Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
المسلسل اللبناني
BY المخرج إيلي برباري
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هذا ما لم يحدث في المسلسل اللبناني "أمير الليل" ضحى عبد الرؤوف المل تعتمد الدراما التاريخية، خاصة، على تفاعل النص بنسبة كبيرة مع المنفذين كأي دراما أخرى، إضافة إلى عمق الرؤية الإخراجية التي يتميز بها المخرج، بالتوافق مع إدارة الإنتاج. لتكون هذه الدراما بمثابة العمل الفني الذي يحاكي شريحة كبيرة من الشعوب، وليست فقط على بلد بمفرده، وهذا ما لم يحدث في المسلسل اللبناني "أمير الليل"، الدراما التي كانت تستحق المزيد من العمق لتحقق التميز تبعًا لما حمله النص من خيوط تم حبكها بنوع من تواريخ احتاجت في بعض منها إلى مزيد من العناصر التي افتقدها نص درامي لا يمكن إنكار جماليته التي غطت على الأخطاء الإخراجية الكثيرة وتكلف بعض الممثلين. لكن ربما كان من الممكن على كاتبة النص "منى طايع" أن تتوخى الدقة بشكل أكبر، ومنح التفاصيل رؤية درامية ذات معلومات تاريخية واجتماعية زاخرة بالتفاصيل المحيطة بالحدث، لزمن نائم في كتب التاريخ وقد استخرجته بتخيلات لها عطر أماكن لبنان في تلك الحقبة التي لم يلتقطها الإخراج ويتوسع بها فنيًا، لتساعد المخرج في خلق تناغمات بينه وبين النص والممثلين الذين تفاوت الأداء بينهم بشكل كبير، مما أحدث فجوات لم تمسك بالمشاهد، وجعل بعض الحلقات تنفصل عن الآخر لقوتها أو ضعفها. لأن بعضها بقوته شكل محاكاة درامية لامست شغف المشاهد في هذه الدراما التاريخية التي استطاعت أن تروي عطش الظامئ المتابع لها بجمالية فترة تاريخية مرّت على لبنان. فهل الدفة التي أمسكها المخرج دون قيادة بصرية هي السبب في هذا التفاوت الفني في مسلسل كان يستحق فعلًا إنتاجًا وإخراجًا أكبر أو أقوى، للتمهيد لخلق صراعات ذهنية عند المشاهد كي تجذبه بشكل منطقي نحو المسلسل كحركة وليس مجرد نص يحكي قصة ما؟... الدراما الحقيقية هي في ردود أفعال الممثل المرتبطة بردة فعل المخرج والمشاهد معًا، وليس في النص المفرد فقط، وهذا الضعف الإخراجي ترك للنص مراكز قوة لم يمسك بها المخرج لمنحها حركته، التي عجز عن إظهارها الفنان "رامي عياش"، لتبقى تعابير وجهه مشدودة، قلقة، وغير قادرة على الاندماج في الدور بشكل ينسجم مع الفنان "أسعد رشدان" أو "بيتر سمعان" أو "هيام أبو شديد"، وحتى القديرة "نجلاء الهاشم"، الذين احتضنوا الفنان "رامي عياش" عبر إتقانهم التعبير المجرّد من التصنع، ليكون وجودهم حول رامي عياش بمثابة استنهاضه من كبوة شعر بها المشاهد وانتقدها، والتي كانت تحتاج لبذل المزيد من الجهد لاستخراج التعبير التمثيلي من الفنان "رامي عياش" في ظهوره الأول كممثل عبر هذا المسلسل الذي نجح في تأليف موسيقاه التصويرية بنسبة كبيرة، وربما شارة البداية أو التتر كان العنصر الأكبر في استقطاب المشاهد نحوه، مع كلمات الشاعر "نزار فرنسيس"، الذي اختصر الحكاية بتتر ناجح بكل المعايير الفنية. وكنا نتمنى أن ينجح المسلسل بعناصر كاملة في دراما تستحق العبور نحو العالم وعلى الشاشات العربية. موسيقى تصويرية حسية وذات تقنية مشهدية زادت من قيمة الحلقات فنيًا، وهي من