاعر من خلال الرقص والموسيقى. الرقصة تعبر عن رفض واستنكار للأحداث، بينما الموسيقى تعزز من هذا التعبير وتضيف طبقة إضافية من الفهم للمشاهد. التفاعل بين الرقصة والموسيقى يعكس تجربة إنسانية معقدة تتراوح بين الرفض والغضب والأمل. من منظور حركي، يتميز الفيلم بإيقاع رقصة قوي ومتوازن. الحركة في الرقص تعكس التوتر والصراع، بينما التوازن بين الأجزاء المختلفة من الرقصة يعكس التوازن بين المشاعر والأحداث. حركة الأصابع والقدمين، والرقص على الزجاج المكسور، تخلق تأثيرًا حركيًا يعزز من فهم المشاهد للصراع والتوتر. يعتمد الفيلم على رمزية سريالية لخلق تأثير بصري يتماشى مع الرسالة العاطفية للفيلم. الكاميرا تتحرك بسلاسة لتكمل التباين بين النغمة العالية والمنخفضة في الموسيقى. التكوين البصري للمشاهد يعزز من الفهم الشعوري والتعبيري للرقصة والأحداث، ويضيف عمقًا للتجربة البصرية. فيلم "ثورة التانغو" يُعتبر تجربة فنية متكاملة تجمع بين الإيقاع الراقص والموسيقى التصويرية والتصوير السينمائي بطريقة تعزز من الرسالة الموضوعية والنفسية. من خلال التباين بين الألوان والحركة، يعكس الفيلم الأزمات الاجتماعية والسياسية بطريقة تعبر عن تجربة إنسانية معقدة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director ELIE KAMAL
إيلي كاتب ومخرج ومصور سينمائي يتمتع بخبرة تزيد عن 15 عامًا في الإعلانات التلفزيونية والأفلام المؤسسية والسينما. ذهب إلى مدرسة السينما في لبنان (IESAV) وبلجيكا (INSAS). أخرج فيلمه القصير الأول في عام 2010 "2 1/2" الذي فاز بجائزة FIPRESCI في مهرجان دبي السينمائي، وتبعه فيلمان قصيران "Ice" (2013) و"Revoltango" (2014). بالتوازي مع ذلك، واصل إيلي تنمية حرفته في الإعلانات التلفزيونية بينما كان يتحدى نفسه باستمرار بتقنيات وأساليب تصوير مختلفة. في عام 2018، كتب إيلي وأخرج مسرحية "Anti- Personnel" التي جالت في عدة مدن وشاركت في JTC-Journées Théatrales de Carthage في تونس. فاز فيلمه الوثائقي الطويل الأول "بيروت تيرمينوس" بجائزة أفضل فيلم غير روائي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2019. من ناحية أخرى، يتعاون إيلي مع صناع أفلام آخرين في مشاريعهم من السيناريو إلى الشاشة، ويبتكر ويكتب ويطور مسلسلات تلفزيونية (محدودة وموسمية). المصدر موقعه الالكتروني الشخصي https://www.eliekamal.com/home
مُستقبل ذكرياتنا القادمة
BY Director Phillip Noyce
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مُستقبل ذكرياتنا القادمة فيلم المعطي (The Giver) ضحى عبدالرؤوف المل - بيروت، لبنان بعد الفناء، بدأنا من جديد. أنشأنا مجتمعًا جديدًا، مجتمعًا صحيًّا مدعومًا ببنايات صحية، نعلم الأطفال ما هو جديد، نعلمهم لغة متقنة. المواطن هنا لا يكذب قط. جملة يبدأ التعريف بها في فيلم فلسفي ذو رؤية علمية خيالية تبناها المخرج "فيليب نويس" (Phillip Noyce) بعمق فكري هادف إلى إظهار قيمة الحياة من حيث أضدادها لا مثاليتها المزيفة الباحثة عن مفردات مختلفة كالقتل واستبدالها بالرحلة الأخيرة أو أنه من المفقودين. فذكريات الماضي في