Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
BY الروائي باتريك موديانو
10.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المادة المظلمة ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في رواية "الأفق" للروائي باتريك مونديانو، ترجمة توفيق سخان. تمر الذكريات المعتمة في بال كل منا، لأنها تقبع في زوايا المجهول، أو ربما في النفس التائهة غير القادرة على النسيان، أو حتى على إعادة اللحظة النفسية المصاحبة للحدث الذي احتفظ به الدماغ بصورة غير مرئية، ويصعب تذكرها، لأنها مادة مظلمة في نفق يصعب خروجها منه، لأنه في غياهب المجهول أو السريالية التي بدأ بها باتريك مونديانو روايته "الأفق" إذ تغرق الصور الذهنية في مقدمة الرواية ضمن غرائب النفس المجبولة على النسيان، فهل المادة المظلمة أو النفق هي البقعة الحياتية التي نتمنى نسيانها؟ ربما في نتف الذكريات التي تبقى معاناة تثير الألم الزمني أكثر من حاضرها، لأنها تسيطر على العقل والنفس، وتعيد تحليلها، لتدرك قيمة الأخطاء التي حدثت، وكأنه يراها عن بعد من جديد، وضمن فكر ناضج ليشعر"بحرج الاختيار بينها" فهل للزمن قيمة في نفس تحاول النسيان، وتتمنى البقاء في المادة المظلمة كي لا ترى الأفق ونوره الساطع، أو بالأحرى الحياة الجديدة التي يبدؤها الإنسان بعد كل مرحلة فشل أو وجع أو ألم؟ لا يمكن فهم عمق الحياة وكتلتها الافتراضية التي تنشأ من زمنيات متتابعة أو فترات شبيهة بالمجموعة الكونية التي تركها إيحائيا باتريك مونديانو ضمن السطور الروائية المبنية على فكرة المادة المظلمة الشديدة الحلكة التي لا تمتص الضوء ولو سبحت في الأفق المضيء آلاف السنين، وهذه حال الذكريات التي تصبح بعد سنين مادة يصعب تجاهلها، كما يصعب محوها من الذاكرة، لأنها تشكل المادة الافتراضية التي يحتاجها الإنسان ليكمل الحياة، لأن الماضي يطغى على المستقبل، والحاضر هو جزء من تاريخ لا يمحى إلا بموت الإنسان، أو فقدان عقله نهائيا، ورغم ذلك تبقى الآثار واضحة على السلوك" فإن هذه المادة المظلمة كانت أكبر حجما قياسا بالجزء الظاهر من حياتك، لقد كانت غير محددة، وهو لا يحتفظ في مذكرته سوى بذلك البصيص الذي يومض في جوف هذه الظلمة" فهل من مادة مضيئة في الأفق تمتص قدرة الإنسان على مقاومة سلبيات الحياة، وتعرضه إلى نكسات تؤثر على النفس، فتجعلها تفقد توازنها، ومن ثم تعيد تأهيل ذاتها، لتتأقلم مع التناقض الحياتي الذي نعيشه؟ مخافة أن يخبو الوميض إلى الأبد بدأ بلقب ميروفي، إذ لم يعد للاسم من أهمية كبرى عند الخوض في مسيرة الحياة التي يسردها كحكاية تتسارع أحداثها وسط غياب المشهد المتكامل ذهنيا، أو المقتطع من الذاكرة المعتمة، أي بمجهود أفقي متصل بواقعية الزمن المحاكي للصورة المعاصرة للآن، فهو انطلق بواقعية تجسد" الفتاة التي تقطعت بها أسباب الحياة والتي ترتدي رداء، والتي يوحي مظهرها بأنها إحدى عارضات الأزياء، وقد التقى بها مرات عديدة في أماكن مختلفة" وهذه المرأة هي نقطة الانطلاق الروائية بعد مورفي من حيث قدرته على استخراجها من زوايا الذاكرة المظلمة الناشطة في سرد درامي يتجه نحو فلسفة الحياة، وعبثية الوجود والمصطلحات النفسية التحليلية التي تقود الفكر إلى استخراج الجوهر الروائي، وهو الإلحاح القدري الذي يقود الإنسان إلى المجهول، مهما بلغ التخطيط الحياتي من قوة، لأن الخوف من فقدان شخص ما نتعلق به يتسبب في فقدان التوازن الرؤيوي المبني على شدة التعلق بالآخر، أو الحب بمختلف مراتبه العشقية، لينقلنا زمنيا إلى ذلك التاريخ الذي يستخرج تفاصيله الحادة بوجع تسرب إلى وجدان القارئ بتؤدة وحنكة مؤثرة نفسيا على تتابع السرد الموصول بقناعة كيف للمرء أن يتحاشى عنف الآخرين؟ لو عاد الزمن بالإنسان إلى نقطة البداية لعاود رسم تفاصيلها الحادة كما هي، لأن كل شيء يبدأ من الطفولة، فمهما تغيرت الأحداث تبقى الطينة النفسية الأولى هي اللبنة الحقيقية لتكوين الشخصية والسلوك، فالبوح النفسي للبطل يؤكد على نظرية الحس الباحث عن محاسبة النفس عن أخطائها ضمن اختيارات الزمن التي تؤكد على قدرة الإنسان المحدودة في تخطي الصعاب، أو الأخطاء التي قد تؤدي إلى الندم ومحاسبة النفس" حاول عبثا أن يتذكر في أي كتاب كان قد قرأ بأن كل لقاء أول هو بمثابة جرح، لا بد أنه كان قد طالع ذلك خلال أيام مدرسة رولان الثانوية " فهل ذاكرة الرواية هي الأفق الضوئي الذي تتلاشى فيه المادة المظلمة؟ ما بين السرد الموضوعي، والسرد الذاتي متغيرات تابعها باتريك موديانو بحرفية ديناميكية ضمن المنظور الرؤيوي المتعدد الزوايا، وهو بمثابة البؤرة الفنية الحصرية التي تنضوي على مفاهيم وأساليب ينصاع لها المعنى الإيحائي بواقعية تجمد فيها الزمن ببناء تقني روائي يفرض نفسه عبر تسلسل الذاكرة التي يستنبطها، ليروي من خلالها قصة حب لا تخلو من صراعات إنسانية، وبرمزية المرأة والوطن، وما يفنى وما يبقى، وما يتعرض لأزمات وانتكاسات وجروحات تبقى في الزوايا المظلمة ونسيجها البنيوي والدلالي لإعطائها البعد التخيلي الزمني، أي من الماضي إلى الحاضر، لإثارة الأجواء التعبيرية بشخوص من حيث أهميتها وتناغمها الإنساني المبني على جمالية الصياغة، لاكتساب المعرفة من خلال استدعاء الذاكرة إلى الأفق الروائي المفتوح" لماذا كان كل الذي أكتبه أسود خانقا؟ ها هنا أسئلة لم يطرحها قط خلال تلك الأثناء." تماثل في عمليتي الوصف والسرد، وبتداخل موضوعي تتشابك فيه عناصر الوصف الانطباعي لإثراء الصورة عند ارتباطها بالعاطفة والانفعالات، والمشاعر الجمالية الساكنة في الضوء، أو في الجانب المضيء من الذاكرة التي تجمع الخيوط المحبوكة، لتظهر مكنونها المخبوء، كحالة لا شعورية تعيد سرد الماضي، ليكشف عن ماهية الشخوص ونفسيتها الداخلية من عاطفية، وعقلانية، ووجدانية، ليدرك القارئ ماهية شخوصه الداخلية قبل الخارجية، لتتكون الصورة المتخيلة عبر الواقع الموصوف بتنوعاته الإنسانية في لحظة انفعالية أو إدراكية واعية وغير واعية " كان يكتب خلال الزوال في غرفة مارغريتا لوكوز، حيث كان يستجير بغيابها، تطل النافذة التي توجد في العلية على حديقة مهجورة تنتصب وسطها شجرة الزان الأرجوانية خلال ذلك الشتاء" " لقد كانت تلك المرأة حسب سجلات الحالة المدنية أمه "تعبير جارح لابن لا تعني له الأمومة إلا سجلا مدنيا يربطه بالاسم مع من ولدته، فاللغة الفنية في رواية" الأفق" تتمازج مع الماضي والحاضر والمستقبل الروائي المجهول، ليتقصى البعد النفسي بألوان شعورية ترتبط بالحب لامرأة تخاف من رجل ما، ولنفسه التي تخاف من امرأة ما، هي أمه، فالأطر الدرامية في الرواية محكومة بالصياغة النفسية المحبوكة تحليليا بما يراعي صيغة الإقناع والتأثير، وبمقدرة تعكس الوعي الزمني الذي يحلل من خلاله مسيرة الشخصية الروائية المظللة بسجل مدني هو شبيه بالمادة المظلمة التي لا يخترقها الضوء" كان ينتابه اليقين بأنهما يوجدان خارج مدار الزمن." أحلام فرويدية، ومعان تستهلك من الحدث ما يختصره، لتتضح الصورة من خلال الحلم واليقظة والتشابه بينهما وبين الواقع الذي يفقد معناها مع مرور الزمن، لنعيد رؤيته من خلال الذاكرة فقط، حيث يفقد الزمن قيمته الحقيقية، لأنه أصبح في الأفق ونراه من بعيد" كل ما نحياه يوما بعد يوم تطبعه لا يقينيات الحاضر، مع مراعاة مسافات السنين والذكريات، وإعادة رواية ما تبقى في مخزون الذاكرة وفق أبعاد الرؤية النفسية، وعبثية الحاضر بعد إعادة زوايا الماضي لتتجسد ضمن" حاضر مليء دائما باللايقينيات" للهروب نحو الأفق، ليكمل الزمن تواجده في أمكنة الذاكرة الزاخرة التي تلاحق المرء ما بين اليقظة والنوم. Doha El mol
×
الروائي باتريك موديانو
باتريك موديانو (بالفرنسية: Patrick Modiano) (مواليد 30 يوليو 1945، بولون-بيانكور) هو روائي فرنسي، حائز على جائزة نوبل في الأدب عام 2014 . كما حاز على الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية للرواية سنة 1972، وجائزة غونكور سنة 1978 . ألف أكثر من عشرين رواية، وطرح روايته الأولى ميدان النجم وهو في الثالثة والعشرين. حمل بعضها مأساة طفولته ومراهقاته، كما نقل مشاهد العديد من المصائر الإنسانية. وتتموحور معظمها حول مدينة باريس خلال الحرب العالمية الثانية، يصف فيها أحداث مأسوية على مصائر أشخاص عاديين. نشأته ولد باتريك موديانو سنة 1945، من أب ذي جذور إيطالية يهودية مشهورة وأم بلجيكية تدعى لويسا كولبين. التقى والداه في باريس خلال الحرب العالمية الثانية وبدآ علاقة عاطفية لم يعلنا عنها في بدايتها. وقد نشأ موديانو بين غياب أبيه عنه وبين أسفار أمه المتعددة، ولم يتمكن من إتمام دراسته الثانوية إلا بعون من الحكومة. وهكذا صار مقربًا من أخيه رودي، الذي توفي جراء مرض أصابه وهو في سن العاشرة، وهكذا نرى أن أعمال موديانو بين عام 1967 حتى 1982 مهداة إليه. درس موديانو علم الهندسة في المدرسة على يد الأستاذة والأديبة ريموند كوين والتي كانت صديقة لأمه، وقد تأثر بها كثيرًا، إذ كان بوابته إلى عالم الأدب والنشر. مسيرته الأدبية أصدر أولى رواياته عام 1968، ميدان النجم (بالفرنسية: la place de l’ etoile) بعد لقائه بالكاتب كينو الذي شكل مفصلاً هاماً في مسيرته الأدبية، ومنذ ذلك الوقت تفرغ باتريك موديانو للكتابة. يمتاز اسلوبه بالوضوح والبساطة، وقد جعل ذلك منه اديبا في متناول الجمهور العام كما في الاوساط الأدبية. كما تتمحور كتبه حول البحث عن الاشخاص المفقودين والهاربين، واولئك الذين يختفون، والمحرومين من اوراق ثبوتية، واصحاب الهويات المسروقة. بعد سلسلة أعمال روائية له جمع فيها دائماً مسألتين بارزتين: البحث عن الهوية وبالتالي البحث عن الذات مقرونة بقضية عصرية وهي الشعور الإنساني الفردي بضعف الإنسان، أصدر سنة 2012 رواية ذات طابع عاطفي، وهي «الأفق»، التي تدور أحداتها حول قصة حب. حاز باتريك موديانو على جائزة نوبل في الأدب عام 2014 . حيث أعلنت الأكاديمية السويدية في بيان لها أن موديانو كُرّم بفضل فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصيانا على الفهم وكشف عالم الاحتلال. مؤلفاته لم يترجم العديد من رواياته إلى الإنجليزية، بسبب ما اعتبر اتسامها بـ«إشكاليات سياسية». نشر موديانو قرابة عشرين رواية منها ساحة النجمة» أو «ميدان النجم» سنة 1968، والتي التي كانت الباكورة وتوجتها «جائزة روجيه نيميه» كما «جائزة فينيون ورواية دائرة الليل سنة 1969 شوارع الحزام سنة 1972 التي حصلت على الجائزة الأدبية الفرنسية. المنزل الحزين سنة 1975 التي حصلت على جائزة المكتبات. كتيب العائلة سنة 1977 . شارع الحوانيت المعتمة سنة 1978 شباب سنة 1981، أيام الأحد في أغسطس 1984 مستودع الذكريات سنة 1986 دولاب الطفولة سنة 1989 سيرك يمر سنة 1992 محلب الربيع سنة 1993 بعيدا عن النسيان سنة 1994 دورا بروريه سنة 1997 مجهولون سنة 1999 الجوهرة الصغيرة سنة 1999 حادث مرير سنة 2003 مسألة نسب سنة 2005 في مقهى الشباب سنة 2007 الأفق سنة 2010، رواية عشب الليالي سنة 2012، التي استلهم فيها قصة اختطاف المهدي بن بركة. رواية حتى لا تضيع في الحي سنة 2014، السنة التي توج فيها بالنوبل العالمي للأدب. مساهماته السينمائية كاتب سيناريو لاكومب، لوسيان (مع لويس ماليه) 1973 رحلة سعيدة (مع جان بول رابيني) 2003 أعمال اقتبست من مؤلفاته والشباب (إخراج موشيه مزراحي) 1983 عطر ايفون مع رواية البيت الحزين (إخراج باتريس لوكونت
عمق الزمن لا يُرصد فقط من خلال السنين.
