Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
هل الكرامة محصورة فقط في الماضي؟!
BY رئيس الوزراء فؤاد السنيورة
9.5
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
السنيورة لـ «اللــــواء»: هل الكرامة محصورة فقط في الماضي؟! مؤتمر تحدّي تجديد العروبة... والحنين إلى الماضي ضحى عبدالرؤوف المل- بيروت عقد النادي الثقافي العربي في فندق البريستول مؤتمراً في الذكرى الخامسة والسبعين على تأسيس النادي الثقافي العربي، بعد النشيد الوطني تحدث الدكتور خالد زيادة في كلمة افتتاحية جاء فيها: «إن مؤتمرنا هذا الذي اتخذ عنوان: «تحدي تجديد العروبة» يأمل في أن يكون خطوة في سبيل تشييد نظرة موضوعية ونقدية إلى التجارب التي خاضتها وعاشتها العروبة على امتداد عقود من الزمن، كما يأمل في أن يسهم المشاركون في رسم خطوط التفكير بمستقبلنا المشترك، وفي سبيل ذلك لا بد من التمسّك بالمنهج النقدي الذي يشمل الأفكار والشعارات والتجارب. لقد دفعت البلدان العربية أثماناً باهظة، ومع ذلك لم نحقق الوحدة، ولا حصل العربي على حريته ولم نشهد سوى إخفاق في التجارب التي سمّيت اشتراكية. وقد أثبتت الأحداث منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا، أن مشكلات العالم العربي واحدة، والقضايا التي تشغله واحدة، والقوى التي تناهض تحرّره وتقدّمه واحدة «اننا إزاء تحديات كبرى، وفي الوقت الذي تزداد فيه الضغوط الخارجية والإخفاقات الداخلية. يصبح التحدي الأكبر أمامنا اليوم هو: كيف يمكن أن نصيغ فكرة عربية تعددية وديموقراطية مبنية على مبادىء حرية الفرد في عمله ومعتقده وحقه في الكرامة والعلم والعمل؟!». ثم تحدث الرئيس فؤاد السنيورة فقال: «هناك حاجة ماسّة لتكوين موقف عربي يعيد للعرب احترامهم لأنفسهم ولدى غيرهم ويستعيدون بموجبه المواطنون العرب بعضا من أمل المستقبل ويعيد إليهم إحترام العالم لهم ولقضاياهم وهذا ما يمكن أن يساعد على التقدّم وعلى مسار بناء قوة عربية مشتركة للحفاظ على الأمن القومي العربي على الأرض وفي الجو وهو ما يمكن أن يشكّل الخطوة العملية الأولى لانتاج موقف عربي يخرج الأمة من حال التقاعس والتواكل ويوقف حالة الانحدار العربية نحو الانقسام والتشرذم والتصادم. لا بد لي هنا من التأكيد على أهمية الإنجاز التي حققه لبنان مع نهايات القرن الماضي لاقرار اتفاق الطائف الذي أكد على ان لبنان هو وطن عربي الهوية والإنتماء يعيد بذلك إبراز مفهوم الدولة الوطنية اللبنانية وتأكيد انتساب لبنان الى الهوية العربية وهذا الإتفاق يؤكد على وحدة اللبنانيين ومبدأ المواطنة وعلى مفهوم الدولة اللبنانية المدنية المحتضنة لكل مكوناتها كما يقول الدستور على قواعد العدالة الإجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمييز أو تفضيل...». وفي سؤال خاص لـ «اللواء» عن النقاط التي يناقشها مؤتمر «تحدي تجديد العروبة» وهل هي نوع من الحنين الى الماضي؟ قال: «هو حنين الكرامة وهل الكرامة محصورة فقط في الماضي؟ حنين الكرامة حنين الإنسان لكي يكون إنسان سويّ وبالتالي قادر على أن يعامل مثل غيره. حنين للعدالة، حنين لعدم التهميش. ثم أضاف لماذا هذا العنوان في التجديد؟ عملية التجديد هي للاستفادة من كل الممارسات والأخطاء التي وقعنا فيها بالماضي. ثم تحدث الدكتور «سعيد بن سعيد العلوي» من (المغرب) بعد كلمة له في المؤتمر عن العروبة في زمن العولمة، وفي سؤال خاص لـ «اللــواء» هل اعتبرت ان الإسلام السياسي يؤدي الى الإرهاب فكيف هو الإسلام الصحوي؟ أجاب: «لا الأفعال الارهابية بمعناه انه تكميم الأفواه وكما قلت في رد على أحد الاخوان يرفض العيش المشترك يرفض الوجود في العالم مع الآخرين ، يريد الوصول الى السلطة بطرق غير مشروعة من الناحية القانونية غير مشروعة كما يقتضي. وعن سؤالنا له ماذا تقصد بالإسلام الصحوي إذا؟ أجاب: «الإسلام الصحوي لم يكن لديهم البرنامج السياسي الواضح، الإسلام الصحوي هو اسلام احتجاجي رد فعل على أخطاء الدولة في كثير من العالم العربي فهو قد أطلق الشعارات، لكن الإسلام السياسي عنده برنامج واضح ومخطط واضح لامتلاك السلطة للوصول الى الحكم هذا هو الفرق الجوهري. - ألا ترتبط فكرة التجديد العربي بالتجديد الديني وأقوال محمد شحرور الذي يعتمد على إعادة تحديث التفسير القرآني؟ - لا علاقة لي بما يقوله محمد شحرور وطريقي مختلف تمام مع احترامي التام له ورقتي فيها وقوف طويل عند تجربة ما يسمّى بعصر النهضة ومفكري عصر النهضة لكن التجديد الديني يقتضي أمرين، الأمر الأول هو إزالة الصورة الرديئة السلبية التي لدينا عن الإسلام هذا نصف طريق اما نصف الطريق الثاني هو تخليص الدين مما هو فيه والكلمة الهامة عندي هي إعادة ترتيب العلاقة مع الدين في مستويين اثنين على الأقل بمستوى العلاقة بين الدين والسياسة وهي تقوم على الفصل لا الوصل بينهم. الدين برنامج والسياسة برنامج آخر ثم إعادة ترتيب العلاقة بين الدين وبين العلم. - هل اعتبرالنقاط التي يناقشها المؤتمر هي نوع من الحنين الى الماضي؟ - لا... القومية العربية ماتت لم تعد موجودة انتهت ماتت القومية العربية بالمعنى البعثية والاشتراكية وما الى ذلك طارت عجلة الطريق ووطأتها في شيء اسمه العروبة الإنسان العربي الوجود العربي. لكن العروبة بمعنى رفض الدولة القطرية وبمعنى ان العرب كانوا دولة واحدة وان الاستعمار جزأهم وان الحلم في إعادة تشكيل دولة واحدة في عالم واحد ونشيد وطني واحد هذا وهم عمره لم يكن ولن يكون. - أما الدكتورة نيفين مسعد والتي تحدثت عن الوطن العربي في واقع متغيّر، فقد سألناها السؤال وتكلمت عن ضعف الدولة الوطنية وجزّأت الدولة القبلية وغيره. - هل اعتبر هذا الضعف لا يمكن إصلاحه في سنوات قليلة قادمة؟ - هو لا بد من إصلاحه او تختفي الدولة الوطنية لانها ستتحوّل الى مجموعة من الكائنات الصغيرة سواء طائفية أو جهوية هو تحدٍّ مصيري. إذ لا تملك الدولة إلا أن تواجهه عن طريق التنشئة السياسية عن طريق احتكار القوة عن طريق تأكيد القيم التي ينبغي ان تجمع كل المواطنين طبعا مع مفهوم ان هذا يتم في اطار التعددية والاختلاف ولكن هناك أشياء لا يمكن التسامح معها أو التضحية بها. حب الوطن لا يجب أن يكن أضيق ولا أوسع من الدولة. - تكلّمت عن إدارة التعددية المجتمعية أليست هذه معضلة قومية عربية؟ - طبعا هناك معضلة، لكن هناك تطوّر أنا ضربت مثلا في الامازيغ والجزائر على سبيل المثال قبل 88 و89 كانت الجزائر محروم من أي شكل من أشكال اللغة. الأمر تطوّر الى أن أصبحت الامازيغية لغة وطنية في الجزائر. هناك انفتاح على مسالة قبول الآخر، مصر على سبيل المثال أول مرة في دستور نص على ترشيح نسبي للمسيحيين هذا لم يكن موجودا اعتمادا على انه المواطن عندما يترشح يترشح ليس بدينه ولكنه كمواطن، ولكن في دولنا وحتى نعتاد على مسألة أن يصوّت المسلم لمسيحي وبالعكس والشيعي للسنّي وبالعكس. فكرة النسبة فكرة مهمة. - هل اعتبر النقاط التي يناقشها المؤتمر هي نوع من الحنين الى الماضي؟ - هي تطلّع الى المستقبل لانه عندما نتكلم عن تحدٍّ تجديد العروبة لا يكون إلا بالتطلع الى المستقبل والتعامل معه ولا يكون عودة الى الماضي لو كنا نخطط للماضي لكنا قلنا تحدي تجديد العروبة في زمن الستينات وكل من تحدث طرح موضوع الدولة الحديثة دولة الديمقراطية، دولة المساواة، الدولة المدنية الخ.. وهذا نوع من الدول العربية الذي لم يكن موجودا في الستينات. - هل نتطلع الى دولة عربية قومية من النوع الأوروبي؟ - هذه هي دولة المساواة الدولة الديمقراطية أو الدولة الوطنية. وفي ختام موتمر «تحدي تجديد العروبة» تداول المشاركون في الأفكار التي تضمنتها الأوراق التي قدّمت على مدى يومين وقد تم التوافق على إعداد تقرير يستعرض أبرز الأفكار التي عرضت على أن يتم طبع هذا التقرير ونشره باعتباره خلاصة ووثيقة يبنى عليها. كما تداول المجتمعون بفكرة طبع الكلمات والمداخلات وإصدارها في كتاب. ومن بين الأفكار التي عرضت إيجاد منصة أو موقع يتم من خلاله تبادل الآراء واستعراض أوضاع الدول العربية الراهنة. كما تطرق المجتمعون لضرورة الاستماع الى آراء الشباب والتوجه إليهم وكذلك لإشراك المرأة في كل اللقاءات والمناسبات المقبلة. 16 تشرين الأول 2019 https://aliwaa.com.lb/%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d8%a9/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%84-%d9%88%d8%a7%d8%a1-%d9%87%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%85%d8%ad%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%81%d9%82%d8%b7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b6%d9%8a/
×
