Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
الذي لا يمتلك ماضٍ فني لا يمتلك الحاضر
BY المطرب شادي خليل
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المطرب شادي خليل في حوار خاص لمجلة مرايا " الفنان الذي لا يمتلك ماضٍ فني لا يمتلك الحاضر" حاورته : ضحى عبدالرؤوف المل ينطوي صوت الفنان والمطرب شادي خليل على أصالة غنائية تعتمد على جمالية الكلمة، إضافة إلى اللحن الذي تتميز به أغنياته، رابطًا بذلك خيوط أغنيته بثلاثية الصوت والكلمة واللحن. فهو يؤمن أن "الفنان الذي لا يمتلك ماضٍ فني لا يمتلك الحاضر"، وبهذا يؤكد على أن للمسيرة الفنية عناوينها: المحبة والسلام والإخلاص لهذا الفن الحامل للكلمة والمتآلف مع اللحن والحواس. في صوته تراث لبنان، وفي كلماته الوطنية معاني حملها صوته إلى جبال لبنان وشمسه وحدوده المرتبطة بالجيش اللبناني الذي غنى له أغاني متعددة. طرب جميل وكلمة فلكلورية متزينة بالأوف والعتابا والميجانا القادرة على التمسك بالصوت اللبناني الأصيل، القوي بطبقاته الصوتية التي تدخل إلى الحواس دون استئذان. هو بصمة لبنانية بتميزها واختياراتها للكلمة، والحوار معه لم يخلو من صوت شجي مبطن بموسيقاه الخاصة النابعة من عمق أحاسيسه كفنان أطرب جمهوره دائمًا. من أغنياته "هاتولي ورقة"، "هديلي"، "لا بتنام ولا بتنلام"، "يا بو عيون وساع"، "ليالي الذكريات"، وأغنيته الجديدة حاليًا "عرفتني أني بحبك". - شادي خليل وصوت متمسك بجمال الكلمة اللبنانية، لماذا؟ نعم، متمسك بالكلمة. قبل البدء، كانت الكلمة هي التعبير وهي القصة، وهي الجمال، هي المعبرة عن وجع الإنسان. لكن غنيت بالخليجي "علام الطير يا قلبي"، وغنيت أيضًا بالمصري "مين قال لك مين يا حلاوة"، كلمات الشاعر صلاح جوهر، وألحان مازن زوائدي، وطبعًا باللبناني "يا بو عيون وساع، اسمالله ما قاعد قلبي يساع"، "أمنتك عالسر ذعت المابينذاع". - شادي خليل اسم فرض نفسه على الساحة الفنية مع ندرة الظهور الإعلامي لك، ماذا تقول عن ذلك؟ نوعية أعمال الفنان هي التي تفرض نفسها على الساحة الفنية. مدير أعمالي غير ثابت، ومديرة أعمالي حاليًا هي المسؤولة عنها. بعيدًا عن الإعلام، أنا فنان لا أحاول فرض نفسي إعلاميًا أو فنيًا. الفنان يفرض وجوده بنوعية أغانيه وأصالته الصوتية. لا أبحث عن برامج إعلامية، لكن أنا جاهز للإعلام لأي برنامج حواري. في الماضي تم تصنيفي بالمركز الأول عن فئة أغنية وديع الصافي، والحمد لله كنت الأول في الجزائر، كما غنيت أيضًا في ميريديان فلسطين مع السيدة سلوى القطريب، وكنا من الأوائل. شاركت بالتمثيل ببطولة مع السيدة سلوى القطريب أيضًا في ثلاث مسرحيات، منها "سوبر ستار" ومسرحية "ياسمين" ومهرجان الأغنية العربية. - يا مفكر، تحتل بلادي وصوت إيقاعه تفوق على الكلمة، هل الأصالة اللبنانية هي ميزة الفنان شادي خليل؟ نعم، أنا خلقت في لبنان، لبناني، أحب أن أغني للجيش اللبناني. ساتر أرضي غنيت من ألحان المطرب وديع الصافي وكلمات الشاعرة مي منصور. وأيضًا أغنية قبل هذه، هي أغنية "يا عسركنا"، وأيضًا "اشتقنا للضيعة، لبيتي وأرضي" "هاتولي ورقة وريشة ودوايي لاكتب للضبعة وخبرهم جايي، اشتقنا للعتبة اللي كانت ستي تقعدنا عليها وتحكي لحكاية. راضي بعريشة وخوخة وتفاحة ونسمة صبحية يسعد صباحًا، وارجع يا ضيعة أوقف بالساحة مطرح ما جدي هز العصاية". - هل من مسرح غنائي تطمح له فنيًا؟ أكيد، أطمح للمشاركة مع الإخوة رحباني، وأطمح لمسرح مع "رميو لحود" لأن أغنية "جيب الدف وجيب العود" تنزت بواريد السود، "خلي الشب حد الشب"، وخلي غناني الحب تغطي على صوت البارود. رسالة الفنان أن يغني للحب والسلام والمحبة. - غناء بميزة تراث لبناني: إيلي شويري، طوني حنا، شادي خليل، وماذا بعد؟ الفنان إيلي شويري بصمة كبيرة بالغناء اللبناني، والحمد لله (يكتر خير الله). عندي لحن للمطرب إيلي شويري: "بهرب ولا ما بهرب، كيف بدي روح من حبك ما في مهرب، يا روح الروح"، من ألحانه وكلماته. نعم، بصمة لبنانية مستحيل أن تمحى، وهذه رسالتي. صوتي صوت لبناني يغني الموال اللبناني، العتابا، ويا بو الزلوف. - كيف تختار الكلمة، ولماذا الكلمة اللبنانية دائمًا، هل من أغاني بلهجات غير لبنانية؟ أختار الكلمة عندما تكون في موضوع وطني، قصة حب، قصة جرح، مأساة، حب، فرح. هذا هو الأساس الذي أختار منه أغنياتي: هو موضوع الأغنية، أو أن تكون تراثية أو وطنية. نعم، كما قلت لك، غنيت باللهجة الخليجية واللهجة المصرية. - ماذا يحتاج المطرب اللبناني اليوم؟ يحتاج إلى دعم معنوي ومادي، ودعم صحي. أمس، الوزير وائل أبو فاعور أقرّ الضمان الصحي للفنان، الله يطول بعمره. أشكرهم على هذه اللفتة الكريمة، وشكرت الأستاذ إحسان صادق على هذه اللفتة الكريمة، ويكتر خير الله. --ألا تظن أن الصوت هو الركيزة الأساسية لنجاح الأغنية، أم أن الكلمة واللحن هما الأهم؟ الصوت والكلمة واللحن هم الركيزة الأساسية للأغنية، كما للبيت عواميده المتينة. متانة الأغنية هي هذه الأركان مع التوزيع الموسيقي وسواه. إلا أن للصوت أهمية خاصة أيضًا مع ركني الكلمة واللحن، فالفن ليس شهرة تلفزيونية، هو مسيرة وفاء وإخلاص لرسالة سامية، الوجدان فيها جمال وأصالة، وتنبع من مشاعر الفنان نفسه ومن قلبه وروحه. - هل من ألبوم جديد في عام 2015؟ نعم، الألبوم الجديد لعام 2015، بإذن الله، نزلت أغنية منه الآن وهي "عرفوني بحبك وبحب الأرض اللي بتمشي عليها"، كلمات زيني شعيب، ومن ألحاني وغنائي، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور. - بماذا يحتفظ المطرب شادي خليل في ذاكرته الطربية؟ أحب المطرب وديع الصافي، الطرب اللبناني الأصيل، "يا عيني عالصبر"، أم كلثوم "انت عمري"، السيدة وردة "ليالي الذكريات"، أغنية أحبها. أحب الطرب الشعبي والطرب الكلاسيكي، أحب المطرب محمد عبد الوهاب جدًا، ولم أحاول الغناء للموسيقار عبد الوهاب. إنما أغني أشياء طربية لفايزة أحمد، مثلًا، للمطربة سعاد محمد. الله.. هالأصوات الطربية الرائعة، سبحان الخالق لما تمتلكه من روعة الصوت. - لمن تدندن عندما تكون في عزلة؟ "يا عيني على الصبر، يا عيني عليه. بشوف الدمع في عينينا، بشوف الجرح في إيدينا. ولما الدنيا تنسانا، نلاقي الصبر بخطوتنا وسكتنا، ويسمع علينا شكوتنا، ولا مرة سألنا ليه يا عيني، يا عيني عليه". - من يكتب أغاني المطرب شادي خليل ومن يلحنها؟ المطرب الشاعر بديع يزبك، الملحن الكبير أستاذ جورج يزبك، وهو من كتب للمطربة مايا "حبيبي يا عيني"، و"الوردة عطشانه يا خي". - هل ستغني يومًا من كلمات الراحل سعيد عقل؟ حبيب قلبي الشاعر سعيد عقل، طبعًا أتمنى الغناء من كلماته. التقيته مرة في فرن الشباك وقال لي: "اطلع لعندي لأعطيك قصيدة زحلاوية"، لكن سافرت والوقت لم يخدمني لألتقيه مرة أخرى. رحمه الله. لكن بالمستقبل القريب سيكون تعاون بيني وبين الشاعر هنري زغيب الذي يمتلك الإحساس الجميل. - ماذا يقول الفنان شادي خليل للجيش اللبناني؟ حامي وطني، حامي الحدود، هويتي وعنواني. هو كرامتي، شرف، تضحية، وفاء. هو من يدافع عن شرفي وحدود وطني لبنان. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
المطرب شادي خليل
لاحقا
الفنان مسؤول عن تاريخ الفن
BY sculptor Bassam Kyrillos
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
بسام كيرلوس في حوار خاص " الفنان مسؤول عن تاريخ الفن قبل أن يكون مكلفًا بإنجاز عمل غير مسبوق." حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل. ترتبط منحوتات الفنان "بسام كيرلوس" بالماضي كجزء من ميثولوجيا ذات مدلولات تستجيب لمفاهيم نحتية يسخرها بقوة فعل حركي، لتحاكي حركة الزمن عبر مادة تختلط خاماتها بالأفكار التي تتضمن تاريخًا ورؤية تكوينية تتخذ من الكتل الصماء أحيانًا تجاويف تتميز بمحاكاة الطبيعة، وبفراغات ذات حركة فيزيائية تفرض بخطوطها مساحات تتناقض ما بين الظاهر والداخل عبر حركة بناها من كينونة عناصر ترتبط بنوعية المادة التي يستعملها، وفق مفهوم نحتي جوهري يتخذ من المرونة صلابته في بناء الأشكال والفراغات والأحجام، بثبات نستقرأ من خلاله المتغيرات الزمنية التي يبتكرها. لتظهر ميثولوجياته متحركة زمنياً، ونلامس الماضي بصيغة حاضر أشبه بنقطة سابحة في فضاءات مخيلته الباحثة عن التحليق أو الأبعاد العميقة الرؤيا نحتياً وزواياها الحسية المدركة، لتوازنات العمل الفني من كافة جوانبه، وبديناميكية تؤثر على الانسجام الداخلي والخارجي للمنحوتة، وتتابع تفاصيلها بشمولية ذات طابع يجذب الفكر إليها، ليستوحي من آثارها ميثولوجيا تتناسب وذهنية العمل