Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
ريشة تحاول الولوج إلى الدواخل الفكرية
BY Artist Nadim Karam
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
ريشة تحاول الولوج إلى الدواخل الفكرية ضحى عبدالرؤوف المل تفوح الفلسفة الإنسانية من أعمال الفنان نديم كرم (Nadim Karam)، ضمن الألوان الباردة والساخنة، وبحيادية تتوحّد فيها التأملات الفنية الغارقة في العمق الوجودي، المتزن مع الصمت والسكون وضجيج الحركة، تاركًا للّون مهمة ترجمة انفعالاته العقلانية، وبنوع من الغرائبية المقترنة بمصطلحات الشكل والجوهر، على مجسّمات تتصل بالفكرة ومعالجتها، والقدرة على اختراق ماهية الوجود بخربشاتٍ ما هي إلا تساؤلات يترك استكشافها للرائي تبعًا لفكره وتوجّهاته، مؤكّدًا العلاقة التي تربط اللون بالشكل، والمدلول الفكري للفنان من خلال فتح مساحة اللون وخلق جدلية بصرية تحوز على رضا النفس لدى المتلقي، بحيث تجذبه الفراغات نحو إمساك الخيوط اللونية ومدلولاتها الجمالية، للإحاطة بالمفردة التشكيلية المحمّلة بفلسفته ودلالاتها المعرفية بصريًا.فهل يحاول الفنان نديم كرم الدخول في متاهاتٍ إنسانية لا أجوبة لها؟ في أعمال الفنان نديم كرم يتمثّل الإنسان والقدرة الهائلة من الهواجس والأفكار التي يصعب ترتيبها وسط فوضى الزمن والمكان، من خلال توظيف يرتكز على الخطوط واللانهائية التي تكرّر نفسها بنفسها عبر الأجيال المتعاقبة، مما يزيد من التعقيدات التي ربطها بخربشاته الحيادية والخاصة بكل إنسان، لتنخرط الإيحاءات السريالية مع التخيلات التي تقودنا نحو البيئة المحيطة بنا. فتضافر الألوان مع الخطوط، وتحديدًا الأصفر والرمادي، وبتعاضدٍ يشد أزر كلٍّ منهما عبر حبكة الشكل والمعنى، يخلق محورًا بصريًا تتوازن فيه المستويات اللونية إيقاعيًا ضمن حركة مفتوحة، وكأن العمل الفني يدعو المتلقي للدخول إلى عوالمه المختلفة، ضمن توحّد الألوان والشكل والخط، كسمفونيةٍ انطلقت نوتاتها من تجربة إنسانية واعية. أفكار فنية تحاول الولوج إلى الدواخل الفكرية، وبديناميكية فلسفية تتوالى فيها التعبيرات التشكيلية الصارخة، وإن بسكونٍ تأملي يميل نحو ثنائية اللون والشكل، ليناجي الذات بفراغاتٍ تضيق وتتّسع، ليصبح المعنى المرتبط بتشابك الخطوط هو الحلول التي يربطها باستنتاجاته أو بمعادلات لا تخلو من قياساتٍ هندسية، ذات جاذبية ثرية بقدرته على الإمساك بالمتلقي، ليفتح تأمّلاته ويحاور الألوان والخطوط والمعاني التي تحاكي بتأويلاتها شتى الأفكار النابعة من الأعلى والأسفل، ومن اليمين والشمال، بشكل كلي وجزئي، دون حدودٍ يربط اللوحة بها. فالإنسان، في كل زمان ومكان، لا حدود له، لأنه كينونة متكاملة، وبإيقاعات فكرية مكتملة، عزف عليها نديم كرم بفنّ هادئ وتواصلي عبر تجاوزاتٍ افتراضية، هي الفارق بين اللون الأصفر والرمادي، وتدرجات كل منهما، مع الاحتفاظ بالمعنى الجوهري للّوحة التي استوقفتني لتأمّلها، وبمداورة تحتضن كل حركة تركها بين الفراغات. يمزج الفنان نديم كرم بين معطيات التجربة الإنسانية وموضوعية الرؤية العابقة بمعادلات الرموز والإشارات، والإيحاءات المثيرة للتخيلات، التي تشي بنصوص بصرية مملوءة بتعابير الخطوط، وما يميزها بين الألوان، فضلًا عن الفراغات المنسوجة بأنماطٍ تعبيرية مختلفة، لا تخلو من سريالية في بعض منها. إذ ربطها بمقامات الحركة المختلفة، أو بالأحرى باستقلالية اللون، وقوّته، وحدّته، أو انخفاضه، وتلاحمه، وتلاشيه أحيانًا. فالزخم التخيّلي المنبعث من لوحاته يفيض بتحدياتٍ وصراعات تبدأ من الإنسان نفسه ولا تنتهي... أي هي ما لا نهاية. معرض الفنان “نديم كرم” (Nadim Karam) في غاليري أيام عام 2016
