Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
بناء وتكوين الأسرة بشكلٍ سليم
BY الروائي غيربرند باكر
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
«التوأم».. بناء وتكوين الأسرة بشكلٍ سليم ضحى عبدالرؤوف المل كتب الروائي غيربرند باكر ( Gerbrand Bakker) بشكلٍ واقعيٍ وباعتدالٍ نفسيٍ تحليليٍ واعٍ جداً من حيث دراسة شخصيَّة التوأم في روايته الصادرة عن شركة المطبوعات للنشر التي حبكها بمنطق التفاعلات الأسريَّة ومعاناة الأسرة ككل عندما تضطرب العلاقات مع أحد الأفراد، فيفشل البعض في الوقوف عند حدود الحالة السلوكيَّة الناتجة نفسياً عن حدث أدى الى كسر التوازن، وفقدان الشعور بالأمن الداخلي، وبالتالي يقلُّ التقدير الذاتي. ما يؤدي الى اضطرابات سلوكيَّة تعيق التفاعلات الأسريَّة المتمسك بها غيربرند باكر لبناء الروابط الأسريَّة القويَّة، والقائمة على إصلاح الخلل النفسي الذي لا يمكن رؤيته عائلياً. لكنه قائمٌ بين أفراد الأسرة الواحدة وبين من هو مجبرٌ على استكمال مسيرة الحياة في أسرة تتخبط مثل شخصيَّة «هينك» العم الذي يعاني من تخبطٍ أسري. لكنَّه مع ذلك يستمرُّ بعد موت الأخ التوأم، وبشكلٍ واقعي ينقلنا عبر الأمكنة بجمال الحقيقة التي نعيشها ضمن التفاصيل التي يمنحها روح الطبيعة الإنسانيَّة حتى عبر محادثاتها الذاتيَّة، وبمنطقٍ تطوري يجيب من خلاله على كل ما يتبادر الى ذهن القارئ. فهل يكتب غيربرند باكر باعتدالٍ عاطفي وعقلاني يميلُ الى التعايش والتصديق مع شخصيات يمنحها حريَّة نفسيَّة بحيث يظهر ذلك بشكلٍ واعٍ في كل رواياته الصادرة حتى الآن؟ أم هو يميلُ الى إظهار الحالات الإنسانيَّة التي يصعب فهمها على الإنسان العادي؟ وهل فهمُ العالم من حولنا يحتاجُ الى ربط كل حدثٍ بسلوكيات الشخوص حوله؟ مزيجٌ من واقعٍ حقيقيٍ ذي مصداقيَّة ممتعة مجازياً، بما يليق بأسلوبٍ راصدٍ لمواقفه من الحياة بمفارقاتها السلبيَّة والإيجابيَّة على الأشخاص داخل الأسرة، والذين في غالبهم يميلون الى التفرد. كبطل رواية التوأم الذي يواجه واقعه مع توأمه المتوفى بما «يكفي من الشجاعة للمغامرة الكبرى، فسنواجهها كرجلٍ واحدٍ بصمتٍ ومن دون خوف» فالأجواء النفسيَّة عارمة حيث الأب المتسلط في فترة من حياته على ابن دون الآخر بينما يصابُ بمرضٍ عضالٍ في ما بعد، فيقوم بطل الرواية برعايته وهو يعاني من قساوته وطغيانه. ورغم ذلك يستكمل طريقه في سبيل الأسرة، وهو الذي يعاني من الآلام النفسيَّة ما يكفي ليكون مريضاً نفسياً. فيقول «أنسى أحيانا أنه عرفني وأنا ولد شقي. وأنسى أحيانا أيضاً أنه جاء للعمل لدى والدي وهو نفسه صبي» فالشيء الوحيد الذي يشعر به القارئ هو السكون في مزرعة هي حياة مكتملة بتفاصيلها اليوميَّة من اعتناء بالحيوانات، وبقوامها الطبيعي مع تغيرات الفصول ما بين ربيع دافئ وشتاء قارص. فالاحساس بالحياة يغمر المعاني. بل استكمال الحياة رغم الكثير من المنغصات التي تسبب بها الأب المتسلط والأم التي تمنح عاطفة أكبر للولد المنبوذ من أبيه محافظاً بذلك «غيربرند باكر» على تقلبات المشاعر التي يشعر بها هو أولاً. أي بطل الرواية ومن ثم الأم التي أصيبت بفقدان ابنها. وبقاء الآخر الذي يقسو عليه والده دون أي سبب منطقي. فهل يتقمص الأبناء الآباء بعد معاناة قاسية مع أحد أفرادها كالأب أو الأم؟ وهل يستنطق باكر القارئ من خلال تنوع أبطاله؟ صراع الآباء مع الأبناء والألم النفسي الذي يصاحب ذلك الإحساس بالحاجة الى الدفاع المستميت عن الأسرة واستمرارها. رغم القلق بعيداً عن الأحكام التي تثير عدة وجهات نظر. فهو لم يحاكم الأب في روايته. بل أظهر قوة التأثر والتأثير بالأب والأم والأخوة مع تكاثر أفراد الأسرة لتمتد الى أولاد الأخ بوصفه العم الفاقد لتوأمه. فاتحاً المساحة الروائيَّة لاحتواء مشاعر الذنب التي يشعر بها الولد نحو أحد أفراد أسرته، وفي الوقت ذاته الوقوع في تمثيل دور الأب بعفويَّة معززاً ذلك بالمنعطفات المجازيَّة. لتصبح مواقف الأب ناجمة عن غموضٍ نفسي. فهل يمكن فهم الظواهر النفسيَّة المعقدة التي يتعرض لها الأطفال في أسرهم؟ وهل كافح باكر ليعيد بناء وتكوين الأسرة بشكل سليم من خلال روايته هذه المشحونة بواقعٍ متخيلٍ ذي مشاهد تنبض بالجمال لطبيعة حياة في مزرعة هي الأسرة بأبعادها النفسيَّة والواقعيَّة التي رصدها رصداً دقيقاً؟ فهل تنتقل الجينات الوراثيَّة عبر بيولوجيات لا يمكن فهمها نفسياً من الأب الى أحد الأبناء دون سواه؟ أم أنَّ كل سلوك يمكن تقويمه عبر التجارب والمعرفة وفهم الذات؟ Doha El MOL
×
الروائي غيربرند باكر
