Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
الشغف الفلسطيني من المفتاح إلى الباب
BY Artist Rosi Nasser
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الشغف الفلسطيني من المفتاح إلى الباب ضحى عبدالرؤوف المل تتمحور رمزية أبواب الفنانة "روزي ناصر" حول موضوع الهوية الفلسطينية، والتمسك بالمفتاح الذي حملوه معهم أثناء النزوح. لتبقى الأبواب القديمة التي كانت في فلسطين حلماً يمثل حلم العودة إلى بيوت تهدمت أبوابها، والتي كانت تحمل تراثيات جيل ارتبط وجوده بتاريخ قديم له انطباعاته ومحاكاته في الصور وبصماتها التراثية الواضحة، الملموسة بصرياً على جدران تحيط بالأبواب الخشبية المعتقة، والتي تشبه الزمن الذي بدأت به الأزمة الفلسطينية، والوجود المرتبط بالدخول والخروج أو النفي الذي أغلق الأبواب في وجوه نازحين هربوا من القتل والدمار، ليجدوا أنفسهم دون أبواب يغلقونها خلفهم أو يفتحوها لضيوفهم وزوارهم. فهل استطاعت "روزي ناصر" تجسيد فكرتها في تصوير الأبواب أو أرقام المنازل التي تختزن في شقوقها حكايات وقصص الحرب أو المحبة والسلام التي كانت سائدة عند شعب كريم مضياف لم يعد يستطيع العودة، ليفتح الأبواب التي أغلقت منذ سنوات أدمت الخشب والحديد وأصابته بالفناء أو بالإهمال الذي يحتاج بعده إلى ترميم، سواء بالرمز أو بالواقع أو حتى فوتوغرافياً كما فعلت الفنانة "روزي ناصر" لتقول: "افتحوا أبوابكم وهيا لندخل معاً." نقلت "روزي ناصر" الشغف الفلسطيني من المفتاح إلى الباب للتمسك بالانتماء الوطني والأقاصيص الخاصة بأحياء جمعت الأهل والأصدقاء في بيوت ما زالت في ذاكرة الوطن والتاريخ، وفي مكان تبثه مفردة البقاء أو الانتماء لتعشش في الذاكرة شعور بالوطن وأهميته، والخيال الذي دغدغت به صورها الفوتوغرافية كي لا ينسى ابن فلسطين قضيته والأحداث التي جعلته يترك بيته وأرضه، ويتهجر إلى مخيمات لا يمكن وصفها بالوطن البديل، إنما بمساكن لا أبواب فيها. إذ تتخيل فوتوغرافياً الواقع الذي مضى أو الأثر الباقي على أرض الواقع والذي يعيد الوجع، لأن الأبواب في الصور الفوتوغرافية هي أبواب المدن التي زارتها، لينزوي الباب في صورة منعزلة إما لتطرقه اليد التي تتمنى العودة إلى بيت مملوء بالحنان، تملك مفتاحه ولا تملك رؤية الباب الذي ينتظر الدخول منه إلى فلسطين المحبة والسلام، وأما ليتم فتحه بمفتاح معلق في الذاكرة التي التقطت الصورة ووضعتها أمام أعين العالم. طفولة حالمة بوطن سمعت عنه ولم تسكن فيه أو تزوره أو حتى تتفقد من بقي من الأهل فيه، وأبواب ما زالت تنتظر من يفتحها أو يعيد إليها الحياة، لكن للصور الفوتوغرافية التي تعرضها الفنانة "روزي ناصر" ألف حكاية وحكاية هي بمثابة زمان ومكان، وفكرة تنمو بصرياً وتتخطى بها مفاتيح ما زالت بين أيدي أهل فلسطين التي تنادي بالعودة. فالعدسة الضوئية تصطاد بها الفكرة والمعنى، وبجمال فوتوغرافي تؤطر بأسلوبها معايير الفن الذي تخاطب به الفنانة "روزي ناصر" عالمها المعنوي والمجازي، وإن بتورية تتفاعل مع الأصالة الملموسة في عدستها الوفية والذاتية في تطلعاتها الموضوعية، وإن بمجاهرة فوتوغرافية تحتفظ فيها بالمعاني الجمالية والحسية والعقلانية والوجدانية، وباحتواء لتراث وطني إنساني، وإن برؤية انعكاسية مدتها برصيد فوتوغرافي حققت من خلاله حلمها والأهداف الاستبطانية المقروءة ذهنياً، من حيث الضوء والتعتيم أو وضوح الصورة واتساعها وواقعيتها في تجريد الصورة من الأنا ووضعها ضمن تراثيات بلد يتوجع. صور فوتوغرافية مصقولة بتاريخ إنساني ووطني تصرخ: أين أبواب البيوت؟ أو أين بيوتنا لنفتحها؟ فهي أشبه بالذاكرة ومقومات حياة تشبه هذه الأبواب التي تحتاج إلى إعادة تأهيل في عملية استرجاع ذاكرة تستنبش من خلال الأبواب قيمة وجودها من الناحيتين الوطنية والانتمائية. إذ تجعل المتلقي يقف حائراً أمام الصور، وبثقة لا يتزعزع فيها الزمن المعاصر الذي باتت فيه قضية فلسطين يحياها كل فرد في شتى بقاع الأرض، لترتسم سمات الزمن الماضي والحاضر في حداثة فوتوغرافية تبحث عن الذات. مما يجعل المتلقي مبهوراً بهذه الأبواب وعلامات تساؤلاتها، وبخصوصية ركزت فيها على نوعية هي فلسطينية بمعناها وأشكالها، وإن اختلفت الأرض. تمردت على الرمزية الراسخة في نفس كل فلسطيني تمسك بالمبادئ والأسس التي تعيد له مجد بلد احتوى البيوت التي غادرها الأجداد، لتبقى المفاتيح في أيدي أبناء فلسطين كما العدسة في يد "روزي ناصر" لتروي بصورها مجد وطن لم يسلبه المحتل تراثه ولا حكاياه، بل تؤكد من خلال فوتوغرافياتها على الحق المشروع في استرداد الأرض، وكل زاوية وحبة تراب فيها، لأن الأبواب هي المدخل الرئيسي، وما يزال أبناء فلسطين يحملون الدليل على ما يملكون وما تم اغتصابه، فهل استطاعت "روزي ناصر" خلق معادلة بين المفتاح والباب، وهل للأرقام في فوتوغرافياتها دلائل أخرى في مقاربة تهدف إلى وجود تم محوه في بعض شوارع وأحياء فلسطين، خصوصاً عند بناء المستوطنات؟ عدسة مباشرة وذات زوايا بسيطة في درجاتها التي تجذب البصر نحو الموضوع بفن ضوئي جمعت من خلاله العديد من الأبواب، وبمختلف أشكالها وأساليبها وألوانها وجمالياتها وخصائصها التي تختلف من فرد إلى فرد من حيث الشكل والطلاء المستخدم والمحاكاة الزمنية لفن قديم برز في مجتمعات فلسطين أو في مجتمعات أخرى، وإن بفروقات أرادت لها أن تظهر بصرياً، وكأنها تريد القول إن الظلم الذي وقع على أرض فلسطين طال، وحق العودة لا بد منه، بتعبيرات فوتوغرافية ذات خصائص طبيعية دون مبالغة أو إدخال تحسينات تلغي تفاصيل أبواب مهجورة ما زالت عالقة على جدران تكاد تقع أو تخر من الهجر الذي أصابها. ما بين صورة وصورة اختلاف في الأحجام بين باب وباب، وربما تشبه بفروقاتها العدسة الفوتوغرافية بمعاييرها العابقة بمباشرة لا مواربة فيها، وعفوية ربما تلونت في زمن معاصر. إذ لم تترك أبوابها بالأبيض والأسود، بل فتحتها على عالم الألوان لترمز إلى الأحلام القادمة أو الصمود الأقوى في وجه الزمن أو بالأحرى الخروج من بوتقة الانتظار، لتتحرر الصور من الواقع القديم وتنتقل إلى واقع تصويري هو بمثابة رؤية فلسطينية ذات طابع خاص. فهل نجحت "روزي ناصر" بذلك؟ برؤية أخرى تأخذ أعمال الفنانة "روزي ناصر" طابعاً موضوعياً مميزاً يرتكز على رمزية الأبواب والمفاتيح كرمز للهوية الفلسطينية والحنين إلى الوطن. توظف الفنانة هذه الرموز لتعبر عن تجربة الفلسطينيين مع النزوح والتهجير، مما يجعل أعمالها عملاً فنياً يتناول قضايا اجتماعية ووطنية عميقة. الأبواب التي اختارتها "روزي ناصر" تمثل نقاطاً لتجميع الذكريات والتراث، وقد كانت بمثابة عتبات للأمل والألم على حد سواء. تترك الأعمال الفنية للفنانة أثراً نفسياً قوياً، حيث تعكس مشاعر الحنين والفقدان والارتباط العاطفي العميق بالأرض والوطن. تتجلى هذه المشاعر في التفاصيل الدقيقة للأبواب المهجورة والتي تبدو وكأنها تحمل قصص الأجيال الماضية. من خلال صورها الفوتوغرافية، تنقل "روزي ناصر" إحساساً بالافتقاد والحنين إلى الماضي، مما يعمق من تجربة المشاهد ويحفزه على التأمل في حال الفلسطينيين وتاريخهم. من الناحية الفنية، تستخدم "روزي ناصر" أسلوب التصوير الفوتوغرافي لإبراز التباين بين الأبواب القديمة والحديثة، مستفيدة من الضوء والظل لتسليط الضوء على التجاعيد والندوب التي أصابت هذه الأبواب على مر السنين. تقنيات مثل التباين بين الضوء والظلام، وتفاصيل الأسطح، تُستخدم لإظهار الأثر العاطفي والجمالي الذي يحمله كل باب. اختيارات الألوان في صورها تُعزز من الشعور بالزمن والمكان، مما يمنح كل صورة طابعاً فريداً من نوعه. تتسم أعمال "روزي ناصر" بجماليات تعكس تقديرها للتفاصيل والرمزية. الأبواب التي تختارها ليست مجرد عناصر مادية، بل هي تجسيد لجماليات من نوع خاص، تتجاوز مجرد التمثيل البصري لتصل إلى مستوى تعبيري أكثر عمقاً. تلتقط صورها تبايناً بين حالتي التدهور والتفاؤل، ما يخلق نوعاً من التناغم الجمالي الذي يعكس التوتر بين الفقدان والأمل. تتميز أعمال "روزي ناصر" بقدرتها على التعبير عن مشاعر معقدة عبر الرموز البصرية. الأبواب التي تظهر في صورها تعبر عن تجارب وتاريخ شعبي بأكمله، معبرة عن قصص الحرب والسلام والأمل المفقود. الصور تتجاوز الأبعاد المادية لتصل إلى التعبير عن حالات نفسية وعاطفية معقدة، مما يسمح للمشاهد بالتفاعل مع العمل على مستوى شخصي وعاطفي. فيما يتعلق بالإيقاع البصري، تخلق "روزي ناصر" تناغماً فريداً بين العناصر البصرية المختلفة في صورها. يتجلى هذا الإيقاع في توزيع الضوء والظل، وكذلك في التباين بين الألوان والأشكال. الأبواب التي تختارها تُعبر عن حركة زمنية، حيث يشكل تباين التفاصيل والإضاءات حركة متواصلة تشد انتباه المشاهد وتوجهه نحو تأمل أعمق. الإيقاع البصري في أعمالها يخلق توازنًا بين التركيز على التفاصيل الفردية والقدرة على نقل رسالة أوسع تتعلق بالهوية والحنين. تقدم "روزي ناصر" من خلال أعمالها تجربة فنية تتسم بالعمق والتعقيد، حيث تتداخل الرمزية مع الجماليات لتعكس تاريخاً وذكريات شعب بأسره. من خلال التصوير الفوتوغرافي، تتناول قضايا الهوية والانتماء بطريقة تُعزز من فهم المشاهد للرموز البصرية وتعمق تجربته العاطفية. تساهم تقنياتها الفنية والإيقاع البصري في تعزيز الرسالة التي تسعى لتوصيلها، مما يجعل أعمالها نقطة التقاء بين الفن والتاريخ والذاكرة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Rosi Nasser
لاحقا
البصمات التصويرية على اختلاف أنواعها
BY Writer Doha El MOL
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