تاريخنا تعلمنا أن الصراع الإنساني نشأ من أساطير تحمل في طياتها حقيقة الإنسان وماهيته المبنية على التناقضات بين الخير والشر. إلا أنها تختلف نسبيًّا من إنسان إلى إنسان تبعًا لميوله وأفكاره والأخلاق التي بنى عليها في بيئته الحاضنة له. لأنه في كينونته كتلة من المشاعر التي يصعب السيطرة عليها، وإن من خلال العقاقير والأدوية، ولمتابعة جيل تم إبعاده عن كافة وسائل الماضي لبناء مجتمع مثالي فشلت في تكوينه الرئيسة "ألدر" أو الممثلة "ميريل ستريب"، لأنها علميًّا لا تستطيع الاستغناء عن الذاكرة. وبالتالي لا بد من ترك إنسان ناشط ذهنيًّا يؤرخ للمراحل الحياتية المتتابعة عبر الأجيال. وهنا تبدأ المفارقات عندما يقرر المانح وهب المعلومات التاريخية إلى شاب هو مُستقبل معلومات الحاضر، ليكون جزءًا من تاريخ يمكن الاعتماد عليه. وهذا يحتاج إلى قوة إرادة ومتابعة منه. إلا أن المانح خطط ليعيد الحياة كما هي للإنسان بكافة تناقضاته، حروبه، خيره وشره، وألوانه الكاملة بعيدًا عن المثالية غير الممكن تطبيقها على الأرض. لأن الإنسان في تكوينه يمتلك الخير والشر، وهذا يتناقض مع المجتمع المبرمج على القوانين الصارمة لتأمين المجتمع الأفضل، وبسلبه نعمة الحب والأجواء العائلية الكاملة من أم وأب حقيقيين. فهل استطاع المؤلف التوأمة مع المخرج "فيليب نويس" في إظهار المكنون الفلسفي بصريًّا، أو بالأحرى سينمائيًّا؟ لن تتغير ماهيتنا؛ هذا الاستنتاج هو الحقيقي لمفهوم البناء المجتمعي الذي يسلب صفة الإنسان المبنية على التضاد النوعي والحسي للرجل والمرأة. فالمجتمع الأفضل في الفيلم عبارة عن تغيير المفاهيم وانتقال تعابيرها من القساوة إلى الرقة حيث يتم اختيار المهنة للشاب أو الصبية تبعًا لحاجة المجتمع، وبنظام تقليدي يمنع أيًّا من الشباب اختيار ما يريد، ولكن ضمن النظام المجتمعي الذي أنشأته الرئيسة العامة. لتتجنب الحروب الإنسانية وعنفها العنصري الذي استطاع رؤيته المانح، ليتخطى الحواجز المانعة من الوصول إلى المجتمع الحياتي الحقيقي. فالرواية المكتوبة تحمل الاسم نفسه، وهي للروائي "لويس لوري" الذي عالجها دراميًّا "مايكل ميتنيك وروبرت ب. وادي" لتحافظ على معناها الاجتماعي وضمن مفاهيم الخيال العلمي الذي يحاول اصطناع مفاهيمه تبعًا للعلم وتقنينه، بعيدًا عن الإنسان وجوهره كمخلوق بشري تواجد منذ آلاف السنين وعبر التاريخ في هذا الكون. جوناس لم يتقبل خلو الإنسان من المشاعر، ولا التخلي عن المستقبل البعيد. فهو أراد الحفاظ على ذاكرة التاريخ التي أراد المانح منحه إياها، ولكن ضمن عزلة فكرية ترفض أناقة المنازل المصممة بتقنية عصرية تواكب النظم الاجتماعية التي يرفضها بحذر، لأن الألوان هي أساس الحياة، والأخضرار في لون الشجر هو الحياة بحساسيتها الجمالية المؤثرة على المشاعر الإنسانية. حيث للألم متعته الخاصة لأنه يجعلنا نشعر بانعكاساته في أنفسنا لنتذوق طعم البديل المعاكس للألم بفهم ذي فكرة تمنحنا قيمة الحياة. والتفاعل مع الآخر ضمن المعنى الإنساني الذي استطاع نقله الممثل "جيف بريدجز". ولا ننسى الموسيقى التصويرية المختلفة في إيقاعها ضمن المشاهد المعاصرة زمنيًّا، لنشعر