Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
يوم المومياء
BY Director Johnny Tabor
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
يوم المومياء في فيلم "Day of the Mummy" ضحى عبدالرؤوف المل – بيروت - لبنان تبدأ رحلة البحث عن حجر الكوديك بمهابة استكشافية حيث "مدخل للقبر ما يسمونه العبريون القدماء الملك الملعون، ذكر اسمه مخيف للمصريين القدماء، حتى رمز اسمه القط لا يمكن كتابته أو لفظه من قبل أحد" من نيفيرو ابن هاركوبتس، كان الوريث للملك حين أمسك به أخوه الأصغر سيتاه وقام بتحنيطه وهو لا يزال حيًا. وفي هذه الأنفاق حيث دُفن، نعتقد أننا سنجده. لحظات من الترقب والتعمق والتصوير ضمن عتمة مخيفة تلازمها أصوات تبدو غامضة. لينتهي المشهد على غموض يثير الاستكشاف عند المشاهد، لمعرفة ماذا جرى مع المستكشف أو الدكتور بهار الذي اختفى دون معرفة ما الذي حدث له في هذا الكهف المثير للخوف. جوهرة ثمينة محفوفة بالمخاطر، لأنها لغز من حيث فقدانها ومعرفتها، لأنها ملك فرعوني يُدعى نيفيرو. مهمة الأستاذ والباحث بعلم الآثار قد اختلطت مع أهداف الأمن القومي المهتم بالبحث عن الرجل المفقود، أو دكتور الآثار بهار، مع توثيق الفترة المصاحبة للاطاحة بحسني مبارك. لتبدو زمنية الفيلم متناقضة مع أسطورة يهتم لها الأمن القومي مع فريقه المرسل إلى صحراء مصر، مع رؤية البدو العرب والدليل السياحي العربي الذي يقودهم إلى المغارة حيث اختفى الدكتور بهار في الأرض الملعونة التي مشى عليها الفريق الباحث عن حجر الكوديك. والدكتور بهار لنرى العربي بشكل أعرابي قديم ينتعل ما هو بدائي، رغم أنه عربي معاصر لم يتم تحديثه في الفيلم، برغم أنه يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، بل وحتى الخوف من نسيم أبو بكر، وهو الاسم الذي ترك لقطاع الصحراء، منحهم حق العبور إلى القبر الملعون. يباغتك الفيلم في بدايته لتدرك بعدها أنك تابعت فيلمًا سهلًا ممتنعًا لموضوع تمت معالجته في كثير من الأفلام. إلا أنه هنا تم إظهار الأساليب البحثية الحديثة من أقمار اصطناعية ونظارات تجعل من يتابعك يرى كل شيء كما ترى أنت، وسماعة أذن لا يمكن اكتشافها تسمع بواسطة كل صوت حسي يمكن التقاطه بتقنية معاصرة، مع تصوير في غالبه ضمن الكهف، أي تصوير داخلي مع خدع بسيطة هي لعبة العتمة والظل، والسرعة في التنقل. فتكتيك التصوير لم يحمل معجزة، برغم جمالية التصوير في بداية الفيلم حيث الكاميرا المفتوحة على لقطات ذات جمال ساحر وفاتن للبصر. ولكن للمعاني جمالية ترابط تقني يتعلق بالمعنى والبناء والأسلوب الإخراجي المترابط مع النص والرؤية المعقدة في بدايتها والبسيطة في النهاية، السذاجة التي يشعر المشاهد فيها أنه تابع فيلمًا لنهاية لم تحمل ما هو متوقع من فيلم بدأ بإثارة الغموض والرعب وانتهى ببساطة تراجيدية يبدو فيها الأصول الفرعونية تحتاج للانتقال الرجولي بإزالة حجرة الكوديك من داخلها، حيث يمد البطل يده بكل سهولة إلى داخل المومياء لينتشل الحجر قبل تفجيره وإنهاء المهمة. لم يحتاج المخرج "جوني تايلور" إلى الكثير من إظهار التصوير الخارجي، بل الهروب منه بجعل اللقطات المعقدة تحت تأثير العتمة في الداخل. وفي هذا سهولة في خداع المشاهد بصريًا. إذ يكتفي بمشاهد تعيد نفسها، وبمنطقية الخيانة العربية وإظهار البدو الرحل كمجرمين حرب دون الغوص في معنى سرقة آثار لبلاد عربية هي مصر أو الحجاز كما كانت تُسمى قديمًا. إذ لم تنطبق الرموز الأسطورية لا على شكل المومياء ولا على شكل المرشد السياحي أو مرشد الآثار الذي رافقهم إلى قبر الملك الملعون، إضافة إلى صورة التحرش بالفتاة المرافقة لهم، والتي ضربته بقوة وبتناقض مع ضربة أخرى لمرافقها من مواطنها في أمريكا، حيث تتم المهمة ببقاء الاثنين معًا، ونصر إنهزامي بسيط مع حجر الكوديك الثمين. حبكة معقدة بدأها المؤلف "غاري شارليز" بأسلوب روائي لأدب الرعب والإثارة، ولكن باستخفاف درامي، إذ لم تبلغ الأحداث التراجيدية ذروتها في فيلم كان من المعتقد أنه وصل إلى حبكة تراخت عند النهاية، بل فقدت منطقيتها التراجيدية برغم فقدان بعض عناصر المرافقة الذين قُتلوا دون غموض يثير قوة الدهشة عند المتلقي. بل بحلول إخراجية لم تكن منطقية، فهي تركت ثغراتها عند المشاهد، وكان المؤلف والمخرج استدرجا المشاهد حتى النهاية، وكأن الأسطورة الفرعونية تعيد نفسها ولكن بأسلوب زمني يصور الحداثة التكنولوجية التي وصل إليها الغرب لاستكشاف الآثار العربية والحصول عليها ببساطة تثير الاستخفاف. كما أنها تحاول استعراض البطولات القادرة على تحقيق الهدف مهما كانت الأساليب الهادفة إلى سرقة آثار الأوطان. فهل صحراء مصر هي فقط كحجر الكوديك بالنسبة للغرب أم أنها أرض الكنوز والخيرات والرسالات السماوية، وهي مطمع سياحي ما زال يجذب إليه آلاف السياح؟ إذ تحمل معجزات الأهرامات رؤية عمرانية يصعب فك الغازها المتعلقة بالمومياء والكنوز الأثرية التي ما زالت مدفونة. الفيلم من بطولة: داني جلوفر (Danny Glover) وليام ماكنامارا (William McNamara) أندريا مونييه (Andrea Monier) نيمي (Nimi) أنطوني فانيللي (Anthony Fanelli). تأليف: غاري شارليز (Garry Charles) إخراج: جوني تابور (Johnny Tabor). برؤية أخرى يقدم الفيلم تجربة درامية مثيرة تمتزج فيها عناصر الرعب والغموض، مما يجعل المشاهد في حالة ترقب دائم. تبدأ القصة برحلة بحث عن حجر الكوديك، الذي يرتبط بأسطورة فرعونية تحمل الكثير من المخاطر. تتميز الحبكة بتشابك العلاقات بين الشخصيات، حيث يُظهر الفيلم كيف يمكن أن تتداخل الطموحات الشخصية مع المخاطر الكبيرة التي تكتنف التاريخ. من خلال شخصيات مثل الدكتور بهار ورفاقه، يتمكن الفيلم من تصوير الصراع بين الاستكشاف العلمي والقوى الغامضة التي تحيط بالآثار. يتجلى الجانب الفني في استخدام أساليب تصوير حديثة، مثل الأقمار الاصطناعية والنظارات المتطورة. يساهم هذا الاستخدام في بناء أجواء الفيلم المشوقة، مما يجعل المشاهد يشعر بأنه جزء من التجربة الاستكشافية. كذلك، يتم توظيف الإضاءة بشكل ذكي لخلق تأثيرات درامية، حيث تُستخدم العتمة والظل لتصوير الكهف، مما يزيد من الشعور بالغموض والخوف. يتجلى الجمال البصري في التصوير السينمائي، حيث تنجح الكاميرا في التقاط لقطات ساحرة تجسد جمال الصحراء المصرية. بالإضافة إلى ذلك، هناك استخدام ذكي للزوايا والكادرات لتعزيز الانغماس في القصة. يتميز الفيلم بالقدرة على دمج الجمال الطبيعي مع التوتر الدرامي، مما يُحدث تأثيرًا بصريًا قويًا. تتباين الألوان بين الفاتحة والغامقة، مما يعكس الصراع بين الخير والشر، وبين المعرفة والخوف. يقدم الممثلون أداءً متنوعًا، حيث يُبرزون مشاعر الخوف والقلق بشكل واقعي. تتجلى قوة التمثيل في التفاعلات بين الشخصيات، والتي تعكس التوتر الناتج عن المواقف الحرجة. يمثل أداء داني جلوفر ورفاقه تجربة تمثيلية تجعل المشاهد يتعاطف معهم، خاصة في لحظات الخطر. يتمتع الممثلون بالقدرة على نقل مشاعرهم ببراعة، مما يضفي بعدًا إنسانيًا على الشخصيات رغم سياقها الخيالي. تحت قيادة المخرج "جوني تايلور"، يظهر الفيلم بمستوى عالٍ من الاحترافية في الإخراج. يُظهر توازنًا بين العناصر الدرامية والفنية، مما يخلق تجربة مشوقة ومؤثرة. يتقن تايلور استخدام تقنية "اللقطات القريبة" و"الزوايا الديناميكية" لزيادة الإحساس بالتوتر، وهو ما ينجح فيه بشكل كبير. كما يُظهر المخرج فهمًا عميقًا للزمان والمكان، مما يساهم في بناء عالم الفيلم بطريقة مقنعة. الخلاصة فيلم "Day of the Mummy" يمثل تجربة سينمائية تجمع بين الغموض والرعب، مصحوبة بأداء تمثيلي قوي ورؤية إخراجية متميزة. ينجح في جذب الانتباه من خلال أسلوبه الفني المبتكر وتقديمه لقصص معقدة تتناول موضوعات الاستكشاف والتاريخ. تظل الأبعاد الجمالية والدرامية حاضرة، مما يجعله فيلمًا يستحق المشاهدة والدراسة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Johnny Tabor
وُلِد جوني تابور في الخامس من أبريل في بحيرة أوسويغو، أوريجون، الولايات المتحدة الأمريكية، باسم جوني أوليفر تابور. قضى جوني تابور معظم وقته كفنان وكاتب، ولم يخطو خطوة إلى عالم السينما ككاتب ومخرج إلا في عام 2010. كان أول سيناريو أنتجه جوني تابور بعنوان Folklore، والذي يحمل الآن عنوان Eaters، هو أول ظهور له في الكتابة والإخراج وأول قصة من بين العديد من القصص التي ابتكرها في طفولته. تدور أحداث Eaters حول خمسة أصدقاء تقطعت بهم السبل في منتصف مكان ما في نيو مكسيكو وتحكي مصيرهم المخيف على أيدي مجموعة من القتلة المنحرفين. تم إصدار Eaters دوليًا في عام 2015 بواسطة Lionsgate. في مقابلة حديثة مع Dread Central: "استعدوا للقاء سلالة جديدة من القتلة"، يقول كاتب ومخرج ومنتج Ruthless Pictures، جيسي باجيت، عن الشخصيات التي أعطت الفيلم اسمه. "عندما شاهدت فيلم Eaters لأول مرة، أدركت أنني أشاهد عمل مخرج أصلي حقًا. إن الأشرار الذين أخرجهم لا يشبهون أي شيء رأيته في أفلام الرعب من قبل. إنهم أصليون، نعم، ومزعجون للغاية!" كما كتب جوني وأخرج فيلمه الثاني. Good Night,
إشكالية درامية في رؤية إنسانية عميقة سينمائياً
BY Director Asghar Farhadi
9.4
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
إشكالية درامية في رؤية إنسانية عميقة سينمائياً ضحى عبدالرؤوف المل - لبنان فيلم "انفصال" يطرح الفيلم الإيراني "انفصال" موضوع الهجرة وقرارها الصعب الذي يؤدي إلى الانفصال بين الزوجين بسبب الارتباط العائلي الواسع، أو بالأحرى القيم العربية في إجلال الأم أو الأب، واحترامهما مهما كانت الظروف. وهذا ما يناقشه الفيلم، إضافة إلى اجتماعات ثانوية هي من بديهيات الحياة المغلفة بالمعاناة، وبموضوعية الإنسان وصراعه مع الذات والآخر ضمن منطق التعايش الأسري. وهذا يشكل نوعاً من التكامل الدرامي بموازاة عائلة أخرى تعاني من الفقر وسوء أخلاق الزوج. لامرأة يضعها القدر أمام نادر الذي دفعها بقوة لتقع على الدرج بعد أن أخطأت بحق والده المصاب بالزهايمر. لتتعقد الأحداث بتشابك يصيب المتفرج بحيرة كبرى. إذ يجعل "أصغر فرهادي" من حركة الكاميرا بما يشبه العين الثالثة المشتركة بين المتلقي والفيلم، وكأنها تتنقل ضمن ما يريد الجمهور حتى في الأحياء والمحكمة، واظهار واقعها المأزوم اجتماعياً، وكما يجب أن تكون عين العدسة في تصويرها الحركي المتقن في الاتساع وضمن كادر الصورة الذي لا ينسى أدق تفاصيل النص الدرامي المحبوك بدقة متناهية. ما بين الإخراج والسيناريو فروقات تكاد لا تختلف فيما بينها، وهذا ما جمعه المخرج "أصغر فرهادي" في رؤيته الكلية للفيلم حيث أتقن الحوارات. كما أتقن البداية والنهاية معتمداً على الكاميرا في إظهار الحكم على الزوجين، وفي قرار يضع المتلقي في وسط المشكلة، والتقييم الفكري للحكم الذي بدأ به الفيلم، ويقضي بعدم سفر البنت دون إذن والدها إلى أمريكا، وهذا يشكل انعكاساً مؤثراً على البنت بحيث تكون النقطة الجامعة والفاصلة كما هي حال الأب المتمسك بنادر أو الفنان "بيمان معادي" والخائف عليه. كما يخاف على ابنته، وهو المحب لزوجته التي لا يمتلك فن محاكاتها بقلب شغوف، ليداعب عاطفتها الأنثوية بجفاف لم تتقبله، وهي التي تريد الهجرة بعد أن تمت الموافقة