Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
الشاعر يجب أن يكون موسوعيًا
BY الشاعر د.محمود عثمان
9.2
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الشاعر والدكتور محمود عثمان للواء: "الشاعر يجب أن يكون موسوعيًا، وأن يتضمن شعره فكرًا وفلسفة وثقافة ليستطيع هذا الشعر الصمود أمام الزمن." حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل يشدّ الشاعر "محمود عثمان" على أوتاد الشعر لتتحول اللغة إلى صوتيات تمتاز بالمعاني العميقة، إذ يلجأ في لعبته الشعرية إلى الحركة والتناغم الخارجي، والابتعاد عن التعقيد الذي يعجز أمامه القارئ عن فك شفرة الغموض. إلا أن للإيحاء الشعري في قصائده جمالية ذات نهج مادي عقلاني يتواءم مع الرومانسية وينفر منها في آن، وكأنه يبحث في الدنيا عن قصيدة تلامس الواقع بمخيلتها، وتتصف بالإبحار نحو الداخل لصوغ أدبيات تأثرت بمادة القانون التي درسها وتفاعل معها، لتكون ممزوجة مع ثقافته التي ينسجها مع إيقاعات القصيدة. ومع الشاعر والدكتور "محمود عثمان" أجرينا هذا الحوار: - ما هي أزمة قراء الشعر وما هي أسبابها برأيك؟ نعيش في لبنان والعالم العربي أزمة شعر بكافة مستوياتها، لأن أزمة الشعر موجودة ولا يمكن إنكارها، وأضعها بين قوسين لأنها يمكن أن تكون نوعًا من المبالغة في طرحها. إلا أننا نعاني من أزمة قراء الشعر، أما ما هي أسباب هذه الأزمة؟ البعض يقول إن نسبة الأمية عالية جدًا، حوالي ربع أو ثلث الشعب العربي لا يقرأ. ثانيًا، حملة الشهادات ليسوا مثقفين. ثالثًا، أزمة القراءة مرتبطة بعدة أمور منها أزمة النشر وأزمة الشاعر. أزمة النشر سببها الناشر الذي لا يروّج للكتاب، وينظر إلى الكتاب كسلعة تجارية فقط. وأزمة الشاعر الذي قطع العلاقة المميزة مع القارئ عندما لجأ إلى الكتابة المسرفة في الغموض إلى حد التعمية. ونعتبر الغموض والإبهام جزءًا من لعبة الشعر، ولكن الغموض المضيء... - ما هي لعبة الشعر؟ وهل الشعر هو مجرد لعبة؟ أم أن اللعبة جزء من صياغة الشعر؟ أولاً، أنا مؤمن بالموهبة الشعرية كشرارة أولى، ثم تأتي الصنعة في المرحلة الثانية، عكس بعض المتشاعرين الذين يعتبرون الشعر مجرد صنعة وهم لا يشعرون بالموهبة. الموهبة هي الأساس، لأنني أقرأ أحيانًا كتبًا شعرية رائعة الصياغة فيها جودة سبك ولغة عالية ومتينة، ولكن ينقصها الشرارة الروحية أو الوثبة الشعرية إن صح التعبير، بمعنى إذا كان الشاعر موهوبًا يستطيع أن يحقق وثبة شعرية. أما إن لم يكن الشاعر موهوبًا فيستطيع أن يظهر الصياغة والمتانة العالية، ولكن ينقصه الشرارة الروحية التي تتصف بالإبداعية، لذلك هما عنصران متكاملان: الموهبة والصنعة. الشاعر المبدع هو الذي يستطيع أن يخفي صنعته أو أسرار هذه الصنعة، فيبدو الشعر للقارئ أنه سهل وممتنع في آن. ولا ضير في ذلك، لأن العرب القدماء كانوا يطلقون على النثر والشعر بالصناعتين... - لماذا هذه الجدلية بين النثر والشعر وإشكالية الاختلاف بينهما؟ في كتاب أظن لأبو هلال العسكري يتكلم فيه عن الصنعتين، لكن في هذا العصر أصبح هناك بعض الالتباس بين المفهومين، خصوصًا فيما يسمى بقصيدة النثر. وهذا المصطلح مترجم عن الفرنسية، وهناك من يترجمه ترجمة دقيقة فيقول "قصيدة بالنثر"، والبعض يقول إنه نثر شعري، والبعض يقول الشعر المنثور. والمشكلة ليست بالتسمية وجدليتها، ونحن نحترم هذا النوع من الكتابة لأنه موجود بغض النظر عن فترة ظهوره في الساحة الشعرية. ليس المهم ما تكتب: قصيدة عمودية أم قصيدة موزونة ومقفاة أم قصيدة على التفعيلة أم قصيدة غير موزونة وتسمى نثرية. المهم أن تبدع فيما تكتب وتقنعني بما تكتب. - إلى أي مدى يؤرخ الشاعر لعصره؟ الشاعر لا يفكر بالتأريخ كمؤرخ، إنما بشكل تلقائي حين يمتلك ثقافة عصره ينعكس ذلك في شعره وكذلك بيئة عصره السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولذلك، عندما درس النقاد الشعر الجاهلي لم يلجأوا إلى المؤرخين فقط، بل لجأوا إلى الشعراء مثل السموأل، وامرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى. كل هذه القصائد التي تؤرخ اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا لعصرها، ليس فقط التاريخ الرقمي أو السياسي، إنما التاريخ بمعناه الواسع الموجود في الشعر. - ما رأيك بالحركة الشعرية في طرابلس؟ طرابلس دائمًا متهمة، وعند أغلب الطرابلسيين عقدة الدفاع عن هذا الاتهام. فطرابلس مظلومة لأن الفكرة العامة عنها أنها مدينة كلاسيكية مغلقة أو محافظة، علمًا أن في تاريخ طرابلس شعراء اخترقوا الحدود من حيث الأهمية مثل فرح أنطون، وهو من رواد عصر النهضة من طرابلس الميناء ولا يقل شأنًا عن الأفغاني ومحمد عبده، بل ناظر محمد عبده واستطاع دحض الكثير من آرائه مثل وليم كتسفليكس، ولا يذكره البعض. وهي مدينة العلم والعلماء. Doha El Mol يُظهر الحوارمع الشاعر والدكتور محمود عثمان، الذي يقدم رؤيته حول الشعر وأزمة قراءته اعتزاز الشاعر بدوره كمفكر موسوعي، ويعبر عن إيمان عميق بقدرة الشعر على الصمود أمام الزمن إذا كان متسقًا مع الفلسفة والثقافة. يقدم الشاعر رأيًا في الأزمة الحالية المتعلقة بالقراءة، مبينًا أن المشكلة ليست في الشعر بحد ذاته، بل في قلة الاهتمام بالقراءة والثقافة، والابتعاد عن الوضوح في الكتابة. كما يحدد من خلال الحوار أن أزمة قراءة الشعر تتعلق بعدة عوامل رئيسية، منها ارتفاع نسبة الأمية، ونقص الثقافة لدى حملة الشهادات، وأزمات النشر والغموض في الكتابة. يشير إلى أن الناشرين لا يروّجون للكتب بشكل كافٍ، وأن بعض الشعراء يتبنون أسلوبًا معقدًا يصعب على القارئ العادي فهمه. إذ يُبرز محمود عثمان تفريقًا بين الموهبة والصنعة في الشعر، مؤكدًا أن الموهبة هي الأساس، بينما الصنعة تأتي في المرحلة الثانية. يتحدث عن ضرورة توازن العنصرين ليصبح الشعر مؤثرًا وملهمًا، مشيرًا إلى أن الشاعر المبدع ينجح في إخفاء تقنياته الشعرية ليبدو شعره طبيعيًّا وسلسًا. يناقش الشاعر إشكالية التفرقة بين النثر والشعر في العصر الحديث، خصوصًا مع ظهور قصيدة النثر. يشير إلى أن التسمية ليست المشكلة بحد ذاتها، بل الأهمية تكمن في جودة الكتابة ومدى إقناعها للقارئ. ويوضح أن الشعر يعكس بشكل تلقائي ثقافة وعصر الشاعر، مستشهدًا بالشعراء الجاهليين الذين أرخوا لعصرهم من خلال قصائدهم. أما بما يخص الحركة الشعرية في طرابلس يقدم الشاعر رأيًا نقديًا حول الصورة النمطية لطرابلس، معتبرًا أن المدينة قد تكون مظلومة بتصويرها كمدينة كلاسيكية مغلقة. يبرز الشعراء الطرابلسيين مثل فرح أنطون كأمثلة على إسهامات المدينة الكبيرة في الشعر والأدب. يُظهرهذا الحوار معه أن الشاعر والدكتور محمود عثمان يتمتع برؤية نقدية عميقة تجاه الشعر وأزمة قراءته. يظهر تأثره بالتحديات الثقافية التي تواجه العالم العربي ويعبر عن إحباطه من عدم تقدير الشعراء لأهمية تواصلهم مع القارئ. من خلال حديثه عن الغموض والشعر، يعكس الشاعر قلقه من انحراف الشعر عن هدفه الأصلي في التأثير والإلهام، ويعبر عن حاجة الشعر إلى توازن بين الموهبة والصنعة لتحقيق تأثير إيجابي ومستدام. كذلك، تظهر رؤيته للحركة الشعرية في طرابلس نوعًا من الدفاع عن مدينته، مما يعكس حبه واعتزازه بمساهمات المدينة الثقافية. dohamol67@gmail.com
×
الشاعر د.محمود عثمان
د.محمود عثمان، أديب وشاعر لبناني مواليد 1969. • حائز إجازة في اللغة العربية ودكتوراه دولة في الحقوق من الجامعة اللبنانية. • مارس المحاماة والتعليم الثانوي والجامعي. • صدر له ـ قمر أريحا (شعر)، المركز العربي للأبحاث والتوثيق، 1999. ـ بيضة الرخ (شعر)، دار الحداثة، بيروت 2001. ـ إبليس في الجنة (مجموعة قصصية)، دار الفارابي، 2011. ـ الطريق إلى جبل الشمس، دار الفارابي، 2012. ـ أقول ستأتي التي أشتريها (شعر)، دار الفارابي، 2013. ـ المقام المحمود، الدار العربية للعلوم ـ ناشرون، 2014. • له بعض المؤلفات السياسية والدستورية. محمود عثمان، كاتب وشاعر وأستاذ جامعي، ينتمي الى الجيل الشعري الذي يمكن تصنيفه بجيل التسعينيات. له دواوين عدة، حرص فيها على أوزان الشعر الخليلية والتفعيلة، كما حاول التفلّت من الوزن لمصلحة التجربة النثرية، وأصدر حديثاً رواية بعنوان «أرواد ــ حكاية القبطان مصطفى البطريق».
هو جزء من واقع الفلسطينيين
BY الروائي أنور حامد
9.1
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي أنور حامد للواء: "التيه هو جزء من واقع الفلسطينيين فالرواية تعالج مسألة الهوية لفلسطينيي الداخل" حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل تدور أحداث رواية "التيه والزيتون" على أرض فلسطين، تلك الأرض التي ما زالت تنمو على أرضها الأشواك الصهيونية، وتنتشر فيها سموم الصهيونية الإسرائيلية التي ينتقدها الروائي "أنور حامد" في روايته بحركية الشخصيات المثيرة للانفعالات المتناقضة بين الحب والكره. فقد ينتفض القارئ عند قراءة هذه الرواية لأبعادها التي تثير الأعاصير الفكرية في النفس، وبالتذبذب يضع القارئ على المحك أمام الحقائق التي يثيرها في روايته بجرأة وسلاسة. ومع الروائي "أنور حامد" أجرينا هذا الحوار. - هل تلتقط الفكرة من الحياة وتكسوها روائيًا؟ نعم، كثيرًا ما يحدث هذا، وكثيرًا ما أستخدم أجزاء من سيرة ذاتية وأصوغها روائيًا بشكل يخدم فكرة ما. - بوصلتك الروائية تتجه دائمًا نحو فلسطين؟ أنا كاتب فلسطيني مسكون بالهم الإنساني، وفلسطين هي هم إنساني بامتياز، يمس الحس الإنساني للفرد أينما كان. عموماً، أنا بدأت الكتابة والنشر بلغة غير العربية (اللغة المجرية، حيث عشت فترة طويلة من حياتي في المجر) وكان جمهور قرائي أوروبيًا. - مصداقية الرواية لعبت دورًا مهمًا في ذهن القارئ، ما مدى صدقيتها فعلًا؟ الكتابة، أي كتابة، هي في رأيي فعل سياسي انطلاقًا من تعريفي للسياسة، وهي "علاقة تفاعلية مراوغة بين طرفين". الكتابة هي كذلك، كما السياسة. - هل ارتبط الخيال فعلاً في تشكيل الواقع، وما مدى صعوبة هذا؟ الخط الفاصل بين الواقع والخيال عندي ليس دائمًا واضحًا، أستخدم الواقع لكني أتلاعب به بما يخدم مسار الرواية، أعيد تشكيله، وأعيد ترتيب عناصره. دائمًا أحاول أن أوصل هذه الفكرة للقارئ، أن لا يبحث في أعمالي الروائية عن مقاربات للواقع. أنا استخدمت في إحدى رواياتي "حجارة الألم" أسماء إخوتي وأخواتي الحقيقية، وأحداثًا حقيقية، لكن الرواية تبقى fiction أي خيال. - حركية المشهد الروائي في رواية "التيه والزيتون" يمكن أن تكون مادة فيلمية، هل تفكر في هذا؟ قيل لي هذا عن أكثر من رواية من رواياتي، بأن حركية المشهد فيها تجعلها صالحة للتحويل إلى فيلم، وقد كانت هناك اتصالات معي من شركة إنتاج تلفزيوني لتحويل إحداها "يافا تعد قهوة الصباح" إلى مسلسل تلفزيوني. نعم، أحاول أن أجعل المشاهد ديناميكية، وكذلك الحوار بين الشخصيات. - لماذا هذا التيه في رواية يحكمها الواقع رغم الأبعاد التخيلية؟ التيه هو جزء من واقع الفلسطينيين، فالرواية تعالج مسألة الهوية لفلسطينيي الداخل، والموضوع يعتريه الكثير من الحيرة والتمزق والتيه. هو مأزق حقيقي. كذلك على المستوى الشخصي لأي إنسان فلسطيني: هو تائه في أكثر من فضاء: شخصي، سياسي، اجتماعي، ومتورط في أكثر من معركة على أكثر من مستوى: العائلة، القبيلة، المنظومة الأخلاقية، الرغبة بالانعتاق... إلخ. - هل تنتقد في روايتك عرب إسرائيل؟ أو بالأحرى من يتقنون اللغة العربية؟ أم هي دعوة للتفكر بما يحيط بنا ومحو خطورته؟ أنا ككاتب لا أنتقد شخصياتي، المتحدث ليس أنا بل هو "الراوي" واسمه منير حمدان. أنا ككاتب لا أتدخل بل أحرك شخصياتي الروائية. عمومًا، الراوي، منير، كان يوجه انتقادًا لمن يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وهم شريحة محدودة من فلسطينيي الداخل. - لماذا هذا التبرؤ من شخصياتك؟ ألم تخلقهم وتدرك أفعالهم؟ هذا هو مبدئي النقدي: المؤلف لا يفترض أن يكون حاضرًا، شخصياته فقط في الساحة. بالتأكيد للمؤلف رؤية، لكن كلما جاء ذلك من خلال تدخل مباشر، وكلما كان صوته واضحًا، كان هذا في غير صالح العمل. رؤية الكاتب موجودة في مجمل العمل لا في تفاصيل مجرياته. - منطقية جدًا الرواية وتعالج الوضع الداخلي قبل الخارجي وبحقيقة صادمة، لماذا؟ هذا ما أطمح إليه: إثارة صراع داخلي، والتحريض على التفكير باتجاهات متناقضة. - لماذا هذه الهوية الجديدة التي تثيرها في روايتك؟ موضوع "أزمة الهوية" لفلسطينيي الداخل موضوع شائك، ويبتعد عنه الكثيرون، فكان لا بد من إثارته. - تخاف من خطر التعايش الفلسطيني الإسرائيلي؟ والتطلع إلى توحد الداخل الفلسطيني؟ موضوع حساس، وكنت أقف على حافة السكين وأنا أكتب عنه. هذا أسلوبي في الكتابة الروائية: أن أصدم القارئ في مسلماته لتحريضه على التفكير. البعض يكرهني بسبب ذلك، وأنا أعتبر ذلك مؤشرًا جيدًا. - ألم تخف من عمقها السياسي؟ هذه مهمات الكتابة الروائية في رأيي: ركوب المخاطر، ونبش المسكوت عنه. وعادةً، ردود الفعل على رواياتي تكون في التناقضين: البعض يحبونها بشغف والبعض يكرهونها بشغف، لا أحد يبقى على الحياد، وهذا يروقني. Doha El Mol دائما كانت تحفزني شخصية الفنان أو الكاتب أو الشاعر لاستكشاف فكره والعمق التفكيري مما دفعنيلتحليل الحوارات إلا أن تحليل الحوار مع الروائي أنور حامد يكشف عن العديد من الجوانب المثيرة في عمله الأدبي ورؤيته الشخصية، فهو يركز في روايته على مسألة الهوية الفلسطينية، وهو موضوع يعكس اهتمامه العميق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والتحديات التي يواجهها الفلسطينيون في الداخل. حامد يعبر عن قلقه بشأن التمزق الداخلي الذي يعاني منه الفلسطينيون ويظهر كيف أن هذا التمزق ليس فقط سياسيًا واجتماعيًا، بل يتجاوز ذلك ليشمل جوانب شخصية وعاطفية أيضًا. ويشير إلى أن الفارق بين الواقع والخيال في روايته ليس واضحًا دائمًا. هذا يعكس رؤيته الأدبية التي تدمج بين السرد الواقعي والخيالي بطريقة تعزز من تأثير الرواية. هو يعترف باستخدامه للواقع كمواد خام، لكنه يعيد تشكيلها لتخدم الأبعاد الدرامية والرمزية في روايته. من الواضح أن حامد يحرص على الفصل بين نفسه ككاتب والشخصيات في رواياته. هو يعتقد أن وجوده ككاتب يجب أن يكون غير مباشر، وأن الشخصيات يجب أن تعبر عن أنفسها دون تدخل منه. هذه الرؤية تدل على التزامه بالموضوعية وبنية السرد الأدبي التي تمنح القارئ حرية تفسير الأحداث بشكل مستقل. حامد يواجه القضايا السياسية والوجودية من خلال سرد روائي يتسم بالجرأة، وهو يتجنب التخفيف من حدة هذه القضايا حتى لا يرضي الجميع. هو يرى في الكتابة الروائية فرصة لكشف المسكوت عنه وطرح قضايا قد تكون حساسة أو صعبة. حامد يظهر من خلال حواره اهتمامًا عميقًا بمسألة الهوية وتأثيرها على الأفراد والمجتمع. هذا قد يعكس تجاربه الشخصية كفلسطيني يعيش في المهجر وتفاعله مع قضايا الهوية والانتماء. تعبيره عن التيه والحيرة يشير إلى الصراع الداخلي الذي يعاني منه الفلسطينيون في ظل الظروف الحالية. كما يظهر أيضًا شجاعة واضحة في التعامل مع مواضيع حساسة، وهو يتعمد أن يكون صادمًا في بعض الأحيان. هذه الجرأة قد تكون تعبيرًا عن حاجة عميقة للتغيير والتحدي للأوضاع