Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
الشكل الإنساني هو مصدر الرؤية النحتية
BY Artist Mauro Corda
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الشكل الإنساني هو مصدر الرؤية النحتية في أعمال "ماورو كوردا". ضحى عبدالرؤوف المل يقرأ الفنان "ماورو كوردا" (Mauro Corda) دورة الحياة من خلال المادة النحتية التي تتشكل بليونة قادرة على بث حركة الخطوط الفراغية التي يتلاعب بها. لتكون كجزء نحتي ذي تقاليد كلاسيكية، إنما تحاكي الجوهر الإنساني وتغيراته الزمنية، وإن شئنا الجيولوجية، التي توحي بالتتابع الزمني للإنسان الشبيهة ببعضها من حيث التكوين والحركة ورمزية الواقع من خلال ليونة المادة وقساوتها وتعبيراتها الفسيولوجية التي يخاطب بها "ماورو كوردا" المتلقي بفن جمالي حركي خاضع لروح المادة، والقدرة على تشكلاتها وفق أبعاد يحددها بصريًا بالخطوط الفراغية غير القابلة للمزج مع مادة يختارها تبعًا للكتلة، وترجمتها وانفعالاتها العاطفية والعقلانية وصقل الحجم المتناسب مع الطول والعرض والليونة التي يمدها وفق انحناءات عاطفية تمثل الحركة فيها تشابكات بصرية ذات إيقاعات ذاتية لها موضوعيتها من حيث التطلعات الرياضية في بناء الكتلة أو الجسد الإنساني. يشكل الجسد في أعمال الفنان "ماورو كوردا" مادة حية تمنح المجسمات قَوةً بصرية قادرةً على المحاكاة الهندسية المرتبطة بالنسب الذهبية والتعبيرات الأكروباتية لفن الجسد، والفضاءات التخيلية التي تميل إلى المنحنيات المرنة أو المائلة أو تلك التي تنسجم مع الجسد والفقرات والقطع الصغيرة ذات الصقل البصري والإيقاعي في تضاده وانسجامه، ونسبة تعاطية مع المادة البنائية التي تترجم أحاسيسه الفنية بجمالية لها خاصيتها النحتية الملموسة أو المحسوسة في بعض منها لتكون المادة النحتية هي النواة الحقيقية للكتلة التي يسخرها لأهدافه الحركية قبل النحتية، وأن بتوازن بين الحركة والمادة والتعاطي مع الأبعاد وجماليتها وبنية تكوينها بخامات يصقلها برؤية حركية. تعكس الصياغة النحتية المتغيرات الحسابية المرتبطة بالكتلة والوزن، والحركة في الأشكال التي تتخلل عناصرها فراغات ذات قيمة بصرية تشد الحس نحوها بشاعرية رغم تكوينها الجامد. إلا أن الحركة فيها تمنحها ليونة قادرة على خلق تعبيرات هي ضمن نطاق الرؤية الفنية الكلاسيكية، إنما بتعبيرات لها فسيولوجيتها وتكويناتها المرتبطة بمجسمات وخامات تساعد في خلق العمل الفني المحمل بأفكار رياضية جمالية، المساعدة في امتداد الفراغات الموحية بوجود المادة التي يلعب بها "ماورو كوردا" بتباطؤ وسرعة يعادلان الوزن والكتلة ضمن مساحة معينة، وبتأثيرات مختلفة وانفعالات معينة يحددها تبعًا للصفة التي يمنحها للمنحوتة أو للمضمون والأسلوب في آن. يمكن إدراك المادة بصريًا في أعمال الفنان "ماورو كوردا" من ملمسها الحسي والمادي على سواء، مركزًا بذلك على الظل أي على وجود المنحوتة، والإيحاء بعمقها الفني أو بمنحى آخر الوجودي حيث يحتل الحجم في أعماله نسبة فنية عالية. مما يعطي المساحة خطوطًا إضافية ومخيلة تتصل بالشكل المعنوي والحسي أو المحسوس والملموس، والمعاني الأسلوبية في حبك الخطوط ضمن إيقاع منتظم وانفعالات تتناغم مع المحاور الاختزالية التي شذبها ومنحها مضمونًا آخر. يبقى الشكل الإنساني هو مصدر الرؤية النحتية في أعمال "ماورو كوردا" والاسقاطات الفنية المتباعدة والمتقاربة ضمن الخامة وملمسها، وأيضًا ضمن العناصر الأساسية المتماسكة مع الضوء، ومن خلال الخطوط ومعاييرها الذاتية والتركيبية التي تنطوي على تشخيص وفق تشكيل نحتي معين مستقل بصريًا عن الأجزاء الأخرى التي تبدو مثقلة بالمفاهيم المتوحدة معها الفنان "ماورو كوردا" والمنسجمة مع مادته أو خامته التي يحاكيها بفن قادر على تبسيط هيمنة الحركة، وشدة قواعدها الملتزم بها كلاسيكيًا دون أن يتحرر من ثقل المادة النحتية وسرعة جمودها، وبمنظور ميكانيكي يسخره بهدف خلق بنية نحتية حركية بخطوطها الخارجية والداخلية، وتوازنها مع الضوء بمخيلة تتسع لتكوينات المادة التي ينحتها. برؤية أخرى ، يمكن تحليل أعمال الفنان "ماورو كوردا" من خلال عدد من الأبعاد المختلفة، بما في ذلك الانطباعية، الموضوعية، النفسية، الفنية، والجمالية التعبيرية، مع التركيز على الإيقاع البصري. سأقدم لك تحليلًا شاملاً يربط بين هذه الأبعاد ويستعرض كيف يبرز كل منها في أعماله. من خلال رؤية الأعمال النحتية لماورو كوردا، يُلاحَظ أن الانطباع الأولي هو تأثير حركة وطاقة مدهشة تنبثق من كتلة المادة النحتية. الفنان يخلق إحساسًا بالحركة والليونة، رغم أن المواد المستخدمة قد تكون صلبة وثقيلة. هذا التباين بين الحركة والجمود يُثير شعورًا بالدهشة والتأمل في كيفية تحقيق هذا التوازن في الشكل النحتي. تركز أعمال كوردا على استكشاف الشكل الإنساني من خلال تقنيات نحتية تعكس التقاليد الكلاسيكية وتدمجها مع عناصر عصرية. يشكل الجسد الإنساني محورًا رئيسيًا في أعماله، ويظهر في تناسق مع العناصر الهندسية والفراغات البصرية. هذا الدمج بين التقليدي والعصري يعكس قدرة الفنان على توظيف الأشكال الهندسية والتعبيرات الأكروباتية لإبراز الجوانب المتعددة للإنسان، مما يثري الموضوع ويضيف عمقًا لقراءته. تنقل أعمال كوردا مجموعة من المشاعر والانفعالات من خلال استخدامه للمواد والتقنيات. ليونة المادة وقساوتها تعكس التباين بين القوة والضعف، الحركة والسكون، مما يمكن أن يثير ردود فعل نفسية متعددة من التأمل إلى الانبهار. تعبيرات الأشكال والنسب قد تدعو المشاهد للتفكر في الذات والتجربة الإنسانية بشكل أعمق، مما يخلق ارتباطًا عاطفيًا مع العمل الفني. يبرز "ماورو كوردا" كفنان يمزج بين التقاليد النحتية والتقنيات المعاصرة. الإيقاع البصري في أعماله يتجلى في كيفية توظيفه للخطوط الفراغية والحركات ضمن التكوينات النحتية. استخدامه للمواد المختلفة والقدرة على صياغة الحركة من خلال المادة تعكس مهاراته العالية في تشكيل العمل الفني وتقديمه بطريقة مبتكرة وجمالية. تعمل أعمال كوردا على خلق تجربة بصرية معقدة من خلال التلاعب بالمواد والأشكال. تعبيرات الأشكال والنسب تقدم جمالاً بصرياً من خلال إيقاع الخطوط والأحجام، حيث تنسجم التكوينات النحتية في مشهد يعكس تنوعًا في الإيقاعات البصرية. الفن التعبيري يتجلى في كيف أن الأشكال النحتية توحي بالعواطف والأفكار، من خلال تفاصيل دقيقة وتوازنات حساسة. منظور الإيقاع البصري في أعمال كوردا يتجلى في تكرار الأنماط، وتداخل الأشكال، وتناغم الحركة مع الثبات. إيقاع الأعمال ينشأ من تفاعل الأشكال والأحجام مع الضوء والظل، مما يخلق حركة بصرية تستقطب العين وتدعو للتفحص. الخطوط الفراغية، التكرارات، والفراغات تُشكّل إيقاعاً بصرياً يعزز تجربة المشاهدة ويوفر توازنًا بين التكوينات النحتية والمادة المستخدمة. بشكل عام توفر أعمال "ماورو كوردا" تجربة متعددة الأبعاد تجمع بين الأبعاد النفسية والفنية والجمالية، مع تعزيز الإيقاع البصري الذي يدعو المشاهد للاستمتاع بالتفاصيل والتفاعل مع العمل الفني بطريقة عميقة وشخصية. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
Artist Mauro Corda
ماورو كوردا هو نحات تشكيلي فرنسي، ولد عام 1960 في لورد. درس في مدرسة الفنون الجميلة في رانس وباريس. يعيش ويعمل في باريس. عُرضت أعمال كوردا في عدد من المتاحف حول العالم مثل متحف إدواردو سيفوري في بوينس آيرس، الأرجنتين، ومتحف فيكتور هوغو في كوبا، ومتحف فريدريك ماريس في برشلونة، إسبانيا ومتحف كومتوا في بيزانسون، فرنسا. أعماله جزء من العديد من المجموعات العامة (مدن تارب، وبورتو فيكيو، وإبيناي سور سين، ومونت دي مارسان في فرنسا، والدار البيضاء في المغرب). حصل على العديد من الجوائز بما في ذلك جائزة بول بلموندو، وجائزة مؤسسة الأميرة جريس دي مونت كارلو، وجائزة فينيكس للفنون، وجائزة فارس الفنون والآداب. التقنية الموضوع الرئيسي لأعمال كوردا هو تصوير الأشخاص في أدوار وبيئات ومواقف متنوعة، ومع ذلك فقد ابتكر أيضًا سلسلة كاملة من المنحوتات الحيوانية. لا يقتصر الفنان على أي وسيط معين، وقد طور إتقانًا تقنيًا مثيرًا للإعجاب مع العديد منها بما في ذلك الأعمال المعدنية أو نحت الحجر.