أننا في المستقبل المجهول الذي نراه مع الثلوج والجبال والصحاري والطائرات الحديثة بأصواتها المميزة لاستكمال المشهد ومنطقيته بعيدًا عن المبالغة أو الإحساس بالبعد عن التفاعل بين المشاهد والفيلم أو عناصره الفنية بأكملها من قصة خيالية مستوحاة من تطور العلم عبر المستقبل. فالعناصر الفنية من إخراج وتمثيل وصوت وصورة نجحت نوعًا ما في الإقناع والتأثير. إلا أن الفيلم رفض الخيال العلمي وقرر العودة إلى منابع الحياة الحقيقية في النهاية، حيث عادت إليها الألوان بأكملها، لتتضح التصورات الإخراجية بتطابق مع النص الروائي وصعوبته سينمائيًّا. فقد حملت المشاهد ثغرات تعبيرية على وجوه الممثلين كالحقد والكراهية والقتل في مجتمع بدا مثاليًّا في أول الفيلم، ومن ثم أدركنا أن الإنسان هو الإنسان مهما حاول البعض السيطرة على أهدافه وميوله وغرائزه. لأنه مبني كما الطبيعة بكافة الألوان والتأثيرات والانفعالات التي تكثفت في المشاهد الأخيرة عند المانح والفتاة والطفلة الصغيرة التي كانت تسمع جوناس وهو يحاكي الطفل المستقبلي لحفظ الذكريات، صاحب العلامة الفارقة المشابهة لجوناس وللمانح الذي جعله يرى طريقة فصله عن أخيه التوأم الذي تم ترحيله بأسلوب إنساني ميال للشر، ولكن بمفهوم المجتمع المثالي الذي يحاول دس مفرداته في فكر يؤثر عليه بالأدوية والعقاقير. استطاع المصور "رووس إيمري" التركيز على الخدع البصرية وعلى الأبعاد المبنية على تكسرات الضوء. إلا أن المشاهد بين الثلوج ابتعدت عن المنطق من حيث الاستعداد لطفل يحمل القدرة على مكابدة مشقة تخطي الحدود لإلغاء هذا المجتمع الذي فشل في منح الإنسان الحب ولذة البقاء النوعي مع أمومة حقيقية أو أبوة قادرة على الرعاية والاهتمام، وأبناء تتفاعل مشاعرهم بصدق مع كافة أفراد العائلة بدون اختيارات مفروضة من الخارج. فقد امتزجت الموسيقى التصويرية مع الأصوات الطبيعية التي اصطنعها النظام المجتمعي ليلغي الإثارة السمعية من شعبه الذي يحيا بعيدًا عن المشاعر بسبب العقاقير والأدوية، ونفي كل وسائل الموسيقى من آلات كالبِيانو الذي احتفظ به المانح في صومعته الخاصة. برؤية أخرى فيلم "المعطي" (The Giver)، المستند إلى رواية لويس لوري، يقدم رؤية فلسفية ودراسية لأسئلة عميقة حول طبيعة الإنسان والمجتمع. من خلال تنقلاته الدرامية ورؤيته الفنية والإخراجية، يستكشف الفيلم التناقضات بين عالم المثالية والواقع الإنساني، مستندًا إلى فلسفة متقدمة حول الذاكرة والحريات الفردية. يتمحور الفيلم حول عالم يُحكم بقوانين صارمة تهدف إلى تحقيق السلام والمثالية على حساب القيم الإنسانية الأساسية. هذا الصراع الدرامي بين المجتمع المنظم والمنعزل، من جهة، واحتياجات الإنسان الفطرية للتجربة والتناقض، من جهة أخرى، يخلق توترًا دراميًّا محوريًّا. الشخصيات، بما في ذلك "جوناس" و"المانح"، تتطور عبر رحلة ذات أبعاد نفسية عميقة. جوناس، كشخصية رئيسة، يتعرض لعملية تطور درامي مكثفة، حيث يكتشف تدريجيًّا تعقيدات العالم من حوله والتناقضات التي يشملها. تُمثل هذه الشخصية بوضوح الصراع بين الفضيلة المفروضة والحرية الفردية، وتؤدي رحلة اكتشاف الذات هذه إلى