Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
الفن التشكيلي في العراق: محاولة لفهم أفضل
BY Writer Doha El MOL
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفن التشكيلي في العراق: محاولة لفهم أفضل لحاضر المنطقة ضحى عبد الرؤوف المل للفن التشكيلي العراقي جماليته النابعة من تاريخه الفني المثقل بمعالم الماضي والإرث الحضاري، وتلك العلاقة التكاملية مع الأزمنة التي توضح أهمية الفن في مجالاته المتعددة ومحطاته المهمة في تاريخ الشعوب. غير أن للتشكيل مؤثراته البصرية التي تهدف إلى إظهار قيمة الأحداث التي تمر على البلاد بشكل خاص، لإيصال التأثيرات من خلال العمل الفني ومدى التفاعل بين أعضاء المجتمع الواحد، وبين العمل الجمالي والأعمال الأدبية أو الفنية الأخرى، كالمسرح والغناء والرواية والقصة وما إلى ذلك. إذ تشغل اللوحة التشكيلية مكانًا واسعًا في عالم باتت شبكات التواصل فيه تعتمد على سرعة الخبر والانتقال، والإرسال الذي يعتمد على سرعة بصرية تعتمد على تقنيات متعددة، لكل منها قوتها في الجذب والتأثير. لتكون الفنون التشكيلية مرهونة بمقدرتها على الاستمرارية، لما تحمله من قوة في المعايير والمقاييس والمساحات المدروسة، كونها تشكل الأرضية الخصبة للجمال أو لرسم الأحداث التي تمر على المنطقة، مهما تنوعت الإشكاليات في المضمون والأسلوب، لتحقيق الهدف الجمالي الذي يصبو إليه الفنان، ليرقى بأعماله الفنية نحو التكامل والخصوصية. إن كان الفن التشكيلي العراقي في جوهره حضارة ناتجة عن تطلعات جمالية، تؤرخ لحقبة تحمل في طياتها مميزات المجتمعات التي أثبتت مكانتها في إيصال إرثها الفني إلى العالم، فإن فهم الحاضر التشكيلي يحتاج إلى رؤية الماضي وثقافاته ومقارباته، لإظهار الانعكاسات والفروقات والمميزات الفنية، وتجلياتها على الأعمال البصرية والجمالية المحاكية للإنسان، وبكل ما أنتجته القوى الإنسانية في حقبات تلاقحت فيها الثقافات الفنية، وانتجت نوعًا خاصًا من الجماليات المقرونة بالإعلام البصري الفني أو التحولات التشكيلية المحاكية للحواس أو الهندسية المنتفضة على القديم وتلك التي أجرت له تحديثات جمعت في طياتها النظرة الحديثة والمعاصرة، ولمؤثراتها وتحولاتها التي تميل إلى الاكتشافات الثقافية المتعددة، والمتغيرات الفنية في بعدها الإنساني التي تشكل المرتع الخصيب والأساسي للفنان، وما تثيره تلك الانطباعات على واقعه المتخيل أو انطباعاته التي تمثل سائر صنوف الوقائع الحياتية، وما تنتجه كل حقبة زمنية من أعمال تضعنا أمام جمالية خاصة لها قوتها وضعفها ومميزاتها الثقافية. وإن ضمن الفن التشكيلي المؤدي إلى فهم المرحلة التي يعيش فيها الفنان أو المهندس أو العمل الفني بحد ذاته من مفهومي أو تركيبي وسوى ذلك. فهل يمكن محو الأسماء التي عالجت واستقرت في حقبة ما زالت تجسد للعراق بؤرة جمالية تاريخية لا يمكن إزالتها خاصة، وإن بدأت المتاحف الإلكترونية تزحف أيضًا، وتحقق عددًا كبيرًا من المهتمين بالفنون بشكل عام؟ إن العامل الأساسي لمحاولة فهم الحاضر للمنطقة هو قراءة اللوحات التشكيلية والنصب التذكارية في فترة زمنية من الماضي حتى الآن، لتكوين صورة الحاضر الذي ينطلق بنا نحو الأسماء العراقية التي تكونت في الخارج مثل الفنانة العراقية والمهندسة العالمية "زها حديد"، التي جعلت من النظرة المعمارية تحديثية في تطلعاتها المنتفضة على الإرث المعماري القديم. فمؤازرة الابتكارات القديمة التي تمسك بها الفنان والمعماري "معاذ الآلوسي" منحت للوجود العراقي نفحة تراثية أصيلة. وبتناقض مع رؤية الفنانة "زها حديد" التي قامت بتحديث معماري منحته فضاءات تخيلية استطاعت تحقيقها، وتعزيزها والانتقال بها نحو الفن الهندسي المرتبط بالليونة البارزة في أعمالها، والتي توحي بالانتفاضات المعمارية، وانعكاساتها في إيحاءات كثيرة لو تم تحليلها لوجدنا أنها ابنة الشرق فنيًا في الحركة والتطوير، والليونة المعمارية ذات الثقل في المعايير والمقاييس، والجماليات الخلاقة المتعددة النواحي في بعدها البصري والهندسي. مما يعكس هوية الفن العراقي وقيمة انعكاساته على الأعمال الهندسية الخارجية التي وإن اختلفت معه، إلا أنها تتوافق معه بالبنية والنسيج التصميمي، ليكون بمثابة الأثر الحضاري الذي تنتجه حقبة زمنية حملت العراق نحو العالمية في المعمار والهندسة، ولا يمكن هنا إنكار مخيلة وذوقية الفنان "معاذ الآلوسي" في الهندسة والمعمار الشرقي الذي يزدان بروحية المجتمعات العراقية في كل منطقة. لنشهد على ثقافاته وسائر صنوف الأشكال من الجماليات التي تقترن بالشكل والمضمون، والبيوت الحديثة المحاكية للقديم. وإن بتطوير حداثي يقودنا نحو الوعي الفني العراقي في خلق التمازج بين الحضارات الفنية، والإرث القادر على تنمية الثقافة الفنية بشكل عام، والتشكيلية بشكل خاص. التي تجعلنا قادرين على الاستدامة لحفظ التاريخ الفني منذ ولادته مع النقش على الحجر والنحت وصولًا إلى الفن المعماري القديم والحديث. فهل من ذاكرة تاريخية تمثل الخزان الأساسي لحفظ الهوية الجمالية الممتدة من الماضي وصولًا إلى مستقبل يبشر بانقلابات فنية متمسكة بأسس الحضارات القديمة وديناميكية تطويره، لتتماشى مع روح العصر كما فعلت المهندسة والفنانة "زها حديد" خارج وطنها الأم وقلبت موازين الفن المعماري الهندسي الذي نشأت عليه وغربلته، ليصبح تحديثيًا قادرًا على الوصول إلى العالمية؟ أم كما هي الحال مع نظرة الفنان والمهندس "معاذ الآلوسي" وانتقاداته لفن العمارة الحالي الذي بدأ يأخذ منحى تجاريًا بحتًا بعيدًا عن حضارة وادي الرافدين الذي يتمسك به، وجعله هويته العراقية ماسحًا شوائب الفن المعاصر بالفن نفسه، ليداوي تغيرات العصر بالعودة إلى الماضي في الحاضر وبجمالية لا يمكن إنكارها؟ إن البحث في الفن التشكيلي العراقي يحتاج لمتاحف بصرية متنقلة لفهم كل مرحلة استطاعت نقل ثقافتها لمرحلة أخرى. فمنذ نشأته حتى اليوم احتفظ بالهوية المميزة لهذا البلد العريق الذي عاش فترات متنوعة من الحصار والحروب، ومن فترات شكلت انطلاقة للكثير من الأعمال التي ما زالت بمثابة الشاهد على العصر. مما ساعد في تنشيط وتغذية مخيلة الفنان العراقي، لينتج فنًا يحتفظ بالكثير من معالم هذا البلد الذي يختزن في أسماء فنانيه جماليات لكل منها بصمتها التي توازي كبرى العالمية إن من حيث المعايير والمقاييس والنسب الذهبية أو من حيث المضمون والشكل المحتفظ بتراثيات وأفكار رياضية هندسية اشتهر بها العراق منذ القدم حتى الآن. مما سمح بتوحد الرمز التحولي عربيًا، وعالميًا للفن التشكيلي العراقي وبمميزات مذهلة في الرؤى الحديثة، وحتى لأرشفة الأحداث إن فوتوغرافيًا من الفنان "عبد الكريم يوسف تبوني" الذي استطاع استخدام العدسة الفوتوغرافية بفطرة وعفوية أدخلته إلى عالم الصورة الأولى عربيًا وهو العراقي الكلداني من أهالي البصرة. لتومض الملامح الأصيلة فيما بعد من التصوير الفوتوغرافي وما استطاع أرشفته كخزان جمالي لإرث تصويري لا يمكن إنكاره، وصولًا إلى الفنان "مصطفى حمد" الذي يعيش خارج العراق وحصل على العديد من الجوائز العالمية على تصوير حداثي التقط من خلاله صورًا لإحدى المناطق الجبلية في شمال العراق برغم أنه في الخارج، إلا أنه أظهر للعراق الوفاء الفني لالتقاطات تصويرية أبهرت الآخرين وجعلتهم يمنحونه عدة جوائز. أو حتى عبر الرسم على الجدران والجداريات، مثل أهم اللوحات والجداريات الكبرى التي تزين مراكز الأمم المتحدة واليونيسكو واليونيسيف وسواها. تشكل السيرة الزمنية للأعمال الفنية المنحى الرئيسي للموضوعات التي يتناولها كل فنان أو تلك التي يخلع عليها المؤثرات الحياتية التي تطرأ على مرحلة معيشية، ربما! تهزها الحرب وربما! يهزها الجمال المرتبط بالموضوعات الحامية التي تستند على الحدث الساخن المولد للأفكار. إذ يشكل انفصال الداخل عن الخارج في الفن العراقي تناقضات جعلت لأكثر الأسماء ميزة خاصة مثل الفنان "ضياء العزاوي" وهو من خلال الذين غردوا في أسراب أخرى. إلا أنه استطاع الاحتفاظ بالتراث العربي من حيث الرؤية التشكيلية المتمسكة بالقضايا التي تشكل الحدث الأقوى مثل لوحة "صبرا وشاتيلا" وجدارية "مهمة الدمار" بخطوطها المائلة والمستقيمة، التي تشكل في تطلعاتها نوعًا من دائرية الشر، وعتمته في إبراز العمى البصري الذي يعاني منه أعداء الوطن العربي، وبمقدرة تشكيلية فنية ذات مقاييس تتناقض معها الألوان التي طمسها في معالم الوجوه الكرتونية أو تلك المحفزة على الاستهزاء بالعقول من خلال حروبهم الكوميدية السوداء وإن من خلال الأسلوب السهل الممتنع. فهل يمكن إنكار الوطن والتعلق بالقشور الفنية والجمالية في بلد أنجبت للفن التشكيلي والمعماري جهابذة لكل منهم اتجاهاته ومدرسته وأعماله المحفورة في كبرى المعارض إن بالداخل أو الخارج؟ إن الثقافة الفنية التشكيلية لا تنفصل بين الداخل والخارج وإن اختلفت في الرؤى والاتجاهات إلا أنها لم تنكر عراقيتها، ولا يمكن أن تكون حالة منفردة عن تقاليد الوطن واتجاهات التخلف أو الحضارة، والنسق المعمارية التي تتجذر من تواريخ تتمسك فيها البلاد التي أنتجتها على مر التاريخ. فالهوية الفنية حضارة لا يمكن أن تندثر، ولا حتى أن تنمحق مع السياسات التي تمر. فتستحدث تياراتها الفنية الخاصة. لأن الفن في كل مرحلة يحمل من مكونات المجتمعات ما يجعله بارزًا ومحاطًا بجمالية نسترجع من خلالها التاريخ الثقافي بأكمله وبصرف النظر عن مدى أهمية أعمال الفنانة والنحاتة المهندسة "زها حديد" أو أعمال الفنان والمهندس المعماري "معاذ الآلوسي" إلا أن لكل منهما تضاده مع الآخر. لأن ما تحمله أعمال الفنانة "زها حديد" من انطباع شرقي رغم الحداثة في أسلوبها وابتعادها عن القديم والتراثي هو ميزة تحديثية في جوهرها هويتها الخاصة. إلا أنها تحمل في ثنايا كل تصميم قدمته روحها العراقية والعاطفة العقلانية، التي تبرز في ليونة المنحنيات في أعمالها ما يجعلها تحتفظ بمناخات إبداعية حولت من خلالها تصاميمها إلى ما