Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
تصورات فنية خيالية تكاد تنفصل عن الواقع.
BY Artist Adib Fattal
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تصورات فنية خيالية تكاد تنفصل عن الواقع. ضحى عبدالرؤوف المل هل تذكرون فلسطين؟ سؤال يطرحه الفنان "أديب فتال" في معرضه المحتفظ بمفاتيح القدس والأقصى، وجدلية الأماكن التي تبرز من بين الزركشات اللونية، كأطروحات أثرية قوامها النغمة البصرية، والعناصر المتحركة لتشكيل لا يخلو من سمات تتشابه فيها المكونات الثانوية كأنفراجات الضوء بين الخطوط الدقيقة. إذ يتجاوز الفنان أديب فتال ("Adib Fattal") افتتانه بالزركشة، فيقود البصر نحو أماكن يعيد لها الحياة بجمالية يوزع ألوانها بسردية تضج بالحركة، عبر تصورات فنية خيالية تكاد تنفصل عن الواقع لشدة منمنماتها اللونية الحالمة بإنتاج ثيمات بصرية ذات عناصر فريدة في تطلعاتها التشكيلية العصامية، والتفاعلية في تناصها وتراكيبها ودلالاتها، كأنها قصيدة ذات حيوات لونية مغايرة في ثوابتها التشكيلية التي يتمرد عليها "أديب فتال"، مكرسًا لها ما يتناسب مع تفاصيلها المتناقضة والمتناغمة في آن. معتمدًا على مفاهيم حكايا الأماكن ذات الطابع الخرافي المرتبط بالخيال والواقع، وذلك بحشوها للكثير من القواسم المشتركة بين الأماكن الحقيقية ورمزيتها، وبين المتخيل والتدفق الحيوي لشرايين اللوحة النابضة بالحياة. مستويات هندسية متعددة في تفاوتها ومقاييسها، وبنائها البصري ودقتها المنظمة تنظيمًا إيقاعيًّا يتميز بلغة فنية تتناسب مع الأشكال التي تستمد ديمومتها من الرموز الغارقة بالإيحاءات التي تفرض نفسها على المتلقي، وكأنه يستخرجها من حلمه بوجدانية فكرية ذات منطق جمالي يتنافر مع إشكالية الأماكن التي يعيد زركشتها، لتهيمن من جديد على الواقع الذي تم فصلها عنه، وكأنه يستنكر حتمية موت هذه الأماكن التي يعيد لها الحياة عبر الألوان والأشكال، والخطوط المزركشة، وبتوالد هندسي بسيط في تطلعاته. إلا أنه يبدو كعلامات استفهام لها أبعادها الزمانية والمكانية، لتتجلى الفكرة في لوحة لكنيسة أو لمسجد أو لفلسطين التي يريد أن يعيد ذكرى أماكنها بالألوان والخطوط، والصرخة الجمالية الباحثة عن الوطن الحقيقي في كل مكان ارتبط بريشة الفنان "أديب فتال". فهل في معرضه هذا صرخة ما؟ يختار "أديب فتال" الألوان بثنائية متناقضة ليجسد الزمن وإشكاليته في لوحة سردية مشغولة بموضوعية تشكيلية ذات طابع امتدادي، متسع الفضاءات والتخيلات، لتتصدر النغمة التكرارية جمالية الحركة في كل خط يمده بالألوان، ليخلق أشكاله وفق إيقاعات بصرية متزنة، فتجذب المتلقي من شدة إحساسه بلوحاته المحبوكة بتصويرات تخيلية لها لحظاتها السردية الخاصة المتفاوتة في تنوعاتها وارتكازها على جوانب بصرية عديدة تمثل الأماكن، كالقدس وفلسطين التي يعيد استرجاعها بصريًا، مما يعكس رغبته بالتخيلات القوية وواقع الانعكاسات الحسية على الأشياء التي يرسمها بحدس الفنان الملتزم بالحركة اللونية وقوتها في الانفعالات اللاواعية وانتاجية الشكل وجماليته. برؤية أخرى الانطباع العام الذي يتركه الفنان "أديب فتال" هو مزيج من التأمل في عمق التراث الفلسطيني والتجريد البصري المتقدم. أعماله تحمل طابعًا خياليًّا يجعلها تبدو وكأنها نافذة إلى عالم موازٍ، حيث تتناغم الألوان والتفاصيل الدقيقة لتخلق تجربة بصرية مكثفة. الإيقاع البصري في لوحاته هو نقطة القوة الرئيسية، حيث