الراهنة، وهو يرى في الكتابة وسيلة لتحفيز التفكير النقدي وإثارة النقاش. من خلال حديثه عن ردود الأفعال المتباينة تجاه رواياته، يبدو أن حامد يتعامل مع النقد بواقعية، حيث يعترف بأن عمله لن يرضي الجميع. هذا يعكس نوعًا من النضج والقدرة على التعامل مع الاختلافات والتحديات بشكل بناء. في النهاية اسمحوا لي القول أن أنور حامد كاتب يمتلك قدرة ملحوظة على دمج الواقع بالخيال بشكل يتسم بالعمق والتحدي. رؤيته لكتابة الرواية كفعل سياسي يعكس التزامه العميق بالقضايا التي يكتب عنها، وهو لا يخشى من استكشاف المناطق الرمادية والمعقدة في واقع الفلسطينيين. استخدامه للخيال مع الحفاظ على عناصر من الواقع يمكن أن يجعل الروايات أكثر تأثيرًا وملاءمة لمواجهة القضايا المعاصرة. هذا الحوار أجريته معه عام 2016 وأتمنى أن أكرر الحوار معه بعد هذا العام 2024
×
الروائي أنور حامد
أنور حامد هو صحفي وكاتب وروائي فلسطيني، يكتب بثلاث لغات: العربية والمجرية والإنجليزية. ولد في بلدة عنبتا في الضفة الغربية عام 1957، وبدأ نشاطه الإبداعي أثناء المرحلة الثانوية. نشرت قصائده وقصصه القصيرة الأولى في جريدة القدس والفجر الصادرتين في مدينة القدس. نشر له حتى الآن عشر روايات باللغة العربية. أعماله المنشورة نشرت للكاتب حتى الآن عشر روايات باللغة العربية. 1-حجارة الألم: صدرت هذه الرواية أولا باللغة المجرية في بودابست عام 2004، ولاقت استقبالا حارا من النقاد والقراء على حد سواء، إلى درجة أن أحد النقاد طالب بإدراجها ضمن المنهاج الدراسي للمدارس المجرية. كان من أهم المتحمسين للرواية رئيس جمهورية المجر آرباد غونس، واطراها بكلمات حارة. صدرت الرواية عن دار أوغاريت في رام الله عام 2005. 2-شهرزاد تقطف الزعتر في عنبتا: صدرت في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2008 ولاقت استقبالا حارا من الوسط الأدبي العربي، وقد وصف الروائي المصري بهاء طاهر أسلوبها الساخر بأنه «امتداد لأسلوب إميل حبيبي». 3-جسور وشروخ وطيور لا تحلق: صدرت في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2010. 4- «يافا تعد قهوة الصباح»، صدرت في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في شهر يونيو 2012. رشحت لجائزة العالمية للرواية العربية ووصلت إلى القائمة الطويلة بين 16 رواية عربية، من أصل 133 رواية رشحت للجائزة. 5- «جنين 2002» رشحت للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية). 6 - والتيه والزيتون 2016. 7- مي وملح، 2017. 8- شجن، 2019. 9- “غريب"، 2021. 10-أشباه وأشباح، 2023. وهناك أعمال صدرت بالمجرية والإنجليزية. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%B1_%D8%AD%D8%A7%D9%85%D8%AF
الدراما المسرحية لا تقوم إلا بتناغم كل اللغات المش
BY الفنان والكاتب موسى مرعب
9.1
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الكاتب والمخرج والممثل الدكتور موسى مرعب للمدى: "الدراما المسرحية لا تقوم إلا بتناغم كل اللغات المشتركة" حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل تشتد خشبة المسرح وتنقبض أركانه عندما يقبض الكاتب والمخرج والممثل الدكتور موسى مرعب على العناصر الدرامية، لتتحول أعماله إلى صرخة فنية تزلزل أركان المسرح أو العمل الدرامي كتابةً وتمثيلاً وحتى إخراجًا. في لقائه، صرخات استنكار تؤكد على وجوب احترام مادة الدراما المسرحية أو التلفزيونية وحتى السينمائية بكافة أشكالها وأنواعها، سواء بالتمثيل أو بالإخراج أو الكتابة، فهو لا يحب التفريط بقواعد العمل الدرامي أكاديمياً. لتكون بمثابة مادة عالمية يحاكي بها تلاميذه قبل مشاهديه. إذ أثبت خلال مسيرته الفنية بكافة مضامينها كتابةً وإخراجًا أن العمل الدرامي هو الانضباط مع قوة التعبير الروحي قبل الجسدي ودون تكلف. ربما من يشاهد أعمال "موسى مرعب" يشعر برعب المشهد الذي يسبغه بقدرات يفجرها من داخل الممثل، ومن داخله هو لتكون لغة مخاطبة تحفيزية يتأثر بها الكل وليس الجزء، ليكون أيضًا التواصل متينًا من خلال العمل، فتصل الأهداف إلى ما يصبو إليه، ولكن في صرامة أقواله تحديات تجبرك على سماعه رغم انتقاداته التي لا يمكن إنكار أنها بناءة وهادفة تقنيًا وفعليًا، ولكنها شديدة الانتقاد لأنه يؤمن أن العمل الدرامي هو حبكة قوية في وجه الزمن. ولا أدري إن كنت قد أخرجت من هذا الرجل العتيد كل ما هو مهم في العمل الدرامي ضمن هذا الحوار الذي أجرته معه أثناء تكريمه بمناسبة صدور كتابيه "قلم أحمر ناشف" و"صوتك" في الرابطة الثقافية طرابلس لبنان. - لغة المسرح الغامضة تحتاج غالبًا لقدرة عالية تؤثر على مخيلة المشاهد. هل نتملك هذه القدرات في المسرح اللبناني؟ القدرات موجودة ونحن نصرخ بالصوت العالي أننا نتملك. لكن أين هو المسرح اللبناني بعد المسرح الاختباري الذي كان شرف تأسيسه مع وجود لطيفة وأنطوان ملتقى؟ أين هو المسرح اللبناني بعد رحيل يعقوب الشدراوي وريمون جبارة واعتكاف جلال خوري وشكيب خوري وروجيه عساف؟ لقد انتحر المسرح بعدما هجروه. وهل يكون هنا ربيع بلا سنونو؟! - موسى مرعب، من أنت؟ بعيدًا عن التأليف والتدريس الجامعي، أنا لبناني منذ أكثر من عشر سنوات، هكذا يقول إخراج القيد. وبناءً عليه، يوم ولدت زلزلت الدنيا زلزالها... فعشت حياتي ما بين العواصف والرعد والمطر... تعرفت إلى كل أنواع القهر والتعذيب والجوع والحرمان، فعرفت بعدها أن الحياة لا تؤخذ إلا بالأغلاب. فرحت أصارعها متسلحًا بالقلم والكتاب والدفتر حتى أكون بمستوى "الكلمة". وبناءً عليه أيضًا قررت أن أكتب وجودي "بالكلمة" وبالقلم الرصاص... وبالقلم الأحمر الناشف... ليُسمع من به صمم. ومن يومها اتخذت قراري أن أموت تحت أنقاض بيتي علّ الدنيا تزلزل زلزالها الأخير. - يظهر أنك كتبت نهاية مسرحية حياتك مع بداية وجودك؟ وبالقلم الرصاص كتبتها، فأنا لا أريد أن أموت ميتة طبيعية، ولا صريع مرض... بل قتلاً بالرصاص. وعلى فكرة، رصاصة واحدة لا تقتلني... ومن تسول له نفسه لقتلي فعليه أن يطلق (30 طلقة). - النرجسية تطفح من عقلك وقلبك، فهل أنت نرجسي؟ وإلى أي حد؟ إلى أبعد من حدود الأفق والسماء... هي مفاهيم خاصة اخترتها بنفسي. وتعذبت في تكوينها. واستعذبت عذابي بها وما زلت وسأبقى حتى الرمق الأخير. - هل تعذبت في بداية تكوينك الفني؟ كثيرًا... كثيرًا استعذبت عذابي به. في البداية ألفت فرقة فنية ورحت أجوب بها المناطق حتى كانت البداية مع تلفزيون لبنان في عام 1959. يومها كلفت بكتابة قصص الأديب ميخائيل نعيمة وتبعتها "برانية" و"هذا الأخير" و"غمرة ورد" و"كرت السبحة"، ممثلًا وكاتبًا في معظم المسلسلات ولمعظمها. حتى كان عام 1968 فالتحقت بالجامعة اللبنانية (معهد الفنون) وتخرجت منه بشهادة دبلوم دراسات عليا. وخلال دراستي احتل اسمي معظم الأعمال المسرحية منها "وصية كلب" إلى "البيت الحدود" إلى "رقصة الموت" و"المهرج" و"المارسيلياز العربي" و"ضاعت الطاسة". وكثيرًا ما كانت نرجسيتي تكبر أمامي على الصفحات الأولى من الصحف والمجلات. أثناء دراستي لفن السينما، أخرجت فيلمًا أسميته "الحبل" نلت على أثره الجائزة الأولى في مهرجان ليبزغ ألمانيا (1971) وتخرجت في العام 1972 فالتحقت بـ"معهد بيكولو تياترا" في إيطاليا ثم إلى فرنسا فتخرجت بشهادة الدكتوراه في المسرح. - ماذا أضافت شهادة الدكتوراه لمفاهيمك؟ أشبعتني بثقافتها فالتهمت الكتب التهامًا. مكتبتي الآن تضم حوالي 4000 كتاب ومرجع، وهذا ما جرّدته بعدما أحرق المغول والتتر مكتبتي الأولى. - ملاحظة لا بد منها؟ يوم كنت في المعهد، كتبت "جريمتكم أنكم أبرياء" فقدمت للجمهور التلفزيوني فيها (أنطوان كرباج) و(منير معاصيري) و(نبيه أبو الحسن). هذه ومعي كانت بدايتهم ونقطة على السطر. ولا نقاش في ذلك. - ما هي الأعمال التي قمت بها بعد عودتك من باريس؟ التحقت بوزارة الإعلام مسؤولًا عن وحدة الإخراج والبرامج الثقافية... إلى جانب أعمالي المسرحية والتلفزيونية، فكتبت "السجن الكبير" (للجديد) و"سجن الأيام" لتلفزيون لبنان و"العين الثالثة" للاستوديو الأرز حيث نال الجائزة الأولى في مهرجان مراكز ثم "رحيل الطيور" و"دخان المطر" لتلفزيون المستقبل وغيرها وغيرها. - كيف تنظر إلى الدراما اللبنانية الآن؟ أنا لا أعترف... ولا أعتبر أن ما يقدم على شاشاتنا هو دراما لبنانية لأنها لا تقنعني بالفكر والمعالجة والتمثيل، وحتى بالإخراج موضوعها من المسلسلات البرازيلية. كتّابها لا حنكة لديهم ولا دراية بفن السيناريو والحوار ومعظم النساء التي تكتبها مثلن معي في مسلسلاتي، وكن يسألنني عن كيفية كتابة السيناريو والحوار حتى صرت كاتبًا ومعظم الأبطال من سوريا ومصر... كم واحد كومبارس من لبنان؟ وتصور في كل مكان... فهل تكون هكذا الهوية؟ ويدعين بعد هذا أن كتابتهن فيها الحوار "الواقعي"... فَأَيَّة واقعية هذه في أن تتلفظ الكاتبة بما يقوله أولاد الشوارع؟ وعليه أقول لهن "الكاتب الذي يساير واقعه كاتب تخلف عن واقعه". - أفهم من كلامك أنك غاضب لأن "الكاتبات" قد أبعدنك عن الكتابة؟ الكاتبات لا... إنما هناك قرف مما يكتبن. ولكن المنتجين الذين يسهرون مع الكاتبات، وعفوًا، جاء الجمع مؤنسًا، فإنه يؤنث مع المذكر ويذكر مع المؤنث... هؤلاء يسهرون لمناقشة تعديل الجملة حتى الصباح. مع علمي أن غير ذلك يحصل. والكاتبة لا تكتب، واسألي المخرج سمير حبشي واسأليني عن الموظفين في إدارة الإنتاج في الشركات المصونة إن كانوا يفهمون ماذا يقرأون أو يعيدون إليك ما تكرمت به عليهم من دون استثناء. - هدف المسرح هو إيصال فكرة بتماثل وليد تناغم بين كافة العناصر، ما صعوبة ذلك بالنسبة لك وما هي الأخطار التي عالجتها أنت في مسيرتك المسرحية؟ لا صعوبة عندي بتماثل التناغم بين النص وليد الفكرة وبقية العناصر. هي الدراما المسرحية لا تقوم إلا بتناغم كل اللغات المشتركة من همسة وحركة وحرف وكلمة وإيماءة... مع الموسيقى وألوان الديكور والملابس والضوء وما بين تأثير الجمهور والتفاعل مع العمل. الصالة واحدة من الشارع التي هي فيه حتى غياهب كواليسها، وأنا لا أهمل أي حركة في تشكيل العمارة المسرحية إلا وأعمرها بأحساسي ولغتي. - ما الصعوبة الوحيدة التي صارعك حتى صرعتها؟ كانت على مسرح الرابطة الثقافية في طرابلس، يوم أخرجت مسرحية "بطلة من بلادي" عن سيرة "عائشة البشناتية". فالصعوبة كانت في كيفية تجسيد بطولة عائشة ومن معها في صراعها مع المماليك. والبطولة تحتاج أسلحة بيضاء... ومكانًا للحرب... فنهجت نهج الإخراج السينمائي على المسرح وأحضرت كل العوامل المؤثرة في تحقيق البطولة التي كانت تدور في الصالة وعلى الخشبة بالسيوف الحادة وجعلت من الديكور حلبة من الأحجار تتساقط على إيقاع قرع الأجراس وصلاة المآذن لدرجة أن حملت الرئيس المغفور له رشيد كرامي للوصول فجأة إلى المسرح لحضورها. - هل من صعوبة أخرى كانت بمثابة تحدي أكبر؟ والصعوبة الثانية كانت في مسرحية "التحدي" الاستعراضية التي كتبتها وأخرجتها أيضًا على مسرح الرابطة، كانت يومها صراع الشعب العربي مع اليهود مغتصبي فلسطين. وما بين بين كان معتقل أنصار... الذي عملت على تفجيره... مع دخول الخيول العربية من سقف الصالة. واقتحام الثوار القاعة من الشارع برشاشاتهم وهم يطلقون النار، لدرجة أن اختبأ الجمهور ما بين المقاعد. وفي اليوم التالي كانت طرابلس تزحف لحضور حرب حقيقية على مسرح الرابطة ومن بعدها أخرجت عمل طرابلس عاصمة ثقافية. حركت فيها الجموع من مستديرة نهر أبي علي إلى الرابطة... ومن ثم إلى الملعب البلدي. في عروض مسرحية متنوعة. وما تبقى كنت أعمل على الناحية الإخراجية بما يفرضه علي مفهوم النص الذي كتبه غيري. - المسرح الغنائي وجدلية لغة الحياة اليومية، هل يتقبل الجمهور ذلك؟ وأين نحن اليوم من المسرح الغنائي؟ بلا طول سيرة، المسرح الغنائي عندنا راح يوم راح الأخوان رحباني، بكل ما في الكلمة من معنى. ولكن هناك بعض المحاولات التي يقوم بها ورثة الأخوين رحباني وروميو لحود تدل على أن المسيرة ستكتمل وستصبح بدراً في سماء لبنان والله يعطيهم ألف عافية. لتتأكد أهمية لغة الحياة في المسرح الغنائي هو مع البعض الآخر... حفلة غنائية ليس أكثر. Doha El Mol يؤكد الدكتور موسى مرعب في الحوار على أهمية الانضباط الأكاديمي في العمل الدرامي. هذا التمسك بقواعد الدراما يُظهِر التزامه العميق بعلوم المسرح ويعكس سعيه لتحقيق جودة عالية في أعماله. يُفهم من ذلك أن مرعب يؤمن بأن النجاح في المجال الدرامي يتطلب احترام المبادئ والأسس الأكاديمية. كما يشير مرعب إلى عدم رضاه عن مستوى الدراما اللبنانية الحالية، منتقدًا الكتابة والإخراج، ويعزو ذلك إلى نقص الحنكة والخبرة. منطقياً، هو يرى أن معظم الأعمال الحالية تعكس تأثيرات خارجية وتفتقر إلى الأصالة، مما يدعو للتغيير والابتكار. يظهر الحوار أن مرعب شخص مخلص وعاطفي تجاه عمله. تعبيره القوي عن معاناته وتجربته الشخصية في المجال يعكس عمق شغفه بالدراما والمسرح. انطباعه عن العمل يشير إلى تفانيه وتفوقه في هذا المجال. يلمح مرعب إلى نرجسيته بشكل إيجابي، حيث يعبر عن افتخاره بمكانته ودوره في تطوير المسرح. انطباعه النرجسي يبدو مدفوعًا بالإيمان العميق بقدراته وإنجازاته، مما يعزز من رؤيته الشخصية كمبدع رائد. يسرد مرعب مسيرته الفنية التي تشمل التأليف، الإخراج، والتمثيل، موضحًا الإنجازات التي حققها، مثل الجوائز والشهادات الأكاديمية. موضوعيًا، هذا يدل على أن مرعب يمتلك خبرة واسعة ورؤية متكاملة في جميع جوانب العمل الدرامي. انتقاده للدراما اللبنانية يعكس موضوعيًا عدم رضاه عن الوضع الحالي وتقديره للأعمال ذات الجودة العالية. هو يرى أن هناك فجوة بين المستوى الحالي والتطلعات المطلوبة، مما يستدعي تحسين وتطوير الصناعة. من خلال حديثه عن معاناته الشخصية وتجربته في الحياة، يظهر مرعب أن خلفيته العاطفية والشخصية تؤثر بشكل كبير على عمله. هذه التجارب تعكس الصراع الداخلي والالتزام الذي يدفعه للإبداع والتفوق. النرجسية التي يعبر عنها مرعب قد تكون تعبيرًا عن احتياج عميق للتقدير والاعتراف بإنجازاته. من الناحية النفسية، هو يسعى لإثبات قيمته من خلال نجاحاته وإثبات نفسه كمبدع ومؤثر في مجاله. الجمع بين الأبعاد الشخصية والفنية في تحليل مرعب يُظهر تداخلًا كبيرًا بين حياته الشخصية ومهنته. تجربته الشخصية وتفانيه في عمله يخلقان رؤية متكاملة ومؤثرة في إنتاجه الدرامي. صراعاته الشخصية تدفعه للتميز، بينما انطباعه النرجسي يعزز من ثقته في قدراته وإبداعه. يتضح من تحليله أن مرعب يعيش في صراع بين الواقع الفني والتطلعات التي يؤمن بها. نقده للدراما اللبنانية يعكس عدم رضاه عن الوضع الحالي وتطلعه إلى تحسين وتطوير الصناعة. في الوقت ذاته، إنجازاته الشخصية وتفانيه يبرزانه كمصدر إلهام ورمز للتفوق والابتكار في المجال الدرامي. في النهاية أقول يجسد الدكتور موسى مرعب شخصية معقدة تجمع بين الإبداع والشغف والنرجسية والتفاني. يتداخل بشكل كبير حياته الشخصية مع إنجازاته الفنية، مما يخلق تأثيرًا قويًا في مجاله ويعزز من رؤيته للدراما كمجال يتطلب الإبداع والالتزام بالأسس الأكاديمية. dohamol67@gmail.com
×
الفنان والكاتب موسى مرعب
