Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
قلب الإنسان يظهر من كلامه
BY الروائي عباس جعفر الحسيني
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
قلب الإنسان يظهر من كلامه ضحى عبدالرؤوف المل "عندما تفشل في بناء شيء ما علينا إلا هدمه لإعادة بنائه من جديد". قراءة في رواية "رقص تحت أشجار الكستناء" للكاتب عباس جعفر الحسيني. يستند كاتب رواية "رقص تحت أشجار الكستناء" لعباس جعفر الحسيني إلى معطيات شكلية يعززها بآليات الحوار السردي المثير لعناصر روائية جوهرية هي بمثابة تحفيز لاستدراج القارئ إلى فهم معرفة الفترات التاريخية المهمة في الاتحاد السوفياتي مع مقارنات مخفية بأسلوب فني يقارن من خلاله بين فترات ستالين ولينين، وبين الأحداث المهمة في الاتحاد السوفياتي، وطرائق العيش الاجتماعية بدقة متوخاة بالنسبة لشباب من لبنان يدرسون في الاتحاد السوفياتي، وينتمون لعقائد ومذاهب مختلفة، لأن لكل منهم اتجاهاته المختلفة من ميول فكرية وسياسية وتوجهات حياتية، لكن نفحة الشباب تطغى على الرواية كلها، ليمزج بين تاريخية المعلومات الروائية مع روح الشباب المعاصر ونظرته إلى الحياة بالنسبة لكثير من الدول مع انتقادات حافظ على إبرازها بين الحين والآخر، ولا سيما الانتقاد الاجتماعي المعاكس بين لبنان وروسيا وبالعكس ،عمال النفايات في لبنان لا يتوقفون عن الكلام والصراخ في أثناء رفعهم للنفايات، ما الذي يميزهم عن هؤلاء؟ لأن هؤلاء غير مسموح لهم أن يشتكوا. نشاط الوكالة اليهودية للهجرة نصوص حوارية مشدودة إلى بعضها بفنية حبكة حكائية تروي قصة الاتحاد السوفياتي، وآلية تواجد اليهود فيه مع معاناة الشباب الروسي في خدمات مفروضة عليه، وفقدان الكثير من مقومات العيش الموجودة بلبنان" فحتى ما يعرف بالستالوفيا مطاعم العمال ليس فيها إلا اللبن والبيض وشوربة البورش السوفياتية الشهيرة" مع إبراز أهمية وجود يهود كييف الذين ينشطون في المدن الروسية، ويتمتعون بما يتمتع به الشعب الروسي تماما حتى بالقمع والضوابط والخدمة الإجبارية " والأهم نشاط الوكالة اليهودية للهجرة التي تنشط بشكل سري، لكن الروائي عباس جعفر الحسيني لم يستعمل صفة صهاينة إلا في إسرائيل بل بقي على الحياد واصفا إياهم باليهود السوفيات، لأنه مع استثنائية الأفراد في الإيمان أن اليهود ليسوا كلهم صهاينة، وفي هذا تلميح إلى أن الإنسان هو الإنسان، ولكن للبيئة والمجتمع وللأحداث السياسية صبغة تضع الوجدان أمام العاطفة والعقل، لتتفاعل الأحاسيس ضمن العيش المشترك الذي يبحث عنه عباس جعفر الحسيني بين فئة من الشباب، لكل منهم اتجاهاته الخاصة. شكلية أدبية اهتم بها عباس جعفر الحسيني في البناء والدلالة متناقضا بين الملموس والمحسوس، وبين ما هو مجرد وواقعي، بالأحداث أو بالأحلام، أي بين واقع الدولة وحلم شبابها، وبتأرجح تحليلي ترك استكشافه للقارئ من الحريات الدينية عند لينين والمحاكمات الصورية، وبخلق توازنات عرقية، ليبتعد الشعب عن النزعات القومية، لكن كل ذلك لم يضع الحدود الفاصلة لدولة كروسيا المصابة بالبيريسترويكا أو إعادة البناء ، فالنزعة القومية بين أفراد الشباب هي السمة المشتركة التي تربط كل منهم بوطنه، وبكينونة ذاتية هي جزء من البناء الروائي المستقل بمنطقية الأشياء وغرائبيتها، وبتحفيز روائي جميل يميل إلى الواقعية والرومانسية والوصف الاختزالي المقتصر على قيمة الحوار الداخلي في فهم تسلسل الأحداث التي أراد إظهارها بمنحى الإيمان والأديان والصلة المشتركة بين أبناء الوطن الواحد، والدول المتصارعة المتناحرة على مصالحها الذاتية دون الاهتمام بشعوبها، لكن للخلفية الفكرية الوطنية شأنها في الاستنتاج والتحليل والتنظير الاجتماعي دون اللجوء إلى فرض الرؤية أو تحليلاته الخاصة، ليتجاوز بذلك عن العوالم الروائية المتفرقة في الرواية، ليستقل بها مبحرا بين منهجيات الفكر الشيوعي أو ستالين ولينين، والاتهامات ضد العرب وخلفيتهم القومية. الذاكرة المحتفظة بتفاصيل قرأناها في الرواية بأسلوب خضع للتطور الزمني وقائع سياسيىة واجتماعية مستمدة من ردة فعل الشباب والآراء المتصارعة بين المفاهيم القومية والإنسان بالمطلق، غير المتعلق بالأفكار والماركسيات والستالينيات وغير ذلك، وبدينامية الحياة التعددية ، وبمغامرات عاطفية شبابية يكتشف من خلاله الشباب الأخطاء في اندفاعاته المتهورة أحيانا، دون التحقق من النتائج قبل الخوض في خلق إشكالية أو هوة فاصلة بين الغرب والعرب من مبدأ قول جوزيف ستالين : يجب غرس شوكة في مؤخرة العرب حتى يواصلوا حكها إلى آخر العمر" فالكفاح الروسي في المواجهات الصعبة يشكل الأسس البنائية في الرواية القائمة على نبذ التعصب، ومعرفة الفرق بين التعصب والإنسانية، بين اليهود والصهيونية، وفي هذا قبول ورفض عند الشباب، لأن التاريخ في جيناتنا المحبوكة بصراعات وتواريخ لا تنسى، وبأنساق أسلوبية ازدواجية ذات مسارات إيحائية ودلالات تعتني بالتشابه بين قصص الحب والأوطان "وهو القادم من وطن تحتل جزءا منه إسرائيل" فحركية الوقائع التاريخية المسرودة بتواريخها وأمكنتها توافقت مع الشخوص ومعطياتهم النفسية والحسية، وبأبعاد المتغيرات لصرخة الإنسان على الأرض التي يتصارع عليها الأخوة بمختلف العبارات والانتماءات، ليحيا في نهاية المطاف ضمن الذاكرة المحتفظة بتفاصيل قرأناها في الرواية بأسلوب خضع للتطور الزمني وللتسلسل التاريخي. مفهوم العلاقات الخلفية بين الوطن والإنسان تناقض شكلي بين أفراد الرواية وصراعاتهم الفكرية، تتمثل في النسيج الاجتماعي الذي تشكل في الرواية، وبرشاقة تكتيكية أحادية في حبكتها، ومتعددة النسق في داخلها، وبوعي روائي أراد إيصال مفهوم العلاقات الخلفية بين الوطن والإنسان، وارتباط الفرد بوطنيته وبيئته رغم التعلق بقصص الحب ومتاهاتها، لأنها قد تستعصي على الفهم ولا سيما عند مزج الأحداث التاريخية مع العاطفية والتشابه بينهما، عند فورة العقلانية النقدية عند الشباب، والانقلاب الكلي على المبادئ القديمة، لتتضح الرؤية الروائية في نهاية المطاف وبتشويق متباطئ أحيانا، لكن القارئ يصاب بتحفيز فكري للوصول إلى النهاية، وبتوافق ذي معيار مضموني، منطقي في سرديته الحوارية ذات المستويات الموازية لجمالية النص الروائي الداخلي والخارجي، ومن وجهات نظر مختلفة معروفة اجتماعيا في غالبيتها، وهذا ما يجعل الرواية مألوفة المشاعر لانسجامها مع رؤية القارئ الاجتماعية والسياسية، ضمن مفارقات تركها تتناسب مع الجزء والكل، وبتشكيل روائي لمعنى سياسي هو الوحدة وانصهار الإنسان مع المجتمعات كافة دون الوقوف أمام التاريخ ومجازره، والأخطاء المرتكبة بحق الإنسان، ليكون أشبه بشجرة كستناء تزهر في الفصول الصعبة، وتمنح اخضرارها للطبيعة التي تختلف في حيثياتها من بلد إلى بلد تبعا للفصول ولظهور قوس قزح في الصيف أو في الشتاء، لأن الصيف في بلاد أخرى ممطر، وهذا ما تركه عباس جعفر الحسيني للاستكشاف أو للاستبصار بفطنة أنطولوجية تثير الحس الروائي القريب من القارئ، والملامس لروح الشباب. Doha El Mol
