Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
هل تقودنا الذاكرة الروائيَّة للانغماس
BY الروائي جبور الدويهي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هل تقودنا الذاكرة الروائيَّة للانغماس بالماضي؟ ضحى عبدالرؤوف المل ولكنْ بعد كل هذا الالتفاف نحو العائلة اللبنانيَّة المسيحيَّة تحديداً، والتي كانت تحيا بوئام وسلام قبل الحرب اللبنانية وبتعايش مع الأديان الأخرى، والتي تستحق هذه الحياة المفعمة بالمحبة والسلام رغم المسعى العبثي الروائي، لتكون (سم في الهواء)، وهي الماضي الذي نفث على الشعوب شتى الأمراض من التشتت للتمزق للجوء والنزوح الفلسطيني بداية ثم النزوح الآخر وهو الشغف بتحقيق السلام القائم على العائلة اللبنانيَّة بداية، وقيمتها الاجتماعيَّة حيث لعبت قديماً دوراً مهماً في تشكيل الجيل القارئ، والجيل الساعي للتعلم الذي يفقد قيمته حالياً في مستقبل تركه «جبور الدويهي» في روايته مفتوحاً نحو الموت حيث العزلة التي فرضت نفسها على المثقف قبل غيره. فهل كافح جبور الدويهي في الكتابة ضمن حياة عاشها هي الرواية الحقيقيَّة التي كتبها الزمن بعيداً عن غموض الخيال؟. في هذه المقالة، أقترح وضع الأسس التفكيريَّة في هذه الرواية التي اختصرت أو اختزلت عدة أزمنة في مسار ذاتي استكشفنا من خلاله الأسلوب التحليلي المرتبط بالذاتيَّة الروائيَّة بعيداً عن السيرة، ولكنَّ أخلاقيات اللعبة الروائيَّة لروائي كرس حياته للقراءة والكتابة، ولممارسة الفن الأدبي وفق تطلعات مستقبليَّة مرتبطة بالماضي الذي يراه جبور الدويهي من منظار الزمن الذي يصحح الماضي، ويجعل منه مدرسة لجيلٍ جديدٍ ينغمسُ أدبياً بتاريخ الأوطان التي قدمت الكثير من التضحيات في سبيل الحفاظ على ذاكرة تنبه على الكثير من الأخطاء التي وقع فيها الجيل القديم ويجب أنْ يتجنبها الجيل الجديد. فهل تقودنا الذاكرة الروائيَّة الى الانغماس في الماضي؟ وهل يقودنا الأدب الى عوالم متخيلة من ماضٍ عاشه الكاتب أو المؤلف؟ وهل (سم في الهواء) هي صدى كوروني فيروسي أصاب الكتاب بمقتل؟ رواية تمزج بين السرد الذاتي والتاريخي اللبناني لحرب هي كالخيال تمرُّ مرَّ الخاطر الضبابي غير المفهوم لماذا وقعت الحرب؟ وكيف؟ ولماذا الهجرة كانت قديمة في الشمال اللبناني تحديداً؟ فالرواية اتخذت شكلاً مثيراً للفضول من فكر دويهي المرتبط بعمل روائي أخير. ولدت فكرته من عزلة كورونيَّة، وعزلة مرضيَّة أضاءت الماضي وتركته يمر في ذاكرة الحاضر وفق التقاليد الأدبيَّة المختلفة التي تطور ت عند جبور الدويهي وفرضت هذا النوع من الروايات الحاضرة في الذاكرة اللبنانيَّة التي سنسميها روايات الذاكرة اللبنانية، حيث تتميز رواية في أسسها على الذاكرة في الحاضر والماضي، وبعدم التجانس بين الأزمنة المختلفة التي عاشها البطل الروائي الوحيد لعائلة كافحت لتعيش بكرامتها في زمن أنهكها، وتركها تتشرذم مع بطل أنهى حياته بالعزلة التي فرضت نفسها عليه. وهذه هي الحال مع الموقف الحياتي الذي يتخذه الفرد بعد مسيرة علمٍ أنهاها بطلها في سجن فجائي، وهو شبيه بالكتابة الأدبيَّة التي يعيشها الكاتب في حياته، ولا ينبغي للقارئ أنْ يعتقدَ أنها حياة تثير الانبهار، وتدهش من ينظر لحياة المؤلف بأنها صاخبة ومليئة بالتفاصيل. فهل العمل الأدبي الذي يقدم نفسه كوثيقة حرب في ماضٍ يعيد نفسه بأشكالٍ أخرى هو رواية تنتهي بموت صاحبها أو كاتبها؟ وهل العمل الواقعي هو محاكاة مرجعيَّة للخيال الذي نسترجعه من خلال الذاكرة؟.\ Doha El Mol
×
الروائي جبور الدويهي