ممثل وكاتب تلفزيوني وإذاعي وسينمائي ومسرحي مواليد 22 يوليو عام 1940 في بيروت حاصل علي دبلوم دراسات عليا في المسرح - الجامعة اللبنانية 1972 -مخرج في إذاعة لبنان 1974 حتى 1997 شارك مؤلفات تلفزيونية: * قصص الأديب مخائيل نعيمة (سيناريو وحوار) - تلفزيون لبنان 1960 * الشاهد الأخير (13 حلقة) – تلفزيون لبنان 1962 * رانية (تليفيلم) – تلفزيون لبنان 1962 * غمرة ورد (تليفيلم) – تلفزيون لبنان 1963 * جريمتكم أنكم أبرياء (تليفيلم) – تلفزيون لبنان 1972 * العين الثالثة (7 حلقات) – تلفزيون لبنان 1988 * سجن الأيام (7 حلقات) – استوديو الأرز مع تلفزيون لبنان 1997 * السجن الكبير (13 حلقة) – تلفزيون الجديد 1998 * رحيل الطيور (30 حلقة) – تلفزيون المستقبل 2001 * دخان ومطر (30 حلقة) – تلفزيون المستقبل 2001 * حياة الأديب فؤاد سليمان (دراما تسجيلية) – وزارة الثقافة والتعليم العالي 2000 * لا تبكي حبيبتي (22 حلقة) – تلفزيون لبنان 2012 شارك مؤلفات سينمائية : * الحبل (فيلم أكاديمي) – الجامعة اللبنانية. (مشاركة في مهرجان ليبنرغ) 1972 * أبرياء (فيلم طويل) – إنتاج شوقي متى - إخراج: جورج غيّاض 1978 * ورُفعت الجلسة (فيلم طويل) - إنتاج شوقي متى – إخراج: جورج غيّاض 1985 9 اكتوبر 2016
الجدلية السياسية في لبنان تحتاج إلى قاموس
BY الباحث والكاتب رمزي الحافظ
9.2
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الباحث دكتور رمزي الحافظ للواء: "لا شك في أنَّ الجدلية السياسية في لبنان تحتاج إلى قاموس خاص لفهمها." حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل اتضح شكل الحلم اللبناني في كتاب "الحلم اللبناني" للباحث دكتور رمزي الحافظ عندما وضع القارئ أمام ثلاثية الحقائق المبنية على الماضي والحاضر والمستقبل، وسبل تصحيح الحلم. ليقف اللبناني أمام غلاف الكتاب محاولاً استكشاف معالم اللون الأبيض الذي يجمع أطياف الألوان بقوة، كما أراد هو من خلال هذا الحلم اللبناني جمع كافة الطوائف والمذاهب. وربما من توغل في كتاب "الحلم اللبناني" لمس قوة البحث والبصيرة في التحليلات المتنوعة والقادرة على رسم سلم الأولويات للصعود بالجيل اللبناني نحو الحلم الذي يريده على أرض الواقع. ومع الباحث الدكتور رمزي الحافظ أجرينا هذا الحوار... - نحلم بالأفضل أم نتوقع الأسوأ؟ لأننا نتوقع الأسوأ في أداء الطبقة السياسية الحالية، نحلم بنظام أفضل، يشبه أحلام الناس ويحل مكان كوابيس الماضي وآلام الحاضر. لأننا لا نتوقع أن تصلح الطبقة السياسية ذاتها بذاتها، يحلم بعض المواطنين بإنشاء أحزاب تحاكي النظام المتوخى، تحل مكان الأحزاب والشخصيات الحالية التي تتخذ من الزبائنية والطائفية والهدر والفساد منهجاً. لأن البديل عن الحلم هو الاستسلام للقهر، ولأن الاستسلام يرادف موت الوطن، يبقى السعي نحو الأفضل صراطاً وحيداً لإنقاذ البلاد وحريتها. - يعكس الحلم اللبناني تلاطم أمواج السلام ويحمل من ذاكرة الماضي اتفاقيات ومعاهدات. ماذا بعد؟ يبدأ «البعد» بالثورة على النفس، أي باستفاقة المواطن من غيبوبته، والعودة عن استقالته من واجباته المدنية، وانخراطه مجدداً في الحياة العامة، وإنشاء كيانات سياسية جديدة تسعى إلى جذب أكبر عدد من المنتسبين والمؤيدين لبرامج عملها، وتسعى للوصول إلى السلطة لتنفيذ هذه البرامج. - إلى أي مدى ترجمت ريشة شوقي شمعون مضمون الكتاب؟ غلاف الكتاب بريشة شوقي شمعون ترجمة للواقع اللبناني الذي يرى أمامه جبلاً شاهقاً مغطى بالأبيض الناصع. إنه جميل كالحلم، واعد كالحلم... إنه خيال كالحلم. يتجمع الناس أمام هذا الحاجز العملاق كأنهم مصممون على ارتقائه نحو القمة. يرمز الجبل إلى لبنان، الذي يتوجب التغلب على وعورة مسالكه لبلوغ قممه. من القمة التي تناطح السماء... يولد حلم آخر. - هل اكتمل الحلم اللبناني من خلال الكتاب؟ لا يكتمل الحلم أبداً. يستعرض الكتاب نشوء لبنان واستمراره بوصفهما سلسلة من التراكمات، والتراكم عملية مستدامة. لبنان نتاج تجارب، منها الإيجابي ومنها السلبي. كان الحلم يتلخص بالحكم الذاتي خلال حقبة العثمانيين، وأصبح حلماً بالاستقلال تحت الانتداب الفرنسي، وانتقل ليصبح حلماً بالحكم الصالح بعد ذلك. الحلم عملية مستدامة، فطالما يتطور الإنسان ومفاهيم المواطنة، يتطور الحلم معها. هذا الكتاب يعكس صورة عما أصبح عليه الحلم الآن. - ما الأنماط السياسية التي يمكن أن تحذفها من الكتاب الآن؟ جميع الأنماط السياسية تدخل في أسس تكوين البلد، ولا يمكن حذفها بشحطة قلم. يمكن لبعض الأنماط أن تزول بمرور الوقت، لا سيما بزوال أسباب تكوينها. لقد شهدنا مثلاً زوال الكتلة الدستورية والحركة الوطنية وأحزاب كثيرة خلال العقود الماضية. لا يدعو الكتاب إلى إلغاء الأحزاب الحالية، وإنما يحلم بقيام أحزاب جديدة تمثل من لا يجد في الأحزاب والزعامات الحالية ما يجاري طموحه ومثله. - مصطلحات كثيرة لها وقع على القارئ، مثل الحلم اللبناني، مستوى القضية، تحديث ثقافة العمل في الشأن العام... هل من قاموس خاص توحي به من خلال ذلك؟ هناك عدد من المصطلحات اعتاد اللبنانيون على تداولها، لكنها لم تُعرَّف يوماً في نص، ولم يتفق اللبنانيون فيما بينهم على معناها الحقيقي. من هذه المصطلحات: الطائفية، العيش المشترك، التمثيل العادل، الصيغة اللبنانية، وغيرها. وضع الكتاب تعريفاً لهذه المصطلحات قد يجمع معظم اللبنانيين عليها. لا شك في أنَّ الجدلية السياسية في لبنان تحتاج إلى قاموس خاص لفهمها. - رمزي الحافظ وعنوان كتاب يأتي بعد الحلم اللبناني... فما هو هذا العنوان؟ «هكذا تحقق الحلم اللبناني» - سؤال تطرحه على نفسك حالياً؟ يشهد العالم تحولات كبيرة في مجالات الأمن، وأسعار الطاقة، والتجمعات الدولية، والتكنولوجيا. كيف يمكن منع لبنان من التخلف عنها، وما الدور الذي يمكن أن يلعبه، وكيف يمكن للبنان أن يفيد من التحولات، وألا يجعلها تعصف به. - ما رأيك بالوضع اللبناني الحالي؟ جيد، بالرغم من عدد هائل من التحديات الداخلية والخارجية. لا يزال الاقتصاد متماسكاً، بالرغم من ضعف نموه، ولا يزال المواطنون ينتجون بالرغم من العراقيل، ولا يزال حب الحياة هو السائد، بالرغم من رائحة الموت والدمار. نجح اللبنانيون، مرة أخرى، بابتكار الحلول والالتفاف حول أمورهم المستعصية، وهم، أكثر من أي وقت مضى، متمسكون ببلدهم. لقد أثبت اللبنانيون أنهم أفضل بكثير من ممثليهم، داخل البلاد وخارجها. هذه الأسباب لا تدعو للأمل وحسب، بل تبعث الرغبة في الحلم أيضاً. Doha El Mol الحوار يتناول رؤية الحافظ للحلم اللبناني وتوقعاته بشأن تحسين الوضع السياسي في البلاد. فالحوار معه يتسم بتماسك منطقي؛ حيث يبدأ بمقدمة حول الكتاب ثم ينتقل إلى استفسارات محددة تتعلق بمحتوى الكتاب وتفاصيله. فهو يعرض رؤية تحليلية للمشاكل السياسية في لبنان ويقترح أن الحلول تكمن في التغيير والتجديد في هذا الحوار يتم تقديم القضايا بوضوح، مما يسهل على القارئ فهم السياق والأفكار المطروحة في كتابه بشكل أفضل . التركيز الأساسي في الحوار هو على رؤية الباحث دكتور رمزي الحافظ للأوضاع اللبنانية من خلال كتابه "الحلم اللبناني". ويتناول فيه موضوعات مثل الطائفية، الفساد، الحلم اللبناني، والتوقعات المستقبلية. كما يحتوي على تفاصيل حول كيفية تمثيل الكتاب للحلم اللبناني وكيفية ترجمة ريشة شوقي شمعون لهذا الحلم. كما يتم أيضاً مناقشة تأثير العوامل التاريخية والسياسية على تطور الحلم اللبناني. الحوار معه موضوعي إلى حد كبير، حيث يقدم إجابات الباحث بوضوح دون تحيز، ويعرض تفسيرات وتحليلات مستندة إلى رؤية الباحث ومنظوره الشخصي. ويتضح من الحوار أن الباحث يحمل نظرة متفائلة ولكن حذرة حول إمكانيات تحسين الوضع في لبنان. لكن هناك عنصر من التشاؤم المخفف، حيث يعترف الباحث بصعوبة الوضع ولكنه يظل متمسكاً بالأمل. يُظهر النص نوعاً من القلق حول الاستمرار في الوضع الراهن، مع الإشارة إلى ضرورة التغيير كوسيلة للنجاة. الأمل يتجلى في الدعوة إلى إنشاء أحزاب جديدة وتجديد النظام السياسي كوسيلة لتحقيق حلم اللبنانيين. من خلال الحوار، يمكن استشعار دافع الباحث لابتكار حلول ومقترحات عملية لمعالجة القضايا السياسية والاجتماعية. مما يترك انطباعاً بأن هناك رغبة قوية في التغيير وتحقيق الأمل في لبنان. أما استخدام مصطلحات مثل "الحلم اللبناني" و"الاستقلال" تعزز من الانطباع بأن الباحث ينظر إلى المستقبل بتفاؤل، رغم إدراكه للصعوبات. كما أن الأسلوب في تقديم الأجوبة يعكس عمق التفكير والتحليل، مما يخلق انطباعاً عن الباحث كخبير متمكن في مجاله وبلغة سلسة ومباشرة، مما يسهم في جعل الأفكار واضحة وسهلة الفهم. في النهاية أقول أن الحوار معه قدم رؤية موضوعية ومفصلة حول قضايا لبنان السياسية والاجتماعية من خلال عدسة الكتاب الذي يعبر عن رؤية الباحث. بينما التحليل للحوار يكشف عن تفاصيل دقيقة وشاملة. ويبرزمن خلالها الجانب العاطفي والتحديات التي يواجهها الباحث، في حين أن التحليل الانطباعي يعكس تأثير النص على القارئ من حيث الأمل والتشاؤم بشأن المستقبل. dohamol67@gmail.com
×
الباحث والكاتب رمزي الحافظ
مؤسس شركة InfoPro، وهي شركة أبحاث اجتماعية واقتصادية، واستشارات أعمال، واستطلاعات رأي. تنشر الشركة مجلة Lebanon Opportunities ودوريات ومواقع معلوماتية أخرى. تجري الشركة دراسات للمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية والشركات المتعددة الجنسيات والمحلية والإقليمية والقطاع العام. نشر مئات المقالات عن اقتصادات لبنان والعالم العربي، وهو ضيف في البرامج الحوارية والمؤتمرات. وهو مؤلف ومحرر العديد من الكتب، بما في ذلك "الحلم اللبناني"، والتأثير الاقتصادي للأزمة السورية على لبنان، و"مخطط الحقوق الاقتصادية"، و"دليل النفط والغاز"، و"دليل رواد الأعمال"، و"دليل الأعمال الخضراء"، وغيرها. ناشر مجلة Gallery المتخصصة بالفن التشكيلي في لبنان، ويقتني مجموعة من الاعمال لفنانين لبنانيين وعرب. حاصل على البكالوريوس والماجستير في الهندسة الصناعية، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ويسكونسن في ماديسون.
«
22
23
24
25
26
»