يتجلى في كل عنصر من عناصر العمل، بدءًا من الألوان المتناقضة وصولاً إلى الخطوط المنمقة. إذ تركز أعمال "أديب فتال" على إحياء أماكن تاريخية مثل القدس وفلسطين من خلال الزركشة والرموز البصرية. استخدامه للألوان والإيقاع يهدف إلى إعادة تقديم هذه الأماكن بطريقة تجعلها متجددة وحيوية. تتسرب عناصر التاريخ والتراث عبر الأعمال الفنية، مما يعكس اهتمامًا كبيرًا بالبحث في الذاكرة الثقافية واستحضارها بصريًّا. يعكس العمل الفني "لأديب فتال" رغبة عميقة في التعبير عن الصراع الداخلي والبحث عن الهوية. الألوان المتناقضة والخطوط الديناميكية يمكن أن تعكس حالة من التوتر والإحساس بالانفصال، كما تعبر عن رغبة الفنان في إعادة ربط الذات بالتراث الثقافي. التباين بين العناصر التقليدية والخيالية قد يعكس صراع الفنان بين الواقع والخيال، بين التاريخ والحاضر. يعتمد "أديب فتال" على التكوينات الهندسية الدقيقة والتفاصيل المزخرفة لإنتاج أعمال ذات طابع تجريدي ولكن مع خلفية تاريخية واضحة. تقنيات الزركشة والتفاصيل الدقيقة تجعل العمل يبدو كقصيدة مرئية تتطلب التأمل العميق. إيقاع الخطوط والألوان في العمل يخلق ديناميكية بصرية تعزز التجربة البصرية وتعكس تفاعل الفنان مع تقنيات الرسم والخط. تعكس الأعمال تناغمًا بين الألوان والضوء والظلال، مما يخلق تأثيرًا بصريًّا مميزًا. التلاعب بالألوان واستخدام الإيقاع في توزيع العناصر يضيف بعدًا جماليًّا معقدًا، حيث تصبح اللوحات بمثابة احتفال بصري يعكس الجماليات التراثية والخيالية في آن واحد. الدقة في التنفيذ والتوازن بين الأشكال والألوان يعزز من قيمة العمل الفني ويزيد من تأثيره الجمالي. تقدم أعمال "أديب فتال" تعبيرًا مكثفًا عن عاطفة الفنان تجاه الأماكن التي يعيد تجسيدها. الإيقاع البصري والحركة في اللوحات تعكس مشاعر الحنين والغضب والإعجاب، حيث تُترجم الألوان والخطوط التعبيرية تجربة شخصية عميقة. يخلق الفنان من خلال تعبيراته الفنية لغة بصرية خاصة تعكس مشاعره وتصوراته حول التراث والذاكرة. كما يعتبر إيقاع الألوان والخطوط في أعمال "أديب فتال" عنصرًا حاسمًا في بناء العمل الفني. الإيقاع ليس مجرد تناغم بصري، بل هو عنصر ديناميكي ينظم الحركة البصرية داخل اللوحة ويحدد كيفية تفاعل المتلقي معها. التباين بين الألوان والأنماط يشكل إيقاعًا يعزز من تجربة المشاهدة ويشجع على التفاعل العاطفي والعقلي مع العمل. هذا الإيقاع البصري يتداخل مع التقاليد الفنية والرموز الثقافية لخلق تجربة متكاملة ومؤثرة. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
Artist Adib Fattal
ولد أديب عام 1962 في واشنطن ، وهو ابن دبلوماسي ، وأمضى معظم وقته في أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط. تخرج مع B.B.A في التسويق الدولي من جامعة مدينة نيويورك. بعد أن قضى بضع سنوات في مجال الأعمال التجارية والمصرفية قرر أديب التخلي عنها وتكريس نفسه لحبه الأصلي: فن الجرافيك. في الوقت الحاضر ، يعيش في جديدة أرطوز عند سفح جبل حرمون حيث يرسم ومزارع ويرعى كلبه وقطة ومجموعة كبيرة من الطيور بما في ذلك ببغاء ذكي. وقد عرض أديب في أوروبا والولايات المتحدة وكندا والشرق الأوسط. سوري الجنسية
تفاوت درجات التكوين البصري
BY Artist Daniele Genadry
