Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
إنّ جرح الشّعوب لا يُنتسى في أيّة بقعة من العالم
BY Artist Zohrab Keshishian
9.3
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
حوار خاص مع الفنان التشكيلي زوهراب لجريدة اللواء لبنان " إنّ جرح الشّعوب لا يُنتسى في أيّة بقعة من العالم مهما طال وعَنّفَ" يسبغ الفنان" زوهراب" الخطوط بحركة تضفي على اللوحة صيغة موسيقية إيقاعية تنم عن انسجام بين الطبيعة والإنسان، وتتوازي فيها التراكيب الضوئية الممتدة مع المكونات الموحية بانفعالات تخيلية تتيح خلق علاقات تتمحور حول إيماءات فنية يمزجها مع الخطوط بوعي إدراكي، وخبرة ريشة جمالية تثير حسياً دهشة المتلقي ، فهو يمنح اللون المعنى المتناسق لعوالم لوحاته ، وطابعها الحركي المحسوس بصرياً ضمن ليونة الخط، وانحناءاته وتعرجاته واختلاطه بالأسود الواعي والحيوي بتواجده بين الخطوط والألوان، وكأنه الريشة النابضة بمفاهيم الأشكال المجردة ومعانيها، وايحاءاتها ، وانعكاساتها الأكثر جدلية لتوطيد العلاقة بين الخط واللون والضوء،ولخلق إثارة ذهنية تؤدي إلى فهم الدلالات التي يضعها " زوهراب" مع سينوغرافيته الخاصة في لوحات تحاكي الإنسان بكل تفاصيل الحياة والجمال. تباين وتنامي في المسارات التي تعج بالضوء، وسكون وظفه للدلالة على الوقفات الزمنية المصحوبة بنظم خطوط لها أبعادها، ونظمها في تشكيل المعنى ضمن أسلوب يتميز بالجرأة والثقة، وبالخط المتمكن في حركته المؤثرة على الأخيلة الحسية ، وخواصها البصرية في تحديد الشكل الذي كلما نظرنا له رايناه يتجدد ، فالتشابك الزخرفي ألخطوط يؤلف متانة يبسطها " زوهراب" على مساحة مدروسة يتجاوز من خلالها الزمان والمكان، ويعيد للإنسانية بكوريتها الصافية، والمنطق الفني الذي يتكون من خلاله الفراغ والضوء، وباقي العناصر الشديدة الحركة في تعبيراتها المعبرة عن الطبيعة والحياة. رؤية فنية متفردة تتابع في كل معرض من معارض" زوهراب"، فالمتلقي المتابع لأعماله تستهويه هذه الإنعكاسات البصرية للخط والضوء حيث يضعها في كل مرة ضمن معنى فني تشكيلي دال للحركة ، وطابعها الإيحائي لإضفاء جمالية خاصة على لوحات تجسد بوعي انفعالات وجدانية للخط ، وقدراته في خلق إيقاعات تستحوذ على الذهن ، وللتغلغل في أعماق الفنان " زوهراب" ومعه أجريت هذا الحوار - متى تتلاقى الأهداف الخفية في الفن مع الواقع في أعمال الفنان زوهراب؟ إنّ الحياة اليوميّة تؤثّر على الفكر والرّوح، ويكون الفنّ تحت تأثير الواقع اليوميّ الممزوج مع الأفكار التي تخالدك خاصّة في اللّيل. لتكتمل الفكرة في الفجر. - تحاول إثارة خيالات المتلقي في كل معرض جديد لك ليلتقط رموزك التشكيلية من أدق تفاصيل اللوحة ؟ ماذا يعني لك هذا ؟ إنّ إعطاء الفكرة للمتلقّي هي الهدف من الفنّ كي لا يكون الفنّ للفنّ فقط، بل يصبح تبادل الأفكار مع الغير وتكون الأحاسيس والأفكار متطابقة متكاملة أو متبادلة. - نلمس في أعمالك إيديولوجية مثالية هل هذه فلسفة افلاطونية في فن زوهراب؟ هذه هي فلسفتي في الحياة لكي نصل إلى المثاليّة قدر المستطاع. - ما هي مصطلحات زوهراب الفنية في الفن التشكيلي بشكل خاص؟ إنني استعمل كلّ مادّة لها لغتها التعبيريّة الخاصّة: الإكريليك (Acrylic) قاسي ومادّة قويّة وصلبة. الزيت (Oil) ناعم وحنون الكواش (Gouache) يمدّ بسهولة لوجود الماء معه. والمائيّات (Aquarelle) شفّاف وسريع العطب لأن كلّ ضربة ريشة لا تستطيع أن تعاودها. هناك أيضاً الفحم (Fusain) والباستيل (Pastel) والسانغين (Sanguine) والرصاص (Crayon). - تتميز ريشتك بعاطفة لون رومانسية لكنها تتمسك بعقلانية تظهر بالمساحات والتشابك بين الخطوط بتناغم تتضاد فيه الحركة، بماذا تفسر ذلك؟ إنّ الفكرة والأحاسيس هما اللذان يولدان اللّوحة فتكون سرعة التعبير وحركة اليد التي تأتي مع العقل والقلب هي النتيجة التي تولد في الشكل المطّاط للوحة من خطوط تتناغم أو تتضارب فتؤلف الهيكليّة. - استخلاص لوني من الطبيعة والحياة ماذا يضيف الفنان زوهراب على لوحته من المعنين؟ ( الطبيعة والحياة) إنّ ألوان الطبيعة والحياة هما من خلق الله الكامل. فالموضوع هو الذي يهدني إلى ألوان الطبيعة التي لا معنى لها بدون الإنسان، لأنّ هذا الأخير يعطي الطبيعة قيمتها فيكون الاثنان معاً مكملين للحياة. - ثقافة، ادب فني، رسم ممهور بعقلانية ومقاييس تجذب المتلقي الى عمق اللوحة ، هذه مصطلحات ام حقيقة تهدف اليها في اعمالك الفنية؟ إنّ اللّوحة هي تعبير عن عدّة فنون (الرسم، الموسيقى، الشّعر، المسرح وأيضاً التاريخ..) ممّا يعطي للمتلقّي عدّة أفكار وثقافات تعبّر عن الإنسان وحياته الفكريّة والروحيّة، فيتفاعل معها ويقترب من اللّوحة. - يتفاجأ المتابع لمعارضك كل مرة بدهشة مختلفة وتحتفظ دائما بإرث من معرض سابق بماذا يحتفظ زوهراب من هذا المعرض؟ إنّ في كلّ معرض يكون للفنّان قول جديد مثل كتاب جديد لكنّ المؤلّف هو هو. لذا تكون أحاسيس الفنّان مختلفة من لوحة إلى أخرى لكنّ المؤلّف ذاته. - متى يستقرئ الفنان زوهراب ذهنيا الحدث المفاجئ في حياته ليضعه ضمن مساحة معينة في ذاكرة اللوحة التشكيلية؟ إنّ القماشة البيضاء أمامي تجعل من اليد والفكر والقلب يعملان سويّة وتخرج الأحاسيس إلى القماشة لتعبّر عن ما يدور في ذهني وروحي. - هل لغياب أرمينيا حضورها المميز الذي تثابر عليه في في لوحاتك وانت ابن لبنان؟ إنّ جرح الشّعوب لا ينتسى في أيّة بقعة من العالم مهما طال وعَنّفَ ويكون في أحاسيسي كإنسان عادي وكفنّان أكثر. - ماذا يقول الفنان زوهراب للجيل التشكيلي الجديد؟ إنّ الفنّ لا يحصل عليه بسهولة، فعلى الجيل الجديد أن يُثابر في عمله كي يصل إلى ذاته الفرديّة. Doha El Mol في هذا الحوار نكتشف أن زوهراب يرى أن الفن ينشأ من تداخل الحياة اليومية والأفكار العميقة. من منظور نفسي، يمكن تفسير ذلك على أنه تعبير عن كيفية تأثير التجارب الشخصية والعواطف على الإبداع الفني. من الناحية النقدية، يشير هذا إلى أن عمل زوهراب يتضمن تجسيدًا لعمق التجربة الإنسانية وكيفية تحويلها إلى لغة بصرية ملموسة. فنيًا، يمكن تفسير هذا التفاعل بين الحياة اليومية والفن على أنه تجسيد للإلهام المتبادل بين الفنان وبيئته. يعكس الفن هنا قدرة الفنان على تحويل التجارب الشخصية إلى تجارب بصرية تؤثر على المتلقي. نكتشف أن زوهراب يعتبر أن الفن هو وسيلة لتبادل الأفكار مع الآخرين وليس مجرد تعبير عن الذات. نفسيًا، هذا يعكس فهمه لعملية التواصل العاطفي والفكري بين الفنان وجمهوره. النقديًا، يشير إلى أن الفن يجب أن يتجاوز مجرد الجماليات ليحقق تأثيرًا فكريًا وعاطفيًا. نستطيع أن نؤكد أعمال زوهراب تعكس حرصه على خلق تفاعل حقيقي مع المتلقي، حيث يستهدف الإيحاءات والتفسيرات التي قد تختلف من شخص لآخر، مما يعزز من قدرة اللوحات على تقديم تجارب بصرية فريدة. كما يصف فلسفته بأنها تسعى إلى تحقيق المثالية قدر الإمكان، ويشير إلى أنها ليست فلسفة أفلاطونية. من الناحية النفسية، يعكس هذا سعيه لتحقيق أعلى مستويات التعبير الفني والجمال، وهو ما يعزز من إبداعه وفهمه العميق للفن. فنيًا، يمثل هذا تأكيدًا على سعي زوهراب لتجاوز حدود التقليدية والبحث عن تحقيق نموذج فني مثالي، ما يعكس التزامه بالتحسين المستمر وتطوير أسلوبه. فزوهراب يستخدم مصطلحات متخصصة لوصف المواد الفنية بناءً على خصائصها. من منظور نفسي، هذا يعكس معرفة عميقة وقدرة على استغلال المواد لتعزيز التعبير الفني. نقديًا، يظهر هذا التباين في المواد الفنية كوسيلة لتحقيق تأثيرات مختلفة على المشاهد. كما أنه يربط بين العاطفة والعقلانية في أعماله. من منظور نفسي، يعكس ذلك توازنًا بين المشاعر والتفكير المنظم، مما يساعد في خلق عمل فني متوازن ومعبر. فنيًا، هذا التوازن بين الرومانسية والعقلانية يعزز من تنوع الأساليب الفنية التي يستخدمها زوهراب، مما يجعل أعماله غنية بالتفاصيل ومليئة بالتعبيرات المتباينة. يرى زوهراب أن الألوان تعكس جمال الطبيعة والحياة التي لا معنى لها بدون الإنسان. من منظور نفسي، يمكن تفسير هذا على أنه تقدير للطبيعة ودور الإنسان في تفسيرها. نقديًا، يظهر هذا كيف يمكن للفن أن يكون جسرًا بين الإنسان والطبيعة. فنيًا، يعكس هذا الاستخدام للألوان إبداع زوهراب في دمج عناصر الطبيعة مع التجربة الإنسانية، مما يخلق أعمالًا ذات طابع فني يعبر عن توازن وتكامل بين الألوان والتجربة الحياتية. كما يرى أن اللوحة تعبير عن عدة فنون وثقافات. نفسيًا، هذا يعكس انفتاحه على تجارب متعددة وتأثيرها على إبداعه. نقديًا، يعكس هذا تعدد الأبعاد الثقافية والفنية في أعماله. فهو يعتبر كل معرض ككتاب جديد يحمل أحاسيس وتجارب جديدة، بينما يظل هو نفس الفنان. من منظور نفسي، هذا يشير إلى تطور مستمر في أسلوبه وتجربته، مع الحفاظ على جوهره الشخصي. نقديًا، يعكس هذا التزامه بالتجديد مع الاحتفاظ بالاستمرارية الفنية. يستخدم القماشة البيضاء للتعبير عن الأحاسيس والذكريات. من منظور نفسي، يشير هذا إلى كيفية استجابة الفنان للأحداث المفاجئة وتحويلها إلى تعبير بصري. نقديًا، يعكس هذا استجابته العاطفية الفورية التي تنعكس في أعماله. يعتبر هذا الأسلوب طريقة لدمج اللحظات الشخصية المفاجئة في عمل فني دائم، مما يضيف طابعًا فريدًا للتجربة الفنية. إذ يربط بين جرح الشعوب وتجربته الشخصية كإنسان وفنان. من منظور نفسي، هذا يعكس التزامه بالذاكرة والتأثيرات الثقافية التي يحملها. نقديًا، يظهر هذا الارتباط العاطفي العميق مع تاريخ أرمينيا. يعكس هذا التأثيرات الثقافية العميقة التي تشكل جزءًا من رؤيته الفنية، مما يضيف عمقًا تاريخيًا وثقافيًا لأعماله. في النهاية يشجع الجيل الجديد على المثابرة لتحقيق النجاح في الفن. من منظور نفسي، يشير هذا إلى التزامه بتمرير خبرته وتقديم دعم معنوي للفنانين الناشئين. نقديًا، يعكس هذا إيمانه بأن الفن يتطلب جهدًا وتفانيًا. تعتبر هذه الرسالة دعوة للجديدين في المجال الفني للالتزام والمثابرة لتحقيق إبداع حقيقي ومستدام. هذا الحوار معه يظهر زوهراب كفنان يمتلك رؤية عميقة وفلسفة واضحة حول دوره وتأثيره في الفن. تفاعله مع المتلقي وتنوع تقنياته تجعله نموذجًا مثيرًا للاهتمام في الساحة الفنية. dohamol67@gmail.com
×
Artist Zohrab Keshishian
الفنان كريكور زوهراب كشيشيان المعروف ب زوهراب كريكور زهراب كيشيشيان (فنان، رسام) رسام أرمني لبناني. يعمل في هذا المجال منذ عام 1972، لديه أكثر من 50 معرضًا خاصًا في جميع أنحاء العالم من لبنان إلى سوريا إلى الكويت، إلى قبرص، إلى فرنسا، إلى إيطاليا، إلى النمسا إلى بلجيكا، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى كندا، إلخ... لدى أعماله الفنية العديد من الكنائس في جميع أنحاء العالم وفي العديد من المتاحف
الحب لا ينمو في أجواء السلام فقط،
BY الروائي يوسف البعيني
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
