Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
صوغ المفاهيم الأساسية للتركيب السردي
BY الروائي أنتوني هوروويتز
9.2
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
صوغ المفاهيم الأساسية للتركيب السردي في العمل الروائي ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في رواية "بيت الحرير" للروائي "أنطوني هوروفيتز" تسهم رواية "بيت الحرير" للروائي "أنطوني هوروفيتز"، في صوغ المفاهيم الأساسية للتركيب السردي في العمل الروائي، بوصفها حبكة جمالية تؤدي عملها في نسج التصورات الانطباعية والواقعية لمسارات تمثل الدور المركزي في بناء هذه الرواية الملفعة بالأدب البوليسي القويم، والقادرة على خلق عدة انطباعات إنسانية، لكل منها دورها الفكري الذي ينبثق عنه تصويرات نفسية غاص فيها "أنطوني هوروفيتز" بتشويق يمسك بالقارئ، ويجعله يتتبع الأحداث المخفية حتى تتضح وتنجلي مع الإبقاء على الكثير من التساؤلات التي تظهر قيمة الشخصيات وتناقضها مع بعضها البعض، مما يشكل قيمة عاطفية كبيرة. وإن أدخلنا أنطوني إلى عوالمه البوليسية لنشهد على قدرات "شرلوك هولمز" وسواه في التحقيقات التي تؤدي دورها في الوصول إلى الحقيقة غير الكاملة بشكلها النهائي، إذ تبقى النهايات مفتوحة على تصورات أخرى، وإن انتهت التحقيقات بوصول المجرم إلى السجن وسوى ذلك. مما يجعل من الاستنتاج المنطقي وجهة نظر يمكن الارتكاز عليها في العمل الروائي، الذي يمكن أن يتجه بالحلول إلى أكثر من وجهة نظر يمكن استكمالها كما فعل "أنطوني هوروفيتز"، وهو إبهار القارئ واستفزازه ذهنيًا، لتتوالد عدة تساؤلات تجعل القارئ يتصور عدة نهايات يتكهن بها ويراقب الأحداث، ليجد أن النهاية لم تكن إلا تصورًا تحقيقيا نجح في خلق الإثارة التي تهدف إلى محاكاة عقلية منطقية بأسلوب أدبي لا يمكن إلا الإشادة به، خاصة وأن الحوارات جاءت مرنة في تكوينها الجمالي فكريًا، وسلسة ومحببة لما تحمله من روحية جمالية في السرد التركيبي الذي لجأ إليه "أنطوني هوروفيتز" في روايته "بيت الحرير"، مستخدمًا الفن في تطوير أساليب التحريات لالتقاط هواجس النفس الإجرامية من خلال الرسم أو عالم الألوان ومؤثراتها على البواطن النفسية. "لعل الاستمتاع بالفن هو ما ينقصك لتصبح إنسانًا." وهذا ما يغني القارئ أدبيًا وجماليًا وبوليسيًا لخلق العوالم الفكرية المكتملة الناتجة عن الاستنطاق المنطقي لمكنون روائي يجعلنا نتعلق بالشخصيات ومؤثراتها كل حسب مكنونه ونوعيته الإنسانية. يحاول "أنطوني هوروفيتز" سير أغوار النفس بالاستنتاج المنطقي الازدواجي المبني على التفكر الثنائي أو حتى على دراسة الفعل وردة الفعل، وما تثيره القضايا الإنسانية القائمة على خدمات إنسانية مثل "بيت الحرير" والغوامض التي يحاول فك شيفرتها من خلال الفن، والاستنتاجات القائمة على تتبع الحالات النفسية التي يمر بها الفنان، والشبيهة بالقضايا البوليسية التي تعتمد على الاستنتاج، والاستقراء المبطن أو المزدوج الذي يغوص من خلاله قارئ اللوحة إلى الأعماق النفسية التي تشير إلى حالة الرسام أثناء الرسم أو المتذوق للوحة التشكيلية على السواء أو حتى من يتاجر بها. لما تحمله من مؤثرات تؤدي إلى التعلق بها، وكأنها رواية أو عمل أدبي أو حتى جمالي يتعلق بها البصر، فيدمن عليها ويدفع روحه ثمناً للحصول عليها. فهل يحاول "أنطوني هوروفيتز" إظهار قيمة الفن بشكل عام وارتباطه الإنساني بالسلوك البشري وانعكاسات مفاهيمه على جمالية الفكر الإنساني؟ خصائص جمالية شتى تتمتع بها رواية "بيت الحرير"، من حيث القيم التاريخية للكثير من الأعمال الفنية التي رصدها "أنطوني هوروفيتز" كريشة ويسلر، لتكون بمثابة المتحف الفني في العمل الروائي، أو من حيث الأعمال الأدبية التي ذكرها، وحتى الموسيقية والأمكنة أو العمل الاجتماعي المبني على التبرعات أو إنسانية الاتجاهات السلوكية التي تعتني بالجوانب الاجتماعية العديدة، ومنها الأطفال حيث انتقد وقدم وجهات نظر عديدة عن ذلك: "علينا أن نؤمن بصلاح كل طفل"، "لا تستطيع إلا عائلة ثرية تزويد الطفل الثقافة الفرنسية الراسخة"، "الطفولة هي النعمة الأولى التي يسرقها الفقر من الطفل" والكثير من المفاهيم التي مررها في عمله الروائي هذا، الذي يعتبر قطعة أدبية ذات جمال فني محمل بروحية الأدب البوليسي المثير المتميز بتصورات ذات اتجاهات عديدة لكل منها حلولها وتصوراتها، وكأنه يشارك القارئ بالتصور والتحليل والأبعاد لإيجاد الحلول المختلفة، وملاحقة كل منها ليصل إلى نتيجة روائية منطقية دون اللجوء إلى إبراز المكر والدهاء في التحقيقات التي يعتمدها "شرلوك هولمز" والمحقق الآخر في رواية "بيت الحرير"، محاولًا مزج التحاليل البوليسية بالتطبيق الفعلي عبر السرد الذي يتصف بالحس البوليسي ومضامينه الانطباعية التي تتميز بالطابع الجمالي والتاريخي، وصعوبات حل الإشكاليات من خلال الضوابط الروائية الملغزة في مسارات تؤدي إلى تتبع القارئ له حتى النهاية، لنشهد على موضوعية التحقيق المرتبط بالحس الإنساني وجمالية التكوين الروائي في رواية "بيت الحرير". في رؤية أخرى وجديدة بعد نشر المقال بسنوات وقراءتي لها للمرة الثالثة .... تجسد رواية "بيت الحرير" للروائي "أنطوني هوروفيتز" تجربة سردية غنية تجمع بين الجمالية البوليسية والتعقيد النفسي. من خلال بناء حبكتها المحكمة، تثير الرواية القارئ وتغمره في عالم مليء بالغموض والإثارة. يتميز النص بانطباعه القوي الذي يتركه لدى القارئ، حيث تتشابك خيوط الحبكة بشكل يُشعر القارئ بأن كل مشهد وكل شخصية تحمل عمقاً إضافياً يجعله يتساءل ويبحث عن معانٍ خفية وراء التفاصيل الظاهرة. تقدم الرواية دراسة معقدة للعلاقات الإنسانية والتوترات التي تنشأ من الصراعات الداخلية والخارجية. تركز الرواية على تفاصيل شخصية كل من الأبطال وتطورات الحبكة بما يخدم تصويراً واقعياً للأحداث، حيث يجتمع البوليسية مع الفن في نسيج سردي متقن. الرواية تعكس بوضوح القدرة على دمج الأبعاد النفسية والأدبية، مما يتيح للقارئ فهم كيفية تطور