×
Artist Nadim Karam
نديم كرم (من مواليد 1957) هو فنان ورسام ونحات ومعماري لبناني، يدمج مخرجاته الفنية في النحت والرسم والرسم مع خلفيته في الهندسة المعمارية لإنشاء مشاريع فنية حضرية واسعة النطاق في مدن مختلفة من العالم The Three Flowers of Jitchu، Nara، Nadim Karam & Atelier Hapsitus The Travellers، Melbourne، Nadim Karam & Atelier Hapsitus الحياة المبكرة والتعليم نشأ نديم كرم في بيروت، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1982، وغادر في نفس العام للدراسة في اليابان بمنحة مونبوشو، وفي جامعة طوكيو طور اهتمامه بالفلسفة اليابانية للفضاء، والتي درسها في عهد المعماري هيروشي هارا، كما قام بتدريسه فومييكو ماكي وتاداو أندو. قام بإنشاء العديد من العروض الفنية الفردية والمعارض في طوكيو أثناء إكماله لدرجة الماجستير والدكتوراه في الهندسة المعمارية. التعليم درس نديم كرم في معهد شيبورا للتكنولوجيا في طوكيو عام 1992 مع ريتشي مياكي ثم عاد إلى بيروت لإنشاء مجموعته التجريبية «أتيليه هابسيتوس». قام بتدريس التصميم المعماري في الجامعة الأمريكية في بيروت منذ مايو 1993 إلى أبريل 2003، وكان عميد كلية الهندسة المعمارية والفن والتصميم في جامعة نوتردام في لبنان من 2000-2003. ترأس في عام 2002 مؤتمر جامعة الأمم المتحدة/نيويورك في لندن لإعادة إعمار كابول، وتم اختياره أمينًا للبنان من قبل بينالي روتردام الأول. من عام 2006 إلى عام 2007 عمل في لوحة تصميم مؤتمرات في دبي ، كما ألقى محاضرات منتظمة في الجامعات والمؤتمرات في جميع أنحاء العالم. مشاريع فنية حضرية أنشأ مع شركته "Atelier Hapsitus" التي أسسها في بيروت مشاريع فنية حضرية واسعة النطاق في مدن مختلفة بما في ذلك بيروت وبراغ ولندن وطوكيو ونارا وملبورن، وكان مشروعه لجسر مانز في براغ في 1997 بمثابة ذكرى لتحرير المدينة في فترة ما بعد الشيوعية، وكان «مشروع الفن الحضري المتجول» في الفترة ما بعد الحرب الأهلية 1997-2000 الذي ابتكره في وسط بيروت أحد خمسة مشاريع تم اختيارها في جميع أنحاء العالم بواسطة معهد فان ألين.المنشآت الفنية العامة المختارة 2017 تريو الفيلة، عشاق بارك، يريفان، أرمينيا. 2017 عجلات الابتكار- مقر نيسان، طوكيو، اليابان. أفكار تمتد 2016: الراعي والمفكر- UWC Atlantic College، ويلز، المملكة المتحدة.2014 Wishing Flower- مشروع زها حديد في مشروع ديلون السكني، ليدون هايتس، سنغافورة.أعمال معمارية مشروع "The Cloud" لنديم كرم وأتيلييه هابسيتوس عرف نديم بشكل أساسي بعمله المفاهيمي، مثل "Hilarious Beirut"، ومشروع «مكافحة التأسيس بعد الحرب 1993» لإعادة إعمار وسط مدينة بيروت، ومشروع "The Cloud"، وهي حديقة عامة ضخمة تشبه التلال المطيرة تقف على ارتفاع 250 متر فوق سطح الأرض. مستوحاة من مدينة دبي، تقترح بديلًا اجتماعيًا ومرئيًا لخصوصية ناطحات السحاب في مدن الخليج. تشمل مشاريع كرم غير المبنية «جسر الجسر» وهو جسر للمشاة يُصوَّر كبوابة إلى وسط مدينة بيروت من المرسى مع خمسة حارات تتقاطع وتتداخل بشكل هزلي. وبالمثل، فإن تصميمه الرابح لمسابقة مقر بنك BLC لبيروت يتميز بالمقر الجديد الذي يمتد على الطراز القديم. يتعاون كرم عن كثب مع Arup Engineers في لندن، الذي يقدم الواقع الهيكلي والتقني لأفكاره الأكثر غرابة. مشاريع