Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
العهد دراما تخفي الكثير من المعاني المستترة
BY المخرج خالد مرعي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
العهد دراما تخفي الكثير من المعاني المستترة ضحى عبدالرؤوف المل سبع حبات من التمر كافية لينطق النوى عن حقائق مخفية. بدأ بها مسلسل "العهد" أولى حلقاته بنبوءة على ورق تعيد قصة الصراعات المحبوكة والقادرة على تخطي الممكن والمستحيل في تراجيديا تخوض بإيحاءاتها سحرًا تاريخيًا يروي قصصًا سمعنا عنها. وما بين الواقع والخيال، يمسك المؤلف بطرفي التناقض الذي تتألف منه الحياة: الشر والخير، المرأة والرجل، والأنظمة التي نؤلفها لمجرد إرضاء مصالحنا الشخصية وبما يتناسب مع التخيل المبني على المنطق الدرامي الخاص بأجواء نعيشها. لندرك أننا نحيا الصراعات منذ البدء حتى الآن. وما من سبيل إلى تصحيحها ما لم نعتمد على أنفسنا دون الإحساس بالإحباط أو فقدان الشعور بالوصول إلى بر الأمان بما يتناسب مع وسيلة الحياة. وهذا الدافع يكفي لخلق بناء درامي يميل إلى السريالية في نبذ الأساطير والنبوءات التي يعالجها مسلسل "العهد" بنص درامي مليء بالتشويق والإثارة والألغاز التي تثير بحلولها أحجيات أخرى يصعب الوصول إلى مفاتيحها، لأنها تجمع التواريخ بتشابه زمني مبني على بنية درامية واكبها المخرج بعتمة متعبة بصريًا للمشاهد المتشوق لنهاية القصة التراجيدية التي تزداد كل حلقة من حيث نمو الأشخاص وتعاقب الأدوار والعودة إلى الزمن في حاضر ترى فيه "استمنوها" كل ما يمكن تصحيحه مع استحالة ربما لا حلول لها لغموض النبوءة التي تتحقق أمام المشاهد وكأن المؤلف يكتبها في كل حلقة مع المشاهد بسحر بوازي سريالية مهيب وسحر، ولكل منهما صفة تتناقض مع الآخر ويحتاجها ليكمل الحياة بطرفين متناقضين. فهل نحن من نبحث عن الموت والحياة؟ عشاق سلطة وكبير حشاشين وكفر النساء، وعالم من الإجرام السفلي بقتل بارد وشعارات مبنية على الديكتاتورية والقوة. وكل ما يجري في الحاضر هو من مخلفات الماضي الذي تركه الأجداد يسبح مع أفعالهم الممتدة عبر الزمن، لتتكون عبر دراما تتشابك مع بعضها البعض بقدرية من صنع الأفعال الرديئة لا يمكن إيقافها ما لم تتحد الأيادي وتتخذ القرار في إيقاف تراجيديا مبنية على قراءات مصيرية تحدد مسيرة البشر الذين يكتبون كتابهم بأيديهم وهم يكذبون ويصدقون الكذبة التي تم اختراعها، لتكون بمثابة الخروج من المعضلة التي نشأت عبر فعل ينمو ويكبر من طمع أو جشع أو حب نفوذ أو قتل، أو للوصول إلى المجتمع الأفضل عبر الجزء للانتقال إلى الكل بيسر، أي بعد تنظيف رواسب الماضي الذي يروى في مسلسل "العهد". فهل يريد المؤلف أن يرى المشاهد حقائق المستقبل من خلال التاريخ لتكون النبوءة عبارة عن تحليل منطقي يقودنا إلى بناء العالم؟ دم مشعل وبداية ثورة تتحدى تصحيح الوجود والخروج إلى العلن للمناداة بأعلى الصوت بعد كبت وجبروت وتحكم برقاب الناس في الحلقة الثانية عشرة، حيث بدأت الأحداث تضيف نوعًا مضاعفًا من الإثارة الملحمية التي تطول كلما قصرت، ليحمل كل حدث الموت والنيران والتعقيد الذي يتشابك في كل حلقة بشكل أكبر، وضمن مجتمع أوجده المؤلف ليحاكي به المجتمعات الأخرى بفلسفة سياسية وجمالية تتصل بفكرة النبوءة وإشكاليتها المتعددة بدءًا من "استمنوها" التي تقرأ النوى وصولًا إلى العهد الذي تحمله وتحاول إنقاذه من الآخرين، بينما هو يتحقق ولا حاجة للناس به. لأن الأحداث ترتبط بقدر يسير بنا ومعنا كظل ووجود وحياة لا ندرك سرها، إنما نرسمها بأفعالنا وننشئ منها الصالح والباطل، لنعالج فيما بعد الأخطاء الواردة في مسيرة الأجداد التي ارتبطت بنا. فهل استطاع المؤلف من خلال الشخصية الحدث وهي الراوي "استمنوها" أو الممثلة سلوى خطاب القديرة في تجسيد هذه الشخصيات الغامضة كما في مسلسل "نيران صديقة" مع القدر، على بناء شخوصه الأخرى التي تعتمد على الحكاية أو على العهد والكلام المباح؟ أم أن الكلام المباح له وقته وزمنه الذي يتيح للجميع الحديث عن العهد؟ غزل المخرج "خالد مرعي" المشاهد على عتمة أراد أن ترافق ثيمة الشر والعالم السفلي المظلم دون اللجوء إلى صورة حديثة تحاكي بصر المشاهد بجمالية أكبر، لتبدو المهزلة البشرية أشبه بعتمة تنتظر ضوء الخير، لينتصر ويعم السلام بمؤثرات المشاعل الليلية والموسيقى التصويرية التي نجح بها المؤلف الموسيقي "هشام نزيه" بتورية تعيدنا إلى اللغة القبطية أو نغمة تراتيل "السر العظيم" الدينية للإشارة إلى العهد القديم وعودة الإنسان إلى البداية في الصراعات والبحث عن الوجود وبعبثية ذات تغيرات منخفضة وعالية تلامس الأحاسيس بلحنها السمفوني المترجم للحدث وللانفعالات المصاحبة له. هذا بالإضافة إلى جمالية التتر أو الشارة البصرية والسمعية وأساليبها في رسم المشهد الحسي بسلاسة ونقلات تحاور بعضها البعض، مترجمة التحولات بين حلقة وأخرى ومشهد ومشهد وبتجانس وكينونة خاصة. حالات خضوع وحالات تمرد ورضى يشوبه خوارق تنتمي لأساطير موجودة في أنفسنا، نتمناها ونسير خلفها باتباع الشهوات التي تنتمي لإنسان يلهث خلف سلطة هي من نسج الخيال نستعين بها لتجلو الحقائق عكس ما نتوقع أو نفترض أو بشفرات لها غوامضها وإيحاءاتها التي تعكس حالة الإنسان الداخلية. ليستكشف المشاهد القيم الحقيقية دون التنكر لسلبيات الحياة وشرورها التي لا تنتهي، وقد تم تقديم كل هذه المفاهيم بأسلوب درامي سريالي في رؤيته النفسية قبل التمثيلية. فقد اخترق المؤلف "محمد أمين راضي" المحظور الإنساني بأسلوب مستتر يحاكي الذهن