Movie
Series
Books
Paintings
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
سكونية العشق في ديوان "منتهى الأيام"
BY الشاعر د.ياسين الأيوبي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
سكونية العشق في ديوان "منتهى الأيام" للدكتور ياسين الأيوبي ضحى عبدالرؤوف المل يولج الدكتور ياسين الأيوبي داخل الأحاسيس العاطفية في ديوانه "منتهى الأيام"، متوخياً سكونية العشق المؤدي إلى ما يشبه الاضطراب للمحرور، بتأصيل لغة ذات خصوصية ملحمية، تعزز بمؤثرات مفرداتها قوة الطبيعة الحسية في استعارات تتفاعل مع فضاءات شعرية محبوكة في الإهداء الذي توجه به "إليها في ذكراها العشرين"، حيث ترد معاناة العشق، المتضمنة المكابدات النفسية والجسدية، لتستجيب للأضواء "إلى ما لا تسع العين إدراكه ولا تقوى المجاذيف على بلوغه". إذ يرصد الضوء وفق بنية النظر المرتبط بالعين واتساعها، فالضوء يحتاج لبصيرة مفتوحة، معالِجاً باللاوعي قدراتها المحدودة في فهم حبه لها، والأمد الزمني القصير الذي توقف فجأة مستخدماً كل شيء للدلالة على هول القيامة عندما "سقطت الشهب، واستعصت الأرض والشمس عن الدوران، ورفع الميزان". فالتصورات البلاغية هي رهن المكونات التي تغامر الشعور بما هو أقسى من الموت وأقصى من القدرة على متابعة الحياة بعد أن توقف كل شيء. فهل لمنتهى الأيام بصمة وداع في غفلة الأيام؟.. يسلك الحب في قصائد الدكتور الأيوبي مسلك الضوء أو درب القيامة التي تؤدي إلى الحقائق، ليخرج عن التقليدي بوصفه من معجزات الحب الذي انطفأ، وخرج من مسارات مظلمة إلى ضوء يتمناه يتسم بجدلية ثلاثية هي الانكفاء والتوجع والانسحاق. وكما يقول "كل له عالمه"، تاركاً للأبدية تساؤلات لا أجوبة عليها. إنما هي فُضْل اعترافات غارقة بالتأكيد على المنتهى أو اللانهاية في ذاكرة تجلو لحظاتها، لتتضح تفاصيل العشق ونيرانه الأسطورية التي تشكلت من مأساة القصيدة، المترنحة بين سعير الحمى ووهم البرء. فالقصائد في كتاب "منتهى الأيام" ما هي إلا رسم لمعالم الأشياء المنسية. أراد أن يزرع فيها الحياة لخلود لم يستمر بينه وبين الحبيبة إلا في ذاكرة تطوف خلجاتها حول اسم منتهى التي عاش معها بعضاً من الأيام. ليبدع على مقام الفن الخيالي مداعباً بذلك سخرية المفردة بتشابه الحب والحرب مع اختلافات الشبه والشبيه، وبتألق بالرؤى والأحاسيس وطيوف الاستغراق في ماهية أفاويق المدام، والمستوى الإيقاعي في النشيد الأول الذي يكتسي لغة الشفاء من اعتلال الغرام الذي أصبح كالداء بترسيم الاستجمام في مرج الهيام الذي يوحي بالآية القرآنية "ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذِهِمَا عَيْنَانِ بَارِدَتَانِ وَشَرَاب". فهل من شفاء في منتهى الأيام؟ صاغ الدكتور ياسين الأيوبي النشيد الثاني من ديوان "منتهى الأيام" خارجاً من بؤرة الأدران، ليشير إلى الوعي الذي جعله يدرك الانتهاء من صراعات داخلية بجزالة التعبير، وقدرة المعنى الذي لا يضاهيه الوصف بالالتحام الذي اقتضى الانتقال من دوحة الحياة إلى دوحة القصيدة التي تنقله إلى دوحة حلم نبوي. ليبسط سلطان النهاية أمام فؤاد لم يتحطم، بل! انتقل من حب ضاقت به أركان الجسد إلى حب اتسعت معه الأحاسيس الصوفية، وعرجت به إلى فضاءات لا نهائية، ولا يعرج إليها إلا نبي أدركته معاناة القدر والاختيار الذي تسوغه عراقيل التحجر العقلي الذي وصفه بالجليد، ليحدد أنه من لحم ودم. وما انتهت إليه قصة الحب لا يمكن لبشر أن يحتمل حربها التي تشن في داخل الروح، وكأن ما ران حوله تخيلات أشبه بسريان الروح في جسد القصيدة التي تكونت بعد مدة من الزمن، وهي محض سكون وسلام، لأنها صقلت الرؤية والأحاسيس بأنغام الحزن الذي تهتز له أوتار النشيد الثاني الذي انتهى بسكون وسلام، وعلامة سؤال تثير استغراب القارئ عن فحوى منتهى الأيام.. استطاع الدكتور ياسين الأيوبي في النشيد الثالث توظيف الابتهالات للحصول على السكون والسلام، باحثاً عن موطن الآلاف من العباد والسكارى، منجذباً نحو الضوء الذي يضعه في مسارات الحقائق الهارب منها، وهو في صحوة بعد معركة شنتها الحمى العشقية عليه، مستمراً بالبحث عن ثغرة تعيدها إليه، وإن بالقنوط والاستسلام واللجوء إلى الابتهال والسجود، مستخدماً مفردات القوة في تشكيل مداميك الهجود، أو بالأحرى مداميك الضعف الإنساني الذي انتابه بعد أن ارتاع اليقين، وتجلى ملك العشق في محراب الناظر والمنظور، والوعي المتشظي حيث يقول: اعتليت القبلتين قبلة الحبين حب الله وحب الحبيبة الحاضرة في محراب صوفي كشف عن رؤيا شعرية يرسو فيها الحلم، وفق تصورات النفس الموجوعة والمتألمة من عشق هو ركيزة منتهى الأيام، ونشوة المفردات المغمسة بخمر الأحاسيس التي يدكها، كما يدك المحارب البارود في بندقية تنتظر الضغط على الزناد، وكأنه ينتظر الحرب الكبرى لحب لا يضاهيه ابتداء أو ختام، وإنما هو في الضلوع مستقر كخمر العباد أو الوصل والاتصال دون انفصال عن الأرواح التي تطوف مع الضوء حيث يرى الحبيبة وهو مسجى في النشيد الرابع بعد أن تجلى ملك العشق في لحظة الآن. سمفونية عشقية مدروسة النوتات بدقة شديدة النغم، ومتزنة الإيقاع منسابة التكوين بترسباتها السكونية الهادئة المعنى، العاصفة بالمقاييس الشعرية التي تتخطى المقاييس الكلاسيكية، وتتخذ منحى سمفونياً محضاً ينبثق من عمق الألم والانسحاق، بل! من حقيقة الحب الراسخ في منتهى الأيام التي ترصد بأناشيدها الحالة العشقية الواعية اللغة وشديدة الانعطافات الصوفية، ليحرض الأوزان النغمية على التجلي والقدرة على استشراف الانفعالات الحارة وهواجسها التي تتبوأ حالة شعرية نشأت عن عشق انسحق، لكنه متأصل في جذور النفس التي تتصارع وتنازع العتبات المقدسة، لوجوده المتوجع من مشهد يعيد صياغته في ديوان معقود على أطرافه المجد. فهل يقدم الدكتور ياسين في ديوانه "منتهى الأيام" سمفونية شعرية لغوية تبارز السمفونيات السمعية واللوحات البصرية حسياً وبقوة عشق هو منتهى الأيام؟ لا أمارس التأويل هنا ولا أحاول النقد. إنما أحاول اكتشاف مجهول البناء الشعري القائم على متانة اللغة في تسلسل الأناشيد السمفونية العازفة على ألحان الألم والمعاناة، لخلق تناغمات يقودها الدكتور ياسين الأيوبي كقائد لأوركسترا "منتهى الأيام"، الشبيهة بمسرحية شكسبيرية أو بيتهوفنية، مركبة بتلاحم الأحاسيس التي اكتشفت برؤياها أبعاد الحب الذي لا يزول حتى بعد الموت، أو بالأحرى العشق المخلوق قدرياً حيث لا هروب منه، ولا الشفاء منه لأنه أشبه بحرب نزلت على مخلوق بشري لا يملك إلا الروح التي انتفضت من حمى لا هلوسة فيها. إنما اتضاح الرؤية وقوة الإدراك وعمق الخطى التي غارت في رمال العدم حيث بات يبحث عن الأماكن دون الزمن الذي انزوى في يوم واحد صارخاً في وجه الأيام "جِئْتُ مرة واحدة". فهل من وجهين لمنتهى الحب ومنتهى الأيام، أم أن السواد من البياض هو مبتدى لأيام ستكون في عمق الصدر المتأوه من خاتمة بدأت بالذكريات حيث التلاقي الخالد في منتهى الأيام؟ برؤية أخرى عام 2022 وأنا اقرأ ما كتبته عن الديوان عدت فاستخلصت يترك ديوان "منتهى الأيام" انطباعًا قويًا لدى القارئ بفضل تلاعبه بالأساليب الإيقاعية والتعبيرية. يشعر القارئ بأن الديوان هو رحلة عاطفية تأخذ شكل سيمفونية موسيقية؛ حيث يتنقل بين لحظات السكون العميق والصخب المليء بالعواطف، مما يعزز من تأثير النص على الأحاسيس ويجعل القارئ يتفاعل بشكل مباشر مع تجارب الحب والخسارة والألم. يتميز ديوان "منتهى الأيام" بتناول عميق ومعقد لمواضيع العشق والاضطراب العاطفي. يعرض الديوان الصراعات الداخلية والتجارب النفسية من خلال استعارات وبلاغة غنية، تعززها المفردات الشعرية الخاصة بالدكتور ياسين الأيوبي. يُظهر الديوان رحلة مؤلمة ومتشابكة تبدأ بالحب وتعبر إلى مراحل من الألم والشعور بالانكسار، ثم تخلق أفقًا للأمل والشفاء من خلال تجسيد الضوء والصوفية. يعكس الديوان حالة عاطفية عميقة تتجاوز المشاعر الفردية إلى مستويات أعمق من الوجود. يلعب الألم والحب دورين رئيسيين في تشكيل التجربة العاطفية، حيث يظهر الإحساس بالضياع والشعور بالعزلة، متمازجًا مع لحظات التأمل والتسامي الروحي. يعبر النص عن الصراع الداخلي بين الحضور والغياب، والواقع والخيال، مما يجعل القارئ يشارك بعمق في تجربة الكاتب النفسية. يتميز الديوان بجماليات شعريّة متقدمة. تستخدم القصائد تقنيات بلاغية وشعرية مثل الاستعارات والرموز والتشبيهات لخلق صور شعرية قوية ومعقدة. كما تساهم العناصر الإيقاعية في تشكيل تجربة قراءة متكاملة، حيث يتم تنسيق الأوزان والقافية بشكل يعزز من التأثير العاطفي ويضفي على النص جمالاً موسيقيًا يتناغم مع موضوعاته. يبرز الديوان في تصميمه الشعري من خلال استخدامه للغة الغنية والمعبّرة. تساهم الجمالية في النص في خلق أجواء متعددة تترواح بين السكون المهيب والضجيج العاطفي. اللعب بين النقيضين، مثل النور والظلام، الحياة والموت، يمنح النص عمقًا جماليًا يعزز من تقدير القارئ للتجربة الشعرية. يتسم "منتهى الأيام" بإيقاع موسيقي يمكن تشبيهه بالسيمفونية الشعرية. يعتمد الإيقاع على توازن بين اللحظات الهادئة والصاخبة، مما يعكس التقلّبات العاطفية في النص. يستخدم الأيوبي توظيفًا متقنًا للتكرار والتغيرات الإيقاعية لتعزيز تأثير الشعر. الأوزان والقوافي تتناغم بشكل يخلق إحساسًا موسيقيًا، مما يجعل قراءة النص تشبه الاستماع إلى قطعة موسيقية تتنقل بين الحركات السريعة والبطيئة. يقدم ديوان "منتهى الأيام" تجربة شعرية غنية تجمع بين تعقيدات العاطفة وسحر اللغة. من خلال تقنيات الإيقاع السمعي والفني، ينجح النص في خلق تأثير عميق ومتعدد الأبعاد، يجعل القارئ يعيش تجربة عاطفية وشعرية متكاملة. يعكس الديوان براعة الدكتور ياسين الأيوبي في دمج الموسيقى والكلمة لإنتاج عمل فني يجسد الصراع والتجربة الإنسانية بطرق مؤثرة وجمالية. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الشاعر د.ياسين الأيوبي
الدكتور ياسين الأيّوبي السيرة الذاتيّة والعلميّة الموسّعة من مواليد بلدة "الهري" El Hery، قضاء البترون، لبنان الشماليّ، سنة 1937. تلقّى تعليمه الابتدائيّ في مدرسة القرية، التابعة لجمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة. أنهى دراسته المتوسّطة في مدرسة النموذج الرسميّة للبنين في طرابلس، ما بين عاميّ 1951 و1955. التحق بدار المعلّمين والمعلّمات في بيروت، تخرّج فيها حائزًا ثلاث شهادات: التعليميّة الابتدائيّة، والبكالوريا بقسمَيها الأوّل والثاني، الفرع الأدبيّ، سنة 1959. جمع بين التعليم في مدرسة وطا المصيطبة الرسميّة للبنين، ومتابعة تحصيله العلميّ العالي، فالتحق بالجامعة اللبنانيّة ومدرسة الآداب العليا التابعة لجامعة ليون بفرنسا. نال من الثانية شهادتين عاليتين في علم النفس العام وعلم نفس الطفل والمراهق، سنة 1962. ومن الجامعة اللبنانيّة (كليّة الآداب) إجازة تعليميّة في اللغة العربيّة وآدابها، سنة 1965. وعُيّن على أثرها أستاذَا في ملاك التعليم الثانويّ، والتحق بثانويّة البترون التي شغل فيها مهمّة النظارة العامّة والتدريس الثانويّ، طوال عشر سنوات متتالية (1966-1976). التحق – أثناء التعليم – بالجامعة اليسوعيّة، معهد الآداب الشرقيّة وسجّل موضوعًا أدبيًّا لنيل دبلوم الدراسات العليا في العربيّة وآدابها، وتخرّج فيها حائزًا الشهادة المذكورة، وكان موضوع رسالته: "صفيّ الدين الحلّي، قطب شعراء العصرين المملوكيّ والمغوليّ" وكان ذلك في حزيران 1969. وفي شهر تشرين الأوّل سنة 1970، سافر إلى باريس، والتحق بجامعة السوربون، لإعداد أطروحة الدكتوراه، بعنوان معجم الشعراء في "لسان العرب"، بإشراف المستشرق أندريه ميكال؛ استغرق الإعداد والتحضير زهاء خمس سنوات، وناقش الأطروحة ونال درجة جيد جدًّا سنة 1975. في عاميّ الحرب اللبنانيّة هُجِّر من لبنان، وسافر إلى العراق، فشغل مهمّة التحرير في كبرى المجلّات العربيّة التراثيّة: المورد، مدّة أربعة أشهر، ثم التحق بكليّة التربية بجامعة بغداد، ودرّس البلاغة العربيّة لمدّة سنتين متتاليتين 1977 و1978. ثمّ استُدعي إلى لبنان ليقوم بالتدريس في كليّة الآداب، الفرع الثالث بطرابلس-لبنان، فلبّى النداء، وتعاقد مع الجامعة اللبنانيّة، لتدريس مادّة المدارس والأنواع الأدبيّة. وفي مطلع سنة 1980 تفرّغ للتدريس في كليّة الآداب، وقام بتدريس البلاغة والعروض، وأدب العصرين المملوكيّ والعثمانيّ، بالإضافة إلى مادّة المدارس والأنواع الأدبيّة. وفي عام 1988 صدر مرسوم جمهوريّ بتعيينه في الملاك الدائم للجامعة اللبنانيّة، وصنّف أستاذًا مساعدًا ابتداءً من سنة 1983. عام 1990 ناقش أطروحة دكتوراه ثانية في الجامعة اللبنانيّة، في موضوعة "الشعر السعوديّ الحديث في الميزان: حسن عبدالله القرشي نموذجًا"، ونال الرتبة الأعلى: جيّد جدًّا مع التنويه والتوصية بنشر الأطروحة. في مطلع سنة 1995 صُنّف أستاذًا، وقد بدأ قبل ذلك بعشر سنوات يمارس التدريس في قسم الدراسات العليا، ويُشرف ويناقش رسائل الدبلوم العليا والدكتوراه، ويقوم بتقويم أبحاث أساتذة الكليّة وأطاريحهم، وزاد عدد الرسائل والأطاريح التي أشرف عليها وناقشها على الخمسين، وعدد البحوث المقوّمة على المائة. انتُخب رئيسًا لقسم اللغة العربيّة وآدابها مرّتين: الأولى سنة 1981 والثانية سنة 1990. كُلّف مع عدد من أساتذة الكليّة بتعديل مناهج قسم اللغة العربيّة، سنتيّ 1994 و1998. المؤسّسات والجمعيّات الفكريّة والأدبيّة التي انتسب إليها 1- عضو اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين منذ عام 1970. 2- عضو اتّحاد الكتّاب العرب بدمشق، وعضو جمعيّة النقد الأدبيّ فيه، منذ سنة 1981. 3- عضو مؤسّس ورئيس جمعيّة تكريم المواهب اللبنانيّة سنة 1972 ورئيسها لسنتيّ 2003-2004. 4- عضو مؤسّس "منتدى طرابلس الشعريّ" سنة 1981 ورئيسه لسنتيّ 2003-2004. 5- عضو المجلس الثقافيّ للبنان الشماليّ سنة 1970، وعضو الهيئة الإداريّة (غير مرّة)، ومقرّر لجنة الندوات والمحاضرات (غير مرّة)، ومقرّر لجنة التأليف والنشر (غير مرّة). 6- عضو الهيئة الإداريّة لاتّحاد الكتّاب اللبنانيّين لأربع سنوات متتالية 1993-1997، ومقرّر لجنة الانتساب فيه. ثمّ أعيد انتخابه أمينًا عامًّا مساعدًا لشؤون الانتساب لسنتيّ 2004-2005. 7- عضو مجلس أمناء "المجمع الثقافيّ العربيّ" منذ سنة 1999 حتّى اليوم. 8- شغل مهمّة الإشراف العامّ والتدريس في دورات مؤسّسة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعريّ (لتذوّق الشعر وعلم العروض والمهارات اللغويّة) لأربع سنوات 2004-2007 في طرابلس/لبنان. مصادر ترجمته 1- أحد الذين اختارتهم وأرّخت لهم موسوعة أعلام الأدب العربيّ المعاصر" (سير علميّة وذاتيّة) التي قام بإصدارها مؤخّرًا "مركز الدراسات للعالم العربيّ المعاصر" بإشراف الدكتور روبرت كامبل، في الجامعة اليسوعيّة في بيروت. توزيع: الشركة المتّحدة للتوزيع، بيروت 1996 (ج1 / 284-287). 