BY الروائي محمد برادة
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
عمق الزمن لا يُرصد فقط من خلال السنين. ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في رواية " بعيدا من الضوضاء، قريبا من السكات" للروائي المغربي محمد برادة. يرصد الروائي محمد برادة في روايته " بعيدا عن الضوضاء قريبا من السكات" حركة الزمن ضمن سرد تفاعلي مفتوح الفضاءات، بذهنية ناقد وعبر عناوين يضعها أمام القارئ، ليتفكر بها، وينتظر تحليلاتها المتتابعة مع السرد المرن وبمقولة "عمق الزمن لا يُرصد فقط من خلال السنين." فهو يتعمق بالمخزون الروائي، ليصل إلى الحاضر المعاصر عبر مادة تاريخية ترتبط بثلاثيتها مع الذات الروائية متسائلا عن استعداد المغرب للانخراط في الألفية الثالثة، وهذا كاف لتتيقظ حواس القارئ، ليشد بصره متجها نحو الكلمات بنهم تحليلي يستتبعه بوعي روائي تفاعلي، لأن ما ستحتفظ به الذاكرة عند القارئ هو ما سيضمن نجاح الرواية في نهاية لا يدرك كنهها القارئ، برغم أن خيوطا كثيرة يتركها ليمسك القارئ بها، ولا يستطيع إفلاتها حتى بعد نهاية الرواية، لأن الذاكرة التاريخية ستنتعش، وتبدأ بإعادة الزمن، وضمن تطهير تاريخي من الشوائب التي نستنتجها قبل أن ننخرط في الألفية الثالثة، ونتساءل: هل نحن مستعدون كعرب لذلك؟ نقد اجتماعي يتبعه نقد سياسي وبلغة روائية حبكها بمعرفة تاريخية، وخبرة مصقولة بمادة تاريخية يجمعها من هنا وهناك، وبحنكة خفيفة المسار في توجهها نحو الأنواع الأخرى كنوع من ترفيه أسلوبي مقترن بنوع من التحقيقات تحتاج إلى رؤية يضعها بين عدة نقاط، يتركها للقارئ لتثير ذهنه، وكأن خيوط روايته حقيقية جمعها من البحث والتدقيق والملاحظة في أثناء مساعدته للأستاذ الرحماني، وبتقاطع ذاتي مثير للدهشة، إذ يبدأ بسرد ذاتي لما يحتفظ به في ذاكرته عن أبيه، وبحرص شديد على الأم، واستكشاف للعالم من حوله، وهذا الحديث عن الذات أشبه بتشابه يحاور به القارئ بتجاور نسبي حرص على إظهاره، ليمنح القارئ راحة نفسية قبل الخوض بالعقدة نافيا أهمية معرفة السارد معتبرا نفسه بذلك كالقارئ يضيف من الذات على الشخوص بالتشبه والتشبيه، والتكرار الزمني الذي نجهل تفاصيله في الغالب، لأننا نرى الأحداث تتجدد أمامنا كما نقرؤها عبر كتب التاريخ، ولو بأسماء وأمكنة وأزمنة مختلفة، لكنها تتشابه، فهل يحاول نفي تاريخية الرواية؟ أم أنه يتمسك بالمفتاح الروائي للدخول إلى ذهن القارئ بيسر وحنكة؟ هل ينصف التاريخ الأزمان الغابرة؟ أم أن التاريخ هو رؤية مغايرة للحقائق التي نعيشها في زمن نجهله، ومن ثم تقرأ عنه الأجيال الأخرى التي لم تعايش فترات الرخاء والشدة، إنما تعايش ما تقرأ عنه وما تسمعه من رجال اعتمدوا على الذاكرة، وليس على كتابة المذكرات" أن من قابلتهم من المناضلين والمقاومين والزعماء الساسة لا يكتبون مذكرات أو ملاحظات متزامنة مع الفترات الماضية من حياتهم . وجدتهم يعتمدون على الذاكرة، وكثيرا ما يلجؤون إلى الظن، وغالبا ما يضمخون أهمية ما عاشوه أو أنجزوه" وكأن القصص التاريخية تتعرض لنوع من الحجج والأدلة غير الملموسة، والمبنية في غالبها على تصورات تخيلية لا يمكن الاعتماد عليها، لأنها تخرج من الذاكرة وليست مكتوبة، وفي هذا تفاوت، ولكن ضمن الأبعاد التخيلية التي يضعها بين يدي القارئ، أو بالأحرى يبسطها على أرض الواقع بفن روائي تحفيزي ينجذب إليه القارئ بيسر ودون تعقيد، لأن القارئ يريد معرفة محتوى المخطوطة المحفزة للوصول إليها، وكأنها جزيرة الكنز يلفها الغموض، والخارطة هي الرواية بكل حذافيرها. عمق زمني يشير إليه إلى ما قبل استقلال المغرب، وبتواريخ أعمار متقاربة ومتباعدة، ودبلوم ربما يزداد قيمة لو نال المغرب استقلاله، وما بين الثقافة والعلم حضارة فرنسية يبحث عنها كل من يريد العلم في الغرب، فالانبهار بفرنسا كان وراثة الوالد الذي" لم يكن متحمسا لتلك المطالب، لأنه مبهور بمنجزات فرنسا وقوتها، وأيضا لأنه يستفيد من السلطة التي منحته إياها" لحظة مبهمة تشبه المرأة السريالية في حياة ضمخها بسيرة ذاتية، لتكون فاعلة في عمقها الباطن، فالمرأة كالوطن، لكن لفسحة التخييل الروائي في أسلوب محمد برادة يدفع بالقارئ نحو الجذور والعودة إلى الطفولة، وتأثر كل منا بذلك حتى الوطن يتأثر بزمنه الأول، وبالأحداث المتتالية المستقرة في الذاكرة والشبيهة بالاطمئنان النفسي الذي بحثت عنه دكتورة نبيهة، لأن الاحتفاظ على نمط العيش الموروث يحتاج إلى رؤية يقينية نابعة من الأصول الوطنية المؤمنة بتاريخها هي، وفي هذا تطلع نحو الإنسان المحلق بدوافعه، لكن النظرة إلى الغرب دائما محفوفة بالإعجاب الانعكاسي حيث" يتقبل توفيق بينه وبين نفسه أن تكون فرنسا المنارة التي ستخلص بلاده من عقابيل القرون الوسطى، وتدفعها لاستقبال أنوار القرن العشرين." لم ينس محمد برادة لمسات الأم النورانية وأهميتها في حياة الطفل ولا سيما بما تزرعه في النفس من أمل في الحياة المشرقة، وأسبقية الواجب على العاطفة لنيل المراد عبر التخطيط للوصول إلى الهدف الحياتي المنشود، ضمن مقارنات يخلقها في حبكة تشتد وتتشابه بين سلبية وإيجابية كل من الروائي والنساء الثلاث وتوفيق والخادمات الثلاث، ولكل منهما هدفه المنشود، فما بين جمع التاريخ وصنع التاريخ مساحة تخيلية يتركها مفتوحة الفضاءات، ليرسم من التواريخ الذاتية حكايا الأمة العربية وواقعها المصغر معتبرا المغرب نموذج الدول الأخرى من " فرض الحماية الفرنسية على المغرب " وصولا إلى ثمرات " التحديث الذي نجحت فيه الحماية الفرنسية " دون نسيان الثقافات الدخيلة على الوطن العربي جراء" السينما التي أصبح لها الآن دور كبير في التقاط تحولات العلائق والعمران والأفكار" مع إبراز دور" الفضيلة لا توجد غالبا إلا في جوار الرذيلة " والاحتفاظ بالتواريخ الزمنية المهمة للرواية كخطاب الملك محمد الخامس في طنجة 1947. يحتفظ محمد برادة بالأسلوب التاريخي المتشابه مع