حوار مع الكاتب والروائي اللبناني يوسف البعيني عن روايته "الغرفة السفلية" حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل لم يناقش الروائي يوسف البعيني أحداث روايته مع القارئ، بل طرحها للزمن ليحاكي بها الأجيال التي لم تستطع مواكبة الأحداث في لبنان خلال فترة حرجة اتسمت بالعديد من القضايا، ومن أبرزها ملفات البيئة أو تلك الملفات المخبوءة إيحاءً بين طيات إقليمية لا يمكن التكهن بها. كما أنه نسج من حالة المرأة ما يضعنا مباشرة في دائرة مشكلاتها التي بدأت من مدرسة استغنت عن مهامها لأنها لا تملك شهادة جامعية، وهي التي أمضت في المدرسة بضع سنين أكسبتها خبرة لم تشفع لها بالبقاء في مضمار التعليم، لتقرر بعدها الدخول إلى الجامعة لنيل شهادة جامعية وضعتها أمام مخاطر جمة كانت في ذاكرتها أولاً، ومن ثم أصبحت في ملف محفوظ بعد اغتيالها مع زوجها. رواية "الغرفة السفلية" الصادرة عن دار النهار للروائي يوسف البعيني، وبعد قراءة لها جعلتني أحداثها في حيرة قوية، كان لا بد من الحوار معه لتتبلور الأفكار الروائية التي انطلق منها في كتابة روايته "الغرفة السفلية". - رواية توثيقية لفترة مهمة من أحداث لبنان، لماذا هذه الرواية بالذات؟ للأسف، نحن لا زلنا نعيش فترات مهمة من أحداث لبنان، فهذا المخاض مستمر منذ العام 1920، عند إعلان دولة لبنان الكبير، وبعد أن أصبح لبنان كيانًا مستقلاً. حتى العام 1943، تاريخ إعلان استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، مرت أحداث متعددة ومفصلية. ومنذ ذلك الحين، والبلاد تمزقها الصراعات، فحيناً بالتحرك السياسي، وحينًا آخر بالتحركات الشعبية المطلبيّة، ثم بالانتفاضات المسلحة كما حدث في العام 1958، ثم بالاقتتال الداخلي وما تبعه من تسوية سياسية عبر اتفاق الطائف، وما حدث بعد ذلك من أحداث وتطورات أرهقت الوطن وأهله، ومستمرّة حتى هذه اللحظة. أنا ككاتب أتألم ككل فرد من أبناء بلدي، وهذا الألم حاولت ترجمته عبر هذه الرواية "الغرفة السفلية"، لأنني لمست كم تركت تلك الفترة التي تدور فيها أحداث الرواية (1998 – 2001)، مع العودة إلى الحرب اللبنانية ومآسيها، من آثار سلبية تبلورت ببدء حملة الاغتيالات لقيادات سياسية فاعلة في العام 2004، وصولاً إلى واقعنا المرّ اليوم. - غرفة سفلية متعددة الجوانب في زواياها ما بين الحرب والحب، اشتقاقات ومذاهب وعلاقة زواج بين أديان مختلفة، هل هذه من الواقع المحسوس أو الملموس؟ وهل يمكن في ظل الحروب وأحداثها الدخول في قصص الحب؟ الحب لا ينمو في أجواء السلام فقط، وربما ينمو أكثر في أجواء الحروب، لحاجة الإنسان، أقلّه من الناحية النفسية، إلى الآخر وحبّه وحنانه. أنا لم أضف شيئًا على الواقع. الحب ينمو في كل الظروف. أما بالنسبة إلى الزواج المختلط بين الأديان، فهذا واقع أيضًا في لبنان، والأمثلة لا تُحصى في ظل وجود ثماني عشرة طائفة، يعيش أبناؤها مع بعضهم البعض، ويتفاعلون في ما بينهم. - الروائي يوسف البعيني ولغة تقريرية بين الفصول المحبوكة بملفات البيئة في لبنان، ألا يشكل هذا خطرًا على نجاح الرواية؟ لقد تناولت ملفات البيئة وما يحيط بها من فساد ولامبالاة وعدم سهر من المسؤولين، لأن ذلك واقع. هذه من عناصر البناء السردي في الرواية وحبكتها. ربما في مجال آخر مع رواية أخرى أتناول ملفًا آخر. أما إذا كان هذا الأمر يشكل خطرًا على نجاح الرواية، فأنا كتبت ما يُقنع، وما هو ملموس. كتبت بأصابع كل طفلة وطفل وشابة وشاب وكهل. كتبت بحنجرة كل لبناني، حتى المتورطين بالفساد والفوضى وغيرها، هم ضمنًا يدركون الواقع. أنا لم أتخيل مواضيع وكتبتها، بل جعلت المواضيع القائمة والحاصلة ضمن خيالي، ولا أعتقد أن هذا يُفشل الرواية؛ بل العكس تمامًا. - رواية توثيقية لفترة ما، هل هذا يشكل بعض الهواجس لك؟ الجيل القادم سيقرأ وسيحلل ولن يسامح في أي خطأ تحليلي سياسي أوحيت له، ما رأيك بهذا؟ إن الهاجس الوحيد الذي شكلته الرواية لي هو عدم نشرها، وبعد نشرها شعرت وكأنني أزحت عني كابوسًا. ففكرة الرواية حضرت إلى ذهني عند سماعي نبأ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في الأول من تشرين الأول من العام 2004. غزت ذاكرتي حينها كل التطورات التي شهدها لبنان منذ بداية العام 1998، ومجيء عهد رئاسي جديد، وما حدث بعدها من تطورات أمنية، وخنق للحريات وغيرها. مع استشهاد الرئيس رفيق الحريري وُلد لديّ إصرار على متابعة كتابة الرواية، وتابعت ببطء. مع العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، وما تبعه، اتخذت قرارًا بعدم إكمال الرواية، ولكن مع بدء أحداث نهر البارد ومسألة فتح الإسلام، عاد إصراري لمتابعتها، وأنهيتها في العام 2009، ولفترة خمس سنوات لم أستطع نشرها لظروف عدة أبرزها أن العديد من دور النشر رفضت تبني نشرها، ومسؤول إحداها أبلغني بالحرف الواحد أنه خائف من نشرها لأنها تعالج بوضوح الإشكالية الأمنية في لبنان بين العامين 1998 و2001. أنا مرتاح لأن الجيل المقبل سيطلع على أمور ربما كانت خافية عنه، وأنا أقول له بوضوح: حريتك أغلى شيء لديك، بغض النظر إذا اعتُبر هذا الأمر تحليلًا سياسيًا أو ما شابه، وسيكتشف هذا الجيل أن وطنًا لا يحترم حريته، ولا يحافظ على كرامته وإنسانيته، هو وطن غريب عنه، وهو غريب فيه. - نظرة أحادية ترمز إلى جانب سلطوي كان في لبنان وما زالت المعاناة مستمرة، هل هذا صحيح؟ لا أعتقد أنها نظرتي وحدي. أترك الإجابة عن هذا السؤال للقارئ. أنا مقتنع أنه كان ولا يزال يوجد جوانب سلطوية في لبنان. - عندما نقرأ العنوان نتساءل عن معنى "الغرفة السفلية"، لماذا سفلية وفي منطقة معينة؟ هل هي قطعة من الواقع فعلاً أم تخيل روائي؟ الرواية مستوحاة من الواقع، والعنوان "الغرفة السفلية" هو المكان الذي ترتكز عليه مجريات أحداث الرواية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فـ "الغرفة السفلية" هي رمز للاعتقالات والتعذيب التي تقوم بها بعض الأجهزة الأمنية التابعة لدولة أو لفئة متسلطة، والإشكالية الرئيسية في روايتي أمنية بامتياز. لا يمكن لقارئ "الغرفة السفلية" إلا أن يشعر باللغة الشاعرية والعاطفة المحبة الملموسة للبنان، هل في هذا مغالاة؟ أم أننا نكتب للوطن بموضوعية وأهمية في تاريخنا؟ أعشق وطني حتى العظم وبطريقتي. أنا ابن قرية، وعشت قسمًا من حياتي في قريتي، والقسم الآخر في بيروت. وأنا عايشت لبنان بكل تفاصيله قبل الحرب الداخلية، وعايشت الحرب، ورافقت كل تفصيل في وطني من مختلف جوانبه بعد الحرب. أين أذهب بكل هذا؟!.. منزلي في منطقة الشوف، والغرفة التي أكتب فيها، وأسمّيها "صومعتي"، مكشوفة على محمية أرز الشوف. أين أخبئ هذا الجمال؟ أين أخبئ النسمات الباردة وصوت المطر والغروب وسحر الثلج وغزل البحر لروحي؟ أين أخبئ هذا الخليط الفريد العجيب في لبنان، من تناقض ثقافات، وتناقض أهداف، وتناقض أحزاب؟ أين أخبئ نبض الشارع اليومي في لبنان في كل منطقة؟.. كل ما فعلته أنني استحضرت ذاكرتي وتركتها ترتاح على الورق بشغفي. - رواية ذات أسلوب هادئ ومنطق واقعي في حواراته المبنية على أحداث تلمس الوجع الاجتماعي، هل حاولت نبش الجراح الماضية والتي تتشابه الآن؟ تألمت بصدق مع الناس التي تتألم، وإذا كنت قد ذكرت أمورًا مرّت في الماضي، فهدفي ليس نبش الجراح، بل التعلّم لعدم تكرار ذلك الغباء الذي أصابنا في فترة زمنية طويلة، وحملنا السلاح في وجوه بعضنا البعض، بدل التحاور والاستماتة لتكريس السلام الدائم والاستقرار. أردت القول من خلال ذلك أن الحروب دمار بلد واقتصاد، ودمار إنساني اجتماعي لا تُمحى آثاره بسهولة. - لو حذفت العنوان وتركت روايتك في ملف سري للغاية أو بلا عنوان، ماذا تقول؟ أحيانًا لا نحتاج لعناوين إذا كان المحتوى واضحًا. وليس الهدف من نشر روايتي تركها في ملف سري. وإذا وُضعت في هذا الملف، يعني أن جهة ما لم يُعجبها العنوان ولا المحتوى، وهذا ليس من شأني. - كنت بمحاذاة شخوصك دون استثناء، والتوازن ملموس في سير الرواية. إلا أن رأي الروائي متحيز لفئة سياسية واحدة، هل هذا عادل؟ أنا المؤلف، يعني ما كُتب في الرواية يعبر عن قناعاتي، ولكن كل ما قيل تم قوله بلسان شخصيات الرواية وهي متنوعة، وحاولت أن أكون مكان هذه الشخصيات: على ألسنتهم، وبتصرفاتهم، وبنواياهم. - ألم تشعر بظلم النهاية التي وضعتنا أمام حوادث التفجير التي طالت العديد من الوجوه في لبنان؟ أين الظلم في ذلك؟.. كم حصدت التفجيرات من وجوه متعددة ومن أبرياء؟.. ما أردت أن أنهي روايتي بطريقة تُريح القارئ بالمعنى الذي تعودنا عليه مع أبطال رواياتنا العربية، أي النهايات السعيدة. أردت أن أترك صدمة توقظ ذاكرة القارئ، وتنبّهه إلى أمسه وحاضره ومستقبله. - أعطيت المرأة قوة في المواجهة في اتخاذ قرارها، ماذا تعطي للطفل المعاق هادي الآن عبر حوارنا؟ للأسف، لا أستطيع إعطاء شيء لهادي وأمثاله. الإعاقة لا زالت عيبًا عند الكثيرين في بلدي، ولن تتغير هذه الذهنية إلا بتغيير مستوى الوعي والثقافة، وهذا يلزمه الكثير من الوقت والجهد. ربما تقلص المرأة منهما. نعم، المرأة الأم، والمرأة المثقفة والواعية، فدورها أساسي في درء الأخطار المختلفة عن مجتمعاتنا ووطننا، مهما كانت الصعوبات التي تواجهها. انظري إلى المرأة في الغرب – بغض النظر عما يُطلق عليها البعض من صفة التحرر اللاواعي – فقد أثبتت قدرتها، وكانت المرتكز لتطور مجتمعات وأوطان برمتها. - يوسف البعيني ورواية سياسية، هل تعتبرها بمثابة وجود تاريخي محفوظ بلغة روائية؟ في الرواية قصة حب غير عادية، وقصة حياة تثبت الذات، وقصة مجتمع، وقصة وطن. روايتي هذه تطرح إشكاليات عدة. كتبت في هذه الرواية عن المرأة ونظرة المجتمع إليها، عن المرأة بعد زواج انتهى، عن المرأة وحاجاتها ورغباتها وقناعاتها وتحررها. كتبت عن إشكالية الزواج المختلط، وعن آثار الحرب، وعن حراك المجتمع المدني، والسياسة، وكتبت عن الأمن، عن القمع، عن الترهيب، عن الإعلام الموالي، و"فبركة" الأخبار والأحداث، عن المسؤول الأمني واستغلاله لمنصبه وتداخل قرارات القيادة بالمصالح الخاصة، كتبت عن الرأي والكلمة كيف يُخيفان العقليات المتسلطة، عن الوسائل المستخدمة لاغتيال المعارضين، عن أساليب الضغوطات عليهم لإسكاتهم، وكتبت كيف أدار الأمن البلاد في تلك الفترة، وكتبت عن الأصوليين ودور الأمن في تنفيذ عملياتهم الإرهابية. وعليه، لا أدري ما التصنيف الدقيق الذي يمكن إطلاقه على الرواية. أترك هذا للقراء والنقاد. Doha El Mol من خلال الحوار، يتضح أن يوسف البعيني يتمتع بقدرة بارزة على التعبير عن المعاناة الإنسانية والتاريخية. يظهر شغفه في التوثيق الأدبي لأحداث لبنان بوضوح، حيث يعبر عن الألم الذي يعيشه كأحد أبناء البلد. يُبرز البعيني اهتمامه العميق بمسائل البيئة والأمن والوضع الاجتماعي في لبنان، ويعتبر روايته "الغرفة السفلية" محاولة لرصد تأثير تلك القضايا على الأفراد والمجتمع . إذ يُلاحظ في الحوار أن البعيني لا يتردد في تناول قضايا حساسة قد تكون مثيرة للجدل. يظهر التزامه بالقضايا الاجتماعية من خلال اهتمامه بالمواضيع المتعلقة بالفساد، والعنف، والبيئة، وسوء الإدارة. هذا يظهر شجاعته الأدبية في مواجهة التحديات التي قد تنجم عن تناول قضايا ذات طابع سياسي وأمني. كما يُظهر البعيني رؤية إنسانية قوية في تعاطيه مع قضايا الحب، والزواج المختلط، والمعاناة الفردية. يُبرز في روايته اهتمامه بالجانب الإنساني من خلال تسليط الضوء على الألم والأمل في حياة الشخصيات. كما يعبر عن اعتقاده أن الحب يمكن أن ينمو في ظروف صعبة، وهو ما يعكس فهمه العميق للواقع الإنساني وتناقضاته. من خلال الحوار معه يتضح أنه يحاول تقديم سرد موضوعي في روايته دون تبرير لأي جهة سياسية أو استقطاب. يُلاحظ في الحوار أنه يسعى لتقديم رواية تعكس التباين في الأحداث والواقع، مما يبرز نزاهته في محاولة تقديم صورة دقيقة وشاملة. فالأسلوب الذي يتبعه البعيني في كتابة الرواية يعكس مشاعره