2- ورد التعريف به في "دليل اتّحاد الكتّاب العرب بدمشق" و"معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين" الكويت سنة 1995، وفي كتابيْ المجلس الثقافيّ للبنان الشماليّ: "ديوان الشعر الشماليّ في القرن العشرين" جرّوس برسّ، طرابلس 1996، إعداد د. محمّد قاسم، وكتاب "المسرح في لبنان الشماليّ" إعداد د. نزيه كبّارة، جرّوس برسّ، طرابلس 1998، ومعظم الكتب التي خُصّصت لتراجم أعلام الكتّاب والشعراء في لبنان، ومنها: كتاب "وجه لبنان الأبيض" معجم القرن العشرين: تأليف: الدكتور طوني يوسف ضوّ. شركة M.C.A. بيروت، سنة 2004 (ص 8-9 وص 712-713) ومراجع عامّة ومختصّة أخرى. 3- نوقشت حوله رسالة ماجستير في اللغة العربيّة وآدابها في الجامعة اللبنانيّة بموضوعة: "ثلاثيّة الحبّ والحزن والحنين" في شعر ياسين الأيّوبي، للطالبة بَسْمة الصمد، بإشراف الباحث في التحليل النفسيّ للأدب الدكتور خريستو نجم. وجرت المناقشة يوم 19 شباط 2007 ونالت الطالبة درجة جيّد جدًّا. - هو الآن رئيس تحرير مجلّة "قطوف" التي يصدرها منتدى طرابلس الشعريّ وهي تُعنى فقط بالشعر. تصدر نصف سنويّة، وقد صدر منها حتّى الآن 8 أعداد منذ صيف 2004 وقد توقّفت عن الصدور عند العدد الثامن. سمته الأدبيّة - يمتاز شعره بشفافيّة رؤيويّة هي نسيج وحدها. تختلج في حنايا تراكيبها وصورها الشعريّة، أسرار الوجود المضمّخ بالمعاناة المتجدّدة على المدى. وإن شئت أن تجد له هويّة شعريّة، فهو رومنطيقي، آخذ بأهداب الرمزيّة التي لا تغيب عن صوره وإيقاعاته، وسعيه الحثيث إلى معانقة الجمال الأسنى، أينما وُجد. - كُتب عن نتاجه الشعريّ والنقديّ دراسات، وعُقدت الندوات، وألقيت المحاضرات، عشرات المرّات. أمّا المقابلات الصحفيّة والتلفزيونيّة، فلا حصر لها. - وقد كُتب عن ديوانه الخامس "آخر الأوراد" ما يزيد على الخمسة وعشرين بحثًا ومقالًا وقصيدة، من كتّاب لبنانيّين وعرب، بينهم جوزيف حرب ود. خريستو نجم ود. شفيق البقاعي، وفيليب أبي فاضل... من لبنان، ود. عبد الملك مرتاض من الجزائر، ود. محمد الدناي من المغرب، ود. عبدالله المهنا من الكويت وفاروق شوشة من مصر، ود. محمود الشلبي من الأردن، وسليمان حسين من فلسطين، وعصام شرتح من سوريا الخ... - شارك في تحكيم إحدى جوائز عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعريّ لثلاث دورات متتالية (2002-2006) وفي تحكيم جائزة شعر الأطفال في أبو ظبي 2009. - شارك في مهرجانات شعريّة لا حصر لها: في منتدى الرمثا الثقافيّ في الأردن، وفي سوريا وأبو ظبي، والبحرين، وكذلك في مؤتمرات وندوات أدبيّة ونقديّة مختلفة في بيروت، وعدد من مدن سوريا، والقاهرة، وبغداد، والمغرب، وقرطبة، وباريس والكويت، ونشر من البحوث والمقالات في الصحف والدوريّات العربيّة ما يزيد على المائة عنوان... - ومؤخّرًا نوقشت حول شعره أيضًا رسالتا ماجستير في الأدب العربيّ الأولى حول ديوانه (منتهى الأيّام) للطالبة الجامعيّة صفا حمّود في الجامعة اللبنانيّة 2018، والطالبة عيناء ملص حول ديوانه "آخر الأوراد" في جامعة الجنان بطرابلس 2018-2019. صدر للمؤلّف أوّلًا: دراسات أكاديميّة وأدبيّة وتراثيّة 1. صفيّ الدين الحلّي (قطب شعراء عصريْ المغول والمماليك)، دار الكتاب اللبنانيّ، بيروت 1971 (400 ص) نفد. 2و3. الغرس اليانع من أدب الطلائع (محاضرات أدبيّة نموذجيّة ألقيت على طلبة البكالوريا لعاميّ 1972 و1973) طُبعت بمكتب كريديّة إخوان بيروت 1973 (مجلّدان)، ولم يصدرا عن دار نشر. 4. معجم الشعراء في "لسان العرب" لابن منظور، (أطروحة دكتوراه حلقة ثالثة، نوقشت في السوربون عام 1975). نشرت في دار العلم للملايين ببيروت، ثلاث طبعات 1980-1982 و1987 (550 ص). 5. مذاهب الأدب، معالم وانعكاسات. (طبعة أولى) دار الإنشاء طرابلس 1980 (300 ص). 6. مذاهب الأدب، معالم وانعكاسات. دار العلم للملايين بيروت 1984 (طبعة ثانية منقّحة ومزيدة) (تتضمّن ثلاث مذاهب أدبيّة كبرى: الكلاسيكيّة، الرومنطقيّة، الواقعيّة ومذهبيّ الطبيعانيّة-البرناسيّة) (400 ص). 7. مذاهب الأدب: معالم وانعكاسات. الرمزيّة (طبعة أولى) المؤسّسة الجامعيّة للدراسات والنشر. بيروت 1982 (270 ص). 8. مذاهب الأدب: معالم وانعكاسات. الرمزيّة. (طبعة ثانية منقّحة ومزيدة). دار الشمال طرابلس لبنان 1987 (408 ص). 9. الإنسان والطبيعة في رواية "الدون الهادئ" لميخائيل شولوخوف، المؤسّسة الجامعيّة، بيروت 1982 (180 ص) نفد. 10. الموت والحياة في أدب المقاومة (مراجعة وتقديم). دار الرائد العربيّ، بيروت 1983 (350 ص). 11. معالم الفكر الأدبيّ في عصر النهضة العربيّة (مراجعة وتقديم). دار إقرأ بيروت 1981 (310 ص) نفد. 12. المنحى الرمزيّ في أدب جبران. دار الإنشاء، طرابلس لبنان، 1983 (65 ص) نفد. 13. فصول في نقد الشعر العربيّ الحديث. صدر عن اتّحاد الكتّاب العرب بدمشق 1989 (485 ص). 14. حرفيّة الفنّ الكتابيّ (بالاشتراك)، دار الشمال، طرابلس 1990 (326 ص). 15. كشف الغموض عن قواعد البلاغة والعروض (بالاشتراك)، دار الشمال، طرابلس 1990 (395 ص). 16. حسن عبدالله القرشي في مسار الشعر السعوديّ الحديث. مكتبة ودار الهلال بيروت 1994 (368 ص). (أطروحة دكتوراه دولة، نوقشت في الجامعة اللبنانيّة حزيران 1990). 17. آفاق الشعر العربيّ في العصر المملوكيّ. دار جرّوس برسّ، طرابلس لبنان 1995 (560 ص) نفد. 18. آفاق الشعر العربيّ في العصر المملوكيّ. طبعة ثانية، مؤسّسة البابطين للإبداع الشعريّ الكويت 2020. 19. كوامن الفنّ والإبداع في تراثنا الأدبيّ. الشركة العالميّة للكتاب، بيروت 1997 (250 ص). 20. البلاغة العربيّة وأساليب الكتابة (بالاشتراك)، مكتبة السائح، طرابلس لبنان 1998 (400 ص). 21. الحيّة في التراث العربيّ (تقديم ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1997. 22. الخيل في قصائد الجاهليّين والإسلاميّين، (إشراف ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1997. 23. البلاغة العربيّة وأساليب الكتابة (بالاشتراك)، مكتبة السائح، طرابلس لبنان 1998 (400 ص). 24. الشعر والشعراء في كتاب العمدة، لابن رشيق (إشراف ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1997. 25. شعراء الأمكنة وأشعارهم في معجم البلدان. مجلّدان (إشراف ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1997. 26. ديوان بشر بن أبي خازم الأسديّ (إشراف ومراجعة)، دار ومكتبة الهلال، بيروت 1997. 27. البلاغة الشعريّة في كتاب "البيان والتبيين"، (إشراف ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1997. 28. فنّ المديح النبويّ في العصر المملوكيّ (إشراف ومراجعة)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 1998. 29. ديوان حاتم الطائيّ (إشراف ومراجعة)، الشركة العالميّة للكتاب، بيروت. 30. ديوان النابغة الذبيانيّ (إشراف ومراجعة)، الشركة العالميّة للكتاب، بيروت. 31. ديوان الخنساء (إشراف ومراجعة)، الشركة العالميّة للكتاب، بيروت. 32. الفكاهة والضحك في التراث العربيّ المشرقيّ، (تقديم ومراجعة)، المكتبة العصريّة، بيروت-صيدا 1998. 33.- ديوان امرئ القيس (جمع وشرح وتقديم وفهرسة)، (544 ص)، المكتب الإسلاميّ، بيروت سنة 1998. 34. شرح ديوان أبي ذؤيب الهذليّ (تقديم ومراجعة) المكتب الإسلاميّ بيروت 1998. 35. فقه اللغة وأسرار العربيّة، أبو منصور الثعالبي، (تقديم وشرح وفهارس موسّعة)، المكتبة العصريّة (614 ص)، بيروت-صيدا 1998. 36. معجم أعلام شعراء المدح النبويّ (تقديم وضبط أشعار)، (450 ص)، مكتبة ودار الهلال بيروت 1997. 37. شرح المعلّقات العشر (بالاشتراك)، عالم الكتب، (450 ص)، بيروت 1995. 38. دلائل الإعجاز، لعبد القاهر الجرجاني (تقديم وضبط وشرح وفهارس موسّعة) (614 ص)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2000. 39. شرح الواحدي لديوان المتنبّي (بالاشتراك) (تقديم وشرح وفهارس عامّة) خمس مجلّدات، دار الرائد العربيّ، (2700 ص)، بيروت آخر سنة 1999. 40. في محراب الكلمة (بحوث ودراسات نقديّة في الأدب العربيّ الحديث والمعاصر)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 1999 (454 ص). 41. واقعيّة الأدب وبلاغة الحبك القصصيّ، في رواية آنا كارنينا لتولستوي، الدار النموذجيّة صيدا-بيروت 2001 (304 ص). 42. كتاب الآداب، لجعفر بن شمس الخلافة، (مجد الملك)، (قدّم له وضبط نصّه وعلّق عليه)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2001 (224 ص). 43. آلام فرتر، لجوته، (قدّم لها بدراسة تحليليّة مطوّلة)، الدار النموذجيّة، صيدا-بيروت 2001 (317 ص). 44. تلخيص المفتاح، لجلال الدين القزويني، (ضبطه وعلّق عليه وقدّم له)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2001 (280 ص). 45. طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي (تقديم ومراجعة)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2001 (380 ص). 46. ديوان الإنشاء أو أسلوب الحكيم، لأحمد الهاشمي، (ضبطه وشرح غامضه)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2001 (526 ص). 