الشخصيات وتفاعلها ضمن سياق درامي متقن. تستعرض "بيت الحرير" مشاعر القلق والشك، وتأثيرها على النفس البشرية. يسلط "أنطوني هوروفيتز" الضوء على الصراعات الداخلية للشخصيات، مستعرضاً تأثير الضغوطات النفسية والبيئية على قراراتهم وسلوكياتهم. الرواية تعالج قضايا ذات طابع نفسي عميق مثل الشعور بالذنب، الطموح، والبحث عن الهوية، مما يمنح الشخصيات عمقاً معقداً ويجعلها أكثر إقناعاً. يستخدم "أنطوني هوروفيتز" تقنيات سردية مميزة تجسد براعة الكاتب في خلق توترات درامية مشوقة. تندمج الأساليب الأدبية مع بنية الرواية بحيث تساهم في بناء عالم سردي متماسك ومتعدد الأبعاد. الوصف التفصيلي والحوارات المتقنة تُضفي طابعاً جميلاً على النص، وتساعد في تعزيز الأجواء البوليسية والفنية التي يتميز بها العمل. الأسلوب الكتابي يجسد تلاعباً دقيقاً بين الألوان والتفاصيل التي تعزز من الإيقاع السردي وتعمق تأثير الرواية على القارئ. تبرز "بيت الحرير" كعمل يجمع بين تقنيات السرد التقليدية والابتكارات الحديثة. الرواية تمتاز بتركيب سردي متين يمزج بين الحبكة البوليسية والغموض الفني، حيث يسلط الضوء على قدرة الكاتب على خلق مشاهد مفعمة بالإثارة والتشويق. التوازن بين العناصر البوليسية والفنية يجعل الرواية تجربة قراءة متكاملة تعكس إبداع "أنطوني هوروفيتز" في نسج قصة محبوكة بإحكام. تتسم الرواية بقدرتها على توصيل مشاعر الشخصية الداخلية والتوترات التي تواجهها بأسلوب بديع. ينجح "أنطوني هوروفيتز" في استخدام لغة تعبيرية توصل عمق المشاعر والتعقيدات النفسية بأسلوب سردي مؤثر. النص يعبر عن تجارب وتفاعلات الشخصيات بطرق تكشف عن التعقيدات الإنسانية ومظاهر الفن البوليسي، مما يضيف بُعداً تعبيرياً يجعل الرواية أكثر تميزاً وإثارة. إذ تقدم "بيت الحرير" رؤية سردية تتسم بالثراء والتعقيد، حيث تلتقي الجوانب البوليسية والفنية في رواية تمزج بين التحليل النفسي والتقنيات الأدبية لتخلق تجربة قراءة غنية وشاملة. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الروائي أنتوني هوروويتز
أنتوني هوروويتز (بالإنجليزية: Anthony Horowitz) (5 أبريل 1955 في المملكة المتحدة)؛ كاتب، كاتب سيناريو، كاتب للأطفال وروائي بريطاني.وهو من أكثر مؤلفي قصص التشويق والإثارة شهرة وإنتاجًا. بيع من سلسلته حول الجاسوس المراهق «أليكس رايدر» أكثر من 20 مليون نسخة حول العالم. هذا النجاح أكسبه الامتياز بأن كلّفته جمعية Conan Doyle Estate كتابة مغامرة شرلوك هولمز الجديدة «بيت الحرير» (نوفل، 2013) التي حصدت نجاحًا عالميًّا. في كتابه «موريارتي» (نوفل، 2016)، يزور هوروفيتز مجدّدًا عوالم شرلوك هولمز والبروفسور موريارتي، بالإضافة إلى مجموعة من الشخصيات الأخرى المركّبة بمهارة، واضعًا حبكة مُحكمَة تقطع الأنفاس، ولا تكفّ عن إدهاش القارئ حتى الصفحة الأخيرة.
التشعبات الروائية وجماليتها في الموروثات القروية
BY الروائية إلهام منصور
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
التشعبات الروائية وجماليتها في الموروثات القروية قراءة في رواية "صورة على هاتف جوال" للروائية "إلهام منصور" استمدت الروائية إلهام منصور في روايتها "صورة على هاتف جوال"، الصادرة عن "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر"، الصور الزمنية القديمة القائمة على الذاكرة ومحتوياتها، بحيث تضيق وتتسع تبعاً للتسلسل الزمني الذي يقوده الراوي، عبر تقاطعات حوارية مبنية على استدراج الزمن والعودة به إلى الطربوش الأحمر، والمعطيات التاريخية التي تعيد مجد عائلات مزجتها روائيًا مع شخوص توحي إليها، لتكوين روائي لبناني مغمس بالتراث الحضاري لقرى لبنانية حدودية احتفظت إلهام منصور بنكهات وجودها روائيًا. لتنتج الذاكرة الإنسانية رحلة ذات منابع تراثية خضبتها بالعودة إلى سنوات الماضي، حيث القرميد الأحمر يعلو كالطرابيش الحمراء في القرى اللبنانية التي تتغذى على المحبة والتعاون، وحتى على الصلح بعد خلافات بسيطة تعيد للقلوب محبتها، معتمدة على الموروث القروي في تجسيد رواية حمل عنوانها من التحديث ما يجعلها تعيد للصورة قوتها التي انطلقت منها نحو الرواية، وهي على هاتف محمول خلت الرواية منه ومن حداثة العصر الذي دخلت فيه بعد خروجها من الزمن بصورة راسخة على هاتف محمول، ليبقى العنوان هو مشهدية الزمن الذي ينسخ بعضه البعض تقنيًا، وتبقى الأماكن والإنسان في ذاكرة لا يمحوها الزمن، بل تؤكد تراثيات القرى على أهمية التاريخ اللبناني ووجوهه المختلفة في جوهر الزمان والمكان، وما تحمله القيم التراثية اللبنانية في طياتها، خصوصًا التأثر بالرصد التراثي والبيئي الذي اكتسح الرواية برمتها، ومنحها الهوية التاريخية والتراثية من خلال الصور الوصفية وما تحمله من وقائع تشكل التشعبات الروائية وجماليتها في الموروثات القروية. ما غابت المرأة اللبنانية بعنفوانها ومميزاتها المختلفة عن رواية إلهام منصور "صورة على الهاتف الجوال"، التي كانت بمثابة نهاية زمن امتد إلى ما يقارب المئة عام من حياة شخص من شخوصها الروائية أو الذاكرة اللبنانية، فزوجات الشيخ خليل اللوتي كان لكل واحدة منهن دورها في حياته، وكانت لهن الرمزية لشخصيات المرأة في بروزها عبر المجتمع اللبناني القديم، وقدرتها على اختراق اجتماعي لم يمنعها من تحقيق أهدافها في الحياة والأسرة والعمل، وتكوين الشخصية الخاصة بها. إن من حيث المرأة المحترمة الحنون والزوجة الصالحة التي تبني أسرتها بالرفق والمحبة، أو تلك الجدية والواقعية والصارمة في مرافقة زوجها ومتابعة أعماله، ومن ثم المخادعة وغيرها من النساء اللاتي تواجدن في الرواية بصورة جمالية لم تبالغ فيها إلهام منصور، بل منحتهن الهوية الحقيقية للمرأة بشكل عام وللبنانية بشكل خاص. الكلمة أقوى من الموت وهي الدواء الذي سيسعفني لما تحمله من هوية روائية خاصة بدأت بها إلهام منصور لتجسد رحلة بدأت من الأمور الصغيرة المتعلقة بالضيعة، إلى الأمور الكبيرة المتعلقة بالسياسة المحلية والدولية. وبخاصة بعد