Gerbrand Bakker (novelist) جيربراند باكر (من مواليد 28 أبريل 1962) كاتب هولندي. حصل على جائزة دبلن الأدبية الدولية عن روايته التوأم، وجائزة الخيال الأجنبي المستقلة عن روايته The Detour، الترجمة الإنجليزية لروايته De omweg. تمت ترجمة الروايتين بواسطة الفائز المشارك ديفيد كولمر. سيرة شخصية باكر يعمل بستانيًا، وقد حصل على رخصة البستنة في عام 2006. يقول أن الكتابة والبستنة متوافقان. يعمل باكر كمدرب تزلج في الشتاء.عمل سابقًا كمترجم للتلفزيون الهولندي، وخاصة في المسلسل الأمريكي The Bold and the Beautiful. قال باكر: "إنهم يثرثرون ويثرثرون، لكن لديك سبع ثوانٍ فقط للترجمة على الشاشة. هذا ما علمني إياه الجريء والجميل. لقد تعلمت ترك الأشياء جانبًا." ومن بين كتبه المفضلة البحر. ، البحر، الغرفة الجميلة فارغة، ويني ذا بوه، والريح في الصفصاف. يكره الطيران. في عام 2002، كان باكر يتنزه عبر الجبال أثناء إجازته في كورسيكا عندما فكر لأول مرة في فيلم التوأم. لقد فكر في الابن الذي قد "يفعل شيئًا فظيعًا لوالده" لكنه أصيب "بالإحباط" عندما فشلت الفكرة في التقدم أكثر حتى بدأ ذات يوم في الكتابة بشكل عشوائي. تم نشر Boven is het stil في عام 2006 وتبعتها ترجمتها الإنجليزية بعنوان The Twin في عام 2008يمكن ترجمة عنوان الرواية الهولندي إلى "في الطابق العلوي، كل شيء هادئ". رشحت مكتبات أمستردام ولاهاي وأوترخت وأيندهوفن رواية التوأم لجائزة دبلن الأدبية الدولية استلمها باكر في دبلن في 17 يونيو 2010. كان أول كاتب هولندي يفوز بالجائزة، وهي الجائزة الأدبية الفردية الأكثر ربحًا في العالم، وتبلغ قيمتها 100 ألف يورو. هزم التوأم 155 لقبًا من أكثر من 40 دولة.[6] وقال الحكام إن كتاباته كانت "رائعة: منضبطة وواضحة" وأن باكر "يبرع في الحوار". كما تلقى التوأم الثناء من جي إم كوتزي. وتحدث باكر عن ضرورة "الاستلقاء لبعض الوقت" عندما أعلن فوزه وقال "إنه أمر رائع". اختار عدم إلقاء خطاب، وقام بدلاً من ذلك بتشغيل شريط تسجيل لأغنية "Waar is de zon؟"، وهي المشاركة الهولندية في مسابقة الأغنية الأوروبية 1994 (والتي حدثت أيضًا في دبلن( ونسب باكر الفضل إلى ديفيد كولمر في مساعدتي "في إدراك أنه كتاب بالفعل، وأنا كاتب". ترجم كولمر الكتاب من أصله الهولندي إلى اللغة الإنجليزية وحصل على 25000 يورو من الجائزة المالية لجهوده. قال باكر إنه يخطط لشراء حصان رمادي هولندي بأمواله "أنا فقط أحب هذه الوحوش الكبيرة". المصدر ويكيبيديا رواية «المنعطف» للهولندي غيربرند باكر: الحياة من خلال عزلة إيميلي ديكنسون ضحى عبدالرؤوف المل استطاع الروائي غيربرند باكر تخصيب روايته «المنعطف» ــ صدرت عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ــ بمجموعة شعرية لإيميلي ديكنسون وبازدواجية رمزية يشير من خلالها إلى صلابة التجديد في اللغة الروائية وخطابها القائم على الجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، كذلك على ثنائية الزمن في قصة تجمع القوة الشعرية بالحدث الروائي، وبإصرار المرأة على خلق مرونة زمنية تعيد من خلالها حساباتها وفق عزلة فرضتها على نفسها أوقعتها في شباك حيوان الغرير ــ من فصيلة ابن عرس ــ والإوزات اللواتي يتناقصن كما سنين العمر التي تغتالها الأحداث المتعددة في الحياة. وما اندماج القصيدة مع الرواية وحركتها في «المعطف» إلا اندماج الإنسان مع سنين عمره، رغم المنعطفات القاسية التي يتعرض لها، وغالبا ما تؤدي إلى خسارة حياته بإكملها، لكن تبقى القدرة على التجدد والخروج من بوتقة المنعطفات نحو فسحات جمالية تجعلنا نستعيد ما سرقته منا السنون. لحظات ديكنسون الهاربة الإنسان ابن بيئته ومحيطه المؤثر على مسار حياته الشبيه بالأوزات في مزرعة هربت إليها أغيس، لتعيش تفاصيل لحظات تشبه إلى حد ما حياة إيميلي ديكنسون مستكشفة كل مقطع صوتي وكل معنى تفردت به في لحظة تجسدت في بيت ذي عطر امرأة كبيرة السن، تعيد لسني عمرها حسابات لن تصحح الماضي. لكن لتمضي نحو الموت كما تشاء هي، لا كما يشاء الآخرون من حولها. فهل الرواية هي النص الوفي لخصائص قصيدة تتم دراستها بتوحد وتلاحم مع ما يوازيها أدبيا؟ تتشكل في الرواية الأبعاد الأنثروبولوجية والإدراك المعرفي بشاعرة تواءمت أحداث حياتها مع بطلة الرواية التي تشكل دراستها عنها الأسس العملية في الدراسة النقدية غير النظرية. تخدم رواية المنعطف الأفكار النقدية التي تتم من خلالها دراسة حياة شاعر ما، أو حتى تحليل مسار حياته بتفاعل بين المقاطع الشعرية وانعكاساتها، وفق الخروج عن أسلوب أكاديمي بحت تجسّد مع دكتورة شاءت الصدف أن تختار العزلة التي اختارتها أيميلي ديكنسون، واستطاعت من خلال ذلك إعادة تكوين رؤية لمقاطع صوتية في قصائد تكونت من حدث مشبع بالفعل الذي قامت به أيميلي مع من تحب أو تعشق بقوة، أو مع ذكريات تركتها بعد أن قطعت الحياة بابتعادها كليا عن محيط خارجي، ولم يتم نشر قصائدها إلا بعد موتها «هل كان ذلك ما فعلته أيميلي ديكنسون في معظم حياتها البالغة؟ هل حاولت إيقاف الوقت وجعله محتملا، وربما أيضا أقل توحدا من خلال احتجازه في مئات القصائد؟ ليس الوقت وحده، بل معه أيضا الحب والحياة، بل حتى الطبيعة». فالمناظر الطبيعية في القرية التي اختارتها وهي إنكليزية ابنة مدينة لجأت إلى الريف محاولة التحدث بلكنة هولندية مستكشفة الروح الإنسانية من خلال كلب برادوين المماثل لكلب أيميلي الضخم، إضافة للإوزات والأبقار والخنازير. لتخرج من حالة تعاسة أصابتها بعد مرور عمر تهدم بلحظة، حدث لا يعني للآخرين أكثر من حوافز مادية ونفعية، أدت بشكل فاضح إلى هروبها نحو الطبيعة، والبقاء فيها سرا بعد إصابتها بالمرض العضال الذي أودى بحياتها. ديكنسون في زمن آخر تتشكل في الرواية الأبعاد الأنثروبولوجية والإدراك المعرفي بشاعرة تواءمت أحداث حياتها مع بطلة الرواية التي تشكل دراستها عنها الأسس العملية في الدراسة النقدية غير النظرية، كتلك التي قدمها هايغر وشعرت بالحنق من ذلك لأنها اكتشفت أن «امرأة صغيرة القد، خجولة، وصديقها الوحيد كلب كبير، وهايغر لم يبال» وهذا يقلب الموازين ربما بين الدراسات النقدية الأكاديمية والرؤية الاستكشافية في النقد، الذي يسلط الضوء على حياة كاتب أو شاعر أو روائي أو حتى مخرج سينمائي. فهل يحتفظ الشاعر بالوقت من خلال قصيدة كتبها؟ وهل تشكل قصيدة ما مفتاحا لحل لغز فشل الماضي عن إيجاد الحلول له، إلا في حاضر يحمل عدة علامات استفهام؟ رواية نموذجية محبوكة سرديا بجمالية رحلة المعرفة والدافع العاطفي الذي يجعل القارئ يتابع الأسطر بخصوبة مخيلة، وضمن مسافات دقيقة ذات سمات حياتية ريفية لامرأة من المدينة تتبع حياة شاعرة باعتبارها حقيقة ثابتة من خلال قصائدها التي تم الكشف عنها بعد وفاتها، وهي أي بطلة الرواية، إن لم نقل بالتزامن لإنتاج معرفة نقدية جديدة تتولد منها رواية تشكل المنعطف فعلا في النقد والرواية، وحرفية الوصف الذي أخرجه من حالة الموضوعية إلى الذاتية وباستراتيجيات تمثيلية، تمجد الأدب وتضعه في أطر الحداثة بعيداً عن التقليد حتى في النقد «شعرت فجأة بالحنق، ليس فقط على كاتب السيرة. النمام القديم، بل على ديكنسون أيضا: المرأة النائحة التي اختبأت في منزلها وحديقتها، وأصرت على أن يتجاهلها الناس، عبر كل ما فعلته وما لم تفعله، لكنها في الوقت نفسه سعت، كالطفل المتفجع، كي يعترف الناس بها، ولا سيما أولئك الذين أظهرت تجاههم عاطفة جياشة .عبر رسائلها بالتحديد». وبذلك قدم غيربرند باكر من خلال روايته «المنعطف» رؤيته لحياة شاعرة تجمد الزمن في وجودها وسار بعد موتها محملا محيطها أسباب عزلته، وإن ضمن سرد روائي تجتمع فيه الرؤية النقدية بأسلوب روائي انطباعي الرؤية، عبر واقع متخيل ناتج عن قصيدة بحثت من خلالها بطلة الرواية عن أسبابه ومميزاته والقدرة على استرجاعه من الزمن الذي حدث فيه، ليتكون عبر الواقع أمامها، معتبرة أن حياة بعض الأشخاص تتكرر في زمن آخر وضمن فروقات تشهد عليها إبداعاتهم. Doha El Mol
غفلة الوعي عن الحقيقة
BY الروائي ياسوناري كاواباتا
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
غفلة الوعي عن الحقيقة ضحى عبدالرؤوف المل ينسجم السرد الروائي في رواية "هندباء بريّة" للروائي "يا سوناري كاواباتا" الصادرة عن "دار الساقي" مع الطبيعة والإنسان والتناغم غير المفهوم بين كل ما يحيطه والحواس المرتبطة بخصوصية الإنسان المتميز بفلسفته. وتفكيره واهتمامه بالعاطفة والحب والعلاقات مع الآخرين، بأسلوب لا يخلو من استكشافات متعددة من القدرية الى النهاية الحتمية للاشياء الى الإدراك المتحرك، وصولا الى الصحة العقلية إذ كل شيء يشبه المصحة العقلية من السجون الى المعابد، فالمعارك، وما الناقوس إلّا الوعي المتأخّر عند الإنسان بعد عزلة يمضيها تجعله يعيد التفكير بأحداث حياته التي يكتبها القدر معه دون انتباه منه الى أن يقرع ناقوس النهاية بيديه. فهل رمزيّة نبتة الهندباء الصفراء هي المرض الذهني الذي يشكل نوعا من العودة إلى الذات. ام هي الزهرة البيضاء في شتائها حيث تتحول زهرة الهندباء في نهاية عمرها الى اللون الابيض، والتي لم تعترف بوجودها زوجة العقيد الركن في القوات البرية كيزاكي ماسايوكي الذي حاول انهاء حياته مأزوما من خسارة الحرب اليابانية التي اشار اليها ياسانوري كاواباتا بالناقوس و"كيف أجبرت المعابد على تسليم نواقيسها للجيش خلال الحرب"، فهل من ناقوس فعلا رنينه يطوي المسافات؟