47. القصيدة الرومنسيّة في بلاد الشام بين الحربين (مؤسّسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعريّ، دورة الأخطل الصغير)، بيروت 1998 (110 ص). 48. المتنبّي في عيون قصائده، (اختارها وعلّق عليها)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2000 (518 ص). 49. ديوان مصطفى صادق الرافعي (تحقيق وشرح وتقديم) (3 أجزاء) (536 ص)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2003. 50. الشعر والشعراء في "الجامع لأحكام القرآن"، (تقديم ومراجعة)، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 2004 (550 ص). 51. روضات الجنان في "الجامع لأحكام القرآن" للإمام القرطبي، (3 مجلّدات)، (اختارها ونسّقها وقدّم لها وعلّق عليها) (1700 ص) صدرت عن دار الأرقم، بيروت 2006. 52. عبد الرؤوف فضل الله، بأقلام نخبة من أقطاب الفكر العربيّ (كتب السيرة الثقافيّة ورتّب النصوص وضبطها) بيروت 2007. 53. عمر بن أبي ربيعة، رائد شعر الجمال والغزل الصريح، رشاد برسّ، بيروت 2009 (320 ص). 54. طرفة بن العبد: شاعر الخواطر الوجوديّة، رشاد برسّ، بيروت 2009 (190 ص). 55. مهمّشون مبدعون في تراثنا الشعريّ، رشاد برسّ، بيروت 2009، (568 ص). 56. مكاشفات ذوقيّة في نقد الأدب العربيّ الحديث، رشاد برسّ، بيروت 2010 (584 ص). 57. مكاشفات ذوقيّة لصفحات مطويّة في تراثنا الشعريّ، دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة، صدرت سنة 2011 (158 ص من الحجم الصغير). 58. تقاسيم على خدّ الأصيل، (مذكّرات ورسائل ويوميّات الحبّ الأخير)، دار المنهل، بيروت 2010، (325 ص). 59. مرايا العشق في ديوان، "جوزيف حرب": "السيدة البيضاء في شهوتها الكحليّة"، رياض نجيب الريّس، بيروت 2011، (206 ص). ثانيًا: في الإبداع الشعريّ 60. مسافر للحزن والحنين، المكتبة العصريّة، صيدا-بيروت 1977 (215 ص). 61. قصائد للزمن المهاجر، دار الرائد العربيّ، بيروت 1983 (183 ص). 62. دياجير المرايا، دار العودة، بيروت 1992 (207 ص). 63. منتهى الأيّام (قصيدة طويلة)، دار العلم للملايين، بيروت 1995 (110 ص). 64. آخر الأوراد، اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين، بيروت، 2005 (120 ص). 65. نار الفصول، آخر قصائد الحبّ، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة 2010 (120 ص). 66. نعماء السكينة، الهيئة العامّة السوريّة للكتاب، دمشق 2012 (70 ص). 67. مسرحيّة البُنيان وقصائد أخرى، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2013 (128 ص). 68. إيلينا والعشق الشفقي، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2019. 69. قصائد الثمانين، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2019. 70. يوميّات ارتقاء إلى مقام الحبيبة، المؤسّسة الحديثة للكتاب 2020. 71. رياحين الوجدان، المؤسّسة الحديثة للكتاب 2020. 72. عندما يَعْصَوصٍف الوصال، منتدى شاعر الكورة الخضراء، بيروت 2021. 73. من وراء الحُجُب، منتدى شاعر الكورة الخضراء، بيروت 2022. ثالثًا: في المؤلّفات الأدبيّة العامّة 74. شعراء لبنان في النصف الثاني من القرن العشرين، رشاد برسّ، بيروت 2011 (3 مجلّدات، 3120 ص). 75. في الرمز والرمزيّة (مكوّنات وآفاق)، دائرة الثقافة، إمارة الشارقة دولة الإمارات 2014. 76. مدارات السرد الروائي في رواية الجريمة والعقاب لدوستويْفسكي، دائرة الثقافة والإعلام، إمارة الشارقة 2015. 77. ثنائيّة الإمتاع والتوتير اللغويّ في "ثلاثيّة الجزائر" الروائيّة لعبد الملك مرْتاض، نشرت في الجزائر، دار الهدى2014، وفي لبنان المؤسّسة الحديثة للكتاب 2017. 78. مرايا الكتابة التشكيليّة في نتاج عمر عبد العزيز (سياحة فكريّة عامّة)، سندباد للنشر، القاهرة 2014. 79 و80. مراصد النقد الأدبي (قطوف دانية من روضات القلم النقديّ)، (جزءان كبيران) (800 ص)، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2016. 81. مراقي الإبداع في ديوان الشعر الكويتيّ المعاصر، مؤسّسة البابطين للإبداع الشعريّ، الكويت 2015. 82. أبعاد الإبداع في أعمال الشعراء عبد القادر الحِصْني وفاديا غيبور وباسم عبّاس، المؤسّسة الحديثة للكتاب طرابلس 2017. 83 و84. حصاد الأيّام (...) في أدب ياسين الأيّوبي، (مجلّدان كبيران) (حوالى 1300 ص)، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2017. 85. شعراء أعلام من لبنان، (مجلّدان كبيران)، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2017. 86. معالم الأدب السورياليّ، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس 2017. 87. مِن كلّ فجّ عميق (مطالعات نقديّة معاصرة)، المؤسّسة الحديثة للكتاب 2017. 88. في مهبّ الخَبال الشعريّ (قراءة نقديّة ذوقيّة في أعمال الشاعر الجنوبيّ محمّد زينو شومان)، المؤسّسة الحديثة للكتاب طرابلس 2018. 89. مدرّجات القدوم إلى الآخرة، المؤسّسة الحديثة للكتاب 2018. 90. رواية (الشيخ فرح) بين الواقع والأسطورة، المؤسّسة الحديثة للكتاب 2018، ونشر إلكترونيًّا في إمارة الشارقة (دولة الإمارات) 2021. 91. شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحادة، في مجموعته الكاملة، منتدى شاعر الكورة الخضراء، بيروت 2021. 92. لطائف الكلم (دراسات ومكاشفات موجعة)، منتدى شاعر الكورة الخضراء، بيروت 2022. في التأليف المدرسيّ الثانويّ 93. الرصيد الأدبيّ (مائة إجابة نموذجيّة في أدب البكالوريا)، (بالاشتراك) دار الشمال، طرابلس 1981 (270 ص). 94. مفتاح النجاح في أدب البكالوريا، الجزء الأوّل للسنة الثانويّة الأولى، دار العلم للملايين، بيروت 1986 (215 ص). نفد. 95. مفتاح النجاح في أدب البكالوريا، الجزء الثاني (للسنة الثانويّة الثانية)، دار العلم للملايين، بيروت 1986 (280 ص). نفد. في النتاج المخطوط (المعدّ للنشر) 96. الدُّرّ المكنون في تصانيف الآداب والفنون (مقتطفة ومنسّقة في التراث الأدبيّ)، (5 مجلّدات)، تصدر عن دار القلم في بيروت، تنتظر طباعتها ونشرها منذ 2006، ولمّا يُطبع ويُنشر. 97. المنتخب من كلام العرب مقتطفات من التراث العربيّ، (منسّقة ومعلّق عليها) تصدر عن دار القلم، (3 مجلّدات) وهي مودعة فيها منذ 2006 ويقع كلّ جزء فيها ما بين 300 ص و400 ص. وقد تقاضى المؤلّف حقوق الطبع مسبقًا. 98. مصطلحات علم البلاغة (الجزء الأوّل: حرف الهمزة) (351 ص)، المنجز والمخطوط في مطلع التسعينات من القرن الماضي. 99. قوارير الخاطر من شآبيب المشاعر، كتاب مذكّراتي تأمّلي. المؤسسة الحديثة للكتاب، صدر في أيار 2023، في حدود الـ500 صفحة. 100. محاسن، (ديوان شعري)، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس لبنان 2022. 101. من كلّ حقل سنبلة (حوارات وندوات تكريم ودراسات منوّعة)، المؤسّسة الحديثة للكتاب / طرابلس-بيروت، 2023. 102. من رحيق الأيّام (صفحات أدبيّة مطويّة) (عدد غير محدّد من الأجزاء)، يُعدّ الآن ويصدر خلال عاميّ 2023-2024..
خنجر في قلب الوطن
BY الروائية سلوى البنا
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