العميقة تجاه وطنه، وهذا واضح من خلال وصفه العاطفي للبنان وجماله وتناقضاته. يظهر تأثره العميق بالواقع الاجتماعي والسياسي، ويترجم ذلك إلى عمل أدبي يتسم بالعاطفة والجمالية. يبدو أنه من خلال هذا الحوار يمتلك روحًا نقدية ذاتية قوية، حيث يعترف بالتحديات التي واجهها أثناء كتابة ونشر الرواية، ويعبر عن قلقه من أن الجيل القادم قد لا يتفهم أو يقدر تعبيره الأدبي بشكل كامل. هذا يعكس وعيه بالمسؤولية التي يتحملها ككاتب في تقديم رواية يمكن أن تثير التفكير والنقاش. كما يشير البعيني إلى رغبة في التعلم من الماضي وتجنب تكرار الأخطاء، وهذا يعكس التزامه بالعدالة والنهج التقدمي. من خلال تناوله لأحداث الماضي وتأثيرها على الحاضر، يسعى إلى تقديم رسالة تحث على التغيير والتقدم، مما يعكس رؤيته الإيجابية نحو المستقبل. يوسف البعيني يظهر كشخصية أدبية ملتزمة، ذات حس عميق بالمسؤولية الاجتماعية والسياسية. يظهر في حواره شخصًا شجاعًا قادرًا على التعبير عن قضايا معقدة بصدق وواقعية. قدرته على دمج الحبكة الأدبية مع القضايا الاجتماعية تعكس إبداعه ومهنيته كروائي. بقدر ما هو ملتزم بالتوثيق الواقعي، فإنه أيضًا يتمتع بروح إنسانية تعبر عن الأمل والتغيير، ما يجعله كاتبًا مميزًا يستحق التقدير والتفكير النقدي. dohamol67@gmail.com
×
الروائي يوسف البعيني
يوسف البعيني لبناني ولد عام 1957 عضو اتحاد الكتاب اللبناني. حائز على إجازة في الصحافة وأخرى علم الاجتماع من الجامعة اللبنانية. عمل في مجالي الصحافة والتربية . من إنتاجه الروائي الأغصان الهشة 2006 الغرفة السفلية 2014 فرعون 9,0عام 2014 والكثير من المؤلفات الأخرى .
طبيعي في كل فيلم أن يقع تصادم أو استفهام
BY Director Elie Khalife
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المخرج إيلي خليفة لمجلة "مرايا": "طبيعي في كل فيلم أن يقع تصادم أو استفهام صغير بين المؤلف ككاتب للنص والمخرج." حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل يضفي الواقع السينمائي الذي اختاره المخرج إيلي خليفة نوعًا من الاستنكارات وأيضًا من القبول، تبعًا للرؤى الاجتماعية التي يتميز بها لبنان، وإن حمل الأسلوب الإخراجي ديناميكية بسيطة من حيث التصوير أو بالمشاهد وأسسها التكوينية أو التأليفية، والتي برزت فيها الوجوه التمثيلية بجمالية لها ميزتها الخاصة. إلا أن للفنانة جوليا نصار بصمة مختلفة؛ لأنها الأقرب اجتماعيًا إلى قلوب الجماهير، فقد استطاعت منح الفيلم ضحكة بخاصية شفافة داعبت فيها الأفكار الرافضة والمتوافقة مع العمل. كما أن للإخراج رؤية حياتية تلامس الجميع لما تحمله المشاهد من بساطة في الصورة والكلمة والموسيقى المشبعة بالتعابير الإيقاعية الموائمة للحدث المبني على أسس اجتماعية مأخوذة من الحياة البيروتية بشكل خاص. لكنها تضع المرأة ضمن مفارقات تختلف عن بعضها البعض بمحاولة انتقادية اجتماعية شاركت فيها شخوص الفيلم بأسلوب سلس وخفيف وناضج، رغم سلبيات المواقف الجريئة التي سلطت عليها الضوء الكاتبة نبال عرقجي، والتي استطاع تبسيطها المخرج إيلي خليفة بتقنية تتفاوت فيها المشاهد من حيث القوة السينمائية، لتكون متوافقة أو متناغمة مع مجتمع حساس كمجتمع بيروت. ولفهم المعطيات الإخراجية في فيلم استطاع فيه المخرج إيلي خليفة تذليل صعوبات عديدة منها التوافق بين النص والرؤية الإخراجية، كان هذا الحوار: - غازل المخرج إيلي خليفة مشاهد فيلم "يللا عقبالكن" بإحساس مرهف وبطبيعة مشهد من الحياة. هل لأن الفيلم هو اجتماعي بالدرجة الأولى؟ هو فيلم اجتماعي ونحن كنا نريد تسليط الضوء على مشكلة اجتماعية في لبنان. عندما بدأنا بالمشروع فكرنا أن نقوم بفيلم للجمهور دون التفكير بالمهرجانات، بفيلم ذكي وجريء وبأسلوب عفوي يطرح هذه المشكلة الاجتماعية بأسلوب سلس ومضحك. - متى يفرض المؤلف الدرامي على المخرج رؤيته من خلال النص؟ وهل استطعت استخراج مكنون كل شخصية بقناعة بذلك؟ طبيعي في كل فيلم أن يقع تصادم أو استفهام صغير بين المؤلف ككاتب للنص والمخرج. من أجل ذلك نرى في السينما العالمية أو نقرا في الصحافة أن رؤية المؤلف كانت مخالفة لرؤية المخرج. وهذا بالنسبة لي أن النص كسيناريو يختلف عن الإخراج في الفيلم. وأنا و"نبال عرقجي" اتفقنا على بعض المفاهيم واختلفنا بالنسبة لأخرى. لكن بالنهاية الفيلم هو من ربح، أو بالأحرى هو الربح الحقيقي فهو فرض نفسه. لأن خلال التمارين لأسابيع مع الممثلين، تغير الكثير من النص واستطعت رؤية الإخراج كيف سيكون في كل مشهد، خصوصًا تلك المشاهد الحوارية الطويلة والجريئة التي استطعت التلاعب بها نوعًا ما مع الممثلين من خلال تدريبهم على ذلك في مسرح في بيروت. لهذا عندما بدأنا بالتصوير استطعنا توفير الوقت لأن الكل كان مستعدًا لذلك بعد التدريبات التي قمنا بها. - الفيلم جريء نوعًا ما على مجتمعنا اللبناني، إلا أنه موجود اجتماعيًا. ما رأيك بهذا؟ ألا تظن أنك أفرطت ببعض المشاهد بحميمية العلاقة مع الآخر؟ الفيلم هو فشة خلق وأوكسجين، لأن الكثير من النساء شعرن بذلك، خصوصًا أن نسبة الحضور النسائي في هذا الفيلم كانت الأكبر. وهذا الفيلم يطرح مشاكل المرأة دون تورية أو خوف من السائد المعروف، لأننا استطعنا استخراج ما هو مخفي في المجتمع، وإن بجرأة قد انتقدها البعض وأحبها البعض الآخر. - كيف تصف مراحل العمل الإخراجي في هذا الفيلم؟ في هذا الفيلم كان يوجد معي فريق كامل متكامل ومتعاون جدًا. بالنسبة للممثلين، للفريق التقني، وللكاستينغ، بالنسبة للممثلين من الدرجة الأولى. ونحن عندما بدأنا مع مدير التصوير بالعمل، كانت روح الجماعة طاغية علينا، والاعتماد على البساطة. وبنفس الوقت، لم أبحث عن التعقيد التقني بالتصوير وغيره، لأن أهم شيء بالنسبة لي في السينما هو الممثل أمام الكاميرا. ولأن كل مشهد يفرض نفسه بنفسه، لهذا تختلف المشاهد كما يتطلب أن تكون تلقائيًا منسجمة مع رؤيتي الإخراجية. - استطعت المطابقة بين فهم النص الدرامي وخواص الممثلين بنسبة عالية. هل تم هذا أيضًا مع الموسيقى التصويرية؟ قمنا بتمارين كثيرة مع الممثلين والنص الدرامي والإخراج، ونفس الشيء كان رائد الخازن، الموسيقي ومؤلف الموسيقى التصويرية لفيلم "يللا عقبالكن"، يرافقنا أثناء التصوير. ومن ثم، بعد المونتاج أيضًا، حاول أن يطابق الموسيقى التصويرية بشكل أوسع مع الفيلم بشكل كامل واستطاع تطبيق رؤيته على المشاهد. فالموسيقى كان دورها مهمًا في هذا الفيلم. - يتميز الفيلم بالبساطة الاجتماعية وبضوء مسلط على المجتمع البيروتي تحديدًا. لماذا؟ الفيلم يتحدث عن شريحة من المجتمع في بيروت، وهؤلاء البنات الأصحاب من ريفيرا وجيم وبيوت أهاليهن. والإخراج ليس لفيلم وثائقي عن بيروت، إنما لهؤلاء الشخصيات، لكي أسلط الضوء على الأماكن بقدر ما أردت تسليطها على الوضع الاجتماعي والسلوكي للصبايا. وأنا دائمًا أتبع الشخصيات والفيلم يتجه نحوهم. منذ كم سنة قمت بإخراج فيلم بعنوان "فان إكسبرس"، قصة لشابين بمنلكان (فان) أو باص صغير مستعمل، ويبيعان قهوة إكسبرسو. وهو مختلف عن "يللا عقبالكن" لأن أحداثه تدور تحت الجسور بمناطق شعبية جدًا، وكان يعكس صورة عن بيروت وبشكل مختلف كليًا عن فيلم "يللا عقبالكن". لهذا أعتقد أن شخصيات الفيلم هي التي تفرض على جمهور الفيلم متابعته. - وجود الفيلم ضمن مهرجان طرابلس ماذا أضاف له؟ وما رأيك بمهرجان طرابلس للأفلام؟ أنا سررت جدًا أنه تم عرض فيلم "يللا عقبالكن" في مهرجان طرابلس، وهو يختار أفلامًا نخبوية. وأنا مسرور جدًا بذلك لأن الأفلام فيه جميعها مهمة. Doha El Mol من خلال هذا الحوار، يُظهر إيلي خليفة وعيًا عميقًا بالمفاهيم الإخراجية وكيفية التعامل مع النصوص والممثلين. يُشير إلى وجود تصادمات طبيعية بين رؤى المؤلف والمخرج، وهو ما يعكس فهمًا دقيقًا لعملية التعاون الإبداعي. يظهر أن خليفة يقدر التفاعل بين النص والرؤية الإخراجية، ويعتبر أن التعديلات على النص أثناء التمرين تساعد في تحسين الجودة النهائية للفيلم. عبر الحوار يؤكد أهمية العمل الجماعي ويعطي أهمية كبيرة لفريق العمل، بما في ذلك الممثلين وطاقم التصوير. يبرز التفاعل بين التمارين والتصوير كعنصر أساسي في إنجاح المشروع. يُفضّل خليفة البساطة في الإخراج، حيث لا يسعى للتعقيد التقني بقدر ما يركز على التعبير البصري والتمثيلي، مما يعكس رغبة في الحفاظ على الأصالة والصدق في العمل السينمائي. إذ يظهر من الحوار أن خليفة يحاول تقديم فيلم يتناول قضايا اجتماعية حساسة بجرأة، وهو يعي التأثير الذي يمكن أن يحدثه الفيلم على الجمهور. يتضح من إجاباته أن هناك اهتمامًا بجذب انتباه المشاهدين من خلال تقديم محتوى يلامس قضايا واقعية بطريقة غير تقليدية. هويعترف بأن الفيلم يحمل طابعًا جريئًا ويهدف إلى تحدي الأعراف الاجتماعية. يعكس ذلك رغبة في إثارة النقاش وزيادة الوعي حول قضايا النساء والمجتمع اللبناني. إذ يبرز خليفة إدراكه لتباين ردود الفعل بين من يحب الفيلم ومن ينتقده، مما يشير إلى استعداد لتقبل النقد والاستفادة منه. كما يتضح أن خليفة يشعر بالفخر والإنجاز تجاه فيلمه، ويعكس شعورًا بالرضا عن التعاون والتفاعل الإبداعي مع فريق العمل. يعبر عن تقديره للعمل الذي قام به فريقه ويظهر تفهمًا عميقًا لتأثير الفيلم على المشاهدين. أيضاً يظهر ثقة بالنفس تجاه عمله واعتزازًا بالنتائج التي حققها. يشعر بالرضا تجاه كيفية تطور النص والإخراج، ويعتبر التعاون مع فريقه عنصرًا حيويًا في نجاح المشروع. إذ نكتشف من خلال الحوار أن عند خليفة الوعي بتأثير الفيلم على المشاهدين، حيث يعترف بأن الفيلم يمكن أن يكون له تأثيرات مختلفة على مختلف الأشخاص. يعكس ذلك فهمًا عميقًا لأهمية تأثير العمل الفني على الجمهور وكيفية تلقيه. المخرج إيلي خليفة يظهر من خلال هذا الحوار قدرًا كبيرًا من الفهم الإخراجي والنفسي لمشروعاته. تعكس إجاباته توازناً بين الجريء والواقعي، مع التركيز على التعاون والتفاعل الإبداعي. كما يعكس وعيه بتأثير العمل على الجمهور ومدى أهمية تبادل الأفكار بين أعضاء الفريق لتحقيق أفضل النتائج. من خلال تحليله لعملية الإخراج، يظهر خليفة القدرة على الجمع بين الرؤية الإبداعية والمرونة في التعامل مع التحديات، مما يعزز من تقديره للمشروعات التي يقوم بها واهتمامه بالاستجابة لردود فعل المشاهدين. dohamol67@gmai.com
×
Director Elie Khalife
ايلي خليفة مخرج وكاتب سيناريو ومنتج لبناني تمتد مسيرته المهنية لأكثر من عقدين من الزمن ومشاريع متعددة حائزةعلى جوائزعديدة . درس إيلي السينما في جامعة جنيف للفنون والتصميم هو من مواليد بيروت اشتهر بأفلامه الساخرة، ومن أهمها قلتلك خلص (2020) ويلا عقبالكن (2015) ويا نوسك (2010). بجانب الفيلم القصير شكرا ناتكس (1997). والكثير من الأعمال الأخرى
اللقطة السينمائية هي رؤية المخرج البصرية
BY Director Hossam Khayat