المغزى الفني التشكيلي ومميزاته الاستعارية
BY Artist Brenda Louie
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المغزى الفني التشكيلي ومميزاته الاستعارية ضحى عبدالرؤوف المل تتقن الفنانة "برندا لوي" (Brenda Louie) مد مساحاتها بتقنية معاصرة تتوافق مع اللغة الفنية التشكيلية التي تقدمها فنيًا عبر حركة هندسية تتراىء من خلال الخطوط والتشابك التفاعلي البصري، متجاوزة بذلك الاختزال الهندسي الإيحائي والواقعي في تجلياته التجريدية، لتبدي شحنات اللون الهادئ والصاخب بإبراز القيم الجمالية في التضاد اللوني والخط معًا، وما بين الوهم والغموض في لوحاتها تتولد الأساليب الفنية الخاصة بها، والمتعلقة بدقة الخط المتوائم مع اللون بتلاحم شديد وفق الأطر التخيلية بوصفها تشكيلات نابعة وجدانياً من اللاوعي الفني، القادر على إثراء الصور التجريدية المبتكرة بتعبير يتجاوز به اللغة الإيحائية التي تفرضها على الخط وزواياه والرؤى الفنية المتعددة البنى اللونية الشديدة الحياكة، بمعزل عن التجسيدات الحسية التي تضفي على لوحاتها لغة شاعرية لها مجازيتها. مستنطقة بذلك "برندا لوي" كونية الرؤية التي تبثها في لوحاتها عبر توحيد البناء الداخلي للخط، وتنويع اللون لتحريك البصر وتخضعيه إلى تحليلات فنية متعددة، وبلحظات انفعالية واعية في إظهار المغزى الفني التشكيلي ومميزاته الاستعارية التي ينفعل ويتفاعل معها المتلقي. تموج حركي ذات حيوية تثير الدهشة بمنحها صفة انتقائية لخطوط تتجاوز بها التجريد والتعبير، فاتحة المعاني على حركة الحياة دون تعقيد في تمويه هندسي متقن ووفق حسابات تتناسب مع المساحة التي تخلع عليها تقنية خاصة، تتوازن من خلالها العوالم الداخلية التي ترتبط بالمخيلة، وقدرتها على ربط الأسلوب اللوني المغاير مع شحذ الخط والتحكم به، بتشخيص ذي علاقات إبداعية وصياغة دلالية مرتبطة بالعناصر الفنية ومقدرتها في إبراز الدمج الحقيقي والمؤثر في تشكيل اللوحة المتخيلة حسياً ومعنوياً، وبتماثل تغدو من خلاله اللوحة مرتبطة بدلالات خاصة بالخط، وبلون متوهج رغم برودته، لتغدو المعاني الجمالية قادرة على تحفيز الذهن، راصدة الضوء والظل عبر مفارقات تتأرجح بين الخيال والواقع وبإشباع بصري قادر على المحاكاة، بثلاثية الفن والهندسة والتجريد الحسي ذي المخزون النفسي الساكن والمتحرك في آن. انعكاس بصري يختزن الكثير من العناصر الحسية، المتخيلة التي تستند على أسلوب التشويق، والتفاعل الضوئي المؤثر على تدرجات اللون وتداعياته الناشطة تخيليًا. لتغطيتها بالتعتيم والتفتيح والفراغات التي تتناسب مع فضاءات عميقة ذات أبعاد تؤثر على التشكيل الصوري، الموحي بحركة الأشياء من حولنا "وفيك انطوى العالم الأكبر"، فالأجزاء اللونية التي تتحد مع الخط والمنسجمة مع التواشج الغني بالخيال المبدع، تساعد على استنفار الحواس وتحفيزها على احتضان الفكرة، وإحساساتها الباطنية للدلالة على مفارقة الواقع بإضفاء الحس الجمالي للدلالة على شاعرية اللون وعقلانية الخط، كحالة تصوفية تجمع الانفعالات وتنفيها عبر الإيحاءات التجريدية القوية معنويًا وحسيًا والملموسة رياضيًا بوصفها اختراقًا للمألوف بين خط ولون، وبتكوين حواري تتشارك به "برندا لوي" مع المتلقي. ما بين المحسوس والمجرد تطرح الفنانة "برندا لوي" تأملاتها الفلسفية والطبيعية وبحيثيات العوالم الخارجية والداخلية المتمثلة بكينونة الخط واللون، وبانفصال تتعامل معه عبر التناقض الإدراكي لمفهوم الاتصال الحسي المرتبط بفلسفة الوجود، والعودة به إلى التجريد وبمفهوم فني معاصر مؤثر في تشكيل البنية التجريدية التي تسعى من خلالها "برندا لوي" إلى خلق حس تصوري يعكس قيمة المدركات اللاشعورية وتأثيرها في تحقيق التلاشي الضوئي، وفتح حدود اللوحة لإغنائها بالاتساق والتناغم والتضاد. فاللوحة عند "برندا لوي" هي جزء من الكون ولغته الاستبطانية شكلاً ومضمونًا، أو بالأحرى تجريدًا وواقعًا محسوسًا وبتغاير مألوف يستمد تحولاته من الأشياء المساعدة على نقل التأثيرات من الداخل إلى الخارج وبالعكس، مع توظيف إيقاعات اللون وتأثيراته على الخط والذهن معًا، وبكينونة جمالية ذات جوهر تكويني ومزايا إبداعية تقود المتلقي إلى التأمل والتحليل في المشاهد الحركية النابعة من مفارقات اللون والخط والتجريد المبني على الهندسة الكلية في التكوين الجمالي ومساراته الطبيعية والتقنية معًا. برؤية أخرى من خلال دراسة أعمال الفنانة "برندا لوي"، يتضح أن إيقاعها البصري يحمل طابعًا عصريًّا يتميز بالتوازن بين التناقضات والتجانسات اللونية. الانطباع الأول من هذه الأعمال هو شعور بالدهشة والتأمل في التركيب الهندسي المعقد الذي يعكس تفاعلات الألوان والخطوط بطريقة توحي بالحركة والعمق. هذا الإيقاع البصري يخلق توازنًا ديناميكيًّا في المشاهد، حيث تتناغم العناصر الفنية مع بعضها البعض لتجعل العين تتنقل بسلاسة بين المناطق المتباينة في العمل. العمل الفني لـ"برندا لوي" يتميز بوجود عناصر متعددة تعكس أسلوبًا تجريديًّا معقدًا، حيث تُستَخدَم الخطوط والألوان لتقديم لغة بصرية تفسر