Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
البطولة الجماعية التي يستمتع بها المشاهد أكثر.
BY الفنان علي منيمنة
9.2
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفنان علي منيمنه لمرايا: "التوجه الآن في الوطن العربي هو البطولة الجماعية التي يستمتع بها المشاهد أكثر." حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل يستطيع الفنان "علي منيمنه" لعب العديد من الأدوار الدرامية دون أن يفقد المشاهد روح الرجل الشرقي، أو بالأحرى جوهر الشخصية التي تنتمي للواقع، أو (بالأحرى تنتمي للمشاهد)، بعفوية لها ميزتها الانطباعية الخاصة بالفنان "علي منيمنه"، الذي يحتفظ بنكهة عربية شمولية قادرة على خلق تحديات يستمد منها شخصياته التي يمنحها من ذاتيته قدرة وجودية أخرى، وبموضوعية ينفرد بها دون الآخرين. حيث يشعر المشاهد أنه خرج من الحياة التي يعيشها إلى الحياة الدرامية بطبيعة مؤثرة تزيد من نسبة الإقناع، بل والتعاطف معه بنسبة كبيرة. إذ تشكل لحظة الاندماج بالشخصية حركة تعبيرية ينفصل عنها ويتلاحم معها في آن. ليمسك بإحساس المشاهد من خلال لغته التعبيرية الحركية القادرة على جذب المشاهد نحو الشخصية التي يلعبها بحنكة وعفوية، وكأنه يستسلم لها كليًا ليتلقاها بحالة نفسية خاصة ترتبط بإيجابيات الدور التمثيلي وسلبياته، كما في مسلسل "تشيللو" و"زي الورد". ومع الفنان "علي منيمنه" أجرينا هذا اللقاء للاطلاع على المزيد من جوانب شخصيته التي تحتفظ بشرقيتها. - الفنان علي منيمنه، شخصية واقعية تستدرج المشاهد إلى لب شخصيتك الحقيقية، ما رأيك؟ دائمًا أضع الحواجز بين شخصيتي والشخصيات التي ألعب أدوارها كي لا أتأثر بها وأتخطاها قدر المستطاع، لأفصل بينها وبين حياتي اليومية بعد الانتهاء من تصويرها. - وأنا أشاهد أعمالك الدرامية، أشعر بنكهة الرجل الشرقي في كل الأدوار. هل تفتخر بهذه الميزة في أدوارك؟ من الطبيعي أن أفتخر بهذه الميزة لأنني في النهاية أنا رجل شرقي. - التمثيل سهل ممتنع، ألا تشعر أنه يمكنك أن تنفرد بدور بطولة كامل؟ لا يشغل بالي التفكير بالبطولة الكاملة في الدراما التلفزيونية، لأن التوجه الآن في الوطن العربي هو البطولة الجماعية التي يستمتع بها المشاهد أكثر من كثرة الشخصيات. وهذا يجعل العمل الفني بحد ذاته بعيدًا عن الروتين. بينما في السينما، أكيد أفكر بالبطولة الكاملة، لكنني ما زلت أنتظر الورق والدور الذي يمكنني من الدخول في هذا النوع من التحدي. - هل تعتبر الممثل اللبناني مظلومًا دراميًا في الوقت الحالي؟ من المؤكد أن الممثل اللبناني مظلوم، لكن ليس دراميًا، لأن الفرص والمنافسات الشريفة هي التي تعطي كل ممثل حقه. لكن الممثل اللبناني هو مظلوم على أكثر من صعيد غير درامي. - النص الدرامي اللبناني، ماذا ينقصه ليبقى دراميًا وإنتاجيًا؟ النص الدرامي ينقصه الذكاء والتعمق أكثر بالواقع، وأن لا يهتم فقط بنقل الواقع وعكسه دراميًا، بل يجب خلق فنتازيا هادفة، لأن الواقع مع الوقت يصبح مشابها لها. - من مسلسل "زي الورد" إلى ما قبله، أي الأعمال التي تستوقفك؟ لا شك أن مسلسل "زي الورد" كان تجربة جيدة وجديدة بالنسبة لي. لكن كل الأعمال الدرامية التي شاركت فيها من قبل وبعد تستوقفني، على سبيل المثال، سيناريو "بدل عن ضائع" ومسلسل "اتهام" وأيضًا مسلسل "تشيللو". والحقيقة أن كل الأدوار التي قمت بها كانت مميزة بالنسبة لي، لأني أبدأ بها بشكل جديد ومن الصفر، من دون التفكير بالأدوار التي قمت بها قبله أو ما الذي يمكن تقديمه بعد ذلك. - المشاهد يرتاح لتعابيرك التمثيلية، هل يمكن أن تشارك في أعمال غربية مستقبلًا؟ بالنسبة للعمل الفني في الغرب، كل فنان يتمنى الوصول للمشاركة في أعمال سينمائية غربية. لكن حقيقة، أنا في بداياتي كنت شغوفًا بالأفلام والمسرح الغربي، لكن مع الوقت بدأ هذا الشغف ينحسر ويخف تدريجيًا، ربما من الإحساس بصعوبة الوصول إلى ذلك جراء النظرة الإرهابية التي تكونت عندهم مما يحصل حول العالم حاليًا. لكن من المؤكد إذا عُرضت عليّ مشاركة فنية في الخارج، لن أرفض. لكنني أفضل أن أكون في شخصية عربية شرقية ضمن عمل غربي، لأني بذلك أكون قد حققت أحد طموحاتي، لكن دون المس بمبادئي. - أين أنت من الفن الكوميدي؟ بصراحة، أحب الكوميديا، ويمكن أنني اشتهرت بسبب التجارب الكوميدية، لكن حاليًا أنا بعيد عنها بانتظار النص الكوميدي الذي يحرك بي هذا الحس من جديد. لأن مجتمعنا بحاجة إلى الضحك، لكن دون سخافة أو تهريج. Doha EL Mol الحوار منظم ومترابط، حيث يبدأ بتقديم الفنان وتوضيح قدراته وإمكاناته، ثم ينتقل إلى الأسئلة التي تتيح له التحدث عن تجربته وآرائه. الأسئلة والإجابات متسلسلة بشكل منطقي، مما يساعد القارئ على فهم تفاصيل حياة وتجربة الفنان بشكل متدرج. فالفنان يتناول مسألة التمثيل والبطولة الجماعية والبطولة الفردية بموضوعية. كما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الممثل اللبناني، ويطرح رأيه في الفروق بين الدراما اللبنانية والعالمية. يظهر علي منيمنه شخصًا يحافظ على مسافة بين شخصيته الحقيقية والشخصيات التي يجسدها. هذا يعكس رغبة في الحفاظ على التوازن النفسي ومنع تأثير الأدوار على حياته الشخصية. إذ الشغف العميق بالفن من خلال رغبته في المشاركة في أعمال سينمائية غربية وتمنيه أن يكون في شخصية عربية شرقية ضمن عمل غربي. كما يعكس الانتظار لنصوص جديدة في الكوميديا عاطفة قوية تجاه هذا النوع من الفن. فهو يعبر عن إحساسه بالظلم من قبل الفرص المتاحة للممثل اللبناني، مما يعكس إحساسًا عامًا بعدم المساواة وعدم تقدير القدرات بشكل كاف. يفتخر علي منيمنة بكونه يمثل الرجل الشرقي بطريقة أصيلة، مما يبرز اعتزازه بثقافته وجذوره. كما يشير إلى أن هذا يميز أدواره ويعزز مصداقيتها. يتناول توجه الدراما العربية نحو البطولة الجماعية ويفسر ذلك من خلال متطلبات السوق وتجربة المشاهد. هذا يعكس فهمًا عميقًا لمتغيرات الصناعة واحتياجات الجمهور. إذ يعرض نقدًا بنّاءً للنصوص الدرامية اللبنانية، مشيرًا إلى أهمية الذكاء والفنتازيا في الكتابة لضمان استمرار الجاذبية والابتكار. تنبعث من أجوبته عاطفة قوية تجاه التمثيل والفن. يظهر التزامه العميق بالمهنية وحرصه على تقديم أدوار متميزة. تصريحاته حول العمل الكوميدي تعكس حبه للضحك وإيمانًا بدوره في إدخال الفرح إلى المجتمع. يعبر عن تحدياته بوضوح، مثل صعوبة الوصول إلى السوق الغربي والشعور بالظلم في البيئة المحلية. هذه التحديات تضيف بُعدًا عاطفيًا يعكس صراعه وتطلعاته. يقدم هذا الحوار تجربة الفنان الشخصية بشكل يجذب القارئ، حيث يشارك في تفاصيل حياته المهنية والعاطفية، مما يخلق صلة عاطفية قوية مع الجمهور. يُظهر التزامه وواقعيته في التعبير عن تحدياته وطموحاته، مما يجعل القارئ يشعر بالأصالة والصدق. هذه الشفافية تساهم في بناء علاقة وثيقة مع القارئ. كما يقدم الحوار رؤية عميقة للفن والتغيير، مما يجعل القارئ يتأمل في موضوعات أوسع مثل التطور في صناعة الترفيه وأهمية الابتكار. في النهاية يعكس هذا الحوار شخصية الفنان علي منيمنه بشكل واضح ومؤثر، مما يجذب القارئ من خلال الجمع بين الاحترافية والإنسانية والتحديات الشخصية. dohamol67@gmail.com
×
الفنان علي منيمنة