جبور الدويهي، (1949 - 23 يوليو 2021) روائي لبناني من مواليد زغرتا، شمال لبنان. له نحو 15 عملا أدبيًّا ما بين رواية وقصة قصيرة، ووصلت روايته «ملك الهند» إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العام 2020، وأيضًا روايته «مطر حزيران» ضمن اللائحة القصيرة للبوكر العام 2016، فيما فازت رواية «اعتدال الخريف» بجائزة أفضل عمل مترجم عن جامعة أركنساس، وفازت «حي الأمريكان» بجائزة سعيد عقل 2015، و«شريد المنازل» فازت بجائزة الأدب العربي 2013. وتُرجمت رواياته إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية والتركية. وتم تكريمه عدة مرات لبنانيا وعربيا. سيرة حصّل الدويهي دروسه الابتدائية والثانوية في مدينة طرابلس. حائز على إجازة في الأدب الفرنسي من كلية التربية في الجامعة اللبنانية ببيروت وعلى دكتوراه في الأدب المقارن من جامعة باريس الثالثة (السوربون الجديدة). عمل أستاذ الأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية لحين تقاعده. كاتب افتتاحيات وناقد أدبي في مجلة L’Orient Express ومن بعدها في ملحق L’Orient litteraire الصادرَين في بيروت. وترجم عدة مؤلفات أدبية وعامة من الفرنسية إلى العربية. كما قدمت في أعماله العديد من الأبحاث والدراسات الأكاديمية والمقالات.مؤلفاته الروائية الموت بين الأهل نعاس، مجموعة قصص قصيرة، دار المطبوعات الشرقية، بيروت 1990، وطبعة ثانية عن دار النهار 2010 اعتدال الخريف، رواية، دار النهار، بيروت، 1995. (حازت جائزة أفضل عمل مترجم من جامعة أركنساس في الولايات المتحدة). ترجمت إلى الفرنسية والإنكليزية. ريّا النهر، رواية، دار النهار، 1998 عين ورده، رواية، دار النهار، 2002. ترجمت إلى الفرنسية والتركية. مطر حزيران، دار النهار، 2006. اختيرت ضمن اللائحة القصيرة لجائزة «بوكر» للرواية العربية في عامها الأول. ترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والألمانية والإنكليزية. «روح الغابة»، قصة للصغار بالفرنسية، دار حاتم، 2001 (حازت جائزة سان اكزوبيري الفرنسية لأدب الشباب). شريد المنازل - 2010 عن دار النهار حي الأميركان 2014 «طبع في بيروت»، دار الساقي 2016 ملك الهند - دار الساقي 2019 سم في الهواء - دار الساقي 2021 مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%8A%D9%87%D9%8A
الإنسان ذلك المجهول
BY الكاتب ألكسيس كاريل
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الإنسان ذلك المجهول ضحى عبدالرؤوف المل تندفع التعابير التفكيرية إلى البحث في كل معنى مختبئ بين طيات كتاب" الإنسان ذلك المجهول" للمؤلف الكسيس كاريل. ترجمة عادل شفيق. إذ يستدرج القارئ إلى نقطة الوسط، حيث تتمكن من الاستبصار في تحليلاته المبنية على علم ومعرفة وتدقيق، وبتطور اعتباطي شبيه بجملته التي يعتمد عليها في بناء نظرياته التي بدأت من الكل نحو الجزء، ليشرح المبادئ المعتمد عليها بسلاسة فكرية تتوسط فيها المفاهيم المعرفية والعلمية، حتى السلوكية للإنسان الذي استطاع الانتقال معه وبه، من مرحلة إلى مرحلة، لكن دون الاهتمام كما ينبغي بالجسم الإنساني وعلومه الحياتية، إن يتطور لمصلحة الإنسان، وبعمق فكري و نقدي، فلو أن جاليلو أو نيوتن أو لافوازيه وجهوا قواهم العقلية نحو دراسة الجسم والوجدان لكان من المحتمل أن يختلف عالمنا عما هو عليه الآن." فهل يحاول اليكسس كاريل اكتشاف الجسم الإنساني الأثيري غير المرئي ليحصل على أجوبة يثيرها الوجدان، ولا نعرف حتى الآن كيف يحدث هذا، أو كيف يضعنا أمام المشاعر التي تدفع بنا نحو الشعر أو الأدب أو حتى نحو الحب والكره وغير ذلك؟ نحرم أنفسنا من ضرورات الحياة التي تمنحنا الجمال والراحة النفسية والوجدانية والعقلية، بدون مبررات مفيدة، إذ يبدو حسب تحليلات اليكس كاريل ميل الإنسان نحو التفكير المادي في الحياة، ليختصر من المادة، ويمنح المادة نفسها طموحاته التي لا حدود لها، حيث تتسع أبعاد أنانيته الطامحة إلى الكسب السريع مندفعا بذلك نحو الحياة التي تدر له الترف، وبعصرنة نقبل منها السكن في ناطحات السحاب التي تبنى لتوفير القيمة المكانية والمالية للأبنية الحديثة، بينما يستطيع الإنسان التحرر من كل هذا للبحث الفعلي في قيمته إنسانا قبل أن يؤمن بتسخير كل ما حوله لخدمة راحته دون التفكير في حياته التي يخسر منها البيئة الصحية المساعدة في الحفاظ على الإنسان" وهكذا يتضح أن من خططوا هذه المدن لم يقيموا وزنا لخير سكانها" فهل يلقي الضوء على المؤثرات البيئية وأضرارها على الإنسان، ونحن ندرك هذا بوعي راسخ مع كل هذه الملموسات التي يضعها أمامنا بأسلوب تبسيطي يثير بالقارئ التوغل أكثر في كتابه، لنفهم معادلته النهائية التي يريد تقديمها في هذا الكتاب . هل نتدهور نحو الانحطاط لما نفعله في طعامنا وشرابنا وحياتنا الآخذة برسم مصير إنساني نراه بالتفكر والرؤية المتسعة ؟ إن ما يقوله أليكس كاريل بسيط بساطة المنطق الذي يتحاور معه القارئ، ضمن الحقائق التي يعيش معها الإنسان، ويتعايش معها دون الاهتمام بوجوده الحقيقي الذي هو أسمى من كل ما يفعله لتوفير المال، أو لجني الأرباح دون الاهتمام بالمصير المعاكس مشيرا بذلك إلى مساوئ الدعايات الإعلانية، وما تبتغيه من تسويق لا يهتم لصحة الإنسان، إنما لجني الأرباح الطائلة فقط حتى ولو على حساب ما يؤكل ويسيء للإنسان نفسه، مثال ذلك" لقد أوهمت الدعاية الجمهور أن الخبز الأبيض أفضل من الخبز الأسمر، وهكذا ينخل الدقيق مرة بعد أخرى بدقة ليجرد من عناصره الغذائية النافعة، وعلاج الدقيق على هذا النحو يجعل في الإمكان الاحتفاظ به فترات أطول، ويسهل صناعة الخبز، وبذلك يستطيع أصحاب المطاحن والمخابز أن يحصلوا على نفوذ أكثر، ومن ثم فإن سكان البلاد الذين يتخذون من الخبز غذاء أساسيا آخذون في الانحطاط والتدهور" أنانية مطلقة في الدوافع المبنية على تيسير خطة الكسب المادي، وجشع أصحاب العقول، أو كما يقول اليكس كاريل:" إن شراهة الأفراد الذين وهبوا ذكاء كافيا يمكنهم من خلق تهافت الجمهور على طلب السلع التي لديهم." وهذا يضعنا أمام تساؤلات ترتكز على الإنسان ومعلوماته غير الكاملة التي تحتاج إلى البحث والتحليل والاستنتاج، ليرفع من قيمته الإنسانية، وبالتالي ليحافظ على وجوده كفرد سليم معافى يعيش الحياة كما ينبغي، فهل نستطيع الوصول إلى هذه المفاهيم التي تحتاج إلى عمل دؤوب وسعي يحتاج لطاقة قصوى ومجهود جبار من الفرد والجماعة، ليرتقي الإنسان نحو ذاته، أي عالمه الداخلي قبل الخارجي، وهنا يحتاج القارئ إلى العودة لبداية الكتاب الذي يبحث عن العالم الداخلي والخارجي، لتتوازن معرفته ويمحو الجهل المعشش فيه ولا سيما أنه امتلك الوقت، واستطاع تغيير أنظمة حياته التي باتت تشكل خطرا عليه معترفا بوجود المجهول كأننا" في قلب دغل سحري لا تكف أشجاره التي لا عداد لها عن تغيير أماكنها وأحجامها ". تختلف الطبيعة الفكرية من إنسان إلى إنسان آخر، كما تختلف بصمات اليد والعين في الحس والبصر والتميز" فإن الإنسان سيظل غير قابل للرؤيا" وما هو خارج مملكة العقل يبقى غامضا مبهما، لأنه لا يوجد شيء بوضوح و" كلما ازداد سمو الأخصائي في فنه ازدادت خطورته" فالفكر والتفكر ركيزة الإنسان بل هو ركيزة انطلاقته نحو المعرفة ومن ثم العلم، إذ "لا يوجد إلا أشخاص قلائل جدا يستطيعون اكتساب معلومات نافعة في عدة علوم مختلفة ويحسنون استخدامها" وهذا يؤكد أن ما من اختصاصي علمي يكتمل دون المعرفة بالخصائص المختلفة من العلوم كافة، حتى الفن والأدب، لتنضج العقول وتكتسب قيمة" إدراك أهمية الأجزاء في النظام الكلي إدراكا كاملا" وفي هذا وقفة تأملية، حيث يدفع الكاتب اليكس كاريل القارئ إلى الإبداع العقلي والاهتمام له من الدولة أو المحيط " لأن الأفراد القلائل الذين وهبت لهم الطبيعة تلك القوى الاستثنائية يعيشون في ظروف تحول بينهم وبين الإبداع العقلي" وفي هذا وضوح فكري يثير تساؤلات تقتضي البحث في نوعيات العقول التي يقول عنها:" العقول المركبة مثل العقول التحليلية ضرورية" لأن" الحياة العصرية تناقض الحياة العقلية" ولأن" العقل الإنساني قادر على حفظ عدد معين فقط من الحقائق، فهل استطاع لمس التفكير الإنساني الذي يصفه بالمجهول أمام كل هذه التحليلات التي يقدمها للقارئ في كتابه "الإنسان ذلك المجهول"؟ يندهش القارئ من سلسلة التحليلات التي تبدأ من درجة الصفر صعودا حتى درجة الصفر نزولا، فالإنسان ذلك المجهول ما من تعريف له، ولكن نظريات وتقارب وتحليلات عقلية متقاربة، لأن وجه الشبه بين الصورة وأصلها يعود إلى اختيار التفاصيل لا إلى أعدادها فطبائع" الإنسان خاضعة لعقله" والعقل تركيبي وتحليلي وواع وغير واع، وهذا ينعكس على الشكل الخارجي للإنسان، لأن دلالات الصفة الخارجية تنعكس على الداخل إذ" في استطاعة كل إنسان أن يطلق على وجهه التعبير الذي يختاره، ولكن لا يستطيع أن يحتفظ بهذا التعبير بصفة دائمة" مما يؤكد على أن الإنسان يحمل في شكله مضمونه، فوجه كل شخص يفصح إفصاحا تاما عن وصف جسمه وروحه" فتحليلاته في هذا الكتاب مبنية علميا على ما هو معرفي، وما هو علمي، لنغوص معه في استكشاف الإنسان، أو بالأحرى استكشاف أنفسنا وتفاصيلها المتعددة بصورها العمرية أو الزمنية التي ترتسم على الجسد أو الوجه عبر المشاعر والحواس والفهم الحياتي لطبائع أنفسنا. لا تنفصل الأحاسيس الإنسانية عن الوجدان حتى في حالات المرض أو فقدان العقل، إذ يرتبط الجسد بالوجدان ارتباطا كاملا من حيث الحس والإدراك والتفكير معتبرا بذلك أن الجسم والروح هما وجهان لشيء واحد استخلصتهما وسائل مختلفة " لأن مبدأ التناقض الوجودي هو أساس المادة والعقل معا مستنكرا عدم تجانسهما، في حين أنه يوازن بين العقل والحس الأدبي، إذ يمكن تنميته بالتعليم والنظام" فالجمال الأدبي يفوق العلم والفن من حيث إنه أساس الحضارة، لأن الإحساس بالجمال فطرة يولد بها الإنسان، فهو مذ وجد في هذه الدنيا استطاع الإحساس بمواطن الجمال في ذاته وفي الكون . كتاب الإنسان ذلك المجهول يخترق سراديب الإنسان، ليضيء على مراحل تكويناته، ربما يستطيع بذلك تقديم المعلومات المعرفية، ليؤثر بالبناء الإنساني من خلال ما قدمه من نقاشات منطقية جمالية تتبعها بتأملات وتفكر في الإنسان الذي نجهله، ونعرفه في آن واحد. Doha El Mol
×
الكاتب ألكسيس كاريل
ألكسيس كاريل (Alexis Carrel) كان طبيبًا جرّاحًا فرنسيا، ولد في 28 يونيو 1873 وتوفي في 5 نوفمبر 1944 في باريس، حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1912، ومن أشهر كتبه كتاب (الإنسان.. ذلك المجهول)، الذي يضم تجاربه عن الإنسان والحياة. نظرة عامة ولد كاريل في في مدينة ليون الفرنسية. مارسَ الطبّ في فرنسا وفي الولايات المتحدة في جامعة شيكاغو وفي معهد روكفلر للأبحاث الطبية (الذي عرف لاحقاً بجامعة روكفلر) في مدينة نيويورك. طوّر كاريل أساليب جديدة لخياطة الأوعية الدموية، وكان رائداً في نقل وزراعة الأعضاء الحيّة وفي جراحة الصدر. كان كاريل أيضاً عضواً في عديد من المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية، إسبانيا، روسيا، السويد، هولندا، بلجيكا، فرنسا، الفاتيكان، ألمانيا، إيطاليا، واليونان. كما حصل على الدكتوراة الفخرية من عدد من الجامعات مثل جامعة الملكة في بلفاست بأيرلندا الشمالية، جامعة برينستون، جامعة كاليفورنيا، جامعة نيويورك، جامعة براون، وجامعة كولومبيا - نيويورك. قام كاريل بالتعاون مع الطبيب الأمريكي شارلز غوثري في أبحاث تتعلق بخياطة الأوعية الدموية ونقلها. كذلك نقل الأعضاء الحية، بما فيها الرأس. ونظراً لجهوده الكبيرة في ذلك، فقد منحَ جائزة نوبل في الطب عام 1912 أي قبل أندلاع الحرب العالمية الاولى. ويتناهى لنا بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها، وحررت المناطق الفرنسية التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال الألماني، أنه قد تم توجيه اصابع الاتهام اليه بالخيانة والتعاون مع العدو إبّان الحرب، لكنّه مات قبل صدور المحاكمة. ألكسيس كاريل وحادثة لورديس كاريل في عام 1912 في عام 1902 تحول ألكسيس كاريل من كونه مشكك في الرؤى والمعجزات التي تم الإبلاغ عنها في مدينة لورد ليصبح مؤمنا كاثوليكيًا وبالشفاء الروحي بعد أن شهد شفاء ماري بايلي الذي لم يقدر على تفسيره. المجلة الكاثوليكية «لو نوفاليست» ذكرت أنها عينته كشاهد رئيسي على علاجها. ألكسيس كاريل رفض أن يهمل شرح أمر خارق للطبيعة وأكد على معتقداته بإصرار، حتى ألّف كتابا يصف تجربته على الرغم من أنه لم يُنشر حتى أربع سنوات بعد وفاته. وكان هذا يضر