رئيس الوزراء فؤاد السنيورة
فؤاد السنيورة (19 يوليو 1943 -)، سياسي لبناني شغل منصب رئيس الوزراء منذ 19 يوليو 2005 إلى 9 نوفمبر 2009. كان يعتبر من المقربين من رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري حيث شغل عدة مرات منصب وزير المالية أثناء تولي الحريري رئاسة الوزارة. خلال فترة رئاسة العماد اميل لحود شنّت حملة ملاحقات سياسية ضد الرئيس رفيق الحريري وفريق عمله ومن بينهم السنيورة وتحديداً خلال تولي الرئيس سليم الحص رئاسة الوزراء، وقد تبيّن ان التهم المساقة ضد السنيورة ذات ابعاد واهداف سياسية ولا تستند إلى اية معطيات حقيقية. وهو من أبرز الضالعين في سياسة لبنان المالية في العقد الأخير حيث إنه تولى حقيبة المالية عدة ولايات ويعد من المتهمين في التورط في تفاقم الدين العام في البلاد. وعلى الرغم من ذلك فإنه ينسب لسياسته الاقتصادية الفضل في بقاء لبنان بعيدًا عن مشاكل الأزمة الاقتصادية العالمية وأيضًا بقائه جاذبًا للاستثمارات على الرغم من كونه بؤرة توتر ونزاع علماً انه هو من إقترح وأشرف على تنفيذ الضريبة على القيمة المضافة TVA مما ساهد في دعم وتقوية المالية العامة في لبنان. وهو أحد الشخصيات المنتمية لتيار المستقبل الذي رشحه لشغل منصب رئيس الوزراء. النشأة والتعليم ولد السنيورة لعائلة مسلمة سنية في مدينة صيدا في 19 تموز / يوليو 1943. حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت بعد التحاقه بالمدرسة الأمريكية للبنين في صيدا. وظائفه عمل السنيورة في سيتي بنك في السبعينيات، ودرّس في الجامعة الأمريكية في بيروت ، وفي الجامعة اللبنانية. ثم انضم إلى لجنة التدقيق في مصرف لبنان المركزي عام 1977. وفي عام 1982 ، عينه رفيق الحريري لمساعدته في إدارة وتوسيع إمبراطوريته التجارية. بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية ، أصبح الحريري رئيس وزراء لبنان. وعين الحريري السنيورة وزيرا للمالية في وزاراته المتعاقبة. كان سنيورة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مجموعة البحر الأبيض المتوسط التي تضم أربعة بنوك مملوكة للحريري. الوزارات التي تولاها وزير دولة للشؤون المالية من 31 أكتوبر 1992 حتى 25 مايو 1995 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي. 'وزير دولة للشؤون المالية من 25 مايو 1995 حتى 7 نوفمبر 1996 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي. وزير دولة للشؤون المالية من 7 نوفمبر 1996 حتى 4 ديسمبر 1998 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي. وزيرًا للمالية من 26 أكتوبر 2000 حتى 26 أكتوبر 2004 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إميل لحود، وفي 9 سبتمبر 2004 عهد إليه بوزارة الاقتصاد الوطني والتجارة بالإضافة لكونه وزيرًا للمالية وذلك بعد استقاله عدد من الوزراء احتجاجا على التجديد لرئيس الجمهورية بعد تغير الدستور لمره واحده واعتبارهم ذلك مخالف للدستور ولا يجوز، واستمر بالمنصب حتى استقالة الحكومة في 26 أكتوبر 2004. حكوماته شكل حكومتين: حكومته الأولى: شكلت في 19 يوليو 2005 بعهد الرئيس إميل لحود، واستمرت أعمالها إلى 11 يوليو 2008، وتولت بالفترة من 24 نوفمبر 2007 إلى 25 مايو 2008 مهام رئاسة الجمهورية. حكومته الثانية: شكلت في 11 يوليو 2008 بعهد الرئيس ميشال سليمان، واستمرت أعمالها إلى 9 نوفمبر 2009، وأشرفت الحكومة على انتخابات المجلس النيابي لعام 2009 والتي أجريت بتاريخ 7 يونيو، واستمرت بتصريف الأعمال لفترة خمسة أشهر ويومين من بعد إجراء الانتخابات وذلك لعدة خلافات أطالت مدة تشكيل الحكومة. حكومته الأولى وتهم معارضيها ودفاع المؤيدين اتهمت حكومته الأولى بأنها غير دستورية من قبل ما عرف باسم تحالف 8 آذار وذلك بعد استقاله الوزراء الشيعة بتاريخ 11 نوفمبر 2006 بسبب قلقهم من تعاون الحكومة مع المحكمة الدولية التي تنظر في الاغتيالات لسياسيين عارضوا السياسة السورية في لبنان، وذلك مما دفع المعارضة اللبنانية إلى المطالبة باستقالته من منصبه، فيما دافع مؤيدوه بأن غالبيه أعضاء البرلمان لا زالوا يؤيدونه وهذا يعطيه الشرعية الدستورية للبقاء في منصبه. وقامت القوى المعارضة لحكومته باعتصامات بدأت منذ تاريخ 1 ديسمبر 2006. تسلم حكومته لمهام الرئاسة تسلمت حكومته مجتمعة مهام رئيس الجمهورية مع بداية يوم 24 نوفمبر 2007 وذلك بعد نهاية ولاية الرئيس إميل لحود وعدم انتخاب خلف له على الرغم من الاعتراضات عليها، لكن أعتبر تسلمها للرئاسة أمر واقع يؤيده الدستور الذي ينص على تولي مجلس الوزراء مجتمعًا مهام رئيس الجمهورية في حالة فراغ المنصب إلى حين انتخاب رئيس جديد. وقد استمرت مده تسلم الحكومة لأعمال الرئاسة مده سته شهور وهي طوال فترة الفراغ في سدة الرئاسة، انتهت مع انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية سبقها التوقيع على اتفاق الدوحة بين الأفرقاء السياسيين وذلك بعد وقوع أحداث 7 أيار. إعادة تكليفه بتشكيل الحكومة بعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيسًا للبنان تم إجراء المشاورات النيابية الملزمة لاختيار رئيس الحكومة، فتمت تسميته من 68 نائبًا في البرلمان اللبناني هم بالأساس الأعضاء المنضوين تحت تحالف 14 آذار بينما لم يسمه نواب المعارضة، لكنه كلف بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية المنصوص عليها باتفاق الدوحة. وقد شكلت هذه الحكومة بتاريخ 11 يوليو 2008، وقد واجه تشكيل الحكومة مشاكل جمة بين الفرقاء اللبنانيين. عضو في مجلس النواب ترشح للمرة الأولى في حياته لانتخابات المجلس النيابي لعام 2009 وذلك عن المقعد السني في دائرة صيدا، واستطاع أن يحقق الفوز ليدخل البرلمان كنائب للمرة الأولى في حياته السياسية.حياته متزوج من هدى البساط، ولديهما من الأبناء: وائل. مي. زينة. المصدر موقع ويكيبيديا
الشاعر صانع معانٍ كبيرة وشاهِد على عصره
BY الشاعر أديب صعب
9.4
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
أديب صعب مع صدور مجموعته "حيث ينبع الكلام": الشاعر صانع معانٍ كبيرة وشاهِد على عصره القصيدة عالَم لامحدود والغنائية جوهر الشعر" حاورته: ضحى المل "حيث ينبع الكلام" مجموعة شعرية للدكتور أديب صعب، صدرت حديثاً في بيروت عن الدار العربية للعلوم، تضاف إلى عدد من مجموعاته السابقة. وفي نبذة الناشر عنها أنها "قصائد غنية بالصور التي تجعل منها لوحات شعرية تفتح أمام القارئ عوالم لا تنتهي سعةً وعمقاً، على تقنية متفردة في البناء الشعري". في الشهادات المنشورة على الغلاف الخلفي للكتاب، نقرأ للناقد د. فؤاد أبو منصور: "أديب صعب صوتٌ صافٍ، مع نبرة تحمل رعشة الشعراء الكبار، ونص شعري يقف دون دعائم خارجة عنه... من أجمل ما كُتب بالعربية". وفي شهادة خليل حاوي حول شعر أديب صعب أنه "يَصدر عن نضج يندر أن نقع على شبيه له"، فيما يجد أدونيس في شعر صعب ما يضعه "بين طليعة الشعراء". معروفٌ أن أديب صعب أدخلَ موضوعاً فلسفياً جديداً إلى الثقافة العربية المعاصرة، هو فلسفة الدين، بكتب خمسة متكاملة نُشرَت بين 1983 و2015. له أيضاً كتابان في النقد الثقافي ودراسات في مجلات مختصة وصحف. رأس تحرير مجلة "الأزمنة" طوال فترة صدورها. وهي مجلة أحدثت أثراً كبيراً على الساحة الثقافية العربية. ومع الشاعر أديب صعب اجريت هذا الحوار حول مجموعته الجديدة ونظرته الشعرية وعلاقة الشعر بالفلسفة. - مجموعتك الشعرية "حيث ينبع الكلام"، الصادرة حديثاً، سبقها عدد من المجموعات. كيف ترى الجديد فيها بالنسبة إلى شعرك السابق؟ في المجموعة الحالية عدد من العناصر التي يمكن أن نسميها "جديدة" في ضوء شعري المنشور سابقاً. العنصر الأول هو طغيان القصائد القصيرة. في مجموعتيّ الأخيرتين قبل هذه، وهما "أجراس اليوم الثالث" و"مملكتي ليست من هذا العالم"، تَغلب القصائد الطويلة. فالمجموعة الأُولى تحوي ثلاث قصائد طويلة بدون أي قصيدة قصيرة، والثانية تحوي خمس قصائد طويلة، مع عدد قليل نسبياً من القصائد القصيرة التي لا يتجاوز عدد صفحاتها الخمس والثلاثين. القصيدة الطويلة في شعري هي استمرار لنزعة في الشعر العربي والعالمي الحديث تجعل من الشاعر شاهداً على عصره في حركاته الكبرى كما يختبرها الشاعر وسط تجارب وجودية كالحرب والسلام والحب والموت والنهوض القومي، يتحدد في ضوئها معنى الحياة والكون. ويختلف هذا المعنى، بالطبع، من شاعر إلى آخر، وقد يكون لدى بعضهم – وأنا لستُ من هؤلاء - العبثية أو اللامعنى. العنصر الثاني هو الغنائية التي تتميز بها القصائد القصيرة. لكن قبل محاولة تحديد الغنائية، أودّ القول بأن للقصائد القصيرة أيضاً فعل صنْع المعنى، وأنّ قصيدةً من كلمات قليلة جداً، قد لا تصل إلى العشرين، يمكن أن تطرح معاني كثيرة عبر صورها وإيحاءاتها. هكذا تغدو القصيدة، مهما كانت قصيرة، بمثابة نافذة أو كوّة في جدار العالَم، ينطلق منها القارئ في رحلة نحو اللامحدود. أما الغنائية فهي مفهوم تصعب الاحاطة به، وإنْ كان كثيرون منا يظنّون أنهم يعرفونه لا بل يظنّون أنه جوهر الشعر. ولعل أبرز عناصر الغنائية هي الآتية: (1) البَوح الذاتي أو الوجداني عن حالات وتجارب شخصية، تمتزج فيها المشاعر والأفكار. (2) سكب هذا البوح في قالب فنّي جميل، يعتمد التصوير بعيداً عن التجريد. (3) الموسيقى أو الايقاع، علماً أنّ مصدر الموسيقى الشعرية هو الوزن. أما في حال الشعر غير الموزون، أي قصيدة النثر، فالصياغة تنوب عن الايقاع. وسواءٌ أكان موزوناً أم غير موزون، فالتعبير الشعري يقوم على "نظام" أو "تنظيم" معيَّن. لذلك تسمّى الكتابة الشعرية "النظم". (4) قدرة هذا البوح الفنّي، الموسيقي، المنظوم، المنطلق من تجارب الشاعر الشخصية على مخاطبة الآخرين. (5) امتزاج الدمعة بالابتسامة عبر ما يوحيه الكلام والموسيقى في القصيدة. وهنا يحضرني كلام للكاتب الفرنسي شاتوبريان: "أُغنية الانسان الفطرية، تحت كل سماء، أُغنية حزينة، حتى وإن كانت تعبيراً عن السعادة". الفرح بدون مسحة حزن يخالطه شيء من السطحية، والحزن بدون أثر للفرح ناقصٌ هو الآخر. ولا أجد أروع من أغاني فيروز، شعراً وموسيقى وأداءً، مثلاً على ما أقول. وما دمنا في صدد الموسيقى، فالعنصر الثالث الذي يجعل من مجموعتي الأخيرة جديدة لا بمعنى حداثة نشرها فحسب بل بمعنى التجاوز هو أنّ عدداً كبيراً من قصائدها يجري على إيقاع جديد كل الجدّة في الشعر العربي الحديث. وبما أنّ غالبية قرّاء الشعر الموزون يدركون أنّ هناك إيقاعاً من غير أن يستطيعوا تحديده، فلن أدخل هنا في هذه التفاصيل. ولعل أحد المختصين يكتب دراسة لاحقاً حول هذا الموضوع قد تعوّض عن غياب التعليم الجدّي للشعر في المدارس التي ما يزال الكثير منها يطلق على الشعر، تحت مادة الأدب، اسم "الاستظهار"، من ضمن الفلسفة التربوية الرديئة السائدة في العالم العربي والقائمة على التلقين. نظرة إلى العالَم - جوابك يثير عدداً من الأسئلة. إذا كان في شعرك المنشور سابقاً طغيان للقصيدة الطويلة على القصيرة، بعكس مجموعتك الحالية التي تطغى فيها القصيدة القصيرة، فهل يعني هذا أن التذوق أو الذوق الشعري تحوّل نحو القصيدة القصيرة؟ هذا التحول حصل فعلاً. ومن أقوى أسبابه، كما أرى، تلاشي القضايا الكبرى أو ضعف اهتمام الناس بها. هذه القضايا، مثل القومية والنهضة، شهدت انحساراً كبيراً في العالم العربي وحول العالم. ثمّ إنّ الشاعر المؤهَّل لكتابة هذه القصيدة، التي تصنع عالماً من نسيج فكري – شعوري – خيالي، وباستخدام عناصر روائية ومسرحية وملحمية وغنائية، نادر الوجود على الدوام. ولْنتذكر أنّ طول القصيدة لا يجعل منها "قصيدة طويلة" بهذا المعنى ما لم تتوافر العناصر التي ذكرناها. وأُسمّي من شعراء هذه القصيدة الكبار اثنين: تي إس إليوت في العالم الناطق بالانكليزية، وخليل حاوي في العالم الناطق بالعربية. ومن كبار المنظّرين لهذا النوع من الشعر في النهضة العربية الحديثة أنطون سعادة في كتابه "الصراع الفكري في الأدب السوري"(1947)، الذي كان من ركائز حركة الشعر العربي الحديث. لكن ليس بالضرورة أن يكون طغيان القصائد القصيرة في مجموعتي الحالية نابعاً من تحول الذوق الشعري عن القصيدة الطويلة إلى القصائد الغنائية القصيرة. ففي "حيث ينبع الكلام" قصيدة واحدة طويلة، أعتبرها بمثابة "السيمفونية التاسعة"، تضاف إلى "السيمفونيّات" (القصائد الطويلة) الثماني السابقة. أما طغيان القصائد القصيرة على المجموعة فلم يتبع مخططاً أو تصميماً وضعتُه لنفسي. وقد أعود إلى كتابة القصائد الطويلة بعد هذه المجموعة. - بالعودة إلى الذوق السائد، ألا تجد أيضاً أنّ هذا الذوق تحوّل عن الشعر الموزون إلى قصيدة النثر؟ الاجابة الدقيقة عن سؤال من هذا النوع تحتاج إلى دراسة إحصائية. لكن في غياب التربية الفنية الرصينة عن مدارسنا، يبقى على الشاعر أن يبني جماعة قرائه ويصنع معايير الذوق والتذوق حول شعره وما يشبهه من شعر. لكن نلاحظ أنّ كل أشكال الشعر الرئيسية تُكتَب اليوم: الموزون – في نَوعَيه العمودي والحرّ – وغير الموزون، أي قصيدة النثر. ويستطيع الناقد الحقيقي الموضوعي أن يلحظ الجيّد والرديء في هذه الأنواع كلها. أقصد بـ "الحقيقي" الناقد أو القارئ الذي تخوّله موهبته وثقافته إصدار أحكام، ذاك الذي شبّهه نقّادنا القدامى بالجوهري المتمرس، وهو يستطيع تمييز أصالة الحجار الكريمة ودرجاتها. أما بـ "الموضوعي" فلا أقصد الدارس الذي لا موقف له ينبع من ذوقه، بل أقصد الدارس الذي لا يقوده ذوقه الشخصي إلى الانغلاق على التنوع وحصر اهتمامه في نطاق محدود. هذه النظرة "الحقيقية الموضوعية" إلى الأشكال الشعرية المختلفة تجعل المتلقّي منفتحاً على كل الأشكال، كما تجعله يكتشف الجيد والردي فيها كلها. فالحكم على عمل شعري سلباً أو إيجاباً يحصل لا بمصطلحات من نوع "عمودي" أو "حرّ" أو "خارج الوزن"، بل بمصطلحات من نوع "جيّد" أو "رديء". - مجموعتك الحالية هي الرابعة. وهي تأتي بعد عقود من الزمن على نشْرك "مملكتي ليست من هذا العالم". كيف تفسر هذا الانقطاع؟ إذا كان ثمة "انقطاع" على الاطلاق، فهو انقطاع عن نشر الشعر، لا عن كتابته. وهو أيضاً انقطاع عن نشر الشعر في كتاب، لا عن نشره في مطبوعات أُخرى أو على الملأ. يُضحكني بعض "نقّاد" الشعر في تبنّي مفاهيم وعبارات تخطاها الزمن، مثل "مُقِلّ" و"مُكْثِر"، في أحكامهم على الشعراء. الشعر، ككل كتابة، لا يُحكَم عليه بمفاهيم كمية مثل "كثير" و"قليل"، بل بمفاهيم نوعية مثل "جيد" و"رديء". كما يُضحِكُني بعض الشعراء الذين يتباهون بعدد مجموعاتهم الشعرية، علماً أنّ كلاً من كتبهم قد يحوي قصيدة واحدة تندرج في عداد "المطوَّلات". هذا العدد الكبير لا يضمن بقاء شعر شاعر بعد رحيله. ثم ما الذي يبقى من شاعر كبير سوى صفحات قليلة لا يأتي عليها الزمن؟ معلومٌ أنه بين مجموعتي السابقة والمجموعة الحالية نشرتُ خمسة كتب متكاملة، أي خُماسية، في فلسفة الدين: "الدين والمجتمع"، "الأديان الحية"، "المقدمة في فلسفة الدين"، "وحدة في التنوع"، "دراسات نقدية في فلسفة الدين"، أَدخلَت موضوع فلسفة الدين – حسب إجماع الأوساط الأكاديمية – إلى الثقافة العربية المعاصرة. وقد صدرت في عدة طبعات، وكُتب عنها الكثير، واعتُمدَت في مشرق العالم العربي ومغربه كتباً جامعية. كما نَشرتُ كتابين في النقد الثقافي، أحدهما بعنوان "هموم حضارية" يحوي، إلى جانب دراساته في "الثقافة والسياسة والنهضة المنشودة"، افتتاحياتي لمجلة "الأزمنة" الثقافية التي كنت رئيس تحريرها طوال فترة صدورها في النصف الثاني من الثمانينات. والكتاب الآخر دراسة عن والدي، الشاعر وأمير الزجل اللبناني، بعنوان "وليم صعب شاعر القضايا الأزلية". ويحوي مقارنة، هي الأُولى من نوعها، بين الشعر الشعبي في لبنان وفي بلدان عربية أُخرى، خصوصاً مصر وتونس. بين الشعر والفلسفة - اهتماماتك وإضافاتك الفلسفية معروفة. أنت من المشتغلين الرئيسيين في نطاقَي الشعر والفلسفة. من ناحية، كيف ترى العلاقة بين النشاطَين؟ ومن ناحية أُخرى، كيف استطعتَ التوفيق بين الفيلسوف والشاعر في شخصك؟ أجل، هناك نطاقان في هذه الحال: الشعر والفلسفة. نطاقان، وبالتالي منطقان. الشعر بَوح وجداني، تعبير بالصورة والكلام والنغم. الفلسفة، حيال الشعر، تطرح أسئلة كهذه: ما هو الشعر؟ لماذا الشعر؟ ما الفرق بين الشعر والعلم، مثلاً، أو الشعر والدين، أو الشعر والحياة اليومية؟ طالما ميزتُ بين ما سميته نشاطاً "أوّلياً"، أي يأتي أولاً، ونشاطاً "ثانوياً" بمعنى أنه يلي النشاط الأوّلي بهدف تحليله وتحديد ماهيته. ليس الشعر أفكاراً أو مفاهيم مجردة، وليست الفلسفة تعبيراً بالخيال والعاطفة والصور. لا الفلسفة تُصنَع بدموع ولا الشعر يُصنَع بتحليل مفاهيم. أما أن ينطوي الشعر على بُعد فكري فهذا أمرٌ عظيم. الشاعر الكبير صانع معانٍ كبيرة. لكنّ هذه المعاني غير منفصلة عن الأحاسيس والمشاعر. وهي تأتي عن طريق الصور. لا شكّ أنّ الفلسفة تترك أثرها على الشاعر الذي يتفاعل مع الأفكار الفلسفية. وهي قد تركت أثراً عليّ كبيراً. عندما انتقلتُ في دراستي الجامعية من الأدب إلى الفلسفة، فإنما فعلتُ ذلك لكي أكون شاعراً "أفضل": لا بمعنى أن أصير فيلسوفاً في شعري، بل بمعنى أن أصنع لنفسي جواً فكرياً. هكذا أدركتُ أن لكل من الشعر والفلسفة نطاقه ومنطقه، ومارستُ النشاطين من دون خفْض الشعر إلى مرتبة الفلسفة أو خفْض الفلسفة إلى مرتبة الشعر. وفي حين ظَلّ شعري مشبعاً بالغنائية، فقد صار أغنى من حيث المعاني. أما التوفيق بين الشاعر والفيلسوف في شخصي فقائمٌ على تمييزي بين النشاطين بناءً على إدراكي نطاق كل منهما ومنطقه. - ما هي المعاني التي ابتكرتَها بواسطة الشعر؟ الجواب عن هذا السؤال هو عمل الناقد أو القارئ، أو القارئ – الناقد، أكثر مما هو عمل الشاعر. لكن لا شك أنّ المعاني التي يصنعها الشاعر بواسطة شعره مستمَدة من التجارب التي ينبع منها هذا الشعر. أما تجربتي فهي متعددة الجوانب. ولعل الجانب الذي لازمني في كل المراحل هو الجانب الصوفي – الروحي الآتي من تحرّي الجَمال في الكون: في الطبيعة والنفس البشرية على السواء، أي قراءة "الآيات" في "الأرض" ("الآفاق") و"الأنفُس" حسب التعبير القرآني. ولئن أطلقتُ على مجموعتي اسم "حيث ينبع الكلام"، فلأنه ينبع من هذين المصدرين، محاولاً قراءة "الآيات" أو "علامات الأزمنة". مَن لا يلاحق القيم العليا والأسئلة المصيرية في الحياة، كالجمال والحق والخير، لن يستطيع أن يكتب شعراً كبيراً باقياً. المعاني الكبيرة مرتبطة باهتمامات أساسية كبيرة. لكن أُكرر أنّ تحديد هذه المعاني في مجموعتي الجديدة هو عمل الدارس أو الناقد أو القارئ، لا عملي أنا. - يتكلم المؤلفون عن مشاريعهم. ما هي مشاريع التأليف أو النشر لديك؟ لديّ عدد من المخطوطات للنشر. لكنّ الأولوية ستكون لإعادة نشر مجموعاتي الشعرية السابقة، وهي نافدة. وقد أعددتُها للنشر ضمن كتاب واحد، في ما سمّيتُه "طبعة جامعية"، ضممتُ إليها ملحقاً يحوي عدداً من المراجعات التي كتبها النقاد حول هذا الشعر، وعدداً من المقابلات الصحافية حول شعري واهتماماتي الثقافية. والهدف من هذه الطبعة يذهب أبعد من إعادة نشر شعري السابق، لإفادة الطلاب الذين يكتبون دراسات ورسائل جامعية عن شعري. إلى المخطوطات الأُخرى التي سأنشرها تباعاً، هناك دائماً كتابة جديدة، يَصدر بعضها عن مؤتمرات فلسفية أُشارك فيها بدراسات تشكّل نواة كتاب أو كتاباً كاملاً. من هذه الدراسات واحدة حول الدين والشعر، هي نواة كتابي السادس في فلسفة الدين. وفي تحليل للحوار معه الذي أجريته لجريدة الصباح العراق عام 2019 شعرت وأنا أقراه أنه يجب تقديم تحليل لهذا الحوار الغني بجوانب عديدة ثقافية وفكرية الخ ما تشعر به وأن تقرأ الحوار مع أديب صعب تشعر أن مجموعة "حيث ينبع الكلام" عكست تحولاً في الفكر الشعري لأديب صعب، إذ يظهر الانتقال من القصائد الطويلة إلى القصائد القصيرة التي تحمل طابعاً غنائياً. هذا التحول يعكس استجابة لمتغيرات العصر وتقلص القضايا الكبرى التي كان يركز عليها في شعره السابق. يظهر في النص أن الشاعر يعترف بأن تراجع الاهتمامات الكبرى مثل القومية والنهوض قد أثر على طغيان القصيدة الطويلة، مما يشير إلى مرونة فكرية لدى الشاعر في الاستجابة لمتطلبات السياق الثقافي والاجتماعي. إذ يعتبر صعب أن الفلسفة تؤثر على الشاعر من خلال توسيع أفقه الفكري، ولكن الشاعر يظل ملتزماً بجوهر الشعر، الذي يتمحور حول التعبير العاطفي والصور الفنية. يرى صعب أن الفلسفة تعزز من فهمه للشعر دون أن تقتصر على تحويله إلى مجرد تأملات فلسفية. هذا الموقف يعكس مزيجاً من الالتزام بالنصوص الفنية العميقة دون أن تكون فلسفية صرفة. . تتناول المجموعة من خلال كلامه عنها تحولاً في الذوق الثقافي، حيث تبرز قصائد قصيرة ذات طابع غنائي في زمن أصبح فيه الاهتمام بالقضايا الكبرى أقل وضوحاً. هذا الانعكاس الثقافي يمكن أن يُفهم على أنه استجابة للتغيرات في المجتمع العربي الذي شهد تحولات عديدة في قضاياه واهتماماته. كما يشير صعب إلى أن الشعر العربي الحديث يظل متنوعاً في أشكاله، ويجب على النقاد أن يكونوا منفتحين على مختلف الأشكال الشعرية، سواء كانت موزونة أو غير موزونة. هذا يعكس تقدير صعب للتنوع الثقافي في الشعر، ويدعو إلى تقييم كل شكل شعري بناءً على جودته لا على نوعه. تتسم "حيث ينبع الكلام" بالتطور الأدبي من حيث الطابع الفني والتقني. تقدم القصائد القصيرة تنوعاً في الأسلوب والموسيقى، ما يشير إلى نضوج أدبي وإبداعي في التجربة الشعرية لصعب. تعكس المجموعة اتجاهاً نحو تقنيات شعرية جديدة وتكشف عن قدرة صعب على استخدام الشعر القصير للتعبير عن معانٍ عميقة وغنية. ورغم تطور الأسلوب، تظل المجموعة وفية للجوهر الغنائي للشعر، حيث توازن بين البوح العاطفي والتقنيات الفنية، مما يعزز من قوة التعبير الشعري. كما تعكس المجموعة جوانب من التجربة النفسية للشاعر، حيث يمكن رؤية التأملات الشخصية والانفعالات التي تساهم في تشكيل النصوص. يتجلى تأثير الشاعر من خلال قدرة القصائد على تناول مواضيع ذات طابع ذاتي ووجداني بعمق. يظهر من االحوار معه أن الشاعر يعبر عن حالة نفسية متأثرة بتجارب شخصية ومعنوية، حيث يتمكن من خلق توازن بين الحزن والفرح، مما يبرز الثراء النفسي والعاطفي للشاعر. إذ يتناول صعب النقد باعتباره أداة لفهم وتقدير شعره. يطمح من خلال إعادة نشر مجموعاته إلى إتاحة المجال للقراء والنقاد للتفاعل مع عمله بشكل أعمق، مشيراً إلى أهمية أن يكون النقد مبنياً على تقييم أدبي نوعي لا على مفاهيم كمية. كما يتناول النقاد شعر صعب بشكل إيجابي، معتبرين إياه صوتاً صافياً وشاعراً ذا نبرة خاصة، ما يعزز من قيمته الأدبية. تصب شهادات النقاد في صالح تسليط الضوء على النضج الأدبي للشاعر والقدرة على إدخال تجارب جديدة في الشعر العربي. dohamol67@gmail.com
×
الشاعر أديب صعب
أديب وليم صعب (1945) أكاديمي وفيسلوف ديني وصحفي وشاعر لبناني. ولد في بيروت. تعلّم في معهد الراعي الصالح حتى حصل الشهادة الثانوية ثم الإجازة في الأدب العربي من الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1967، ثم دبلوم في التربية والتعليم في العام نفسه، ثم ماجستير في الفلسفة سنة 1969. ثم الدكتوراه في الفسلفة والدراسات الدينيّة من جامعة لندن سنة 1982. عمل في الجامعة الأميركية باحثًا ومحاضرًا منذ 1967، ودرّس الفلسفة في معهد يوحنّا الدمشقي اللاهوتي. عمل في الصحافة في بيروت وباريس. والده هو وليم صعب، أمير الزجل اللبناني، وهو بدأ كتابة الشعر منذ الثالثة عشرة. وله دواوين شعرية عديدة وخمسة كتب متكاملة في فلسفة الدين. سيرته ولد أديب وليم صعب سنة 1945 في بيروت. والده هو الشاعر وليم صعب من الشويفات ووالدته هي المربّية ليندا صايغ من بشامون. نشأ أديب صعب في بيروت وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة الراعي الصالح فيها. ثم تابعَ دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت حيث نال البكالوريوس في الآداب والتربية وإجازة في الأدب العربي سنة 1967 ودبلوم في التربية والتعليم في العام نفسه، ثم الماجستير في الفلسفة. ذهب إلى بريطانيا وتابع في جامعة لندن حيث نال الدكتوراه في الفلسفة والدراسات الدينية سنة 1982. عمل في الجامعة الأميركية باحثًا ومحاضرًا منذ 1967، وحاليًّا يدرّس الفلسفة في معهد يوحنّا الدمشقي اللاهوتي، جامعة البلمند. وقد درّس فيه: الفلسفة القديمة والوسيطة والحديثة، فلسفة الدين، تاريخ الأديان، جمالية الكتابة العربية ومنهجية البحث. عمل رئيس تحرير مجلّة «الأزمنة» و رئيس تحرير مشارك في مجلّة «المختار»، وهو عضو اتّحاد الصحافة اللبنانيّة.مؤلفاته من دواوينه الشعرية: «قيثارة الضّياء»، 1961 «أجراس اليوم الثالث»، 1969 «مملكتي ليست من هذا العالم»، 1981 «حيث ينبع الكلام»، 2019 «الوجه الآخر للكون»، مختارات شعرية ترجمها فريق من أساتذة جامعة بون إلى اللغة الألمانية، 2020 له خمسة كتب متكاملة في فلسفة الدين صدرت عن دار النهار، وأدخلت هذا الموضوع إلى الثقافة العربية المعاصرة: «الدين والمجتمع: رؤية مستقبلية»، 1983 «الأديان الحية: نشوؤها وتطورها»، 1993 «المقدمة في فلسفة الدين»، 1994 « وحدة في التنوع: مَحاور وحِوارات في الفكر الديني»، 2003 «دراسات نقدية في فلسفة الدين»، 2015 ومن كتبه في النقد الثقافي/الدراسات الحضارية: «هموم حضارية في الثقافة والسياسة والنهضة المنشودة»، 2006 «وليم صعب شاعر القضايا الأزلية»، دراسة أدبية عن شعر والده صدرت في منشورات جامعة البلمند
مؤتمراتنا الفلسفية تضمُّ باحثين مشتغلين بالفلسفة
BY الدكتور مصطفى الحلوة
9.2
