Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
تحرر أبيض أسود على إيقاع "جاز"
BY الروائية توني ماريسون
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تحرر أبيض أسود على إيقاع "جاز" توني موريسون. ضحى عبدالرؤوف المل لف العنوان غموض دفعني للبحث عن ماهيتها، ولماذا توني موريسون جعلتها عنوانا لروايتها؟ فالأشكال الموسيقية تتنوع تبعا لكل بيئة اجتماعية نعيش فيها ولا سيما الشعبية، فالجاز آلة ذات صفات أساسية، تجعل الروح أكثر تحررا، فالإيقاع الحياتي الصاخب للأميركيين السود ميزة لم تتغير عبر الزمن، لكنها تطورت وأثبتت وجودها ارتجاليا، لنسمع في الرواية موسيقى سردية كئيبة لعاطفة رجل تحمل نفحة روح عميقة "حيث جعله ذلك الغرام الخفي الجفول تعسا تماما وسعيدا للغاية حتى أنه أطلق النار عليها فحسب ليصون هذا الشعور" فالحب في النفس كالحياة الإنسانية، يصاب بكل المراحل من الولادة حتى الموت، والحفاظ عليه يحتاج للإيمان، فهل أرادت توني موريسون قول: ومن الحب ما قتل؟. أم أن كلمات السيد المسيح التي بدأت بها الرواية " إن من يفهم المعنى العميق لهذه الأقوال لن يذوق الموت" فهل الكلمة العميقة هي في البدء كانت الكلمة أم أن التشابه كقرع الطبول مع آلة الجاز لنتعلم لحن الحياة؟. لغة شعرية تشبه (فيوليت) التي تعلمت قص الشعر، وبحثت عن الحب في تكرار ببغائي لطير لا يمتلك لغة أصيلة، ولا عمق مشاعر تترجمها كلمات، ليشفي قلبها السقيم في حركة عنيفة بدأت بها الرواية، ومشهد لا يخلو من الغرابة لامرأة تحيا صمت زوجها، ويحيا سكوتها " أخذت الطيور من أقفاصها، وأطلقتها عبر النوافذ كي تتجمد أو تطير، كان ضمنها الببغاء الذي يردد" باحبك." تعاسة وسعادة في معنى واحد هو الحفاظ على ربيع الحب بصرف النظر عن اللغة الحقيقية للتعبير عنه، وكأنه موسيقا الحياة التي تحافظ على البقاء في عوامل اجتماعية ونفسية استطاعت موريسون إظهارها في ألسن عديدة، فأبطالها يتكلمون بحرية دون قيود، كأننا نشاهد لقطات سينمائية ذات فعل حركي قادر على إلقاء الضوء على المرأة الزنجية، لندخل عمق مشاكل عاطفية" سكتاتها عبر الزمن تضايق زوجها، تلغز له، وفي النهاية تكتئبه. لقد تزوج امرأة تتحدث أساسا مع طيورها، فلغة الحوار قد تختفي تدريجياً من الحياة الزوجية ليصبح الأرق صفة مشتركة أظهرتها موريسون، وترجمها محمد عيد إبراهيم في تتابع وترابط بين فقرات الرواية بصيغة بلاغية ذات نقاط نفسية واحدة وسبك احتفظ بكينونة خاصة بعيدة عن التكرار" عندما رمت فيوليت بالطيور بعيدا، جعلها ذلك دون رفقة الكناريات واعتراف الببغاء، بل أعوزها أيضا روتين تغطية أقفاصها، وكانت هذه العادة قد أصبحت أحد الأشياء الضرورية عند الليل" أما جو زوجها " فالأمر يختلف، لأن هذه الفتاة كانت حاجته الضرورية لليالي ثلاثة أشهر، فهو يسترجع ذكرياته عنها، بينما يرقد في الفراش جنب فيوليت، هو الطريقة التي يدلف بها للنوم". العبارات هنا هي انطباعات شخصية قد يشعر القارئ أنه موجود فيها رغم البعد الاجتماعي إلا أن هناك تشابها نفسيا زمنيا، فاسترجاع الذكريات ترافقه لذة لها طعم الحياة ورونقها الأصيل " يرقد الآن في الفراش مسترجعا كل تفصيل من ظهيرة أكتوبر تلك حين قابلها لأول مرة من البدء حتى النهاية، ليس لمجرد طعمها اللذيذ، لأنه يجرب أن يحجرها في باله، يطبعها ضد بليّ قادم" فهي تقدم تشريحا نفسيا لجو العجوز الفاقد لغة الحب منذ زمن لامرأة أحبها، وأعاد وجودها في حب شابة قتلها ليحافظ على شيء خسره هناك في زمن آخر" فالوقت كافٍ، حتى تغطي الشمس، كي يحكي لحبه الجديد أشياء لم يحكها قط لزوجته" تتشابك الأفعال في مزيج اجتماعي اختلطت فيه المفاهيم، لتظهر العنصرية في كلمات اخترقت المعنى، وكأنها جمل دخيلة على الرواية" كيف أتى كل هؤلاء الخلق الملونين ليموتوا حيث فعل البيض هراء كثيرا " فهل نحيا في الحياة مع لونين أسود وأبيض كما نعيش حالة القلق بين العرب والغرب؟ أم أن الالتحام الفكري يلغي كل انفصال اجتماعي، لينفض الغبار عن العالم القديم ليظهر الجديد، ونحيا حالة نفسية تشبه نغمات الجاز؟. حس جمالي أرادت إظهاره في اللون الأسود لخاصية تحقق وجودها كأميركية سوداء رغم أن العمل الفني هو عمل عام لا تخصيص فيه، فالأدب له شموليته وعالميته التي تخرجه من الخاص إلى العام، لتجعله في كون لا حدود له، لكنها أرادت التحرر من عبودية اللون، وقيود الرغبة النفسية عن طريق الفتاة السوداء التي تعيد تاريخ حياة رجل فقد لغة التواصل مع زوجته التي أحبها في زمن مضى، لتثير قضايا اجتماعية ووطنية في تعبير عبقري يحقق أهدافه الروائية بمهارة، لتضع الحقيقة الذاتية والموضوعية أمامنا لمجتمع نسوي لم يتحرر من الانتماء الطبقي، لتجعل مفهوم الحب هو الركيزة الأساسية المتنازع عليها" كانت تحبه النساء، لأنه يشعرهن بأنهن بنات وتحبه البنات، لأنه يشعرهن بأنهن نساء، فهل تجعل هنا من المرأة هدفا لذاتها أم تجعلها هدفا للرجل القادر على فهم كينونتها؟ إن للمرأة الزنجية وجودا مميزا، وكأن عالم الزنجيات هو مكان في العالم لم نعرفه بعد، فهي تعطي له ميزة خاصة" هزت امرأة زنجية رأسها إليه بل امرأة أيضا سوداء وحشية كالسخام ، تجعلهم يرنمون بغنوة زنجية.. إن عمليات قتل الشرطة للزنوج تتم يوميا، هذه الميزة وضعتها في قالبها الروائي، لتحرك الأحداث وتطورها وفقا لفيوليت في خطوط متوازنة مع جو والآخرين، لندرك معاناتها وهي تبحث عن صفات غريمتها وهي تسعى لحل أزمة زوجها الحزين وفق منطق جعلنا نتعاطف مع الزوج والزوجة والعشيقة، وتحارب وهي في الخمسين للحفاظ عليه خوفا من الوحدة والكآبة" ألم تفعليها؟ ألم تحاربي من أجل رجلك؟" لتسترجع ذكريات خوفها المختزنة في ذهنها، وتوظفها بشكل نفسي سليم رغم الوقائع المختلفة في المكان" كان الخوف مبذورا في طفولتها، مرويا كل يوم من حينها، خوف تبرعم من خلال أوردتها طول عمرها. فكرت أفكار حرب كانت مجمعة لديها... ألوان متعددة استعملتها في مواضع وصفية تصور فيها انطباعاتها عن المكان الاجتماعي المتغلغل في نفوس شخصيات الرواية، هذا التوزان الوصفي في السرد جعلنا نحلق بحرية مع حواسها وألوانها الخارجية التي تنعكس على دواخلنا وعمق عاطفة فيوليت "والجدات كانسات السلالم" وعيون اليهود السود، تطفح بالشفقة، فبإمكانها أن تروح في الأرجوان، وتظل بقلبها البرتقالي الذي يلمع أثواب الناس في الشوارع، وكأنها صالة رقص، كل هذا ضمن أسلوب تعبيري واقعي لا يخلو من أجواء رومانسية تتوافق مع الطبيعة التي رسمتها في تناقض يشبه تناقض المجتمع للزنوج، وكأن أشخاصها يملؤون مشاعرنا فرحا رغم الحزن المسيطر على جو" كان اليتيم، ومنذ البداية، يبدو كالقنديل في ذلك المنزل الهادئ الظليل، وكانتا تبدأان يومهما بالنظر إليه، ببساطة وتتنافسان مع بعضهما البعض لأجل الضياء الذي كان يسبغه عليهما." فقد ربطت بين العديد من المعاني ربطا رمزيا، فمن خلال الضحك تنسيه نشفان طعم الكعكة ومن ثم" تقرأ له قصصا شائقة كأنه أمير ويلز" لتقدم سلوكيات اجتماعية محببة لكل فرد في الحياة الضيقة والفقيرة. Doha El Mol
×
الروائية توني ماريسون
توني موريسون (بالإنجليزية: Toni Morrison) روائية أمريكية-إفريقية مولودة في أوهايو في 18 فبراير 1931، وهي الكاتبة الأمريكية السوداء الوحيدة التي حصلت على جائزة نوبل في الأدب عام 1993 عن مُجمل أعمالها، وجائزة بوليتزر عن روايتها محبوبة أو أن تكون محبوبًا التي تُعد في نظر الكثير من النقاد أعظم عمل لتوني موريسون، قيل عنها أنها أهم روائية سوداء في أمريكا كما تعد أول سوداء تحصل على مقعد في جامعة برينستون، والذي كان حصرًا على الرجال البيض. أصدرت 11 رواية منها: أكثر العيون زرقة التي كشفت عن العبودية وعواقبها الاقتصادية والنفسية في القرن التاسع عشر وما بعده، إضافة إلى روايات نشيد سليمان، صولا، وطفل القطران. تُرجمت أعمالها إلى مختلف لغات العالم، ومن بينها العربية. عملت في جامعة تكساس ثم في جامعة هاوارد، ثم انتقلت إلى نيويورك للعمل كمحررة في دار نشر (راندوم هاوس) توفيت موريسون في 5 أغسطس 2019 على إثر مرض لم تعلن عنه، وقد بلغت الـ88 من العمر. حياتها المبكرة ومهنتها ولدت توني موريسون في لورين بولاية أوهايو وكانت الطفلة الثانية من بين أربع أطفال في العائلة. كانت موريسون تقرأ باستمرار ومن كتابها المفضلين جين أوستن وليو تولستوي، وكان والدها يروي لها العديد من الحكايات الشعبية عن مجمتمع السود بطرية السرد القصصي والتي أثرت لاحقا على أسلوبها في الكتابة. في عام 1949 التحقت موريسون بجامعة هاوارد وفي عام 1953 حصلت على بكلوريوس في الأدب الإنكليزي، وفي عام 1955 نالت شهادة الماجستير من جامعة كورنيل. بعد أن نالت الماجستير عملت في جامعة تكساس الجنوبية ما بين سنتي 1955 و1957 ثم عادت للعمل في جامعة هاوارد. تزوجت من المهندس المعماري الجامايكي هارولد موريسون في عام 1958 وتطلقت منه عام 1964 بعد أن أنجبا طفلين. بعد الطلاق انتقلت إلى سيراكيوز ثم إلى نيويورك لتعمل محررة كتب منهجية ثم محررة في المقر الرئيسي لدار نشر راندوم هاوس، وهنا لعبت دوري حيوي في دفع أدب السود إلى الواجهة. مهنة الكتابة بدأت موريسون كتابة الروايات الخيالية عندما كانت مشتركة مع مجموعة من الكتاب والشعراء في جامعة هاوارد الذين كانوا يلتقون ويناقشون أعمالهم. في أحد المرات ذهبت مورسون إلى الاجتماع وهي تحمل قصة قصيرة عن فتاة سوداء تتوق للحصول على عيون زرقاء وقد طورت هذه القصة فيما بعد لتصبح روايتها الأولى التي تحمل عنوان «العين الأكثر زرقة» التي نشرتها عام 1970. كتبت موريسون هذه الرواية في الوقت الذي كانت تربي طفليها وتعمل في جامعة هاوارد. في عام 2000 اختيرت هذه الرواية كإحدى مختارات نادي أوبرا للكتاب. في عام 1975 رشحت روايتها «صولا» التي كتبتها عام 1973 لجائزة الكتاب الوطنية، أما روايتها الثالثة «نشيد سليمان» فقد اختيرت كتاب الشهر وهي أول رواية لكاتب أسود يتم اختيارها بعد رواية الكاتب ريتشارد رايت «الابن البلدي» التي اختيرت عام 1940 وقد حصلت أيضا على جائزة النقاد الوطنية. في عام 1987 شكلت روايتها «محبوبة» نقطة حرجة في تاريخ نجاحها عندما فشلت في الفوز بجائزة الكتاب الوطنية وجائزة النقاد الوطنية مما حدا بعدد من الكتاب إلى الاحتجاج ضد إغفال موريسون، ولكن بعد مدة قصيرة فازت هذه الرواية بجائزة بوليتزر عن فئة الأعمال الخيالية وبجائزة الكتاب الأمريكي. في نفس السنة عملت موريسون أستاذة زائرة في كلية بارد. في عام 1998 تحولت هذه الرواية إلى فيلم يحمل نفس الاسم من بطولة أوبرا وينفري ودان كلوفر. رشحت، دورية نيويورك تايمز للكتب هذه الرواية في عام 2006 كأفضل رواية أمريكية نشرت خلال الخمس وعشرون سنة الماضية. الوفاة توفيت موريسون في مركز مونتيفيوري الطبي في ذا برونكس، مدينة نيويورك في 5 أغسطس 2019، بسبب مضاعفات ذات الرئة. عن عمر 88 عامًا.