عليها. إلا أن "سيمين" أو الفنانة "ليلى حاتمي" تقف بجانبه وتساعده في محنته التي وقع فيها عن دون قصد معتبرة أنه من حقها وحق ابنتها الرحيل إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. تدقيق ضوئي من عدسة تصويرية تهتم بتفاصيل المشهد طبيعي، كأن الأسلوب السلس والمنساب ضوئياً بتباينات لامست الواقع وهو العنصر التفاعلي الذي استطاع من خلاله المصور السينمائي "محمود كالاري" محاكاة البصر. لفهم عمق المشكلة بقوة العين الثالثة المفتوحة على علامات تعجب تثير المتفرج، وتتركه في دهشة ذهنية يسترجع من خلالها لقطات الكاميرا، محاولاً إعادة ربط الأحداث بحادثة المرأة التي تصاب بالإجهاض، والخائفة على مشاعر زوجها العاطل عن العمل من اكتشافه أنها كانت تقوم برعاية رجل مسن في بيت يجمعها معه فقط، وفي هذا نوع من مشكلة دينية جعلتها تستشير هاتفياً مختصاً تشريعياً، لتتطمئن أن خدمة هذا الرجل المصاب بالزهايمر تجوز شرعاً أو مقبولة دينياً. موسيقى تصويرية أكملت دورها في التعبير الإيقاعي عن قوة المشهد ومعانيه للموسيقي "ستار أوركي" ذات الصياغة المتناسقة التي لعبت دوراً مهماً في التأثير على الانفعالات المشتركة، والمترجمة للحدث، والغموض، والانفراج، والغضب، في مهمة إخراجية صوتية اهتمت بالشكل التصويري المتوائم مع الموسيقى، لتكتمل أدوات الإخراج، وبانصهار فني ذي ملامح متلاحمة يثبات سهل ممتنع ومعزز سيكولوجياً، بما يؤثر وتؤثر به المشاعر الإنسانية المتابعة لأحداث الفيلم عبر المشهد وموسيقاه. الهروب من المشكلات بإخفاء الحقائق، وبتشابه يجمع الخادمة ونادر. هي خوفاً من فقدان زوجها وابنتها بعد أن فقدت جنينها، وهو من فقدان ابنته بعد أن فقد زوجته، وبحس تراجيدي يؤلم كليهما ليرضخا للواقع في نهاية الأمر ويستسلما للقدر الذي لم نفهم كيف جمع بين هؤلاء وبسرد دراماتيكي متعدد الآراء ومختلف باتجاهاته المفاهيمية والنفسية، إن في اليأس والإحباط أو بالفرح والأمل، وبمأساة سببها الالتزامات العائلية التي لا يمكن الفكاك أو الهروب منها والنابعة من قلب الإنسانية. توترات متلاحقة ومشكلات تتعارض مع الحلول المختلفة والمطروحة ضمن تعقيدات تتوالى بين الأطراف الاجتماعية المتنازعة في الفيلم، بعضها في تحقيق العدل وبعضها في انتزاعه بدون مبرر ودون خوف من عذاب الضمير التي تصاب به "ماريلا زارعي"، الخادمة المحتارة بين قول الحقيقة وبين الخوف من نتائجها، فالتعاطف بين الشخصيات من قبل المشاهد يخلق تناقضات تستفزه. ليجمع الخيوط من خلال التصوير وملاحقة الكاميرا بصرياً محاولاً فهم أين البدايات وأين النهايات للمشاكل التي تتابعت، وكيف ستكون الحلول مرضية للجميع. إذ لا بد في النهاية من رابح وخاسر، فهذا قانون الحياة المتميز بالمشاهد اليائسة من الحلول المستحيلة، خصوصاً في إظهار هوة التفاوت في المفاهيم الاجتماعية والإنسانية، فمن يستطيع التخلي عن والده وهو المصاب بخرف شيخوخة الكبر؟ سؤال يطرحه المشاهد على نفسه: ماذا سيفعل نادر؟ وكيف ستصرف بعد أن أحست ابنته أنه كان يدرك أن الخادمة حامل، ومع هذا حاول دفعها لتخرج من المنزل بقوة بعد أن غضب بشدة لما تسببت به لوالده. فما بين الأب والبنت، من هما الأقوى عاطفياً، ومن الذي يحتاج أن يتنازل عنه نادر لتحل مشكلاته الأسرية؟ وهل نحن نتوافق اجتماعياً وأسرياً في قراراتنا وأولوياتنا في الدرجة الأولى بما يخص الأسرة بشكل عام؟ إلا أن الزوجة لا تنسى برغم كل هذه المشكلات التي تعرض لها والد ابنتها من قرار الهجرة لأمريكا ونتائجها المؤثرة عليه وعلى والده وابنته. ومع ذلك يشعر المشاهد بالتعاطف معها حين نرى صعوبة الموقف وتعقيداته وسلبياته وإيجابياته، وقدرة المخرج على الإمساك بالخيوط التأليفية والإخراجية، وببراعة واقعية تنقلنا إلى قلب الحياة الذي يئن بالعديد من الهموم التي حملها "أصغر فرهادي" ووضعها أمام الجمهور بحبكة واقعية، وكما هي، ليتشارك معه المشاهد وبمنطق التحاور السينمائي المرن تصويرياً وموسيقياً وإخراجياً، والبارع تمثيلياً. فيلم من بطولة "ليلى حاتمي"، بيمان معادي، شهاب حسيني، سارة بيات، سارينا فرهادي، تأليف وإخراج أصغر فرهادي، وبمدة كانت كافية لتشابك التفاصيل الحياتية غير المتوقعة في نسيجها الاجتماعي المحير مع بعضها البعض، بحيث جمع المؤلف بين عائلتين متناقضتين في التضحيات ما بين الرجل الخائف على أبيه وابنته، وبين المرأة الخائفة على زوجها ومصير ابنتها وجنينها، وتعدد وجهات النظر بين الجمهور ما بين مؤيد ومعارض وبمدة تخدم الفيلم دون إسفاف أو زيادات، بحيث لا يمكننا اختزال مشهد أو إضافة مشهد آخر. برؤية أخرى فيلم "انفصال" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي يعد تجربة سينمائية غنية تتناول قضايا إنسانية معقدة تتعلق بالهوية، الأسرة، والالتزامات الاجتماعية. ينطلق الفيلم من فكرة الهجرة وتأثيرها على العلاقات الأسرية، مستعرضاً صراعات داخلية وخارجية تتجلى من خلال شخصياته المتنوعة. يتميز الفيلم ببناء درامي متين يعتمد على التوترات النفسية والعاطفية التي تواجه الشخصيات. تبدأ القصة بتصاعد التوتر بين الزوجين نادر وسيمين، وتستمر الأحداث في تعقيد العلاقات نتيجة لظروفهما الأسرية والاجتماعية. استخدام الحوار المباشر والحوارات المتعددة بين الشخصيات يساهم في تطوير الأحداث بشكل متقن، مما يعكس تنوع وجهات النظر ويجعل المشاهد متعاطفاً مع كل شخصية. أصغر فرهادي يثبت مهارته كإخراجي في استخدام الكاميرا، حيث تتنقل بلطف بين المشاهد، مما يعكس مشاعر الشخصيات ويتعمق في حالاتهم النفسية. تتسم الحركة في الفيلم بالبساطة، لكنها