البصمات التصويرية على اختلاف أنواعها في صور أجداد العرب ضحى عبدالرؤوف المل ما من صورة من صور أجداد العرب تأتي كالأخرى؛ لأننا نجد في كل منها ميزة جمالية أو تاريخية أو جغرافية أو حتى اجتماعية أو عمرانية، وغيرها، تمنحها فردية لا تتشارك بها مع صورة أخرى. لأنها تتخذ من مبدأ التصوير واقعًا أرشيفيًا يختزن البصمات التصويرية على اختلاف أنواعها، وبجمالية الزمن الماضي المحاكي لحاضر نبحث عن الحقائق فيه، لتكون جامعة بين القديم والجديد، خيوطًا نضمها بصريًا وفكريًا عبر حقبات الزمن الواقف على عتبات صورة يحيا الأجداد فيها بوحدة تصويرية تتآلف فيها قيم الأسلاف وعاداتهم، وتقاليدهم، وتاريخهم الذي تؤرخه صورة كهمزة وصل بين الأجيال والأولويات الفنية المشتقة من جماليات تحتوي على أصول زمن محمل بمواقف الحياة الواقعية آنذاك. ترتكز صور الأسلاف على وقائع تاريخية لها جغرافيتها الخاصة وميادين ثقافتها التصويرية التي ترتكز على طبيعة الزمن والمكان، مع رؤية للإنسان بتراثه المحفوظ في ذاكرة الأجداد، المتمثلة بالجوهر الإنساني والجوهر التراثي والعمراني. ومن الفكرة التي تتخذ منها الصورة نقطة الانطلاق نحو الأجزاء الأخرى والتفاصيل المحاكية لواقع حسي، يكمن في تعريف منطقي تقوم على أسسه صور أجداد العرب التي تتناسب مع التاريخ الذي نتخيله عبر صورة تعيدنا إلى الماضي، بفن تصويري له قواعده الفنية، كصورة القدس عام 1950 التي تعيد لحي شعبي مجّده الإنساني الذي ما زال يضج بالوجود الفلسطيني في تلك الفترة، حيث الحقائق التي ترتسم كصورة صنعاء قديمًا أو الأحساء في السعودية قديمًا، محاولين إدراك الحقيقة من صورة مجتمع تحمل تفاصيله صورة كصورة حفل الزفاف في بيت جالا، قضاء بيت لحم، فلسطين، عام 1946م. وإظهار التفصيلات العملية في الحياة التي نلمس من أجزاءها قيمة حضارة بناها الأجداد العرب من خضم الحياة ومعطياتها الزمنية التي لا تستعصي على الموروث التصويري الهادف إلى أرشفة ذات أصالة تتخذ من التراث الماضي ملامح صورة فنية أنبثقت من فن نافس النصوص المكتوبة بزهو جمالي مشهود له بصريًا. تستصرخ الصورة وجودها وتعيد للفكرة الفنية آنذاك مجدها، فرؤيتها التصويرية هي بحث عن الأصول الزمنية التي كانت سائدة في فترة من تاريخ له أبعاده الحاضرة، مثل صورة الناصرة في فلسطين عام 1928م، والتي تمثل وسيلة النقل، وهو الباص المعتمد في نقل المسافرين من منطقة إلى أخرى، وهي جزء لا يتجزأ من حياة الفلسطيني والمجتمع الذي كان يحيا فيه بسلام قبل الغزو الصهيوني لفلسطين. فهل لصور أجداد العرب تطلع خاص نحو المستقبل الطامح إلى إعادة أمجاد الشعوب العربية في الحاضر؟ أين تكمن أصالة الصورة في أرشيف أجداد العرب؟ ربما في كل التفاصيل والمميزات التي نستوحي منها معالم الزمن الذي نطمح إلى معرفته تاريخيًا وجغرافيًا من خلال صورة هي هوية تتيح لنا إجراء مقاربات فنية بين الصورة اليوم والأمس، لتأويل المفارقات الملموسة بين صورة وصورة، حيث لكل مكان تعابيره الخاصة. إذ تكتسب صور أجداد العرب موروثات فنية ما زالت تحتفظ بها الصور الفوتوغرافية الواقعية إلى يومنا هذا من حيث الفكرة والبؤرة الضوئية المسلطة على الموضوع بشكل عام. قيم إنسانية في صور نستدل منها على مشكلات واقع محفوف بالتقاليد، وبالعمران ذي الطابع الخاص، وبأزياء تراثية مفروضة على عصر اكتسحه العرب عبر زمن له موروثات ما زالت متغلغلة في حاضرنا، الذي نحمل من نسيجه الاجتماعي ما يتمثل في صور عديدة لها فضاءاتها البصرية المألوفة بمساراتها، وبما تؤالف به من معالم تصويرية تشمل تواريخ مهمة تتحكم تقليديًا بأهمية الصورة المؤرشفة ومفهومها المفروض جغرافيًا على تاريخية الصورة والمعنى الذي تحمله. إن من حيث كونها تستعرض فنًا معماريًا قديمًا أو لباسًا فلكلوريًا أو موضوعًا سياسيًا، كصورة قادة رؤساء العرب في الجزائر، باعتبارها منجزًا تصويريًا احتفظ بالحدث وفق جماليات بصرية تكتنز عبق الماضي الراسخ بنظمه القديمة في صورة فوتوغرافية هي من ضمن أرشيف أجداد العرب. برؤية أخرى ومن منظور الإيقاع التصويري يكشف عن تجسيد الحركة والزمان داخل الصورة الفوتوغرافية. الصور التي تمتاز بإيقاع بصري ديناميكي تعكس حركة الحياة وتدفق الزمن، مما يتيح لنا الاستمتاع بتجربة حية رغم السكون الذي تحافظ عليه الصورة. هذا الإيقاع قد يظهر من خلال التكوين البصري للأشكال والخطوط والظلال، ويُعزز من شعورنا بالعمق والتواصل مع اللحظة التاريخية التي تُوثقها الصورة. على سبيل المثال، الصور التي تلتقط حركة الناس في الشوارع أو أثناء الأنشطة الاجتماعية تُبرز إيقاع الحياة اليومية، مما يعزز الانطباع بأن الصورة تروي قصة نابضة بالحياة. يعد الإيقاع التصويري أداة قوية لنقل الرسائل البصرية والفكرية. الإيقاع يمكن أن يعكس التوتر، السكون، السرعة، أو التباطؤ. الصور التي تتميز بتكرار الأنماط أو التباين بين العناصر يمكن أن تولد شعورًا بالإيقاع المستمر. هذا يؤثر على تفسير الصورة ويفتح المجال لفهم أعمق للموضوع. مثلاً، في الصور التي تلتقط حشود الناس في مناسبات أو أحداث تاريخية، يُستخدم الإيقاع لتسليط الضوء على التنوع والحركة، مما يعزز فهمنا للوقائع الاجتماعية والتاريخية.. الإيقاع التصويري يؤثر على استجاباتنا النفسية ويُشكل