×
الروائي عباس جعفر الحسيني
عباس حسيني باحث ومحلل بارع متخصص في استطلاعات الرأي الانتخابية والتحليل السياسي. وبخبرته الواسعة في هذا المجال، أجرى عباس دراسات واستطلاعات رأي مكثفة للسياسيين واستطلاعات الرأي الانتخابية، مما قدم رؤى قيمة في ديناميكيات الانتخابات. وخبرته في التحليل الإحصائي وتفسير البيانات تمكنه من تقديم تقييمات شاملة ودقيقة للمشهد السياسي والإدراك الانتخابي. عباس هو مؤسس ومدير مكتب ماينرز للأبحاث والدراسات، حيث يقود فريقًا مخصصًا لإجراء أبحاث دقيقة في مجالات السياسة والتنمية والقضايا الاجتماعية. علاوة على ذلك، عباس مؤلف منشور في الصحف اللبنانية وأجريت معه مقابلات على محطات تلفزيونية مختلفة. عباس حاصل على بكالوريوس العلوم من جامعة كييف الوطنية. الجنسية لبناني اللغات العربية (اللغة الأم)، الفرنسية (بطلاقة)، الروسية (بطلاقة)، الإنجليزية (بطلاقة) خبرة البلد اليمن، قطر، الأردن، سوريا، مصر، العراق التعليم 1993 درجة البكالوريوس في العلوم جامعة تاراس شيفتشينكو الوطنية في كييف العمل 2010 - حتى الآن مستقل أو مستشار (عمل مستقل) • عمل كباحث رئيسي في أكثر من 20 مشروعًا • أشرف على إجراء أكثر من 10000 استبيان • مسؤول عن جمع البيانات وتحليلها لأكثر من 500 من المجيبين الرئيسيين وأكثر من 350 مجموعة نقاش مركزة المشاريع المختارة: برنامج الغذاء العالمي 2022 دعم - دعم استراتيجية برنامج الغذاء العالمي • عمل كمدير أبحاث لهذا المشروع لرسم خريطة للثغرات في استراتيجية برنامج الغذاء العالمي الإنسانية • أشرف على فريق من 4 باحثين كبار وخبراء إحصائيين • قدم تقرير بحثي موجز مع توصيات باللغتين الإنجليزية والعربية 2020 المساعدات الأمريكية للاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا) البحث الأساسي حول انفجار ميناء بيروت • إعداد إطار إحصائي لجميع المنازل في بيروت المتضررة من انفجار الميناء عام 2020 • إجراء بحث كمي ونوعي حول العواقب المجتمعية للانفجار • الإشراف على إجراء أكثر من 1000 مسح وتحليل إحصائي لها • التخطيط وإدارة 22 مجموعة نقاش مركزة والإشراف على جمع البيانات وتحليلها 2013 ميرسي كوربس البحث في الظروف المعيشية لسكان اللاجئين في بيروت • العمل كإحصائي رئيسي وباحث في الوضع الاجتماعي والاقتصادي لسكان اللاجئين السوريين والفلسطينيين في بيروت • الإشراف على فريق ميداني مكون من 12 باحثًا يقومون بإجراء مقابلات كمية ونوعية من باب إلى باب. 2010 - حاليًا الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) باحث رئيسي، مشرف ميداني، مستشار فني • بحث في انتشار مرض الزهايمر في لبنان (2013، 2016) • مشروع الأرجيلة، تتبع البحث في (2016 - 2021) العملاء: ميرسي كوربس، برنامج الأغذية العالمي، الجامعة الأمريكية في بيروت، أنيرا، حكومة لبنان، بلدية بيروت 2006 - 2010 باحث أول، مُحاور، ومدير المركز اللبناني للدراسات السياسية - بيروت، لبنان. • استقطاب وإدارة أكثر من 50 مجموعة نقاش مركزة كل شهر • الإشراف على الفرق التي تجري أبحاث السوق، والخطوط الأساسية المالية، • المدير الإقليمي (جنوب لبنان) 2000 - 2010 IPSOS - بيروت، لبنان. • الإشراف على الفرق التي تجري أبحاث السوق، والخطوط الأساسية المالية، والجدوى واختراق السوق. • عمل مع العديد من العملاء الحكوميين والشركات الدولية • وضع نماذج طويلة الأجل وتطوير أطر عمل لأداء البحوث التجارية في لبنان 1994 - 2006 محلل أول ومدير شركة مادما - بيروت، لبنان. • عمل كجامع بيانات رئيسي للآراء السياسية وتصورات الانتخابات واستطلاعات الرأي والتفضيلات السياسية. • أشرف على أكثر من 20 باحثًا وجامع بيانات نوعية وكمية 1992 - 1994 مدير التأطير الإحصائي الجامعة الأمريكية في بيروت، كلية العلوم الصحية - بيروت، لبنان. • أشرف على أول تعداد سكاني رئيسي بعد الحرب الأهلية • وضع إطارًا إحصائيًا لبحوث السكان في لبنان • مسؤول في النهاية عن إجراء وإكمال أكثر من 5000 مقابلة • مشاريع أخرى لأعضاء هيئة التدريس تحت إشراف رياض طبارة منشورات وإنجازات مختارة • شارك في تأليف كتاب "عين العرايس" التاريخي والإحصائي عن النميرية، بيروت، 1998. • شارك في تأليف كتاب "اشارات مخلص" بحث ومقارنة لفكرة المخلص في جميع الأديان، المواسم، بيروت، 2009 • شارك في تأليف كتاب "غضب احمر في بيروت" - عمال المناجم للدراسات والأبحاث، دراسات اجتماعية وإنسانية في بيروت بين عامي 1994 و2005، بيروت، 2010 • Abbas Hosseini is a highly accomplished researcher and analyst with a specialised focus on electoral surveys and political analysis. With a wealth of experience in the field, Abbas has conducted extensive studies and surveys for politicians and electoral polls, providing valuable insights into electoral dynamics. His expertise in statistical analysis and data interpretation enables him to deliver comprehensive and accurate assessments of political landscapes and electoral perception. Abbas is the founder and manager of Miners Office for Research and Studies, where he leads a team dedicated to conducting rigorous research in the areas of politics, development, and social issues. Moreover, Abbas is a published author in Lebanese newspapers and has been interviewed on various television stations. Abbas holds a Bachelor of Science (BSc) from Kyiv National University. NATIONALITY Lebanese LANGUAGES Arabic (Native), French (Fluent), Russian (Fluent), English (fluent) COUNTRY EXPERIENCE Yemen, Qatar, Jordan, Syria, Egypt, Iraq EDUCATION 1993 Bachelor’s degree in sciences Taras Shevchenko National University of Kyiv EMPLOYMENT 2010 – Present Freelance