تنامي وعيه وتوسيع نطاق إدراكه للوجود. أُخرج فيلم "المعطي" بإشراف "فيليب نويس"، الذي استطاع إضفاء لمسة إخراجية مميزة على العمل. تتميز السينما المستخدمة بالتباين بين الألوان الرمادية في المجتمع المثالي والألوان الزاهية التي تعكس عالم الذكريات. هذا التباين البصري يساهم في إبراز الفجوة بين الواقع المهيمن والذكريات المحفوظة، مما يعزز الرسالة الفلسفية للفيلم. الإخراج يجمع بين التكنيكات البصرية مثل الخدع الضوئية والتصوير الدقيق، مما يعكس الوضع الداخلي لشخصيات الفيلم. كما أن استخدام الموسيقى التصويرية، والتي تميزت بتنوعها وإيقاعها، يساهم في بناء الجو الدرامي وإضفاء عمق عاطفي على المشاهد. يستعرض الفيلم فكرة المجتمع المثالي من خلال نظرة نقدية، مبرزًا كيف أن هذا المجتمع، على الرغم من تنظيمه المثالي، يفتقر إلى الإنسانية الجوهرية. الصراع بين المثالية والواقعية يتجلى من خلال الأبعاد الاجتماعية للفيلم، حيث يُظهر كيف أن القوانين الصارمة والتقييدية يمكن أن تؤدي إلى قمع المشاعر والاحتياجات الإنسانية الأساسية. الفيلم يدعو إلى التفكير في أهمية التباين والتجربة الفردية كجزء أساسي من التجربة الإنسانية. من خلال هذا العرض، يقدم الفيلم نقدًا اجتماعيًّا للفكرة القائلة بأن التوحيد والضغط الاجتماعي يمكن أن يحققوا السلام دون المساس بجوهر الإنسان. تُبرز تعبيرات الشخصيات وتجاربهم الداخلية التأثيرات النفسية للفيلم. تصوير المشاعر الداخلية والتجارب العاطفية يتم بعمق من خلال الأداء المميز للممثلين مثل "جيف بريدجز" و"ميريل ستريب"، اللذين ينقلان بوضوح المعاناة والصراع الداخلي لشخصياتهم. التحليل التعبيري للفيلم يظهر كيف أن المشاعر الإنسانية، سواء كانت فرحًا أو ألمًا، تشكل جزءًا لا يتجزأ من تجربة الحياة، حتى في إطار مجتمع مثالي يسعى إلى إلغائها. الفيلم يبرز كيف أن التفاعلات العاطفية والتجارب الحياتية تصنع جوهر الإنسان، مما يجعلها ضرورية لفهم الذات والعالم من حولنا. يسأل الفيلم أسئلة عميقة حول طبيعة الذاكرة والحرية والإنسانية. يسعى الفيلم إلى استكشاف العلاقة بين الذاكرة الفردية والتجربة الإنسانية، موضحًا كيف أن الذاكرة لا تقتصر على مجرد معلومات، بل هي جوهر التجربة الإنسانية التي تعطي معنى للحياة. كما أن فكرة الفيلم تدور حول أن الإنسانية تكمن في القدرة على تجربة كل من الخير والشر، السعادة والحزن، كجزء من رحلة الحياة. من خلال تعارضات الفيلم، يظهر كيف أن محاولة تحقيق المثالية على حساب المشاعر والتجارب الإنسانية يمكن أن تؤدي إلى مجتمع غير مكتمل. فيلم "المعطي" هو عمل سينمائي غني من حيث الدراما والفن والمجتمع والتعبير. من خلال النظر في الجوانب الإخراجية والفلسفية، يقدم الفيلم رؤية عميقة حول قيمة الإنسانية والذكريات في سياق المجتمع المثالي. بفضل تنوع العناصر الفنية والتعبيرية، يظل الفيلم تجربة مثيرة للتفكير والتأمل في جوهر الإنسان ومكانته في العالم. Doha El Mol dohamol67@gmail.com الفيلم من بطولة: جيف بريدجز، وميريل ستريب، وبرينتون ثويتس، وألكسندر سكارسجارد، وأوديا راش، وكاميرون موناغان، وكيتي هولمز، وتايلور سويفت.