انتشار كل وسائل الاتصال الحديثة، لتبقى الذاكرة الحية هي الصورة الحقيقية لسرد لا موت فيه، ولا انقطاع عن الأحداث التي تمت تغذيتها من خلال المواقف التي يتخذها الشخوص. لتندمج مع بعضها بانسياب مرن يضعنا أمام قرى رأس بعلبك، والوصف التراثي للبيوت القديمة من ليوان ودرج عالٍ مؤلف من عشرين درجة، وطبقات البيوت العليا والسفلى، إضافة إلى الجدران ومكوناتها التي تغلفها قشرة صلبة من "الكلين"، وبثراء وصفي وظفته لصالح البناء الروائي وجماليته تاريخيًا وأدبيًا وتراثيًا وحتى دينيًا أو إيمانيًا، بغية إيجاد المنحى الروائي التراثي الصلب، القائم على عائلة لها جذورها الممتدة إنسانيًا ولبنانيًا. تعددت الدلالات التراثية إضافة إلى أبرز الأحداث التي مرت على لبنان في فترة زمنية امتدت لمئة عام قبل وصول الهاتف الجوال. لتنحصر المهمة الروائية على استمرارية العائلة التي تعرضت للكثير من الأحداث من موت وولادة، وتغيرات في أفراد العائلة، كزواج الأب بأكثر من امرأة بعد وفاة كل واحدة منهن. لتتكون الأسرة رغم صعوبات ما مر عليها، هي الجسر المتين الذي عبر منه الروائي إلى القراء، لترسيخ لبنانية الشخوص ومنح الذاكرة قيمة وطنية وإنسانية، لا يمكن أن يتخطاها السرد دون إبراز قوتها في العلاقات المشدودة مع بعضها البعض في شتى مجالات الأجواء الروائية والأماكن والأزمنة التي لجأت إليها إلهام منصور لتطرح أيضًا بشكل جزئي موضوع الموت الرحيم. أبعاد فنية وروائية زرعتها إلهام منصور في التفاصيل الروائية المحفزة للقارئ، المنصاع إلى الرحلة العمرية المنقوشة في ذاكرة تستخرج ما فيها. لتستنبش تنوع الشخصيات من زوايا مختلفة، لطرح المواضيع الاجتماعية بعمق، والسياسية عبر مخزونها الزمني الماثل في الأذهان بمختلف جوانبه. إذ جعلت إلهام منصور من نسيج الرواية مسرحًا لشخوصها، بتوظيف لافت للراوي المتمسك بالحس الروائي، والقادر على الالتزام بحكايا الذاكرة وتفاصيلها قبل أن تموت وتصبح في عوالمها المخفية، ولا يبقى منها إلا "صورة على هاتف خليوي." تلك الصورة التي انطلقت منها الروائية في خلق الشخوص والأحداث، بحبكة روائية لبنانية ذات نكهة تراثية ارتبطت باجتماعيات لعدة مراحل زمنية انتقلت فيها المرأة أيضًا وفق عدة شخصيات لم تصنفها، إنما سبكتها بالصياغة الروائية بمتانة وجمال، مما يعكس قيمة الرواية اللبنانية وأهميتها لما تحمله من إرث تراثي واجتماعي. في رؤية أخرى بعد أن تم نشر المقال في جريدة المدى عام 2017 صورة على هاتف جوال" للروائية إلهام منصور تتناول موضوعات متعددة تتراوح بين التراث اللبناني والذاكرة الشخصية والجماعية، وتهتم بالتحولات الاجتماعية والسياسية عبر الزمن. تدور الرواية حول رحلة زمنية تأخذ القارئ إلى قرى لبنانية حدودية، مستعرضةً تاريخ العائلات والأحداث التي مرت بها. الرواية تقدم سردًا موسوعيًا يعكس التداخل بين الزمن الحاضر والماضي، موضحةً كيف يمكن للصورة، مهما كانت بسيطة، أن تكون نافذة إلى عالم من الذكريات والتجارب الإنسانية. تتناول الرواية التعقيدات النفسية للشخصيات عبر مراحل زمنية متعاقبة. تتجلى الأبعاد النفسية من خلال تعامل الشخصيات مع تجاربها الخاصة وماضيها، ومدى تأثير ذلك على تطورهم الشخصي والاجتماعي. يبرز في الرواية التركيز على كيفية تكوين الهوية الفردية في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. الشخصية النسائية، على وجه الخصوص، تظهر في أبعاد مختلفة: من الرمز التقليدي إلى الشخصيات الأكثر تعقيدًا، مما يعكس التغيرات النفسية والاجتماعية التي مرت بها المرأة اللبنانية عبر الزمن. تستخدم إلهام منصور تقنيات سردية متنوعة مثل تعدد الأصوات والتقاطعات الزمنية لتقديم سرد متكامل. الأسلوب الأدبي في الرواية يمزج بين الوصف التفصيلي والتحليل النفسي العميق، مما يضفي جمالية على النص ويزيد من تأثيره. الصور الشعرية والتفاصيل الحسية تعزز من قدرة الرواية على نقل الأجواء التراثية والبيئية، مما يساعد القارئ على التفاعل بشكل أعمق مع النص. استخدام التفاصيل الوصفية للبيوت التقليدية والأماكن يعكس براعة الروائية في خلق صورة متكاملة عن الحياة القروية في لبنان. السرد في الرواية يعتمد على هيكل غير تقليدي، حيث يتداخل الزمن الحاضر مع الماضي عبر تقنيات السرد غير الخطية. هذا الأسلوب يعزز من عمق الرواية ويوفر للقارئ تجربة غامرة، حيث يُقدَّم الماضي كجزء حيوي من الحاضر. الرواية تلعب على وتر الذاكرة والتاريخ، مما يجعلها تعكس التجارب الشخصية والجماعية للشخصيات. التداخل بين السرد والتاريخ الشخصي والعائلي يعزز من تعقيد الرواية ويجعلها تجربة قراءة ثرية. تعتبر "صورة على هاتف جوال" تجربة أدبية تستكشف تأثير الذاكرة والتراث على الهوية الفردية والجماعية. الرواية تسلط الضوء على قوة الرواية كوسيلة لنقل القيم التراثية والتاريخية، وتطرح تساؤلات حول كيفية تجسيد الماضي في الحاضر. النقد الأدبي قد يتناول كيف توازن الرواية بين الحفاظ على القيم التراثية وإعادة تفسيرها في سياق العصر الحديث، وكيف تعكس تجارب الشخصيات التغيرات الاجتماعية والسياسية في لبنان. "صورة على هاتف جوال" هي رواية تتناول موضوعات ذات أبعاد متعددة بطريقة فنية وجمالية متميزة. تعكس الرواية التفاعل بين الذاكرة والتاريخ والهوية، مما يجعلها إضافة قيمة إلى الأدب اللبناني . dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الروائية إلهام منصور