جارية مشروع حوار التلال (بالإنجليزية: The Dialogue of the Hills) وهو مشروع فني حضري تم تصميمه لتنشيط قلب عمان التاريخي من خلال سلسلة من الحدائق العامة والنحت لكل مجتمع تل. تم تصميم التماثيل لإقامة حوار مع الآخرين على التلال المحيطة بالمدينة، والتي تربط بين المجتمعات الاجتماعية والاقتصادية المتنوعة جسديًا وبصريًا. وعجلات من شيكاغو هو مشروع مستوحاة من المدينة حيث اخترع دولاب الهواء، يرمز المشروع المبدئي لسواحل المدينة من خلال عدة عجلات، إلى المجتمعات المختلفة في المدينة ويسخر نسائم البحر لتوفير الطاقة للحدائق المحيطة. أعمال فنية مزادات مختارة 2012: مزاد كريستيز، دبي "The Lollipop Boy" 2012: قمة الفن والرعاية، الشرق الأوسط. بدأ مزاد منحوتات «السحابة، الصياد والمدن المتحولة» لصالح الفائزين بالـ MART 2011: مزاد كريستيز، دبي، «لؤلؤة الفيل» 2011: مزاد الأيام، دبي، بيع رقم 11 2011: مزاد سوثبي، «ذكريات، حرب وأمل»، لندن2011: كريستيز آوكشن، الفن العربي الحديث والإيراني والتركي، دبي 2010: مزاد الأيام، بيع بيروت، الأول والثاني 2009: مزاد أيام لجمع الشباب الأول والثاني، دبي 2008: مزاد سوثبي للفن الآسيوي المعاصر، أكتوبر، لندن المعارض الفردية المختارة 2017: «قصص حضرية» - جمعية الفنون الجميلة، لندن، المملكة المتحدة 2016: "Shhhhhhh... shout!" - آرت دبي، دبي، الإمارات العربية المتحدة«أفكار تمدد» - معرض أيام، بيروت، لبنان2013: «99 كائنًا يمكن العثور عليها على السحابة»، أيام غاليري دبي (القوز)، سبتمبر - نوفمبر 20132013: «حديقة الحيوانات الحضرية»، معرض أيام بيروت، أغسطس - أكتوبر 20132013: «إطلاق النار على السحابة»، معرض أيام في لندن، يناير 2013 2013 و 2011: ميناسارت، معرض بيروت الدولي، بيل 2010: The Wild Cat ومنحوتات أخرى، بوابة مركز دبي المالي العالمي، دبي 2008: صياد السمك من سحابة، تركيب، معرض فنون الخور، البستكية، دبي 2008: الغيوم والكراسي، معرض سلطان، الكويت 2002: 101 عنصر موكب قديم، تركيب على السطح في ليدز، المملكة المتحدة 2001: معرض لندن ودبلن، معرض، اليونسكو، بيروت 2001: معرض Solfeggio 101، معرض Portside، يوكوهاما، اليابان 1999: الزرافة، القط البري والأجسام المهضومة على ما يبدو، المجلس الثقافي البريطاني، بيروت 1998: معرض فرحان بيروت، نقابة المهندسين والمهندسين المعماريين / بيروت، معهد البندقية للهندسة المعمارية / البندقية، جامعة برلين التقنية / برلين 1997: كلية بارتليت للهندسة المعمارية / لندن 1997: T-Races PCB-137، معرض، Manes Gallery / Prague، Fragnera Gallery / Prague 1996: Bartlett School of Architecture / London 1996: Arhus University / Denmark 1995: غاليري روم، أوسلو / المركز الثقافي الفرنسي، بيروت 1992: غزل الكهوف، معرض، معرض الأشكال، معرض طوكيو وكيكوكاوا، أويتا 1991: ذا كاريير، معرض، معرض مارونوتشي، طوكيو 1990: معبد المسلات، التركيب والأداء، مساحة معارض ساجشو، طوكيو / Intercrossings، معرض وأداء مشروع IMA، المعهد الفرنسي الياباني بطوكيو 1987: أزمة معمارية، أداء، Cealacanth House، أوساكا / الاحتفال بالحياة: الجنازة، عرض ومعرض، Spiral Garden، طوكيو 1986: التعددية الدقيقة، معرض، متحف البيت المخطط للفن، طوكيو / أزمة الأسرة، الأداء، ياماغاتا مجموعة مختارة المعارض 2016: آرت دبي - دبي، الإمارات العربية المتحدة 2015: آرت أبوظبي - أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة آرت دبي - دبي، الإمارات العربية المتحدة 2014: JISP Biennale 2014- حديقة جينغ آن للنحت، شنغهاي، الصين آرت دبي - دبي، الإمارات العربية المتحدة 2013: آرت دبي - دبي، الإمارات العربية المتحدة 2013: سلسلة «كلوزيتس آند كلوزيتس» و «تريو الفيلة»، كجزء من معرض «25 عامًا للإبداع العربي» في مهرجان أبوظبي 2013، آرت أبوظبي ومعهد موند العربي (IMA)، باريس 2012 2012: The Cloud، The Fisherman & The Mutating Cities، Villa Empain Exhibition، Brussels 2012: «عنوان فرعي: مع رعايا من لبنان»، في الكلية الملكية للفنون، لندن كجزء من جمعية ترويج ومعرض الفنون في لبنان (APEAL) 2011: تشاتسوورث وراء الحدود في سوثبيز، لندن 2010: التقارب، متحف الجامعة الأمريكية، مركز كاتزن للفنون، واشنطن / المعاصرة، بيروت، مارس 2009: قصص من بلاد الشام، أيام دبي / نديم كرم وصفوان دحل، أيام بيروت 2006: بينالي ليفربول المستقل للفنون 2003: معرض، تجديد، إعادة بناء، تذكر، المنارة، غلاسكو، اسكتلندا، معهد فان ألين، نيويورك، 2002. 1996: بينالي فينيسيا للهندسة المعمارية، جناح كوريا الجنوبية 1996: متحف Erotisches Berlin، معرض Aedes، برلين 1995: بينالي كوانغجو للفنون، كوريا جوائز جائزة الخريجين العاشرة جائزة ASI للصلب 2008 جائزة التصميم الحضري 2006 جائزة ملبورن 2007 المنشورات 2013: «أفكار تمدد»، إصدارات Booth-Clibborn، لندن 2007: «السحابة، الصحراء والنسيم العربي»، إصدارات بوث-كليبورن، لندن 2006: 'Urban Toys'، إصدارات Booth-Clibborn Editions، لندن، مع مقدمة من Paul Virilio 2000: VOYAGE، إصدارات Booth-Clibborn، لندن مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%85_%D9%83%D8%B1%D9%85
بلاغة الماضي ومؤثراته على الحاضر
BY Collection Fouad Debbas
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هل ايقظت مجموعة " فؤاد دباس" الفوتوغرافية بلاغة الماضي ومؤثراته على الحاضر؟ ضحى عبدالرؤوف المل تُجسّد الصور التي جمعها "فؤاد دباس" (Fouad Debbas) سحر الشرق والرؤية الفنية لهذا العالم، الباحث عن تخليد حضارته في لحظات تجمّدت فيها التفاصيل التي تختزن روحية ثقافة شرقية، اهتم بها "فؤاد دباس" وتركها ضمن فوتوغرافيات تسمح بصريًا باكتشاف أزمنة الماضي التي كانت شرارة انطلاق للكثير من المدارس الفنية بكل مكوّناتها، والخوض في لاشعورية اللقطة ضمن فوارق التطوّر السريع الذي تشهده الصورة اليوم من تغيّرات في الأمكنة والمقاييس، والمعايير البصرية التي قلَبت الموازين الفوتوغرافية وجعلتها تتمسّك بالصورة الاستشراقية، وما تحمله من جمالية تستحق التأمل بعمق في كل تفاصيلها الزمنية والمكانية، وحتى الحدث والفكرة التي انطلقت معها، خصوصًا مع "فؤاد دباس" وعالمه التصويري الساحر الذي افتُتن به وتركه كمؤرّخ فوتوغرافي اهتم بالشرق، وعاداته وتقاليده وأحداثه. فهل لهذا الإرث الفوتوغرافي نظرة تحليلية مهمة في عالم التصوير؟ تشمل مجموعة فؤاد دباس أكثر من ٣٠ ألف صورة من منطقة الشرق الأوسط، تحديدًا من لبنان، سوريا، فلسطين، مصر، وتركيا، وتعود إلى الحقبة الممتدّة بين ١٨٦٠ وستينيات القرن العشرين. تكوّنت المجموعة على مدى عقدين من الزمن، وحِفظًا للتراث الثقافي الذي اهتم به كوجود بصري توثيقي له أهميّته بالنسبة للشرق عامة، وللفن الفوتوغرافي في الشرق خاصة، قيمة ثقافية فنية تؤرّخ لمرحلة مهمّة في الشرق، مع التركيز على الانطلاقة الفنية كالغناء والمسرح وما إلى ذلك. فهل تطلّ الصورة من التاريخ حاملة تفاصيل يصعب وصفها بالكلمة؟ مجموعة من الصور تتجلّى فيها عبَق الشرق وجمالية الزمن المتجمّد في صور نستمدّ منها تاريخًا عريقًا يطرحه "فؤاد دباس" بجمالية تكشف عن خصائص الزمن في حقبة مهمّة من تاريخ الشرق وتراثه وحضارته ورؤاه الحاضنة لمعطيات الفن الفوتوغرافي لتلك الحقبة. وتناول المجموعة من زاوية نقدية ذات معايير فنية يحتاج لدراسة معمّقة، لما تحمله من غنى تراثي وفوتوغرافي لدول عربية، ولبلاغة المعنى المرتسم في ملامح الصور وتأثيراتها بشكل عام. ارتبطت المجموعة بالفكرة الاستشراقية، والحسّية الجمالية المرافقة لنوعية اختيارها، لاتصالها بالحقيقة الواقعية التي تمثّلها ودلالاتها المكانية والزمانية في خلق جدلية فوتوغرافية عصرية، في زمن باتت الصورة جزءًا لا يتجزّأ من مرافقة الواقع، بل وإظهاره بطريقة مختلفة. مما منح الصورة في مجموعة "فؤاد دباس" قيمة مضافة، متنقّلًا بين العديد من المواضيع، وما أراد أرشفته، وذلك على مقدار أهمية كل صورة وما تمثّله من محاكاة لشخوص نستمتع برؤيتهم، كما نتذوّق قيمة التاريخ في إرث فني فوتوغرافي ذي بنية معنوية تُؤدّي إلى كشف المعاني العميقة للمكان والزمان، ووظيفة كلٍّ منهما في مفردات الصورة القديمة والجديدة على السواء. فهل أيقظت مجموعة "فؤاد دباس" الفوتوغرافية بلاغة الماضي ومؤثّراته على الحاضر؟ مجموعة "فؤاد دباس" (Fouad Debbas) الفوتوغرافية في متحف سرسق (Musée Sursock) ويستمر حتى 18 نيسان 2016. تم نشر هذا المقال في جريدة اللواء 2016 برؤية أخرى تعكس الصور التي اقتناها فؤاد دباس (Fouad Debbas) جوهر الشرق وسحره، وتُترجم رؤيته الفنية التي سعت إلى تجسيد حضارة غنية في لحظات فوتوغرافية مجمّدة، اختزلت في تفاصيلها نبض ثقافة شرقية شغف بها دباس، وخلّدها ضمن أرشيف بصري يتيح للعين فرصة السفر إلى أزمنة مضت، كانت منطلقًا لتكوين مدارس فنية متعددة المشارب، ودعوة للتأمل في لحظة الكاميرا اللاواعية وسط تحوّلات الصورة السريعة، من حيث المكان والمقياس والمعيار الجمالي. لقد تغيّرت مفاهيم الصورة، لكن دباس ظلّ وفيًا للرؤية الاستشراقية التي تحمل أبعادًا جمالية تستحق التوقّف عندها وتأمّلها ضمن سياقها الزماني والمكاني، بل ومع فكرتها وحدثها، في عالم تصويري فتن دباس به وتركه كأرشيف غنيّ يؤرّخ لعادات وتقاليد وحكايات الشرق. فهل يمكن النظر إلى هذا الإرث كمصدر تحليلي مهم في مجال التصوير المعاصر؟ تضم مجموعة دباس ما يزيد على 30 ألف صورة، تتوزع على مناطق عدة في الشرق الأوسط كلبنان، وسوريا، وفلسطين، ومصر، وتركيا، وتعود لفترة زمنية تمتد من عام 1860 حتى ستينيات القرن العشرين. وجاء جمعها على مدار عشرين عامًا بدافع توثيق الذاكرة البصرية الشرقية، وهي تمثّل بعدًا ثقافيًا وفنيًا عميقًا يُعادل التأريخ البصري لمرحلة مفصلية في تطور الفنون، مع تركيز خاص على بوادر التعبير الفني مثل الغناء والمسرح. فهل باستطاعة الصورة أن تبوح بما تعجز الكلمة عن قوله؟ إنها مجموعة فوتوغرافية تنبض برائحة الشرق وجاذبية الزمن المعلّق، تروي حكايات تاريخية عريقة من خلال عدسة دباس التي التقطت ملامح الأزمنة القديمة، وعبّرت عن مكنونها البصري بشكل يكشف عن خصائص فنية وحضارية تحتاج إلى قراءة نقدية واعية، تُقارب غنى الصور من زوايا تراثية وجمالية، وما تختزنه من عمق رمزي يتجاوز المظهر إلى الدلالة. وقد ارتبط هذا المشروع الفوتوغرافي بالمخيلة الاستشراقية، وبحساسية فنية مميزة، تعكس دقّة اختيار اللقطات من حيث ارتباطها بالواقع وتوثيقها للمكان والزمان في آنٍ واحد، ما شكّل جدلية بصرية حديثة، خاصة في عصر أصبحت فيه الصورة أكثر من مرآة، بل وسيلة لإعادة تشكيل الواقع. من هنا، اكتسبت أعمال دباس قيمة إضافية، متنقلة بين موضوعات متنوّعة، تعكس رغبته في أرشفة لحظات ومشاهد تعبّر عن شخوص وأزمنة، نستمتع بمشاهدتها، كما نستلهم منها أبعاد التاريخ وقيمته الفنية في إرث فوتوغرافي عميق المعنى، يُعيد النظر في مفهومي المكان والزمان ووظيفتهما في الصورة سواء القديمة أو الحديثة. فهل أعادت صور دباس بلاغة الماضي إلى راهننا الثقافي؟ Doha El Mol
×
Collection Fouad Debbas
تُعدّ مجموعة فؤاد دبّاس أرشيفًا فوتوغرافيًا يضمّ أكثر من 30,000 صورة من منطقة الشرق الأوسط – وتحديدًا من لبنان وسوريا وفلسطين ومصر وتركيا – تمتدّ من عام 1830 حتى ستينيات القرن العشرين. تم جمع هذه المجموعة على مدى عقدين من الزمن على يد فؤاد قيصر دبّاس (1930-2001)، الذي كان يؤمن بشدة بأهمية جمع الصور وحفظها كوسيلة لصون التراث الثقافي.
الرؤية التشكيلية بحدس إيحائي
BY Artist ali salman
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الرؤية التشكيلية بحدس إيحائي ضحى عبدالرؤوف المل يتخطى الفنان "علي سلمان" عوالم اللون، ويتجه بنا نحو الرؤية التشكيلية بحدس إيحائي في تطلعاته، وانعكاسه بترادف ألوانه وغموض أشكاله الأيديولوجية ذات التجاوزات الدلالية بتعبيراتها، متنقلاً بين الوجوه والأبنية في معرض يترجم من خلاله تطلعاته نحو الشكل وأهميته، والتعبير الإنساني ذي الخصائص التشكيلية التي تنفرد برمزية توحي بأوجه الشبه بين الأحياء والجماد. وإن كان بسذاجة أحياناً ذات نفحة تلقائية تتخذ مذهبًا إيمائيًا، تعتريه مستويات يصنفها كنظريات جمالية ذات تقسيم يتمتع بمنظور لوني يتجاوز المعنى، ورمزية الاختلافات المتنوعة في الحياة، مستخدمًا تارة الوجوه، وتارة الأبنية، وتارة لطشات الألوان المتداخلة، متذبذبًا بين الحار والبارد والحيادية، والتوهج، وضمن إيقاعات الريشة ونغماتها مكتفيًا بمدلولات اللون ووضوحه وبساطته. حدس وجداني يستخدمه الفنان "علي سلمان" لإبراز مفاهيمه المعرفية في تشكيل المعنى الإنساني بإحاطة الشكل بالقوى اللونية التي تحتفظ بإحساسات الواقع الذي يرنو إلى معالجته برؤية تبرز الواقع، وتتواءم مع المخيلة وتطورات الظل والضوء، والفراغات المرتبطة بالانفعالات ذات المستويات البارزة من خلال اللون الذي يصطنع من خلاله دهشة تثير تساؤلات الرائي، مما يؤدي إلى خلق المفاهيم الغنية بالرؤى والتخيلات والمعاناة التي تضعنا وجهاً لوجه أمام التغيرات الحياتية المؤثرة بصريًا على الحس الجمالي الذي يتفقده الفنان "علي سلمان" في لوحاته بسلاسة بانورامية لامتناهية لإحياء الجمال الذي نفقده شيئًا فشيئًا. فهل يحاول الفنان علي سلمان في معرضه خلق جدلية فنية بين الجماد والإنسان؟ يستقرأ الفنان "علي سلمان" في معرضه الشكل ويبثه حيوية اللون، ليعيده إلى الحياة بعد أن كان باهتًا مفتقدًا لروح الوجود، وبتعبيرات ملموسة محسوسة يفصل بينها بأطر فنية، تختزن نظريات ذات أساليب ترتبط بتصوير الواقع إيحائيًا للولوج فكريًا إلى تناقضات تحيط بنا وينبغي اكتشافها، لأنها تنطوي على مدلولات يستبطنها لا شعوريًا بتفاوت الأشكال وشبحية الألوان، وبالتحيز إلى العالم الباطني المعتمد على الذاكرة في خلق الأبنية والوجوه أو بالأحرى استخراجها من الماضي والحاضر، لتكون في مستقبل لوحة يتركها للحظة زمنية ذات إشكالية درامية يختزل