Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
الأفكار هي التي تقود المجتمعات إلى الأمام
BY الكاتب والمفكر خالد زيادة
9.5
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الأفكار هي التي تقود المجتمعات إلى الأمام وحين أهملنا الأفكار تراجعنا حوار خاص لجريدة اللواء مع سفير لبنان في مصر الدكتور خالد زيادة حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل حين تحتضن طرابلس ابنها البار، تفوح مصر بأريج زهر الليمون. فما بين السياسة والأدب، جوهر الفكر يتبلور في معرفة وسلوك هو الدكتور "خالد زيادة"؛ أستاذ جامعي وباحث له العديد من المؤلفات في التاريخ الاجتماعي والثقافي، مثل "الكاتب والسلطان"، و"حرفة الفقهاء والمثقفين"، و"الخسيس والنفيس"، و"الرقابة في المدينة الإسلامية". كرس بعض مؤلفاته لدراسة العلاقات الإسلامية الأوروبية، مثل "تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا" و"لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب". إلى ذلك، كتب ثلاثة أعمال أدبية جمعها في كتاب بعنوان "مدينة على المتوسط"، وهي تحكي سيرة مدينة طرابلس. كما نشر رواية بعنوان "حكاية فيصل"، وهي عن الثورة العربية في مصطلح القرن العشرين. وقد ترك خالد زيادة التدريس الجامعي ليمارس منذ سبع سنوات مهمة دبلوماسية كسفير للبنان في القاهرة، إلا أنه لم يتوقف عن البحث ونشر الدراسات والمؤلفات. نلتقي خالد زيادة، الكاتب والدبلوماسي، في حوار حول الفكر والتاريخ والشجون العامة والشخصية. نبدأ بالسؤال عن مهمتك الدبلوماسية. هل وجدت صعوبات في بداية ممارستك لها، وكيف تنظر إلى تجربتك الدبلوماسية كباحث وجامعي؟ لا يمكن إنكار بعض الصعوبات الطفيفة، خصوصاً ما تعلق بالعمل الإداري، إلا أنني سبق ومارست العمل الإداري حين عينت مديراً لكلية الآداب في الجامعة اللبنانية. والحقيقة أن ما سهل أموري هو أنني عينت في مصر، وهي بلد أعرفه شخصياً كما يعرفه كل عربي، وأعرفه كباحث ودارس لبعض جوانب تاريخه؛ فقد سبق ونشرت كتاباً هو "قراءة في تاريخ الجبرتي". والحقيقة أن مهمة السفير فيها جوانب متنوعة. بالإضافة إلى تمثيله بلاده لدى البلد المعتمد فيه، هو في نفس الوقت راعٍ للجالية اللبنانية، وهو الصلة مع سفارات البلدان الأخرى. علماً بأنني مندوب لبنان لدى جامعة الدول العربية، وهي مهمة قائمة بذاتها. وأود أن أذكر أمرين في هذا السياق؛ الأول: هو أن الدبلوماسية هي جزء من العلوم السياسية التي درسناها في سنواتنا الجامعية، أي أن هناك جانباً أكاديمياً وعلمياً في العمل الدبلوماسي. الثاني: أن تجربتي الدبلوماسية في مصر وفي الجامعة العربية قد أغنت الجانب البحثي في تكويني العلمي. هناك دائماً تساؤلات حول الدور الذي تقوم به جامعة الدول العربية، وخصوصاً في الظروف الراهنة! جامعة الدول العربية منظمة إقليمية تجمع الدول الناطقة باللغة العربية. تأسست عام 1945، ومنذ ذلك الوقت هي المنظمة الوحيدة التي تجمع الدول العربية في رابطة ذات طابع سياسي واقتصادي واجتماعي. ومن هنا أهميتها باعتبارها المنظمة الوحيدة التي تجمع العرب اليوم، ومنذ سبعين سنة مضت. وبالرغم من العواصف التي واجهتها، بما في ذلك انتقال مقرها إلى تونس بعد اتفاقية "كامب ديفيد"، إلا أنها حافظت على كيانها، ولا يمكن أن نقلل من شأن هذه الأمور. ومع ذلك، فإن هناك نقاشاً حول ضرورة تطوير عمل الجامعة. فهي منظمة تنتمي إلى جيل سابق، وقد تطور عمل المنظمات ذات الطابع الإقليمي أو القاري أو الدولي، وخصوصاً لجهة آليات العمل والأنظمة الداخلية، وهذا ما تعكف عليه الجامعة حالياً. فقد اختار الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور "نبيل العربي" مجموعة من الخبراء ضمت وزراء وسفراء وباحثين من عدد من البلدان العربية لإعداد تقرير يتناول الحاجة إلى تطوير عمل الجامعة، وشكلت أربع مجموعات من مندوبي الدول العربية للعمل على تطوير الجوانب القانونية والاجتماعية والاقتصادية. وقد أنجزت اللجان جزءاً هاماً من عملها الذي سيعرض في النهاية على القمة العربية لإقراره. ولابد من القول بأن الأحداث التي تواجهها البلدان العربية منذ سنوات تواكبها الجامعة، إلا أن هذه الأحداث تتجاوز مقدراتها على حل النزاعات. وينبغي أن نأخذ بالاعتبار أن الجامعة تضم دولاً، وأي قرار يتخذ ينبغي أن يتخذ بنوع من التوافق بينها. - أصدرت السنة الماضية كتاباً بعنوان "لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب"، أي أنك لم تتوقف عن البحث والتأليف خلال عملك الدبلوماسي؟ لقد استغرق العمل في هذا الكتاب فترة طويلة نسبياً بسبب مشاغلي كسفير، وبسبب التطورات التي عصفت بالعالم العربي خلال ما يزيد على عقد من الزمن قبل صدوره. والكتاب ينتمي من جهة إلى أعمال سابقة كنت نشرتها وتبحث في علاقة العالم العربي الإسلامي بأوروبا والغرب، وهي "المسلمون والحداثة الأوروبية" و"تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا". وفي كتابي الأخير استعرضت التيارات الفكرية والإيديولوجية التي عرفها العرب منذ بداية القرن التاسع عشر، والتي هي نتيجة تأثير الأفكار والتيارات التي ظهرت في أوروبا من ليبرالية تنويرية واشتراكية وقومية. واستخلصت بأن أوروبا لم تعد مصدراً للأفكار الكبرى كما كانت في القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين. وهذه سمة عالمية اليوم؛ أي أن الأفكار الكبرى والإيديولوجيات لم تعد تسير الجماعات والدول، إلا أن مجتمعنا العربي بحاجة إلى أفكار رائدة توجه إدارتنا للحاضر والمستقبل. وذكرت بأن مرجعنا من ذلك ينبغي أن يكون ما أنتجناه في فترة النهضة والإصلاح مع رواد من أمثال الطهطاوي ومحمد عبده، وما أقصده هو تطوير الأفكار التي أنتجها هؤلاء الرواد حتى تتلاءم مع حاضرنا ومستقبلنا. - ميزت في كتابك بين النهضة والإصلاح، وتطرقت إلى الأحداث (الثورات) التي شهدها العالم العربي منذ عام 2011. هل يمكن أن تشرح لنا ذلك؟ خلال فترة النهضة، منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى سبعيناته، عبّر الرواد أمثال "رفاعة الطهطاوي" و"خير الدين التونسي" و"بطرس البستاني" عن أفكار متشابهة مفادها أننا بحاجة إلى الأخذ بما أحرزته أوروبا من تقدم في العلوم والتقنيات والأفكار. وكانت فكرة الحرية قد أصبحت من ثوابت التفكير عند هؤلاء الرواد. وكان لدى هؤلاء الرواد اعتقاد بأن الأخذ عن أوروبا لا يتناقض مع الإيمان والإسلام. في نهاية القرن التاسع، حدثت تطورات هامة، وكان أبرزها بروز الأطماع الاستعمارية التي حتمت طرح إشكالية جديدة. فلم يعد السؤال كيف نأخذ عن أوروبا، وإنما كيف نجابه خطر أوروبا على البلاد والعباد والعقيدة. وهكذا أنشأت الإصلاحية الإسلامية عند كل من الإمام "الأفغاني" الذي حذر من خطر أوروبا، وخصوصاً بريطانيا على بلاد الإسلام، أما "محمد عبده" فقد اجتهد في سبيل إصلاح التفكير في الإسلام، من هنا يمكن اعتباره رائد الإصلاحية. لكن الإصلاحية لم تكن نقيضاً للنهضة، ولكن من الضروري أن نميز بين التيارين الكبيرين اللذين عرفهما العرب في بداية العصر الحديث، وفي بداية تحديث العالم العربي في ميادين الاقتصاد والإدارة والتعليم والأفكار. لقد جاءت الأحداث والتطورات والثورات منذ عام 2011، والتي أطلق عليها اسم "الربيع العربي" لتبين أن إخفاق هذه الثورات أو تعثرها إنما يعود في جانب منه إلى الاقتصار على الأفكار الكبرى التي يمكنها أن تشكل النظام الرئيسي لبرامج التغيير السياسي. وقد شغل الإسلام السياسي هذا الفراغ الفكري، الأمر الذي يؤكد ضرورة أن ينتج العرب أفكاراً متناسبة مع العصر الذي نعيش فيه والمستقبل الذي نتطلع إليه. - لقد كتبت رواية تاريخية حول الثورة العربية الكبرى. ما المشترك والمختلف بينها وبين الثورات الراهنة؟ الثورة العربية الكبرى العائدة لعام 1916 كانت حدثاً هاماً في ظروفها، وليس بنتائجها، بالرغم من أنها تمخضت عن انبثاق دول ارتسمت معالمها في اتفاقية سايكس بيكو. وأهمية هذه الثورة أنها قامت ضد الدولة العثمانية متجاوزة بذلك الرابطة الدينية إلى الرابطة القومية، وإقامة دولة على أسس دستورية. صحيح أن المملكة العربية لم تقم ولم تتحقق، ولكن الذي حدث هو انبثاق كيانات دستورية ودول تقوم على الرابطة القومية، وإقامة دولة على أسس دستورية ودول تقوم على الرابطة الوطنية وليس الرابطة الدينية أو المذهبية. اليوم، وبعد مضي قرن من الزمن، نجد من جهة عودة إلى الأفكار التي كانت مطروحة مع الثورة، وخصوصاً لجهة إعادة كتابة الدساتير وصياغة أنظمة تحتكم إلى الدستور. وكأننا عشنا مئة عام دون أن نتمكن من إقامة دول تستند إلى أسس دستورية وديمقراطية، وعجزنا عن إقامة دولة الوحدة. ونجد أن ما يحدث الآن يعيد النظر بالحدود التي قامت بين الدول، وخصوصاً في المشرق العربي. - أود أن أسالك عن كتابك "يوم الجمعة، يوم الأحد"، والذي هو جزء من ثلاثية نشرتها في القاهرة تحت عنوان "مدينة على المتوسط". استعدت فيها ماضي المدينة القريب، واستخدمت تعبير "التحديث العثماني". ما المقصود بهذا التعبير وما أهميته في سياق البحث عن حاضر المدن وماضيها؟ حقيقة الأمر أن "المدن والحواضر"، وبعيداً عن الأطروحات الأيديولوجية والدينية، هي حصيلة لمراحل محدودة من التاريخ. فطرابلس على سبيل المثال ذات تكوين فينيقي قديم لم يبق منه سوى معالم متفرقة، ولكن المرحلة المملوكية طبعت معالمها وأسواقها. والمرحلة الأخرى التي طبعت مدن المشرق هي مرحلة التحديث العثماني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وأخص بالذكر فترة ولاية "مدحت باشا" في بغداد ثم في دمشق، حيث ظهرت أول جريدة وأول مطبعة وأول مؤسسات حديثة. وفي فترة التحديث العثماني ظهر الوسط الحديث في كل مدينة، وضم المصارف والمقاهي والمسرح والمتاجر، إلخ. وبهذا المعنى، فإن ما يعرف باسم "عصر التنظيمات العثماني" قد شهد انطلاق التحديث الذي يتواصل في المرحلة اللاحقة. - لديك العديد من المؤلفات في الفكر والتاريخ والأدب عرفها القراء في العالم العربي. ما الكلمة التي تود أن توجهها إلى القارئ العربي؟ أشكر القراء الذين قرأوا مؤلفاتي ووجدوا فيها فائدة أو متعة. وما يمكن قوله هو أن هناك جهوداً كبيرة لم تبذل في مجالات البحث التاريخي أو في مجال النظر الفكري. والشيء الذي أود أن أشدد عليه هو أن عالمنا العربي قد تأخر كثيراً في مجال المعرفة، وبرامجنا التعليمية تدهورت. ولابد من إعادة نظر شاملة بمناهج التعليم من أجل تحديثها بحيث تواكب العصر. وكلمة أخيرة أود أن أبديها في هذا السياق، وهي أننا شددنا كثيراً في العقود الأخيرة على دراسة الهندسة وإدارة الأعمال والحاسوب، وأهملنا دراسة الأدب والتاريخ والفلسفة، خصوصاً. وما أريد أن أقوله هو أننا لا نستطيع أن نتقدم بدون معرفة تراثنا وتاريخنا. والأهم من ذلك، أن الأفكار هي التي تقود المجتمعات إلى الأمام، وحين أهملنا الأفكار تراجعنا. Doha El Mol
×
الكاتب والمفكر خالد زيادة
خالد زيادة (1952م) هو كاتب ومفكر وباحث وأستاذ جامعي لبناني، شغل منصب سفير لبنان في جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية. وله العديد من المؤلفات والأبحاث المنشورة. سيرة مواليد طرابلس - لبنان 1952، حاصل على اجازة في الفلسفة من الجامعة اللبنانية 1977، والدكتوراه الحلقة الثالثه. السوربون- باريس 1980 نشاطه الثقافي رأس زيادة المجلس الثقافي للبنان الشمالي 1984-1986، وشغل منصب مدير كلية الأداب والعلوم الإنسانية - الفرع الثالث- الجامعة اللبنانيه 1985-1987. وعمل أستاذًا في معهد العلوم الاجتماعيه في الجامعة اللبنانية 1980-2007. وفي العام 2007 شغل منصب سفير لبنان في القاهرة إلى العام 2016. هو عضو في الجمعية اللبنانيه لعلم الاجتماع، والجمعية اللبنانيه للدراسات العثمانية، وزميل في معهد الدراسات المتقدمة - برلين. على غير النطاق التقليدي للأداء الديبلوماسي بمفهومه التقليدي والذي يرتكز أساسا على العمل السياسي والديبلوماسي وفقط، فإن زيادة اهتم بالعلاقات الثقافية اللبنانية المصرية معتبرا إياها امتدادا طبيعيا للعلاقات التاريخية والمجتمعية والتي تربط البلدين. عمله البحثي يواصل زيادة أعماله البحثية منذ العام 1978، حين كان لايزال طالباً يُعد أطروحته للدكتوراه، فقد عمل خلال تلك الفترة على تحقيق عدد من المؤلفات والرسائل التي يتصل بعضها بموضوع أطروحته التي ناقشها في جامعة السوربون – باريس عام 1980، وكانت بعنوان: «المؤثرات الفرنسية على العثمانيين في القرن الثامن عشر». وقد صدرت عن دار الطليعة – بيروت عام 1981 بعنوان: «اكتشاف التقدم الأوروبي». وكانت هذه الأطروحة بداية اهتمام زيادة بالعلاقات الإسلامية والعربية من جهة وبأوروبا والغرب من جهة أخرى. وقد سعى خلالها إلى رصد المؤثرات الأوربية المبكرة على العثمانيين منذ مطلع القرن الثامن عشر بعد أن أدركت السلطنة تفوق الأوروبيين في القوة العسكرية، فأخذ السلاطين العثمانيون يجرون إصلاحات تستهدف العلوم العسكرية بالدرجة الأولى، إلا أن محاولات الإصلاح اصطدمت بالقوى المحافظة وخصوصاً قوات الانكشارية ومؤسسة العلماء. وقد حدث في تلك الفترة تبدل في موقف العثمانيين المسلمين تجاه الأوروبيين المسيحيين، وبعد أن كان هذا الموقف يتسم بالتجاهل والاحتقار تحول إلى الإعجاب التدريجي بما أحرزته أوروبا من تقدم في العلوم والتقنيات والعمران والإدارة. النظرة الإسلامية إلى أوروبا وقد حفز هذا التبدل زيادة على البحث عن جذور موقف المسلمين من أوروبا. وكتب في هذا المجال مؤلفه: «تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا»، الذي يعود فيه إلى