إلهام سامي منصور (1944) روائية وأستاذة فلسفة ورسامة لبنانية. ولدت في بلدة رأس بعلبك ونشأت في جونية. حصلت على البكالوريوس والماجستير في الفلسفة من الجامعة اللبنانية. نالت الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون في باريس سنة 1975. منذ 1991 نشرت العديد من الروايات والدراسات الفلسفية. اشتهرت بتشجيعها لتحرير المرأة وقضاياها في مهنتها الأدبية وهي تهتم بالرواية الواقعية والسيرة. سيرتها ولدت إلهام سامي منصور سنة 1944 في رأس بعلبك من قرى قضاء بعلبك في محافظة بعلبك الهرمل ونشأت في جونية مركز قضاء كسروان حيث تعلمت في إحدى مدارسها حتى نهاية المرحلة الثانية. ثم تزوجت وأكملت دراستها الجامعية فحصلت على إجازة في علم النفس من المعهد العالي الفرنسي للآداب 1968، وأكملت دراساتها العليا في المجال نفسه في الجامعة اللبنانية وتخرجت سنة 1970. ثم انتقلت إلى الفلسفة ونال الدكتوراه من جامعة السوربون سنة 1975، وبدأت التدريس الأكاديمي. بدأت الكتابة في الفلسفة بعد عودتها من دراستها في باريس وأنجزت العديد من الأبحاث والدراسات. أقامت معارض فنية في بيروت ورسمت أكثر من 50 لوحة. الأكاديمية تعمل أستاذة فلسفة في الجامعة اللبنانية منذ 1977، وباحثة في مركز الأبحاث والتوثيق التابع لوزارة الخارجية من 1972 حتى 1979 ثم أستاذة في كلية الآداب، الجامعة اللبنانية. عيّنت رئيسة قسم الفلسفة في الجامعة اللبنانية من سنة 1988 حتى سنة 2000، وأستاذ زائر في كلية الفلسفة في ستراسبورغ سنة 1995. الأدبيةأصدرت روايات عدة منذ أوائل التسعينيات القرن العشرين وتميزت بالواقعية والسيرة الذاتية وكتبت عن تفاصيل الحياة اليومية في مجتمعها. تهتم أكثر بالرواية النسوية أو «الإنسوية» كما تسميها. صرّحت في مارس 2011 أنها تكتب عن الحياة بما تمثّل من واقع ووقائع، «وأغوص كثيراً في اللحظة المفتوحة على زمنها بكل ابعادها. وحين ادخل الواقع وأروي ما ارى وما اريد.» تعتبر رائدة في كتابة الرواية السيكولوجية اللبنانية. نشرت روايتها الأولي «إلى هبى» عام 1991. تلتها « هبي في رحلة الجسد». ثم « أنا هي أنت» التي تناولت السحاق ونشرت عام 2000، وكانت أول رواية في العالم العربي تعالج السحاق في عمل كامل. ثم نشرت روايتها «صورة على هاتف جوال» في 2014، وهي رواية سيرة الذاتية وأرادت الكاتبة «أن تسلط الضوء لا على منزل جديها بل على منطقة آلا وهي رأس بعلبك.» أعمالها من رواياتها: «إلى هبى، سيرة أولى»، دار الفارابي، 1991 «هبى في رحلة الجسد»، سيرة ثانية، دار مختارات، 1994 «صوت الناي أو سيرة مكان»، دار مختارات، 1995 «أنا هي أنت»، دار رياض الريس للكتب والنشر، 2000 «حيت كنت رجلًا، سيرة ثالثة» دار رياض الريس للكتب والنشر، 2002 «أيهما هو»، دار رياض الريس للكتب والنشر، 2003 (ردمك 9789953211398) «بالإذن من سفر التكوين»، دار رياض الريس للكتب والنشر، 2005 (ردمك 9953212252) «الصفحة الثانية»، دار رياض الريس للكتب والنشر، 2008 (ردمك 9789953213194) «تركت الهاتف يرن»، دار رياض الريس للكتب والنشر، 2013 (ردمك 9789953214214) «رحلت والدتي بقيت أمي»، دار رياض الريس للكتب والنشر، 2012 (ردمك 9953215242) «صورة على هاتف جوال»، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت 2014 (ردمك 9786144587027) من دراساتها: «نحو تحرير المرأة في لبنان (نظرة شاملة ورؤية مستقبلية)»، دار مختارات، 1995 «المرأة اليمنية وتحديات العصر»، دار مختارات، 1995 مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85_%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1
أما للرضى أو للخيبة
BY الروائي حسن داوود
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
أما للرضى أو للخيبة قراءة في رواية "في إثر غيمة" للروائي "حسن داوود" ضحى عبدالرؤوف المل يوقظ الروائي "حسن داوود" في روايته "في إثر غيمة"، الصادرة عن "دار الساقي"، الحس الإنساني الهادف إلى اكتشاف الذات من خلال العلاقات المتشابكة بين شخوصه الروائية في رحلة تهدف إلى خلق اكتشافات اجتماعية تؤثر على التطلعات الحياتية التي ترتبط بالعمر. فالعلاقات غير المتناسبة قد تكون أكثر بكثير من تلك التي يكون فيها الطرفان متعادلين ومتساويين، بتعبير روائي فني يميل إلى إظهار الأزمات النفسية التي يتعرض لها الرجل، وإلى ما يعتريه من مخاوف وهواجس، ومراقبة للتغيرات التي تطرأ عليه جراء التقدم في السن. "كنت أرجع ذلك إلى بلوغي مرحلة في العمر يضعف فيها التركيز." حيث يستجيب "حسن داوود" لمعطيات النص الروائي، فينساب معه بذاتية وموضوعية، لينفتح المشهد نحو رحلة في باخرة من المؤكد أنها ليست التايتنك. إلا أن أهمية الصورة في حياة الإنسان برزت في المقدمة، بوصفها تمنح الصورة قيمتها القوية والمؤثرة إعلامياً من حيث الجمال، ومن حيث الإعلان الذي شده وتأثر به، وجعله يتخذ قرار القيام برحلة بحرية تسبقها رحلة بالطائرة، ليجمع بين رحلات الإنسان العمرية من الشباب إلى الكهولة. فالشيخوخة التي تخيف بوقائعها الإنسان. فهل تختلف العلاقات العاطفية في تطوراتها عند الوصول إلى شيخوخة جسدية لا علاقة للروح بها أبداً؟ أم أن "حسن داوود" أراد أن نبحر معه في رحلة افتراضية وهمية، ما هي إلا رحلة الأحلام التخيلية التي تبقى في الذاكرة حيث الوحدة أبرز صفاتها النهائية؟ علاقة الرجل بالمرأة وما يعتريها من مخاوف تتخذ في أبعادها عدة مسائل اجتماعية يطرحها "حسن داوود" ببساطة روائية بوصفه، أي الرواي، الكيان المستقل في الرحلة التي تجمع الكثير من الشخوص، بوعي ذهني يخدم به اتجاهات الشخصية وأهدافها. إذ تجسد الرحلة حالة العزلة التي يأوي إليها الإنسان في مرحلة عمرية تفرض نفسها عليه، بأسلوب يعكس من خلاله دلالاته وإيحائه التوق السيكولوجي الهادف إلى خلق اكتشافات نفسية عميقة تتعلق بالعاطفة المرتبطة بتشكيل ثنائيات ينقل من خلالها الوقائع والتعبيرات المتخيلة التي تدور حول طبيعة الرحلة وأهدافها، من منظور سيكولوجي يساعد في اكتشاف التفاصيل والعناصر الروائية، القائمة على سردية غنية بالحس الفني التصويري المصاحب لمفارقات بين لمى وسالم، حيث تتراءى قيمة الأحلام عبر مستويات الحوار، والخصائص التي استرسل معها "حسن داوود" ليجمع بين منطق الذاتية والموضوعية في رواية لا يمكن تتبع أثرها لأنها أشبه بالحلم العابر في حياة الإنسان. يكشف الروائي "حسن داوود" في روايته عن قوة أسلوبية لوصف تحليلي مبني على مراحل وزعها بتأنٍ، ليلقي الضوء على واقع متخيل يستقصي من خلاله حدود النفس في مقاربات تحليلية ذات سمات بارزة في استقصاء، ومتابعة الشخوص عبر خطها المستقيم دون التفاف إلى العودة نحو البداية، وكأن الزمن الروائي يسير مع الرحلة. لتستقر تفاصيلها في الذاكرة وتطوراتها المرافقة لأحداث هي امتداد للشخوص الذين التقى بهم بطل القصة، مشيراً إلى الأسلوبية الفردية أو النفسية التي تحتفظ بالتفاعلات الروائية بين القارئ والكاتب، وكانهما ضمن نقاشات مفتوحة بصمت فكري يؤدي إلى إثارة ذهنية تؤدي أدوارها في متابعة الرحلة حتى النهاية. فهل الرحلة البحرية في رواية "في إثر غيمة" هي من باخرة أم من أجل امرأة؟ أم من أجل الغوص في ماهية المشاعر التخيلية بجماليتها وخاصيتها التي تقود إلى الحب الذي يبقى طيلة العمر؟ هواجس روائية محشوة برحلة ما بعد الانقطاع عن العمل أو رحلة الاستجمام الأخيرة، حيث يجمع فيها سالم من ذكرياته ما يلملمه من الواقع. ومن لحظات جمعها هي لحظات البغض، ولحظات الكراهية، ولحظات التباهي، وما يسبقها من مشاعر تشتد وتسترخي ليصوغ هويات اجتماعية لكل اثنين ما عدا هو. لينفرد بمشكلة الاكتفاء الذاتي في أعمار كهولية تدل على وهن النفس التي قطعت شوطاً كبيراً في الحياة حتى باتت غير قادرة على التأقلم والمشاركة مع الآخرين. فالصراعات النفسية التي عاشها سالم أسهمت في خلق تصورات إضافية عن المجتمع الذي يحيا به، دون إغفال أهمية وظيفته أو ميوله الكتابية وصدق التمثيل الروائي الذي تجسد مع سالم، وهي طريقة تكشف لنا عن معادلات تصويرية لمشاهد انطباعية تميل إلى إظهار الانقسامات الاجتماعية في القبول والرفض لموروثات ومفاهيم كثيرة نعيشها، ولا نستطيع الاستغناء عنها، لأنها كالخبز اليومي في حياتنا، أو بالأحرى لا نشعر بها، لأنها ضمن الروتين الحياتي لمجتمعاتنا التي ترحل بنا نحو الأحلام أو بالأحرى تجبرنا على خلق العوالم التخيلية، كرحلة بحرية قام بها "حسن داوود" بأسلوب أشبع رغباته به دون المساس بشخصية سالم. فهل استطاع "حسن داوود" التكييف مع البنية السردية النفسية في هذه الرواية التي تعتمد على تلاحم النسيج الداخلي؟ برؤية أخرى أو بعد قراءة ثالثة في عام يليه رواية "في إثر غيمة" تُقدّم عبر منظور سردي يجمع بين الذاتية والموضوعية، مما يعكس عمق التجربة الإنسانية التي يرغب الروائي في نقلها. السرد في الرواية يتحرك بين الحاضر والماضي، مما يخلق بنية زمنية غير خطية تعكس التوترات والتقلبات النفسية التي يعيشها البطل. هذا الأسلوب يتيح للقارئ الانغماس في الأحداث والتفاصيل النفسية للشخصيات، حيث تُعد الرحلة البحرية وسيلة لاستكشاف الذات وتفاعل الشخصية مع محيطها. تتمحور الرواية حول شخصية سالم، التي تمثل تجسيدًا للأزمات النفسية والوجودية التي يمر بها الإنسان في مراحل عمره المختلفة. في الرواية، يُصوَّر سالم كشخص يعاني من صراعات داخلية تتعلق بالشيخوخة والعزلة، مما يخلق صورة متكاملة لحالة نفسية تتسم بالضعف والوهن. تظهر مخاوفه وهواجسه بشكل واضح، مما يعكس الصراع بين الرغبة في الاستمرارية والتحديات المرتبطة بتقدم العمر. علاقة سالم بالمرأة، سواء كانت عبر الذكريات أو التجارب الحالية، تتسم بالتعقيد، حيث تُعتبر مصدراً للألم والتوتر، مما يعكس طبيعة العلاقات الإنسانية التي قد تكون غير متكافئة ومعقدة في أوقات مختلفة من الحياة. تسلط الرواية الضوء على كيفية تأثير هذه العلاقات على الصحة النفسية للشخصيات وكيفية تعبيرهم عن مشاعرهم وأحلامهم. أسلوب حسن داوود في الرواية يتسم بالغنى والعمق، حيث يدمج بين الوصف الدقيق والتصوير الفني، مما يساهم في خلق مشهد سينمائي داخلي للقارئ. الاستخدام المتقن للصور الفنية والأوصاف الحسية يجعل الرواية تجربة جمالية ثرية، حيث تبرز التفاصيل الدقيقة والرموز التي تضيف بعدًا إضافيًا للأحداث والشخصيات. الرحلة البحرية التي يقوم بها سالم ليست مجرد حدث سردي، بل تُستخدم كرمز للتجربة الإنسانية الداخلية. يُبرز حسن داوود من خلال هذا الرمز أهمية الرحلات الداخلية والتأملات الذاتية التي تتجاوز التجارب الحسية المباشرة. تتميز الرواية بأسلوب سردي يدمج بين الحوارات الداخلية والخارجية، مما يعزز التجربة الروائية. الأسلوب المتبع يعكس مهارة حسن داوود في بناء شخصيات متعددة الأبعاد وتجسيد مشاعرها بصدق. الرواية أيضًا تُظهر قدرة على استخدام اللغة بشكل يعكس التعقيدات النفسية والتوترات الداخلية. التفاصيل الوصفية في الرواية تلعب دورًا كبيرًا في بناء المشهد الروائي. من خلال الوصف الدقيق للمكان والأحداث، يخلق حسن داوود تجربة حسية للقارئ، مما يعزز فهمه للمشاعر والأزمات التي تمر بها الشخصيات. الوصف ليس مجرد عنصر إضافي، بل هو جزء لا يتجزأ من بناء الشخصية والتعبير عن حالتها النفسية. رواية "في إثر غيمة" تقدم تجربة روائية غنية تجمع بين السرد الفني العميق والتحليل النفسي الدقيق. تُمثل الرحلة البحرية رمزًا للتجربة الإنسانية المعقدة، وتُعرض الشخصيات بطرق تُعزز من فهم القارئ لتجاربهم النفسية والجمالية. الأسلوب الفني وحساسية الوصف يجعل الرواية تجربة متكاملة تسلط الضوء على التحديات الوجودية والعاطفية التي يواجهها الإنسان. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الروائي حسن داوود
الروائي حسن داود (مواليد 1950) كاتب وصحافي وروائي لبناني. أصله من قرية نميرية في جنوب لبنان، وانتقل إلى بيروت عندما كان طفلاً مع أسرته. درس الأدب العربي في الجامعة. عمل كصحفي خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975، وهي المهنة التي مارسها منذ ذلك الحين. عمل كمراسل لصحيفة الحياة لمدة 11 عامًا. عمل حسن صحافياً في عدّة صحف لبنانية مثل صحيفة السفير والحياة، يعمل حاليًا رئيس تحرير الملحق الثقافي «النوافذ» في صحيفة المستقبل. أصدر مجموعتين من القصص القصيرة وهما «تحت شرفة أنجي» و«عطلة الملاك». ألف روايات عديدة منها ما تُرجم إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، ومن رواياته التي تُرجمت إلى الإنكليزية «بيت ماتيلد» عن دار كرانتا عام 1999، «سنة أختراع ماكنة صناعة الخبز الجديدة» عن دار الساقي عام 2007، و«الوقت المقترض» عن دار تليكرام.