السياسية والاستقبال الأدبي والإرثالسياسة لم تخش موريسون من التعليق على السياسة الأمريكية والعلاقات العرقية. في كتابة عن اتهام بيل كلينتون عام 1998 بالتقصير، زعمت أنه كان يتعرض منذ فضيحة وايت ووتر إلى سوء المعاملة على نفس الطريقة التي عادةً ما يتعرض إليها السود: قبل سنوات، في وسط تحقيقات فضيحة وايت ووتر، سمع شخص ما أول تمتمة: بصرف النظر عن البشرة البيضاء، هذا أول رئيس أسود لنا. أكثر سوادًا من أي شخص أسود حقيقي يمكن انتخابه في حياة أطفالنا. أخيرًا، يعرض كلينتون كل خصائص المواطن الأسود تقريبًا: نشأ في أسرة ذي عائل واحد، وُلد فقيرًا، من طبقة عاملة، يلعب الساكسفون، وهو فتى يعشق المأكولات السريعة مثل ماكدونالدز من ولاية أركنساس. اعتمد أنصار بيل كلينتون عبارة «أول رئيس أسود لنا» كتعبير إيجابي. عندما كرمت كتلة النواب السود في الكونغرس الرئيس السابق في حفل العشاء الذي أقيم في واشنطن العاصمة في 29 سبتمبر 2001، على سبيل المثال، قالت رئيسة الكتلة إدي بيرنيس جونسون للحاضرين أن كلينتون «اتخذ العديد من المبادرات التي جعلتنا نفكر قليلًا بانتخابنا لأول رئيس أسود». في سياق الحملة الانتخابية الديمقراطية الأولية لعام 2008، ذكرت موريسون لمجلة تايم: «أساء الأشخاص فهم تلك العبارة. كنت أعرب عن أسفي للطريقة التي عومل بها الرئيس كلينتون، إزاء الفضيحة الجنسية التي كانت تحيط به. قلت إنه كان يعامَل كأسود في الشّارع، مذنب فعلًا، ومجرم فعلًا. ليس لدي أدنى فكرة عن غرائزه الحقيقية، من حيث العرق.» في السباق الرئاسي الديمقراطي لانتخابات الرئاسة في عام 2008، أيدت موريسون السيناتور باراك أوباما على منافسته السيناتور هيلاري كلينتون، مع احترامها وإعجابها بالأخيرة. عندما فاز، قالت موريسون أنها تشعر بإنها أمريكية لأول مرة. قالت: «شعرت بحس وطني قوي جدًا عندما ذهبت إلى مراسم تنصيب باراك أوباما. شعرت وكأنني طفل».في أبريل 2015، متحدثة عن وفاة مايكل براون وإيريك غارنر ووالتر سكوت؛ مقتل ثلاثة رجال سود غير مسلحين على يد ضباط شرطة بيض، قالت موريسون: «يستمر الأشخاص بقول: «نحن بحاجة إلى إجراء حوار حول العرق». هذا هوا الحوار. أريد أن أرى شرطيًا يطلق النار على مراهق أبيض غير مسلح في ظهره. وأريد أن أرى رجلًا أبيض مدان باغتصاب امرأة سوداء. ثم عندما تسألني، «هل قُضي الأمر؟»، سأقول نعم».بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في عام 2016، كتبت موريسون مقالًا بعنوان «حداد على البيض» نُشر في عدد 21 نوفمبر 2016 من مجلة ذا نيويوركر. تزعم فيه أن الأمريكيين البيض يخشون خسارة الامتيازات التي يوفرها لهم عرقهم إلى الحد الذي جعل الناخبين البيض ينتخبون ترامب، الذي وصفته بأنه «مدعوم من قبل كو كلوكس كلان» من أجل الإبقاء على فكرة سيادة الأبيض مصدر السيرة الذاتية https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D9%86%D9%8A_%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D9%88%D9%86
الريح القوية
BY Writer Doha El MOL
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
" إن من يزرع أرضا غير أرضه يعرض نفسه للمخاطر" ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في رواية " الريح القوية" للروائي ميغل انخل استورياس. تعكس رواية "الريح القوية" للروائي ميغل انخل استورياس - ترجمة صالح العلماني- مختلف الصراعات الاجتماعية التي تتسبب بخلق ثغرات سوسيولوجبة تتصل بسياسات العالم الاقتصادية، فما من ثروة ناتجة عن الطبيعة التي ترعى كل ما من شأنه أن يؤدي إلى ازدهار ثروة حرجية أو نفطية أو ما إلى ذلك، إلا وينشأ عنها صراعات رأسمالية تؤدي إلى انتهاكات الحريات، ولا سيما الشعب الفقير فكريا وماديا، وهذا ما ترك بصمة روائية ذات حبكة متماسكة، وبنية اجتماعية ذات اتجاهات أدبية ولا سيما على مستوى التوافق الأسلوبي والمضموني، والتصوير البلاغي الذي أبدع في ترجمته صالح العلماني بحرفية سعى من خلالها إلى التوفيق بين لغتين، فكل لغة هي بمثابة كينونة يتولد عنها كينونة أخرى في أثناء الترجمة، وهذا ما حافظ عليه علماني، لنستمتع بقراءة رواية اجتماعية ذات أسس واقعية، لها محسوساتها التخيلية الملامسة لمعايير فلسفية أنجبتها الحياة لفئة من العمال ليسوا ”أخيارا ولا أشراراـ لا سعداء ولا تعساء، إنما مجرد آلات" يكشف ميغل انخل استورياس عن مناجم الذهب الإنسانية التي تتولد من الطبيعة نفسها، ولا نراها إلا بعد أن نستسلم للاستثمارات الاقتصادية العالمية" كشركة تروبيكال للموز المغلفة" فهذه الشركة ولدت من أحلام البسطاء والفقراء، والمحتاجين وهي تعتمد في وجودها على الأيدي العاملة التي يتم وضع اليد عليها بشتى الطرق، إنك تموت هنا شيئا فشيئا من الفقر، لست وحدك الذي تموت، وإنما أسرتك كلها، لأنه لا يوجد ما يكفي للطعام، وما يكفي للدواء، لا يوجد ما يكفي لكي يكون أبناؤك مثلما يجب أن يكونوا.. أنت أحد موتى الشركة" فكم من أيد عاملة في العالم تموت من عجز أصابها بعد أن استهلكت قواها البشرية الشركات في خدمة قاسية؟. إن التطابق الروائي والأدبي واضح المعالم من حيث المضمون والأسلوب، فالنص الأدبي الاجتماعي تتعدد دلالاته التعبيرية من ناحية السرد، أو من ناحية الوصف المشهدي المكتمل الأركان الذي يؤدي إلى تكوين صورة عميقة الرؤية ذهنيا، وذات مسوغات واعية جماليا تحقق سياقا روائيا يستجيب له السرد المتمكن من أدواته، ميغل انخل استورياس ومن تفاعل شخوص الرواية مع بعضهم، وكأنه يوزع بطولة الرواية على الجميع بالتساوي، لنشعر بأن" الريح القوية ستكون مثلما قلت حضرتك، وسيلة ثأر هؤلاء الناس المشتغلين، المهانين، المتألمين، المستغلين" لقد جعل استورياس الريح بمثابة ساعة الإنسان سترفع صوتها المطالب، والهادي وستسكننا جميعا، فهل فعلا الإنسان يعيش بلا زمن؟ أم أن لكل ريح رواية اجتماعية أو سياسية أو ثورة تتواصل من جيل إلى جيل باعتبارها" الريح القوية التي لا تترك شيئا منتصبا عندما تهب، وإذا تركت شيئا فإنها تتركه جافا ويابسا" تدفع الرواية بالقارئ إلى التوغل أكثر في حبكة درامية اجتماعية، لنتساءل عن ماهية هذه الريح التي تستحوذ على عنوان يحمل صفة القوة لريح سننتظرها من البداية إلى النهاية، لنعرف ماهيتها، لنتفاجأ أن الريح البشرية شبيهة بالطبيعية وعناصرها المناخية المتقلبة من حيث الصراع المتمثل بالشركات الاقتصادية الكبرى التي تعتمد على سياسة البقاء، وما تعنيه من الغاية تبرر الوسيلة " فالشركات الكبرى بالنسبة إلى ليلاند هي على الدوام مغامرة حيوات كبرى " فهل من تغيير تحدثه الرياح البشرية التي تبدأ ولا تنتهي، لأن الحياة قد لا تمتد بنا للقضاء على البابا الأخضر، ولكن من سيخلفوننا في الخندق سيرون مثلنا إذا ما تحركوا مثلنا. رمزية في شخصية البابا الأخضر، وهو من يدير شركة الموز الأخضر، تلك الشركة التي تعتبر الإنسان النبتة المنتجة للموز حليفا له، ولكن هل يمكن القضاء على البابا الأخضر؟ من المؤكد أن الشر في العالم متواصل ولا سيما أن زراعة الموز وبيعه هو كنز يسعى إليه كل من يدفع ثمنه ذهبا، فمديرو هذه الشركة التي تستثمر البشر قبل الموز سيستمرون أبدا، إذا مات أحدهم فسيأتي آخر، ليحتل الموقع نفسه، وهكذا فالرواية ستعيد نفسها زمنيا عند كل استثمار مالي لمنتج تزخر به الطبيعة، وتمتد إليه يد الإنسان الذئب لأن " ليس قصة الذئب المتخفي في جلد نعجة، فهذه قصة قديمة جدا ، قديمة إلى حد العفونة، وإنما قصة النعجة التي ركب لها طبيب الأسنان طقم أسنان ذئب لكي تتمكن من العيش بين الذئاب." شخوص فنية يعالجها ميغل انخل استورياس بمحاكاتها، وخلق حوارات داخلية تؤدي إلى الكشف عن مفاهيم سياسية مخفية اجتماعيا، لتتوسع المفاهيم نحو أنسنة العالم، وفرض العدالة الاجتماعية واضعا المرأة أيضا ضمن متاهات بدائية تبدأ من كونها تغتصب، وتنتهك حقوقها وتعمل بقوة رجل، وتمنح العائلة اهتمامها لتصل في نهاية الرواية إلى جزء من شركة "ويستنتج من ذلك أن زوجته ليلاند هي جزء من الشركة، بحكم كونها أميركية شمالية." إن التجانس والتوافق بين شخوص الرواية يترك مسافات للقارئ، ليكون ضمن المشهد التأليفي والاتساق السيميائي المتسلسل في تكوينات سردية شديدة التأثير يصف من خلالها " الروابي التي يرزح المعدن فيها تحت طبقات نباتية عميقة جدا، تهاجم أنسجة الروح برطوبة تتحول في الكائن إلى إحساس بكآبة غامضة، وعدم رضا بما يملكه. يشير ميغل انخل إلى افتقار الإنسان الضعيف إلى الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق انتصاراته أمام قوى عظمى نشأت من قبولنا الخضوع والسيطرة من قبل السلطة الكبرى، ألا وهي المال، وهذا هو" السيئ في الأمر هو أن الأسعار الجيدة التي دفعوها لنا ثمنا للأقراط الأولى جعلتنا نعتاد على ازدراء النقود، ونعتقد بأنهم سيدفعون تلك الأسعار دوما، فهدرنا كل شيء على أشياء لا نفع منها." فالأسلوب المضموني متعمق من ناحية فهم الحالات الاجتماعية والسياسية لمكونات بشرية وضعت نفسها في مواجهة الريح القوية حيت الثروات تتضاعف هنا بصورة مذهلة. إنها أرقام فلكية، لو أن طفلا بدأ بعد ما كسبه من الموز، ليس بالبيزو، وإنما بالألف بيزو لبلغ الشيخوخة قبل أن يصل إلى الرقم الأخير" فما يوحي إليه ميغل في روايته التي تحاكي الأزمنة، كما تضعنا أمام جدلية الوجود والصراع لإثبات الذات، والخروج من زوبعة الغوايات التي لا تنتهي في العالم، كالنفط والدولار، وتخصيب الذرة النووي، والتوارث في عدة مناصب ثابتة في العالم" ولست أعني الهيمنة على العالم، فهذه نملكها، وإنما كسب العالم، وهذا أمر مختلف. نحن الآن أسياد هذه الأراضي، هذه الغوايات الخضراء، إننا سادة، ولكن علينا ألا ننسى أن زمن الهيمنة محدود، وأن ساعة الرب آتية ، وهي ساعة الإنسان. فهل من ريح لا تحمل التغيير بعد هبوبها، لأنها تقتلع كل شيء يقع أمامها؟ أم أن الريح القوية تهب بسبب" افتقارنا إلى الوسائل اللازمة للصمود، والقدرة على الصمود هي الأهم في أي حرب" تتميز رواية الريح القوية بالإيجاز السردي، والتصوير المشهدي المؤلف من عناصر بلاغية تم رصدها فنيا، لتمنح الرواية رؤية حياتية اجتماعية مأخوذة من الواقع الموحى إليه بأفكار اجتماعية أدبية تسلسلية تؤدي إلى تمكين الحبكة من إثارة الجذب، لفهم ما وراء السطور من تلميحات سياسية من شأنها إعادة النظر في بناء المجتمعات الاقتصادية المبنية على القوة الغاشمة التي تهدف إلى تدمير الإنسان، إذ " لا يمكن إضاعة الوقت في التحدث في الفراغ مع أشخاص خارج الواقع الآخذ بالتشكل" فهل الواقع الحياتي هو انعكاس للواقع المتخيل ضمن رواية أدبية أدّت دورها في تحديث الزمن؟. Doha El Mol