or Consultant (Independent work) • Acted as lead researcher on 20+ projects • Supervised the conduction of 10.000+ surveys • Responsible for the data collection and analysis of 500+ KIIs and 350+ FGDs Selected projects: 2022 World Food Programme (WFP) Daam – support for WFP strategy • Acted as research director for this project mapping out the vulnerabilities in WFP’s humanitarian strategy • Supervised a team of 4 senior researchers and statisticians • Delivered a concise research rapport with recommendations in English and Arabic 2020 American Near East Refugee Aid (Anera) Baseline research Beirut port explosion • Set up statistical framework for all houses in Beirut affected by the 2020 port blast • Performed both quantitative and qualitative research into the community consequences of the blast • Supervised the conduction of over 1000 surveys and statistical analysis thereof • Planned and moderated 22 FGDs, supervised the data gathering and analysis 2013 Mercy Corps Research into the living circumstances of Beirut’s refugee population • Acted as lead statistician and researcher into the social and economic situation of Beirut’s Syrian and Palestinian refugee population • Supervised a field team of 12 researchers performing door-to-door quantitative and qualitative interviews. 2010 - current American University in Beirut (AUB) Lead researcher, field supervisor, technica l advisor • Research into the prevalence of Alzheimer in Lebanon (2013, 2016) • Argileh project, tracking research into (2016 – 2021) Clients: Mercy Corps, WFP, AUB, Anera, Government of Lebanon, Municipality of Beirut 2006 - 2010 Senior researcher, moderator, and manager Lebanese Center for Policy Studies – Beirut, Lebanon. • Recruited and moderated over 50 FGDs each month Supervised teams conducting market research, financial baselines, 2000 - 2010 Regional director (southern Lebanon) IPSOS – Beirut, Lebanon. • Supervised teams conducting market research, financial baselines, feasibility and market penetration. • Landed various governmental clients and international companies • Articulated long-term models and developed frameworks for the performance of commercial research in Lebanon 1994 - 2006 Senior analyst and director Madma company – Beirut, Lebanon. • Acted as lead data collector on political opinions, election perceptions and political preference surveys and research. • Supervised 20+ researchers, qualitative and quantitative data collectors 1992 - 1994 Director of statistical framing American University of Beirut, faculty of health sciences – Beirut, Lebanon. • Supervised the first main population census after the civil war • Developed a statistical framework for population research in Lebanon • Ultimately responsible for the conduction and completion of 5000+ interviews • Other projects for the faculty under Riad Tabbara SELECTED PUBLICATIONS AND ACHIEVEMENTS • Co-Authored ‘عين العرايس’ historical and statistical book on nmairieh, Beirut, 1998. • Co-Authored اشارات مخلص a research and comparison of the idea of the savior in all religions, Al Mawasem, Beirut, 2009 • Co-Authored غضب احمر في بيروت – Miners for studies and research, a social and human life studies in Beirut between 1994 and 2005, Beirut, 2010 •
لوحات غبارية
BY الروائية نرمين خنسا
7.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
لوحات غبارية قراءة في رواية "شخص آخر" للروائية نرمين خنسا ضحى عبدالرؤوف المل يسطع فن الكلمة في رواية " شخص آخر" للروائية نرمين الخنسا من خلال المفردات الغنية بالصورة التخيلية القوية في معناها الواقعي الممزوج بالقدرة على خلق المشهد بمؤثراته الطبيعية، وبمنطق الاستبصار الروائي الذي يشف عن منهج أدبي مطرز بحدس ذي دوافع مرتبطة بقوة الحدث، وما يرافقه من تحليلات نفسية لشخوص روائية أسرية بالدرجة الأولى، نسجتها ضمن حبكتها البنائية المختزلة بأفكارها الموحية التي تبدأ ولا تنتهي عند القارئ" لا أدري كم من الوقت أمضيته وأنا غارقة في ابتكار لوحات غبارية، ساعدتني على الانتظار وتمرير الوقت الذي اكتسب مسارا خاصا في هذا المكان، لا قيمة تلازمه، ولا أرقام وعقارب تحدده. فالت هو من الزمن، عبثي ومضجر في كل الأحوال" وقد ربطت بين اختصاص بطلتها الهندسي، وبين إحساسها الفني في انتظار مكبل بعتمة الاختطاف والخوف من المجهول بلفتة فنية ذات بنية تكنيكية تثير بانفعالاتها الجمالية عنصر التشويق لاستكمال القراءة. نبرة اجتماعية ذات رؤية سلوكية نفسية لا تخلو من هموم سياسية طرأت على العالم العربي عند عتبة المقدمة المزينة بصورة انطباعية حسية جذبتنا إلى الداخل، لنلمس الواقع بتفاصيل الزمان والمكان الذي وضعها بين غياهب المجهول، المؤثر والدافع إلى المضي نحو استنتاج الحلول أو الأسباب التي أدت إلى الاختطاف الملفوف بذكريات موزونة تتخفى عند اشتداد الحدث المقلق بغموضه غير المباشر، وكأنها لم تصطنع الحدث الروائي، بل عاشته بحذافيره نفسيا وجسديا، وباختلاف مراحله الروائية وهواجسها التراجيدية المغمسة بإيهامات الحياة الواقعية ومخاطرها الشديدة. الخوف والانكفاء والهرب مفردات بلد يمر بأحداث أليمة محددة بفترات مؤرخة ضمن سنوات مرت على لبنان رفضت أن تغادرها علا لتكمل دراستها الملموسة باتساقها عبر تفاصيل الرواية بأكملها "وجدت في ملامسته متعة تشابه متعة الرسم على الورق" فهي الفنانة الزخرفية التي لا تتعاطى إلا الخطوط والألوان دون أن تنسى شخصيتها النسائية مع علا، وبدلالات تتماهى مع عمق مشاعر الأمومة والتآخي الدرامي عند وقوع الحدث، وما رافقه من تخيلات تتوافق مع العزلة والوحدة داخل غرفة معزولة شهدت على لهفتها وحزنها أوراق جريدة لا شيء فيها سوى أرقام الرابحين في سباق الخيل، والمتناسية الفئة الكادحة من الناس في انتقاد سريع ولافت للصحافة، وللوضع الاجتماعي برمته. يستطيل أبعاد المشهد أحيانا، لتخرج من زواياه باستدارة تبسطها بميزتين، الأولى العودة إلى الذات، والثانية الرؤية التحليلية التي تشارك بها القارئ عبر لواعجها الاختطافية وبحثها عن الأسباب التي تجهلها، ويجهلها القارئ، لتعيد الأحداث الماضية بحثا عن ضوء تفهم من خلاله سبب اختطافها، بمستويات تخيلية يتم من خلالها عدة تحليلات أو تقييم لفترة حياتية ما كانت لتعيد النظر فيها ما لم تمر بهذا الحدث الذي تركها ترى عن بعد كل ما عصف بها ولا سيما عندما مسحت الغشاوة عن عينها، ليختفي وجه من أحبته لسنوات، وبلغة رقيقة شفافة تنم عن وعي لغوي في صياغة أدبية تمنح القارئ بمختلف فتراته العمرية تقبل الأحداث بحوارية ذهنية ، مفتوحة على عدة تساؤلات. هل للمذاهب فعلا دورها في انفصالها عن كريم؟ أم أننا نتأثر بمجتمعاتنا أو البيئة التي تعج بالأفكار السلبية؟ ليحاكم القارئ علا ضمنيا، ويستخرج أعذارها الواهية في الانفصال عن كريم ذلك الشخص الانتهازي والباحث عن الغنى مع امرأة اخرى. " لسان الانفتاح والاعتدال" جملة تمر مرور الكرام، لكنها تبقى راسخة في ذهن الرواية حتى عبر ملامح كثيرة تهدف إلى خلق دينامية سردية تراعي المفهوم الاجتماعي الذي تبحث عنه خلف الحب المطعون بالغدر والفراق، فمواضيع الحب والغدر تمر في أغلب قصص الحياة بظروف تتشابه، لكنها استطاعت وضع القارئ أمام حالة نفسية تتنازعها الأفكار المتأثرة بالأوضاع المذهبية التي نعلق عليها الأخطاء دائما دون الرجوع إلى منطق الأشياء وخلفياتها مع الاحتفاظ بسببية الاختطاف المجهولة، وبإيحاء فعلي مكثف واختزال يرتقي بالمشاهد الطويلة، ليبرر لها تلك الاستطالة بمحاولة معرفة سبب الاختطاف، وهو ضمن رمزية الزمن الذي يخطف منا كل جمالية لا نشعر بها إلا بعد فوات الأوان، فهل تحاول الروائية نرمين الخنسا وضع القارئ معها في الغرفة ليعيد برمجة مراحله الحياتية وجدانيا؟ أم تريد مرافقة كل امرأة لتنتبه أن الحياة ليست كما نتمنى، وأن الحب ليس رواية يتزوج في نهايتها الأبطال، وفي هذا وعي حواري وخطاب موجه إلى المرأة والرجل معا بل إلى أفراد الشباب الذين ينطلقون إلى الحياة والآمال في نفوسهم شمعة تخبو وتتوهج. تفتح نرمين خنسا نافذة حياتية من غرفة مستقرة في مكان مجهول تقبع فيها محاكمة نفسها بسرد سياقه الذات التي تتناول من خلالها علاقاتها الاجتماعية بكاملها، فالعزلة هي البطل الحقيقي للقصة، إذ تمثل العودة إلى الإنسان، إلى صمت يحتاجه، ليعيد ترتيب أولياته الحياتية، ليرى عن بعد كل التفاصيل الراسخة في عقله وعاطفته حتى طفولته المحفوفة بمعالم شخصيته المستقبلية، وبفكرة روائية عبثية تميل إلى منح الوجود حقيقة متخيلة، كي تولد الذات من مسامات الحدث المفاجئ من البداية إلى النهاية. يرتبط العنوان في رواية " شخص آخر" بالنهاية ارتباطا محبوكا بحكايات مشدودة إلى الرواية بوثاق سردي مزدحم بأطرف الذكريات ولا سيما مع طارق، وجمع تحليلي يفيد أننا مهما كبرنا نبقى كالأطفال في عيون الأهل" إلا أننا لم نتوقف يوما عن إثارة غضبهم وقلقهم من حين إلى آخر" ففي كل مرحلة من مراحلها الروائية اسم جديد يوحي بشخص آخر تعيد التفكير فيه تبعا لاهتماماتها النفسية وحاجتها إلى الخروج من محنتها المخيفة من كريم إلى طارق وحسان، ومشاهد تعج بالحركة والحيوية والحياة، برغم الفروقات في استطالة المشاهد أو اختصارها، وبتفاوت نفسي وضعته تحت خانة استحضار الخارج، وهو يحتاج إلى قوة مخيلة، وذاكرة تحتفظ بمخزون يصعب استخراج الماضي منه، وهي في مرحلة الشباب. لأن الإنسان غالبا ما يعود إلى ذاكرته الخالدة بعد عمر الأربعين، فالعزلة أجبرتها على الإحساس بالزمن الغامض في مكان لا نهار ولا ليل فيه، فما يستقر في قعر الذاكرة لا بد أن يخرج عند الإحساس بالنهاية، كمشاهد استرجاعية ربما أكثرت منها نرمين روائيا، لكنها أضافت متعة تخيلية في بعض منها، لأن القارئ عاش معها محنتها بذكرياته أيضا. تجف ينابيع الماضي في حاضر يؤكد على وهم كنا نعيشه بانفعالاتنا المغمورة، إذ تتضح الصورة الحياتية كلما ازداد النضج تعقلا، ونمت العاطفة بشكلها السليم دون إضافات من خيال ناشط يكتسي بلحظة مسحة من أعمارنا المخفية، فالمنطق الروائي ممسوح بوقائع شخصيات تنتمي إلى الواقع المتخيل الذي تستنطقه نرمين بعبارات ذات مناداة خاصة "ما أخبثك أيها الخيال، وأنت تزين الحنين والشوق بمشاعر وصور من وهم، يبهت ألوانها الضوء، ويبددها الواقع في لحظة واحدة ليس أكثر" فالوعي التحاوري في الرواية يعكس قيمته البلاغية على الفصول برغم استطالة المشهد في بعض منها، لكنها منحتنا عالما روائيا خاصا، ونكهة لبنانية تشكلت في فترة زمنية مرت على لبنان. Doha El Mol
×
الروائية نرمين خنسا
نرمين الخنسا، كاتبة لبنانية ورئيسة اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي وعضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين. ولدت في لبنان ودرست دبلوما في برمجة الكومبيوتر والمحاسبة عام 1983 في جامعة سنتر جفينورفي لبنان. صدرت لها روايات «طفولة في عهدة أفعى» و«مرآة عشتروت» و«هذيان ذاكرة».السيرة الذاتيةولدت الكاتبة اللبنانية نرمين الخنسا في لبنان، وهي رئيسة اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي وعضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين. درست دبلوما في برمجة الكومبيوتر والمحاسبة عام 1983 في جامعة سنتر جفينورفي لبنان. صدرت لها روايات «طفولة في عهدة أفعى» و«مرآة عشتروت» و«هذيان ذاكرة». هي عضو في الهيئة الإدارية في النادي الثقافي العربي، منذ 2008، ورئيسة اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي، منذ 2008، ومسؤولة عن البرنامج الثقافي لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب، منذ 2008، وعضو في الهيئة العامة لاتحاد الكتاب اللبنانيين، منذ 2007. تكتب نرمين الخنسا في مواضيع متعدد وتحاول إضاءة جوانب متعددة منها: إجتماعية، ثقافية وإنسانية متعددة، بدءا من تأثيرات الحروب التي شهدها لبنان، على معظم اللبنانيين، وصولا إلى الكتابة عن أزمات واقعنا اللبناني الراهن.أعمال الكاتبة يوميات آدم وحواء، بيروت، دار الفارابي، 2011. ساعة مرمورة، بيروت، دار الساقي، 2008. هذيان ذاكرة، بيروت، الاكاديمية اللبنانية للكتاب، 2005. مرآة عشتروت، بيروت، دار الفارابي، 2002. طفولة في عهدة أفعى، بيروت، دار الفارابي، 2000. نصيبك في الجنة... الدار العربية للعلوم، 2011.