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تفاوت درجات التكوين البصري الذي تعتمده الفنانة "دانيال جنادري" ضحى عبدالرؤوف المل تتحول المناظر الطبيعية في أعمال الفنانة "دانيال جنادري" (Daniele Genadry) إلى حركة بصرية تتلاعب في بنائها ورؤيتها وترابطها وانعكاساتها، لتؤثر على الذاكرة وتنطبع وفق أسلوبها ضمن صياغة فنية تعيد تكوينات الأشكال الراسخة في الخيال مع تطابقها واقعيًا مع أماكن مختلفة يمكن للذاكرة استخراجها من الأطر التي تريد لها الانفلات من القيود إلى ما لا نهاية مع الزمن. لتعيد جنادري تكوين الأماكن ذات الجمالية البصرية والتي تستقر في المخيلة مع الحفاظ على المساحة المدروسة، وبمشاكسات الخطوط والألوان واستفزاز الحس البصري لتثير الانبهار بالعنصر الضوئي المرتبط بالعلو والانخفاض أو بتفاوت درجات التكوين البصري الذي تعتمده في تصوراتها الفنية. تحاول الفنانة "دانيال جنادري" توظيف درجة التباين في خلق انعكاسات مختلفة تُرادف إظهار الواقع ومحاكاة الخيال، بازدواجية تلعب دورًا أساسيًا في محو ضبابية الشكل، وتسليط الضوء على مزاجية البصر في التذوق الانطباعي للطبيعة، لتحقيق التناغم والانسجام مع الوزن البصري الذي يشعر الرائي بخفته في لوحاتها، وكأنها حركية مرئية رغم مساحاتها وألوانها وخطوطها، وبتأليف نغمي يتراوح بين الاستقامة والانحناء أو خلق انحدارات لونية لها مؤثراتها الحسية على تراتيبية العناصر في تكوين الصورة، لدمج التصويرات مع التشكيل والأساليب الأخرى ببساطتها وتعقيداتها، وتقاطعها مع النقطة البصرية ومحورها في لوحتها كما هو ملموس ومحسوس. مما يسهل على الرائي التركيز على تقاطع الألوان والخطوط، وكأنها تعتمد لفت انتباه المتلقي إلى بنية المكان في لوحتها. تعتمد "دانيال جنادري" على توزيع النقاط بحداثة مزجت بين أساليب مختلفة في تصاميمها، لتدمجها مع خفة اللون أو ثقله وتلاشيه أو كثافته، معتمدة على المقارنات الرياضية المفتوحة بين الداكن والفاتح، والشكل والحجم، والمقارنة بين الألوان الباردة والحارة، وبدمج لا خلل بصري فيه. إذ توازن بين مفاهيم متعددة في لوحة واحدة، وضمن قواعد الخطوط وتنوعاتها مع الزوايا العليا والسفلى، وباتجاهات تجمع فيها مركزية الخطوط نحو الداخل لتعكس مفهوم التصوير مع التشكيل وغير ذلك. لا يشعر المتلقي بثبات الصورة أو بالأحرى الأشكال والألوان في اللوحة، بل بحركة داخلية نابعة من تمركز البصر وتأثير البعد والاقتراب من اللوحة على العناصر الحسية التي يلتقطها البصر دون الابتعاد عن مركز الوزن البصري. لتوحي بأبعاد الحركة في الطبيعة وإبراز المتغيرات التي تجعلنا نشعر بتشابه المرتفعات أو المنخفضات، وما بين المفتوح والمغلق. نسبة ذهبية تعمد عليها "دانيال جنادري" تنافر وتضاد، وتناغم متمم لتكوينات ترتسم وفق انسجام العناصر الفنية التي تستخرجها من ذاكرة صورة، وتمزجها مع الحقيقة الحسية، المرتبطة بالرسم الفني وجماليته وبأبسط الأشكال والمفردات المرتبطة بماهية الشكل البصري وأساسيّاته. برؤية أخرى يُعتبر البعد البصري عنصرًا حاسمًا في تكوين الصورة. يتم تحقيق التأثيرات البصرية من خلال استخدام تقنيات مثل التركيب، وتوزيع الضوء والظل، والتركيز. الضوء، كمكون رئيسي، يمكن أن يُعزز من الألوان والتفاصيل، أو يُخفف من حدتها ليبرز تأثيرات معينة، مما يؤدي إلى تقديم صورة تعكس جوهر المشهد بطرق مختلفة. كما يمكن استخدام التصوير الفوتوغرافي لإظهار تنوع الأساليب من خلال التحكم في عمق الميدان، وتعديل التعريض الضوئي، وتحديد الزاوية التي تلتقط بها الصورة. هذا يمكن أن يؤدي إلى إبراز