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الدكتور مصطفى الحلوة لـــ «اللـــــواء»: «مؤتمراتنا الفلسفية تضمُّ باحثين مشتغلين بالفلسفة.. من لبنان ومن سائر الدول العربية» حاورته : ضحى عبدالرؤوف المل في استعراض لموجز مسيرته الدراسية وتشكيله العلمي، نجد انه حائز إجازة في الأدب العربي وإجازة في الفلسفة وإجازة في الحقوق (الجامعة اللبنانية)، إلى دكتوراه في الفلسفة، من جامعة ليون، جان مولان وقد بدأ مُساعداً قضائياً، في ملاك وزارة العدل (لمدة ست سنوات ونصف). وقد كان لهذا الموقع أن يُعمِّق خبراته العملية، في مجال القانون، ويُسهم في تأصيل النزعة المنطقية لديّه، ناهيك عن استقامة ميزان العدل والانتصار للحق! ومن ثمَّ انتقل إلى ملاك التعليم الثانوي الرسمي، أستاذاً لمادة الأدب العربي، وليحطّ الرحال، في مشواره المهني، أستاذاً للفلسفة في الجامعة اللبنانية (الفرع الثالث - طرابلس)، وأستاذاً لعلم السياسة، في معهد العلوم الاجتماعية (الفرع الثالث - طرابلس) ولقد واكَبَتْ هذه المسيرة التعليمية، في التعليم الثانوي الرسمي وفي الجامعة اللبنانية، مسيرةٌ نقابية «نضالية»، إذْ شغل موقع نائب رئيس رابطة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان، بداية الثمانينيات، وليتولّى رئاسة «الرابطة» في الشمال، مطلع تسعينيات القرن الماضي. وأما عن النضال من أجل الجامعة اللبنانية شمالاً، فقد كان منسّق «لجنة المتابعة» للبناء الجامعي الموحّد في الشمال (مجمّع الرئيس ميشال سليمان)، منذ بداية الحراك من أجل إقامته في العام 2001، وحتى مباشرة ثلاث كليات التدريس في هذا «المجمّع» (الهندسة، والفنون والعمارة، والعلوم)، والرابعة قيد الإنجاز كلية الصحة العامة. لقد كان لهذه المسيرة بشقّيها، العلمي/ التعليمي والنقابي المطلبي، أن تكسبه خبرات مُتعدّدة، وعملت على إنضاج الكثير من استعداداته الفكرية، كما كان لها، نهاية المطاف، أن تجد طريقها إلى كتاباته، لا سيما لجهة منهجية الكتابة (المنهجية في العمل لا تنفصل عن المنهجية في النظر!)، ويتبدّى ذلك جلياً من خلال مراجعاته النقدية التي أطلّ بها من على منابر المنتديات، سواءٌ أكان ذلك في طرابلس والشمال أو في بعض المناطق اللبنانية. ولعل خوضه ميادين التعليم، في «الثانوي» لمادة الأدب العربي، وللفلسفة وعلم السياسة في «الجامعي»، أخذه عنوةً إلى المزاوجة بين الفلسفة والأدب، متوسّلاً لغة متينة السبك، على سلاسة وانسيابيّة. ومن العلامات الفارقة، في مراجعاته، غوصه على النصوص حتى الثُمالة، واشتُهر عني أنه «فصفصُ» النصوص! (هذه الشهادة من قبل الألسني د. بلال عبد الهادي)، وذلك على غرار الشاعر ابن الرومي «صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب (..) الذي يغوص على المعاني النادرة، فيستخرجها من مكامنها، ويُبرزها في أحسن صورة، ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره، ولا يُبقي فيه بقية» (مقتبس من «وفيات الأعيان» لابن خلّكان). ومع الدكتور مصطفى الحلوة أجرينا هذا اللقاء: - ماذا عن حراكك في إطار «الاتحاد الفلسفي العربي»؟ - واكبتُ «الاتحاد» منذ العام 2003، حينما نزح قسراً عن العراق، وليستأنف نشاطه في لبنان (طرابلس وجبيل)، وذلك بسبب تدمير مقرّه في بغداد من قبل الغُزاة الأميركيين في حربهم على العراق. وقد شغلتُ بداءةً موقع المسؤول الإعلامي، ثم في السنتين الماضيتين موقع الأمانة العامة، ولا أزال فيها. وهذا الإطار الفلسفي تنضوي إليه غالبية الدول العربية. من هُنا فإن كل مؤتمراتنا الفلسفية تضم باحثين مشتغلين بالفلسفة، من لبنان ومن سائر الدول العربية، وكذلك من دول أوروبية. ونحن نعقد كل عام مؤتمراً عربياً دولياً، يتناول قضية فلسفية على تماس مع الواقع المعيوش، ونسعى جاهدين للنأي عن البحث الأنطولوجي الصرف. وحتى تاريخه تم عقد تسعة مؤتمرات، آخرها في مدينة طرابلس (لبنان). ونحن بصدد التحضير راهناً لمؤتمر فلسفي ينكبُّ من منظور الفلسفة وعلم السياسة وعلم الاجتماع على مقاربة أطروحة فشل الإيديولوجية القومية وأنظمتها في العالم العربي (العنوان بشكل مبدئي وليس نهائياً) وقد سبق للاتحاد، خلال السنوات الماضية، أن عقد عدة مؤتمرات بالشراكة مع «المركز الدولي لعلوم الإنسان - جبيل». - ماذا، د. حلوة، عن مؤلفك الأخير الذي خصصت به النائب الراحل د. عبد المجيد الرافعي، رئيس «حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي» (حزب البعث/ الجناح العراقي)، الذي أطلقتهُ في الذكرى الثانية لرحيل د. الرافعي في 12 تموز 2019، وهو يضم 750 صفحة؟ - لقد شكَّل هذا الكتاب - كما أعتقد - نقلة نوعية في نتاجي الفكري، كونه لم يكتف بمقاربة سيرة د. الرافعي، أحد أبرز الشخصيات الإشكالية العقائدية التي عرفتها طرابلس في النصف الثاني من القرن العشرين، وما يتعدّى طرابلس إلى العراق والوطن العربي. بل كان لنا أن نميط اللثام عن مرحلة هامة من تاريخ المنطقة العربية ومن تاريخ لبنان الحديث (مع انهيار السلطنة العثمانية والمرحلة الاستعمارية وسايكس-بيكو، والقضية الفلسطينية)، ومن تاريخ طرابلس، «بُعبع الجمهورية!»، وذلك من منطلق اقتناعنا أن عبد المجيد الرافعي لم يكن نتاج بيئتِهِ العائلية فقط، بل هو ابن مرحلة تاريخية تكفل إنتاج شخصيات مماثلة. وهذا ما أخذنا إلى جدل المكان/ البشر/ الزمن، مما أضفى مسحةً فلسفية اجتماعيةً على هذه السيرة بل المسيرة الرافعية. ولم ننهج سبيل واضعي السِير الكلاسيكيين، بل اعتمدنا المنهج الخلدوني في مقاربتنا، المتّسم ببُعد صيروري، مُطّرحين النمط السردي الحكائي الرتيب! ولقد تدرّجنا في الأبواب السبعة التي ضمَّها الكتاب، من الأعمّ إلى العام فالخاص، وكان استعراض لمسيرة «الحكيم» النضالية التي استغرقت ستين عاماً من عمره الزمني (التزم عقيدة البعث في العام 1957 وحتى وفاته 2017)، مما جعله رئيس السن للحزب، على امتداد الوطن العربي! وقد جاء عنوان الكتاب الأساسي والفرعي معبِّراً عن هذه المسيرة النضالية، مثلّثة الأبعاد «عبد المجيد الطيّب الرافعي/ قضيتُهُ الإنسان - رسالتُهُ العروبة - وُجهتُهُ فلسطين». ومما يُسجَّل لنا، وعلى جاري دأبنا، حرصُنا على الانتصار للموضوعية، فلم نُحاب ولم نحد عن جادة الصواب، ولم نضربْ صفحاً عن أية معلومة، حتى لا نقع في «الانتقائية»... وفي كل ذلك كُنا نستهدي قول أرسطو في معلّمه أفلاطون، حينما عارضه في العديد من رؤاه الفلسفية: «أنا صديقٌ لأفلاطون، ولكنني صديقٌ للحقيقة أكثر!». إن هذا المؤلَّف، وإن عدّه البعض أو احتسبه في فن السيرة، فهو قد أفاد من روافد معرفية شتّى، ذلك أن لعلم الاجتماع حضوراً، وكذا الفلسفة، وعلم السياسة، وعلم التاريخ. كما أن للأدب فسحةً فيه، لا سيما أن د. الرافعي كان عاشقاً للعربية، ينظم الشعر هوايةً، فأفردنا فصلاً، أكببنا فيه على مقاربة قصائد وكتابات نثرية، صاغها بلسانٍ عربي مُبين! Doha El Mol من خلال قراءة الحوار مع الدكتور مصطفى الحلوة تشعر أنه يمتلك خلفية تعليمية متكاملة تجمع بين الأدب العربي، الفلسفة، والحقوق، وهو ما يعكس تنوع اهتماماته الأكاديمية. دراسته في مجالات متعددة تعزز من قدرته على تقديم رؤى متعددة الأبعاد ومقاربة تحليلية عميقة للنصوص والقضايا التي يتناولها. غنى في التحصيل العلمي إجازاته في الأدب العربي والفلسفة والحقوق، إضافة إلى الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ليون، تعكس سعيه نحو تكوين علمي شامل ومتعدد الجوانب. هذا التكوين يساهم في توسيع أفق تفكيره ويعزز من قدرته على تناول القضايا من زوايا مختلفة. يُظهر دكتور الحلوة في الحوار التزامًا عميقًا بالمنهجية والتحليل الدقيق، وهو ما يعكس صرامة عقلية واهتمامًا بالتفاصيل. هذا التوجه يشير إلى نزعة تجميعية وشغف بالتعمق في فهم النصوص وتحليلها، وهو ما يتوافق مع تعليقه على تحليله للنصوص بأنه "يفصفص" النصوص. في تأليفه الأخير، يظهر الدكتور الحلوة إصرارًا على الموضوعية والتجرد، مع تأكيده على عدم الانحياز والتأكيد على الصدق التاريخي والفكري. هذا يعكس نزعة عقلانية ناضجة وتفانيًا في تقديم الحقائق بشكل موضوعي. أما نشاطه في "الاتحاد الفلسفي العربي" يعكس التزامه بنشر الفكر الفلسفي وتعزيز الحوار الفكري بين الأكاديميين من مختلف الدول. هذا التوجه يعكس اهتمامه بتحليل القضايا الفلسفية التي تؤثر على الواقع المعاش، وهو ما يتماشى مع اتجاهه نحو التعامل مع الفلسفة باعتبارها أداة لفهم القضايا المعاصرة. أما عن كتابه حول الدكتور عبد المجيد الرافعي يتسم بالتحليل العميق والتناول الشامل، حيث يجمع بين السيرة الذاتية والتحليل الفلسفي والاجتماعي. استخدامه للمنهج الخلدوني وإعطاء مساحة للأدب والشعر في الكتاب يعكس تداخل مجالات المعرفة وتكاملها في تحليله للموضوعات التاريخية والفكرية. كما أن دوره في النقابة والجهود التي بذلها من أجل تطوير التعليم العالي في لبنان تظهر التزامه بتحسين الظروف التعليمية ومساهمته في دعم المؤسسات التعليمية. هذا الجانب يعكس اندماجًا بين الجانب الأكاديمي والالتزام المجتمعي، وهو ما يعزز من مصداقيته كأكاديمي ملتزم بالقضايا الاجتماعية والسياسية. كذلك نقده للإيديولوجية القومية وفشل أنظمتها في العالم العربي يعكس نزعة تحليلية تتجاوز الحدود التقليدية، وهو ما يعكس تفاعلًا فكريًا مع القضايا السياسية والاجتماعية الراهنة. الدكتور مصطفى الحلوة شخصية تجمع بين العلم والفلسفة والنضال الاجتماعي، مما يبرز تنوع اهتماماته وأثره في المجالات الأكاديمية والنقابية. تحليله العميق والموضوعي للنصوص والقضايا يعكس منهجًا علميًا رصينًا، في حين أن نشاطه في مجالات متعددة يعزز من فهمه لكيفية تأثير الفكر على الواقع المعاش. التزامه بالموضوعية والمساهمة في نشر الفكر الفلسفي يعكس دوره البارز في المشهد الأكاديمي والثقافي في العالم العربي. dohamol67@gmail.com https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%88%D8%A9-%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84-%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A9/