الزنبقة الحمراء
BY الروائي أناتول فرانس
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
"إن الحركات الرشيقة هي موسيقى العين" ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في رواية " الزنبقة الحمراء" للروائي أناتول فرانس. تنشط المحاكاة الحركية في رواية الزنبقة الحمراء للروائي أناتول فرانس، ترجمها إلى العربية أحمد الصاوي محمد معتمدا في ترجمته على الألفاظ القرآنية البليغة في معناها من حيث الصورة والمعنى، والفهم العميق في ترجمة أحسست أنه تثاقل فيها لغويا على القارئ، ليمنحه موسيقا لغة سمعية تتوافق مع رواية أناتول فرانس التمثيلية المحبوكة سرديا، والتي استطاع خلق إيحاءات فيها وفق رمزيات الأسلوب الكتابي لما بعد عصر النهضة الذي انتقده في روايته مشيرا إلى أنه " محال أن يفصح المرء عن فكره تمام الإفصاح" وذلك لينتقد فيما خلف السرد السياسة التي كانت قائمة آنذاك مع الاهتمام بالصور الجمالية والموضوع الاجتماعي المتعلق بطبقة اجتماعية معينة، ومنها الفن والأدب والمشاعر التي تختلط في نفسية الفنانين بشكل عام. حقائق روائية سيكولوجية مدها أناتول فرانس بوقائع تربوية تظهر في تربية الكونتيسة، ومحبتها لوالدها حيث تأثرت بشخصية الأب، كما تأثر حبيبها بشخصية والدته التي تركته يتخبط في النزاع النفسي، وفي هذا تأثيرات نفسية تغلغلت اجتماعيا حيث أيضا الأسلوب السياسي الساخر والملفوف بقصة حب رومانسية، لامرأة فاتنة تشبه بتألقها شعار فلورنسا الزنبقة الحمراء، لنشعر أن المرأة والوطن في رمزية واحدة لخيانات يمكن لها أن تتدثر بدثار المحبة أو بدثار العلاقات الشائكة التي يصعب تفسيرها أو تبرير نتائجها من ناحية الذات أو من ناحية المحيط والبيئة التي ينبت فيها الإنسان، لينشأ متوازنا مع نفسه أولا، فالكونتيسة هي نموذج ينمو مع النمو الروائي الذي يكبر بمفاهيمه حتى الوصول إلى الذروة " ولما دخلت معترك الحياة لم تلبث أن يئست من العثور على مثال تلك الصفات الطبيعية، وذلك الكمال في قوى الجسم والفكر، وظل هذا اليأس ملازمها عندما أتت لاختيار قرينها " إن رمزية العنوان توحي بالجمال والإشراق من ناحية الزنبق وطبيعته أو من ناحية اللون واشتعاله بالرغبات، لندخل الرواية مع أناتول، وندرك أن لكل شيء في الحياة شعاره الخاص، فالربط بين الرمز ومعناه نقرؤه في تفاصيل كثيرة من الرواية. إن من شعار فلورنسا أو من تلك الشوكة التي تذكر الكونتيسة بحبيبها أو بدبوس الشعر، ولكنه في روايته حاول تعميم أفكاره السياسية واتجاهاته التي تنتقد حتى الشعراء والكتاب مشيرا إلى" أن القراءة والفهم هما الترجمة " فقد ترجم أفكاره إيحائيا، ليخلط بين أركان الحياة خلطة سحرية جعلنا نتذوق أفكاره من خلال قصة حب رومانسية انتهت بالماضي المؤثر على الحاضر، حيث يستحيل إصلاحه ، وفي هذا نظرة شديدة التمعن والتدقيق ولا سيما في قوله " الماضي وحده هو الحقيقة البشرية، وحده هو الكائن" فهل الماضي هو ما يغلف حياتنا كبشر، ليجعلنا ندفع الأثمان الباهظة لعدم وعينا في الماضي؟ اهتم أناتول فرانس في روايته " الزنبقة الحمراء" باستخراج الماضي، ليضيء به الحاضر، أو ليترك للقارئ ما استخلصه من مفاهيم تاريخية حيث" أن المرء لا يقول قط في كتاب ما يريد في الحقيقة "ففي روايته استخرج آثار نابليون، وأفعاله من مخبوء التاريخ، مع الاهتمام بانتقاد اليهود وأفعالهم في تلك الفترة "بيد أن اليهود قد أهملوا أداء واجبهم، وأصبحوا بين المسيحين من أتباع الرسول" ولكن منح جل اهتمامه بالماضي بنابليون، وتقييم أعماله وأفعاله واتجاهاته" ونابليون كان محبوب أمة قائمة برأسها، وكان منشأ قوته في إشعال المحبة في قلوب الرجال أينما حل وسار، وكانت مسرة جنوده في أن يبذلوا له المهج ويموتوا فداءه" ومن ثم منح الأدب اليهودي السمو والرفعة عبر تلميحات قصيرة لا تتعدى الومضة اللغوية التي تترك أثرها في القارئ" إني يا سيدتي على ثقة أنك غير مطلعة على سمو الآداب اليهودية وتفوقها على غيرها من الآداب كافة." فهل حاول أناتول فرانس جمع باقة من التاريخ كدلالة على الإنسانية التي تتضح في رواياته، كلما ذكر نابليون أو اليهود أو المسيحية أو حتى الإسلام، ليؤكد من خلال ذلك " أن الإنسانية كامنة في صميم قلب الإنسان، ولكن الرفق يبدو على جوارحه وهو إلى الحركة أسرع وإلى الظهور أقرب" ثم ليجمع بين اليهود والعرب مظهرا فضلهما على أوروبا بشكل عام" إنه لولا اليهود والعرب لكانت أوروبا اليوم لا تزال مغمورة في لج من التعس والجهالة والظلم والقساوة كما كانت على عهد الحروب الصليبية." فهل في هذا تلميح لعصور تاريخية تحرر منها العرب واليهود؟ أم أن" الزنبقة الحمراء" هي الجمال في الحاضر والمستقبل الذي جعل الكونتيسة تشعر أنه مرتبط بالماضي الذي يستحيل إصلاحه؟. ما بين الحب والسرد الروائي، وتكنيك المشاهد البصرية المتخيلة خفة حركية ذات تنقلات فكرية تترك القارئ في رواية اجتماعية أنتروبولوجية يضيء من خلالها أناتول معالم الإنسان، والبيئة المحيطة من حوله، وتأثره وتأثيره بمن حوله ، وكما الكونتيسة " سابحة في أفق أحلامها وأخيلتها، فقد رأته في أعماق الماضي مسرة طفولتها الوحيدة، وكانت ما تزال مقتنعة بأنه ليس في الدنيا من يصارع أباها لطفا" ولكن في المسارات الأخرى من الرواية حافظ على التنوع الرؤيوي لاجتماعيات، وسياسيات، ومناظرات وأفكار جعلته يتساءل:" وما كانت رسالة بني إسرائيل إلا لتهذيب الشعوب" فهل من فرق بين اليهود وبني إسرائيل ليتنوع في ذكرهم من خلال رواية حملت في عنوانها اسم شعار فلورنسا " الزنبقة الحمراء". تتبلور الأحاسيس الفنية في أكثر من موضع جمالي في الرواية مع الاهتمام بالفنون كافة، كالأزياء وجمال المرأة والرجل على سواء ، والرواية، والفنون التشكيلية من خلال الرسم اللغوي الصامت المليء بجمال الضوء والظل ورومانسية غارقة بالتخيلات" وأشعل الشموع، فبدا وجهها على الضوء صلبا متجهمان فنظر إليها نظرة واثقة" حتى في فن القصة "وبمثل هذه الطريقة تكتسب القصة قوة أدبية لا يمكن تفاصيل التاريخ التافهة الثقيلة الجامدة أن تؤذيها قط" وهذا تماما ما لمسته في روايته " الزنبقة الحمراء" لأنه استطاع إسقاط الضوء البارز على الكونتيسة. لنتابع حركتها بشغف في رواية لم يتركها