Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
لام شمسية- وآثاره في مواجهة قضايا التحرش بالأطفال
BY المخرج كريم الشناوي
8.5
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
لام شمسية- وآثاره في مواجهة قضايا التحرش بالأطفال عبر الدراما ضحى عبدالرؤوف المل يبرز مسلسل "لام شمسية" كأحد الأعمال التي تلامس القضايا الاجتماعية والنفسية بطريقة مبتكرة وعميقة، متجاوزا كونه مجرد عمل ترفيهي ليصبح أداة تحليلية تفتح أمام المشاهدين العديد من القضايا الحاسمة التي يعاني منها المجتمع. المسلسل لا يروي مجرد قصة، بل يشكل مرآة لواقع معقد، يعكس مشكلات تتشابك مع التحولات الاجتماعية الراهنة، مما يطرحه كعمل درامي يتجاوز التقليدية، ويضع أمامنا تساؤلات حول مدى الجرأة في طرح القضايا الاجتماعية الحساسة والتمثيل الدقيق لتفاصيل الحياة اليومية للمحيط الذي يعيش فيه المتحرش به. فكيف تفاعل "لام شمسية" مع هذه القضايا؟ وهل استطاع أن يكشف ما وراء الستار الاجتماعي؟ الدراما، التي لا تقتصر على كونها وسيلة للترفيه فحسب، إذ تصبح في هذا المسلسل أداة قوية لعرض المشاعر والأزمات التي يعايشها المجتمع. في "لام شمسية"، تتداخل الأحداث في قصة معقدة تعكس العلاقات الأسرية، التربوية، والاجتماعية،والأخلاقية، وتستعرض من خلالها رحلة شخصية "نيللي"، التي تمثل نموذجًا للمرأة المدركة لدورها الأمومي المهم، المرأة التي تكافح في عالم مليء بالتحديات. المسلسل يسلط الضوء على قضايا الحرية الشخصية وحمايتها، والثقة بالآخرين، والظلم الاجتماعي، والخوف من الناس بما يعزز منصة للحديث عن هذه القضايا التي غالبا ما تُغيّب في الأوساط التقليدية. نجاح المسلسل لا يكمن فقط في حبكته المثيرة، بل في عمق تناول الصراع الداخلي الذي يعيشه الأفراد، حيث يشعر المشاهدون بأن ما يحدث على الشاشة يعكس مواقف الحياة اليومية، خاصة في العلاقات الأسرية. بين الآباء والأبناء، وبين الأزواج، يحمل المسلسل رسائل قوية حول الضحية ومعاناة الأهل في الإفصاح أو التستر. فهل نجح "لام شمسية" في تفكيك الشخصيات وعرض تأثيراتها في المجتمع؟ من أبرز الشخصيات التي أضاء عليها "لام شمسية"، نجد شخصية "نيللي "، التي تعتبر تمثيلا حقيقيًا لشخصيات تعيش تحت وطأة التحديات الاجتماعية والضغوط اليومية. طرح المسلسل من خلال "نيللي" التي تقوم بدورها الممثلة أمينة خليل تساؤلًا محوريًا: كيف يمكن للفرد أن يحقق ذاته بحرية في مجتمع تقليدي يفرض عليه القيود؟ هذا الصراع الذي يواجهه الفرد في محاولته للحفاظ على استقلاله في ظل قوى اجتماعية تحاول تقيده، هو جوهر المسلسل، مما يجعله ليس مجرد عمل درامي، بل دراسة اجتماعية ونفسية في الطبيعة الإنسانية. فهل هذا المسلسل حفر في أعماق المجتمع المعاصر جريمة ستلقي بظلالها الثقيلة على الوعي الجمعي؟ وهل المشاهد التي تصور معاناة يوسف ونيللي وحتى أم المتحرش هي تشابك درامي نفسي اجتماعي يثير جدليات كثيرة ويُجبر المشاهد على تأملات في طبائع النفس البشرية؟ تتجسد هذه الصراعات أيضًا في تفاعلات الشخصيات الأخرى مثل "طارق" الذي يقوم بدوره الفنان أحمد صلاح السعدني ويسرا اللوزي التي تقوم بدور رباب، اللذين يمثلان محورا آخر للمسلسل، حيث تتراوح علاقاتهما بين الحب والخيانة والتضحية، مما يعزز الأبعاد العاطفية للمسلسل. فهل استطاع العمل أن يعكس ما يحدث في المجتمع من صراعات داخلية؟ وهل أحاطت الكاتبة بوجوه عدة قتلة شاركوا في هذه الجريمة بسبب الإهمال أو عدم التصديق أو حتى الخوف من المواجهة، والأهم الخوف من عدم التصديق والوقوع في المحاكم بسبب التشهير؟ "لام شمسية" لا يتوقف عند مجرد سرد حكاية خيالية، بل يسبر أغوار الواقع الاجتماعي ويكشف عن مشكلات عدة مثل الطبقية والفقر، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها المجتمع في مجالات التعليم والعمل. عبر هذه القضايا، يطرح المسلسل تساؤلات حول العدالة والمساواة في مجتمع يعاني من أوضاع عصرية وتربوية وفكرية صعبة. وقد خرج صناع العمل من النمطية الدرامية حيث تجسد الشر في أبهى تجلياته وهذا التصور سكن في ذهن المشاهد، لأنه يمثل جزءًا من الواقع المظلم والمعقد. فهل للأهل والإعلام وحتى المحيط القريب من الضحية الدور الأساسي في تشكيل الصورة العامة لهذه الجرائم المسكوت عنها؟ عالج المسلسل أيضا قضايا المرأة في المجتمعات العربية كما رباب، وهي ضحية أخرى كونها زوجة المتحرش التي تعاني من خوف على ابنتها، مشيرة الكاتبة إلى المعاناة التي تواجهها النساء في بيئات ثقافية تحكمها قيم قمعية أو محافظة. إذ في "لام شمسية"، تظهر الشخصيات النسائية بشكل قوي مثل نيللي ورباب وحتى عشيقة الزوج، حيث يكسرن القيود الاجتماعية المفروضة عليهن، ويؤكدن العمل على أن النضال من أجل التغيير يتطلب شجاعة وصمود. "نيللي"، على سبيل المثال، تصبح رمزًا للمرأة التي ترفض التقييد في حياتها المهنية والشخصية وتنتفض في سبيل الدفاع عن ابنها. فما هو الدور الذي يلعبه المسلسل في توعية المجتمع بهذه القضايا؟ وهل من الصعب التمييز بين الضحية وبين الفاعل أو المتحرش المريض نفسيا والمتستر تحت ثوب الدكتور المتعلم الجامعي والأخلاقي جدا؟ وهل يمكن أن تتجاهل العدالة التفاصيل الدقيقة للواقع الاجتماعي والنفسي للمتحرش؟ من خلال أحداثه وشخصياته، "لام شمسية" يظهر بوضوح تأثيره في تغيير النظرة التقليدية تجاه بعض القضايا المجتمعية. موضوعاته، على الرغم من حساسيتها، تفتح الباب أمام نقاش حقيقي قد يكون مغلقا في أوساط المجتمع التقليدية. يساهم المسلسل في نشر الوعي ويحفز المشاهدين على التفكير في جوانب حياتهم الشخصية والمجتمعية. فالمسلسل لا يعكس فقط الواقع المعقد للمجتمع، بل يقدم أيضا رسالة أمل وإصرار على التغيير. فهو لا يترك المشاهد في حالة من اللامبالاة أو الجمود الفكري، بل يدفعه للتفكير في كيفية تغيير سلوكياته والتفاعل مع قضايا المجتمع بشكل أكثر فاعلية. في الوقت الذي تركز فيه الكثير من الأعمال الدرامية العربية على التسلية والقصص الخيالية، يُعد "لام شمسية" خطوة مهمة نحو تقديم محتوى مدمج بين الترفيه والتثقيف في قضايا مهمة كالتحرش بالطفل.