Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
جبل الثلج العائم
BY الناقد شوقي بدر يوسف
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
" حبل الثلج العائم" دراسات في القصة القصيرة للناقد شوقي بدر يوسف . ضحى عبدالرؤوف المل الفن الذي يتمحور حول خلق مؤثرات تتضمن معاني عميقة. يضيء الناقد شوقي بدر يوسف في كتابه "جبل الثلج العائم" الذي يعالج من خلاله دراسات في القصة القصيرة لبعض الأدباء أمثال محمد صدقي ومحمد الصاوي وغيرهما، مع المفاهيم القصصية التي تميز الأساليب المختلفة عند العديد من كتاب القصة القصيرة، إذ لم يعتمد شوقي يوسف على المبادئ النظرية فقط بل تخطى ذلك واستطاع تشريح الأسلوب القصصي، ووضعه في قوالب الخصوصية الذاتية التي تنبع من قدرته على بث وجوه عديدة في قصة واحدة لهذا الفن الذي يتمحور حول خلق مؤثرات تتضمن معاني عميقة ذات مقومات فنية لها أسسها القادرة على حبك النص القصصي، وجعله ضمن جنس أدبي له خصوصيته من حيث البنية التصويرية، والذات الراوية معتمدا في رؤيته على اللحظة الفنية أو لحظة التوتر. يشرح شوقي بدر يوسف الواقعية النقدية التي تخيم على إبداعات محمد صدقي معتبرا النص القصصي المتنفس الجمالي باعتباره ذا أيديولوجيا خاصة ارتآها كطريقة حياة، وعانى من تأثيرها معاناة كبيرة مما ترك شفرة سردية خاصة إذ" تتجلى خصوصية الإبداع في الكتابة من خلال البحث الدائم عن هوية خاصة بهم تنبع أساسا من التجربة العامة التي يعيشها الكاتب، ويعايشها معايشة كاملة، وبالتالي فهي توجد بكل جوانبها في إبداعاته " يسعى شوقي بدر يوسف في كتابه الصادر عن نادي القصة في مصر إلى توضيح الأساليب والدلالات القصصية، لما لها من تأثير على الأدب، وعلى الرؤية الفنية بوصفها تتميز بأيديولوجيات معينة لثقافات مختلفة تخدم بوعي اجتماعي كل المسائل الأدبية، ما يؤدي إلى تكوين نزعة تميل إلى طبقات اجتماعية عايشها الكاتب، ولعل ما شهده محمد صدقي في حياته الخاصة من أزمات ومعاناة كبيرة قد تخلق عنده إحساسا كبيرا بمتناقضات الحياة، وعظم مفارقاتها وتناقضاتها الحية حتى قيل: إن أجمل قصة كتبها محمد صدقي كانت قصته التي عاشها بالفعل، ومارس دقائق أحداثها بنفسه." وفي كلامه هذا عن محمد صدقي حقيقة واقعية ملموسة في دراسات كثيرة عن كتاب قرأنا عنهم الكثير، وتأثرنا بقصصهم من حيث المضمون والأسلوب وجمالية السرد الدلالي الذي يضفي على القصص نوعا من التشويق، مهما اختلفت أنواع القصة، واقعية كانت أو خيالية أو سريالية وغير ذلك. ما من بنية فنية إلا وتمتلك رؤى مختلفة، حيث يصار إلى ترجمة التفاعلات التي تحدث بين الكاتب والقارئ والقصة نفسها وضمن ثلاثية " تستمد أهميتها بالتبعية من خلال قراءتها قراءة تعتمد على الرغبة والحب المقرون بلذة المعرفة، والمتلقي هو العنصر الثاني الأكثر من أساسي الذي تكون قراءته لهذه النصوص هي غاية الفعل الذي من أجله كتبت هذه النصوص، وليت هذه القراءة كانت مقرونة بالمعرفة والثقافة والرغبة الخالصة في التناول والتلقي، فهل النزوع إلى التجريب في قصص محمد الصاوي يحقق مقروئية فعالة تحدث تجدد في الهوية القصصية؟ أم أن شوقي بدر يوسف يبحث عن" تنقيب في تضاريس هذا الفن لتحديث بنيته الأساسية، ودفع دماء جديدة تسري في شرايينه"؟ إن الإحساس بأهمية الفن القصصي يثيره في النفس الناقد وفق تحليلات اتخذت من الواقعية النقدية منطلقا لها، إذ يشعر القارئ لكتاب" جبل الثلج العائم" كأنه يعوم بين مقولات يستطيع القارئ التلذذ بقراءتها، لأنها تتناقض مع كل كاتب تبعا لنظرية وضعها شوقي، وسار عليها من المقدمة إلى الذروة التي لا تروي فضول القارئ، إلا إني بعد أن أنهيت قراءة الكتاب بدأت بكتابة القصص بعفوية اختزنتها أفكاري التي تأثرت بما طرحه من نماذج وأفكار، ونظريات تؤدي إلى سبك المفاهيم من حيث المفهوم النظري والتطبيقي، كما تطرق أيضا إلى الأسلوب الروائي عند القاص والروائي مصطفى نصر، فالرواية عند مصطفى نصر بمثابة " شريحة عريضة لحياة متشعبة الأركان في مكان له خصوصيته يعبر بها الكاتب عن وجه من وجوه الواقع الضاري المليء بالصراعات والصدامات الإنسانية " إلا إنه أعطى الأهمية الكبرى للفن القصصي الأصيل الذي يقدم أنماطا من الواقع الحياتي بحيث تؤدي القصة دورها في التأثير الانفعالي المؤدي إلى ترسيخ العبرة التي يود الكاتب إيصالها إلى المجتمعات كافة، فهو يقول في كتابه:" أما القصة القصيرة عنده فهي الطاقة المليئة بالمواقف والرؤى واللحظات الرائعة التي تنبض أيضا بواقع الحياة حتى لو كان التعبير عنها من خلال استخدام كل ما هو متاح من القبح والصدامات الكثيرة الموجودة في الأماكن المهمشة" الكتاب هو ملتقى أدباء اهتموا بكتابة، اهتموا بالجوانب الحياتية والإنسانية بوجه عام، وأضاف شوقي بدر يوسف عليه ملاحظاته الدقيقة، كناقد منفتح على الأساليب العربية والغربية، فهو كحّل كتابه بآراء كتاب غربيين أمثال رولان بارت و جيرار جينت وسواهما تاركا للمتلقي حرية التأثر بما قدمه من نظريات وتطبيقات واستنتاجات تؤدي إلى بلورة تنويعات، ومؤثرات معرفية وأسلوبية انعكست على" الأدب بصفة خاصة، فارتبطت الرواية بتجسيد واقع الحياة والمجتمع بشرائحه وقضاياه المختلفة، بينما ارتبطت القصة القصيرة بالتعبير عن الفرد وواقعه، وكما يقول فرانك أوكونور في كتابه الصوت المنفرد" الرواية هي صوت المجتمع، في حين أن القصة القصيرة هي صوت الفرد" إن المقارنة بين الرواية والقصة تطرق إليها مع مصطفى نصر كقاص وروائي، فهو يكمل النظريات النقدية بوقائع تشريحية حرص على ربط القارئ بها، ليشد انتباهه وانفعالاته نحو أهمية كل من القصة والرواية