تحاكي به العالم وليس العراق فقط. أما المهندس والفنان "معاذ الآلوسي" فللتراث معه حكاية كبرى متعلقة بالإرث الحضاري المعماري في العراق، وهو من تعلق في رمزية البيوت العراقية ونصبها التذكارية، ليمجد الفنان العراقي بغض النظر عن تبعيته السياسية. ولينشئ للفن نظرة مجيدة يحاول من خلالها الاحتفاظ بالهوية العراقية ضمن تحديثات مدروسة تستهوي القلوب والفكر الفني، المرتبط بالعمل الدؤوب على إبراز جماليات الأبنية التراثية في العراق التي يشعر الإنسان من خلالها بأمجاده الوطنية محافظة على أعمال كل فنان حفر بعمله الفني وجوده العراقي. ليبقى حاضرًا جماليا في زوايا فنية ذات دفق شعوري ومستويات فنية تبرز في الرموز الفنية التشكيلية الراقية وأبعادها التاريخية التي تزين بوابات أهم المؤسسات العالمية والدولية، التي تعتبر بحق من الأمور الفنية الاستراتيجية التي تخلق عباراتها الكثير من الجمال المتوالد في أعمال هؤلاء الذين تساند أعمالهم فاعلية الابتكارات الخالدة، وجدلية وجودها لارتباطها بالجمال الفني المؤدي إلى إيجابيات وسلبيات النظريات العامة والخاصة، وأنماط التعبير الوطني وأبعاده السوسيولوجية التي صيغت بأدوات الفن وسردية التاريخ الوجودي. لملامسة عالم الواقع والمتخيل من خلال تغذية البصر بالأعمال الفنية التي تزين الجداريات وأبواب المؤسسات والأماكن الثقافية والعلمية وغيرها. فهل يمكن إزالة أي نصب فني يخاطب الآخرين بحضارة العراق المشهود لها بالفضاءات الإبداعية منذ الأزل أو بالاحرى منذ برج بابل والأعمال الأثرية التي وجدت فيه وتشكل الخزان الأساسي لهذا البلد العريق؟ شهدت الفترة الحالية في العراق الكثير من التحديثات التشكيلية التي تشابكت مع الموروثات الفنية والبقايا من المنحوتات أو النصب التذكارية التي تشكل ثورة في عالم المقاييس النحتية القادرة على خلق الآلاف من الأعمال الهندسية أو المعمارية القائمة على أسس هذه الأعمال الجمالية واتجاهاتها الفنية التي تحتفظ بالنظرة الرياضية والمعمارية في آن. إذ تجسد أبعاد مساحاتها قوة بصرية توحي بالكثير من الأعمال الفنية التي تولد من لب الفراغات في هذه النصب التذكارية، كنصب الحرية في الباب الشرقي ببغداد، وهو من أكبر النصب في العالم للفنان "جواد سليم" وهو يحكي قضية الشعب العراقي والسجون والفقر حتى انتفاضة الجيش عام 1958. فهل من خسارة وطنية في الحروب سوى خسارة التراث الفني، وما يشكله من رؤية تحمل التاريخ في جعبتها وتتركه يتأرجح بين الجمال وقوة الحدث في نظر الفنان وأعماله؟ تم نشره في جريدة المدى عام 2017
×
Writer Doha El MOL
ضحى عبدالرؤوف المُل كاتبة وروائية لبنانية وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين . وصحفية في جريدة اللواء لبنان القسم الثقافي.. ولدت في طرابلس لبنان في الواحد من تموز عام 1967 في حارة البقار التي احترقت في الحرب اللبنانية وهجرها أهلها كما تهجّرت هي في صباها منها عام 1982 ونجد تأثرها بذلك في روايتها زند الحجر .. درست علم النفس والتربية الحضانية مارست التعليم لمدة 18 عام. بدأت الكتابة عام 2007 في جريدة الانشاء طرابلس بعد ان قدمت استقالتها من التعليم والتجميل الذي مارسته مدة 9 اعوام الى جانب التعليم 18 سنة. لتتفرغ للكتابة منذ عام 2007في الكثير من المواقع والجرائد السعودية والعراقية والعمانية واللبنانية . بداية تحت الإسم المستعار وردة الضحى أحيانا وأحيانا أخرى ضحاه وتقول عن ذلك " بدأت باسم مستعار لحماية الهوية الشخصية من معرفتها، وذلك لاستمتع بحرية التعبير عن الحب كامرأة شرقية توفّر حماية نفسها من القيل والقال وأنا ربة أسرة قبل أي شىء آخر " عملت عام 2009 في الصحافة فكتبت في جريدة المدى العراق وفي جريدة الصباح العراق والقدس العربي والمجلة العربية السعودية والمعرفة السعودية ومرايا عمان ومجلة نزوى وجريدة اللواء وغيرها ... بدأت كصحفية في جريدة اللواء في القسم الثقافي منذ عام 2012 حتى الان ... ابرز اهتمامها النقد الفني ...أصدرت سلسلة همسات وردة الضحى وتضم _ كتاب الوردة العاشقة عام 2007 _كتاب أماسي الغرام عام 2008 (جروس برس ) كتاب رسائل من بحور الشوق عام 2012 (جروس برس )وسلسلة همسات وردة الضحى كتبتها في فترة المراهقة واحتفظت بها لتنشرها عام 2007 كنوع من الأدب الخفيف الذي يجمع بين الرومانسية والخيال والأصوات الخافتة الخجولة وكأنها كتبتها بسرية وحميمية ، وهذه الكلمة تستخدم عادة للإشارة إلى الأحاديث الخاصة أو الرومانسية والحميمية وتقول المُل عنها :" همساتي كان يقرأ أبي ليلا لأني كنت أكتبها وأضعها تحت وسادتي لهذا احتفظت بها فهي من مذكرات مراهقة تخاف الجهر بمشاعرها فكانت همساتي " _كتاب اسرار القلوب عن( مركز محمود الادهمي) عام 2015 _ مجموعة قصصية هي في قبضة الريح عام 2016 (دار الفارابي ) _رواية زند الحجر عام 2018 (دار الفارابي ) كتاب رحلة يراع عن( دار سابا زريق) عام 2019 رواية الواعظ عام 2020 عن (دار الفارابي)... وقد حازت