بمسيرته وسمعته بين زملائه الأطباء، وشعر انه ليس لديه مستقبل في الطب الأكاديمي في فرنسا، فهاجر إلى كندا بقصد الزراعة وتربية الماشية. بعد فترة وجيزة، قبل التعيين في جامعة شيكاغو وبعد ذلك بعامين عيّن في معهد روكفلر لدراسة الطب. مؤلفاته الإنسان ذلك المجهول ((1935)): لست فيلسوفاً، ولكنني رجل علم فقط، قضيت الشطر الأكبر من حياتي في المعمل أدرس الكائنات الحية، والشطر الباقي في العالم الفسيح أراقب بني الإنسان، واحاول أن أفهمهم، ومع ذلك فإنني لا أدعي أنني أعالج أموراً خارج نطاق حقل الملاحظة العلمية...) تأملات في مسلك الحياة مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%84%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8%B3_%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%84
التعبير الدلالي في اللفظ الشعري
BY الشاعر سلمان زين الدين
9.1
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
التعبير الدلالي في اللفظ الشعري ضحى عبدالرؤوف المل يستجيب الشاعر "سلمان زين الدين" للتغيرات الشعرية في ديوانه "أحوال الماء " مانحا كل تغيير بين قصيدة وقصيدة اخرى التعبير الدلالي في اللفظ الشعري، والمعنى المتدفق المتشكل من التكوين الخاضع للقاعدة الفكرية للماء والشعر القابل للمقارنات. مع الاهتمام بالتركيب الايقاعي للفت الانتباه الى أحوال القصيدة التي تجري معانيها جريان الماء في باطن الارض، وبفن لغوي حدده بصفات الماء وتركيبته، للاستدلال على اهمية الخصائص البنيوية للقصيدة ذات الاجراس المتصلة باللفظ والمعنى، والحس الجمالي المشتق من الصور البلاغية بين المتخيل والحالة الواقعية للماء وقوته، وضعفه واصراره على دورة الحياة الكاملة التي تشبه الإنسان في بعض منه اذ لم نؤكد على الكل ، فالرمز الوظيفي في القصيدة هو للهيمنة على العلاقات الشعرية وقيمتها الحقيقية، لبث المعنى روحية الماء او الحياة بشكل مجازي " للماءِ أحوالٌ، مقاماتٌ لي.. هوَ غيمةٌ تبكي على الأرضِ الَّتي ماتَتْ فَتحيا في الشتاءْ وهْوَ الدموعُ الهامياتُ الهاطِلاتُ من السَّماءْ وهْوَ الثُّلوجُ البيضُ تغْزِلُها الرِّياحُ الهُوجُ ثوبا للعروسِ الأرضِ في يومِ الزِّفافْ" فهل من قيود لغوية تركها سلمان زين الدين في الاحرف ذات المخارج الصوتية التي توحي بأحوال الماء؟ أم ان لمعاني بعض الكلمات رؤية مجازية اخرى ؟ تلعب محاكاة الطبيعة دوراً مهما في القصائد حيث تتفاقم الرؤى في بعض الأحيان المستوحاة من عنصر الطبيعة ذات الايقاعات غير المتوقعة، لتحفيز السمات الشعرية او الترابط المنطقي بين معنى ومعنى دون كسر في الانسجام اللفظي المنساب على وتيرة واحدة في الغالب هي الموسيقى التلقائية الناتجة عن وقع الحروف في النفس ، مما يمنحها جزالة ترتقي الى نوتات قطرات الماء مع الحفاظ على التقنية الاختزالية " حاملًا صخرتَهُ الكبرى على ظهرِ لَواهُ العمرُ وَاسْتَلْقى على عاتقِهِ فيلُ الزَّمانْ خرجَ الصيّادُ من منزلِهِ يطلُبُ رزقًا كلّما طاردَهُأرخى لِساقيْهِ العِنانْ ورمى في غمرةِ البحرِ شباكًا طالما أمعنَ في تقريضِها فأرُ المكانْ." فهل من علاقات دلالية مختلفة ترتبط بالتعبيرات والترادف والتضاد؟ أم انه يحاول اثارة الاهتمام بالمتغيرات الحياتية الإنسانية التي يعيشها الفرد بتكرار لجوهر اسس الجمال؟ قد يجعل سلمان زين الدين في القصائد كلها خيطاً دلاليا هو عنوان للحياة التي تتفرع من الماء وهو العنصر الاساسي للبقاء وهو فتنة الغموض التي تختصر تحولاته من الماء للثلج للندى للدموع ." وَحينَ تَناهى إلى سمعِها أنّهُ أغمضَ المقلتَيْنِ وألقى عصاهُ وقدْ تعبَتْ من خطاهُ الدروبُ عراها الشّجى واستيقظَتْ من كَراها الدموعُ وراحَتْ تُيَمِّمُ شطرَ الخدودِ وتُوقِظُ، من نومِهِ، الوردَ كي يَذرُفَ العطرَ حزنًا عليْهِ لعلّ الدموعَ العطورَ تُعيدُ الحياةَ إليْهِ" فهل الخيط الدلالي بين الماء واحوالها هو الطبيعة والحياة؟ يمثل رمز الماء فكرة مجردة ذات اوصاف مجازية اخرى منها الميتافيزيقي ومنها النوع او ما تنتجه الماء في الطبيعة والانسان ، بتراكم لاسماء وافعال واصوات تتنوع فيها الفصول مع اهتمامه بشكل القصيدة، وبنيتها من الفكرة الكاملة الى الجزئية، وما يمكن ان نستخلصه من حكمة الماء في اجزاء هي مقاطع الحكمة المستخلصة من اكسير الحياة او عنصر البقاء على الارض مع اهتمامه بتكرار الاصوات المتحركة والساكنه كالعواصف او الرياح :" وَتَبْكي السَّماءُ على الأرضِ فَصْلَ الشِّتاءْ فَتَشْرَبُ ماءَ عُيونِ السَّماءْ وَحينَ تَنامُ العُيونُ وَتَغْفو يُفيقُ منَ النَّومِ نبعُ البُكاءْ" فهل من تناقض بين الماء واحوالها؟ ام هو يحاول ابراز التشابه والتناقض بين الماء والحياة، رغم ان الماء هو اساس الحياة بينما ايقاعاتها في كل احوالها المختلفة هي الموسيقى التي توحي بالوجود الكلي للاشياء على الارض، الشبيه باقتران المصطلحات الشعرية مع المجازيات ، وبسلاسة ذات اختصارات في المعنى، مما يجعل من كل قصيدة في الديوان معزوفة مائية او موسيقى لتهر او لبحر او لدمع او لفراشة هي المعنى الحقيقي المرتبط بالقصائد الاخرى " منْ أيــْــنَ لي لُغــَـــةٌ مُقَدَّسَةٌ تَليـقُ بِذَلِكَ المَعْنى وَالمُفْرَداتُ تَنوءُ بِالتَّعْبيرِ عنْ أسْمــائِكِ الحُسْنى أنْتِ الَّتي لِوُجودِها في الكَوْنِ أغْدو أعْشَقُ الكَوْنا أنْتِ الَّتي لِجَمـــالِ عَيْنَيْها أَراني أعْبــــُــدُ الحُسْناَو ولكِ ما أطْلَقْتُ صَوْتًا أوْ صَدًى، لَوْلاكِ ما كُنّا أنتِ الفَراشَةُ حَوْلَ قِنْديلي تَحــــومُ وَبي أنا تَفْنى عُمْري عَلى قَدَمَيْكِ أَنْثـُـرُ وَرْدَهُ كي أُدْرِكَ الأمْنا" فهل من مقارنات بين النفس وتغيراتها واحوال الماء؟ Doha El Mol
×
الشاعر سلمان زين الدين
سلمان زين الدين أديب، شاعر، ناقد، ومفتش تربوي. - وُلِدَ في كوكبا قضاء راشيا سنة 1959، وتلقّى دروسه الابتدائية في مدرستها، والمتوسّطة في مدرسة مجدل بلهيص الرسمية، والثانوية في بيروت، والجامعية في الجامعة اللبنانية. - مارس التعليم في المرحلتين الأساسية والثانوية، من العام 1978 حتى العام 1992، و انتقل الى التفتيش التربوي، بعد فوزه بالمرتبة الأولى في لبنان، بين المرشحين المتخصصين في اللغة العربية وآدابها ممن خاضوا المباراة في العام 1992. - شارك في تأليف كتاب "التربية الوطنية والتنشئة المدنية"، الصادر عن المركز التربوي للبحوث والانماء، الى جانب نخبة من المؤلفين، وتوزّعت مشاركته على التأليف والقراءة والتنسيق. - شارك في عضوية لجنة تحكيم "جائزة الإبداع الأدبي" التي تمنحها مؤسّسة الفكر العربي. - وقف على منابرمجموعة من الأندية الثقافية العريقة محاضراً أو ناقداً أو شاعراً، نذكر منها: ندوة الخميس، حركة الريف الثقافية، الكلية الشرقية، مجلس قضاء زحلة الثقافي، النادي الثقافي العربي، جمعية محترف الفن التشكيلي، والجامعة الحديثة للادارة والعلوم، دار الندوة، المكتبة الوطنية في بعقلين، الحركة الثقافية في أنطلياس. منتدى الربيع الأدبي، بيت العزم في طرابلس، مركز الصفدي الثقافي، منتدى قاف الثقافي، الملتقى الجامعي، منتدى المعارف الحكمية. - كتب في الصفحات الثقافية لجرائد: النهار، السفير، الأنوار، الأنباء، الحياة، إندبندنت عربية، والقدس العربي. وفي مجلات: الناقد، النقاد، دبي الثقافية، نزوى، الفيصل، والعربي. وتمخّضت عن هذه الكتابة مئات المقالات، والدراسات، والمتابعات النقدية والثقافية. - أُجريت معه عشرات المقابلات الصحافية والتلفزيونية حول نتاجه الأدبي، والهمّ الثقافي بشكل عام. صدر له: 1- "القناديل والريح"- نصوص ريفية، حركة الريف الثقافية 1997. دار نوفل، طبعة رابعة 2009. دخلت أكثر من نصف نصوصه في الكتب المدرسية، في القطاعين العام والخاص، واختير كتاباً للمطالعة من قبل المركز التربوي للبحوث والانماء. 2 - "قفص الحرية"- نصوص ريفية، دار نوفل 2007. اعتبره الناقد محمود شريح مفكّرة ريفية جديدة، ووضع الشاعر الكبير جورج شكور صاحبه في مصاف أمين نخلة وفؤاد سليمان. 3 - "زادٌ للطريق"- مجموعة شعرية، حركة الريف الثقافية 2002. 