Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
آخر حدود العالم الممكنة
BY الروائي إيفند يونسن
10.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
آخر حدود العالم الممكنة ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في رواية "العودة إلى إيثاكا" لايفند يونسن، ترجمة معين الإمام. نبحر في الحياة نحو المجهول، ونحاول صنع مرساة ثقيلة، لنحاول رميها عند نهاية طريق لم ينفك غموضه، ولكن أنهيناه دون معرفة الزمن، وربما برمزية أو سريالية تجول بنا في عوالم النفس المشابهة لعوالم الحياة، وبتفاعل القوى الداخلية التي أسقطها الروائي ايفند يونسن بتميز سردي جريء في مقدمته الأسطورية التي تعيدنا إلى زمن الآلهة كإله الشمس الرؤوم هيليوس، ضمن عنوان زمني هو عند نهاية السنين، وكأنه يرمز إلى نهاية عالم، وبداية عالم آخر، وبين هذا وذاك حسابات أزمنة لا بد لها من التشابه والتشابك، ولو في جزء منها هي إيحاء واقعي ديناميكي وثقافي في تطلعاته التحليلية لشخوصه الروائية التي يضعها أمامنا بفنية حركية لحرب تدور حيث الجحيم والأبالسة والأشياء الأخرى، فالوصف الحسي يرافقه الوصف المعاصر، وبأسلوب تملؤه الأحاسيس بالغربة حتى على الإنسان نفسه ضمن فترات العمر المختلفة، لأن" الفارق المميز بين انطلاقة شاب في الخامسة والعشرين وهذا الكهل البالغ خمسة وأربعين" يتضح تدريجيا تعمق القارئ في التوغل داخل عالمه التخيلي الملامس للواقع عبر المشاهد الشاعرية للطبيعة وفق انطباعات رسمها بشهقة الجبال، وامتداد بساط العشب في رونق روائي نستنشق منه عبق المشهد من خلال الكلمة. دائرية، أفقية، مستطيلة، بيضوية، وخطوط لمنحنيات الجسد الأنثوي، وحذر على شكل نتوء، تجاعيد أفقية ،مفردات فنية تفنن ايفند يونسن في حبكها برشاقة أدبية ذات سيناريو جذاب مبني على عنصر الرؤية الحسية ضمن قوة الملاحظة المبهرة التي تثير استكشاف أدق الأشياء في شخوصه الروائية التي تتخذ بتميزها جدلية درامية لا تحتاج إلا لعين الكاميرا، لنراها عبر الأدوار التي تجسد كلماته المؤثرة على الذوق العام عند القارئ، وبفكر استبطاني ينتقل بك من الأسطورة للخيال، للواقع، للتشابه الزمني ضمن مواقف الحياة "ستكون السيدة الأولى، لا بسبب مركزها الاجتماعي فقط ، ولكن أيضا وفوق كل شيء بسبب تأثير ملامحها ، وطريقتها في الجلوس وحركاتها وإشاراتها، ليوحي بالألوهية الجمالية التي تنتقل بالحس من مرحلة إلى مرحلة دون الإدراك بالانسيابية التي يسحبك إليها ايفتد يونسن خلسة وأنت تقرأ بحيث تجد نفسك عند آخر حدود العالم الممكنة التي رسمها بفن روائي إنساني بالدرجة الأولى، وبربط لغوي فني يربط ما بين الصورة الهندسية والانطباعية، والتجريدية والسريالية، ليجمع في رحلته إلى إيثاكا لوحات مفتوحة مع الحفاظ على المعنى الداخلي، وبحساسية توغلنا في رؤيتها للكشف عن ماهيتها حتى النهاية مظهرا براعة الراوي أحيانا عبر تلميحات تمتلك ديناميكية صريحة يتحدى بها ذاته بموضوعية مع القارئ الفذ " الراوي الذي يتمتع بمعرفة أكبر بآلية الحياة، والمطلع على الأمور التافهة وظلالها، ربما يصف المشهد على النحو التالي" فهل يتحدى ايفند يونسن بروايته الاختلافات في كتابة السيناريو الفني أو الدرامي؟ أم أن الرواية تمتلك بمواصفاتها الفنية جمالية القص المعاصر، ولكن ضمن الأسس الروائية السلسة؟ يشع بلون أبيض عبر مرج أخضر، شعرة بنية مع الرمادية، كستنائي، عيناه سوداوان، فتحته السوداء، اعتماد على الألوان في خلق تناقضات يستفيق من خلالها القارئ، أو بالأحرى ليتيقظ القارئ دون أن يبذل جهدا في متابعة القراءة أو الإحساس بالروتين أو أن يتضجر بصحوة صامتة من البداية إلى النهاية، ليمتلك الكاتب لب القارئ، ويستولي ببراعة المشاهد وقوة الوصف، والبناء الموضوعي، والحبكة المشدودة على رواية تستحق أن تكون فيلما سينمائيا مقروءا، ولكن بأسلوب الكلمة المفعمة بالرؤيا التخيلية، فالوقائع التي يريد الإيحاء لها استطاع