والوجدان ويترك للخيوط حبكتها في مخيلة المشاهد، وساعدت المؤثرات التصويرية في خلق خلفية الكفور وتنوعها كفر النسوان، ونطاط الحيط، وكفر القلعة، وموازينها لتكون بمثابة أماكن لمجتمعات مصغرة ذلل صعابها المخرج "خالد مرعي". إلا أن الصورة لم تحمل من المعايير الحديثة ما يجعلها بصرية قوية لتناجي قوة النص وبراعة التمثيل الذي تميزت به الفنانة "سلوى خطاب" والكثير من الوجوه التي أحببناها في مسلسل "العهد" الذي ما زلنا ننتظر نهاياته وما تحمله من مفاجآت. مسلسل "العهد" (الكلام المباح) للمؤلف محمد أمين راضي، والمخرج خالد مرعي، والمنتج "طارق الجنايني"، وهو من بطولة غادة عادل، وآسر ياسين، وآيتن عامر، وأروى جودة، وهنا شيحة، وصبا مبارك، وسلوى خطاب، وشيرين رضا. برؤية أخرى مسلسل "العهد"، من تأليف محمد أمين راضي وإخراج خالد مرعي، هو عمل درامي استثنائي يلامس أعماق الروح البشرية ويكشف خباياها من خلال مزيج فني متقن من الكتابة والإخراج والتمثيل. يجمع هذا المسلسل بين التراجيديا والدراما السريالية بأسلوب يعكس الإبداع والابتكار، مما يجعله تجربة مشاهد فريدة تستحق التأمل. يبرع خالد مرعي في توظيف الإضاءة والعتمة بشكل مثير للتأثير على المزاج البصري للمشاهد. استخدامه للعتمة كان مدروسًا بعناية ليعكس ثيمة الشر والعالم السفلي. هذه الاختيارات الإخراجية لم تكن مجرد تقنيات بصرية بل كانت تعبيرًا عن الصراع الداخلي للأبطال وعن الطبيعة المظلمة للعالم الذي يتناولونه. كما أن تصوير مشاهد المعارك والنزاعات كان مليئًا بالإثارة والدرامية، مما أضفى على المسلسل طابعًا ملحميًا يسلط الضوء على الصراعات المروعة والأحداث المليئة بالتوتر. يحمل مسلسل "العهد" تعقيدات درامية وسردية ثرية. النبوءة التي تفتتح المسلسل تضيف عمقًا للأحداث وتثير تساؤلات فلسفية حول الحياة والموت والخير والشر. النص مليء بالرموز والأساطير التي تجذب المشاهد إلى عالم مليء بالتحديات والألغاز. المؤلف محمد أمين راضي نجح في نسج حبكة معقدة تجمع بين العناصر التقليدية والتجريبية، مما يتيح للمشاهدين استكشاف أبعاد متعددة للقصة. استخدامه للحوار الدرامي كان مؤثرًا ومناسبًا لإبراز تناقضات الشخصيات وصراعاتهم الداخلية. قدمت سلوى خطاب أداءً بارزًا يتسم بالعمق والتنوع، مما يعكس قدرتها على تجسيد الشخصيات الغامضة والمعقدة بمهارة. أداءها في مسلسل "نيران صديقة" كان أيضًا لافتًا، لكن في "العهد" قدمت أداءً يضيف بعدًا جديدًا لشخصيتها. التمثيل كان متقنًا بشكل عام، حيث أن كل شخصية أضفت بُعدًا خاصًا إلى العمل، وجعلت التفاعلات بين الشخصيات أكثر واقعية وتأثيرًا. التقاء الأدوار المختلفة في المسلسل ساعد على تعزيز الحبكة وإبراز نقاط القوة والضعف في كل شخصية. تميز المسلسل بأسلوب بصري معقد يعكس عمق القصة وتنوع عناصرها. التصوير والموسيقى التصويرية، التي قام بتأليفها هشام نزيه، أضافا بعدًا سحريًا للعرض. نغمات الموسيقى كانت متماشية مع الأجواء الدرامية والملحمية، مما ساعد على تعزيز تجربة المشاهدة. التتر والشارات البصرية كانت أيضًا جزءًا من التجربة الجمالية، حيث أسهمت في تكوين الصورة العامة التي تتناغم مع السرد الدرامي. يقدم مسلسل "العهد" تجربة درامية متكاملة تدمج بين الكتابة الرائعة، والإخراج المبتكر، والأداء المميز. العمل هو مثال جيد على كيف يمكن للدراما أن تكون أكثر من مجرد تسلية، بل يمكن أن تكون استكشافًا عميقًا للأبعاد الفلسفية والنفسية للحياة. الجمع بين الجمالية والفنية في المسلسل يعكس تفاني القائمين على العمل في تقديم منتج درامي يعبر عن تعقيدات الحياة ويثير تساؤلات حول الطبيعة الإنسانية. مسلسل "العهد" هو بلا شك أحد الأعمال التي تترك أثرًا طويل الأمد على المشاهدين وتدعوهم للتفكير والتأمل في معانيها العميقة. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
المخرج خالد مرعي
خالد مرعي (مواليد 22 نوفمبر 1970) هو مخرج أفلام ومونتير مصري. بدأ حياته الفنية في مجال المونتاج، ثم انتقل للعمل كمخرج أفلام حيث اشتغل خاصة مع النجم أحمد حلمي، حيث قدما معًا أفلام مثل آسف على الإزعاج، عسل إسود، ولف ودوران، ثم أخرج مسلسلات تلفزيونية أبرزها نيران صديقة، السبع وصايا. سيرته الذاتية ولد خالد مرعي في 22 نوفمبر 1970 في القاهرة. عمل على مدار عشر سنوات كمونتير في العديد من الأعمال، منها: (جنة الشياطين، أيام السادات، سهر الليالي، تيتو، بحب السيما)، ثم إتجه إلى الإخراج منذ عام 2007 من خلال فيلم (تيمور وشفيقة)، وواصل منذ الوقت مسيرته في الإخراج، حيث قدم أفلام (آسف على الازعاج، عسل أسود، بلبل حيران)، كما قدم للدراما التليفزيونية مسلسلات (شربات لوز، نيران صديقة، السبع وصايا).تعاون خالد مرعي مع الفنان احمد حلمي من خلال ثلاثة أفلام متتالية (آسف على الإزعاج، بلبل حيران، عسل أسود).فيلموجرافيامونتاج 2008: جنة الشياطين 2001: افريكانو 2001: السلم والثعبان 2001: أيام السادات 2001: كرسي في الكلوب 2002: محامي خلع 2003: سهر الليالي 2003: عسكر في المعسكر 2004: تيتو 2004: بحب السيما 2006: جعلتني مجرماً 2006: ظرف طارق 2009: إبراهيم الابيض 2011: 18 يوم إخراج 2007: تيمور وشفيقة 2008: أسف على الإزعاج 2010: عسل أسود 2010: بلبل حيران 2011: 18 يوم 2011: فوق جزيرة لوحدنا 2012: شربات لوز 2013: نيران صديقة 2014: السبع وصايا 2015: العهد (الكلام المباح) 2016: العهد (نار الجنة) 2016: لف و دوران 2019: خيال مأتة 2022: البيت بيتي
مسلسل ذو سياق درامي اجتماعي وبنية نفسية.