رواية زند الحجر اهتماما واسعا لدى القراء والنقاد والصحف وكذلك رواية الواعظ وايضا كتاب رحلة يراع الذى لاقى اهتماما من طلاب المدارس كما اقامت ندوات كثيرة عن كتاب رحلة يراع في مكتبات المدارس في طرابلس/ لبنان من ضمنها ثانوية القبة الرسمية وغيرها .... رواية نوريس صدرت عام 2023 عن المكتبة الحديثة للكتاب وكتاب تعابير غامضة عم دار الجندي في مصر وهو مجموعة مقالات فن التشكيل وحوارات وكتاب لمح بصري من سلسلة انتباهات فن التشكيل عن دار الجندي للنشر والتوزيع مصر وأيضا توازن بصري وجذب بصري وخطف بصري .... لها عدة لقاءات تلفزيونية عبر تلفزيون لبنان وقناة mtv وقناة مريم وقناة otv ادارت العديد من الندوات فاستضافت الكثير من الكتاب والفنانين في الرابطة الثقافية طرابلس كالكاتب والروائي السوداني امير تاج السر والروائي والقاص العراقي نزار عبدالستار والروائية الليبية نجوى بن شتوان والشاعر المصري عاطف الجندي وغيرهم... لها العديد من المقالات في الانطباع النقدي في الفن التشكيلي والدراما والكتب الروائية والفكرية وغير ذلك والانطباع النقدي هو التقييم الشخصي الذي لايقوم به الناقد الأدبي أو الفني عند مراجعة عمل ما، مثل كتاب، فيلم،مسرحية، أو قطعية موسيقية . يعبر الناقد من خلال هذا الانطباع عن رأيه الخاص حول جودة العمل، نقاط قوته وضعفه، وأثره على الجمهور.يتضمن الانطباع النقدي عادة . تقييم الجودة : تحليل مدى جودة العمل من حيث الكتابة، الإخراج ،التمثيل، أو الأداء الفني. نقاط القوة والضعف: تسليط الضوء على العناصر التي تميز العمل إيجابياً وسلبياً. التأثير العاطفي والفكري: تقييم مدى تأثير العمل على المشاهد أو القارىء من الناحية العاطفية والفكرية . المقارنة: مقارنة العمل بغيره من الأعمال المشابهة أو السابقة لنفس المؤلف أو الفنان . التوصية: توجيه توصية للجمهور بقراءة أو مشاهدة العمل أو تجنبه بناء على التقييم النقدي بالنهاية تقول : الانطباع النقدي يعتبر مهمًا لأنه يساعد الجمهور في اتخاذ قرارات مستنيرة حول متابعة أو تجنب الأعمال المختلفة .. لهذا أنشأت الموقع الإنطباعي النقدي وهذا الرابط الخاص به https://www.sunriseimpact.com/books.php
انثروبولوجية المنظور المسطح
BY الفنانة التشكيلية ناديا أوسي
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
انثروبولوجية المنظور المسطح في الفن التشكيلي ضحى عبدالرؤوف المل تعتمد الفنانة التشكيلية "ناديا أوسي " على فكرة انثروبولوجية المنظور المسطح في الفن التشكيلي وتطوراته، كنشاط بصري فعال لاثارة الالوان الزاهية، وانعكاساتها على الانسان او المرأة تحديداً في اعمال فنية تتميز بمنهجية الخط والمنظور وتطوراته من خلال طبيعة المرأة وجدلية وجودها في الحكايات والاساطير والواقع، والابعاد الضوئية على المسطحات في اللوحات التشكيلية التي تميل الى القديم والجديد. لتولد الاساطير من جديد في لوحات بعيدة كل البعد عن المفاهيم الانقلابية في التشكيل ، لكنها تمسكت بروح اللون وجمالية الخط، لتبقي على تصميم اللوحة كمشهد جمالي ذي ابعاد سريالية غامضة بنسبية المقاييس التي تتخذ مفهوما تقنيا مشغولا بدقة على برامج بصرية لها رؤيتها الحديثة في التشكيل، لتبقى الريشة هي الاداة التشكيلية التي تمنح اللوحة بريق الحياة، والمظهر الجذاب لاشكال اجتمعت ضمن لوحة تنادي بقيمة الاغتراب ومؤثراته على المرأة تحديداً التي تحلم الى العودة الاولى حيث وطنها الحالم بالجمال والسكينة والاساطير التي تحولت الى حقائق سحرية ، مزجتها "ناديا اوسي " مع الالوان لتثير الدهشة وتحافظ على ميزة الابهار عند المرأة وكينوتها في الحياة. انعكاسات وجودية للمراة وانفصالها عن الاخرين في اغلب لوحات الفنانة" ناديا اوسي" لتعيش وحيدة على زورق او تعمل منفردة او تراقب او تتامل بين مزركشات او منمنمات زاخرة بالعزلة الميالة بالحنين او العودة الى الذات والوطن، لتسيطر منفردة على الواقع الاجتماعي للمراة الشرفية المبتعدة عن الاسود كليا، وكانها تضعها في مكانها الداخلي. لتراها القلوب بالحس الفني ، والادراكي للجمال الذي ينتمي لعالمها التشكيلي ومحفزاته الفنية المملوء بالانزياحات التي مارستها عبر تحولات الشكل، وغرائبيتها الذاتية المفارقة للواقع والمنسجمة معه في آن. كأنها تبحث عن الانا في كل لوحة مكنتها من البحث عن التخيلات والحقائق دون الانفصام عن قوة اللون وثباته في الضوء والظل والانعكاسات على السطوح، وبين الثيمات ضمن فنتازيا متوازية مع المألوف وغير المألوف ضمن محسوسات الجمال في كينونة المرأة والوجود، مما يجعل المتلقي يغوص في لوحاتها متسائلا عن منمنماتها وسطوحها ونسبية الابعاد والمقاييس في لوحة تتوافق مع انفعالات الخيال وحقائق الخطوط بتناغم وتضاد بين الخط واللون والانعكاسات الضوئية. تصورات متعددة تتخذها ايحاءات الاشكال التي تزين بها لوحات الفنانة "ناديا اوسي"اضافة الى الجسد الانثوي بجماليته المكتملة انثويا مع اللون، لترصد من خلاله