توجيهها كبحار ممسك بدفة سفينته التي تبحر بثقة في عرض بحر يدرك عمقه، ويحاول النجاة من الغرق فيه بانتقاء كلماته ببراعة فنية تصويرية بليغة في أدائها التخيلي والواقعي، وبتكامل انتقالي من مرحلة إلى مرحلة وبالتدريج الزمني، كأن الرواية امرأة يانعة بلغت مرحلة الشيخوخة بنضارة حافظت فيها على الجمال. مشاهد وصفية، وتفاعلات تندرج تحت صفات دراماتيكية تتغير عند تغير الرؤية التي يبنيها مع القارئ بفن إقناعي مؤثر، يتأثر ويؤثر بل يتسرب إلى الوجدان عبر تكتيكاته التفاعلية مع الإنسان بشكل عام، وتطلعاته نحو المستقبل، لندخل إلى السياسة بعد عبر إحداثيات محسوبة بدقة روائية تدهش القارئ الذي بدأ بمفاهيم جمالية فنية، ووصل إلى وسط بحر من متغايرات وضعته في مواجهة تحليلية سياسية اتخذت منحى أدبيا مختلفا " أخذت بالقوة تبعا للغة السياسية التي استخدماها" وبمفردات دخل بها الأجواء باختلاف مبني على قوة الموضوع الذي أراد إيصاله إلى القارئ "التاريخ لا يقول شيئا سوى أن الذي أمر بتلاوة الملحمة البطولية هذه ترديد أغنية المحاربين تلك، قد أنشدها في الواقع بصوت عال إلى حد جعل ذريته ومستمعيه يحفظونها عن ظهر قلب، ويورثونها إلى الأجيال التالية" فالهدف هو توارث الأجيال للماضي، وبصفة دائرية زمنية بدأ من المقدمة وحساباتها الدقيقة للدخول من الأسطورة إلى الواقع المرير مرورا بمتخيلات جمالية ذات مسار روائي حركي أبدع ايفند يونسن في تدويره بحركة زمنية حسابية معاصرة. رواية زمنية ذات أمكنة متعددة، وكأنك على متن التيتانيك، وبرمزية الحياة التي يحياها الإنسان على مر العصور، وبنمطية تتشابه في الأحداث دائما، ضمن الحروب والصراعات المتكررة التي لا تنتهي، ولا نعرف أسبابها، أو لماذا الإنسان دائم التفكير بالحروب، ولا يستطيع العيش بسلام "حسب أغاممنون أنه كان يقاتل في سبيل شرفه، وجيشه، وأسطوله، لكنه في الجوهر أراد التحرك على الإيقاعات العسكرية لعقد صفقات الموت والدمار والخراب، بحيث يتوافق الواقع الخارجي مع حالته الجوانية" فهل الحروب هي نزعة إنسانية تنبع من الداخل الذي يفور بالمعتقدات المختلفة التي تشبه البحر في تكسر أمواجه وتلاطمها؟ أم أن ايفند يونسن أراد التأكيد للقارئ أن الحروب البشرية ستدوم إلى آخر الزمن الغامض الذي يتابعه الإنسان عبر أجياله القادمة، فهل في تطلعاته نظرة مستقبلية للزمن المملوء بالصراعات التي لا يمكن تجنبها مهما حاولنا؟ طروادة السابقة واللاحقة، والتضحيات الوطنية التي تعيد إلى الذاكرة حروبا كثيرة أشهرها هيروشيما والمذابح الشبيهة بطروادة مع الاحتفاظ بالإلياذة وهوميروس وصراع الآلهة، والأساطير اليونانية والملاحم وعصر الجريمة السياسية بحداثته وتطوره عن الماضي البعيد الذي ما يزال الإنسان يحتفظ بوقائعها تاريخيا، وضمن ذاكرة الحضارات ونمطية الأحداث السياسية المتتابعة عبر فصوله الروائية المعنونة تبعا للموضوع الإيحائي الذي يتلاعب به، وكأنه يجمع خيوط القصص والمشاهد في بوتقة روائية مشدودة لبعضها ولا سيما في فصل عنوانه" حبك الخيط" فمن هي التي قاتلت في سبيل حريتها المرأة طروادة أم أثينا أم غيرها من الآلهة التي جذبتنا في أساطيرها نحو الحقيقة؟ رواية كحبك الخيط الذي تحدث عنه في فصل روائي تنوعت فيه الحكايا على ألسن شخوصه، فما بين حبك ونسج وقع القارئ في المعاني الفكرية الممتلئة بالحكمة والرؤية الحياتية" كانت عملية طويلة من الناحيتين الجسدية والذهنية "مع الاحتفاظ بترنيماته التي تصغي إليها بنشوة حرف لا بد أن يقيدك بالذكريات التاريخية التي لا يمكن للقارئ الهروب منها. Doha El Mol
×
الروائي إيفند يونسن