فعالة، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة، مما يعزز شعور القرب من الشخصيات. كما أن استخدام الزوايا المتعددة والإضاءة المناسبة يعكس التوترات الموجودة داخل المشهد، ويساعد في بناء أجواء من الدراما. تتضمن العناصر الفنية الأخرى في الفيلم استخدام الموسيقى التصويرية التي تضيف عمقاً للمشاعر، مما يعزز التجربة الانفعالية للمشاهد. الموسيقى المستخدمة تتناغم مع الإيقاع الدرامي وتساهم في تشكيل أجواء مشحونة أو هادئة حسب الموقف. كما أن الديكور والتصميم الداخلي يعكسان الواقع الاجتماعي للشخصيات، مما يجعل الأحداث أكثر مصداقية. الجماليات في "انفصال" لا تقتصر على التصوير السينمائي فحسب، بل تتعداها إلى اللغة البصرية التي تبرز الصراعات الإنسانية. الضوء والظل يلعبان دوراً هاماً في تشكيل الصورة، حيث يُستخدمان لتسليط الضوء على المشاعر المخفية. اللحظات الصامتة تحمل دلالات عميقة، مما يمنح المشاهد فرصة للتفكير والتأمل في الموضوعات المعقدة التي يتناولها الفيلم. في قلب الفيلم، توجد قضايا إنسانية ملحة تتعلق بالالتزامات الأسرية، الهوية، وحقوق المرأة. تصوّر الشخصيات المختلفة تعقيدات الحياة اليومية، مما يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه العائلات في السياق الإيراني. قدرة فرهادي على تقديم هذه القضايا بشكل متوازن وموضوعي تمنح الفيلم عمقاً وقوة، مما يجعله تجربة غنية تتجاوز حدود الثقافات. فيلم "انفصال" هو عمل فني يتجاوز البعد الترفيهي، ليصبح دراسة عميقة للإنسان وتجربته. من خلال البناء الدرامي المتقن والرؤية الإخراجية الفريدة، يتمكن فرهادي من تقديم قصة تتحدث عن الصراعات الإنسانية بطريقة مؤثرة وملهمة. إن قدرتها على إثارة التساؤلات حول الأسرة، الهوية، والواجبات الاجتماعية يجعلها تجربة سينمائية لا تُنسى، تترك أثراً عميقاً في نفوس المشاهدين. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Asghar Farhadi
صغر فرهادي (بالفارسية: اصغر فرهادی) (مواليد 7 مايو 1972، خميني شهر، أصفهان) مخرج سينمائي وكاتب سيناريو إيراني، هو واحدا من أهم رموز السينما المستقلة في إيران. مسيرته ولد أصغر في أصفهان إحدى مدن إيران، أبدى اهتمامه بالسينما في سنوات مراهقته. حصل البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة طهران ثم الماجستير في نفس التخصص من جامعة تربية مدرس.بداية العمل السينمائيبدأ ممارسة العمل السينمائي سنة 1986 بجمعية الشباب السينمائية في اصفهان، ومن 1986 حتى 2002 قام بعمل ست أفلام قصيرة ومسلسلان للتلفيزيون الوطني الإيرانى. عمله لم يقتصر فقط على الإخراج وإنما تعمق على مستوى التأليف فأغلب أعماله التي توالت بعد ذلك كانت من تأليفه.أما عام 2002 فيعد أول بروز سينمائي له من خلال كتابة سيناريو فيلم «ارتفاع البريد» (بالفارسية: ارتفاع بست) من إخراج إبراهيم حاتمي - والذي يعد أحد قامات السينما الإيرانية في تسعينيات القرن الماضي- يتناول الفيلم فكرة تباعيات اضطهاد العرب بعد حادثة 11/9 التي شهدها العالم أجمع.توالت أعماله بعد ذلك، ففى عام 2003 أخرج أول فيلم روائي طويل له وهو الرقص مع الغبار والذي يتناول به شخصية نزار الذي يتعرض للعديد من الضغوط الاجتماعية والأخلاقية التي تجبره على تطليق زوجته لأن أمها لا تسلك السلوك القويم، ليهرب للصحراء لمعاونه رجل كهل في صيد الثعابين للتكسب منها وتسدد ما عليه من ديون.شارك هذا الفيلم في مهرجان الفجر وكذلك مهرجان موسكو لنفس العام. أما في عام 2004 فصدر له عمل يحمل اسم المدينة الجميلة ويتحدث عن شاب يصدر ضده حكم بالإعدام وهو لايزال في السادسة عشر من عمره. حصل الفيلم على العديد من الجوائز سواء من مهرجان الفجر السينمائي أو من مهرجان وارسو السينمائي الدولي. أما عن فيلمه الثالث الذي ظهر للنور عام 2006 وهو الإربعاء الأخير والذي يسرد فترة من حياة سيدة سترسل من قبل شركة تنظيف لأحد المنازل وتفاجئ بالزوجة التي تشك في أخلاص زوجها لهذا تلصق لها مهمة تتبع العشيقة. هذا الفيلم حصل على جائزة هوجو الذهبية لمهرجان شيكاجو السينمائي الدولي. عام 2009 صدر له فيلم بعنوان عن إيلى والذي قال عنه الناقد السينمائي «ديفيد بوردويل» أنه تحفة فنية. حصل الفيلم على العديد من الجوائز منها جائزة الدب الفضى لأحسن مخرج في مهرجان برلين الدولي في دورته 59، كذلك كاحسن فيلم في مهرجان تريبيكا السينمائي، إيضا مثل الفيلم السينما الإيرانية في الأوسكار داخل فئة الأفلام غير الناطقة بالأنجليزية لكنه كان مجرد ترشيح. حصد فيلم «انفصال نادر وسيمين» 30 جائزة من مهرجانات متعددة منها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية لعام 2012، بجانب جائزة الدب الذهبي لأحسن فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي، ويعد أول فيلم إيرانى يحصل على الجائزتين. بالإضافة إلى جوائز الأداء التمثيلى ففي مهرجان برلين ذاته، فكان من نصيب كل من البطل والبطلة جائزة الدب الفضى. ولا يغافلنا جوائزه على صعيد المونتاج والتصوير وكذلك التأليف. في فبراير 2017 فاز بثاني جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن فيلم “البائع”، وتغيب أصغر فرهادي عن الحفل احتجاجا على قرار دونالد ترامب بشأن الهجرة. مسيرته المهنية أصغر فرهادي في عرض فيلمه "عن إيلي" خلال مهرجان فيينا الدولي للسينما عام 2009. استعمل فرهادي في بداية مسيرته المهنية العديد من أفلام 8 مم و16 مم القصيرة في فرع أصفهان لجمعية السينما الشبابية الإيرانية، قبل الانتقال إلى كتابة المسرحيات والسيناريوهات لصالح إذاعة جمهورية إيران الإسلامية. أخرج أيضًا سلسلة