×
Director Phillip Noyce
فيليب نويس (من مواليد 29 أبريل 1950)[1] هو مخرج سينمائي وتلفزيوني أسترالي. منذ عام 1977، أخرج أكثر من 19 فيلمًا روائيًا في أنواع مختلفة، بما في ذلك الدراما التاريخية (نيوز فرونت، رابيت برووف فينس، ذا كوايت أميركان)؛ وأفلام الإثارة (ديد كالم، سليفر، ذا بون كولكتور)؛ وأفلام الحركة (بليند فيوري، ذا سانت، سالت). كما أخرج أيضًا أفلام Patriot Games (1992) وClear and Present Danger (1994) المقتبسة من رواية جاك رايان، بالإضافة إلى فيلم The Giver المقتبس عام 2014 من رواية لويس لوري. عمل في أوقات مختلفة مع ممثلين مثل فال كيلمر، هاريسون فورد، دينزل واشنطن، مايكل كين، أنجلينا جولي، نيكول كيدمان، ميريل ستريب، روتجر هاور وثلاثة أفلام مع ثورا بيرش على مدار 25 عامًا. كما أخرج وكتب وأنتج برامج تلفزيونية في كل من أستراليا وأمريكا الشمالية، بما في ذلك The Cowra Breakout وVietnam وRevenge وRoots وNetflix's What/If. حازت أعمال نويس على العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز AACTA لأفضل فيلم وأفضل مخرج وجائزة خاصة لإنجاز العمر من Longford Lyell. الحياة والمهنة يحتاج هذا القسم من سيرة شخص حي إلى مصادر إضافية للتحقق. يرجى المساعدة بإضافة مصادر موثوقة. يجب إزالة المواد المثيرة للجدال حول الأشخاص الأحياء والتي لا يتم الاستشهاد بها أو التي تم الاستشهاد بها بشكل سيئ على الفور من المقالة وصفحة المناقشة الخاصة بها، خاصةً إذا كانت تشهيرية. البحث عن المصادر: "Phillip Noyce" - الأخبار · الصحف · الكتب · الباحث · JSTOR (أغسطس 2023) (تعرف على كيفية ومتى تزيل هذه الرسالة) ولد نويس في جريفيث، نيو ساوث ويلز،[2] التحق بالمدرسة الثانوية في كلية باركر في سيدني وبدأ في صنع أفلام قصيرة في سن 18 عامًا. لقد استحوذ ملصق لعرض أفلام "سرية" على خياله وأشعلت الأفلام التجريبية الأمريكية والأسترالية الستة عشر شيئًا آخر. بعد أربعة أشهر، صور أول فيلم قصير له، وهو Better to Reign in Hell الذي تبلغ مدته 15 دقيقة، بتمويل من بيع الأدوار لأصدقائه. في عام 1969، أصبح نويس مديرًا لجمعية Sydney Filmmakers Co-op، وهي جمعية من صانعي الأفلام. مع جان تشابمان، أدار سينما صانعي الأفلام لمدة ثلاث سنوات فوق مكتبة اشتراكية في سيدني، وعرض الأفلام القصيرة للمخرجين الذين شكلوا الموجة الأسترالية الجديدة: جيليان أرمسترونج، وبيتر وير، وبروس بيريسفورد، وجورج ميلر، وبول كوكس. كان هؤلاء جيلًا من جيل طفرة المواليد الذين نشأوا نادرًا ما يشاهدون فيلمًا أستراليًا، حيث كانت المصالح البريطانية والأمريكية تسيطر على التوزيع والعرض في أستراليا. بعد تخرجه من جامعة سيدني، انضم إلى مدرسة السينما والتلفزيون والإذاعة الأسترالية في عام 1973 وأصدر أول فيلم احترافي له في عام 1975. تتميز العديد من أفلامه بالتجسس، حيث نشأ نويس وهو يستمع إلى قصص والده عن خدمته مع وحدة الكوماندوز الأسترالية Z Force خلال الحرب العالمية الثانية.