الفكرة الفنية بشكل مبتكر. تتجاوز الفنانة الحدود التقليدية للتجريد، وتدمج بين الأشكال الهندسية والتباين اللوني بأسلوب يشد الانتباه ويخلق تجربة بصرية غنية. التقنية التي تتبعها تجعل من كل لوحة مساحة حية تتفاعل مع الضوء والظل بطريقة تعزز من الإيقاع البصري وتضيف بعدًا إضافيًّا للعمل. الأعمال الفنية لـ"برندا لوي" تثير مشاعر متنوعة تتراوح بين الإلهام والتأمل العميق. استخدام الألوان المتباينة والتجريدية يؤثر على الحالة المزاجية للمتلقي، حيث يمكن أن يشعر البعض بالهدوء نتيجة الألوان الهادئة، بينما قد يشعر الآخرون بالتحفيز نتيجة الألوان الأكثر حيوية. الأساليب المتبعة في الإيقاع البصري تمنح المشاهد تجربة تأملية تؤثر على العقل الباطن، مما يخلق تفاعلًا عاطفيًّا يتجاوز المستوى البصري إلى مستويات أعمق من الفهم والإحساس. "برندا لوي" تتبع نهجًا مبتكرًا في استخدام الخطوط والألوان. هي تتلاعب بالعناصر البصرية لتعكس الحركة والتوازن من خلال إيقاع متماسك. التركيب الهندسي الذي تسهم فيه الخطوط يخلق تباينًا لونيًّا يبرز العناصر الفنية بشكل يتجاوز التقليدية، مما يجعل اللوحة مليئة بالحركة والحياة. الألوان، من خلال تباينها وتدرجاتها، تضيف أبعادًا جديدة للعمل، مما يجعل كل قطعة فنية تجربة بصرية فريدة تتطلب تأملًا عميقًا لفهم كامل تعبيراتها الفنية. جماليًّا، يمكن القول إن أعمال "برندا لوي" تجمع بين الجمال الكلاسيكي والحداثة بأسلوب يثير الانتباه. الإيقاع البصري الذي تقدمه يوازن بين الألوان والخطوط بطريقة تعكس جمالًا عميقًا ومعقدًا. التباين اللوني والتوازن بين الأشكال الهندسية يخلق تجربة بصرية متكاملة تشد الانتباه وتثير الإعجاب. الأسلوب التعبيري الفريد الذي تعتمده يعكس حسًّا جماليًّا رفيع المستوى يجعل كل عمل فني تجربة بصرية متميزة. تبرز أعمال "برندا لوي" قدرتها على نقل المشاعر والأفكار بشكل مكثف وملموس. الخطوط والألوان التي تختارها تتحدث بلغة فنية تعبر عن أحاسيس وتجارب شخصية وفكرية. الأشكال الهندسية والتجريدية التي تستخدمها تعكس تعبيرات عاطفية وأفكارًا فلسفية تعكس فهمًا عميقًا للأبعاد النفسية والوجودية، مما يخلق تجربة بصرية تؤثر على المتلقي على مستوى شعوري ومعرفي. إيقاع "برندا لوي" البصري هو تجسيد لأسلوب فني يعبر عن التوازن بين الحركة والهدوء، التباين والتناغم، والإبداع والتقليدية. من خلال هذا الإيقاع، توفر الفنانة تجربة فريدة تؤثر على المتلقي بشكل متكامل، تجمع بين الجمالية والتعبير النفسي والفني بطريقة تثير التأمل وتعمق الفهم للأبعاد المختلفة للعمل الفني. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
Artist Brenda Louie
بريندا لويس فنانة متعددة التخصصات مقيمة في كاليفورنيا، ولدت عام 1953 في مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين، وقد عرضت أعمالها في متاحف ومعارض إقليمية ووطنية ودولية منذ أواخر الثمانينيات بما في ذلك متحف مونتيري للفنون، ومتحف أوشنسايد للفنون، ومتحف كروكر للفنون في ساكرامنتو، ومعرض نيلسون للفنون في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، ومعرض معهد دراسات شرق آسيا في جامعة كاليفورنيا بيركلي، ومعرض قسم الفنون في ولاية ترينتون في نيوجيرسي ومعرض جاك أولسون في جامعة شمال إلينوي في ديكالب، بالإضافة إلى متحف تشجيانغ للفنون في هانغتشو ومعرض الفن والتصميم في جامعة نينغبو، جمهورية الصين الشعبية. حصلت لويس على درجة الماجستير في الرسم من جامعة ولاية كاليفورنيا في ساكرامنتو (1991) ودرجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة ستانفورد في الفنون البصرية (1993). أثناء وجودها في جامعة ستانفورد، تلقت تدريبًا تحت إشراف فنانين معاصرين مرموقين مثل ديفيد هانا، والراحل ناثان أوليفيرا وفرانك لوبديل. حصلت على زمالة جوردن هامبتون، وزمالة روبرت موندافي، ومنحة إدوين أ. وأدالين ب. كادوجان من مؤسسة سان فرانسيسكو، بالإضافة إلى جوائز وتكريمات من لجان الفنون الحضرية في ساكرامنتو. تُعرض أعمالها في مجموعات خاصة وعامة في الولايات المتحدة والصين والشرق الأوسط، ولا سيما متحف كروكر للفنون في ساكرامنتو، وشركة ويكلاند أويل في كاليفورنيا، وجامعة كاليفورنيا في ديفيس، وأكاديمية الصين للفنون في هانغتشو، ومتحف تشجيانغ للفنون في هانغتشو، وجامعة نينغبو في تشجيانغ، جمهورية الصين الشعبية. لوي عضو هيئة تدريس في قسم الفنون في جامعة ولاية كاليفورنيا في ساكرامنتو، حيث قامت بتدريس فن الاستوديو منذ عام 1996. كانت فنانة زائرة في جامعة شمال إلينوي في ديكالب، وجامعة نورمال في هانغتشو، الصين. تعتمد ممارسة لوي الفنية على التجريب والبحث المستمر، مستمدةً من مجموعة واسعة من المصادر، غالبًا فيما يتعلق بموضوعات تعكس تاريخها المتنوع. قبل الهجرة إلى الولايات المتحدة كمراهقة، عاشت بين بلدة ريفية في جنوب شرق الصين وهونج كونج ودرست الأدب الصيني الكلاسيكي والخط تحت إشراف والدها، لوي تشيو شونج، وهو باحث وخطاط صيني، بينما تدربت أيضًا على الرسم بالفرشاة