، أم أنّنا نقرع الناقوس عند الإحساس بالألم والخسارة والحزن؟. رواية تعالج النفس البشرية من خلال الطبيعة ومقوماتها المساعدة على شفاء الإنسان من حالات العمى المستمرة في حياته، إذ يفقد الجزء من الكل خلال الأحداث المؤثرة على حياته. إن من حيث الصدمات كصدمات خسارة الحرب اليابانية على كل من شارك فيها او خسارة الاهل والاصحاب وحب حياته واضعا "ياسوناري كاواباتا" الميزان الانساني في فلسفات عديدة أهمّها فلسفة "الزن" او الفلسفة التي "تقوم أولا على الشعور بشيء معين قبل استخدامه كمنطلق لسلسلة من الأفكار. قد يكون هذا الشعور بحدِّ ذاته ساذجا، أو إحساسا بالدهشة أزاء شيء ما يراه معظم الناس معتاداً او بديهيا". فهل تقودنا الفلسفات الى الحياة التي تزيل او تشفي العمى؟ ام أن الحالة التي اصابت هيسانو هي عقاب الإنسان للانسان؟. لم تَرَ هيسانو سقوط ابيها مع حصانه في البحر لأنّها فقدت الوعي. إلّا أنها رأته بعين مخيلتها وكل من رأي الحرب اليابانية والخسارة التي اصابتها عرفها من خلال المخيلة. اذ لا يصدق جمع النواقيس وتحويل الكم الهائل من المطارق إلى اسهم، واصابة عدد كبير بالتشرّد والموت ومن ثم الاستسلام. هذا بحد ذاته يصيب اي انسان بالجنون، وهذا ما حدث للعقيد الركن في القوات البرية. إلا أنّه تراجع عن محاولة الانتحار بعد وصوله الى الشجرة، وربما ايحائيا هي الشجرة المقدّسة في معبد ياباني يقع على سفح جبل أشار له الرواي في المصحة العقلية التي يوجد فيها شجرة حفر عليها المجانين الاسماء او تمّ جرحها بسكاكين من ماتوا دفاعا عن المعابد التي أجبرت على تسليم نواقيسها، وبين المصحة والسجن وأرض المعركة قواسم مشتركة، إذ يفقد الإنسان خاصيته وتفرده، وعالمه الخاص الذي يساعد على تأملات تقوده الى الحقيقية التي يراها في خضم الأحداث المتتالية او وجوده مع الجماعة "المصحة قاع هاوية حيث تتراكم السموم في قلب الإنسان وهي تغلي وتبقبق"، وهذا بحد ذاته مؤذٍ للانسان الذي يمتلك ردَّ قدره او الوقوف في وجه الأحداث الطارئة على حياته فجأة ما لم يربط السبب بالنتيجة او العكس. ليشفى مريض الحرب في مصحة هي معبد شهدت الشجرة فيه الكثير من الجروح التي جعلتها تبكي او كما شعر بها حبيب هيسانو؟. Doha El Mol
×
الروائي ياسوناري كاواباتا
ياسوناري كواباتا (باليابانية: 川端 康成 كواباتا ياسوناري) المولود في 14 يونيو 1899 والمتوفى في 16 أبريل 1972 روائي ياباني أهّله إبداعه النثري المكتوب بلغة شعرية راقية وغامضة للحصول على جائزة نوبل للأدب 1968؛ ليصبح بذلك أول أديب ياباني يحصل على الجائزة العالمية. ترجمت أعماله للغة الإنجليزية وبعضها للعربية، ولا تزال مقروءة إلى اليوم. سيرة ذاتية وُلد كواباتا في أوساكا، وفقد والديه عندما كان في الثانية من عمره ليقوم جداه بتربيته بعد ذلك، وكان له أخت كبرى أخذتها عمة بعيدة لتربيها. ماتت جدته عندما أصبح في السابعة من عمره، وتوفيت شقيقته التي رآها مرة واحدة فقط منذ موت والديه عندما أصبح في العاشرة، وعندما صار في الخامسة عشرة من عمره توفي جده. وبفقدانه كل أفراد عائلته الأقربين، انتقل للإقامة مع عائلة والدته (آل كورودا)، ثم انتقل في يناير 1916 إلى بيت داخلي قرب المدرسة الثانوية حيث يدرس، وبعد تخرجه منها في 1917 انتقل إلى طوكيو آملاً في اجتياز امتحان المدرسة الثانوية الأولى التي كانت تعمل بإدارة جامعة طوكيو الإمبراطورية. نجح في الامتحان ودخل كلية الدراسات الإنسانية ليتخصص في اللغة الإنجليزية، وفي يوليو 1920 تخرج من الثانوية وبدأ دراسته في جامعة طوكيو الإمبراطورية في نفس الشهر. وبالإضافة إلى الكتابة الأدبية، عمل أيضاً كمراسل لصحيفة ماينيتشي شيمبون من أوساكا وطوكيو، رغم أنه رفض المشاركة في التعبئة العسكرية التي رافقت الحرب العالمية الثانية، فإنه لم يتأثر بالإصلاحات السياسية اللاحقة في اليابان. ومع موت أفراد عائلته بينما كان في سن مبكرة، أثرت الحرب بشكل كبير عليه، وبعد انتهاء الحرب بوقت قصير قال بأنه لن يستطيع أن يكتب إلا المراثي. مهنته الأدبية بينما كان لا يزال طالباُ في الجامعة، أعاد كواباتا إصدار مجلة جامعة طوكيو الأدبية (اتجاهات الفكر الجديدة) التي كانت معطلة لأكثر من أربع سنوات. وفيها نشر قصته القصيرة الأولى «مشهد من جلسة أرواح»، وخلال سنواته في الجامعة بدل اختصاصه إلى الأدب الياباني، وكتب أطروحة تخرج بعنوان: «تاريخ موجز للروايات اليابانية». تخرج من الكلية في مارس 1924. وفي أكتوبر 1924 بدأ كواباتا، ويوكوميتسو ريتشي مع عدد من الكتاب الشبان صحيفة أدبية جديدة سُميت «عصر الأدب». وكانت رد فعل للمدارس الأدبية اليابانية الراسخة القديمة، خصوصاً المدرسة الطبيعية، بينما وقفت في الوقت عينه ضد أدب العمال أو المدارس الاشتراكية/الشيوعية. كانت إحدى حركات الفن للفن، وتأثرت بالتكعيبية، والتعبيرية، وغيرها من الأنماط الأوروبية الحديثة. وابتكر كواباتا ويوكوميتسو مصطلحاً هو «شينكانكاكوها» لوصف حركتهما الانطباعية الجديدة، المعتمدة على منظور أحاسيس مختلف في الكتابة الأدبية. بدأ كواباتا في جذب الانتباه إليه بعدد من القصص القصيرة بعد تخرجه بوقت قصير، وهُلل لقصته راقصة آيزو في 1926، وهي قصة بزوغ حب جديد إيروتيكي، ومعظم أعماله اللاحقة تستكشف ثيمات مشابهة. بلد الثلج واحدة من أشهر رواياته، بدأت في 1934 ونُشرت مسلسلة منذ 1935 حتى 1937. حكاية حول علاقة حب بين شاب يهوى الفن من طوكيو، وغيشا من إحدى المقاطعات، تدور أحداثها في مدينة بعيدة ربيعها حار؛ مكان ما في الغرب قرب جبال اليابان الشاهقة. رسخت كواباتا كأحد أبرز الكتاب اليابانيين، وأصبحت مباشرة إحدى الكلاسيكيات. وصفها إدوارد ج. شايدنسترايكر بأنها قد تكون تحفة كواباتا الأدبية. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تواصل نجاح كواباتا مع أعماله اللاحقة: طيور الكركي الألف، صوت الجبل، بيت الجميلات النائمات، جمال وحزن، والعاصمة القديمة. الكتاب الذي اعتبره هو نفسه أفضل أعماله كان سيد الغو (1951) الذي يتعارض بشدة مع أعماله الأخرى. رواية شبه خيالية عن مباراة غو كبرى في 1938، كان كواباتا قد كتب عنها في صحيفة ماينيتشي. كانت آخر مباراة في مسيرة المعلم شوساي المهنية، وخسرها لصالح متحديه الأصغر سناً، ليموت بعد سنة أو أكثر بقليل. وبالرغم من أن الرواية تتحرك على السطح كإعادة حكاية لكفاح مشوق، فإنها اعتبرت كرواية رمزية توازي هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. كواباتا في عام 1917 وكرئيس لرابطة القلم الدولية لسنوات عديدة بعد الحرب، دفع كواباتا بقوة في اتجاه ترجمة الأدب الياباني إلى الإنجليزية ولغات أخرى. القصص القصيرة كتب كاواباتا أيضاً أكثر من مئة وأربعين قصة قصيرة، كان يطلق عليها قصص كف اليد (the palm of the hand) لقصرها، إذ تراوح طول القصص بين الصفحة والسبع صفحات، جسّد فيها عمق العاطفة الإنسانية وسبر أغوار النفس البشرية. وكانت القصة القصيرة جداً الجنس الأدبي المفضل لديه، إذ وجد في المساحة المحدودة فيها ميزة مكنته من استخدام الغموض الذي برع فيه، ومن ترك العنان لخيال القارئ. وقد اقترب في أسلوبه هذا من الشعر، إذ تشبه كل قصة قصيدة شعرية في عمقها وكثافة رموزها وتركيزها. كان يكتب القصص الواحدة تلو الأخرى وكأن الواحدة تلهم الأخرى كما القصائد، فتأتي باندفاعات إبداعية مفاجئة وغزيرة. وما يميز قصصه القصيرة ليس فقط كثرة عددها، وإنما تنوع موضوعاتها وأسلوبها، فبعضها يمتاز بوحدة النص وتماسكه، وبعضها الآخر يأتي بصيغة مفككة كالحلم بأسلوب انطباعي. وتشكل هذه القصص بمجموعها مرآة كبيرة للحياة الإنسانية، وقد جمعت في مجلدات كثيرة، وترجمت إلى لغات عدة فحققت انتشاراً واسعاً بين القراء في الغرب. وكانت آخر هذه القصص القصيرة، قصة اختزلها عن روايته بلد الثلج بعنوان لقطات من بلد الثلج (Gleanings of the Snow Country)، التي شكلت تحولاً في أسلوب التأليف الذي كان يتبعه، إذ كان يستوحي رواياته الطويلة من فكرة بسيطة ويسهب ويتوسع فيها، بينما حدث العكس في قصته الأخيرة تلك. ومن قصصه أيضا ثمرة الرمان المترجمة والمنشورة في مجلة العربي الكويتية.راقصة الأيزوقصة ألفها كاواباتا في عام 1926، وهي قصة حب مستوحاة من حياته. ترجمت للغة الإنجليزية في عام 1955، ثم مرة أخرى في عام 1998.عصابة أوساكا القرمزيةقصة تروي نوع الحياة في أساكوزا، ألفها في عام 1930 قيل أنها تبرز تأثره بالحداثة الغربية.بلد الثلوجيروي فيها كاواباتا عن معضلة التقدم في العمر، وضياع الحب والجمال خلال ذلك. نشرت على أجزاء منذ 1935، ثم ترجمت للإنجليزية 1956.سيد الغوتصنف كأفضل أعماله، نشرت على أجزاء في عام 1951.البحيرةفي عام 1954 كتب القصة حول معلم مدرسة سابق يدعى غيمبي موموا.العاصمة القديمةفي عام 1962 كتب القصة عن حياة الإنسان الياباني بمدينة كيوتو.ذراع واحدةنموذج لسحر الواقعية في الأدب الياباني، ألفها كاواباتا في عام 1964.الهندباءفي عام 1964 أنهى كتابة قصة الهندباء لكنها لم تنشر إلا بعد وفاته في عام 1972.وفاتهانتحر كواباتا في 1972 بخنق نفسه بالغاز. وحاولت العديد من النظريات تفسير انتحاره، ومن بينها صحته الضعيفة، قصة حب محتملة مرفوضة من المجتمع، أو صدمة انتحار تلميذه وصديقه يوكيو ميشيما في 1970. وعلى أي حال، فإنه على العكس من ميشيما، لم يترك رسالة قبل انتحاره، وبما أنه لم يناقش مسألة الانتحار بشكل مؤثر في كتاباته؛ فإن دوافعه تبقى غامضة.قائمة أعماله. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A_%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D8%A7
خلف أسوار بيروت وحكايا الزمن
BY الكاتب عماد بزّي
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