تجربتنا العاطفية مع الصورة. الصور ذات الإيقاع السريع قد تثير مشاعر الحماس أو الإثارة، بينما الصور ذات الإيقاع البطيء قد تخلق إحساسًا بالهدوء أو التأمل. على سبيل المثال، الصور ذات الإيقاع المتنوع بين العناصر المتحركة والثابتة يمكن أن تثير مشاعر متباينة وتعكس تعقيد الحالة النفسية للأفراد في المشهد. يمكن للإيقاع أن يكون أداة لخلق تجربة عاطفية أو تنبيه المشاهد إلى عناصر معينة من الصورة. يُعتبر الإيقاع التصويري أحد العناصر الأساسية في التكوين الفوتوغرافي. استخدام الإيقاع يعزز من الجماليات الفنية للصورة من خلال خلق توازن بين العناصر المختلفة، وتوجيه العين إلى النقاط المهمة. التكوين الجيد الذي يستخدم الإيقاع يمكن أن يعزز من قوة الصورة البصرية ويجعلها أكثر جاذبية. على سبيل المثال، استخدام الخطوط المائلة أو التكرار البصري يمكن أن يخلق إيقاعًا يعزز من الإحساس بالعمق والاتساع في الصورة. الجمالية في الصور تتأثر بشكل كبير بالإيقاع. الصور التي تعتمد على إيقاع بصري قوي تعكس تجانسًا وتناغمًا بين العناصر، مما يخلق تجربة بصرية ممتعة. الجمال في هذه الصور ليس فقط في التفاصيل الفردية ولكن أيضًا في الطريقة التي تُرتب بها هذه التفاصيل لتشكيل إيقاع بصري. يمكن للإيقاع أن يساهم في خلق توازن بين الحركة والسكون، وبين التباين والانسجام، مما يعزز من الجمال العام للصورة. يمكن للإيقاع التصويري أن يُبرز كيف كانت الحياة تُعاش في فترة معينة. الصور التي تحتوي على إيقاع معين تقدم رؤى حول الثقافة والتقاليد والأساليب الاجتماعية في زمن معين. الإيقاع في الصور الأرشيفية يمكن أن يكشف عن كيف كانت الأمور تتغير بمرور الوقت، ويعكس التغيرات في الأنماط الاجتماعية والتقنيات التصويرية. على سبيل المثال، التباين بين الإيقاع في الصور القديمة والحديثة يمكن أن يُعطي فهماً أفضل لكيفية تطور الحياة اليومية والعادات من مجموعة متحف فرحات Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Writer Doha El MOL
ضحى عبدالرؤوف المُل كاتبة وروائية لبنانية وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين . وصحفية في جريدة اللواء لبنان القسم الثقافي.. ولدت في طرابلس لبنان في الواحد من تموز عام 1967 في حارة البقار التي احترقت في الحرب اللبنانية وهجرها أهلها كما تهجّرت هي في صباها منها عام 1982 ونجد تأثرها بذلك في روايتها زند الحجر .. درست علم النفس والتربية الحضانية مارست التعليم لمدة 18 عام. بدأت الكتابة عام 2007 في جريدة الانشاء طرابلس بعد ان قدمت استقالتها من التعليم والتجميل الذي مارسته مدة 9 اعوام الى جانب التعليم 18 سنة. لتتفرغ للكتابة منذ عام 2007في الكثير من المواقع والجرائد السعودية والعراقية والعمانية واللبنانية . بداية تحت الإسم المستعار وردة الضحى أحيانا وأحيانا أخرى ضحاه وتقول عن ذلك " بدأت باسم مستعار لحماية الهوية الشخصية من معرفتها، وذلك لاستمتع بحرية التعبير عن الحب كامرأة شرقية توفّر حماية نفسها من القيل والقال وأنا ربة أسرة قبل أي شىء آخر " عملت عام 2009 في الصحافة فكتبت في جريدة المدى العراق وفي جريدة الصباح العراق والقدس العربي والمجلة العربية السعودية والمعرفة السعودية ومرايا عمان ومجلة نزوى وجريدة اللواء وغيرها ... بدأت كصحفية في جريدة اللواء في القسم الثقافي منذ عام 2012 حتى الان ... ابرز اهتمامها النقد الفني ...أصدرت سلسلة همسات وردة الضحى وتضم _ كتاب الوردة العاشقة عام 2007 _كتاب أماسي الغرام عام 2008 (جروس برس ) كتاب رسائل من بحور الشوق عام 2012 (جروس برس )وسلسلة همسات وردة الضحى كتبتها في فترة المراهقة واحتفظت بها لتنشرها عام 2007 كنوع من الأدب الخفيف الذي يجمع بين الرومانسية والخيال والأصوات الخافتة الخجولة وكأنها كتبتها بسرية وحميمية ، وهذه الكلمة تستخدم عادة للإشارة إلى الأحاديث الخاصة أو الرومانسية والحميمية وتقول المُل عنها :" همساتي كان يقرأ أبي ليلا لأني كنت أكتبها وأضعها تحت وسادتي لهذا احتفظت بها فهي من مذكرات مراهقة تخاف الجهر بمشاعرها فكانت همساتي " _كتاب اسرار القلوب عن( مركز محمود الادهمي) عام 2015 _ مجموعة قصصية هي في قبضة الريح عام 2016 (دار الفارابي ) _رواية زند الحجر عام 2018 (دار الفارابي ) كتاب رحلة يراع عن( دار سابا زريق) عام 2019 رواية الواعظ عام 2020 عن (دار الفارابي)... وقد حازت رواية زند الحجر اهتماما واسعا لدى القراء والنقاد والصحف وكذلك رواية الواعظ وايضا كتاب رحلة يراع الذى لاقى اهتماما من طلاب المدارس كما اقامت ندوات كثيرة عن كتاب رحلة يراع في مكتبات المدارس في طرابلس/ لبنان من ضمنها ثانوية القبة الرسمية وغيرها .... رواية نوريس صدرت عام 2023 عن المكتبة الحديثة للكتاب وكتاب تعابير غامضة عم دار الجندي في مصر وهو مجموعة مقالات فن التشكيل وحوارات وكتاب لمح بصري من سلسلة انتباهات فن التشكيل عن دار الجندي للنشر والتوزيع