القرن التاسع الميلادي حيث نعثر في بعض المؤلفات التاريخية والجغرافية على ذكر بقاع في أوروبا، واضطرد الأمر بمرور الحقبات وصولاً إلى الحرب الصليبية ومن بعدها إلى المراحل الحديثة والمعاصرة. ويرى أن النظرة الإسلامية انتقلت من الازدراء والاحتقار الذي اتسمت به خلال قرون طويلة من الزمن إلى الإعجاب بعد أن أنجزت أوروبا تقدمها في الميادين المختلفة، إلا أن هذا الإعجاب انقلب إلى عداء بعد المرحلة الاستعمارية. وقد كان هذا الكتاب الأول في مجاله، وبالرغم من ان العديد من المؤلفات التي كتبها عرب ومسلمون وأوروبيون قد عالجت وعرضت مواقف الأوروبيين والغربيين من الإسلام. له العديد من الأبحاث في التاريخ الاجتماعي والثقافي إضافة إلى أعمال أدبية. لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب بقي موضوع العلاقة مع أوروبا موضع اهتمامه، وقد صدر له كتاب: «لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب». وفيه يستعيد الجوار الفريد في التاريخ والجغرافيا الذي وضع العالم العربي وبالتالي الإسلامي على تماس مباشر بأوروبا. وكانت علاقة العالمين تتميز بالتبادل والصراع وصولاً إلى الفترة التي اجتاحت فيها أوروبا العالم كله واستعمرته. أن العرب منذ بداية القرن التاسع كانوا عرضة لتأثير أفكار الغرب، من أفكار الحرية والدستور إلى الأيديولوجيات القومية والاشتراكية وصولاً إلى الأصولية الإسلامية التي هي رد فعل على التحديات التي طرحتها أوروبا أمام العرب والمسلمين. إلا أن أوروبا لم تعد لديها أفكار كبرى. ويرى أن على العرب أن ينتجوا أفكارهم بالاستناد إلى تراث النهضة والإصلاح، وخصوصاً في مرحلة التحولات الراهنة. سجلات محكمة طرابلس الشرعية في بداية عمله كأستاذ جامعي في معهد العلوم الاجتماعية، عكف مع عدد من زملائه على حفظ سجلات محكمة طرابلس الشرعية. وكانت ثمرة هذا الاهتمام نشر المجلد الأول من هذه السجلات مع وضع مقدمة شارحة. ومن جهته فقد أصدر ثلاثة كتب تعكس عمله على هذه السجلات، الأول هو: «الصورة التقليدية للمجتمع المديني، قراءة منهجية في سجلات محكمة طرابلس الشرعية». وفيه يبرز أهمية التعامل مع الوثائق التي تتضمنها كوحدة تعكس الحياة الاجتماعية من خلال استخدام مناهج البحث الاجتماعي والانتربولوجي. الثاني: "المصطلح الوثائقي وهو جهد معجمي للدخول في المفردات والمصطلحات المستخدمة في السجلات والتي هي بمثابة مفاتيح للدخول إلى عالم الوثائق. أما الثالث: «فهو دراسات في الوثائق الشرعية» ويضم دراسات استخدم فيها المناهج الاحصائية والمصطلحية والمقارنة. وتعتبر هذه الأعمال بمثابة مداخل منهجية إلى عالم الوثائق الشرعية. «الخسيس والنفيس» في إطار دراسة المدينة الإسلامية من خلال التعرف على نظام السلطة الفقهية وكيفية عمله، نشر مجموعة من الدراسات ضمها في كتاب بعنوان «الخسيس والنفيس، الرقابة والفساد في المدينة الإسلامية». واعتمد في هذه الدراسات على الفئات الاجتماعية. كما اعتمد على كتب التاريخ لدى أمثال المؤرخ المقريزي، ولدى فقهاء السياسة الشرعية ليبين القصور في رصد الفساد والحد من استشرائه. الكاتب والسلطان أحد المؤلفات الرئيسة في مسيرة خالد زيادة البحثية هو «الكاتب والسلطان، من الفقيه إلى المثقف». وبالرغم من أن هذا الكتاب يندرج في إطار البحث العام لعلاقة المثقف بالسلط، إلا أنه أراد أن يبعد معالجته عن فكرة التناقض بين المثقف والسلطة، أو خضوع المثقف وتبعيته للسلطة، وهما أمران قيميان لا علاقة لهما بموقع المثقف من السلطة، أو خضوع رجل العلم الاجتماعي، والآليات التي تحكم وظيفته ودوره. متجاوزاً بذلك الجدل الذي ثار حول المثقف العضوي والمثقف الملتزم والمثقف الثوري الخ. كان المنطلق في هذا الكتاب هو دراسة الأجهزة والمؤسسات، من هنا العودة إلى مرحلة الانتقال من الدولة المملوكية وصعود دور العلماء إلى الدولة العثمانية مع ما أصاب المؤسسة الفقهية من اهتزاز وتقليص لدورها، ومرحلة الانتقال من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر مع ما شهده من تأثير للتحديث على أجهزة العلماء وأجهزة الكتّأب في آن معاً. وفي كلتا مرحلتي الانتقال المذكورتين، يتبين الفارق بين الوظيفة والدور، فإذا كان دور الفقيه هو إقامة الشعائر وإقامة أحكام الشريعة والتدريس والوعظ، فإن دوره ينخفض أو يصعد تبعاً للظروف والتحولات ومن هنا على سبيل المثال استدعاء العلماء في فترة الاحتلال الفرنسي للعب دوره في الحكم من خلال مجلس المشورة. والأمر ينطبق على الكتّأب الذين يقومون بوظيفة تسيير شؤون الدولة المالية والإدارية، إلا أن دورهم كشركاء في السلطة يظهر عند احتياج الدولة لهم في مواجهة الأزمات. وقد برز ذلك في مطلع القرن السابع عشر حين كانت الدولة تمر بأزمة مالية وإدارية، فحرر هؤلاء الكتّأب الرسائل التي تشخص الأزمة وترسم الحلول لها، وكذلك برز دورهم في القرن الثامن عشر حين أصبحوا دعاة للتحديث، إلا أن التحديث سيؤدي إلى اضمحلال وظيفة الكتاب، كما يؤدي إلى تقليص دور العلماء، الأمر الذي أتاح بروز شخصية جديدة هي المثقف. الأمور التي أدت إلى بروز المثقف متعددة، أولاً: أدى التحديث إلى بروز وظيفة أو وظائف جديدة خلفتها المدارس المتخصصة والمعاهد العليا كالطب والحقوق، والإدارة المتوسعة التي تحتاج إلى خبراء يستندون إلى معارف حديثة – ثانياً: الأفكار الجديدة التي أطلقتها الثورة الفرنسية وخصوصاً فكرة الحرية والمساواة التي نجدهما في خط كلخانة 1839 التي نصت على المساواة بين الرعايا بغض النظر عن الدين، ثم فكرة الدستور التي تعني اختيار الرعايا لممثليهم وتقييد سلطة العاهل بالقوانين. وثالثاً: بروز رأي عام يقوده متنورون ومتعلمون يطالبون بحق الرعية المشاركة في تحديد معالم النظام أي ولادة السياسة التي تمثلت في نهاية القرن التاسع عشر بتشكيل الأحزاب السياسية على أيدي هؤلاء المثقفين. العلماء والفرنسيس في سياق البحث عن موقع العلماء من التحولات السياسية، نشر كتاباً يضم دراسات حول عجائب الآثار للجبرتي، هو«العلماء والفرنسيس» الذي يبحث في أوضاع العلماء في مصر وموقعهم من أحداث عصرهم وصولاً إلى الحملة البونابرتية والتحديات التي واجهتهم كأعضاء في الديوان (الحكومة). أعمال سردية بالإضافة إلى الأعمال البحثية نشر خالد زيادة أعمالاً سردية تتمثل في ثلاثة كتب هي: «يوم الجمعة يوم الأحد»، وقد ترجم إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية. ثم «حارات الأهل جادات اللهو» وترجم إلى الإنكليزية. ثم «بوابات المدينة والسور الوهمي». وقد صدرت الكتب الثلاثة في مجلد واحد عن دار الشروق بعنوان «مدينة على المتوسط». في هذه الثلاثية يستعيد سيرة المدينة (طرابلس)، في مراحل التحولات التي سببها التحديث العمراني، والتبدلات التي أحدثتها التبدلات السياسية والأيديولوجية. وبالرغم