من خلالها هموم مجتمع تكاثرت فيه الأشياء. لوحات تنبع من العقل الباطني الذي يصور الحقيقة بتخيلات تميل إلى الاستقراء التشكيلي لواقع الحياة التي تتخذ الأشكال فيها تلوثًا بصريًا بات يحتاج إلى إعادة تصحيح جمالي، لتضج الألوان كما ينبغي دون أن تصطدم بالكثافة التي يتركها بين خطوط الطول، كظلال يتوجس منها تطورات الحياة بعفوية وبتفاوت ملموس بين الأحجام وتأويلاتها البصرية للربط بين ذهنية الأشياء وتحليلات العقل عن طريق الإسقاطات المفعمة بالمعاني، وإن بوجدانية تنسجم معها الأفكار التي تتذوق بصريًا مخبوءات تحليلاته الحياتية من خلال ما تضمره كل لوحة في معرض تنوعت فيه الأساليب واحتفظت بكنه عبثية الوجود. معرض الفنان علي سلمان في "دار الندوة» ـ الحمراء تم نشره عام 2016 في جريجة اللواء ضحى عبدالرؤوف المل dohamol@hotmail.com
×
Artist ali salman
لاحقا
تبسيط طرق معالجة الصورة الفنية
BY Artist Sigmar Polke
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
رؤية فنية تنتفض على الكلاسيكية في تبسيط طرق معالجة الصورة الفنية ضحى عبدالرؤوف المل يدمج الفنان "سيغمار بولك" (Sigmar Polke) الألوان مع القماش وفق سيناريو المزج التقني العشوائي نوعاً ما، وإنما بواقعية لها نظمها التصويرية التي تنطبع في ذهنية الصورة قبل البصر. لتكون واقعاً محاكياً للخيال عند الرائي، وباختزال تصويري ينتهجه بولك لتكون اللوحة أو الصورة تحريضية للبصر قبل أن تكون مستفزة للحواس لما تحمله من غرائبية في التنفيذ. ليكسر بذلك تقنيات اللوحة التقليدية، وثورتها البصرية مع الحفاظ على جمالية الأبعاد في تحقيق نسبة عالية من الجذب البصري، وبتعبير لوني رومانسي ذي ألوان حرارية تتوهج على الأقمشة والخامات الأخرى. فالاطر المرئية هي جزء من تشكيل تصويري متداخل في إسقاطاته السيميائية، وانعكاسات ذلك على الأسلوب العصامي الذي ينتهجه. ليحقق نوعاً من الانكماش الفني، ويحصره في مساحة هي نص بصري، وخلق فني تولد من خلاله الصورة بتقنيات فنية رغم ابتعاده عن المألوف في تنفيذ إخراج الصورة أو ولادة اللوحة إن شئنا التعبير. إذ يحاول فتح الألوان على معايير عديدة ناتجة عن الدمج الديناميكي بين العناصر الفنية بشكل عام. تصوير فطري إبداعي خلاق لجأ إليه الفنان "سيغمار بولك" للتعبير عن ثقافة فنية بصرية تميل إلى رفع القيم السطحية، واتساقها مع التشكيل والاستثارة البصرية المرافقة له، وكأنها دائماً في حالة زمنية جديدة، مما يستدعي الإثارة الحسية نحو اللوحة والانجذاب. فالمستويات الفنية المتفاوتة والمتباينة توحي بانعكاس أنماط الحياة على المجتمع ومجالاته الإنسانية الحيوية في تطلعاتها التصويرية وغيرها، مما ينتج رؤية فنية تنتفض على الكلاسيكية في تبسيط طرق معالجة الصورة الفنية وتقديمها بأسلوب يواكب تطورات العصر واحتياجات الصورة البصرية. يناور "سيغمار بولك" فنياً فيعالج لوحاته بخامات تقنية متعددة في سبيل استخراج المفهوم البصري الذي يحدده بمؤثرات حسية لها انطباعاتها المتأصلة لونيّاً، متحكماً بذلك في إنتاجية اللوحة، وبمناورة لونية تناقض بعضها البعض، وتتنافر مع مرئية الشكل. إلا أنه يروضها "سيغمار بولك" لتكون إخراجياً تبعاً لرؤيته الفنية تماماً، كما يريدها دون الاستسلام لعاطفة اللون أو قدرات المادة أو الخامة التي يستخدمها. لتطويع قدرة الامتداد والانكماش، والتوفيق بينهما ضمن الوقائع التي يسكبها في المعنى التعبيري المرافق للمعاني الأخرى. تتعدد الأشكال في أعمال الفنان "سيغمار بولك" فيتفنن