أبعاد جديدة أو خلق حالات مزاجية مختلفة. الجمالية في التصوير الفوتوغرافي تعتمد على التوازن بين الألوان، والتباين، والتناسق. تكوين الصورة بعناصرها المختلفة، مثل الخطوط والأنسجة، يؤثر على كيفية استجابة العين البشرية. الأسلوب الذي يتبعه المصور، سواء كان كلاسيكيًا أو تجريديًا، يحدد الإحساس الكلي للصورة. يُعتبر التكوين من العناصر الأساسية التي تحدد التأثير البصري للعمل الفني. يمكن للرسم أن يتلاعب بالأشكال والألوان بطريقة تتيح حرية أكبر في التعبير بالمقارنة مع التصوير الفوتوغرافي. استخدام الألوان يمكن أن يكون أكثر تعبيرية وموضوعية، مما يعزز الجوانب الرمزية والوجدانية للعمل الفني. الرسم يتطلب مهارة فنية عالية في تقنيات التظليل، والتلوين، والتخطيط. يمكن للفنان أن يخلق تأثيرات بصرية معقدة من خلال التعامل مع الطبقات والملمس، ما يوفر مساحة للتجريب والإبداع. الأساليب الفنية مثل الانطباعية أو التعبيرية تؤثر بشكل كبير على كيفية إدراك العمل الفني. الجمالية في الرسم تعتمد على التناغم بين الألوان، والخطوط، والتكوين. يُعزز الرسم الجمالية من خلال الأساليب الفنية التي تبرز الشخصيات أو المشاهد بأسلوب فريد، مما يوفر تجربة بصرية متكاملة للمتلقي. كما أن الضوء هو عنصر حاسم في كل من التصوير الفوتوغرافي والرسم. في التصوير، يمكن للضوء أن يحدد تفاصيل الصورة، ويخلق ظلالًا مميزة، ويبرز مناطق معينة. في الرسم، يمكن للفنان استخدام الضوء لتأثيرات مماثلة، من خلال تقنيات التظليل والانعكاسات. فن التعامل مع الضوء يتطلب فهمًا عميقًا لمصادر الضوء وتوزيعها. في التصوير الفوتوغرافي، يتطلب ذلك ضبط الإعدادات المناسبة للكاميرا للحصول على التأثير المطلوب. في الرسم، يتطلب الأمر مهارة في تقنيات التظليل لتكوين صورة تُعبر عن الإضاءة بطريقة واقعية أو تعبيرية. الضوء يضيف بُعدًا جماليًا للعمل الفني، حيث يمكنه تعزيز الجوانب التشكيلية، وإبراز الألوان والظلال بشكل يعزز من جمالية الصورة أو اللوحة. اللعب بالضوء يمكن أن يخلق تأثيرات دراماتيكية، تجذب العين وتثير الانفعالات. من خلال دمج هذه المناظير، يمكننا تقدير كيفية تأثير العناصر البصرية والفنية والضوئية على تجربة التلقي للعمل الفني. في التصوير الفوتوغرافي، يمكن أن يكون الضوء والتكوين والتفاصيل عناصر أساسية في تقديم تجربة بصرية متكاملة. في الرسم، تلعب التقنيات الفنية والابتكار في استخدام الألوان والضوء دورًا كبيرًا في تقديم عمل فني يعكس الأسلوب الفردي للفنان. في كلا المجالين، الجمالية تُبنى على التوازن بين العناصر المختلفة والقدرة على تقديم تجربة بصرية تُثري المشاهد وتجذب اهتمامه. معرض الفنانة "دانيال جنادري"( ( Daniele Genadry في قصر سرسق (( Musée Sursock واستمر حتى 12 نيسان2016 وكتبت عنه لجريدة اللواء لبنان
×
Artist Daniele Genadry
تعمل دانييل جينادري بالرسم والتصوير الفوتوغرافي والطباعة، لدراسة الظروف والأشكال المعاصرة للرؤية، وخاصة تلك الموجودة في لبنان بعد الحرب. تدرس ممارستها إمكانية الصورة في توليد زمنيتها الخاصة (الضوء)، وخلق مجال رؤية وسيط يعمل على تحسس وعينا. غالبًا ما تستند اللوحات إلى زخارف المناظر الطبيعية، وتسعى من خلال سطحها المادي إلى التأثير جسديًا على عيون المشاهدين، مما يتطلب وقتًا للتركيز والتعديل، من أجل إدراك الصورة (المرسومة). هدفهم هو إعطاء رؤية مرتفعة ومكثفة - وشكل صورة لجودة وقوة معينة - من الحضور والهشاشة والاختفاء. لمعرفة المزيد يمكنم زيارة موقعها اللألكتروني