الصينية تحت إشراف أستاذ الرسم الصيني المعاصر الرائد أو هو نيان. هاجرت إلى الولايات المتحدة في عام 1972 وحصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد قبل أن تعيد إحياء اهتمامها مدى الحياة بالجماليات. على الرغم من أن سنوات تكوينها في الصين كانت غارقة في ثقافتها البصرية التي تعود إلى قرون وممارساتها الفنية التقليدية، إلا أنها في الولايات المتحدة انجذبت إلى العمل السلس والعفوي بالفرشاة للتعبيرية التجريدية. بينما كانت طالبة دراسات عليا في جامعة ولاية كاليفورنيا في ساكرامنتو، درست الرسم بالحركة والإيماءات تحت إشراف المرشدين أوليفر جاكسون وجوان مومنت. من خلال دروس الحركات الفنية الأمريكية، بدأت العمل في مناهج مدفوعة بالمفاهيم تؤكد على الروابط الفكرية والفلسفية لتدريبها الثنائي الثقافي في الرسم. ونتيجة لذلك، أصبحت منخرطة بشكل متزايد في استكشاف السرديات الشتاتية، وتتذكر بشكل متكرر تجاربها الخاصة في الطفولة التي قضتها وسط الاضطرابات الاجتماعية والسياسية والصعوبات التي أدت إلى مجاعة الصين عام 1961، والتي حفزت هجرتها في سن مبكرة. الحركة من الصفر، فن بريندا لويس، وهي دراسة أحادية عن عمل لويس، نشرتها أكاديمية الصين للفنون في هانغتشو، جمهورية الصين الشعبية في عام 2016 مع مقالات لمؤرخي الفن والفنانين ونقاد الفن، ماري آن ميلفورد لوتزكر (كلية ميلز في أوكلاند)، إلين أوبراين، إم. إل. باتاراتورن شيرابرافاتي (جامعة ولاية كاليفورنيا في ساكرامنتو)، وكريس داوبيرت (كلية ساكرامنتو سيتي)، وشاكر لعيبي (جامعة قابس، تونس)، وفريد زاهي (جامعة الرباط، المغرب). ستتوفر طبعة ثانية منقحة من الدراسة على موقع Amazon.com في خريف 2019. بالانتقال من الصفر، تمت ترجمة فن بريندا لوي من الإنجليزية إلى الصينية، وسيتم نشر العربية والفرنسية على الإنترنت وستتوفر على شكل قرص مضغوط كجزء من الدراسة.
مجازية الشكل وحقيقة اللون وترابية الإنسان
BY Artist Ashot Avagyan
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مجازية الشكل وحقيقة اللون وترابية الإنسان في لوحات "آشوت آفاغيان" ضحى عبدالرؤوف المل يتناول الفنان "آشوت آفاغيان" (Ashot Avagyan) ضروبًا شتى من حكايا الأساطير ممزوجة بتعتيق ترابي، تميل معه الألوان نحو عفوية ساذجة في تشكيل رسومات تشبه الخربشات المحفورة على جدران الكهوف القديمة، وفلسفة هندسية ذات مربعات ودوائر ومستطيلات لها معانيها القديمة من حيث التفاؤل والتشاؤم، وحتى رمزية الأسطورة أو الزمن القديم الذي تحكي من خلاله الرسومات حكايا القدامى بأسلوب تشكيلي يعيدنا إلى الحضارات التشكيلية الأولى بسيميائية لها مجازية الشكل، وحقيقة اللون وترابية الإنسان من التراب وإليه يعود، مما يجعلها أكثر محاكاة للحس الإنساني الباحث عن الأثر الرمزي وتوظيفه في الفن التشكيلي بجمال عابق بالوجود الإنساني وصراعه الأزلي مع المخلوقات الأخرى. تتنوع الذات الإنسانية في رسومات الفنان "آشوت آفاغيان" بطفولية ذات تعقيد يعود في أزليته إلى الحلم الإنساني والقدرة على تحقيقه وفق أبعاد ودلالات حكائية لها قصصها التي تنسجم مع الذاكرة التاريخية عند المتلقي، واتساع بنية التخييل التشكيلي من خلال المساحات الفراغية التي يفتحها ضوئيًا نحو تناقضات الظل والتعتيم، والتدرج اللوني مع المحافظة على التوازن بين الأصفر أو الذهبي والترابي، مشيرًا من خلال ذلك إلى معرفة كنه الحلم الإنساني القديم والعودة إليه عبر لوحة تخيلية تعيد للرؤية الفنية جماليتها وأهدافها. وبتحليل شكلي للأحجام والأشكال الرياضية، لتكون كالعودة إلى التنبؤ والمجرات والكواكب ومساراتها، وتأثيراتها على الإنسان الذي يكتشف ذاته من خلال الرسومات التراثية أو تلك المحفورة على آثار الأقدمين. وظيفة الرمز في رسومات الفنان آفاغيان تهدف إلى خلق دلالة للرؤية التي يحاول إظهارها، لتكون بمثابة قصة أسطورية يعيد تشكيلها وفق أحلامه وأحاسيسه، والأرهاصات المرتبطة بالحدث كالولادة والموت، وتغيرات الإنسان من مخزونه المعرفي وصولاً إلى شكله، وإيماناته في قصة الخلق ووجود الإنسان في طبيعة خاصة وبين مخلوقات أخرى تتصارع مع الإنسان، وتضعه وسط كينونة دنيوية لا يمكن مغادرتها إلا بالحلم وتحقيق الرؤية أو النبوءة التي تسيطر على معتقداته الخاصة. معرفة إنسانية يتشوق آشوت إلى تجسيدها وفق بنية تشكيلية متزنة ومتناغمة مع رمزية الخط والشكل، وإعطاء الخط عمقًا جماليًا ذا شفافية تضفي إلى اللوحة نوعًا من المعتقدات القديمة ذات السيرورة التشكيلية والفيزيولوجية والبنيوية القادرة على ترجمة التناغم، والاختلاجات اللونية المتقاربة والمتباعدة، بل وحتى المتنافرة بموازين محسوبة بصريًا، لتكون كلغة فنية واعية بوصفها تشكل نمطًا إنسانيًا يهدف إلى رؤية تنطوي على معرفة مكنون الحلم الأسطوري وتفسيره. ليكون بمثابة مادة بصرية توحي بالأثر القديم وأهميته للإفصاح عن غريزة البقاء، وترجمته في لوحات مبنية على توازنات الألوان المتناقضة وقدرتها على منح الحس الوجداني نشوة بصرية تجذب المتلقي ليتأمل الخطوط والأشكال