تأليف الفنان "رامي عياش"، الذي تلاعب بالمفردة الموسيقية بإتقان وبنغمة خفيفة وقوية تبعًا للمخزون الحسي لكل مشهد استطاع التغلغل فيه، وإدراك الانفعالات بالموسيقى، في حين أخفق في التمثيل. وهذا كان يحتاج للكثير من التدريبات والممارسات التمثيلية القادرة على منح هذا الموسيقي، الذي استطاع تأليف هذه الموسيقى التصويرية المميزة في مشاهدها السمعية، وبهذه الجمالية العابقة بالفن، الأداء التمثيلي المتناسب مع الفنانة "داليدا خليل" التي بذلت مجهودًا أرفع له القبعة، ولا يمكن إنكاره نقديًا، خاصة أنها بين فنانين مخضرمين من الجيل الذهبي، كالفنان "أسعد رشدان" و"نجلاء الهاشم" و"طوني مهنا"، إضافة إلى المميزة الفنانة "نهلا داوود" و"خالد القيش" و"عصام الأشقر" وبعض من الممثلين الآخرين. إلا أن التفاوت بين ممثل وآخر لم يمنح المسلسل التوازنات الدرامية المطلوبة، وهذا أساء للمسلسل بنسبة كبيرة، وللنص بنوع ما، لأن المشاهد افتقد للتحفيز والجذب بنسبة أكبر، أو بالأحرى بات يختار المشهد الذي أحبه، كمشاهد الفنانة "هيام أبو شديد" و"أسعد رشدان" بشكل خاص، والفنان "طوني مهنا" و"نجلاء الهاشم"، بينما تفاوتت الأدوار بين "ميس حمدان" و"أحمد كرارة" بنسبة كبيرة. كما فقدت الفنانة "داليدا خليل" قيمة ما قدمته من براعة تمثيلية أمام إخفاق الفنان "رامي عياش" في خنق تعابير وجهه وأحاسيسه الدرامية، لأن ازدواجيته معها تمثيليًا كان من الممكن أن ترفع مستوى المشهد إلى نسبة نجاح أكبر، وهذا ما لم يتجنبه المخرج مع الأسف. وضاعت معه قدرات الفنانة "داليدا خليل"، التي أفسح عنها هذا العبء، نوعًا ما، وجودها أمام الفنان "أسعد رشدان" والفنانة "هيام أبو شديد" و"نجلاء الهاشم". ولا أنسى هنا دور الطفلة، المجمل للحلقات بكاملها، لعفويتها وعذوبة دورها. بيروت بين 1939 و1942، وزمن الانتداب الفرنسي، في أجواء مخملية محببة إلى النفس التوّاقة لمعرفة المزيد عن هذه الأماكن والعادات والتقاليد، والمجتمع السياسي خاصة، وتنوع المجتمع اللبناني آنذاك عبر الفروقات القروية بين عالمين منفصلين لهما سلبيات وإيجابيات، في زمن اختلط فيه الطابع الفرنسي وطغى على الأجواء اللبنانية، التي غاب عنها التلفزيون، ولم تغب عنها النوادي الليلية التي لم تكن معروفة للعامة كثيرًا، وكان لها زوارها من الطبقة الأرستقراطية. إضافة إلى الصحافة وإبراز دور صحيفة "النهار"، مع أسماء الكثير من الوجوه الأساسية التي عايشت المجتمع اللبناني آنذاك، دون الولوج إلى بعض الأخطاء هنا في أسماء بعض الصحف التي ظهرت ولم تكن موجودة آنذاك. لن أنتقد التصوير، الذي ضاق بالصورة ذرعًا، ولم يمنح المشاهد خلفيات، خاصة إن في القرية التي كان من الممكن إظهارها أو في الأماكن الداخلية، كما لم يستطع إبراز أو إخفاء بعض العيوب التي لم يتجنبها، لتكون الصورة عبر جوانب كثيرة هي أيضًا محاكاة للبصر عبر المشهد وجماليته، لأنه العين الناقدة التي ترى بشكل كبير ما لا يمكن رؤيته بالعين المجردة. إلا أن المسلسل، بنكته التاريخية، بدا مفارقًا للمسلسلات التي يتم عرضها حاليًا، ولا يمكنني إلا أن أتمنى من الجهات المنتجة الاهتمام بهذا النوع من الدراما، لأنها ليست موجهة للبنان فقط، وإنما يجب أن تكون موجهة للعالم، وبمقاييس فنية مختلفة. فهل تم ظلم النص في هذا المسلسل، أم الممثل، الذي أمسك بين طرفي الضعف في التقمص والأداء، ليُسلب منه النجاح، ويكون في بوتقة الخلل الدرامي الناتج عن الكثير من القضايا الفنية التي لا يمكن شرحها بالكامل في مقال واحد؟ تم نشره في جريدة المدى عام 2016