من المسلسلات التلفزيونية مثل إي تيل أوف إي سيتي وشارك في كتابة سيناريو فيلم إبراهيم حاتمي كيا لو هايتس. كان فيلم دانس إن ذا دست الصادر في عام 2003 أول فيلم روائي طويل له، وتبعه فيلم ذا بيوتيفول سيتي الصادر في عام 2004. فاز فيلمه الثالث فايرووركس وينزداي (أربعاء سوري)، بجائزة هوغو الذهبية في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي لعام 2006. فاز فيلمه الرابع أباوت إيلي (بخصوص إيلي) بجائزة الدب الفضي لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي الدولي التاسع والخمسين، وحصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان تريبيكا السينمائي أيضًا. تدور أحداث الفيلم الأخير حول مجموعة من الإيرانيين الذين يذهبون في رحلة إلى شواطئ بحر قزوين الإيرانية التي تتحول لاحقًا إلى رحلة مأساوية. وقد وصف المنظر والناقد السينمائي ديفيد بوردويل فيلم أباوت إيلي بالتحفة. عُرض فيلمه إي سيبيريشن (انفصال نادر وسمين) لأول مرة في 9 فبراير من عام 2011 في مهرجان الفجر السينمائي الدولي التاسع والعشرين في طهران، وحصل على إشادة من نقاد السينما الإيرانيين. حصل على أربعة جوائز من بينها أفضل مخرج (للمرة الثالثة بعد فايرووركس وينزداي وأباوت إيلي). عُرض الفيلم أيضًا في 15 فبراير من عام 2011 ضمن منافسة مهرجان برلين السينمائي الدولي الحادي والستين، إذ حصل على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم، ليصبح أول فيلم إيراني يفوز بتلك الجائزة. فاز فيلم إي سيبيريشن في يونيو من عام 2011 بجائزة سيدني السينمائية خلال منافسته لفيلم ذا تري أوف لايف (شجرة الحياة) الحائز على جائزة مهرجان كان، من إخراج تيرينس ماليك. فاز أيضًا بجائزة أفضل فيلم ضمن جوائز شاشة آسيا والمحيط الهادئ لعام 2011. أُعلن في 19 ديسمبر من عام 2011 عن انضمام فرهادي إلى أعضاء لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي الدولي الثاني والستين، الذي أقيم في فبراير من عام 2012. فاز فيلم إي سيبيريشن في 15 يناير من عام 2012 بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية. كان هذا الفيلم أيضًا العرض الإيراني الرسمي لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2012، إذ إنه بالإضافة إلى ترشيحه ضمن هذه الفئة (أفضل فيلم بلغة أجنبية)، فقد رُشح أيضًا ضمن فئة أفضل كتابة (سيناريو أصلي). في 26 فبراير من عام 2012، أصبح فيلم إي سيبيريشن أول فيلم إيراني يفوز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار الرابع والثمانين. يعَد فرهادي أول إيراني يفوز بجائزة الأوسكار في أي من الفئات التنافسية الخاصة بجوائز الأوسكار. دُعي فرهادي للانضمام إلى أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في يونيو من عام 2012 إلى جانب 175 عضوًا آخر. فاز فيلم إي سيبيريشن بجائزة سيزار لأفضل فيلم أجنبي، وجائزة الروح المستقلة لأفضل فيلم دولي في عام 2012.تنافس فيلمه ذا باست (الماضي) الذي عُرض في عام 2013، من بطولة برنيس بيجو وطاهر رحيم، على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لعام 2013. فازت بيجو بجائزة مهرجان كان السينمائي لأفضل ممثلة لأدائها في هذا الفيلم. نافس فيلمه ذا سيلسمان (البائع) لعام 2016 -الذي أدّى كل من شهاب حسيني وترانة عليدوستي دوري البطولة فيه- على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لعام 2016. فاز فيلمه هذا بجائزتين: جائزة مهرجان كان لأفضل ممثل التي حصل عليها شهاب حسيني وجائزة مهرجان كان لأفضل سيناريو التي حصل عليها فرهادي.أعمالهأفلام السنة الفيلم شارك كـ ملاحظة إخراج إنتاج كتابة 2002 Low Heights لا لا نعم كتبة بالتعاون مع إبراهيم حاتمي كيا 2003 Dancing in the Dust نعم لا نعم كتبة بالتعاون مع علي رضا بازرافشان ومحمد رضا فاضلي 2004 The Beautiful City نعم لا نعم 2006 Fireworks Wednesday نعم لا نعم كتبة بالتعاون مع ماني حقیقي 2007 Canaan لا لا نعم كتبة بالتعاون مع ماني حقیقي 2008 Dayere Zangi لا لا نعم 2009 Trial on the Street لا لا نعم كتبة بالتعاون مع مسعود كيميايي 2009 بخصوص إيلي نعم نعم نعم 2011 انفصال نادر وسمين نعم نعم نعم فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم اجنبي، واصبح أول فيلم إيراني يفوز بهذه الجائزة. 2013 الماضي نعم لا نعم 2016 البائع نعم نعم نعم فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم اجنبي 2018 الجميع يعرف نعم نعم نعم جوائز جائزة هيئة التحكيم الخاصة عن فيلم «الرقص في الغبار» (رقص در غبار)، 2001. جائزة العنقاء في مهرجان فجر السينمائي الرابع والعشرين كأفضل إخراج عن فيلمه «الأربعاء الاخير» (جهار شنبه سوري)، 2004. جائزة العنقاء كأفضل إخراج عن فيلمه «عن إلي» (درباره الی) في مهرجان فجر السينمائي الدولي السابع والعشرين الذي أقيم في طهران، 2007. جائزة الطير الفضي في مهرجان كرالا الحادي عشر كأفضل مخرج عن فيلمه «الأربعاء الاخير»، 2006. جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين عن فیلم “حول إلي” لأصغر فرهادي، أفضل إخراج، 2009. جائزة أفضل كاتب سينمائي عن فلمه «عن إلي» في المهرجان الثالث (باسيفيك) الذي أقيم في أستراليا. 2009 فاز فيلم انفصال نادر عن سيمين بثلاث جوائز كبرى في مهرجان برلين، هي: الدب الذهبي باعتباره أفضل فیلم في المهرجان. 2011 جائزة مهرجان «المشمشة الذهبية» السينمائي في دورته العالمية الثامنة في أرمينيا، 2011.جائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، 2012.جائزة «ميديا» الأوروبية، 2012. جائزة أوسكار لافضل فيلم بلغة أجنبية عن فيلم البائع لعام2017 الجائزة الكبرى في في مهرجان كان السينمائي عام 2021. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