والألوان في لوحات تحاكي الوجود الإنساني. خطوط وهمية وأخرى إيحائية، وبناء شكل إنساني ذي طبيعة أسطورية متخيلة عبر واقع يعشش في ذاكرة الطفولة الأولى ضمن مساحات تتخذ فيها الأشكال بعدًا بصريًا ينبثق من دائرة أو مربع، وبتداخل لا شعوري بين المعنى والمبنى، وعوالم الحلم الفنتازية المرسومة بتقنية بصرية لها جماليتها الخاصة من حيث البُعد الميثولوجي وإيحاءات المعطيات التشكيلية المحفورة بالخط على أسس تتخذ شكل جدارية تشد البصر إليها من خلال ما يقدمه من معانٍ في كل صورة يرسمها بظل ذي إحساس بالوجود، وهيكل يزيد من التأملات النفسية التي تمنح اللوحة روحية ميثولوجية خاصة بالأرمن، وإن كانت في مجملها فلسفية عامة تتصل بالحقيقة التاريخية المبسوطة أو على جداريات الكهوف والآثار الغارقة بالأسطورة وتطورات الواقع التخيلية المقروءة في لوحات الفنان "آشوت آفاغيان." برؤية أخرى عند مشاهدة لوحات "آشوت آفاغيان"، يمكن أن يشعر المتلقي بقدرة الفنان على نقل المشاهد إلى عالم أسطوري يمتزج فيه الواقع بالخيال. تعكس اللوحات نوعًا من التداخل بين الأشكال الهندسية والفنية التقليدية مع تعتيق ترابي، مما يخلق إحساسًا بالعمق التاريخي والرمزية. تبدو الألوان وكأنها تروي قصصًا قديمة، حيث تدمج بين العفوية والتعقيد بطريقة تجعل المشاهد يستشعر روح الأساطير والحضارات القديمة. إذ يسعى "آشوت آفاغيان" إلى التعبير عن مزيج من الأساطير والرموز القديمة من خلال استخدام الأشكال الهندسية والتدرجات اللونية. الألوان الترابية تمثل الارتباط بالأرض والإنسان، بينما الأشكال الهندسية مثل المربعات والدوائر تساهم في بناء معنى متوازن بين التقاليد والتجريب. يُظهر العمل اهتمامًا عميقًا بالرمزية التي تتجاوز حدود الزمن، وتستخدم اللوحات عناصر مرئية لتستحضر الحكايات القديمة التي تتحدث عن الصراع بين الإنسان والمخلوقات الأخرى. يمكن أن تثير لوحات آفاغيان مشاعر تأملية وتأملية لدى المتلقي. الأساليب الفنية التي يستخدمها، مثل الخطوط الوهمية والأشكال الأسطورية، قد تلامس الذاكرة الجماعية وتستدعي الأحاسيس العميقة المتعلقة بالوجود والهوية. اللون والتراب في أعماله يعكسان طبيعة الإنسان وتطوره، مما يتيح للمتلقي فرصة للتفكير في المعنى الحقيقي لوجوده وعلاقته بالعالم من حوله. يتميز عمل آفاغيان بالتركيز على التوازن بين الألوان والأشكال. استخدامه للألوان الترابية والأصفر والذهبي يعزز من تأكيد الجانب الرمزي والتاريخي في اللوحات. الأشكال الهندسية تُستخدم كأدوات تنظيمية لخلق تناغم بصري وتوازن بين الفضاءات. كما أن الأساليب الفنية المستخدمة، مثل الخربشات المحفورة، تمنح اللوحات لمسة أصيلة تشبه فنون الكهوف القديمة، مما يعزز الشعور بالاتصال بالتاريخ والفن البدائي. تعبر اللوحات عن تناغم بين الشكل واللون والرمزية. التأثير البصري الذي تخلقه الألوان الترابية مع التدرجات اللونية والظلال يضيف عمقًا وجمالًا للتجربة البصرية. التوازن بين الألوان المتناقضة والمحافظة على الجمالية البصرية تجعل اللوحات جذابة وقادرة على جذب انتباه المتلقي وإثارة مشاعره. الأعمال تعكس حسًّا جماليًّا يتجسد في تفاعل الألوان والأشكال بطريقة تجسد جماليات الأسطورة والخيال. تُظهر اللوحات قدرة فنية على التعبير عن الأفكار والمشاعر المتعلقة بالأساطير والحلم الإنساني. الخطوط والأشكال لا تمثل فقط عناصر جمالية بل تعبيرات عن الصراعات الداخلية والتجارب البشرية. الأسلوب التعبيري في استخدام الرموز والعناصر الطبيعية يعزز من القدرة على نقل الرسائل العميقة حول الوجود والصراع والروحانية. تعبير الفنان عبر الألوان والتقنيات المختلفة يخلق تجارب بصرية تؤثر في المتلقي وتدعوه للتفكير والتأمل. تعتمد أعمال "آشوت آفاغيان" على تكرار الأشكال الهندسية والتلاعب بالألوان لخلق إحساس بالإيقاع المستمر. التفاعل بين الألوان والأشكال يؤدي إلى حركة بصرية متدفقة، حيث يتنقل النظر بين العناصر المختلفة في اللوحة بشكل متوازن وعضوي. التناقضات في الظل والتعتيم تُضيف بعدًا ديناميكيًّا للعمل، مما يخلق إيقاعًا بصريًّا يوجه الانتباه وينظم تجربة المشاهدة. الأسلوب التعبيري والتكرار البنائي يمنح اللوحات طابعًا إيقاعيًّا يساهم في تعزيز الرسائل الرمزية والتاريخية التي يسعى الفنان إلى نقلها. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
Artist Ashot Avagyan
ولد عام 1958 في سيسيان، أرمينيا. تخرج عام 1981 من كلية الفنون الجميلة بعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة ب. تيرلمزيان في يريفان، أرمينيا. ومنذ تخرجه، كان يدرس في مدرسة الفنون للأطفال في سيسيان. يتخذ الفنان التراث الثقافي للمنطقة التي يعيش فيها كنقطة انطلاق، ويسعى إلى آفاق جديدة لإدراك العالم في أعماله. وينقل الآفاق المفاهيمية والفنية من نقوش العصر الحجري الحديث إلى أيقونات العصور الوسطى من سطح القماش إلى أشكال أخرى من الفنون الحديثة، ويعكسها في سياق الأداء وفن الأرض. وقد شارك في عدد من المعارض الشخصية والجماعية في جميع أنحاء العالم.