كما يسلط الضوء على تحول هام في صناعة الدراما، حيث أصبح الاهتمام بالقضايا المجتمعية الشائكة عربيا بشكل جاد وواقعي يشكل جزءًا أساسيًا من الإنتاج الفني العربي. لقد فتح نجاح "لام شمسية" رؤية لتعقيدات مجتمعية عربية تحديدا لاستكشاف قضايا قد تكون محورية ولكنها صعبة أو حتى مثيرة للجدل. ورغم أن بعض هذه المواضيع قد لا تحظى بشعبية كبيرة في البداية، إلا أن المسلسل يعزز من قدرتنا على الدخول في حوار صريح حول القضايا التي تهم مجتمعنا. إذ يُعد "لام شمسية" أكثر من مجرد عمل درامي، إنه أداة ثقافية تعكس القضايا المجتمعية المهمة التي نعيشها، وتدعو إلى إعادة التفكير في تأثير تلك القضايا على الأفراد والمجتمع ككل. من خلال شخصية "يوسف" والصراعات التي تعيشها نيللي أيضًا، فالفكرة هي قوة دافعة للتغيير والتحول الاجتماعي، ويعيد الأمل في أن الدراما يمكن أن تكون أداة فعالة للتوعية والتغيير. وهي الأرض الخصبة لفهم العوامل الاجتماعية التي تقف خلف هذه الجرائم وتوجيه الأنظار إلى ضرورة إصلاح الأطر الاجتماعية والثقافية التي تساهم في هذه الظواهر. لا يمكن القول إلا أن المسلسل متزن في رؤيته الدرامية من حيث عناصره الكتابية والإخراجية وأركانه الأخرى من موسيقى تصويرية وعنوانه المرتكز على "لام شمسية" ومعناها المجازي والاستعاري لأن "لام شمسية" يبدو معبرًا بشكل جميل ومؤثر، خصوصًا إذا كان يعكس فكرة معينة عن الفروق أو التناقضات، أو ربما يرمز إلى طاقات بشرية مختلفة. كما أن استخدام "اللام" في السياق العربي يشير إلى شيء محوري أو مهم. من خلال ربط "الشمسية"، يمكن أن يكون العنوان استعارة عن أشياء ظاهرة وخفية، أو ربما يرمز إلى شيء في حياة الإنسان يعيش بين النور والظلام، بين الأمل واليأس. فكيف إذا كان المسلسل يتناول موضوع التحرش؟ الاستعارة العميقة تبرز التناقضات بين الأضواء والظلال في حياة الضحايا، وبين المعاناة التي يعانونها في الخفاء (كما القمر) والتحديات التي يقومون بمواجهتها علنًا (كما الشمس). قد يسلط الضوء على النضال بين الظلام والنور، والطرق التي يواجه بها الأفراد هذه التجارب الصعبة في المجتمع. فماذا عن كلمات أغنية التتر؟ بدا تتر المسلسل مؤثرا للغاية والكلمات حملت عمقا كبيرا، تناغمت بشكل رائع مع الموضوع الذي تناوله المسلسل، وخاصة قضية التحرش والمعاناة الداخلية التي واجهها الضحايا. فالكلمات التي تذكرها الأغنية توحي بصراع داخلي طويل، شعور بالضياع والشتات بين الحقيقة والكذب، وأيضا قد تعكس الارتباك والتشتت الذي يعيشه الشخص الذي مر بتجربة مؤلمة. أنا مضطرة قول أن الحكاية هنا قد تكون بداية إعلان عن الحقيقة أو بداية التحرر من الصمت، و"كنت بحر مالوش نهاية" تعبر عن عمق المعاناة التي لا تنتهي. "لا أنا معايا ومش معايا" هي عبارة مؤلمة قد تشير إلى الشعور بالتضارب الداخلي بين القوة والضعف، وبين رغبة الضحية في المضي قدمًا بينما تشدها القيود الداخلية والخارجية. أما "الكدب أحيانًا مريح"، فهي تعبير عن الطريقة التي يهرب بها بعض الأشخاص من مواجهة الواقع المؤلم. الكذب يمكن أن يكون نوعًا من الهروب المؤقت من الحقيقة التي قد تكون مؤلمة جدًا. فقد عزز تتر "لام شمسية" من الأجواء العاطفية والدرامية للعمل، وأضاف له بعدا إنسانيًا قويًا. فهذه الكلمات بدت كأنها تعبير صادق عن الصراع الداخلي الذي واجهه الأفراد الذين يتعاملون مع قضايا مثل التحرش أو غيرها من التجارب المؤلمة. فهل يمكن التصفيق بقوة لصناع هذا المسلسل الذي تم عرضه في رمضان 2025؟ Doha El Mol https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=863596
×
المخرج كريم الشناوي
المخرج كريم الشناوي مخرج مصري من مواليد القاهرة في 28 سبتمبر. تخرج في كلية (الإعلام) جامعة القاهرة عام 2007. سافر بعدها لدراسة السينما في لندن. عمل كمساعد مخرج في الفيلم الوثائقي
-البطل- معركة الإنسان مع نفسه في زمن الفوضى
BY المخرج الليث حجو
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
-البطل- معركة الإنسان مع نفسه في زمن الفوضى ضحى عبدالرؤوف المل لامس المسلسل الدرامي "البطل" أعماق الروح، حيث ألقى المؤلف والمخرج الليث حجو الضوء على قضايا إنسانية عميقة تتعلق بالهوية، الشجاعة، والوفاء بالمبادئ في زمن مليء بالتحديات. يجسد المسلسل رحلة شخصية محورية تُناضل للحفاظ على قيمها في عالم غارق في العنف والصراع. في وسط هذا الدمار، يبرز البطل كرمز للإرادة الإنسانية التي لا تنكسر، رغم العواصف التي تجتاحه. مع كل حلقة، يأخذنا المسلسل في رحلة نفسية مع البطل الذي يواجه تحديات الحياة، يقارع قسوة الواقع، ويظل ثابتًا على مبادئه. ومع قدرة تمثيلية جديرة بالتقدير، تحاصرك أركان هذه الدراما تمثيليًا وموسيقيًا وبصريًا وفلسفيًا وشعبيًا، مما ساهم في نجاح المسلسل الذي عصف بنا في رمضان 2025. فهل الحرب السورية في نفوس أبنائها هي الأصعب؟ تدور أحداث مسلسل "البطل" حول شخصية محورية تُدعى يوسف، الذي يبدو للوهلة الأولى أنه مجرد معلم بسيط في مدرسة ريفية، ولكن سرعان ما نكتشف أن هذا المعلم هو شخص ذو عمق فكري وأخلاقي، يسعى جاهدًا للحفاظ على قيم العدالة والمساواة في ظل حرب عاتية تهدد كل شيء حوله. يعكس يوسف صراعًا داخليًا شديدًا، حيث يعيش في عالم مهدد بالدمار ولا يجد أمامه سوى خيارين: إما أن يتخلى عن مبادئه في سبيل البقاء، أو أن يتمسك بها رغم كل شيء، حتى ولو أدى ذلك إلى فناءه. فيقول في رسائل موجهة لحفيده: "عزيزي يوسف، تضيق النهايات وصولًا إلى ما يشبه لحظة الاختناق، وبصورة ما يتدلى حبل خلاص فنظن أننا قد نجونا، ولكن سرعان ما ينقطع فنهوى نحو القاع مرة أخرى. شعور مؤلم، ما إن تتذوق طعم الخلاص حتى تكتشف أنك كنت تحلم، وأنك تهوي." فهل من زمن يجمع بين الجد والابن والحفيد؟ أم أن المخرج والمؤلف الليث حجو أدخلنا في دائرة الحرب السورية الداخلية في أنفس الشخصيات؟ على مدار الحلقات، نرى المدير أو المعلم يوسف يكتب رسائل، بعضها لحفيده الذي يعيش في عالم غير موجود بعد، وبعضها الآخر لنفسه ولزوجته وأولاده وحتى لفرج قبل أن يغادرهم، محاولًا فهم ما يحدث من حوله. هذه الرسائل تُعتبر بمثابة نافذة نطل من خلالها على أعماق شخصية "البطل"، ونعرف مدى الصراع النفسي الذي يعيشه في محاولته للحفاظ على إنسانيته وسط العنف والموت المحيط به. كما نراه يتساءل في رسائله: "هل يمكن للإنسان أن يبقى على قيد الحياة بقيمه في وسط هذه الفوضى؟" هذا التساؤل يعكس بطبيعته عمق الشخصية والصراع الدائم في محاولة الحفاظ على الذات في عالم يرفض الرحمة. فهل فرج هو البطل الرديف، أو الذي يحاول أن يكون بطلًا فتقتله أهدافه وصراعاته أو بالأحرى استخفاف محيطه به؟ "يوسف" هو بطل المسلسل وأيقونة المقاومة الإنسانية في وجه الظلم. البطل ليس قوياً جسديًا بل قويًا بالصمود النفسي كرب أسرة ومعلم الضيعة ومحب لمن حوله ، بل إن قوته الحقيقية تكمن في قدرته على الصمود النفسي. فقد وضعه العالم في مواجهة لا يمكن الفرار منها؛ فهو يعيش في زمان الحرب التي لا تترك مكانًا للضعف أو الاستسلام. لكن القوة التي يمتلكها يوسف ليست مجرد قوة خارقة، بل هي قوة معنوية: إنه يقاوم تيارات الفساد والإحباط التي تدفعه نحو التراجع عن قيمه. نراه يحاول أن يظل على تواصل مع هويته الإنسانية، حيث يواجه مواقف قاسية تشكك في إمكانية البقاء على المبدأ في عالم مليء بالانكسار. إن صراع يوسف لا يقتصر على محاربة الأعداء أو تقلبات الحرب، بل يشمل أيضًا معركة داخلية مع ذاته. فهو لا يعرف أي طريق يجب أن يسلكه في هذا العالم المليء بالدمار؛ أهو الطريق الذي يدافع فيه عن القيم، أم يسلك طريق النجاة الذي قد يتطلب منه التخلي عن مبادئه؟ فهل ابنته مريم تشبهه، أم أن عدم تمسكها بأهدافها وسفرها مع خطيبها أسفر عن تأخير أدى إلى موته بعد طلب الدولة الاحتياطي من الجنود للقتال؟ وهل فرج أراد أن يكون فردًا من أسرة لم يولد فيها، وهو الذي ولد في السجن من أم قتلت أبيه؟ عبر رسائله، يعبر يوسف عن حالة من الارتباك والتشوش الداخلي، يتأمل في معاني الحياة والموت، وفي كيفية إحياء أمل جديد رغم كل الخراب. يسأل نفسه: "هل يمكن للإنسان أن يبقى على قيد الحياة بقيمه في وسط هذه الفوضى؟" هذا التساؤل يعكس عمق الصراع الذي يعانيه يوسف. ويطرح المسلسل عبر هذه الحوارات العميقة تساؤلات فلسفية حول حقيقة الإنسان في زمن الأزمات: هل من الممكن أن يتخلى الإنسان عن مبادئه ليعيش، أم أنه يمكنه العيش بقيمه في عالم يستهين بالقيم؟ وكيف يستطيع الفرد الحفاظ على إنسانيته في عالم لا يعترف إلا بالقوة؟ كل هذه الأسئلة تجد إجاباتها من خلال شخصيات المسلسل وصراعاتها الداخلية. تتمثل إحدى الشخصيات المميزة في "البطل" في مريم، التي تمثل الحضور الأنثوي القوي في القصة، وهي ابنته. ومن ثم الزوجة التي تشاركه الصعاب وتكون السند العاطفي في وقت لا يبدو فيه أحد حوله. فالزوجة ليست مجرد شخصية مساندة، بل هي تجسد الصراع الداخلي الذي يعانيه يوسف، حيث يطلب منها اتباع ركب الفساد والتغيرات التي تحدث نتيجة الحرب التي أنهكت الإنسان. هي تعيش بدورها في حالة من القلق والخوف على أسرتها، ولكنها تسعى دائمًا للثبات على القيم الإنسانية. في أحد مشاهد المسلسل، يتحدث قائلا: "لن تستوي الحياة إذا لم نشعر أننا معنيون بآلام الآخرين، وما قيمة الحياة إذا لم تستوي؟" وهو تساؤل فلسفي يعكس كيف يمكن للإنسان أن يجد معنى لوجوده في زمن الحرب والمأساة. ثم يقول: "سيكون هناك أيام تشعر فيها أن انقطاع الحبل الشوكي أرحم بكثير من أن تقطع حبل السرة. إن الألم الجسدي قد يكون محمولًا أمام ألم الروح. عزيزي يوسف، ستضعك الحياة أمام خيارات لا تريد منها شيئًا أو تريدها كلها، فتعجز. والعجز هو أن لا يخرج الصوت من فمك إلا بطلوع روحك معه." فالإحساس بالألم الداخلي هو أصعب ما يعانيه الفرد في ظل كل الانكسارات التي تحدث فجأة. فهل شعر فرج بكل هذا وهو يتخبط من الفقر ونظرة الناس له واحتقارهم له لأنه وُلد في السجن؟ أما مروان، فهو أحد الأبطال الجدد في حياة يوسف، خطيب ابنته، وهو الشاب الذي يعكس رغبة في الهروب أو الخروج من وسط الخراب في البلد إلى خارجها. يمثل مروان جيلًا جديدًا يحاول التمرد على الواقع القاسي بالهروب والمغادرة، ويحمل طموحات كبيرة في تحسين العالم. لكن مواجهته المستمرة للواقع يطرح تساؤلات عديدة حول قدرة الشباب على تغيير الواقع في ظل الظروف التي تفرضها الحروب. ليقول يوسف في رسالة: "الحرب تقلب الموازين يا يوسف، فإما أن نتكاتف وإما أن تنهكنا." حيث يركز على ضرورة التضامن الإنساني في مواجهة الظلم. لكن لغلاء المعيشة واللجوء وسعي الفرد لتأمين لقمة العيش، يقلب الموازين عند الجيل الجديد من الشباب. فهل منح الليث حجو البطل سمات نفسية واجتماعية تنتج تأثيرًا واقعيًا ومرآويًا، مما يجعله يصبح مبشرًا بالهوية والقيم الحالية ونموذجًا للتطور؟ أم أن البطل في منحى آخر هو فرج الذي تحول من حال إلى حال وأصبح مقصدًا للكثير من الشباب لمساعدتهم؟ سلافة هي الشخصية التي تمثل مأساة اللاجئين الذين لا حول لهم ولا قوة، بل هم مجرد أرقام في عوالم الحروب. لكن سلافة ليست مجرد رمز للضعف، بل هي نموذج للقدرة على العيش رغم المعاناة. في سعيها للبقاء على قيد الحياة، تكتشف سلافة أبعادًا جديدة لمعنى الصمود، حيث تجد نفسها تحت قيادة يوسف وتكتسب منه القوة الداخلية التي تجعلها تقاوم التحديات. كما نُشاهد صورة اللاجئ التي غالبًا ما تكون مغيبة أو مقتطفة في معظم الأعمال الفنية. اللاجئون هنا ليسوا مجرد ضحايا للمأساة السياسية أو الاجتماعية، بل هم جزء من نسيج إنساني مهدد بالزوال. مشهد استقبال سلافة وابنها في بيت الأستاذ يوسف يعكس التضامن البشري في أوقات الشدة، بينما نرى أن العائلات في القرية تبرعت بحبوب العدس والحمص إيمانًا منهم بأن المعركة ليست معركة فردية، بل معركة مشتركة. إذًا، مع دخول اللاجئين إلى المدرسة، تصبح الحياة اليومية تتقاطع مع هذا الفضاء المليء بالتحديات والآمال المتضاربة. "البطل" يطرح عددًا من الأسئلة الفلسفية الكبرى، التي تدور حول دور الإنسان في عالم مليء بالألم والفوضى. هل ينبغي للإنسان أن يتخلى عن مبادئه ليعيش، أم أنه يمكنه العيش بقيمه في عالم يستهين بالقيم؟ وكيف يستطيع الفرد الحفاظ على إنسانيته في عالم لا يعترف إلا بالقوة؟ من خلال الحوارات التي تتم بين شخصيات المسلسل، يكشف العمل كيف أن الصراع الداخلي هو أصعب وأقوى من الصراعات الخارجية. صراع يوسف لا يكمن فقط في قتال العدو، بل في معركة الذات التي يخوضها من أجل التمسك بمبادئه. عبر رسائله، نرى أنه يرفض الاستسلام أمام الجوانب المظلمة في شخصيته، كما يرفض الاستجابة لأصوات المجتمع التي تدعوه للتخلي عن الأخلاق في سبيل النجاة. أحد العناصر الأساسية في مسلسل "البطل" هو الصراع النفسي الذي يعاني منه يوسف. ورغم كونه شخصية محورية تسعى للحفاظ على المبادئ، إلا أن الواقع القاسي يجعل الصراع الداخلي أكثر قوة وتأثيرًا. فكلما تقدم يوسف في المسلسل، زادت الأسئلة التي تطرأ على ذهنه: "هل يمكنني أن أظل على قيد الحياة وأظل كما أنا؟ أم أن الحياة ستفرض عليَّ تغييرًا يجعلني أفقد جزءًا من إنسانيتي؟". هذا السؤال يظل يلوح في أفق المسلسل ويؤثر على تطور القصة. المسلسل يعكس كيف أن الإنسان في زمن الحرب ليس مجرد ضحية أو تابع للظروف، بل هو أيضًا قادر على المقاومة والتمسك بمبادئه. كما تبرز أهمية "فرج"، الذي يمثل الدائرة المغلقة لشخصية ضحية تتحول إلى شخصية أخرى في ظل ظروف معقدة. فرج هو شخصية تبدأ كضحية لنظام قاسٍ وظروف اجتماعية معقدة، ليجد نفسه في النهاية في دوامة من الأفعال غير القابلة للتراجع. يسلط العمل الضوء على حقيقة مرّة: أن الأبطال في كثير من الأحيان لا يُصنعون من القوة، بل من التضحية والألم. "فرج لم يكن الشرير الوحيد في القصة؛ بل كان ضحية لنظام وعلاقات مشوهة، وتضارب المصالح الذي جعل منه شخصية محطمة". نهاية "البطل" ليست النهاية المعتادة التي نتوقعها من الدراما العربية التقليدية، حيث تنتصر العدالة ويُعاقب الشر. بل هي نهاية مليئة بالتعقيدات والتساؤلات. فرج يموت بين يدي "الأستاذ يوسف"، الذي يعترف بقتله. ولكن هل كانت هذه النهاية حتمية؟ وهل كان من الممكن لفرج أن يكون شخصًا آخر إذا اختار البقاء على الطريق الذي رسمه له "الأستاذ يوسف"؟ يطرح المسلسل هذه الأسئلة عن المصير واختيار الإنسان في زمن الحرب. كما يبرز في نهاية المسلسل سؤال عن البطولة الحقيقية. يوسف، كما يبدو في رسائله، يمر بتحول لا يقتصر على الصمود جسديًا، بل يشمل الصمود من خلال المبادئ والإنسانية. البطل ليس مجرد قصة عن شخص يكافح من أجل البقاء، بل هو قصة عن الأمل في ظل الأوقات المظلمة، عن المقاومة الداخلية التي يخوضها كل فرد في عالم مليء بالخراب. يظل البطل دائمًا هو الشخص الذي يقاوم ويناضل، رغم الصعوبات والمصاعب التي تحيط به. فهل الرسائل التي وجهها يوسف لحفيده هي لمعرفة الماضي لحرب فرضت نفسها على أجداده؟ وهل ما قاله "من العدل أن تعرف ماذا جرى وكيف جرى لتعرف كيف تسعى لجعل العالم أقل ظلمًا، لتعرف كيف تدافع عن حقك بالحياة بسلام، حكايتك وليس بالدماء التي أهرقت فيها. ستحمل حكايتك في طياتها مصائر لا ذنب لك بها ولا ذنب لأبطالها." وهل يمكن أن تكون البطولة ذنبًا، فاغفر ورفع يد العون للآخرين، وإلا فلن ترحمنا هذه الأرض؟" بعيدًا عن الصورة المثالية للأبطال الذين يمتلكون قوى خارقة أو ينتصرون دائمًا، يقدم مسلسل "البطل" البطولة كحالة من المقاومة الداخلية، حيث لا يتمثل البطل في قوته الجسدية، بل في قدرته على الحفاظ على قيمه وإنسانيته وسط الخراب. "البطل" ليس مجرد قصة عن شخص يكافح بل هو مستوحى من كتاب زيارة الملكة لممدوح علوان، فقد استطاع الليث حجو الاحتفاظ بأجواء الرواية الفلسفية والرمزية مع تعديل الحبكة لتناسب طابع المسلسلات التلفزيونية، ويضعنا في ظل التحديات، عن المعركة التي يخوضها الإنسان مع نفسه ليظل إنسانًا في عالم يعج بالفوضى. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=863726
×
المخرج الليث حجو
الليث حجو (21 أغسطس/آب 1971) ، مخرج سوري من مواليد مدينة دمشق ذو أصول حلبية وهو ابن الممثل عمر حجو. عمل لفترة طويلة مخرج مساعد لكبار المخرجين في سوريا قبل أن يقدم مسلسله التلفزيوني الأول بقعة ضوء 2001 والذي حقق نجاحاً باهراً دفع الشركة المنتجة سوريا الدولية للإنتاج الفني إلى إنتاج 14 جزءاً من السلسلة (2001 - 2019). بداياته الفنية بدأ الليث حجو مسيرته المهنية كمخرج مساعد منذ العام 1996 حيث عمل مع عدد من المخرجين السوريين أمثال حاتم علي والمخرج مأمون البني والمخرج هشام شربتجي، حتى بداية عام 2001 حين أخرج أول عمل له، ليصبح في رصيد المخرج السوري العديد من الأعمال والتي تجاوزت 40 عملاً فنياً درامياً أغلبها مسلسلات بين مساعدة في الإخراج والإخراج المباشر بعد عام 2001.كما أخرج حجو فيلم وثائقي واحد بعنوان «نوافذ الروح» وذلك عام 2011 بمشاركة عمار العاني بإنتاج مشترك بين المؤسسة العامة للسينما ومديرية الآثار والمتاحف بالتعاون مع مؤسسة جذور.