×
Writer Doha El MOL
ضحى عبدالرؤوف المُل كاتبة وروائية لبنانية وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين . وصحفية في جريدة اللواء لبنان القسم الثقافي.. ولدت في طرابلس لبنان في الواحد من تموز عام 1967 في حارة البقار التي احترقت في الحرب اللبنانية وهجرها أهلها كما تهجّرت هي في صباها منها عام 1982 ونجد تأثرها بذلك في روايتها زند الحجر .. درست علم النفس والتربية الحضانية مارست التعليم لمدة 18 عام. بدأت الكتابة عام 2007 في جريدة الانشاء طرابلس بعد ان قدمت استقالتها من التعليم والتجميل الذي مارسته مدة 9 اعوام الى جانب التعليم 18 سنة. لتتفرغ للكتابة منذ عام 2007في الكثير من المواقع والجرائد السعودية والعراقية والعمانية واللبنانية . بداية تحت الإسم المستعار وردة الضحى أحيانا وأحيانا أخرى ضحاه وتقول عن ذلك " بدأت باسم مستعار لحماية الهوية الشخصية من معرفتها، وذلك لاستمتع بحرية التعبير عن الحب كامرأة شرقية توفّر حماية نفسها من القيل والقال وأنا ربة أسرة قبل أي شىء آخر " عملت عام 2009 في الصحافة فكتبت في جريدة المدى العراق وفي جريدة الصباح العراق والقدس العربي والمجلة العربية السعودية والمعرفة السعودية ومرايا عمان ومجلة نزوى وجريدة اللواء وغيرها ... بدأت كصحفية في جريدة اللواء في القسم الثقافي منذ عام 2012 حتى الان ... ابرز اهتمامها النقد الفني ...أصدرت سلسلة همسات وردة الضحى وتضم _ كتاب الوردة العاشقة عام 2007 _كتاب أماسي الغرام عام 2008 (جروس برس ) كتاب رسائل من بحور الشوق عام 2012 (جروس برس )وسلسلة همسات وردة الضحى كتبتها في فترة المراهقة واحتفظت بها لتنشرها عام 2007 كنوع من الأدب الخفيف الذي يجمع بين الرومانسية والخيال والأصوات الخافتة الخجولة وكأنها كتبتها بسرية وحميمية ، وهذه الكلمة تستخدم عادة للإشارة إلى الأحاديث الخاصة أو الرومانسية والحميمية وتقول المُل عنها :" همساتي كان يقرأ أبي ليلا لأني كنت أكتبها وأضعها تحت وسادتي لهذا احتفظت بها فهي من مذكرات مراهقة تخاف الجهر بمشاعرها فكانت همساتي " _كتاب اسرار القلوب عن( مركز محمود الادهمي) عام 2015 _ مجموعة قصصية هي في قبضة الريح عام 2016 (دار الفارابي ) _رواية زند الحجر عام 2018 (دار الفارابي ) كتاب رحلة يراع عن( دار سابا زريق) عام 2019 رواية الواعظ عام 2020 عن (دار الفارابي)... وقد حازت رواية زند الحجر اهتماما واسعا لدى القراء والنقاد والصحف وكذلك رواية الواعظ وايضا كتاب رحلة يراع الذى لاقى اهتماما من طلاب المدارس كما اقامت ندوات كثيرة عن كتاب رحلة يراع في مكتبات المدارس في طرابلس/ لبنان من ضمنها ثانوية القبة الرسمية وغيرها .... رواية نوريس صدرت عام 2023 عن المكتبة الحديثة للكتاب وكتاب تعابير غامضة عم دار الجندي في مصر وهو مجموعة مقالات فن التشكيل وحوارات وكتاب لمح بصري من سلسلة انتباهات فن التشكيل عن دار الجندي للنشر والتوزيع مصر وأيضا توازن بصري وجذب بصري وخطف بصري .... لها عدة لقاءات تلفزيونية عبر تلفزيون لبنان وقناة mtv وقناة مريم وقناة otv ادارت العديد من الندوات فاستضافت الكثير من الكتاب والفنانين في الرابطة الثقافية طرابلس كالكاتب والروائي السوداني امير تاج السر والروائي والقاص العراقي نزار عبدالستار والروائية الليبية نجوى بن شتوان والشاعر المصري عاطف الجندي وغيرهم... لها العديد من المقالات في الانطباع النقدي في الفن التشكيلي والدراما والكتب الروائية والفكرية وغير ذلك والانطباع النقدي هو التقييم الشخصي الذي لايقوم به الناقد الأدبي أو الفني عند مراجعة عمل ما، مثل كتاب، فيلم،مسرحية، أو قطعية موسيقية . يعبر الناقد من خلال هذا الانطباع عن رأيه الخاص حول جودة العمل، نقاط قوته وضعفه، وأثره على الجمهور.يتضمن الانطباع النقدي عادة . تقييم الجودة : تحليل مدى جودة العمل من حيث الكتابة، الإخراج ،التمثيل، أو الأداء الفني. نقاط القوة والضعف: تسليط الضوء على العناصر التي تميز العمل إيجابياً وسلبياً. التأثير العاطفي والفكري: تقييم مدى تأثير العمل على المشاهد أو القارىء من الناحية العاطفية والفكرية . المقارنة: مقارنة العمل بغيره من الأعمال المشابهة أو السابقة لنفس المؤلف أو الفنان . التوصية: توجيه توصية للجمهور بقراءة أو مشاهدة العمل أو تجنبه بناء على التقييم النقدي بالنهاية تقول : الانطباع النقدي يعتبر مهمًا لأنه يساعد الجمهور في اتخاذ قرارات مستنيرة حول متابعة أو تجنب الأعمال المختلفة .. لهذا أنشأت الموقع الإنطباعي النقدي وهذا الرابط الخاص به https://www.sunriseimpact.com/books.php
هل نتصارع فكريا
BY الروائية آلي سميث