الأبعاد الخاضعة لروحانية اللون ومنظوره الجمالي
BY Artist Erik d'Azevedo
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الأبعاد الخاضعة لروحانية اللون ومنظوره الجمالي ضحى عبدالرؤوف المل تتميز أعمال الفنان "إريك دايزفيدو" (Erik d’Azevedo) بخصائص فنية تعبر بلغة تشكيلية متمردة على الريشة، وتطرح فلسفة جديرة بالتحليل والتأمل، كونها تأخذ من الطباعة أسلوبًا مغايرًا يتجلى بهوية عميقة الرؤية، ويؤكد من خلالها على أهمية الوجوه المختلفة في تنفيذ اللوحة التشكيلية وطرائقها المتنوعة. من حيث الحوافز التي يمنحها اللون للوجدان، ومن حيث أهمية الخطوط التي تشتد في بناء الشكل، وكذلك من حيث الامتصاص والانتقال والتكامل في التطابق الذي يسعى الفنان "إريك دايزفيدو" إلى إيجاده أو ابتكاره ليكون بمثابة عودة إلى الذات، ولكن بموضوعية أكثر اتساعًا، يستنسخها متحررًا من كل ما هو سلبي أو إيجابي قد تتقيد بها ريشة نفاها عن اللوحة للدلالة على مفهوم فني خاص، يحمل بصمته التي يشير من خلالها إلى شخصيته الفنية والجدلية التجريدية الراسخة في أعماله، ذات الجمال الفلسفي والفني الصارخ بالحركة في كل أعماله دون استثناء. تضم الأشكال والألوان في أعمال الفنان "إريك دايزفيدو" مصطلحات تؤدي إلى ترجمة الأسلوب وميزته ضمن حدود التجريد الزماني والمكاني، وعلى مستوى فني يرتبط بتعبير وهمي يجرده من معالم الواقع، ويتركه كقطع تجريدية موصولة بمضمون تكويني تشترك المساحة المفتوحة والمحدودة في ترجمته حسيًّا، لتزداد المفردة اللونية في جذب البصر نحو محاور يتركها للاستكشاف، مؤكّدًا على معادلة يتكامل من خلالها التجريد مع المضمون الإيحائي الذي يقود الفكر نحو النضوج التشكيلي المتكون من اللون وتدرجاته، وانغماسه مع الخطوط كأنها سيمفونية بصرية ذات جوقات ونغمات تختلف فيها الإيقاعات ودرجات القوة والضعف، المتمثلة بالمساحات المتلاصقة والمتباعدة أو من خلال الغوامق والفواتح اللونية التي ترتسم بفن تجريدي ذي خصائص ثابتة ومتغيرة، تحتاج إلى التعمق البصري في تحليل تعبيراتها الإيحائية الأكثر غنى عند الزوايا وألوانها المناسبة للظل والضوء، وبنسبة تؤثر على المعنى التشكيلي والأبعاد الخاضعة لروحانية اللون ومنظوره الجمالي. لم يتحرر الفنان "إريك دايزفيدو" نهائيًّا من الشكل، بل ترك للحركة لحظة تتصف بالموضوعية في ارتسامها للشكل الذي يختزن صفة تجريدية ترتبط بالانفعالات وبرودتها، وانتقالها من السلبي إلى الإيجابي وبنزعة آلية، كتجريد حديث يعتمد على تقنية منفعلة ومتقنة في استخراج المكنون التشكيلي المحض، وذاتية تتناحر مع موضوعية الشكل الذي يحمل قيم اللون ويحافظ على التدرج الممزوج بنسب تتأثر بالضوء والظل، والبنية اللونية المحتفظة بعناصرها الجمالية، المحسوسة بمفاهيمها المتخيلة التي تستمد من الانفعالات وجودًا لها، ومن الخطوط المتفاوتة والمتغلغلة في الشكل تباينًا وتناسبًا، تتطور من خلاله المفاهيم التجريدية التي ترتسم بتلقائية تتحرر فيها المقاييس المتأثرة بقياسات اللوحة. تحقق لوحات الفنان "إريك دايزفيدو" عمقًا تجريديًّا سيميائيًّا تتداخل فيه المعاني اللونية بتراكيب متناغمة، نابضة بالسكون والحركة، وبوجدانية حيوية ذات مجاز سيميائي يتمثل بالتكثيف والاختزال والمحاكاة الداخلية التي تترجم الأحاسيس المبطنة في كل لوحة، تنعكس فيها الانفعالات اللونية، وكأنها وحدات مستقلة تتجمع لتتكون من خلالها الأشكال المنفصلة والمتصلة بحوارات بصرية تختزل الواقع، وتستبدله بالتجريد عبر مكونات تتحرر من الريشة وتبحث عنها في البنية التجريدية، المتماسكة بألوانها وفراغاتها القصيرة والطويلة المدى، وكأنها تبحث عن وجود في أساسيات اللوحة التي يمنحها "إريك دايزفيدو" رؤية ذات محاور فنية معاصرة لاشعورية، محافظًا بذلك على روحية الشكل وجوهره المرتبط بالمعنى والمبنى، وبالحالة النفسية المساعدة في تكوين الألوان وتأثيراتها، خصوصًا عند الإحساس