معطيات الوجود البولوجي مع معطيات المجتمعات الثقافية والاجتماعية، والفنية والتاريخية منذ القديم حتى العصر الجديد المتزين بشتى العلوم التقنية والفنية في نشوء الجمال والانماط المختلفة في تحليل الرؤية الجمالية للمراة وابعادها النفسية، والرومانسية لاخضاعها لمنطق الانسانية التي يليق بها ان تتخذ منه مسافة تتشاركها مع ذاتها ومع الاخرين ضمن الالوان المشتركة وصياغتها القادرة على فك الرموز الفنية التي تتخذ منها" ناديا اوسي" نداءات تطلقها لتكون المرأة هي الفكرة والموضوع والحياة، وبانثيالات جذرية تمس البنى المثالية في مرتكزات الفكر الفني تجاه كينونة المرأة في الفنون عامة . منظور المرأة في لوحات الفنانة " ناديا اوسي" هو سيكولوجية الصياغة وتطورات الحركة عبر الفعل المقترن بالمعنى والشكل، والرؤية العامة في توصيف الشكل واندماجه باللون لتكوين حيوي بأوجه فنية مختلفة تزدان بالمعايير والمفاهيم لتطور المرأة البيولوجي والحضاري وقدرتها على الحفاظ جماليا على وجودها ومعناه بكافة موضوعاته الانسانية منها والوجودية. لتحتل مكانة مرموقة في المواضيع الفنية والادبية والجمالية، وقدرتها على التكيف في المكان والزمان لتلقي الضوء على اهميتها في التطور الانساني بشكل عام منذ بدء تكوينها وحتى الان. تكتسب لوحات الفنانة" ناديا اوسي" اشراقة ضوئية ذات خصائص دينامية مدروسة تقنيا مثل الحجم والابعاد، والنسب وتدرجات اللون والظل، واشكالية توزيع العناصر بما يتواءم مع تقنية اللوحة على القماش بعد تصميمها وفق الابعاد المعينة، لتكوينات تتعلق بالجوانب البصرية ودرجات كل لون وقدرته على ابراز السطوح. لتسهم في الكشف عن اهمية الاستشراق في بناء اللوحات ما بعد الحداثة ، والتي تعنى بمهارة الفن في المحافظة على روح التشكيل ضمن لغة العولمة التشكيلية، وعودتها الى ابراز منمنمات اللون وفق النظم ورهانات المرأة في تجاوز المتخيل نحو الواقع والزمنية المفتوحة الى ما لانهاية . تم نشره في جريدة المدى عام 2017 ملاحظة عام 2025 الحديث عن "انثروبولوجية المنظور المسطح في الفن التشكيلي" كما طرحته الفنانة "ناديا أوسي" في أعمالها يُظهر رؤية عميقة تجمع بين الحكاية والتقنية والتفسير الفلسفي لوجود المرأة. يتضح من هذا النص أن "أوسي" تعتني بتفاصيل تتعلق بالمرأة، وجسدها، وحضورها الثقافي والاجتماعي، من خلال عملها الفني الذي يتسم بالابتكار والرمزية. المنظور المسطح في أعمال "أوسي" لا يقتصر على الإبعاد البصرية بل يتداخل مع البُعد الوجودي والنفسي للمرأة في عالم معاصر. هناك نوع من التجريب الفني حيث يتم ربط الأبعاد الضوئية واللون والخط في تناغم مع الأساطير والحقائق السحرية، مما يخلق نوعًا من الفن الذي يلامس التجربة الذاتية للمرأة. المفهوم الأنثروبولوجي في هذا السياق يعني دراسة وتحليل الإنسان (المرأة تحديدًا) من خلال أعمال فنية، حيث يمكننا أن نرى كيف يتم تصور وتقديم المرأة في الثقافات المختلفة، وتاريخها، وتصوراتها، ورغباتها. الفنانة تستخدم التقنية الحديثة والرؤية البصرية المتطورة لتقديم حالة من "الاغتراب" أو "الانعزال" التي تعيشها المرأة في أعمالها، لكن هذا الانفصال ليس مجرد ابتعاد عن الواقع بل هو فعل تخيلي يسمح للمرأة أن تبحث عن ذاتها وتتناقش مع الماضي والحاضر. لوحات "أوسي" تدمج بين الماضي والحديث، وتلتقط الروح القديمة مع التأكيد على الحداثة، مما يمنح عملها قيمة خاصة في السياقات الفنية التي تستمد قوتها من الرمزية والعلاقة الجدلية بين الفن والتاريخ والوجود.
×
الفنانة التشكيلية ناديا أوسي
نادية آوسي (بالإنجليزية: Nadia Osi) فنانة تشكيلية عراقية مُغتربة. درست فن التصميم الجرافيكي في أكاديمية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، حيث تخرجت منها، ثم هاجرت إلى بريطانيا عام 1990 حيث أكملت دراستها ونالت شهادتها بتقدير عالٍ عام 1995. انتقلت نادية إلى الولايات المتحدة عام 2007، حيث عملت بشغف كبير في الرسم وطورت أسلوبها من الواقعية إلى المدرسة التعبيرية الحديثة. وتتخصص آوسي برسوماتها باستعمال الزيت والأكريليك على الكانفاس وأحيانا تستعمل الألوان المائية. أعمالها تستند أعمالها وموضوعاتها إلى الحارات البغدادية وتفاصيل حياة الناس اليومية في المقاهي والبيوت التي رأتها، بالإضافة للباعة الجائلين ونسوة الأحياء الشعبية. ويستحوذ رسم الشخوص على أغلب اهتماماتها، حيث تشكل محورًا أساسيًا في عملها حيث تتعمق في التفاصيل الدقيقة جدا لشخوصها، وهو الأمر الذي يُميّز رسوماتها ويعطيها طابعًا انفردت به عن غيرها. المرجع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9_%D8%A2%D9%88%D8%B3%D9%8A
المحاورة الفنية المتناقضة مضمونًا
BY Artist John Jonone