تحولات الزمن المتسارعة الذي منحه كيفية التحديث والدخول والمغادرة من قبل جيل بعد جيل وحتى الثورات والهيمنات، كخلايا متناسلة تفرخ في مختلف المدن مع الاهتمام بالمناهج المدرسية المخفية عن الأعين، أو المهملة من قبل الكثيرين باعتبارها" لا تخلو من التكوين السياسي" كما إن المعرفة والشهادة ضروريتان لارتقاء سلم الاستقلال" إنه يمهد لتغيير الهوية الموروثة باتجاه أخرى ما تزال قيد التشكل" فالإيحاءات ضمن الحدث التاريخي وواقعه هو لعبة الزمن "رياح الثورات الانقلابية التي هبت على مصر وسوريا والعراق" لتبدو حبكة الرواية مشغولة ضمن تفاعل مشترك بين الأدب والتاريخ والاستقصاء والتحليل، ولكن بوجوه ذاتية تأخذ من نماذج الشخصيات ما هو مرتبط بالحدث وبتعميق الرؤية من حيث التشابه الزمني والفعلي في التاريخ المرتبط بالماضر والمستقبل، إذ يترك للرواية حاضرها الخاص " تبدو لي فرنسا حاضنة كل الأسئلة التي قد تخامر شعوبا تتطلع إلى توازنات معقولة تضبط علاقة الفرد بالدولة أي لب الصراع الإنساني الذي كلف الكثير وما يزال. " التاريخ قائم على تغير الأحوال والمواقف والعلاقات، وهذا التغير يرغم الإنسان على أن يبدل تحليلاته وأحيانا موقعه، مع أنه قد يصر على إيهام نفسه بأنه هو من يغير مجرى التاريخ " عبارات تخترق الفكر بانفتاحها غير المحدود من حيث الفعل وردة والفعل، والتفاعل القائم على أدبيات السياسة المتغايرة في زمنيتها على الأشخاص مثل توفيق الذي تحول إلى الاعتزال والوحدة بعد إدراك إنساني لقيمة الإنسان وعمره وثقافته وأدبه، وحتى معرفته وارتباطه بتراثه وبيئته حسب ما تستحضره الذاكرة يميل إلى الأخذ بعين الاعتبار للمساحة المتخيلة من الراوي، لتنتقد التفاصيل بين الفروقات السياسية الأساسية، والفروقات المتحولة عبر الزمن وبمقارنات تربوية انتهجها من الطفولة السعيدة أو الحزينة وصولا إلى المناهج التربوية وأهدافها في التكوين الثقافي والمعرفي، والاهتمام بالنضال من أجل التغيير في فترة عمرية تنتاب الشباب الطامح إلى تجديد الحياة تبعا لرؤيته أو مفهومه الشبابي المتأثر بالبيئة والثقافة، إضافة إلى مفاهيم غربية خارجة وافدة عبر مفاهيم ماركس وغيره. تكافؤ في عناصر الفكرة الروائية المستمدة من المادة التاريخية روح العصر، ومن الشخصيات التشابك الحواري للذات الثائرة على تناسب العصر، واستنكار لمبادئ العفة والتنسك التي باتت من مبادئ العصر الحديث، وبسلبية لا تطلع فيها إلا إيجابيات القيم والأخلاق، بل بمقارنات بين شخصيات مختلفة ما بين توفيق الصادقي وفالح الحمزاوي، والفروقات المرافقة لتربية كل منهما ما بين المؤقت والمحظور والخير والشر، وترادفات الحياة التي يخوضها الرجل بحكمة وتهور ليستريح من تبعية العقل بالعاطفة، لأن تبدلات المشهد الداخلي في الرواية يرتبط بتبدلات المشهد التاريخي في المغرب وصكوك التراضي بين الفاعلين في ساحة السياسة، وهذه صفة تلازم الحكومات في العالم منذ بدء التاريخ حتى الآن، وإنما هي دائرية الزمن والتاريخ في لعبة الأحداث السياسية التي يمررها محمد برادة في رواية حبكها برؤية عميقة في دلالاتها المرأة والوطن والجنس والسياسة والشيخوخة والذاكرة . زمن لا يلغي الحلم، ونكهة امرأة مع شخصيات ذكورية وضعها أمام المرآة، ليتركنا في النهاية مع نبيهة أو ( الوطن) ونقطة الانطلاق الحواري في تحقيق التوازن الحياتي المغاير عن التخييل والواقع، ولو بانتقادات اجتماعية مؤداها كسر التابو، وتحليل سلوكيات الإنسان التي يصعب فهمها تماما مثل مادة التاريخ التي تتبدى بتغيرات وتحولات لا يمكن الثبات فيها، لأنها تتراوح مع فترات الشباب والكهولة بتجدد دائم من غليان الدم الثوري وصولا إلى محاكمة الذات، فقد اعتمد على نوع من نصوص سردية، وأشكال فنية ونتف من حكايا التاريخ بعبرة الزمن المعاصر والتحديث الزمني للإنسان بدءا من" لعبة الشك المبدئي بحثا عن حقيقة مفترضة" و"علاقتنا بالماضي يجب أن تقوم على اختيار ما يتبقى صالحا منه في الحاضر والغد" فالخمسون سنة من عمق استقلال المغرب" فترة أشبه بالشخوص الروائية الذين دخلت حياتهم في قالب شبه نهائي، فهل اعتمد محمد برادة في روايته على ثلاثية التجاور والتقاطع والتوازي؟ أم أنه اعتمد على إيهام القارئ بفاعلية التاريخ وعملية تفاعله معه، ليحقق بصمة روائية لا يمكن محوها من ذاكرة الأجيال المتعاقبة؟ وهل نجح في طرح جدلية حركة التغيير في الوطن العربي، أو في ما يسمى بالربيع العربي ضمن رواية وصلت إلى سن اليأس، وتنتظر مولودها في ذاكرة المستقبل؟ أم أن لعبة البوكر وترشيح الرواية لها تحتاج لمواصفات روائية محددة اعتمد عليها ببراعة سردية تاريخية تحليلية لربيع هو من الماضي؟ Doha El Mol
×
الروائي محمد برادة
محمد برادة (ولد 14 مايو 1938، الرباط) روائي وناقد مغربي. يكتب القصة والرواية، كما يكتب المقالة الأدبية والبحث النقدي، وله في هذه المجالات جميعها العديد من الدراسات وبعض الكتب ذات الأثر اللافت في المشهد الثقافي والأدبي والنقدي العربي، ككتابه الهام حول محمد مندور وكتابه النقدي حول الرواية العربية. مسيرته الشخصية والمهنية تابع دراسته بالرباط، ثم سافر إلى مصر لمواصلة دراسته الجامعية في القاهرة حيث حصل عام 1960 على الإجازة في الأدب العربي. نال عام 1962 شهادة الدراسات المعمقة في الفلسفة بجامعة محمد الخامس في مدينة الرباط، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية عام 1973؛ عمل أستاذاً محاضراً في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ؛ ترأس البرامج الثقافية في الإذاعة المغربية؛ شغل منصب رئيس اتحاد كتاب المغرب خلال ثلاث ولايات متتالية في الفترة الممتدة ما بين من 1976 إلى 1983؛ اهتم بالسياسة وحقوق الإنسان في منابر وطنية ودولية قبل تفرغه للأدب؛ ارتبط بالدبلوماسية الفلسطينية المعروفة ليلى شهيد سفيرة دولة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي سنة 1978 