التاريخ دون تفاصيله التي وصلت للذروة في " معرض مخزن أودعه تجار الصور في العالم من أقصاه إلى أقصاه في مخازنهم، وهنا يفلح الأمير في بيع ما استعصى على اليهود أن يبيعوه، ليمرر معلوماته ببساطة بين أجزاء الرواية بحنكة روائي، وبراعة قاص يقول :" إن هذه هواجس القصصين الذين لم يعرفوا الحياة." أضفى أناتول فرانس على الرواية المشاهد البصرية التي رسمها بدقة فنية ساهمت في منح القارئ جمالية وجدانية، تختزن في مخزونه الأدبي بل في مخيلته، لأن كل قارئ يحل خيالاته محل خيالاتنا" فالمشاهد الطبيعية الصامتة تكتمل بالحركة مع الإحساس بالسكون، مما يترك القارئ في تذوق حسي يمنحه لذة التخيلات التي تثيرها المعاني في كلماته الأدبية ذات الجمال الموضوعي" إن كآبة الكنائس في الليل تهيج مشاعري، وتثير ثائرتي دوما، إنها تشعرني روعة الفناء وجلال العدم." لكن التشظي وما وراء الصور الأدبية المشحونة بمجازات إيحائية هي بمثابة أجزاء نقدية لسياسات كانت في الماضي، وينتقدها روائيا بل يضعها تحت مجهر القارئ المتجدد بتجدد روائي محسوب بدقة متناهية، ليخاطب من خلال روايته الأجيال في الحاضر والمستقبل تاركا الماضي في روايته " الزنبقة الحمراء" هو الحقيقة البينة ، الماضي وحده هو الحقيقة البشرية، الماضي وحده هو الكائن" وبهذا وضعنا أمام الماضي والحاضر والمستقبل من خلال زنبقته الحمراء، وتشابه المعاني من خلال تشابك الأحداث واتصالها ببعضها. ترك أناتول فرانس الزمن الروائي محصورا بالماضي، لتولد التفاصيل في المستقبل من خلال كل قارئ يحاول تحديث الأفكار، بل رؤية الأحداث بمنظار أناتول فرانس، ولكن من خلال أسلوب شاعري دقيق المعنى ذي إحساس مكاني مرتبط بالمدن كإيطاليا وفلورنسا، كما إنه وضع التراث الفني على المحك" فعلينا أن ننظم أشعارنا وتخرج أعمالنا الفنية على ذكر من أولئك الذين ماتوا عنا ناظرين إلى الأمام، إلى أولئك الذين سيأتون بعدنا ويقتفون أثرنا" مع النظر إلى تراكمات الأحداث في الماضي من خلال سيرة نابليون، وكتاب القصة، و بول فرانس الذي" أصاب كبد الحقيقة بقوله" إنا لا نجد في الكتب غير أنفسنا" وهذا ما حاول أناتول فرانس أن يثيره حسيا في القارئ، فالتطور الروائي هو جزء من التطور الإنساني، بل هو نمو فكري ينضج من خلاله القارئ، فلكل كائن ذاتية خاصة به أدبيا أو اجتماعيا أو سياسيا أو ما إلى ذلك، وهذا نوع من استكمال التناسب الذي ذكره أناتول فرانس في خضم سرده الحواري والتمثيلي الذي انتهى بماض يستحيل إصلاحه، لهذا علينا أن ننتبه أنا نحيا في الماضي، ونمهد لذلك في حاضر سيولد في المستقبل، ولكن يبقى السؤال الأهم الذي عصف في ذهني وأنا أقرأ الرواية: هل فعلا ما كانت رسالة بني إسرائيل إلا لتهذيب الشعوب؟ أم أن نابليون " شاعرا لا يعرف من الشعر إلا الفعل، فترامى خياله إلى حد السيطرة على الأرض"؟ Doha El Mol
×
الروائي أناتول فرانس
. أناتول فرانس (بالفرنسية: Anatole France) هو روائي وناقد فرنسي ولد في باريس في 16 أبريل 1844 على الساعة السابعة صباحا وكان والده يسمي «فرانسوا نويي تيبولت» ووالدته هي «انتوانيت غالا» كان أبوه يبيع الكتب علي رصيف «مالاكيه» فقد كانت بدايته في دكان أبيه وكان تحصيله العلمي في مدرسة ستانيسلاس وكان في صباه يساهم في تحرير بعض المجلات مثل صياد التراجم والجريدة المقفاة وسنة 1868 أصدر تأليفه الأول «القصائد الذهبية» وتأليفا آخر سنة 1876 اسمه «الأعراس الكورنتية» ثم نشر أسطورة منظومة «القديسة تاييس» وما عدا ذلك فجميع آثاره صارت نثرا. فهرس كتبه طويل متنوع المواضيع أكثره من الكتابات الموضوعة بقوة الخيال ومن القصص والأخبار فمنها «جوكاست والهرم الهزيل» و«صدفة اللؤلؤ» و«جريمة سلفستر بونار» و«الزنبقة الحمراء» و«تاييس» و«ثورة الملائكة» و«الآلهة عطشى» و«بير سانت كلير» و«النساء السبع» وكان يظهر دائما في كتبه لاسيّما كتابه «بطرس الصغير» وكتاب «الحياة أيام الزهر» اللذين يصف فيهما أيام صباه. دخل في أكاديمية اللغة الفرنسية في 23 يناير 1869 متحصلا على المقعد 38. تحصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1921 لمجموع أعماله. وفاته منزل فرنسا ، 5 فيلات سعيد ، 1894-1924 قالت جريدة الطان في عددها المؤرخ في 14 أكتوبر 1924 «قد ختم الموت أخيرا ذلك النزاع الطويل الهادئ الذي بدأ بروح الأستاذ الأعظم الذي كان ذكاؤة الساطع يطل في الأرجاء كلها، نعم تمت انفاس أناتول فرانس بهذه الليلة (ليلة الاثنين 13 أكتوبر) في منتصف الساعة الثانية عشرة ومع انقطاع أمل الأطباء لم يريدوا أن يقطعوا الرجاء بما كانوا يرونه من صفاء ذهنه وانتظام حديثة في أثناء نزاعه إلا أنه من أربعة أيام غاب عن حسه وبدأت تلك الشعلة تنطفئ كالسراج إذا فرغ زينه وكانت الدنيا بأسرها تتوقع حلول الخطب بالقلق والوجوم وتراقب ذلك النفس الضعيف المتصاعد من فم طالما بألفاظ هي من أعذب ما نطق به البشر، فالأفكار بأسرها مجتمعة علي رأي واحد من الإعجاب تحيي الأثر الخالد الذي تركه هذا الرجل المعدود من أعاظم كتاب اللغة الفرنسية» أقوال أناتول فرانس كل كتب التاريخ التي لا تحتوي على أكاذيب مملة للغاية. الأحبة الذين يحبون بصدق لا يكتبون عن سعادتهم. الرزين من لا يعلق آمالا على أحداث المستقبل ولا يخشاها. البشر يحيون بالأفعال لا بالأفكار. أفضل حماقة الحماس على حكمة اللامبالاة. المعرفة لا شيء، أما التخيل فهو كل شيء. الجهل والخطأ ضروريان للحياة مثل الخبز والماء. غالبا ما تكون البراءة حظ طيب وليست فضيلة. عندما يقال شيء بطريقة جيدة فانقله بلا تردد. الغريزة تكفي في الفن والحب. إذا كان لا مفر من الاختيار، أفضل أن أرتكب فعلا شائنا على ارتكاب فعلا قاسيا. المرأة هي أكبر مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة وأدب السلوك ورقة الشعور. أجمل كلمات في العالم لا تعدو كونها أصوات لا طائل منها إذا لم تكن تفهم معناها. روابط خارجية أناتول فرانس على موقع IMDb (الإنجليزية) أناتول فرانس على موقع الموسوعة البريطانية (الإنجليزية) أناتول فرانس على موقع MusicBrainz (الإنجليزية) أناتول فرانس على موقع Internet Broadway Database (الإنجليزية) أناتول فرانس على موقع NNDB people (الإنجليزية) أناتول فرانس على موقع Discogs (الإنجليزية) أناتول فرانس على موقع قاعدة بيانات الفيلم (الإنجليزية) مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