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المحاورة الفنية المتناقضة مضمونًا وأسلوبيًا ضحى عبدالرؤوف المل تبلغ محاورة اللون في أعمال الفنان الأمريكي جان جونون (John Jonone) الحد الأقصى من التناقض، أي المحاورة الفنية المتناقضة مضمونًا وأسلوبيًا، ومقاربات تخيلية لها نقاطها المسطحة، كظواهر فنية لها مكنونها الذاتي الممتزج مع كل ما هو متخيل، ليوازي بمشاكساته بين الواقع والخيال، بشتى لغات اللون الباردة والحارة، وكأنه ينتفض على أسس الفن، ولكن بتأملات غارقة بالعودة إلى الجمال المنبثق من إيقاعات اللون، وبهلوانيته لتكوين عوالمه بتجاوز تشكيلي له أبعاده الخاصة، ونظامه القادر على خلق نغمة فنية، مع تفاوت بين الأشكال والألوان ونسبة تقاربها وتباعدها. ليمثل بخطوطه الحياة ومقاييسها الاجتماعية المختلفة بغرائبها وعشوائيتها وتضادها، وكأنه يعتمد على تصوير تخيلاته الحسية ويشحنها بانعكاسات الألوان ضمن معادلات تتوازن من خلالها الأبعاد الجمالية التي تضع المتلقي أمام عدة علامات تعجب. فهل نمارس باللاوعي جنون الرؤية الفنية لتكوين صورة قريبة من الواقع أو تشبهه، بتآلف يلقي الضوء من خلاله على مؤثرات اللون البصرية على النفس، بمزاجية طفولية مشاكسة تدفع بالمتلقي إلى تتبع اللون ومساراته الحيوية والمتألقة بالخواص الضوئية؟ خطوط تشاكس بعضها البعض، بدرجات طولية مختلفة؛ إما عامودية، أو أفقية، أو متكسرة، أو لولبية، وكأنه يرسم بالخط ويجرده بداية من اللون. ليؤلف بعدها لوحته لونيًا، وبخيال يتأرجح بين العتمة والضوء، ليبرز الظل اللوني بخفة تتداخل مع بعضها البعض ببلاغة جمالية ذات مستويات حركية تضفي نوعًا من الجدليات حول الطاقة الحركية للون، وقوة مؤثراته في التفاعل مع الأنماط والسمات، والتضافر الثري بقوة الريشة وثباتها ضمن الفواصل الفراغية التي يلجأ إليها الفنان جان جونون، مثيرًا بمشاكساته عدة معانٍ تلائم المعايير الداخلية التي تعتمد على التحاور والتجاور والإيقاع المتشابه أحيانًا. ينغمس "جون جونون" حد الجنون في الانفعالات اللونية التي تجذبه إلى جوهر عمله الفني، وهي المحاكاة البصرية للشارع، بسمة فوضوية لها نجلياتها التشكيلية، ونظرتها الإيجابية نحو تشكيل احتجاجات فنية من نوع آخر تميل إلى جذب البصر حركيًا، لإثارة الانتباه إلى جزئيات اللوحة وتفاصيلها، بوجدانية تتقلب فيها عاطفة اللون بين البارد والحار، وقساوة الخط وليونته بين المستقيم واللولبي أو المنحني، متأثرًا بمزاجية اللحظة التي يرسم فيها لوحته، وبتعابيره المختزنة تأويلات مختلفة يستبطنها بالفراغات والفواصل، وبتقوقع أحيانًا يخفيه مع اللون الأبيض والظل، لينتفض بجرأة مع ازدحام الأشكال وإيقاعها السريع. تتميز أعمال الفنان "جون جونون" بصياغة مفهومة بالانتفاضات الفنية وتحقيق حركة انعكاسية للمفهوم اللوني المرتبط بنفسيته أولًا، وانجذابه إلى اللون تبعًا لحركة الخط، وما يثيره من زوابع فكرية وانفعالية فيه. وكأن ريشته ما هي إلا هلوسات تخيلية مصحوبة بمعرفة فنية لها أسسها ونقاطها وأبعادها، لتترجم أحاسيسه وأفكاره على مساحات مخصصة للاحتفاظ بالمشاعر والأفكار التي يتوجها بمصطلحات تفكيكية لها مكوناتها الجوهرية وقضاياها الجمالية المتشعبة فنيًا. في رؤية أخرى بعد سنة المحاورة الفنية المتناقضة مضمونًا وأسلوبيًا ضحى عبدالرؤوف المل تتسم أعمال الفنان الأمريكي جان جونون (John Jonone) بقدرة فذة على التعبير عن التناقضات العميقة بين الواقع والخيال، ما يجعل محاورة اللون في لوحاته تصل إلى أقصى درجات التباين في الأسلوب والمضمون. لا تقتصر هذه المحاورة على كونها تجسيدًا بصريًا لظواهر فنية فحسب، بل هي رحلة في الذات الإنسانية تتقاطع فيها العواطف والأفكار مع اللون، لتخلق إيقاعًا متجددًا من الجمال والتشويش. ففي أعماله، لا يوجد الفصل الواضح بين الواقع والخيال، بل يتداخلان ويتناغمان في محاولة لتشكيل واقع فني متعدد الوجوه، يثير في المتلقي شعورًا بالدهشة والتساؤل. يستخدم جان جونون اللون كأداة غير تقليدية، حيث يبدع من خلالها عالمًا من المشاكسات بين البارد والحار، بين الظل والنور. هو لا يلتزم بالثوابت اللونية أو التوزيع التقليدي للون على سطح اللوحة. بل، يُمَزِّق هذه الحدود ليقدم مزيجًا مدهشًا من الفوضى المدروسة، والتي تمثل تحديًا للقواعد الأكاديمية للفن التشكيلي. هذه الفوضى ليست إلا انعكاسًا لحالة وجدانية عميقة، فكل خط وكل لون على اللوحة يُظهر صراعًا داخليًا، مشحونًا بمشاعر الغضب، الشغف، والتفكير الحالم. تعتبر خطوط الفنان واحدة من أكثر السمات المميزة في أعماله. تتباين هذه الخطوط في الطول، الاتجاه، والحركة؛ فبعضها عمودي، والبعض الآخر أفقي أو مكسور أو لولبي. هذه التشكلات الخاطئة أحيانًا والخارجة عن المألوف تعكس فكرة تجريد الشكل وتحويله إلى لغة بصرية نابعة من شعور الفنان بالتحرر من القواعد الأكاديمية والفنية المقررة. الخطوط ليست مجرد عناصر تشكيلية في هذا السياق، بل هي أداة لتفريغ العواطف والانفعالات، لتصبح ذات أبعاد فلسفية وجمالية معقدة. عند النظر إلى هذه الأعمال، نلاحظ أنه ليس للون حدود ثابتة، حيث يخلق الفنان تداخلات بين الألوان بتوازن دقيق يتنقل بين التفاوتات