BY المخرج تامر حسن
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تحت السيطرة .. مسلسل ذو سياق درامي اجتماعي وبنية نفسية. ضحى عبدالرؤوف المل تظهر أهمية النص الدرامي اجتماعيًا في مسلسل "تحت السيطرة" من خلال وجوه متعبة نفسيًا تتواجد في مجتمعات تؤمن بالفرد وأهميته الإنسانية، التي تتخطى متاعبها بفكر تحليلي ومقاومة ذاتية تتحدى بها الصعوبات الحياتية بصلابة. إلا أنها أحيانًا لا تستطيع تقديم ما يجعله قادرًا على بناء نفسه لمواجهة المصاعب المرتبطة بضعف الإرادة أو الأعصاب الحساسة التي لا تستطيع مقاومة أي أزمة تحتاج إلى حنكة ومعرفة، مع احتواء لكل ما يفكر به أو بنتائجها المسبقة التي تصاحبها مساوئ اختيارات نحملها على أكتافنا، بل وتلتصق بنا حسناتها وسيئاتها على مدى الحياة، لأنها ذات ضرر كبير نفسي وجسدي، وبالمحيطين بنا في مجتمع لا نستطيع أن ننسلخ منه؛ لأنه المساحة التي اخترناها للعيش أو تلك المفروضة علينا منذ الولادة. فهل استطاع مسلسل "تحت السيطرة" تقديم دراما اجتماعية بناءة وهادفة في شهر رمضان الكريم؟ قدمت الكاتبة "مريم نعوم" نصًا دراميًا مفعمًا بحالات الإدمان المدروسة نفسيًا، والقادرة على إظهار حياة هؤلاء ومعاناتهم، وقبول المحيط الاجتماعي لهم أو رفضهم المباشر بسبب محاولاتهم المستمرة لممارسة تعاطي المخدرات والحركة الدؤوبة للخروج من مأزقهم الإدماني. وهذا ما استطاع تقديمه بدراسة وافية للشخصيات من خلال مستشار الطب النفسي، الدكتور "نبيل القط"، الذي منح الشخصيات رؤيته النفسية بمنطق مقنع ويؤدي إلى زيادة نسبة الإقناع والتأثر عند المشاهد، وكأنه وجهًا لوجه أمام المدمن، مع تحليل نفسي لكل حالة نفسية يفك الحدث غوامضها التي تفاجئ المشاهد لما تحمله من أدوار داخلية تتفوق على الدور الخارجي الذي تلعبه. وكأن كل شخصية تحاكي المشاهد بأسلوبها الخاص وبحالاتها التي تترجم دراميًا الوضع النفسي وما يترتب عليه من تفاعلات درامية تخطت من خلالها "نيللي كريم" الذات وأخرجت مخزونها التعبيري بجدية ومعايشة عبثية أحيانًا، وبتوليفة تناغمت مع طبيعة الشخصية وقدرتها على خلق حالاتها الخاصة، وتعاطف يثير شفقة المشاهد الذي عاش أجواء مسلسل "تحت السيطرة" بخوف من المدمنين وأمل في مدى الشفاء والتخلص من هذه الآفة الاجتماعية، ألا وهي إدمان المخدرات وغيرها. الموسيقى التصويرية كانت قوية نفسيًا على المشاهد، وربما احتاجت إلى دراسة مشهدية تتواءم مع حالات الشخصيات النفسية وعلاقاتها المتشعبة والمتفاوتة. وهذا التفاوت لا بد للموسيقى التصويرية أن تتأرجح معه بنغماتها الخفيفة والقوية، وأيضًا بمستويات الآلات الموسيقية التي تحاكي السمع بمعناها الخفي في المشهد والتأثير عليه. فقد توازن الموسيقي "تامر كروان" حسياً مع المشهد، لكنه لم يقدم معادلة نفسية لذلك، وهذا له صعوبته التي يلمسها المؤلف الموسيقي بمخيلته الدرامية وموسيقاها الباطنية، دون أن ننسى تصميم البرومو والتتر للفنان "أحمد يسري" بديناميكية وحركة اختزل من خلالها الصورة من البداية إلى النهاية. رسمت الفنانة "نيللي كريم" خطوط الشخصية الحدث بدقة لمفهوم يتطور مع القضايا التي تتناولها الشخصية من علاقة حب سابقة، وزواج، ومن ثم مشاكل الحمل والتأثر العاطفي به ومشاكل الزواج، ثم الإحساس بالأمومة وما يتبعه من منظور علم النفس التحليلي والعلاج، دون شرخ في الشخصية. وهذا ما ساعدت به البنية النفسية المتينة في مسلسل "تحت السيطرة"، والذي ينطوي على أفكار كامنة في كل شخصية، وأقواها في شخصية الفنانة "نيللي كريم"، دون أن يغفل المؤلف والمخرج دور المجتمع في التعاطي مع سيمياء النص الدرامي الذي يستهدف تعاظم الأدوار وتبادلها ضمن كل حلقة تجانست فيها المشاهد وتناقضت أحداثها بتباعد، وكأن المؤلفة قصدت هذا التباعد والتقارب بالأحداث التي تستكمل بها مسارات التحول في هذه الدراما. التي استطاعت فيها الممثلة "نيللي كريم" بقاء الدور تحت سيطرتها وقدرتها التمثيلية التي اندمجت مع المخرج ببراعة، ممثلة منحت دورها قوة وثباتًا وشمولية أعمق من أدوارها السابقة رغم قوتها. الإدمان ومشاكله والآثار المساعدة على تفتيت النفس وتركها مسلوبة الإرادة من الداخل دون إدراك للنتائج المدمرة التي تصيب الإنسان بما هو قاتل، في مسلسل نجح طاقم العمل به وإن بتفاوت العناصر الأساسية البنائية المكملة لهذه الدراما، ولكنها لم تقف عثرة في وجه النص والممثل وجمالية كل حلقة تمسك بخيوط الحلقة الأخرى. مما يبعد عن المسلسل صفة التكرار أو الملل، خصوصًا وأن الموضوع عبارة عن حالات لمدمنين مختلفة. إلا أن كيفية ترجمة هذه المشاكل والتغلب عليها هي بحد ذاتها فن أدائي تميز به الأبطال. تأليف وأداء وإخراج