خنجر في قلب الوطن قراءة في رواية "ست الحسن في ليلتها الأخيرة" للروائية الفلسطينية سلوى البنا ضحى عبدالرؤوف المل مارست الروائية" سلوى البنا " في روايتها "ست الحسن في ليلتها الأخيرة" الصادرة عن "دار الفارابي" الأدب السياسي إن جاز التعبير، فحجزتنا في قاعة المحكمة، وجعلت القارئ حاضراً معها في جلسة مشرعة على الحقائق لويلات الحروب التي نعيشها عبر قصة حب عرفناها منذ آلاف السنين، والتي تتجدد ويتم تحديثها، لأن المرأة دائماً هي الوطن الذي بات يتخبط بين الأيادي الطامعة فيه. إذ تمرر سلوى البنا المعاني المبطنة ضمن حكاية وضعتها على خشبة مسرح هي قاعة المحكمة التي تبحث عن الحقائق من شخوص روايتها بطرح للحقائق والالتباس فيها، تاركةً للحب صفوة الياسمين المنتشر في بلاد الشام التي تتصارع عليها الأنفس قبل الأعين، ولتكون "ست الحسن" أو "وردة الشام" برمزيتها هي التاريخ الحقيقي للرواية التي خلطتها بممارسات الشيخ فواز، دون أن تغفل عن المؤثرات النفسية التي تضرب الإنسان منذ الطفولة نتيجة البداوة أو الجهل أو التمادي في التعدي على حقوق الإنسان الذي يقع فريسة المال والسلطة، دون تحديد أي نمط معين ينظم الحياة الاجتماعية بين البلدان العربية وفروقاتها. من خلال نائلة والبئر وولادة حجل، ومن خلال الشيخ فواز أو مقبل أو حتى مزيونة وميمونة، مثيرة بذلك عدة جدليات في رواية امتلكت القدرة على سرد يتيح للقارئ تذوق جمالية الحب وشاعرية الأحلام الطفولية لحسن ووردة، وحتى لشهلة ونور. لتتداخل العلاقات الغرائبية مع الكابوس الذي عشنا فيه ضمن محكمة تعيد بناء الأحداث التي تجري في بلاد الشام، بأشكال متعددة الرؤية دون أن تجزئ أدوات التواصل الذهني بينها وبين القارئ، بل! جلست معه في المحكمة وشاركته فرحة الخروج من كابوس، وكأننا في عالم مشترك يغرق بالمآسي التي تصيب النساء والرجال على السواء، وأن نفخت فيها من الرجولة ما قد يستنكره البعض. إلا أن عظمة الأحداث المخفية والملغزة بأسلوب ذي تكوين روائي يرمي إلى إبراز خصوصية الفترة الحرجة التي تمر بها بلاد الشام. لا يمكن لمن يقرأ رواية "ست الحسن في ليلتها الأخيرة" أن يكملها دون أن تستوقفه الكثير من المعاني المدفونة هنا وهناك. تاركة سلوى البنا للقارئ فطنة التقاطها، لتنفي تسيس روايتها، وتركها بمنأى عن السياسة التي أوقعت بلاد الشام في ورطة كبيرة أو كابوس ناتج عن حمى تتصف بالغليان الداخلي. لأن وردة وحسن هما من جيل الأنفاق أو النفق الذي جمع الكثير من الشباب والشابات واستفزهم على الارتباط، وتحدي الواقع المفروض على أبناء فلسطين. إلا أن الحرب التي تجري أو ما يسمى بالثورات لم ينحصر في فلسطين ومعاناتها، بل! انتقل إلى بلاد الشام والمرأة هي التي وقعت فريسة الأسر والسبي وما إلى ذلك، والوطن الذي وقع فريسة الدسائس والأطماع الخارجية المريضة في دواخلها، لأنها تعاني من تاريخ التبست فيه الأزمنة وتركته مرمياً بين السردي والنفحة الشعرية أو النثرية مرتبطاً بوجدانيات موحية بالتحجر والقسوة، والعادات التي تعكس كل ما هو معادٍ للإنسانية برمتها. "العم نور كان يقاتل عدواً ظاهراً على الجبهة، وأنت من تقاتل يا حسن؟" تسأل وردة والحزن يفترش مساحات صوتها. "تعددت الوجوه والعدو واحد يا وردة." لعنة ست الحسن التي حلت بالجميع والأغطية الروائية التي يسحبها ذهن القارئ الواحد تلو الآخر، ليقرأ ما تحت السطور. إن الثورات العربية في بلاد الشام ومؤثراتها شبيهة بلعنة الجنية عفرين البالغة من العمر آلاف السنين أو قبل أن يصنع الرب من التراب الإنسان! بتلميح إلى الأيادي الخفية التي تعبث بالأوطان. "حيرتني وردة الشام من أين أدخل إليها؟!!" فالعجز الذي أصاب من أراد الاستيلاء على بلاد الشام شبيه بالشيخ فواز العنين، وهو ما يجب البحث عنه في التاريخ، لتصحيح مسارات ثابتة في حكاية ست الحسن وحبيبها حسن المقاتل في الجبهة، والملتزم بالحب منذ الطفولة لامرأة هي الوطن بالنسبة له. فهل وردة الشام أجبرت الروائية سلوى البنا على الانتقام من أعدائها في كابوس روائي وضعته أمام المحكمة، ليحكم القارئ على رؤية روائية لأدب سياسي امتزج برمزية حكاية ست الحسن والشاطر حسن؟ في رؤية أخرى تحديثية عام 2023 رواية "ست الحسن في ليلتها الأخيرة" للروائية الفلسطينية سلوى البنا تعتمد على أسلوب سردي يجمع بين الأسلوب الأدبي التقليدي والتجريب الروائي. تتسم الرواية بمزيج من السرد الخارجي والتفاعل المباشر مع القارئ من خلال تجسيد قاعة المحكمة كفضاء سردي يعكس التعقيدات النفسية والسياسية للشخصيات. هذا الأسلوب يخلق نوعاً من التوتر الدرامي، حيث يعاني القارئ من تقلبات مختلفة بين الواقع والخيال، مما يضيف عمقاً إلى الرواية. لكن، قد يشعر البعض أن الانتقال بين هذه المستويات السردية أحياناً يكون مفاجئاً، مما يتطلب مزيداً من التوازن لتحقيق الانسجام. تدور حبكة الرواية حول قضية عميقة تتعلق بالحرب، الوطنية، وصراع الهوية من خلال قصة حب ذات بعد تاريخي وثقافي. الحبكة مبنية على معركة بين القيم التقليدية والواقع السياسي المتغير، حيث تتداخل القصص الشخصية مع الأحداث السياسية الكبرى. تُعَدّ هذه الحبكة مبتكرة، حيث تدمج بين البُعد القضائي والدرامي، ولكن يمكن أن يكون هناك نوع من التعقيد الزائد الذي قد يشوش على القارئ. استخدام المحكمة كرمز للبحث عن الحقيقة يعزز من قوة الحبكة، لكنه يتطلب توضيحاً دقيقاً للفصل بين الأبعاد المختلفة لتجنب الإرباك. تُعَدّ الشخصيات في الرواية معقدة ومتشابكة، حيث تمثل كل شخصية جانباً من جوانب الصراع الداخلي والخارجي. "ست الحسن" و"حسن" يمثلان نقيضين من حيث الرغبة في الحفاظ على الهوية الوطنية والحب في ظل الظروف القاسية. الشخصيات الثانوية مثل الشيخ فواز ومزيونة تضيف بُعداً إضافياً يعكس الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر في تطور الأحداث. رغم ذلك، قد يكون التداخل بين الدوافع الشخصية والدوافع السياسية في بعض الشخصيات غير واضح بالكامل، مما يتطلب معالجة أفضل لتفاصيل الخلفيات الفردية. تستخدم الرواية الرمزية بشكل بارز، حيث يصبح "ست الحسن" و"وردة الشام" رموزاً للوطنية والهوية والتاريخ. الرمزية تعزز من قوة الرسالة، لكنها قد تكون أحياناً مبهمة بالنسبة للقارئ، مما يستدعي تفسيراً أعمق أو توضيحاً لزيادة الفهم. الرموز المستخدمة تساهم في بناء طبقات متعددة للمعنى، لكن تزايد استخدامها يمكن أن يؤدي إلى شعور بالاختناق النصي إذا لم يتم توظيفه بعناية. الأسلوب اللغوي للرواية يتميز بالعمق والشاعرية، مما يعكس البُعد الثقافي والفلسفي للرواية. اللغة الغنية والتفاصيل الدقيقة تضيف إلى الجمالية الأدبية للنص. ومع ذلك، هناك أوقات قد تقترب فيها اللغة من التعقيد المفرط، مما قد يعيق تدفق النص وسهولة فهمه. من المفيد تبسيط بعض الأجزاء لتجنب إساءة فهم الرسائل المعقدة. الرواية تنجح في إثارة مشاعر القارئ من خلال تصوير الصراعات الإنسانية والتحديات الوطنية بشكل مؤثر. التفاعل مع قضايا مثل الحب الوطني والحروب الأهلية يجعل الرواية تجذب الانتباه بشكل فعال. ومع ذلك، في بعض الأحيان، قد يكون هناك نوع من المبالغة في التعبير العاطفي، مما قد يؤثر على مصداقية بعض المشاهد ويقلل من تأثيرها. رواية "ست الحسن في ليلتها الأخيرة" تعد عملاً أدبياً يدمج بين القضايا السياسية والتجريب السردي بأسلوب مبتكر. رغم التحديات التي تواجهها الرواية في التوازن بين السردي والرمزي، فإنها تبقى عملاً قادراً على إثارة التأمل حول قضايا الهوية الوطنية والصراعات الشخصية. تعزيز وضوح الحبكة وتعميق الشخصيات قد يساهم في تحسين التجربة القرائية وتقديم رسالة أكثر تأثيراً. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الروائية سلوى البنا
سلوى البنا (من مواليد عام 1951 في مدينة نابلس) هي كاتبة وروائية فلسطينية صدرت لها عددٌ من الروايات والمجموعات القصصيّة لعلَّ أبرزها روايةُ «عروس خلف النهر» التي صدرت في بيروت عام 1972، وروايةُ «الآتي من المسافات» التي صدرت في بيروت أيضًا عام 1977، و«الوجه الآخر» وهي مجموعة قصصيّة نشرتها البنا في عددٍ من الصحف الأردنية ثم أعادت طباعتها في بيروت عام 1974. للكاتبة كتبٌ أخرى صدرت تباعًا وهي «العامورة عروس الليل» وهي أيضًا روايةٌ صدرت من العاصمة اللبنانيّة بيروت عام 1986، و«حذاء صاحب السعادة» المجموعة القصصيّة التي صدرت عام 2010 فضلًا عن رواية «امرأة خارج الزمن» التي صدرت في العام الموالي. الحياة المُبكّرة والتعليم وُلدت سلوى البنا في مدينة نابلس بفلسطين وهناك عاشت، حيثُ أتمَّت دراستها المتوسطة في نابلس، لكنها حصلت على الإجازة بالآداب من جامعة بيروت. المسيرة المهنيّة بدأت سلوى البنا مسيرتها المهنيّة في مجال الصحافة، ثمّ عرَّجت في وقتٍ ما على مجال الكتابة والنشر والتأليف فنشرت عددًا من الكتب والروايات لعلَّ أبرزها رواية عروس خلف النهر التي صدرت من بيروت عام 1972، وكذا رواية الآتي من المسافات التي صدرت في بيروت أيضًا عام 1977، فضلًا عن رواية مطر في صباح دافئ (1979)، والوجه الآخر وهي مجموعة قصصيّة نشرتها البنا في عددٍ من الصحف الأردنية ثم أعادت طباعتها في بيروت عام 1974. للكاتبة كتبٌ أخرى صدرت تباعًا وهي العامورة عروس الليل وهي أيضًا روايةٌ صدرت من العاصمة اللبنانيّة بيروت عام 1986، وحذاء صاحب السعادة المجموعة القصصيّة التي صدرت عام 2010 فضلًا عن رواية امرأة خارج الزمن التي صدرت في العام الموالي.