إيفند يونسون (Eyvind Johnson؛ بودن، 29 يوليو 1900 - ستوكهولم، 25 أغسطس 1976) أديب سويدي. تحصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1974 مع هاري مارتنسون. من رواياته «مدينة في الظلمات» و «رسالة مضمونة» و «كريلون». وهو من ادباء طبفة العمال كان إيفيند جونسون (29 يوليو 1900 - 25 أغسطس 1976) روائيًا وكاتب قصة قصيرة سويديًا. يُعتبر الروائي الأكثر ابتكارًا في الأدب السويدي الحديث[1]، وأصبح عضوًا في الأكاديمية السويدية في عام 1957 وتقاسم جائزة نوبل في الأدب عام 1974 مع هاري مارتينسون مع الاستشهاد: لفن السرد، بعيد النظر في الأراضي والعصور، في خدمة الحرية.[2] السيرة الذاتية ولد جونسون باسم أولوف إدفين فيرنر جونسون في قرية سفارتبيورنسبي في أبرشية أوفيرلوليا، بالقرب من بلدة بودن في نوربوتن. تم الحفاظ على المنزل الصغير الذي ولد فيه وتم وضع لوحة تذكارية عليه. ترك جونسون المدرسة في سن الثالثة عشرة ثم شغل وظائف مختلفة مثل قيادة جذوع الأشجار والعمل في منشرة وبائع تذاكر وعارض أفلام في سينما. في عام 1919 غادر مسقط رأسه وانتقل إلى ستوكهولم حيث بدأ في نشر مقالات في مجلات أناركية مثل براند. في ستوكهولم أصبح صديقًا لكتاب بروليتاريين شباب آخرين وبدأ مجلة Vår nutid. سافر إلى ألمانيا في عشرينيات القرن العشرين وعاش في سان لو لا فوريه بالقرب من باريس بفرنسا بين عامي 1927 و1930 مع زوجته آسي كريستوفرسن (1900-1938). في هذه المرحلة، نشر أول كتبه. نُشر أول كتاب De fyra främlingarna، وهي مجموعة قصص قصيرة، في عام 1924. متأثرًا بكتاب مثل مارسيل بروست وأندريه جيد وجيمس جويس، ابتعد جونسون تدريجيًا عن الرواية التقليدية وأصبح أهم ممثل للأدب الحديث في السويد. لم تكن روايات جونسون المبكرة تُقرأ على نطاق واسع، لكن روايته "تعليق على نجم ساقط" التي صدرت عام 1929، والتي هاجمت المجتمع الرأسمالي، حققت نجاحًا نقديًا.[3] كان أول نجاح كبير لجونسون ككاتب هو أربع روايات سيرة ذاتية نُشرت بين عامي 1934 و1937، نُشرت معًا تحت عنوان "رواية عن أولوف"، والتي تدور أحداثها حول شاب نشأ في الأجزاء الشمالية من السويد. في الروايات، مزج جونسون بين الواقعية والحكايات الخيالية والسمات الحداثية النموذجية مثل المونولوج الداخلي وتغيير وجهة النظر. أصبحت رواية "رواية عن أولوف" كلاسيكية في الأدب السويدي وتم تصويرها لاحقًا تحت عنوان "هنا حياتك".[3] كان جونسون منزعجًا بشكل متزايد من الاستبداد المتزايد في ثلاثينيات القرن العشرين، وكان مناهضًا بشدة للفاشية والنازية.[3] خلال الحرب العالمية الثانية كان محررًا لمجلة هاندسلاج ونشر كريلون، وهي ثلاثية من الروايات التي تتناول الأحداث التي وقعت أثناء الحرب في شكل مجاز. في الروايات، يدين جونسون القمع النازي وينتقد سياسة الحياد السويدية المثيرة للجدل أثناء الحرب.[3] تعتبر كريلون واحدة من أفضل أعمال جونسون.[4][5] في نفس الفترة كان عضوًا في الجمعية القومية Samfundet Nordens Frihet ومن بين المساهمين في مجلتها، Nordens Frihet.[6] في عام 1946 نشر واحدة من أشهر رواياته، العودة إلى إيثاكا (Strändernas svall)، استنادًا إلى قصة أوديسيوس أثناء عودته إلى إيثاكا بعد حرب طروادة. تزوج جونسون من المترجمة سيلا جونسون في عام 1940. عاش مع عائلته في سويسرا 1947-1949 ثم عامًا في إنجلترا. ألهمته رحلاته إلى إيطاليا وفرنسا لكتابة العديد من الروايات التاريخية التي لاقت استحسانًا كبيرًا. ومن أشهرها رواية أحلام الورود والنار (Drömmar om rosor och eld، 1949) التي تدور أحداثها في فرنسا في القرن السابع عشر تحت حكم الكاردينال ريشيليو، ورواية Molnen över Metapontion ("السحب فوق ميتابونتيون"، 1957) التي تنتقل عادةً بين مستويات زمنية مختلفة في رواياته اللاحقة. وفي عام 1957 انتُخب عضوًا في الأكاديمية السويدية. رشح جونسون الحائز على جائزة نوبل جيورجوس سيفيريس مرتين لجائزة نوبل في الأدب في عام 1962 وفي عام 1963،[7] والتي فاز بها سيفيريس. تشمل أشهر أعمال جونسون على المستوى الدولي العودة إلى إيثاكا وأيام نعمته (Hans nådes tid، 1960) والتي تُرجمت إلى الإنجليزية مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://en.wikipedia.org/wiki/Eyvind_Johnson