لواقع اجتماعي متخيل دراميًا دون أن يتخطى المؤلف المقبول وغير المقبول من حيث المرأة المدمنة، وخطورة ذلك على جنين أو على جينات وراثية قد يحملها الجنين من أمه المدمنة، وما بين المحظور وإظهار الحالة كما هي، نستطيع القول إننا تعرفنا على حياة المدمنين ومعاناتهم من خلال هذا المسلسل الذي خاطب الملايين عبر مشاهده وعناصره المكونة لبناء تمثيلي أو درامي يميل إلى خلق محاكاة بين المشاهد وكل شخصية، وتحليل تراجيدي ذي جدلية وتعقيد يمكن فك أزمته بعقلانية، يرى من خلالها قوة التناقض بين الحياة والموت والخير والشر والاستسلام والمقاومة وأهمية الإرادة في تطوير النفس البشرية التي تعاني من ثغرات ضعف في بنائها البشري. فهل جعل مسلسل "تحت السيطرة" المشاهد في حالة من الخوف ليرى حقيقة الحياة عند المدمن وفاعلية السيطرة عليها؟ وهل تخطى المسلسل بالفن الأدائي حالات شخصياته التي عايشناها وتعاطفنا معها وحاكمناها بنوع من العلاقات الغامضة التي نشأت بين الشخصيات والمشاهد؟ أم أن مستشار الطب النفسي في المسلسل، "نبيل القط"، راهن على كل هذا نفسيًا؟ المسلسل من بطولة نيللي كريم، محمد فراج، ظافر العابدين، أحمد وفيق، هاني عادل، جيهان فاضل، هاني خليفة، ومن تأليف الكاتبة "مريم نعوم" وإخراج "تامر حسن". برؤية أخرى مسلسل "تحت السيطرة" هو عمل درامي اجتماعي يتناول موضوعات حساسة تتعلق بالإدمان وتأثيراته النفسية والاجتماعية. من خلال تناول موضوع الإدمان، يسعى المسلسل إلى تقديم صورة واقعية ومعمقة لحياة المدمنين ومعاناتهم، ويتناول في ذات الوقت كيفية تعامل المجتمع مع هؤلاء الأفراد. يعكس العمل التوترات النفسية والاجتماعية من خلال سرد درامي معقد وكتابة متقنة، ويشمل جوانب متعددة من الحياة الشخصية والاجتماعية للممثلين. الإخراج في "تحت السيطرة" قدم عملًا مبنيًا على توازن دقيق بين الواقع الفني والدقة النفسية. تميز الإخراج بقدرته على تقديم شخصيات معقدة عبر مشاهد تعكس الصراعات الداخلية والخارجية. استخدم المخرج تامر حسن تقنيات متنوعة من بينها زوايا الكاميرا القريبة التي تعزز من تعبيرات الشخصيات، مما يسمح للمشاهدين بالتفاعل عاطفيًا مع الأحداث. التغيير بين المشاهد السرية والعلنية ساعد على خلق تباين مثير يساهم في إبراز الصراعات الداخلية. تستند كتابة المسلسل إلى نصوص ذات طابع درامي اجتماعي غنية بالتفاصيل النفسية. الكاتبة مريم نعوم قدمت نصًا يتسم بالواقعية والعمق، حيث كانت الكتابة دقيقة في تصوير حالات الإدمان وأثرها على الأفراد والمجتمع. النص لم يقتصر على عرض المشكلة فحسب، بل قدم أيضًا تحليلات نفسية متعمقة للشخصيات، مما ساعد في فهم دوافعهم وأفعالهم. بناء القصة وتطورها يتسمان بالتعقيد، حيث تتشابك الأحداث بشكل ينم عن تخطيط متقن يحقق توازنًا بين التوترات الدرامية والتطورات النفسية. اعتمد المسلسل على تصوير بصري يعكس الحالة النفسية للشخصيات. الإضاءة والتصوير كانا محوريين في نقل الحالة المزاجية لكل مشهد، حيث استخدمت الإضاءة المظلمة والظلال لإبراز الحالة النفسية المضطربة للشخصيات. الموسيقى التصويرية، رغم قوتها، كان بإمكانها أن تكون أكثر توافقًا مع التحولات النفسية للشخصيات. المساهمة الكبيرة في الجانب الجمالي جاءت من أداء الممثلين والتصميم الفني الذي عكس البيئة الاجتماعية والداخلية للمسلسل. أداء الممثلين في المسلسل كان مؤثرًا ومعبّرًا عن عمق الشخصيات وصراعاتها. نيللي كريم، بوجه خاص، قدمت أداءً استثنائيًا يجسد تعقيدات الشخصية ويبرز تحولاتها النفسية بشكل بارع. التعبير الجسدي والعاطفي ساعد على نقل مشاعر الصراع والألم إلى الجمهور. كذلك، دور مستشار الطب النفسي، الدكتور نبيل القط، كان له تأثير إيجابي في تعزيز المصداقية والعمق النفسي للشخصيات من خلال التناول الدرامي والفني، ينجح "تحت السيطرة" في تقديم صورة واقعية ومعقدة للإدمان والتحديات التي يواجهها الأفراد والمجتمع. الإخراج والكتابة يقدمان رؤية متكاملة ومتوازنة تجمع بين التحليل النفسي والدرامي، بينما يعزز الأداء التمثيلي والموسيقى التصويرية من التجربة العاطفية للمشاهدين. المسلسل ينجح في جذب الانتباه وتحفيز التفكير حول قضايا الإدمان والتأثيرات الاجتماعية والنفسية، مما يجعله عملًا دراميًا جديرًا بالاهتمام والتقدير. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
المخرج تامر حسن
تامر حسن (بالإنجليزية: Tamer Hassan) (ولد في 18 مارس 1968) ممثل إنكليزي من أصل قبرصي تركي, ظهر في عدة أعمال سينمائية وتلفزيونية منها 7 ثوان (2005), هدف 3 (2009), جري الرجل الميت (2009), مستعبدين بالدم (2010), ظهر في حلقة من مسلسل ملحمي صراع العروش (2016).