أشهر أعمال الكاتبة الفلسطينيّة كانت روايةُ «ست الحسن» التي جاءت مختلفةً في أسلوبها السرد الروائي والنص المسرحي والى حدٍ ما الشعر. قالت سلوى في هذه الرواية أنها لم تتعمّد التجديد لكن الفكرة كانت تقتضي الخروج عن المألوف وهو ما فعلته ونجحت فيه كما ترى حين تخطَّت الخطوط الحمراء التي كنت تضعها لنفسها أثناء الكتابة. جسَّدت سلوى في روايتها «ست الحسن في ليلتها الأخيرة» الهجمة الشرسة التي تعرضت وتتعرضُ له بلاد الشام بهدف تدميره وتفتيته وتغيير هويته ومقوماته الحضارية، وتغييب فلسطين تماما من على خريطته كما تقول. قصدت سلوى البنى في روايتها هذه بعبارة «وردة الشام» دولة فلسطين.لقد جسَّدت سلوى في رواية «ست الحسن» الصراع بين الخير والشر، بين القبح والجمال كما أكّدت في حوارٍ لاحقٍ مع جريدة إلكترونيّة، ونفس الأمر فعلتهُ في رواية «عشاق نجمة» حيث جعلت فلسطين الحدث والقضية الأساس، وبالتالي كان الانطلاق من حضن التاريخ واستحضار الزمن والأمكنة والأسماء للتأكيد على هوية الأرض وعروبتها. قصدت سلوى بكلمة «نجمة» في الرواية فلسطين وعشاقها هم المناضلون بالبندقية والفكر والكلمة لتحريرها. عرَّجت في هذه الرواية على كل أشكال التآمر التي تعرضت لها قضية فلسطين، وصولًا إلى ما انتهى إليه المشهد اليوم من حروب واقتتال وتدمير. آراء ترى سلوى البنا أنَّ شغف الكتابة وُلد معها مبكّرًا وتُرجع الفضل في ذلك لخيالها الواسع الذي بدأ مع الشعر حين لم تكن قد تجاوزت الثانية عشر من العمر بعدها. انتقلت بعدها سلوى للقصة والرواية فنشرت أول قصة قصيرة لها في مجلة اسمها «قافلة الزيت» في مسابقة للقصة فنالت الجائزة الأولى حينما كانت طالبة في كلية راهبات مار يوسف في مدينة نابلس.بعد التخرج من المدرسة عملت في الصحافة التي تقول أنها منحتها تجارب إنسانية وصقلت قلمها ومكّنتها لاحقًا من القبض على الصور والمشاعر والحروف حتى نشرت أول رواية قصيرة لها بعنوان «عروسٌ خلف النهر». تعتبرُ سلوى أنَّ قضية فلسطين هي الدافع والمحرك وراء معظم نصوصها الأدبية، فالقضيّة – بحسبها – كانت ولا تزال حاضرة بقوة في كل أعمالها حتى في رواية «ست الحسن» التي خرجت بها إلى قضية أشمل وأوسع هي في أساسها فلسطين. ترى سلوى أنَّ الالتزام بقضية لا يقيّد المبدع ولا يحدّ من النصوص، فالرواية أو القصة هي انعكاسٌ لواقع اجتماعي وتصوير لشرائح وطبقات اجتماعية وحركتها اليومية، وبدقة أكثر الأدب هو تأريخ لواقع وحضارة المجتمعات كما تقول.بالنسبة لسلوى، ففلسطين كانت وستبقى الوطن الذي يسكن كل فلسطيني أينما كان بما في ذلك هي. ترى الكاتبة الفلسطينيّة أنَّ من يراهن على الزمن لقتل الحلم الفلسطيني هو خاسرٌ بالتأكيد. تنتقدُ سلوى أيضًا تغييب قضية فلسطين عن الأدب العربي وتغييب مفهوم الالتزام أيضا وترى أنّ هذا يحدث بالصدفة وإنما ضمن حركة استهدفت ضرب القيم الثقافية وتفريغها من خصوصيتها وتهمشيها، وتسطيح الفكر وضرب الوعي من خلال استهداف الكلمة الملتزمة سواء بالفن أو الأدب.عن وجهة نظرها في كتابة مشاهد تحتوي على الجنس داخل الرواية بجرأة، فيما يُعرف بالنص الأيروتيكي، تقول سلوى أنّ الهدف الأساسي من الجنس في رواية «ست الحسن» كان لخدمة الفكرة والتي تعكسُ مفهومين متناقضين له: المفهوم الحضاري الذي يرتقي به من غريزة همجية إلى سلوك إنساني نابض بالحب والجمال، والمفهوم البدائي أو الهمجي المتمثل بغريزة حيوانية شهوانية منفرة وقبيحة. تنتقدُ سلوى أيضًا غياب النقد المتجرد والبناء، بسببِ غياب جيل النقاد الكبار الذين يعود إليهم الفضل – بحسبها دائمًا – في خلق أدباء تركوا رصيدًا راقيًا من الإبداع. قائمة أعمالها هذه قائمةٌ بأبرز أعمال الصحفيّة والكاتبة سلوى البنا: عروس خلف النهر (رواية صدرت في بيروت عام 1972) الآتي من المسافات (رواية صدرت في بيروت عام 1977) مطر في صباح دافئ (رواية صدرت في بيروت عام 1979) الوجه الآخر (مجموعة قصص نشرتها في الصحف الأردنية، ثم طبعت في بيروت عام 1974) العامورة عروس الليل (رواية صدرت في بيروت عام 1986) حذاء صاحب السعادة (مجموعة قصص صدرت في بيروت عام 2010) امرأة خارج الزمن (رواية صدرت في بيروت عام 2011) ست الحسن في ليلتها الأخيرة مصدر السيرة الذاتية ويكيبيديا
قلتها بكامل طمأنينتي
BY الروائي خليل صويلح
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
قلتها بكامل طمأنينتي قراءة في رواية "اختبار الندم" للروائي خليل صويلح ضحى عبدالرؤوف المل مشاهد مغزولة بأسلوب مجبول بفن السيناريو القادر على التنقل عبر المشاهد بخفة قلم يستهويه فن الكتابة، مع الإلمام بالفنون الأخرى من تصوير وتشكيل وأفلام وثائقية ومسرح، وكل ما من شأنه تنمية الثقافة في المجتمعات التي تبكي على الحجر وتنسى الإنسان، وما يحمله من معاني الحياة التي يحتاجها، ليحيا بعيدًا عن الحروب بكل معانيها، من حروبه الداخلية في نفسه اللوامة وصولاً إلى المحيط الذي يعيش فيه لاجئًا، إلى الكثير من الكتب المقروءة، تاركًا لأسماء الكتاب وعناوينها دلالات كثيرة في المشاهد التي حبكها برمزيات يبحث من خلالها عن النارنج المغتصب الذي ابتعد من غير عودة. ربما! وهن المرأة التي تعيش هواجس الخوف من الآخر، ومن الفقدان لحريتها التي لم يصنها "خالد صويلح" في روايته هذه. بل! فاض منها منسوب ذكوري تغنى به. ليكون بذلك قد قتل مفهوم حرية المرأة تمامًا بل! حصرها في تحرر غير آمن من الانزلاق نحو الهاوية التي تجعلها مشوهة في مجتمع ذكوري هو صاغه بقلمه دون التطلع إلى قدراتها الأخرى في العطاء الجمالي والعاطفي والتحرر من الأنا العليا الملموسة في روايته التي أخفى فيها الراوي وتركه يتخبط بين النساء. كما تتخبط سوريا مع أعدائها في الداخل والخارج. فهل رواية "اختبار الندم" الصادرة عن دار "هاشيت أنطوان" هي فعل ترجمه في كتاب يحتوي على مشاهد الحروب في سوريا فقط؟ أم إنه يشير إلى الندم في حرب وقعت في بلاد الياسمين؟ من مخلفات الحروب في القرون الوسطى إلى مخلفات الحروب في العصر الحديث وتحديدًا في سوريا، فمن قتل بغير رصاصة مات غرقًا في هجرة غير شرعية أو كالكتاب الذي ضاع من مكتبة روسي اهتم ببيع الكتب في حارات ضاقت بالعبثية في كل شيء، من اللغة إلى الإعلام المرئي والمكتوب، والصورة التي تحمل الخبر بحيثياته المختبأة في تفاصيل عدسة تخاف الظهور، بل! تجمع كل ما من شأنه أن يؤرشف الأحداث كرواية فوتوغرافية أخرى لها عدة أوجه فنية أو مناضلة في تحقيق إبراز الحدث أو التقاط الحياة من بين الركام بكل أنواعه. الحجر والإنسان والتراث الفني والطبيعة عبر متاهة تجمع المتناقضات في إحياء لملم من مشاهدها ما يؤمن التكوين الروائي أو السيناريو الذي تركه عبر تقطعات مربوطة بخيط الندم الذي بدأ به شرحًا وانتهى به فعلًا. ليكون ما حدث في سوريا عبارة عن ندم مخفي في نفوس تذوقت مرارة الأحداث، وإنما بلسان القلم المدجج بتفاصيل المسلخ البشري، وثلاجات الموتى التي يتاجر بأعضائهم ساخرًا من مفارقات الكتاب بين الغرب والعرب، بين من يكتب عن الحروب ومن يكتب عن الحياة الاجتماعية وهمومها، والفكر الذي تعيده كتبهم إلى جادة الصواب، وبهذا يكون كتاب "خالد صويلح" هو صرخة غضب لما يحدث في الوطن العربي بشكل عام. دفن الماضي يعني الصفح عمن دمروا حيات الآخرين، فهل الحاضر هو مقبرة كل ذلك حيث تصبح الحقائق طي رواية تحمل في تفاصيلها أحداث حرب لم تختلف في نهجها عن حروب العصور الوسطى، بينما الحرب الحقيقية هي حرب الصورة والسيناريو والفيلم الوثائقي وإبراز كل ما يمكنه الاستمرار عبر الزمن. ليكون كالمحاكاة التي تموت وتبقى بحيوية الحروب التي ينتقدها عبر رمزية تغيرات الفنانة التشكيلية التي اختلفت رسوماتها عن الماضي، بعد أن تحولت كائناتها الأليفة في لوحاتها إلى وحوش مفترسة، وبات كل مثقف يترجم الحرب بتأثيراته الذاتية تبعًا لما يعانيه هو وأهله وجيرانه وأبناء وطنه، فهل ستقتل نارنج من سلمها إلى المحققين؟ أم ستبقى خيوط الحرب السورية بين أنامل الزمن والأعمال الفنية من رواية وتشكيل، وكل ما من شأنه حفظ هذه الحرب ومنع الآخرين من دفن أحداثها وصورها البشعة، أو بالأحرى المشاهد المغزولة في رواية "اختبار الندم"؟ في رؤية أخرى بعد سنوات من نشر هذا المقال عدت فكتبت سيرة مشتهاة أو توثيق روائي لأحداث موجعة لامست الحس عند القارئ عبر تنقلات مع شخصيات نسائية تمثل كل منها صفة ما في داخل القارئ، لأنها خرجت من الحقيقة ومن شاشات الافتراض، والصور المحشوة في ذاكرة لم تنس معالم الجمال في سوريا المغتصبة الشبيهة بنارنج ومعاناتها الخارجية والداخلية النفسية منها والجمال العابق بالتاريخ، فهل يمكن ترميم الماضي كي لا يتم دفنه؟ أم إبرازه بطريقة حديثة يحتاج لورشات سيناريو متعددة، وإعادة بناء ما لا يمكن إعادته في الزمن نفسه حيث تآكل الندم في الذاكرة، أو حيث تقاذفت الأفكار بعيدًا عن الغراميات التي جعلها تخدم وجهة نظره، لوطن يمارس عليه شتى أنواع الغراميات التي من شأنها جعله نقطة ارتكاز لأطماع لا يمكن الخروج منها، إلا بالبحث عن ماهية حب الوطن الحقيقي في نفوس الشعوب. مشاهد لنص تم تقطيعه إلى مراحل، لكل مرحلة مشهدها الخاص بها، وبثقة كبيرة جعلت من لغته الأكروبياتية المرنة سلاسة في تذوقها. لتكون بعيدة عن السرد الروائي، وقريبة من اللغة الصحفية وملامسة فن الخبر برؤية فنية من شأنها زيادة منسوب التخيل لواقع موجع، لكن ضمن أحكام السرد التي لم يفارقها إلا ليقترن مع الحركة اللغوية في تكوين المفاهيم التي أراد إيصالها إلى القارئ بحنكة كاتب أتقن الابتعاد عن الخيوط الروائية بدمجها مع الأساليب الأخرى في لملمة الأحداث وجمعها في "اختبار الندم". رواية "اختبار الندم" تحمل في طياتها عمقًا إنسانيًّا يتجاوز حدود السرد التقليدي ليعكس واقعًا مؤلمًا ومعقدًا. الانطباع الأولي يلفت الانتباه إلى قدرة الكاتب على استخدام لغة سردية قوية تنسج مشاهد تتسم بالثقل الدرامي والتأثير العميق. توظيف الأسلوب السينمائي في الرواية يُضفي عليها بُعدًا مرئيًّا يجعل القارئ يعيش تفاصيل الأحداث كما لو كانت تُعرض على شاشة كبيرة، مما يعزز تجربة القراءة ويجعلها أكثر حيوية وواقعية. تقدم الرواية رؤية شاملة لتداعيات الحرب وتأثيراتها على الأفراد والمجتمعات. تتناول الرواية قضايا متعددة منها النزوح والتهجير، تأثيرات الحروب على النفوس البشرية، والصراعات الداخلية والخارجية التي يمر بها الأفراد في أوقات الأزمات. من خلال هذه الرواية، يعرض خليل صويلح وصفًا دقيقًا للحالة النفسية للأشخاص الذين يعيشون تحت وطأة الصراع، مما يجعلها عملًا أدبيًّا يوثق فترة زمنية وحالة اجتماعية بعينها. تقدم الرواية تصويرًا عميقًا للحالة النفسية للنساء الموصوفات في النص. تعكس الرواية الصراعات الداخلية للشخصيات، وكيفية تأثير الضغوطات النفسية والاجتماعية على سلامتها النفسية. استكشاف خليل صويلح لأبعاد الألم والفقدان والخوف يعكس فهمًا عميقًا للحالة النفسية للأفراد المتأثرين بالصراعات، ويبرز تأثير الحرب ليس فقط على المستوى الفردي بل أيضًا على المستوى الجماعي. يتميز أسلوب الرواية بالقدرة على دمج تقنيات السرد السينمائي مع الأساليب الأدبية التقليدية. يُستخدم الوصف الحسي والرمزية لتقديم الأحداث بشكل درامي وواقعي. يعتمد الكاتب على أسلوب التصوير الدقيق واللغة المشحونة بالعواطف لخلق تجارب حسية متكاملة، مما يساهم في تعزيز التأثير العام للنص. يمكن اعتبار الرواية عملاً أدبيًّا متقن الصياغة. تمتلئ النصوص بالصور الشعرية والرموز الفنية التي تُثري التجربة الجمالية للقارئ. يستخدم صويلح اللغة بمهارة لخلق مشاهد نابضة بالحياة، تُبرز التناقضات والتحديات التي تواجه الشخصيات. الرواية تنجح في تقديم سرد بديع يمزج بين الجمال الفني والعمق الفكري. تبرز الرواية قدرتها على تجسيد مشاعر الشخصيات بصدق وواقعية. تساهم اللغة الغنية والتفاصيل الدقيقة في نقل مشاعر الحزن والألم والندم بشكل مؤثر. يعكس السرد قدرة الكاتب على التعبير عن المشاعر الإنسانية المعقدة بطريقة تجذب القارئ وتثير اهتمامه، مما يجعل الرواية تجربة قراءة متكاملة وعاطفية. من منظور روائي أدبي، "اختبار الندم" تعد من الأعمال التي تساهم في تناول قضايا اجتماعية هامة من خلال الإبداع الأدبي. الرواية تبرز التحديات التي يواجهها الأفراد في ظل الأزمات الكبرى، وتعرض تجاربهم بشكل يجعلها ذات صلة وثيقة بواقع القارئ. تُمثل الرواية مثالًا على كيفية استخدام الأدب كوسيلة لفهم الأزمات الإنسانية والبحث في جوانبها العميقة، مما يعزز من قيمتها الأدبية والفكرية. ضحى عبدالرؤوف المل dohamol67@gmail.com
×
الروائي خليل صويلح
خليل صويلح (ولد في الحسكة عام 1959م - ) روائي وصحفي سوري، يعمل في الصحافة الثقافية العربية منذ منتصف الثمانينات. صدرت له العديد من المؤلفات الأدبية في الرواية والشعر والنقد، من أبرزها رواية «اختبار الندم» التي حصل بها على جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2018. الإصدارات روايات ورّاق الحب (2002)، وقد حازت على جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية (2009)، ونُشرت بالانكليزية (2013). بريد عاجل (2004). دع عنك لوهي (2006). زهور وسارة وناريمان (2008), سيأتيك الغزال (2011). جنة البرابرة (2015). اختبار الندم (2017) وقد حازت على جائزة الشيخ زايد للأدب، وتُرجمت إلى الأوكرانية والألمانية. عزلة الحلزون (2019). رواية دع عنك لومي تناقش روايته الأخيرة دع عنك لومي تفاصيل حياة راهنة وهامشية تجري أحداثها في دمشق. ينظر إلى هذا الواقع من وجهة نظر مجموعة مثقفين، يتبدى لاحقاً، أنّ الثقافة نفسها تتحول نوعاً من الإعاقة الذاتية والاجتماعية بالنسبة إليهم. فعلى رغم نجاحاتهم النظرية في توصيف ما يجري حولهم، لا تبدو توصيفاتهم تلك نافعة في تأمين حياة لائقة بهم... أو بالثقافة التي راكموها! وهذا ما يجعلهم متبطلي مقاه، ومتسكعي ليل، ومرددي خلاصات فلسفية لا قيمة تداولية لها إلا فيما بينهم بصفتهم شلة مثقفين. وقد نشرت الرواية بواسطة دار الاداب - بيروت. رواية اختبار الندم في الحروب تتشابه الأيّام. يصبح وجودك مصادفة أخطأتها رصاصة. يصبح كلّ يوم يوماً إضافيّاً تعيشه في الوقت الضائع. تنسى أن تنظر في المرآة. تبحث عن وجهك في وجوه الآخرين. تدفن وحدتك في المقهى، في القصص العابرة، في الأحاديث الافتراضية التي تجد طريقها بين وجهَين باكيَين من وجوه «الإيموجيز» على محمولك. الشِّعر يصبح حجّة للتعلّق بفعل الحياة. الحبّ. المغازلة. المواعيد. كلّها تصبح أسلحة لمكافحة القذائف التي إن لم تطَلْك طالت جوهر إحساسك بالوجود. في الحرب تصل الأحاسيس إلى منتهاها. تتجرّد الحياة من مساحيق المهرّج وتبدو عارية على حقيقتها، قاسية على حقيقتها، مروّعة على حقيقتها. وتطفو القصص المدمّاة على السطح. «اختبار الندم» تحكي قصّة كاتب بارعٍ في تفويت الفرص، موهوب في بعثرة الكآبة، يعيش محتمياً في فقّاعة هشّة، محاولاً ترويض شياطينه. هو كاتب يبذر كلماته في أزقّة دمشق العتيقة، وهنّ ثلاث فتيات على هامش الحياة: «متشاعرة» و«ملتهِبة» و«مغتصَبة». هنّ حكايات يداعب بها الوقت الباقي من حكاية حرب هي الأطول بين حكاياته مع كلٍّ منهنّ. نشرت الرواية في دار هاشيت أنطوان 2017 كتب نقدية قانون حراسة الشهوة. ضد المكتبة. نزهة الغراب. «اغتصاب كان وأخواتها» كتاب حوارات مع محمد الماغوط. مجموعات شعرية افتتاحيات. هكذا كان المشهد. اقتفاء الأثر. مؤلفات أخرى صدر له في العام في العام 2017 نصوص أدبية بعنوان «ضد المكتبة»، عن دار نينوى - دمشق. الجوائز والتكريمات 2009: جائزة نجيب محفوظ عن رواية ورّاق الحب. 2010: جائزة دبي للصحافة والإعلام. 2018: جائزة الشيخ زايد للكتاب.