وفي عام 2018 دخل عالم السينما والأفلام الروائية بفيلم سينمائي قصير عنوانه «الحبل السري» والذي حاز على عدد من الجوائز. من أشهر الأعمال التي قام الليث حجو في المساعدة في إخراجها: الفصول الأربعة بجزأيه الأول والثاني رفقة المخرج الراحل حاتم علي وخان الحرير بجزأيه الأول والثاني رفقة المخرج هيثم حقي ومسلسل مرايا أجزاء 96 و 99 و 2000 رفقة كل من عدنان إبراهيم ومأمون البني وحاتم علي والعديد من الأعمال الأخرى. أما أهم أعماله التي أخرجها: بقعة ضوء أجزاء (1 و 2 و 4) وكذلك مسلسل ضيعة ضايعة بجزأيه الأول والثاني ومسلسل خربة ومسلسل الواق الواق والتي كانت من تأليف ممدوح حمادة ومسلسل عالمكشوف وكلها مسلسلات ذات بعد محلي وطابع كوميدي تراجيدي، كما أخرج مسلسلات حظيت بجماهيرية واسعة كان أبرزها: الانتظار وأهل الغرام بأجزائه الثلاث وسنعود بعد قليل وأولاد آدم ومسلسلات لعبة الموت و24 قراطاَ التي كانت من تأليف ريم حنا. كما كان هناك عمل يعمل عليه مع المخرج حاتم علي ولكنه تأجل بسبب وفاة المخرج حاتم علي وهو سفر برلك والذي تمّ تغيير اسمه إلى سنوات الحب والرحيل ليعرض في وقت لاحق حيث تم تصوير العمل في كل من مصر وسوريا ولبنان.أعماله المرجع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%AB_%D8%AD%D8%AC%D9%88
معاوية
BY المخرج طارق العريان
6.4
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الدراما السياسية في سيرة معاوية بن أبي سفيان بين التاريخ المعاصر وصراعات العصر ضحى عبدالرؤوف المل في عالم الدراما، ليس الزمن التاريخي استثناء؛ فقد استولت المسلسلات على الماضي بشكل مختلف في هذا العصر. إذ يتطلب تقديم سيرة ذاتية ذات طابع تاريخي عميق وحافل بالتفاصيل الدقيقة توازنًا كبيرًا بين الأمانة التاريخية والإبداع الفني العصري. وعندما نتحدث عن دراما تاريخية تتناول شخصية محورية مثل معاوية بن أبي سفيان، يجب أن يكون العمل قادرا على استحضار روح العصر الذي عاش فيه هذا الرجل، مع تقديم تفاصيل دقيقة عن حياته وتأثيره في تاريخ العرب والإسلام. تقدم دراما "معاوية بن أبي سفيان" فرصة نادرة للغوص في تلك الحقبة المثيرة من التاريخ العربي. ولكن هل نجح مسلسل معاوية في تقديم هذا التاريخ بأسلوب يتسم بالعمق الدرامي والواقعية التاريخية؟ وهل هذه المسلسلات تستقطب جمهورًا أوسع من الوثائقيات؟ وهل من تصحيح تأريخي في التصوير؟ تناولت الدراما عدة فصول هامة في حياة معاوية، بدءا من ولادته في مكة وصولا إلى صعوده إلى السلطة في دمشق. قدم العمل تفاصيل دقيقة حول ولادة معاوية، علاقته بأمه هند بنت عتبة وتأثره بها، مشاركتها في الغزوات ، وصولًا إلى دوره البارز في الفتوحات الإسلامية بعد فتح مكة. وقد نجحت الدراما في تقديم خلفية تاريخية واضحة عن معاوية بن أبي سفيان. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل كانت هذه الأحداث مصوّرة بشكل دقيق وحقيقي تراثيا ليترسخ بصريا، أم أن هناك تحريفا تصويريا من أجل تحقيق أهداف درامية؟ من النقاط التي يمكن أن تثار هي المبالغة في تصوير بعض الحوارات والمشاهد، مثل الحوار المبالغ فيه بين معاوية وأمه هند. حيث تُصور هند في مشهد كأمٍ تشعر بالفخر الشديد لمولودها، وتدعو له بتصريحات قد تتجاوز حدود الحقائق التاريخية. على الرغم من أن هند كانت فعلاً امرأة ذات طموحات كبيرة وذكاء حاد، إلا أن بعض المشاهد قد تؤثر على مصداقية الصورة المعروضة في العمل. أما فيما يتعلق بنشأة معاوية في الحلقات الأولى، فهو يُصوَّر كأحد الشخصيات ذات الطموح الكبير، ولكنه في الوقت نفسه يظهر كفرد متأثر بالظروف السياسية المعقدة. مشهد تدريبه على القتال يعكس سعيه المبكر لاكتساب مهارات القيادة الحربية، ما يعكس شخصيته البراقة وقدرته على التأقلم في سياق الحروب والصراعات. تجسد الدراما تاريخًا غنيًا يتداخل فيه الصراع الشخصي مع الصراع السياسي والديني. ويُعتبر استخدام الإضاءة والموسيقى جزءًا أساسيًا من بناء الأجواء في المشاهد، حيث تُضاف الموسيقى التصويرية في اللحظات المفصلية لتعزيز التأثير العاطفي. ولكن بعض المشاهد، خاصة تلك التي يظهر فيها معاوية وهو يتحدث عن السياسة كـ"فن الطهو"، قد تبدو مبتذلة بعض الشيء إذا نظرنا إليها من زاوية تاريخية بحتة. فهذه المقارنة بين السياسة والطهو قد تكون موجهة أكثر للجمهور المعاصر، بدلاً من أن تكون تصويرًا دقيقًا لواقع معاوية وأسلوبه السياسي الحازم. من ناحية أخرى، كانت المشاهد التي تعرض الصراعات العسكرية، مثل غزوة بدر وغزوة أحد، سطحية للغاية. ركزت الدراما على عرض الانتصارات والهزائم بشدة، مما يعكس حجم التأثير الذي كانت تحمله هذه المعارك في صياغة النفوس وإعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة. وتتناول الدراما أيضًا التوترات التي نشأت مع انتشار الإسلام وتوسع الفتوحات. أحد الجوانب المميزة في العمل هو تناول الحديث عن التجارة والتوسع الروماني في مناطق الشام والعلاقة بين الروم والإمبراطورية الإسلامية الناشئة. من خلال مشهد حوار بين أبي سفيان وأصحابه، يتم تسليط الضوء على المخاوف المتعلقة بالآثار المحتملة للتوسع الإسلامي على التجارة، وهو عنصر مهم يمكن ربطه بالصراع بين الاقتصاد والسياسة في تلك الحقبة. كما أن الحلقة السادسة تبرز أهمية الفروقات الجغرافية بين الأمس التاريخي واليوم، حيث يقول معاوية في أحد المشاهد: "يسير معك ألفا جندي يا حبيب، أخرج نهارًا ليراك الجميع، أطلب من جنود أن يشيعوا الخبر ولا يكتموه، كي يخلو مدن الساحل من حاميتها لنجدة حاميتهم هناك. عندئذ يستطيع جيشنا في بعلبك أن يخرج إلى طرابلس فيأخذها بسهولة." في خضم الأحداث المتلاطمة التي يعيشها العالم العربي في العصر الحديث، تبرز سيرة معاوية بن أبي سفيان كنموذج درامي ثري يعكس أبعادًا معقدة للصراع على السلطة، ويستعرض التحالفات السياسية، توظيف الدين في السياسة، واستغلال الفراغات السياسية. ففي حين تنشغل المنطقة اليوم بالحروب والصراعات على السلطة في أكثر من دولة، فإن دراما سيرة معاوية تظهر لنا كيف