اعتبارًا من عام 2011، تمت ترجمة خمسة من رواياته إلى اللغة الإنجليزية. كما تمت ترجمة أعمال داود إلى الفرنسية والألمانية (بقلم هارتموت فندريش). ظهرت أعماله في مجلة بانيبال. كتب حسن أول عمل روائي له «بناية ماتيلد» في عام 1983، حيث كان يبلغ من 32 عامُا. الحياة الشخصية ولد حسن داود لأسرة مكونة من أب وأم وتسعة أخوة، وانتقلت عائلته من الضيعة في جنوب لبنان إلى بيروت، حيث فتح والده فرنا للخبز، عمل به أخوته عدا هو. حفظ كتبًا عندما كان في سن 15 ربيعًا لبدر شاكر السياب، وبشارة الخوري، وأبو الطيب المتنبي. درس الأدب العربي بالجامعة اللبنانية في بيروت. كان عضوًا بالحزب الشيوعي اللبناني. قدم استقالته منه في عام 1978 أثناءالحرب الأهلية اللبنانية اعتراضًا على قتل اللبنانيين لبعضهم البعض. مؤلفات بناية ماتيلد، 1983. (ترجمها غلى الإنجليزية بيتر ثيروكس) تحت شرفة آنجي (مجموعة قصصية)، 1984. روض الحياة المحزون، 1985 أيام زائدة، دار الساقي، 1990، 238 صفحة، (ردمك 9781855165830). نزهة الملاك (مجموعة قصصية)، 1992. سنة الأوتوماتيك، 1996 غناء البطريق، دار الساقي، 1998، 277 صفحة، (ردمك 9781855165977). (ترجمتها إلى الإنجليزية مارلين بوث) ماكياج خفيف لهذه الليلة، 2003. لُعب حيّ البيّاض، دار الساقي، 2005، 277 صفحة، (ردمك 9786144258583). مئة وثمانون غروبا، دار الساقي، 2008، 399 صفحة، (ردمك 9781855163614). (رشحت إلى القائمة الطويلة لجائزة العالمية للرواية العربي لعام 2010).ة فيزيك، دار الساقي، 2010، 280 صفحة، (ردمك 9781855166554). لا طريق إلى الجنة، دار الساقي، 2012، 813 صفحة، (ردمك 9781855169272). (ترجمتها إلى الإنجليزية مارلين بوث) نقّل فؤادك، دار الساقي، 2014، 160 صفحة، (ردمك 9786144258316). بناية ماتيلد، دار الساقي، 2015، 192 صفحة، (ردمك 9786144258576).في أثر غيمة، دار الساقي، 2017، 259 صفحة، (ردمك 9786140320215). نساء وفواكه وآراء، هاشيت أنطوان / نوفل، 2020، (ردمك 9786144696170) سنة أختراع ماكنة صناعة الخبز الجديدة، 2007. (ترجمتها إلى الإنجليزية رندا جرار) الأيام الأخيرة ضيعة ماتلدا، 1998. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا.
فن اختيار اللحظة المناسبة
BY الروائي حبيب عبدالرب سروري
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
فن اختيار اللحظة المناسبة ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في رواية "حفيد سندباد" للروائي "حبيب عبدالرب سروري" يضَعُنا "حبيب عبدالرب سروري" في روايته "حفيد سندباد" بين وحدات الزمن المختلفة، مُرتكِزًا على الحفيد سندباد، وكأن تتابع الحياة من حكاية إلى حكاية ما هو إلا تحديث لمراحل الحياة التي تتراجع ضمن الأسلوب الحياتي المتوارث والشبيه بالأسطورة أو الميثولوجيا. إن ذاكرة تاريخية مفتوحة على مداها ضمن تواريخ زمن الحاضر ما هي إلا انتحار للعقل الإنساني الذي يبحث في ملفات الماضي عن الإرث في كل الميادين والزمن الجيني لعلم ذهني حركي يتم تحديثه كل جزء من ثانية. لحواسيب إلكترونية تُرمى وتتجدد، فيكتفي الإنسان بحقيبة شخصية ترافقه وكمبيوتر محمول فقط. كالسندباد في ترحاله من مدينة إلى مدينة يكتشف فيها التنوع الإنساني النابع من التطور الزمني الذي يشدد عليه "حبيب عبدالرب سروري"، الصادرة عن "دار الساقي"، وأول ما أثار الرواية "خارطة قارات مذكرات نادر" وهو حرصه على أرشفة يوميات حياته ليبدو هذا العالم العجوز في الرواية متناقضًا مع وجود القارئ الزمني. مستخدمًا الكثير من المفردات الحاسوبية الحديثة التي تنتمي لجيل العقل الإلكتروني، ولجينات الحواسيب الإلكترونية التي تتطور بسرعة رهيبة، لا يمكن للإنسان أن يتطور مثلها. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك العواطف والانفعالات، إلا أنه استطاع تصنيف المفردات وفق الأزمنة مثل برنامج عمل ثوري وخيانة طبقية وسكان الحاسوب، وكتابة البرمجيات، وببساطة وسلاسة تقنية اتصفت بها روايته السندبادية العالقة بين أنياب الماضي رغم تاريخها الاستقرائي لزمن هو الذي سيعود بنا إلى نهاية العالم الحاسوبي بعد تطور سريع نحو العودة إلى بدائية الإنسان. يبدو أن "حبيب عبدالرب سروري" وضع نفسه مع القارئ في الإطار التفاعلي الروائي وفق المنظومة الرياضية في العودة إلى الزمن، ليتماشى معه، كأنه يكتشف المستقبل وفق الخيال العلمي المبني على التحليل والرؤية والتشريح الزمني للبشرية، "لا سيما أن تقنيات البرمجيات التفاعلية لم تكن على الصعيد التكنولوجي في منتصف التسعينات من القرن العشرين إلا في مراحها الجنينية، قبل أن تتطور بشدة في بداية القرن الحادي والعشرين فقط." وهذا الأسلوب الاستقرائي للزمن في الرواية يجعلنا نستقرأ كل زمن يقدمه في الرواية مع الأحداث الخاصة به، دون أن ينسى البلاغة العربية العتيقة التي يشتاق لها فجأة. فهل "حفيد سندباد" هو بهلول يمنح الدفء للإنسان الذي بات يعيش مع التكنولوجيا العصرية وبقوة؟ ما هو خارج تصنيفات الإنسان منه المعروف كالرجل الآلي، لأنه اختراع الإنسان الذي بات يحتاجه حتى في أزماته العاطفية التي تضفي عليه الدفء، معطيًا للأسماء وحدة تجمع الذكورة والأنوثة بين حيدر وكارمن، الاسم الذي أراده الرجل الإلكتروني في الرواية الذي يشبه الإنسان من جيل آخر. فالبرمجيات الإلكترونية لها أجيالها، وهي تتجدد أسرع مما يتجدد الإنسان رغم أنها اختراعه، وما بيان حقوق الروبوتات المؤنسنة إلا حقوق الإنسان عبر التاريخ التي تاهت من جيل إلى جيل، كما حقوق المدن التي تغيرت فيها كل المعالم من الاسم إلى اللغة. فتقلبات "أسماء المدينة مثل تاتارستان الروسية، حيث كانت اللغة التتارية تكتب بأحرف عربية حتى عام 1924" هي رحلة تاريخية سندبادية استكشافية تعيد للتواريخ أهميتها مثل 12 أكتوبر، يوم اكتشاف كريستوفر كولومبس للعالم الجديد، أهم يوم في تاريخنا المعاصر. فاكتشافات حفيد سندباد للأزمنة هي إضاءة لما ستؤول إليه الكرة الأرضية وما عليها في ظل السباقات العلمية في عالم