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هل نتصارع فكريا ونحن نقرأ من أدب الخيال الواقعي؟ ضحى عبدالرؤوف المل تكشف الروائية آلي سميث في روايتها "المُصادفة" الصادرة عن "دار المدى" عن الحقائق غير الملفقة في حياة الإنسان، والتي نستمد منها قيمة الخيال الواقعي في الأدب الروائي، فالشخصيات تبهرك بارتباطها مع الكاتب وكأنها تتحدث عن شقيقتها أو جارتها أو حتى صديقتها، بأسلوب مقنع لأحداث تتجدد في الحياة بشكل معاصر، لكنها تترك بعض التفاصيل، لتعصف في الذهن، فالتصورات التخيلية هي تلك التي تمتلك الحواس من رائحة جلد وملامسة المقاعد، والاستبصار ما خلف الدرج، لتجعل القارئ شديد الملاحظة لما يراه في المكان الذي يتواجد فيه، إضافة إلى الاختزال المعرفي الذي يُضفي على الرواية نوعا من الدبلوماسية الأسلوبية بنوع من الاستدلال "من أمي ورثت: الجمال المُعرض للضغط، وفوائد الغموض، وكيف أحصل على ما أريد. ومن والدي ورثت: الاختفاء والتلاشي". وفي هذا النوع الإنساني طبيعة مشابهة لعيوب أو فضائل تتوارث من عصر لعصر في الإنسان نفسه، لتؤثر بذلك على السمات الأساسية لشخصية روايتها التي تروي الواقع المتخيل بمهارة إبداعية تميل إلى طرح قضايا عائلية بتأصيل في العادات والتقاليد والسلوك الذي ينشأ مع الجنين في الرحم أثناء تشكله "لعل البداية الحقيقية هي عندما تباشر بالتشكل لتُصبح شخصا وتكون للمرة الأولى اللزجة التي تتألف منها عيناك وتُشكل الواقع المادة الصلبة الداخلية التي تصبح رأسك أو جمجمتك" وهذه مسيرة الولادة أو النشأة الأولى قبل الخروج إلى الدنيا التي تضعنا أيضا في رحمها. فهل إشكالية الإنسان مع الحياة هي عقدة لا يمكن حلها وهو يتوارث جينيا الكثير من صفات الأم والأب والجد وغير ذلك؟ أم أن رواية "مصادفة" تدفع القارئ للتساؤل عن الحبكة الروائية وعقدتها ومدى ارتباطها بعقدة الحياة برمتها؟ وهل يعيد الإنسان نفسه ولكن ضمن تحديث للجينات المتوارثة تماما كما في فيلم "المسكينة" الصادر عام 1967 الذي ذكرته بداية آلي سميث في روايتها؟ أم تجعلنا نتصارع فكريا ما بين التفكير السردي الروائي والتفكير الواقعي المتخيل وحقيقة الحياة الفعلية التي نعيش فيها أغلب تفاصيل رواية مصادفة؟ يبرز السؤال الأهم في رواية "المصادفة" وهو إلى أي مدى نحن نعيش بين الأزمنة من خلال ما نتوارثه من جينات ومن أفكار نتبناها قديمة جدا ولا تنتمي لعصر حاضر نعتبره حديثا؟ "فالأشد حكمة يبدو كشخص من التاريخ القديم. لأن طبيعة التفاعلات السردية تتطلب التعايش مع الشخوص للإحساس بالواقع الذي يُشكل رافعة أساسية لتوليد عدة فرضيات في عقل القارئ، مما يُعزز الفهم المنطقي لما تطرحه من أفكار تثير كل منها عدة تساؤلات في العوالم القصصية والمسرحية المستمرة منذ العصور القديمة إلى الحديثة ومدى تأثيرها على الإنسان القديم والجديد كالمسرحيات القديمة التي تُقام على خشبة المسرح المدرسي الحديث "إن عليها أن تفكر في الأموات منذ ستين عاما مضت. إنهم يستولون على تفكيرها كله عندما تكتب عنهم. واستريد شخصيا تعتقد أن الفائدة ستكون مضاعفة في معرفة ما يحدث الآن بدل الاهتمام بمن ماتوا منذ أكثر من نصف قرن"، فهل ما يتم سرده للأجيال الجديد يجعلهم من القدماء فكريا بنسب متفاوتة؟ أم أن المعقولية في عالمنا الخاص هي من الواقع المتخيل المتاح معرفيا من خلال الكثير من الإرث الأدبي الذي نتناوله على مر العصور؟ وهل نحن نعيش في عالم متخيل غير مكتمل يحتاج لحل مشكلات واقعية حقيقية لنصبح كشخصيات في كتب قديمة؟ تبني آلي سميث قاعدة تصويرية من أدب الخيال الواقعي من أجل فهم حبكة الحياة برمتها والتي يعيشها كل قارئ كما استريد لمواجهة العقبات التي تتسبب فيها أولا الجينات الوراثية وأخرى التربية القديمة التي تقوم أسسها على القصص التي تروى لنا ونحن في طور الطفولة وصولا إلى المسرحيات القديمة وما تحمله من أزمنة ليست لزماننا وهي هنا تريد الوصول إلى أننا قدماء قدر ما نمتلك من فكر استخلصناه مما هو قديم ومتجددين بقدر ما نحن نستعصي على امتصاص أفكار القدماء ونثور عليها بل ونحاول تحديثها بأنفسنا إن أمكن وهذه هي المصادفة الحقيقية في الحياة أن نتجدد ونبتكر "إن صانعي الأفلام الحقيقيين دائما يستخدمون مناظير على الرغم من أنه الأصعب الرؤية من خلالها. تضع عينها على المنظار وتسجل صورة يدها وهي ترفع المزلاج وتعيده إلى موضعه. بعد نحو مائة عام من الآن. ربما لن يعود لمثل هذه المزاليج وجود وسيصبح هذا الفيلم برهانا على أنها كانت موجودة وسوف تكون دليلا للناس"، وهذا نوع من المعرفة الإشكالية التي تُسبب الكثير من الاستنكار والكثير من المؤديين أيضا. فهل الأدب يتجدد كما العلوم ومن ثم ننظر إلى ما هو قديم على أنه يثير السخرية من بدائية عاشها الأجداد ويعيشها الجيل الجديد مما هو متوارث؟ وهل الخيال الواقعي يتآخى مع الخيال الزائف من حيث نظرته إلى التجديد الذي نحتاج له في جميع نواحي الحياة؟ أم أننا فعلا في مصادفة مع كل تفاصيل الحياة التي نحياها مع الإرث القديم الفكري والأدبي وغيره؟ وهل ما أخبرها عنه ماغنوس عن الفكرة التي تقول إن ما يجري في الأفلام يختلف عما يجري في الحياة الواقعية؟ أم أن مصادفة هي واقع متخيل لواقع حقيقي في الحياة؟ Doha El Mol
×
الروائية آلي سميث
آلي سميث (بالإنجليزية: Ali Smith ) (و. 1962 م) هي كاتِبة، ومؤلفة، وكاتبة مسرحية، وصحفية بريطانية، ولدت في إنفرنيس، هي عضوةٌ في الجمعية الملكية للأدب. الحياة المبكرة والتعليم ولدت سميث في إينفيرنيس في 24 أغسطس 1962 لآن ودونالد سميث. كان والداها من الطبقة العاملة وقد نشأت في منزل مجلس في إينفيرنيس. من 1967 إلى 1974 التحقت بمدرسة سانت جوزيف آر سي الابتدائية، ثم التحقت بمدرسة إينفيرنيس الثانوية، وتركتها في عام 1980. تعلمت في جامعة أبردين، وكلية نيونهام.