مصر وأيضا توازن بصري وجذب بصري وخطف بصري .... لها عدة لقاءات تلفزيونية عبر تلفزيون لبنان وقناة mtv وقناة مريم وقناة otv ادارت العديد من الندوات فاستضافت الكثير من الكتاب والفنانين في الرابطة الثقافية طرابلس كالكاتب والروائي السوداني امير تاج السر والروائي والقاص العراقي نزار عبدالستار والروائية الليبية نجوى بن شتوان والشاعر المصري عاطف الجندي وغيرهم... لها العديد من المقالات في الانطباع النقدي في الفن التشكيلي والدراما والكتب الروائية والفكرية وغير ذلك والانطباع النقدي هو التقييم الشخصي الذي لايقوم به الناقد الأدبي أو الفني عند مراجعة عمل ما، مثل كتاب، فيلم،مسرحية، أو قطعية موسيقية . يعبر الناقد من خلال هذا الانطباع عن رأيه الخاص حول جودة العمل، نقاط قوته وضعفه، وأثره على الجمهور.يتضمن الانطباع النقدي عادة . تقييم الجودة : تحليل مدى جودة العمل من حيث الكتابة، الإخراج ،التمثيل، أو الأداء الفني. نقاط القوة والضعف: تسليط الضوء على العناصر التي تميز العمل إيجابياً وسلبياً. التأثير العاطفي والفكري: تقييم مدى تأثير العمل على المشاهد أو القارىء من الناحية العاطفية والفكرية . المقارنة: مقارنة العمل بغيره من الأعمال المشابهة أو السابقة لنفس المؤلف أو الفنان . التوصية: توجيه توصية للجمهور بقراءة أو مشاهدة العمل أو تجنبه بناء على التقييم النقدي بالنهاية تقول : الانطباع النقدي يعتبر مهمًا لأنه يساعد الجمهور في اتخاذ قرارات مستنيرة حول متابعة أو تجنب الأعمال المختلفة .. لهذا أنشأت الموقع الإنطباعي النقدي وهذا الرابط الخاص به https://www.sunriseimpact.com/books.php
حضارة إنسانية توحي بميثولوجيا إنسانية
BY Artist Jacques Vartabedian
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
حضارة إنسانية توحي بميثولوجيا إنسانية غارقة بالبؤس، ضحى عبدالرؤوف المل تشتق الصورة الذهنية في أعمال الفنان "جاك فارتابيديان" (Jacques Vartabedian) من ملامح الوجوه الإنسانية التي يجمعها في معرضه كبورتريه متخيّل تشكيليًّا ومرسومًا بألوان قديمة، وكلوحة جامعة لحضارة إنسانية توحي بميثولوجيا إنسانية غارقة بالبؤس، وبالمعاني الفكرية الناتجة عن التفاوت الزمني عند الإنسان. لتتشكل الحركة وفق رؤية نمطية لها أبعادها ذات الصفات المخصوصة ضمن الوعي الفني، وانعكاس امتدادات اللون المغاير، لنبض الحياة وتجددها كتكوين يدمجه مع الأفكار المتنافرة تعبيرياً من وجوه شخوصه، والرؤى التي يرصدها تشكيليًّا من خلال الوجه وديناميكية الأشكال التي تتصف بثقافة الفن التشكيلي، ومؤثراته البصرية على الذهن، وبتباين تأثيري يساهم في خلق جمالية قديمة تجمع الإنسان عبر عصور متخيّلة في لوحة واحدة، كجدارية كهوفية تزدان بالخطوط والأشكال والأحجام والفراغات والفواصل الفنية. تفاوت في معايير التباعد والتقارب، والتلاحم أيضًا والاندماج المرتبط بالنشاط التخيلي المنبعث من التصويرات التشكيلية، وتعبيراتها الداخلية الناقلة لأحاسيس الفنان "جاك فارتابيديان" الإنسانية بأسلوب. ربما ليس بالجديد، ولكن له بصمته الخاصة من حيث الانطباع النفسي الذي يتركه عند الرائي من اللحظة البصرية الأولى للوحة قبل استكشاف التفاصيل التشكيلية التي تؤدي إلى خلق توازنات ظاهرية تحمل في بواطنها أشكالًا تتراىء من جدلية الإنسان والوجود، وعبثية الوجوه الراحلة والقادمة عبر أزمنة تتشابك بين شخوصه الواقعية والمتخيّلة، والتعبيرات اللونية المشحونة بالخير والشر، وبما تحمله من رموز حضارات تتعاقب تبعًا للحركة القديمة والجديدة التي تتواءم في أعمال الفنان "جاك فارتابيديان" التشكيلية بشكل عام. وعي ذاتي نابع من قوة التخييل الواقعي الذي يؤثر على التشكيلات بتصوراتها الذهنية، المبنية على تغاير الأشكال والتشابه أيضًا، لكن ضمن الإيحاءات من حيث دلالاتها ورمزيتها وقدرتها على خلق حوار بناء بين الرائي واللوحة والفنان. وتتصف بديناميكية تمتلكها البصر عند استكشاف الإنسان من خلال الإنسان فقط أو أي مخلوقات أخرى تشكلت في اللوحة، واستطاعت خلق محاكاة درامية، وربما ملحمية فنية يلعب الإيقاع الحركي فيها دورًا أساسيًّا والنغمة اللونية بتدرجاتها أسلوبًا نقشيا أو نحتيا، ولكن من خلال الرسم والتشكيل، وفق أبعاد الفكر الفلسفي المتسائل عن عبثية الوجود في الحضارات الإنسانية، وفي تعبيرات الوجوه المتميزة بما هو خفي في الخطوط الدقيقة التي يتركها كشعيرات خطوطية تتجه وفق انعكاسات الخطوط الأخرى. قيم معنوية إنسانية شديدة الحساسية في تشكيلاتها وتحولاتها عبر اللوحة المحاكية للوجدان والعقل، بفاعليتها الحضارية المؤاخية للفكر الإنساني وجوهر الأزمنة المتعاقبة التي تستند على مكونات لغة فنية قديمة، كميثولوجيا حضارية تحتفظ بخلجات ريشة نقشت على وجوه الشخوص ميزة ذات صياغة فنية فاعلة ومتفاعلة صدر عنها أشكال إنسانية تتقاطع فيها المفاهيم التراجيدية، والملحمية، والفنتازية، والسمفونية، وحتى الحركية