قالب كوميدي ذي نقد اجتماعي
BY المخرج أحمد أنور
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
يوميات زوجة مفروسة أوي بقالب كوميدي ذي نقد اجتماعي ضحى عبدالرؤوف المل الاختلاف في المواقف الفكرية والإيديولوجية يتخذ شكلاً ثنائيًّا بين زوجين صحفيين في مسلسل "يوميات زوجة مفروسة أوي" للمخرج أحمد نور، الذي استطاع خلق حبكة تمثيلية لشخصيات كوميدية متناغمة مع الفنان الكبير سمير غانم والقديرة رجاء الجداوي في دراما كوميدية اجتماعية تعالج بطروحات عصرية حياة فرضت نفسها على المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع المصري بشكل خاص. رصدت المؤلفة سلوكياتها وعاداتها واجتماعياتها ضمن عائلة مثقفة تعمل في الصحافة، والتي تظهر نوعية الفكر الاجتماعي المتناقض بين الزوجين والذي تهتم له بأسلوب كوميدي حركي يعتمد على إظهار الانفعالات بتحرر من قيود الشخصية مع ممثلين برعوا في الأداء والتعبير، حيث بسط المخرج نفوذه السلس بعمق أظهره مع كل شخوصه الذين تميزوا بالتعايش والتفاعل مع بعضهم كأسرة واحدة، مما رفع من قيمة التأثر عند المشاهد الذي لامسته القضايا المطروحة بحنكة وبتخصص نفسي اجتماعي قادر على معالجة المشاكل التي يتعرض لها كل من الزوجين. استطاعت المؤلفة أماني ضرغام تذليل الصعاب والتمسك بالعادات والتقاليد في زمن عولمة مفتوحة على بعضها حتى بالنسبة للأطفال واحتياجاتهم، والمرأة والرجل في فترات عمرية مختلفة، بمجموعات انتزعت منها درامية المشاهد وحولتها إلى كوميديا. رغم أنها تفتح الجرح وتبلسمه بفن نجحت به من خلال السيناريو والحوارات ذات النكهة المخصصة، والتي تميزت بها داليا البحيري بمفاجآت أثارت دهشة المشاهد من حيث الشخصية الكوميدية التي لعبت دورها بميزة وفن تخطت به مخاوفها من الكوميديا. إلى جانبها الفنانة القديرة رجاء الجداوي والفنان الكبير سمير غانم. فالبنية الاجتماعية والنفسية لشخصيات المسلسل مقنعة حتى بسلوكياتها التي تلاعبت بها المؤلفة مع المخرج وبتوافق تمثيلي وسياق اجتماعي له بنيته النفسية المثيرة للإقناع ودون قمع إخراجي يسلب من النص قيمته الكوميدية أو الاجتماعية. فالمسلسل تناسب مع الشهر الكريم، حيث بث الضحكة الهادفة بقالب كوميدي ذي نقد اجتماعي، وتحديداً للأسرة، ولأنواع مختلفة بدءًا من العلم والثقافة وصولاً إلى ناطور المينى الذي يقطنه الجيران وصاحب السوبر ماركت، ليعيدوا بذلك قيمة الجار ومشاركته في الأفراح والأتراح. أفكار عديدة كامنة خلف الضحكة تعالج في معطياتها أصل الكلمة والفعل والصورة الإعلامية المغلوطة منها والصحيحة كالفنانة إيمان السيد والكاريزما الخاصة بها، والتي تذكرني بالقديرة ماري منيب، حيث تنتقد في بعض المشاهد البرامج التي تسلط الضوء على المشاكل الأسرية أو غيرها دون الاهتمام بمصداقية الحدث وعلاجه بتسويغ بين ما يقال وما لا يقال، وبدلالات لفظية ذات واقع يفرض أشكالاً ترتبط بروابط اجتماعية تتخذ في كل حلقة موضوعًا مخصصًا له فنيته وكوميديته المتسلسلة بسلاسل أدبية تتخذ صفة الصحافة وتأثيرها على المجتمع بمحاكاة لم تتوانَ المؤلفة في تقديمها ولا المخرج في تصويره. ليخرج بحلقات نستمتع بها وتبث نوعاً من المداواة التي نتمناها من حيث طرح المشكلة أو إيجاد حلولها أو تركها مفتوحة على وضعيات اجتماعية تتناسب ونوعية المشاهد المختلفة. فهل استطاع مسلسل "زوجة مفروسة أوي" جمع المشاكل الأسرية والاجتماعية في الوطن العربي وبلهجة مصرية محورية في مسلسل تميز بكوميديا تخطت حدود الكاميرا وقدرات المخرج وحتى النص لتتفوق إيجابياته على هفوات التصوير التي كانت بمثابة العين اللاواعية؟ "لحد إمتى رح تمسكوا بالتفاهات وتسيبوا الآفات؟" ومضات ذات مغزى ومعنى ومبنى تقود الفكر نحو سلبيات مجتمع نعيش فيه دون الغوص في عمق الأحداث أو حقيقة الخبر وما وراء الحدث ضمن نقد للصحافة، وبمسارات تشبه يد الساحر التي تركت المشاهد بين الضحكة والموقف، ليستخرج الفكرة ويعالج الحدث برؤيته الخاصة المحاكية لمبررات نصطنعها. لنبتعد عن الحلول محاولين إطالتها لتكون سمة الحياة التي نشكو منها والتي لا تحتاج إلا لإعادة النظر في العديد من المواقف التي تفتت الأسرة وبالتالي تصيب المجتمع بشرخ يصعب مداواته. فهل أرادت أسرة مسلسل "زوجة مفروسة أوي" إعادة برمجة الأسرة أو تحديثها لتكون ضمن مجتمع معاصر بعيدًا عن السيناريوهات التي تم اكتسابها ونقوم نحن بتمثيلها على مسرح الحياة الذي فتحته المؤلفة أماني ضرغام والمخرج أحمد نور في شهر رمضان الكريم، وضمن برنامج درامي كبير يضع هذا المسلسل على سلم التفرّد ليكون بمثابة المسلسل البناء والهادف، وبنوعية فنية تتميز فيه العناصر الكوميدية القائمة على المبالغة الممتعة والابتعاد عن التسبب بنفور المشاهد دون أن ننسى أغنية الشارة ومعاني كلماتها للشاعر أيمن جودة المبنية على استنتاجات تضفي نوعًا من التخيلات عند انتظار البداية والنهاية، وهي من ألحان مصطفى محفوظ والموسيقى السريعة