النحتي الذي يقدمه "بسام كيرلوس" في هذا المعرض، وبما يتوافق مع الإيقاع الزمني والمكاني. لتتضح عناصر مكوناته وملامستها للطبيعة حيث تكتسب تنويعات مختلفة. مما ينعكس على حركة المنحوتات كل حسب مقاييسها وأحجامها وأشكالها ومساحاتها، وحتى الطول الاستطيقي لها الذي يحقق بنية اتصالية بمعنى كجسر يصل الماضي والحاضر مع الحركة والسكون، سواء فيزيائياً بمعناها الخارجي أو تمثيلياً بمعناها الداخلي المتآخي مع مضمون فكرة كل منحوتة قدمها بأسلوبه القديم الجديد، وهذا يولد تساؤلات كان لا بد من الإضاءة عليها من خلال حوارنا معه عن بعض المفاهيم... "- بسام كيرلوس" والميثولوجيا، متى يبدأ بالنحت وأين ينتهي العمل؟ العمل النحتي ليس فقط كتلة ثلاثية الأبعاد يمكن رؤيتها ولمسها، فما لم يُنحت هو الأجمل والأعمق. ما وراء العمل النحتي هو أبعاد لا تنتهي للإنسان والوجود. لذلك، عمل الفنان يبقى عملية تدخل قسري للفت النظر وللايحاء، ومحظوظ الفنان الذي ينجح في الاقتراب من تلك الحقيقة. بالنسبة لي، الحقيقة بدأت بجدية مع الميثولوجيا ولم تتحقق بشكل منجز مع الدين والفلسفة، وهكذا هو الفن بدأ ويبدأ مع الميثولوجيا ويكمل في الدين ويتوه في الفلسفة، فيتوقف في لحظة غرور الفنان واذعانه بأنه اكتشف شيئًا. "ولعل بعض الكبار اكتشفوا شيئًا" من الحقيقة وجعلوا مشوارنا إلى الشمس أقرب بخطوة. - متأثر بالمفاهيم النحتية المعاصرة نوعًا ما، وتحافظ على الأساليب الكلاسيكية في النحت، أين الخطأ والصواب في ذلك؟ العمل الفني، ولا سيما النحتي، لا يكون معاصرًا "إلا إذا استطاع أن يختزل كل الأزمنة الماضية ليستحق أن يكون معاصرًا." اليوم، اللغة التشكيلية مفتوحة على كل وسائل التعبير، والفنان مسؤول عن تاريخ الفن قبل أن يكون مكلفًا بإنجاز عمل غير مسبوق، فلا إعادة إنتاج الماضي بالأمر المشرف، ولا الغرق في موجات رائجة يقدم خدمة للفن. إنما صياغة تجربة فنية متجذرة بقالب يتبنى المفاهيم المعاصرة ويراعي إحساس الفنان، يمكن أن ينتج عنه عمل نحتي معاصر وجدي. "- بسام كيرلوس" وميثولوجيات برونزية، هل تعيد أمجاد النحت القديم بلغة عصرية؟ إلى حد ما، فالنحت القديم متجذر في ذاكرتي ووضعيات الأجساد التي استخدمت سابقًا نقلتها من تاريخها، ومسحت عنها غبار الأمس لأضعها ضمن إطار معاصر وكأن المشهد هو مزيج من مضمون قديم بصورة إطار حديث معاصر. - هل تعيق مادة البرونز تقنية الأداء أم أن الفكرة قوية في تكوينها وتستطيع تحدي المادة البرونزية؟ كون مادة البرونز مادة مطواعة وتحتمل التفاصيل الدقيقة، فهي تتوافق مع المواضيع التي أعالجها وبخاصة فكرة الطيران، فالحجر على سبيل المثال يمكن أن يكون عرضة للكسر في حال تم إضعاف الكتلة لضرورات التأليف. بالنسبة لي، خصائص البرونز كمادة معدنية قوية ومتماسكة بما يكفي، تسهل إبراز تفاصيل دقيقة في العمل النحتي، إضافة إلى خصوصية هذه المادة الغادرة في التاريخ، فهي تستحضر الماضي ببلاغة. - تختلف أنواع الفراغات في أعمالك، ما الهدف من ذلك؟ إن عملية تزاوج الكتل الممتلئة بالمساحات الفارغة في النحت تشبه عملية تشابك الكواكب بالفضاء، فلا هذا الأخير جذاب بانعدام المجرات ولا هذه الأخيرة مهمة بانفرادها. إذًا، الفراغ هو جزء ضروري في العمل النحتي. - لمست في بعض المنحوتات كتلة صماء برز فيها بعض التجاويف. ماذا تقصد بذلك؟ إن بروز بعض التجاويف هو تأكيد على تبيان المساحة المشغولة وكأنها خام، بينما الأجزاء الأخرى فهي مشغولة أكثر. ترمز هذه العملية إلى انبثاق الروح من المادة. هذا أولاً، أما ثانياً فتترك التجاويف أثراً عميقًا للمتلقي وتأخذه إلى التجاويف التي ترسمها الطبيعة على الأشجار، وخاصة الزيتون منها التي نجدها بكثرة في بلدتي. أعمال النحات بسام كيرلوس في معرض بعنوان "Bacchanalia" في البترون شمال لبنان، 28 سبتمبر 2014 بالاشتراك مع الفنانين: لودي أبي اللمع، يزن حلواني، وليلى كبة كعوش. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
sculptor Bassam Kyrillos
الفنان بسام كيرلّوس من مواليد 27/ 10 / 1971م في بنتاعل بالجبيل . وهو منتسب إلى متحف سرسق منذ عام 1995م . وقد ترأس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت منذ عام 2000م . ويعمل أستاذ في الجامعة اللبنانية في كلية التربية .