جشع تنغمس النفس في خطاياه
BY Directors: Olly Williams, Phil
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
جشع تنغمس النفس في خطاياه في الفيلم القصير "الثقب الأسود" (The Black Hole) بيروت - ضحى عبدالرؤوف المل يتخطى مخرج وكاتب فيلم "الثقب الأسود" (The Black Hole) حدود الواقع، إذ يبلغ التحايل الإخراجي أقصاه من خلال الصورة التي تخدم الموضوع من حيث جمالية تنفيذ الفكرة سينمائيًا. فالمرور داخل الثقب الأسود الذي ارتسم على الورقة في مشهد درامي مؤثر في النفس، يظهر النزعة المادية للإنسان التي بدأت بالطعام حين وضع الثقب الأسود على براد الشوكولا أو العصائر، ليأخذ ما يستهويه ولم يشتريه سابقًا، ليأكله وهو الذي بقي حتى ساعات متأخرة في العمل. إذ يكتشف فجأة هذا الثقب الذي يسمح له بالمرور عبر الجدران أو عبر أي شيء مغلق، ليأخذ منه ما يشاء دون حواجز تذكر. خصوصًا أنه ما زال يعمل وهو تحت تأثير التعب الذهني والجسدي. فهل يحاول المخرج وكاتب القصة في هذا الفيلم القصير إظهار جشع الإنسان والطمع المادي الذي لا يظهر عند الإنسان إلا عندما يوجد ما يحفزه للظهور؟ في المشاهد الدراماتيكية، يظهر الإنسان المتعب من روتين يومه العملي، والبقاء حتى ساعات متأخرة من الليل في مكتب لم يغادره بطل الفيلم إلا ليدخل الخزنة التي دخل إليها في نفق نفسه الجشعة، ولم يخرج منها لأن "الثقب الأسود" المرسوم على الورقة الأسطورية قد وقع على الأرض، وبالتالي فقدان أمل خروجه من الخزنة التي لم يأخذ منها ما يكفيه، بل! حاول الدخول ليأخذ كل شيء منها دون التفكير بعواقب الأمور وهو المتعب، بل المنهك. فالمخرج يعتمد على الشكل للتعبير عن التفاصيل الدرامية في الفيلم، لأن الفيلم صامت، والمحاكاة فيه للموسيقى التي استطاعت وضع المشاهد ضمن المشهد، والبؤرة الحركية السمعية، لتحفيز الحواس والقدرة على استنفار استعداداتها الخاصة القادرة التي جعلته يبدأ بشيء يأكله. وهذا منطقي للاستعداد في الدخول إلى المشهد بمتابعة دقيقة، بل! وبدهشة تضعنا أمام أنفسنا التي تسعى إلى التخلص من التعب والعمل من خلال الوصول إلى المادة. ربما! بلحظة حلم أو تمني لا تقودنا إلى شيء، إنما ترهق الإنسان الساعي إلى الرفاهية أكثر. تصوير ضوئي ضمن معايير معتمة، يوحي بالوقت المتأخر أو الليل. إلا أن الألوان القاتمة بين الأبيض والأسود والرمادي منحت الفيلم درامية تزيد من قوة الانتباه والملاحظة، برغم أنها زادت قليلاً عن معايير المدة الزمنية. إذ رافقت الإضاءة الليلية المعتمة الفيلم بكامله من حيث أهمية الوقت المتأخر فيه، وبقاء الرجل في المكتب لوحده. لكن من المثير للذهن أنه لم يأخذ إلا قطعة واحدة من الشوكولا حين استكشف أهمية الثقب الأسود، بينما عندما بدأ بأخذ المال من الخزنة لم يتوقف، بل! دخل ليأخذ ما تبقى، وهنا وقعت الكارثة حيث بقي داخل الخزنة لأن الورقة المرسوم عليها الثقب الأسود وقعت، ولن يستطيع الخروج، وفي هذا كابوس ليلي، ربما! يصحو منه صباحًا عندما ينطلق بروتين عمل جديد. لأن الموسيقى المرافقة للمشاهد تقترب من التأثيرات السمعية الموسيقية المؤثرة على الذهن عند المتلقي، كما أنها تدفعه إلى الاهتمام بمجريات الأحداث التي يتيقظ لها حسياً وعقليًا. لأنها تلامس النفس الإنسانية وتطلعاتها المادية بحثًا عن الراحة في الحياة دون النظر إلى عواقب الأمور التي تؤدي بصاحبها إلى كارثة فعلية، وهذا ما أراده مخرج الفيلم في مدة لا تزيد عن ثلاث دقائق. طمع أو جشع تنغمس النفس في خطاياه، فتعقيداته تترك الكثير من التساؤلات الاجتماعية والنفسية التي ما زالت حتى يومنا هذا مدار بحث لمواضيع تناقش هذه السلوكيات التي يظهرها فيلم "الثقب الأسود" سينمائيًا بوسائل لا تحتاج للكثير من ديكور ولباس وتصوير وموسيقى وما إلى ذلك. فالمعالجة الدرامية في الفيلم هي تصويرية بالدرجة الأولى، وترتكز على الليل وضمن مكتب واحد مع صوت الأوراق وآلة ضوئية لسحب الصور التي تتسبب برسم بقعة حبر سوداء دائرية، هي بمثابة الثقب أو المدخل إلى سوداوية النفس الميالة إلى خلق مادية نسعى إليها باللاوعي في كل منا حين نمارس ساعات عمل متواصلة ونصاب بالإرهاق، فلا نستطيع التفكير بتوازن يمنعنا من ارتكاب الحماقات واستباحة المال الموجود ضمن مكان العمل، وفي خزنة حديدية تتسع لما تطمح له النفس الأمارة بالسوء. أسس تعبيرية صامتة انطلق منها مخرج "فيلم الثقب الأسود"، ليترجم القصة ضمن محاكاة بصرية وسمعية جمع خيوطها اللغوية بصريًا. إلا أن بعض الرتابة طرأت على المشاهد جراء الوضع الليلي للفيلم، وفقدان الألوان المنشطة للحس الزمني، وأهميته من حيث مدة الفيلم ومحاكاته المشاهد بتعبيرات قصصية ضمن مدة لا تتخطى الدقائق الثلاث، وفي أقل مساحة تصويرية هي غرفة داخلية تم التصوير فيها، ولكن ببراعة المصور في التوسيع وإسقاط الرؤية في غالبها على ملامح الرجل. وهذا كان له دوره البارز في استكمال المشهد الداخلي ضمن فنتازيا تسلك مداخل النفس الإنسانية وأمنياتها التائهة في دائرية الحياة. قصة سينمائية صامتة تركزت على فريق عمل حبك الفكرة مع العناصر السينمائية المؤدية دورها في تكوين الفيلم بناءً موضوعيًا، مع تركيز في عدد المشاهد، واختزالها كي لا تصيب المشاهد بالتكرار الهزيل، مع الحفاظ على عامل الوقت الزمني المناسب، ومع الحركة في كل مشهد دون غموض غير مبرر يتسبب به العامل الزمني، لفيلم اعتمد على التصوير والموسيقى