النغمة. حلقات تلفزيونية بعناوين مختلفة من "شكل الأستاذ بقى منسجم" إلى أكثرها قوة بمعناها التخيلي، ولم تفقد وقارها ولما تصب بالروتين والملل حتى الآن، ولا وهجها الكوميدي الهادف إلى تصوير أخطاء أفراد الأسرة، ومنها إلى المجتمع المحيط بكل مكوناته الطبقية ومكنوناته المتناقضة أو المتضاربة مع بعضها، وبوجهين المضحك المثير والمبكي المفرح، أو شر البلية ما يضحك، وبدغدغة شفافة لمشاعر المشاهد الذي يلامس حيثيات كل حلقة وأهدافها الاجتماعية عبر ضحكة ذات صياغة كوميدية منسوجة ببراعة ذات مصداقية يعايشها المشاهد عبر كل حلقة، فتحت حوارات معه بشكل حيوي دون مباشرة ومواجهة، بل من خلال وجوه استطاعوا مزج الضحكة بالحركة التعبيرية المدروسة وحتى الأطفال منهم الذين استطاعوا تخطي صعوبة الأدوار المنوطة بهم. فالرؤية العامة لهذا المسلسل تغلغلت مع رؤية المشاهد ويومياته بنكهة رمضانية محببة كوميديا. برؤية أخرى مسلسل "يوميات زوجة مفروسة أوي" هو مثال بارز على كيفية دمج العناصر الدرامية والفنية ضمن قالب كوميدي اجتماعي. يتناول المسلسل مواضيع اجتماعية معقدة ويعرضها بطريقة كوميدية خفيفة، ما يجعله سهل الاستيعاب للمشاهدين وفي الوقت نفسه عميقًا من حيث طرح القضايا الاجتماعية والنفسية. المسلسل يمتاز بالقدرة على تقديم نقد اجتماعي حاد دون التفريط في خفة الدم، مما يعزز من تفاعل المشاهد مع القضايا المعالجة. إذ يقدم أحمد نور رؤية متكاملة تجمع بين الإبداع والتقنيات التقليدية. يظهر الإخراج قدرة كبيرة على خلق توازن بين الكوميديا والدراما، حيث يتم تقديم المشاهد الكوميدية بطريقة سلسة تتناغم مع الحوار والتطور الدرامي للشخصيات. كما أن التحكم الجيد في توقيت النكات واللحظات الدرامية يعزز من قوة العمل، ويدل على إحساس مخرج قوي بإيقاع القصة. أما فيما يتعلق بالإضاءة والمونتاج، فهما يقدمان دعمًا فعالًا للرؤية الإخراجية، مما يعزز من تعبير المشاهدات والمشاعر المراد إيصالها. الكتابة في المسلسل تتميز بالذكاء والدقة، حيث تساهم في بناء شخصيات متعددة الأبعاد تعكس جوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية. الشخصيات، خاصة الزوجين الرئيسيين، تُظهِر تطوراً ملحوظاً على مدى الحلقات، مما يجعل التفاعل بينها مقنعاً ومؤثراً. أسلوب الكتابة في المسلسل يدمج بين الفكاهة والعمق، مما يعكس قدرة المؤلفة أماني ضرغام على تقديم قضايا اجتماعية هامة بطريقة مشوقة وجذابة. الحوار يتمتع بقدر كبير من الواقعية والمرونة، مما يضفي مصداقية على التفاعلات والأحداث. الأداء التمثيلي في "يوميات زوجة مفروسة أوي" هو أحد نقاط القوة البارزة في المسلسل. سمير غانم ورجاء الجداوي يجسدان أدوارهما بشكل رائع، حيث يقدم كل منهما أداءً كوميدياً يتسم بالإبداع والاحترافية. داليا البحيري تُظهر براعة في أداء الشخصية الكوميدية التي تلعبها، مما يضفي طابعاً مميزاً على العمل. التفاعل بين الممثلين يعزز من فعالية الحبكة الدرامية، ويعكس الجهد الكبير الذي بذله المخرج في توجيه الأداء بشكل يلائم رؤية المسلسل. الجماليات في المسلسل تتجلى في التصميم الفني، بما في ذلك الديكور والملابس والإضاءة. التصميم يعكس بدقة البيئة الاجتماعية التي تجري فيها الأحداث، مما يعزز من واقعية المشاهد ويعمق من تجربة المشاهدة. الإطار البصري للمسلسل يستخدم الألوان والإضاءة بفعالية لتمييز اللحظات الكوميدية عن الدرامية، مما يساهم في توجيه مشاعر المشاهدين وتعزيز تأثير القصة. التعبير البصري يلعب دوراً مهماً في نقل الرسائل الاجتماعية والنفسية التي يتناولها المسلسل. من حيث المحتوى، المسلسل يعالج قضايا اجتماعية ونفسية بطريقة توازن بين النقد الاجتماعي والمرح. الموضوعات التي يتم تناولها تشمل التناقضات الفكرية بين الزوجين والتحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية، وتُعرض بطريقة تجعلها قابلة للتفاعل والتأمل. الجماليات في تقديم المشاهد والأداء تعزز من الإحساس بالواقعية وتساهم في إضفاء طابع كوميدي على المواقف الدرامية. هذه العناصر تجعل المسلسل ليس فقط ممتعاً، بل أيضاً ذي قيمة فنية وجمالية. مسلسل "يوميات زوجة مفروسة أوي" هو عمل درامي كوميدي يعكس توازناً بين الإخراج المتقن والكتابة الذكية والأداء التمثيلي الرائع. من خلال تقديم قضايا اجتماعية بطريقة كوميدية، يسهم المسلسل في تعزيز الوعي الاجتماعي، بينما يظل ممتعاً ويجذب المشاهدين. الأسلوب الإخراجي والفني، بالإضافة إلى الكتابة الدقيقة، يجعلان من هذا العمل تجربة مشاهدية غنية ومؤثرة، تعكس تطوراً ملحوظاً في فنون الدراما الكوميدية. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
المخرج أحمد أنور
المخرج أحمد أنور هو مخرج مصري، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل مساعد مخرج في عدة مسلسلات وأفلام ومنها: مسلسل (الهروب) عام 2012، ، ومسلسل (خلصانة بشياكة) عام 2017، وفيلم (فوتو كوبي) عام 2017، وغيرها من الأعمال.