علي منيمنة(22 يوليو 1972-) ممثل ومنتج لبناني. حياته ومشواره المهني درس تخصص السياحة والسفر عمل دليلا سياحا في عدة دول أوربية، درس بعدها التمثيل وشارك في عدة مسرحيات في الجامعة، دخل الفن مصادفة عندما عرض عليه أحد اقربائه المشاركة ببطولة مسرحية للأطفال عام 1990 تتلمذ على يد الفنان أحمد الزين انتقل بعدها للتلفزيون حيث قدم أعمالا عديدةأعمالهفي التلفزيون سنة الإنتاج اسم المسلسل الشخصية 2024 البيت الملعون (أبو جهاد) 2023 كريستال (نديم) 2023 وأخيراً (منذر) 2023 للموت 3 (الكابتن) 2023 دهب بنت الأوتيل 2022 للموت 2 (الكابتن) 2022 عالحد 2022 عنبر 6 2020 رصيف الغرباء كمال داوود 2020 عهد الدم 2019 دولار (ضيف شرف) 2019 موجة غضب خليل صقر 2019 آخر الليل 2018 حبيبي اللدود آدم 2018 حنين الدم كمال 2018 حدوتة حب 2018 لأنك حبيبي 2018 عندي قلب 2018 كل الحب كل الغرام فادي 2017 الزيبق (أبو نضال) 2017 بلاد العز 2016 ضرخة روح : خماسية الليلة الحمراء 2016 كواليس المدينة حسيب 2015 تشيللو زياد 2015 ذهاب وعودة 2014 اتهام 2012 زي الورد (فادي) 2010 سيناريو 2009 بدل عن ضايع 2006 حصاد المواسم 2004 المحتالة 2003 حكايات كلها مالحة 2003 بنات عمتي وبنتي وأنا مالك 2002 دخان ومطر 2002 الجبال حين تنهار 1996 شارع الكسليك في السينما سنة الإنتاج الفيلم الشخصية 2017 بالغلط 2016 الجفت الواوي الذئب الصبي 2016 ماكس وعنتر في المسرح سنة الإنتاج المسرحية الشخصية 2024 يا ولاد الأبالسة 1994 الدبابير 1991 الملف صخر الوادي مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%A9
الشعر بالنسبة لي مغامرة مزدوجة
BY الشاعر محمد علي شمس الدين
9.7
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الشاعر محمد علي شمس الدين للمدى: "الشعر بالنسبة لي مغامرة مزدوجة؛ هو مغامرة في اللغة وهو مغامرة في الوجود." حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل يمتلك الشاعر محمد علي شمس الدين الكثير من نقاط القوة الشعرية لتعزيز الأفكار التي من شأنها الارتقاء بالقصيدة لتتكيف بشكل جيد مع الإيجاز وفنية الارتباط بالمعنى، ببلاغة ذات مهارة معرفية وأسلوبيّة بالمنحى الشعري الذي يتخذ في قصائده نوعًا جماليًا له غموضه الخاص، مما يعكس عدة وجوه في عملية الفهم. إذ غالبًا ما تحتاج الأقنعة الشعرية إلى تفكيك يبرز قيمة الإيجاز في استرجاع التاريخ أو الزمن أو المكان، أو ليكون حاضراً في متخيل يمنحه عدة عناوين. حقيقةً، لا أنكر أنه أثار دهشتي في هذا الحوار الذي أجرته معه، ولم أشعر بالاكتفاء من طرح الأسئلة، إنما هو جزء من فكر كبحر كلما غاص فيه الإنسان شعر بحاجة لاكتشاف العمق بشكل أكبر وأوسع مع الشاعر محمد علي شمس الدين. أجريت هذا الحوار. - هل تعتقد أن الشعر يمكنه التأثير على حياتنا والتغيير في مجريات التاريخ؟ إذا كان الأمر كذلك، لماذا وكيف؟ لا يمكن فهم الشعر دون التاريخ والفلسفة، فهو معطى حضاري قديم جدًا. رافق إنسان الكهوف ووجدناه على جدران التاميرا وفي الرقم الطيني البابلية والسومرية. وهو فلسفة العرب الوحيدة في الجاهلية، كما قال الجاحظ، كما رافق الحضارات جميعًا حتى اليوم. في عصر الفضاء وسبر أغوار الكون، حتى أننا نستطيع اقتراح تعريف الإنسان بأنه الحيوان الشاعر. وخضعت النظرة للشعر للنظر الفلسفي، ففي زمن الثلاثي اليوناني سقراط وأفلاطون وأرسطو، كان الشعر في أسفل طبقات المدينة التي يحكمها الفيلسوف باعتباره محاكاة لمحاكاة، وتمت التضحية بالشعر الديونيزيسي الذي يخاطب النزوات واللذة لحساب الشعر الأبولوني المتصل بالعقل. وجاء الإسلام غير بعيد عن هذه النظرة الأيديولوجية الأخلاقية للشعر، لكن القرآن كان مصدرًا مهمًا من مصادر الشعر باعتباره مثيرًا ومحفزًا للخيال. وهو ما انتبه له ابن عربي في الفتوحات المكية، فاعتبر الشعر وليد الخيال، وبالخيال تنطبع صورة الإله في الإنسان. فصالحت المتصوفة بين الشعر والقرآن، وقد تأثر فكر النهضة في أوروبا بهذه النظرة، فتم نقد قاسٍ على يد نيتشه لفلاسفة اليونان القدماء واعتبر هيدغر الشعر خلقًا جديدًا للأشياء باللغة وليس محاكاة لها. واعتبر اللغة هي بيت الشاعر، وحتى اليوم في عصر الحداثة وما بعدها، لا تستقيم النظرة للشعر وتطوره ومعناه وأثره دون النظر إليه في واقعه في العصر من ناحية، وفي بعده الفلسفي من ناحية ثانية. فنحن في عصر رقمي واستهلاكي، علني يستند إلى الماوس والاحتمالات، وهو عصر ما بعد الحداثة، وربما التقى العلم بالشعر لناحية الاحتمالات، إذ ليس الشعر سوى احتمالات اللغة. - ما هو الشعر الملتزم بالنسبة لك ومتى تصل لغة الشعر إلى رأس الهرم في الأدب والفن؟ الشعر الملتزم والقمة مسألتان مختلفتان. فالشعر الملتزم رافق حركات التحرر الحديثة والمعاصرة بالمعنيين الاشتراكي والقومي في فيتنام وفلسطين والبلاد العربية وأميركا اللاتينية وسواها. فتجد مثل هذا الشعر عند شعراء فيتناميين وعند ناظم حكمت وبابلو نيرودا ومحمود درويش وسميح القاسم، كما تجده عند البارودي والشابي وطوقان وسواهم. وهو شعر سياسي خطابي مباشر، والأولوية فيه للتبليغ أكثر من جمالية الشعر وغموضه، وهذا النوع من الشعر قديم، عرفه الإسلام في انطلاق الدعوة، واعتبر الشعر لسانًا من ألسنتها ومبرر وجوده أنه دعوي. ونجد في التاريخ الكثير من أنماطه حتى اليوم. إنه شعر الأيديولوجيا ووظيفته التبليغ. وهو شعر شعبي على العموم وصالح للغناء كأشعار "أحمد فؤاد نجم" بصوت "الشيخ إمام" وأشعار "محمود درويش" بصوت "مارسيل خليفة". إن أردت أشعار تجدها مندسة هنا بالمعنى الإبداعي، وأنا لا أحبها وهي غير جديرة بالذكر. إن أسوأ أشعار نيرودا هي التي كتبها في هذا المجال شتائم وتبليغات سياسية، يستطيع أن يؤديها أي خطاب سياسي، كذلك الحال بالنسبة لمحمود درويش، فما غناه له خليفة أضعف شعره. بين "ريتّا" و"عيوني" و"سجل" وسواها، إذن قمة الشعر ليست هنا في مثل هذه البلاغات، بل في مكان آخر، أكثر عمقًا وجمالًا. - لغة الشعر وقوى العولمة، هل من تنافس ولمن البقاء؟ لغة الشعر وقوى العولمة مسألتان قد تظهران على تباين. فمنذ أواسط القرن التاسع عشر ارتفعت في أوروبا بالذات أصوات تقول بموت الشعر وموت الرسم، كان منطلقها فلسفيًا على يد هيغل في كتابه عن الفن عام 1834، إذ اعتبر الفن خادمًا في بلاط الفلسفة وحيث إن الفلسفة اكتملت في رأيه، فلا بد من أن يذهب الرسم إلى المتحف والشعر إلى المكتبة. وتوالى هذا الجناز بعد هيغل وامتد حتى اليوم، حيث ساد التفكيك مع العولمة، واتجهت الفنون عامة في أوروبا وأميركا نحو نفاياتها، بما في ذلك العالم العربي بالطبع. نحاول في أشعارنا بث روح مشرقيّة في الشعر باعتباره كما عرفته جرحًا من أقدم جروح الغيب، وأنه الكلمة التي تجرح المجهول لتكشف عن أسراره. وإن الشعر ليس كما قال هيغل موضوعًا في خدمة الفلسفة أو الجمال أو الأيديولوجيا، بل هو ابن الوجود العظيم، وكل شيء بما في ذلك المعرفة موضوع في خدمته. إنه التوليد الدائم للوجود باللغة والخيال. - ماذا يعني لك التاريخ في لغة الشعر؟ وما الذي يستوقفك فيه؟ العلاقة بينهما قديمة؛ لا تاريخ بلا شعر ولا شعر بلا تاريخ، لكن المزج بينهما يؤدي إلى تعطيل كل منهما. وهذه المسألة كنت قد انتقدت فيها "أدونيس" في كتابه "الكتاب" من خلال مقال نشرته في جريدة الحياة بعنوان "البحث عن إبرة الشعر تحت قش التاريخ"، مشيرًا إلى أنه قد أثقل الشعر في كتابه بحمولة تاريخية حتى أرهقه، وقد زاد علي في حينه. ثم أشار فيما بعد في ندوة حاورته فيها إلى أن "اليوت" قبله في "الأرض اليباب" استعمل مئات الشواهد التاريخية. ووجهة نظري هي أن الشعر وإن اتكأ على التاريخ، إلا أنه يبدأ من حيث ينتهي التاريخ، والقصد أن الشعر طبيعته تحويلية، يحول الواقع والمعرفة والتاريخ إلى خيال، وبالتالي يحول التاريخ إلى أسطورة والعلم إلى افتراض. - هل تقمصت شخصية تاريخية استوقفتك شعريًا؟ شعري مليء بالأقنعة: الحلاج، الحجاج، محمد ديك الجن، قيس، غويا، دالي، المعري، المتنبي، الشيرازي. هناك دراسات كثيرة أكاديمية موضوعة حول الأقنعة التاريخية في شعري، لكن المهم هو كيف تكلمت من وراء هذه الرموز ولماذا استعملت هذه التقنية؟ والجواب هو أن القناع يحجب المتكلم، ويجعل المعنى يأتي من وراء حجاب، بالتالي المحجوب له قوة سحرية في التأثير. مثل قوة الساحر، الملوك كانوا يحتجبون عمومًا وراء عدة أستار، وهناك مآرب أخرى في الأقنعة. الشعر بالنسبة لك، هل هو تاريخ لحروب وممالك وشعوب وحضارة؟ الشعوب والتواريخ والحضارات مثلها مثل أبسط الأشياء تصلح لتكون موضوعات القصائد. مثل عنوان "اليأس من الوردة" أو ذكر ما حصل للنبي حين أحب أو دخان القرى، هذه عناوين قصائد. وبرأيي، أي موضوع سواء كان جليلًا أو نافلًا ويوميًا، حين يدخل إلى حمى القصيدة، يلحق به التحويل، وهذا التحويل يجعله شعرًا وغالبًا ما ينقله من الواقع إلى الأسطورة، والشعر هو أسطورة الواقع. يقال النقد سهل والفن أصعب، متى تمارس النقد في القصيدة ومتى تمارس الفن فيها؟ النقد كالشعر فن صعب. دائمًا في قصائدي صوتان وأكثر، وأنا شاعر نقائض واحتمالات. وربما عبرت عني في هذه المسألة قصيدة لي في ديوان "ممالك عالية" بعنوان "لا يعجبني"، حيث كل شيء فيها لا يعجبني، وأنا نفسي حين تظن أنني أعجب نفسي، لا أعجبها. - ما الذي تتمنى تغييره في التاريخ وفي الشعر وفي المرأة؟ كل شيء حين يدخل القصيدة يتغير. - تعزيز الهوية الشعرية للانفتاح على العالم، ماذا يحتاج؟ وأين موقع قصيدة محمد علي شمس الدين في العالم؟ الشعر بالنسبة لي مغامرة مزدوجة؛ هو مغامرة في اللغة وهو مغامرة في الوجود. - الكلمة الأكثر أهمية بالنسبة لك، ما هي؟ ربما هذا المقطع من ديوان "غيم الأحلام": الملك المخلوغ يأتي من جهة البحر ومن جهة الصحراء، طفل بدم أبيض، بقنابل ضوء فسفورية، بحمام أو بطباشير، ويدون فوق اللاشيء هواجسه: لا شيء. Doha EL Mol الحوار يسلط الضوء على الرؤية العميقة للشاعر محمد علي شمس الدين حول طبيعة الشعر وتأثيره. يبدأ الشاعر بتأكيد العلاقة الوثيقة بين الشعر والتاريخ والفلسفة، موضحًا أن الشعر هو معطى حضاري قديم لا يمكن فهمه بشكل كامل دون النظر إلى تاريخه الفلسفي. يوضح كيف أن الشعر كان جزءًا من الفلسفات القديمة ويستمر في التأثير على الفكر حتى العصر الحديث، موضحًا أن الشعر يمكن أن يكون محاكاة أو أداة للتحول إلى أسطورة، مما يُظهِر بُعدًا فلسفيًا عميقًا في فهمه للشعر. أما الجانب النفسي في الحوار يعكس شخصية الشاعر المعقدة والعميقة. يظهر محمد علي شمس الدين كمفكر متأمل يعاني من صراع داخلي حول دور الشعر في حياة الإنسان. يصف الشعر كأداة لتفكيك الأقنعة والبحث عن الحقيقة العميقة في الذات الإنسانية. الشاعر يشير إلى حواره مع نفسه ومع النصوص التاريخية وكيف أن هذا التفاعل الداخلي يعزز من فهمه للأدب والشعر. يبدو أن شمس الدين يسعى لتحقيق توازن بين الجوانب العقلية والعاطفية للشعر. موضوعيًا، يناقش الحوار تأثير الشعر في مجريات التاريخ وحركات التحرر، ويستعرض العلاقة بين الشعر واللغة والعولمة. الشاعر يعارض الرأي القائل بأن الشعر قد مات أو أصبح غير مهم في عصر العولمة، ويعتبر أن الشعر هو وسيلة لتوليد وجود جديد من خلال اللغة والخيال. بالإضافة إلى ذلك، يقدم الشاعر نقدًا للأنواع المختلفة من الشعر ويعبر عن رؤيته للشعر الملتزم وتأثيره مقارنة بالشعر الفني والجمالي. أما العاطفة تتجلى في الحوار من خلال التعبير العميق عن حب الشاعر للشعر كفن وقيمة. شمس الدين يظهر تأثره بالقصائد والأعمال التي يراها جليلة ويُبدي إحساسًا عميقًا بالفن والشعر. مشاعره تتسم بالقلق من أن الشعر الملتزم قد يضعف أحيانًا جمالية الشعر، كما يظهر حزنًا عند الإشارة إلى أعمال شعرية معينة لا تلبي توقعاته. عاطفته تتسم بالتفاؤل تجاه الشعر كأداة للتحول والإلهام، لكنه في ذات الوقت يعبر عن إحباطه من بعض الاتجاهات الشعرية السائدة. الحوار جذاب ومؤثر بسبب العمق الفكري والشخصي الذي يقدمه الشاعر. الأسلوب الأدبي للشاعر، وتقديره للشعر كفلسفة وتعبير عن الذات، يجعل من الحوار تجربة ممتعة للقارئ. قدرة شمس الدين على الربط بين الشعر والوجود، وبين الشعر والتاريخ، تُظهر إلمامه الواسع وتجعل القارئ يشعر بارتباط قوي بين الشعر كفن وبين حياة الإنسان وتجاربه. الشاعر يقدم رؤى نقدية مميزة مما يضفي عنصر الإثارة والتفكير العميق، ويجعل الحوار جذابًا للقارئ الذي يسعى لفهم أعمق لطبيعة الشعر وتأثيره. dohamol67@gmail.com
×
الشاعر محمد علي شمس الدين
محمد علي شمس الدين (1942 - 11 سبتمبر 2022) أديب وشاعر من جبل عامل في جنوب لبنان. نبذة ولد محمد علي شمس الدين في العام 1942 م في قرية بيت ياحون في قضاء بنت جبيل بجنوب لبنان وقد نشأ في بلدة عربصاليم قرب النبطية وفيها كبر.حاز شهادة دكتوراه دولة في التاريخ من الجامعة اللبنانية، كما حمل إجازة في الحقوق.عمل مديرا للتفتيش والمراقبة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في لبنان، وكان رئيس المفتشين في الضمان الاجتماعي ومن موظفي الفئة الأولى.شعره تفتحت موهبة شمس الدين الشعرية باكرا، ويعدّ من طليعة شعراء الحداثة في العالم العربي منذ العام 1973، وقد شارك في العديد من المهرجانات الشعرية في البلاد العربية، وكتب عشرات المقالات النقدية والأدبية عن الشعر والأدب والفكر في المجلات والصحف اللبنانية والعربية، وهو عضو الهيئة الإدارية في اتحاد الكتّاب اللبنانيين، واتحاد الكتاب العرب وعضو شرف في رابطة الكتاب الأردنيين أبرز ملامح ونشاطه الشعري: شاعر حديث إلا ان نتاجه الشعري لا ينحصر في مجال واحد. غالب شعره يتفاعل مع رموز التاريخ العربي والإسلامي. حاز في العام 2011 على جائزة العويس الشعرية. ترجمت أشعاره إلى أكثر من لغة منها الإسبانية والفرنسية والإنجليزية. كتب عن قصائده الكثير من النقاد العرب والغربيين، ومن بينهم المستشرق الإسباني بدرو مونتابيس حيث قال في كتيب عن منشورات المنارة 77 مدريد، مع ترجمة قصيدة ” البحث عن غرناطة ” للاسبانية: يبدو لي أن محمد علي شمس الدين هو الاسم الأكثر أهمية، والأكثر وعدا في آخر ما كتب من الشعر اللبناني الحديث، في هذا الشاعر شيء من المجازفة مكثف وصعب؛ لا سيما أنه عرضة لكل الإشراك. شيء ما يبعث على المجرد المطلق، المتحد الجوهر، اللاصق بالشعر في أثر شمس الدين، وقلة هم الشعراء الذين ينتصرون على مغامرة التخيل، ويتجاوزون إطار ما هو عام وعادي، وهؤلاء يعرفون أن مغامرتهم مجازفة كبرى، ولكنهم يتقدمون في طريقها. كذلك صدرت في شعر شمس الدين عدة دراسات أكاديمية، وبحثية منها: لغة محمد على شمس الدين الشعرية، في سلسلة الأدب الحديث - حركة الريف الثقافية – لبنان 1996 للدكتور على زيتون الرؤية إلى العالم في شعر محمد علي شمس الدين - أطروحة كتوراه للشاعر فاروق شويخ - الجامعة اللبنانية شعرية الانزياح: دراسة في الأعمال الكاملة للشاعر محمد علي شمس الدين - أميمة عبد السلام الرواشدة - جامعة مؤتة - 2004مؤلفاتهلقي شعر شمس الدين رواجًا واسعًا في لبنان والبلاد العربية، وصدر له عدد من الأعمال الشعرية والنثرية، فضلا عن القصصية والكتابات النقدية والمقالات في عدة صحف ومجلات لبنانية وعربية، منها: قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا غيم لأحلام الملك المخلوع أناديك يا ملكي وحبيبي الشوكة البنفسجية طيور إلى الشمس المرّة أما آن للرقص أن ينتهي أميرال الطيور ممالك عالية النازلون على الريح اليأس من الوردة كرسي على الزبد وقد صدرت هذه المجموعات الشعرية عن دار الآداب – بيروت في عدة طبعات. يحرث في آبار، دار الجديد – بيروت 1997 منازل النرد، مؤسسة الانتشار العربي – بيروت 1999 رياح حجرية، الدار العالمية – بيروت 1981 حلقات العزلة، دار الجديد – بيروت 1993 الغيوم التي في الضواحي - دار النهضة العربية - بيروت 2006 شيرازيات غرباء في مكانهم - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2009 العودة إلى المنزل، دار الحدائق، 2009 عندما تهب العاصفة، دار الحدائق، 2010 ينام على الشجر الأخضر الطير، دار الصدى، كتاب مجلة دبي الثقافية فبراير 2012 - العدد 58 مجموعه كاملة عن دار سعاد الصباح 1994 الأعمال الكاملة (جزءان) - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2009 نجوم في المجرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2011 ويكون سيفك للبنفسج مائلا - 2012 ثلاثة أعمال مختارة «الشوكة البنفسيجية - أميرال الطيور - منازل النرد» - الهيئة العامة لقصور الثقافة 2019للصبابة للبلبل وللملكوت - دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع - 2021سيرة كتاب الطواف - سيرة - دار الحداثة – بيروت 1987 كتب أخرى الإصلاح الهادئ (بحث تاريخي) غنوا غنوا (قصص للأطفال) قصة ملونة (قصص للأطفال) الكشف والبرهان ونقيضه دار الرافدين - 2020 (نظرات في الشعر والرسم والنحت والموسيقى والفلسفة) وفاته توفي شمس الدين فجر الأحد 11 سبتمبر 2022 عن 80 عامًا بعد انتكاسة صحية لازم خلالها المستشفى لأيام. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%B4%D9%85%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86