[3] بعد أول فيلم روائي له، Backroads متوسط الطول (1977)، حقق نويس نجاحًا تجاريًا ونقديًا كبيرًا مع Newsfront (1978)، والذي فاز بجوائز المعهد الأسترالي للأفلام (AFI) لأفضل فيلم ومخرج وممثل وسيناريو؛ افتتح مهرجان لندن السينمائي وكان أول فيلم أسترالي يُعرض في مهرجان نيويورك السينمائي. عمل نويس في مسلسلين قصيرين للتلفزيون الأسترالي مع زميله المخرج الأسترالي جورج ميلر: The Dismissal (1983) وThe Cowra Breakout (1984). أنتج ميلر أيضًا الفيلم الذي لفت انتباه استوديوهات هوليوود إلى نويس - Dead Calm (1988) الذي أطلق مسيرة نيكول كيدمان. بعد Dead Calm، ذهب نويس إلى أمريكا لإخراج Blind Fury بطولة روتجر هاور لشركة Tri-Star Pictures. انتقل مع عائلته الصغيرة إلى الولايات المتحدة في عام 1991، وأخرج نويس خمسة أفلام على مدى السنوات الثماني التالية، وكان Clear and Present Danger، بطولة هاريسون فورد، الأكثر نجاحًا، نقديًا وتجاريًا، حيث حقق 216 مليون دولار. بعد فيلم Bone Collector عام 1999 بطولة أنجلينا جولي ودنزل واشنطن، قرر نويس العودة إلى موطنه أستراليا لفيلم Stolen Generations بعنوان Rabbit-Proof Fence، والذي فاز بجائزة AFI لأفضل فيلم عام 2002. وقد وصف فيلم Rabbit-Proof Fence بأنه "بسهولة" أفخر لحظة له كمخرج: "عرض هذا الفيلم على مجتمعات السكان الأصليين المختلفة في جميع أنحاء البلاد ورؤية استجابتهم، لأنه أعطى مصداقية لتجارب الأجيال المسروقة".[4] وعلى الرغم من تمويله بشكل مستقل، حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا مع الجماهير الأسترالية وبيع في جميع أنحاء العالم. كما تم الإشادة بنويس عن فيلم The Quiet American، وهو فيلم مقتبس عام 2002 من رواية جراهام جرين، والذي منح مايكل كين ترشيحًا لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل وحصل على جوائز أفضل مخرج من دائرة نقاد السينما في لندن والمجلس الوطني للمراجعة في الولايات المتحدة. بعد فيلم Catch a Fire (2006) الذي تدور أحداثه حول الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، قرر نويس أن يصنع فيلم استوديو آخر بميزانية كبيرة وهو فيلم Salt (2010) بطولة أنجلينا جولي، والذي أثبت أنه أكبر نجاح تجاري له حتى الآن، حيث حقق ما يقرب من 300 مليون دولار في جميع أنحاء العالم.[3] في عام 2011، أخرج نويس وأنتج حلقة تجريبية لمسلسل Revenge على قناة ABC، كما قام بإخراج وإنتاج حلقة تجريبية أخرى. filib nuys (min mawalid 29 'abril 1950)[1] hu mukhrij sinimayiyun watilifizyuniun 'usturali. mundh eam 1977, 'akhrij 'akthar min 19 fylman rwayyan fi 'anwae mukhtalifatin, bima fi dhalik aldirama altaarikhia (nyuz frunti, rabit bruwf finsi, dha kwayit 'amirkan); wa'aflam al'iithara (did kalmi, slifir, dha bun kuliktur); wa'aflam alharaka (blind fyuri, dha santi, salt). kama 'akhraj aydan 'aflam Patriot Games (1992) waClear and Present Danger (1994) almuqtabasat min riwayat jak rayan, bial'iidafat 'iilaa film The Giver