السرد الفني المتوهج تشكيليًا بالألوان
BY Artist Christoff Baron
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
السرد الفني المتوهج تشكيليًا بالألوان ضحى عبدالرؤوف المل تفوح التأثيرات الشرقية من أعمال الفنان كريستوف بارون (Christoff Baron)، وبنكهة روائية يستخرج منها المعنى بأسلوب يتناقض مع خامة الخشب التي تحتضن رسوماته ذات المشاهد المبنية أدبيًا على حبكة بصرية دافئة وجدانيًا. إذ تمنح القطع الخشبية التي يرسم عليها نوعًا من السرد الفني المتوهج تشكيليًا بالألوان، وبعصور تتشكل تبعًا لخياله الفعال في إيضاح الحركة على قطع خشبية تشبه إيقاعات الماضي وموسيقى الحاضر وسمفونية المستقبل، القادرة على جمع الأزمنة في عمل يمكن تقسيمه إلى وحدات بصرية يتلاعب بها كريستوف بارون بمهارة ودقة وبتأثيرات روحية تبثها خامة الخشب المعتقة مع الألوان والرسوم والحركة المتفاوتة في تطلعاتها، ليترجم بذلك المشهد وفق إخراج ريشة ديناميكية تجمع العاطفة والعقل في وجدان اللوحة الجاذبة للمتلقي والمثيرة للدهشة في آن. يختار الفنان كريستوف بارون أدواته الفنية بما يتناسب مع الحجم والمساحة، والتوزيع النسبي أو المتقطع، حيث يستطيع تركيب الشخصيات تبعًا للحدث التاريخي المتخيل أو من عبارات استطاع تكوينها لونيًا، حيث تتلاشى التفاصيل الأخرى للسرد الفني الذي يتبعه بصريًا بأسلوب اختزالي يسلط الضوء من خلاله على الموضوع بتصويرات إيمائية مختصرة. وكأنه على خشبة مسرح يقوم بفن الإخراج المسرحي القديم، وبتحديث درامي أو وثائقي في بعض منه، وكأنه يخطف لحظة الحوار في ومضة تشكيلية مؤثرة سرديًا لها سهولتها وتعقيدها. إذ تحتاج الومضة الفنية في لوحاته إلى دراسة عميقة مستخلصة من الحياة الإنسانية والروح البشرية المنبعثة من قدرات اللون في محاكاة الحس الجمالي والتحاور معه بتخليد شخصيات لوحاته في لحظة تم تحريكها في جمود يبهر الحس التناقضي عند المتلقي. يلعب الفنان كريستوف بارون على العنصر الرئيس في لوحاته، وهو القطع الخشبية والألوان، أما الشخصيات، فهي الذات التي يعيد وجودها مخافة اندثارها من الذاكرة، ليضعها بصريًا وفق مراحل جمالية لها مساحاتها الخاصة، وأحجامها المتناسبة مع الطول والعرض، وبنسبة توزيع تكاد تتوازن مع نوتة موسيقية تجذبنا لما وراء المشهد الذي يضعه ضمن أطر الخامة وأهدافها، وبحس تقني تركيبي منسوج كليًا، أي من الجزء إلى الكل وبالعكس، وضمن مصداقية المنظومة الأدبية أو الروائية أو القصصية أو المشهدية التي يعيد لها الحياة، لتكون بمثابة لوحة خرجت من الذاكرة الفنية إلى الذاكرة البصرية الأكثر جمالًا في وجودها الحسي والمادي. يمتلك الفنان بارون لغة سردية حكائية في تطلعاتها نحو المشهد البعيد، والقدرة على تشريحه تخيليًا، ليكون بمثابة إيقاعات متلاصقة ومتباعدة وبلمحة عابرة من حيث الإبحار في المشاهد التي يقدمها شكلًا ومضمونًا وأسلوبًا له أهدافه الفنية. والأهم من ذلك كله الخامة واللون، أي القطع الخشبية وجمالها الحسي والمادي، المثير للعاطفة الزمنية التي تنطوي على تأثير شرقي، ربما ناتج عن تطلعات الفنان إلى التميز والنظرة النابضة بالحياة. إذ تتنوع الشخصيات وتتقاطع إيماءاتها التعبيرية عبر موسيقى اللون بحرارته وبرودته وتدرجاته، وكأنه العازف المنفرد المتكئ على بنية الإيقاعات اللونية والخطوط والتكوين المتمسك بعدة مستويات