البرامج الحاسوبية. استطاع "حبيب عبدالرب سروري" في روايته جمع تراجيديات الكرة الأرضية، موحيًا بصورة البيانات العملاقة، لوجه الأرض الزمني المقبل الآتي كالجحافل الذهنية الشبيهة بأعاصير التجدد المتناقض مع مذكرات نادر التي تعصف بالرواية المستسلمة لبهلول، وللمذكرات تاركًا للقارئ ثنائية الاستكشاف القائم على عقليتين علمية وكهنوتية، تتعايشان اليوم "هوسهما المشترك هذا الفضاء الشاسع الذي يحيط بنا من كل الجهات". إذ تتجلى سوداوية الإنسان وتبدو ناتجة عن استنتاجات تؤدي إلى توقعات زمنية تحليلية قائمة على الكثير من الدراسات، وربما تشبه إشارات كمبيوترات بهلول التي يغذيها الإنسان بالمعرفة أو يشحنها بالذكاء الصناعي. فاستسلام الإنسان للتحليلات والتوقعات يضعه في دوامة عبثية الحياة دون أن ننسى جمالية النص الروائي، وقدرته على خلق الصور الفنية الجميلة والشاعرية في الكثير منها، محتفظًا بالذاكرة التاريخية ومتانتها، وبالوسائل العلمية التي توضح قيمة الزمن والاهتمام بالمنظومة الإنسانية المتطورة وأهميتها في تقديم تاريخ الإنسانية من سندباد إلى حفيده دون الـ التعريف التي جعلت من حفيد سندباد شخصية تتماشى مع كل زمان ومكان، وتتوالد وتتجدد في اكتشافها تواريخ المدن ومتغيرات العالم التي أراد "حبيب عبدالرب سروري" رصدها وفق رؤيته السياسية والاجتماعية والتاريخية الموشاة باللغة الروائية وجمالية النص الاستكشافي الذي يحمل في طياته الكثير من الرؤى لاستكشاف مجريات التواريخ وأهميتها حول العالم. برؤية جديدة عندما أعدت قراءتها عام 2020 عدت فكتبت تُعد رواية "حفيد سندباد" تجربة روائية مثيرة تجمع بين الواقعية والخيال، وتعكس التفاعل العميق بين الإنسان والتكنولوجيا. يبرز من الرواية شعور بالقلق والدهشة إزاء تطور التكنولوجيا وتأثيرها على الإنسان والمجتمع. تصوّر الرواية عالمًا يتسم بالتجدد السريع والتطور التكنولوجي الذي يتناقض مع الذاكرة التاريخية والأبعاد الإنسانية القديمة. تدور أحداث الرواية حول رحلة سردية متسلسلة تعكس تطور الزمن والتكنولوجيا من خلال شخصية الحفيد سندباد، الذي يتنقل بين مختلف العصور والأماكن. يستند السرد إلى عنصر أساسي في الأدب الروائي، وهو استخدام الزمن كأداة لتعكس تطور الشخصية والمجتمع. الرواية تشتمل على تداخل بين الحاضر والماضي، مما يعكس الصراع بين التقليد والتحديث. تتميز الرواية بأسلوب سردي مبتكر يجمع بين الواقعية المفرطة والعناصر الخيالية. يستخدم حبيب عبدالرب سروري تقنية السرد المتعدد الأبعاد لتقديم صورة شاملة عن تأثير التكنولوجيا على الإنسان. الأسلوب الفني يعكس التفاعل بين الإنسان والحاسوب، ويعزز من تسليط الضوء على التناقضات بين الذكاء الاصطناعي والقدرات الإنسانية الفطرية. تُظهر الرواية براعة في توظيف اللغة والتشبيهات التي تعكس الصراع الداخلي والخارجي للشخصيات. يُبرز النص التباين بين التكنولوجيا الحديثة والتقاليد القديمة بأسلوب تصويري غني. تتسم اللغة بالثراء والتنوع، مما يضيف عمقًا للأحداث ويعزز من تأثير الرواية على القارئ. السرد في الرواية متسلسل ولكنه متداخل، مما يعكس التعقيدات الزمنية والتكنولوجية التي تتعامل معها الرواية. هناك تداخل بين الأزمان، حيث يتم التنقل بين الحقائق التاريخية والخيال العلمي بسلاسة، مما يخلق تجربة سردية مشوقة. التقنية المستخدمة في السرد تعزز من تجربة القارئ وتزيد من تعقيد الأحداث، مما يدفع القارئ للتفكير في العلاقة بين الزمن والتكنولوجيا. من منظور نقدي، تقدم الرواية تساؤلات عميقة حول الهوية الإنسانية في عصر التكنولوجيا. تستعرض الرواية مسألة مدى تأثير التكنولوجيا على العواطف والتفاعل الإنساني. تقدم الرواية أيضًا نقدًا اجتماعيًا وثقافيًا يتناول التناقض بين التقدم التكنولوجي والتمسك بالقيم التقليدية. كما تعكس الرواية الصراع بين الأجيال والتحديات التي تواجه الإنسان في محاولة التكيف مع التغيرات السريعة. رواية "حفيد سندباد" هي عمل أدبي يتسم بالابتكار والعمق، حيث تمزج بين الخيال العلمي والتاريخ بأسلوب سردي يثير التفكير. تتناول الرواية موضوعات معقدة حول تأثير التكنولوجيا على الإنسان والمجتمع، وتعرض بشكل جميل التناقض بين الأبعاد الإنسانية والتكنولوجية. تعكس الرواية مهارة حبيب عبدالرب سروري في خلق عوالم أدبية مثيرة وتقديم رؤى جديدة حول العلاقة بين الإنسان والآلة. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الروائي حبيب عبدالرب سروري
حبيب عبد الرب سروري بروفيسور في علوم الكمبيوتر وروائي يمني يعيش ويعمل حالياً في فرنسا. مولده ونشأته وُلد البروفيسور حبيب عبد الرب سروري في 15 أغسطس 1956 في حي الشيخ عثمان بمدينة عدن لأسرة متدينة انتقلت من مدينة تعز قرية (جبل السريرة) لها اهتمامات أدبية. تأثر كثيراً بحب والده - الذي كان تلميذاً للعلامة قاسم صالح السروري- للعلم، وبتفانيه في قراءة كتب التصوف والتوحيد والفقه والتفسير، وبقراءته لكتب الأدب، وكتابته للشعر. درس على يد والده مبكراً قواعد اللغة وبلاغتها، وبعض كتب التفسير والحديث. بدأ مبكراً في كتابة الشعر، ونشرت له مجلة الحكمة أولى قصائده في عام 1970. وتركت نشأته في مدينة عدن بصماتها على أعماله الأدبية. دراسته درس الابتدائية في المدرسة الشرقية بالشيخ عثمان عدن، والإعدادية - متجاوزاً إحدى سنيها الثلاث - في المدرسة الإعدادية بالشيخ عثمان، والثانوية في ثانوية عبود (ثانوية دار سعد). ثم أدى الخدمة الوطنية مدرساً للرياضيات في إعدادية الشيخ عثمان. بعد ذلك غادر إلى فرنسا في 1976 ليكمل دراساته الجامعية، فدرس السنوات الجامعية الأولى في جامعة روان - المجاورة لباريس - في الرياضيات التطبيقية، ثم تخصص في علوم الكمبيوتر. حصل على البكالوريوس من كلية العلوم التطبيقية بجامعة روان في يونيو 1982 في الرياضيات التطبيقية (قسم الكمبيوتر)، ثم الماجستير في يونيو 1983 من جامعة باريس السادسة كلية العلوم التطبيقية، وكلاهما بامتياز. وبعد أن حصل على درجة الماجستير، حصل على شهادتين