للغة هي قوام الشعر، واللغة كائن راقٍ
BY الشاعر د.ياسين الأيوبي
9.8
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الباحث والأكاديمي الشاعر ياسين الأيوبي: "اللغة هي قوام الشعر، واللغة كائن راقٍ قد يكون أرقى ما خلقه الله بعد الإنسان." حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل في سيرته العابقة بعطر مسقط رأسه الهري، وهي قرية في قضاء البترون بلبنان، صفحات لا تنتهي في شعر ياسين، مرصع بحبات من لؤلؤ اللغة العربية وبلاغتها، وهذا ملموس في أدبه بعامة، وفي فكره وتطلعاته التي تشكل فيها اللغة وبيانها حلمه الأعظم. أما في شعره، فهو يحرص دائمًا على أن يبتغي الشعر ويتحسسه بجوارحه قبل قلمه، لأن الجمال في الأصل هو شعور غامض بالراحة، ومن يبحث عن جمال واضح مكشوف عنده فسيعاني كثيرًا. لكنها معاناة طيبة جميلة سلسة أو تصيب القارئ بلذة لا متناهية من جمال المعاني والإيقاعات النغمية. وقد اختار الشاعر والدكتور "ياسين الأيوبي" لبعض من دواوينه أسماء نساء كمنتهى التي احتلت عامًا بكامله، وأيلينا التي احتلت معظم وقته في أمريكا، وهي روسية موسكوفية كتب لها ديوانًا بعنوان "أيلينا والعشق الشفقي"، وكذلك ديوان "نعماء السكينة" وهي امرأة عشقها وتمنى الحياة معها، ولم يمنحه القدر فرصة أن يكون معها. وعندما يصف الوصال في هذا الديوان بامرأة صبية حورية يقول إنه وهبها له الله منذ بضع سنوات. ووقع في حبها الملائكي إلى أن تطور إلى حب عظيم وصار ديوانًا مغزولاً بجمالية معززة بالكثير من الحبك الشعري في ديوانه الثالث عشر وعنوانه "يوميات ارتقاء إلى مقام الحبيبة". وهو تنظيم شعري خاص وبنفحة ياسينية، فالمرأة شيء لا يتخلى عنه. فلا نهاية له مع المرأة كما يقول دائمًا، ما دام يبصر وله ذوق وقلب يخفق واستجابة منها. يكتب لها الدواوين الخاصة بها فقط، فهو شعلة شعر تضيئها امرأة. وهو في طريقه الحثيث نحو الخامسة والثمانين من العمر وما زالت إصداراته الشعرية وغيرها تتوالى كل عام. هو شاعر وجد ووجدان أكثر منه شاعر مناسبات وتواريخ وأحداث، ومع الشاعر والباحث والناقد ياسين الأيوبي أجرينا هذا الحوار. - لما تكتب شعرك بإطار بلاغي موحٍ قد لا يفهمه معظم القراء؟ والتزمت بإيقاع اللغة، هل سببه عشقك للموسيقى الكلاسيكية؟ اللغة هي قوام الشعر، واللغة كائن راقٍ قد يكون أرقى ما خلقه الله بعد الإنسان. خلق الإنسان وجعله يتكلم، ولا أريد أن تكون اللغة لعبة صبيانية. اللغة كالموسيقى العالمية الكلاسيكية التي لا يقبل عليها ولا يتذوقها ويتحسسها إلا المتعمقون والمرهفون الزاحفون إلى زوايا الجمال الأمثل والمطلق. فلا يجوز أن أكتب شعرًا كشعر الأغاني، فأنا من الصعب أن يُغنى شعري، شرط أن أبقى دائمًا على مواظبة وملازمة ومزاوجة بين الخيال والوزن والإيقاع. أنا لا أبتغي الوزن من حيث هو تقاطيع وتفاعيل، وإنما أحرص على هذه التفاعيل كي لا ينفلت الشعر من نظامه، والنظام هو حبل القلادة التي تضعها المرأة على رقبتها أو نحرها، هذا هو النظام. فالمنظوم شيء عظيم. فاللغة يجب أن تكون راقية وأن نرقى لها دون أن نسف بها، وإلا ما الفرق بيننا وبين صبية الشوارع وبين شعراء الدجل؟ لا يهمني كم من يفهمني، وهذا شأني أنا أو شأن القارئ. أنا أولاً وآخراً أنظم لإرضاء ذاتي وإشباع ذائقتي، وعندئذ أحس باكتمال وجودي، وبأنني إنسان موجود وله ميزة مطعمة، وهذه غير متوفرة عند كثير من الشعراء. وأعقب وأقول كان أبو تمام رحمه الله يُقال له: لما يا أبا تمام لا تقول ما يُفهم؟ قال لهم: ولماذا لا تفهمون ما يُقال؟ فيجب أن يرتقوا إليّ دون أن أهبط إليهم. وهذا تعقيب على جوابي. - هل أستطيع القول إنك من دعاة الشعر الكلاسيكي للشعر، أو على الجمال القائم على التكوين والانسجام بين الشعر والمرأة؟ سؤال عميق الجذور وبعيد المرام. الشعر الكلاسيكي مقصود به الشعر التراثي والشعر الذي يقوم على الوزن والقافية، أي الموازين العروضية الستة عشر. أنا أحترم العروض وأحترم الوزن وأحترم الأصول، ومن لا أصل له لا يمكن أن يكون حياً في عصره. فالقدم والتراث والحداثة أمور لا تتجزأ ولا تنفصل، من يُعرض عن التراث فهو إنسان مسلوخ من أرضه ليس له جذور، وهذا لا يجعله حياً ولا تدوم له حياة. أما الحداثة فأنا أبقيت على الإيقاع، فالشعر أصلاً هو نغم موزون، إن لم يكن كذلك فلا علاقة له بالشعر. إن كان جميلاً جداً وليس موزوناً فهو شاعري وليس شعراً. فالشاعرية مذهب ذاتي يقوم على النفاذ إلى ما وراء الكلمات، وإدخال الذات في كل كلمة وفي كل شعور، ولا أذكر أنني كتبت شيئًا إلا وكنت أعاني فيه ضمن حدود وضمن مستويات. لذلك ترينني عندما أقدم بعض كتبي لأصدقائي، فمن الصعب أن تجدي نص إهداء لأحد يشبه نصًا آخر، دائماً أبحث وأحرص أن آتي بكلام جميل لأن الإجترار غير جميل. أما المرأة وأما الجمال فأنا لا أكاد أميز بين المرأة والجمال. إلا أن الجمال هو الأصل وهو الكل وهو المطلق. أما المرأة فهي التي تعبر إلى المسرح الوجودي فتترك آثارها، لكي أرتوي من بعض قطراتها التي تصلني بالجمال الأعلى المطلق. لذلك ترينني لا أرتوي من حب امرأة، ولو أحببت آلاف النساء، وكأنني أحببت أو عشقت للمرة الأولى، لأنني أبحث دائماً عن الجمال في المرأة، وقد يكون الجمال في المرأة جسداً، والمرأة أصلاً هي الجسد والرقة والأنوثة، وإن فقدتها هيهات، فلم تعد امرأة، بل ستكون إحدى التماثيل المجفصنة في الطرقات، وأنا لا أريدها كذلك. ولذلك يختلط الجنس بالجمال والأنس بالغريزة التي فطر الإنسان عليها. - هل ضاعت المرأة في الحياة من البلاغي ياسين الأيوبي واستقرت في دواوينه؟ أكرر، المرأة هي صورة ظل للجمال المطلق في الأعالي. ولذلك، فأنا لا أستطيع أن أفتقدها إطلاقًا لأنها ستظل موجودة ما دامت تستجيب لقلمي ولشخصي ولهيأتي ولرغباتي ومشاعري حيالها. عندئذ، ستكون هناك مجال للسمر والعطاء. فثمرة حبي للمرأة هي أدب، إما شعر أو مذكرات. وقد ترغبين أن تسألي: هل أنت عاشق حاليًا؟ أقول نعم، أنا عاشق وعشقي لامرأة، إن شئتِ سميتها وإن شئتِ وصفتها. هي في حياتي منذ مطلع شباط 2022، وهي تمتلك كثيرًا من الأوصاف التي شدتني إليها، وبدأت أشعر نحوها بكثير من الراحة حتى تعلقت بها. وإذا بي أنظم لها خلال عشرة أو خمسة عشر يوماً أكثر من ست أو سبع قصائد يوميًا تقريبًا. فقد أعطتني ما أشاء، أعطتني رغبات وذوقيات وشهوات وجماليات، ولم يكن خطأً أن أسمّيها "المشتقة من المحاسن"، وهي محاسن وأعتقد أنني سأصدر فيها ديوانًا عندما يكتمل، ويكون رقمه الخامس عشر من مجموعاتي الشعرية. هذه المحاسن لم أبحث عنها، إنما ترقبتها واحتجت إليها كما احتاجت للماء وللهواء في حياتي. Doha El Mol الشاعر ياسين الأيوبي هو مثال حي للباحث عن الكمال الفني في الشعر، فهو يصف اللغة بأنها قوام الشعر، ويرتبط شعره ارتباطًا وثيقًا بالجمال وعمق المعاني. من خلال حواره، يتضح أن الأيوبي يعظم من شأن اللغة العربية ويعتبرها كائنًا راقيًا يتجاوز في قيمته الإنسان ذاته، وهذا يعكس احترامه العميق للغة وتقديره لجمالياتها المعقدة. يستند الشاعر إلى مفاهيم الشاعرية التقليدية، حيث يحرص على الحفاظ على الوزن والقافية، لكنه في الوقت ذاته يدمج عناصر الحداثة والابتكار في أعماله. هذا التوازن بين التراث والحداثة يظهر في اختياره لأسماء ديوانيه، والتي تعكس حياة شخصية مفعمة بالأحاسيس والعواطف. من خلال