مسيرته الأدبية تميزت مسيرة الأديب محمد برادة بالتنوع والامتداد. كتب في بداياته قصصا ومقالات سياسية في صحف ومجلات عديدة. نشر أول قصة له بعنوان "المعطف البالي" في جريدة "العلم" المغربية عام 1957، وهو في عنفوان الشباب (18 سنة). انفتح على قراءة الأدب والفلسفة العالميين بشكل كبير (غوته وهايدغر ونيتشه...) مما ساهم في بلورة مشروعه الأدبي والفكري والانفتاح على ترجمة ثقافات متعددة. وتنوعت إنتاجاته الابداعية بين "القصة والرواية والنقد الأدبي والترجمة. وتجدر الإشارة أن كتابة الرواية جاءتْ متأخرة لديه بعد الكتابة النقدية والترجمة، اللتين أفرزهما ارتباطه بالتدريس وتأطير طلبته، إذ يعتبر أن الاختيار الحقيقي لانتمائه إلى الأدب يتجلى في كتابة القصة والرواية. يعتبر من رواد تيار التجريب كشكل في الكتابة باعتباره شكلا مغايرا للشكل التقليدي المسمى «الواقعي». من منطلق أن الرواية قابلة لامتصاص جميع الأشكال التعبيرية. ساهم في تحرير مجلتي «المشروع» و «القصة والمسرح» وأشرف على إدارة مجلة «آفاق». أعماله من أبرز أعماله: فرانز فانون أو معركة الشعوب المتخلفة / محمد زنيبر، مولود معمري، ومحمد برادة، الدار البيضاء، 1963. محمد مندور وتنظير النقد العربي، دار الآداب، بيـروت، 1979، (ط.3 2، القاهرة، دار الفكر، 1986) سلخ الجلد: قصص، بيروت، دار الآداب، بيروت، 1979. لغة الطفولة والحلم: قراءة في ذاكرة القصة المغربية، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، الرباط، 1986. لعبة النسيان: رواية دار الأمان، الرباط، 1987، (ط. 2، الرباط، دار الأمان، 1992) الضوء الهارب: رواية، البيضاء، الفنك، 1994، (ط. 2، الرباط، دار الأمان، 1987، 176ص). أسئلة الرواية، أسئلة النقد، منشورات الرابطة، البيضـاء. مثل صيف لن يتكرر، البيضاء، الفنك، الدار البيضاء، 1999. ورد ورماد: رسائل / بالاشتراك، مع محمد شكري، المناهل، الرباط، 2000. رواية امرأة النسيان، 2002. رواية حيوات متجاورة، 2009. رواية «بعيداً من الضوضاء، قريبا من السكات» عام 2014؛ رواية موت مختلف، منشورات الفنك،2016. رواية «رسائل من امرأة مختفية» عام 2019 إسهامات في الترجمة من المنغلق إلى المنفتح / محمد عزيزالحبابي، ترجمة محمد برادة، القاهرة، مكتبة الأنجلو مصرية. الرواية المغربية / عبد الكبير الخطيبي، ترجمة محمد برادة، قدم الترجمة محمد بن العابد الفاسي منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، الرباط، 1971. حديث الجمل / الطاهر بنجلون، ترجمة: محمد برادة، دار النشر المغربية، البيضاء، 1975. في الكتابة والتجربة/ عبد الكبير الخطيبي، ترجمة محمد برادة، دار العودة، بيروت، 1980، (ط. 2، الرباط، منشورات عكاظ، 1990). ديوان الخط العربي / عبد الكبير الخطيبي ومحمد السجلماسي، ترجمة محمد برادة، الدار البيضاء، 1981. الدرجة الصفر للكتابة / رولان بارت، ترجمة محمد برادة، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، الرباط، 1981، (ط. 3، ش.م.ن.م. 1995) قصائد تحت الكمامة: شعر / عبد اللطيف اللعبي، ترجمة محمد برادة، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، الرباط، 1982. الخطاب الروائي / ميخائيل باختين، ترجمة وتقديم محمد برادة، القاهرة، دار الفكر، القاهرة 1987 الجوائز حصل محمد برادة على: • جائزة المغرب للكتاب في صنف الدراسات الأدبية عن كتابه النقدي “فضاءات روائية” •جائزة مهرجان فاس المتوسطي للكتاب • جائزة كتارا للرواية العربية – فئة الروايات المنشورة لعام 2017 عن رواية “موت مختلف” مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%A9
نوتات في المعنى الشعري
BY الشاعر خليل برهومي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مخزون موسيقي تنبض نوتاته في المعنى الشعري. ضحى عبدالرؤوف المل قراءة نقدية في ديوان " قناديل ملونة" للشاعر خليل برهومي. تتكئ قصائد الشاعر خليل برهومي في ديوانه " قناديل ملونة" على مخزون موسيقي تنبض نوتاته في المعنى الشعري والوزن المتجدد ضمن الإيقاع والدلالة الشعرية الكلاسيكية والمعاصرة، وبازدواجية تنتفض على المعايير تارة، وتتوافق معها تارة أخرى من حيث القيمة اللغوية، وانضباط النظم وجمالية الانسياب في البنية الفنية للقصيدة التي تتصف بالسمو الحسي في اللفظ والإيقاع، والمعنى التجريدي والوصفي، بجمالية الأحاسيس المتباينة في المضمون المرتبط بالإيقاع الداخلي المنساب بتعبيرية تنساق من خلالها الحالة الشعورية التي انطلقت منها القصيدة محاورة ذاتها ضمن فضاءات القارئ والشاعر معا، وبصيغة لغوية متينة تتميز بجمال المعنى وموسيقاه المتباينة عبر الأضداد، والصور الشعرية المرسومة بنبض حسي ذي بناء تصاعدي عفوي في صيغته الصوتية من حيث الحروف وتقاربها ومدى انسجامها مع البنية ومتانتها الحركية والصوتية والبصرية." والشعر شلال أتوق للمسه/مرخي ومنسدل على كتفيك/ والحاجبان مزججان شبيهما/ سيفان مشكوكان في صدغيك/ أولا.. هما قوسا الغمام ملونا/ ن ويحرسان السحر في هدبيك. الموقف المشهدي بحسية شاعر مفتون تشكل البداية محور القصيدة في الديوان، ففي كل قصيدة يترك إيحاءات الفكر المتطابق مع المعنى المتلاشي مثل قصيدة الدمع الهتون حيث ترك لفولتير بصمة قوله: " إن الرجل لا يبكي إلا مرة، ولكن دموعه عندئذ تكون من دم" لينهي القصيدة بقوله: " إن في قلبي الحزين / رغبة البوح في حنين/ تخنق الحلق في أنين/ دمعتان " إذ يتعمد الشاعر خلق الأنواع المنسجمة مع التضاد والتكرار والتجانس النابع من التأثر بالصور الجمالية للغادة التي تسلب العيون بحلاوة وجهها والجفون إلى فاتنة العينين التي اعترضت سبيله، وقالت له: بربك صف جمالي تاركا لتقنيات السرد الشعري المبطن التمسك بالإيقاع المنضبط النظم مع الحوار المبني على تصوير الموقف المشهدي بحسية شاعر مفتون ترك للمفارقات اللحظية رؤيته الشعرية، فالشخصية الأساسية في القصيدة فاتنة