بخطوطها المقيدة والمتحررة ضمن الرسومات الأيديولوجية في معناها ومبناها ورؤاها، وحتى الدلالة التعبيرية التي أراد ظهورها في رسوماته الفنان "جاك فارتابيديان" التي تجمع القديم والجديد ضمن الماضي والحاضر، وحتى المستقبل، إضافة إلى المعنى الداخلي للإنسانية التي تظهر في معالم رسوماته الثرية بالحركة، وبالاستبطان الرؤيوي وإن بكلاسيكية ربما رأينا ما يشبهها مسبقًا. إلا أنها تتميز بالمعنى الداخلي المرتبط باللغة الإنسانية، وفلسفة الوجود التشكيلية ضمن الأسود وفراغاته، والتدرجات ذات التعتيق التدريجي للون، هو عبارة عن عتمة وظل وضوء تتراخى عنده حدود اللون التي تسيل بمعايير توحي بالتلاشي لتزداد قوة الإدراك الإنساني لحالة الحضارات التي تتصارع فيما بينها. برؤية أخرى من خلال النظر إلى أعمال "جاك فارتابيديان"، تبرز صورة فنية تُشعر الرائي بالانغماس في عالم مليء بالتعقيد العاطفي والفكري. يُمكن أن يُلاحظ الانطباع الأولي عن الأعمال بأنها مشحونة بقدر كبير من الأسى والظلمة، حيث تُبرز الوجوه البشرية تجاعيد الحياة وتجاربها المرهقة. يظهر الانطباع العام بأن الفنان يهدف إلى إظهار التباين بين الوجوه واللون، مما يخلق تأثيرًا بصريًّا يترك انطباعًا قويًّا على المتلقي. تُركب أعمال فارتابيديان من عناصر تشكيلية تتداخل فيها الوجوه البشرية والألوان القديمة. يستخدم الفنان تقنية الزيتيّة والدرجات اللونية القديمة التي تسهم في بناء تجربة بصرية تُعبر عن التفاوت الزمني وحالة الإنسان عبر العصور. النمط التشكيلي الذي يتبعه فارتابيديان يعكس تأثره بالميثولوجيا والرموز التاريخية، ويستدعي تساؤلات حول عبثية الوجود وصراع الحضارات. تستفز أعمال فارتابيديان مشاعر التأمل والحزن العميق لدى الرائي. الوجوه المعروضة تُظهر مشاعر وأحاسيس معقدة تعكس تجارب الإنسان وتحدياته النفسية. الألوان الداكنة والتباين في العمل يساهمان في خلق إحساس بالعمق والتعقيد العاطفي، مما يعكس حالة من الارتباك والتوتر النفسي. تتجلى الجوانب النفسية في كيفية تأثر المشاهد بما يراه، حيث يثير العمل التساؤلات حول الذات والوجود. تُعد تقنيات فارتابيديان مزيجًا من الأساليب التقليدية والحديثة. تتسم أعماله باستخدام الألوان القديمة بطريقة تُعزز من جمالية القطع وتساعد في بناء التوتر البصري. الوجوه تُرسم بتفاصيل دقيقة، مما يجعلها تعبيرية وقوية من الناحية الفنية. يستخدم الفنان التباين بين الضوء والظلام لتعزيز العمق البصري والتشويق، مما يظهر مهارة فنية كبيرة في إتقان التكوين والتعبير. جماليًّا، تخلق الأعمال الفنية لفارتابيديان تجربة بصرية فريدة من نوعها. الألوان الداكنة وتفاصيل الوجوه تساهم في تكوين جمالية قديمة تعكس التوتر والتعقيد العاطفي. التوازن بين الأشكال والألوان يساهم في خلق تناغم بصري، رغم أن العمل يحمل طابعًا من العبثية والبؤس. الجمالية هنا لا تأتي فقط من الألوان والتفاصيل بل من القصة التي ترويها اللوحات حول صراع الإنسانية والوجود. بصريا نجد أن أعمال فارتابيديان تتسم بإيقاع غير منتظم يتخلله تباين درامي بين الألوان والتفاصيل. يُظهر العمل تداخلًا بين الأشكال التي تتحرك بشكل غير متساوٍ، مما يخلق تأثيرًا بصريًّا حيويًّا. التباين بين الخطوط والألوان يساهم في خلق إيقاع بصري يجذب الانتباه ويخلق توترًا ينعكس في المشاهد. الوجوه، رغم أنها تبدو ساكنة، إلا أن تكرار الأنماط والتفاصيل يُعزز من الشعور بالحركة والإيقاع في العمل، مما يضيف بعدًا إضافيًا إلى التجربة البصرية. تُعد أعمال "جاك فارتابيديان" تجسيدًا متقنًا للمزيج بين الجماليات التعبيرية والتقنيات الفنية المتقدمة. من خلال الانطباع الشخصي، نجد أن العمل يثير مشاعر عميقة ويفتح أبوابًا للتفكير في قضايا الوجود والإنسانية. التقنية الفنية والتعبير الجمالي يندمجان لإنشاء تجربة بصرية تتسم بالإيقاع والعمق، مما يجعل العمل مميزًا في استكشاف القضايا الإنسانية بطرق فنية متفردة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Jacques Vartabedian
جا ك فارتابديان (مواليد 1987) هو فنان لبناني أرمني، ولد في بيروت، لبنان، حيث يعمل ويعيش حاليًا. حصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة ودرجة الماجستير في الرسم من المعهد اللبناني للفنون الجميلة. يتضمن عمله إنشاء أشياء اجتماعية سياسية مبنية على مفاهيم تتعامل مع ظروف التجربة الحقيقية، والواقع المتعدد الأوجه الذي يتحدى الحدود المادية والسياسية القائمة. يجمع بين الأفكار المعاصرة والتقنيات التقليدية ويخلق مزيجًا من امتدادات واقعنا التي تستند إلى تقاليده الثقافية القوية واهتمامه بعالم اليوم المتغير. حصل على جائزة الرسم (الفن على متن بيروت) من مؤسسة سرادار في عام 2015، وجائزة الرسم من مؤسسة بوغوسيان في عام 2016، تلاها إقامة فنية في فيلا إمبان في بروكسل في عام 2018. شارك جاك في العديد من المعارض الفردية والجماعية محليًا ودوليًا.