الحوار، يتضح أن الأيوبي يمتلك حساسية عالية تجاه الجمال والإبداع، مما يعكس عاطفة عميقة وحبًا كبيرًا للغة والشعر. يشير إلى أنه لا يسعى فقط لإرضاء القراء، بل يبحث عن إشباع داخلي وتأكيد لذاته من خلال إبداعه الشعري. يتضح من حديثه أيضًا أنه عاشق للشعر والجمال حتى في تفاصيله الصغيرة، وهذا يظهر في كيفية تعبيره عن مشاعره تجاه النساء والأفكار التي يشكلها من خلالها. يعتبر الشاعر أن الحب والإبداع مرتبطان بشكل وثيق، وأن كل قصيدة يكتبها تحمل جزءًا من تجاربه الشخصية وأحاسيسه الداخلية. هذه العلاقة بين الإبداع والعاطفة تجعل شعره تجسيدًا حقيقيًا لعالمه الداخلي ورؤيته الشخصية للعالم من حوله. من الناحية الأدبية، يقدم ياسين الأيوبي نموذجًا متفردًا في الشعر العربي المعاصر. فهو يدمج بين التراث والشكل الحديث، ويستخدم أسلوبًا بلاغيًا راقيًا يتطلب فهمًا عميقًا من القارئ. تتسم أعماله بالتركيز على الصياغة اللغوية الدقيقة وتوظيف البلاغة بشكل فني، مما يجعل شعره أشبه بلوحة فنية تدمج بين جماليات اللغة وعمق المعاني. إذ يحرص الأيوبي على الحفاظ على الإيقاع والوزن، وهو ما يعكس التزامه بالشعر الكلاسيكي رغم تأثره بالحداثة. كما يظهر في اختياره لأسماء ديوانيه وتعريفاته الشعرية أنه يسعى لخلق تجارب شعرية فريدة ومتنوعة تعكس جوانب متعددة من شخصيته وتجربته. من الناحية البلاغية، يستخدم الأيوبي أساليب متنوعة للتعبير عن معانيه وأفكاره. فهو يدمج بين التشبيه والاستعارة، ويعتمد على أسلوب استنباطي يعكس فلسفته الخاصة حول الجمال والشعر. يُلاحظ استخدامه للتشبيهات الدقيقة مثل "اللغة كالموسيقى العالمية الكلاسيكية"، مما يضفي على شعره عمقًا وغموضًا يتطلب من القارئ أن يتفاعل معه بتمعن. كما تظهر بلاغة الأيوبي أيضًا في استخدامه للأمثال والأقوال المأثورة، مما يعزز من مصداقية فكره ويعطي نكهة خاصة لأسلوبه الشعري. يتضح من حديثه أيضًا أنه يسعى لتحفيز القارئ على التفكير والتأمل في ما وراء الكلمات، مما يرفع من قيمة شعره ويجعل قراءته تجربة ممتعة وفكرية. شعر ياسين الأيوبي يتسم بالعاطفة الجياشة التي تعكس عمق مشاعره وتجربته الشخصية. تأملات الشاعر في الحب والجمال تعكس ارتباطًا عاطفيًا قويًا بالأفكار التي يعبر عنها، ويظهر ذلك في اختياره لأسماء دواوينه وحكاياته الشخصية. حبه للشعر واللغة يعكس شغفًا حقيقيًا، مما يجعل أعماله تنبض بالحياة وتلتقط جماليات كل لحظة عاشها. في النهاية، يمكن القول إن الشاعر ياسين الأيوبي يمثل نموذجًا للشاعر الذي يمزج بين الإبداع التقليدي والابتكار الحديث، ويعبر عن عواطفه بطرق فنية وبلاغية تجعل من شعره تجربة فريدة وجاذبة للقارئ. dohamol67@gmail.com
×
الشاعر د.ياسين الأيوبي
الدكتور ياسين الأيّوبي السيرة الذاتيّة والعلميّة الموسّعة من مواليد بلدة "الهري" El Hery، قضاء البترون، لبنان الشماليّ، سنة 1937. تلقّى تعليمه الابتدائيّ في مدرسة القرية، التابعة لجمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة. أنهى دراسته المتوسّطة في مدرسة النموذج الرسميّة للبنين في طرابلس، ما بين عاميّ 1951 و1955. التحق بدار المعلّمين والمعلّمات في بيروت، تخرّج فيها حائزًا ثلاث شهادات: التعليميّة الابتدائيّة، والبكالوريا بقسمَيها الأوّل والثاني، الفرع الأدبيّ، سنة 1959. جمع بين التعليم في مدرسة وطا المصيطبة الرسميّة للبنين، ومتابعة تحصيله العلميّ العالي، فالتحق بالجامعة اللبنانيّة ومدرسة الآداب العليا التابعة لجامعة ليون بفرنسا. نال من الثانية شهادتين عاليتين في علم النفس العام وعلم نفس الطفل والمراهق، سنة 1962. ومن الجامعة اللبنانيّة (كليّة الآداب) إجازة تعليميّة في اللغة العربيّة وآدابها، سنة 1965. وعُيّن على أثرها أستاذَا في ملاك التعليم الثانويّ، والتحق بثانويّة البترون التي شغل فيها مهمّة النظارة العامّة والتدريس الثانويّ، طوال عشر سنوات متتالية (1966-1976). التحق – أثناء التعليم – بالجامعة اليسوعيّة، معهد الآداب الشرقيّة وسجّل موضوعًا أدبيًّا لنيل دبلوم الدراسات العليا في العربيّة وآدابها، وتخرّج فيها حائزًا الشهادة المذكورة، وكان موضوع رسالته: "صفيّ الدين الحلّي، قطب شعراء العصرين المملوكيّ والمغوليّ" وكان ذلك في حزيران 1969. وفي شهر تشرين الأوّل سنة 1970، سافر إلى باريس، والتحق بجامعة السوربون، لإعداد أطروحة الدكتوراه، بعنوان معجم الشعراء في "لسان العرب"، بإشراف المستشرق أندريه ميكال؛ استغرق الإعداد والتحضير زهاء خمس سنوات، وناقش الأطروحة ونال درجة جيد جدًّا سنة 1975. في عاميّ الحرب اللبنانيّة هُجِّر من لبنان، وسافر إلى العراق، فشغل مهمّة التحرير في كبرى المجلّات العربيّة التراثيّة: المورد، مدّة أربعة أشهر، ثم التحق بكليّة التربية بجامعة بغداد، ودرّس البلاغة العربيّة لمدّة سنتين متتاليتين 1977 و1978. ثمّ استُدعي إلى لبنان ليقوم بالتدريس في كليّة الآداب، الفرع الثالث بطرابلس-لبنان، فلبّى النداء، وتعاقد مع الجامعة اللبنانيّة، لتدريس مادّة المدارس والأنواع الأدبيّة. وفي مطلع سنة 1980 تفرّغ للتدريس في كليّة الآداب، وقام بتدريس البلاغة والعروض، وأدب العصرين المملوكيّ والعثمانيّ، بالإضافة إلى مادّة المدارس والأنواع الأدبيّة. وفي عام 1988 صدر مرسوم جمهوريّ بتعيينه في الملاك الدائم للجامعة اللبنانيّة، وصنّف أستاذًا مساعدًا ابتداءً من سنة 1983. عام 1990 ناقش أطروحة دكتوراه ثانية في الجامعة اللبنانيّة، في موضوعة "الشعر السعوديّ الحديث في الميزان: حسن عبدالله القرشي نموذجًا"، ونال الرتبة الأعلى: جيّد جدًّا مع التنويه والتوصية بنشر الأطروحة. في مطلع سنة 1995 صُنّف أستاذًا، وقد بدأ قبل ذلك بعشر سنوات يمارس التدريس في قسم الدراسات العليا، ويُشرف ويناقش رسائل الدبلوم العليا والدكتوراه، ويقوم بتقويم أبحاث أساتذة الكليّة وأطاريحهم، وزاد عدد الرسائل والأطاريح التي أشرف عليها وناقشها على الخمسين، وعدد البحوث المقوّمة على المائة. انتُخب رئيسًا لقسم اللغة العربيّة وآدابها مرّتين: الأولى سنة 1981 والثانية سنة 1990. كُلّف مع عدد من أساتذة الكليّة بتعديل مناهج قسم اللغة العربيّة، سنتيّ 1994 و1998. المؤسّسات والجمعيّات الفكريّة والأدبيّة التي انتسب إليها 1- عضو اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين منذ عام 1970. 2- عضو اتّحاد الكتّاب العرب بدمشق، وعضو جمعيّة النقد الأدبيّ فيه، منذ سنة 1981. 3- عضو مؤسّس ورئيس جمعيّة تكريم المواهب اللبنانيّة سنة 1972 ورئيسها لسنتيّ 2003-2004. 4- عضو مؤسّس "منتدى طرابلس الشعريّ" سنة 1981 ورئيسه لسنتيّ 2003-2004. 5- عضو المجلس الثقافيّ للبنان الشماليّ سنة 1970، وعضو الهيئة الإداريّة (غير مرّة)، ومقرّر لجنة الندوات والمحاضرات (غير مرّة)، ومقرّر لجنة التأليف والنشر (غير مرّة). 6- عضو الهيئة الإداريّة لاتّحاد الكتّاب اللبنانيّين لأربع سنوات متتالية 1993-1997، ومقرّر لجنة الانتساب فيه. ثمّ أعيد انتخابه أمينًا عامًّا مساعدًا لشؤون الانتساب لسنتيّ 2004-2005. 7- عضو مجلس أمناء "المجمع الثقافيّ العربيّ" منذ سنة 1999 حتّى اليوم. 8- شغل مهمّة الإشراف العامّ والتدريس في دورات مؤسّسة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعريّ (لتذوّق الشعر وعلم العروض والمهارات اللغويّة) لأربع سنوات 2004-2007 في طرابلس/لبنان. مصادر ترجمته 1- أحد الذين اختارتهم وأرّخت لهم موسوعة أعلام الأدب العربيّ المعاصر" (سير علميّة وذاتيّة) التي قام بإصدارها مؤخّرًا "مركز الدراسات للعالم العربيّ المعاصر" بإشراف الدكتور روبرت كامبل، في الجامعة اليسوعيّة في بيروت. توزيع: الشركة المتّحدة للتوزيع، بيروت 1996 (ج1 / 284-287). 