تتنافر من خلالها المفردات الجمالية وتتوافق ببساطة وسهولة عند ربط علاقات المعنى بالشكل من حيث قيمة الأبعاد البصرية وانزياحاتها التشكيلية الزاخرة بلغة سردية تعتمد على استحضار المشهد لترتقي التعابير مع المشهد الذي يبثه تجديدًا فنيًا يعمم من خلاله العناصر الفراغية الصامتة، فاللوحة الفنية الواحدة هي أجزاء اجتمعت لتواكب الرؤية بشكل عام، وبكشف توصيفي له قدراته الغامضة في استخراج الزمن وإعادته إلى الحياة لتحقيق الفهم الإنساني الممتد من الإنسان الأول حتى الآن. برؤية أخرى أعمال كريستوف بارون تثير انطباعًا قويًا من خلال الجمع بين التأثيرات الشرقية والتقنيات التشكيلية الحديثة. تأتي هذه الأعمال بمزيج فريد من الألوان والخامات، مما يجعلها تجربة بصرية متعددة الأبعاد. ينعكس تأثير البُعد الزمني والإيقاع في استخدام الخشب كخامة أساسية، وهو ما يضيف عمقًا ودفءًا لتصاميمه، مشكلًا بذلك لوحة متكاملة تروي قصصًا عاطفية وجمالية. يستفيد بارون من الخشب كوسيلة لخلق مشاهد سردية ذات طابع شرقي، حيث أن خامة الخشب تتيح له تقديم مشاهد ذات طابع دافئ ومتشابك مع الألوان التي يختارها. الموضوعات التي يتناولها تتنوع بين خيالية وتاريخية، مما يساهم في خلق تباين مثير بين الأشكال والتقنيات المستخدمة. هذه التباينات تعمل كإيقاع بصري يمزج بين الأبعاد الزمنية والتعبيرية، ويجعل كل قطعة تحمل قصة خاصة. الأعمال الفنية لكريستوف بارون تدعو المشاهد إلى الغوص في عالم داخلي معقد. يُظهر إيقاع الألوان والحركة في لوحاته تأثيرًا عميقًا على المشاعر والتفكير. يتمكن من خلال تباين الألوان وتدرجاتها أن يعكس مشاعر متعددة، من الدفء والحنين إلى التوتر والانفعال. هذا التنوع يعكس الحيرة والبحث المستمر في النفس البشرية، ويجعل العمل الفني تجربة نفسية فريدة. يتميز بارون بإتقانه لتقنيات السرد البصري واستخدام الألوان. يسعى دائمًا لخلق توازن بين العناصر المرئية والتكوينات الحركية على الخشب. الألوان التي يختارها ليست مجرد خلفيات، بل هي جزء من الإيقاع البصري الذي يعزز التجربة البصرية. تتناغم الألوان والخطوط بشكل مدروس، مما يخلق تناغمًا وتباينًا يتماشى مع الموسيقى البصرية للأعمال. يبرز الإيقاع البصري في أعمال بارون من خلال التباين بين الألوان والخطوط وتوزيع العناصر في اللوحة. يعكس الإيقاع البصري تفاعل الشخصيات والألوان بشكل يتناغم مع الإيقاع الموسيقي، حيث يكون هناك تنقل مستمر بين الأجزاء المختلفة للعمل، كما لو كانت قطعة موسيقية مرسومة. يمكن ملاحظة كيف يتغير الإيقاع من جزء إلى آخر، مما يضفي حيوية وديناميكية على العمل الفني. هذا التنقل يجعل المشاهد يتفاعل بشكل غير مباشر مع العمل، مستشعرًا إيقاعه الخاص وإيقاع المشهد. تُعتبر أعمال كريستوف بارون تجربة بصرية شاملة تنطوي على إيقاع بصري يعكس تناغمًا بين الخامات والألوان والمواضيع. فهي تجمع بين الانطباعات العاطفية العميقة والإيقاع الفني المتقن، مما يجعل كل عمل فني يعبر عن قصة متعددة الأبعاد تستدعي التأمل والتفاعل من قبل المشاهدين. إن قدرة بارون على الدمج بين العناصر الفنية والنفسية تجعله فنانًا مميزًا، قادرًا على خلق تجارب بصرية فريدة تلهم وتثير التأمل. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
Artist Christoff Baron
Né le 8 juin 1972 au Blanc Mesnil, France, Christoff Baron partage son temps entre Marseille, Strasbourg et Beyrouth.