رآها واقتنص لذة الحديث معها بحنكة شعرية انسجمت مع مقولة توفيق الحكيم: " العين تستطيع أن تحيط، ولكن اللسان لا يستطيع أن يعبر" إذ يقول خليل برهومي بعدها:" وفاتنة قد اعترضت سبيلي/ وقالت لي :بربك صف جمالي/فقلت : فإن وجهك جلنار، وجفنك مثل وضاح الهلال/ فالمفتون بوجهها عجز أمام لغة العيون فيقول بنهاية القصيدة "عيونك يا مليحة مثل نصل/ وهب يقوى الكلام على النصال؟" المفردة والصوت والمعنى ما بين الإيقاع السريع والإيقاع المتباطئ دوافع نفسية غارقة بالمشاعر والبواعث الجمالية في المفردة والصوت والمعنى، انطلاقا من طبيعة الحدث المتعلق بالإحساس المؤلم النابع من المكر المحصور بالماكرة وتاء التأنيث المرافقة للقصيدة من البداية للنهاية بنغمة الفراق الأبدي دنيا وآخرة، رغم مناداته لها رُدي أكثر من مرة، وهذا منتهى القسوة من امرأة لم يستطع محوها من الذاكرة، لأن صفاتها تتعرض مع ما آمن به معها، فالبعد النفسي في القصيدة اعتمد على التورية والقسوة في التعابير برغم لجوئه إلى استفزازها لترد عليه ولو بكلمة شافيه لجرح أجهض قلبه وروحه الطاهرة، وهنا يبين الشاعر أن المعنى المعاكس هو نفسي للبدء في القصيدة ب" رًدّي على رسائلي يا ماكرة/ فلقد محوتك من سجل الذاكرة/ لا شيء يربطنا معا فطباعنا / معكوسة وعقولنا متنافرة. فالحالة الشعرية انفعالية في استنفارها للمفردات السلبية الماكرة، متنافرة، جائرة، مغامرة لينهي بقوله لها:" هذا فراق في الحياة وأنني / أدعو بألا نلتقي في الآخرة." الإيجاز والتفرد في الاستعارات والتشابيه هدوء إيقاعي يبحث الشاعر من خلاله عن الكمال في الصورة لضمير ربما يحيا قبل أن يمضي إلى المثوى الأخير، فالعزف على وتر الضمير في ديوانه هو استراحة للوصول إلى العالم غير المعتل الضمير المعافى من الزيف والتسكع والدمع الغزير، موحيا بشدة العيش ضمن فسحة الضمائر الميتة مزاوجا بين الإيجاز والتفرد في الاستعارات والتشابيه مبتعدا عن النظم الشديدة الحبك في هذه القصيدة ، كاستراحة محارب أراد ترك الحرية للمفردة في عنوان مات الضمير، لكنه ينقلنا بين قصيدة وقصيدة من لحظة عمر تتعجل الولادة والمنايا وتشبيه المسافة الفاصلة بفتح وغمض كناية عن السرعة التي يمضي بها العمر متناسيا هنا عفاريت الشعر المتميزة استفاقت للتفاخر بقصيدها بمعان محببة لنفس القارئ، ولشاعر لم ينس أن يتفاخر بقصيدة في ديوان تنوعت قصائده ليقول :" من عكاظ يأتي قصيدي الفريد" فهل احتوى ديوان خليل برهومي سبائك الشعر قنطا؟ كلاسيكية انتفضت على الحداثة تنطوي قصائد الشاعر خليل برهومي على كلاسيكية انتفضت على الحداثة في بعض منها، لكنها التزمت بالعمق الشعري، وبالوصف البنيوي المتضمن على العناصر الشعرية والانفعالات الحسية المتجانسة مع القافية والتكوين المحوري للقصيدة وأهدافها ومعانيها، ليحقق التناسب بين المعنى والمبنى، وبين الصورة والإيقاع ، وبين الوزن والتعبير لخلق جمالية شعرية متماهية مع حركة النغم الصوتية مستبقا بذلك ترادف المعنى" برودة ويبوسة" و"مكشرات عبوسة " وبتناوب معنوي يرتكز على البناء الشعري وإيقاعه، وبوعي لفظي يحقق النغمة الجمالية لقصيدة تتناقض فيها المرساة مع العُلى ما بين علو ودنو من الذات، والتأثر بالوحدات المنتظمة دون صرامة الوزن " كرست للشعر البديع حياتي/ وربطت في شط العلى مرساتي/ وكهلت في قاع المحيط مفتشا/ عن لؤلؤ قد غاص في الصدفات/قد صدته ورصعت أبياتي به/ فالدر ملتمع على أبياتي / انظر لأشعاري تجدني زارعا/ في كل حرف قطعة من ذاتي " معاني كحلها برمزية فلسفية يتميز ديوان الشاعر خليل برهومي بمشاعر حيوية ترتبط بالمعنى الداخلي لكل قصيدة مستوحاة من معان كحلها برمزية فلسفية لأدباء وشعراء ذوي خصائص زمنية تلاقت مع قصائده الخاضعة لتحليلات نفسية تتراوح بين الهدوء والانفعال الملتزم بالتغيرات الإيقاعية ما بين استعارات وتشابيه وأجناس مرنة متناغمة تتنافر أحيانا. لكن يصقلها بلفظ حداثي يبعد عنها روتين النظم والوزن، وبحرفية شعرية توالدت إيقاعاتها بتطور تتشابك فيه الأوزان بسلاسة التأثير النفسي المتوازن بين الشاعر والقصيدة، والبنية الموسيقية المتوازنة وبنبرة أحرف صوتية ذات جمالية من حيث الوحدة النغمية وارتباطها بالحرف وحركاته، وسكناته والوتيرة المتعالية أو المنخفضة متلاعبا بآلية الإدراك للوزن والنبرة معا، وبتطابق تفاعلي ندرك ماهيته في سير الأجداد عبر التكوينات الأساسية ذات المقومات الجمالية والبلاغية، وبتواز تتعادل فيه المفردة الكلاسيكية مع حداثة الزمن ما بين الماضي والحاضر والسيرة المرتبطة بالجوهر الفني بشكل عام. Doha El Mol
×
الشاعر خليل برهومي
ليل برهومي: مُدرّس وصحافيّ وشاعر لبنانيّ. وُلِدَ في بيروت عام 1948 م. درس المرحلة الابتدائية والمتوسّطة والثانوية في مدارس جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة. زاولَ مهنة الصّحافة في سنّ مبكّرة في كبريات الصحف والمجلات اللبنانية والعربية. مارس تدريس اللغة العربية وآدابها في العديد من المدارس والمعاهد التعليمية في لبنان. يعمل حاليًّا في جريدة اللواء، بصفة سكرتير التحرير التنفيذي، ومحرر في القسم الإسلاميّ. عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين. قدَّم العديد من البرامج الدينية والأدبية في عدد من الإذاعات اللبنانية. أعماله: له عدة كتب مطبوعة، هي: إيليا أبو ماضي شاعر السؤال والجمال (دار الكتب العلمية 1993)- الأخطل الصّغير بين الهوى والشباب والجمال (دار الكتب العلمية 1993)- أحمد الصافي النجفي شاعر الغربة والألم، قدّم له الدّكتور فوزي عطوي (دار الكتب العلمية 1993)- «قناديل ملونة» وهو ديوان شِعْر وجدانيّ، قدَّم له نقيب الصّحافة اللبنانيّة محمّد البعلبكي- مِنْ محبرتي (وهو مجموعة مقالات فكرية واجتماعية من مَنْظور إسلاميّ)، قدَّم له الصّحافيّ الكبير صلاح سلام رئيس تحرير جريدة اللّواء، صادر عنْ «مجموعة الرشاد الثقافيّة» 2014.