قوة الحوار بين شكلين ولونين
BY Photographer Beatrice Pediconi
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
قوة الحوار بين شكلين ولونين ضمن عناصر فنية عديدة... ضحى عبدالرؤوف المل تثير تصويرات الفنانة "بياتريس بيديكوني" (Beatrice Pediconi) الغموض والدهشة الضوئية التي تدفع إلى المزيد من التأمل البصري المشدود إلى معاني اللون الغامض أو الثقوب والكتل والتموجات، والتكسرات مع الحفاظ على التخيلات التي تتسبب في رسم تشكلات إيحائية ذهنية، وبشكل جزئي ينسجم مع رؤية العدسة غير المتحكمة في الشكل. إنما ممسكة بالموضوع وهو التلاشي أو قوة الحوار بين شكلين ولونين ضمن عناصر فنية عديدة تمنح الصورة لذة الاكتشاف، لهشاشة وقوة التفاعلات العضوية أمام عدسة تلتقط إيقاعات الجزء. ليكون الكل ضمن صورة ضوئية تهدف إلى إبراز الأداء الكيميائي وإيقاعاته الفنية أمام عدسة تمنح الاتساع والدقة في الالتقاط التفاعلي بالإضافة إلى روحانية المواد العضوية أو بالأحرى الحركة النابضة بالحياة بين الجماد. لتصبح المساحة الداخلية أوسع من المساحات الخارجية المنظورة، لأن مساحة الشكل اللانهائية تحتفظ بجوهر التمدد والتلاشي والانكماش بين الفراغات المتخيلة المحسوسة والملموسة، وبتسارع تكويني عميق بصريًا وضمن مستويات الارتفاع والانخفاض والتغيرات الفيزيولوجية على الشكل عند النظر إليه في كل مرة من زوايا مختلفة. كيمياء بصرية بعدسة تصويرية تحفظ الإيقاع والحركة أثناء الالتقاط الحركي، وبسكون ضوئي مهيب تعبيري عن لحظة تفاعلات تثير الحس الموسيقي بصريًا وضمن الأبعاد الفراغية، والمساحات اللامتناهية بأسلوب سهل ممتنع، تمنح الحس وجدانية جمالية كونية ذات تأملات فلسفية في فيزيولوجية الأشياء وتأثيراتها الكيميائية على بعضها البعض، خصوصًا في الانسجام والتناغم والتوافق، والتضاد الضوئي الدقيق من حيث تناسب تسليط الضوء الخارجي المتوافق والمتنافر مع ضوء العدسة وقياس فتحتها وسرعتها، ومفهومي القريب والبعيد والارتفاع والانخفاض والواسع والضيق والضوء الرياضي ومرونته المترائية على ظلال وهمية تنعكس على الأبيض كغيوم محملة بالأمطار ذات شحنة سلبية ضئيلة. فهل استطاعت عدسة "بياتريس بيديكوني" التحكم بتفاعلات العدسة مع كل هذه المفاهيم التصويرية المختزنة في مخيلتها قبل الصورة الفوتوغرافية؟ حرفية فوتوغرافية تثير الانتباه بيولوجيًا. إذ يبلغ مستوى إيقاع اللون أقصاه، لينخفض اللون الآخر بتوازن يتماثل معه بل ويتماهي في علة المفاهيم السلبية والإيجابية، وبوميض ضوئي ساكن بين طيات اللون الأسود الذي يختزن وبشفافية انعكاسات اللون الأبيض، وبوعي كيميائي أي تفاعلي الحركة والإيقاع، ليمنحه المساحة ضمن موضوعية الشكل البناء المتحول إلى أشكال ذهنية متعددة. لكل منها إيحاء ذاتي عند الرائي، يتضمن تأويلات بصريّة عبثية ونظامية، وبازدواجية النظرة من زاوية العين، والعدسة باتساعها الاختزالي لتشكلات الحركة للمادة العضوية المؤطرة بفراغات جمالية ذات ميزة جوهرية فوتوغرافية هي قيمة الأبعاد الضوئية الفاصلة بين العدسة والعين والموضوع الفوتوغرافي التأليفي إن صح الأمر. سكون منضبط لحركة تناظرية تفرض انضباط النظر لخلق إيحاءات بصرية واضحة موسيقيًا، وبشعور جمالي عاطفي يتيح الانسجام مع التموجات اللينة، وحتى التكسرات القاسية في صور أخرى. لتبرهن "بياتريس بيديكوني" على أهمية العدسة في رسم التفاعلات التي تعجز عنها الريشة أحيانًا، وببراهين بصرية مرئية وملموسة حسابيًا ما بين الاقتراب والابتعاد، ولحظة الالتقاط مع الحفاظ على حجم الضوء أو كميته التي تضفي على الموضوع قيمة معنوية وبصرية ذات شاعرية تشويقية تميل إلى الغموض والتجريد، والعودة إلى كونية الوجود وبمعايير فرضتها على العدسة. لتحتفظ بيديكوني بقوة الاكتشاف البيولوجي أو الكيميائي المحرض على الحركة أمام العدسة، لتترجم سيميائيًا ما هو غير واقعي عبر واقعية المواد وانفعالاتها أو قبل تفاعلاتها بلحظات بطيئة في البدء ومتسارعة في النهاية، وبأطر لونية غير مألوفة بصريًا لتؤلف المشهد التكويني وفق افتراضات الضوء ونسبية اللحظة ومقدرة العدسة لإخراج العالم الكوني من الأشياء المادية. أعمال الفنانة الفوتوغرافية "بياتريس بيديكوني" (Beatrice Pediconi) ضمن مهرجان فوتوميد للصورة (2015 Photomedliban). برؤية أخرى: في عالم التصوير الفوتوغرافي، يمكننا أن نرى كيف يجمع الفنان بين العناصر الفنية لخلق صورة تعبر عن رؤيته الخاصة وتثير مشاعر وتأملات متعددة. تناولنا في هذا التحليل أعمال الفنانة الفوتوغرافية "بياتريس بيديكوني"، التي تميزت باستخدامها للضوء واللون في تشكيل لوحات تصويرية تثير التأمل وتدعو للتفكر في عالم من التناقضات والتوازنات. تتمتع أعمال "بياتريس بيديكوني" بجاذبية بصرية فريدة تجذب الانتباه منذ اللحظة الأولى. الصور التي تلتقطها تتسم بالغموض والدهشة الضوئية، حيث