Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
أن يصبح قرار المثقف في الوطن العربي سيادياً
BY الروائي عدنان فرزات
8.7
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي عدنان فرزات للواء: "هي أن يصبح قرار المثقف في الوطن العربي سيادياً ومؤثراً، ولا يكون تابعاً ومهمشاً." حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل بدأ حياته الصحفية خطوة بخطوة، متدرجاً من محرر وصولاً إلى رئيس تحرير ومدير قناة البابطين الثقافية حالياً. كانت رحلته شاقة ومفيدة. افتتن بالأدب فغرق بجمالية اللغة العربية، فأول لغة تأثر فيها هي لغة قصة النبي يوسف عليه السلام في القرآن الكريم. وأصدر قبل سنة تقريباً كتاباً كاملاً عن قواعد القصة من خلال قصة يوسف عليه السلام، وجاء الكتاب بعنوان "لا تسأل أحداً: كتابة القصة على طريقة أحسن القصص". والتراث العربي برأيه مظلوم في ما يخص القصة، فالمؤرخون يذكرون الشعر على أنه ديوان العرب، وهذا صحيح، ولكن عدنان فرزات يؤكد أن فن القصص كان له وجود في التراث العربي، بدليل أنهم عندما سألوا النبي عليه وآله أفضل الصلاة والسلام أن يقص عليهم قصصاً، نزلت سورة يوسف: "نحن نقص عليه أحسن القصص". وطالما أنهم طلبوا منه أن يحكي لهم قصصاً، فهذا يعني أن فن القصة كان موجوداً. - متى ننتفض على الشكل الروائي الأدبي بالمعنى والمبنى؟ قبل أي تمرد على أي شكل من أشكال الأدب والفن، علينا أن نتقن أو على الأقل نتطلع إلى قواعده وتصنيفاته، كي لا تختلط الأجناس الأدبية فيما بينها كما هو حاصل اليوم. فكثيرون لا يجدون الخيط الفاصل بين الخاطرة والسرد مثلاً، فالسرد كي يكون كذلك، يجب أن يتكئ على قواعده المعروفة كالحبكة وتصاعد الأحداث والعقدة والحل وتعدد الشخصيات وتطورها، وغيرها. علينا أن نتعلمها أولاً، ثم بعد ذلك ليحطم الكاتب ما يشاء. أما أن يكتب خاطرة وجدانية ويقول إنها قصة أو رواية، فهنا يُضيع نسب الأدب. على الصعيد الشخصي، أفضل الأسلوب الواقعي الممزوج بالشاعرية والحكمة. لا أحب الرمزية ولا الغموض، ولكن لا أستنكرها على غيري، فهذه حريته الأدبية. لكن تبقى الواقعية هي لوحة حياة على أن لا تقترب الواقعية من التصوير الفوتوغرافي، بل لا بد من ممارسة فن التخيل إلى أقصى مداه دون أن يتحول إلى غرائبي. - كيف يمكن مخاطبة الجيل الذي ابتعد عن الأدب أو الثقافة عامة؟ الجيل لم يبتعد عن الأدب، الكاتب هو الذي ابتعد عن الجيل. وأعطيك الدليل، الجيل اليوم يهرب من الكاتب العربي إلى الكاتب الأجنبي، لأن الأخير يبتكر الأفكار الجديدة والمحفزة، ولكن مع ذلك، هناك إقبال على بعض الكتاب، وإلا فكيف نفسر ظهور عدة طبعات لعمل روائي واحد مثلاً؟ أما كيف نخاطب الجيل، فهذا يشبه جدلية الآباء والأبناء، حيث يرفض الأبناء غالباً تقاليد الآباء، ولذلك تجدين اليوم أن هناك شريحة جديدة من الكتّاب صغار السن بدأت تظهر وتصدر الأعمال التي تحاكي جيلهم، ونرى إقبالاً كبيراً من القراء الشباب أيضاً على هذه الأعمال، رغم عدم نضوجها أحياناً. هناك الكثير من القضايا المستجدة التي لم يواكبها الأدباء الأكبر سناً لأنهم تقوقعوا في ذاكرتهم التي يستمدون منها أحداث أعمالهم دون أن يفتحوا بوابات الحاضر بما فيه من معطيات جديدة. - أين الترجمة التي تجعل من الأديب العربي مقروءاً في كل مكان؟ حقيقة هناك تقصير كبير في الترجمة، وخصوصاً من العربية إلى لغات العالم، ولا تترجم الأعمال غالباً إلا بعد فوزها بجائزة مثل جائزة بوكر بنسختها العربية، أو غيرها. أو أن تتم الترجمات بمجهودات فردية للكاتب وليس عن طريق مؤسسات تتبنى ترجمة الأعمال العربية إلى اللغات الأخرى. وهذا المشروع يحتاج إلى وعي من وزارات الثقافة العربية تجاه إيصال نتاج الفكر العربي إلى العالم. -ألا تشعر أننا نحتاج لأعمال روائية في الدراما العربية وبكثرة؟ الرواية غالباً ما تتحول إلى فيلم سينمائي، واعتمدت السينما كثيراً على الأعمال الروائية، ولكن في ما يخص المسلسلات، فهي غالباً ما لا تكون كذلك، حيث يتم كتابة المسلسل منذ البداية بمعالجة مستقلة، وبعض الأعمال الروائية التي تحولت إلى مسلسلات لم تنجح، مثل رواية "ذاكرة الجسد" للكاتبة أحلام مستغانمي التي تحولت إلى مسلسل فاشل وثقيل الظل. ولكن هذا يجب أن لا يمنع المخرجين من استلهام روايات أخرى يمكن أن تتحول إلى مسلسلات مهمة، لأن في الرواية فكراً ينمي عقلية المشاهد وليس مجرد أحداث بلهاء كما يحصل في المسلسلات التركية مثلاً. - برأيك، ما المسافة بين السيناريو والرواية، ولماذا لم نجتازها بشكل ودي حتى الآن؟ أقمتُ مرة دورة عن الرواية التي تصلح أن تتحول إلى عمل مرئي، وذكرت يومها أن على الروائي أن يضمّن روايته سيناريو جاهزاً للمخرج أو لكاتب السيناريو، أي حين يكتب الروائي عمله، يتوجب عليه أن يرسم فنياً هذا السيناريو كي يكون جاذباً للمخرجين، ولأن الكثير من الروائيين لا يدركون ذلك، فإن المسافة التي تتسع بينهم وبين السيناريو تصبح شاسعة. - أين يقف الآن الأديب والإعلامي عدنان فرزات، وما الذي تفكر به ولم تحققه حتى الآن؟ لا توجد نهاية لأفق الكاتب، فمهما قطع من طرقات في دروب الأدب، يبقى واقفاً على مشارفه. ولكنني دائماً، كلما تقدمت خطوة، أنظر إلى المسافة التي قطعتها، وأقيسها وأسأل نفسي: هل هي مرضية أم لا؟ وبفضل الله تعالى، فإن المسافات التي مشيتها كانت جيدة فقد ألفت خمس روايات وكتاباً وفزت بجوائز ذهبية وفضية في أفلام وثائقية وتُرجمت بعض أعمالي إلى الإنجليزية، وطُبعت منها عدة طبعات. ربما هو إحساس بشيء من الرضا يخامره تعب وشقاء وكفاح مرير. - لماذا "تحت المعطف" وهل تأثرت بالكتاب الروس؟ "تحت المعطف" حكاية معاناة المرأة العربية المغتربة وما تتعرض له من ابتزاز يصل إلى درجة تجنيدها في مجموعات إرهابية من عرب مهاجرين إلى الغرب يتربصون بالعربيين القادمين حديثاً. وربما أن الذي أوحى لك بتأثري بالكتب الروسية هو الأسلوب الواقعي الذي كتبت فيه الرواية، ويعجبني هذا الأسلوب جداً كما تعجبني الأعمال الروسية، ولكن ليس تأثراً بقدر ما هو منهج موجود تمكنت من تطويره بإضافة الشاعرية إليه وحرية التنقل بين الأحداث خارج الصرامة الواقعية أحياناً. -لو جعلتك تختار بين الرواية والقصة، ماذا تختار؟ بالتأكيد سأختار الرواية، رغم أنني كتبت الإثنين معاً، ولكن الرواية فضائي الفسيح الذي لا تمنحني إياه حدود القصة.. يكفينا ما نعانيه من حدود جغرافية. - كلمة للكاتب العربي من الأديب والروائي عدنان فرزات؟ أود أن أغرس شجرة من كلمات التقدير لكم لاهتمامكم بالثقافة في وقت جنحت فيه الصحف عن هذا المسار. وكلمتي الأخرى هي أن يصبح قرار المثقف في الوطن العربي سيادياً ومؤثراً، ولا يكون تابعاً ومهمشاً. Doha El Mol في هذا الحوار عدنان فرزات يعبر عن رؤية عميقة تجاه الأدب والثقافة في العالم العربي. يصف الروائي التحديات التي يواجهها المثقف العربي، ويشدد على أهمية أن يكون المثقف ذا تأثير مستقل وغير تابع. هذه النظرة تعكس إحساساً قوياً بالمسؤولية تجاه النهوض بالمجتمع العربي ثقافياً وفكرياً. يشير إلى أهمية الاتقان والتعلم في الأدب قبل الانطلاق في التجريب، مما يعكس احتراماً عميقاً للأدب كفن وصناعة تحتاج إلى مهارة ومهنية. فرزات يعبر عن نظرة متوازنة تجاه الأدب المعاصر، حيث يرى أن الجيل الجديد يحتاج إلى التواصل مع الأدب عبر أساليب حديثة تواكب اهتماماته وتطلعاته. يبرز التباين بين الواقع الأدبي التقليدي والتوجهات الحديثة، ويعترف بوجود فجوة بين الأدباء الأكبر سناً وجيل الشباب. هذه النظرة تعكس الوعي بتغيرات المجتمع ومتطلبات الجيل الجديد، مما قد يثير تأمل