لعبة الكريات الزجاجية
BY Writer Doha El MOL
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
كاستاليا قراءة في كتاب" لعبة الكريات الزجاجية" للروائي هيرمن هسة. بدأ الروائي هيرمن هسة بعادات حياتنا الفكرية في كتاب ترجمه إلى العربية الدكتور مصطفى ماهر لنعيش مع "يوزف كنشت" بداية ونهاية مغامرة نستكشف من خلالها الأمور الإنسانية الدقيقة التي يصعب فهمها في الحياة "ذلك الإنسان الذي تمكنه الطبيعة والتربية في تنمية شخصه تنمية توشك أن تكون كاملة "وهذا يقتضي معرفة المزيد من الاختبارات التي تؤدي إلى الفشل أو النجاح، وفي كلتا الحالتين هي لعبة كرة زجاجية مجموعة بخيوط وهمية مع كرات أخرى، وما هذه الكرات إلا الإنسان الشبيه بفقاعات صابون نتأملها بفكر ندرك من خلاله جمالياتها قوتها، بريقها، خفوتها، وهشاشتها حسيا. فالإدراك الفكري هو اليقظة الأساسية في لعبة الكريات الزجاجية التي" تطورت تحت الزعامات المتعاقبة للعلوم والفنون، حتى أصبحت شيئا أشبه بلغة عالمية يتمكن بها اللاعبون من التعبير في رموز ذات معنى عن قيم مختلفة." إن منطقية الأفكار في كتاب" لعبة الكريات الزجاجية" لها انعكاساتها المرتبطة بدلالات معنوية إنسانية تحتفظ بغموضها أحيانا، لأن كفاح العقل تحرره جواهر الأشياء الذي ينتمي إليها، أو كما يقول هيرمن هسة في كتابه" إلا مع من عرف روح الدنيا" فهل نستطيع معرفة روح الدنيا ونحن لا نعلم من أمر الروح شيئا؟ أم أن كاستاليا هي حلم ما فوق الطبيعة الإنسانية، أو القرية النموذجية المملوءة بنظريات لا يمكن تطبيقها في الحياة تطبيقا كاملا؟ لأن التسامي فوق العالم الملموس ترفضه الطبيعة الإنسانية في واقع محفوف بالسلبيات والإيجابيات، ولكن تبقى الفلسفة الإدراكية للحس الذي يعلو نحو الصفاء والنقاء هو من الإنسانيات أو من التخلي عن الماديات الملوثة للفكر الشبيهة بالأعشاب الضارة لهذا تساءل هيرمن هسه على لسان يوزف: " أيظل الإنسان دائما أبدا يكافح الأخطاء عينها، ويقتلع الحشائش الضارة نفسها" إن الفلسفة المحملة بالتساؤلات في هذا الكتاب هي من النوع المثير للفكر، فالقارئ ينشئ نوعا من الحوارات الصامتة بينه وبين يوزف، وأحيانا يشعر باستفزاز لمدينة يوزف الفاضلة أو الكاستالية التي يستقيل منها ليبني الإنسان الكاستالي كما يشاء، أوالإنسان الفاضل، ولكنه يموت دون تحقيق ذلك. جعل هيرمن هسة من اللعبة هدفا ومثالا لحياة نموذجية أوحى لها بمضامين تربوية اجتماعية ذات دلالة مألوفة في لعبة، ما هي إلا لعبة حياة، أو مغامرة نخوضها منذ الولادة حتى مغادرة الحياة، لكن طريق المعرفة المحفوف بالمخاطر قد يؤدي إلى اتخاذ خطوات جريئة كتلك التي اتخذها يوزف انطلاقا من مبدأ" إنه ينبغي على الإنسان أن يهتم بكل شيء، لأن الإنسان يستطيع تفسير كل شيء" وهذا يرتكز على البناء الفلسفي في رواية تتميز بوجوه فكرية متعددة مبهمة أحيانا، وتحتاج إلى تفكيك لمعان إنسانية تهدف إلى بناء الإنسان المثالي الخالي من الأخطاء، وهذا مستحيل، لأن " رسالتنا هي التعرف على الأضداد" فاستثارة الفكر من خلال الأفكار التي يطرحها كآراء وخبرات مبنية على مبادئ فلسفية بحتة تهتم بالإنسان وكينونته الذاتية الشبيهة بروح الموسيقى كظاهرة كلاسيكية" تعني : العلم بمأساة الإنسانية وقبول مصير الإنسان" فالتشابه في العناصر الحياتية يدحض أي انتقادات موجهة للإنسان نفسه فالغلبة الحسية على الناحية الروحية تحتاج إلى تمرينات توازن كتلك التي نتعلم من خلالها "سوناتات أندريا جابريلي لأن تشكيل اللحن" المأخوذ من خط سير التطور ينعكس انعكاسا رقيقا" فهل جعل هيرمن هسة من الإنسان هدفا لبناء الحياة المعافاة من الشرور؟ وهل فعلا من ترقى زادت مهماته؟. مذهب من مذاهب متعددة مغمورة بتفاصيل عديدة داخل رواية تجذبك لقراءة مختلفة، إذا تعصف بالمخيلة حين تتبدل معانيها بين كرة وكرة ، فالاعتكاف على قراءة كتاب هيرمن هسه هو استنباط لمفاهيم تتكون تدريجيا لتصل إلى الذروة عند موت يوزف الذي لم يتمكن من بناء إنسان" في الوقت الذي يتورط الإنسان فيه في مشاكل وينحرف عن الطريق المستقيم، وتشتد حاجته إلى التصويب، يحس الإنسان في نفسه بعزوف شديد عن العودة إلى الطريق السوي والتماس التصويب الصحيح." اتساق في الأفكار وتضادها هي تكتيك كتابي اعتمده ليمنح القارئ " التوافق المتجدد بين الفكر والروح" ولكن " تضاد الدنيا والفكر" معادلة لا يمكن أن" تعتمد على الفكر وحده" لأنها ستكون كرة وحيدة منعزلة وتتصف بالجرأة والخطر والعقم، إذ يصعب أن تنسجم مع الأفكار الأخرى أو أن تتناقض معها لأن" أمرنا لا يقتصر على اختلاف طريقتنا في التعبير واختلاف لغتنا اختلافا يجعل من غير الممكن الترجمة من أيهما إلى الأخرى" فكنه لعبة الكريات الزجاجية تحتاج لقدرات ما ورائية لا تخلو من صوفية ذات قوة روحية ومعايير لضوابط نفسية تتهادى في النفس فرسالتنا هي " التعرف على الأضداد وحق التعرف، أي هو أن نعرف أنها أضداد أولا، أقطاب وحدة متحدة ثانيا، وهذا شأن لعبة الكريات الزجاجية." إن القدرة على امتلاك معرفة اللعبة لا يتعدى النظريات التي تؤهل الإنسان إلى الإدراك أن هذه اللعبة " لا تزيد عن أن تكون فنا شكليا ومهارة ذكية، وتركيبا لطيفا، وكان الأحرى بالإنسان أن يترك هذه اللعبة ولا يلعبها، ويشتغل بالرياضيات النقية البحتة وبالموسيقى الجيدة " ولكن ألا يتعارض هذا مع إنسانية مشغولة بالجوع والقوت ؟ أم أن هيرمن هسة يزرع الأفكار الإيجابية والسلبية، ليرتقي في كتابه، ويسمو فوق قمة الحياة الفكرية؟ تلاؤم أسلوبي متوافق مع المضمون الذي يصعب فهمه أحيانا ما لم نحاول تفكيك اللعبة وفهمها "لأن من أحس بمعنى اللعبة في ذاته إلى نهايته، ينتهي أمره كلاعب ويرتفع عن التعدد، ويفقد القدرة على التمتع بالابتكار والبناء والتركيب" وهذا هو تماما أسلوب هيرمن هسة في كتابه هذا" لعبة الكريات الزجاجية" البناء والتركيب وصبها في المعايير الحسية الخاصة بيوزف وصديقه، وابنه الذي يشبه يوزف مع اختلاف زمني يصعب فهمه، وكأن الأزمنة تشبه تحولات الإنسان من حال لحال، فالسبب الحقيقي في التغيرات التي حصلت مع يوزف هو الصراع الذي نشأ بين صديقه وابنه، لإحساسه بأن السبب الحقيقي لتحوله إلى شخص غريب في فالدتسل ، ولرغبته في الانصراف ليس هو معرفته بالأخطار التي تحدق بكاستاليا والإشفاق على مستقبلها بل هو وجود جزء في قلبه، وفي روحه ظل خاليا عاطلا زمنا، ثم قام يطالب بحقه في العمل" إن النزعة الفكرية في الرواية ترتكز على لاعب محصن بالعلم والجمال والتأمل، كما إن الصفاء والمرح فيه " مثل الثمرة الناضجة " المتميزة بعصارة روحية حلوة لها مذاقها الحسي، وهذا يدفع بالإنسان نحو المعرفة الكاستالية المرتبطة " ارتباطا جوهريا بحالة البلاد وبإرادة الشعب" إلا إن العقل العالمي هو من يقود العالم نحو الإبادة والاقتتال، إذ تعتمد عليه الدول التي تصنع التاريخ" كما إن التاريخ" لا يمكن أن ينشأ بغير مادة وديناميكية عالم الخطيئة والأنانية والغرائز" لهذا يضعنا هيرمن أمام تناقض بأن" لعبة الكريات الزجاجية لا تزيد عن أن تكون فنا شكليا ومهارة ذكية، وتركيبا لطيفا، وكان الأحرى بالإنسان أن يترك هذه اللعبة ولا يلعبها، ويشتغل بالرياضيات النقية البحتة وبالموسيقى الجيدة" وفي هذا نفي لانعدام وجود الإحساس التاريخي المؤدي إلى نشوء الصراعات التي من شأنها أن تؤدي إلى محق الإنسانية . كتاب ذو نزعة فكرية، عابق بالإنسانية وبرياضيات الحياة التي تدعو كل منا إلى التأمل والتحرر حتى من الذات، ولكن لا يخلو من نزعة صوفية تميل إلى تهذيب النفس، والاتجاه معها نحو ما تصبو إليه، ولكن بتفكر متزن، وأسلوب حياة لا نحتاج فيه إلى لعبة، لأن الحياة نفسها لعبة لا نعلم ماهية أقدارها أو أسرارها كما نعلم سر لعبة الكريات الزجاجية، لكن الرابط المشترك بين كل ذلك كاستاليا الأسطورة " كاستاليا هي العالم، العالم الكامل المتنوع المتكامل." ولكن يبقى السؤال الأهم والذي أتى الجواب عنه تدريجيا حتى النهاية: هل يمكن لمن يتقن لعبة الكرة الزجاجية الإحاطة بالخطر القادم؟ أم إن الإرادة أقوى من الغريزة، والنداء أقوى من التحذير؟ Doha El Mol
×
Writer Doha El MOL
ضحى عبدالرؤوف المُل كاتبة وروائية لبنانية وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين . وصحفية في جريدة اللواء لبنان القسم الثقافي.. ولدت في طرابلس لبنان في الواحد من تموز عام 1967 في حارة البقار التي احترقت في الحرب اللبنانية وهجرها أهلها كما تهجّرت هي في صباها منها عام 1982 ونجد تأثرها بذلك في روايتها زند الحجر .. درست علم النفس والتربية الحضانية مارست التعليم لمدة 18 عام. بدأت الكتابة عام 2007 في جريدة الانشاء طرابلس بعد ان قدمت استقالتها من التعليم والتجميل الذي مارسته مدة 9 اعوام الى جانب التعليم 18 سنة. لتتفرغ للكتابة منذ عام 2007في الكثير من المواقع والجرائد السعودية والعراقية والعمانية واللبنانية . بداية تحت الإسم المستعار وردة الضحى أحيانا وأحيانا أخرى ضحاه وتقول عن ذلك " بدأت باسم مستعار لحماية الهوية الشخصية من معرفتها، وذلك لاستمتع بحرية التعبير عن الحب كامرأة شرقية توفّر حماية نفسها من القيل والقال وأنا ربة أسرة قبل أي شىء آخر " عملت عام 2009 في الصحافة فكتبت في جريدة المدى العراق وفي جريدة الصباح العراق والقدس العربي والمجلة العربية السعودية والمعرفة السعودية ومرايا عمان ومجلة نزوى وجريدة اللواء وغيرها ... بدأت كصحفية في جريدة اللواء في القسم الثقافي منذ عام 2012 حتى الان ... ابرز اهتمامها النقد الفني ...أصدرت سلسلة همسات وردة الضحى وتضم _ كتاب الوردة العاشقة عام 2007 _كتاب أماسي الغرام عام 2008 (جروس برس ) كتاب رسائل من بحور الشوق عام 2012 (جروس برس )وسلسلة همسات وردة الضحى كتبتها في فترة المراهقة واحتفظت بها لتنشرها عام 2007 كنوع من الأدب الخفيف الذي يجمع بين الرومانسية والخيال والأصوات الخافتة الخجولة وكأنها كتبتها بسرية وحميمية ، وهذه الكلمة تستخدم عادة للإشارة إلى الأحاديث الخاصة أو الرومانسية والحميمية وتقول المُل عنها :" همساتي كان يقرأ أبي ليلا لأني كنت أكتبها وأضعها تحت وسادتي لهذا احتفظت بها فهي من مذكرات مراهقة تخاف الجهر بمشاعرها فكانت همساتي " _كتاب اسرار القلوب عن( مركز محمود الادهمي) عام 2015 _ مجموعة قصصية هي في قبضة الريح عام 2016 (دار الفارابي ) _رواية زند الحجر عام 2018 (دار الفارابي ) كتاب رحلة يراع عن( دار سابا زريق) عام 2019 رواية الواعظ عام 2020 عن (دار الفارابي)... وقد حازت رواية زند الحجر اهتماما واسعا لدى القراء والنقاد والصحف وكذلك رواية الواعظ وايضا كتاب رحلة يراع الذى لاقى اهتماما من طلاب المدارس كما اقامت ندوات كثيرة عن كتاب رحلة يراع في مكتبات المدارس في طرابلس/ لبنان من ضمنها ثانوية القبة الرسمية وغيرها .... رواية نوريس صدرت عام 2023 عن المكتبة الحديثة للكتاب وكتاب تعابير غامضة عم دار الجندي في مصر وهو مجموعة مقالات فن التشكيل وحوارات وكتاب لمح بصري من سلسلة انتباهات فن التشكيل عن دار الجندي للنشر والتوزيع مصر وأيضا توازن بصري وجذب بصري وخطف بصري .... لها عدة لقاءات تلفزيونية عبر تلفزيون لبنان وقناة mtv وقناة مريم وقناة otv ادارت العديد من الندوات فاستضافت الكثير من الكتاب والفنانين في الرابطة الثقافية طرابلس كالكاتب والروائي السوداني امير تاج السر والروائي والقاص العراقي نزار عبدالستار والروائية الليبية نجوى بن شتوان والشاعر المصري عاطف الجندي وغيرهم... لها العديد من المقالات في الانطباع النقدي في الفن التشكيلي والدراما والكتب الروائية والفكرية وغير ذلك والانطباع النقدي هو التقييم الشخصي الذي لايقوم به الناقد الأدبي أو الفني عند مراجعة عمل ما، مثل كتاب، فيلم،مسرحية، أو قطعية موسيقية . يعبر الناقد من خلال هذا الانطباع عن رأيه الخاص حول جودة العمل، نقاط قوته وضعفه، وأثره على الجمهور.يتضمن الانطباع النقدي عادة . تقييم الجودة : تحليل مدى جودة العمل من حيث الكتابة، الإخراج ،التمثيل، أو الأداء الفني. نقاط القوة والضعف: تسليط الضوء على العناصر التي تميز العمل إيجابياً وسلبياً. التأثير العاطفي والفكري: تقييم مدى تأثير العمل على المشاهد أو القارىء من الناحية العاطفية والفكرية . المقارنة: مقارنة العمل بغيره من الأعمال المشابهة أو السابقة لنفس المؤلف أو الفنان . التوصية: توجيه توصية للجمهور بقراءة أو مشاهدة العمل أو تجنبه بناء على التقييم النقدي بالنهاية تقول : الانطباع النقدي يعتبر مهمًا لأنه يساعد الجمهور في اتخاذ قرارات مستنيرة حول متابعة أو تجنب الأعمال المختلفة .. لهذا أنشأت الموقع الإنطباعي النقدي وهذا الرابط الخاص به https://www.sunriseimpact.com/books.php
«
20
21
22
23
24
»