×
المخرج إيلي برباري
لاحقا
منظومة باب الحارة الدرامية
BY المخرج ناجي طعمي
6.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
منظومة باب الحارة الدرامية في الجزء الثامن ضحى عبدالرؤوف المل تعد منظومة باب الحارة الدرامية التي تواكب المشاهدين خلال أيام رمضان كل عام، بمثابة محاكاة مشفرة عبر جزئيات بسيطة تمتزج مع التسلية، وتضفي نكهة الروح الشامية على النفس العربية عامة والسورية خاصة. فهي تعد لغة درامية واعية في توجهاتها، حيث تحمل المبادئ القديمة لحارات الشام مع إسقاطات درامية توحي بالأحداث التاريخية التي تشبه ما يحدث في سوريا حالياً. بذلك، تتداخل مقاربات منطقية تتمثل في دسائس ترصد أيديولوجيات أكبر من تلك الظاهرة في السياق الدرامي، بتركيز على الجوانب التاريخية والتخيلية التي تعكس الواقع الحالي، بأسلوب سهل وبسيط يتسم بأداء قوي من الأبطال. يعود مسلسل باب الحارة بجزئه الثامن بمشاركة "سلاف فواخرجي" كمحامية تعالج قضايا المرأة وحقوقها، ما يدخلنا في حقبة زمنية مهمة من تاريخ سوريا ضمن أطر تراثية حافظ عليها الكاتب، كقضايا الخطف وبيع النساء للرقص، وغيرها. فهل يشير هذا إلى تسليط الضوء على معاناة المرأة في سوريا؟ التكرار في المشاهد يفتقر إلى الروحية التقليدية للتمثيل، ليبدو وكأن بعض المواقف تُعاد نفسها كما في الحلقات الأولى من الأجزاء السابقة. وتظهر الحلقات كأنها تتوالد تلقائيًا من الأحداث السياسية التي استنبطها المؤلف، ليتماشى ذلك مع الوضع الحالي في سوريا. يبدو وكأن باب الحارة هو مرآة لسوريا وتغيراتها، وقد يُعتبر ذلك نقدًا لما يحدث، لكنه في الوقت نفسه يفتح نافذة للأمل بإمكانية ولادة سوريا جديدة بيد أبنائها. هل وجود الكنيسة في أحد بيوت الحارة هو إشارات إلى الوجود المسيحي الذي تأثر بالحروب في سوريا؟ في الجزء الثامن، يُسلط الضوء أيضًا على مفاهيم الإسلام والدخائل. يعكس المؤلف في الأحداث فكرة أن التاريخ يعيد نفسه، فيظهر بث الفتاوى غير المشروعة كدسائس يهدف العدو من خلالها إلى زرع الفتن، وقيادة النفوس الضعيفة أو الجاهلة في الدين. يظهر المسلسل جدلية تلويث الأديان من الخارج وتاريخيتها القديمة، التي نالت سوريا بعدها حريتها. لكن الحقيقة تبقى أن تغيير عقل المواطن لا يمكن أن يأتي إلا من الداخل. وبذلك، يظل باب الحارة بمثابة صورة واضحة تجسد الماضي، عبر مشاهد تمثيلية بسيطة، ورؤى عميقة، وحبكة فنية خفيفة بعيدًا عن التعقيد. إلا أنه كان من الممكن معالجة القضايا التاريخية لأزمة العرب السياسية والدينية بشكل أوسع، والتقارب مع حقيقة ما يجري حاليًا في سوريا، مع التركيز على حقوق المرأة ومآسيها من قِبل النساء أنفسهن. تستمر اللغة الدرامية الرمضانية في جذب المشاهدين الذين أدمنوا على المسلسل، حيث يشكل هذا النوع من التشفير وسيلة يوجهها المؤلف بعناية، ما يثير الشغف بالتراث السوري الممتزج بالشهامة والعنتريات والصراعات المجتمعية. تتنوع الشخصيات من المعتدل إلى المتطرف، مما يؤثر على شكل العمل التمثيلي وطاقمه الذي بدأ يتغير. دخلت الفنانة "سلاف فواخرجي" لتتناول قضايا حقوق المرأة وانتفاضتها السياسية والاجتماعية، بينما مثل "أسعد فضة" التاجر المنافس لأبو عصام في زعامة الحارة. فهل حافظ المخرج "ناجي طعمة" على التوازنات السابقة في بناء المشاهد؟ أم ترك لحقبة باب الحارة دورها التقليدي ليغزل المشاهد بتكرار روتيني اعتاده المشاهد؟ يشهد المسلسل بطءًا في تطور الأحداث، حيث تظهر التغيرات كجزء من تطور طبيعي مر عبر الزمن، دون أن يستطيع المجتمع إلغاؤها. تداخل الثقافات، مثل دخول زهدي بأفكاره، يعكس الواقع السوري، بينما تظهر الأطماع دورها في إفساد الأوطان. تدور الأحداث حول الخير والشر، مع الحفاظ على دور اليهودية "سارة" ونزاهتها، حيث تدخل إلى العائلة السورية وتساهم في مساعدة النساء والقيام بدور إيجابي في المجتمع. ربما كان في تصوير اليهود بصورة إيجابية نوع من المبالغة التي أرادها المؤلف لعرض صورة مختلفة عن اليهود في البيئة الشامية، دون إظهار ردود الفعل من الطرف الآخر، مثل أهل "سارة". فهل هذا يعد تصحيحًا دراميًا لصورة اليهود في الحارات القديمة؟ تم نشره في جريدة اللواء
×
المخرج ناجي طعمي
ناجي طعمي مخرج سوري، صاحب مؤسسة الفارس للإنتاج السينمائي والتلفزيوني أخرج العديد من المسلسلات التلفزيونية منها مسلسل بقعة ضوء في جزئيه الثالث والسابع وصبايا وغيرها. متزوج من الممثلة كندة حنا ولديه منها 4 أطفال. حياته الشخصية مخرج سوري متزوج من الممثلة كندة حنا في العاصمة السورية دمشق من دون أي مظاهر احتفالية حيث اقتصر الحضور على الأهل وبعض الأصدقاء المقربين وذلك بعد 40 يوماً على إعلان خطبتهما بعد قصة حب خفية جمعتهما، حيث تمّ زواجهُما في إحدى الكنائس في مدينة دمشق بحضور أهل وأصدقاء العروسين. واعلنت صفحة ناجي طعمي على موقع فايسبوك من خلال نشر صورة له مع كندة وهي متألقة بثوب زفاف ابيض. حيث كانت خطوبة الثنائي في مطلع كانون الثاني/يناير 2013 في مدينة دمشق ضمن اجواء عائلية خاصة أيضًَا وذلك نظراً للظروف التي تمر بها سوريا. وقد رزق ناجي وكندة بثلاثة أطفال وهم (فارس، كاتاليا، كرستين، ) أعماله 2017 : باب الحارة (ج9) - مسلسل (مخرج) 2016 : باب الحارة (ج8) - مسلسل (مخرج) 2016 : لستُ جارية - مسلسل (مخرج) 2015 : حارة المشرقة - مسلسل (مخرج) 2015 : عين الجوزة - مسلسل (مخرج) 2015 : بقعة ضوء 11 - مسلسل (مؤثرات بصرية وخدع) 2014 : صبايا 6 - مسلسل (مخرج) 2014 : الغربال - مسلسل (مخرج) 2014 : خواتم - مسلسل (مخرج) 2014 : صرخة روح 2 - مسلسل (مخرج) 2013 : صرخة روح - مسلسل (مخرج ) 2013 : طاحون الشر 2 - مسلسل (مخرج) 2012 : طاحون الشر - مسلسل (مخرج ) 2011 : صبايا ج3 - مسلسل (مخرج ) 2010 : بقعة ضوء 7 - مسلسل (مخرج ) 2009 : صبايا ج1 - مسلسل (مخرج ) 2009 : للعدالة كلمة اخيرة - فيلم (مخرج) 2009 : ولاد العم - فيلم (خدع) 2008 : موعد مع المطر - مسلسل (مخرج ) 2008 : وحوش وسبايا - مسلسل (مخرج ) 2008 : ليلة البيبي دول - فيلم المرجع https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%A7%D8%AC%D9%8A_%D8%B7%D8%B9%D9%85%D9%8A