والفروقات بينهما، فالكل هو من جزء، والجزء هو من كل، وما من وظيفة أدبية تحمل معاييرها الإنسانية الأقلام الحرة إلا وتستطيع الدخول بصدق إلى القلوب . بين واقع التاريخ وتاريخ الواقع نشهد جمالية نقدية تزاوجت مع الأبعاد الفكرية المختلفة التي تناولها شوقي يوسف بدينامية ناقد جعلني أستمتع بكل ما قدمه في هذا الكتاب" فالتاريخ الفرعوني واستلهامه في الكتابة القصصية والروائية يعتبر من العلامات المهمة في الفن القصصي، حيث يحمل هذا التاريخ في طياته معالم الحياة بكل مقوماتها وأبعادها المختلفة من علاقات إنسانية مكثفة وصراع ونضال وبحث عن الحرية". فقد حرص شوقي على تقديم كل ما يساعد في توضيح هذا الأسلوب، فوضع مجموعة "عربة خشبية خفيفة" تحت مجهر النقد، ليساعد القارئ في فهم شرحه المبسط والمعقد في آن دون أن ينسى نجيب محفوظ في رباعيته عبث الأقدار، ورادوبيس، وكفاح طيبة، والعائش في الحقيقة" وإبداعات أخرى لكتاب عرب لينتقل إلى رواية " نفرتيتي وحلم أخناتون" للكاتبة الفرنسية مصرية الأصل أندريه شديد، ومسرحية أخناتون لأغاثا كريستي، والكثير من الكتاب الغربيين، لندخل بثبات إلى مجموعة القاص قاسم مسعد عليوة حيث تظهر معالم من الحياة المصرية القديمة في نسيج هذه المجموعة التي" جعلت من فلسفة الحياة القديمة بكل أبعادها، وبعض الأساطير الشهيرة المرتبطة بها منبعا لبعض مضامين هذه القصص، وصورة حية مزجها الكاتب بواقع النضال التي مرت به منطقتنا العربية" لم ينس الإشكاليات البنائية والجمالية في القصة العربية، وما تحمله من أهمية تستحوذ على اهتمامات القارئ مع القدرة على تمهيد الحدث وبلورة الفعل عبر الأزمة المتنامية داخله، فالأهمية القصصية تبدأ من الكلمة الفنية القادرة على إتمام المعنى، والإحساس بجمالية الصورة المقترنة بجمالية المعنى والأسلوب، فكلما " ضاقت المساحة في نسيج النص أصبح الاختزال والتكثيف ضرورة، والإيحاء والكشف أمرا لا بد منه." إن محور البناء المتمثل كفن معماري يبدأ من الفكرة نحو الصعود التدريجي المؤدي في النهاية إلى إنتاج عمل قصصي يستند إلى الواقع، ويعتمد على جمالية اللغة مع الحفاظ على الخلفيات الثقافية كاشفا بذلك شوقي بدر يوسف عن خفايا ديناميكية من شأنها بث روح المتعة عند القارئ المهتم بالقصة أو الرواية . Doha El Mol
×
الناقد شوقي بدر يوسف
سيرة الكاتب شوقى بدر حسن يوسف • اسم الشهرة : شوقى بدر يوسف • الاهتمامات الأدبية : النقد والبحث فى مجال السرديات • عضو اتحاد كتّاب مصر ونادى القصة بالقاهرة وعضو مجلس إدارة مركز الإسكندرية للإبداع • المؤلفـــــــــات • ضياء الشرقاوى وعالمه القصصى، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 1988 • رحلة الرواية عند محمد جلال، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1988 • الرواية فى أدب سعد مكاوى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1990 • تطور القصة القصيرة فى الإسكندرية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، الإسكندرية، 1990 • ببليوجرافيا الرواية فى أقليم غرب ووسط الدلتا، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 1995 )صدر ضمن فاعليات مؤتمر الرواية الأول الذى أقيم بمدينة الإسكندرية عام 1995( • متاهات السرد.. دراسات فى الرواية والقصة القصيرة، هيئة لقصور الثقافة، الإسكندرية، 2000 • الرواية والروائيون.. دراسات فى الرواية المصرية، مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع، الإسكندرية 2005 (الطبعة الثانية وكالة الصحافة العربية بالقاهرة) • هاجس الكتابة.. قراءة فى القصة القصيرة، وكالة الصحافة العربية، القاهرة، 2007 • جبل الثلج العائم.. دراسات فى القصة القصيرة، نادى القصة، القاهرة، 2008 )الطبعة الثانية وكالة الصحافة العربية بالقاهرة) • غواية الرواية.. دراسات فى الرواية العربية، مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع، الإسكندرية، 2008 (الطبعة الثانية وكالة الصحافة العربية بالقاهرة) • القصة القصيرة النسوية اللبنانية (أنطولوجيا)، مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع، الإسكندرية، 2010 (طبعة خاصة بوكالة الصحافة العربية بالقاهرة 2010) • ببليوجرافيا نجيب محفوظ (جزءان)، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2011 طبعة تجريبية صدرت ضمن احتفالات مصر بمئوية ميلاد نجيب محفوظ • مدونة نجيب محفوظ الببليوجرافية على موقع ذاكرة مصر التابع لمكتبة الإسكندرية 2011 • للعرب خيالهم العلمى.. أنطولوجيا قصص الخيال العلمى العربية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 2013 • وجوه العظيمة.. قراءات فى الأدب العالمى، مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع، الإسكندرية، 2015 • تانجو من نافذة بيروت.. مختارات من القصة القصيرة النسائية اللبنانية، سلسلة إبداع عربى..الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2015 • الرواية وآليات النقد الثقافى.. قراءات تطبيقية، دار غراب للنشر والتوزيع، القاهرة، 2015 • الرواية.. التأثير والتأثر، وكالة الصحافة العربية، القاهرة، 2017 • الرواية الأفريقية.. إطلالة مشهدية، وكالة الصحافة العربية، القاهرة، 2017 (الطبعة الثانية مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر، الإسكندرية، 2019) • نجيب محفوظ.. إبداع وتوهج، كتاب مجلة الرافد الإماراتية، دائرة الثقافة/حكومة الشارقة، 2017 • تجليات روائية.. دراسات فى الرواية العربية، الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، 2017 • القصة القصيرة.. أطياف وألوان، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة, 2018 • القصة القصيرة وجماليات التلقى والتأويل، إتحاد كتّاب مصر، القاهرة، 2021 • أنطولوجيا القصة القصيرة العربية فى أدب الخيال العلمى، دار مكتبة الكون الليبية، القاهرة 2023 • أهم الجوائز التى حصل عليها : • جائزة شوقى وحافظ عن المجلس الأعلى للثقافة فى خمسينية شوقى وحافظ 1982 • العديد من جوائز فى البحوث الأدبية من الهيئة العامة لقصور الثقافة فى سنوات مختلفة • جائزة يوسف السباعى فى النقد الأدبى عن المجلس الأعلى للثقافة عام 1987 • جائزة المجلس الأعلى للثقافة فى مجال الدراسات الأدبية عام 1988 • الحصول على درع الثقافة فى مؤتمر أدباء مصر الذى انعقد فى مدينة دمنهور عام 1999 • جائزة نادى القصة المصرية فى النقد عام 2009 • تم تكريمه فى مؤتمر إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى بالإسكندرية 2015 • أهم المؤتمرات التى حضرها : أولا داخل الجمهورية • مؤتمر الإسكندرية الأول للرواية أبريل 1995 • جميع مؤتمرات القصة والرواية التى انعقدت بمدينة الإسكندرية سواء على مستوى اليوم الواحد أو المؤتمرات العامة المتحلقة حول موضوعات متنوعة والتى أقامتها الثقافة الجماهيرية • مؤتمرات الرواية التى أقامها المجلس الأعلى للثقافة خلال الفترة من 1998- 2018 • مؤتمرات المجلس الأعلى للثقافة حول العقاد ومحمد حسين هيكل وزكى مبارك، وجول فيرن وسارتر وغيرها • لقاءات لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة (سعد مكاوى – محمد جلال – فتحى غانم – شكرى عياد – عادل كامل) وغيرها • مؤتمر القصة القصيرة الدولى الأول الذى انعقد بالمجلس الأعلى للثقافة خلال عام 2009 • مؤتمر القصة الأول الذى أقامه نادى القصة المصرى 2007 • مؤتمرات أتيليه الإسكندرية فى جوانبها المختلفة الثقافية والأدبية • ثانيا: خـــــــــــــــــــــــــــارج الجمهورية • مهرجان صنعاء الرابع للقصة والرواية الذى انعقد بمدينة صنعاء باليمن تحت رعاية وزارة الثقافة ونادى القصة ال مقة خلال الفترة من 26-28 يوليو 2008 • ملتقى السرد العربى الأول دورة غالب هلسا الذى انعقد بمدينة عمّان بالأردن خلال الفترة من 8-10 تشرين الثانى نوفمبر 2008 • ندوة المثقف والهوية فى عصر العولمة التى انعقدت مع فاعليات اتحاد الكتّاب العرب دورة القدس الذى انعقد فى مدينة سرت بليبيا خلال الفترة من 18 -21 أكتوبر 2009 • مؤتمر الحرية فى الأدب النسائى الذى انعقد فى مدينة طرابلس بليبيا خلال الفترة من 22-24 نوفمبر 2009 • الملتقى الشعرى العربى الثانى دورة محمد زفزاف الذى انعقد بمدينة القنيطرة بالمغرب خلال الفترة 16-17 يناير 2010 • مؤتمر معالم الحداثة فى الأدب الجزائرى والذى انعقد مع فعاليات ندوة اتحاد الكتّاب العرب فى مدينة الجزائر بالجزائر خلال الفترة من 2-5 ديسمبر 2011 • مؤتمر الأدب الإسلامى بالأردن، عام 2013 • مؤتمر الرواية العراقية، إتحاد كتّاب العراق، بغداد، المنعقد خلال الفترة من 14 – 16 يناير 2016 • ملتقى الشارقة للسرد.. الدورة الرابعة عشر: القصة القصيرة ورهان التجديد التى أقيمت بمدينة الإقصر عاصمة الثقافة العربية لعام 2017 خلال الفترة من 2-4 أكتوبر 2017 • ملتقى الشارقة للسرد.. الدورة الثامنة عشر.. المتخيل السردى وأسئلة ما بعد الحداثة فى الرواية المعاصرة، القاهرة 5-6 سبتمبر 2022 • يقوم بعمل مشروع توثيقى لرقمنة السرد العربى ألكترونيـــــــــــــــــا • نشرت أعماله النقدية والبحثية فى كثير من الدوريات المصرية والعربية وله حضور كبير على شبكة الإنترنـــــــــــــــت
البراءة تنتصر دائما آخر الأمر
BY الروائي كاميلو خوسية ثيلا
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
والبراءة تنتصر دائما آخر الأمر. ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في كتاب" سحب عابرة" للمؤلف كاميلو خوسية ثيلا. الإنسان كالسحب الممتلئة بالمطر، إما أن تنفع الكائنات بما تحمله أو أن تصيب الجميع بأضرار مميتة، هذا الاستنتاج تسرب من معاني كلماتي بعد أن استمتعت بقراءة هذا الكتاب، ولا بد أن يستخرجه القارئ أيضا من قصص حملت في طياتها نهايات مطلية بواقع ميت تبدأ بعده في كل مرة قصة جديدة، حيث إن القصص في كتاب"سحب عابرة" كتبت بأسلوب واقعي ودراميات خرجت شخوصها من الحياة الرتيبة داخل قصص ترجمها علي أشقر لنستمتع بها" إذ ترك الخيال يدور حول هذه المسائل" الموت والحياة والمسيرة التي لا يمكن لها أن تغادر الزمن، ولو رحلت الأجساد تباعا من هذه الحياة. يمتلك كاميليو خوسيه ثيلا مفاتيح السرد القصصي، وتقنية الاختزال والتبسيط مع الاحتفاظ بواقعية القصة، والإحساس بالمصداقية في القص المتنوع الرؤى، والمحافظ على وحدة الموضوع الرئيسي، لنعبر من خلال نقطة ثابتة إلى نقاط متحركة في السرد الميلودرامي" وسأسمح لنفسي بأن أقص بكلمات مختصرة ما قصه علي كيما أنهي حديثي" إن الأنساق الحكائية التي قدمها كاميليو تميزت بنهاية تؤدي إلى بداية جديدة في كل مرة نقرأ فيها قصة تحتوي جماليات من فن قصصي محمل بنفحة إنسانية اجتماعية واقعية ذات وعي ذاتي يدور حول المواضيع الاجتماعية التي تجسد في غالبها المحيط الإنساني المختلف بمستوياته الفردية والنفسية لشخوص لها سلوكياتها وصفاتها الخاصة مثل" دون انسلمو يسدل جفنيه فوق عينيه عند الكلام. وبذلك تكتسب قسماته كل الأهمية التي يمكن أن ترسم على وجه عجوز وقبطان مركب تجاري متقاعد وممشوق القوام وطيب القلب" لا ينفصل كاميليو خوسيه ثيلا عن الواقع، حتى وهو يقص لنا ما يعكس الأحداث المتخيلة داخل المشهد السردي مع شخصياته