خلف أسوار بيروت وحكايا الزمن ضحى عبدالرؤوف المل يشهد كتاب» خلف اسوار بيروت» الصادر عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر» للكاتب «عماد بزة « على فترات زمنية ذات قيمة مكانية وظيفتها ابراز اهمية الالقاب وحكايات الابطال القديمة في زوايا ومقاه بيروتية وحتى سينمائية. مما يجعلها تلتصق بواقع تاريخي استمر لسنوات طويلة تأثرت بها العائلات التي ما زالت تحمل مواصفات لكاريكاتير هو اسطورة او حكاية او فانتازيا تخيلية، لكنها تهتم بأشخاص رحلوا وامسوا ابطالا في ذاكرة بيروت، تحديداً المأثورات الشعبية المحفوظة على ألسنة استطاع من خلالها «عماد بزي» ان يسرد مغامرات «الياس مبروك» والحلم السينمائي لسائق لدى عائلة آل سرسق او هاريس غراهام ومحاضراته عن التشريح وتفاصيل عن ماض لم ينفض عنه تاريخ ترامواي بيروت، ولا المجيدية بعد كل صرخة باسمه، ليتعود الناس على زيارته كدكتور لم يمل خدمة مرضاه حتى اخر لحظة في حياته، ولا مقهى كوكب الشرق الذي انهار سقفه وادى الى مصرع طفل، ليذكرنا بصحيفة الصباح التي كانت تصدر في بيروت قديما، ونكهة الخبر الموسوم بالكثير من اخبار اخرى لم يهتم لها احد . فهل اتبع الكاتب «عماد بزي» في كتابه القواعد القصصية القائمة على مفهوم وحدة المكان والفعل المرتبط بمواصفات اشخاص عاشوا فترة زمنية في هذا المكان؟. خلف أسوار بيروت هو كتاب لابطال في امكنة ما زالت تحمل عبق وجودهم التاريخي في ادب شعبي او قصص ذات مآثر هزلية في بعض منها لم تسخر من الفطرة الانسانية التي تكونت منها الشخصيات. إلا أنها ذات خصوصية في معاييرها الأدبية المحشوة بطابع لبناني بيروتي مبني من حكايا سمعنا عنها الكثير، وعن القاب لشخصيات هي ايقونة شعبيىة تحمل في طياتها اسماء بعض العائلات البيروتية التي ما زالت تحمل هذه الالقاب في بعض منها، وضمن حقبات استخرج منها الكاتب «عماد بزي» مآثرها وبطولاتها ومعاركها الفعلية سواء من عاشوا في الفترة العثمانية او من عاشوا في الفترة الفرنسية، وفي كل منها سلطة تاريخية سبق معرفتها شعبيا لسنين طويلة وصولا الى بعض الاسماء التي ارتبطت شوارع بيروت باسمائهم، وبمفردات عامية بين هلالين تشكل الدعامات الأساسية التي تضع القارىء على المحك حيث كرّس الابطال حياتهم لزمان اضاف الى الامكنة طباعهم وصفاتهم وتاريخهم او تاريخهن ايضا مثل اخت الرجال وفاطمة المحمصاني، وكل هذا وفق العناصر التاريخية في سرد سلس وصياغة مليئة بالتخيلات ذات المشاهد التاريخية الملامسة لدراما الشخصية او البطل في حكايا حدثت في امكنة خلف اسوار بيروت محاطة بتراث لبناني هو جزء من تاريخ مدينة وقفت شامخة في فترات من زمن ماض استطاع اشخاصه تخليده بشتى الوسائل المختلفة العابقة بعظمتهم ونضالهم، فهل ورث القارىء جماليات هذه القصص في كتاب هو السور الحقيقي لها ؟. سمح الكاتب «عماد بزي « بصنع ميلودراما الشخص الواحد في مواقع استطاع البطل فيها ان يكون هو البارز ضمن تغييرات ثانوية لأشخاص من حوله ما سمع القارىء اصواتهم بالحجم نفسه او الموازي لبطل تعلقت به الحكاية وباسمه ومزاياه، وبشكل لافت دون تكرار لاسماء الامكنة. فكل مكان في كتاب خلف اسوار بيروت هو التاريخ الحصري للشخصية واكتمالها ان كانت من القبضايات او من الارستقراطيين، وبمواصفات ذهنية لا تغادر القارىء، لسهولة تنقله في قصة هي جزء من تاريخ بيروتي بلوحات علقها امام القارىء، ليستكشف الماضي عبر تشويق الحكواتي او القاص الذي يعيد لبيروت امجادها شعبيا وتراثيا مثل راهبات اللعازارية وبئر العبد وبرج البراجنة وغيرها . تحولات تاريخية نكتشفها في كتاب» خلف اسوار بيروت « وبصوت قصصي ذي مصداقية لا يمكن التشكيك فيها لأنها ذات مزايا لبنانية ما زلنا نسمع عنها، وعن تفاصيلها الكثير والتي تعود زمنيا الى مئات السنين ، وترسم الخطوط التاريخية على قلاعها القصصية المشاهد المتخيلة، كما تضفي على الشخصيات التمثيل الحقيقي للحقبات التاريخية التي استخدمها، سواء عبر الزمن العثماني او الازمنة الاخرى، مما يجعلها تحمل بصمة انسانية حقيقية لشخوص واجهت زمانها في امكنتها حتى وان غادرتها، اذ بقيت معششة فيها مثل عين المريسة وغيرها في قصص تهدف الى اعادة احياء الذاكرة لاجيال تسمع بعض مآثر الشخصيات دون الغوص في صفاتها كاملة او حقيقة الحكاية التي تنتمي اليهم دون سواهم. فهل الرؤية القصصية في كتاب» خلف اسوار بيروت» هي نوع من التحايل الفني لتمجيد الحدث التاريخي بموضوعية تنم عن فهم الكاريكتير الخاص لكل شخصية تناولها في كتابه؟. Doha El Mol
×
الكاتب عماد بزّي