التركيب الإبداعي هو عمل فكري جامع
BY Artist Élie Bourjeili
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفنان ايلي بورجيلي للواء :" التركيب الإبداعي هو عمل فكري جامع له علاقة بالمجتمع الإنساني. حاورته : ضحى عبدالرؤوف المل يمارس الفنان "إيلي أبو رجيلي" الفكر التجريبي بطلاقة فنية وإبداع نشط تفاعلياً. فالتعبير الفني في العمل الإبداعي الذي صممه هو محاكاة عملية تلامس الحدث بوجود إدراكي تحسسي لبيئة محاطة ومتأثرة بالكائنات. فالإحداثيات الناتجة عن فكرة مستقبل ذهني تصدر عنها إشارات في أماكن أخرى. هو رؤية بصرية تعصف بالحواس، وتثير التساؤل من حيث نظام التركيب الفني في هذا العمل الفني المحوري، المنظم الخاضع لنظام تكنولوجي فني يحتاج لفعل وتفاعل، وتحليل واستنتاج له مغزى تلمسه بصرياً، كأنه أداة تشكيل مرئية ذات تأثيرات فاعلة تصدر عنها انفعالات تترجم في أكثر من مكان. فالعمل التركيبي الإبداعي الذي صممه الفنان "إيلي أبو رجيلي" يحتاج للمتلقي ليدرك المؤثرات الكامنة وراءه. لهذا أجريت هذا الحوار مع الفنان "إيلي أبو رجيلي". - تضيف إلى الحركة البصرية جموداً مادياً ينشأ من التركيب الإبداعي الفيزيائي، لماذا؟ وهل هذا التعقيد وليد الفن الإبداعي المعاصر؟ الفن الإبداعي (Installation) هو موضوع متكامل بحد ذاته، بما أن التركيب الإبداعي ليس فناً تشكيلياً. لأن كل العمل قائم على المفهوم أو بالأحرى الفكرة. هذه الفكرة أضع لها حاجاتها كي أوظف الأشياء الجامدة والمتحركة. المفهوم يحتاج لعناصر كي يكتمل العمل الفني، ولكن هذا العمل الفني يبدأ حين نتدخل نحن به. حين ندخل إلى صالة العرض ونرى علب الذخيرة الملونة وعددها 24 مع علو مرآة، وبمواصفات تتقيد مع قياس صندوق الذخيرة. ولكن تركت الصندوق الأخير، وهو آخر صندوق يصل إليه المتلقي الداخل إلى الصالة. لأن هذا الصندوق بالذات خرج من ذاكرتي من حرب لبنان سنة 1975 التي انطبعت في الذاكرة، وأنا طفل في عمر الرابعة عشر كنت أشعر بالذنب، وكأني أنا المسؤول عن هذه الأحداث. من هنا خرجت الفكرة الأساسية ببساطة، أو بتعقيد. فعلب الذخيرة متنوعة ومتلوّنة بألوان الناس في الحياة. كما أن داخل العلب كل وجه هو لون منفرد مستقل شفاف تحته الضوء مع مكبر الصوت. عند الدخول إلى المعرض، وبمرور شخص ما أمام العلبة، هناك جهاز يلتقط الحركة ويرسل الإشارة إلى علبة أخرى. وفي مكان آخر يخرج صوت ما. لأقول بكل بساطة "بمروري من هنا لم أتسبب بما حدث بالمعنى الحياتي"، أي ما حدث لست أنا المسؤول عنه. ما أريد قوله بعد كل هذا هو أن فكرة القناع هي إظهار الوجه الآخر لتنعدم المسؤولية، ولكن هناك مادة ما أتركها في كل صندوق، مثلاً الحبر الأسود على شمال الصندوق والرسائل على اليمين. لأن ما أريد أن أؤثر أنا فيه هو القرار، هو ما أريد أن أكون، أو فحم حجري أو جوهرة بمعنى أن مسؤوليتي على الحدث هي صفر، ولكن تأثير ذلك جرى لأني كنت موجوداً، أو بمعنى لو لم أكن هنا ما صار الحدث. السؤال العام هو: إلى أين تأخذني الحياة؟ هذا اختيار. - الفنان "إيلي أبو رجيلي" والتركيب الإبداعي (Installation)، لماذا هذا الميل الفني لهذا النوع من الفن؟ اللوحة التشكيلية نهايتها معلقة على جدار في بيت أو في متحف، أي في مكان مغلق يتأثر بها الشخص الذي امتلكها. فنهاية اللوحة في المكان المغلق يحد من تفاعلنا معها، بما أننا لا نمتلك متاحف في لبنان، بينما التركيب الإبداعي هو عمل فكري جامع له علاقة بالمجتمع الإنساني، حيث يمثل الإنسان العنصر المهم في هذا العمل، أو بالأحرى المتلقي. لأن المتلقي هو محرك العمل، وهو من يخلقه ويمنحه الدينامية. لهذا التركيب الإبداعي هو عمل عام يمنح المتلقي لذة اكتشاف العمل. ليعيد له حركته، ففتحريك العمل يعتمد على الناس بالدرجة الأولى، فهذا العمل الفني يعتمد على حركة الآخر. - بعض أعمالك الفنية تضفي عليها تأثيرات تقنية أخرى، وكأنك تمارس حرفة يدوية أحياناً وأحياناً أخرى اختراعات، ماذا تقصد بذلك؟ البداية كانت أثناء الحرب، وما انطبع في ذهني عن صندوق الذخيرة. فحين كنت في الجامعة رأيت صندوق ذخيرة حقيقي بلونه الأخضر. انطلقت الفكرة من هذا الصندوق الذي أعاد لي ذكرياتي حينها، استنسخت عنه نماذج فنية بالقياس والحجم ونفسه، وتجددت صياغته بألوان مختلفة كي لا يبقى بلونه العسكري. لمنح الصندوق التنوع الإنساني. في فرنسا مثلاً، أجد كل الأماكن متشابهة بتفاصيل ما، بينما في لبنان لكل مكان تنوعه الخاص. لهذا منحت الصندوق الذي يمثل الموت صناديق أخرى تمثل الحياة، ومنهم انطلقت لأمثل هذا المفهوم وأقول إن مسؤوليتنا فقط هي أننا كنا متواجدين. وهي ربما تفاجئ البعض بالنظرة التفاؤلية التي تمثل عدم قدرتنا على معرفة ما يحدث، لأن القدرة هي معرفة: أنا ماذا أريد أن أكون في حياتي؟ - إيلي أبو رجيلي والفنون بشكل عام، كيف ترى هذا الفن من التركيب الإبداعي؟ هل من جمهور له؟ تكلفة المعرض باهظة وما من مردود مادي يغطي هذه الكلفة، والكل من حولي يسأل: لماذا هذا المعرض أو هذا العمل الفني الإبداعي؟ أقول لأنه عمل ثقافي ونحن نحتاج للأعمال الثقافية. أنا مدرس في الجامعة اللبنانية، أنظر إلى طلابي وأتساءل: ما الذي يدفعهم إلى دراسة الفنون؟ ولا نتملك المتاحف وما من معارض مفتوحة على مدار السنة. أقول لك بكل صراحة، طلاب الجامعة اللبنانية هم فقراء لبنان، لهذا أنا أريد منحهم كل ما عندي من فكر، أهديهم هذا الحدث الثقافي. فالفن أكبر من عمل فني، هو بمثابة محفز حقيقي للفكر، هو بصيرة الوجود كله. يختلف فن التركيب الإبداعي من حيث التنظيم على مساحة ما، هل تعتبر المساحة هي الفضاء الحيوي للعمل الفني؟ طبعاً، هي التجهيز بحد ذاته. إن فن التركيب الإبداعي هو الفنون مع بعضها البعض. هو أكبر من فضاء منحوتة، ففضاء اللوحة مداها هو تعليقها على الجدار لفترة زمنية محددة. المنحوتة ذات الأبعاد الثلاثية ندور حولها لنلتقط أبعادها. أما التركيب الإبداعي، مداه فضاء متكامل بحد ذاته. حين غطى كريستو الجسر في فرنسا بالقماش، استيقظ الفرنسيون ليجدوا الجسر غير جسرهم المعتادين عليه، فالإنسان متعلق بمرحلة أو بتقليد ما، لهذا حين ترى العين بطريقة مختلفة تختلف قيمة وجود الأشياء. - ما الذي يشد بصرك أكثر في الطبيعة: الحركة أم السكون؟ الحركة والسكون توأم، أو بالأحرى كل منهما يكمل الآخر. فالسكون الذي يأتي بعد الموسيقى يحرك الأشياء فيما بعد والعكس صحيح. إيلي أبو رجيلي، عن ماذا تبحث في تصميماتك الإبداعية؟ بكاسو يقول بما معناه: "أنا لا أبحث، أنا أجد". السؤال عن ماذا أبحث؟ كامو يقول: "السؤال الفلسفي الوحيد هو الموت". أنا أبحث عن الأجوبة لهذا السؤال: ما معنى وجودي؟ - ماذا تخبرنا عن معرضك هذا في المركز الثقافي الفرنسي؟ أتمنى أن يشارك المتلقي في هذا المعرض، لأن الحركة الأساسية لعملي الإبداعي هي تواجده ليسحب منه بعض الأحاسيس التي لم يتوقعها. فهذا المعرض يطرح الأسئلة غير التقليدية بأسلوب معاصر لم نتعود عليه، خصوصاً (لشو أنا نافع)، أو بمعنى إذا لم أتجدد ذاتياً وأتطور، لا أنفع. إذا لم أطرح الأسئلة على الأشياء الجوهرية بشكل نهائي، لا أنفع لشيء. - التركيب الإبداعي يحتاج أحياناً لعناصر متعددة، ألا يتعبك هذا التأليف بكل هذه العناصر؟ بل يصيبني بالهلاك، خاصة وأنني بحثت عن 46 عنصر ليكونوا العنصر الأساسي لوجود العمل الفني مع ما تبقى من إلكترونيات وفيديو ومونتاج، ولوحة عرضها 12 متراً، وهي كتلة واحدة. وكل هذا بالطبع متعب وبدون أي مردود مادي رغم التمويل له. فهو مكلف ومتعب، ولكننا بحاجة لحدث ثقافي، خصوصاً للشباب، كي ننظر بشكل مختلف للأشياء من حولنا. - هل من عمل مفضل لديك أكثر من الأعمال الأخرى، ولماذا؟ المعرض كله فكرة واحدة، أو بالأحرى عمل إبداعي واحد، حتى الفيديو فيه يبدأ بحركة ركض رتيبة، ومن ثم تتدرج فيه النغمات. وبالأعمال الإبداعية عادة أعتمد على التجريد، لأني أعمل على المواد، ولكن كل عمل مرتبط بما قبله وبما بعده. فالعمل الفني هو مسيرة حياة، لهذا لا أستطيع تفضيل عمل عن آخر، لأن كل عمل يكمل الآخر. - رسم... فن تشكيلي... قص... لصق... تركيب إبداعي. هل الرؤية الفنية واحدة في ذلك؟ طبعاً، لأن الفن هو شيء كلي. ذلك هو الفن. الفن لا تقنية له، هو حالة يمكن أن أصل إليها وأنا أرسم أو وأنا أقص والصق، ولكن كل ذلك يؤدي إلى تساؤل: كيف أنظر إلى الأشياء بأعين أخرى؟ الفن لا يعطي الأجوبة، هو لطرح الأسئلة. - كلمة للقارئ تهديها له عن عمل فني من أعمالك؟ انظر بفكرك وليس بقلبك، وتأمل بالبصر والبصيرة الأشياء من حولك. - ماذا تعني لك كلمة الخيال (Imagination)؟ كل شيء في الحياة من تكنولوجيا وعلم وأدب وما إلى ذلك يحتاج إلى الخيال. الخيال هو الهدف، هو كلما اقتربنا منه ابتعد. أنشتاين يقول: "الخيال أهم بكثير من العلم". برؤية أخرى في تحليل لحواري معه يستكشف القارىء أن الفنان اللبناني إيلي أبو رجيلي يُعتبر من الأسماء البارزة في عالم التركيب الإبداعي (Installation Art)، حيث يدمج بين الفن والتكنولوجيا ليخلق تجارب بصرية فريدة تعكس تجارب إنسانية عميقة. يعتمد أبو رجيلي في أعماله على توظيف المفاهيم الفكرية والذهنية ليشكل أعمالاً فنية تتجاوز الشكل التقليدي، محققاً بذلك تفاعلاً حياً مع المتلقي. كما يمكن اعتبار أعمال إيلي أبو رجيلي تجسيدًا للإيقاع البصري، حيث يستخدم الألوان، الأشكال، والمواد بطريقة تنسجم مع أفكاره. الإيقاع في تركيباته يتشكل من تفاعل العناصر المتعددة: الأضواء، الأصوات، والأشكال الملموسة. هذا الإيقاع يخلق تجربة حسية تدعو المتلقي للتفاعل والبحث عن معاني أعمق، مما يجعله جزءًا من العمل الفني. تعكس أعمال أبو رجيلي التجارب الإنسانية والصراعات النفسية التي عاشها، وخاصة تأثير الحرب اللبنانية. من خلال إعادة تشكيل الذكريات والأحاسيس، يدعو المتلقي لاستكشاف مشاعره الخاصة. هذا التعبير النفسي يتجلى في استخدامه للمواد، مثل علب الذخيرة، التي تحمل دلالات عميقة عن الفقدان والذاكرة. يعتمد أبو رجيلي على رؤية فنية جمالية تستند إلى مفهوم التفاعل. فهو لا يعتبر المتلقي مجرد مشاهد، بل جزءًا من العمل الفني نفسه. من خلال تصاميمه، يخلق بيئة فنية تفاعلية تتيح للمتلقي استكشاف ذاته وتجربته الشخصية. الجمالية في أعماله لا تأتي فقط من المظهر، بل من القدرة على إثارة الأسئلة والتأمل. يتجاوز الجمال في أعمال إيلي أبو رجيلي السطحية. فهو يستخدم الأشكال والألوان لخلق إحساس بالعمق والواقع، مما يدفع المتلقي للتفكير في الرسائل المخبأة وراء كل عنصر. هذا التعبير الجمالي يعكس حالة من الوعي والاحتجاج على الواقع، حيث يربط بين الجمال والألم. إيلي أبو رجيلي يمثل مثالًا فنيًا يجمع بين الجمال، العاطفة، والفكر. من خلال أعماله، يستطيع المتلقي تجربة الإيقاع البصري الذي يعبر عن النفس البشرية وتجاربها المتنوعة. تظل أعماله محفزات للتفكير والتأمل، مما يجعلها تتجاوز حدود الفن التقليدي إلى آفاق جديدة من الإبداع. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Élie Bourjeili
لاحقا
حالة ربما تصدم المشاهد وتثير لديه متعة الاكتشاف
BY Artist Bourhan Hassoun