×
الدكتور مصطفى الحلوة
في عام 2019 أجريت معه حوارا غنيا والمساحات المخصصة للنشر في الجرائد غالبا ما يتم فيها تحديد المساحة لكن لغنى اللقاء مع دكتور مصطفى الحلوة أرتأيت أن أنشر هذا الحوار الطويل في السيرة الذاتية لأنها تحمل الكثير من مسيرته الحياتية في الثقافة والفلسفة والفكر جولة فكرية مع أمين عام "الاتحاد الفلسفي العربي " د. مصطفى الحلوة تناولت نتاجه الفكري واستطلعت رؤيته حول الحراك الثقافي شمالاً في " مركز الصفدي الثقافي" ، إحدى المنارات الثقافية في طرابلس والشمال، التي تشهدُ فعاليات فكرية واجتماعية وفنية، بوتيرة مُستدامة، أُجري هذا اللقاء مع أمين عام "الاتحاد الفلسفي العربي" والباحث د. مصطفى الحلوة، فكان إبحارٌ في مسيرته الفكرية، كما الاجتماعية والنقابية، وهما ترقيان إلى أربعة عقود. مع د. حلوة، أحد أركان هذا "المركز"، تشعّب الحوار، فكانت محطاتٌ مُتعدّدة حول نتاجه الفكري، خلال السنوات الثلاث الماضية (بين عامي 2016 و 2019)، المتمثّل بصدور ثلاثة مؤلفات، شغلت 2500 صفحة، بما يجعله بحق في عِداد الكتّاب الموسوعيين، وبما يردّنا إلى العصر العباسي، حيث تعني الموسوعية "الإلمام من كل علم بِطَرَف!". وكان للحوار أن يتطرّق إلى تقويم الحراك الثقافي والأدبي الذي تشهده طرابلس والشمال، وأحد عناوينه البارزة "الهجمة" على الشعر، من كل فجّ عميق! ولقد جاء هذا الحوار، عَبْرَ أسئلة، طرحناها على د. حلوة، فأجاب عنها، مُستطرداً – من منطلق نزوعه الموسوعي- إلى قضايا لم تكن في حسباننا، أغنت الحوار، وصبَّت، من طريق غير مباشر، في مصبِّهِ. - من أنت د. حلوة، من منظور جدل الذاتي والموضوعي لديك، وأثر ذلك في تشكيل هويتك الفكرية والثقافية؟ بداءة، في استعراض موجز لمسيرتي الدراسية وتشكيلي العلمي، فإنني حائز إجازة في الأدب العربي وإجازة في الفلسفة وإجازة في الحقوق(الجامعة اللبنانية)، إلى دكتوراه في الفلسفة، من جامعة ليون-3- جان مولان (فرنسا)، وذلك في العام 1983. وعن مسيرتي، في الوظيفة العامة، فقد بدأتها مُساعداً قضائياً، في ملاك وزارة العدل (لمدة ست سنوات ونصف). وقد كان لهذا الموقع أن يُعمِّق خبراتي العملية، في مجال القانون، ويُسهم في تأصيل النزعة المنطقية لديّ، ناهيك عن استقامة ميزان العدل والانتصار للحق! ومن ثمَّ انتقلت إلى ملاك التعليم الثانوي الرسمي، أستاذاً لمادة الأدب العربي، ولأحطّ الرحال، في مشواري المهني، استاذاً للفلسفة في الجامعة اللبنانية (الفرع الثالث- طرابلس)، وأستاذاً لعلم السياسة، في معهد العلوم الاجتماعية (الفرع الثالث- طرابلس). ولقد واكَبَتْ هذه المسيرة التعليمية، في التعليم الثانوي الرسمي وفي الجامعة اللبنانية، مسيرةٌ نقابية "نضالية"، إذْ شغلتُ موقع نائب رئيس رابطة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان، بداية الثمانينيات، ولأتولى رئاسة "الرابطة" في الشمال، مطلع تسعينيات القرن الماضي. وأما عن النضال من أجل الجامعة اللبنانية شمالاً، فقد كنتُ منسّق "لجنة المتابعة" للبناء الجامعي الموحد في الشمال (مجمّع الرئيس ميشال سليمان)، منذ بداية الحراك من أجل إقامته في العام 2001، وحتى مباشرة ثلاث كليات التدريس في هذا "المجمّع" (الهندسة، والفنون والعمارة، والعلوم)، والرابعة قيد الإنجاز (كلية الصحة العامة). لقد كان لهذه المسيرة بشقّيها، العلمي/التعليمي والنقابي المطلبي، أن تكسبني خبرات مُتعدّدة، وعملت على إنضاج الكثير من استعداداتي الفكرية ، كما كان لها، نهاية المطاف، أن تجد طريقها إلى كتاباتي، لا سيما لجهة منهجية الكتابة (المنهجية في العمل لا تنفصل عن المنهجية في النظر!)، ويتبدّى ذلك جلياً من خلال مراجعاتي النقدية التي أطلُّ بها من على منابر المنتدبات، سواءٌ أكان ذلك في طرابلس والشمال أو في بعض المناطق اللبنانية. ولعل خوضي ميادين التعليم، في "الثانوي" لمادة الأدب العربي، وللفلسفة وعلم السياسة في "الجامعي"، أخذني عنوةً إلى المزاوجة بين الفلسفة والأدب، متوسّلاً لغة متينة السبك، على سلاسة وانسيابيّة. ومن العلامات الفارقة، في مراجعاتي، غوصي على النصوص حتى الثُمالة، واشتُهر عني أنني "أفصفصُ" النصوص! (هذه الشهادة من قبل الألسني د. بلال عبد الهادي)، وذلك على غرار الشاعر ابن الرومي"صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب (..) الذي يغوص على المعاني النادرة، فيستخرجها من مكامنها، ويُبرزها في أحسن صورة، ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره، ولا يُبقي فيه بقية" (مقتبس من "وفيات الأعيان" لابن خلّكان). - ماذا عن حراكك في إطار "الاتحاد الفلسفي العربي"؟ واكبتُ "الاتحاد" منذ العام 2003، حينما نزح قسراً عن العراق، وليستأنف نشاطه في لبنان (طرابلس وجبيل)، وذلك بسبب تدمير مقرّه في بغداد من قبل الغُزاة الأميركيين في حربهم على العراق. وقد شغلتُ بداءةً موقع المسؤول الإعلامي، ثم في السنتين الماضيتين موقع الأمانة العامة، ولا أزال فيها. وهذا الإطار الفلسفي تنضوي إليه غالبية الدول العربية. من هُنا فإن كل مؤتمراتنا الفلسفية تضم باحثين مشتغلين بالفلسفة، من لبنان ومن سائر الدول العربية، وكذلك من دول أوروبية. ونحن نعقد كل عام مؤتمراً عربياً دولياً، يتناول قضية فلسفية على تماس مع الواقع المعيوش، ونسعى جاهدين للنأي عن البحث الأنطولوجي الصرف. وحتى تاريخه تم عقد تسعة مؤتمرات ، آخرها في مدينة طرابلس (لبنان). ونحن بصدد التحضير راهناً لمؤتمر فلسفي ينكبُّ من منظور الفلسفة وعلم السياسة وعلم الاجتماع على مقاربة أطروحة فشل الإيديولوجية القومية وأنظمتها في العالم العربي (العنوان بشكل مبدئي وليس نهائياً). وقد سبق للاتحاد، خلال السنوات الماضية، أن عقد عدة مؤتمرات بالشراكة مع "المركز الدولي لعلوم الإنسان- جبيل". - هل لك، د. حلوة، أن تحدِّثنا عن مؤلفك "مقابسات زريقية بين شاعر الفيحاء سابا زريق وسابا الحفيد" الصادر في العام 2016؟ ولماذا جاء في صيغة حوارية بين شاعر الفيحاء وبين حفيده د. سابا قيصر زريق؟ يتحصّل من خلال عنوان الكتاب (يقع في 600 صفحة) السِمة الحوارية "المقابساتية"، بما يردنا إلى ابي حيان التوحيدي، أحد عمالقة الفكر العربي. وقد استلهمتُ منه هذا العنوان، لألفت من خلاله إلى أن هذا المؤلَّف ليس مؤلّفاً كلاسيكياً رتيباً، بل يندرج في إطار فن المناظرات الذي ذاع صيتُهُ في العصر العباسي والعصور اللاحقة، وتطرّق إلى مختلف الموضوعات، مما يُضفي حيويةً ومُتعة في آن، وذلك بخروجه عن سُكّة الصوت الواحد إلى مساحة أكثر اتساعاً، وليكون تلاقح بين الأفكار. وقد كان للجدل الذي وسم الكتاب أن يضعنا بإزاء مشهديات، تعرّفناها لدى الفيلسوف اليوناني سقراط (الجدل السقراطي). هكذا على قاعدة هذا الجدل يخوض سابا الحفيد نقاشاً عميقاً مع جدّه، يسأله، بل يستنطقهُ (أثر عملي في وزارة العدل!)