التي تعاني من الضعف النفسي، أو من ثقة زائدة، أو ما تختزنه من خوالج ذاتية تتأرجح بين الضعف والقوة، وهذه المفاهيم تتضح في أكثر من قصة، ليترك بعض الأجواء الشاعرية في قصص لا تخلو من الصور الجمالية المتخيلة التي تضفي نوعا من الدراماتيكية " بكاء مرثيليو كان على مارتا، لأنه أصبح لا يخطئ بها، لأنه لا يستطيع أن يحدثها ويقبلها كما كان يفعل من قبل، لأنه لا يستطيع أن يغني معها على الغيتار بصوت مزدوج، وبرزانة تلك الأغاني الحزينة التي غناها سنين خلت" إن اهتمام كاميليو خوسيه ثيلو بالصورة القصصية الواقعية المختلفة ينعكس على ذات المؤلف، ويترك آثاره من خلال المشاعر الفياضة التي من شأنها أن تخلق تفاعلات حسية بين القارئ وأبطال القصة، فيتولد الشعور برفض لشخوص ما وقبول آخرين، رغم تحولات سلوكياتهم لتقترب من المثالية النموذجية التي نجد أصحابها يحاولون الحفاظ على هذه الهوية التي تقود صاحبها أحيانا إلى العزلة، ورفض المجتمع أو الالتزام بشخصية وسطية حالمة تهرب من الواقع، لتعيش ضمن أحلام يقظة، فشخوصه الحياتية متنوعة اجتماعيا، وهذا ما يجعل من السحب العابرة تختلف تبعا للمكان والزمان، وماهية المحيط الاجتماعي والمفهوم البيئي وتأثيراته على الإنسان"ولا يعلم أن امرأ ما قد يضجر من بقائه مدة خمسين عاما متتالية هو ذاته، ثم يخطر له فجأة أنه بحاجة إلى التغيير، ويحس أنه إنسان آخر، إنسان مختلف بل متناقض" فهل الزمن وتراكمات البيئة المحيطة بالإنسان تؤثر سلبا أو إيجابا على المفاهيم العامة؟ أم أن ما نتعرض له من أحداث يجعلنا في طور النمو الذهني دائما، فإما أن نحافظ على سلوكيات معينة، أو نتخطاها وننحدر نحو الأسفل أو إلى الأعلى" والبراءة تنتصر دائما آخر الأمر" فلماذا نهايات القصص في كتاب سحب عابرة تنتهي بالموت؟ إن مضي الزمن لا بد أن يصيب الأشياء بالضجر أو الذبول أو الإحساس بالإخفاق والفشل أو الإحساس بالغرور والتعالي، وفي هذا التناقض هشاشة إنسانية تجعل الإنسان مثقلا بالمخاوف أو مثقلا بالأمل الذي لا يمكن أن يحقق السعادة التي يتمناها وفق أهدافه وميوله، لأنها قد تأتي مشروطة بالماضي أو الحاضر" المسألة هي أن الحقيقة أبطأت حتى تكشفت إبطاء الزمن بالعجوز ذاتها حتى ماتت." السحب العابرة تعطي انطباعات حركية لسحب تتنقل كالأزمنة من مكان إلى مكان، وفق الأبعاد المدروسة حكائيا، لنشعر أن لكل قصة من قصصه زمانها الخاص، ومكانها المختلف، وكأنه يساير زمكانية القصة، ليضع القارئ ضمن الأحداث بمختلف توجهاته الحياتية، وبوصف شاعري شفاف يكشف عن حس غني بالعاطفة السردية، وبعقلانية عميقة جعلته يدرك قيمة المستويات الاجتماعية التي اختارها لقصصه التي تتميز بفنية سردية لها مداراتها وطقوسها وأحداثها وخلفياتها" وقد تحسب أني أتسم لأضفي الغموض على نفسي، ولألقي على روحك ظلا من الشك حول بساطتي" فالرؤية الفكرية أو المفهوم الواقعي يتوافق مع الشكل الأدبي الذي وضعه خوثيه ثيلا في سحب قصصه العابرة. يمتلك كاميليو خوسيه ثيلا قدرة على الانضباط المتوازن في القص مع الحفاظ على مخيلة تنعكس بجمالياتها على التأثيرات المشهدية التي يمنحها ملامح سيكولوجية تثير الحزن، كما تثير الضحك أو الفرح، فهل يطوي الزمن كل" الرفاهية الروحية والمادية للإنسانية في المستقبل" إن الشخصيات المتنوعة في السحب العابرة كالمطر وتحولاته من مكانه لمكان، ومن لغة الذات إلى لغة المجتمعات التي تقود الفكر إلى نوعيات تنصهر ثقافيا واجتماعيا، ونوعيات ترفض كل هذا، لأنها قد تتعلق بموروثات تجعلنا نشعر" بهشاشة الحياة وسرعة زوالها " إذ تتضح الرؤية في كل صورة حين يكتمل المشهد بتجليات نهاية البداية، وكأن دائرة السحب كونية هدفها مسايرة الحياة في جوانبها القدرية التي تضع رموز الخارطة الجغرافية أمام الإنسان، ليترك أثرا خلفه هو التعيس إذا حدد هذه الصفة بعد سرد توشح بقضايا مختلفة " ما أتعس من لا يخلف ابنا يذكره، وما أتعس الشاعر الذي يدفن وشعره " تتناقض المفارقات في كل قصة قدمها خوسيه مستجيبا بذلك لمسارات الأزمة النابعة من الاتساق في البناء القصصي، لتتصدر كل قصة في الكتاب درجة أدبية توحدت مع النهاية ، ليبقى اسم الشخصية الأولى في القصة ذات البعد الواحد كضوء مسلط على فكرة تشتعل مع ذي الساق الخشبية، حيث المأساة الإنسانية تتكرر في أكثر المشاهد الحياتية التي منحها خوسيه وصفا مكانيا، ليتميز المكان بصفة زمنية توحي بدلالات زمكانية اجتمعت في المشهد الواحد" ويعلو البيت على كلا جانبي الرصيف ذلك الزنجار الذي تضفيه السنون وحدها " إلا أن نقطة الموت هي نقطة النهاية التي لم تفارق كل قصة من قصصه التي لم تخلُ من لوحات ذات طبيعة صامتة منحها خاصية فنية تزيد من جمالية المكان الذي يوحي بالكلاسيكية " وكانت المائدة تبدو لمظهر براق بغطائها الأبيض وآنيتها الخزفية القديمة المنقوشة، وصحونها الملأى بالنقل، وفواكهها المجففة وحلواها من الماثبان المصنوعة على شكل دمى، وهذا ما يمنح القصة جمالية تنبع من البيئة الزمنية نفسها التي حددها تبعا للمكان الملفوف بالزنجار، ليوحي بمفرداته هذه بزمنية الماضي لقصة يرويها بأسلوب قاص امتلك أدواته الكتابية. إن فكرة الموت تبدأ بموت الأشياء التي تفقد شيئا فشيئا بهجة الحياة، ليصبح الموت في النهاية هو راحة تبدأ بها الأشياء الأخرى متل الساق الخشبية لخواكين، وعين زوجته والقباحة، وحتى" الإيمان دون عمل إيمان ميت" ولكنه في الوقت نفسه يضعنا أمام فكرة الانتحار، وما يترتب عليها في الحياة الأخرى من نتائج تودي بصاحبها إلى الجحيم" تصور نفسك أن دورك حان بغتة، ومثلت أمام الله، وأرسلت إلى الجحيم لأنك منتحر" واضعا بذلك القارئ أمام اعتراضه لفكرة الانتحار، ولكن السحب العابرة ستمضي، لأننا في هذه الحياة مثل هذه السحب الماضية والملتزمة بدورة الحياة وفق استدارة الوجود، وكينونة الإنسان الحياتية. Doha El Mol