من الأسلوب الروائي الذي صاغ به هذه الثلاثية، إلا أنه اعتمد في كتابتها المنهج الانتربولوجي خصوصاً في استخدامه للثنائيات التي تكشف عن الجدليات التي كانت تضع الجمعة مقابل الأحد والدولة مقابل المدينة والبحر مقابل النهر.. الخ. نشير إلى الرواية الوحيدة التي كتبها خالد زيادة، وهي «حكاية فيصل» وفيها يترك للأمير فيصل بن الحسين أن يتحدث بصوته عن تجربته في الثورة العربية التي هي عبارة عن تدافع الآمال والخيبات وسط اضطراب الرؤى واصطدام مصالح الدول، وسوء الفهم العميق ليس بين الأمير ووالده الشريف حسين، ولكن بين الأهواء المتعددة التي جمعت وفرقت أصحاب الثورة الواحدة التي جعلت حلم المملكة العربية أملاً مستحيلاً. تحقيقات حقق ونشر زيادة العديد من الكتب والرسائل، أبرزها ثلاثة نصوص تعبر عن الإصلاح العثماني في القرن الثامن عشر، وهي نص رحلة السفير محمد جلبي من استامبول إلى باريس عام 1720، وقدم للنص بداية تشع أهمية في تعبيره عن أول مظاهر الانفتاح على المدنية الأوروبية. كما قارن بين رحلة السفير العثماني ورحلة الطهطاوي، اللتين تفصل بينهما مسافة تزيد على قرن من الزمن. كما تفصل بينهما ثلاث ثورات حققتها فرنسا، في ثلاثة ميادين: الفكر والصناعة والسياسة. كما ترجم عن الفرنسية نصين كتبهما تركيان من إدارة السلطان المصلح سليم الثالث يعكسان تجربته في تحديث الإدارة والعسكرية. ونشر كتابين عن الانقلاب الدستوري كتبهما عربيان هما سليمان البستاني ومحمد روحي الخالدي المؤيدان لهذا الانقلاب الذي بعث آنذاك الآمال بتحقيق الإصلاح. كما نشر كتاب «الرسالة الحميدية في حقبة الديانة المحمدية»، للشيخ حسين الجسر. أول محاولة لمقارعة النظريات الحديثة التطورية والفيزيائية من وجهة نظر العقيدة الإسلامية. كما نشر «رسالة الكلم الثمان» للشيخ حسين المرصفي، الذي شرح بعض المفردات الشائعة مثل الوطن والتربية. والتي اكتسبت معان جديدة بتأثير الأفكار الأوروبية. يعتبر زيادة باحث في التاريخ الاجتماعي والثقافي وإذا كان قد ركز أعماله على الفترة الحديثة فإن شاغله الأساسي كان رصد التحولات التي طرأت على الأفكار والاتجاهات الاجتماعية والتي أصابت المؤسسات الإدارية والعلمية. ومن هنا اهتمامه بالعلاقة بين العالمين العربي والإسلامي من جهة وبين أوروبا، واعتباره بأن كل المظاهر الثقافية والسياسية والاجتماعية انما حدثت بتأثير هذه العلاقة التي ترجع إلى ما يزيد على قرنين من الزمن. إلا أن الانكباب على الفترة الحديثة لم يمنعه من العودة إلى التراث العربي الكلاسيكي التاريخي والفقهي، وهذا ما فعله حين أراد أن يرصد تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا، ذلك أن ترسبات النظرة التقليدية التي تميزت بالازدراء والتجاهل تمتزج مع الإعجاب المعاصر بما أنجزته أوروبا وما حققه الغرب في العلوم والتقنيات. وكذلك فقد عاد إلى الحقبة الكلاسيكية للتعرف إلى الآليات التي تحكم علاقة السلطة بالمجتمع في المدينة الإسلامية وهو الأمر الذي سمح له أن يتعرف بشكل أعمق على مجتمع المدينة في الحقبة السابقة للتحديث من خلال قرائته المنهجية في سجلات المحكمة الشرعية، كذلك فإن بحثه في المؤسسات العلمية من خلال الغوص في جهاز العلماء وفي جسم الكتّأب، يرجع إلى تعرفه إلى آليات اشتغال جهاز العلماء من خلال معرفته لوثائق المحاكم الشرعية. إن العديد من المؤلفات التي كتبها تتصل بالحقبة العثمانية، لكن خالد زيادة ليس باحثاً في التاريخ العثماني وإنما استخدم المراحل المتأخرة من التجارب العثمانية كميدان تطبيق لدراسة علاقات الإسلام بالغرب والتغيير التدريجي الذي طرأ على المؤسسات الإدارية والتعليمية وعلى ولادة الأفكار الجديدة. وفي جميع ما كتبه هناك نوع من الابتكار، فهو أول من كتب بالعربية عن التجربة العثمانية المبكرة في الإصلاح، وأول من بحث في المؤسسات والأجهزة العلمية كسبيل للتعرف على ظهور المثقف العربي، وهو أول من حاول أن يرصد أصول النظرة الإسلامية إلى أوروبا. وفي الكتاب الذي نشره مؤخراً بعنوان لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب، يصيغ فهماً جديداً لأصول الدولة العربية ويرى أن الأنظمة الأحادية التي حكمت العديد من الدول العربية خلال نصف القرن الماضي، إنما قامت في نفس البلدان التي شهدت تحكّم أمراء المماليك على حكم هذه البلدان لجهة ضعف القوى المحلية هي من نوع الأسباب التي سهلت انقضاض العسكر على السلطة. ونستطيع أن نعتبر كتابه هذا حصيلة لجهوده البحثية وخصوصاً لجهة فكرته التي تفيد بان مرحلة تأثر العرب بالثقافة والفكر الغربيين قد وصل إلى خاتمته، لأن أوروبا والغرب لم يعد منتجاً للأفكار الكبرى التي غيرت العالم فيما مضى، وليس أمام العرب سوى أن ينتجوا أفكارهم التي تعينهم على مواجهة واقعهم والعالم في آن معاً. مصر في عيون العالم تعد مشاركة السفير اللبناني في فعاليات البرنامج الثقافي مصر في عيون العالم مسألة إيجابية للتبادل الثقافي بين كل من المجتمعين، وهو ما أكد عليه بوضوح من خلال الندوة التي حضرها بوزارة السياحة بعنوان مصر في عيون لبنانية والتي هي إحدى ندوات البرنامج الثقافي مصر في عيون العالم والتي أكد من خلالها على ضرورة وأهمية العلاقات الثقافية بين البلدين - حسبما صرح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - كما عبر عن سعادته بالمشاركة بندوة مصر في عيون لبنانية باعتبارها خطوة جيدة في إطار تدعيم أواصر التعاون بين البلدين.المؤلفات تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا - الدار المصرية اللبنانية 2016. رياض الريس للكتب والنشر ـ بيروت 2010. لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب. الدار المصرية اللبنانية 2015. الهيئة المصرية العامة للكتاب 2015. شرق الكتاب ـ بيروت 2013. الكاتب والسلطان، من الفقيه إلى المثقف.الدار المصرية اللبنانية ـ القاهرة 2013. منشورات رياض نجيب الريس ـ بيروت 1991. دراسات في الوثائق الشرعية. دار رؤية للنشر ـ القاهرة 2012. حكاية فيصل (رواية) . دار الشروق ـ القاهرة 2012. دار النهار ـ بيروت 1999. حارات الأهل جادّات اللهو. ترجمة إلى الإنكليزية، دار Palgrave Macmillan نيويورك 2011. دار النهار ـ بيروت 1995. المسلمون والحداثة الأوروبية. رؤية للنشر القاهرة 2010 (صدر عن دار الطليعة عام 1981 تحت عنوان اكتشاف التقدم الأوروبي) مدينة على المتوسط «ثلاثية». دار الشروق ـ القاهرة 2010. الخسيس والنفيس. الدار المصرية اللبنانية ـ القاهرة 2014.