كنز البسطاء
BY الروائي موريس ماترلنك
10.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
قراءة في كتاب "كنز البسطاء" ضحى عبدالرؤوف المل " نظن أننا اكتشفنا قطرة ذات كنوز رائعة، وعندما نعود إلى النور، لا نكون قد أتينا إلا بحجارة كريمة مزيفة وقطع زجاج" موريس ماترلنك. يستخدم موريس ماترلنك في كتابه " كنز البسطاء" الذي ترجمه إلى العربية أنطوان حمصي مفردة البسطاء الممدودة بكل معانيها على خط الذاكرة والموت، لتتوسط كالفراغ بين هذين القطبين معالجا بذلك مسألة الكينونة، والشمولية في مسألة الحياة ببساطتها في كل مجالاتها الإنسانية والفكرية أو الوجودية والألغاز الحياتية المحيطة بنا التي قد يصعب فهمها من مختلف نواحيها الغنية والفقيرة، ليتكون الكنز من القناعة والنور، والرضي والسلام الداخلي الذي يتشكل من خلال الحب" لأن الحب الحقيقي يرد أكثر الناس عبثا إلى مركز الحياة" إذ يتعقب موريس ماترلنك المفاهيم الداخلية القابعة في كل منا، ليخرجها إلى النور بصمت صنّفه، وتكلم عنه ضمن منظور الائتلاف والاختلاف، والتوافق في نظريات يتفاعل معها القارئ، ليكتشف أنواع الحب والصمت من صمت فعال إلى صمت سلبي وسري، لأن" الصمت هو العنصر الذي تتشكل فيه الأشياء الكبيرة من أجل أن تستطيع أخيرا أن تنبثق كاملة ومهيبة في ضوء الحياة التي ستسودها" ولهذا كنز البسطاء يتكوّن من البداية، وكأننا نفتش عنه وسط المعاني، لنكتشفه بالتسلسل السلس الذي حافظ على مستوياته، وانضباطاته البسيطة مع الحفاظ على الإشارات والدلالات التي يضيء معانيها تدريجيا، وبعمق يستضيء منه الوجدان. يضفي موريس ماترلنك على كتابه المؤثرات المعنوية والموضوعية التي تؤدي إلى طرح التساؤلات على الممالك الداخلية للأفكار التي نملكها بغموض ووضوح حوى تباينات في الآراء التي جمعها في كنزه "لأننا شيء آخر خلاف أفكارنا وأحلامنا، ولا نعيش أنفسنا إلا في بعض البرهات وسهوا تقريبا " فهو يحافظ على المعنى الروحي للحياة من حيث" التميز بين العرض والجوهر" في فن كتابة اختنق فيها الصمت وتحول من السري إلى الفعال، لينتج عنه خلاصات تنطوي على حقائق ملموسة يحسس بها القارئ بمنطق يقظ ذي مسافات تأملية تتيح الانطلاق بوعي مع لغة فكرية وفلسفية تلونت بمفاهيم معرفية وسلوكية، وأفكار استنتاجية تهدف في جوهرها إلى بث كلمة روحية تتأثر بها الأشياء من حولنا لأننا" نتعلم أكثر بكثير مما يمكن أن يقال، والبرهة التي تتوقف فيها الجملة وتختبئ الكلمات فيها فجأة هي تلك التي تصادف فيها نظرتنا القلقة." ان استجلاء الزيغ عن البصر يحتاج لاستنارة فلسفية ينتج عنها ظهور الأفكار العميقة" لأن كل إنسان ينطوي على الحقيقة نفسها التي ينطق بها إنسان بليغ، وهو هذه الحقيقة، إذ " يستند في هذا على المخزون الناتج عن عدة أبحاث في القناعة والحب، والأخلاق الكامنة في النفوس الطيبة والنهاية " والحقيقة أن أغرب ما في الإنسان هو رصانته وحكمته المخبوءة "وهنا يدعونا موريس ماترلنك أن ننبش العمق الداخلي في كل منا، لنمسك بالجوهرة، أو الكنز المخفي والمستقر في أعماق الأنفس عامة ، وهو الحب أو السلام من حيث معناهما المتكامل، والمتوازن بين الداخل والخارج، لنتحول إلى أجداد في الحاضر، ونصحح كل ماضي دون أن نشوه المستقبل الذي ينتظر من الإنسان فهم مسألة الكينونة التي وضعها أمامنا في البداية. ربما نستطيع اكتشاف النفس وجوهرها وبنيتها الوجدانية" وإذا أتيح لكم أن تهبطوا لحظة في نفوسكم حتى الأعماق التي تسكنها الملائكة فما سوف تتذكرونه قبل كل شيء عن كائن احببتموه وبعمق، ليس الأقوال التي قالها أو الحركات التي أجراها، بل ضروب الصمت هذه هي وحدها التي كشفت نوعية حبكم ونفوسكم" فهل يحاول موريس ماترلنك الإيحاء بالعودة دائما إلى فطرة الحياة الأولى؟ لنمحو كل خطأ ارتكبه الأجداد؟ أم نحن الأجداد لكل زمن آت؟ " وإن أجدادنا ينهضون لدى أقل أفعالنا معنى، لا في قبورهم حيث لم يعودوا يتحركون، بل في أعماق ذواتنا حيث يعيشون دائما. يمتد" كنز البسطاء" إلى ما لانهاية عبر كلمات تختمر في الذهن، وتتقصى المحتوى العقلي والعاطفي عند القارئ المنصت بصمت إيجابي إلى تفاصيل" التطهير الاستدلالي للأفكار والكلمات" لنسأل معه: " هل ينمو معنى الحياة في الضجة أم في الصمت؟" ليثير بنا متعة اكتشاف الجواب" إذ نكتشف السعادة أو مجرد لحظة راحة عن أشياء أكثر جدية واستقرارا من هياج الأهواء." ولتتشكل الرؤية الشمولية لكنز أفرد له من المعاني ما يجعله مصقولا بمفاهيم جوهرية تتشكل بخصوصية وجدانيه تجعلنا نبتعد ونقترب عن العقل، ولكن ضمن البقاء عند حدود الوجدان، وفي عمق الذهن الذي تستثيره الطروحات الفكرية المنطبعة في تصورات بنيوية تعلو وتيرتها اللفظية عند كل منحى تفصيلي يضعه في كنزه المبسوط بتميز فلسفي ومنطقي ذي حقائق" تتيح لكم أن تهبطوا لحظة في نفوسكم حتى الأعماق التي تسكنها الملائكة، فما سوف تتذكرونه، قبل كل شيء عن كائن احببتموه وبعمق ليس الأقوال التي قالها أو الحركات التي أجراها، بل ضروب الصمت هذه هي وحدها التي كشفت نوعية حبكم ونفوسكم" تزداد نسبة الإقناع والتخيل كلما تعمقنا في الغوص للبحث عن كنز البسطاء، وماهيته الجدلية التي تتميز بمصداقية كتابية أعادت إلى الذاكرة" فراغ سؤال سحيق القدم مسألة الكينونة" ولكن من خلال تدقيق العبارات النابعة من استقراء نوعي ذي دلالات قادها بهدوء نحو فكر القارئ، وغرسها وسط إشارات تفضي إلى تعميق البحث في الكنز الذي يتوجه به نحو البسطاء، باعتبارهم نقطة الوسط التي يتم من خلالها معالجة الأطراف الثانوية التي تتضح وتتبلور مفاهيمها " فمن المهم أن نخرج أحيانا للبحث عن أحزاننا من أجل أن نعرفها ونتأملها حتى لا تكون كتلة مصيرنا الكبيرة التي لا شكل لها في طرف الخط " فمن هم البسطاء؟. إن البسطاء هم من اختبروا الإنسانية والحياة العميقة، حتى من تساءلوا عن ماهية الموت وماهية الخيانة والإخلاص والتوحد في الشكل والموضوع أو الجمع بينهما كأنهما عملة واحدة " وأن الأشخاص الذين نخلص لهم والأشخاص الذين نخونهم هم ذاتهم دائما." إذا إن فكرة