Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
هي... ودافينشي ليست إلا دراما خرجت عما هو مألوف
BY المخرج عبدالعزيز حشاد
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هي... ودافينشي ليست إلا دراما خرجت عما هو مألوف ضحى عبدالرؤوف المل هل تستطيع السجون أن تكون زاوية ليعود الإنسان من خلالها إلى رشده ووعيه؟ أم أن "هي... ودافينشي" ليست إلا دراما خرجت عما هو مألوف؟ سؤال يخطر ببال المشاهد بعد نهاية الحلقة الأخيرة من مسلسل "هي... ودافينشي" للكاتب محمد الحناوي، الذي استطاع الإمساك بالخيط الدرامي المبني على حقيقة كوميدية سوداء لم تنفصل عن الواقع، مكتفيًا بالروح الصوفية ولغة القدر في تسلسل الأحداث الذي أدهش المشاهد تباعًا. قدّم العمل مفاجآت غير متوقعة، مع التركيز على شخصية دافينشي وغموضها، دون إغفال الكثير من المواضيع التي سلط عليها الضوء، مثل الخروج من القضايا الفاسدة بحنكة ودهاء، إضافةً إلى تلفيق التهم، وتجارة الأعضاء التي تتم عبر مافيا منظمة يصعب القضاء عليها، وكل ذلك عبر متاهات كثيرة تقاطعت مع العديد من المشاهد التي نجح في ترجمتها المخرج عبدالعزيز حشاد. مما عكس على المسلسل لغة درامية مرئية انسجمت مع النص بنسب مبنية على استنتاجات لم يتجاهلها المخرج، بل عمل على تدويرها فعليًا في المشاهد التي جاءت كمحاكاة درامية شد أواصرها الفنان خالد الصاوي والفنانة ليلى علوي والقدير بيومي فؤاد، الذي أدهش جمهوره هذا العام. تعقيد الحدث بكل المقاييس الدرامية المتنوعة حقق خيالاً صوفيًا، ربما افتراضيًا بالمعنى المرتبط بروحية التلاقي المأخوذة عن المفاهيم الإيمانية الهادفة، ضمن الكوميديا السوداء الممدودة بوجع المجتمعات التي باتت تتخبط بالفساد. ربما هذا ما اتجهت إليه الدراما المصرية هذا العام، وهو إظهار الفساد والقدرة على الانتصار عليه، وإن بشتى الوسائل المتاحة للضعفاء. وهذا ما لمسناه من الدكتورة النفسية التي لجأت إلى حبوب من نوع المخدرات بعد اضطرارها للسكن في بيت داخل عشوائية، وهي عزبة الورد. فهل من سبيل لتغذية الدراما الرمضانية كل عام بمواضيع الحب المرتبطة بالكثير من القضايا لنعود إلى تعريف الحب من جديد؟ استطاعت الفنانة ليلى علوي الانسجام مع الفنان خالد الصاوي برغم التناقض في الكاريزما بينهما. إلا أن جاذبية كل منهما واختلافه في التقمص والأداء منح المشاهد لذة التضاد التمثيلي بين الكوميدي والجدية، ما جعل المشاهد يلامس أوجاع كل منهما. وكيف لا والفن هو أداة التخاطب بين الشعوب بحس مشبع بالمعاني، وهذا ما أعطى قيمة للفن التشكيلي ومعاناة هذا الفن أيضًا في ظل السرقات والتزوير والاستيلاء على مقومات الأوطان الفنية. إلا أن لغة التشكيل في الرسومات كانت تحتاج إلى قوة فنية مختلفة عما رأيناه في اللوحات رغم جمالياتها، والتحليل النفسي الفني لم يرتبط بالارتباك النفسي لدافينشي، لكن هذا لم يؤثر على بقية العناصر المشدودة، وإن كان كلاسيكيًا. فهل تخطت ليلى علوي صعوبة ومزاجية الفنان خالد الصاوي في دوره المتقلب والمجنون أيضًا؟ كلمات المقدمة للكاتب محمد الحناوي مع الصوت الهامس لريهام عبدالحكيم والمعاني التي تضع السمع أمام الحكاية برمتها، مع الحفاظ على وتيرة اللحن والموسيقى التصويرية داخل المسلسل، مما جعل شارة البداية مميزة رغم كلاسيكيتها، لأنها ساعدت على إبراز الغموض لشد المتلقي على المتابعة. إضافةً إلى حنكة الموسيقى التصويرية للموسيقي راجح داوود وجمال النغمة المرافقة للمشاهد وحركية كل ممثل فيها، مما زاد المشهد مفردات درامية لها تأثيرها على الوجدان الحسي عند المتلقي، بل والتعاطف أو الانسجام وزيادة في التأثر والتأثير، وهذا خفف من بعض المشاهد التي زادت، لتكون حلقات المسلسل على عدد أيام رمضان. إلا أن الموسيقى استطاعت أن تبعد المشاهد عن الملل والتضجر من انتظار النهاية التي حافظت على غموضها حتى النهاية. إذ في كل حلقة من حلقات المسلسل فوجئنا بأحداث ثانوية غير متوقعة، وإن بكوميديا سوداء ساخرة، لكنها حققت الهدف واستطاع المسلسل تسليط الضوء على مواضيع مهمة، سواء من حيث ما يجري تحت الكواليس في سلك الدولة أو في سلك الفن والصحافة والإعلام. وفي كلتا الحالتين، وضع المسلسل إصبعه على الجرح عبر قصة حب أسطورية بين محامية ورسام. فهل حقق المخرج إضافة جمالية خاصة على الإخراج؟ مشهد البداية هو المشهد المثير ذهنيًا الذي بنى عليه المؤلف المشاهد الأخرى. فقد أتى المشهد الاستهلالي محملاً بروح بوليسية تشهد على ولادة قضية ما! لتكون اللوحة فيما بعد هي نقطة تحول تدهش المتلقي في فيلا تدور فيها أغلب الأحداث وأيضًا حياة الرسام الذي ترك فيها أعماله الفنية ذات المؤثرات الجمالية التي جذبت كارما سليمة لصاحب الريشة، التي بدأت بتخيلاته لتبحث عنه في اللاوعي، وتجده في الواقع المر الذي تتخبط به مع قريبتها الصحفية. هذا مع الحفاظ على عمق المشاهد الطبيعية ووضعها ضمن الكادر وأبعادها، وأهدافها وتكويناتها التي واظب المخرج على وجودها بدقة، مما بث روحية مختلفة تضيف على المسلسل بعدًا جمالياً درامياً محاكياً للحدث، ودون تعاطف مع ليلى علوي التي ازدانت بلغة العقل والعاطفة والقدرة على معالجة قضاياها. فهل تناقضها مع الفنان خالد الصاوي منح كليهما نجاحًا من نوع آخر؟ المقال تم نشره في جريدة اللواء عام 2016 ثم في عام 2018 وأنا أجمع أرشيف مقالات عدت وكتبت عنه بتحديث ما مسلسل "هي... ودافينشي" يجسد دراما تجمع بين الكوميديا السوداء والتشويق البوليسي، مما يخلق تجربة درامية مثيرة ومبنية على توازن دقيق بين الواقع والخيال. تركز الحبكة على تقديم شخصيات متعددة الأبعاد تعكس قضايا اجتماعية معقدة مثل الفساد، وتجارة الأعضاء، وتلفيق التهم. يظهر العمل قدرة الكاتب محمد الحناوي على خلق سرد درامي مشوق يعكس تعقيدات المجتمع المصري بواقعية، لكنه يضيف إليها لمسة من الغموض والخيال. الأسئلة التي يطرحها المسلسل حول دور السجون في إعادة تأهيل الأفراد والبحث عن الوعي، تسلط الضوء على قضايا إنسانية وفلسفية، مما يعزز من عمق النص الدرامي. إضافةً إلى ذلك، يعكس التناقض بين شخصيات دافينشي والأنماط الأخرى في المسلسل الصراع الداخلي والخارجي الذي يواجهه الأفراد في مواجهة الفساد والظلم. الإخراج لعب دورًا محوريًا في تعزيز الجوانب الجمالية والدرامية للمسلسل. المخرج عبدالعزيز حشاد قدم رؤية إخراجية متميزة ساهمت في تحقيق تماسك النص الدرامي وتجسيد رؤيته بشكل فعال. استخدم المخرج تقنيات متعددة مثل الإضاءة والغموض البصري لتعزيز الجو البوليسي والدرامي، مما أسهم في خلق أجواء مشوقة تتماشى مع طبيعة الحبكة. تجسيد الشخصيات وتوجيه الممثلين كان ممتازًا، حيث قدمت ليلى علوي وخالد الصاوي أداءً متقنًا يعكس التناقضات داخل الشخصيات وتفاعلها مع الأحداث. العمل على إبراز العلاقة بين الشخصيات ودمجها في نسيج الحبكة العامة كان فعّالاً، مما ساعد في زيادة عمق الدراما والتأثير على المشاهد. الجماليات في المسلسل تعزز من التجربة البصرية والسمعية. الموسيقى التصويرية للموسيقي راجح داوود ساهمت في خلق أجواء مشوقة ومؤثرة، حيث أضافت النغمات والألحان عمقًا دراميًا وخلقت تناغمًا بين المشاهد والموسيقى. شارة البداية، رغم كلاسيكيتها، ساعدت في إبراز الغموض ولفت انتباه المتلقي، مما جعل البداية قوية وجذابة. من الناحية البصرية، استخدم المخرج مشاهد منسقة بعناية لتعكس الطبيعة المظلمة والمكثفة للحبكة، مع الحفاظ على تفاصيل دقيقة تعزز من واقعية المشاهد وتدعم القصص الفرعية. الرسومات التشكيلية التي ظهرت في العمل أضافت بعدًا جمالياً يعكس الأسلوب الفني لشخصية دافينشي، مما ساهم في تعزيز الإطار البصري للعمل. "هي... ودافينشي" هو عمل درامي يعكس إبداعًا متقنًا من حيث النص والإخراج والتصميم الجمالي. يجمع المسلسل بين عنصر التشويق والدراما الاجتماعية، ويقدم تحليلًا عميقًا لقضايا هامة بأسلوب درامي ومرئي مثير. الإخراج والتمثيل والموسيقى التصويرية كلها عناصر تضافر جهودها لتقديم تجربة درامية متكاملة، مما يجعل المسلسل عملاً يستحق الإشادة والتقدير من جميع النواحي. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
المخرج عبدالعزيز حشاد
عبد العزيز حشاد ولد في (6 نوفمبر 1979 -)، مخرج مصري، أخرج أول فيلم له في عام 2008 وهو (كامب) ثم تلاه بفيلم (البلد دي فيها حكومة)، كما أخرج عدد من المسلسلات، منها: (اللص والكتاب، شبرا تي في، الصقر شاهين، ألوان الطيف).حياته الفنية مع بدايات العقد الثانى من عمره بدأ العمل في مجال الفن عن طريق عمله كمساعد مخرج مع كبار مخرجى الدراما التليفزيونية والسينمائية.بدأ حشاد مشواره الفنى من خلال عمله كمساعد مخرج في مسلسل «هوانم جاردن سيتى» الذي حقق نجاحًا باهرًا في نهاية تسعينيات القرن الماضى، ثم عمل في مسلسلات «أوبرا عايدة، أميرة في عابدين»،إلى جانب عمله كمونتير لمسلسل «حديث الصباح والمساء». ومع نهايات العقد الأول من الألفية الثانية استطاع حشاد أن يجد لنفسه مقعدًا بين مخرجى الدراما السينمائية من خلال إخراج أول فيلم رعب مصرى، وهو فيلم «كامب» عام 2008، وعلى الرغم من النجاح المحدود الذي حققه الفيلم نتيجة عدم تعود الجماهير على هذه النوعية من الأعمال الدرامية، إلا أن حشاد استطاع أن يطرح نفسه على سوق الدراما بقوة فقدم عقب كامب مجموعة من الأعمال الدرامية للسينما والتليفزيون، مثل «وش سجون، البلد دى فيها حكومة» كما يستعد لتقديم أفلام «ضغط عالى، دعدوش». وفي مجال الدراما التليفزيونية قدم مسلسلات «اللص والكتاب، ألوان الطيف، سات كوم شبرا تى في» مسلسل «هي ودافنشى» بطولة خالد الصاوى، ليلى علوى، مى سليم، أحمد عبدالغنى، ياسر على ماهر، تأليف محمد الحناوى ، مسلسل مملكة الغجر مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا . https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2_%D8%AD%D8%B4%D8%A7%D8%AF