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المخرج السينمائي والأستاذ الأكاديمي حسام خياط لمجلة "مرايا": "فيلم التحريك يحمل فكرة فلسفية اجتماعية أو سياسية يعجز عن حملها الفيلم الروائي المعروف." حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل هو الأستاذ الجامعي الذي رافق تلاميذه في رحلتهم الفنية في عالم الإخراج والسينما، وخصوصًا أفلامه الوثائقية المهمة على صعيد لبنان والخارج. وهو المخرج ورئيس لجنة الانتقاء لأفلام مهرجان طرابلس وعضو هيئة التحكيم الذي برز في ظهوره أثناء المهرجان الأخير من حيث قدرته على النقد السينمائي ورؤيته الأكاديمية الموزونة في دراسته لنوعية الأفلام المشاركة، مع اهتمامه بالفن الإخراجي بشكل عام. ومعه أجرينا هذا الحوار. - المخرج حسام خياط: متى بدأت بفن الإخراج وما المميز في هذه الرحلة الطويلة؟ بدأت الإخراج منذ السنة الدراسية الأولى في معهد السينما بمدينة موسكو، وكان على كل طالب أن يقوم بإخراج فيلم قصير كل سنة على مدار سنوات الدراسة الخمس وصولًا إلى فيلم التخرج. الدبلوم كان فيلمًا روائيًا قصيرًا (30 دقيقة) مقتبسًا عن رواية غادة السمان "كوابيس بيروت". وبعد تخرجي من المعهد، أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية مع حلمي الدائم بإخراج فيلم روائي طويل، هذا الحلم الذي ما زلت أحمله على كاهلي منذ عشرات السنين على أمل إيجاد الفرصة المناسبة، وذلك إلى جانب ممارستي لمهنة التدريس الجامعي. فأنا أستاذ متعاقد في الجامعة اللبنانية، كلية الفنون، أقوم بتدريس مادتي الإخراج السينمائي والسيناريو. - الحياة فيلم طويل، هل استطعت ضبط الإخراج في كل مشهد حياتي واستخرجت منه مضمونًا ما؟ هذا يذكرني بقول المثل القدير يوسف وهبي: "الحياة مسرحية ونحن الممثلون في هذه المسرحية، كل منا يقوم بدوره المطلوب". فالحياة بتنوعها تبقى المصدر الرئيسي للموضوعات السينمائية التي يتناولها كل حسب رؤيته الفنية وثقافته ونشأته. والحياة باختصار هي مصدر الوحي والإلهام لكل فنان. - صناعة اللقطة تحتاج إلى حبك متين، هل ترى هذا حاليًا في الإخراج اللبناني؟ وأين؟ اللقطة السينمائية هي رؤية المخرج البصرية على الشاشة. اللقطة السينمائية تبدأ في ذهن المخرج كالجنين منذ اللحظة الأولى على صفحات السيناريو، وصولًا إلى وضعها حيز التنفيذ أي أثناء التصوير، لكي تؤدي دورها المطلوب إلى جانب اللقطات الأخرى من أجل إيصال المعنى إلى المشاهد. اللقطة السينمائية هي رؤية المخرج من زاوية التصوير وحجم اللقطة، وهي حركة الكاميرا إلى جانب الإضاءة وأداء الممثل داخل اللقطة. هي عملية معقدة جدًا، وهي أجمل شيء بالنسبة للمخرج. - هل من تربية سينمائية في مدارسنا وما هي أهميتها برأيك؟ بصراحة، وللأسف، لا. والسبب يعود إلى غياب مادة السينما في البرامج التعليمية للمدارس، علمًا بأن الجهة المسؤولة عن المدارس في لبنان اسمها وزارة التربية والفنون الجميلة. ففي الماضي، كانت تقام عروض سينمائية بشكل أسبوعي في المدارس تحت إشراف أخصائيين يتولون إدارة النقاش حول الأفلام مع التلاميذ من أجل مساعدتهم في التحليل والفهم الصحيح لجمالية اللغة السينمائية. هذا إلى جانب الغياب التام لدور العرض السينمائي في المدينة. فجميع الصالات أغلقت أبوابها زمن الحرب اللبنانية ولا تزال حتى يومنا هذا مقفلة للأسف. فمن أين تأتي الثقافة أو التربية السينمائية؟ - حسام خياط، من هو وما رأيه بمهرجان طرابلس للأفلام الذي يقام كل سنة؟ مهرجان طرابلس للأفلام هو خطوة رائدة وضرورية، وذلك من أجل إخراج المدينة من وضعها الراهن. مهرجان طرابلس هو مهرجان دولي بكل معنى الكلمة، فالأفلام المشاركة في المهرجان بلغ عددها 178 فيلمًا من أكثر من أربعين دولة، ثم اختيار 39 منها للمشاركة في المسابقة، تتوزع على خمسة فئات: الروائي الطويل، الروائي القصير، الوثائقي الطويل، الوثائقي القصير، هذا إلى جانب فيلم التحريك. والمهرجان هو فرصة ذهبية من أجل تعريف الأجيال بالسينما وأهميتها، خاصة للأسباب التي ذكرتها سابقًا. - يترجم المخرج العمل الفني تبعًا لرؤيته الخاصة، متى يتحكم السيناريو بالمخرج؟ فن السينما، كما هو معروف، فن جماعي، وتنفيذ أي فيلم سينمائي يتطلب وجود فريق عمل متكامل يعمل كل من أعضائه في مجال تخصصه تحت إدارة شخص واحد، هو المخرج. فالمخرج مسؤول أولًا وآخرًا عن نجاح أو فشل الفيلم. والسيناريو هو الخطوة الأولى في عملية تنفيذ الفيلم، مما يعني المدماك الأساس، فالسيناريو الجيد ينتج عنه فيلم جيد، أو ربما سيء، وذلك يعود إلى مقدرة المخرج. أما السيناريو السيء الصنع، فمن المستحيل أن ينتج عنه فيلم جيد ولو كان المخرج من عباقرة السينمائيين. والسيناريو عادةً يكتب مع السيناريست حسب رؤية وأسلوب المخرج الذي يحب أن يشارك في كتابة العمل. - وصية عن فن الإخراج تتركها لتلاميذك؟ ليس هناك وصية محددة، ولكن أقول دائمًا لطلابي أن يعملوا بحب وشغف. وأجمل لحظات الإبداع يعيشها طالب قسم الإخراج السينمائي وهو على مقاعد الدراسة لأنه يتمتع بمساحة من حرية التعبير لا حدود لها. هذه المساحة التي تبدأ بالانكماش والتقلص مع النزول إلى سوق العمل والعلاقة بالجهة التي تتولى إنتاج العمل السينمائي، والتي غالبًا ما تحد من حرية المخرج في الإبداع والتعبير. - الكثير من الأفلام باتت متشابهة، والبعض منها غير مثير للذائقة الشبابية، ما هي المعايير التي تم اتخاذها لدخول الفيلم في مهرجان طرابلس للأفلام؟ صحيح أن هناك العديد من الأفلام المتشابهة، وهذا شيء طبيعي من حيث الموضوعات، ولكن يبقى أسلوب المخرج في المعالجة والتعبير هو ما يعطي الفيلم شكله النهائي والمتميز عن غيره من الأفلام. المعايير التي تم اعتمادها في عملية اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان هي معايير دولية ترتكز على موضوع الفيلم أولًا، ثم الشكل الفني للفيلم. والملفت للنظر أن غالبية الأفلام المشاركة هي على درجة عالية من الجودة والجدية، ومن هنا كانت صعوبة اختيار أفضل فيلم. - أفلام التحريك نخبوية كما لمست في مهرجان طرابلس، ماذا تخبرنا عن أهميتها؟ لا أوافقك الرأي مئة بالمئة، فأفلام التحريك ليست نخبوية، ولكن الجمهور لم يعتد على هذا النمط من أفلام التحريك الجادة والموجهة إلى الكبار. فعمومًا اعتدنا على أفلام التحريك الموجهة للأطفال والتي تعرض عبر شاشات التلفزيون. أما أهمية الأفلام التي شاركت فهي التعبير بالرسوم عن رؤية وفكرة المخرج الذي يريد إيصالها إلى الجمهور. وفي كثير من الأحيان نجد أن فيلم التحريك يحمل فكرة فلسفية اجتماعية أو سياسية يعجز عن حملها الفيلم الروائي المعروف. - كلمة أخيرة من المخرج حسام خياط لطرابلس ولجريدة عمان: كلمة أخيرة أحب توجيهها إلى مجلة "مرايا" الغراء، والشكر والامتنان لإدارتها ولأسرة التحرير، وتمنياتي لها بالتألق الدائم. Doha El Mol من خلال حواري معه يظهر المخرج حسام خياط كفرد يمتاز بشغف عميق وحب حقيقي لفن الإخراج. حديثه يعكس تجربة غنية ومعرفة واسعة، مزيج من الفلسفة الشخصية والتقنية السينمائية. تنبثق من أقواله قدرة على توجيه وتدريب الآخرين، مما يعزز صورته كمعلم مخلص ومبدع. اعتزازه بعمله وتقديره للسينما يظهر بوضوح من خلال تأكيده على أهمية الجودة والإبداع في اختيار الأفلام وممارسته. كما يُظهر تقديرًا كبيرًا لمهرجان طرابلس للأفلام، معتبرًا إياه منصة دولية هامة تسهم في إثراء الثقافة السينمائية في المدينة. تعبيره عن أهمية المهرجان يعكس اعترافه بالدور الحيوي الذي تلعبه مثل هذه الفعاليات في دعم السينما وتعزيز المشهد الفني. فالحوار يعكس التحديات التي يواجهها في مجال السينما، مثل نقص التربية السينمائية في المدارس وإغلاق دور العرض. لكن خياط يظهر أيضًا نظرة متفائلة حول الأمل في تحسين المشهد السينمائي من خلال المهرجانات والبرامج الأكاديمية. كما يتناول خياط في حديثه الجوانب الفنية والإخراجية بدقة، موضحًا كيف أن اللقطة السينمائية هي نتاج رؤية المخرج وتخطيطه الدقيق. يُظهر فهمًا عميقًا لأهمية السيناريو في تشكيل الفيلم ونجاحه. من خلال حديثه عن عملية اختيار الأفلام في مهرجان طرابلس، يُبرز المعايير الدولية التي تعتمدها اللجنة، مما يشير إلى التزام بالمعايير الاحترافية والتقنية في تقييم الأعمال الفنية. يقدم خياط نقدًا موضوعيًّا لغياب مادة السينما في المدارس، موضحًا كيف يؤثر ذلك على فهم الطلاب للغة السينمائية. من خلال تعليقه، يبرز أهمية إدخال التربية السينمائية ضمن المناهج الدراسية لتعزيز الثقافة والفهم السينمائي بين الأجيال الشابة. إذ يشير خياط إلى تميز أفلام التحريك وقدرتها على تناول موضوعات فلسفية واجتماعية، مما يبرز تنوع أساليب التعبير السينمائي وقدرتها على التأثير. تعليقه حول افلام التحريك يعكس فهمًا عميقًا لأهمية هذا النوع من الأفلام في توسيع آفاق التفكير والتعبير الإبداعي. فالحديث معه يعكس شخصية مليئة بالشغف والتفاني في العمل. خياط يظهر اهتمامًا كبيرًا بفنه وتدريسه، مما يعكس دافعًا عميقًا لتحقيق النجاح والإبداع. اعترافه بصعوبات العمل والنقد البناء يدل على استعداد للتركيز على التحسين والتطوير. فرغم التحديات التي يواجهها، يظهر خياط نظرة واقعية تتسم بالتفاؤل. يشير إلى الصعوبات في القطاع السينمائي ولكنه أيضًا يتحدث عن الأمل والفرص التي توفرها المهرجانات والبرامج التعليمية. هذا التوازن بين الواقع والأمل يعكس مرونة نفسية وإيجابية في التعامل مع الظروف. كما يعبر عن رؤيته الشخصية للفن السينمائي وكيفية تأثيره على المشاهدين. تتجلى شخصيته الإبداعية من خلال تأكيده على أهمية التعبير الفني الفريد والتجارب الجديدة، مما يعكس إبداعًا عميقًا ورؤية واضحة في مجال عمله. ومن خلال حديثه، يظهر خياط تقديرًا عميقًا للفن السينمائي والإبداع. يعبر عن كيف أن السينما ليست مجرد صناعة، بل هي شكل من أشكال التعبير الفني الذي يحتاج إلى تفكير وتأمل عميق. هذا التقدير يعكس فهمه للأهمية الفنية للمشروعات السينمائية ويبرز التفاني في تقديم أعمال ذات جودة عالية. ىكما يُظهر خياط قدرة على النقد والتحليل الموضوعي، سواء من خلال تقييمه للأفلام في المهرجان أو تعليقه على تربية السينما. هذه القدرة على التحليل تعكس خبرته الواسعة في المجال ومدى اطلاعه على التوجهات والأساليب المختلفة في الإخراج والسينما. خياط يولي أهمية كبيرة لتعليم السينما وتوجيه الطلاب. من خلال إشادته بأهمية الإبداع والحرية التعبيرية في التعليم، يعكس اهتمامه بنقل معرفته وتجربته للأجيال الجديدة، مما يعزز دوره كمعلم ومرشد في مجال الإخراج. بشكل عام في هذا الحوار يقدم حسام خياط نفسه كمبدع متفاني ومعلم ملتزم بتطوير مجال السينما وتعليم الأجيال القادمة. تحليله يعكس فهمًا عميقًا للفن والتقنيات السينمائية، ويظهر قدرة على التوازن بين الواقعية والتفاؤل في مواجهة التحديات. dohamol67@gmail.com
×
Director Hossam Khayat
المخرج حسام خياط درس في جامعة بيروت العربية،كلية التجارة فرع إدارة الأعمال(1971-1974) - درس الإخراج السينمائي في معهدالسينما VGIKفكيك في الاتحاد السوفياتي- مدينة موسكو تحت إشراف المخرج السينمائي البرفيسور الكسندر زغوريدي وحاز على دبلوم الماجستير في الفنون- إخراج سينما وتلفزيون. - دبلوم دراسات معمقة في الإخراج السينمائي معهد السينما VGIK - أخرج العديد من الأفلام، شاركت أفلامه في مهرجانات دولية: مهرجان موسكو السينمائي الدولي عام 1979و1981و1985. - مهرجان لييزيغ- ألمانيا الشرقية للأفلام الوثائقية عام 1986. - مهرجان طشقند السينمائي الدولي عام 1984. مهرجان الفجر السينمائي _طهران عام 1994 ولعطائه المميز في السينما نال درع نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة في الشمال عام 1999 وكذلك أيضا درع نقابة الفنيين اللبنانيين في لبنان عام 2009 ناهيك عن الخبرة العلمية الزاخرة والأبحاث والندوات والمؤلفات والفيلموغرافيا والأعمال المسرحيةة والسينوريوهات .
«
20
21
22
23
24
»