almuqtabas eam 2014 min riwayat luis luri. eamil fi 'awqat mukhtalifat mae mumathilin mithl fal kilmar, harisun furdi, dinzil washintun, maykil kin, 'anjilina juli, nikul kidman, miril strib, rutjir hawar wathalathat 'aflam mae thawran birash ealaa madar 25 eaman. kama 'ukhrij wakutub wa'antaj baramij tilfizyuniatan fi kulin min 'usturalia wa'amrika alshamaliati, bima fi dhalik The Cowra Breakout waVietnam waRevenge waRoots waNetflix's What/If. hazat 'aemal nuiis ealaa aleadid min aljawayizi, bima fi dhalik jawayiz AACTA la'afdal film wa'afdal mukhrij wajayizat khasat l'iinjaz aleumr min Longford Lyell. alhayat walmihana yahtaj hadha alqism min sirat shakhs hayin 'iilaa masadir 'iidafiat liltahaquqi. yurjaa almusaeadat bi'iidafat masadir mawthuqatin. yajib 'iizalat almawadi almuthirat liljidal hawl al'ashkhas al'ahya' walati la yatimu alaistishhad biha 'aw alati tama alaistishhad biha bishakl sayiy ealaa alfawr min almaqalat wasafhat almunaqashat alkhasat bha, khastan 'iidha kanat tashhiriatan. albahth ean almasadiri: "Phillip Noyce" - al'akhbar · alsuhuf · alkutub · albahith · JSTOR ('aghustus 2023) (tueraf ealaa kayfiat wamataa tuzil hadhih alrisalatu) wulid nuis fi jirifith, niu sawth wilz,[2] ailtahaq bialmadrasat althaanawiat fi kuliyat barkir fi sidni wabada fi sune 'aflam qasirat fi sinin 18 eaman. laqad aistahwadh mulsaq lieard 'aflam "sriatin" ealaa khayalih wa'asheilat al'aflam altajribiat al'amrikiat wal'usturaliat alsitat eashar shyyan akhara. baed 'arbaeat 'ashhuru, suar 'awal film qasir lah, wahu Better to Reign in Hell aladhi tablugh mudatuh 15 daqiqatan, bitamwil min baye al'adwar li'asdiqayihi. fi eam 1969, 'asbah nuays mdyran lijameiat Sydney Filmmakers Co-op, wahi jameiat min saniei al'aflam. mae jan tshabman, 'adar sinama saniei al'aflam limudat thalath sanawat fawq maktabat aishtirakiat fi sidni, waeard al'aflam alqasirat lilmukhrijin aladhin shakaluu almawjat al'usturaliat aljadidata: jilyan 'armistrunji, wabitar wir, wabrus birisfurd, wajurj milir, wabul kuks. kan hawula' jylan min jil tafrat almawalid aladhin nasha'uu nadran ma yushahidun fylman astralyan, hayth kanat almasalih albiritaniat wal'amrikiat tusaytir ealaa altawzie waleard fi 'usturalya. baed takharujih min jamieat sidni, aindama 'iilaa madrasat alsiynima waltilfizyun wal'iidhaeat al'usturaliat fi eam 1973 wa'asdar 'awal film aihtirafiin lah fi eam 1975. tatamayaz aleadid min 'aflamih bialtajssu, hayth nasha nuays wahu yastamie 'iilaa qisas walidih ean khidmatih mae wahdat alkumanduz al'usturaliat Z Force khilal alharb alealamiat althaaniati.