كأساس للقصة التعبيرية أو غير المحكية. وهذا ما منح الفكرة في خلق إيحاءات سيميائية تختلف في ترجمتها من مشاهد إلى مشاهد مع الحفاظ على الفكرة العامة، وهي إدخال اليد ضمن الثقب الأسود أو البقعة الحبرية السوداء لأخذ كل ما يرغب به الموظف المتعب من ساعات عمل متواصلة، وفي هذا مزج بين الواقعية والخيال والفنتازيا السينمائية الخفيفة بمدتها الزمنية. برؤية أخرى يقدم الفيلم "الثقب الأسود" رؤية عميقة لجشع الإنسان وطمعه من خلال استخدام عنصر الفانتازيا. يبرز الصراع الداخلي للبطل الذي يسعى لتحقيق رغباته دون مراعاة العواقب. من خلال الثقب الأسود، يجسد الفيلم الفكرة عن كيفية اندفاع النفس البشرية نحو المادة وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى الهلاك. تتجلى الدراما في التصاعد التدريجي للصراع، حيث يبدأ البطل بتصرفات بسيطة في البداية، لكنه سرعان ما يتورط في جشع مفرط. هذا التصاعد يخلق توترًا يجذب المشاهد، حيث يتحول من الاستمتاع بلحظات بسيطة إلى الانغماس في خزي وعواقب لا مفر منها. المشهد الذي يتوقف فيه البطل عن أخذ الشوكولا ليبدأ في سرقة المال يعكس التغير المفاجئ في النفس البشرية. يتميز الفيلم بأسلوب تصويري جميل يعكس الظلام والغموض. الألوان القاتمة بين الأبيض والأسود تعزز الإحساس بالقلق وتعكس الحالة النفسية للبطل. الإضاءة المعتمة تضفي طابعًا دراميًّا يتيح للمشاهد الانغماس في تجربة البطل، مما يبرز عمق المعاني وراء الأحداث. يتمثل الأداء التمثيلي للبطل في تجسيد معاناته الداخلية بشكل متميز، حيث يعبّر تعابير وجهه ولغة جسده عن الصراع النفسي. الفيلم صامت، مما يجعل تعبيرات الوجه وحركات الجسم أكثر أهمية. يعتمد المخرج على هذه العناصر لنقل مشاعر القلق والتوتر، مما يجعل المشاهد يشعر بالارتباط الوثيق بالشخصية. المخرج يستغل كل عنصر بذكاء لنقل الرسالة. استخدام الموسيقى في خلفية الفيلم يخلق حالة من التأمل والتركيز، مما يضيف عمقًا إضافيًا للتجربة. تحريك الكاميرا بشكل متقن يعزز من الإحساس بالحركة داخل عالم الثقب الأسود. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Directors: Olly Williams, Phil
An office drone finds a mysterious piece of paper that allows him to pass through solid objects. Directors: Olly Williams, Philip Sansom Cast: Napoleon Ryan
وثائقي تاريخي لا يُنسى عن هيروشيما
BY المخرج ألفونسو غوميز-ريجون
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفتى الصغير (Little Boy) وثائقي تاريخي لا يُنسى عن هيروشيما "قنبلة واحدة فقط غيرت كل شيء" نظرت "شيكيغو سوساموري" إلى السماء ورأت الطائرة الفضية الجميلة وذيلها الأبيض الطويل، وكانت السماء الزرقاء جميلة، وفي الوقت ذاته رأت شيئًا ما يسقط. لم تدرك شيكيغو أن هذه الطائرة تحمل الموت بفظاعة لمدينتها هيروشيما الجميلة، ولشعب عاش فيه من تبقى من الأحياء كالأموات. بل وربما أسوأ، لأنهم حملوا جراحهم كل سنين عمرهم. فهل من مصداقية كاملة لفيلم وثائقي استطاع فك أسرار الانفجار النووي، وبتوثيقٍ استطاع تغيير مسار التاريخ؟ إذ أطلق فريق "أنولوغاي" القنبلة الذرية بدم بارد دون التأثر بمساوئ اللحظة وهولها، والمؤرخة تاريخيًا في ذاكرة من تبقى، وبالملفات السرية التي ما زال بعضها طي الكتمان. يجسد الشكل الفني في الفيلم الوثائقي "الفتى الصغير" ما تعنيه الكتلة الحرجة للطاقة المدمرة أو القنبلة الذرية التي عصفت بهيروشيما، بربط تاريخي يروي قصة الحرب والسلام المتواترة عبر مسيرة الحياة، محاولًا طرح القضايا المؤدية إلى إبادة الإنسان والنفس الطاغية المتحكمة بلغة القتل. فتجسيد الواقع عبر حقائق جمعها الفيلم بموضوعية مستقاة من أرشيف تصويري، واهتمام بملفات سرية انكشفت ضمن حدود الفيلم الوثائقي، الذي تطرأ إليه بتقنية وثائقية لعلم أول قنبلة نووية في العالم، وبحس انجذابي غير متحيز لفكرة الحرب التي لا تؤدي إلا للغة الموت والدمار والإبادة الجماعية للإنسان. أغدق الفيلم في الصور والمعلومات مع التركيز على تحليلات منطقية عميقة في طروحاتها السياسية والنفسية والطبية وحتى الحياتية ضمن الاختبارات المؤذية للنفس، ولكنه أيضًا الملتزم بالحياد نوعًا ما، إذ يترك الفيلم انطباعًا أن السلام هو الحياة، وهو بداية لتطلع الإنسان نحو التخلص من الحروب الإرهابية أو الإبادية من حيث خطورتها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان. يقول الناقد البارز "داي فون" عن الفيلم الوثائقي: "الإحساس الداخلي بأنه قابل للتدقيق والتقييم، وأنه على القدر نفسه من المطاوعة والمرونة التي يتسم فيها الفيلم." إن الإحساس بالاسم الذي أطلقه الأمريكيون على القنبلة الذرية التي أبادت تقريبًا "هيروشيما" يوحي بالتلاعب، كما يوحي بالابن الذري القادر على خلق تحديات بدأت بطفل صغير نتعلم منه القدرة التدميرية الهائلة التي يحملها هذا الطفل المليء بالنيوترونات الحارقة والمهلكة للذرع والنسل، أو القنبلة النووية، حيث يبرز الوعي السينمائي الجاد في وثائقي يهدف إلى إلقاء الضوء على حرب اليابان مع الأمريكيين، والتي تسببت بمقتل الكثيرين من الدولتين المتحاربتين بتفكير علمي هدف إلى تدمير بنية الإنسان في بلد تهشمت معالمه بالكامل. بل! وحمل من بقي على قيد الحياة جروحه حتى بعد أن أصبح مادة للبحث العلمي، حيث تتم مراقبة متغيرات كل مصاب تلوثت جيناته بالإشعاع النووي. قدم "ثيودور باستول" معهد ماساتشوستس التقني عرضًا سينمائيًا وثائقيًا يروي من خلاله ما حدث في السادس من أغسطس عام 1945 بأسلوب عالج فيه القصة الواقعية للقنبلة الذرية