الماضي في غضب الأنين
BY الأديب جبران مسعود
10.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الماضي في غضب الأنين لجبران مسعود ضحى عبدالرؤوف المل يوظف الأديب جبران مسعود رؤيته التربوية في سيرة روائية بعنوان “غضب الأنين”، اتبع فيها النهج الأدبي من منظور تعليمي للتعامل مع واقع عاش فيه، وهو نوع من التراث الغني في ظل بيئة محددة ، ضمن فترات زمنية عاشها. يضفي جبران مسعود نظرة روائية على الفكر التربوي في لبنان في سعي منه لتسليط الضوء على المناهج الدراسية القديمة أو الفرنكوفونية في غالبها، مستبدلاً ضمير المتكلم بشخصية مازن، موضحاً أنه تجنّب ما استطاع “صيغة المتكلم ، صيغة الـ”أنا “، لذلك سمّيتني في هذه السيرة “مازناً”، وهو ما بين التربية والأدب شكّل نوعا من القصص المتواصلة التي تتمحور حول الأنا، ولكن من خلال شخصية توعوية”. كانت مدرسة “مازن” تسهر جاهدة على تلقين أولادها كلّ ما تتلقفه عقولهم من علوم، فانطلقت اللغتان العربية والفرنسية فيها جنباً إلى جنب مع هيمنة للفرنسية.” فالنهج المزدوج في التربية والتعليم هيمنت عليه زمنية مدروسة بعناية كاتب ذي بصيرة أدبية، منطلقاً من سنين الدراسة في مدرسة ابتدائية “تسعى إلى شهادتين: لبنانية وفرنسية “، إلى حياة بأكملها عاشها مازن في ماض لبناني تعليمي نشأ فيه محاصراً باللغة الفرنسية، “أما في ملعب المدرسة فاللغة العربية غريبة، محاصرة، وحجة القيمين على المدارس أن امتلاك الفرنسية يكون فيها، أما العربية فلها البيت ولها المحيط.” معتبراً أنه انطلق من بيئته الصغيرة وهي المدرسة إلى البيئة الأكثر اتساعاً محتضناً لغة الضاد وهو مقتنع “ بأن هذه اللغة هي القادرة علىى حشد اللبنانيين تحت الراية، وعلى ضم الناطقين بها في الجغرافيا القريبة والبعيدة في الحاضنة القومية الشاملة “، فهل من أيديولوجية يشير إليها في سيرة ذاتية يُمجّد من خلالها اللغة والوطن والعائلة والقرية الصغيرة ؟ أم هي رؤية تربوية في قالب روائي لقصص تسلسلت من ماض نشأت فيه أدمغة فتية، منهم من تزنّر بأهواء فرنجية ومنهم من التزم باسمه وعروبته؟. سيرة ذاتية حافلة بعشق اللغة العربية وحروفها حتى القارىء لهذا الكتاب سيقرأه مرات متكررة. ليستمتع بسلاسة لغته العربية، وترتيبها البصري الذي يجذب عشاق الحروف الأخرى، “ فالحرف في اللغة لم يقف يوما حائلاً دون انتشار فلسفتها وآدابها وعلومها ودياناتها”، ولكن لقواعد اللغة صرفاً ونحواً محنة مختلفة لا تقل أهمية عن محنة الحب وقصيدة الأستاذ مازن لمحبوبته، وأهمية التعايش مع الملل الأخرى برضا وقناعة، رافضاً الإقطاع الطائفي الذي يغذي التعصب والفرقة. وما بين مدرسة سليم الصغير” تهذيب الفتاة “ القائمة في الأشرفية، والكحل الفرنسي والعمى التركي والفرنكو فيلية والكثير من الأحداث الوطنية، حكايات كحّلها بمفهوم التربية والتعليم آنذاك، الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن بعد تشوهات متعددة في اللغة العربية التي فقدنا بوصلتها التي تمسك بها مازن في التعليم والكتابة أو التأليف القائم على المفهوم التربوي . فهل خسرنا مرحلة النهضة العربية وما رافقها من نهضة أدبية؟ وهل نحن حاليا في ضياع ثقافي إنساني بعد الثورات التي اجتاحتنا كما الماضي الذي يرويه جبران مسعود في سيرته الذاتية؟. خلط جبران مسعود المفيد في الأدب واللغة، بالتسلسل القصصي في رواية ذات شكل أدبي التزم به، لخلق صورة تاريخية لبداية التعليم في لبنان منذ ما قبل الاستقلال حتى الآن . إذ يُقدم انعكاسات أدبية ضمن نطاق الأدب استناداً لفترات مختلفة عاشها، مستحضراً الباطن البنيوي تربوياً في لبنان والتزامه بالفرنكفونية وتأثيراتها في من لم يستطع إتقان الفرنسية كما ينبغي، ومن لم يستطع إتقان اللغة الفرنسية كما يجب . فكل الحروف في لغات العالم من فرنسية وإنكليزية وعبرية وعربية هي مدعاة للتقيد بقوانين اللغة بشكل عام، والاهتمام بالرضا الوطني قبل كل شيء، ونحن وسط “المعمعة من الفساد السياسي والتقهقر الاقتصادي والاجتماعي، وذوبان الطبقة الوسطى وازدياد المحرومين حرماناً”، فهل قدم لنا في هذه السيرة الذاتية مساراً تربويا تاريخيا من خلال رحلة حياة مازن، الذي استبدله بالأنا ليكون بذلك قد ابتعد عن أنانية الفرد، ليتصل بالكل من خلال الأنا وضمير المتكلم غير المباشر، ليسلط الضوء على نوع من الرواية الحديثة المرتبطة بالماضي أو الرواية التربوية أو التعليمية بأسلوب أدبي غير معقد؟. Doha El MoL https://alsabaah.iq/88054-.html?fbclid=IwY2xjawEP-_lleHRuA2FlbQIxMQABHcjTtIda4i7LPKIJ--5rW3dcdDYl1_K0bLx79BYyVGCEAv-SvMNoVY-fPg_aem_2EA_Qi16xyHz5kmxSFDcsw&sfnsn=mo