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفنان التشكيلي برهان حسون في حوار خاص :" حالة ربما تصدم المشاهد وتثير لديه متعة الاكتشاف" حاورته : ضحى عبدالرؤوف المل يستمتع الفنان "برهان حسون" بفوضوية خلاقة يبثها في مساحات تتسع لضيق الكتل اللونية التي يتركها سابحة في فراغ انعكاسي، يفتح فضاءاته المرنة لتخيلات ينتج عنها رؤى سالبة وموجبة، توحي بالحضارات الإنسانية أو بالأحرى بالمشاعر الإنسانية المتناقضة فيما بينها. إلا أن الأشكال الرياضية اللونية المتماسكة مع الخطوط والعناصر الأخرى، من مفردات بصرية وموتيفات فنية، هي جزء من حرية اللوحة المتزنة بجمالية الأشكال وانسجامها مع الضوء المنبعث من فواتح الألوان، ومن سطوع شحنة بتوهجات شاعرية توحي بالعمق الإنساني للوجود الموضوعي، حيث اختلاف الأجناس البشرية المشابهة للألوان البانورامية ذات المحاكاة البصرية والجدلية الكامنة في الخطوط المتعرجة التي يتركها بوعي عاطفة ترسم الاتجاهات الحياتية التي يسبكها برمزية لونية مع الأبعاد الزمكانية الغامضة والموحية بوجود إنساني. من معرضه في بيروت، لبنان، كان هذا الحوار مع الفنان التشكيلي العراقي برهان حسون. - جذبني المربع الأسود مع النقطة الحمراء أو بالأحرى العين الواحدة؟ هل هذه قصدية المعنى التي تخاطب بها المتلقي؟ أنا ابتعد عن القصدية في النص التشكيلي، خاصة وأن تجربتي تقع في منطقة التجريد الخالص الذي يخاطب وعي وذائقة المتلقي بلغة عالمية. ولست معنيًا بالانشغال بتقديم شروحات أو معانٍ جاهزة أو مشفرة لأعمالي. - ما بين الماضي والحاضر، استوقفتني الأشكال المنظمة بكل موازينها الفنية. هل اختزلت المفاهيم الزمنية في هذه اللوحات ذات النظم التجريدية؟ أني أركب عملي الفني من شحنات وانفعالات وعفويات بحرية تامة، وأتوسم أن يقوم المشاهد بتفكيك العمل واكتشافه بنفسه. وهنا تكمن المتعة والذائقية العالية للفن. عمومًا، أميل إلى تفكيك الأشكال المنتظمة والمتناظرة وإذابة حدود التكوينات المتجاورة. إنه الاختزال، وهو جوهر التجريد إن لم نقل مسمى آخر له. فالاختزالية العالية هي سر قوة ودليل تفوق للعمل التجريدي. فكلما قلت مفردات التعبير التجريدي لدى الفنان، كلما صعبت مهمته وتميزت أعماله، أو هكذا أرى بتواضع شديد. - تضيق المساحات في لوحاتك غالبًا لتترك للفراغ أمكنته الخاصة، لماذا؟ ربما يظهر الفراغ في بعض أعمالي. إلا أني أشعر دائمًا أنها بحاجة إلى فراغات أوسع، لأن للفراغ وظيفته المهمة في العمل الفني. فهو حاضنة تتفاعل مع الشكل، كما أنه فسحة تنفس للمنجز الفني، وكذلك فإنه يزهد في بصر وبصيرة المتلقي ليوجهها إلى مفردات اللوحة وتكويناتها المملوءة بالأسرار. - في الأعمال التجريدية لانهائية، حيث الفضاءات التخيلية تمتد مع اللون، هل حاولت التخفيف من ذلك في معرضك؟ لعل أجمل ما في التجريد هي تلك اللانهائيات والأجواء التخيلية وتلك التكوينات والمفردات السائبة الموحية بالأسرار والاكتشافات. أقول إن إطلاق المخيلة للتعبير دون قيود هو ما يجمع الكثير مما تبدو متناقضات أو متضادات. هذه حقًا حالة ربما تصدم المشاهد وتثير لديه متعة الاكتشاف. - من هو الفنان برهان حسون، ولماذا المدرسة التجريدية بشكل خاص؟ أنا إنسان يجاهد للحفاظ على إنسانيته، وربما هو ديدن كل فنان وأديب مخلص يجد في الإبداع موقفًا وليس صنعة، ورسالةً وليس حرفة. انحياز دائم وواعٍ إلى قيم الحب والخير والجمال. أنا بتواضع أرسم وأكتب الشعر بعفوية وصدق، وأتنفس بما أقدمه للمتلقي. الفن رئتي والطب مهنتي. لا أبغي الكثير، ولكن يسعدني أن أقدم ما أجده جميلاً للآخرين. أما التجريد، فهو بمثابة المثابة التشكيلية التي وجدت نفسي فيها، ووجدتها فناً يرتقي ليتكلم بكل اللغات. - ما بين القديم والجديد، ما هو الجامع المشترك في أعمالك الفنية؟ تشترك أعمالي عمومًا بنفس تتمرد ونزوع طاغي للحرية، ورغبة عارمة وربما طاغية لتجاوز الحدود التقليدية. وهناك من يهمس لي بأنها تحمل معانٍ تصوفية أو معنى الثورة أو الفضيلة المكبوتة، وتفسيرات وصفات مشتركة أخرى ليست بعيدة عن هذه الطروحات. - فوضوية وتنظيم ورؤية سيمائية، مفاهيم تتوافق وتتعارض مع التشكيل، كيف جمعت بينهم؟ نعم، قد تجتمع السيمائية والفوضوية، وربما المفردات التي تميل إلى الانتظام وتخضع لمعايير حسابية أو هندسية لتكون مجموعة تناقضات أو تنافرات أو مضادات. ولكن، أليس الإنسان هو مجموعة تناقضات؟ وأنا أسعى الولوج إلى دواخله من نافذة افتراضية، لاسجل انفعالاته وأجد فيها نوعًا من (جماليات الفوضى)، وهو ما أطلق على أعمالي. - أي الألوان تختار أولاً عند أي عمل فني تبدأ به؟ غالبًا ما أبدأ باللون الرمادي الفاتح. - هل من أشكال محددة تجذب الفنان برهان حسون حول الرسم؟ لا أميل إلى شكل محدد، وإنما تجريدات غير منتظمة تأخذ أي شكل، قد يكون مربعًا أو مثلثًا مشوهًا. - ماذا تقول للبنان بشكل عام، وماذا تهدي بيروت؟ تربطني بلبنان وشيجة حب ومصدر إلهام... البحر، الجبل، الضيعة، فيروز، الشعر، الفن. إنه رئة العرب. وبيروت، أشعرها مدينتي الحميمة، صبية بحرية العيون. قلت فيها شعرًا: "الحب في بيروت أجمل والموت في بيروت أجمل للملح في بيروت طعم العسل". عند تحليل عمل الفنان برهان حسون، يمكننا ملاحظة وجود إيقاع بصري واضح يتجلى في استخدامه للألوان، الأشكال، والتكوينات. يُظهر حسون قدرة فريدة على دمج الفوضى مع التنظيم، مما يخلق تباينًا بصريًا يدعو المشاهد إلى استكشاف اللوحة بعمق. إذ تساهم الأشكال الهندسية المختلفة في خلق إحساس بالإيقاع، حيث تتكرر بعض الأشكال بشكل يعزز حركة العين ويجذب الانتباه. إن استخدام الألوان المتناقضة والمكملة يخلق تناغمًا بصريًا، حيث تؤثر الألوان على المشاعر وتوجهها نحو تفسيرات متعددة. إن الإيقاع البصري في أعمال برهان حسون ليس مجرد عنصر جمالي، بل يحمل دلالات نفسية تعكس حالته الداخلية وتجربته كفنان. إن استخدام الألوان والأشكال المتناقضة يُعبّر عن الصراع الداخلي والتناقضات الإنسانية، مما يتيح للمشاهد فرصة للتأمل في تجارب شخصية خاصة. الفراغ في لوحاته ليس غائبًا، بل عنصرًا مهمًا يساهم في خلق تجربة بصرية مريحة، تسمح للمشاهد بالتفكير والتفاعل مع العمل الفني. تتجاوز أعمال حسون الأشكال الجمالية التقليدية لتدخل في عالم التعبير العميق عن الوجود الإنساني. يظهر حسون انتماءً قويًا لثقافته من خلال رموز بصرية تعكس الحضارات الإنسانية، مما يمنح العمل عمقًا فلسفيًا. الإيقاع البصري يعكس تفاعل الفنان مع العالم من حوله، حيث يسعى لنقل مشاعر تتعلق بالحب، الفقد، والبحث عن المعنى. إن الإيقاع البصري في أعمال برهان حسون ليس مجرد عنصر جمالي، بل هو وسيلة تعبيرية تعكس مشاعر معقدة وتجارب إنسانية عميقة. من خلال تفاعل الأشكال والألوان، يتمكن حسون من خلق تجربة فنية مميزة تجذب المشاهد وتدعوه لاستكشاف أعماق العمل الفني. يتجاوز الإيقاع البصري الشكل ليصبح رسالة إنسانية تتحدث عن الوجود، الهوية، والتجربة الحياتية. تتداخل الألوان والأشكال لتشكل تجارب إنسانية غنية، يقف الفنان برهان حسون كواحد من الفنانين المتمسكين بفلسفة التجريد بأسلوبه الفريد. من قلب بيروت، تلك المدينة التي تشكل مزيجًا حيًا من الثقافات والتاريخ، ينطلق حسون برؤية فنية متفردة تعكس صراعات الروح البشرية وجماليات الوجود. في هذا الحوار الخاص، نغوص في أعماق تجربته الفنية، نستكشف أفكاره حول التجريد، وكيف تعكس أعماله حكايات الإنسانية المتنوعة. دعونا نبدأ رحلةً مع برهان حسون، لنفكك ألغاز لوحاته ونستشعر إيقاع عواطفه التي تجسدها فرشاته. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Bourhan Hassoun
- فنان تشكيلي(رسام) وعضو نقابة وجمعية الفنانين التشكيليين. - تدرج في ممارسة الرسم بتجارب واساليب عديدة كلاسيكية و تعبيرية وسريالية وحروفية واتجه الى التجريدية .
«
43
44
45
46
47
»