×
الروائي كاميلو خوسية ثيلا
كاميلو خوسيه ثيلا (بالإسبانية: Camilo José Cela) أديب وشاعر إسباني، ولد في بادرون في مقاطعة لا كورونيا بغاليسيا في 11 مايو 1916. وحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1989. وحارب إلى جانب فرانسيسكو فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، ولكنه أصبح أحد منتقديه فيما بعد. وتأتي رواية عائلة باسكوال دوارتي التي نشرها عام 1942 من بين أشهر أعماله. وتوفي في مدريد في 17 يناير 2002 طفولته وبدايات مسيرته المهنية وُلد كاميليو خوسيه ثيلا في أبرشية آيريا فلافيا الريفية، في بادرون، مقاطعة لا كورونيا، إسبانيا في 11 مايو عام 1916. كان الابن الأكبر بين تسعة أطفال. كان والده، كاميليو ثيلا أي فيرنانديز، غاليسيًا (من الجلالقة). كانت والدته، كاميليا إمانويلا ترولوك أي بيرتوريني، ذات أصول إنجليزية وإيطالية بالإضافة إلى كونها غاليسية. كانت العائلة من الطبقة المتوسطة العليا، وقد وصف ثيلا طفولته بأنها كانت «سعيدةً جدًا لدرجة أنه لم يرغب في أن يكبر». عاش مع عائلته في فيغو منذ عام 1921 وحتى عام 1925، حين انتقلوا إلى مدريد. درس ثيلا هناك في مدرسة بياريست. في عام 1931، شُخصت إصابته بمرض السل ودخل إلى منشأة سانتاريوم الطبية في غواداراما، حيث استغل وقت فراغه من أجل كتابة روايته التي حملت عنوان جناح الاستراحة (بابيليون دي ريبوسو). بدأ في أثناء تعافيه من المرض بقراءة مكثفة لأعمال خوسيه أورتيغا أي غاسيت وأنطونيو دي سولي أي ريبادينيرا. كاميلو خوسيه شيلا (يمين) عام 1988. دارت رحى الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936 حين كان ثيلا بعمر 20 سنة ويتعافى من مرضه. كانت ميوله السياسية محافظة وهرب إلى منطقة التمرد. تطوع بصفته جنديًا لكنه جُرح ونُقل إلى المستشفى في لوغرونيو. مسيرته المهنية انتهت الحرب الأهلية في عام 1939، وأظهر ثيلا ترددًا حيال دراسته الجامعية، وانتهى به الأمر يعمل في مكتب للصناعات النسيجية. وهنا بدأ يكتب ما أصبح لاحقًا روايته الأولى التي حملت عنوان عائلة باسكال دوارتي، التي نُشرت حين كان عمره 26 سنة، في عام 1942. كان لدى باسكال دوارتي مشكلة في قيمة الأخلاقيات التقليدية وارتكب العديد من الجرائم، بما فيها جرائم قتل، لم يشعر حيالها بأي شيء. إنه في هذا الجزء يشبه مورسولت في رواية الغريب لألبير كامو. هذه الرواية مهمة أيضًا لأنها شكلت جزءًا كبيرًا في تحديد اتجاه الرواية الإسبانية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. أصبح ثيلا مراقبًا في إسبانيا الفرانكوية في عام 1943. ربما من سخرية القدر أن أشهر أعماله التي ألفها كانت خلال الفترة التي خضعت فيها كتاباته نفسها للتدقيق من قبل زملائه المراقبين، بما في ذلك روايته خلية النحل التي نُشرت في بوينس آيريس في عام 1951، ومُنعت من النشر في إسبانيا. تحتوي الرواية أكثر من 300 شخصية، وهي نموذج يوضح تأثير الواقعية الإسبانية (التي مثلها أفضل تمثيل ميغيل دي ثيربانتس وبينيتو بيريث غالدوس) والكتّاب المعاصرين الذين يكتبون باللغتين الإنجليزية والفرنسية، مثل جويس وباسوس وسارتر. تلخص أسلوبُ ثيلا –وهو شكل تهكمي وغريب من الواقعية– في روايته خلية النحل. منذ أواخر ستينيات القرن العشرين، ومع نشر سان كاميلو 1936، أصبحت أعمال ثيلا تجريبية بشكل متزايد. على سبيل المثال، كتب في عام 1988 رواية المسيح مقابل أريزونا، التي تروي قصة النزاع المسلح في أو كيه كورال في جملة واحدة معبّرة أكثر من مئات الصفحات. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%84%D9%88_%D8%AE%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%87_%D8%AB%D9%8A%D9%84%D8%A7
في ما وراء الذكرى "الوردة الضائعة"
BY الروائي سارادار أوزكان
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
في ما وراء الذكرى "الوردة الضائعة" ضحى عبدالرؤوف المل وعي ذاتي لإدراك الأنا، وعبور لحدود الحواس بل لفهم الذات وحثها على البحث عن الجوهر، وعن حقيقة الوجود وفيك" انطوى العالم الأكبر" فالإنسان عبر مسيرته الحياتية يكتسب صفات من حوله، لكن ما تحمله خلاياه وجيناته الوراثية لا يستطيع بترها إلا إذا فهم رحلة الحياة، وجعل من الوعي منارة ذات إشارات ضوئية يفهمها، بل ترشده إلى الطريق الصحيح، ليكتب "سيرة حياة على بياض" فهل من أحد يستطيع هذا وقد بلغ من العمر عتيا؟ أم أنه كما يقول سرادار أوزكان:" الأحلام هي خميرة الواقع" فتجارب الإنسان النفسية ترتبط بيولوجيا، وما يحمله في الوعاء الذاتي أو الداخلي من استنتاجات متعلقة بجوانب متعددة من سنوات حياته، فما طبيعة الوردة الضائعة و"رياضيات سماع الورد" إلا محاكمة النفس، واكتشاف الجوهر الحقيقي للروح ولوجودها داخل الجسد، فالتشابه الخارجي يحمل صفات واحدة، لكن التشابه الداخلي له برنامجه الجيني الذي لا يخطئ. إن رواية سرادار أوزكان التي ترجمها أنطوان باسيل هي رواية نفسية لحالة شعورية تترجم صورة من طبيعة علاقة الإنسان بالذات، فالروائي يشعرنا بتعدد الأزمنة، واختلاف الأماكن لخلق بناء متماسك يتجه نحو اكتشاف ماهية النص في صياغة استخدم فيها تقنيات تروي الأحداث، وتربطها بأسماء آلهة تعيدنا لزمن الأساطير التي تحمل في طياتها مقولات سردية قدمها للقارئ في تشابه روائي مع رواية" الأمير الصغير" حيث يقول اكزوبري في روايته: "لأن السكير يرى الأشياء مزدوجة، فحيث يكون جبل واحد يرى السكير جبلين" ويقول سرادار:" التقطت رسالة أمها الموضوعة إلى جانبها، وهي الرسالة التي جعلت الزجاجة الواحدة تتحول في غضون دقائق إلى زجاجتين في إيحاء بأنها مخمورة، وقد تكون توأمة الأشياء الداخلية هي مرايا نرى فيها الأخطاء في لحظات ضعف روحي ينعكس على الوعي". يقول أفانوف :"إن وعي وحدة الحياة يأتي تدريجيا ونتيجة لمحاكمات طويلة وتفكير مجهد أو لإلهام مفاجئ ووعي، وحدة الحياة يبدو للبعض وكأنه انكشاف للحقيقة يتأتى في أعقاب اكتساب الوعي الكوني". استطاع سردار فصل الوقائع السردية من خلال مخيلة شعبية استحضرها من حكايات تركية قديمة، وأساطير جعلتنا نتذكر حكايات جدتي، ونتساءل عن جحا ومفتاحه، وعن رواية الأمير الصغير ما هي؟ ماذا تقول؟ ما الذي قرأته ماريا في هذه الرواية، وجعلها تتخذ قرار مغادرة البيت" أغادر لأسترد وردتي" فهل الوردة هي أختها ديانا أم أن الوردة هي كل حق مكتسب نسعى لاسترداده، فنتجاوز المألوف، لنكتشف الأنا، ونعيد بناء الشخصية مع الحواس التي تتذوق كل جمال وجودي، في طرح موضوعي نفسي هدفه الأساسي الارتقاء الروحي، والبعد عن الغرور وعن المكتسبات الخطأ، فالطبيعة تمتلك قدرة هائلة للحفاظ على بيولوجيتها، لأنها بعيدة عن الانفعالات السريعة التي يعيشها الإنسان، لهذا فالسارد هنا يعطي الوردة أهمية الإنسان القادر على محاورة نفسه بل على محاكمتها أيضا، ليتم تطهيرها كي ترتقي إلى جوهرها الحقيقي، وتنفض عنها غبار الزيف اللاشعوري، والانفعال الهش بعيدا عن وردة جميلة" عدم القدرة على سماع الورود قصاص كاف لأولئك الذين يخفقون في سماعها" فاكتشاف الوعي الخفي للذات لم يقتصر على ديانا أو ماريا أو زينب، إنما هو وعي المؤلف أيضا، وكأنه يكتب سيرة حياة ليكتشف وعيا آخر، فجوهر التفكير الذاتي لا يمكن اكتشافه إلا من خلال خلق حوار مع آخر افتراضيا، لأن كل منا مسؤول عن وردته، والوردة ترمز إلى النفس التي تنازع صاحبها لتظهر الأنا بقوة" نهضت ديانا، وأضافت: سأقهر في يوم من الأيام هذا الألم كله، وأنجح في أن أكون ابنتك". إن للوردة الضائعة تأثيرا على المتلقي يختلف باختلاف القارئ، فالعناصر المكونة لها جمعها من مخزون معرفي ثقافي، واستطاع تفسيرها وتحليلها، واستخراج مقولات نفسية يتأثر بها القارئ، ليقوم بتفكيكها في اتجاهات مختلفة بدءا من ديانا والشحاذ، والرسام، والرسائل، وزينب، والوردة، لنبصر عمق المقصود. فلكل شيء في الكون لغة خاصة به " ثمة في الحقيقة قول مأثور أحبه وهو ما دام الوقت ينساب قدما، فالمستقبل الذي نحن مأخوذون به ما هو إلا ماض لم يُمس؟" فهو استعمل رموز ودلالات، فك معانيها يحتاج الدخول إلى اللاوعي، لنكتشف ما استند إليه في خبرته في علم النفس، وهنا لم يفصل نفسه روائيا بل كان في كل شخصية يدخل النص معنا في صلات مخفية، كما اعتمد على الحلم الفرويدي أساسا للرسائل التي وجهتها ماريا، مما جعل للقراءة سيكولوجية لها تطورات نفسية يسعى من خلالها إلى اكتشاف الذات بقوة، وكأنه يضعنا أمام فرويد، وفكرة الصراع بين حب الحياة وغريزة الموت، وبين الأنا والروح، والغرور والتواضع، والحقيقة والوهم، لكنه أخرج كل ذلك من قمقم مدينة أفسس، ليرمز إلى قوة البقاء وروح المحبة" وهي تجسيد للعبودية والانعتاق. أفسس المدينة التي تتداخل فيها التناقضات، المدينة التي هي إنسانية الروح الحية." سرد مشروط بالوجود الزمني المتنقل من مدينة تاريخية جرت فيها أحداث دينية إلى أسطورة ديانا الرومانية وديانا التركية، إلى اعترافات في رسائل حافظت على البنية الداخلية، واختزلت محاكاة هي المحور الأساسي للرواية، في حركية جعلت من دائرية الحبكة قادرة على تحديد اكتشاف السر بالمعنى الرمزي، وفي قدرتنا على التساؤل المقرون بسؤال أين وردتي؟ فهل لكل منا وردة يحتاجها، ليحاكي النفس الأمارة بالسوء، أو النفس اللوامة؟ إن سماع الورود يشبه عمل الحلم، وهذا خلق أسلوبا تعبيريا رقيقا غير مباشر لإخراج الحوار الداخلي إلى الخارج، كأنه في جلسات تنويم مغناطيسية في فنتازيا قادرة على إشباع القناعة للقارئ، لكنها رحلة في حديقة تشبه كوكب الأمير الصغير، فالتفكير الذهني محض تخمين لكنه نسبي" وهكذا لا يمكن الوصول على الأغنية الحقيقية عبر التخمين المحض للفكر، بل فقط من خلال الاستبيان علينا أن نفهم أولا أننا لا نسمع الورود بآذاننا بل بقلوبنا" فهل نسمع نداء مسجد الأقصى بقلوبنا؟ إن دمج الواقعية في المتخيل السردي لخلق أحداث تقدم رؤية مصطنعة تشبه عمل سرادار أوزكان، فهو جمع وروده في حديقة واحدة، لكنه جعل من أريج الورود عطرا مصطنعا، وقدمه لنا في عمل أدبي لجأ فيه إلى الوعي الثقافي الشخصي من خلال تجربته الشخصية العميقة في دراسة علم النفس، لأنه " لا بد من أن وجود الورود الاصطناعية، إلا لأن ثمة ورودا حقيقية موجودة" فوجودها لا يفعل سوى إبراز قيمتنا، فمن الذي يقلد أمرا غير ذي قيمة؟ فهل للأمير الصغير قيمة كبرى يجعلنا نقلده، ولكن بأسلوب يعكس الوعي، ليقترن بأخلاقيات اجتماعية راقية تعيد تصحيح مساراتنا، فنكتشف سر الوردة؟ Doha El Mol
×
الروائي سارادار أوزكان
سيرة شخصية : سردار أوزكان كاتب تركي. ولد في : إزمير 08/1975 تخرج من كلية روبرت، ثم حصل على درجة البكالوريوس من جامعة ليهاي، في بيت لحم، بنسلفانيا، حيث أكمل تخصصًا في التسويق وتخصصًا فرعيًا في علم النفس. وبعد أن أنهى دراسته عاد ليعيش في بلاده حيث عمل في مجال العلاقات العامة لمدة عامين، قبل أن يواصل دراسته في علم النفس في جامعة البوسفور بإسطنبول. وأصبح بروايته "العثور على الوردة" أحد أكثر المؤلفين ترجمةً في تاريخ الأدب التركي.