بالاسترسال التجريدي وتكوين الصور اللونية المليئة بالعاطفة المشحونة بهارمونية الأشكال المتسمة بنغمة خاصة لا زمنية ولا مكانية، إنما لحظة تجريدية تكشف عن وجدان رقيق وحساس وعقلانية تبحث عن أساس الشكل ومعناه. برؤية أخرى أعمال إريك دايزفيدو تترك انطباعًا قويًّا ومؤثرًا، فهي تتسم بتعبير فني متمرد ومتفرد. عند النظر إليها، يشعر المتلقي بمدى تعقيد اللوحات وتجريدها، حيث تجذب الألوان الجريئة والخطوط القوية الانتباه فورًا. هناك شعور بالتحرر والإبداع ينقله الفنان، مما يجعل المشاهد يتفاعل عاطفيًّا مع العمل، ويعكس تجربة جمالية حسية متجددة. تنطوي أعمال دايزفيدو على تحليل عميق للعناصر التشكيلية، حيث يستخدم الألوان والخطوط لتطوير لغة تشكيلية مميزة. الأسلوب الذي يتبعه في استخدام الألوان والخطوط يظهر تمردًا على الأساليب التقليدية، ويمثل تجريدًا زمنيًا ومكانيًا يعزل العمل عن الواقع المادي. هذا التجريد يساهم في تشكيل فهم موضوعي للأعمال التي تكشف عن تصورات فلسفية معقدة ومفاهيم ذات طابع تجريدي. إذ تعكس أعمال دايزفيدو حالة من التوتر الداخلي والبحث عن الذات، مما يجعله يعبر عن الصراع بين الواقع الداخلي والخارجي. الألوان المتباينة والخطوط المتغيرة قد تعكس تقلبات نفسية وانفعالات فنية عميقة، مما يشير إلى محاولة الفنان لتحقيق توازن بين مشاعره الشخصية وتجسيدها عبر الفن. التجريد يعزز هذا البعد النفسي من خلال تخليص العمل من التفاصيل الواقعية والتركيز على التعبير الشعوري. يعتبر دايزفيدو فنانًا تجريديًا ينجح في مزج العناصر البصرية بشكل يحقق توازنًا بين التنوع والتجانس. يتميز استخدامه للألوان بدرجات متفاوتة تعزز من الإيقاع البصري للعمل. الخطوط التي يستخدمها تتنوع بين القوة والنعومة، مما يخلق تباينًا بصريًا يعزز من الجمالية الفنية. هذه الأساليب تسهم في تشكيل تجربة بصرية متكاملة تتسم بالعمق والإثارة. إن أعمال دايزفيدو تحمل طابعًا بصريًّا مميزًا يمزج بين التجريد والواقع بطريقة جذابة. الألوان الصاخبة والخطوط التعبيرية تمنح الأعمال بُعدًا بصريًّا غنياً، يتجاوز البساطة إلى مستويات من التعقيد والجمال. اللوحات تتسم بالإيقاع البصري الذي يحافظ على توازن بين الأشكال والتكوينات، مما يخلق تأثيرًا بصريًا يستفز التأمل ويعزز من التجربة الجمالية. أعمال دايزفيدو تبرز قدرة الفنان على تجسيد الانفعالات والتجارب الشخصية من خلال لغة بصرية متطورة. التجريد الذي يتبعه يعكس مزيجًا من المشاعر والعواطف التي تعبر عن حالات فكرية وروحية معقدة. الألوان والخطوط تمثل تعبيرًا مباشرًا عن الصراعات الداخلية والتطلعات الفنية، مما يجعله قادرًا على نقل رسائل متعددة عبر الأسلوب التعبيري الفريد. من منظور الإيقاع البصري، يشكل عمل دايزفيدو تجسيدًا مميزًا للإيقاع من خلال التباين والتوازن بين الألوان والخطوط. الإيقاع في أعماله ليس مجرد تكرار للأشكال، بل هو تجسيد لحركة ونسق بصري يعبر عن ديناميكية العمل الفني. التفاعل بين الألوان والخطوط يخلق تتابعًا بصريًا يعزز من تأثير العمل، مما يجعل المشاهد يختبر تدفقًا بصريًّا متناسقًا يثير الاهتمام ويحفز على التأمل العميق. من مجموعة متحف فرحات dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
Artist Erik d'Azevedo
إريك دازيفيدو (مواليد 1948) إريك دازيفيدو هو فنان تعبيري تجريدي يعيش ويعمل في أوكلاند، كاليفورنيا. كان دازيفيدو نشطًا منذ أوائل السبعينيات، حيث كان يعرض أعماله بانتظام في المعارض والمؤسسات في جميع أنحاء المنطقة الغربية من الولايات المتحدة. تدرب كفنان في نيفادا وكاليفورنيا، وحصل على جوائز ومنح مرموقة من منظمات أمريكية مثل مؤسسة بولوك-كراسنر. تُعرض أعمال دازيفيدو في مجموعات خاصة ومنشورة مثل متحف أوكلاند للفنون في كاليفورنيا وجامعة نيفادا، رينو. بالإضافة إلى فنه، ظهرت قصائده وقصصه القصيرة في مجموعة متنوعة من المنشورات.
«
86
87
88
89
90
»