Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
في أول خطوة على المسرح، أنسى من أنا
BY الفنانة روز اليازجي
8.7
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفنانة روز اليازجي لمجلة "مرايا": "في أول خطوة على المسرح، أنسى من أنا وأتمتع إلى أقصى حدود بكل ما أؤديه." حاورتها: ضحى عبد الرؤوف المل حركية الأداء التعبيري الذي تتميز به "روزي اليازجي" على المسرح تمنحها قوة في إيصال الفكرة، وإن ضمن تعددية الفعل المؤدى بخاصية لا تخلو من صمت تقطعه بمرحلة تستفز فيها الذات قبل أن تتوحد مع خشبة المسرح، وجمهورها التفاعلي الذي يتأثر بها لبساطة الحركة التمثيلية المحاكية بها مسرحياً شتى المواضيع التي تلاعب بها أدوارها، من المرأة إلى الطفل إلى الرجل إلى الرجل العجوز. فهي تتحدى الشخوص بتقمص مبني على نوعية الفن الهادف وجماليته الخاصة بها. وبعد تقديمها لمسرحية "ريما"، كان هذا الحوار مع الفنانة "روزي اليازجي". - كثرة الشخوص في المسرحية المونودرامية ألم ترهق الفنانة "روزي اليازجي" على المسرح؟ هناك دائماً تعب جسدي لا أنكر ذلك، ولكن هذا من أجمل ما أحب، تأدية عدة أدوار، التقليد، الانتقال من شخصية إلى أخرى. - متى تنفصل "روزي اليازجي" عن ذاتها على المسرح؟ في أول خطوة على المسرح، أنسى من أنا وأتمتع إلى أقصى حدود بكل ما أؤديه، وأبذل جهدي لكي أعيش كل ما أمثل. - في مسرحية "ريما" تلاعبتِ بأدوار المرأة بإتقان، هل من معاناة حقيقية مرت بها "روزي اليازجي"؟ عندي معاناة الحمية، لم أعانِ مما كانت تعانيه شخصية "ريما"، إذ إنني أعيش حياة هادئة جداً في عائلتي، لا سيما مع زوجي. أما ما هو أقرب إلي فهو المعاناة التي تعاني منها كل امرأة، أعني التعب الجسدي ما بعد الولادة والتعب مع الأولاد، وطبعاً القسم المتعلق بالحمية، وقسم كبير من معاناة المعلمة، لأني خضت هذا المجال لمدة خمس سنوات ولم أجد نفسي فيه مطلقاً. - من هي "روزي اليازجي" وما هو طموحها الفني؟ أنا في الأساس ممثلة. أحببت المسرح مذ كنت في المدرسة، إذ تعلمت المسرح مع الأستاذ كميل سلامة خلال أربع سنوات، ومن ثم انتقلت إلى الجامعة ليصبح التمثيل مهنتي. كما أنني أحب الغناء كثيراً ودرسته أيضاً، إلا أنني صُدمت قليلاً في الماضي، حين كان هذا المجال ضعيفاً جداً، فلم أشأ أن أشترك إلا في الأعمال التي كانت تجذبني. فمثلت في التسعينات في ست مسرحيات، ومن ثم انقطعت وأسست عائلتي، إلى أن أصبحت متفرغة أكثر الآن. طموحي كان دائماً التمثيل والغناء معاً، وقد حققت جزءاً كبيراً منه مع جو قديح في مسرحية "ريما". - تنوع المسارح في لبنان ولكل منها نكهته الخاصة، ما رأيك بهذا؟ التنوع مهم جداً، فالممثل بحاجة للتنوع بقدر ما يحتاج المشاهد إليه، والتنوع الذكي الذي يحمل معه كمّاً من المستوى هو ما يغني الإنسان ويبني الثقافة. - هل سنرى "روزي اليازجي" مجدداً على مسرح جو قديح؟ أتمنى ذلك، فإذا كان لجو قديح ما يقدمه لي مرة أخرى فسأكون حاضرة لذلك. - هل انتصرت الأنثى في شخصية "ريما" فعلاً أم أنها تمثل مرارة المرأة العاملة بشكل عام؟ إنه مزيج من المرارة والانتصار، المرارة التي طالما عانت منها المرأة عموماً واللبنانية خصوصاً، واللجوء إلى هكذا نوع من النصوص هو محاولة لخوض معركة تظهر قوة المرأة ورغبتها بالتحرر من القيود ومن كل ما ألبسها المجتمع إياه، بالإضافة إلى محاولة "نفضة" كبيرة في حياتها ورفض كل ما لا يتقبله عقل إنسان متوازن. وفي النهاية غالباً ما تودي المرارة إلى الانتفاضة، وبالتالي إلى الانتصار. - من الغناء إلى المسرح، كيف ولماذا؟ بداياتي كانت في المسرح مع Alain Plisson، روجيه عساف، وآخر مسرحيتين لزياد الرحباني، ومن ثم الغناء وليس العكس. فمنذ البداية، كان التمثيل هو الأساس والغناء جاء ليكمل هذه المسيرة. - تفاعل الجمهور مع "ريما" على مسرح بيت الفن، وهذا منح المسرحية شهادة نجاح، ما رأيك بهذا؟ عندما أصعد على خشبة المسرح وأشعر بتفاعل الجمهور، ينتابني شعور رائع. ومنذ أول لحظة حين كان الافتتاح، كنت خائفة جداً من ردة فعل الجمهور، جاء التفاعل إيجابياً جداً، وهذا ما أعطاني راحة نفسيةً كبيرة، فالجمهور يقرر ويُنجِح أو يُفشل أي ممثل وأي مسرحية. ماذا تقول "روزي اليازجي" للجمهور الذي تفاعل معها وأحبها في مسرحية "ريما"؟ وهل سنراك في أعمال درامية أو كوميدية؟ أشكر كل شخص أحبني في هذه المسرحية وكل شخص أحس بأنه ممثل في هذه المسرحية، وأتمنى إن شاركت في مسرحية أخرى درامية كانت أو كوميدية أن أقدم دائماً ما هو أفضل وأن أكون عند حسن ظن المشاهد. - كلمة أخيرة للقراء؟ أريد أن أشكر كل شخص أتى وشجعني، وكما أريد أن أشكر جو قديح الذي أعطاني هذه الفرصة وآمن بطاقاتي. كما أريد أن أشكر حضرتكِ على ما كتبته عني وعن هذه المسرحية. Doha El Mol يُظهر الحوار مع الفنانة روز اليازجي عمقًا كبيرًا في فهمها للفن المسرحي وتجربتها الشخصية. يُحسَب لأسلوبها الصادق والمباشر الذي ينعكس في إجاباتها، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه يلتقي بها شخصيًا. تصف اليازجي تجربتها على خشبة المسرح بحيوية، حيث تسعى لتجسيد كل شخصية بأقصى درجات الصدق والإتقان، وهو ما يعكس شغفها الحقيقي بالفن. توضح اليازجي كيف أن الاندماج الكامل في الدور والتفاعل مع الجمهور هما مفتاحا النجاح بالنسبة لها. يُظهر الحوار انخراط اليازجي في جوانب متعددة من المسرح، بما في ذلك التحديات البدنية والنفسية التي تواجهها. تُفصِّل اليازجي بموضوعية حول كيفية تعاملها مع التعب الجسدي الناتج عن أداء عدة أدوار، وأثر ذلك على أدائها. تسلط الضوء على التوازن بين الغناء