4 - "أقواس قزح" - مجموعة شعرية، دار نلسن 2012. 5 - "شهرزاد والكلام المباح" - نقد روائي، الدار العربية للعلوم ناشرون 2010. 6 - " حين يروي شهريار" - نقد روائي، الدار العربية للعلوم ناشرون 2010. 7 - " بلغني أيها الملك السعيد" - نقد روائي، الدار العربية للعلوم ناشرون 2013. 8 - " كان يا ما كان" - نقد روائي، الدار العربية للعلوم ناشرون 2013. 9 ـ "ضمائر منفصلة" – مجموعة شعرية، دار نلسن 2015، حازت على جائزة سعيد عقل للإبداع من جامعة سيدة اللويزة في 1/12/2015. 10 ـ "دروب" ـ مجموعة شعرية، دار نلسن 2016، حازت على جائزة سعيد فياض للإبداع الشعري في 22/10/2016. 11 ـ "يا سادة يا كرام" (قراءة في 60 رواية عربية) – نقد روائي، منشورات ضفاف، مكتبة كل شيء، كلمة، منشورات الاختلاف، 2017. 12 - "أحوال الماء" - مجموعة شعرية، منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف 2019. 13 ـ "في مهب الرواية" – نقد روائي، دار جامعة حمد بن خليفة 2020. 14 ـ "في الرواية العربية" – نقد روائي، الدار العربية للعلوم ناشرون 2021. 15 ـ "في الرواية العالمية" – نقد روائي، الدار العربية للعلوم ناشرون 2021. 16 ـ "حكايات شعرية" – أدب أطفال، دار جامعة حمد بن خليفة 2022. 17 ـ "تفاح" – مجموعة شعرية، الشركة الوطنية للمطبوعات 2023. 18 ـ "عصافير"- مجموعة شعرية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة الإبداع العربي 2024. 19 ـ "على ذمة الراوي العربي" – نقد روائي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2024. 20 ـ "على ذمة الراوي الأجنبي" – نقد روائي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2024. 21 ـ "أسئلة الرواية الفلسطينية" – نقد روائي، مركز ليفانت للدراسات والنشر الاسكندرية 2024. - وله مخطوطات شعرية، وقصصية، ونقدية. صدر عنه: 1 - "الرؤية الفنية في شعر سلمان زين الدين" للدكتورة جنان بلوط، دار نلسن .... 2 ـ "جذوة من ثلوج جبل الشيخ" (قراءة في شعر سلمان زين الدين)، عمر شبلي، دار نلسن... الرسائل الجامعية: 1 ـ "القلق في الشعر اللبناني الحديث / خليل حاوي وسلمان زين الدين أنموذجين"، رسالة دكتوراه للباحثة فريال الحاج دياب، الجامعة الإسلامية 2022. 2 ـ "الرومنطيقية في الشعر العربي الحديث / جبران خليل جبران وسلمان زين الدين أنموذجين"، رسالة ماستر بحثي للطالبة نوال عجيب، الجامعة اللبنانية، 2023. 3 ـ "تداولية الخطاب الشعري وأبعاده الاجتماعية والنفسية في مجموعة "دروب" لسلمان زين الدين"، رسالة ماستر بحثي للطالبة فاطمة حمزة، الجامعة اللبنانية 2023. الجوائز 1 ـ جائزة سعيد عقل للشعر من جامعة سيدة اللويزة عام 2015. 2 ـ جائزة سعيد فياض للإبداع الشعري عام 2016.
النغمة الشعريَّة وانسيابها الاختزالي
BY الإعلامية نادين الأسعد فغالي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
النغمة الشعريَّة وانسيابها الاختزالي ضحى عبدالرؤوف المل تبتعد الشاعرة نادين الاسعد فغالي عن التعقيد في القصيدة، لتمنحها الظل؛ أي الحياة المرادفة لوجودها الحقيقي، للتأكيد على الشاعرية المرادفة لتحديد النغمة الشعرية وانسيابها الاختزالي، وبخصوصية تعبيرية ترتبط بالمحتوى البلاغي السهل الممتنع المعتمد على الإيقاع أو النغمة. لتعطي صوتاً خفياً للكلمات، وبتدريج أنثوي مثالي الصورة دون خلطٍ في المفاهيم الشفويَّة الصامتة. لتنسكب المعاني مستحضرة بقوة الموسيقى الشعرية المحافظة على روحية المعنى بعيداًعن عقدة الإيقاع الضمني مسكنة البعض، ومزهوة بالبعض الآخر. لتعطي القصيدة صوتاً شعرياً خاصاً يعتمد على الحركة وسكونها، وكأنَّ القصيدة هي السلم الموسيقي الذي تعزف من خلالها قصيدتها “كل عمري الآن يزهو وعلى ثغري ابتسام هات عينيك، حبيبي ورموشاً كالسهام لغة العينين ذابت وعلى جفني تنام كل حاء، كل باء كلها رف حمام..” متآلفة مع مكونها الشعري المتأصل في الأصوات للحروف داخل الكلمات مثل “رموشاً كالسهام، لغة العينين، ذاق الهوى، افلتت الزمام الخ.. فهل يمكن كسر الإيقاع في قصائدها الأخرى؟ تفتح نادين الاسعد فغالي الستائر لقصيدتها كي يتخيلها القارئ كظل إيمائي يتراقص مع المعاني، لتكسر الغموض بينها وبين قارئ قصيدتها، كأنه يسمعها ويراها بموضوعية الأنثى التي أطلقت المعاني وأيقظتها من غفوة الحلم الى الواقع “لن أهزك كي لا يتساقط ظل القصيدة ولن أعطي وصفاً كاملاً لعربات الريح التي يجرها كفاك ولروعة اللآلئ في عينيك ولحديث الأصداف عنك في صالونات البحر..”. إذ تبتعد نادين عن الفضفضة الشعرية أو بالأصح الزخرفة الزائدة الانفعالية، تاركة المشاعر في وجدان القصيدة تنطلق بحرية من دون إسفاف لغوي، بل! تسلط الضوء على نغمة الكلمة وسهولة معناها مع الاهتمام بالاندماج الشعري مع قيمة المعنى كالظل في العنوان والحياة المرادفة للضوء. إذ بدون الضوء ما من ظل يحيا، أو بمعنى آخر من دون وجود الشاعر ما من قصيدة تولد “بعدما طوقت اللغة وحدقت في عينيك نسيت ما تعلمت بلحظة نسيت آيات الغزل”. فهل من ارتباط بين الكلمة وظلها او معناها او بين الحياة والكلمة في قصيدة تشبه “الرجل الذي يبيت على منزلق الفاصلة ويلقي خطاباته على صهوة الفتحة ويسوق أحرف الجر الى ساقية القصيدة ويشرب قهوته معي على كتف الألف”. عاكسة ميولها الحياتية على ميولها الشعرية بتمثلات مختلفة هي لفتة شعرية نابضة بالإيماء دون انقطاع في مدى النغمة، وجمالية لحن القصيدة في صوتها الشعري الصامت. فهل القصائد في ديوان نادين الاسعد تغني ذاتها؟. تنطلق بنا في قصيدة “أيا رجلاً” الى المعرفة بالآخر من خلال الأنا المتوازنة في قصائدها، وبشكل وثيق بالتحديث والعولمة والترجمة ورياح الرغبة التي تهب في الزمن الحديث أو في القصيدة المعاصرة، فالتحرش بالعولمة هو الانقضاض على الوسائل التقنية في التواصل السريع الذي فرض الخلط بين الجيد والسيئ أو الذي لا يفرق بين الغث والسمين، وبين الواقع والافتراض الذي استحوذ على تحديث الانوثة وفق نهج شعري تُلاطف به الرجل وتنتقده في آنٍ، فيكون بذلك متغيراً زمنياً يبحث عن التجدد، كالقصيدة الخالية من الفهم الحياتي أو المعرفي والقصيدة الغنية غير القابلة للتحديث، لأنها تجدد بذاتها من تلقاء نفسها مع المعنى المتغلغل فيها لتحقق انتصاراً على الذات، بتحديات بلاغية غير ثابتة بل متحركة مع الزمن او مع العولمة من خلال المعرفة “أيا رجلاً يحاول أنْ يتحرش بالعولمة لا يميز بين القراءة والمعرفة وبين اللغة والترجمة وبين التحديق والدهشة وبين أمور الحب وأمور الفراش”. وهذه رسالة ضمنية متنوعة في نسيجها المرن وذات كينونة استثمارية، أي تحديثيَّة تثمر عبر الزمن الذي أمسكته فيها لتبقيه طي الحاضر. فهل من تطويع في لغة هذا الديوان المتنوع في الأساليب الشعرية حيث “مذهل أنت آتيك كمن ذاق طعم الخمر كمن سره لسع الثمل”؟ لا يمكن رصد الحركة الشعرية في ديوان “ظل القصيدة” في مقال واحدٍ. إذ يستحق الديوان دراسة معمقة لسهولته وجذالة ألفاظه من جهة، وللانسيابيَّة المعقدة في باطنها الموسيقي من جهة أخرى، فالديوان يضعك أمام القصيدة المعاصرة وفق تحديث ذاتي تنتهجه ليحاكي الأزمنة المختلفة المتعلقة بالرجل من خلال المرأة بمعنى انعكاسية مرآة القصيدة في نفس الشاعر على مر الزمن “فتصهل تحت شمس الحرية لتستعمل قصائدي جرائدك الصباحية” فهل تستفز القصائد في ديوان “ظل القصيدة” زوبعة شعريَّة للفت الانتباه لنغمة الكلمة وقوتها؟ Doha El Mol
×
الإعلامية نادين الأسعد فغالي
شاعرة روائية وإعلامية لبنلنية، حاصلة على درجة الدكتوراه في الصحافة والإعلام، والدراسات العليا في القانون العام صدر لها في الشعر حدثني جسدي قائلا ورائحة رجل، علمني الحب وفيالرواية صدر لها رياح الرغبة ..قدمت الموسم السابع من برنامج أمير الشعراء أبرزها المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناسيونال إل بي سي وقنوات أخرى . كتبت الأشعار الغنائية لعدة فنانين عرب أبرزهم ماجدة الرومي، رامي عياش، سنحاول الحصول على المزيد من سيرتها الذاتية
«
25
26
27
28
29
»