دار رياض نجيب الريس ـ بيروت 2008. العلماء والفرنسيس . دار رياض نجيب الريس ـ بيروت 2008. بوابات المدينة والسور الوهمي. دار النهار ـ بيروت 1997,2008. يوم الجمعة يوم الأحد . دار النهار ـ بيروت 1995,2008,1994. صدرت له ترجمات بالفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية عن المؤسسة الأوروبية للثقافة 1996، وصدرت له ترجمة إنجليزية في أستراليا 2005. المصطلح الوثائقي . المجلس الأعلى للثقافة ـ القاهرة 2008. منشورات معهد العلوم الاجتماعية ـ الفرع الثالث 1986. الصورة التقليدية للمجتمع المديني ـ قراءة منهجية في سجلات محكمة طرابلس الشرعية. المجلس الأعلى للثقافة ـ القاهرة 2008 . منشورات معهد العلوم الاجتماعية ـ الفرع الثالث 1983. مصر الثقافة والهوية - المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات 2024. تحقيق وتقديم وترجمة ترجمة وتحقيق وتقديم: سفارة نامة فرانسة، لمحمد جلبي افندي. رؤية 2014 -القاهرة. تقديم وتحقيق: رؤى وعبر، سيرة الشيخ حسين الجسر، للشيخ محمد الجسر. مكتبة مدبولي- القاهرة 2013. تقديم وتحقيق: عبرة وذكرى، الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده، لسليمان البستاني. رؤية للنشر- القاهرة 2011. دار الطليعة بيروت 1978. تحقيق ودراسة: رسالة الكلم الثمان للشيخ حسين المرصفي، مكتبة مدبولي القاهرة 2011، دار الطليعة ـ بيروت 1982. تقديم: الرسالة الحميدية في حقيقة الديانة المحمدية للشيخ حسين الجسر. مكتبة مدبولي القاهرة 2010، المؤسسة الحديثة طرابلس 1986. ترجمة وتقديم: جدول التنظيمات الجديدة في الدولة العثمانية. رؤية للنشر.القاهرة 2010، جروس برس طرابلس 1986. نشر ضمن كتاب: المسلمون والحداثة الأوروبية. ترجمة وتقديم: نقد حالة الفن العسكري في القسطنطينية. رؤية للنشر- القاهرة 2010. المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1979، نشر ضمن كتاب: المسلمون والحداثة الأوروبية. تقديم وتحقيق: ثلاث رحلات جزائرية إلى باريس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1979، دار السويدي للنشر ـ أبوظبي 2005، بيروت 1979 . تقديم: السجل الأول من سجلات محكمة طرابلس الشرعية .معهد العلوم الاجتماعيةـ الفرع الثالث 1982 (بالاشتراك مع عمر تدمري وفردريك معتوق) حول أعماله خالد زيادة: مؤرخاً وأديبًا - منشورات دار آفاق للنشر والتوزيع، والصالون الثقافي العربي. القاهرة 2014 يضم هذا الكتاب وقائع الندوة التي اقامها الصالون الثقافي العربي في القاهرة حول كتاب الدكتور خالد زيادة «الكاتب والسلطان». وقد شارك في الندوة كل من: د. يحيى الجمل- د. قيس العزاوي- د. مصطفى الفقي - د. صلاح فضل - د. جابر عصفور - د. السيد ياسين - أ. جورج إسحاق - أ. فريدة النقاش - أ.نبيل عبد الفتاح - د. أنور مغيث - د.محمد عفيفي - أ.سمير مرقص- أ. حلمي النمنم - د. شوقي جلال – أ. محمد رشاد – د. محمد السعيد ادريس. كما ضم الكتاب عددا من المقالات والمراجعات حول أعمال د. خالد زيادة ومقابلات نشرت في العديد من الصحف العربية. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9
أرى الخط البياني الآن للحالة الأدبية العربية
BY الروائي الياس العطروني
9.5
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
أرى الخط البياني الآن للحالة الأدبية العربية عامة هو خط انحداري" حوار مع القاص والروائي والصحفي "إلياس العطروني" حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل اتقن فن القصة منذ الصغر، فالقصة هي بداية مشواره الطويل الذي تخلله الفن الروائي المتميز بالواقعية المضافة إليها نكهة الروح اللبنانية في فن الكتابة. إرثه الروائي هو "عروس الخضر" و"الناب" و"السبايا"، بالإضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان "امرأة وأشياء أخرى". هذا العام، مجموعته القصصية "غريتا" وجدت مكانها بين القراء بنفحتها الجمالية الخاصة بالكاتب القصصي والروائي والصحافي "إلياس العطروني". - ما بين الفكاهة والسخرية، تجمع بين المواضيع الساخنة التي تؤلم وتترك أثرًا. لماذا؟ هذا صحيح، لأن الحياة أساسًا تجمع بين البارد والساخن، وبين الساخر والجاد. فالكتابة يجب أن تكون مرآة نابعة من المجتمع، فيجب أن تكون كذلك. ولكن أحيانًا تكون السخرية شبيهة بالبكاء عندما تكون الكوميديا سوداء. ومجتمعنا اليوم أعتقد أنه بحاجة إلى تعبير أدبي وافي، وهو الكوميديا السوداء. لأننا نعيش حالة ليست رمادية بل تميل إلى السواد بشكل كبير. ومهمة الكاتب أن يكون ناطقًا بلسان أمته أو عشيرته. فإذا كانت هذه شهادتك بأنك تجد ذلك في كتاباتي، فأنا أشكرك لأنني أعتبر ذلك نوعًا من المدح. - تخاطب القارئ بحنكة من خلال العمود اليومي في الجريدة. ما أهم المواضيع التي تطرحها، ومن تخاطب روائيًا؟ أخاطب الجميع، من يعنيه الأمر ومن لا يعنيه. العمود اليومي في الجريدة أحيانًا يكون مهمة شاقة. أحيانًا تحتارين في أي موضوع تريدين الكتابة، لكثافتها. وأحيانًا يكون هناك نضوب في المواضيع، بحيث تبحثين عن موضوع للكتابة عنه، وهذه الحالة قد تسبب أحيانًا أزمة. العمود اليومي هو عمل شاق وليس سهلًا كما يتخيله البعض. من أخاطب؟ أخاطب القارئ بغض النظر. أنا لا أكتب بمستويات معينة لشريحة معينة، أنا أكتب لكل الناس. هناك من يجد في هذه الكتابة فائدة، وهناك من يجدها بلا طعم. لكني أكتب. طبعًا تهمني بالدرجة الأولى الشريحة المثقفة، لأن الشريحة المثقفة برأيي هي الشريحة الفاعلة في المجتمع، عكس ما يقال بأن الشريحة الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية أو الأمنية هي الأهم. فأنا أظن أن الشريحة المثقفة هي الشريحة الحقيقية في المجتمع، وهي القادرة على التغيير، وإن لم يكن اليوم، ففي يوم من الأيام، هي التي ترسم خط سير المجتمع باتجاه المستقبل. لذلك أعتقد أن معظم كتاباتي موجهة إلى هذه الشريحة. - كيف بدأ الروائي والقاص إلياس العطروني الكتابة، وما هي القصة الأولى في حياته الأدبية؟ بدأت الكتابة صغيرًا وبدأت حقيقة كتابة قصص الأطفال لمجلة اسمها "دنيا الأحداث" لصاحبها البير الريحاني، أخو اليمين الريحاني. فالفضل في ذلك يعود إلى عمتي. هي التي ربتني بوجود أمي طبعًا. عمتي كانت عانسًا وموجودة في المنزل، ومثقفة جدًا، وتبنتني في منزل أبي وأمي. كانت ذات ثقافة كبيرة ومضطلعة بشكل وافي. فكانت تحكي لي الحكاية القديمة، وأعتقد أن هذا ما أسس لدي الحس الروائي أو الحس القصصي. البنية الأولى لي كانت هي اللبنة الأولى. كنت في السادسة عشرة من عمري عندما نشرت لي أول قصة قصيرة في مجلة اسمها "نصف الليل" في أوائل الستينات. ثم بدأت في كتابة القصص التي كانت تحكيها عمتي لي. حملتها في أحد الأيام وذهبت إلى دار الريحاني حيث تصدر مجلة "دنيا الأحداث". قلت له إنني أكتب قصص الأطفال. فاستغرب الرجل من الشاب اليانع الذي أمامه، فقال لي: "اعطني نموذج"، قرأه وقال لي: "أنا موافق، وأعطيك ثمن القصة خمس ليرات، لكن بشرط دون توقيع لتكون قصة العدد". فوافقت لأن الخمس ليرات كانت ثروة، وكانت هذه بدايتي مع