2- ورد التعريف به في "دليل اتّحاد الكتّاب العرب بدمشق" و"معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين" الكويت سنة 1995، وفي كتابيْ المجلس الثقافيّ للبنان الشماليّ: "ديوان الشعر الشماليّ في القرن العشرين" جرّوس برسّ، طرابلس 1996، إعداد د. محمّد قاسم، وكتاب "المسرح في لبنان الشماليّ" إعداد د. نزيه كبّارة، جرّوس برسّ، طرابلس 1998، ومعظم الكتب التي خُصّصت لتراجم أعلام الكتّاب والشعراء في لبنان، ومنها: كتاب "وجه لبنان الأبيض" معجم القرن العشرين: تأليف: الدكتور طوني يوسف ضوّ. شركة M.C.A. بيروت، سنة 2004 (ص 8-9 وص 712-713) ومراجع عامّة ومختصّة أخرى. 3- نوقشت حوله رسالة ماجستير في اللغة العربيّة وآدابها في الجامعة اللبنانيّة بموضوعة: "ثلاثيّة الحبّ والحزن والحنين" في شعر ياسين الأيّوبي، للطالبة بَسْمة الصمد، بإشراف الباحث في التحليل النفسيّ للأدب الدكتور خريستو نجم. وجرت المناقشة يوم 19 شباط 2007 ونالت الطالبة درجة جيّد جدًّا. - هو الآن رئيس تحرير مجلّة "قطوف" التي يصدرها منتدى طرابلس الشعريّ وهي تُعنى فقط بالشعر. تصدر نصف سنويّة، وقد صدر منها حتّى الآن 8 أعداد منذ صيف 2004 وقد توقّفت عن الصدور عند العدد الثامن. سمته الأدبيّة - يمتاز شعره بشفافيّة رؤيويّة هي نسيج وحدها. تختلج في حنايا تراكيبها وصورها الشعريّة، أسرار الوجود المضمّخ بالمعاناة المتجدّدة على المدى. وإن شئت أن تجد له هويّة شعريّة، فهو رومنطيقي، آخذ بأهداب الرمزيّة التي لا تغيب عن صوره وإيقاعاته، وسعيه الحثيث إلى معانقة الجمال الأسنى، أينما وُجد. - كُتب عن نتاجه الشعريّ والنقديّ دراسات، وعُقدت الندوات، وألقيت المحاضرات، عشرات المرّات. أمّا المقابلات الصحفيّة والتلفزيونيّة، فلا حصر لها. - وقد كُتب عن ديوانه الخامس "آخر الأوراد" ما يزيد على الخمسة وعشرين بحثًا ومقالًا وقصيدة، من كتّاب لبنانيّين وعرب، بينهم جوزيف حرب ود. خريستو نجم ود. شفيق البقاعي، وفيليب أبي فاضل... من لبنان، ود. عبد الملك مرتاض من الجزائر، ود. محمد الدناي من المغرب، ود. عبدالله المهنا من الكويت وفاروق شوشة من مصر، ود. محمود الشلبي من الأردن، وسليمان حسين من فلسطين، وعصام شرتح من سوريا الخ... - شارك في تحكيم إحدى جوائز عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعريّ لثلاث دورات متتالية (2002-2006) وفي تحكيم جائزة شعر الأطفال في أبو ظبي 2009. - شارك في مهرجانات شعريّة لا حصر لها: في منتدى الرمثا الثقافيّ في الأردن، وفي سوريا وأبو ظبي، والبحرين، وكذلك في مؤتمرات وندوات أدبيّة ونقديّة مختلفة في بيروت، وعدد من مدن سوريا، والقاهرة، وبغداد، والمغرب، وقرطبة، وباريس والكويت، ونشر من البحوث والمقالات في الصحف والدوريّات العربيّة ما يزيد على المائة عنوان... - ومؤخّرًا نوقشت حول شعره أيضًا رسالتا ماجستير في الأدب العربيّ الأولى حول ديوانه (منتهى الأيّام) للطالبة الجامعيّة صفا حمّود في الجامعة اللبنانيّة 2018، والطالبة عيناء ملص حول ديوانه "آخر الأوراد" في جامعة الجنان بطرابلس 2018-2019. صدر للمؤلّف أوّلًا: دراسات أكاديميّة وأدبيّة وتراثيّة 1. صفيّ الدين الحلّي (قطب شعراء عصريْ المغول والمماليك)، دار الكتاب اللبنانيّ، بيروت 1971 (400 ص) نفد. 2و3. الغرس اليانع من أدب الطلائع (محاضرات أدبيّة نموذجيّة ألقيت على طلبة البكالوريا لعاميّ 1972 و1973) طُبعت بمكتب كريديّة إخوان بيروت 1973 (مجلّدان)، ولم يصدرا عن دار نشر. 4. معجم الشعراء في "لسان العرب" لابن منظور، (أطروحة دكتوراه حلقة ثالثة، نوقشت في السوربون عام 1975). نشرت في دار العلم للملايين ببيروت، ثلاث طبعات 1980-1982 و1987 (550 ص). 5. مذاهب الأدب، معالم وانعكاسات. (طبعة أولى) دار الإنشاء طرابلس 1980 (300 ص). 6. مذاهب الأدب، معالم وانعكاسات. دار العلم للملايين بيروت 1984 (طبعة ثانية منقّحة ومزيدة) (تتضمّن ثلاث مذاهب أدبيّة كبرى: الكلاسيكيّة، الرومنطقيّة، الواقعيّة ومذهبيّ الطبيعانيّة-البرناسيّة) (400 ص). 7. مذاهب الأدب: معالم وانعكاسات. الرمزيّة (طبعة أولى) المؤسّسة الجامعيّة للدراسات والنشر. بيروت 1982 (270 ص). 8. مذاهب الأدب: معالم وانعكاسات. الرمزيّة. (طبعة ثانية منقّحة ومزيدة). دار الشمال طرابلس لبنان 1987 (408 ص). 9. الإنسان والطبيعة في رواية "الدون الهادئ" لميخائيل شولوخوف، المؤسّسة الجامعيّة، بيروت 1982 (180 ص) نفد. 10. الموت والحياة في أدب المقاومة (مراجعة وتقديم). دار الرائد العربيّ، بيروت 1983 (350 ص). 11. معالم الفكر الأدبيّ في عصر النهضة العربيّة (مراجعة وتقديم). دار إقرأ بيروت 1981 (310 ص) نفد. 12. المنحى الرمزيّ في أدب جبران. دار الإنشاء، طرابلس لبنان، 1983 (65 ص) نفد. 13. فصول في نقد الشعر العربيّ الحديث. صدر عن اتّحاد الكتّاب العرب بدمشق 1989 (485 ص). 14. حرفيّة الفنّ الكتابيّ (بالاشتراك)، دار الشمال، طرابلس 1990 (326 ص). 15. كشف الغموض عن قواعد البلاغة والعروض (بالاشتراك)، دار الشمال، طرابلس 1990 (395 ص). 16. حسن عبدالله القرشي في مسار الشعر السعوديّ الحديث. مكتبة ودار الهلال بيروت 1994 (368 ص). (أطروحة دكتوراه دولة، نوقشت في الجامعة اللبنانيّة حزيران 1990). 17. آفاق الشعر العربيّ في العصر المملوكيّ. دار جرّوس برسّ، طرابلس لبنان 1995 (560 ص) نفد. 18. آفاق الشعر العربيّ في العصر المملوكيّ. طبعة ثانية، مؤسّسة البابطين للإبداع الشعريّ الكويت 2020. 19. كوامن الفنّ والإبداع في تراثنا الأدبيّ. الشركة العالميّة للكتاب، بيروت 1997 (250 ص). 20. البلاغة العربيّة وأساليب الكتابة (بالاشتراك)، مكتبة السائح، طرابلس لبنان 1998 (400 ص). 21. الحيّة في التراث العربيّ (تقديم ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1997. 22. الخيل في قصائد الجاهليّين والإسلاميّين، (إشراف ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1997. 23. البلاغة العربيّة وأساليب الكتابة (بالاشتراك)، مكتبة السائح، طرابلس لبنان 1998 (400 ص). 24. الشعر والشعراء في كتاب العمدة، لابن رشيق (إشراف ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1997. 25. شعراء الأمكنة وأشعارهم في معجم البلدان. مجلّدان (إشراف ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1997. 26. ديوان بشر بن أبي خازم الأسديّ (إشراف ومراجعة)، دار ومكتبة الهلال، بيروت 1997. 27. البلاغة الشعريّة في كتاب "البيان والتبيين"، (إشراف ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1997. 28. فنّ المديح النبويّ في العصر المملوكيّ (إشراف ومراجعة)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 1998. 29. ديوان حاتم الطائيّ (إشراف ومراجعة)، الشركة العالميّة للكتاب، بيروت. 30. ديوان النابغة الذبيانيّ (إشراف ومراجعة)، الشركة العالميّة للكتاب، بيروت. 31. ديوان الخنساء (إشراف ومراجعة)، الشركة العالميّة للكتاب، بيروت. 32. الفكاهة والضحك في التراث العربيّ المشرقيّ، (تقديم ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1998. 33.- ديوان امرئ القيس (جمع وشرح وتقديم وفهرسة)، (544 ص)، المكتب الإسلاميّ، بيروت سنة 1998. 34. شرح ديوان أبي ذؤيب الهذليّ (تقديم ومراجعة) المكتب الإسلاميّ بيروت 1998. 35. فقه اللغة وأسرار العربيّة، أبو منصور الثعالبي، (تقديم وشرح وفهارس موسّعة)، المكتبة العصريّة (614 ص)، بيروت-صيدا 1998. 36. معجم أعلام شعراء المدح النبويّ (تقديم وضبط أشعار)، (450 ص)، مكتبة ودار الهلال بيروت 1997. 37. شرح المعلّقات العشر (بالاشتراك)، عالم الكتب، (450 ص)، بيروت 1995. 38. دلائل الإعجاز، لعبد القاهر الجرجاني (تقديم وضبط وشرح وفهارس موسّعة) (614 ص)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2000. 39. شرح الواحدي لديوان المتنبّي (بالاشتراك) (تقديم وشرح وفهارس عامّة) خمس مجلّدات، دار الرائد العربيّ، (2700 ص)، بيروت آخر سنة 1999. 40. في محراب الكلمة (بحوث ودراسات نقديّة في الأدب العربيّ الحديث والمعاصر)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 1999 (454 ص). 