الحادة والتوازنات الرقيقة. هذا التفاعل بين الألوان الباردة والحارة، وتلك المسافات الضوئية بين الظل والنور، يتراكم ليشكل إيقاعًا فنيًا يعكس حالة من التوتر الداخلي بين الانفعال والتأمل، ما يعكس فلسفة فنية تتجاوز مجرد التشكيل الجمالي إلى أفق أوسع من التفاعل بين المضمون والشكل. تُعد أعمال جان جونون أكثر من مجرد لوحات تزيينية؛ إنها دعوة للمشاركة في عملية التأويل وإعادة تفسير الواقع. كل لون، وكل شكل يحمل في طياته إشارات وتلميحات قد لا تكون واضحة بشكل مباشر، بل تدعو المتلقي إلى البحث والغوص في تفاصيل اللوحة. هذا يخلق نوعًا من التواصل غير المباشر بين الفنان والجمهور، حيث يصبح المتلقي جزءًا من العمل، يتفاعل مع الألوان والخطوط التي تشوش وتجمع معًا في تناغم مشاكس. الأبعاد النفسية تلعب دورًا محوريًا في هذا التواصل. يبدو أن الفنان في بعض لحظات عمله يتماهى مع اللامحدودية والجنون، حيث تكون المساحات البيضاء والظلال ليست مجرد فراغات، بل هي محطات راحة تنقل المتلقي من الفوضى المرهقة إلى نقطة تأمل هادئة. هذه التغيرات في الحركة والإيقاع بين الألوان تمنح المتلقي الفرصة للغرق في عالم داخلي مليء بالتساؤلات والتأويلات المتجددة. من حيث الرمزية، يمكن تفسير أعمال جان جونون كاحتجاج ضد التقليدية. فهو يستخدم اللون ليس فقط لإظهار الجمال البصري، بل لإحداث تأثيرات نفسية حادة في المتلقي. اللون الأبيض، على سبيل المثال، لا يبدو هادئًا أو سلميًا في لوحاته، بل غالبًا ما يكون محملاً بالتصادمات مع ألوان أكثر قوة وتحديًا. وبالمثل، تبدو الأشكال في لوحاته، وإن كانت غير مكتملة أحيانًا، كأنها انعكاس للصراع الداخلي بين الأنا الفردية والمجتمع، وبين الذات وواقعها الاجتماعي والثقافي. هذا التداخل بين الشخصي والعام، بين التجربة الذاتية والتأثيرات الثقافية، يجعل من أعماله مرآة تعكس التوترات في الحياة المعاصرة، مثلما تعكس الحروب الداخلية التي يواجهها الفرد مع ذاته ومع محيطه. لذلك، فإن "جنون" الرؤية الفنية في أعماله ليس جنونًا عشوائيًا، بل هو دعوة لتحرير العين والعقل من القيود المعتادة التي تحد من الفهم التقليدي للفن. أعمال جان جونون تحمل في طياتها أكثر من مجرد جمالية بصرية؛ هي بمثابة دعوة للغوص في أعماق الذات البشرية، للتفاعل مع الجوانب المتناقضة للعالم من حولنا. ينجح الفنان في خلق عالم فني متشابك ينطوي على عمق فلسفي ونفسي، يتجاوز الشكل الظاهري ليصل إلى جوهر التجربة الإنسانية. وفي كل خط، كل لون، وكل تناقض بين الظل والنور، يثير جونون تساؤلات حول الفوضى والجمال، والواقع والخيال، مما يجعل أعماله أكثر من مجرد فن مرئي، بل هي رحلة في عمق العقل والشعور البشري. هكذا، نجد أن جان جونون ليس مجرد فنان تشكيلي، بل هو فنان فوضوي يعيد تعريف مفاهيم الجمال والفن في سياق حديث من التحدي والاستفزاز، مما يجعله أحد أبرز الفنانين الذين تمكنوا من مزج التكوينات البصرية مع تأملات عميقة في النفس البشرية. تم نشره في جريدة اللواء 2016
×
Artist John Jonone
جون وان، وُلد باسم جون أندرو بيريلو في عام 1963 في نيويورك، وهو فنان جرافيتي ولوحة شهير عالميًا من أصل دومينيكاني. يُعرف بنهجه المبتكر في فن الشوارع، بدأ جون وان مسيرته الفنية في سن السابعة عشرة، حيث كان يزين شوارع هارلم بالجرافيتي. يتميز أسلوبه الفريد بتحدي "قواعد" الفن الحضري التقليدية، مما يجسد مفهوم "الأسلوب الحر"، الذي يتيح له الإبداع دون حدود. نشأ جون وان في حي هارلم الحيوي، وكان عمله متأثرًا بشكل عميق بثقافة الهيب هوب، وحياة الشوارع، والمشهد الفني تحت الأرض. غالبًا ما تتضمن أعماله عناصر من الأنفاق والمناظر الحضرية، مما يخلق مزيجًا فريدًا بين تجربة المدينة والفن المعاصر. فنان متعلم ذاتيًا، انتقل جون وان من الجرافيتي إلى رسم اللوحات على القماش بعد انتقاله إلى باريس في عام 1987. هناك، اندمج في عالم الفن الباريسي، وتعاون مع فنانين مشهورين مثل سبيدي جرافيتو ولاي. كانت انتقلاته إلى باريس بمثابة بداية مسيرته الدولية، حيث سرعان ما نال الاعتراف في كل من مشهد فن الشوارع والفن المعاصر. تتميز لوحات جون وان المستوحاة من الجرافيتي بتكوينات ديناميكية حيث يتصدر اللون المشهد. لوحاته ذات الألوان الزاهية واستخدامه المعقد للألوان والظلال تعكس التلقائية والدقة في آن واحد. سواء كانت الخطوط منحنية أو مستقيمة، وتصاميم متناظرة أو غير متناظرة، تمزج أعمال جون وان بين الارتجال والتصميم الدقيق. النتيجة هي فن تجريدي ينبض بالحياة، يدعو المشاهدين للتفاعل مع سلاسة وطاقة ضرباته. بعيدًا عن عالم المعارض، تجاوز فن جون وان إلى التعاون مع علامات تجارية راقية. عمل الفنان مع علامات تجارية مرموقة مثل لاكوست، هينيسي، إير فرانس، وبيرييه، مما يرسخ تأثيره في كل من عالَمي الفن والموضة. في عام 2023، عرض جون وان أحدث معارضه الفردي "عالم الغد" في متحف توكيه، مما عزز مكانته كرائد في الساحة الفنية العالمية.