عماد بزي هو ناشط سياسي لبناني ومحاضر جامعي، وخبير في استراتيجيات المناصرة وإدارة الحملات،، يحمل إجازة في العلوم الصحية ويعمل إستشاريًا لدى العديد من المنظمات الدولية، عرف بزي بداية بنشاطه التدويني، إذ كان أول المدونين اللبنانيين على شبكة الإنترنت العام 1998، ثم أسس مدونة "تريلا" والتي تعتبر اول مدونة لبنانية. إنخرط في العديد من الحملات السياسية وترشح للإنتخابات النيابية اللبنانية عام 2018 عن دائرة جنوب لبنان، في العام 2015 أطلق بزي وآخرين حملة "طلعت ريحتكم" للإضاءة على الفساد المستشري في لبنان بعد حراك أطلقه فشل الحكومة اللبنانية في إدارة أزمة النفايات في البلاد.سعت السلطات السياسية الى تخريب سمعة الناشطين فأطلق جمهورها حملات تشوية وتضليل وصلت الى حد إتهام الناشطين بالعمالة لدول أجنية، إضافة الى فبركة فيديوهات ومنشورات.مؤلفات خلف اسوار بيروت فوق أرض لبنان
الذاكرة الطفولية عند الرجل السبعيني
BY الروائي رشيد الضعيف
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الذاكرة الطفولية عند الرجل السبعيني ضحى عبدالرؤوف المل يستكشف الروائي رشيد الضعيف في روايته “ خطأ غير مقصود” الصادرة عن” دار الساقي “ الذاكرة الطفولية عند الرجل السبعيني في عودة الى الاسس النفسية المؤثرة في مسار الحياة بأكمله في مجتمعات لا تزال بحاجة للنمو او للبلوغ الاجتماعي القادر على فرض الذات بموضوعية غابت عن الروائي الذي يؤثر البوح بتفاصيل تجذب القارئ الى عمق البؤرة النفسية للرجل السبعيني او حتى الثمانيني، وهواجسه التي تحطم حتى احلامه في عمر بات بحاجة فيه الى ان يروي تفاصيله في فترات مضت وحاضر يسجله كمذكرات الرجل الامريكاني وسوزانا، لان المستقبل المجهول لا يشكل الا مدة تأخير الرحيل ان بسبب او بغير سبب مثل صديقه نعيم الذي لم ينقذه الموت ولا حب اي صبية تعيد ترميم ما افسده الزمن، ليسخر من الايديولوجيات بوعي واقعي يبثه روائيا بنفحة سيرة ملفعة بأغطية يزيل عنها الغموض، كلما تعمقنا في القراءة، لندرك اننا على مسار انساني يتكرر في الحياة مثل الخوف من مرحلة الفطام الحليبي عن الام الى مرحلة الفطام والابتعاد عن المرأة كأساس للمشكلات الأولى “ اخطأت امي خطأ قاتلا إذ فطمتني باكرا” مستخدما نبرة عاطفية هيمنت على الاسلوب السهل الممتنع الذي يتوافق مع احاسيس الروائي والتعاطف معه منذ البداية، اي مرحلة الفطام الى النهاية او الى المستحيل او اليها الى رحم فردوسه المرأة معبره الحقيقي . فهل الخطأ غير المقصود هو اخطاء الانسان القائمة على التربية الصحيحة التي نفتقدها ام على اسس الطفولة ونظريات فرويد؟ نغمة روائية شديدة السرد والتخيلات لواقع مبني على حقيقة هي سر الروائي في مجتمع يسلط الضوء عليه باسلوب غير مباشر لتتطور الاحداث او تنمو وفق العمر ومشاكله، كإنسان يفشل وينجح ويتخبط في مسيرته ، الا أن للغرب نظرة الى سوزانا كنظرته للمرأة السوداء، وبتقارب زمني يثير الكثير من التساؤلات هل نحن في العالم نعيش عدة ازمنة في عوالم سابحة في فضاء؟ ام انه يحاول منح البصيرة رؤية اخرى بالتفكر والتدبر والعقلانية ، وكل ذلك في سياق زمني ومكاني، وبتوظيف لذاكرة تفتح نوافذها للحياة وتعيد رؤية الطريق. لتجمع حتى الغرب مع الشرق في زمن مضى حيث تتشابك الرواية باسلوب السيرة الذاتية المختبئ خلفه ذلك الطفل الذي ما ارتوى من ثدي امه وما زال يبحث عن المرأة في ازمنة اخرى، وبمفارقات لا تخطر على البال بل وبدهشة تلفت النظر الى الجرأة التي يتحلى بها عند الدخول الى عالم الرجل، والمخاوف التي تصبح كالكوابيس في عمر ثمانيني هو يأشد الحاجة فيه لوجود امرأة او لمن تكون قادرة على اعادة احياء ما هو كامن في النفس او القيام بعملية انقاذ بيولوجي لما مر عليه الزمن ، ولا يمكن اعادته الى فترة شبابية لا يصحو فيها الرجل ولا يفكر فيه بالموت الذي لم ينقذ نعيم منه حتى المرأة التي بقيت معه الى النهاية . عناوين مختلفة لمراحل متعددة هي الطريق لروائي يسير معه القارئ حيث تتبلور الفكرة واشكالية الرجل الشرقي قبل المرأة التي انتقدها في كثير من سلوكيات اعتادت عليها المرأة العربية حتى في الرضاعة والفطام، واسلوب عيشها مع زوجها دون ان يحتكر هذه الصورة الى النهاية مبتعداً عن الكليشهات، وان لامسها بقليل من التقارب المحفز ، لتوضيح الفروقات بين الغرب والشرق او بالاحرى التقارب الانساني بين السبيعيني في الغرب والسبيعيني في الشرق من حيث حاجاته البولوجية ونقصانها خاصة عند الاحساس بالوحدة او حيث يتوحد الانسان في كل مكان، والتوازن المطلوب هو فهم الحياة الاجتماعية وحتى السياسية في خلفياتها التي لا تتضح الا بعد فوات لاوان حيث يبدو ان الرواية مرتبطة بفكرة واحدة يسير معها باقتضاب لا تشويش فيه كي يحافظ على الذاكرة حتى في دفتر عام 1912 حيث تشابكت الاحداث فيه مع السيد بايكر. فهل صحوة الشرق هي التي تتأخر عن الغرب أم ان الزمن هنا يختلف عن الازمنة هناك؟ ما بين السيد بايكر وسوزانا الجاهلة السمراء البشرة هو تقريبا كما بينه وبين الخادمة السوداء من حيث الرغبة او الانسان، ولكن يختلف التاريخ بين من فرضوا الحصار وبين من عاشوا الحرب وخرجوا منها بخوف من ان تتكرر “ لم اقل لها أننا جميعا ، عربا واعاجم مقيمون في العتمة، وان لا احد منا، افرادا وشعوبا وامصارا، يملك بوصلة التاريخ “ والعتمة والتاريخ في تجدد دائم ما دام الانسان يعيش وانه اذا “اغمض عينيه عشر ثوان فقط وحاول ان يتصور المشهد...وسيرى ما لا يستطيع رؤيتهوهو مبصر . فهل ابصر القارئ الخطأ غير المقصود في رواية “رشيد الضعيف “ ام انه غزلها وحبكها لتبدو حكاية ذاتية لرجل يروي تفاصيل مخاوفه المرتبطة بعناوين بدأت من قسوة لا تحتمل وهي اساس المشكل الى الاسباب وهي جوهر الرواية او المستحيل .. Doha El Mol