الفهم والتعبير في دُق ..دُق
BY الكاتبة شيرين سبانخ
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفهم والتعبير في دُق ..دُق لشيرين سبانخ ضحى عبدالرؤوف المل تجذب الكاتبة “شيرين سبانخ “ حواس الطفل إلى عمق القصة التي تكتبها، وفق مهارة جذب الانتباه من خلال الحواس نحو متناقضات تسمح بتكوين فروقات، يستفيد منها الطفل لفهم ما يحيط به، بشكل بسيط وهو شرط أساسي للتعلم عند الطفل تحت مفهوم جعلته رئيسياً تحت عنوان خاص “ التكييف مع الظروف، تقبل الاختلاف” وفي هذا نوع من الاستدراك لأجل المتعة والفهم معاً ، في لحظات تشاركية هي نوع من تطوير لمدارك الطفل ، ولقدرته على تطوير الخيال والربط بين الشىء وما يتناسب معه. أو بين الشىء وضده كالخريف الأصفر ويميناً ويساراً وفتح وأغلق، وغير ذلك من المفردات التي وجهتها نحو المفاهيم الأساسية في الحياة، التي تُساعد في تطوير الحواس والانتباه لها . إضافة إلى المشاعر المتنوعة التي يستقطبها بطل قصتها “دق..دق “ بعيداً عن المخاوف التي تطرأ على الحواس بسبب اختلاف الأحجام بينه وبين الزائر الجديد لغرفته ،والتي تساعد في تبديد مخاوف الطفل من كل شىء جديد . للتقليل من رفض الواقع وتقبل التعايش مع الآخر مهما اختلف في الشكل والحجم واللون للتمكين من مواجهة الاختلافات من خلال مغامرة تفاعلية جمعت فيها الكثير من المتناقضات والمفردات الخاصة بحواس الطفل ، وفق أسلوب نغمي بدأ من العنوان “دُق...دُق” فهل استطاعت فهم مشاعر الطفل بمختلف فئاته العمرية؟ أم هي نوع من تبديد المخاوف لصعوبات سيواجهها الطفل من خلال الاختلاف والائتلاف مع الآخرين ممن يحيطون بنا؟ تُشكل قصص الأطفال المحبوكة ذهنياً وفق عدة مهارات كالتي أدركتها الكاتبة “ شيرين سبانخ” في قصتها “دٌق ...دُق” الصادرة عن دار “ هاشيت أنطوان “نوعاً من فتح التصورات الذهنية على واقع أكثر مماهو خيال ، فالخريف هو فصل يزورنا كل عام، وصوت قطرات الماء والانتباه لمفهوم الصوت وأهميته في معرفة الأشياء قبل رؤيتها، وفروقات الألوان بين الأصفر والأحمر والألوان الأخرى . أضف إلى قبول الأطفال مشكلة فقدان السمع، واستخدام سماعة الأذن . وتقبل المحيط لفكرة الإعاقة السمعية بإسلوب ثانوي، لحالة قد لا ينتبه لها الطفل السليم . إلا أنها موجودة من حوله ، وتقبّل الآخر من خلال التصورات في هذه القصة هو نوع من الاستكشاف للحواس وأهميتها والعناية بها . بل حتى التنبيه لوجودها من خلال القصص التي تُساعد في تنمية المعرفة من خلال شخصية بطل القصة هذا. لتحفيز الأفعال التي يقوم بها الطفل، وقد تجابه بالمنع أو القبول عند الأهل من منظور التقبل للاختلاف، وطريقة فهم تصرفات الأهل مع الطفل، التي قد تجابه بالقبول أو الرفض من الطفل الذي يستنكر التكيف مع الظروف الحياتية التي قد يتعرض لها فجأة خاصة في الوطن العربي. فهل تُساعد قصة دُق ..دُق الطفل على الاندماج في المجتمع بشكل تتنوع فيه الفروقات بين طفل وآخر؟ أم هو نوع من تحفيز المُخيلة وإثارة الفضول لاكتشاف فروقات الآخرين من حولنا والتعايش معها؟ تُفكك “شيرين سبانخ” في قصصها الموجهة للطفل العقد الأكثر صعوبة في حياة الطفل، وهي التعرف على الآخرين الذي يُشكل الكثير من المخاوف عند الطفل الذي يعيش وحيداً في المنزل أكثر من غيره، وعند أصحاب الإعاقة من الأطفال. لتوسيع الأفق التخيلي، وتوجيه الهدف نحو قبول الآخر بمختلف فروقاته . لفهم المُحيط الاجتماعي بشكل أوسع ، وللدخول في بيئة مواتية للتعايش بشكل مرضي للطفل قبل سواه بطمأنينية تجعله يرى، ويسمع، ويحلل، ولا يخاف من ردة فعل الآخرين.. وفي حوار مع الكاتبة شيرين سبانخ لـ«اللواء» تقول : أؤمن بأهمية تشجيع الأطفال على الإبداع والتفكير النقدي. في قصة «دُق دُق»، استُخدمت الكاتبة الخيال بشكل كبير لتطوير شخصيات الأطفال، وتحفيز مهاراتهم بشكل عام. شخصية الزائر الصغير والكيس الغامض منتجين للخيال، تم توظيفهم بالقصة