القارئ في كيفية تفاعل الأدب مع تغيرات العصر. كما يؤكد على نقص الترجمة من العربية إلى لغات العالم يظهر قلقاً مشروعاً بشأن كيفية وصول الأدب العربي إلى جمهور عالمي أوسع. يشير إلى أهمية دور المؤسسات الثقافية في دعم الترجمة، مما يسلط الضوء على الحاجة لتطوير استراتيجيات أفضل لنشر الفكر العربي عالميًا. وينتقد بعض التعديلات التي تطرأ على الروايات عند تحويلها إلى مسلسلات، ويشير إلى أنه يجب على المخرجين أن يستلهموا من الروايات بشكل يحافظ على قيمتها الفكرية ويعززها. هذا النقد قد يعزز عند القارئ الوعي بقيمة الروايات الأصلية ويدعوه للتفكير في كيفية معالجة الأعمال الأدبية في الإعلام. أما توضيح المسافة بين الرواية والسيناريو يعكس فهم فرزات العميق لعناصر الكتابة والتقنيات المختلفة. إشارته إلى ضرورة دمج عناصر السيناريو في الرواية لتكون جذابة للمخرجين يمكن أن يثير لدى القارئ اهتماماً بفن الكتابة وتفاصيلها، مما يعزز قدرته على تقدير كل من الرواية والسيناريو بشكل أفضل. إن الحديث في هذا الحوار عن مشاعر الرضا والتعب والشقاء يعكس جانباً إنسانياً وعاطفياً عميقاً في حياة الكاتب. يعرض فرزات تجربته الشخصية بصدق، مما يمكن أن يخلق تواصلاً عاطفياً مع القارئ. هذه الصراحة في التعبير عن الصعوبات والإنجازات تعزز من مصداقيته وتعمق من فهم القارئ للتحديات التي يواجهها الكتّاب. إلا أن الاعتراف بتأثير الأسلوب الواقعي في الكتابة وتطويره عبر إضافة الشاعرية يعكس مرونة في التفكير الأدبي وقدرة على الدمج بين الأساليب المختلفة. يمكن أن يشجع هذا القارئ على استكشاف تنوع الأساليب الأدبية وكيفية تأثيرها على التجربة القرائية. في النهاية النصيحة التي يقدمها فرزات من خلال هذا الحوار للمثقف العربي تعكس أمله في تعزيز تأثيرهم ووجودهم بشكل أكثر استقلالية وقوة. قد تكون هذه النصيحة ملهمة للقارئ الذي يسعى لتحقيق تأثير إيجابي في مجاله. هذا الحوار يكشف عن عمق التفكير والتفاني الذي يظهره عدنان فرزات تجاه الأدب والثقافة. يؤثر الحوار في القارئ عبر تقديم رؤى نقدية وبناءة حول قضايا الأدب واللغة والترجمة، ويعزز من الوعي بأهمية الاستقلالية والتطوير في مجال الأدب. كما يعكس البعد الشخصي في حياة الكاتب وتجربته، مما يخلق تواصلاً عاطفياً ويزيد من تقدير القارئ للجهود التي يبذلها الأدباء. dohamol67@gmail.com
×
الروائي عدنان فرزات
عدنان فرزات (1964 في دير الزور، سوريا- 27 سبتمبر 2020 في مدينة الكويت، الكويت) إعلامي وروائي سوري.كان مسؤول المركز الإعلامي في مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية ومدير قناة البابطين الثقافية التلفزيونية، وسكرتير تحرير مجلة البيان الصادرة عن رابطة الأدباء الكويتيين كاتب في صحيفة القبس الكويتية، وكتب في صحف عديدة مثل الشرق الأوسط الدولية وسابقاً في الجزيرة السعودية والعرب اليوم الأردنية، والخبر الجزائرية..وغيرها. حاز فلم وثائقي له شارك به مع تلفزيون دولة الكويت على الجائزة الذهبية الأولى في مهرجان الإذاعة والتفلزيون في تونس عام 2015 والفلم بعنوان «ما ينهز الفنجان». حائز على العديد من شهادات التقدير . مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%AF%D9%86%D8%A7%D9%86_%D9%81%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D8%AA
بذا تكون زهور تأكلها النار رواية معاصرة
BY الروائي أمير تاج السر
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
أمير تاج ل" للواء": "بذا تكون زهور تأكلها النار رواية معاصرة بقدر ما هي مستلة من عمق التاريخ." حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل تدل رواية "زهور تأكلها النار" للروائي أمير تاج السر على أنه مغرم بالشعر كثيرًا، كما أنه استمد كثيرًا من الصور التي وظفها في السرد، وأحيانًا ربما انقطع السرد في مكان ما واكتمل بقصيدة أو مقطع من قصيدة. رامونا ريماس شاعر افتراضي، وهو في الرواية مع قصائده من الأدلة القوية على تحضر الرواية، وتذوقها للفن، وتحضر المدينة أيضًا إلى حد ما، بالرغم من افتقارها لكثير من نواحي الجمال باعتبار الفتاة جزءًا من المدينة. الرواية قائمة على ثنائية القبح والجمال، التعمير والخراب، الأمن والفوضى الناجمة عن الحروب، وأعتقد أن وجود شاعر افتراضي في الرواية كان مهمًا جدًا لترسم قصائده اللوحات المطلوبة. وهذا مهم حتى تكتمل الحكاية. ومع الروائي أمير تاج السر أجريت هذا الحوار... - زهور تأكلها النار، هل هي احتراق المرأة بين المذاهب أم صورة الأب عند الفتاة ومؤثراتها السلبية على حياتها؟ لم آتِ بجديد بالنسبة لوضع المرأة في مجتمعاتنا الذي تحدثه الطائفية والفوضى في كل زمان، بالرغم من أن المرأة أنصفت بالفعل في الديانات، خاصة الدين الإسلامي، وكرمت بحق. نحن إزاء أفكار انحرفت بشدة عن الفكرة الصحيحة والسلوك القويم للدين، وكلنا شاهدنا ما حدث في هذا العصر من أذى كبير للمرأة لا لشيء سوى أنها أنثى، ومطمع لكل متشرذم. لن أقول إن الرواية مرثية للأنثوية في زمن شرس، ولكن هي مرثية لكل ما هو خصب وتحويله إلى يباب. وجليٌّ أن المرأة هي الخصوبة بالطبع. لقد اخترت الراوي امرأة، ويقيني أنني لم أخطئ في ذلك، واستطاعت خميلة أن تدلي بالدلو الذي لن يستطيع أن يلقي به رجل في الحكاية. بالنسبة للأبوة، لا يمكن الإلمام بتفاصيلها كلها، هناك أبوات رقيقة هادئة، وأبوات شرسة، وأبوات تحكمها المصالح كما قرأنا أبوة جماري لابنته، هو يشاركها أفكارها وفي الوقت نفسه يبتعد عنها كثيرًا بأفكاره الخاصة بتجارته وحياته، حتى الأم نفسها كانت امرأة فنانة لكنها داخل الفن وحده، ولم تعطه دورًا قويًا في بيت الأسرة. - لماذا رافقت الصور الشعرية بنية الرواية، وما الهدف من هذه المؤثرات الشعرية لريماس؟ عشقي للشعر بلا حدود، وأنا تركت كتابة الشعر كنصوص منفردة منذ زمن طويل، لكني أضعه في الرواية، أحيانًا جزءًا ممسكًا بقوة بلحم السرد وأحيانًا إشارات يمكن الوثوق بها لتفسير ما لم يستطع السرد المتداعي تفسيره. لقد فعلت ذلك في روايات عديدة، كتبت أغنيات المغني في "زحف النمل"، وقصائد شبيهة بالتراث في "مهر الصياح"، وكانت "زهور تأكلها النار" بحاجة لهذا الدم الشعري، خاصة أن ريماس كان حالة اخترعتها وتشبعت بها، وأظنني لم أكن مبالغًا في ذلك. هناك مقاطع عديدة رسمت الحياة بألوانها كلها ورسمت الحب والدهشة والرعشة أيضًا، وكان يمكن أن ترسم أشياء أخرى حميمة، لو لم تجتاح الفوضى مدينة السور وتقضي عليها. - جلوس الحملان تحت مظلة الذئاب. أغرقت الرواية بالتلميح لمذا كل هذا الغموض؟ لا يوجد في رأيي أي غموض، وطريقتي في الكتابة معروفة منذ زمن طويل. أنا أهتم بالحكاية وفي الوقت نفسه أكون حريصًا على كتابتها بلغة جيدة، ويمكن تذوقها. أحب رسم الشخصيات بتأنٍ، وأكتب حركتها في النص بحيث يفهم القارئ تمامًا ويستطيع أن يشمر عن ساعديه ويمشي خلف الحكاية. هناك أشخاص لا يعجبهم أسلوبي السردي، وهذا حق مشروع فهو ليس إجباريًا. ودائمًا ما أقول مخاطبًا القراء بأنهم ليسوا مجبرين على متابعة كاتب لم يتذوقوا أسلوبه من الكتاب الأول. وشخصيًا أفعل ذلك من دون أن أكرر في كل مرة أقرأ فيها كتابًا لأحد بأنني لم أتذوق أسلوبه. - تهدف الرواية إلى إظهار الفواحش الفكرية المرتبطة بموروثات لا علاقة لها بالأديان، ما الذي تريد معالجته؟ أظنني وضحت الكثير في الرواية، وتطرقت لكل ما رأيته معوجًا في الحكاية من دون أن أسعى لتقويمه لأن الكاتب ليس مصلحًا اجتماعيًا، ولم يعد التنوير من الأدوات الحساسة في هذا الزمان، الذي أسميه زمن الوعكة. أبسط شيء، ومع وجود التكنولوجيا وإمكانية الوصول إلى الناس في أسرة نومهم، أن يشتمك شخص لا يعرف عنك أي شيء، ولا يعرف أصلاً ماذا تكتب. وتمر بي يوميًا صور لعينة لأشخاص انتشلوا سير كتاب أعلام من الماضي، وعلقوها على مشانق الكلام الفارغ وادعاء المعرفة. وهناك من لا يعرف أصلاً من هؤلاء العظام وماذا قدموا. - سطوة الرواية حاليًا تشبه سطوة الفكرة التي تناولتها روايات، هل لأنها تخدم المجتمعات في إظهار سلبياتها؟ لا، سطوة الرواية بسبب الفراغ والوهم وسهولة الوصول لقارئ ما في مكان ما، وأيضًا دور النشر التي سهلت طباعة اللغو، وتلك التي تصنع يوم الكاتب كما وصفته، وهو اليوم الذي يتأنق فيه الكاتب ويأتي بزهوره وحلوياته ليوقع لأصدقائه في معارض الكتب. الموضوع لم يعد ظاهرة وإنما مرض مستوطن في كل المعارض. - تعدد الطوائف والهويات، ألن نعاني منه اليوم؟ بالطبع نعاني منه، وبذا تكون "زهور تأكلها النار" رواية معاصرة بقدر ما هي مستلة من عمق التاريخ. Doha El Mol أمير تاج السر يقدم روايته "زهور تأكلها النار" كعمل معاصر مستلهم من عمق التاريخ، مما يشير إلى دمج بين الواقعية الأدبية وتفاصيل التاريخ. هذا يُظهر سعي الروائي لخلق عمل أدبي يجمع بين الأصالة والحداثة، مما يتيح للقارئ فهم قضايا معاصرة من خلال عدسة تاريخية. تاج السر في هذا الحوار يُبرز أهمية الشعر في عمله الأدبي، حيث يتم توظيف القصائد كجزء من السرد، مما يضيف عمقًا وإحساسًا شعريًا للكتابة. هذا يدل على استخدام الشعر ليس فقط كأداة للتعبير الفني، ولكن كوسيلة لتمرير الأفكار والمشاعر التي قد لا تكون واضحة من خلال السرد التقليدي وحده. الرواية تستكشف القضايا الاجتماعية مثل الطائفية، وتأثيراتها السلبية على المرأة، بالإضافة إلى الثنائية بين القبح والجمال. يوضح تاج السر عبر روايته كيف يمكن أن تعكس الأعمال الأدبية الصراعات الاجتماعية والنفسية، ويستخدم الشخصيات لتعكس تلك الأبعاد. يظهر تاج السر تعاطفًا عميقًا مع القضايا الإنسانية، خاصةً مع معاناة المرأة في ظل الطائفية والفوضى الاجتماعية. تعكس إجاباته في الحوار اعترافه بالألم والأذى الذي تعاني منه المرأة، وهو ما قد يخلق لدى القارئ مشاعر التعاطف والإدراك لأبعاد المشكلة. إن عشقه للشعر واستخدامه في الرواية يشير إلى أن تاج السر يعتبر الشعر وسيلة لتفريغ الأحاسيس العميقة والتجارب الشخصية. قد يشعر القارئ بأن الشعر يُحسن تجربته العاطفية ويعمق فهمه للمواضيع المطروحة. فالسر يعبر عن رؤيته الشخصية للأبوة والمرأة، مما يتيح للقارئ فرصة للتفكير في تأثير التجربة الفردية على الرؤية الجماعية. تعكس هذه التجارب تعقيدات العلاقات الإنسانية وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات. الحوار يترك انطباعًا قويًا على القارئ فيستفزه لمعرفة ماهية الرواية أكثر من خلال حديثه عن دمج الشعر مع السرد، وتقديم صورة معقدة عن الواقع الاجتماعي والتاريخي. الرواية تترك انطباعًا بأنها ليست مجرد قصة بل دراسة في الأدب والفن والتأملات النفسية والاجتماعية. القارئ قد يتأثر بالصورة التي يرسمها تاج السر عن تعقيدات المجتمع والعلاقات الإنسانية. التأملات في الرواية قد تخلق لدى القارئ انطباعًا عن عوالم متشابكة من الألم والجمال، مما يعزز التجربة القرائية ويشجع على التفكير العميق. بناءً على الحوار مع أمير تاج السر، يمكن القول أن "زهور تأكلها النار" تندرج تحت تصنيف الأدب الذي يجمع بين السرد الشعري والواقعية الاجتماعية. الرواية توفر رؤية معقدة للأبعاد النفسية والفكرية للقضايا المطروحة، مما يؤثر على القارئ من خلال التعاطف والتفكير النقدي. الرواية تعكس تجربة إنسانية عميقة وتدعو إلى إعادة تقييم القضايا الاجتماعية، مما يجعلها عملًا أدبيًا ذا تأثير كبير على القراء. dohamol67@gmail.com
×
الروائي أمير تاج السر
أمير تاج السر (1960م - ) طبيب وروائي سوداني، نالت أعماله اهتماماً في الأوساط الأدبية والنقدية، كما حققت شهرة عالمية، بعد ترجمة معظمها إلى الكثير من اللغات منها الإنكليزية والفرنسية والإيطالية. وصدرت له الكثير من الإصدارت الأدبية والروايات من أبرزها رواية «366» التي حصل بها على جائزة كتارا للرواية العربية عام 2015م. وصلت روايته «صائد اليرقات» للقائمة القصيرة لجائزة بوكر العربية 2011م. كما وصلت روايته «زهور تأكلها النار» إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2018م. النشأة والميلاد ولد أمير تاج السر بشمال السودان عام 1960، وتلقى تعليمه الأولي هناك، وعاش بمصر بين عامي “1980-1987” حيث تخرج في كلية الطب جامعة طنطا. يمت بصلة قرابة وثيقة للأديب السوداني المشهور الطيب صالح. بدأ ممارسة الكتابة في مراحل مبكرة جداً من حياته، ففي المرحلة الابتدائية كان يكتب القصص البوليسية تقليداً لما كان يقرؤه أثناء الطفولة، وفي المرحلة المتوسطة بدأ يكتب الشعر بالعامية، وتغنى مطربون فيما بعد بالكثير من أشعاره. واستمرت كتابة الشعر حتى خلال دراسته للطب، وأصدر دواوين شعر بالعامية السودانية، وفي عام 1985 بدأ يكتب الشعر بالفصحى ووصل لمراحل متقدمة وكانت قصائده تنشر في مجلات كبيرة ومزدهرة في ذلك الوقت مثل “القاهرة” و”إبداع” و”المجلة” و”الشرق الأوسط” وكان يتوقع الكثير من أصدقائه أن يظل مستمراً في كتابة الشعر، لكنه في العام 1988 كتب رواية اسمها “كرمكول”التي كلفت الكاتب رهن ساعته ليتمكن من طباعتها، وكان حينها أنهى دراسته في جمهورية مصر العربية ويستعد للعودة، ورغم كونها رواية صغيرة فوجئ بأنها أحدثت أصداء كبيرة في القاهرة، الأمر الذي شجعه لمواصلة الكتابة. بعد عودته للسودان بدأ ممارسة الطب، وعمل في أماكن بعيدة، ولكثرة التنقل والانشغال بتكوين الذات في مجال العمل، انقطع عن الكتابة لسنوات طويلة، حتى انتقل في عام 1993 للعمل طبيباً باطنياً في العاصمة القطرية الدوحة. في عام 1996 كتب روايته الثانية “سماء بلون الياقوت” بعد انقطاع عن الكتابة دام عشر سنوات، وهي مستوحاة من بيئة شمال السودان، ثم تلاها رواية “نار الزغاريد” ثم “مرايا ساحلية” وهي الرواية التي أحدثت نقلة في تجربته الروائية، وكانت عبارة عن سيرة عن منطقة “بورتسودان”، كما كتب “سيرة الوجع” والتي نشرت على حلقات في جريدة “الوطن” القطرية، وكانت عن ذكريات متنوعة من البلدة البعيدة التي كان يعمل بها “طوكر”، ثم كتب “صيد الحضرمية” و”عيون المهاجر”. أما البداية الحقيقية والتي تمثل مرحلة الانطلاق والانتشار الواسع النطاق، كانت في عام 2002 عندما كتب د. تاج السر روايته الأشهر “مهر الصياح” وهي رواية ضخمة ذات طابع تاريخي، وهي التي حققت انتشارا كبيرا وأصداء بعيدة، وترجمت منها عدة فصول بالفعل، وتلتها رواية “زحف النمل” التي انتشرت بشكل كبير، وحققت أكبر شهرة، وصادف صدورها مع افتتاح معرض القاهرة للكتاب، وحققت حينها أعلى مبيعات، وانتشرت بشدة، وبعد ذلك تواصلت التجربة مروراً بتوترات القبطي والعطر الفرنسي، وصولا لـ صائد اليرقات وإيبولا 76 وأرض السودان. أهم أعماله المنشورة غلافة رويه صائد اليرقات رويه صائد اليرقات (مهر الصياح). يقدم فيها المؤلف فكرة شاملة عن الثقافات المتعددة التي استوطنت السودان، وشكّلت تاريخها وحضارتها، ويخص بالذكر دارفور وتاريخها في القرن الثامن عشر، من خلال شخصية ابن صانع الطبول الفقير “آدم نظر”، النابضة بالحياة والغنية والفّذة، والمليئة بالأسرار. تتشابك حياة آدم مع الشخصيات الأخرى، داخل إطار مركّب، يحتوي مزيجاً من الواقع والخيال وعالم الأساطير، ليخفي وراءه رسالة ورمزاً، مما يحفّز القارئ على متابعة التفاصيل والشوق لمعرفة المصير الذي سيؤول إليه بطل الرواية. لقصة