والتمثيل وكيف أن كل منهما يكمل الآخر، مع التأكيد على أهمية التعددية في المسارح اللبنانية. يشير الحوار إلى تفانيها في عملها، وتجربتها في مسرحيات مختلفة والنجاح الذي حققته مع جو قديح. يعكس الحوار الجانب النفسي العميق في شخصية اليازجي. تعبر عن شعورها بالتحرر والانفصال عن الذات عند دخولها المسرح، مما يدل على قدرتها على الإحساس بالاستمرارية والتفاني في كل شخصية تؤديها. تصف اليازجي شعورها بالرضا عند تفاعل الجمهور معها، مما يشير إلى أهمية الإيجابية والتقدير من الجمهور في تعزيز ثقتها بنفسها ونجاحها. تبرز التحديات الشخصية التي تواجهها في الحياة اليومية، مثل المعاناة من التعب الجسدي بعد الولادة، وكيف تترجم هذه التجارب إلى أدوارها المسرحية. في الحوار، يتم تسليط الضوء على تقنيات الأداء المسرحي التي تميز اليازجي. تُعَدّ حركية الأداء التعبيري جزءًا أساسيًا من شخصيتها المسرحية، حيث تدمج بين التعبير الصامت والمرحلة التي تستفز الذات، مما يظهر قدرتها على تقديم عروض مسرحية معقدة ومؤثرة. تقدم اليازجي رؤيتها حول التعددية في الأدوار وكيف أنها تتحدى الشخصيات المختلفة بشكل يتطلب تباينًا في الأداء والمقاربة الفنية. كما تشير إلى أهمية تنوع المسارح في لبنان، مما يعكس وعياً عميقاً بدور المسرح في بناء الثقافة والتأثير على الجمهور. يمكن أن يُلهِم الحوار القارئ بعدد من الطرق. من جهة، يُظهِر التفاني والشغف اللذين تتمتع بهما اليازجي في فنها، مما قد يشجع الفنانين الطموحين على الالتزام بعرض أعمالهم بأعلى مستوى من الإتقان. من جهة أخرى، توفر تجربتها الشخصية والأثر الذي تتركه على الجمهور مثالاً عن كيفية تحويل التحديات الشخصية إلى قوة فنية. يعكس الحوار كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للتعبير عن القضايا الشخصية والاجتماعية، مما يعزز فهم القارئ لأهمية الإبداع والإلتزام في تحقيق النجاح الشخصي والفني. dohamol67@gmail.com
×
الفنانة روز اليازجي
روزي اليازجي هي ممثلة وممثلة صوت لبنانية . أطلنطس: الإمبراطورية المفقودة - باكارد (النسخة العربية الفصحى) حياة حشرة - الملكة (النسخة العربية الفصحى)سيارات 2 - هولي (النسخة العربية الفصحى)الطباخ الصغير - كوليت (النسخة العربية الفصحى)عودة أطلنطس - باكارد (النسخة العربية الفصحى)كوكب الكنز (النسخة العربية الفصحى)كونغ فو شاولين – وويا سنحاول تحديثها للسيرة الذاتية
إذا أردنا إخراج وثائقي عن لبنان
BY Director Carl Gough
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المخرج كارل غوغ لمرايا: "إذا أردنا إخراج وثائقي عن لبنان، فلن يتمحور حول فكرة سياسية." حوار مع مخرج الوثائقي "بعد غد" (After Tomorrow) كارل غوغ (Carl Gough)، حاورته ضحى عبدالرؤوف المل. حمل المخرج كارل غوغ مع زميله توفيق بيهم بطاقة دعوة سياحية إلى الآثار في مدينة البتراء الأردنية، برؤية وثائقية ذات وجهين. استطاع تذليل صعوبتها لتكون بمثابة دعوة مفتوحة لرؤية جمال البتراء بواقعية وموضوعية وثائقية بعيدة عن الرتابة. وبتقنية إخراجية أضاف لها مع زميله أسلوبًا وثائقيًا معاصرًا انفرد به كل منهما، حيث أظهرا ديناميكية خفيفة الظل في وضع المشاهد بلعبة الدخول والخروج إلى البتراء، تاركين انطباعًا جماليًا في نفس المشاهد وبالاستمتاع بهذا الوثائقي الذي يدعو إلى السلام بين الناس. فيلم "بعد غد"، هل هو مخطط له مسبقًا أم هو تصور ذهني تلقائي استطعت من خلاله خلق مادة وثائقية؟ بداية كانت عبارة عن فكرة تصوير فوتوغرافي، ثم تبلورت الفكرة في إخراج فيلم وثائقي عن هؤلاء "البدو" الذين يعملون في السياحة، لأننا وجدنا القصة شاملة أكثر بسبب ما أضافه الأشخاص من روح مشتركة في وجودهم بين السياح وأساليب حياتهم. وبالأساس هم يعشقون البتراء، حتى المرأة الأردنية الوحيدة التي تحدثنا معها قالت: "نحن مثل السمك، إن خرجنا من الماء نموت." وجهة نظر خاصة حملتها في هذا الفيلم، هل يمكن اختصارها بجملة؟ وجهة النظر التي أحملها هي أمنيتي أن لا تخسر هذه القبيلة التي تسمى "البدو" للعادات والتراث الجميل الذي تتمتع به، وأن تحافظ على وجودها الحصري للعيش من العمل في السياحة ضمن البتراء، التي منحتهم إياها الدولة الأردنية. تتر الفيلم له خاصية جميلة جدًا ودمج أغنية تحمل روح الفكاهة والتنوع التصويري. هل تحاكي الغرب أم العرب بهذا؟ أم أن اللحن والكلمة هما للإنسانية ولثقافة لغة تمحو الفواصل والحواجز والخوف في العالم؟ أول معنى للتتر هو أن الأغنية بدوية بامتياز وتتألف من كلمات إنجليزية. الأغنية تحكي عن السياح وكانوا يغنون عن الحب، وهي تخاطب بلغتها الجميع، العربي والغربي معًا. وتتخطى الحواجز اللغوية بجمال لحنها وبدويتها في أسلوبها الغنائي الممزوج بمفردة تخاطب السائح. وهي تتخطى أيضًا الفواصل التي يصنعها الإنسان أحيانًا، لأنها مفردة إنجليزية بلحن بدوي. والسؤال هو: ماذا سيحدث لهؤلاء في المستقبل، خصوصًا بعد أحداث سوريا وتوقف الحركة السياحية في البتراء تقريبًا؟ إلى أي مدى جذبت حبكة الشخصيات المشاهد في هذا الفيلم الوثائقي؟ هذه الحبكة كانت عفوية، لأننا بقينا معهم لمدة طويلة، أكثر من شهرين. حتى إننا عشنا معهم فترة حياة ليل نهار، والقصص التي يعيشونها كبرت معنا، وحتى الآن نحن ما زلنا أصدقاء ونتراسل باستمرار. ومن أجل هذه العلاقة التي ولدت معهم، أصابني الخوف من أنني قد لا أستطيع إيصال هذا الوثائقي بشكل موضوعي للناس، ليرى المشاهد إيجابيات وسلبيات هذه الفئة بحيادية تامة، ودون التأثر بالحب الشديد الذي أكنه لهم والذي تطور مع الوقت لنصبح أصدقاء حتى الآن. إلى أي مدى يستطيع المخرج عكس الصورة وإظهار ما يريده بحنكة؟ هذه الحنكة في عكس الصورة التي تمت ملاحظتها من قبلك هي من المونتاج، لأننا صورنا الكثير والكثير من المشاهد. وخلال المونتاج اكتشفنا أربعة مشاكل أساسية كنا نريد تسليط الضوء عليها، وهي: المرأة الغربية في هذه المنطقة، والمرأة التي تسير في قرية البدو، والأولاد، وطريقة السكن المضغوطة. واستطعنا الحصول على تصوير للمرأة الغربية والأولاد وطريقة السكن، ولكن بقي موضوع التصوير الوثائقي للمرأة المحلية، واجهنا فيه صعوبة لأننا كنا نريد إيصاله بشكل أكبر، ولكن لم نستطع بسبب عادات وتقاليد هذه القبيلة التي لا تحب ظهور المرأة كثيرًا. إنما وجود الشخصيات مثل محمود وسكوتش وغيرهم أضاف متعة تخطى الفيلم بها هذه المشكلة. استطعت إظهار الواقع بنسبة معينة جعلتني أشعر بإخلاصك الإنساني وبجمالية روح السلام بين البشر. ما رأيك؟ حقيقة، نحن هذا ما أردنا إظهاره، لأن هذا المجتمع هو مسالم، وهم فعليًا يحبون الخير. وعندما يتواجد السياح بينهم، يلمسون جمالية هذه الفئة من "البدو" الذين يعيشون في البتراء ويكسبون رزقهم كمرشدين سياحيين وبائعين وغيره. ووجهة نظر السياح الذين يخرجون من المنطقة بعد الاستمتاع بجمالها وطيب هؤلاء الناس فيها هي التي تفرض إزالة الحواجز بين البشر. بل إن البعض منهم يحتفظ بصداقات مع سكان "البدو" والعكس صحيح. ونحن نحتاج لهذا السلام الذي يعيشه هؤلاء "البدو" مع السياح في هذه المنطقة الرائعة المسماة البتراء. إلى أي مدى يشبه الفيلم الوثائقي الحياة؟ ولو أتيحت لك فرصة إخراج فيلم وثائقي عن لبنان، من أي منطقة تبدأ؟ نعم، الفيلم الوثائقي بمصداقيته هو قطعة من الحياة. أما إذا أردنا إخراج وثائقي عن لبنان، فلن يتمحور حول فكرة سياسية، لأننا نريد إظهار الإنسانية في لبنان. ولأننا في الغرب عندما نشاهد أي وثائقي عن الشرق الأوسط نرى الحروب والصراعات فقط، ولكن ما من مخطط في رأسي أو تصور لأي قصة حاليًا لأي فيلم. ولكن لو حدث ذلك، لن تكون إلا عن رؤية الناحية الإنسانية في الشرق الأوسط. وأنا كشخص جئت إلى لبنان لمست من شعبه المضياف كل المحبة والاحترام. والفيلم الوثائقي عن البتراء أيضًا هو لكي يرى المشاهد هذه الميزة السياحية المليئة بالآثار الفريدة من نوعها، وأيضًا ميزة هذا الشعب المضياف، وهذه الإنسانية والكرم في الضيافة تدفعني إلى العودة مرة ثانية إلى لبنان. Doha El Mol الحوار مع المخرج كارل غوغ يقدم انطباعًا قويًا عن التزامه العميق بالفن الوثائقي والإنسانية. تظهر تصورات غوغ في إجاباته عمق فهمه لقضايا الإنسان والمكان، ويبدو واضحًا أنه يسعى جاهدًا لإبراز جماليات وتجارب الحياة الحقيقية، بعيدًا عن الصور النمطية أو التقديمات السياسية. حبه الصادق للبتراء واهتمامه بالشخصيات التي يصور بها يعكس صدقًا وإخلاصًا حقيقيين. من الناحية النفسية، يتضح أن المخرج كارل غوغ يتحلى بقدرة على التعاطف العميق مع الأشخاص الذين يوثقهم. تظهر مشاعره القوية تجاه شخصيات الوثائقي كيف يمكن أن تؤثر العلاقة الإنسانية العميقة على العمل الإبداعي. هناك تناقض بين شعوره بالخوف من عدم تقديم الوثائقي بشكل موضوعي، وحبه العميق وتعلقه بالشخصيات، مما يبرز الصراع الداخلي بين المهنية والإنسانية. جماليات الفيلم الوثائقي تنبثق من أسلوب الإخراج الذي يتبعه كارل غوغ، حيث يركز على تقديم صورة غير نمطية للبتراء وسكانها. استخدامه لأساليب تصويرية متنوعة، مثل دمج الأغاني البدوية مع كلمات إنجليزية، يعكس إبداعه في تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية. تصوره للمناظر الطبيعية والإنسانية في البتراء يعكس اهتمامه بجمالية التباين والاندماج بين الثقافات. يتناول الحوار جوانب مختلفة من الوثائقي، مع التركيز على الأشخاص الذين يعملون في السياحة في البتراء، إلى استخدام الأساليب التقنية والإبداعية في التصوير. يتناول غوغ القضايا الاجتماعية والإنسانية بموضوعية، ويبرز التحديات التي واجهها في تقديم صورة دقيقة وشاملة عن حياة هؤلاء الأشخاص. اهتمامه بتقديم صورة واقعية بعيدًا عن التقديمات السياسية أو النمطية يظهر حرصه على تقديم عمل يعكس الحقائق بموضوعية وصدق. الحوار مع كارل غوغ يظهر اهتمامًا بالتفاصيل والقدرة في الإخراج على تقديم سرد متوازن وشامل. وحرصه على تصوير الحياة اليومية بطريقة تجسد التفاعل الحقيقي بين الشخصيات وسياقهم البيئي يعكس مهاراته العالية في الإخراج. تقنيات التصوير، مثل التركيز على ديناميكية الأشخاص والمشاهد، تساهم في خلق تجربة مشاهدة غنية وملهمة. حرصه على دمج الأساليب الوثائقية المعاصرة مع الحفاظ على أصالة المحتوى يبرز إبداعه وإتقانه لمهنته. dohamol67@gmail.com
×
Director Carl Gough
فيلم وثائقي من إخراج توفيق بيهم وكارل جوغ. إنجلترا/لبنان وجنوب أفريقيا، 2014. 54 دقيقة. عربي – إنجليزي مع ترجمة إنجليزية. حاورته في مهرجان طرابلس للأفلام عام 2015 لاحقا نحاول الحصول على السيرة الذاتية بمهرجان طرابلس للأفلام 2015 عاشت قبيلة بدول في البتراء في الكهوف في الموقع التراثي لأكثر من 200 عام. وكانت حياتهم تتألف من العناية بالمحاصيل وتربية الحيوانات. في عام 1985، نقلت الحكومة الأردنية القبيلة إلى مساكن مبنية خصيصًا لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح الذين يتدفقون إلى المنطقة. أمضى توفيق بيهم وكارل جوغ شهرين في قرية بدول أم سيحون. لقد أتيا حاملين كاميرا، من أجل توثيق حياة القبيلة والتعرف عن كثب على كيفية تأثر الناس بالسياحة والمجتمع الرأسمالي الذي نتج عنها. إنه أمر بعيد كل البعد عن حياة والديهم، قبل 25 عامًا فقط.