أن هذه الصراعات ليست جديدة، بل كانت جزءًا من تاريخنا الإسلامي، وتحديدًا في القرن السابع الميلادي. فهذه الدراما تركز على السيرة ودوافع التوسع الجغرافي مع الصراع على السلطة الذي كان أحد الملامح البارزة في حياة معاوية بن أبي سفيان. بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفّان، إذ اشتعلت نار الخلاف بين أنصار الخليفة الجديد علي بن أبي طالب وأنصار معاوية، حيث رفض الأخير الاعتراف بشرعية خليفة علي ما لم يتم القصاص من قتلة عثمان. هذا الصراع لم يكن مجرد معركة سياسية، بل كان صراعًا دينيًا أيضًا حول مفهوم الشرعية في الخلافة. ويمكننا أن نرى أن الصراعات السياسية في العصر الحديث تتسم بالعديد من الأبعاد نفسها: التنافس على الشرعية والهيمنة السياسية، حيث تتداخل الدين والسياسة بشكل معقد، وتتحول النزاعات إلى صراعات طائفية وأيديولوجية، كما نراه في النزاعات السياسية في سوريا واليمن والعراق وليبيا ولبنان. في عصرنا الحديث، ما زالت قضية "الشرعية" مركزية في النزاعات السياسية، حيث تُستخدم الحروب على السلطة لاستعادة الشرعية المفقودة أو لتحقيق الأهداف السياسية الخاصة. هذه التوترات السياسية تسهم في مزيد من الانقسام المجتمعي وتعقيد الحلول السياسية. فهل شدد المؤلف خالد صلاح في مسلسل معاوية على الحنكة السياسية وفن الخداع والتكتيك؟ وهل هي مستبطنة سياسيا أكثر منها سيرة ذاتية تاريخية تزعزعت إخراجيا في أكثر من زاوية؟ كان معاوية بن أبي سفيان سياسيًا بارعًا في بناء التحالفات السياسية. فمعركته مع علي لم تكن مجرد قتال عسكري، بل كانت صراعًا دقيقًا لتحشيد الدعم السياسي والاجتماعي. استطاع معاوية أن يستغل قضية مقتل عثمان ليحشد التأييد لجيشه ويجمع حوله تحالفات قبائلية، فكان أكثر من مجرد قائد عسكري، بل كان ماهرًا في نسج شبكة من التحالفات السياسية التي ساعدته في تثبيت حكمه. هذا التكتيك السياسي تكرر في العصر الحديث، حيث نشهد تزايدًا في استخدام التحالفات السياسية لأغراض مصلحية، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. في كثير من الأحيان، يتم توظيف التوترات الطائفية أو القبلية كأداة لزيادة النفوذ وتوسيع قاعدة الدعم. في الحروب الأهلية المعاصرة، كالحرب السورية أو النزاع في ليبيا، تتداخل المصالح السياسية مع الهويات الطائفية والعرقية، مما يؤدي إلى مزيد من العنف والاقتتال. فماذا عن الاستفادة من الفراغ السياسي الذي ظهر في اللحظات الحرجة؟ في أعقاب اغتيال الخليفة عثمان، نشأ فراغ سياسي عميق في العالم الإسلامي، وهو ما شكل فرصة ذهبية لمعاوية للتمسك بالسلطة. في تلك اللحظات الحرجة، أدرك معاوية أنه يستطيع أن يوسع نطاق سلطته عبر استغلال الفراغ السياسي لصالحه، مستفيدًا من الوضع غير المستقر وتخوف الناس من الفوضى. هذه الظاهرة ليست غريبة في العصر الحديث. ففي أعقاب الحروب أو الانقلابات، يجد العديد من الشخصيات السياسية الفرصة للظهور واستغلال الفراغ السياسي لتوسيع سلطتها. كما في العديد من الدول العربية التي شهدت نزاعات، نجد أن القوى المختلفة تتنافس للسيطرة على هذه الفراغات لمصلحة أجنداتها الخاصة، سواء كان ذلك في العراق أو ليبيا أو حتى في بعض جوانب النزاع السوري. في معركة صفين( وهي منطقة قرب الرقة السورية حاليا)، كان الدين أداة حاسمة في الصراع بين معاوية وعلي. استغل معاوية شعار "القصاص من قتلة عثمان" ليحشد الدعم ضد علي، فالتوظيف الديني للسياسة كان أحد الأساليب البارزة في تلك الحقبة. فقد استخدم الدين ليس فقط لتبرير المواقف السياسية، بل لتقوية موقفه في معركة كان يواجه فيها خليفة المسلمين. اليوم، نرى كيف يمكن توظيف الدين في السياسة بطريقة مشابهة. ففي العديد من الحروب والصراعات المعاصرة في العالم العربي، يتم استخدام الخطاب الديني لتعبئة الجماهير وتبرير مواقف سياسية. الصراع في العراق وسوريا مثال صارخ على كيفية استغلال الهويات الطائفية والدينية لزيادة الانقسامات وتعميق الشرخ الاجتماعي، مما يجعل التسوية السياسية أكثر صعوبة. معاوية بن أبي سفيان كان رائدًا في تأسيس نظام حكم ملكي في العالم الإسلامي، حيث جعل الخلافة وراثية في أسرته بعد أن كانت تعتمد على مبدأ الشورى. هذا التحول شكل منعطفًا كبيرًا في تاريخ الحكم الإسلامي، حيث أصبح الوراثة أحد الأسس التي يعتمد عليها الحكم السياسي، وهو ما يُعد سابقة في التاريخ الإسلامي. وفي العصر الحديث، نجد أن العديد من الأنظمة السياسية العربية قد تبنت هذه الفكرة، حيث تنتقل السلطة عبر العائلات الحاكمة بشكل وراثي، مما يثير تساؤلات حول الديمقراطية والمشاركة السياسية في العالم العربي. يشير نموذج معاوية إلى أن الهيمنة السياسية قد تستمر حتى في ظل التحولات الشكلية، حيث يتم الحفاظ على التركيبة نفسها مع تغييرات طفيفة في الشكل. إن سيرة معاوية بن أبي سفيان لا تعد مجرد فصلاً في التاريخ الإسلامي، بل تمثل مرآة عاكسة لكثير من القضايا السياسية التي تواجه العالم العربي في العصر الحديث. من صراع السلطة والشرعية، مرورًا بالتحالفات السياسية المعقدة، وصولاً إلى التوظيف السياسي للدين واستغلال الفراغات السياسية، تظهر أوجه التشابه العميقة بين الماضي والحاضر. دراما حياة معاوية تُعلّمنا الكثير حول كيفية إدارة السلطة، والتعامل مع الصراعات الداخلية، وسبل الحفاظ على الاستقرار في الأوقات العصيبة. معاوية بن أبي سفيان لم يكن مجرد شخصية تاريخية، بل كان معلمًا سياسيًا أيضًا، وتستمر دروسه في الصراع السياسي حتى اليوم، مما يجعل سيرة حياته ملهمة لفهم العديد من القضايا التي نعيشها في عالمنا المعاصر. ولكن المسلسل كان يحتاج إلى المزيد من التأنّي في الكتابة والإخراج؛ فقد أصابه الترهل بسبب كثافة التفاصيل الصغيرة. ولو أنه سيرة ذاتية، إلا أن المشاهد الداخلية والعدد الكبير من الشخصيات قد ظلمته. في 5 نيسان 2025 الساعة 12 ظهرا Doha El MOL https://middle-east-online.com/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%B1