×
الروائي رشيد الضعيف
رشيد الضعيف (بالإنجليزية: Rashid Al Daif)؛ روائي وشاعر وأكاديمي لبناني، ولد في العام 1945. ترجمت أعماله إلى عدة لغات عالمية، ولا سيما روايته «تصطفل ميرل ستريب» ، و”عودة الألماني إلى رشده”، و”أوكي مع السلامة”، و”ليرننغ إنغلش”، وغيرها. منحه «المنتدى الثقافي اللبناني» في باريس «جائزة الابداع» لأنه «يرصد تحولات» مجتمع بلده في أعماله. بدايات ولد رشيد الضعيف في زغرتا - شمال لبنان في 6 آب (أغسطس) 1945.وكان قد أصدر رواية واقعية بعنوان «ألواح» ، جاءت أقرب إلى سيرته الذاتية غير الكاملة. وقد حفلت بموضوع أثير عند الكاتب وهو الكشف عن أمور - منها الاجتماعي- قد يسبب الكشف عنها خجلا عند الآخرين، ووصفها بجرأة غير عادية. وحمل غلاف الكتاب خلاصة لما يتضمنه، ومن ذلك قول رشيد الضعيف عن تاريخ مولده: انفجاران حدثا في الوقت نفسه في 6 آب (أغسطس) 1945: انفجار القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما وانفجار رحم ياسمين (والدة الكاتب) فولدت رشيد . رشيد الذي حمله تزامن الحدثين المتناقضين مسؤولية كبرى قرر أن يكتب عن: الأب الذي لم يحسن عملا قام به، عن الأم الجميلة المؤذية ببراءتها، عن الجد الذي حببه بالغناء، وصولا إلى نتالي الباريسية الحسناء التي قالت له تعال، فجاءها «مشيا على سطح الماء». عن مشاعر مجرد الشعور بها مدعاة للخجل فكيف بالبوح بها؟ حاز رشيد الضعيف درجة الدكتوراه في الأدب الحديث من جامعة السوربون في العام 1974. عمل مدرسًا للغة العربية للأجانب في جامعة باريس الثالثة من العام 1972 إلى العام 1974، وأستاذًا للغة العربية والأدب العربي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية - الجامعة اللبنانية في بيروت من العام 1974 إلى العام 2008 حين تقاعده. وكان قد عمل أستاذًا زائرًا في جامعة تولوز الفرنسية من نيسان (أبريل) إلى أيار (مايو) 1999. يؤكد رشيد في غير حوار معه أنه «ليس أديبًا» ولعل ذلك بسبب جرأته في الكتابة، وفي ذلك يوضح: «الجرأة أمر نسبي، ولا أعرف هل يكون الروائي جريئاً لو أنه كتب مشاعر فعلية و» مخجلة«. الجرأة يجب أن» تُصنَّع«وإلّا فلا فائدة منها. سمّى العربُ القدماء الشعر والنثر» الصناعتين«. أقصد بالأديب، الكاتبَ الباحثَ عن الكلام الجميل، الذي يسعى وراء الصُوَر التي تُعجِب، والذي يهوى الاستعراض اللغوي. أما كتبي، فلا يعطيها الأب لابنته لتقرأها كي تتحسن لغتها. أكتب أشياء مزعجة وأُسمّي كتابتي» الكتابة الدنيا«بخلاف ما أسمّيه الرواية» الفصحى«التي تُعلَّم في المدارس، أو تُقرأ بفخر في الأمكنة العامة، ويستحق الأديب على كتابتها أو قراءتها تمثالاً يخلّد ذكراه في ما بعد» . ويقول إنه «ليس صاحب مدرسة في الكتابة أبشِّر بها»، ويضيف: «إذا سألتَني لماذا تكتب؟ أجيبك ببساطة: بماذا تريدني أن أعمل إذا لم أكتب؟ ليس لديّ نصيحة لهم (للروائيين الشبان). أتمنّى لهم فقط أن يكونوا أحراراً. ألّا يخافوا الحرّية. وبقدر ما ينتبه الإنسان إلى الحياة، تغتني كتابته» . الثقافة والسرد استهل رشيد كتاباته الإبداعية بالشعر في العام 1979، وما لبث أن أنتقل إلى عالم السرد في العام 1983. وإذ عاد إلى الشعر في العام 1993عبر ديوانه «أي ثلج يهبط بسلام»، لكن كانت شهرته وبصمته في عالم الأدب، في كتابة الرواية، وقد صدر له أكثر من سبع عشرة رواية، مقابل ثلاث مجموعات شعرية، ومجموعة قصصية قصيرة شخصياتها أطفال. وقد ترجمت أعماله إلى نحو اثنتي عشرة لغة.يرى رشيد في حوار معه، أن ما كل ما يُكتب وُجد ليقرأه كل الناس، فمجتمعاتنا تمارس الكثير من النفاق، ومن واجب الكاتب أن يضيء على ما يرى ويشاهد، وهو ما قد يزعج البعض. فليس الهدف في النهاية عند كسر المحظورات أو تجاوز الخطوط الحمراء هو الإثارة «أنا لا أكتب مشاهد تستدعي الإثارة. ذلك أن هذه الأمور تأتي في نصوصي لأن لها وظيفتها، ومن دون ذكرها لا يمكن للرواية أن تكتمل. ليس من أدب في العالم ليس فيه مشاهد من هذا النوع». مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%B9%D9%8A%D9%81
«
17
18
19
20
21
»