لتحفيز الأطفال على التفكير خارج الصندوق. الأطفال لديهم القدرة على تخيّل الشخصيات والأحداث غير التقليدية والتفاعل معها. لنلقِ نظرة على الكيس الغامض: الكيس الذي حمله الزائر الصغير هو عنصر يثير الفضول ويحفّز الخيال. يمثل الكيس مصدر للتساؤلات والاستكشاف. الأطفال يمكن أن يتخيّلوا محتوى الكيس ويختاروا القصص والمغامرات التي يمكن أن تكون مخبأًة به. وعندما تختفي الأصوات داخل الكيس، يمثل هذا تحفيزاً للأطفال لاستخدام خيالهم والبحث عن حلاً بما يرونه مناسباً. هذا التفكير الإبداعي يشجع الأطفال على فتح أذهانهم لتجارب جديدة ومختلفة، وعلى استخدام الخيال لحل المشكلات وتقبّل المتغيّرات. ومع الكاتبة شيرين سبانخ أجريت هذا الحوار: - في هذه القصة، تُظهر التركيبة بين التكيّف مع الظروف وتقبّل الاختلاف بجمالية الحواس في الإنسان من خلال تجربة الشخصية الرئيسية «نزار». الشخصية الرئيسية تجسّد قدرة الإنسان على توظيف حواسه ومشاعره للتكيّف والتفاعل مع الأمور غير المألوفة والغامضة، مما يعزز فهمها للعالم وتطوير مهاراتها. على سبيل المثال، عندما اكتشف نزار الزائر الصغير الذي كان يحمل كيساً غامضاً يجلس على شباك الغرفة، لم يرفض نزار هذا الاختلاف غير المعتاد، بل قام بفتح الشباك للتفاهم مع هذا الزائر الغريب. القصة تسلّط الضوء على كيفية استغلال الخيال والإبداع لتطوير الفهم والتعايش مع التحديات والتنوع في العالم. باختصار، تشجع القصة «دُق دُق» الأطفال على استكشاف المفاهيم المتناقضة، وتعزز قدرتهم على تحليلها والتفكير بشكل نقدي وإبداعي. مفهوم الأعلى والأسفل: عندما تراقب الشخصية الرئيسية الرجل الصغير يجلس على الحنفية في الحمام، تكون هذه مفهوماً متناقضاً، حيث يُفترض أن الحنفية تكون مكاناً منخفضاً في المنزل، لكن الرجل الصغير يصعد ويجلس عليها كالعنكبوت في الأعلى. هذا يمكّن للأطفال من فهم أنه يمكن النظر إلى نفس الأمور من منظور مختلف وكيفية التعامل مع المفاهيم المتناقضة بذكاء. مفهوم اليمين واليسار: عندما تبحث الشخصية الرئيسية عن مصدر الأصوات الغامضة الآتية من الشباك تنظر إلى اليمين واليسار ولكن تجدها خالية، ثم تنظر للأعلى والأسفل، هذا يعكس مفهوم الاتجاهات المتناقضة. يتعلم الأطفال من هذا المثال كيف يمكن لنفس المكان أن يظهر بشكل مختلف اعتماداً على زاوية النظر، وهذا يشجع على تطوير قدرتهم على البحث عن الحقيقة والتحليل من زوايا متعددة. كمؤلفة لقصص الأطفال، أؤمن بأهمية تشجيع الأطفال على الإبداع والتفكير النقدي. إن خلق قصة غير مألوفة وشخصيات تتميّز بسحرها وفرادتها يمكن أن يشكّل تحدّياً كبيراً. لكن، عندما نقدّم للأطفال قصة تحمل رسالة حول التكيّف وتقبّل الاختلاف، نحاول توجيههم نحو الفهم العميق لهذه القيم والتحفيز على تجربة العالم بأساليب متعددة، من خلال استخدام الخيال وإبداع الشخصيات مثل الزائر الصغير والكيس الغامض في قصة «دُق دُق»، نساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم وبصمتهم التخيّلية. يمكن للأطفال أن يتأملوا في هذه القصة ويعيشوا تجربة الشخصية الرئيسية وتفاعلاتها مع العناصر الخيالية. كما يمكن أن يكون هذا تحفيزاً لهم للتحدث بأصواتهم الخاصة والتعبير عن أفكارهم بشكل إبداعي. أشعر أنني حاولت تقديم شيء مختلف ومميّز في قصص الأطفال. عندما كتبت قصة «دُق دُق»، سعيت لاستخدام البساطة في اللغة والأحداث لخلق تأثير قوي. ركّزت على تشجيع الأطفال على ملاحظة التفاصيل في حياتهم اليومية واستكشاف حواسهم المختلفة والتفاعل مع العالم بطرق جديدة وإيجابية. أمل أن تمثل القصة شكلاً من الأدب الطفولي يسعى لنقل رسالة إيجابية حول التكيّف والتفكير الإبداعي. بالطبع، هذا هو هدفي كمؤلفة، وأطمح أن تكون هذه القصة رسالة محبة تلهم الأطفال وتساعدهم على تطوير مهاراتهم وفهم العالم بشكل مختلف وممتع. Doha El Mol
×
الكاتبة شيرين سبانخ
لا تتوفر حاليا السيرة الذاتية الخاصة بها