"سيلفي... ناصر القصبي
BY المخرج أوس الشرقي
8.6
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
"سيلفي... ناصر القصبي ضحى عبدالرؤوف المل "ناصر القصبي" وصورة ذاتية يطلقها في نقد اجتماعي معاصر وهادف، أو "سيلفي" في موسم رمضان المبارك لتكون حلقات برنامجه مرآة للشارع أو دعوة للتفكر وإعادة القيم والمفاهيم إلى معادلات يُبثّها معالجات لمساوئ ما يحدث في العالم العربي. بدايةً مع "دنفسة" وسواليف لها قصة ومعنى كما يُقال في أغنية المقدمة أو التتر، لتبدأ الحلقة الأولى بدعوة لرؤية الفن الحقيقي بعيون ترى بوضوح مشاكل الفن، سواء قبوله أو رفضه. والفنان في الزمن الجميل أو في الزمن الرديء هو حالة من التذبذب التي يخافها البعض، وهي الميزان الحقيقي للفن. فالنقد الاجتماعي الانعكاسي لحالة الشارع وغليانه، وهو المملوء بالمواضيع التي تلامس المشاهد والتي كانت تحتاج إلى بساطة وحنكة في الإخراج. فالنقد الاجتماعي الذي يوجهه "ناصر القصبي" في رمضان يلقى نوعًا من القبول والكثير من الرفض لسخرية هادفة يقدمها في قالب انتقادي ضاحك ساخر يثير الغضب في نفوس البعض والرضى في نفوس آخرين. يبدو أن برنامج "سيلفي" أثار حفيظة الكثيرين من المشاهدين، فما بين مستنكر وموافق، يكمل القصبي برنامجه في حلقات منفصلة بعنوانينها، وتبحث عن المجتمع العربي المتميز بأخلاقياته من "دنفسة" إلى "بيضة الشيطان" واحد واثنان، "المعنف" و"المرافق" و"كرة ندم" و"إقلاع اضطراري". فهل سيكمل الفنان "ناصر القصبي" برنامجه "سيلفي" دون توقف اضطراري أو منع تلفزيوني، أو حتى هجوم يشنه على برامج تلفزيونية أخرى لا تهدف إلا للربح المادي؟ ربما النقد الاجتماعي عبر شاشات التلفزة بات قليلاً ما نراه بهذه الخامة أو النوعية التي تهدف إلى خلق جدليات اجتماعية بعيدًا عن التنافس في عدد المشاهدين الذين باتوا هم بيضة القبان التي تضع الموازين على الميزان بطريقة يسعى الكل إليها. فهل سيستطيع "ناصر القصبي" أن يكمل حلقاته على هذه الدرجة العالية من النقد الاجتماعي الذي هو مرآة للشارع العربي بكل فئاته؟ مشاهد تمثيلية ضاحكة أو ساخرة لوضعيّات اجتماعية تحمل فكرة منطقية واحدة في كل حلقة من حلقاته المحاكية للمجتمع العربي بكافة شرائحه، كما في حلقة "إقلاع اضطراري" التي تعالج خلاف المذاهب لتقول نحن العرب إخوة، والخلافات المذهبية ما هي إلا وجهات نظر قد نتفق عليها ونختلف فيها، لكننا أمة عربية إسلامية تؤمن بالله الواحد. وهذه من المعالجات التي تدفع المشاهد إلى استنتاجات جميلة ورقيقة في رؤاها التي نشعر من خلالها أن الإنسان هو الإنسان بالفطرة، عند المخاطر يعود إلى الله وحده في محنته وفي لجوئه الدائم إلى الله. وباستفزاز ذهني للمشاهد الموافق على فكرته والمعارض لها، وفي كلتا الحالتين يقدم "ناصر القصبي" وجهة نظر بعيدة كل البعد عن الفن المادي، بل الفن للفن ولخدمة المجتمع. فهل استطاع ذلك؟ لا تطول المدة بل تقصر، ولا هي مادة دعائية بل مشاهد محبوكة بمقاييس تلفزيونية انتقادية قصيرة في الفكرة التي تم توسيعها دون اختصار، وطويلة في ظاهرها الحواري لتواصلها مع الفكرة. وربما هذه المعالجة الإخراجية قد أثرت بزوائد يمكن اختزالها كي تترك الفكرة في خبايا المشهد دون إظهارها بأسلوب مباشر للمشاهد، وهذا أفقد حلقات القصبي نوعًا من إثارة الدهشة التي كان من الممكن أن تترك للفكرة جوهرها وللتحليلات المبطنه إيجابياتها، والسلبيات تبقى في الاستنتاجات المتفاوتة المفقودة من برامج تطغى فيها المواضيع الاجتماعية التي افتقدناها سابقًا في الخيمة التلفزيونية الرمضانية بشكل عام. ولكن برنامج "ناصر القصبي" كان يمكن لحبكته نسجها بحرفية تحتاج لصقل نوعي بشكل أوسع لتكون عقلانية فنية بعيدة عن المباشرة وتركها كاللغز. وهذا ما ابتعد عنه القصبي واضعًا المظلة السياسية فوق برنامجه، حيث حصر الموضوع الإسلامي في برنامج "سيلفي" لإثارة صدمة ذات ميول مسموحة وممنوعة في تداولها أو مخيفة في طرحها، والرهان على الاعتدال والخلق المتسامح والمعايير الاجتماعية التي نفتقدها رويدًا رويدًا. توليفات مشهدية عبثية في بعضها، تهدف إلى خلق جدليات بين أطراف المجتمع العربي بغض النظر عن المكان والزمان، لأنها مواضيع عامة تعنى بالعرب وباتجاهين مختلفين في الطرح. والاستنتاج وإثارة الرضى أو الغضب بانفعالات متنوعة تؤثر على النص التمثيلي الذي احتاج إلى الإخراج الفني بشكل أقوى دون التنكر للمعاني النقدية التي قدمها القصبي عبر المواقف والسلوكيات الملموسة في مجتمعاتنا، مثل زواج المتعة والمسيار وما إلى ذلك من أمور تختلف عليها المذاهب التي تؤمن بالله. فهل هذا النقد موجه إلى الخاصة أم إلى العامة أم إلى برامج رمضانية كان من الممكن أن تحمل في طياتها الدرامية ما هو مفيد أخلاقيًا ومعرفيًا وبشكل أوسع، اجتماعيًا أو سياسيًا؟ لم يتلاءم النص مع الإخراج والتمثيل في "سيلفي" إذ انفصلت البراعة والحنكة في التمثيل عن الركاكة في الإخراج ونوعًا ما في النص والمعالجة وفي تقديم الفكرة بشكل عام. وهذا أدى إلى أخطاء في إيصال الرسالة وبشكلها المباشر المسىء نوعًا ما إلى فئة من المشاهدين الذين انتظروا من القصبي مواضيع أكثر ديناميكية وخفيفة في فكرتها، رغم أن الفكرة العامة تعالج في بعض منها التطرف. إلا أن بناء المشاهد تسبب في خلق تفاعلات حيادية عند إثارة مواضيع حساسة نوعًا ما دون النظر إلى البنية النفسية عند المشاهد، ليقبل هذا أو يرفضه. إذ تم تقديم الفكرة بشكل مباشر تمثيليًا دون تورية أو استبطان كان يحتاجها "سيلفي" ليبقي على جوهر الفكرة ولذة اكتشاف المعنى بسلاسة وحيوية. وهذا ما يفرض على المخرج "أوس الشرقي" إعادة النظر فيه ليمسك بخيوط النص والفكرة والمشهد والحوار الطويل." برؤية أخرى برنامج "سيلفي" للكاتب والممثل ناصر القصبي، الذي يعرض في موسم رمضان، يبرز كنموذج مثير للنقاش حول قضايا اجتماعية هامة من خلال معالجة درامية ذات طابع ساخر. يظهر