التوضيح الدائم لكل نقطة يبحث عنها تستمر في كل مرحلة من مراحل الكتاب المتلاحمة مع بعضها، والمسبوكة ضمن تفاصيل ازدواجية تتضاد فيما بينها، بإيجازات إيحائية، كالذاكرة والموت، والعداء، والطيبة، والخير، والبيت العادل، والبيت الظالم بصورة متماثلة، معتبرا توسيع الوعي هو الإحساس بقيمة الحياة التي تنعكس على فكرة " إن موتنا هو الذي يقود حياتنا، وليس لحياتنا هدف سوى موتنا." لأن" النفس البشرية نبتة ذات وحدة كاملة، وأن أغصانها تزهر عندما تدق الساعة في الوقت نفسه "حيث يتنافس المستوى المضموني مع المعرفي والأسلوبي مع البحث عن الجمال الداخلي في كل كنز يحتوي معاني إنسانية، هي بحد ذاتها جوهر الحياة، ونقطة حيويتها الطيبة، ولكن هل فعلا " يجب أن يكون المرء قد عانى العذاب من أجل أن يكون طيبا." إن مفهوم الكنز الحسي هو القيمة الكبرى التي تمنح الكتاب جمالية روحية تؤدي دورها ذهنيا، وتتخذ طابعا ديناميا في التحليل والفهم، وقدرة القارئ على استيعاب المعادلات النسبية ببساطة تميزت بمحتوى صياغي مؤثر، وإشعاع كلامي له أبعاده الذاتية التي أضاءها موريس ماترلنك بآراء وأفكار تأخذ" شكل الكنز السري للبطولة واليوم الذي ترغمنا فيه الحياة على فتح هذا الكنز" إن استخلاص كل مفهوم من بين المفاهيم التي طرحها لإخراج كنز البسطاء من بين ركام الألم باعتباره أول" غذاء للحب، وكل حب يتغذى بشيء من الألم النقي يموت كما الوليد." ولهذا فتح في نهاية الكتاب فكرة الموت بقول لافاتر :" الموت لا يحمل شكلنا غير الحي فقط، ولكن فكرة الموت وحدها تعطي شكلا أجمل للحياة نفسها." فهل الموت هو بداية الحياة التي نرى من خلالها النور البدائي؟ أم أن الكنز الأكبر هو الحب" لأن لحظة الموت تبدو أقصر مما ينبغي لقسوة الحب الحميمة" فمن منا يستطيع استخراج كنزه من الحياة؟ Doha El Mol
×
الروائي موريس ماترلنك
موريس پوليدور ماري برنار ماترلينك (بالفرنسية: Maurice Maeterlinck) (29 أغسطس 1862 - 6 مايو 1949)، المعروف أيضًا باسم الكونت ماترلينك منذ عام 1932، كان كاتبًا مسرحيًا بلجيكيًا وشاعرًا وكاتب مقالات فلمنكيًا لكنه كان يكتب باللغة الفرنسية. حصل على جائزة نوبل في الأدب في عام 1911 «تقديرًا لأنشطته الأدبية ذات الجوانب المتعددة، خاصةً أعماله الدرامية التي تميزت بثراء الخيال والخيال الشعري، والتي تظهر أحيانًا تحت ستار حكاية خرافية ذات إلهام عميق، في حين أنها بطريقة غامضة تستقطب مشاعر القراء وتحفز خيالهم». كانت مواضيع الموت ومعنى الحياة المحاور الرئيسية في عمله. كان عضوًا بارزًا في مجموعة بلجيكا الشابة (لا جون بلجيكي) وتعد مسرحياته عنصرًا هامًا للحركة الرمزية. ومن أبرز أعمال ماترلنك، مسرحيات مثل: «الأعمى» و «الداخل» و «الأخت پياتريس» و «الطائر الأزرق» و «ماري ماگدالينا»، إضافة إلى مجموعات شعرية ودراسات ونصوص أدبية متنوعة جعلته من أشهر أدباء بلجيكا في زمنه. ذاع صيته سنة 1890 عندما كتب مقالا عن رواية لاوكتاف ميربو في جريدة لو فيغارو. حصل سنة 1911 على جائزة نوبل في الأدب. ومن الطرائف ان موريس كان يريد اللتحاق في التجنيد، ردته الحكومة وقالت: (قلمك أقوى كتيبة من الجندي المسلح). كان أول عمل له مجموعة شعرية بعنوان سيريس شود [متحمس المخالب]. يبدو في عام 1889م، وهو العام نفسه الذي وصل فيه مسرحيته الأولى، الأميرة مالين، التي لقيت اشادة متحمسة من اوكتاڤ ميربو، الناقد الأدبي في جريدة لوفيگارو في أغسطس 1890. تلا ذلك سلسلة من المسرحيات تتضح فيها القدرية والصوفية مثل الدخيل (1890)، الأعمى وپلياس ومليساند (1892). وأثناء علاقته بالممثلة جورجيت لبلان، كتب العديد من الأعمال، بينها كنز المتواضع 1896 كان العمل الأكثر شعبية. توفي في مدينة نيس في 6 مايو 1949. سيرته نشأتهولد ماترلينك في غنت، بلجيكا، لأسرة ثرية ناطقة بالفرنسية. كانت والدته ماتيلد كوليت فرانسواز (فان دين بوشيه قبل الزواج) من عائلة ثرية، وكان والده بوليدور كاتب عدل يستمتع برعاية الدفيئات الزراعية في ملكيتهم. في سبتمبر عام 1874، أُرسل ماترلينك إلى مدرسة سانت باربي اليسوعية، حيث كانت تتعرض الأعمال الرومانسية الفرنسية للازدراء الشديد ولم يكن يُسمح سوى بالمسرحيات ذات المواضيع الدينية. أثرت تجربته في هذه المدرسة على نفوره من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والدين المنظم. كتب ماترلينك قصائد وروايات قصيرة أثناء دراسته، لكن والده أراد منه أن يدرس القانون. بعد أن أنهى دراسة القانون في جامعة غنت عام 1885، قضى بضعة أشهر في باريس، فرنسا. التقى ببعض أعضاء الحركة الرمزية الجديدة، لا سيما فيليي دو ليل-أدام الذي كان له تأثير كبير على أعمال ماترلينك اللاحقة. حياته اللاحقة موريس ماترلينك في وقت مبكر من حياته المهنية في عام 1930 اشترى ماترلينك قصرًا صيفيًا (شاتو) في نيس، فرنسا، وأطلق عليه اسم أورلاموندي، الاسم الذي ورد في ألبومه كوينز شانسون (خمسة عشر أغنية). منحه ألبرت الأول ملك بلجيكا لقب الكونت في عام 1932.وفقًا لمقال نُشر في صحيفة نيويورك تايمز عام 1940، فإن ماترلينك قدِم إلى الولايات المتحدة من لشبونة على متن سفينة نيا هيلاس اليونانية. كان قد فر إلى لشبونة هربًا من الغزو النازي لكل من بلجيكا وفرنسا. نقلت صحيفة ذا تايمز قوله «عرفت أن الألمان إذا أسروني سيقتلونني فورًا، إذ لطالما اعتبرت عدوًا لألمانيا بسبب مسرحيتي عمدة ستيلموند التي تناولت الأوضاع في بلجيكا خلال الاحتلال الألماني عام 1918». على غرار زيارته السابقة لأمريكا، ما زال يجد الأمريكيين عفويين جدًا، وودودين، وفرانكوفيليين (ولعين بفرنسا) لذوقه. عاد ماترلينك إلى نيس بعد الحرب في 10 أغسطس عام 1947. كان رئيسًا لناد القلم الدولي، رابطة الكتّاب العالمية، من عام 1947 حتى عام 1949. في عام 1948، منحته أكاديمية اللغة الفرنسية وسام اللغة الفرنسية. توفي في نيس في 6 مايو عام 1949 بعد تعرضه لنوبة قلبية. التكريمات 1920: وسام ليوبولد من رتبة الوشاح الأعظم. 1932: حصل على لقب الكونت ماترلينك بموجب مرسوم ملكي. لكنه أهمل إنجاز العمل الورقي اللازم للتسجيل، فلم ينفذ القرار. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
«
22
23
24
25
26
»