المشهد الواقعي رغم سريالية الرؤية
BY المخرج أسد فولادكار
8.9
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المشهد الواقعي رغم سريالية الرؤية في تتر مسلسل "لآخر نفس" ضحى عبدالرؤوف المل نفضت "كارين رزق الله" في مسلسل "لآخر نفس" الغبار الاجتماعي عن العلاقات والأنماط الإنسانية التي تتقيد بمفاهيم لا تمت بصلة إلى الحقائق المنطقية التي يجب أن تتوازن في الحياة، لتكتمل صورة المجتمعات عبر ترسيخ القيم والمفاهيم الاجتماعية أو تصحيحها أو حتى إلغائها، بل! وصورة العائلات من الداخل حيث تبرز قوة مشكلاتها، ليتكون الواقع الدرامي من لب المعاناة التي تطرح عدة مواضيع مختلفة. وهو من تأليف وسيناريو وحوار "كارين رزق الله" التي تتقمص أيضًا دور هازار، المرأة الهادئة والرصينة التي تتمسك بالكتاب والثقافة رغم انشغالها واهتمامها بالعائلة. ورغم الفروقات النفسية والسلوكية بينها وبين زوجها الذي تعيش معه منذ أكثر من عشر سنوات مضت، فالرتابة والروتين وحساسيتها الرومانسية التي لم يرعها زوجها، وانتقاده اللاذع أحيانًا دون التفكير في تحديث علاقة تحتاج إلى إعادة الحياة لها. هذا إضافة إلى مواضيع أكثر أهمية من ذلك، منها مشكلة الشاب الفلسطيني الذي واجه فشل علاقة سابقة بسبب هويته المفقودة في بلد ولد وترعرع فيه، وهو الذي عشق الطب برغم أنه لا يحق له ممارسة المهنة لأنه فلسطيني، وذلك بطرح هادئ امتد على الحلقات التي تميزت حتى الآن بالواقع اللبناني، إن لم أقل عربيًا نوعًا ما، فالمجتمع البيروتي بفروقاته الاجتماعية والسلوكية القوية عن بقية المناطق، ما زالت المرأة فيه هي أم هازار التي منحتها "كارين رزق الله" صورة تستفز المشاهد مع رندة كعدي التي أثارت المشاعر وزادت من تفاعل الأحاسيس معها ورفعت من قيمة التعاطف مع امرأة كبيرة في السن تشعر بالوحدة، وتصبح كالعبء الثقيل على أفراد عائلة قدمت لها كل التضحيات. فهل يمكن للمرأة أن تكون غير أم تعيش وتموت في بيت زوجية فقد حرارة الحياة؟ اعتمد المخرج "أسد فولادكار" على بساطة المشهد الواقعي رغم سريالية الرؤية في التتر الذي نجح "رامي عياش" في منحه جمالية مختلفة من حيث الصوت الممسك بقيمة الواقع الذي لم تهرب منه هازار برغم محاولاتها للهروب من علاقة مع "غسان"، مدير جريدة التقته صدفة على مقاعد الطائرة دون رمزية لحلم أو ربما لانتقال مصيري! لأن السفر هو انتقال من مكان إلى مكان والهروب يكمن في الالتصاق الذي يهدف إلى التملك كزوجة غسان التي تتمسك به باللاوعي دون الاهتمام بالمحيط الذي تعيش فيه من الأولاد إلى الزوج إلى الأخ الذي يمارس نوعًا من الابتزاز العاطفي المؤذي، والمؤثر على أولاد أخته التي تتصف بشخصية جافة غير قابلة للتغير. وما بين البيئة وقيمة الكتاب ومشكلة الصحافة ومشاكل الشيخوخة والانتقادات الاجتماعية المتعددة التي تطرحها كارين في مسلسلها بدت علامات التعجب تظهر على الحلول في الحلقات الأخيرة التي تتضح فيها رؤية المرأة اللبنانية بشكل خاص في مجتمعها المنتفض على التقاليد التي لا ترتبط بالأسس والمفاهيم التي تؤدي إلى البناء السليم في العلاقات الزوجية خاصة والإنسانية عامة. استطاع أبطال مسلسل "لآخر نفس" من كارين رزق الله وبدير أبو شقرا ورودني حداد مع رندة كعدي وريتا عاد وغيرهم، ملامسة حس المشاهد بروح جدية وفكاهية ما بين المواقف السلبية والإيجابية، والانتفاضات على الحلول التي تخنقها المجتمعات. لأنها تشكل بعض الخلل الذي لا يمكن معرفة خلفياته بشكل كامل، مثل موضوع إنجاب طفل دون أب وجدليته الحارقة، بتشويق من فنانة تشكيلية تبث روح الفكاهة بين مشكلاتها المختلفة من الرسم إلى عدم الزواج. إضافة إلى رغبتها في الإنجاب أو بالأصح رغبتها في تربية طفل ينمو في أحشائها، فالقصص المحبوكة في سيناريو حافظ على التوازن بين الحلقات التي فتحها المخرج "أسد فولادكار" على اتساع متوسط رغم كثرة المشاهد الداخلية المليئة بجماليات اختلفت معاييرها، إلا أنه جذب المشاهد بصريًا، فلم يخنق حركة الكاميرا، بل! تركها تحاكي كل تفاصيل المشهد بشكل بصري أتقن إخراجه، ليصل إلى المشاهد كأنه حقيقة يراه من نافذة المخيلة التي تنظر إلى الواقع المر الحلو في آن. ما بين عادات مختلفة عن عاداتنا وتقاليد تروض الأم بناتها عليها نقع فريسة التشويق للقضايا التي تطرحها كارين ببساطة تعتمد على النهوض بالحياة الزوجية أو حياة الأسرة التي تتأذى لسوء العلاقة بين الأم والأب، لتهتم بالقضايا الأخرى ومعالجتها بفهم وضعت المرأة فيه بين ربة المنزل والموظفة والصحفية والفنانة التشكيلية والأرملة بمواجهة مع العشق الذي ينضج، وقد يفاجئ الإنسان في مراحل العمر المتقدمة. فهل نخاف من صورة المرأة أن تهتز دراميًا على شاشاتنا؟ أم نعالجها كما هي في الواقع الذي نستنكره وهو موجود بكل تفاصيله التي نوافق عليها أو نرفضها؟ لا يمكن الوقوف عند بعض الثغرات البسيطة التي لم تؤثر بقيمة نص هو حبكة من واقع قد يراه البعض سرياليًا بتفاصيله التي يستنكرها ويتقبلها. إن بمنطق أو تعاطف أو عقلانية أو وجدان تعلق بقصة حب بدأت بين امرأة متزوجة ورجل متزوج، وبين مفهوم الخيانة والحق الإنساني تتذبذب هازار، ويقع المشاهد فريسة لمتابعة حلقات مسلسل "لآخر نفس" الذي ينتمي عقليًا ولا ينتمي عاطفيًا إلى المجتمع الإنساني الرافض لحق الإنسان في التعايش بسلام مع أحاسيسه بصدق مع الذات قبل التفكير في الأنانية والتضحيات وما إلى ذلك من مفردات تؤدي إلى القلق النفسي والمعاناة. فهل نجحت "كارين رزق الله" في خلق جدليات كثيرة في مسلسل كتبته بفاعلية درامية تعتمد إثارة القضايا الشائكة، لتعكس حقيقة يختبئ منها المشاهد؟ وهل لعبت دور هازار لتكشف عن قوة حساسيتها وشفافيتها المرهفة في تقمص الأدوار ببصمة خاصة تحتفظ بها لنفسها؟ برؤية تحليلية تحديثية أخرى بعد سنتين من تاريخ نشر المقال كتبت أيضاً مسلسل "لآخر نفس" يقدم دراسة عميقة ومعقدة للشخصيات وتفاعلاتها النفسية، مما يعكس التوترات النفسية الكامنة وراء السلوكيات البشرية. شخصية هازار، التي تجسدها كارين رزق الله، تعكس الصراع الداخلي بين المثالية الشخصية والمتطلبات الاجتماعية. تعبر هازار عن قلق المرأة التي تواجه صراعات بين دورها كزوجة وأم ورغبتها في تحقيق الذات، مما يجسد تباينًا نفسيًا غنيًا يشد المشاهدين. الصراع الداخلي الذي تعاني منه هازار يعكس التحديات النفسية العميقة التي تواجهها النساء اللواتي يتعرضن لضغوط اجتماعية وشخصية، مما يجعل الشخصية قابلة للتواصل والتعاطف. من الناحية الدرامية، المسلسل يقدم حبكة متماسكة تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية معقدة. الحبكة تدور حول صراعات الشخصيات وتطوراتها، مما يخلق توازنًا بين اللحظات الدرامية والفكاهية. الأسلوب الدرامي يعزز من تعقيد الشخصيات وتفاعلها مع القضايا الاجتماعية مثل الهوية الوطنية، العلاقات الزوجية، والفجوة بين الأجيال. الحوارات والأحداث تساهم في بناء قصة متقنة، حيث كل شخصية تمثل بعدًا مختلفًا من الأبعاد الإنسانية، مما يثري التجربة الدرامية. المخرج "أسد فولادكار" يبرز براعة في استخدام العناصر الإخراجية لتجسيد الأبعاد النفسية والفنية للشخصيات. استخدم المخرج تقنيات تصوير وإضاءة تساهم في تعزيز الطابع السريالي والواقعي للمسلسل. التصوير يساهم في خلق أجواء تعكس حالة الشخصيات وتطوراتها النفسية، مع التركيز على التفاصيل التي تبرز الصراع الداخلي والخارجي. إضافة إلى ذلك، الموسيقى التصويرية، التي قدمها "رامي عياش"، تعزز من الأجواء العامة وتدعم المشاهدين في فهم وتقدير السياق العاطفي والدرامي. الجماليات في المسلسل تعكس تأثيرًا بصريًا قويًا يعزز من التفاعل العاطفي للمشاهدين مع الأحداث والشخصيات. التصميم الداخلي للمشاهد يعكس التباين بين عالم الشخصيات والواقع الخارجي، مما يعزز من تجربة المشاهدة. استخدام الألوان والإضاءة يساهم في تعزيز الأجواء الدرامية، بينما تعبيرات الوجه ولغة الجسد لدى الممثلين تضيف عمقًا إلى التجربة البصرية. الأداء التمثيلي، خصوصًا من كارين رزق الله ورندة كعدي، يعكس أداءً تعبيريًا متقنًا، مما يضفي صدقية وقوة درامية على الشخصيات. من منظور درامي، "لآخر نفس" يعكس معالجة متقنة للقضايا الاجتماعية والشخصية من خلال الحبكة والشخصيات. النص يتميز بعمق درامي حيث يتم تقديم الشخصيات بأسلوب يعكس الصراعات والتحديات التي تواجهها. الإخراج يعزز من هذا العمق من خلال استخدام تقنيات التصوير والإضاءة التي تساهم في تعزيز الأبعاد النفسية والدرامية للشخصيات. التوازن بين اللحظات الدرامية والفكاهية يعكس القدرة على تناول القضايا بطرق متعددة الأبعاد، مما يخلق تجربة مشاهدة غنية وشاملة. مسلسل "لآخر نفس" هو عمل درامي متكامل يجمع بين القوة النفسية والتعبيرية والفنية. من خلال تسليط الضوء على التحديات الاجتماعية والنفسية، ينجح المسلسل في تقديم تجربة مشاهدة مؤثرة ومعبرة. أداء الممثلين والإخراج والتقنيات الفنية تساهم في بناء حبكة درامية غنية، مما يجعل المسلسل إضافة قيمة إلى المشهد الفني الدرامي. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
المخرج أسد فولادكار
أسد فولادكار (17 مايو 1980 -) هو مخرج لبناني من أصول إيرانية. حياته ونشأته تلقى تعاليمه في المدرسة البطريركية في بيروت، درس المسرح في الجامعة اللبنانية ثم ماجستير في الإخراج السينمائي من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة.مسيرتهفيلمه الروائي الأول "لما حكيت مريم" حاز على العديد من الجوائز كما مثّل لبنان في جوائز الأوسكار على أفضل فيلم أجنبي. أخرج في مصر "راجل وست ستات" بأجزائه الثمانية، "الزيناتي مجاهد"، "جوز ماما" الجزء الثاني، "عفاريت محرز". كما أخرج في السعودية مسلسل "مستر كاش" للفنان عبد الله السدحان.