هذه الحضارة وهذا الشعب هما الحقيقة
BY DirectorToufic Beyhum
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المخرج الوثائقي توفيق بيهم لمجلة مرايا: "هذه الحضارة وهذا الشعب هما الحقيقة الكبرى للشرق الأوسط" حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل يسعى فيلم "بعد غد" لعرض الحياة الواقعية في البتراء، الأردن، والدخول مع سكان البدول في قصة لها رواتها المختلفون، وبمعالجة فنية تتخذ من الواقع مادة خام لها، لتكون بمثابة دراما وثائقية بمصداقية موضوعية تهدف إلى إبراز جمال المنطقة الأردنية المخصصة للبتراء، ولسكان البدول، وتأثير السياحة وانعكاساتها على شعب اندمج بمهنة المرشد السياحي واتقن لغات عدة دون تعليم، وإنما بالممارسة، اليوم في إرشاد السياح على مناطق وكهوف في البتراء، ومنهم من تزوج من سائحات أصبحن زوجات حيث تعيش كل منهن حياة مستقلة مع زوج أردني تأقلمت مع عشيرته لتصبح كفرد منهم. فهل أراد كل من توفيق بيهم وكارل غوغ تسليط الضوء على مفهوم التعايش بين الغربي والعربي في منطقة تعج بالسائحين؟ - فيلم "بعد غد" هل هو مخطط له مسبقاً أم هو تصور ذهني تلقائي استطعت من خلاله خلق مادة وثائقية؟ كنت أعيش في عمان وأعمل في شركة إعلانات ودعايات، أيضاً أردت فتح غاليري في ألمانيا، فتعرّفت هناك على فنان أردني يعرف هؤلاء البدول، وسألني إن كنت أرغب في المجىء معه لتمضية عطلة للقيام بمخيم، فقلت له نعم وذهبت إلى البتراء ورأيتهم، لكن لم أتعرف عليهم بشكل شخصي إلا عندما تعرفت عليهم وأمضيت ليالي في المخيم واستمتعت بطريقة حياتهم. أحسست أن هذا الفيلم الوثائقي الذي أبحث عنه. وعندما عدت إلى عمان، كتبت إيميل لزميلي "كارل غوغ" وقلت له: "هذا هو الفيلم الوثائقي الذي أريد القيام به". رغبت بداية في تصوير فوتوغرافي للبتراء وهؤلاء الناس الذين يتمتعون بطريقة حياة خاصة، وفكرت أن أقوم بتصويرهم بداية فقط فوتوغرافياً ليكتب عنهم "كارل غوغ" المقال. لأننا كنا نعمل معاً في الإعلانات بدبي، لكن عندما تكلمت معهم وسمعت اللغات التي يتكلمونها، قلت لكارل حينها يجب أن نقوم بإخراج فيلم وثائقي لأن الصور لا تكفي، يجب أن نسمع أصواتهم، لكن كارل كان يعمل في لندن وأنا كنت أعمل في مكان آخر، تركنا العمل وادخرنا المال اللازم وسألتهم من قبل هل يمكن التصوير الوثائقي معكم، فوافقوا على ذلك. هكذا نشأت فكرة الوثائقي "بعد غد" بداية. - رمزية القارورة المعبأة بالرمال الصحراوية ماذا تعني حتى تركتها كشارة النهاية؟ ترمز القارورة للرسم بالرمال المعروف فنياً، وهي تشبيه قرية البدول لأنهم يعانون من ضيق المساحة السكنية، وحفاظهم على عاداتهم وتقاليدهم وتمسكهم بهذه الأرض التي يعيشون عليها والتي تحمل من آثار الماضي الكثير. والقارورة تباع للسواح وترمز للحياة الهادئة التي يعيشونها، والرمل من الصحراء يضغطونه في القارورة بأسلوبهم الخاص، والرمل يجب أن يكون في كل مكان في الصحراء وليس فقط في القارورة. هم كذلك لأنهم يتمتعون بالحرية ويحتاجون لمساحة سكنية أكبر، ولكن لآثار البتراء فتنتها التي تجعلهم فرحون بالبقاء قربها. - يقول المخرج الروسي فيرتوف: "السينما الروائية مسممة وهالكة وأن المستقبل للأفلام الوثائقية". ما رأيك؟ نحن اهتممنا بالوثائقي بعد العمل لسنوات في الإعلانات، لأنني كلما كبرت أحسست أن اهتمامي الوثائقي هو نقل قصة حقيقية بعيدة عن الخيال، لأن الخيال أصبح موجوداً بكثرة، والأفلام التي تنقل الخيال أصبحت كثيرة جداً. لهذا من الأسهل نقل قصة حقيقية واقعية، والناس عندما تشاهد الأفلام الخيالية تتهرب من واقعها. الواقع الحالي محبط، ولا أستطيع الجزم أن الوثائقي سيحقق ثورة مستقبلاً، ولكنه يزداد. وفي بريطانيا، الأفلام الوثائقية تزداد جداً، والواقع الأليم الذي يعيشه الناس حالياً يدعونا لمواكبة هذه الحقيقة وثائقياً. صحيح أننا نقلنا صورة واقعية لمشكلة البدول في المساحة الضيقة التي يعيشون فيها، إنما أيضاً حبهم للبتراء وللأردن ولمنطقة الآثار التي يفتخرون بها هو جمال مضاف. هذا الوثائقي السلس والخفيف لينقل صورة إيجابية بشكل أكبر. - يحمل الفيلم صبغة سياحية بحتة، هو دعوة مفتوحة للأردن، أم هو دعوة للسلام كي ترتفع القيم بالمجتمعات الإنسانية؟ لم تكن هذه الفكرة هي بداية هذا الفيلم الوثائقي، إنما أردت إيصال قصة البدول وجمال البتراء، ولكن من يتعمق في الفيلم أكثر سيستخرج هذا المعنى للسلام الذي نطمح أن يعم الإنسانية. - واكبت تأثر سكان البتراء بالسائحين ووجود زواج من المرأة الغربية، هل هذه مقاومة ثقافية من طرف واحد؟ هذا المشهد تحديداً كان مقصوداً، ونحن أردنا أن يكتشف المشاهد كيف أن المرأة الألمانية أتقنت اللغة العربية بعد زواجها من الأردني، وهو يتكلم اللغة الألمانية والإنجليزية والعربية. وهذه ليست قصة علاقة عابرة، إنما قصة حب حقيقية وطويلة الأمد. ولأن السياحة موجودة واستطاعوا الاختلاط، تم هذا التزاوج، ولكنهم شعب متحفظ بالحضارة البدوية وبالوقت ذاته يتزوجون من المرأة الغربية ويتكلمون الإنجليزية بطلاقة. والملفت للنظر أن الرجال هم فقط من يتزوجون من المرأة الغربية التي تعيش بينهم كأنها ولدت بينهم، أما المرأة الأردنية فلا. وحين حدثت قصة حب بين فتاة من البدول وسائح فرنسي، كان الرفض قاطعاً لأنهم ما زالوا يتمسكون بالعادات والتقاليد الخاصة بهم. - فن الرسم بالرمال وجمال اليد الأردنية في تكوين لوحات خاصة بالتراث البدوي، ما مدى التشابه بين هذا وفن الإخراج الوثائقي؟ لا أظن أننا كنا إلى هذه الدرجة من الفن، لأننا نقلنا الواقع كما هو وبمصداقية، إنما الانفتاح مع الكاميرا كان دائماً ممتعاً، لأن المنطقة بجمالياتها هي لوحات متعددة تروي قصة حضارة عمرها آلاف السنين. - لعبة دهاء واضحة تهدف إلى المتعة والدخول في رحلة سياحية مع الكاميرا، ذات وجهين: جمالي وانتقادي، وكما يشاء المخرج، ماذا تقول عن هذا؟ حقيقة، عندما يأتي السائح إلى هذه المنطقة يرى أمامه هذه التفاصيل الجميلة بالنسبة لهم، مثل الركوب على الجمال والحمير والجبال العالية المنحوتة كعجيبة حضارية، ولكن حاولنا أيضاً مع هذه الرحلة السياحية رؤية ما وراء الكواليس، ليرى المشاهد هذه الخلفية بوجهين مختلفين. - صنعت لوحة للبتراء، الأردن بتماثل مع لوحة الرمال في الشارة، أضفت له اللحن، قصدت هذا أم هي لحظات عفوية؟ هذه الموسيقى تم التخطيط لها من زمن، ونحن قصدنا دمج هذه الحضارة مع الكلام باللغة الإنجليزية مع اللحن العربي وصوت الآذان الذي كان يرتفع. وحين كنت في برلين في الغاليري خاصتي دخل رجل سويدي اسمه "يونس هلبورغ"، وتعرفت عليه حين أراد شراء العود، ومن ثم عرفت أنه موسيقي مهم. سمعت ألبومه الموسيقي وأعجبت به، وقررت أن تصاحب موسيقى يونس بالوثائقي، والباقي هو موسيقى وأغانٍ بدوية مسموعة بشكل شعبي بكثرة، ولم نستعمل أي شيء بعيداً عن الموضوع. - لمن تتوجه بهذا الفيلم بشكل عام؟ نحن نخاطب الشعب الغربي بهذا الوثائقي أكثر، لأن في الغرب الفكرة عن الشرق الأوسط هي سلبية ومعممة بأن هذا الشعب هو كذلك، فاردنا إظهار وجهة نظر أخرى إيجابية غير المعروفة في الغرب كالصراعات والحروب، لأن هذه الحضارة وهذا الشعب هما الحقيقة الكبرى للشرق الأوسط، وهي الجمال الحضاري في الآثار وطيبة ونخوة هذا الشعب المضياف. - معالجات فنية بسيطة في رؤاها وذات قيمة مرئية، ألا تظن كان بالإمكان العمل عليها بشكل أدق كي تتجنب التكرار في بعض المشاهد التي لم تنف جمال الفيلم؟ وصلنا إلى التخمة عند نهاية إخراج الوثائقي، لأننا كنا قد شاهدناه أكثر من مرة، وكنا نتمنى رؤية وجهة نظر خارجية، لأننا كنا جداً قد عملنا فيه لأكثر من خمس سنوات، والقيمة العالية بالنسبة لي هو وجودي في مهرجان طرابلس لألمس هذا التفاعل عند حضوره. - مرونة في تجسيد فني واقعي، لكن لم نر من نساء الأردن من تتحدث بالعربية إلا عجوزاً، أضفت تنوعاً زاد المشاهد تعطشاً ليتعرف على المرأة الأردنية؟ من الصعوبة تصوير نساء هذه المنطقة لوثائقي أو تسليط الضوء عليهم، لأننا لسنا أبناء المنطقة، ولاحظنا أن العجائز يتكلمون بطلاقة أمام الكاميرا ودون خوف، لكن لم نستطع انتقاء من هن الأفضل للظهور في هذا الوثائقي إلا هذه المرأة العجوز. - استطعت تشكيل الواقع بنسبة عالية وامتاع بصري جذبنا نحو ما يستحق المعرفة من زمنين: العجوز الراوي وجيل الشباب، هل تطرح تساؤلاً مبطناً عن أطفال هذه المنطقة والمستقبل المجهول؟ ثلاثة آلاف من السياح يدخلون إلى البتراء كل يوم حين كنا هناك، لهذا بعض هؤلاء البدول كانوا بحالة ممتازة مادياً. الآن أقل من خمسمئة سائح بسبب الحالة في سوريا، لأنهم يعتمدون على السياح كمورد رزقهم، خصوصاً أنهم لم يتعلموا أي مهنة أخرى. مارغريت التي تزوجت من الأردني قالت إن أولادها تعلموا في المدرسة والجامعة، ومن بعدها مارسوا مهنة التجارة في المنطقة السياحية، أي بيع السياح القطع الرمزية للبتراء التي يشترونها. ولهذا السبب أنهينا الفيلم بالأطفال الذين يلعبون في الأحياء بفوضوية تحتاج لإعادة نظر بعد أن خف عدد السياح في هذه المنطقة بسبب الأحداث في سوريا. - للفيلم مصداقيته التي وصلت للمشاهد دون تحيز، إلى أي مدى هذا صحيح؟ المصداقية ربما لأن اللقطات أخذناها بأسلوب عفوي، ولكن تخوفاً من عدم المصداقية في الوثائقي، قام بالعمل معنا وبحيادية شخص آخر كي نحافظ على هذه الرؤية بدون أي تحيز أو محاباة. Doha El Mol من خلال تحليل الحوار نكتشف فيلم "بعد غد" يسلط الضوء على حياة سكان البدول في البتراء، الأردن، ويقدم دراسة متعمقة لتأثير السياحة على حياتهم. يتناول الفيلم بطريقة موضوعية العلاقة بين السياح والمجتمع المحلي، وكيف أن هذا التفاعل يؤثر على حياتهم اليومية وتقاليدهم. كما يعرض الفيلم التحديات التي يواجهها البدول نتيجة الضغط السياحي، ولكنه أيضاً يستعرض الجوانب الإيجابية لهذه العلاقة، مثل تحسين مستوى المعيشة وظهور قصص حب بين الأجانب والمحليين. يسعى الفيلم إلى تقديم صورة متوازنة للبدول، ليس فقط كموضوعات سياحية ولكن كأفراد يعيشون في بيئة تتغير باستمرار. يعكس الفيلم الصراعات الداخلية والخارجية التي يواجهها هؤلاء الأفراد، مثل التكيف مع السياحة، والتمسك بالتقاليد، وإدارة التغيرات الاقتصادية. يقدم الفيلم تجربة بصرية مؤثرة تتسم بجمالية منقطعة النظير، حيث يعرض جمال البتراء وتفاصيل حياة البدول بطريقة تجذب العين وتثير المشاعر. الصور الملتقطة تتميز بدقة ووضوح، مما يعزز تجربة المشاهد ويجعل من السهل الانغماس في بيئة الفيلم. رمزية القارورة المعبأة بالرمال تعكس بشكل بديع وضع البدول وتقاليدهم، مما يضفي بعداً عميقاً على الفيلم. القارورة، التي تباع للسياح، تعد رمزاً للهدوء والاستمرارية في حياتهم بالرغم من التغيرات الخارجية. هذه الرمزية تجسد الصراع بين التقليد والحداثة، مما يعزز من تعقيد وتجربة الفيلم. يقدم الفيلم معالجة موضوعية للقضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها البدول. يتم التعامل مع موضوع التأثير السياحي بشكل عادل، دون مبالغة أو تهوين، مما يسمح للمشاهدين بفهم حقيقي ومعمق للموقف. الفيلم يعرض الجوانب المتعددة لهذه الظاهرة، بما في ذلك الفوائد والتحديات. الفيلم يتجنب التحيز ويعرض حقائق واقعية بدقة، ما يعزز مصداقيته. المخرج توفيق بيهم يتبع منهجاً محايداً في تقديم الصورة، وهو ما يساعد على فهم أعمق للتجربة الإنسانية للمشاركين. هذا النهج يساهم في تقديم وثائقي ذو قيمة عالية ومؤثر. توفيق بيهم يظهر قدرة بارعة في توظيف الأسلوب الوثائقي بطريقة تعكس بصدق حياة البدول. استخدامه للكاميرا، والتصوير الوثائقي، والتفاعل مع الأفراد، يعكس مدى التزامه بالموضوعية والصدق في العرض. التنقل بين اللقطات السينمائية الجميلة والحوارات الوثائقية يخلق توازناً مثيراً يساهم في جذب المشاهد وإبقائه مشدوداً إلى القصة. الوثائقي يترك أثراً عميقاً على المشاهدين من خلال تقديمه نظرة شاملة ومعقدة عن حياة البدول وتأثير السياحة. الطابع الإنساني للفيلم يعزز من التعاطف والتفاهم بين المشاهدين والأفراد المعروضين، مما يعكس قوة الفيلم في تقديم رسالة عميقة ومؤثرة. فيلم "بعد غد" هو عمل وثائقي مؤثر بصرياً وموضوعياً. المخرج توفيق بيهم يستخدم المهارة والموضوعية لعرض واقع حياة البدول في البتراء، مقدماً تصويراً دقيقاً وعاطفياً يعكس جماليات وتحديات الحياة في هذه المنطقة. توازن الفيلم بين الجمالية البصرية والموضوعية يعزز من تأثيره ويجعل منه تجربة غنية ومؤثرة للقارئ والمشاهدين على حد سواء. dohamol67@gmail.com
×
DirectorToufic Beyhum
حاورته في مهرجان طرابلس للأفلام عام 2015 لاحقا نحاول الحصول على السيرة الذاتية فيلم وثائقي من إخراج توفيق بيهم وكارل جوغ. إنجلترا/لبنان وجنوب أفريقيا، 2014. 54 دقيقة. عربي – إنجليزي مع ترجمة إنجليزية. سيتبع الفيلم الوثائقي جلسة أسئلة وأجوبة مع المخرج كجزء من أسبوع الأفلام الوثائقية: عاشت قبيلة بدول في البتراء في الكهوف في الموقع التراثي لأكثر من 200 عام. وكانت حياتهم تتألف من العناية بالمحاصيل وتربية الحيوانات. في عام 1985، نقلت الحكومة الأردنية القبيلة إلى مساكن مبنية خصيصًا لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح الذين يتدفقون إلى المنطقة. أمضى توفيق بيهم وكارل جوغ شهرين في قرية بدول أم سيحون. لقد أتيا حاملين كاميرا، من أجل توثيق حياة القبيلة والتعرف عن كثب على كيفية تأثر الناس بالسياحة والمجتمع الرأسمالي الذي نتج عنها. إنه أمر بعيد كل البعد عن حياة والديهم، قبل 25 عامًا فقط.