في إخراج ما هو محسوس، ليدرك المتلقي الفكرة، وكأنه يبحث عن ثقافة فنية ترويجية تلتزم بمقاييس الجمال الفني حيث تتزامن لغة الفن التشكيلي مع التصوير ودلالاته المتزامنة مع فنية التفاصيل التي يستخرجها عبر آلية فنية تحفيزية للعين والعقل، مما يخلق تشكّلات ذهنية تتماثل مع اللوحة وتستثير سلسلة من التساؤلات التي تقود الفكر إلى الخلط بين الذاتي والموضوعي، والواقعي والمتخيل، ليبرز دور الحواس في تشكيل التفاصيل ودقتها المتآخية مع الواقع والحقيقة والبعيدة عنه في آن. تترك أعمال الفنان "سيغمار بولك" أثراً في النفس ذو خاصية جمالية لها زمنها الخاص الذي يختزن اللحظة الحدث، ويضعها ضمن أطر الرؤية الفنية، الخاضعة لمنطق الفن والجمال، والمعايير التذوقية الهادفة إلى جذب الحواس بقوة نحو الفكرة، والقدرة على صياغتها والتفرّد في طبيعة تكوينها التي تعتمد على المفردة الأسلوبية المستخدمة في تشكيل المعنى اللوني، وحجم النقاط المبنية على اختلافات المسافات، والتظليل مع الحفاظ على الفراغات السلبية والإيجابية وانعكاسات القيم اللونية من خلالها. إذ تبدو الخطوط ثابتة ذات صلابة بصرية تتزن مع الاتساع والامتداد بين الوحدات الفنية والفراغات بعناصرها البصرية وفضاءاتها المفتوحة الأبعاد والرؤى التي تجسد الفكرة بمرونة فنية. أعمال الفنان "سيغمار بولك" (Sigmar Polke) في غاليري الجامعة اللبنانية الأمريكية "American University of Beirut Art Galleries" تستمر حتى 16 كانون الأول 2015. ضحى عبد الرؤوف المل
×
Artist Sigmar Polke
سيغمار بولكه (13 فبراير 1941 - 10 يونيو 2010) كان رسامًا ومصورًا ألمانيًا. جرب بولكه مجموعة واسعة من الأساليب والمواضيع والمواد. في السبعينيات، ركز على التصوير الفوتوغرافي، وعاد للرسم في الثمانينيات، حيث أنشأ أعمالًا تجريدية ناتجة عن الصدفة من خلال التفاعلات الكيميائية بين الطلاء ومنتجات أخرى. في العشرين عامًا الأخيرة من حياته، أنتج لوحات تركز على إدراكه للأحداث التاريخية. الحياة وُلد بولكه، وهو الطفل السابع في أسرة من ثمانية أطفال، في أولس في سيليزيا السفلى. هرب مع أسرته إلى تورينغيا في عام 1945، خلال طرد الألمان بعد الحرب العالمية الثانية. هاجرت أسرته من النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية في عام 1953، وسافرت أولًا إلى برلين الغربية ثم إلى راينلاند في ألمانيا الغربية. عند وصوله إلى ألمانيا الغربية، في ويلتش بالقرب من كريفلد، بدأ بولكه يقضي وقتًا في المعارض والمتاحف وعمل كمتدرب في مصنع زجاج ملون في دوسلدورف بين عامي 1959 و1960، قبل أن يدخل أكاديمية الفنون في دوسلدورف في سن العشرين. من 1961 إلى 1967 درس في أكاديمية الفنون في دوسلدورف تحت إشراف كارل أوتو غوتس، وجيرهارد هومه، وتأثر بشكل عميق بمعلمه جوزيف بويز. بدأ إنتاجه الإبداعي في فترة كانت تشهد تغييرات اجتماعية وثقافية وفنية هائلة في ألمانيا وأماكن أخرى. خلال الستينيات، كانت دوسلدورف، بشكل خاص، مدينة مزدهرة تجاريًا ومركزًا هامًا للنشاط الفني. في أوائل السبعينيات، عاش بولكه في جسبلهوف، وهي كومونة للفنانين. من 1977 إلى 1991، كان أستاذًا في أكاديمية الفنون الجميلة في هامبورغ. من بين طلابه كان من بينهم، على سبيل المثال، جورج هيرولد. استقر في كولونيا في عام 1978، حيث واصل العيش والعمل حتى وفاته في يونيو 2010 بعد معركة طويلة مع مرض السرطان. لمعرفة المزيد يمكنم زيارة مصدر سيرته الذاتية موقع ويكيبيديا
«
115
116
117
118
119
»