الكتابة الاحترافية، إذا صح التعبير. انتقلت بعدها إلى مجلة تصدر في العذرية اسمها "أسبوع بيروت"، صاحبها شاب فلسطيني اسمه غابي راجي. لمحاسن الصدف ولقدري الجميل، أن غابي راجي كان له صداقة مع غسان كنفاني في تلك الفترة. فكنا نلتقي في مكان اسمه "لاسوس" تحت العذرية، وفي مرة كنت أنتظرهما وأكتب شيئًا ما، وبقيت الورقة على الطاولة. فالتقط غسان الورقة وقرأ ما فيها وسألني: "ما هذه يا إلياس؟" فقلت له: "قصة". فقال لي: "أنت قصاص". بعدها بدأت رحلتي مع غسان كنفاني. أذكر أننا كنا نمضي جلسات طويلة، أحيانًا ساعتين أو أكثر، فقط بتوجيهات من بداية الجملة إلى تسكير الجملة وبنية القصة والمسرى القصصي. يقال لي أحيانًا من قبل نقاد إنك متأثر بأسلوب غسان كنفاني، وأعترف وأفخر بذلك، لأنني أعتبر ذلك فخرًا لي. ويوم استلم غسان كنفاني ملحق "الأنوار الثقافي" يوم الأحد، أصر غسان على أن أكتب معه، فكتبت. لكن ظروف الحياة قذفت بي إلى الأمن العام وقذفته إلى "الهدف"، التي كانت تصدرها الجبهة الشعبية. لم نلتقِ بعدها لتعذر اللقاء بسبب الظروف الأمنية ولأسباب استخباراتية، لأنني كنت حينها في الأمن العام وهو في الجبهة الشعبية. فما التقينا إلا بعد سنوات، وكنت مسؤولًا عن دورية في ساحل بعبدا الجنوبي في بولفار كميل شمعون. اتصلوا بي من العمليات ليخبروني بانفجار في مار تقلا، وبما أنني أقرب دورية، توجهت إلى الحدث. وحين وصلت التقيت به في انفجار سيارته مع ابنة أخته لميس. غسان كنفاني أثر بي أسلوبًا والتزامًا، وأعتقد أنني تأثرت به التزامًا أكثر من أسلوبًا. - من مؤلفاتك "الناب"، "عروس الخضر"، "امرأة وأشياء أخرى"، والآن "غريتا". ماذا تخبرنا عن مؤلفاتك بشكل عام، وعن "غريتا" بشكل خاص؟ مجموعة قصصية جميلة لم تذكريها هي "السبايا". أما المؤلفات كلها فهي من كتاباتي. أما "غريتا"، فهي خارجة عما سبقها وتمتلك القواسم المشتركة مع سابقاتها. "غريتا" لها قصة خاصة، لأنني شعرت أن فن القصة مغبون، والكل يهرب منه. حتى دور النشر تقبل على الرواية، أما القصة فلا أحد يقبل على طباعتها. شعرت أنها الحرف الساقط، فقررت جمع القصص لأنني متحيز للقصة. لذا جمعتهم وقررت إصدار "غريتا" تعويضًا عن الغبن الذي تتعرض له القصة القصيرة. - كيف تقيم الأعمال الأدبية العربية اليوم؟ وما رأيك بجائزة البوكر؟ هل تنصف الكاتب الروائي هذه الجوائز؟ حقيقةً، لا أهتم للجوائز لأنني أعرف خفاياها ودهاليزها وكواليسها. وأظن أن الأدب هو مرآة لمجتمعه، أرى أن الخط البياني الآن للحالة الأدبية العربية عامة هو خط انحداري. لأن الاهتمامات التي كانت موجودة سابقًا في الأدب العربي، روايةً وشعرًا وبكافة ألوانه، دخلت عليها عناصر أخرى شوهتها إلى حد ما. فأصبحت الرواية، إذا لم تتضمن شيئًا عن الجنس وعما يشبه الجنس، لا يمكن لها أن تتسوق. وهذا ما يسقط من قيمة الأدب لأنه يتم استغلالها بشكل قبيح. هذا يفسد كل ما هو جميل في العمل، وهذا السبب في الخط البياني الانحداري. وجائزة البوكر لا تعني لي شيئًا. وبتعبير أكثر حدة، هي اتفاقات علاقات عامة، مافيات ثقافية تعمل بشكل معين لإبراز شخص معين أو رواية معينة أو خط معين. موضوع الجوائز معقد جدًا. - هل يقنعك فن النقد الروائي والقصصي اليوم؟ وهل تم نقد أعمالك بشكل سلبي؟ ومتى ترفض النقد الذي يكتب عن أعمالك؟ سأبدأ من الآخر، أرفض النقد الذي يتعرض لأعمالي حين يكون سطحيًا. لا يهمني النقد السطحي أو الإطناب والمدح في غير مكانه. بالعكس، بعض النقاد المهمين تناولوا أعمالي وحددوا لي الثغرات فيها، وشكرتهم لأنها كانت عملية تصحيح لمساري. وهذه خدمة فنية. وأنا أؤمن إيمانًا كليًا بأن العملية الإبداعية مؤلفة من ثلاثة عناصر: القارئ والكاتب والناقد. ثلاثية لا تكتمل ولا تتألق إلا بهذه الثلاثية، لذلك الناقد هو عنصر أساسي، ونحن نعاني من مشكلة نقد حقيقية. - ما هي سمات العمل الروائي الجيد في الوطن العربي؟ ولماذا تراجع فن القصة رغم أهميته؟ لماذا تراجع فن القصة؟ لا أعرف بكل صراحة. رغم أنه فن، البعض يتخيل أن القصة القصيرة كتابتها أسهل من الرواية، بينما العكس هو الصحيح. تتطلب من الجهد والتكثيف والتركيز أكثر بكثير من الرواية. أما لماذا تراجع فن القصة؟ لا أعرف، ربما لعدم وجود قصاصين أكفاء ظهروا في الماضي. قصاصون في العالم العربي استطاعوا خلق أجواء مثالية للقصة العربية، مثل يوسف إدريس في مصر، وزكريا تامر في سوريا، ووليد إخلاصي، وسامي الجندي من كتب أهم القصص القصيرة، عنوانها "كسرة خبز"، وهي من أهم ما كُتب في القصة القصيرة. Doha El Mol
×
الروائي الياس العطروني
هو كاتب صحفي وروائي ورئيس القسم الثقافي في جريدة اللواء لبنان وله العديد من المؤلفات الروائية والشعرية والقصصية والمقالات الثقافية المختلفة ...
علاقتي مع الكلمة قوية جداً ولا أستطيع التخلي عنها
BY الإعلامية هيفاء الجارودي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
علاقتي مع الكلمة قوية جداً ولا أستطيع التخلي عنها حوار مع الإعلامية اللبنانية "هيفاء الجارودي" حاورتها: ضحى عبد الرؤوف المل في طلتها جمال المرأة اللبنانية العابقة بمضمون الشرق والفكر الغني بالأدب والمفاهيم الجمالية، وهذا ملموس يا شراقتها الإذاعية والتلفزيونية والصحفية، وهي التي استطاعت خوض غمار الإعلام بمحبة غمرت بها مشاهديها ومستمعيها. من خلال تلفزيون لبنان أو من خلال الإذاعة أيضاً. غادرت لبنان إلى العراق لسنوات وعادت إليه محملة بعبق برامج اجتماعية وصحية وحتى قصص الأطفال. تمتلك فن الكلمة المنطوقة والمكتوبة، ولطالما رافقتنا أعمالها الإذاعية عبر الراديو لتقدم لنا فقراتها الغنية بالمواضيع الحياتية، وبرامجها التلفزيونية الغنية عن التعريف، ومقالاتها الصحفية أيضاً. هي الإعلامية "هيفاء الجارودي" في حوار خاص لمجلة "مرايا عمان". - الإعلامية هيفاء الجارودي من زمن السبعينات حتى الآن، كيف تختصر الزمن وتخبرنا عن أهم الأحداث في رحلتها هذه؟ تاريخ يتضمن هجرة من لبنان وما علق في الذاكرة أشياء كثيرة منها الحلو والمر. بدايتي كانت في إذاعة لبنان ببرنامج الأطفال مع ماما ناديا، ومن ثم انتقلت إلى التلفزيون في تقديم الفقرات مكان الإعلامية "شارلوت خوري" لأنها كانت ستلد، ومن ثم دخلت عالم البرامج مع المخرج "سيمون أسمر" ببرنامج "سباق الألحان" بعد "شوفي ما في"، ثم "استوديو الفن". فصارت الحرب الأهلية واضطررت للرحيل إلى العراق مع أهلي، وهذه محطة مهمة في حياتي انتقلت خلالها من ثقافة إلى أخرى وتزوجت واشتغلت في العراق في الإذاعة والتلفزيون. من ثم في السفارة اللبنانية، واجهت أزمة بسبب ظروف الحروب، ومن ثم أغلقنا السفارة بسبب الأحداث السياسية التي تأثرنا بها، والتي كانت قاسية وانتقال إعلامي مستمر ومتعب حتى استقريت في العمل الإعلامي والصحفي أخيراً في لبنان. - نفتقد اليوم للفن الإذاعي بمعناه الجاذب للسمع وفن المحاورة بسلاستها المرنة. ما رأيك بهذا الكلام؟ لا أوافق كثيراً لأنه يوجد إعلاميات لديهن أسلوبهن الجميل في الحوار. في الفترة التي بدأت فيها بالظهور على التلفزيون وكنت بعمر صغير جداً، ما دون العشرين، لم أكن أفهم في الإعلام شيئاً غير أنني كنت راغبة في الظهور على شاشة التلفزيون ومجتهدة في اللغة العربية. لكن التدريب على الإعلام يتم اليوم بعكس الماضي حتى لو كانوا خريجي إعلام. لأن العمل المهني يختلف عن النظري، وبمجهود فردي قد يتطور الإعلامي ويصبح جديراً بالعمل الإعلامي، وكما أراهم اليوم، هم جديرون. - هل اكتفت الإعلامية هيفاء الجارودي بالعمل الصحفي؟ اكتفيت! لا أعتقد أنني اكتفيت بمعنى الكلمة، لأن علاقتنا مع الكلمة نفسها تصبح متينة ومترابطة وقوية، فهي ليست العمل الذي نعيش منه، لأن علاقتي مع الكلمة قوية جداً ولا أستطيع التخلي عنها. - هل من عودة إلى العمل الإذاعي أو التلفزيوني؟ العمل الإذاعي لم أتخل عنه. بعد عودتي من العراق إلى لبنان بدأت بإذاعة لبنان واستمررت فيها وقمت ببرامج إذاعية خاصة لي غير البث المباشر، ومن حوالي سنتين فقط توقفت عن العمل في الإذاعة. كان برنامجي عن الأسرة من إعدادي وتقديمي، فأنا أعتبر نفسي بتواصل مع مهنتي لم أقاطعها ولم أتركها. كانت المنبر الذي أعبر به من خلال الكلمة عن ذاتي وتصل الكلمة إلى المستمع كما أحب وأرضى. - تناولت الإعلامية هيفاء الجارودي مواضيع أسرية عبر برنامجها الإذاعي. ما رأيك بالأسرة اليوم؟ الأسرة اليوم بحالة تعب تشبه العالم العربي في حالة تعب مادياً ومعنوياً، وبالقيم المضافة التي دخلت عليها. لأن القيم تضعف والتمسك بها يصعب من خلال فقدان السلاسة لدخول القيم الغريبة عليها. كنا قديماً نتمسك بطاعة الأهل، اليوم يصعب ذلك، فبعض الأهل يستطيعون مسك العصا من الوسط والبعض لا يمسكها إلا من الآخر، وهذا يفقد الأسرة توازنها. والإعلام لا يهتم حالياً بهذه المواضيع بشكل كاف، فتشرذم الأسرة بدأ من الذاتية التي تعلم منها الأولاد الاستقلالية من خلال الإنترنت والتواصل الاجتماعي، فيدخلون غرفهم وينعزلون فيها. فكل فرد في العائلة أصبح له حياته الخاصة والمستقلة عن الأهل بطريقة أو بأخرى، لأننا فقدنا لملمة شمل العائلة. - هل من إشكاليات إذاعية وضعت الإعلامية هيفاء جارودي في حرج على الهواء مباشرة؟ لا أعتقد أنها إشكاليات، ربما هي هفوات صغيرة. مثلاً، كنت أقدم الممثلة المعروفة "ناديا حمدي"، كلنا نتذكرها، رحمها الله، فاخطأت وقلت الراقصة "ناديا جمال"، فتضايقت الفنانة "ناديا حمدي" وانزعجت بعد أن عاتبتني. وفي الصحافة كان عملي يرتكز على الأسماء في صفحة مجتمع، لأنها أيضاً ضمن اهتماماتي الصحفية. - على ماذا ترتكز اهتماماتك الصحفية اليوم؟ اليوم أستطيع القول إنني في إجازة، لأن الإنسان يصل إلى مكان ما في مهنته يشعر بالتعب. كنت أكتب مقالات منها "رشّة عطر" و"حكايات الناس"، وأيضاً توقفت وانتقلت لعمل آخر ويقتصر الآن على صفحات المجتمع وضمن "جارودي ميديا" كمديرة مكتب إعلامي. - ما رأيك بالمواضيع الساخنة التي يتم طرحها اليوم وتسبب خلافات على الهواء مباشرة؟ هذا الصراخ على الهواء مباشرة أنا شخصياً لا أحبه، وهذه المشادات التي تحدث وأحياناً ضرب الكراسي لا أعتبرها إلا إعلاماً سيئاً. من يمتلك الحجة ويستطيع الإقناع من خلالها فليتفضل، لكن من يفقد صبره ويطلق عصبيته ليمسك عصا أو كرسي ويضرب بها، هذا لا يستحق الظهور على الإعلام، لأنه لن يقنعني. وهذا دور مقدم البرنامج والمعدّ الذي يحسن اختيار الشخصيات. والمشاهد هو من يقرر من الذي كلامه مقنع وقادر على امتلاك الوجدان بسلاسة وإقناع. - كيف تصفين الإعلام العربي أمام موجات شبكات التواصل الاجتماعي وعللها؟ لا أعرف كيف يواجه المجتمع العربي شبكات التواصل بشكل عام، لكن ما أراه أننا في انفتاح على شبكات التواصل بكل ما يأتينا من قوة إن كان في لبنان أو خارجه. ولا أعرف بشكل أكيد بالنسبة للدول الأخرى إن كان هناك رقابة فنية، لكن في لبنان لم ألمس الرقابة على الشبكات، خصوصاً أنها متابعة وتستقطب أكبر عدد من الشباب والمراهقين. وأنا على الصفحات في الفايسبوك بالذات، أحياناً أجد بعض الصور غير المقبولة. فهذه الهجمة أدخلت علينا بعض المفاهيم لا نستطيع ضبطها بالشكل المرضي للجميع. - ما رأيك باللغة العامية في الإعلام اليوم؟ هذه بدأت زمان. نحن كنا نقدم البرامج باللغة العربية الفصحى وكانت طلتنا رسمية أكثر من هذه الأيام. اليوم يحاولون الاقتراب من العائلة بمفردات عامية ولغة العائلة، لكن أحياناً مقبولة وأحياناً لا، لأن بعض الكلمات إن لم تحتفظ بمخارج حروفها تصبح قبيحة. وهذا يعود إلى مقدم البرامج الذي يستطيع تشكيل لغة مفهومة وقريبة من الكل، وليست مغرقة بالمحليات. - هل من طموح إعلامي تسعى الإعلامية هيفاء الجارودي إلى تحقيقه اليوم؟ إن كان هناك شيء أفكر فيه بطموح حالياً فهو التفرغ لكتابة مذكرات أو رواية أو قصة، وأشعر بالراحة لأن خميرة العمر ستكون غريبة، لأن حياتي كلها كانت غريبة. - بمن تأثرت الإعلامية هيفاء الجارودي؟ وماذا أضاف العمل الإذاعي لمهنة الصحافة؟ أحببت العمل الإذاعي جداً، لأنني كنت من بداية النهار مستعدة للعمل من خلال آلة التسجيل التي لا تفارقني حتى أثناء النوم. وأسجل كل شيء حتى ضمن عزومة الأصدقاء، وأغلب الدعوات كانت تلبية إذاعية بسعادة تغمرني. حتى أي حدث على الطريق أو عرس، لأن آلة التسجيل التي لا تفارقني في أي مكان، مستعدة إذاعياً دائماً. لهذا اشتغلت في العمل الإذاعي بمحبة وسعادة غمرتني. - هل يؤثر الشكل على المضمون عند الإعلاميات؟ الشكل يؤثر على المضمون، ممكن حالياً. عند وصولي من العراق وبعد غياب سنين، رغم أنني كنت حاضرة في بعض القنوات اللبنانية، شخص ما تكلم معي بعد مقابلة أجريتها عن كتاب كنت كتبته عن الفترة الصحية، وهي إحدى البرامج التي قمت بها. اتصل بي وبارك لي على المقابلة وقال لي إن هذه الأيام مطلوب فقط امرأة جميلة تظهر على التلفزيون، ونحن نلقنها ماذا تقول. هذا لم يكن موجوداً عندما بدأنا العمل التلفزيوني، لأن التقديم والإعداد والتنفيذ كان يجري بطريقة الإعلامية وبمجهودها الخاص والمباشر. اليوم اختلفت التقنيات، سماعة الأذن لا تفارقها وهناك من يقرأ لها الأسئلة، وهذا يجعلنا نفتقد لميزة إعلامية كانت قديماً. Doha EL Mol
×
الإعلامية هيفاء الجارودي
إعلامية وصحافية ناشطة اجتماعية مسؤولة صفحة مجتمع في جريدة اللواء وقد قدّمت إطلالات عديدة على شاشة تلفزيون العراق وتلفزيون لبنان نوافيكم بالمزيد قريبا
هناك عناصر كثيرة في السينما يمكن أن يستعملها المخر
BY Director ELIE KAMAL