41. واقعيّة الأدب وبلاغة الحبك القصصيّ، في رواية آنا كارنينا لتولستوي، الدار النموذجيّة صيدا-بيروت 2001 (304 ص). 42. كتاب الآداب، لجعفر بن شمس الخلافة، (مجد الملك)، (قدّم له وضبط نصّه وعلّق عليه)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2001 (224 ص). 43. آلام فرتر، لجوته، (قدّم لها بدراسة تحليليّة مطوّلة)، الدار النموذجيّة، صيدا-بيروت 2001 (317 ص). 44. تلخيص المفتاح، لجلال الدين القزويني، (ضبطه وعلّق عليه وقدّم له)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2001 (280 ص). 45. طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي (تقديم ومراجعة)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2001 (380 ص). 46. ديوان الإنشاء أو أسلوب الحكيم، لأحمد الهاشمي، (ضبطه وشرح غامضه)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2001 (526 ص). 47. القصيدة الرومنسيّة في بلاد الشام بين الحربين (مؤسّسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعريّ، دورة الأخطل الصغير)، بيروت 1998 (110 ص). 48. المتنبّي في عيون قصائده، (اختارها وعلّق عليها)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2000 (518 ص). 49. ديوان مصطفى صادق الرافعي (تحقيق وشرح وتقديم) (3 أجزاء) (536 ص)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2003. 50. الشعر والشعراء في "الجامع لأحكام القرآن"، (تقديم ومراجعة)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2004 (550 ص). 51. روضات الجنان في "الجامع لأحكام القرآن" للإمام القرطبي، (3 مجلّدات)، (اختارها ونسّقها وقدّم لها وعلّق عليها) (1700 ص) صدرت عن دار الأرقم، بيروت 2006. 52. عبد الرؤوف فضل الله، بأقلام نخبة من أقطاب الفكر العربيّ (كتب السيرة الثقافيّة ورتّب النصوص وضبطها) بيروت 2007. 53. عمر بن أبي ربيعة، رائد شعر الجمال والغزل الصريح، رشاد برسّ، بيروت 2009 (320 ص). 54. طرفة بن العبد: شاعر الخواطر الوجوديّة، رشاد برسّ، بيروت 2009 (190 ص). 55. مهمّشون مبدعون في تراثنا الشعريّ، رشاد برسّ، بيروت 2009، (568 ص). 56. مكاشفات ذوقيّة في نقد الأدب العربيّ الحديث، رشاد برسّ، بيروت 2010 (584 ص). 57. مكاشفات ذوقيّة لصفحات مطويّة في تراثنا الشعريّ، دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة، صدرت سنة 2011 (158 ص من الحجم الصغير). 58. تقاسيم على خدّ الأصيل، (مذكّرات ورسائل ويوميّات الحبّ الأخير)، دار المنهل، بيروت 2010، (325 ص). 59. مرايا العشق في ديوان، "جوزيف حرب": "السيدة البيضاء في شهوتها الكحليّة"، رياض نجيب الريّس، بيروت 2011، (206 ص). ثانيًا: في الإبداع الشعريّ 60. مسافر للحزن والحنين، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 1977 (215 ص). 61. قصائد للزمن المهاجر، دار الرائد العربيّ، بيروت 1983 (183 ص). 62. دياجير المرايا، دار العودة، بيروت 1992 (207 ص). 63. منتهى الأيّام (قصيدة طويلة)، دار العلم للملايين، بيروت 1995 (110 ص). 64. آخر الأوراد، اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين، بيروت، 2005 (120 ص). 65. نار الفصول، آخر قصائد الحبّ، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة 2010 (120 ص). 66. نعماء السكينة، الهيئة العامّة السوريّة للكتاب، دمشق 2012 (70 ص). 67. مسرحيّة البُنيان وقصائد أخرى، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2013 (128 ص). 68. إيلينا والعشق الشفقي، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2019. 69. قصائد الثمانين، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2019. 70. يوميّات ارتقاء إلى مقام الحبيبة، المؤسّسة الحديثة للكتاب 2020. 71. رياحين الوجدان، المؤسّسة الحديثة للكتاب 2020. 72. عندما يَعْصَوصٍف الوصال، منتدى شاعر الكورة الخضراء، بيروت 2021. 73. من وراء الحُجُب، منتدى شاعر الكورة الخضراء، بيروت 2022. ثالثًا: في المؤلّفات الأدبيّة العامّة 74. شعراء لبنان في النصف الثاني من القرن العشرين، رشاد برسّ، بيروت 2011 (3 مجلّدات، 3120 ص). 75. في الرمز والرمزيّة (مكوّنات وآفاق)، دائرة الثقافة، إمارة الشارقة دولة الإمارات 2014. 76. مدارات السرد الروائي في رواية الجريمة والعقاب لدوستويْفسكي، دائرة الثقافة والإعلام، إمارة الشارقة 2015. 77. ثنائيّة الإمتاع والتوتير اللغويّ في "ثلاثيّة الجزائر" الروائيّة لعبد الملك مرْتاض، نشرت في الجزائر، دار الهدى2014، وفي لبنان المؤسّسة الحديثة للكتاب 2017. 78. مرايا الكتابة التشكيليّة في نتاج عمر عبد العزيز (سياحة فكريّة عامّة)، سندباد للنشر، القاهرة 2014. 79 و80. مراصد النقد الأدبي (قطوف دانية من روضات القلم النقديّ)، (جزءان كبيران) (800 ص)، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2016. 81. مراقي الإبداع في ديوان الشعر الكويتيّ المعاصر، مؤسّسة البابطين للإبداع الشعريّ، الكويت 2015. 82. أبعاد الإبداع في أعمال الشعراء عبد القادر الحِصْني وفاديا غيبور وباسم عبّاس، المؤسّسة الحديثة للكتاب طرابلس 2017. 83 و84. حصاد الأيّام (...) في أدب ياسين الأيّوبي، (مجلّدان كبيران) (حوالى 1300 ص)، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2017. 85. شعراء أعلام من لبنان، (مجلّدان كبيران)، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2017. 86. معالم الأدب السورياليّ، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2017. 87. مِن كلّ فجّ عميق (مطالعات نقديّة معاصرة)، المؤسّسة الحديثة للكتاب 2017. 88. في مهبّ الخَبال الشعريّ (قراءة نقديّة ذوقيّة في أعمال الشاعر الجنوبيّ محمّد زينو شومان)، المؤسّسة الحديثة للكتاب طرابلس 2018. 89. مدرّجات القدوم إلى الآخرة، المؤسّسة الحديثة للكتاب 2018. 90. رواية (الشيخ فرح) بين الواقع والأسطورة، المؤسّسة الحديثة للكتاب 2018، ونشر إلكترونيًّا في إمارة الشارقة (دولة الإمارات) 2021. 91. شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحادة، في مجموعته الكاملة، منتدى شاعر الكورة الخضراء، بيروت 2021. 92. لطائف الكلم (دراسات ومكاشفات موجعة)، منتدى شاعر الكورة الخضراء، بيروت 2022. في التأليف المدرسيّ الثانويّ 93. الرصيد الأدبيّ (مائة إجابة نموذجيّة في أدب البكالوريا)، (بالاشتراك) دار الشمال، طرابلس 1981 (270 ص). 94. مفتاح النجاح في أدب البكالوريا، الجزء الأوّل للسنة الثانويّة الأولى، دار العلم للملايين، بيروت 1986 (215 ص). نفد. 95. مفتاح النجاح في أدب البكالوريا، الجزء الثاني (للسنة الثانويّة الثانية)، دار العلم للملايين، بيروت 1986 (280 ص). نفد. في النتاج المخطوط (المعدّ للنشر) 96. الدُّرّ المكنون في تصانيف الآداب والفنون (مقتطفة ومنسّقة في التراث الأدبيّ)، (5 مجلّدات)، تصدر عن دار القلم في بيروت، تنتظر طباعتها ونشرها منذ 2006، ولمّا يُطبع ويُنشر. 97. المنتخب من كلام العرب مقتطفات من التراث العربيّ، (منسّقة ومعلّق عليها) تصدر عن دار القلم، (3 مجلّدات) وهي مودعة فيها منذ 2006 ويقع كلّ جزء فيها ما بين 300 ص و400 ص. وقد تقاضى المؤلّف حقوق الطبع مسبقًا. 98. مصطلحات علم البلاغة (الجزء الأوّل: حرف الهمزة) (351 ص)، المنجز والمخطوط في مطلع التسعينات من القرن الماضي. 99. قوارير الخاطر من شآبيب المشاعر، كتاب مذكّراتي تأمّلي. المؤسسة الحديثة للكتاب، صدر في أيار 2023، في حدود الـ500 صفحة. 100. محاسن، (ديوان شعري)، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس لبنان 2022. 101. من كلّ حقل سنبلة (حوارات وندوات تكريم ودراسات منوّعة)، المؤسّسة الحديثة للكتاب / طرابلس-بيروت، 2023. 102. من رحيق الأيّام (صفحات أدبيّة مطويّة) (عدد غير محدّد من الأجزاء)، يُعدّ الآن ويصدر خلال عاميّ 2023-2024..