مستوحاة من كتاب ألفّه “رحالة عربي قام برحلة إلى بلاد السودان في القرن السابع عشر”، حسب ما يقول المؤلف. (زحف النمل). في هذه الرواية يتعانق السرد والشعر حيث تاتي اغنيات المطرب كفواصل ساخرة بين فقرات الحكي سريع الأيقاع وتحيلنا خفة الأغنيات إلي ما يحدث في عالم الغناء وكيفية تصنيع نجومه علي أن أهم ما تحققه ” زحف النمل ” هو متعة القراءة وهذه هي المهمة الأولي والأخيرة للكتابة الجيدة. (توترات القبطي). صدرت عن دار (ثقافة) للنشر بأبوظبي بالاشتراك مع الدار العربية للعلوم ببيروت والرواية المستوحاة من التاريخ، حيث تجري أحداثها في مدينة (السور) التي كانت أول الأهداف الكبيرة لثورة دينية هبت كما تقول تعاليمها، لطرد المستعمر وتطهير البلاد من الكفر والشر، ووجد (ميخائيل القبطي) نفسه داخل تلك الثورة بعد أن انقضت على المدينة التي كان يعمل فيها محاسباً وجامعاً للثروة، ليفقد أهله وخطيبته (خميلة) التي كان زواجه منها يقترب حين تم غزو المدينة. يتغير اسمه إلى (سعد المبروك)، ويجد نفسه طباخاً في إحدى الكتائب برغم عدم معرفته بالطبخ، ثم يعين تابعاً لقائد الكتيبة حيث ينشأ صراع بينه وبين القائد حول (خميلة) التي كان القائد مولعاً بها كما يبدو، ويغشاها في أحد البيوت في مدينة (السور) الغارقة في الفوضى. وبرغم افتتان القبطي بالدين الإسلامي الذي دخله كما يقول، إلا أنه لا يبدو مؤمناً كثيراً بتعاليم الثورة، وكان منشغلاً طوال الرواية بمحاولة تذكر الماضي وحبيبته الضائعة ومحاولة العثور عليها في كوابيس القائد الذي يقيم في خيمة ملاصقة لخيمته في معسكر الكتيبة. (العطر الفرنسي). تعتمد الرواية في بنائها الدرامي على خبر وصول نجمة فرنسية للإقامة في حي “غائب” الشعبي في إحدى المدن السودانية النائية لكتابة بحث عالمي لا أحد يعرف ماهيته أو أسبابه، يلتقط بطل الرواية “علي جرجار” الخبر، ويسارع لنقله إلى الحي الهامشي بعد أن يضيف إليه الكثير من البهارات والمحسنات ليجعل منه خبراً مشوقاً يستحق النقل. تحدث أثناء الانتظار تداعيات وتطورات كثيرة غير متوقعة منها سقوط “علي جرجار” في حب الضيفة المتوقع وصولها، ذلك الحب الوهمي يدفع “جرجار” للتخلي عن ممارساته القديمة، وبناء شخصية مختلفة ليكون مستعداً لقبول الزواج من الفرنسية بعد أن تخيّل أنها ستقع في حبه وتطلب يده. (صائد اليرقات). صدرت عن دار ثقافة للنشر بأبوظبي بالاشتراك مع دار الاختلاف بالجزائر، تحكي الرواية قصة عبد الله حرفش الملقب بعبد الله فرفار، رجل الأمن الذي تقاعد عن العمل بعد أن بترت ساقه اليمنى إثر حادث أثناء ممارسته عمله، وقرر أن يصبح كاتبا روائيا بعد أن قرأ في عدد من الصحف والمجلات عن أشخاص لا علاقة لهم با الكتابة أصبحوا كتابا. تتغلغل الرواية في وسط عالم الكتابة، والمثقفين، وتحتشد بشخصيات عديدة، ومصائر شتى، وكتبت بلغة موحية وساخرة (إيبولا 76). في عشش الكرتون، أحقر حيّ سكنيفي منطقة أنزارا، جنوب السودان، يكبر لويس نوابطل رواية إيبولا - الصادرة في العام 2012م عن دار الساقي بلندن- على وقع طفولة بائسة. الشاب الذي يعمل في مصنع للنسيج، يقرّر الزواج بأول فتاة يراها تبتسم، تينا بائعة الماء في الشوارع، ستصبح زوجته. لكن العامل البسيط ما يلبث أن يخونها مع خادمة الغرف في نزل للفقراء، في كينشاسا. وفي ظهر يوم حارّ، سيلاحق «إيبولا»، الفيروس القاتل الذي ضرب الكونغو، جسد نوا ليسكن دمه. يغادر الفتى الأفريقي إلى بلاده، بعد رحلة حزنإلى الكونغو، ليصبحمن دون أن يدري جسراً يعبر عليه المرض المميت إلى أنزارا. عبر فكرة القتل المحتمل، يرصد أمير تاج السر عوالم غرائبية، محاولاًإيجاد مدينة عادية، فيها شوارع ومتاجر، وملاهٍ ومواخير، وزيجات وطلاقات وقصص حب كاملة وناقصة. (أرض السودان.. الحلو والمر). صدرت هذه الرواية لأمير تاج السر عن الدار العربية للعلوم- بيروت مع نهايات العام 2012م. تقع هذه الرواية في 208 صفحة من القطع المتوسط وتدور أحداثها في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وتجسد رحلة قام بها الشاب الإنجليزي جلبرت أوسمان إلى أرض السودان بعد أن تحداه أحد آصدقائه في إحدى الليالي، وقبل التحدي وتعلم لغة العرب عند رجل إنجليزي عمل من قبل في أرض السودان، وسافر عبر البواخر وطرق القوافل حتى وصل الخرطوم عاصمة أرض السودان.تتحدث الرواية كذلك عن انغماس أوسمان في المجتمع السوداني، وتحركه في بيئة تستعمرها بريطانيا، واحتكاكه بالمحليين وتتعرض لكثير من الطقوس والعادات ويمكن اعتبارها من روايات احتكاك الشرق بالغرب وردة الفعل في كل جانب، ففي خلال عام واحد، شرب أوسمان البيئة وارتدى الثياب المحلية، وتعرض لكثير من المغامرات، حتى نهاية الكتاب. (طقس). رواية صدرت عن دار بلوميزبري في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والتي وصلت إلى القائمة الطويلة في جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها العاشرة، وهي رواية تجسد أن الشخصية التي يرسمها الكاتب ربما تكون واقعاً فرواية طقس تحكي عن شخصية متخيلة تتجسد في الواقع. منتجع الساحرات زهور تأكلها النار (قلم زينب: سيرة روائية). (2014). (سيرة الجرح). شعر 2014.(اشتهاء). رواية 2014. (ذاكرة الحكائين). (رعشات الجنوب). رواية 2010. (مرايا ساحلية: سيرة مبكرة).(نار الزغاريد). (سماء بلون الياقوت). (تعاطف). رواية 2011. (ضغط الكتابة وسكرها: كتابات في الثقافة والحياة). 2013. 366. رواية 2015. (تحت ظل الكتابة). 2016. (سيرة مختصرة للظلام). رواية 2016. (الكتابة شيزوفرينيا). مقالات 2017.(جزء مؤلم من الحكاية). رواية 2018. (أوكسجين ضار). مقالات 2018. (سيرة الوجع). 2019. (تاكيكارديا). 2019. (شمشون وتفاحة). رواية 2020.(غضب وكنداكات). رواية 2020. (حارس السور). رواية 2020. (حراس الحزن). رواية 2021. (إسعافات أولية: قراءات عن الثقافة والحياة). 2021.فوتوغرافي: غليان الصور. رواية 20 المصدر موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%AA%D8%A7%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1
عندما يحترم الناس الثقافة، الحياة تتغير
BY الأديبة نادية ظافر شعبان
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
ناديا ظافر شعبان للواء: "عندما يحترم الناس الثقافة، الحياة تتغير نحو الأفضل، أما حالياً، الحياة الثقافية في لبنان واقعها مؤلم للأسف." حاورتها: ضحى عبد الرؤوف المل التقيت بالباحثة ناديا ظافر شعبان منذ سنوات وتابعت إنتاجها الأدبي بعد أن قرأت روايتها "رحلة الطفلة"، ومن ثم التقيتها في مناسبة ثقافية بعد سنوات لأستفيق على وهجها الأدبي والفكري، ونحن نتحادث عن الوضع الثقافي في لبنان. لأجد أنني أمام امرأة هي قامة فكرية سخية بالبحث الأدبي المضني الذي يضفي على الإنتاج الثقافي اللبناني الكثير من العناوين التي تجعلنا نرفع القبعة لهذه الباحثة عن العرب في إسبانيا وفي البلدان الأخرى، وشغفها بالحضارة الأندلسية العربية التي زادت من إنتاجها الفكري، ما يجعلنا نفتخر بها. مع الباحثة والمترجمة ناديا ظافر شعبان أجريت هذا الحوار: - كيف وجدت الدكتورة ناديا ظافر شعبان مكانها في إسبانيا؟ أستاذي "بيدرو مارتينس مونتافيس"، وهو رائد المستعربين، قرأ "رسائل قادش" وكتب لي مقدمة كتاب "مختارات من لوركا". وعلى هذا الأساس، قبل أن يكتب المقدمة، لأنه قرأ "مختارات من لوركا" و"رسائل من قادش"، قال لي: "أنتِ كتبتِ صفحات خالدة في 'رسائل من قادش' ومن بعدها في 'رحلة الطفلة'." لهذا، وجدت في إسبانيا مكاني، لأنها اعتبرتني ابنتها ومنحتني الوسام لأنهم اعتبروا أنني أنشر الثقافة الإسبانية في العالم، واعتبروني من أهم الباحثين في الحضارة الأندلسية في الشرق الأوسط. - ماذا تقولين لنا عن جمعية الصداقة الإسبانية العربية؟ غيرت جمعية الصداقة الإسبانية العربية صورة العرب في إسبانيا، وكانت مهمة صعبة جداً، لأن صعوبة التواصل الثقافي كانت شبه مفقودة، والصورة المأخوذة عن العرب صورة مغلوطة. وطبعاً كنت أنا المرأة المسلمة التي لا تعيش على الهامش. حين كنت أحاضر واسمي يرافق في المحاضرات اسم "بيدرو مارتينس مونتافيس"، وهذا أعطاني زخمًا كبيرًا أثناء المحاضرات عن الواقع العربي أو الأدب العربي. وهذا جهد كبير دعمته جمعية الصداقة الإسبانية العربية. - ما الذي يثير عجب الكاتبة والباحثة ناديا ظافر شعبان؟ يُثير العجب لدي تقدير واحترام الكاتب في الغرب، وفي إسبانيا خاصة. كنت أشعر أن الوطن يجب على الجميع المساهمة في بنائه، ولو بوضع حجر صغير فيه. وأنا لست إسبانية، ولكنني مهتمة بالثقافة الإسبانية والتعريف بها، لهذا وجدت مكاني بينهم بسرعة. عندما يحترم الناس الثقافة! الحياة تتغير نحو الأفضل، أما حالياً، الحياة الثقافية في لبنان واقعها مؤلم للأسف. نحن نعيش على رفض الآخر، كيف يمكن بناء البلد؟ وهذا غير مشجع، لهذا لا يعنيني العالم الخارجي لأن كل شيء مسيس. وحياتنا أصبحت بانوراما صورها في منتهى السلبية. - ما هو عنوان أطروحة الدكتوراه التي ناقشتها؟ أطروحة الدكتوراه كانت عن "صورة لبنان في أدب الرحلات الإسبانية في منتصف القرن التاسع عشر"، وهي التي تسأل لماذا نحن وصلنا إلى هنا. وأخذت درجة ممتاز عليها، واعتبرتها اللجنة الفاحصة مرجعاً لكل الأبحاث عن أدب الرحلات الإسبانية للشرق، والجامعة وزعت سبعين نسخة على مراكز أكاديمية وجعلتها متبادلة مع جامعات أوروبا. نشروها في الأرجنتين منذ 2002 إلى الآن، تباع الأطروحة والكثير منها ما زال يوزع. الآن كتبي مقرصنة، من يحميني في بلدي؟ لا يوجد قانون يحميني من قرصنة كتبي، إضافة إلى احترام الناشر للكاتب وحقوقه في الخارج. أنا عدت من إسبانيا لأني أحلم بوطن، ولأني أحلم بالإنسان الذي يعيش الأجواء الثقافية كالتي عشتها في مدريد. عالم آخر هنا يهتم بالمظاهر فقط، والحياة الثقافية أين هي؟ نحن في واقع ثقافي سلبي ونتقهقر إلى الخلف. - ما هي مؤلفاتك الفكرية؟ لدي أكثر من 12 كتاباً منشوراً باللغة العربية و7 كتب غير منشورة، وطبعاً ما من شيء مشجع للنشر، لأنهم سيكونون بمثابة إهداء لدور النشر والمكتبات. ما من تكامل مع القراء، وأكثر من 300 مقال عن الأدب الإسباني والحضارة الأندلسية. وقد قلدت وساماً عالمياً، وهو وسام الذكرى المئوية لبابلو نيرودا. وأقول في هذه المناسبة، ريكاردو لاغوس، رئيس جمهورية التشيلي، هو من منحني الوسام مع شهادة تقدير. للمهتمين فقط. Doha El Mol في هذا الحوارناديا ظافر شعبان تعبر عن تقديرها العميق لمكانتها في إسبانيا، حيث يعتبرها الإسبان "ابنتهم" ومنحوهما الوسام تقديرًا لجهودها في نشر الثقافة الإسبانية. هذا يشير إلى مدى تأثير مساهماتها الفكرية في تحسين صورتها والاعتراف بها على الصعيد الدولي. إذ يعزز هذا التقدير من مصداقية شعبان كباحثة جديرة بالاحترام في مجالها، ويبرز النجاح الذي يمكن تحقيقه عند العمل بجد والتفاني في مجال تخصصك. كما تتحدث ناديا عن الفجوة الثقافية بين لبنان وإسبانيا، موضحة كيف أن الصورة النمطية عن العرب في إسبانيا كانت مغلوطة، وكيف ساهمت جمعية الصداقة الإسبانية العربية في تغيير هذا التصور. كما تعبر عن الإحباط من الوضع الثقافي في لبنان، الذي تراه "مؤلماً" و"سلبيًا". فالحواريسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الأفراد عند محاولتهم تقديم صورة إيجابية عن ثقافاتهم في بيئات غير مألوفة. يعزز هذا من تقدير القارئ للجهود المبذولة لتصحيح الصور النمطية ومواجهة الإخفاقات الثقافية. تشير ناديا في حواري معها إلى إنجازاتها الأكاديمية، مثل أطروحة الدكتوراه التي تعتبر مرجعاً في مجال أدب الرحلات الإسبانية للشرق. كما تبرز الصعوبات التي تواجهها في حماية حقوقها الفكرية، خاصة في ظل القرصنة.يظهر هذا أن التفاني في البحث الأكاديمي والاهتمام بتوثيق وإصدار الأبحاث يمكن أن يواجه تحديات، ما يعزز من احترام القارئ للجهود الأكاديمية وتقديره لحماية الحقوق الفكرية. وهنا تعبر عن شعورها بالاعتراف والاحترام في إسبانيا، مما يعكس إحساساً بالإنجاز والانتماء. يشير هذا إلى أن الاعتراف الدولي يمكن أن يوفر شعوراً بالتحقق والتقدير الذي قد يخفف من إحساس العزلة أو اللامبالاة.قد يشعر القارئ بالإلهام من قدرة ناديا على تحقيق الاعتراف الدولي بالرغم من التحديات، مما قد يدفعه لمواجهة التحديات الخاصة به بجرأة أكبر. أما عن إحباطها من الوضع الثقافي في لبنان،تصفه بأنه "سلبي" و"مؤلم". هذا قد يعكس شعورًا بالخيبة من عدم تحقيق التقدم الثقافي أو الاجتماعي في بيئتها المحلية . يعكس هذا التوتر العاطفي الذي قد يشعر به البعض عندما يتصادم الإبداع والبحث مع الواقع الصعب، مما يثير التعاطف والتفهم من قبل القارئ. بالنهاية تشعر ناديا بأنها تُقدَّر في بيئة مختلفة (إسبانيا) ولكن تُقابل بصعوبات في موطنها، ما قد يعكس التمييز الثقافي والشخصي. هذا يمكن أن يولد شعورًا بالمرارة تجاه الظروف الثقافية المحلية. قد يشعر القارئ بالتأثر تجاه الصراعات الثقافية والتحديات التي تواجهها ناديا، مما يعزز فهمًا أعمق للأثر النفسي للصراع بين الهوية الثقافية والتقدير الدولي. الحوار يترك انطباعًا قويًا عن ناديا كشخص ناجح ومثابر. يظهر أن تفانيها في البحث والكتابة قد أسفر عن تقدير دولي، وهو ما يضفي على شخصيتها طابعًا إيجابيًا وقويًا. dohamol67@gmail.com
×
الأديبة نادية ظافر شعبان
سيرتها الذاتية بقلم غسان ريفي لطالما أحبت الأديبة الدكتورة ناديا ظافر شعبان في مسيرتها الشعرية والروائية التميّز في أعمالها والتمايز عن أقرانها، ففي الوقت الذي جنح فيه معظم الأدباء اللبنانيين في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي نحو الكتابة باللغتين الفرنسية والإنكليزية. غاصت شعبان في أعماق الأدب الإسباني، منطلقة من عشقها للحضارة الأندلسية التي تعتبرها ركيزة أساسية لسلسلة من حضارات العالم، وظاهرة فريدة في تاريخ الإنسانية. تتلمذت شعبان على يد الأديب الاسباني بيدرو مارتينز مونتافيز، وعملت على اكتشاف وكشف الكثير من الحقائق الأندلسية من خلال أبحاث لم يسبق لأي باحث عربي أن تطرق أو وصل إليها، وسعت جاهدة الى نشرها والتعريف بها، ومدّ جسور التواصل مع المجتمع العربي ودفعه نحو تغيير نظرته إلى إسبانيا التي تتصالح مع نفسها (بحسب الدكتورة شعبان) من خلال إعادة النظر بتاريخها الأندلسي، والتواصل مجددا مع أحفاد من كانوا أساس هذه الحضارة، وهي تعطي اليوم اهتماماً بالغاً لقضية «المورسيكيين» (المسلمون الذين أجبروا على التنصر بعد سقوط غرناطة) وعن مجتمعهم وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم، لا سيما في أميركا اللاتينية. في داخل الدكتورة شعبان ثورة على كل ما هو بائد ورتيب وجامد، لذلك لا تحب أن تتحدث كثيرا عن تجربتها التعليمية حيث درّست لنحو 25 عاماً اللغة العربية، كونها تعتبر أن المناهج التعليمية المعتمدة في لبنان حصرت اللغة بالفتحة والضمة والكسرة، وأن ما يدرس من لغة عربية في المرحلة المتوسطة لا يؤهل الطالب إلى المراحل التعليمية والأكاديمية المقبلة، لأنها تدرس كمادة جامدة في حين أن اللغة العربية هي عالم قائم بحد ذاته يستوعب الحياة برمتها. هجّرت الحرب شعبان من مدينتها طرابلس ومن وطنها، فلجأت إلى إسبانيا وعاشت سلاماً داخلياً في مدريد، وتخلصت