الرهان على الحصان الخاسر
BY الممثل عادل كرم
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الرهان على الحصان الخاسر لعبة أتقنها النكتجي "عادل كرم" ضحى عبدالرؤوف المل لم تسعف السخرية والنكتة الضيقة هرج "عادل كرم" في ما يخص فن الكوميديا كفن هادف وبناء يعتمد على الأسس التي غابت، ليحل محلها الإيحاءات الجنسية بكل تفاصيلها المقرفة. إن لم نقل البذيئة التي تصل إلى حد القرف والتلوث السمعي والحسي الذي يتوجب تطهيره. إذ غرق كرم بسماجة الطرح والقولبة الفاشلة في مسعاها لرفع نسبة المتابعة لبرنامجه، ومحاولات الإنقاذ التي زادت من الطين بلة. فلا "عباس شاهين" ولا "أديل" استطاعا إنقاذ هذا البرنامج المبني على الضحكة الميتة الشبيهة بجلسة في حارة السكارى، الفارغة إلا من مختلي العقول. يبدو أن الرهان على الحصان الخاسر لعبة أتقنها النكتجي "عادل كرم" وبث النكتة لسموم تؤدي إلى تلوثات نحن في غنى عنها. لماذا تكرار الفشل وتكرار عمليات الإنقاذ لهذا البرنامج المضر بالحواس؟ هل تعلم أن فن السخرية يعتمد على المباغتة وعلى استدعاء الحواس لاكتشاف قيمة الطرح بعيدًا عن الابتذال والتهكم بنكهة إنسانية تميل إلى معالجة القضايا الإنسانية الكبيرة التي غابت عن برنامجك الذي بات كفن دعاية لسكيتشات تُقدّم لأديل أو لعباس شاهين أو لك، دون حتى تلطيف أو استئذان من المشاهدين؟ فهل تعلمت يومًا أن الوقار في فن السخرية السوداء في هذه البرامج هو المطلوب؟ مواقف مركبة، تركيبات سطحية، فقيرة التوجه، بل ربما أصيبت بقحط فني يبدو كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة. لا يمكن إنكار شخصيات التصقت بالذهن مثل أبو رياض ووجدي ومجدي. فمن جاء من عالم التمثيل ليقدّم لنا البرنامج الخفيف أصبح اليوم يعاني من لطمات سياسية وتهريج مبهرج، مستعينًا بعباس شاهين لتمرير اللطشات المثيرة للتقزز والمصطنعة الرؤية، والتي تصل إلى التجريح وخدش الحياء. وعدم فهم الثقافة الفنية فهماً يعيد لنا مجد الضحكة المغزولة بقدرات الفنان على التوجيه البناء، والمسؤول عن إيقاظ الوعي، ولا شك أن "عادل كرم" اعتاد على الاستخفاف بالعقول والأحاسيس الإنسانية، مستبدلاً الوعي الفني بالهوس المزعج تحت مسميات هزلية وسماجة، وبتطفل لا يؤدي حتى إلى استراحة مطلوبة في معالجة القضايا الكبرى. عمومًا، زيف الضحكات يشهد على ضحالة برنامج لفظ أنفاسه قبل الحلقة الأخيرة. برنامج رفع حجب الوقار بسخافة وهشاشة، وفتح أبواب السخرية بوجوم وميوعة لا مبرر لها. فإذا كان التهكم مسليًا، فإن الفقر الفني الفاضح يكشف عن ضحالة ما حاول تجميله لإعادة الحياة لما خلق ميتًا. فلا أستغرب كل هذا العجز في الإضحاك ليصبح النقد كالهجاء دون التنقيب عن مواضيع أكثر أهمية مما تم طرحه حتى الآن، خاصة في التمريرات الفاشلة بين طاقم البرنامج. فن الخبر وفن السخرية وفن الإضحاك يحتاج إلى حدة الذكاء، ولا يحتاج إلى هيصات موسيقية ولا لبذاءات لفظية، ولا لمساعدات الأصدقاء في استكمال ما عجز عنه مقدم البرنامج ، ولا لضحكة كاذبة مسجلة تسجيلاً مفبركًا، ولا لاستخدام الأصابع التي لم تحسن حتى فهم إشاراتها واستخدامها بما ينفع. حبذا لو نتعلم الصمت وفن الحركة والقدرة على طرح موضوعات مفيدة ومثمرة في مجال الفن. إن ما تقدمه مسيء جملة وتفصيلاً إلى الذوق العام. برؤية أخرى ...في عالم الإعلام الكوميدي، حيث يتفاعل الذوق العام مع الابتسامات والتهكمات، يتعين على السخرية أن تكون أكثر من مجرد وسيلة للترفيه. فهي تحتاج إلى مقاربة تتسم بالإبداع والذكاء، وتقوم على أسس فنية وتفكير نقدي متين. في هذا السياق، يبدو أن برنامج المهرج "عادل كرم" قد خاب أمله في تقديم فن السخرية الذي يتجاوز حدود الابتذال إلى نقد اجتماعي بناء. عندما نتحدث عن السخرية الإعلامية، نجد أنفسنا أمام معادلة دقيقة؛ فالسخرية ليست مجرد وسيلة للضحك، بل هي أداة لانتقاد الواقع، وتقديم رؤى اجتماعية تنطوي على بعد إنساني وعمق فكري. لكن في حالة "عادل كرم"، تتسرب السخرية من جعبة البرنامج لتصبح مجرد تهريج وضحك زائف لا يتجاوز حدوده. أدب السخرية، كما تجسد في أعمال بعض الكوميديين العظام، يعتمد على توازن دقيق بين المبالغة والتفاصيل الحقيقية. إنه يتطلب ذكاءً حادًا، وحساسية تجاه القضايا الاجتماعية والثقافية، وقدرة على تحويل المشكلات اليومية إلى مادة للضحك والتفكير النقدي. للأسف، فإن برنامج "عادل كرم" يفتقر إلى هذه الأسس الجوهرية. من خلال تحليل البرنامج، يظهر بوضوح أن "عادل كرم" يقع في فخ السخرية المبتذلة، حيث تغيب الفكرة النقدية العميقة وراء سيل من النكات والإيحاءات الجنسية. التهكم الذي يقدمه يبدو غير متوازن، ويعتمد بشكل رئيسي على الابتذال بدلاً من تقديم محتوى يثير التفكير. هذا التوجه لا يقتصر على قلة الذوق فقط، بل ينعكس سلباً على قدرته على جذب المشاهدين الذين يبحثون عن عمق فكري وحس نقدي. عندما نلقي نظرة على