اللغة العربية الفصحى لغة القرآن وأكثر
BY البرفيسور لويس جان كالفي
10.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
البروفيسور لويس جان كالفي لـــ «اللــواء»: «اللغة العربية الفصحى لغة القرآن وأكثر من هذا لغة مقدَّسة فكل حرف فيها له دلالة فكرية وإحساس خاص حاورته : ضحى عبدالرؤوف المل استطاع لويس-جان كالفي، مؤلف كتاب "أي مستقبل للغات؟"، رصد العلاقة بين اللغات وتطورها ضمن جدول نسبي وضعه، وذلك لوزن اللغات في عصر العولمة كأداة لقياس أوزان اللغات في العالم. وهذا أيضًا ضمن عنوان الكتاب الذي تم توقيعه في جامعة القديس يوسف بالتعاون مع مؤسسة الفكر العربي، بعد محاضرة ألقاها لويس-جان كالفي، شرح فيها أبرز الإشكاليات التي عالجها في بحوثه عامة، وفي كتابه خاصة، الذي قال عنه مدير مؤسسة الفكر العربي، البروفيسور هنري العويط: "الكتاب الذي صدر ونحتفل به اليوم هو كتاب 'أي مستقبل للغات؟'، يجسد هذا البرنامج الواسع للترجمات عن اللغات الأجنبية، وموضوع الكتاب هو عن اللغات، عن حرب اللغات، وعن السياسات اللغوية". لهذا، اخترنا عملية إطلاقه بمناسبة الاحتفال الذي أعلنت عنه منظمة اليونسكو عام 1999 بتكريس تاريخ 21 شباط من كل سنة لليوم العالمي للغات الأم. طبعًا، كل دولة تحتفل باللغة التي تمثل لغتها، ونحن في لبنان والعالم العربي نحتفل باللغة العربية. قمنا بدعوة البروفيسور كالفي لإلقاء محاضرة هي من صلب تجربته الطويلة عن هذا الموضوع. لذا، كان عنوان المحاضرة "ما هي أوزان اللغات في العالم؟". أردنا في اليوم العالمي للغة الأم أن نثير التفكير حول هذه القضية التي تثير إشكاليات، لأنه يميز بين اللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية، أو لهذا يعتبر عدد الناطقين باللغة العربية أقل مما هو حقيقة في الواقع. وقد تم شرح العديد من النقاط في هذه المحاضرة، حيث التقينا البروفيسور لويس-جان كالفي وأجرينا هذا الحوار. - يوجد حوالي سبعة آلاف لغة في العالم، كيف يمكن قياس أوزان اللغة بالنسبة للناطقين بها؟ عادةً عندما يُطرح هذا السؤال، نقول إننا أكثر الأشخاص الذين يتلقون هذه اللغة، ولكن هناك الكثير من الطرق لقياس أوزان مراتب اللغة الأكثر استخدامًا في العالم، تبعًا لاستخدام اللغة الرسمية في كل بلد. مثل الرسم البياني الذي يعرض النسب المئوية لسكان العالم الناطقين بهذه اللغات، ووجود اللغة على الإنترنت، والترجمات، والقدرة الاقتصادية التي يتمتع بها أصحاب البلدان الذين يستخدمون اللغة الرسمية. هناك الكثير من العوامل، وقد وضعنا معيارًا أو بارومترًا، حيث يوجد 11 عاملاً لإجراء الإحصاء والتصنيف باعتماد بارومتر كالفي. - كيف يمكن تحديد اللغات واللهجات، خاصة أنها لا تتقيد بالنحو والقواعد؟ لا أعرف إن كنتم تعرفون الكود ISO، فهو نظام عالمي يُستخدم لوزن كل اللغات، وهو المقياس العالمي للغات والموجود على مواقع الإنترنت. إذا وضعنا كلمة ISO de langue، من خلال ISO نكتشف حوالي سبعة آلاف لغة، ولكل واحدة منها كود معين أو رقم خاص. كما يمكننا أيضًا تصنيف اللغات بحسب تداولها على الإنترنت (عدد مستخدمي كل لغة على الإنترنت). ومن خلال ISO، يمكننا حسم إشكالية هل هذه لغة فصحى أم لغة عامية. تطرح اللغة العربية إشكالية مهمة، لأن الفصحى هي اللغة الرسمية المشتركة في 21 بلدًا، في حين يتحدث السكان في حياتهم اليومية بما يسمى بالعاميات. مع الكود ISO الخاص باللغات، لا توجد إشكالية في ذلك، لأن لكل من هذه اللغات رقمًا خاصًا بها. لهذا، بما يخص اللغة العربية، يوجد ثلاثون منها، مثل العربية الجزائرية أو التونسية أو اللبنانية أو المغربية، إلخ. - لغة تُكتب ويتم التداول بها على شبكات التواصل بالأرقام، هل يمكن أن تبدل هذه الأرقام اللغات مستقبلاً؟ لا، لأن ما نكتبه في الرسائل الهاتفية السريعة أو البريد الإلكتروني لا يشكل خطرًا، لأنها ليست شفهية، وإنما تُكتب مثل الرقم 7 الذي يمثل حرف الحاء في كلمة محمد، وهذا يخص الكتابة فقط. اللغة تبدأ شفهياً ثم تُكتب، ولم نر العكس، ولا أعتقد أنها يمكن أن تشكل خطرًا. - ما هو البارومتر الحقيقي لوزن اللغات في العالم؟ البارومتر يرصد العلاقة بين اللغات وتحديد الأهمية النسبية لكل لغة، مثلًا، هو يأخذ في الاعتبار 563 لغةً، وهي اللغات التي يتم تداولها بين أكثر من 500.000 شخص كلغة أولى، ويتم عرضه على الإنترنت من خلال موقع مؤسسة Ethnologue الإلكتروني. وبهدف تجنب الوقوع في نقاش لا جدوى منه حول فصل اللغات عن اللهجات المحلية، سنعتبر أن اللغة هي ما تم تسجيله في قائمة رموز أيزو 693. وهكذا، من خلال قالب أيزو (شريحة رقم 14) APC، تظهر اللغة العربية المشرقية على غرار تلك المتداولة في لبنان. - ما هو المنظور الاجتماعي الذي تقدمه الثقافة للغات كافة؟ وما هي المشاعر اللغوية؟ البارومتر يرتكز على الشيء الذي يميل إلى التمثيل اللغوي. أما الشعور اللغوي، فلا يمكن قياسه. نعم، هذا النظام الإحصائي للأرقام والأشياء التي تعتمد على الأرقام. أما المشاعر اللغوية، فلا يمكن قياسها. ولعل أهم مثال في هذا الشأن هو المسلمون الذين يرون في اللغة العربية الفصحى لغة القرآن، وأكثر من ذلك، لغة مقدسة، فكل حرف فيها له دلالة فكرية وإحساس خاص لا يخضع لقانون القياس الحسي، بل يعبر عن أيديولوجية قائمة بحد ذاتها. ففي المغرب العربي، وأثناء الاحتلال الفرنسي، كان للجزائريين تعلق كبير بلغتهم العربية التي تعرضت للقمع والإلغاء من خلال فرضها كلغة رسمية في المدارس. فتمسكوا بها أكثر، ونشأ بينهم وبينها حب عظيم، وهذا ما نسميه بالإحساس اللغوي أو الشغف اللغوي. Doha El Mol في هذا الحوار، يتناول البروفيسور لويس-جان كالفي موضوعاً بالغ الأهمية في عصر العولمة، وهو وزن اللغات وتطورها في عالم متشابك ومتداخل. يقدم كالفي رؤية عميقة حول كيفية قياس أوزان اللغات باستخدام أدوات إحصائية ومعايير دقيقة، من خلال ما يعرف ببارومتر كالفي. يربط النقاش بين اللغة الرسمية، عدد الناطقين، وتداولها عبر الإنترنت، مما يوفر أداة قوية لفهم مدى تأثير كل لغة في الساحة العالمية. كما يعكس الحوار تساؤلات عميقة حول الهوية والانتماء، خاصة عندما يتعلق الأمر باللغات. اللغة ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي عنصر أساسي يشكل جزءاً من الهوية الفردية والجماعية. يسلط الحوار الضوء على كيفية تأثير اللغة الفصحى واللهجات المحلية على الشعور بالانتماء والتفاهم الثقافي. يمثل الشعور اللغوي، الذي يناقشه البروفيسور كالفي، تجسيدًا للعاطفة والتعلق العميق الذي يشعر به الأفراد تجاه لغاتهم، مثلما يظهر في المثال المغربي، حيث تصبح اللغة رمزًا للصمود والمقاومة الثقافية. يقدم هذا الحوار مادة غنية للتأمل في مفهوم اللغة ككيان حي وديناميكي. يعبر البروفيسور كالفي عن العلاقة بين اللغات بطريقة تشبه إلى حد كبير رواية تُروى عبر الأجيال. يشير إلى أن اللغة ليست ثابتة، بل تتغير وتتكيف حسب السياق الاجتماعي والثقافي. التصنيف الذي يقدمونه يذكرنا بالحبكة الأدبية المعقدة، حيث تتداخل اللغات وتتشابك في دراما عالمية واسعة. استخدم الأمثلة والرموز لتوضيح النقاط الرئيسية. كما استخدم مصطلحات مثل "بارومتر كالفي" و"كود ISO" يعزز من دقة التحليل ويعطيه طابعًا علميًا موثوقًا. كما أن استخدام الأمثلة العاطفية، مثل تعلق الجزائريين بلغتهم العربية أثناء الاحتلال الفرنسي، يعزز من تأثير الرسالة ويجعلها أكثر قربًا للقارئ. يعكس الأسلوب البلاغي قدرة على الجمع بين الجوانب التقنية والعاطفية في النقاش، مما يجعل الرسالة أكثر جاذبية وفعالية. تجسد المحاضرة وأمثلة البروفيسور كالفي صراعًا إنسانيًا أعمق من مجرد الأرقام والمعايير. تكمن جمالية اللغة في قدرتها على الجمع بين العلم والشعور، بين الإحصائيات والمشاعر. اللغة ليست مجرد مجموعة من القواعد والأحرف، بل هي حياة وأمل وشغف. تثير المحاضرة تساؤلات حول قيمة اللغة في حياة الإنسان وكيف يمكن لها أن تكون منارة ثقافية تشع بالمعنى والهوية في وجه التحديات العالمية. من خلال هذا التحليل، نرى كيف يمكن للغة أن تكون أكثر من مجرد وسيلة للتواصل؛ فهي نافذة على الروح الإنسانية وأداة لفهم أعماق المشاعر والتجارب الثقافية. dohamol67@gmail.com
×
البرفيسور لويس جان كالفي
لويس جان كالفي (5 يونيو 1942، بنزرت) (بالفرنسية: Louis-Jean Calvet) هو لساني فرنسي، أستاذ اللسانيات الإجتماعية جامعة «بروفانس» الفرنسية. بعض مؤلفاته سيرة حياة رولان بارت (1973) أصوات المدینة مقدمة إلى اللسانيات الاجتماعية الحضرية (1994) حرب اللغات والسياسات اللغوية (1995) 100 سنة من الأغنية الفرنسية (2006) الفرنسية في إفريقيا (2010) كان هناك 7000 لغة (2011)
«
15
16
17
18
19
»