ساعتي هي حركة الشمس
BY الروائي فارس خشان
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
ساعتي هي حركة الشمس ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في رواية "مومس بالمذكر" للروائي فارس خشان. مقارنة نورسية تحمل بعدا رمزيا في رواية مغموسة بواقع نتكاثر فيه، وتكثر فيه الظنون والشكوك والأوجاع واللهث خلف مقومات حياة لا نحتاج منها إلا كل ما هو بسيط، وباختزال للكثير من الكماليات التي تتسبب بالصراعات وبالحروب، لتحقيق الذات ولتضخيم الإنسان، وما هو إلا فرد من مجتمع كبير، أو نقطة في محيط لا ندرك اتساعه أو أعماقه، فمن منا يقتنع أن حياته كلها يوم واحد؟. فلسفة وجودية يطرح من خلالها الروائي فارس خشان تساؤلات كثيرة بلغة روائية ذات حبكة تدفع القارئ نحو متاهات الحياة والتيه السياسي غير القادر على بناء الحقيقة، أو التوهم المبني على تخيلات كالسراب، وتفكر يعيد الأجوبة الصحيحة إلى مكانها من خلال إقناع القارئ بالرؤية المكبرة للأشياء كالحوار مع النورس وسمير، وما يحمله من معان مغلفة بتبطين رمزي له سياسته وفعلته وأدبه القائم على الحدث الماضي والحاضر والمشهد وتحليلاته مع الاحتفاظ بالرؤية الذاتية التي ينطلق منها الروائي نحو المحظور والمباح، والتقديم والتأخير والحياة والموت، والتوازن المتناقض" ولكن اهتمامه بالحوار مع النورس كان الجزء الوحيد منه الذي لا يزال متأهبا." فهل اعتمد الخشان على التحليلات السياسية في بناء روايته" مومس بالمذكر؟" أضاف فارس الخشان كلمة أيضا إلى العنوان للإيحاء بالمعاودة والتكرار لمعنى حياتي دائما متجدد بوجوده الأزلي لتحرير الأنفس من ثقافة عاهرات أشار إليها في كتابها كثقافة يصعب نزعها أو بترها أو حتى نسيانها باعتبارها حالة استسلام أمام وباء الطمع مكتفيا بالإشارة إلى عقلهن التافه أمام طمعهن الجامح محاولا إنقاذ الفكرة السياسية في رواية تطرح الأفكار لتكوين التحليلات المتعافية من كل سموم قد ترتبط بانعكاسات لشيء آخر، أو لتجميع الخيوط الأساسية من قبل القارئ الذي يتبع الكلمات أو المفردات المرتبطة بالمومس بكل معانيها الحياتية التي تبتعد كلما اقترب منها القارئ، ليراها في كل شيء اجتماعي أو سياسي أو عاطفي أو في كل ما من شأنه أن يعشش في معنى مومس بالمذكر أو المؤنث أو حتى المتذبذبة بين كل منهما كذلك الرجل الذي" كل يوم يخبرها عن صيده، ولكنها لم تضبطه يوما يأكل سمكا." فالمومس بالمذكر هي العقيم التي لا تنتج إلا الأقوال دون الأفعال، لتبقى بلغة المذكر دون مستقبل تدخل فيه الكلمات إلى القواميس، لنفهم ما وراءها بأسلوب غامض وبنوع سريالي له مفاهيمه الواقعية الناتجة عن وقائع سياسية تأثر بها الخشان، ثم ترجمها إلى عمل روائي تميز بالحوارات الغنية بالتشويق الذي يدفع القارئ إلى قراءة المزيد. "نحن على هذا اليخت جميعنا شركاء، ولكن بمهمات مختلفة ، ووظائف متعددة" تبدو المدينة الفاضلة معكوسة لأنها محملة بعناوين الحياة المختلفة وإن كانت الحياة تشبه اليوم الواحد بتفاصيله في رواية جدلية تتباين فيها مواطن الضعف والقوة عند الإنسان ، مما يفسح المجال أمام الأسلوب الروائي الذي اتبعه الخشان إلى فتح حوارات غنية بالمناقشات الديناميكية القادرة على تبطين الرؤية ومحاولات اكتشاف الجوهر، لتكون المشاهد الحوارية جزءا من كينونة الحدث الذي يترك للقارئ رؤيته بسلاسة، إذ يناقش الخشان في روايته الأفكار السياسية محولا أهميتها إلى الحياة الواحدة التي تكرر نفسها بأحداثها ومواقفها المتشابهة مع تبيان مواطن العلل التي تصيبها آفات الصراع وجدليته لاستجلاء الحدث وقضاياه التي ترتكز على الإنسان المستعبد اللاهث خلف السلطة والمال مع تخفيف سردي وفتح الحوارات ذات المنحى الفلسفي والحدث السياسي والمعالجة الروائية، أو بالأصح الفنية من حيث بناء الصورة الروائية المخاطبة لذهنية القارئ والمثيرة لوجدانه. قضايا كثيرة طرحها الخشان في روايته عالم المال والسلطة والاستثمارات