، يضعه في قفص الاتهام... ولينبري الجدّ مفسِّراً، مُعلّلاً ، بردّ الضربات التي يُسدِّدها إليه الحفيد من دون هوادة! وعن محتويات الكتاب، فقد تضمّن دراستين وعشر مقابسات، جاءت في إطار قضايا (thème)، أكبّت على خطاب شعر المناسبات لدى الشاعر، والخطاب الديني، والخطاب الاجتماعي، والخطاب الأخلاقي، والخطاب التأملي، وخطاب الوطن والعروبة، وخطاب الضاد، وخطاب المرأة، وخطاب التربية وخطاب العمر الآفل، إضافةً إلى دراستين نقديتين غير حواريتين- كما ذكرنا - جاءتا تحت هذين العنوانين: "سابا زريق يقوم من بين الأموات ليجول في فيحائِهِ"، و" مجنون إهدن!". هذه المقابسات العشر، إلى الدراستين المذكورتين ، تعكس خطابات شاعرنا في آثاره الكاملة (6 مجلدات، تحتوي عشرين ألف بيت من الشعر، إلى كتابات نثرية، صدرت في العام 2013، بهمة الحفيد د. سابا قيصر زريق). هكذا، كان "مسحٌ" شاملٌ – إذا جاز التعبير- لهذه الآثار الكاملة، بما يُسلّطُ الضوء ساطعاً على مختلف القضايا التي تجسد القول الشعري والأدبي لدى شاعرنا، وتعكس مشهديات ثرّةً من الحياة الاجتماعية لطرابلس ولبنان، منذ نهاية القرن التاسع عشر، وحتى منتصف العقد السابع من القرن العشرين (شاعر الفيحاء امتدت حياته بين عامي 1886- 1974). وقد شكَّل هذا المؤلَّف حافزاً لبعض طلبة الدراسات العليا في الأدب العربي، فكانت بضع رسائل ماجستير حول شاعر الفيحاء، في كلية الآداب (الجامعة اللبنانية) وفي جامعة القديس يوسف (الشمال). - وماذا، د. حلوة، عن موسوعتك النقدية " 80كتاباً في كتاب/ مراجعات في الحراك الفكري العربي المعاصر"، التي صدرت في العام 2018، وجاءت بمنزلة رصدٍ للحراك الفكري، بمختلف فنونه، في طرابلس والشمال؟ هذا العمل الموسوعي(جزءان يضمان 1115 صفحة) هو حصيلة مقاربات نقدية لثمانين كتاباً، وضعها كتّابٌ وباحثون طرابلسيون وشماليون، اندرجت تحت إثني عشر فناً معرفياً (الفلسفة، علم النفس، علم الاجتماع، الانتروبولوجيا، الحركات الإسلامية، التاريخ، الشعر، الرواية، السيرة الذاتية، النقد الأدبي والأدب الإبداعي، الموسيقى، التربية). "بهذه المروحة الواسعة التي تضع بين أيدي القراء والمهتمين عشرات الكتب، كان للموسوعة أن تشكّل مرجعاً هاماً للمشتغلين في مختلف الحقول المعرفية. وإلى ذلك، فإن الجانب التعليمي ذو شأن، ذلك أن المقاربات التي تضمّها تمثِّل نماذج، يُفيدُ منها طلبة الجامعات وأساتذة الأدب وسواهم في مرحلة التعليم الثانوي، لجهة المنهجية المعتمدة وآليات التحليل المستخدمة في مقاربة النصوص، فتكون محاكاة لها. مسألة لا بد من إيضاحها، وهي تتعلّق بالسمة"المحلية" لهذا العمل، أي اقتصاره على الحراك الفكري في طرابلس والشمال، فنردّ بأنه في عصر ثورة الاتصالات الكاسحة والشبكة العنكبوتية زالت الحدود بين ما هو محلي وما هو إقليمي وما هو كوني عالمي. علماً أن كثيرين من الكُتّاب والباحثين الذين قاربنا مؤلفاتهم معروفون، على نطاق واسع، في العالم العربي، وفي عِدادهم من تُرجمت مؤلفاتهم إلى لغات عالمية حية! ولأهمية هذه الموسوعة- بكل تواضع- فهي تتربع سعيدة في مكتبات عالمية وجامعات مرموقة، وعلى سبيل ا لمثال لا الحصر، في مكتبة الكونغرس الأميركي (تضم 130 مليون كتاب)، وجامعة ستانفورد (كاليفورنيا)، وجامعة كمبريدج(هارفرد)، جامعة برنستون الخ... ويمكن ا لتحقق من ذلك بالدخول عبر (google)، وذلك بوضع اسم الكتاب بالحروف اللاتينية. - ماذا، د. حلوة، عن مؤلفك الأخير الذي خصصت به النائب الراحل د. عبد المجيد الرافعي، رئيس "حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي" (حزب البعث/ الجناح العراقي)، الذي أطلقتهُ في الذكرى الثانية لرحيل د. الرافعي في 12 تموز 2019، وهو يضم 750 صفحة؟ لقد شكَّل هذا الكتاب- كما أعتقد- نقلة نوعية في نتاجي الفكري، كونه لم يكتف بمقاربة سيرة د. الرافعي، أحد ابرز الشخصيات الإشكالية العقائدية التي عرفتها طرابلس في النصف الثاني من القرن العشرين، وما يتعدى طرابلس إلى العراق والوطن العربي. بل كان لنا أن نميط اللثام عن مرحلة هامة من تاريخ المنطقة العربية ومن تاريخ لبنان الحديث (مع انهيار السلطنة العثمانية والمرحلة الاستعمارية وسايكس-بيكو، والقضية الفلسطينية)، ومن تاريخ طرابلس،" بُعبع الجمهورية!"، وذلك من منطلق اقتناعنا أن عبد المجيد الرافعي لم يكن نتاج بيئتِهِ العائلية فقط، بل هو ابن مرحلة تاريخية تكفل إنتاج شخصيات مماثلة. وهذا ما أخذنا إلى جدل المكان/ البشر/ الزمن، مما أضفى مسحةً فلسفيةً اجتماعيةً على هذه السيرة بل المسيرة الرافعية. ولم ننهج سبيل واضعي السِير الكلاسيكيين، بل اعتمدنا المنهج الخلدوني في مقاربتنا، المتّسم ببُعد صيروري، مُطّرحين النمط السردي الحكائي الرتيب! ولقد تدرّجنا في الأبواب السبعة التي ضمَّها الكتاب، من الأعمّ إلى العام فالخاص، وكان استعراض لمسيرة "الحكيم" النضالية التي استغرقت ستين عاماً من عمره الزمني (التزم عقيدة البعث في العام 1957 وحتى وفاته 2017)، مما جعله رئيس السن للحزب ، على امتداد الوطن العربي! وقد جاء عنوان الكتاب الأساسي والفرعي معبِّراً عن هذه المسيرة النضالية، مثلّثة الأبعاد "عبد المجيد الطيّب الرافعي/ قضيتُهُ الإنسان- رسالتُهُ العروبة- وُجهتُهُ فلسطين". ومما يُسجَّل لنا، وعلى جاري دأبنا، حرصُنا على الانتصار للموضوعية، فلم نُحاب ولم نحد عن جادة الصواب، ولم نضربْ صفحاً عن أية معلومة، حتى لا نقع في "الانتقائية"... وفي كل ذلك كُنا نستهدي قول أرسطو في معلّمه أفلاطون ، حينما عارضه في العديد من رؤاه الفلسفية:" أنا صديقٌ لأفلاطون، ولكنني صديقٌ للحقيقة أكثر!". إن هذا المؤلَّف، وإن عدّه البعض أو احتسبه في فن السيرة، فهو قد أفاد من روافد معرفية شتى، ، ذلك أن لعلم الاجتماع حضوراً، وكذا الفلسفة، وعلم السياسة، وعلم التاريخ. كما أن للأدب فسحةً فيه، سيما أن د. الرافعي كان عاشقاً للعربية، ينظم الشعر هوايةً، فأفردنا فصلاً، أكببنا فيه على مقاربة قصائد وكتابات نثرية، صاغها بلسانٍ عربي مُبين! - د. حلوة خارج إطار دائرتك الفكرية ونتاجك ، كيف ترى إلى الأنشطة الثقافية في طرابلس؟ كيف تقوِّمُها؟ وهل أنت راضٍ عنها؟ يُجمع أكثر المراقبين ومُتتبّعي الحراك الفكري والثقافي في لبنان بأن طرابلس تتصدّر الساحة اللبنانية، في هذا المجال، من خلال "الكمّ" الكبير من الفعاليات الفكرية والثقافية والفنية (مؤتمرات، ندوات، محاضرات، ورش عمل، مناقشة كتب وتواقيع الخ..). علماً أن لطرابلس ميزة، قد لا نجدها في بعض المدن اللبنانية، ما خلا العاصمة بيروت، وذلك بوجود منتديات فكرية مرموقة، تحتضن هذه الفعاليات (مركز الصفدي الثقافي، الرابطة الثقافية، بيت الفن، مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية، نادي قاف للكتاب الخ...). عن تقويمنا لهذا الحراك الطرابلسي/الشمالي، نرى أن "الكم"، على أهميته، ليس المعيار الذي يؤخذ به دون سواه، إذْ للنوع الأولوية ، في مختلف الأنشطة والفعاليات التي ينبغي الحكم عليها. في هذا المجال، نرى أن ثمة فعاليات تتمتع بالمواصفات المطلوبة، لا سيما في إطار العمل البحثي الذي تأتينا به قلةٌ من الباحثين، جُلُّهم أساتذة جامعيون مرموقون ولهم قدمٌ راسخةٌ في البحث الفكري الرصين. أما على جبهة الأعمال الأدبية، فثمة أيضاً أعمال ذات قيمة، يضعها مشتغلون في النقد الأدبي وفي مجال الرواية.. والأسماء معروفة.ولا يمكن ونحن نتكلّم على الحراك الفكري أن نضرب صفحاً عن مجلة فصلية محكَّمة، انطلقت منذ حوالي سنتين تحت مُسمّى "منارات ثقافية"، وهي توفر مساحةً واسعة لأساتذة جامعيين، وباللغات الثلاث، العربية والفرنسية والإنكليزية. إشارة إلى أننا نتولى إدارة تحريرها مع الزميل د. جان توما، ورئاسة التحرير يشغلها د. جان جبور، وهي تصدر عن جروس برس- ناشرون. وهناك مطبوعة دورية أخرى تصدر تحت عنوان "نشر، بحث"، القيمون عليها بأكثريتهم أساتذة في معهد الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية (الفرع الثالث). ولا يفوتنا في هذا المقام التوقف عند الفعاليات التي يقوم بها "نادي قاف للكتاب"، حيث يعكف على مناقشة كتب، بشكل دوري، ويكون نقاش جاد وبنّاء وذو مستوى مقبول. بيد أن الطامة الكبرى نشهدها ونعانيها، على جبهة الشعر! فباستثناء عدد محدود من الشعراء الشعراء، يُعدّون على أصابع اليد الواحدة أو اليدين، في أحسن الأحوال، فإن هناك هجمة غير طبيعية، لا سيما من قبل العنصر الأنثوي، بحيث نشهد تفريخاً لدواوين، تتم مقاربتها وتوقيعها، في تظاهرات احتفالية دعائية، يحتشد لها المطبّلون والمزمِّرون، وتغدقُ الألقاب في غير موضعها على مدّعي الشعر والأدب! ولا نريد أن نزيد درءاً لعداوات مجانية في مواسم الرُخص والابتذال! وكمحصلةٍ نرى أنه، على غرار سائر المجتمعات، يبدو الحراك الفكري والثقافي في طرابلس والشمال، وعلى رُغم ما أوردنا من ثغرات، مقبولاً، لا سيما في ظل هذه الظروف الصعبة التي تجتازها البلاد، حيث الهم ا لمعيشي والاقتصادي طاغٍ، ويُنيخ على الناس بأثقاله وأعبائه! مسألة أخيرة لا بد من التوقف عندها، فنذهب إلى أن الفعاليات الفكرية والثقافية، مهما علا شأنها، لا فائدة منها ما لم تُوظف في خدمة مجتمعها المحلي، وعلى المستوى الوطني، وما لم تُسهم في إخراجنا من حالة الاستنقاع التي نعيش، على مختلف الصُعُد.. وليس ذلك من قبيل دعوتنا إلى الأدب الملتزم أو الفكر الملتزم، بل من قبيل الدفاع المشروع عن النفس، وفي سبيل حياة حرة كريمة. فالفكر ، نهاية المطاف، يجب أن يكون أداة مُقاومة!