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هناك عناصر كثيرة في السينما يمكن أن يستعملها المخرج من أجل توصيل فكرته. حوار خاص مع المخرج إيلي كمال حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل يعتمد فيلم "ثورة التانغو" على موسيقى "جاهدة وهبي" المفتوحة على عدة مشاهد موسيقية ذات نغمات تتواءم حسيًا مع خطوات الرقص الرافضة للواقع والباحثة عنه، ومع المعنى السريالي لما يسمى كابوس الثورة العربية الغامضة في مستقبلها، التي تخيف وتربك المجتمعات العربية وخصوصًا في الدول النامية التي غالبًا ما تنصت إلى الأخبار بارتباك يزيد من حدة خوفها أو هواجسها. فرؤية المخرج "إيلي كمال" تناغمت مع عناصر الفيلم كافة من حيث الحركة المرسومة بتعبيرات موسيقية راقصة صامتة نقلت الإحساس الفني بجمالية إخراجية لم تخل من رموز سوريالية تهدف إلى البحث عن صحوة من دوامة أو كابوس نعيشه في مجتمعاتنا دون اللجوء إلى متنفس يجعلنا نحيا بتفاعل اجتماعي وبسلام. - تربية الإنسان تعتمد إلى درجة كبيرة على السينما. ما رأيك بهذا؟ الإنسان كائن يتأثر بمجتمعه ومحيطه وبما يراه ويسمع ويعيش. وهوية الشعوب وذاكرتها تعتمد على ثقافة وفنون هذه الشعوب. السينما محصلة الفنون وأصغرها عمرًا وغنية بطرق التعبير، وأنها توثق حالة المجتمعات والحقبات التي تنتجها. الفنون بشكل عام لها تأثيرها على الناس، وكون السينما فن صغير في العمر ومنبثق من الشعب والشارع فهي سهل الفهم والاستيعاب (نسبيًا) والأقرب إلى الناس. لكن من ناحية أخرى، كثير من الشعوب ليس لديها وصول إلى السينما والصالات، لكن يبقى لديها مكون أو أكثر من الفن السابع من الموسيقى والعمارة والرسم... برأيي حتى هذه المجتمعات تنتظر السينما لتأتيها ليصبح التعرف متبادلًا، لأن السينما على الأرجح قد سبقتها وتعرفت عليها. - فيلم "ثورة تانغو" هو رقصة تم تقديمها بما يتوافق مع الرؤية الموسيقية. هل هذا صحيح برأيك؟ ألم تجد صعوبة في مواكبة المشهد الموسيقي؟ جاهدة وهبي ألفت موسيقى الفيلم بعد قراءة السيناريو وجلسات مناقشة طويلة حول الفيلم. صحيح أن في أغلب الأحيان، وبما هو متعارف عليه، أن المؤلف يستوحي من المشاهد المصورة ليكتب الموسيقى في الفيلم، لكن الكثير من المخرجين والمؤلفين يفضلون التعاون من البداية وقبل التصوير. الموسيقى في هذا الفيلم ليست تصويرية، بل هي ممثل أساسي ووجب كتابتها قبل التصوير لأنها أساس في تصميم الحوارات الراقصة، كما أن المخرج يختار الممثلين قبل التصوير، كذلك جرى العمل على الموسيقى ككاستينغ. أنا كتبت السيناريو، جاهدة قرأت ثم ألفت، بعدها أنا سمعت وصورت وألفت، وبالتالي هناك ترابط وعدوى متبادلة بين الكتابة والموسيقى في هذا الفيلم بالأخص أنه فيلم حواراته غير محكية لكن موسيقية راقصة. - إخراج فيلم "ثورة تانغو" يرتبط بمفهوم الثورات وتأثيراتها على المجتمع أو على الفرد إن صح التعبير. برأيك، إلى مدى استطعت حصر المشهد ليكون رسالة بصرية مقروءة عبر الرقص؟ ما حصل من حركات في الشارع العربي وما يحصل الآن معقد جدًا ومفتوح للكثير من التحليل والمناقشة. برأيي أنه من المبكر جدًا الحديث عما جرى ويجري، لكن نقل ما عشناه وما زلنا نعيش من تأثير هذا الموضوع علينا كبشر وسكان هذه البقع من العالم هو شيء ضروري وأساسي ونوع من التوثيق والتعبير عن حالة قلق وخوف وعدم استقرار وترقب... - تصوير الفيلم اعتمد على كثرة التنوع في اللقطات مع التركيز على الرموز والإشارات. لماذا؟ وهل يمكن وصف المشهد بالسريالية؟ ما نعيشه هو قمة السريالية والعبثية في آنٍ معًا، علمًا بأنني أعتبر السريالية شيئًا جميلًا يتخطى الأزمنة والأمكنة. يمكن أن يكون الفيلم بوابة هروب من هذا الواقع أو فسحة أمل أو حجر يسبب الارتباك لعلماء ومكتشفي المستقبل. الفنان السوريالي البلجيكي "جيل برنتا" يأخذ حجرًا من بلدته في كل مرة يسافر ويرمي به في مكان ما في العالم أملًا أن يربك من سوف يأتي في المستقبل لينقب عن حضارتنا وحضرتنا، وأنا أمل أن يكون هذا الفيلم بحصة صغيرة تمتع كائنًا مستقبليًا. - تركت للنهاية رؤية مغايرة أثارت الدهشة واستفاق منها المشاهد على حقيقة تهدف إلى سذاجة العرب في تناقل الانتقادات الإعلامية وغيرها. لماذا؟ هل هذا نوع من الإحساس السينمائي بالواقع؟ الفيلم محاط بالـ"Media" والأخبار من أوله إلى آخره، لكن درجات استعمال وتواجد وسائل الإعلام تختلف حسب المشاهد. وما النهاية سوى صورة أوضح لبداية الفيلم. عندما يراود الإنسان كابوس، فإن الأمور تتفاقم من انزعاج إلى تقلب إلى تعرق... وصولًا إلى أن يستفيق المرء. لا أعتقد أن حدة المشاهد في الكابوس تختلف كثيرًا، إنما كثافتها وطول المدة هو ما يفعل فعله، كما في الفيلم، كلما طالت مدة الإعلام زاد الإحساس بالاختناق حتى شعر المشاهد بضرورة الاستفاقة. - من مدير تصوير إلى الإخراج ومن سيناريو محكي إلى سيناريو موسيقي، هل سنشهد لك أفلامًا شبيهة بذلك؟ "Revoltango" أو "تانغو" أو "ثورة التانغو" هو ثالث فيلم قصير لي كمخرج، وكل هذه الأفلام صامتة لكن غير خرساء، لأني أعتبر أن هناك عناصر كثيرة في السينما يمكن أن يستعملها المخرج من أجل توصيل فكرته، من الممثل، للأماكن وطريقة التصوير وصولًا إلى تصميم الصوت... من الممكن أن يكون الحوار يخيفني أو أنني لا أكون أمتلك المهارة لكتابته، أو ممكن أن هناك الكثير من الثرثرة وأنا أكره ذلك وأحاول أن أعوض عن الفائض في الكلام في الحياة اليومية بأفلام من دون حوار... لست أدري، على الأرجح سأكتب حوارات عندما تكون هي الوسيلة الواحدة الناقصة لاكتمال الفكرة. - كلمة أخيرة من المخرج إيلي كمال للقراء؟ شكرًا على الوقت الذي كرسته لمحاورتي، وشكرًا على الوقت الذي سيقرأ (أو ستقرأ) هذه السطور. Doha El Mol
×
Director ELIE KAMAL
إيلي كاتب ومخرج ومصور سينمائي يتمتع بخبرة تزيد عن 15 عامًا في الإعلانات التلفزيونية والأفلام المؤسسية والسينما. ذهب إلى مدرسة السينما في لبنان (IESAV) وبلجيكا (INSAS). أخرج فيلمه القصير الأول في عام 2010 "2 1/2" الذي فاز بجائزة FIPRESCI في مهرجان دبي السينمائي، وتبعه فيلمان قصيران "Ice" (2013) و"Revoltango" (2014). بالتوازي مع ذلك، واصل إيلي تنمية حرفته في الإعلانات التلفزيونية بينما كان يتحدى نفسه باستمرار بتقنيات وأساليب تصوير مختلفة. في عام 2018، كتب إيلي وأخرج مسرحية "Anti- Personnel" التي جالت في عدة مدن وشاركت في JTC-Journées Théatrales de Carthage في تونس. فاز فيلمه الوثائقي الطويل الأول "بيروت تيرمينوس" بجائزة أفضل فيلم غير روائي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2019. من ناحية أخرى، يتعاون إيلي مع صناع أفلام آخرين في مشاريعهم من السيناريو إلى الشاشة، ويبتكر ويكتب ويطور مسلسلات تلفزيونية (محدودة وموسمية). المصدر موقعه الالكتروني الشخصي https://www.eliekamal.com/home
«
9
10
11
12
13
»