والأرباح المالية والتهرب من الضرائب وممارسة الشهوات بأسلوب مادي بحت يعتمد على تغيرات وتطلعات نحو المناصب العليا دون الاهتمام بالأخلاقيات والمبادئ الإنسانية، فشخوص روايته قد تتحول الصداقات بينها إلى عداوة كبيرة وخصومات لا تنتهي إلا بخسارات فادحة " ووفق تقارير هؤلاء فإن وجيه لم يجمع ثروته عن طريق مستقيمة، فهو استعمل الحيلة هنا والخيانة هناك وبضائع غير مشروعة هنالك مما مكنه من مجرد شريك صغير في شركة خدمات إلى مالك لها ولعشرات مثلها. فالرواية ترتكز على قصص هؤلاء، وغالبا بارتباط سياسي ذي توجهات مختلفة وبخصوصية رجال الأعمال وعوالمهم التي تزج الفكر في القضايا الإنسانية التي يطرحها عبر فصول تحمل عناوينها تحفيزات للدخول فيها كما الصياد والمومس في عنوان ترك لحرف الواو فيه عدة إيحاءات ذهنية. "الصدفة أحيانا ترتدي لبوس المؤامرة" كلمات ذات حكمة سياسية نثرها هنا وهناك لتقود الفكر نحو التحليل وإعادة بناء الرؤية بعد قراءة رواية حملت الكثير من القصص في كيان روائي مزجه بفلسفة زمنية تواكب العصر بتطلعاتها السياسية التي توحي بالكثير من الأحداث المحلية والإقليمية مع الانتباه إلى أن السياسة تأكل الثروة والعمر والإنسان الذي يلهث خلف مناصبها ومغريات العمل بها، وبمجازية ورمزية موجهة إلى فئات المجتمع المختلفة في العالم، لتبدو السياسة كأنساق اجتماعية محورية معاصرة في أبعادها الواقعية وطبقاتها السياسية المتنوعة الأكثر تعقيدا من المومس وسلوكياتها المهنية التهويلية في بعض منها مع شخوص تتصارع فيما بينها بحنكة ودهاء، وبتأرجح في المواقف والقرارات التي يضعها الخشان ضمن معايير هيمنة عالم السلطة على القيم بتناقضات برجوازية طافحة بالنقد لتعرية سلوكيات الشخوص الروائية المتشابهة مع الواقع وموضوعاته السياسية المتكررة التي تقتضي التحليل بمنطق روائي حدد طبيعته بالحريات والاستعباد والقهر السلطوي الذي يتصف بالمناورات في قالب روائي يهدف إلى قراءة الماضي والحاضر عبر الواقع الروائي المتخيل سياسيا. Doha El Mol
×
الروائي فارس خشان
كاتب وصحفي لبناني. عمل في صحيفتي السفير (حتى عام 2003) والمستقبل (حتى عام 2015)، وفي عدد من الصحف والإذاعات اللبنانية والتلفزيون. أصدر خمسة كتب بينها ثلاث روايات.
الماضي وكيف أوصلنا إلى الحاضر؟
BY الكاتب رمزي الحافظ
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الماضي وكيف أوصلنا إلى الحاضر؟ ضحى عبدالرؤوف المل قراءة في كتاب "الحلم اللبناني" رمزي الحافظ. يقف التاريخ عثرة أحيانا عند التقاط التفاصيل التي تشكل في جزئياته منعطفات مهمة في التحليل والتصور، لبناء المستقبل على أسس متينة قد تكون سببا في محو أخطاء الحاضر، قبل أن يتشكل ويتحول إلى ماض ارتسم في مخيلة الجيل الجديد، من خلال المؤرخ وانعطافاته السياسية، أو من خلال ما يتبقى من كل ما هو مكتوب ومسموع وما إلى ذلك. لكن المؤلف رمزي الحافظ في كتابه "الحلم اللبناني" يسعى إلى تحقيق الحلم من "خلاصة مستقاة مما تركه المؤرخون، والآباء المؤسسون، ومفكرو الماضي " ليتماهى مع المصطلحات، ويقفز عنها ،متخطيا الشعارات بإرساء التسويات المتمثلة بواقعية سياسية" تجافي المثالية المنشودة بكل تفاصيلها التي" تستدعي بدورها المناداة بتغيير الصيغة" فهو عبر التمهيد يوضح للقارئ البنود أو المفاهيم التي يطرحها في كتابه، إذ لا يمكن" تحويل اليأس إلى إيجابية التغيير، فيؤدي حكما إلى انتحار وطني" فهل دعوته إلى الحياة الوطنية في هذا الكتاب كفيلة بتوقف الثورات في الوطن العربي، وإعادة النظر بمكونات التاريخ، ليس فقط في لبنان بل في البلدان الأخرى التي أكلتها الثورة وزمهريرها القاتل؟ أم أن الحلم لا يحتاج لتحقيقه إلا للإيمان؟ اصطدمت الأحلام بالواقع السياسي ومصالح الدول الكبرى بحياكة أسطورية نالت من جماعات تصارعت فيما بينها، وأدت إلى المزيد من الطغيان والمجازر التي يشهد عليها التاريخ بعد أن اتجهت عين اللبنانيين الجدد على مرآة التاريخ أو بالأحرى قاعدة الماضي وقدراته في تصحيح يقظة الفكر التي يحاول رمزي الحافظ أن يضيء أعمدتها، لتكون الأرض الصالحة لتاريخ يعيد رؤيته عبر الحلم اللبناني، والأبحاث المتعلقة بالمشوار التاريخي الذي قطعه لبنان بقساوة من الطريق إلى الاستقلال والميثاق أي من التاريخ إلى الصيغة، ومن الصيغة إلى القضية تاركا التفاصيل تمهد للدخول في الباب الرابع، والأكثر قوة في اتجاهاته موضحا شكل الحلم ومضمونه وقدرته على انتقال الحلم إلى مرحلة الواقع والتنفيذ التي لا يمكن لها العبور كما ينبغي، لأنها ستمر بعقبات تتلازم مع المسار التاريخي الذي تماشى معه رمزي الحافظ بخطين متوازيين مع أحلام فئة من اللبنانيين، فهل استطاع كاتبنا تكوين الحلم اللبناني باستقلالية تامة؟ وهل اتصفت أبحاثه بالموضوعية التاريخية دون تصنيف يؤثر على التحليل المنطقي الذي يتخذه منحى له؟ يستخرج المؤلف من التاريخ النماذج التكتيكية المساعدة في إيضاح الرؤية ولا سيما أنه استطاع رسم الخط البياني للبناني الذي يؤلف الصيغة المتناسبة مع الصيغة اللبنانية التي تغنوا بها وتفاخروا بها، ثم تحولت إلى كابوس، فمن حين إلى آخر" تطفو على سطح الجدلية السياسية دعوات إلى تعديل الدستور وميثاق الوفاق الوطني سعيا إلى حماية الصيغة اللبنانية، فهل يوظف المؤلف التاريخ لحماية الصيغة أم ليترك القارئ بتجاذب فكري يعزز الفكرة ويعصف بها في نواح كثيرة يضعفها أحيانا في نقاط يتركها للبحث والتحليل الفردي الناشئ من بسط السلبيات والإيجابيات لاستخراج ما يناسب القارئ، ولكن ضمن رؤيته للصيغة وارتباطها بالتاريخ وبحنكة باحث يوجه دفة السفينة نحو الحلم اللبناني، والقدرة على تحقيقه بعد تحديث للحاضر كي يستطيع الجيل الجديد استيعاب فكرة الباب الرابع الذي يفتحه على مصراعيه أمام قائد حر يتطلع إليه من خلال كتابه هذا الذي يحمل في صفحاته صورة مبسطة يحفظها في ذهن القارئ، لتكون منارة ذات ميزة تنير الفكر الباحث عن الحقيقة التاريخية التي ترافق القضية والحلم النهضوي المرتبط بإعادة الإعمار، وبناء المكونات الشبابية المتسلحة بالعلم والشهادات، ولكن لنقاط القضية اللبنانية سؤالا بدأ به الباب الرابع: ماذا يريد اللبنانيون؟ الباب الرابع من الأهمية ما يجعله نبراسا يحيي العقول الباحثة عن حقيقة الانتماء للوطن التي تتغلب بقوتها على الانتماء الطائفي منطقيا واستفتائيا بنسبة عالية، إذ ترفض الغالبية العظمى الطائفية التي تهدد الوجود ولا تحميه، وليصبح الحلم حقيقة اتخذ رمزي الحافظ من قول المطران غريغوار حداد منطلقا ثابتا: " يجب أن يكون المرشحون من أحزاب لا طائفية، وليسوا مرشحي طوائف" وهذا الباب نستلهم منه أن الجدلية السياسية في لبنان ما زالت تناقش ماهية الوطن، موضحا أهمية الحزب الافتراضي الذي يتماشى مع العصر، بطروحات جديدة، فهل يمكن كسر طوق السياسات التقليدية التي يحمل بصمتها التاريخ، وما زال الحاضر يعاني منها؟ كتاب تاريخي تم تقديمه بموضوعية ضمن نقاط محددة تحتاج إلى توسيع وإضاءات أخرى، لأن القارئ يسأل نفسه: كيف يمكن تطبيق ذلك في ظل الأوضاع المتردية في لبنان والخارج، حيث يتأثر لبنان بالدول العربية المجاورة شاء أم أبى، حتى تلك التي تؤثر على قراراته، فالعودة إلى الأسس هي السبيل إلى تحقيق الحلم، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه عند نهاية الخاتمة: ألا يجب تأهيل القواعد الشعبية للانطلاق منها بثبات نحو تحقيق الحلم الذي يبدأ بالإحساس بقوة الانتماء الوطني، ولا ينتهي عند الحلم اللبناني والواقع الحديث الذي يتماشى مع العصر؟ وهل ما تحمله ريشة الفنان شوقي شمعون التي رسمت صورة الغلاف هي بمثابة رؤية قادمة لحلم حديث الرؤية، وعبر مساحات بيضاء ذات انعكاسات توحي بالماضي والحاضر والمستقبل للبنان الحلم في العصر الحديث؟ Doha El Mol
×
الكاتب رمزي الحافظ
لا تتوفر حاليا سيرة الذاتية له تتم إضافتها عند الحصول عليها
«
26
27
28
29
30
»