تراث أي أمة جزء أصيل من تكوينها
BY الروائي مقبول العلوي
8.8
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي مقبول العلوي في حوار ل "اللواء" : "تراث أي أمة جزء أصيل من تكوينها الوجداني ولا انفصال عنه." حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل ربط الروائي "مقبول العلوي" في روايته "البدوي الصغير" الأسماء بثلاثية انسجمت مع الأماكن، وأنه عبر مخيلة ذات حبكة روائية خرج منها درامياً بحركة سردية تناغمت مع الأحداث ومنطقها، بتخيلات رسم أبعادها الواقعية من خلال التفاصيل التاريخية التي مرت على المنطقة العربية بشكل عام، وبمعالجات تشابكت مع الهموم الإنسانية فاتحاً بقعة الضوء على التراث الثقافي بكل أنواعه الفوتوغرافي والموسيقي والغناء الشعبي دون الابتعاد عن التقاليد الشرقية وأهميتها، لإبراز أهمية ذلك بموازاة الآثار التي يتم اكتشافها، محافظاً على النمو الروائي السهل الممتنع. ومعه أجرينا هذا الحوار: - نمو الأحداث وتطورها في الرواية اعتمد على عنصر الزمن، هل هذه دراما روائية تخيلية بخيوط روائية ارتبطت بالمكان؟ الزمان والمكان يسمى في عرف النقاد "الزمكانية"، وهما شيئان مرتبطان ويعتبران عنصرين أساسيين في العمل الروائي لأنهما يسيران بخط موازٍ مع الحدث الروائي، فهما لا ينفصلان بأي حال. وكون الرواية تخيلية، فقد كان لا بد من إيجاد منصتي الزمان والمكان لكي يحددان البعد الزمني والمكاني للحدث، وتساهم في إعطاء العمل مصداقية أكبر لدى المتلقي. - مقبول العلوي والفن الروائي بشكل عام؟ أم الفن الروائي ومقبول العلوي بشكل خاص؟ الرواية كعمل إبداعي تأتي دائماً في المقدمة مهما بلغ كتابها من مكانة، فهي كجنس أدبي مهم وفاعل تفرض نفسها عليه، ولا يمكن أن يكون هناك كاتب أكبر من أي عمل يحمل صيغة الخلق والإبداع والتميز. - هل ابتعدت عن الجنس في الرواية خوفاً من الرقابة أم لرقي الحبكة الروائية ومحو صورة الرجل الذئب؟ الجنس قد يأتي في سياق العمل الروائي بشكل عفوي فيحدث نوعاً من الإقناع السردي لدى المتلقي، أما إذا تم إدخاله بشكل فج فالعواقب قد تكون وخيمة، ويقلل هذا من مصداقية الكاتب لدى المتلقي ويوحي له بأن الكاتب يلعب على وتر غرائزه. لا بد من احترام ذكاء القارئ وعدم خداعه بمثل هذه الأمور التي تجاوزها الزمن. بالنسبة لموضوع الرقابة، فأنا شخصياً لا أضعها في اعتباري أثناء الكتابة لأنها قد تشلّ وتحجم من اندفاعك الطبيعي للكتابة وتقيدك، وفي النهاية تسلب من جودة العمل الشيء الكثير. أما بالنسبة لصورة الرجل الذئب، فهذه صورة نمطية رسخت في أذهان الناس عن الرجل العربي للأسف، ولو قمت بتحليل بسيط لبطل رواية "البدوي الصغير" ونظرت إلى بيئته البسيطة الوادعة لاكتشفت أنه ابن بيئته البسيطة تلك، فهو يؤثر فيها ويتأثر بها في نهاية الأمر. - إيحاءات سياسية كثيرة غلفتها بتواريخ للأحداث، هل تنتقد الغرب أم العرب أم الجهل المرتبط بتقدم الحضارات؟ شيء طبيعي أن تكون هناك إيحاءات سياسية في عملي الروائي الأخير نظراً لوجود أحداث سياسية مهمة حدثت بالتزامن مع حيوات أبطال الرواية في ذلك الزمن. فالسياسة تؤثر فينا شئنا أم أبينا، فمنا من يتأثر بها بشكل سلبي فلا يكون له أي دور مهم في سير الحدث السياسي، والآخر قد يؤثر فيها بشكل أو بآخر. وفي عملي "البدوي الصغير" لا أنتقد لا العرب ولا الغرب ولا حتى الجهل، فهذا لا أراه مجدياً في أي عمل إبداعي لأنه سيشغلك عن رسم سير حيوات أبطال الرواية ويدخلك في دهاليز التنظير. - علاقة صداقة مفتوحة مع ديكين لا يمكن أن يستنكرها القارئ، هل تعتبر هذا مفتاح سلام؟ نحن في نهاية الأمر بشر مثلنا مثل بقية شعوب الأرض نؤثر فيهم بقدر ما يؤثرون فينا، والقارئ ربما لا يستنكرها لأنها عفوية جاءت في سياق طبيعي بعيداً عن التصنيفات والصور النمطية المرسومة في الأذهان مسبقاً. - اهتمامك بالفن والأدب يعتبر أن الفن والأدب لا يقلان أهمية عن الأثر المدفون، ما رأيك؟ الفن والأدب شيئان لا يمكن أن يفترقا، وهما يكملان بعضهما البعض ولا يمكن فك الارتباط بهما. فغسان مثلاً، بطل الرواية، كان يستمع لأغنيات ألفيس بريسلي وفرقة "أبا" بشغف، على ماذا يدل هذا برأيك؟ أعتقد أنه يدل على أن الفن والموسيقى، خصوصاً، لا تحفل بالعرق أو اللون، إنها شيء عالمي يتفق على جدواه كل البشر الأسوياء في كل العالم. - ثلاثية الأسماء في "البدوي الصغير"، هل تعتبر هذا نوعاً من الإنسانية؟ أم مجرد صدفة في رواية جمعت صورة وافية عن الماضي لتكون منارة المستقبل؟ أسماؤنا لا نختارها نحن، ومن الصعب لبسها ثوب الإنسانية لأن هناك من الناس لا تعجبهم أسماؤهم. وهي في رواية "البدوي الصغير" جاءت في سياق الأحداث ومن ثلاث عقليات مختلفة التكوين والتفكر: الأب، القريب، والأستاذة نادين، فكل واحد من هؤلاء الثلاثة أطلق اسماً على البطل من المنظور الذي يراه هو في صورة هذا الشخص، وفي نهاية الأمر تجد أن الاسم يلتصق بك فلا تستطيع الفكاك من شركه. - مقبول العلوي في كلمات إلى القارئ في كل مكان؟ القراء هم رأسمالي في كل مكان، فمن أمسك بعمل لي وضيّع عليه جزءاً من وقته الثمين، أعتبر ذلك هبة ثمينة منه، واضعاً نصب عيني دائماً إسعاده بقدر الإمكان. - بناء العالم الروائي شد أواصر القارئ مع الشخصيات التي لامست بوجدانيتها المنطق الواقعي، ما رأيك؟ لو حدث ذلك بالفعل لكفاني. أن تشد انتباه القارئ من أول سطر حتى آخر سطر، هذا شيء رائع، وكون العمل قد لامس وجدان قارئك، فما بعد ذلك مطلب. - لماذا "البدوي الصغير" الآن وتحديداً في الأحداث التي تلف المنطقة؟ ليس لكتابة الرواية زمن محدد. الفكرة قد تأتيك أولاً ثم تعشش في تلافيف عقلك قبل أن تستقر في وجدانك، ثم تأتي المرحلة الأهم والأصعب وهي صياغتها أدبياً سواء كان ذلك في رواية أم قصة قصيرة أم شعراً. أعتبر أن رواية "البدوي الصغير" هي ضريبة النوستالجيا التي تعذب الشخص حينما تدلهم الخطوب أمامه فيلجأ إلى الماضي ليستمد منه العون والسلوان على بشاعة الحاضر. - هل تلميحاتك الروائية هي للاهتمام بتراثنا الغنائي وبالفنانين والأدباء؟ تراث أي أمة جزء أصيل من تكوينها الوجداني ولا انفصال عنه بأي حال. نعم، معك حق، هناك لمحات وجدت في بعض صفحات الرواية وقد جاءت عفويّاً في السياق السردي. - ما هي المعادلة التي تضيفها إلى الرواية الزاخرة بإبراز المتناقضات بين مجتمعين؟ إذا جاز تسميتها بالمعادلة، فهي المعادلة الإنسانية وحدها. التناقضات بين المجتمعات تحكمها في نهاية الأمر الثقافة وطريقة الحياة، ولكننا في منظومة واحدة اسمها "الإنسانية". - كلمة من مقبول العلوي إلى جيل روائي افتراضي. ولماذا افتراضي؟ وعلى العموم، كلمتي هي: القراءة هي السبيل الوحيد لفهم ما يدور حولنا. - علو شأن المرأة في الرواية منحها مساواة مع الرجل، هل هذه نظرتك الحقيقية في الحياة أم لكسب ما؟ هذه ليست نظرتي أنا، بل جاءت بها كل الأديان السماوية والقيم الحضارية المؤثرة والفاعلة، وقام البشر بتشويهها لحاجة في نفس يعقوب. ولو نظرت إلى الأمر من ناحية المكسب والخسارة لاختل التوازن. العلاقة بين الرجل والمرأة أراها علاقة تكاملية لا سبيل لأحد أن يستولي على الآخر تحت أي ذريعة أو سبب. - اهتممت بالشق الفني والأدبي والصحافي في الرواية، لماذا؟ سير الأحداث في الرواية وشخصيات الرواية فرض علي هذا. وعلى العموم، الفنون والأدب شيئان لا يمكن الفصل بينهما، فهما يتماهيان ويكملان بعضهما البعض. - الوظيفة السردية في الرواية حققت غايتها، هل حققت غايتك كروائي؟ عظيم لو حدث ما تقولينه هذا. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فالجواب هو: لا، فلا يزال الطريق أمامي طويلاً ومحفوفاً بالمخاطر، وسأسعى بدأب وصبر لتطوير تجربتي الروائية والاستفادة القصوى من تجارب الآخرين في هذا الصدد. Doha El Mol أما تحليلي للحوار فهو كالآتي الحوار يسلط الضوء على عدة جوانب هامة تتعلق بكتابة الروائي مقبول العلوي، ويركز على قضايا تتعلق بالزمان والمكان في الرواية، تأثير السياسة على الأدب، وطبيعة العلاقة بين الأفراد في الرواية. كما يناقش القضايا المتعلقة بالرقابة والتصوير النمطي للأفراد، ويعطي تسليط الضوء على أهمية التراث والفن والأدب. كما يرى الروائي مقبول العلوي أن الزمان والمكان مرتبطان بشكل وثيق بالحدث الروائي، وأنهما يشكلان جزءاً أساسياً في أي عمل روائي، حيث يساهمان في إضفاء المصداقية على الرواية. الرقابة والتصوير النمطي: الروائي يوضح أنه يتجنب استخدام الجنس بشكل فج لضمان عدم التأثير السلبي على مصداقية الرواية، ويشير إلى أن صورة الرجل الذئب هي صورة نمطية غير دقيقة. إذ تعكس الرواية تأثير السياسة على الأفراد والمجتمعات دون أن تكون نقدية بشكل مباشر، بل تتناول السياسة كعنصر يؤثر في سير الأحداث وتطور الشخصيات. يبرز الروائي علاقة الصداقة بين الشخصيات كعلاقة طبيعية وعفوية تتجاوز التصنيفات النمطية، مما يعكس تنوع العلاقات الإنسانية في الرواية. الحوار يقدم انطباعاً إيجابياً حول تعامل الروائي مع موضوعات معقدة بطريقة متوازنة. يُظهر مقبول العلوي اهتماماً عميقاً بالتراث الثقافي والفني، ويُعبر عن اعتزازه بهذا التراث من خلال روايته. الانطباع العام هو أن الكاتب يسعى للحفاظ على الأصالة الثقافية بينما يوازن بين إبداعه الأدبي واهتمامه بالتراث. إذ يظهر الروائي اهتماماً واضحاً بالقضايا الإنسانية والتراث الثقافي، وهو ما يخلق لدى القارئ انطباعاً إيجابياً حول جديته وعمق تفكيره. الروائي يعكس من خلال إجاباتهم انطباعاً عن عفوية الشخصيات وواقعية الأحداث، مما يساهم في جعل الرواية أكثر جذباً وواقعية للقارئ. يوضح النص أن الرواية تتناول موضوعات متعددة ومتشابكة مثل التراث، السياسة، والعلاقات الإنسانية. الروائي يحرص على تجنب النمطية ويقدم رواية تأخذ بعين الاعتبار التطورات التاريخية والثقافية دون التورط في التنظير أو النقد المباشر. فالرواية تعكس اهتماماً بالتراث الثقافي وتعتبره جزءاً أساسياً من تكوين الهوية الإنسانية. الحوار يعكس اهتماماً بالتفاصيل الأدبية والروائية. الروائي يشدد على أهمية الحبكة والتسلسل الزمني والمكاني في بناء الرواية، ويعبر عن اعتزازه بالتراث الثقافي والفني. الرواية التي يتحدث عنها تعتمد على حبكة متقنة تتكامل مع تسلسل زمني ومكاني دقيق، مما يعزز من جودة السرد. أما تقديم التراث الثقافي والفني بشكل إيجابي يعكس قدرة الروائي على دمج العناصر الثقافية في السرد الروائي بشكل مؤثر. يظهر الحوار التزام الروائي بمبادئ أدبية رفيعة مثل الصدق والواقعية وعدم الابتذال. الروائي يحرص على تقديم عمل أدبي يوازن بين الإبداع والحفاظ على القيم الثقافية. فهو يحرص على تقديم سرد واقعي وغير مبتذل، مما يعزز من مصداقية الرواية. dohamol67@gmail.com
×
الروائي مقبول العلوي
مقبول موسى العلوي روائي سعودي، ولد في محافظة القنفذة عام 1968، وتخرج من جامعة أم القرى ثم عمل معلماً. كتب أول رواية له بعنوان فتنة جدة التي دخلت ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011، كما حصل على العديد من الجوائز في مجال كتابة الرواية من بينها جائزة الرواية السعودية 2016. التعليم بكالوريوس في التربية من جامعة أم القرى 1993. الإصدارات (فتنة جدة) رواية صدر عام 2010. (سنوات الحب والخطيئة) رواية صدرت عام 2011. (فتيات العالم السفلي) قصص قصيرة صدرت عام 2013. (خرائط المدن الغاوية) رواية صدرت عام 2014. وفازت بجائزة الرواية السعودية في دورتها الثالثة 2016. (زرياب) رواية صدرت عام 2014. وفازت بجائزة وزارة الإعلام والثقافة عن فئة الرواية في معرض الرياض الدولي للكتاب 2015. (البدوي الصغير) رواية صدرت عام 2016. (القبطي) مجموعة قصصية صدرت عام 2016. (رجل سيء السمعة) قصص قصيرة صدرت عام 2016.(زهور فان غوخ) رواية صدرت عام 2018.(سفر برلك) رواية صدرت عام 2019.(كائنات التّيه) رواية صدر عام 2022.الجوائز 2015: فازت روايته (زرياب) بجائزة وزارة الإعلام والثقافة عن فئة الرواية في معرض الرياض الدولي للكتاب. 2016: فازت روايته «خرائط المدن الغاوية» بالمركز الأول وجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبدالعزيز للرواية السعودية. 2021: حصل على المركز الثاني في جائزة الأدب في الدورة الأولى من مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%82%D8%A8%D9%88%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%8A
«
17
18
19
20
21
»