قراءة في رواية "بنات خودا"
BY الروائي سمير فرحات
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
. قراءة في رواية "بنات خودا" للروائي سمير فرحات ضُحى عبد الرؤوف المل يدخل الإعلامي والروائي سمير فرحات في عالم رواية الأحداث الواقعية، المبنية على تواريخ لا يمكن نسيانها. إذ يعتمد في روايته "بنات خودا" الصادرة عن "دار الفارابي" على جوانب صحفية في الإمساك بالواقع، وتحويله إلى متخيل محترف في صنع الحدث الروائي الذي يكمن وراء "بنات خودا" وبنكهة الزمن الحاضر والتغريب الذي يقودنا إلى العودة دائمًا حيث القوة الحقيقية في المجتمعات النامية التي تندثر فيها سياسات وتولد سياسات أخرى. ويشعر فيها بعض الفئات المهمشة بإنكار الحقوق ومحاولة الحصول عليها أو النظر إليها بنظرة إنسانية تميل إلى غرس الوطنية عبر مفردات تحمل من العاطفة الشيء الكثير: "بنبض التراب الذي يكون كياني، وذراتي، وجيناتي". وربما هذه استطبابات نفسية تحيل القارئ إلى أماكن نولد فيها ولا ننتمي إليها، والعكس صحيح. تاريخ حاضر لأزمان هي ضمن أماكن جمعت عكار التي تقع شمال لبنان مع العراق، وما بين حروب داعش ومسيرة مهند العكاري مع الشيخ عمر ارتباطات شدها الروائي سمير فرحات بمفارقات لا يمكن التكهن بها. كأن الحروب تقود الأجيال إلى حتفها، وكأن القدر يقف وراء حجاب: "هذا يفسر كيف أن أكثر من سبعين حملة إبادة تعرض لها شعبنا، لم تنجح في محونا، ومحوه تاريخنا، وديننا، وعاداتنا؟" فالديانات في الرواية هي مسارات رؤيوية لسؤال واحد: كيف يحصل هذا ونحن في ألمانيا؟ فهل سينصهر العرب عبر هجراتهم في أماكن تمسك بها أحيانًا، وأماكن أخرى تركها في دهاليز الأحداث الظاهرة والمخفية ضمن تصوير بشاعة ما مر به الإيزيديون خاصة والعراق عامة. مواضيع الشرف وارتجال الذكورة، وإنكار حقوق المرأة من المواضيع التي تعالجها الروايات العربية برمتها، وكأنها تواجه القارئ بحقيقة يعرفها، فتعمد إلى تذكيره بها لتكون القضية الأبرز في روايات الأحداث التاريخية. ولكن يبدو أن الزمن الحاضر في رواية "بنات خودا" يمر مع الأحداث بنفحة الحروب الكردية، والاجتياحات التي قتلت الملايين من الشعب العراقي. فهل يحاول سمير فرحات إبراز مواضيع الهجرة التي باتت تشكل التطلع الأبرز نحو بناء الإنسان الجديد في وطن آخر، فتبرز قضية التمسك بالهوية على أشدها في الأسلوب السردي الذي اعتمده سمير فرحات في تصوير الصعوبات الجمة التي تقلق الشعوب من الحلول المستعصية دون تعتيم للرؤية الروائية، تاركًا الأحداث بتواريخها هي التي تحكم ذهنية القارئ في استرجاع الخبر، وبتضافر التراكيب العنيفة في تصوير الاغتصابات، وشدتها على خصوصية الشعب الإيزيدي. إذ ينقل طبائع هذه الفئة من المجتمع الذي يسهم في تشكيل طبقة اجتماعية ما زالت تبحث عن حقها في الوجود. "العالم العربي كله سيكون قريبًا بلا حياة" جملة برزت كتلك التي تثير اليأس في النفوس التي تتطلع إلى بناء تاريخي، يعيد مجد ما اندثر ولم يذكره سمير فرحات، تاركًا للفكرة في الزمن الحاضر تفاعلها مع الشخصيات الذين ينظرون إلى الوطن، نظرة المهاجر من وطنه بتأني مشهدية ذات محاور مبنية على اختلافات العناصر المحورية، وكأنه يجمع التاريخ في رواية ذات وقفات منفصلة مرتبطة بخيط الحدث المخفي أو الإيحائي، وهو شخصية مهند وما يجري في الرواية من انتهاكات يقوم بها الشباب، أي الجيل الجديد الذي يجب أن يبني لا أن يدمر. ليترك الجواب مفتوحًا عن سؤال: "من يعرفنا في ألمانيا؟" "أنتم الإيزيديون لستم إلا معلمًا من معالم العراق، وحجرًا في قلعة تاريخه." التاريخ لا يفصل أحدًا عن واقع عاشه، إنما تترسخ لتكون الأرشيف الزمني لما تمر به الأوطان من أزمات تربط المعاناة بعضها ببعض لتؤدي الرواية دورها عبر خصائص بنية الخبر وعناصره في الرواية التي تؤكد على حقوق الشعوب في الحياة. فالتماسك في العنوان يتناقض مع الفصول لتكون العناوين الداخلية هي الصورة لتتابع الأحداث وخضوع اللغة الإيزيدية أحيانًا للمسار الروائي. طمس الروائي سمير فرحات معالم عكار الواقعة في شمال لبنان، فلم يمنحها إلا التواريخ وحرمانها الذي ذكره مع واقع لفظة المهمشين من السنه، كأنها عنوان الطريق الذي يسلكه مهند نحو التطرف الإسلامي الذي بات كالوحش الكاسر الذي يصعب التخلص منه. فالتطرف ومعالمه من خلال السرد الروائي بدا كأنه مقتطفات من أخبار دفعته إلى التخيل مع قليل من البناء الروائي الذي اعتمد على المناطق كافة، وفي البلدان العربية التي وقعت تحت براثن الاقتتال. "لو سمحنا لأنفسنا بالذوبان، لمسحنا من التاريخ والحضارة مسيرة شعبنا منذ بداية الخلق؟" فالقيم الخاصة لمفهوم الإيمان تركها سمير فرحات ولجأ إلى الآيات القرآنية التي يعتمد عليها نصوصها من يمارسون التشدد الديني. فهل الانتماء إلى الأرض هو انتماء آدم إلى الجنة؟ وهل من خروج آخر في الحياة بعد الخروج للهجرة من وطن ماتت فيه نيران؟ في رؤية أخرى عام 2019 لأن المقال السابق تم نشره عام 2017 في جريدة المدى رواية "بنات خودا" للروائي سمير فرحات تتناول موضوعات متعددة تعكس واقعًا اجتماعيًّا وثقافيًّا معقدًا. الرواية تدمج بين الأحداث التاريخية والوقائع الراهنة لتسرد قصة ذات أبعاد عميقة حول الصراع والهجرة والهوية. تسبر الرواية أغوار التوترات السياسية والاجتماعية التي يعيشها الأفراد في المجتمعات النامية، خصوصًا في سياق الصراعات الإقليمية مثل حروب داعش، وتعرض معاناة الفئات المهمشة كالإيزيديين. الرواية تستكشف التحديات التي تواجهها هذه الفئات في ظل ظروف تهجير قاسية، وتبرز كيف يمكن للانتماء والهوية أن يصبحا مصدرين للصراع الداخلي والخارجي. تقدم الرواية صورة معقدة لحالة الشخصيات وتأثير الأزمات على نفسيتهم. الصراع الداخلي للشخصيات يتجلى من خلال مشاعر الإحباط، الحزن، والغضب التي تعكس الاضطرابات النفسية الناتجة عن التجارب المؤلمة. السمات النفسية للشخصيات تتطور من خلال تجاربهم مع الحروب والتهجير، مما يؤدي إلى شعور بالانفصال عن الهوية الأصلية والتشوش حول الانتماء. الرواية تعكس بشكل واضح كيف أن الألم والتهجير يمكن أن يؤثرا على الهوية الذاتية ويؤديا إلى صراعات نفسية عميقة. يستخدم سمير فرحات أسلوبًا سرديًّا يجمع بين الواقعية والرمزية. الرواية تعتمد على تقنيات السرد المتعددة لعرض الأحداث من زوايا مختلفة، مما يعزز من تعقيد الحبكة وسلاسة التنقل بين الأزمنة والأماكن. السرد يتيح للقارئ التفاعل مع الأحداث بعمق، ويستخدم الأسلوب الصحفي في توثيق الأحداث كوسيلة لإضفاء مصداقية وواقعية على الرواية. الأسلوب الفني يتسم بالقدرة على خلق صور حية وملموسة للأحداث والشخصيات، مما يعزز من تأثير الرواية على القارئ. الجمالية في رواية "بنات خودا" تظهر من خلال اللغة الوصفية والتعبيرات الأدبية التي يستخدمها الكاتب. الصور الشعرية والتعبيرات الرمزية تعكس المشاعر والأفكار بشكل عميق، وتضيف بُعدًا جماليًّا إلى السرد. الرواية تسهم في بناء عالم متخيل يتداخل فيه الواقع مع الخيال، مما يخلق تجربة قراءة جذابة ومؤثرة. استخدام الكاتب للألوان والتفاصيل المكانية يعزز من الإحساس بالواقعية ويجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش الأحداث بشكل مباشر. الرواية تعكس بشكل مؤثر تجارب الألم والأمل والصراع. الأسلوب السردي يعبر عن معاناة الشخصيات من خلال استخدام لغة قوية ومؤثرة تنقل الأحاسيس والآلام التي يعيشونها. الأبعاد التعبيرية في الرواية تسهم في تعزيز تأثير القصة على القارئ، وتجعل القضايا التي تتناولها الرواية أكثر واقعية وملموسة. الرسائل التي تنقلها الرواية حول الهوية، والانتماء، والتهجير تتناول قضايا إنسانية عميقة بطريقة تعبيرية قوية. الرواية تُقدم من منظور سردي يركز على الشخصيات وتجاربها الفردية، مما يتيح للقارئ فرصة لفهم عميق لمشاكلهم وصراعاتهم الداخلية. الراوي يتنقل بين الأحداث والأزمنة بطريقة توضح الترابط بين الواقع والتخييل، ويعزز من قوة السرد عبر تقديم تفاصيل دقيقة ومعقدة. الرواية تُستخدم أيضًا كأداة لاستكشاف القضايا الاجتماعية والسياسية بشكل متعمق، مما يساهم في تحقيق هدفها في تسليط الضوء على قضايا هامة تعاني منها المجتمعات المعاصرة. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الروائي سمير فرحات
سمير يوسف فرحات ويشتهر سمير فرحات (مواليد 1965 في لبنان) هو كاتب لبناني. حياته المهنية يعمل حاليًا في فرع المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية اللبنانية، ويعمل مشرفًا على إعداد عدد من البرامج لمجموعة إم بي سي التلفزيونية. سبق وأن عمل كاتبًا رئيسيًا لكلمات الرؤساء والسيدات الأول في عهدي رئيسي الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وإميل لحود. وتنقل تلفزيونيًا بين عدد من المحطات العربية منها تلفزيون لبنان وقنوات إم تي في وإيه آر تي وتلفزيون المستقبل، وغيرها. صدرت له العديد من المؤلفات في مجالات أدبية وبحثية مختلفة: الرواية، والقصة القصيرة، والشعر، والبحوث الروحية، والاجتماعية، والماورائية، والظواهر الغامضة.تم تكريمه عام 2019 من المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي ومقره أوسلو، النرويج، عن مجمل أعماله الأدبية، وخاصة عن كتاباته المدافعة عن حقوق الإنسان، ومن بينها رواية «بنات خودا» التي تناولت قضية الاضطهاد الذي تعرضت له الأقلية الأيزيدية في العراق في عام 2014 من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وما أدى إليه هذا الاجتياح من اعتقال أكثر من 5000 آلاف فتاة أيزيدية واغتصابهن، ورواية «سجن الفراشة» التي تعرض انتهاكات حقوق الأطفال في لبنان.مؤلفاته «من الكهف إلى العراء» (بحث اجتماعي)، 1994 «ولادات صغيرة» (شعر)، 1994«صراع الآلهة» (بحث روحي)، 1996«الملح الفاسد» (رواية)، 1998«سجن الفراشة» (رواية)، 1999«سفر الحواس» (شعر)، 2003 «ثوابت من أجل وطن: الرئيس العماد إميل لحود» (توثيقي)، 2005 «هذا العالم لا يكفي»، 2006 «تحت قبعة الساحر» (قصص قصيرة)، 2007«سلسلة خفايا: هل توجد حياة أخرى في الكون؟»، 2010«سلسلة خفايا: عائدن من الموت»، 2010«سلسلة خفايا: هلع نهاية العالم»، 2010«سلسلة خفايا: الأبراج مجرد خرافة»، 2010«سلسلة خفايا: حدثتني العذراء مريم»، 2010«سلسلة خفايا: عبادة الشيطان أو إله الجسد»، 2010«سلسلة خفايا: أسرار الاهرامات ولعنة الفراعنة»، 2010«سلسلة خفايا: مشعوذون مجرمون وناشرو الخرافة»، 2010«أطلقت صمت المساء» (شعر)، 2012«صانع الراقصات» (قصص قصيرة وشعر)، 2014«حين قامت ماريا» (رواية)، 2015«بنات خودا» (رواية)، 2017«مرحبًا.. أنا أينشتاين»، 2020جوائز وتكريمات جائزة نعمان الأدبية الاستثنائية، عن مجموعة «خفايا»، 2010 جائزة الكاتب العربي الدولية، المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، 2019
«
33
34
35
36
37
»