تعكس تفاعلات حساسة بين الألوان والأشكال التي تشكل تكويناتها. هذا الإحساس بالدهشة يولد من تباين قوي بين الألوان وتدرجات الضوء، مما يجعل المشاهد يتساءل عن عمق معاني الصورة وتأثيراتها البصرية. الألوان في أعمال بيديكوني تتراوح بين الألوان الغامقة والفاتحة، مما يخلق تباينًا مثيرًا بين الضوء والظلال. استخدام الألوان بهذه الطريقة يساهم في إبراز عناصر الصورة وجعلها أكثر حيوية. الضوء، كعنصر رئيسي في التصوير، لا يُستخدم فقط لإضاءة الموضوع بل لتشكيل الظلال وتحديد التباين الذي يعزز من التعقيد البصري للصورة. الصور تتميز بتكوينات تتضمن أشكالًا غير منتظمة وتفاصيل دقيقة، مما يعزز من إحساس الغموض والتشويق. تشكلات اللون والكتل والتكسرات تعكس حركات متدفقة وحالات من التغير المستمر، مما يخلق تأثيرات بصرية تشبه التموجات في الضوء والظل. هذه العناصر تتعاون لتشكيل مشهد بصري يتسم بالابتكار والتمرد على النمط التقليدي. إذ تستخدم التباين بين العناصر المختلفة في الصورة لإبراز التفاصيل الدقيقة وجعل الصورة أكثر عمقًا. هذا التباين يشمل الألوان والضوء والظلال، مما يعزز من الإحساس بالعمق ويجعل الصورة أكثر جذبًا وتفاعلاً. رغم أن الصور تحتوي على عناصر تجريدية، فإنها تنطوي أيضًا على أبعاد واقعية. هذا الجمع بين التجريد والواقعية يساهم في خلق توازن بين ما هو ملموس وما هو خيالي، مما يتيح للمشاهدين تجربة بصرية متعددة الأبعاد. جماليات أعمال بيديكوني تنبع من قدرتها على خلق تجارب بصرية تعكس تعقيدات الحياة والوجود. الحركة، الضوء، واللون في صورها تتناغم لتقدم تجربة جمالية ترتكز على تناغم بين العناصر والتأثيرات البصرية. هذا الجمال يتميز بعمق فلسفي وفني يدعو للتفكير والتأمل. أعمال "بياتريس بيديكوني" تعكس براعة فنية في استخدام الضوء واللون لتقديم تجارب بصرية فريدة. من خلال تجسيد التفاعل بين العناصر وتجسيد الجماليات المتنوعة، تقدم بيديكوني أعمالًا تجذب الانتباه وتثير التأمل. هذا التحليل يبرز كيف يمكن للتصوير الفوتوغرافي أن يكون أداة قوية للتعبير الفني والإبداعي، حيث يجسد التفاصيل الدقيقة والتجريد بطريقة تتجاوز الأبعاد التقليدية للتصوير. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Photographer Beatrice Pediconi
بياتريس بيديكوني (روما، 1972) تعيش وتعمل في نيويورك. تعليم 1992-1998 بكالوريوس، قسم الهندسة المعمارية، جامعة لا سابينزا، روما 1994-95 منحة إيراسموس، قسم الهندسة المعمارية، جامعة لا فيليت، باريس، فرنسا المعارض فقط 2024 ... دون إزعاج النجم، برعاية أنطونيلو تولفي، z2o سارة زانين، روما 2023 Presenze، برعاية أدريانا بولفيروني، المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، جيبسوتيكا، روما 2021 عارية، برعاية سيسيليا كانزياني، z2o سارة زانين، روما 2019 عرضة للتغيير، معرض sepiaEye، نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة 2017 الأبعاد المتغيرة، z2o سارة زانين، روما، إيطاليا 2016 كائن فضائي/كائن فضائي، معرض sepiaEye، نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة 2015 بدون عنوان، المتحف الكلي للفن المعاصر، روما، إيطاليا 2014 أصباغ سريعة الزوال، معهد الفنون الجميلة، نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة 2013-2014 9'/غير محدود، مجموعة ماراموتي، ريجيو إميليا، إيطاليا 2012 أحمر، z2o سارة زانين بالتعاون مع جاليري فالنتينا بونومو، روما، إيطاليا 2011 بدون عنوان 2009، الأكاديمية الإيطالية، جامعة كولومبيا، نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية لا أثر، المعهد الإيطالي للثقافة، باريس، فرنسا/ المتحف الكبير، روما، إيطاليا 2009 بدون عنوان، جاليري فالنتينا بونومو، روما، إيطاليا 2008 بدون عنوان، معرض للصور والمعاصرة، تورينو، إيطاليا 2007 أجساد خفية، معرض بونومو، باري، إيطاليا/ معرض الصور والمعاصرة، تورينو، إيطاليا 2006 "أولتري"، كاستيلو سفيفو، باري، إيطاليا/ معرض بونومو، باري، إيطاليا معارض جماعية مختارة 2024 روتين الفن من أجل الرفاهية، برعاية ريبيكا روسو، Spazio Leonardo/Assicurazioni Generali، ميلانو من خلال الفيضانات، مجموعة ماراماتي، ريجيو إميليا عالم آخر ممكن، برعاية أنطونيلو تولفي، وCentrul des Interes، وCluj-Napoca البداية، برعاية ديفيد ديكسون وأرشيفيو كاسوراتي، ستوديو متحف فيليس كاسوراتي (TO) النقاط المقابلة، z2o سارة زانين، روما مسألة وقت، برعاية ليزلي واين، منصة مشروع الفضاء، نيويورك 2023 العلامة هي النموذج المنطوق، مشروع z2o، روما 2021 جائزة فابري للفن المعاصر 2021، فيلا براندوليني، تلفزيون، إيطاليا مهرجان Planches Contact، برعاية لورا سيراني وكاميل بينيلي، في لا شابيل - لو فرانسيسكاينز، دوفيل، فرنسا 2020
«
87
88
89
90
91
»