"مثل القمر" مسلسل بدأ بإطلالة وجه جديد
BY المخرج نبيل لبس
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
"مثل القمر" مسلسل بدأ بإطلالة وجه جديد تم تدعيمه بأبطال من العصر الذهبي. ضحى عبدالرؤوف المل لعب الزمن في المسلسل اللبناني "متل القمر" دوراً مهماً في منح هذه الدراما نكهة قديمة، أعادت إلى الذاكرة قيمة الزمان المرتبطة بالأماكن التي تم التصوير فيها، مع العادات اللبنانية القديمة التي لم تظهر بأكملها، إلا ضمن بعض المشاهد البعيدة عن الريف. وبالرغم من التقصير في دراسة الزمان والمكان بدقة ليكون نافذة تراثية يطل منها شمال لبنان، خصوصاً نحو العالم، فإن الدراما المقتبسة عن قصة عاطفية تربط فتاة فقيرة بشاب من عائلة غنية، تبدأ المفارقات فيها بغزل المشاهد تباعاً دون تغيير يُذكر في بداية الحلقات التي تم عرضها حتى الآن. فالصناعة الدرامية لم تكن يوماً موجهة إلى وجوه تمثيلية تستعد للانطلاق نحو النجومية بأدوار لا تنتمي إلى البيئة بشكل فعّال، وإنْ ضمن زمن سجّل الجمهور إعجابه به لأنه أطلّ منه إلى فترة الأجداد نوعاً ما ودون تقنية العصر الحديث. ولكن، أين مصداقية الزمن في الدراما العربية، وخصوصاً في مسلسل بدأ بإطلالة وجه جديد تم تدعيمه بأبطال من العصر الذهبي؟ أغنية البداية وكلمات "سليم عساف" التي حملت اختصارات لقصة، نجح مؤلف الأغنية فيها أكثر من "داليدا حداد" في سيناريو لم تحمل تغيراته العربية أي فروقات تُذكر، لتكون الأغنية برومانسيتها الدرامية العنصر الأساسي في التقاط السمع عند الجمهور، وبحسّ درامي تكامل مع صوت "وسام صليبا" والألحان الرومانسية الغارقة بالإيقاعات المدروسة، مع الآلات التي توافقت مع الكلمات واللحن والصوت. فالنجاح بدايةً كان لتتر استطاع كسب وجدان المتلقي، لنتابع الحلقات تباعاً بتشويق بدأه مؤلف التتر "سليم عساف"، وزاد اللحن والصوت في قوة الجذب وعصف الذهن لمعرفة محتوى هذا المسلسل الذي بدأ بتتر أقوى منه. فهل الإنتاج اللبناني عاجز عن التأليف الدرامي بينما هو قادر على الاقتباس؟ ترك المخرج "نبيل لبّس" هذا العمل في بداياته، لينتقل الإخراج إلى المخرج "سيزار حج خليل"، الذي يحاول قدر المستطاع تنفيذ الحلقات بإيجابية ربما رفعت من نسبة جمالياته قليلاً. إلا أنه ما زال درامياً دون المستوى المطلوب، أو على الأقل دون مستوى طموحنا الدرامي الذي تجدد مع إطلالة الممثل المبدع "عصام الأشقر"، والإتقان الذي لا يحتاج إلى دربة مخرج، فقد أضاف بوجوده عاطفة مزدوجة وتأثيرات تمثيلية جمعت الأجيال من الجمهور اللبناني، ما بين صوته الهادئ وإطلالته المميزة، التي واكبها أيضاً القدير "جهاد الأطرش" مع الفنانة "وفاء طربيه"، والفنان "عمر ميقاتي". لتكمل الفنانة "وداد جبور" بث المسلسل نوعاً من الحبور النفسي، فقد أمسكت بالخيوط الدرامية بمجهود شخصي لم يضف إليه المخرج أي نوع من الإرشادات التي يمكن وصفها بالإبداع، بل! على العكس، أضافت الفنانة "وداد جبور" لـ"ستيفاني صليبا" وجوداً درامياً مدعوماً بخبرتها، وجمالية تقمّصها للدور الذي بدا التفافاً نحو الممثلة "ستيفاني صليبا" لتكون وجهاً جديداً في الدراما اللبنانية. فهل فروقات دورها بين الفتاة الفقيرة والفتاة الغنية تم تقمّصها بشكل جيد؟ لا يمكن وصف العمل بالسيئ درامياً، ولا يمكن منحه صفة المسلسل الناجح على الصعيد التقني، بالرغم من جذبه للجمهور الذي بدا مشدوداً نحو قصة تم اقتباسها تحت ظل النجاح الذي حققه مسلسل "ميرامار" آنذاك. إلا أن "داليدا حداد" لم تحاول منح الفكرة عدة تغيّرات تُحدث عصفاً درامياً، لتكون بمثابة الاقتباس الناجح، الذي يواكب المجتمع اللبناني بمختلف معاييره، لإظهار المشهد الحسي بأبعاده الفنية المكتملة، إن من حيث القرية وعاداتها وتقاليدها، أو المدينة والاختلافات البيئية فيها التي يصعب على فتاة فقيرة التأقلم معها بشكل مقنع ومنطقي. أما الفنان "وسام صليبا" وغموضه التعبيري في التمثيل، فينبئ بولادة فنان يحمل كاريزما عالية، فالتفاعل مع "ستيفاني صليبا" منحه راحة في إظهار مكنونه العاطفي، وبعقلانية الممثل الواثق بدوره، وإنْ ببرودة أصبحت من ضمن أسلوبه التمثيلي أو الطابع الخاص له، مما يجعله من الممثلين القادرين على إعطاء الدور بصمته الخاصة. وجوه أبدعت واستطاعت التأثير والإقناع، بل ومنحت المسلسل روحية درامية خاصة تركت أثرها في نفس الجمهور، إن لم نقل رفعنا القبعة لهذه القدرات التي اخترقت الأحاسيس وأحدثت دهشة في الأداء، مثل "كاتيا كعدي"، ريموندا، وحبيب الأعور المشوه، والعامل في المزرعة الذي قام بتدريب قمر على الفروسية. إضافة إلى التصوير الخارجي وتنقلاته، مع الصعوبة التي ندرك أنها تحتاج لتقنيات بشكل أكبر. إلا أن التصوير ببساطته عكس جمالية المشاهد الداخلية والخارجية بنسبة لا بأس بها، خصوصاً في الأماكن التي تحمل روحية الفن المعماري القديم مثل الكازينو والقصر وبعض الأماكن الطبيعية، خلافاً للصوت الذي لم يحافظ على الصفاء والترددات بمستويات تناسب المشهد. فهل لسرعة تنفيذ العمل سلبياته الطاغية بشكل عام؟ ولماذا لم يضع المنتج قدرات هذا العمل في قصة تستحق أن تكون بعيدة عن الاقتباس؟ تم نشره في جريدة اللواء عام 2016
×
المخرج نبيل لبس
لاحقا
حبكة حوارية فعلية وفاعلة للحدث
BY Director Samer Barqawi
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
حبكة حوارية فعلية وفاعلة للحدث في مسلسل "تشيللو" ضحي عبدالرؤوف المل يدمج مسلسل "تشيللو" الرؤى الدرامية عبر نص رومانسي وقصص حب مفعمة بفلسفات حياتية مبنية على سوسيولوجيا اجتماعية ذات بعد يُعنى بقصة حب بدأت مع شاب مجهول النسب من حيث القاعدة النفسية التي يتكئ عليها الكاتب "نجيب نصر" بما هو مستوحى من قصة فيلم (Indecent Proposal) للكاتب "جاك إنغلهارد"، لتكون بتحليلاتها الشرقية منطقية خصوصًا بمدلولاتها الاجتماعية والفنية والسياسية، وقوة المال والحب في حياة الإنسان ذات السياقات المختلفة المرتبطة بعدة اعتبارات، وبثنائية لها وجوهها المتشعبة مع الآخرين أو بالأحرى مع المحيط العائلي. مما يخلق نوعًا من الألفة الدرامية بين المشاهد والمسلسل، لأنه يطرح في جوانبه نوعيات إنسانية تسعى لتغيير حياتها بمختلف الأساليب التي تنطوي على تفاصيل مهمة عالجها "نجيب نصر" بحبكة حوارية فعلية وفاعلة للحدث، وبسلاسة ذات سياق عملي