هو الشعر
BY الشاعر مروان الخطيب
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هو الشعر.. قراءة في كتاب" الصعود إلى بلقيس" للشاعر الفلسطيني مروان الخطيب. ضحى عبدالرؤوف المل يبدأ الشاعر الفلسطيني مروان الخطيب عنوان كتابه المؤلف من مجموعة قصائد شعرية توحي بحركة صعود رمزية تشير إلى الأعلى، أو إلى الانطلاق نحو مملكة بلقيس، حيث تتربع فلسطين على عرشها الأزلي ما بين السموات والأرض، ليقول لنا في قصيدته الأولى من الكتاب "هو الشعر" مفتتحا كتابه والقصيدة بقول كونفوشيوس:" ليكن الشعر البداية، ولتكن الأخلاق الحميدة الوسط ، ولتكن الموسيقا النهاية" فالارتحال من الزمان إلى المكان هو ارتحال مجازي نفسي مركب من الضيق حيث تعثر القضية الفلسطينية، والإحساس بالأمكنة العاجزة عن الاحتواء الفلسطيني الذي تعجز الأنفس فيه من قبول فكرة الاحتلال والارتحال، وحمل القلم للجهاد في سبيل تحقيق الحرية، فالشعر عند مروان الخطيب هو حالة تتنوع فيها المشاعر ما بين" حالة فريدة من النبض الأزرق" وما بين" لحم ودم، وابتهال أحمر الوجدان والخدين" فهو الكائن الماضي، والكائن الحاضر، والمصلي في كل الأزمنة والدهور" هو الشعر حيث تمتلئ الصور البيانية بالمشاهد الحسية المملوءة بالأسى الإنساني المشبع بالتمني" وبكل الصور المترعة بالحزن واللا إنسانية، والمتجولة بين هيروشيما وغزة والفلوجة، وبين صبرا وشاتيلا وتل الزعتر، وبين الخالدية ونهر البارد؟ فالمأساة الفلسطينية في شعره المترع بصرخة زرعت الدموع بحضن القمر، فهل من يسمع صرخة شعر فلسطينية صاعدة نحو السموات، أو حيث الجذور التي تنتمي إلى بلقيس، أو عرش سليمان التائه على الأرض؟. "وانقطع الحبل ..انسدت آفاق الدنيا، وانشل الوصل." تقاطعات شعرية ومعان ذات نكهة راعشة من لثم الأوراد، وما تحمله من تعليلات متأثرة بنزعة فلسطين، لا تكتفي بفلسطين المحتلة بل تصل إلى مخيم نهر البارد حيث عاش الشاعر فترة من الزمن، وتذوق من الترحال ما يكفي ليقول:" في خارطة الأرض الكبرى، فلجت أطرافي اليمنى واليسرى، والقلب تخطى الإسفنج، تفتت فيه الضوء، وصار فراغا، من دون صراخ أو همس" فالتلويح الرمزي في المعاني المسبوكة المصبغة بالعاطفة المرتبكة ما بين الوطن والمرأة، والأم والأب في معراج الريحان والموازنة في الخطاب، وما يشابهه من قوة سقوط تتناقض مع الصعود "سقط الطاغية المجزار، مات الفاشي الغدار، وتنهد بعد الليل الفاحم، صبح، حبر، ونهار، ليرتجل فجأة حيث تأتلف الحواس معاني مفرداته المنتظمة في التعبير عن الإحساس الفلسطيني بما يحدث فيقول: " هذي الأرض نبات الله، وصورة مريم والأخيار، وسيحرسها عدل المولى، من نيرون وماكيافلي وسترجع طوقا من غار". يقول الشاعر مروان الخطيب بعد سؤالي له: لماذا الصعود إلى بلقيس؟:" "الصُّعود إلى بِلقيس" يحملُ فلسفةَ المكانِ والزَّمان، عَبْرَ هذه التَّسميةِ اللَّافتة والدَّامجةِ بينَ الصُّعود كفعلٍ فيهِ رمزيَّةُ العلوِّ، وبينَ (بِلقيس)، المُدثَّرةِ بلبوسِ الحِكمةِ والجمالِ والنُّضوجِ، بكلِّ أبعادِهِ ومقاييسه، وهو الصُّعودُ إلى بِلقيس يكادُ يحملُ في التجلِّيات الشِّعرية أبعاداً فكريَّةً تُطِلُّ على كُلِّ قضايا الأُمَّةِ من بحرها إلى بحرها، ومن يابستها إلى يابستها، وعندَ هذا الحدِّ، أرى نفسي مُتلبِّساً بفلسطينَ وسواها من قضايا العربِ والمسلمين، وبالمرأةِ مرقى للجمالِ الآسرِ والمُشتهى، والسَّابحِ بينَ أبعادِ الأرضِ ومراقي السَّماء" . شخصيات بدأت مع بلقيس وكلمة كونفوشيوس، ولم تنته عند رغبة جلجامش أو محمد بوعزيزي، نيرون ميكافلي، أبي لهب ، هيروديا، باراك ودايان..وغير ذلك من أسماء شخوص تغلغلت في قصائده، واستطاعت خلق ترميز روائي قصائدي إيحائي، ليروي قصة الإنسانية منذ سيرة وجد حتى نداء الشام حيث حنين العطوش وبنضج فني يروي من خلاله "رواية عكا ، حيفا، يافا، والأقصى الدائخ من خذلان الأقزام" فالصور المتداعية من الوعي التاريخي هي جزء من شخصية المناضل الفلسطيني المتألم من ذاكرة لا تمحو أي تفاصيل فيها على مر الزمن" لن أنسى الجرح الأول والخامس، لن أنسى الغبراء وداحس، لن أنسى النهر البارد، تل الزعتر، والأغوار، والوجه المتشظي العابس، ومعابر حيف، لا ترضي إلا الاستعمار" ليستكمل كل الوجع الفلسطيني بوجع يلحق بالفلسطيني حيث هو في أي مكان موجود فيه على خارطة الأرض الكبرى" لن أنسى بيتي، مبخرتي، ومناديل الدمع الصارخ والصامد كالفخار، ألعاب صغيري وبكاء محمد، وهنا استوقفتني كمية الأحزان المتلاحقة حيث احتراق منزل الشاعر مروان الخطيب في نهر البارد طرابلس لبنان، وفقدانه مكتبته التي رثاها في أكثر من قصيدة، فهل فعلا كما يقول شاعرنا المتألم من كل ما يجري للإنسان بشكل عام، ولابن فلسطين بشكل خاص" في الدنيا، خارطة أخرى تشبه خارطة الطليان؟ من صورة لصورة يتسلسل القارئ في كتاب" الصعود إلى بلقيس" حاملا ذائقته موصولا بسلسلة شاعرية من هنا وهناك، وذاكرة الليلك، وتهجي هسيس الرمال، ليصل إلى طريق الرجوع حيث معنى القوافي محمل بالحب والطيوب الذي لم يفارق الوطن رغم الشوق المشتعل بنبض مذاب، فالرؤية النفسية للشعر مغموسة بقصائد رفع ترسها البياني، وإيقاعها المتكون من دبيب الشوق، ومخيمات العز والقدس السخية والجليل تاركا كل خائن لفلسطين" خارج القسم المدون بالدماء وبالذهب." مضيفا بذلك لغة سياسية مبطنة يرمز إليها بالذي خان العهد، وبزعيم خالد مجواد، فالبناء الموسيقي المتسارع في قصائده ناتج عن قوة الخطاب المتفجر من أعماقه الموجوعة التي جعلته يرسم نهر البارد في هيبة إنسان" ونور الحب الصاعد من رحم الأحزان" فالرؤى الشعرية ذات الأبعاد الفكرية المنادية بالإرث السامق بهدهد بصحو في أيار والقصة الكبرى مع عهد الله سليمان ، وسر الإنسان حيث أمسك بتكنيك وجداني محبوك بشعرية روائية تستفز القارئ، ليكمل القصائد بثورة ملحمية تبكي وتصرخ " يا رب، تتالت فوق الهامات النكبات، قيصر يكتب أحلام الهذيان" فالأسلوب الشعري اندمج مع التشكيل الروائي الغني بملامح الأحداث المحفوظة في قصائد ابن فلسطين، وابن المخيمات وابن نهر البارد وتكراره في أكثر من قصيدة رسم أبعادها بمواصفات المكان وتيه الزمان وتفاوت كل قصيدة في اشتداد النفس الشعري، والاسترخاء عند رفع الابتهالات إلى الله حيث السكون بعد حركة متواصلة لا تتوقف حتى في قصيدته" تراتيل الحنون" عنفوان في الصور الدرامية التي تشابكت فيها الرؤيا، وتمثلت بتجاذب المعطيات اللفظية والأخيلة التصويرية "من رؤيا التاريخ الساجد في حرمون" والوجوه البيانية المحلقة بلاغيا في فضاءات القصيدة المتنامية، وبما يتناسب مع جماليات الشكل والمضمون والإيقاع السريع المتباطئ فقط عند الابتهالات، فالموضوعية الشعرية انطلقت من الذات في حركة صعود هي صلة وصل واتصال بين السماء والأرض، حيث تصل الصرخة الفلسطينية إلى أقصى مداها وأبعادها مع الحفاظ على الرؤية الواقعية المستمدة من وجود الشاعر في نهر البارد" للنهر البارد قصة هابيل" لأن وضوح الفكرة في الصعود يقابلها السقوط لمن تهاون بحق فلسطين، وما بين التضاد في مفردات السقوط والهبوط " مشتعل حبك في أنحائي، يذروني، كازغب الثامل الهائم " فهل من نبرة شعرية تتأرجح ما بين حب الوطن وحب المرأة، والتمسك بهما، لتولد فلسطين متأصلة من رحم شعب يروي بلغة شعرية معاناة شعب تمنى الصعود إلى بلقيس . كتاب "الصعود إلى بلقيس" للشاعر الفلسطيني مروان الخطيب من إصدار مركز محمود الأدهمي الثقافي للتوثيق والأبحاث والمعلومات. Doha El Mol
×
الشاعر مروان الخطيب
الأديب في سطور مَروان مُحمَّد الخطيب - مواليد مخيم النَّهر البارد- طرابلس- لبنان، في 16/6/1965م. - دبلوم دراسات عُليا في اللغة العربية وآدابها( الجامعة اللبنانية). - دبلوم في الصيدلة من معاهد دمشق. – حائز شهادة تدريب لمدة عام في “الصحة النفسية”، من جمعية أطباء العالم الفرنسية/ لبنان 2009م. - مارس العمل الصُّحفي والإذاعي، ونشر أبحاثاً ودراساتٍ أدبية في العديد من الصحف والدَّوريات العربية. - كاتب في القسم الثقافي، في كلٍّ من صحف: الإنشاء، النُّهوض، ورأي اليوم. - عضو شرف في مجلس أمناء منتدى العلَّامة الدكتور مصطفى الرَّافعي الثقافي. - المدير الثقافي في جمعية النهوض الثقافية/طرابلس. - رئيس الملتقى الأدبي الثقافي الفلسطيني. مؤلفاته المطبوعة : 1- صهيلُ الأرجوان (شعر)، مكتبة الحوار، طرابلس لبنان، آب 2001م. 2- وانشقَّ القمر (شعر)، مكتبة الحوار, طرابلس لبنان، أيار 2005م. 3- المتنبِّي … متوجعاً (شعر)، مكتبة الحوار، طرابلس، لبنان، تموز 2009م. 4- وجعُ الذاكرة …! (نصوص)، مكتبة الحوار، طرابلس, لبنان، تموز 2009م. 5- رحيقُ المداد (دراسات في الأدب)، دار الإنشاء للصَّحافة والطباعة والنشر، طرابلس، لبنان، أيار 2010م. 6- ياسين الأيوبي : الشاعر، الناقد، والإنسان (إعداد بالإشتراك مع الشاعر هشام يعقوب) الملتقى الأدبي/نهر البارد، أيلول 2003م 7-الصعود إلى بلقيس (شعر)، دار الإنشاء للطباعة والنشر، طرابلس، لبنان، 2014م. -8 شوقٌ من لازورد(شعر)، المُلتقى الأدبي الثقافي الفلسطيني ومؤسسة للنهوض للثقافة والإعلام، طرابلس، لبنان، كانون الثاني 2017م. 9- شَهرزادُ والرُّؤيا السَّابعة(حِواريَّات)، دار ناريمان، بيروت، لبنان، آذار 2018م. 10- كأنك غزة ( شعر)، مؤسسة زاوية رؤية الثقافية، بيروت، لبنان، شباط 2024م.
«
23
24
25
26
27
»