×
المخرج طارق العريان
طارق العريان (مواليد 12 سبتمبر 1963) هو مخرج أفلام فلسطيني من مدينة جنين، ولد في دولة الكويت ومقيم في مصر ويحمل الجنسية الأمريكية بعد إقامته بأمريكا مدة طويلة إلى جانب جنسيته الاصلية (الفلسطينية) هو ابن المنتج السينمائي رياض العريان الذي أنتج أغلبية أفلام أحمد زكي. تعلم العريان مبادئ الإخراج في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية الينوي بشيكاغو، مما أثر إيجابًا على أعماله التي تلقى نجاحًا بحكم مزجه للسينما العربية مع اللمسة الغربية. حياته تزوج طارق العريان ثلاث مرات، الأولى في أوائل التسعينات من امرأة فلسطينية من مدينة القدس تعمل خارج الوسط الفني تدعى «هالة العطال» وأنجبت منه ابنه «عمر» سنة 1990 وانفصلا ليتزوج ثانية من الإعلامية المصرية انجي علي فانفصل مرة ثانية، وكان متزوج من المطربة السورية أصالة نصري منذ 27 مارس 2006 ثم أعلنا انفصالهما في يناير 2020، ولديه منها توأمهما آدم وعلي بتاريخ 27 مايو 2011. للمزيد يمكنم زيارة موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86
مسلسل "لآخر نفس"
BY الفنانة كارين رزق الله
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المشهد الواقعي رغم سريالية الرؤية في تتر مسلسل "لآخر نفس" ضحى عبد الرؤوف المل نفضت "كارين رزق الله" في مسلسل "لآخر نفس" الغبار الاجتماعي عن العلاقات والأنماط الإنسانية التي تتقيد بمفاهيم لا تمت بصلة إلى الحقائق المنطقية التي يجب أن تتوازن في الحياة، لتكتمل صورة المجتمعات عبر ترسيخ القيم والمفاهيم الاجتماعية أو تصحيحها، بل وحتى إلغائها. وصورة العائلات من الداخل حيث تبرز قوة مشكلاتها، ليتكون الواقع الدرامي من لب المعاناة التي تطرح عدة مواضيع مختلفة. وهو من تأليف وسيناريو وحوار "كارين رزق الله"، إذ تتقمص أيضًا دور هازار، المرأة الهادئة والرصينة التي تتمسك بالكتاب والثقافة رغم انشغالها واهتمامها بالعائلة، ورغم الفروقات النفسية والسلوكية بينها وبين زوجها الذي تعيش معه منذ أكثر من عشر سنوات مضت. فالرتابة والروتين وحساسيتها الرومانسية التي لم يرعها زوجها، وانتقاده اللاذع أحيانًا دون التفكير في تحديث علاقة تحتاج إلى إعادة الحياة لها. هذا بالإضافة إلى مواضيع أكثر أهمية من ذلك، منها مشكلة الشاب الفلسطيني الذي واجه فشل علاقة سابقة بسبب هويته المفقودة في بلد وُلد وترعرع فيه، وهو الذي عشق الطب رغم أنه لا يحق له ممارسة المهنة لأنه فلسطيني. يُطرح هذا الموضوع بهدوء امتد على الحلقات التي تميزت حتى الآن بالواقع اللبناني، إن لم نقل عربيًا نوعًا ما. فالمجتمع البيروتي بفروقاته الاجتماعية والسلوكية القوية عن بقية المناطق، ما زالت المرأة فيه هي "أم هازار"، التي منحتها "كارين رزق الله" صورة تستفز المشاهد مع رندة كعدي، التي أثارت المشاعر وزادت من تفاعل الأحاسيس معها ورفعت من قيمة التعاطف مع امرأة كبيرة في السن تشعر بالوحدة، وتصبح كالعبء الثقيل على أفراد عائلة قدمت لها كل التضحيات. فهل يمكن للمرأة أن تكون غير أم تعيش وتموت في بيت زوجية فقد حرارة الحياة؟ اعتمد المخرج "أسد فولادكار" على بساطة المشهد الواقعي رغم سريالية الرؤية في التتر، الذي نجح "رامي عياش" في منحه جمالية مختلفة من حيث الصوت الممسك بقيمة الواقع الذي لم تهرب منه هازار برغم محاولاتها للهروب من علاقة مع "غسان"، مدير جريدة التقته صدفة على مقاعد الطائرة دون رمزية لحلم أو ربما لانتقال مصيري! لأن السفر هو انتقال من مكان إلى مكان، والهروب يكمن في الالتصاق الذي يهدف إلى التملك كزوجة غسان التي تتمسك به بلا وعي، دون الاهتمام بالمحيط الذي تعيش فيه من الأولاد إلى الزوج إلى الأخ الذي يمارس نوعًا من الابتزاز العاطفي المؤذي، والمؤثر على أولاد أخته التي تتصف بشخصية جافة غير قابلة للتغير. وما بين البيئة وقيمة الكتاب ومشكلة الصحافة ومشاكل الشيخوخة والانتقادات الاجتماعية المتعددة التي تطرحها كارين في مسلسلها، بدت علامات التعجب تظهر على الحلول في الحلقات الأخيرة التي تتضح فيها رؤية المرأة اللبنانية بشكل خاص في مجتمعها المنتفض على التقاليد التي لا ترتبط بالأسس والمفاهيم التي تؤدي إلى البناء السليم في العلاقات الزوجية خاصة والإنسانية عامة. استطاع أبطال مسلسل "لآخر نفس" من كارين رزق الله وبديع أبو شقرا ورودني حداد مع رندة كعدي وريتاعاد وغيرهم، ملامسة حس المشاهد بروح جدية وفكاهية ما بين المواقف السلبية والإيجابية، والانتفاضات على الحلول التي تخنقها المجتمعات، لأنها تشكل بعض الخلل الذي لا يمكن معرفة خلفياته بشكل كامل، مثل موضوع إنجاب طفل دون أب وجدليته الحارقة. بتشويق من فنانة تشكيلية تبث روح الفكاهة بين مشكلاتها المختلفة من الرسم إلى عدم الزواج، إضافة إلى رغبتها في الإنجاب أو بالأصح رغبتها في تربية طفل ينمو في أحشائها. فالقصص المحبوكة في سيناريو حافظ على التوازن بين الحلقات التي فتحها المخرج "أسد فولادكار" على اتساع متوسط رغم كثرة المشاهد الداخلية المليئة بجماليات اختلفت معاييرها. لكنه جذب المشاهد بصريًا، فلم يخنق حركة الكاميرا، بل تركها تحاكي كل تفاصيل المشهد بشكل بصري أتقن إخراجه، ليصل إلى المشاهد كأنه حقيقة يراه من نافذة المخيلة التي تنظر إلى الواقع المر الحلو في آن. ما بين عادات مختلفة عن عاداتنا وتقاليد تروض الأم بناتها عليها، نقع فريسة التشويق للقضايا التي تطرحها كارين ببساطة تعتمد على النهوض بالحياة الزوجية أو حياة الأسرة التي تتأذى لسوء العلاقة بين الأم والأب، لتهتم بالقضايا الأخرى ومعالجتها بفهم وضع المرأة فيه بين ربة المنزل والموظفة والصحفية والفنانة التشكيلية والأرملة، في مواجهة مع العشق الذي ينضج، وقد يفاجئ الإنسان في مراحل العمر المتقدمة. فهل نخاف من صورة المرأة أن تهتز دراميًا على شاشاتنا؟ أم نعالجها كما هي في الواقع الذي نستنكره وهو موجود بكل تفاصيله التي نوافق عليها أو نرفضها؟ لا يمكن الوقوف عند بعض الثغرات البسيطة التي لم تؤثر في قيمة نص هو حبكة من واقع قد يراه البعض سرياليًا بتفاصيله التي يستنكرها ويتقبلها. أما بمنطق أو تعاطف أو عقلانية أو وجدان، تعلق بقصة حب بدأت بين امرأة متزوجة ورجل متزوج، وبين مفهوم الخيانة والحق الإنساني تتذبذب هازار، ويقع المشاهد فريسة لمتابعة حلقات مسلسل "لآخر نفس" الذي ينتمي عقليًا ولا ينتمي عاطفيًا إلى المجتمع الإنساني الرافض لحق الإنسان في التعايش بسلام مع إحساسه بصدق مع الذات قبل التفكير في الأنانية والتضحيات وما إلى ذلك من مفردات تؤدي إلى القلق النفسي والمعاناة. فهل نجحت "كارين رزق الله" في خلق جدليات كثيرة في مسلسل كتبته بفاعلية درامية تعتمد إثارة القضايا الشائكة، لتعكس حقيقة يختبئ منها المشاهد؟ وهل لعبت دور هازار لتكشف عن قوة حساسيتها وشفافيتها المرهفة في تقمص الأدوار ببصمة خاصة تحتفظ بها لنفسها؟ تم نشره في جريدة الصباح العراق عام 2017
×
الفنانة كارين رزق الله
كارين رزق الله (21 أكتوبر 1978 -) كاتبة وممثلة لبنانية. حياتها ولدت في صيدا لأب لبناني وأم مكسيكية اسمها نادية كرستينا مارتينيس، تحمل كارين الجنسية المكسيكية تبعا لوالدتها، كان والدها مهندساً مدنياً ويعزف على العود، أما والدتها فتوفيت عندما كانت كارين في سن الثالثة عشرة. درست التمثيل والمسرح في الجامعة اللبنانية رغم معارضة والدها تخصّصها بالتمثيل والإخراج.شاركت زوجها في العديد من الأعمال التي أنتجتها وعرضتها شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال. بدأت عام 2001 بكتابة الأعمال الكوميدية ثم توجهت للدراما التلفزيونية أولها كان مسلسل حلوة وكذابة في عام 2012 شاركت في برنامج ديو المشاهير الموسم الثالث على شاشة ال بي سي وحلت في المركز الرابع بعد خروجها في السهرة الثانية عشرة بمبلغ 14500 دولار أمريكي تبرعت بها لجمعية دقات قلب التي تعنى بأطفال مرضى القلب في لبنان. شاركت عام 2015 في مسلسل قلبي دق مع يورغو شلهوب وحقق لها الشهرة عربيًا. في عام 2016 قدمت مسلسلا بعنوان مش أنا بمشاركة بديع أبو شقرا.في رمضان يونيو 2017 خاضت السباق الرمضاني للمرة الثالثة على التوالي في مسلسل «لآخر نفس» على قناة إم تي في اللبنانية بدلاً من ال بي سي في أوّل تعاون بينها وبمشاركة بديع أبو شقرا. موضحة في بيان وزّعته على الصحافة أنه «على غير ما يُشاع لم توقّع مع المحطة عقد احتكار كامل، بل عقد احتكار جزئي يتضمّن أعمالها خلال رمضان. إذ تستفيد المحطة من ثلاثة مواسم رمضانية لتكون لها كامل الحرية في التعاون مع شاشات أخرى على مدار السنة». في يونيو 2017 أشيعت أخبار عن وصول العلاقة بينها وبين زوجها إلى نهايتها، ونقلت مواقع إخباريّة عن البعض قولهم إنّهم شاهدوها مع محامٍ لتحضير معاملات الطلاق.في رمضان 2018 قدمت مسلسل ومشيت بمشاركة بديع أبو شقرا وإخراج شارل شلالا. استكملت كارين مشوارها المهني عام 2019 على قناة إم تي في اللبنانية في مسلسل جديد يحمل عنوان «إنتي مين» بطولة نخبة من الممثلين منهم عمار شلق، أنجو ريحان، نيقولا دانيال و إخراج إيلي حبيب بعد مشاركتها للمرة الأولى في عمل كتابة كلوديا مارشليان «ام البنات» عام 2018 وهو مسلسل درامي إجتماعي عُرض في فترة عيد الميلاد بطولة جيري غزال، وأعادت هذه التجربة في مسلسل جديد «عَ إسمك» في فترة عيد الميلاد 2020 مع نفس طاقم العمل. وقد عُرفت كارين خلال أعمالها بإيصالها قضية وطن، مجتمع، إنسان... فأطلت في مسلسل بردانة أنا إلى جانب بديع أبو شقرا ووسام حنا حيث طرحت الكاتبة كلوديا مارشليان قضية عنف المرأة قصة رفضها لجوائز الموريكس دورفي يونيو 2016 اعترضت على جائزة الموريكس دور بعدما قررت لجنتها منحها جائزتين وهما “أفضل سيناريو” و “أفضل ثنائي” (كارين رزق الله والممثل يورغو شلهوب) عن المسلسل “قلبي دق”. ورفضت الجائزتين وصرحت أن هذه الجائزة لم يعد لها أي قيمة خاصة أن اللجنة لم تكتشف وجودها طيلة الـ 15 سنة الماضية على الرغم من كثرة الأعمال التي قدمتها رغم نجاحها.حياتها الخاصةإلتقت بزوجها فادي شربل الذي كان زميلها في الجامعة، وزوجا بعد قصة حب دامت خمسة سنوات في العام 1999 رزقت منه بابنتين: ناديا (من مواليد عام 2001) ونايا (من مواليد عام 2005). في مارس 2022 أعلنت انفصالها عن زوجها قائلة: انفصلنا وعلى طريق الطلاق. أعمالهافي التلفزيون (2021): راحوا (2021): 350 غرام (2020): ع إسمك (2019): بردانة أنا (2019): أنتي مين (2018): أم البنات (2018): ومشيت (2018): قصف ذهبي (2017): لآخر نفس (2016): مش أنا (2015): قلبي دق (2007): عيلة ع فرد ميلة (2005): انا ومرتي كارين (2005): مرتي وبنتي وأنا (2001): لماذا مع المخرج طوني قهوجي على قناة واو بالصف (فيلم) (1999): كيف وليش في السينما (2011): مدام بامبينو (2018): قصف ذهبي (2020):Meheret في التقديم (2013): it's show time مع فادي شربل صوت الغد (1999): كيف وليش (ست حشوره) في التأليف (2019): إنتي مين، (مسلسل). (2018): ومشيت، (مسلسل) (2017): لآخر نفس، (مسلسل) (2016): مش أنا، (مسلسل) (2015): قلبي دق،(مسلسل) (2014): اخترب الحي ،(مسلسل) (2013): حلوة كتير وكذابة، (فيلم) (2012): حلوة وكذابة، (مسلسل) (2011): مدام بامبينو، (فيلم) (2007)-(2018): عيلة ع فرد ميلة (مسلسل) (2005)-(2007): مرتي وبنتي وأنا (مسلسل) (2001)-(2010): مرتي وأنا، (مسلسل) مصدر السيرة الذاتية https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86_%D8%B1%D8%B2%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87
«
13
14
15
16
17
»