تأثير البرنامج على الجمهور، نجد أن الضحك الناتج عنه غالباً ما يكون عابراً وسطحياً. في حين أن السخرية الحقيقية يمكن أن تفتح أبواباً لمناقشات أعمق حول القضايا الاجتماعية والسياسية، فإن برنامج "عادل كرم" يفتقر إلى هذا البُعد. بدلاً من أن يكون منصة لإثارة الوعي وتقديم نقد بناء، يتحول إلى مجرد وسيلة للهروب من الواقع عبر تكرار نفس النكات السطحية. الأدوار والشخصيات التي يتم تقديمها في البرنامج، مثل "عباس شاهين" و"أديل"، تعاني من نقص واضح في التماسك والعمق. التفاعلات بين الشخصيات تتسم بالسطحية، مما يقلل من قدرة البرنامج على تقديم محتوى غني وقيم. هذه الشخصيات لا تُضيف قيمة نقدية حقيقية بل تساهم في إضعاف المضمون العام للبرنامج. برنامج "عادل كرم" يشكل مثالاً على كيفية تحويل فن السخرية إلى مجرد تهريج فارغ، يفتقر إلى الأسس التي تجعل من السخرية أداة فعالة للتغيير والتفكير النقدي. السخرية الإعلامية الناجحة هي تلك التي تتجاوز الحدود السطحية للضحك لتصل إلى عمق الواقع الاجتماعي والثقافي، مقدمة بذلك نقداً بناءً وفكرياً. للأسف، فإن تجربة المشاهد مع هذا البرنامج تثبت أن السخرية، في حال لم تُستخدم بشكل صحيح، يمكن أن تتحول إلى عبء ثقيل، بدلاً من أن تكون مصدر إلهام وتفكير. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الممثل عادل كرم
عادل كرم (20 أغسطس 1972 -)، ممثل ومقدم برامج لبناني. اشتهر في اللوحات الكوميدية لا يمل مع المخرج ناصر فقيه لمدة طويلة، تم تغيير اسم البرنامج إلى ما في متلو. قدم برنامج هيدا حكي بين عاميّ 2014-2018 وحقق نسب مشاهدة مرتفعة واستضاف فيه عدد كبير من المشاهير. أطلق في أكتوبر 2018 برنامجاً جديداً بعنوان «بيت الكل». مسيرته اشتهر بشخصية أبو رياض وفريد الذي كان بطل سلسلة مغامرات أبو رياض على قناة المستقبل لفترة طويلة أيضا وكذلك شخصية «تحسين» كذلك الأمر إلى شخصية «مجدي» وشخصية «فريد منذر الريّس» في مسلسلي أبو رياض وسلسلة ما في متلو بالإضافة إلى حلقات عديدة في المسلسل الكوميدي السوري بقعة ضوء مع المخرج الليث حجو. كما شارك في بطولة فيلم سكر بنات الذي عرض خلال مهرجان كان السينمائي الدولي 2007 للمخرجة نادين لبكي. أيضاً شارك في الفيلم اللبناني وهلأ لوين للمخرجة نادين لبكي في عام 2011 وفيلم شي يوم رح فل في 2015، ليعود في 2017 في فيلم قضية رقم 23 مع المخرج زياد دويري والذي ترشح إلى جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي دون أن يربح. ليكون أول فيلم لبناني يترشح لهذه الجائزة. كان حاضراً في الفيلم المصري تراب الماس في 2018. أما الإنجاز الأكبر فكان في وصوله إلى العالمية عبر إنتاج شبكة نتفليكس الأمريكية عرضاً كوميدياً له قدمه في كازينو لبنان في مارس 2018. انتهى في أواخر 2018 من تصوير مسلسل «دولار» مع الفنانة أمل بوشوشة والمخرج سامر برقاوي والذي يعد أول تجربة درامية بالنسبة له.حياته الشخصيةتزوج عادل كرم من ريتا حنا شقيقة وسام حنا، نتج عنه ابنهم الوحيد شربل عام 2014، نفس العام الذي حدث فيه الطلاق. ثم تزوج من التونسية فريدة بن لطيف.وفي مايو 2021 رزق بابنته «كيمبرلي»أفلامه ومسلسلاته أس أل فيلم 1998 فلافل 2007 سكر بنات، (دور: يوسف) 2007 أبورياض مين قده 2008 وهلأ لوين؟ (فيلم) 2011 شي يوم رح فل 2015 قضية رقم 23 2017 تراب الماس 2018 دولار 2019 الهيبة الرد 2020 المفاتيح المتكسرة 2020 دور العمر 2021 أصحاب ولا أعز، (دور: زياد) 2022 بطلوع الروح، (دور: نور) 2022 نقطة انتهى 2024 برامج تليفزيونية دور العمر S L CHI إنت الحكم كراكاس أحلى عالم القصة وما فيها شو بدو يصير لا عل بيل ولا عل خاطر بقعة ضوء لا يمل مغامرات أبو رياض خدنا بحلمك لا شغلة لا عملة ما في متلو هيدا حكي بيت الكل
نادين نجيم في تقمص شخصية "سمرا"
BY Director Rasha Shurbatji
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
نادين نجيم في تقمص شخصية "سمرا" المليئة بالعنفوان الغجري والعفوية. ضحى عبدالرؤوف المل ضحى عبدالرؤوف الملعب تكنيك المشاهد دوراً مهماً في خلق محاكاة تثير انتباه المشاهد منذ الحلقة الأولى التي بدأت بالحدث وغموضه في آن. وما بين الخوف والموت والفرح، حياة في عالم لا هوية له. برعت نادين نجيم في تقمص شخصية "سمرا" المليئة بالعنفوان الغجري والعفوية، مع إنتاج ساعد في إبراز قوة الإخراج، والغنى في الديكور والملابس بتواضعها وفخامتها. إذ استطاعت رشا شربتجي تمكين المشهد بالانتقال والاتساع والتنوع، ومنحه طبيعية الحركة واللغة، متنقلة بين هذا وذاك. مصير جديد وقدر رسمته بصارة لها قدرتها التمثيلية التي توجت بها مسلسل "سمرا" القديرة منى واصف وهدوء العواصف الدرامية بين يديها. إذ أمسك تعابيرها وسخرها في إظهار جمالية الخرافة وقدرتها على خلق تأثيرات متعددة في حياة الأشخاص الذين نحبهم، فيكون خط مسير الحياة هو عدة خيوط درامية جمعتها كلوديا مرشيليان بتعدد وتنوع ومعالجات اجتماعية، دون أن تنسى مشكلة الوجع السوري وما يعانيه الأطباء إلى جانب كل متعلم، وكل فنان، وكل فئات المجتمع السوري التي تعرضت إلى اللجوء ومشاكله. فهل سمرا هي حيوات في حياة تحت شعار الحب الذي يحتاج إلى هوية ويصعب تحقيقها؟ أحلام نجم أو "اليكو داوود" وبناء العالم الحلم المملوء بالحب المستحيل في عاطفة زاخرة بالإنسانية والرضى، بالتوازي مع الوطن والهوية والتشتت، والقرارات المحكومة بالقوة للاجئ ممنوع من السفر أو ممارسة مهنة إنسانية. فما بين الحلم والحقيقة، واقع يصعب تطبيقه، فيرضى البعض بتجسيد الأحلام والعيش على صورتها المركبة تركيباً خيالياً. وقد أتقن نجم أو "اليكو داوود" إظهار خبايا الشخصية وإدراك كنه وجودها في المجتمعات التي لا تمتلك إلا الحلم لتكمل مسيرة الحياة عبر خط درامي لا يمكن رسم غيره، لأن لكل منا دوره في الحياة. صبحية أو الفنانة القديرة "سمر سامي" والدور المتقن بتعبيراته المختزنة بالألم النفسي وخلفياته عبر بصمة الجنون والاعتداء عليه من عاقل مجنون لم يدرك عواقب فعلته، أثمرت أحد المهمشين الذي يمتلك من الجينات الوراثية ما يؤهله ليكون من المجتهدين في الدراسة. إلا أن مشكلة الهوية تمنعه من تقديم امتحانات رسمية لنيل الشهادة، فيجنح نحو العنف في ظل المستحيلات التي يراها كعقدة قوية، برغم العاطفة القوية التي تربى عليها عند راوية البصارة أو شريان الأمل أو الشؤم عند أبناء الغجر أو المهمشين في عصر بات مليئاً بالمخيمات واللاجئين. فهل تبحث كلوديا مرشيليان عن هوية إنسانية لعوالم تتشابه في مضمونها وتختلف في الشكل والإمكانات المادية والمعنوية؟ موسيقى تصويرية لم تكتمل مع التمثيل والسيناريو والحوار ربما! لقوة النغمة التي رافقت رقة الحدث في بعض المشاهد، كما أن تتر المسلسل ابتعد قليلاً عن النغمة التخيلية والواقعية للحدث. فإياد الريماوي لم يقترب من نغمات الغجر وسحر إيقاعهم في المشاهد، إلا في بعض اللقطات الراقصة للغجر أنفسهم. فنغمة الموسيقى التصويرية كان يجب أن تحاكي السمع بحسية عالية، لتواكب قدرات التمثيل والمضمون الذي غلب عليه المتاعب والصعوبات مع الهدوء الغامر للحظات مشبعة بالحب والحلم. وإنما بهمسة رومانسية احتاجت إلى عزف آلات أخرى، خصوصاً تتر البداية وانفصاله عن المشاهد. فالموسيقى التصويرية لم تتواءم مع الغجر وبهرهم بنسبة مرضية، فابتعدت العناصر التأثيرية عن المشاهد الذي فصل التتر عن المسلسل لا إرادياً، وإن حافظ على جمالية بعضها، ولكن بنسبة ضئيلة، وكأن أغنية التتر لم ترتبط بالمسلسل بأي شكل من الأشكال. حافظت رشا شربتجي على توازن الحلقات عبر الأحداث التي انسجمت مع المشاهد ومعانيها، وتنوعها دون أن تصيب المشاهد بالضجر أو أن تغيب الخيوط الدرامية عن بعضها لمسافات تطول مدتها. فالحوارات تنوعت في مدتها ومعنويتها وخفة ظلها وسهولتها الفكرية، خصوصاً مع صبحية ونجم وراوية. فاللغة السورية واللبنانية والمصرية تجنبت تعقيداتها العامة، ومنحت لسان الغجر عفوية طبيعية أضافت روحية على نكهة الحلقات بجمالية درامية ساعدت على اتصال المشاهد بالمضمون وبقوته بكل تنوعاته. فهل جمع المسلسل لبنان وسوريا ومصر في إشكالية الهوية العربية برمتها التي يمحوها الحب؟ نص المسلسل الدرامي والفكرة الرئيسية هي إشكالية الفئة المهمشة من البشر، ولكن بموازاة عدة إشكاليات أخرى استثنائية، لكن لكل منها أهميته. وكأنها الفئة الممنوعة من العيش بسلام على مر الزمن باختلافاته العصرية. وإن كانت هذه الفئة هي نتيجة المجتمعات الكبرى، فالخيم التي يسكنها الغجر لها نظامها وحكامها، وحتى التفاوت بين الرئيس والمرؤوس أو التابع والمتبوع، دون الاهتمام بالمرأة ومعاناتها من جوانب كثيرة. وهي الكائن المستضعف في عوالم الغجر الجذاب برقصه وموسيقاه وألوانه. فهل نجح مسلسل سمرا بموسيقاه التصويرية كما نجح النص والسيناريو والتمثيل إلى جانب التصوير والحفاظ على كينونة المشاهد الخارجية والداخلية؟ وهل أضاء المسلسل على المخيمات والنازحين وما يتعرضون له من أزمات لم يُسلط عليها الضوء؟ أم أنه عالج اجتماعياً عدة مواضيع في لبنان والعالم العربي؟ برؤية أخرى مسلسل "سمرا" يركز على قضايا اجتماعية عميقة تتناول حياة المهمشين في المجتمع، وبشكل خاص حياة الغجر، وهي مجموعة تُعاني من التهميش والعزلة في المجتمعات التي تعيش فيها. يقدم المسلسل هذه القضايا عبر قصة شخصية رئيسية، "سمرا"، التي تُجسدها نادين نجيم، والتي تجسد التحديات والمعاناة التي يعيشها هؤلاء الأشخاص. المسلسل يناقش إشكاليات الهوية، الفقر، والعنف، والتحديات التي تواجهها الشخصيات في سعيهم للعيش بكرامة وتحقيق أحلامهم. الانطباع الأولي من المسلسل هو تأثيره القوي على المشاهدين من خلال التناول الصادق والعميق لمشاكل اجتماعية حقيقية. الأداء القوي من قبل نادين نجيم وسمر سامي يساهم بشكل كبير في جذب انتباه الجمهور. الشخصيات