استخرج مكنونه المخرج "سامر البرقاوي" ببراعة من طاقم التمثيل المتناغم مع بعضه البعض من حيث طبيعة الشخوص التمثيلية والأدائية، وكأن التطابق النفسي بين الشخوص تم توزيعه بمهارة على الممثلين الذين نجحوا في إظهار انفعالاتهم التعبيرية بطلاقة ارتاح معها المشاهد الذي فهم المعنى الدرامي والاتجاهات الفنية في مسلسل توافرت فيه رؤى مختلفة تحررت من أي سيطرة درامية إن من المؤلف أو المخرج أو الممثل أو حتى المشاهد الذي اندمج مع الأحداث والشخوص والقصة الواقعية الملموسة في الحياة. ثلاثية لأبطال جمعتهم آلة موسيقية توضع بين ركبتين وتلامس الأرض قبل أن تمتد إليها يد العازف، ليلامس بقوس الكمان أوتارها الأربعة ذات النغمات الكاملة بحدتها ونعومتها لتشبه بطلة المسلسل "ياسمين" أو الممثلة "نادين نسيب نجيم" آلة "التشيللو" التي تحافظ على نغمة صوتها في الأداء التمثيلي دائمًا فقد انسجمت في دورها الياسميني مع الممثل "يوسف الخال" الذي أبدع في إظهار شخصية "آدم" مع الحفاظ على روح الشخصية التي تعرضت لأزمة حريق المسرح وأصيبت بتحطيم حلمها خصوصًا بعد ظهور الفنان "تيم حسن" رجل الأعمال الناجح والمحافظ على خبايا نفسه وأسرار عمله وحبه الشديد لامرأة متزوجة يحاول الحصول عليها بدهاء رجل المال وذكاء العقل المولع بحياكة الأحداث ببراعة والقادر على خلق الجرح ومداواته بقلب رقيق وإحساس رومانسي وصل إلى المشاهد بتقنية عالية. مسلسل "تشيللو" ليس العمل الدرامي الوحيد في رمضان، ولا يمكن وضعه ضمن خانة السباقات الرمضانية التي شهدت صراعات عديدة بين النقاد والجمهور. إلا أنه المسلسل الرمضاني الهادئ والهادف إلى بث لغة الحب التي تتناقض مع سلطة المال، وقد استطاع المخرج "سامر البرقاوي" مع المؤلف "نجيب نصر" الذي فرض رؤيته ببلاغة فنية ودرامية وبثبات حواري عبر سيناريو اخترق بمعناه روح الشرق، والإخراج المتلاحم تصويريًا وموسيقيًا ومعجونا أيضًا بالمؤثرات الأخرى التي أضافت جمالًا إيمائيًا متميزًا، دون تهميش أي جزء من التفاصيل البسيطة غير الحسّية مرئيًا، لكنها محسوسة ضمن خلفية كل مشهد ومعاني الحوارات التي تميزت بمفهومها الجمالي وقدرتها على بسط سلطتها العاطفية والعقلانية والطبيعة الأدبية ذات القيمة الدرامية التي نجح بها المؤلف، وبقالب أدبي مفهوم لدى المتلقي. استطاع طاقم العمل نقل صور النص من خلال توسيع الاتجاهات الدرامية المختلفة من تمثيل وتصوير وموسيقى، وضوء وحركة ونغمة صوت تنسجم مع خامات بعضها البعض في كل حلقة تغلبت على الأخرى فنيًا، لنشعر أن تدرج العمل في حلقاته يرتقي إلى مستوى ذائقة الجمهور برغم تشابه بعض المواقف في قصص أخرى. إلا أنها في مسلسل "تشيللو" تميزت بالتلاحم وبالحوارات الأكثر بساطة ووضوحًا، مما ترك أثرًا رائعًا في نفس المشاهد خصوصًا مع الفنانة "أنجو ريحان" التي استطاعت إحداث نقلة نوعية في دورها عبر هذا المسلسل فقد لمسنا الخامة التمثيلية في أعماقها مع الحفاظ على الألق الذي تتميز به أو بالأحرى بشاشة الوجه والديناميكية الشديدة في إظهار التعبيرات والانفعالات دون مبالغة أو ابتعاد عن الشخصية التي تتقمصها، فدورها مع الفنان "أيمن عبدالسلام" كان ضمن مسار ثنائي مختلف معنويًا