التغيرات المادية للمجتمعات الفقيرة
BY Artist Mbongeni Buthelezi
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفن التشكيلي والتغيرات المادية للمجتمعات الفقيرة ضحى عبدالرؤوف المل يتعمّق الفنان "مبونجاني بوتيلزي" (Mbongeni Buthelezi) بماهية المادة ودقة تناغمها مع الفكرة، ليطرح من خلال الفن التشكيلي والتغيرات المادية للمجتمعات الفقيرة، القدرة الإبداعية على استخدام تقنيات مختلفة في الرسم والإبداع البصري، المؤدي إلى خلق محاكاة تساهم في إيجابية النظرة إلى العوالم الفقيرة، بفروقات دقيقة في الأسلوب والمضمون والشكل، والفراغات، وحتى الألوان التي تذوب بفعل الحرارة، وتحافظ على ذوبانها في انضباط يمنحه "بوتيلزي" حيوية للسطوح وللأشكال، مسخّرًا بذلك القطع البلاستيكية أو خيوط النايلون في الرسم، معرضًا خيوط النايلون للحرارة أثناء الرسم، وبتناسب وتباين وإيقاع زاخر بالحركة والليونة، وإعطاء الحياة للوحة من القطع البلاستيكية التي يلملمها من القمامة ويعرضها للحرارة، وبتماسك وتفاعل، لتظهر كألوان في الوجوه والأيادي، والمواضيع المتعددة التي تتضمن جمالية وانطباعات حسية خاصة. رسائل فنية إيجابية في جمالياتها من فنان تشكيلي هو من جنوب أفريقيا، ومن بلد يعاني الفقر وأزمات كثيرة، فالتذوق لهذا الفن هو بمثابة استكشاف لشعب يبحث عن الجمال من لا شيء، بل من قطع بلاستيكية أو قصاصات أكياس النايلون بمختلف ألوانها، وبفسيفسائية تثير الدهشة في عمقها ومعانيها، وأسلوبها الرشيق الغني بالمواد البلاستيكية المذابة التي استخدمها كبديل عن الألوان الزيتية وغيرها، وقد استطاع تحدي المادة اللونية وسعرها الباهظ بالبلاستيك أو أكياس النايلون، وضمن القياسات الكبيرة والمتوسطة وحتى الصغيرة، وصعوبة انسجامها مع القماش، إلا أنه حافظ على معايير الحرارة والبرودة ونسبة ليونة النايلون في مرحلة ذوبانه والتصاقه، لتكون فوهة الحرارة الكهربائية بديلًا عن الفرشاة التي استبدلها لصعوبة ثمن ألوانها، وللتكلفة الباهظة للوحة. فهل الفقر وصعوبات الحياة الاجتماعية المتدنية تساعد في عمليات الإبداع؟ أم أن الإنسان قادر على تسخير كل ما في البيئة لصنع الجمال؟ ربما المادة التكوينية التي يستخدمها "بوتيلزي" في الرسم هي وسيلة للفت الانتباه، إلا أن الدقة التي تتميز بها لوحاته الجذابة تثبت أنه فنان قادر على ترجمة أفكاره بشتى الوسائل لاستخراج الصورة الواقعية من تخيلات، وبفنية لا تخلو من مفاهيم رياضية وحسابية، وبنسبة جمالية تثير البصر وتترك الذهن في حالة تأمل للمشهد الفسيفسائي، المتكوّن من قماش اللوحة ومادة البلاستيك، وتسخيرهما لمعالجة القضايا الاجتماعية والبيئية، ولكن مع منحها الأسلوب التكنيكي، وبمهارة تشكيلية تعكس تأثيراتها على عالم الفن التشكيلي بحيث لا يمكن وصف لوحاته إلا بلوحة تشكيلية إبداعية ذات صياغة لونية فسيفسائية، يتجاوز من خلالها الألوان الزيتية والأكريليك وحتى الفن المفاهيمي، وبإنشاء بنائي بصري استفزازي في تفاصيله التي تخضع لها مادة البلاستيك وتوجيهات الحرارة بين يديه، وكأنه يرسم بريشة الحرارة والانصهارات الأخرى بشكل جزئي وكلي، وبروحية الأشياء المنتهية الصلاحية لإعادتها إلى الحياة بنفع بيئي يساعد في خلق جمالية نشهد لها بالإبداع. وعي فني في خلق الفكرة وتطويعها، لتكون ضمن لوحة ذات تأملات واقعية أو انطباعية أو حتى تعبيرية، إلا أنها لا تخلو من خلفية تجريدية تميل إلى الشعبية أو البيئة الفقيرة حتى بمضمونها المتناقض، وبتوشيحاتها الضوئية المحافظة على الظل وتوزيعاته المتوازية مع الألوان الداكنة والفاتحة، مع منح اللوحة روح الفن الإفريقي وتضاده شكلًا ومضمونًا، وبتقاليد فنية خاصة كرّس لها المواد التي صنع من خلالها ثورته التشكيلية، لتوفير المادة من قمامة الفضلات البلاستيكية وكثافتها التي تكمن في بساطة التشكيل وتوزيع الألوان والخطوط أو التحديد والتوشيح، وضمن العلاقات المرتبطة بين اللوحة والمجتمع دون انحياز لعالم السود أو العالم الإفريقي، وبتوازن بين الفكرة الإنسانية الشاملة والفن المملوء بالحياة والثقة، والإيجابية في ترجمة الأحاسيس وموسيقاها بموضوعية تقبع في الأسلوب واستفزازه للبصر. فهل استطاع بوتيلزي التميز بفن تشكيلي نابع من المجتمعات الفقيرة؟ تم نشره عام 2016 في جريدة اللواء
×
Artist Mbongeni Buthelezi
Mbongeni Buthelezi, born 1966 in Johannesburg in South Africa, is an artist who became known for "painting" in plastic. لمعرفة المزيد زور موقع ويكيبيديا https://en.wikipedia.org/wiki/Mbongeni_Buthelezi
«
113
114
115
116
117
»