تمتاز بالعمق والتعقيد، مما يجعلها قادرة على إثارة التعاطف والاهتمام. الحبكة الرئيسية تثير التساؤلات حول الهوية والانتماء، وتقدم مشهداً درامياً متنوعاً يتنقل بين التوترات النفسية والعاطفية. من الناحية الفنية، يُظهر مسلسل "سمرا" اهتماماً بالتفاصيل الدرامية والتصويرية. الإخراج، الذي قادته رشا شربتجي، يُبرز بشكل فعّال التغيرات في الحالة النفسية للشخصيات من خلال تقنيات التصوير والإضاءة. استخدام الموسيقى التصويرية، رغم بعض النقد الموجه إليها، يلعب دوراً مهماً في تعزيز الجو العام للمسلسل. الموسيقى، على الرغم من أنها لم تكن دائماً متوافقة مع طبيعة المشاهد، تساهم في خلق تجربة حسية إضافية تعزز من إحساس المشاهد بالدراما. الجماليات في "سمرا" تتجلى في استخدام الألوان والديكورات التي تعكس بشكل صحيح الحياة اليومية للمهمشين. الديكورات والملابس، التي تمتاز بتنوعها واحتفاظها بتفاصيل بسيطة وفخمة في ذات الوقت، تُضيف إلى واقعية التصوير وتعزز من تأثير السرد البصري. كما أن الأزياء والديكورات تعكس الهوية الثقافية للشخصيات وتساهم في تعميق التجربة الدرامية. من الناحية التعبيرية، يُظهر المسلسل قدرة فائقة على نقل المشاعر الداخلية للشخصيات. أداء نادين نجيم، على سبيل المثال، يعكس تبايناً في المشاعر من الغضب إلى الحزن، مما يضيف بُعداً إضافياً للتجربة الدرامية. التفاعل بين الشخصيات وتطورها عبر الحلقات يُظهر بشكل واضح كيفية تأثير الظروف الاجتماعية على الحالة النفسية للأفراد. هذا التناول التعبيري يعزز من قدرة المشاهدين على الارتباط بالشخصيات وفهم دوافعهم وتحدياتهم. الإخراج في "سمرا" يتميز بقدرته على التلاعب بالإيقاع الدرامي وتقديم مشاهد قوية ومؤثرة. رشا شربتجي تبرز قدرتها على خلق توترات درامية من خلال التحكم في تفاصيل المشهد وانتقاء اللقطات بعناية. التنقل بين مشاهد العنف والخوف والفرح يتم بشكل سلس، مما يساعد على تعزيز تأثير السرد. كما أن تقنيات الإخراج تُستخدم لتسليط الضوء على التفاصيل الدقيقة التي تعكس البيئة الاجتماعية للشخصيات وتعزز من قوة القصة. مسلسل "سمرا" هو عمل درامي يعالج قضايا اجتماعية بعمق وجدية، مع تقديم أداء تمثيلي مميز وإخراج فني متقن. على الرغم من بعض النقاط التي قد تحتاج إلى تحسين، مثل توافق الموسيقى التصويرية مع الأحداث، فإن المسلسل بشكل عام يقدم تجربة درامية متكاملة ومؤثرة، تجذب المشاهدين وتثير تفكيرهم حول قضايا الهوية والانتماء والتحديات الاجتماعية. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
Director Rasha Shurbatji
رشا شربتجي (20 أبريل 1975 -)، مخرجة سورية تحمل الجنسية المصرية. تنتمي لعائلة فنية فوالدها المخرج هشام شربتجي وهو من المخرجين السوريين الأوائل، أخرجت العديد من المسلسلات السورية والعربية. عن حياتها ولدت في دمشق مأب سوري وأم مصرية انفصلا والديها وهي بالرابعة من عمرها وعاشت رشا شربتجي في طفولتها ومراحلها الأولى متنقّلة بين دمشق والقاهرة فاختلطت بالشعبين ودمجت لهجتيهما ممّا سبّب لها انتقادات لاذعة من الوسط السوريّ بعد ظهورها الإعلاميّ الأوّل واتّهامات بأنّها تحاول التملّق للشّعب المصريّ. انتقلت للعيش مع والدتها في مصر، ولذلك أجادت اللهجة المصرية وسهل عليها العمل في مصر مع الفنان يحيى الفخراني الذي أخرجت له عملين هما مسلسل شرف فتح الباب وابن الأرندلي، تدرجت بالبداية كانت مساعدة مخرج في مسلسل عيلة سبع نجوم بجانب والدها الذي أخرج المسلسل، كانت بدايتها في مجال الإخراج في حوالي عام 1997 وهي في الثالثة والعشرين من عمرها، تتلمذت على يد والدها المخرج السوريّ “هشام شربتجي” في أعمال كوميديّة عديدة، حتّى أخرجت أوّل أعمالها الخاصّة بعنوان “قانون ولكن”. وقد كان باكورة أعمالها الإخراجية هو مسلسل قانون ولكن عام 2003. وعرف عنها إخراجها للأعمال التراجيدية الناقدة للوضع السياسي والتي من أبرزها الولادة من الخاصرة والذي تولت إخراج الجزء الأول والثاني منه وكذلك خاضت تجربة التمثيل فيهم. حياتها الأسرية تزوجت في عام 2007 من المصور السينمائي ناصر ركا وسط معارضة والدها لهذا الزواج. وقد انفصلا في سبتمبر 2012. وفي فبراير 2013 تزوجت من ضابط المخابرات السورية تمام الصالح نجم الدين. أصبحت زوجة أخ سوزان نجم الدين وقد احتفلوا بزفافهم في دبي. إلا انها انفصلت عنه في يوليو 2023. تزوجت الممثل الشاب «إبراهيم الشيخ» في مايو 2024.الأعمال التي أخرجتهاالمسلسلات قانون ولكن. خمسة وخميسة. أشواك ناعمة. غزلان في غابة الذئاب. ولاد الليل. رجل الأحلام. شرف فتح الباب. يوم ممطر آخر. زمن العار. ابن الأرندلي. أسعد الوراق. تخت شرقي. الولادة من الخاصرة. بنات العيلة. الولادة من الخاصرة 2. وش رجعك. علاقات خاصة سمرا. شوق. طريق. ما فيي - جزئين. بروفا. حارة القبة. نور. كسر عضم. مربى العز. ولاد بديعة. بنات الثانوي.
«
5
6
7
8
9
»