على هيروشيما، بصياغة كل معنى بالصوت والصورة والمعلومة المتكاملة سمعًا وبصرًا، وفكرًا تحليليًا يؤدي إلى اكتشاف قوة الذرة أو الحرب النووية، وفاعليتها من حيث الشدة الحرارية للإنسان الذي عصفت فيه بحرارة شديدة الانصهار جراء اختراع فيزيائي لم يقدم إلا الموت للعالم. فعشرات الجثث والمحروقين هي ضمن تدمير البنية الأساسية للإنسان الممزوجة بالأسى. إن الفيلم وضع المتلقي أمام مصداقية واقعية مروية من قبل شهود أحياء استطاع وضعهم المخرج كممثلين نقلوا الصورة بحس اشترك به المشاهد، وبحزن لعبت فيه الصورة دورًا ذهنيًا لتوضيح المعاني، لحرب استسلمت فيها اليابان بعد القنبلة الثانية لا الأولى، معلنة السلام. تشكيل سينمائي لوقائع دمار فهمنا أهدافه المعرفية الهادفة إلى دفع المشاهد لرؤية بوم تاريخي يلخص ما جرى في السادس من أغسطس عام 1954، وبإخراج اهتم بالحبكة العامة من صورة، وصوت، وموسيقى، وتحليل بصري مؤثر ذهنيًا من حيث المعلومة عن رؤية الانفجار، وكيفية تنفيذ الهجوم على "هيروشيما"، مع التوازن في جمالية التصوير بكافة أبعاده التوضيحية مع الاهتمام بالنسق السمعي، وبتأطير درامي مروي بأسلوب دراماتيكي مثير حسيًا من حيث التجسيد المنطقي والمقنع، ليوم حافل بالموت وبقنبلة عرفنا أسرارها وتركيبتها، وقدرتها على بث الموت في ثوانٍ. فهو بالإضافة إلى السرد المحمل بلغة متقنة بمخارج حروفها، استطاعت الموسيقى أيضًا إكمال دورها الإيقاعي للتأثير أكثر على المشاهد. صور فوتوغرافية تؤلف رسومًا لحركة الانفجار الفطري في ارتفاعه وعاموديته مع حركة الكاميرا التصويرية ومؤثراتها الخاصة، بما في ذلك رسومات الفن التشكيلي، حيث تشكل عنصرًا من ردود الفعل لأشخاص عاشوا معاناة الانفجار، فكتبوا ورسموا واستطاعوا نقل المشهد بصدق فني يرافق تاريخية الحدث، ومعانيه لشعب قاوم الدمار وأعاد بناء المدينة تاركًا فيها المبنى الذي تصادف وجوده تحت القنبلة تمامًا في حديقة ما زالت تشهد بتلة مليئة بالجثث على فظاعة الإبادات الجماعية في العالم بكافة أجناسها البشرية أو بالأحرى تنوعهم الوطني أو المذهبي أو الديني وما إلى ذلك. "ليس هناك حجة من أجل السلام أقوى من مشهد الدمار" جملة عبرت تهدف إلى بث استنتاج بمفاهيم تكتيكية تفيد أن الأسلحة النووية هي للإبادة الجماعية المؤدية إلى خراب العالم. فهل نتعلم التسامح من قنبلة هيروشيما؟ أم إن الوثائقي هو كالتاريخ، بمثابة باب مفتوح لكافة الأجيال كي ترى صناع الإرهاب في العالم؟ برؤية أخرى فيلم "الفتى الصغير" (Little Boy) هو وثائقي تاريخي يقدم رؤية شاملة لأحداث هيروشيما وتأثيرها على البشرية. يتميز الفيلم بأسلوبه الفني الذي يجمع بين السرد الواقعي والتحليل العميق، مما يخلق تجربة غنية تنقل المشاهد إلى أجواء مأساوية وتحفز على التفكير. يتجلى في الفيلم قدرة المخرج على استخدام تقنيات الإخراج الوثائقي بمهارة. الاعتماد على شهادات حية من الناجين، والمقابلات مع الخبراء، والأرشيفات التاريخية، يُشكل إطارًا واقعيًا يُعزز مصداقية الرواية. كما تُستخدم التقنيات الحديثة في التصوير والتحرير لإبراز التباين بين الجمال الطبيعي للمدينة قبل الكارثة، ودمارها بعد القنبلة. يمتلك الفيلم بنية درامية متينة تتمثل في تصاعد الأحداث من لحظة السكون إلى الفاجعة. يُقدم الفيلم مشاهد متباينة تبدأ بوصف الحياة الهادئة في هيروشيما، ثم تنتقل بسلاسة إلى اللحظة الحرجة التي تغير كل شيء. يتجلى الصراع بين الأمل واليأس من خلال تصوير مشاعر الشخصيات، مما يخلق تجربة درامية مُحكمة. استخدم المخرج مجموعة من الأساليب الفنية، مثل التلاعب بالإضاءة والموسيقى التصويرية، لتعزيز الأثر العاطفي. الموسيقى، التي تتراوح بين النغمات الحزينة والإيقاعات السريعة، تُعبر عن التوتر والسكينة في آن واحد. إضافة إلى ذلك، تُعزز اللقطات المقربة من تعابير الوجه وأحاسيس الناجين من هول الكارثة الشعور بالواقع الأليم. تسهم الصور الفوتوغرافية والرسومات الفنية في التعبير عن معاناة الشعوب والأفراد. تعكس هذه العناصر الجمالية قدرة الإنسان على الإبداع حتى في أحلك الظروف، مما يبرز فكرة المقاومة والأمل. الفيلم ينجح في تقديم مشهد فني يوازن بين الجمال والفظاعة، حيث يُظهر كيف يمكن للجمال أن يتواجد حتى في قلب الدمار. يتناول الفيلم قضايا عميقة تتعلق بالحرب والسلام، وحقوق الإنسان، وأهمية الذاكرة التاريخية. يطرح تساؤلات فلسفية حول طبيعة الإنسانية وكيفية التعلم من الماضي. ينقل الفيلم رسائل قوية حول ضرورة التسامح وبناء السلام، مما يجعله تجربة تعليمية للمشاهدين من جميع الأعمار. "الفتى الصغير" هو عمل فني مُتأمل يُسهم في فهم أبعاد الكارثة النووية وتأثيرها على الإنسانية. بأسلوبه الإخراجي المتقن، وبنيته الدرامية المعقدة، واستخدامه للجماليات التعبيرية، يُعتبر الفيلم تجربة سينمائية فريدة تدعو إلى التفكير العميق وتقدير قيمة الحياة والسلام. فيلم "الفتى الصغير" (Little Boy) هو من إخراج ألفونسو غوميز-ريجون، ويعتمد على الأحداث التاريخية المتعلقة بقنبلة هيروشيما. Doha El Mol
×
المخرج ألفونسو غوميز-ريجون
ألفونسو غوميز-ريجون هو مخرج وكاتب سيناريو مكسيكي، وُلد في 16 نوفمبر 1976. يُعرف بأعماله في السينما والتلفزيون، وبرز في إخراج أفلام تتناول مواضيع إنسانية واجتماعية. من بين أعماله البارزة فيلم "الفتى الصغير" (Little Boy) الذي صدر عام 2015، والذي يتناول قصة مؤثرة عن الحرب وتأثيرها على الحياة. غوميز-ريجون عمل أيضًا كمخرج في عدة مسلسلات تلفزيونية، ويتميز بأسلوبه البصري وقدرته على دمج السرد الدرامي مع عناصر تاريخية.
«
8
9
10
11
12
»