من غربة موت والدها الذي أحدث زلزالا في حياتها في مدينة قادش التي تعتبرها ميناء سلام. واختارت من لوركا كل ما هو جميل، فحولت وحشية الحرب إلى إيجابية متكاملة، وساحت في البلاد الواسعة ناشرة للحضارة الأندلسية، ومقدمة نتاج فكرها ومجهود بحثها الأدبي والثقافي عبر 250 بحثاً ومقالة وترجمات حول الأندلس، والأدب الإسباني، والشعراء الإسبان، الذين يتغنون بعصرهم، ومن خلال سبعة كتب سُطروا بنفحات أندلسية من «صحراء الحب»، و«رسائل قادش»، و«مختارات من لوركا»، و«عزلة غابريال غارسيا ماركيز»، إلى «خارج اللعبة»، و«رحلت الطفلة»، فيما تستعد اليوم لإطلاق كتابها الثامن حول «بوليفر بطل الاستقلال في فنزويلا»، وكتابها التاسع حول «الثقافة الاسلامية الموريسكية في أميركا اللاتينية». ليست المرة الأولى التي تكرم فيها الدكتور ناديا ظافر شعبان، بل حظيت بسلسلة من التكريمات، وكان آخرها حصولها على وسام جمهورية التشيلي عام 2004 وعلقه على صدرها الرئيس التشيلي ريكاردو لاغوس الذي منحها أيضا شهادة تقدير وكانت السيدة العربية الوحيدة ضمن 66 شخصية تم اختيارهم للتكريم، فضلا عن تكريمها في «مهرجان الشعر العالمي السادس» في فنزويلا. لكن الدكتورة شعبان تعتبر أن تكريمها في مدينتها طرابلس من قبل سفارة إسبانيا، ومعهد «ثرفانتس»، و«مؤسسة الصفدي»، وعلى مسرح «مركز الصفدي الثقافي»، السادسة من مساء اليوم، هو تاج عمرها وحصاد ما زرعته طيلة فترة مضنية من العمل على نشر الثقافة الإسبانية، منوهة بإسبانيا التي «تحرص على تكريم المبدعين في حياتهم وفي المدينة التي ولدوا فيها، وليسمحوا لي من يضعون الأوسمة على نعوش الكبار». وتشكر شعبان «مؤسسة الصفدي» التي تستنهض الحركة الثقافية والفكرية في طرابلس والشمال. وترى أن إسبانيا أعطتها الكثير، تقول: «إن مدريد حضنت طموحي، والمدن الإسبانية كونت شخصيتي، التي أطللت من خلالها على العالم الغربي، وعلى المحيط العربي لأنقل كل جديد عن الحضارة الأندلسية». اليوم، تكرم الدكتورة شعبان في مسقط رأسها طرابلس، على وقع أغان أندلسية لـ «كورال الفيحاء»، ويقدمها ويشهد فيها كل من المدير العام للمؤسسة رياض علم الدين، ومدير معهد «ثرفانتس» لويس جافيير سييرا، وسفيرة فنزويلا في لبنان سعاد كرم، والدكتور خليل دويهي، والأديب مارون عيسى الخوري، لتلقي بعد ذلك الدكتورة شعبان مختارات من قصائدها يرافقها الغيتاريست سليم زهرا، وتعبر فيها عن انتمائها إلى لبنان وإسبانيا، وتفخر بأنها تمثل أقوى الركائز في سلسلة العلاقات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
حقيقة، ما يهمني هو أنطباع الجمهور وردود فعله
BY الفنان جميل براهمة
9.2
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
جميل براهمة لمجلة "مرايا": "ثيمة مسلسل نوف الترويدات الغنائية الجميلة بصوت الفنانة غادة عباسي وصوت الفنان بدوي الصقار" حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل أضاف الشعر أو الترويدة، كما أسماها الفنان "جميل براهمة"، نكهة سمعية ودرامية ساندت النص، ودمجته مع الحدث برغم رومانسية النص، وإن بدا بمكوناته البدوية وتقنياته الإخراجية ملتحماً مع الممثلين. إلا أن تأثير بعض الشخصيات في مسلسل "نوف" الذي تم عرضه في رمضان كان واضحًا في الاختلاف من حيث اللهجة البدوية المتمكنة، والتعبير الدرامي. كأن العصب الأساسي لمسلسل "نوف" هو الموسيقى التصويرية والشعر بترابطه مع أحداث المسلسل. وفي شخصية الساطي التي لعب دورها الفنان "جميل براهمة" كمن الشر في النفس التي شعرت بالذل والمهانة، وتسابقت مع العرب للحصول على وجاهة لم تكتمل، ولأول مرة لعب دور الشرير "جميل براهمة" وأضاف إلى مسيرته شخصية الساطي التي أحبها المشاهد كما أحب التعقيد في هذه الشخصية الازدواجية التي تحب وتضمر الشر في آن واحد. ومع الفنان "جميل براهمة" أجرينا هذا الحوار: - جميل براهمة، وأدوار الشر التي برزت في "نوف"، رغم أنك موجود في شيء من الماضي، إلا أن شخصية الساطي جذبت المشاهد. لماذا؟ منذ أن قرأت النص، جذبت انتباهي شخصية "الساطي" بتركيبتها لرغبتي في تقديمها بشكل مختلف وجديد. وهذه الشخصية تمثل نوعًا من التحدي لي، لأنني منذ بدأت بتقديم الأدوار في المسلسلات البدوية، لم أقم بدور مثل هذه الشخصية، والمميز في شخصية الساطي هو قوة الشر، لكن من تركيبتها العاطفة والكبرياء. وهذا الرجل في شبابه تعرض للمهانة وقلة القيمة ونبذ من الشيخ عندما عشق ابنته وطلبها للزواج، فاهانه وذله، بمعنى أنه لا يصلح كزوج لابنته وهو يصب القهوة، فكيف يتزوج ابنته؟ وهذا الجرح الذي شعر فيه بالمهانة ولد عنده الكره والإصرار على أن يسيطر عليهم جميعًا ليثبت أهميته. وهذا ما حدث مع الساطي؛ جمع من الرجال ما سمح له بإنشاء قبيلة في الجبال وسعى إلى أن يتسيد القبائل. شخصية الساطي في مسلسل "نوف" أيضًا فيها من الجوانب الإنسانية ما جعله يتبنى ابنة حبيبته كابنته، فما من شر مطلق في شخصية الساطي، ومع ذلك هذه فروسية عند الساطي لأنه لم ينظر إلى نوف إلا كابنته ولم ينظر إليها كامرأة، وقام بتربيتها وعاد قلبه للنبض بعد أن توقف عن الحب. لكن أسعدني أن الجمهور تفاعل مع شخصية الساطي الشريرة التي أحبها الجمهور رغم كمية الشر فيها، وأتمنى أن أكون قد قدمتها بشكلها الصحيح، لأنني خرجت عن أدواري التقليدية من خلالها وأفتخر أن الجمهور قد أحبها. - ما تميز به مسلسل "نوف" الكلمة المؤثرة التي قبضت على وجدان المشاهد وزادت من التأثر الوجداني، ما رأيك؟ ثيمة مسلسل "نوف" الترويدات الغنائية الجميلة بصوت الفنانة "غادة عباسي" وصوت الفنان "بدوي الصقار". الحقيقة، الكلمات كتبها شاعر تأثر بالنص وتابع مؤثراته وأحداثه، واستطاع توظيف كلمات القصيدة أو الترويدة بما يتناسب مع الأحداث والمواقف، مما زاد من التأثير الوجداني عند المشاهد وجماليات العمل. أعتقد أنها أضافت إيجابية وثيمة خاصة رغم كثرتها أو غزارتها، لكنها ميزة مسلسل "نوف" إذ خدمت المشهد الدرامي. - القصص العالمية والدراما البدوية والربط بينهما عبر تحديث هذه الدراما، ألا تظن أنه يجب الاهتمام بها؟ الدراما البدوية هي مثل أي نوع من الدراما الأخرى؛ اجتماعي، عاطفي، سياسي، إلخ. ويمكن أن نأخذها من أي قصة أو رواية. من قبل أخذنا من شكسبير مثل "رعود المزن"، والممكن أن تتحول إلى عمل بدوي كقصة، حتى أعمال "هاملت" نفسها يمكن تحويلها إلى مسلسل بدوي. وعلى العكس، أعتقد أن القصص العالمية يمكن تحويلها إلى عمل بدوي، وليس بشكل حرفي، ولكن على الأقل تحويل الفكرة والاقتباس، ولا يمنع من ذلك إذ يمكن لها أن تصاغ، خاصة أنها فكرة قوية وناضجة وتتناغم مع الدراما البدوية. - أهم انطباعاتك عن مسلسل "نوف" ووجودك مع ميس حمدان، ماذا تقول عنه؟ حقيقة، ما يهمني هو أنطباع الجمهور وردود فعله جاءت إيجابية. وما من شيء كامل بالمطلق، دائمًا هناك سلبيات وإيجابيات وأخطاء بسيطة، لكن ردود الفعل كانت جيدة. والفنانة ميس حمدان، التعامل معها كان جميلًا جدًا، إضافة إلى الأداء المرن الذي قدمته في "نوف" رغم صعوبة اللهجة البدوية. وهي مجتهدة وموهوبة، والتعامل معها كان أكثر من رائع، وهي تمتلك الإحساس الفني وقد جسدت دور نوف ببراعة، وتستحق الفنانة ميس حمدان كل الخير والجمال. - بات للمسلسل البدوي ميزة خاصة في رمضان، هل هو مغامرة درامية أم تراث لجمالية الصحراء العربية؟ تميز الأردن في هذا النوع من المسلسلات البدوية وهو يمثل البادية، أي عمل تراثي عربي ذات خصوصية أردنية، لأنه ينتج ويصور في الأردن. إضافة إلى أنه أصبح ميزة درامية بدوية خاصة في شهر رمضان ومطلوبة في المحطات العربية. - شعر وموسيقى ورومانسية مع صراعات الاقتتال، هل تجسدون عادات العرب فعلاً في المسلسلات البدوية التي تقدمونها في كل رمضان؟ العمل البدوي في الغالب منذ أن بدأت المشاركة فيه منذ التسعينات، غالبًا يمثل الصراع في البيئة الصحراوية، وما نعانيه من عذابات في قصص الحب والثأر والشعر. طبعًا، نحن نقدم دراما بدوية قد لا تكون نقلاً للواقع بشكل دقيق كبيئة صحراوية بدوية، لكننا نجتهد في تجميلها ونبتعد عن الإغراق في الواقعية كثيرًا. والعمل البدوي يجسد العادات العربية من كرم وشهامة وعلاقات القبائل والمشايخ مع بعضهم من سيطرة وتسامح، والصراع على تولي الشيخة في القبيلة، إضافة إلى قصص الحب والثأر، وهو موجود في التراث العربي بشكل عام. نحاول دائمًا أن نقترب قدر المستطاع من البيئة البدوية في العالم العربي أو في الأردن خاصة، وهذا دور الكاتب وتميزه عن الآخر في رصد هذا الواقع والحدث والتوثيق الدرامي. ومن يحدد كل هذه المسائل هو النص، ويختلف أي نص عن آخر بمضمونه وخطوطه العريضة والدقيقة. البادية غنية بالقيم والقصص والحكايا التي يمكن تقديمها، وما من شك أن الدراما البدوية بات لها عشاقها وجمهورها العريق في الوطن العربي. وأنا أؤكد أن الدراما الأردنية لا تمثل فقط النوع البدوي، لأنها تتنوع دراميًا مع احتفاظها بالخط الدرامي البدوي. - سيدة الصحراء العربية دراميًا، لو أطلقته على جوليت عواد، ماذا تقول؟ هي سيدة دراما الصحراء العربية وتستحق لقب سيدة الدراما الأردنية، ووجودها في أي مسلسل إضافة قوية له ويمنحه تأثيرًا إضافيًا وثيمة هذه السيدة العربية المعطاءة والفنانة القديرة. - ماذا تقول لنا عن أعمالك الدرامية هذا العام؟ حقيقة، الأعمال القادمة كثيرة ولا أستطيع أن أفصح عن أي عمل إلا بعد التوقيع عليه بشكل رسمي، لكن ما أستطيع قوله هو أنني سأتواجد في دراما 2019 بكثرة. - وفي حوار آخر أجريته معه عام 2015: الفنان جميل براهمة لمجلة "مرايا": "مسلسل حنايا الغيث يتميز بالنقلة النوعية" حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل فارس من فرسان الدراما الأردنية التي استطاعت بمعالجة درامية حبك الشخصية التي لعب دورها الفنان "جميل براهمة" بقوة مع ما يتناسب والرؤية العربية، لتتكون الشخصيات من لب الحدث والفكرة، وليولد العزوف في مجتمع صحراوي يحتاج للحكمة ولفروسية رجل نبيل لم يشغل قلبه إلا المحبة والاهتمام بالآخرين، هو "العزوف" في مسلسل "حنايا الغيث". و"جميل براهمة" الفنان الذي تخطى بموضوعية ذاته وهو الذي لعب دوره في تقمص روحي وببراعة تمثيلية وتعبيرية أضافت للعزوف ميزة ذات إقناع وتأثير وجذب جماهيري نحوه لينفرد في "حنايا الغيث" بالشخصية والحدث التي تضيف الكثير من مزايا نفتقدها في عالمنا العربي. ومع الفنان "جميل براهمة" كان هذا الحوار: - العزوف وشخصية درامية أساسية في البناء الهرمي للشخصيات في "حنايا الغيث"، ماذا تخبرنا عنها؟ شخصية العزوف استثنائية تمتلك مواصفات الفارس النبيل والشهم. هي الشخصية المليئة بالخير والحب للآخرين، تختزن نوعًا من الزهد أو التصوف وعزف عن متع الحياة، واختار البر ليكون له مأوى بعيدًا عن البيوت والناس، يؤمن بالحب والعشق لكنه لا يمارسه لأنه يعتبر قلبه للناس جميعًا ليس حكراً على أحد. خاف أن يحتكر هذا القلب أحد ويلهيه عن حب الآخرين. طبعًا دافعه لحب الخير وسعادة الآخرين والمواصفات النبيلة التي يتمتع بها هي التي دفعته لالتقاط هذا الطفل اليتيم وهو "الغيث" لتربيته بعد أن تخلى عنه الأب الذي وجده في الخلاء وتخلت عنه أخته، فأخذه واهتم بتربيته، فكان له السند والعون في الحياة. الغوص في شخصية "العزوف" يحتاج إلى تحليل كامل للمسلسل بجميع أحداثه، لأنه ليس بالشخصية العادية، هو استثناء ومن النادر وجودها في هذا العالم. - ما بين أدوار المودرن والقروية والبدوية، وبعض الأفلام والمسرحيات، أين يجد نفسه الفنان جميل براهمة؟ أرفض قضية التخصص المودرن أو القروي أو البدوي. أجد نفسي حين أجد الشخصية المناسبة أو المستفزة التي أستطيع أن أقدم من خلالها شيئًا ما والتي تستفزني كممثل وأشعر أنه من الممكن أن يحدث بيني وبينها حالة عشق، أينما كانت هذه الشخصية، في أي لون مودرن، قروي، أو بدوي. هي تستفزني، وأنا لست متخصصًا باللون، لذا أهتم بنوع الشخصية التي تستفزني لأجسدها. - تمتلك الأردن طبيعة ساحرة تستقطب عين المخرج. إلى أي مدى هي المسرح الحقيقي للدراما البدوية؟ مؤكد أن الأردن تمتلك طبيعة وألوان مختلفة؛ ربيع، خضرة، ماء، وأيضًا طبيعة صحراوية قاسية، لذلك هذه المساحات من مواقع التصوير تعطي مدى وقوة تعبير عن الحالة. إنما الجديد في "حنايا الغيث" أن تقدَّم في هذا العمل عدة مواسم وظهرت فصول السنة في هذا العمل كالثلج في الشتاء والربيع والخضرة والجو الصحراوي، لكن الطابع الغالب في هذا العمل هو سحر الطبيعة الخضراء في الربيع والمياه والصورة التعبيرية الجميلة، وهذا استثناء في العمل البدوي لأنه نقلة نوعية في الصورة والتجديد. ونتمنى أن تكون حققت هذا التلوين في الشكل، لأنه لأول مرة في تاريخ المسلسلات البدوية نرى مشهدًا على الثلج، وتقريبًا شاهدنا الفصول الأربعة في هذا المسلسل. - نجح العزوف في كسب إعجاب المشاهد رغم أنه بين الجبال وقطاع الطرق. هل هو الحكيم العربي المفقود في حياتنا؟ اختار "العزوف" الصحراء لتكون له فراشًا والسماء غطاء، بعيدًا عن مجالس الشيوخ والبقاء في البيوت. عزف عن الناس ليعيش وحيدًا، لكنه قريب من الناس عند الإحساس أنهم بحاجة له. من المؤكد أن شخصية "العزوف" الاستثنائية والتي نفتقدها، إذا أردنا منحه صفة الحكيم الذي يمتلك المعرفة ونفتقدها فعلاً في العالم العربي. - تناغم كامل بين الشخصيات الدرامية في "حنايا الغيث" مع الحفاظ على معنى الشخصية، بين "رعود المزن" و"حنايا الغيث"، ما رأيك؟ هما لنفس شركة الإنتاج "الحجاوي للإنتاج الفني"، المتمثلة بالأستاذ "عصام الحجاوي"، وبمشاركة قناة "MBC". هناك فرق في التجربة على صعيد العام والخاص. "رعود المزن" يختلف عن "حنايا الغيث" بالشكل والصورة والموضوع والطبيعة، كما أن مسلسل "حنايا الغيث" يتميز بالنقلة النوعية. أما على الصعيد الخاص، بالنسبة لي، الفرق حين لعبت دور الصقر في "رعود المزن" الذي يتميز بالاندفاع والعصبية والانفعالية والقسوة إلى حد ما، ولا يؤمن بالسلم والحل بالنسبة له بالذراع، والفرق كبير بين الصقر والعزوف. وهدفي تلوين الشخصيات الدرامية التي ألعب دورها، وأكيد هناك اختلاف بين الشخصيتين ومساحات طويلة في الاختلاف وتناقض رهيب حتى بالتركيبة الفسيولوجية والسيكولوجية. - المسلسل البدوي الوحيد في رمضان تقريبًا، ألا يشكل هذا خطرًا على النقد الدرامي؟ فالمنظار النقدي مسلط عليه بقوة؟ قد يكون هناك اهتمام نقدي لمسلسل "حنايا الغيث" كونه المسلسل البدوي الوحيد في رمضان، سواء بالاتجاه السلبي أو الإيجابي، لأنه ما من عمل كامل بالمطلق. ونرحب بأي نقد موضوعي هادف ولا نقبل أي نقد غير بناء. وأتمنى أن يكون النقد بالاتجاهين وبشكل متخصص في النقد. - ما بين الإخراج والتمثيل، نقاط مشتركة كثيرة، وهذا واضح في لعب دور العزوف. هل تنتقد المخرج في توجيهاته العامة والخاصة أثناء العمل معه؟ الحقيقة، أنا سعيد جدًا بتجربتي مع الأستاذ "حسام حجاوي"، وهي التجربة الدرامية الأولى والكبيرة له. فالرؤية الإخراجية والعين البصرية رائعة، خصوصًا في هذا النوع من الدراما البدوية الصعبة. وأنا شخصيًا سررت بالتجربة لأنه قدمني بشكل مختلف واستطاع تحقيق نقلة نوعية في هذا العمل. وأعتقد أنه حقق بالتعاون مع شركة الإنتاج نجاحًا على صعيد الصورة والكادر الجميل والدور المهم الذي تميز به إخراجياً في هذه الدراما البدوية. - ماذا يقول الفنان جميل براهمة للعزوف في محاكاة داخلية أو حوارات ضافت عليك روح الشخصية؟ أقول: اشتقت لكل شيء جميل في هذه الشخصية وافتقد لأيام التصوير التي كنت أعيش من خلالها مع "العزوف"، نبله، طيبته، حكمته الكبيرة، وأتمنى لو توجد نسبة معقولة في هذا العالم بمواصفات هذا الرجل، لعم السلام والخير في هذا العالم. وأقول مقولة على لسانه عندما سألته العزيزة: ماذا أخذت من اسمك؟ فقال: "أخذت الحياة لأحظى بها، خط العمر لا تستطيع الآن أن تحب العزوف". - إلى أي مدى ساعد نص "حنايا الغيث" في نجاحه؟ مهما بلغ الإنتاج الضخم والإمكانات التقنية مع طاقم الإخراج والمخرج المبدع، يبقى النص والورق هما الأساس كأرضية صلبة لهذه الدراما. والحقيقة تمتلك الكاتبة "وفاء بكر" ما يميزها من حيث القصة وجمالية المفردات والحوارات، لأن كل شخصية تحكي من روحها وطبيعتها وتختلف عن الأخرى. -جميل براهمة وكاريزما تجذب وتشد المشاهد نحوها لبراعة في التمثيل ولحكمة الشخصية، إلى أي مدى تتشابهان؟ يصعب الحديث عن نفسي، لكن أختصر انطباعاتي بأنني عاشق حقيقي لمهنتي التمثيل وأتعامل معها بمنتهى الجدية. أحب الشخصيات التي أؤديها وأغوص في أعماقها لتصل إلى المشاهد كما هي بعيدًا عن "جميل براهمة". ربما التشابه موجود مع أغلب الشخصيات التي لعبت دورها، إنما من الصعب أن أكون متشابهًا في حياتي مع "العزوف" لأنه شخصية استثنائية. وأتمنى أن أمتلك هذا التصوف وهذا الجبروت وهذه الحكمة في قراءة الماضي والحاضر. إنما نشترك بالطيبة ومحبة الآخرين. - كلمة أخيرة من جميل براهمة إلى القراء: شكراً لك ولمجلة "مرايا" وللقراء. أقول: أتمنى أن يعجبكم مسلسل "حنايا الغيث" وشخصية العزوف. أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم دائمًا، وانتظروني في عمل قادم جديد على الصعيد البدوي، من بطولتي وأجسد فيه شخصية العقاب، وهو بعنوان "العقاب والعفراء". أحبكم جميعًا، أنتم السند والدعم والمكسب الحقيقي، وأنتم مقياس النجاح، مع كل الحب والتقدير. Doha El Mol في تحليل لحواري معه لمست التصاقه بشخصية "الساطي"التي تتسم بجرح عاطفي عميق ناتج عن إهانة تعرض لها في شبابه، عندما رفض الشيخ تزويجه من ابنته. هذه الإهانة ولدت لديه مشاعر الغضب والحقد، ودفعت به إلى سعي مفرط للانتقام وإثبات الذات. ف"الساطي" يظهر في تصرفاته قوة شخصية مفرطة ورغبة في السيطرة. يعبر عن رغبة مكبوتة في الثأر، وتحقيق القوة والوجاهة التي حرم منها في السابق. هذا الإحساس بالظلم دفعه لتجميع الرجال وإنشاء قبيلة، وتحقيق السيطرة على الآخرين. رغم أن "الساطي" يمثل الشر في سياق الأحداث، فإن لديه جانبًا إنسانيًا أيضًا؛ فهو يتبنى ابنة حبيبته ويعطيها عناية ورعاية. هذا التناقض يعكس الصراع الداخلي بين الحب والانتقام، ويجعل الشخصية أكثر تعقيدًا وواقعية. فشخصية "الساطي" تعمل كرمز للانتقام والقوة والظلم الاجتماعي. يظهر من خلاله الصراع بين القدر والتحدي، ويبرز كرمز للقدرة على التحول من الضعف إلى القوة. وتطور "الساطي" يعكس صعوده من مستوى ضعيف إلى مستوى قوي، محققًا طموحه في السيطرة والهيمنة. تطور الشخصية يعكس أيضًا تأثير الماضي على الحاضر، وكيفية تشكيل التجارب السابقة لوجهة نظر الشخصية ومواقفها. هو أظهر في الحوا ر الصراع بين الخير والشر داخل "الساطي" مما يعكس التوتر الداخلي في الشخصية،و مما يضيف بعدًا إنسانيًا لجوانبها الشريرة. هذا الصراع يجعلها أكثر عمقًا ويزيد من تفاعل المشاهدين مع الأحداث. ف "الساطي" يبدو شريرًا في مظهره وسلوكه، لكن شخصيته تحتوي على عناصر إنسانية تظهر في تعامله مع الفتاة التي تبناها، مما يجعل الشخصية أكثر تعقيدًا وتعددًا. من خلال الحوار مع "جميل براهمة"، يُستعرض الصراع الداخلي لشخصية "الساطي" ودوافعه في البحث عن الانتقام والهيمنة. الحوار يسلط الضوء على كيف أن تجربة الإهانة في الماضي تؤثر على سلوك الشخص ومواقفه في الحاضر. والرسالة الأخرى التي ظهرت من خلال حواري معه تتعلق بالتناقضات داخل شخصية "الساطي"، حيث يجتمع الشر والخير في نفس الوقت، مما يبرز أن الشخصيات ليست سوداء أو بيضاء بالكامل، بل تتنوع في ألوانها وجوانبها. وشرح كيفية بناء الشخصية، من خلال خلفيتها النفسية وتجاربها الحياتية. هذا يساعد في فهم كيفية تأثير هذه الجوانب على سلوك الشخصية وتطورها في القصة. الحوار مع "جميل براهمة" يهدف أيضًا إلى تسليط الضوء على الأداء الفني وكيفية تجسيد الشخصية، مما يعكس نجاحه في تقديم شخصية معقدة وذات عمق درامي. يُبرز الحوار أهمية التحضير والتمثيل الجيد في تجسيد الأبعاد المختلفة للشخصية. كما يُعبر براهمة عن شخصية "العزوف" في الحوار الثاني كفارس نبيل يمتلك صفات الزهد والتصوف. هذا يظهر تقديره للخير والرحمة في عالم مليء بالصراعات، ويعكس شخصيته التي تبحث عن السلام والرضا الداخلي بعيدًا عن تعقيدات العالم الخارجي. في تحليل براهمة لشخصية "العزوف"، يوضح كيف أن الشخصية تمثل مثالًا للفروسية والنبالة. يتميز "العزوف" بالاستقرار النفسي والروحانية، مما يجعله رمزًا للخير والرحمة في سياق درامي. الشخصية تسلط الضوء على جوانب الأخلاق والإنسانية من خلال التناقضات الموجودة فيها. يُظهر كيف أن القيم الأخلاقية يمكن أن تتداخل مع دوافع الانتقام وكيف يمكن أن تؤثر على سلوك الإنسان. العزوف: يُبرز "العزوف" الفلسفة الأخلاقية التي ترتكز على العطاء والخير، مما يعكس نمطًا من التفكير الذي يسعى إلى تحقيق التوازن بين الذات والآخرين. تعكس شخصية "العزوف" أهمية القيم الإنسانية في تحقيق السلام الداخلي. من خلال تحليل حوار جميل براهمة، يتضح أن الشخصية التي يقدمها في مسلسل "نوف" و"حنايا الغيث" تنطوي على تعقيدات نفسية وأدبية عميقة. الأبعاد الفلسفية التي يتناولها الحوار تتعلق بمفاهيم الصراع، العدالة، والزهد، مما يعزز من عمق الشخصيات ويعكس تنوع تجاربهم وتطوراتهم في هذا التحليل دُهشت من تلاحمه مع شخصياته هذا الالتحام لحد التلاشي وسيلمس ذلك قارىء هذا التحليل dohamol67@gmail.com
×
الفنان جميل براهمة
جميل براهمة (16 سبتمبر 1966 - ) ممثل أردني. درس في جامعة اليرموك في كلية الفنون الجميلة تخصص (تمثيل وإخراج) حصل على درجة البكالوريوس عام 1988 في تخصص التمثيل والإخراج رصيد الأعمال حوالي 43 مسلسل تلفزيوني بين بدوي وقروي ومودرن بالإضافة إلى بعض السهرات والأفلام التلفزيونية وثلاث أعمال مسرحية إضافة إلى إخراج مجموعة من البرامج والمسلسلات الإذاعية. المسلسلات مسلسلات اجتماعية الجذور الطيبة. دائرة اللهب. الإصرار العنيد. الاختيار الصعب. الليل الطويل. أيوب. حادث سير. الساعة. الصرخة. نهيل. غبار السنين. المراة. بقايا الرماد. حالة حب «برنامج درامي». نصف القمر. هام وشاهة (مسلسل) الأعمال البيئة القروية السدرة. التراب المر. رياح المواسم. أم الكروم. الهجير. وردة والجبل. جرح الغزالة. المنسية. الأعمال البدوية' الدرب البعيد. الرمح والصخرة. التافه. راعي الخير. السيف والوصية. الرمضاء والنار. صرخة. وحل جملا. صهيل الأصيل. خلف. الطيب. صقور لا تلهث. الخصال الثلاث. أخو شامة. النوف والسهم. العقاب والصقر. بيارق العربا. رعود المزن الوعد. درب الشهامة. القضاء في البادية الحنين إلى الرمال أفلام تلفزيونية نوف رجل وامراة. بحر الحب. الغريب. القادم إلى. بوابات العابرين. القرار بيدك. المسرحيات مسرحية مشعل وحبيبته. مهرجان المسرح الأردني. مسرحيات الأطفال. الشجرة وشيطان الفلاحين. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%85%D8%A9
«
18
19
20
21
22
»