مفهوم التضاد وفق التغيرات المثيرة للرؤية
BY Artist hadi kasous
8.6
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مفهوم التضاد وفق التغيرات المثيرة للرؤية ضحى عبدالرؤوف المل ترتفع قيمة اللون في أعمال الفنان هادي قاصوص (Hadi Kassous) عندما يجاور اللون لونًا آخر، وكأنه يتنافس مع البصر عندما تتجانس المعاني المستترة بتساوٍ مع النسب اللونية التي يوزعها بتقنية تجذب الانتباه إلى امتداد الظل بين الغوامق والفواتح، ليتكون مفهوم التضاد وفق التغيرات المثيرة للرؤية، والمؤثرة في تكوين اللون وكنه الخط، لتبدو الرسومات عميقة في مؤثراتها البصرية الخادعة أحيانًا. إذ يحتاج المتلقي للمزيد من التأمل والصمت، حيث يتلاعب الفنان هادي قاصوص بالإحساس بالعمق، ليكتشف الرائي الأشكال الغارقة بالعاطفة، المشتعلة وجدانياً، وضمن فلسفة الوجود واللاوجود دون الاقتراب من العدم، ليستبدل لغة الحروب بلغة الفن والجمال ولغة الموت بلغة الحياة، ولكنه يترك فسحة الحزن بين طيات ألوانه، كماضٍ يهرب منه نحو مستقبل يعيد للطفولة بهجتها، ويعكس وجه الإنسانية بخلفيات تتكرر فيها التوهجات والخفوت، لتكون ضمن مفهوم التباين أو التضاد أو الانعكاسات البصرية المؤثرة على النفس وعلى التلاشي والانكماش اللوني. ألوان ساخنة وباردة وحيادية كضباب يلفه بتنبؤات ربما! هي نوع من التخوف. إذ تبدو في دلالاتها الرمزية تقترب من السريالية الشفافة وتنفيها إلى التجريد، فالتعبير باللون واللجوء إلى الإيحاء المضموني من خلال الأسلوب الشاعري، لتكون أقرب إلى البصر من المعنى المستتر خلف الفواصل الفنية البارزة عند اختلاف النسب اللونية المتقاربة والمتباعدة، والمتمسكة بالتوحد والارتباط حيث تتصف اللوحة بمساحة. لتركيبات لونية دقيقة في حركتها المتوافقة مع الرؤية التي يبثها شجونه، وتعلقه بالأمل من خلال بهجة اللون الساخن، المختلط بتقارب ذي تكنيك خاص يعتمده الفنان هادي قاصوص في أغلب لوحاته المرتبطة بكنه اللون والمعنى في آنٍ واحد. يضرب الفنان هادي قاصوص اللون، ليتشارك بتوافق مع الألوان الأخرى، وكأنه يؤلف المشهد الحسي بسلاسة وغضب، وبتأثيرات نفسية مختلفة تتعلق بلحظة الرسم والتفاعل معها، لاستخراج المكنون الفني أو تحديد المكنون اللوني البصري، ليعيد للوحة فيما بعد معانيها الجمالية، ويعطيها تأثيرات ضوئية خاصة، وبتنويع بين التماثل والتناظر، وحتى التقابل أو بالأحرى جمالية الألوان المتقابلة، والمتقاربة وحتى المتناقضة في جزء منها عن طريق إضافة ميزة خاصة في لون يتمسك به، ويتركه كعلامة تعجب في لوحاته. تتبادل الأجيال أطوار الحياة في لوحات قاصوص كما تتبادل الألوان درجاتها وتركيباتها وامتزاجها، وكأنه يغزل المشهد ضمن مراحل معتمة ومضيئة متفائلاً بمراحل حياتية قادمة على الإنسانية التي تعاني من فقدان البراءة التي يبحث عنها بين ألوانه الواعية، والعاطفية وبوجدانية شاعرية ظاهرة في المساحات اللونية المتساوية وامتدادها، وانكماشها عند تلألؤ اللون، وكأنه يعيده إلى أحضان اللوحة بعد السيطرة عليه، مما يؤدي إلى التساوي في قيمة اللون نفسه أو الألوان المختلفة في تدرجاتها وحرارتها وبرودتها. إذ تتزن في أقسام منها، خصوصاً عند دمج الألوان الموحية للحزن والأمل، وأنما الأمل المتسع باتساع اللون وتوازنه والحزن الضيق والعمق في توازنه أيضاً. ألوان ترمز للحياة وقوتها وألوان ترمز للموت وضعفه أمام التجدد في المعاني واستبدال الأزمنة بمراحل الخطوط المختلفة. إلا أن الهدوء البصري يسيطر على لوحاته رغم توهج الألوان أحياناً، وصخبها عند اقترابها من أقصى درجات البرودة والحرارة مع الاهتمام للشكل الداخلي الذي يتخذه اللون، محققاً بذلك شفافية مؤثرة في كيان العمل الفني وعلاقاته التبادلية المتلائمة والمتناسبة مع الشكل والأرضية، وكأنه