أخريتين في الدراسات العليا وهما: شهادة الدكتوراه PhD في مارس 1987 من جامعة روان. وكان أثناء ذلك عضواً في مختبر المعلوماتية النظرية والبرمجية التابع لجامعتي باريس السادسة والسابعة، وجامعة روان. وتركزت أطروحته حول نتائج جديدة لحل المعادلات الكلماتية، وتصميم وبرمجة واستخدام خوارزمية ماكانين لحل المعادلات الكلماتية التي ظلت عشرات السنين معضلة علمية مفتوحة دون حل. ولها تطبيقات كثيرة في علوم المنطق والذكاء الاصطناعي. شهادة دكتوراه التأهيل لقيادة الأبحاث Habilitation to Supervise Researches في يناير 1992 التي تسمح بالتحول إلى بروفيسور جامعي أمام لجنة دولية من سبعة مشرفين تضمنت بعضاً من كبار علماء الرياضيات التطبيقية والكمبيوتر كالبروفيسور الروسي ماكانين، والبروفيسور الفرنسي كولميروير - صاحب لغة برولوج- والبروفيسور الأمريكي جاك كوهين، والبروفيسور جان فرانسوا بيرو، والبروفيسور كيرشنير، والبروفيسور بيكوشيه والبروفيسور جوراليتش، وكانت الأطروحة حول مجموعة أبحاثه الجديدة في: المعادلات الكلماتية. نظام ديناميكي جديد لبرمجة جدول أعمال المصانع. لغة بحوث كمبيوترية جديدة. سيرته العملية عمل عقب حصوله على الماجستير وحتى سبتمبر 1988 مهندس أبحاث في مركز نقل الأبحاث النظرية للمجالات الصناعية في جامعة روان. وأصبح في أكتوبر 1988 بعد حصوله على شهادة الدكتوراه الأولى أستاذاً مساعداً في علوم الكمبيوتر في المعهد القومي للعلوم التطبيقية في روان - جزء من شبكة تضم خمسة معاهد قومية في عموم فرنسا يدخلها المتفوقون عبر نظام مسابقات على مستوى فرنسا، ويتخرج منها حوالي عشرة بالمائة من كبار المهندسين في فرنسا. تقدّم مباشرة بعد نيله شهادة الدكتوراه الثانية لنيل مقعد بروفيسور في بعض الجامعات الفرنسية. جاء مركزه الأول في جميع الجامعات التي تقّدم لها (كان، الهافر، روان...). اختار المعهد القومي للعلوم التطبيقية في روان كونه يساهم في قيادة بعض فرقه العلمية وبسبب الظروف العلمية المتميزة فيه. صار بعد ذلك بروفيسور منذ أكتوبر 1992 (بعد أربع سنوات فقط من تعيينه استاذا مساعدا). بدأ عمله برفيسورا جامعياً وعمره ست وثلاثون سنة. يشرف حالياً على قيادة الأبحاث والفرق العلمية، وعدد من أطروحات الدكتوراه، كانت أوّلها أطروحة دكتوراه ماريان ماكسيمنكو التي بدأتها في 1991. (أنظر على سبيل المثال أطروحة مايكل كازاكوف في أبريل 2004 [1]) يشرف منذ 1992 على إدارة تدريس الكمبيوتر في قسم هندسة الرياضيات التطبيقية والكمبيوتر في المعهد القومي للعلوم التطبيقية. لم يتوقف منذ 1988 عن إلقاء المحاضرات والدروس العلمية بدعوة من بعض الجامعات والمختبرات العلمية داخل وخارج فرنسا. مساهماته العلمية قدم أكثر من مائة بحث علمي متخصص في المؤتمرات الدولية والمجلات العلمية الدولية المحكمة، [2]وعدداً كبيراً من المحاضرات والبحوث في المجلات والمؤتمرات العلمية الداخلية. ساهم في الإشراف على تنظيم وإدارة عدد كبير من المؤتمرات العلمية الدولية، وفي إعداد التقارير حول عدد كبير من الأبحاث العلمية المقدّمة للمؤتمرات والمجلات العلمية الدولية. حبيب أديباً أعطى حبيب عبد الرب اهتماماً أكبر للكتابة الأدبية منذ عام 1992، واليوم يُعد واحداً من أهم الروائيين اليمنيين إن لم يكن أهمهم. بدأ بنشر كتاباته الأدبية مُنذ العام 2000 برواية الملكة المغدورة التي كتبها بالفرنسية وصدر له إلى اليوم: الروايات الملكة المغدورة. (رواية صدرت بالفرنسيّة). دار الأرماتان، فرنسا، 1998، ترجمها للعربية الدكتور علي محمد زيد، دار المهاجر، اليمن، 2002 وأعادت طبعها مجددا وزارة الثقافة اليمنية، 2004. دملان. (ثلاثية روائية). دار الآداب، لبنان، 2009 طائر الخراب. دار رياض الريس، لبنان، 2011 عرق الآلهة. دار رياض الريس، لبنان، 2008 تقرير الهدهد. دار الآداب، لبنان، 2012 أروى. دار الساقي، لبنان، 2013 ابنة سوسلوف. دار الساقي، لبنان، 2014. حفيد سندباد. دار الساقي، 2016. وحي. دار الساقي، 2018. فازت بجائزة كتارا 2019 في فئة الروايات المنشورة.جزيرة المطففين، دار المتوسط، 2020.نزوح ، دار الساقي، 2024.القصص همساتٌ حرّى من مملكة الموتى. دار العفيف الثقافية، اليمن، 2000 الشعر شيءٌ ما يُشبِهُ الحب. دار العفيف الثقافية، اليمن، 2002 الكتبُ الفكريّة عن اليمن، ما ظهر منها وما بطن. دار العفيف الثقافية، اليمن، 2005 لا إمام سوى العقل. دار رياض الريس، لبنان، 2014 لنتعلم كيف نتعلم! استخلاصات شاهد على حضارة جديدة. دار رياض الريس، 2017. الكتبُ والمقالات العلميّة نُشِرتْ له كتبٌ علميّة عديدة، وأكثر من 95 بحثاً علميّاً، بالفرنسية والإنجليزية في مؤتمرات ومجلات علميّة دولية محكّمة. تظهر مدينة عدن بكل تجلياتها في روايات حبيب، وتكون مدخلاً لليمن، فعلى الرغم من غربته الطويلة، إلا أنه لم يفقد ارتباطه ببلاده، فلا تزال اليمن تشكل عالم حبيب الروائي. ثيمته الأساسية هي العشق، ومن هذه الثيمة يتفرع عالم حبيب الروائي ليرصد تحولات اليمن في ربع القرن الماضي. وفي روايته الأخيرة طائر الخراب، يطرق حبيب المحرم والمسكوت عنه بقوة، فيتحدث عن زنا المحارم، والمفاهيم القبلية للشرف والبكارة. أحدثت روايته الأخيرة دوياً فائقاً، فكانت حجراً حرك ركود الساحة الأدبية اليمنية بشكل خاص، والعربية عموماً بكم الجرأة في طرق المواضيع المسكوت عنها في الواقع. في رواية الملكة المغدورة تحدث حبيب عن واقع اليمن الجنوبي إبان الفترة الشيوعية. أما في ثلاثيته دملان فيرصد حبيب اليمن كلها عبر مساحة العمل الروائي الشاسعة، وعبر اختلاق مملكة خيالية هي دملان الواقعة عند سفوح الهملايا. ورصد رحلة الراوي منذ بداياته في عدن مروراً بمكوثه في فرنسا وحتى عودته إلى اليمن الجديد، مستوحياً التراث الشعبي اليمني، والقصص الخرافية التي يحفل بها وعيه الجمعي كقصص الجان، ومستعيداً ممالك وعيه الجمعي مثل تنكا بلاد النامس الشهيرة. يحلم حبيب بكتابة نص باللغتين العربية والفرنسية المصدر موقع ويكيبيديا
«
34
35
36
37
38
»