ونفسيًا عن ثنائية آدم وياسمين، فزياد أو الفنان "أيمن عبدالسلام" رفض الاستسلام لمشيئة حبيبته التي اختارت الرجل المختلف في تطلعاتها نحو الحياة، فلعبة الساحر لجأ إليها المؤلف لندرك أن أدوار الحياة هي الدراما الحقيقية التي لا يمكن فهم تركيبتها الإنسانية أو سلوكيات شخوصها الذين ينتمون إلى صراعات تثير الغموض كلما اكتشفنا حقيقة الذات التي ينتمون إليها، إن من المحامي وحبيبته التي تلهث خلف المال أو للممثل القدير "جهاد الأطرش" الذي لعب دور الراوي بخامة صوته القوية والأداء الرائع وقدرته على منح الحوار الطويل بعدًا دراميًا لا يمل منه المشاهد مع الفنانة التونسية القريبة من المشاهد بدور الممرضة ولباسها الأبيض. "إياد الريماوي" وتأليف موسيقي متآلف مع المشهد بنغمة تحاكي الصوت الحواري بحزن يلف الهمسة الموسيقية بمسارات وتطورات تعتمد على الإشارات الضمنية وفواصل الحدث، وكأنه يؤلف المشهد الموسيقي بمعالجة درامية أيضًا ضمن محاكاة النغمة للمشهد والحدث والمعنى الذي تحمله للتأثير على الحواس إن بحزنها الوتري أو أصوات الآلات التي استخدمها، ليذكرنا بالمصير الغامض الذي ينتظر أبطال هذا المسلسل بلحن حواري تميز بتمهيد وتباطؤ وبنبرة تشكل النواة الحسية للمشهد السمعي المرافق للمشهد التصويري وللمعنى المتهادي في آن دون تشابك في العناصر الدرامية الأخرى، فهل هذا محض صدفة أم براعة الأداء الموسيقي؟ يعبّر التتر من خلال الشارة والأغنية وكلماتها المؤداة بصوت الفنان "مروان خوري" المتجاوب مع نداءات النفوس العاشقة والخائنة والمترددة وكأن الكلمات هي السنة اللهب للدخول في نيران الحلقات المتتابعة وإشاراتها الضمنية دون الوقوف عند معنى معين. إذ يكتمل جمال المسلسل بوجود الراوي وإحساسه العميق بهذه القصة الحدث الموجودة في الحياة مع كل أبطالها الذين تقاربوا وتباعدوا بتآلف تمثيلي وقدرة على تفسير حتى المشاعر التي يصعب الوصول إليها حين يتحول الغموض إلى حدث يضيف الشعور بالانتظار أو للوصول إلى حلول درامية مختلفة يصعب الوصول إليها لأننا في مجتمع مبني على هذه الصراعات المعنوية والنفسية بين الحب والمال، والإخلاص والوفاء والخيانة، والعطاء غير المشروط ببنود عقد مكتوب على ورق. تم نشره عام في جريدة اللواء2015
×
Director Samer Barqawi
سامر برقاوي مخرج سوري بدء مسيرته في الدراما منذ عام 1995، لديه العديد من المسلسلات الدرامية مثل الهيبة، نص يوم، تشيللو لو، لعبة الموت، قلبي معكم، مسلسل شبابيك.. إضافة لبعض الأفلام القصيرة. حائز على العديد من الجوائز في الوطن العربي آخرها كان الموركس دور 2018 موريكس تقديري للمخرج سامر البرقاوي عن مسلسل «الهيبة».. الأعمال التي أخرجها 2006 الوزير وسعادة حرمه 2007 بنت النور 2008 بقعة ضوء ج6 2009 قلبي معكم 2010 بعد السقوط 2011 مرايا فوق السقف مطلوب رجال 2012 هوامير الصحراء 2013 صرخة روح (عدة مخرجين) لعبة الموت (بالشراكة مع الليث حجو) 2014 لو 2015 تشيللو 2016 نص يوم 2017 الهيبة (مسلسل) 2018 الهيبة العودة (مسلسل) 2019 الهيبة الحصاد (مسلسل) 2020 الهيبة الرد (مسلسل) 2021 الهيبة جبل (مسلسل) 2023: الزند : ذئب العاصي (مسلسل) 2024: تاج (مسلسل)
«
14
15
16
17
»