البرنامج كأداة نقدية تجسد التفاعل بين الفن والمجتمع، مستعرضًا قضايا اجتماعية حساسة عبر حلقات قصيرة تجمع بين التهكم والجدية. من خلال تحليل انطباعي موضوعي، سنستعرض الجوانب الدرامية والفنية والجمالية في "سيلفي"، مع التركيز على كيفية معالجة المخرج أوس الشرقي للنصوص وكيفية تأثير ذلك على التفاعل المشاهدي. المحتوى والنقد الاجتماعي: "سيلفي" يتناول موضوعات اجتماعية متعددة تعكس واقع المجتمع العربي، من خلال حلقات تناقش مواضيع مثل الخلافات المذهبية، زواج المتعة، وزواج المسيار. البرنامج يسعى لخلق جدليات اجتماعية وإثارة النقاش بين المشاهدين حول هذه القضايا. النصوص غالبًا ما تعرض القضايا من زوايا مختلفة، مما يعزز من قدرة المشاهد على التفكير النقدي حول القضايا المطروحة. البرنامج يعتمد على سرد قصصي مكثف ومباشر في بعض الأحيان، مما قد يؤثر على قدرة المشاهدين على استيعاب الرسائل بعمق. الأداء التمثيلي لنجم البرنامج ناصر القصبي، بجانب الممثلين المشاركين، يُظهر احترافية في تجسيد الشخصيات والأوضاع الاجتماعية، لكن في بعض الأحيان يواجه البرنامج تحديات في تحقيق التوازن بين الكوميديا والنقد الجاد. بعض المشاهد قد تفتقر إلى اللمسة الدرامية المطلوبة لتجسيد القضايا بفعالية. المخرج أوس الشرقي يقدم معالجة إخراجية تتسم بجرأة وإبداع، إلا أن بعض المشاهد تفتقر إلى الحنكة في تقديم الأفكار بشكل غير مباشر. التصوير والإضاءة يعكسان أجواء المشهد بشكل جيد، لكن هناك مجال لتحسين التوازن بين العناصر الفنية والجمالية. الإخراج قد يفتقر إلى عمق في بعض المشاهد مما يؤثر على التأثير الدرامي المطلوب. "سيلفي" يستخدم أسلوبًا جماليًا يعكس الطابع الساخر للبرنامج، معتمدًا على الألوان والديكور والإضاءة لإبراز المشاهد. البرنامج يعكس حساسية فنية في تقديم القضايا بأسلوب ساخر وجاد في آن واحد، مما يمنح العمل طابعًا مميزًا. رغم ذلك، بعض الحلقات قد تفتقر إلى العمق الجمالي في التعبير عن الموضوعات، مما يؤثر على قدرة البرنامج على إثارة التفاعل البصري والعاطفي مع المشاهد. الرسائل التي يقدمها "سيلفي" تحاول تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية بأسلوب نقدي وساخر، مما يؤدي إلى تأثيرات نفسية متنوعة على المشاهدين. بعض المشاهد قد تثير القلق أو الاستفزاز، بينما قد يجدها البعض الآخر مثيرة للتفكير ومفيدة. التباين في الاستجابات النفسية يعكس قوة وتأثير البرنامج في معالجة القضايا الاجتماعية بطريقة درامية وتعبيرية. برنامج "سيلفي" يجمع بين الفن والنقد الاجتماعي بطرق مبتكرة، لكنه يواجه تحديات في تحقيق التوازن بين الكوميديا والجدية. من خلال تحليل جوانب البرنامج المختلفة، يظهر أن هناك إمكانيات لتحسين تقديم الأفكار بشكل أعمق وأكثر دقة. الإخراج والتمثيل يلعبان دورًا مهمًا في هذا الصدد، ومن الممكن تحسين التجربة العامة للمشاهدين من خلال تحسين التوازن بين النصوص والإخراج والتعبير الجمالي. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
المخرج أوس الشرقي
وس كامل حمدي الشرقي (1973) منتج ومخرج عراقي شاب من مواليد بغداد. حياته ينحدر من عائلة عريقة أدبية وسياسية. تخرج من مدارس بغداد وحاصل على شهادة البكالوريوس. اعتمد على أمكانياته الشخصية ودعم والده (كامل الشرقي - رئيس تحرير مجلة ألف باء في الثامنينات من القرن الماضي) كان مبدعا منذ طفولته، ومعتمدا على ذاته في إبداعاته المختلفة. وهو مؤسس شركة كوديا العراقية في مجال الدعاية والإعلان في العقد الأخير من القرن الماضي) 1990 عمل في مجال الدعاية والإعلان منذ عام 1990 لغاية عام 2003 وأخرج أكثر من 1000 إعلان تلفزيوني على مدى 13 عام أخرج فيلم منحرفون عام 1996 الذي يتحدث عن تهريب الآثار العراقية ثم انتقل إلى دبي ليؤسس شركة يارا للخدمات الإعلامية عام 2003 في مدينة دبي للإعلام وهي الآن من أبرز شركات الإنتاج الإعلامي في المنطقة وهو يرأس الآن (اوس ستويوز) مجموعة اوس ستديوز الاعلامية ومقرها الرئيسي دبي ولها فروع في بغداد، بيروت، القاهرة، اربيل، بومباي.تورونتو. استطاع منذ بداياته أن يقدم سلسلة من المسلسلات والبرامج السياسية الكوميدية الهادفة والتي كان لها تأثير كبير على الشارع العراقي والعربي، أخرج مسلسل الحكومات عام 2006، وهو أول مسلسل كوميدي سياسي في تاريخ العراق، انتقد فيه الاحتلال الأمريكي للعراق والأحزاب السياسية الكثيرة التي تكالبت لِحُكم العراق بعد الاحتلال وفضح سرقات الحكومة في ذلك الوقت، أنتج وأخرج عدد من البرامج والمسلسلات ذات الطابع الكوميدي السياسي الناقد للوضع داخل العراق خصوصا الاحزاب المتطرفة والميليشيات المسلحة والإرهاب، من أشهرها مسلسل أنباع الوطن للراحل الكبير راسم الجميلي ومسلسل دولة الرئيسة الذي انتقد فيه سياسة الحكومة العراقية ومسلسل أبو حقي الذي قدم شخصيته الفنان الكبير جواد الشكرجي، يعتبر الشرقي المخرج العراقي الوحيد الذي أنتج وأخرج أعمالا مزَج فيها بين الكوميديا السوداء والنقد السياسي الذي امتاز بالجرأة. حازت كل أعماله على أعلى نسب مشاهدة عبر الفضائيات العراقية والعربية، انتقل بعدها للعمل مع مؤسسة OSN " ORBIT SHOW TIME NETWORK " وأنتج وأخرج لهم مسلسل هندستاني بجزئية الأول والثاني الذي حصل على جائزة أفضل إنتاج عربي والجائزة الذهبية كأفضل محتوى حيث رفع هذا العمل نسبة الاشتراك بالشبكة المشفرة 33٪ في عام 2012. دخل اوس الشرقي في تعاون كبير مع MBC مجموعة قنوات ام بي سي السعودية وانتج واخرج في عام 2013 البرنامج الكوميدي واي فاي 2 الذي حقق المرتبة الأولى كأعلى نسبة مشاهدة في المملكة العربية السعودية والخليج العربي وتبعها في عام 2014 بجزء ثالث والرابع من البرنامج الكوميدي الأشهر «واي فاي» انتج واخرج المسلسل الأكثر شهرة في الخليج (سيلفي) باجزائه الثلاثة الذي عرض على قناة MBC وبطولة النجم السعودي الأول ناصر القصبي
«
7
8
9
10
11
»