يبحث عن الحب بعد الحروب، وعن الطفولة بعد عبثية الوجود، وعن الخير بعد الشر، وعن اللون الأصفر بعد الرمادي، ليزيد بذلك قيمة التوافق البصري في أعماله التشكيلية. برؤية أخرى تترك أعمال الفنان هادي قاصوص انطباعًا قويًا في أول نظرة من خلال استخدامه المتميز للألوان والتباين بينها. يظهر تفاعل الألوان بصورة تعكس مستوى عالٍ من المهارة الفنية والابتكار، مما يلفت الانتباه ويجعل المشاهد ينغمس في عمق العمل. التضاد بين الألوان الباردة والساخنة، مع التركيز على النسب اللونية، يخلق تجربة بصرية مدهشة ومثيرة. في أعمال قاصوص، نجد أن الألوان ليست مجرد عناصر جمالية، بل هي أدوات للتعبير عن مضامين فلسفية وعاطفية عميقة. يتناول الفنان مواضيع مثل الوجود واللاوجود، الحرب والسلام، والموت والحياة، مستخدمًا الألوان كوسيلة لاستكشاف هذه المفاهيم. تتسم لوحاته بالتباين بين الألوان المتقابلة والمتباعدة، مما يعكس جدلية الصراع الداخلي والخارجي، ويعزز من تأثير الرسالة التي يسعى إلى إيصالها. تتجلى أعمال قاصوص كمرآة للانفعالات البشرية. الألوان الدافئة تعكس الإحساس بالأمل والفرح، بينما الألوان الباردة تجسد الحزن والتأمل. يتلاعب الفنان بالإيقاع البصري لتعزيز التأثيرات النفسية، مما يجعل المشاهد يتفاعل عاطفيًا مع العمل، ويشعر بالعمق النفسي الذي يحاول الفنان استكشافه. يتطلب هذا التفاعل تأملًا عميقًا وصمتًا، مما يزيد من تأثير الأعمال على الحالة النفسية للمتلقي. يستخدم قاصوص تقنية التباين بين الألوان بشكل مبتكر، مما يعزز من الإيقاع البصري لأعماله. التباين بين الألوان الدافئة والباردة، وتكرار التوهجات والخفوت، يخلق حركة بصرية تسهم في تعميق التأثير الفني. التقنية التي يعتمدها في توزيع الألوان وتنظيم المساحات تعكس اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل، مما يضيف طبقات من التعقيد والجمال إلى أعماله. تتميز أعمال قاصوص بتناغم رائع بين الألوان، حيث يتم الجمع بين الألوان بأسلوب يوازن بين الانسجام والتناقض. تساهم استخدامات الألوان في بناء إيقاع بصري يشد الانتباه، ويسمح للمتلقي بالتفاعل مع العمل على مستويات متعددة. تعكس اللوحات توازنًا بين الجمال البصري والعمق المفهومي، مما يجعلها مثيرة للإعجاب من الناحيتين الجمالية والفكرية. إذ تعتبر أعمال قاصوص وسيلة قوية للتعبير عن مشاعره وأفكاره. من خلال اللعب بالألوان وتطبيقات تقنية التباين، يعبر الفنان عن صراعاته الداخلية وتطلعاته. يظهر الإيقاع البصري في اللوحات كوسيلة للتواصل مع الجمهور، حيث يعكس حركاته وانفعالاته من خلال التكوين اللوني والهيكلي. الإيقاع البصري في أعمال هادي قاصوص يتجلى من خلال التباين بين الألوان والتدرجات المختلفة. يستخدم الفنان التكرار والتباين في توزيع الألوان لخلق حركة وتدفق بصري يسهم في جذب الانتباه وتعزيز تجربة المشاهدة. الألوان المتناقضة والخلفيات المتغيرة تخلق ديناميكية بصرية تجعل العمل الفني أكثر حيوية وتعقيدًا، مما يضيف بعدًا آخر للتجربة البصرية.يوفر تحليل أعمال هادي قاصوص من منظور إيقاع بصري تأملًا في كيفية استخدام الألوان والتباين لخلق تجربة بصرية تعبيرية وجمالية. يتناغم الإيقاع البصري مع الرسائل الفنية والعاطفية التي يحملها العمل، مما يجعل تجربة المشاهدة عميقة ومتعددة الأبعاد. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
Artist hadi kasous
هادي قاصوص فنان تشكيلي من الشمال السوري محافظة إدلب /سلقين/ درس الفن دراسة خاصة، وكان ليه العديد من المشاركات الفنية الجماعية في سورية ولبنان وبعض البلدان العربية، عضو اتحاد الفنانيين التشكيليين السوريين فرع إدلب، حائز على شهادات تقدير وتوجد لوحاتي كمقتنيات عند الكثيرين والمهتمين بالفن التشكيلي
«
85
86
87
88
89
»