[3] baed 'awal film riwayiyin lah, Backroads mutawasit altuwl (1977), haqaq nuays njahan tjaryan wnqdyan kbyran mae Newsfront (1978), waladhi faz bijawayiz almaehad al'ustiralii lil'aflam (AFI) li'afdal film wamukhrij wamumathil wasinariu; aiftatah mahrajan landan alsiynamayiy wakan 'awal film 'usturaliin yuerd fi mahrajan niuyurk alsiynamayiy. eamil nuis fi musalsalin qasirayn liltilfizyun al'usturalii mae zamilih almukhrij al'ustiralii jurj milir: The Dismissal (1983) waThe Cowra Breakout (1984). 'antaj milir aydan alfilm aladhi lafat aintibah astudyuhat huliwwd 'iilaa nuis - Dead Calm (1988) aladhi 'atlaq masirat nikul kidman. baed Dead Calm, dhahab nuis 'iilaa 'amrika li'iikhraj Blind Fury butulat rutijar hawar lisharikat Tri-Star Pictures. antaqal mae eayilatih alsaghirat 'iilaa alwilayat almutahidat fi eam 1991, wa'akhraj nuays khamsat 'aflam ealaa madaa alsanawat althamani altaaliati, wakan Clear and Present Danger, butulat harisun furd, al'akthar njahan, nqdyan wtjaryan, hayth haqaq 216 milyun dulari. baed film Bone Collector eam 1999 butulat 'anjilina juli wadinzil washintun, qarar nuays aleawdat 'iilaa mawtinih 'usturalia lifilm Stolen Generations bieunwan Rabbit-Proof Fence, waladhi faz bijayizat AFI li'afdal film eam 2002. waqad wasif film Rabbit-Proof Fence bi'anah "bisuhulatun" 'afkhar lahzatan lah kamukhrijin: "earad hadha alfilm ealaa mujtamaeat alsukaan al'asliiyn almukhtalifat fi jamie 'anha' albilad waruyat aistijabatihim, li'anah 'aetaa misdaqiatan litajarib al'ajyal almasruqati".[4] waealaa alraghm min tamwilih bishakl mustaqila, haqaq alfilm njahan kbyran mae aljamahir al'usturaliat wabye fi jamie 'anha' alealami. kama tama al'iishadat binways ean film The Quiet American, wahu film muqtabas eamin 2002 min riwayat jiraham jrin, waladhi manah maykil kin trshyhan lijayizat al'uwskar li'afdal mumathil wahasal ealaa jawayiz 'afdal makhraj min dayirat nuqaad alsiynama fi landan walmajlis alwatanii lilmurajaeat fi alwilayat almutahidati. baed film Catch a Fire (2006) aladhi tadur 'ahdathuh hawl alfasl aleunsurii fi janub 'afriqia, qarar nuayis 'an yasnae film astudiw akhar bimizaniat kabirat wahu film Salt (2010) butulat 'anjilina juli, waladhi 'athbat 'anah 'akbar najah tijariin lah hataa alan, hayth haqaq ma yaqrub min 300 milyun dular fi jamie 'anha' alealami.[3] fi eam 2011, 'akhraj nuayis wa'untij halqatan tajribiatan limusalsal Revenge ealaa qanat ABC, kama qam bi'iikhraj wa'iintaj halqat tajribiat 'ukhraa. Show more مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
«
6
7
8
9
10
»