×
الأديب جبران مسعود
جبران مسعود (1930) كاتب وأديب وباحث لبناني في العقد الثامن من عمره، بدأت مسيرته التعليمية في عمر "21 سنة"، والمسيرة التآلفية في عمر "17 سنة"، له حوالي "ثلاثين كتاباً" بين دراسات أدبية، بين قصص، بين روايات، وبين لغوية، احتفى بجوائز وطنية وعربية نظيراً لإنجازاته في خدمة لغة الضاد. سيرته المهنية «غبريال مسعود» وهو اسم ولادته لكن في واقعة طريفة اكتسب الاسم الأدبي عندما أراد جبران وهو في المرحلة الرابعة أن يلقي قطعة عن لبنان في الكلية الدولية في بيروت تفاجأ بأن أستاذه غير اسمه في أسماء لائحة الطلبة للإلقاء، قال جبران: أستاذ أنا اسمي «غبريال». وقال أستاذه الشاعر المعروف فؤاد سليمان: الآن أصبحت تكتب بالعربية «غبريال» اسم أجنبي «وجبران» هو اسمك العربي، وأصبح اسم جبران يلاحقه حتى يومنا هذا.جبران من مواليد بيروت 1930، ويُعد من لبنات الأدب العربي في عصره، حيث تتلمذ على يد أعلام شعراء لبنان آنذاك «كــ ميشال بشير وفؤاد سليمان» والذي يعتبره القدوة الأدبية بعد والده، ويتقن اللغتين «الإنجليزية والفرنسية». نثر حروفه الأولى أثر نزعة عربية لديه تجاه القضايا العربية وهو في العمر "17" في سنة 1947، حيث نظم أول قصيدة له عن «فلسطين»، وحينما كان في العمر"18" في عام 1948 أثار الجدل وأشغل الأوساط الدينية بإصداره أول كتاب له وباسم «الرماد الأحمر» والذي وجه قلمه الحاد ضد «الإقطاع الديني والتقاليد المهترئة»، فدعا من خلال كتابه إلى أحقية التزاوج بين «المسلمين والمسيحيين»، وكان ذلك أدعى إلى أن أحد المدارس الدينية حرمت قراءته، لكن بالكفة الأخرى حقق الكتاب انتشاراً واسع آنذاك.أنهى علومه بتفوق في«بكالوريوس الأدب والتاريخ» من الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1950 ومن ثم شهادة أستاذ في العلوم في «الأدب العربي» في عام 1953 من الجامعة ذاتها.وأفرد «خمسة عشر عاماً» من عمره في تأليف «كتاب الرائد معجم لغوي وعصري» والذي صدر عام 1992، وشق نهجاً جديداً في العمل المعجمي عما سبقه وفي عام 2016 بإصداره «لموسوعة الأدب العربي فنونه وعصوره وأشهر أعلامه» وذلك في ثمانية مجلدات، وأمضى في تدبيجه «سبع سنوات»، إذا تؤرخ الموسوعة لفنون الأدب العربي وتاريخه وأشهر أعلامه في كل من العصور المتعاقبة: العصر الجاهلي، صدر الإسلام، العصر الأموي، العصر العباسي، العصر الأندلسي، ووسع للحركة الشعرية كا التصوف الإسلامي والصعاليك وشعراء المروءة والوفاء في الكتاب حيزاً، وأضاف خانة النقد في كتابه الموسوعة والقائم على منهجية الشرح والمقابلة والمناقشة وتحليل النصوص الأدبية تحليلاً أدبياً ولغوياً وبيانياً ليلتمس مواطن الجمال فيهاأسس جبران داراً للنشر باسم «بيت الحكمة» نشرت لعدد من كبار الأدباء. ولديه طائفة من المنشورات لمقالات وأبحاث في الصحف اللبنانية، لاسيما في طلعتيها الدراسات الأدبية والتاريخية واللغوية، ويُذكر أنه انطفأ حبره مرتين لفترة من الزمن، ففي المرة الأولى كانت نتيجة شبح الحرب الأهلية التي خيمت على لبنان والمرة الثانية عند موت زوجته الكاتبة اللبنانية جوزفين مسعود، وعلى الطرف الأخر في استماته لخدمة القلم واللسان رفض فرص كثيرة من بينها مناصب سياسية ودبلوماسية ليكرس في خدمتهما.مؤلفاته (1948) الرماد الأحمر، لبنان. (1992) الرائد معجم لغوي وعصري، لبنان: دار العلم للملايين(2001) العربية الفصحى شعلة لا تنطفئ، لبنان: دار بيت الحكمة.(2010) جدتي، لبنان: دار هاشيت أنطوان(2012) رواية أنين الغضب، لبنان: دار نوفل(2016) موسوعة الأدب العربي فنونه وعصوره وأشهر أعلامه، لبنان: دار هاشيت أنطوانجوائزه «جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان» في عام 1965 عن «كتاب الرائد معجم لغوي وعصري» حامل وسام الأرز الوطني اللبناني في عام 1970 مناصبه أستاذ الأدب العربي والفلسفة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا، ومدير الدروس العربيّة في القسم الفرنسي ــ الكلية الدولية في بيروت أستاذ الأدب العربي واللغة العربية في برنامج تأهيل الأساتذة العرب وأستاذ الفلسفة الإسلامية ــ الجامعة الأمريكية في بيروت مُنتدب إلى الرباط، المغرب، محاضراً في الأدب العربي واللغة العربية في دورة تأهيل الأساتذة المغاربة. حياته الشخصية على مقاعد الدراسة الجامعية بدأ حبه الأول مع «الكاتبة اللبنانية جوزفين مسعود» فتوّج قصة الحب بالزواج منها واستمر 35 سنة لحين وفاتها، وأنجب منها بنتين وولدين جُلُهم يعيشون في المهجر وله تسعة أحفاد.
«
21
22
23
24
25
»