أكتب لأنني أجد الكتابة حياة عظيمة
BY الشاعر جميل داري
9.5
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الشاعر جميل داري للصباح: “ لم أحلم يومًا أن يُقال عني شاعر أكتب لأنني أجد الكتابة حياة عظيمة، هي هواء الروح الذي دونه أختنق، الكتابة خلاص." حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل عندما أقرأ له، أشعر أن الشعر في حالة جيدة على الرغم من كثرة المتطفلين على مائدته من أنصاف الموهوبين وأرباعهم، ممن نسميهم "شعرور" و"شويعر"، إلخ. ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة أطلع على تجارب شعرية عربية ذات قيمة فنية كبيرة، ويخيّل لي أننا نتراجع في كل شيء، ولكن يبقى الشعر فعلًا "ديوان العرب". أما الجودة الشعرية فهي هنا بيت القصيد، قليلة هي النصوص الشعرية التي تتصف بالفنية العالية، والفنية عند الشاعر جميل داري هي عمق الموهبة وامتلاك ناصية الشعر، لا سيما أنه ليس منحازًا إلى شكل شعري دون آخر، فمعياره هو النص ومدى تمكن الشاعر من نفث روحية الشعر فيه. مع الشاعر جميل داري أجريت هذا الحوار... - الشعر رأس الهرم الأدبي، والالتزام به يشكّل مسؤولية كبيرة نحو التطور، كيف تصقل كل هذا ضمن الحداثة الشعرية؟ الشعر مسؤولية فنية واجتماعية، لا بد من اعتناق مبدأ الحداثة على المستوى التعبيري البلاغي، فلا يجدي الاتكاء على القدماء في تعابيرهم وأساليبهم ونمطية آفاقهم، فنحن ولدنا في زمن آخر، وكل محاولات التكرار للماضي لا تضيف لبنة إلى صرح الشعرية، لا بد من اجتراح الجديد، والتركيز على بساطة اللغة وعمقها معًا، والابتعاد عن الجلجلة الصوتية على حساب همس الداخل وإيقاعات الروح. مسؤولية الشعر تجعلني أحاسب نفسي على كل عبارة معنى ومبنى، وهل هذا الذي في القصيدة صوتي أو صوت الآخر؟ وإذا لم أفكر بهذه الطريقة فإنني أكون كشخص لا يكترث إلا بالزبد دون الموج، وبالبرق والرعد دون المطر. الشعر هو اللجّة التي أقتحمها، ترفعني إلى الأعلى لأطلّ على البحر، وتخفضني إلى الأسفل لأرى جواهر البحر وأعماقه القصية. لا أريد النظر إلى القصيدة من برج عاجي مطلّ على الخواء، ولا النظر إليها من ثقب إبرة. الحداثة الشعرية ليست ديكورًا جميلًا لصالون يعجّ بلوحات صامتة، بل هي غابة تتعايش فيها مختلف أشكال الأشجار والأطيار، لتشكل هذه اللوحة النابضة بالحيوية والحركة والحياة. التغني بالأمجاد الشعرية العربية القديمة لا تستهوي إلا من لديه بعض المعارف واللوازم الشعرية من لغة ووزن وصورة، أما "الروحية" فهي أن تتجاوز تلك المرحلة، وتقفز من علو إلى أعلى، لتلامس سماء جديدة، وتهمس في أذن النجوم، وكأنها فاتنات الأرض انتقلن إلى السماء. لا أريد أن أكون نغمة تقليدية ملّتها الأسماع ومجّتها النفوس، فالتكرار عدوّ الإبداع، وعدوّ الشعر، وكل شعر زاحف لا يحلّق لا يعوّل عليه. الشعر طيران... - جميل داري ولغة شعرية بسيطة معقدة، اختزال وغنى مفردة، ألا يشكّل صعوبة أم هو إيقاع سمعي لبحور حفظتها؟ أقر وأعترف أن لغتي بسيطة، لغة الحياة لا لغة المعاجم المحنطة. اللغة الشعرية هي ولادة لغة جديدة لا وجود لها إلا في قاموس الحياة ونبضها الخفاق، والمفردة غالبًا لا تعني نفسها بل تمتدّ إيحاءاتها إلى أعماق النفس، وهذا أمر معقد لأن "الفن يبقى صعبًا للفنان وسهلاً للناس"، وهذا ما يسمى أيضًا "السهل الممتنع". الموهبة الشعرية خلقت معي قبل أن أعرف الأوزان وأحفظها، لأن الوزن وحده لا يقدم ولا يؤخر في الشعرية، فكل الشعراء الكلاسيك وزنيون، ولكن نرى فرقًا كبيرًا بين هذا وذاك. واحد يرى الوزن هدفه الأول والأخير، وكل طموحه أن يكتب نصًا خاليًا من الخطأ العروضي، وآخر يكون الوزن لديه وسيلة إيقاعية لا قيمة لها دون تأجيج عناصر القصيدة الأخرى، إضافة إلى روحية الشعر التي لا أعرف لها تعريفًا. تعاملت طويلاً مع البحور، وحاولت تطويعها لذائقتي، ولم أنجر وراءها مصفقًا، لذلك كتبت التفعيلي مع التقليدي ثمّ في مرحلة تالية كتبت النثري، فأنا لا أفرق بين الأنواع الثلاثة، وما يهمني هو الشعرية هنا أو هناك أو هنالك. الشعر ليس حفظًا للبحور الشعرية، كما أن الإيمان ليس أن نحفظ القرآن، فالحفظ ملكة خاصة ببعض الناس غير المبدعين، لأن الشعر فقه النفس وأسرار اللغة وأسرار الحياة. ومن خلال ذلك الوصول إلى ما يوصل إليه. فإذا ظننا أن طريق الشعر سهلة وقصيرة فقد أسأنا إليه، لأنه كما قال الشاعر: "الشعر صعب وطويل سلمُه لا يرتقي فيه من لا يعلمه" - مشوار أدبي مع القصيدة، أي القصائد أحب إلى نفسك؟ مشوار طويل مع القصيدة يمتد إلى نصف قرن، وما زلت أشعر أنني في البداية. القصائد الأحب إلى نفسي قليلة ومعدودة سواء أكانت لي أم لغيري، وكلما قطعت مرحلة عمرية تحدث لدي عملية غربلة تلقائية وعفوية، حتى بقي القليل من الشعر الذي أقرؤه بالمتعة الأولى، لأن الشعر الحقيقي لا يصدأ ولا يهرم. من هنا أحاسبني بشدة، وما أحبّه من شعري لا يتجاوز مجموعة أسطر مبعثرة هنا وهنا. - غزير الإنتاج الشعري، ألا يضعك هذا في التكرار رغم أنك تحافظ على عدم التكرار في المفردة الشعرية؟ التكرار لا بد منه لدى أي شاعر، ولكن الشاعر الحريص على التطور يحاول ألا يراوح في مكانه بل يتجاوز نفسه من نص إلى آخر، وهذا ما فعله بجدارة محمود درويش الذي لم يرضَ عن دواوينه الأولى إلى حد التبرؤ منها. لم أكن أكتب كثيرًا قبل عام 2011، ولكن في أثناء الأحداث السورية رأيتني أكتب بغزارة، فكأن الكوارث الكبرى تفجر القريحة دفعة واحدة. أما مسألة التكرار فربما هي موجودة، لكني أحاول دائمًا أن أكتب النص المختلف. - بات البحث عن الشعر الحقيقي كالبحث عن الألماس، من من الشعراء الألماسيين في عصرنا هذا تقرأ لهم وتسمعهم، وأين تضع نفسك على السلم الشعري؟ كنت وما زلت أدمن قراءة المتنبي ومحمود درويش، فهما خير نموذجين للعمودي والحداثي، وليس هناك شاعر آخر يستحوذ على إعجابي، لكن هناك نصوصًا شعرية أحبها لشعراء مثل أدونيس والسياب ومحمد عمران، وبعض شعراء النثر. أما عن نفسي فلا يمكن لي أن أقوّم نفسي، وإن كنت أعتبر نفسي شاعرًا عاديًا متوسطًا أو ربما جيدًا، ولذلك دومًا أسعى إلى كتابة النص الحلم الذي سيشعرني أنني تجاوزت مرحلة الجيد. أنا "أكتب منذ دهر وثانيتين" ولم أحلم يومًا أن يُقال عني "شاعر"، أكتب لأنني أجد الكتابة حياة عظيمة، هي هواء الروح الذي دونه أختنق، الكتابة خلاص. Doha El Mol الحوار مع الشاعر جميل داري متعة ، حيث يعرض فيه رؤيته حول الشعر، الكتابة، والتطور الأدبي. يسلط الضوء على قضايا تتعلق بالحداثة في الشعر، وأهمية تجاوز الأساليب التقليدية، والتزام الشاعر بالجودة والابتكار. يشرح داري كيف أن الشعر مسؤولية فنية واجتماعية، ويعبر عن نقده للتكرار والتقليدية في الشعر، مع تأكيده على أهمية التجديد والابتكار. النص يقدم تأملات في العملية الإبداعية للشاعر ويفحص كيف يختلف كل شاعر في تعامله مع الوزن والتعبير الشعري. الحوار معه بصراحة هو تقدير عميق ورصين لفن الشعر وعملية الكتابة. الشاعر جميل داري يظهر وكأنه في رحلة مستمرة نحو تحسين نفسه وتطوير قدراته، ويعكس أسلوبه الفلسفي والتأملي في الحديث عن الشعر. تبرز تأملاته في الشعر وكأنه فن يشبه رحلة الاكتشاف المستمر. تعكس كلماته شغفًا صادقًا تجاه الكتابة، وتفانيًا في الحفاظ على جودة الشعر والتجديد فيه. كما يُظهر الشاعر جميل داري شخصية تأملية ومتفهمة لعمق الإبداع. تبرز في حديثه توتر داخلي مستمر بين الرغبة في التجديد والقلق من التكرار، مما يعكس هوسه بالتحقيق الدائم للأصالة والابتكار. هناك أيضًا إحساس بالمسؤولية والضغط الذي يشعر به تجاه دوره كـ "شاعر"، وهذا يظهر في اعترافاته حول النقد الذاتي والتحليل العميق لعمله. هذه المشاعر تعكس شغفه العميق وعزيمته القوية في تقديم شعر يستمر في التأثير والتجدد. من الناحية الشعرية، يُظهر النص تقنيات متعددة تعكس تفكير الشاعر في الإبداع وصنعة الشعر. يتناول جميل داري مكونات الشعر بشكل فلسفي، مع التركيز على التوازن بين البساطة والعمق في اللغة. تعكس كلماته التقدير للغة الشعرية كأداة للتعبير عن أعماق النفس والروح، مع تجنب التقنيات التقليدية التي قد تُفقد الشعر نضارته. تعبيراته عن "الجلجلة الصوتية" و"همس الداخل" تُبرز اهتمامه بالإيقاع الداخلي والتجربة الشخصية للشعر. الجمالية في الحوار تتجلى في الطرح المعقد والمتوازن للشعر كفن ومهنة. لغة الشاعر مليئة بالتناقضات المتعمدة التي تعكس ثراء تجربته، مثل الجمع بين "البساطة والمعقدة" و"التقليدية والابتكار". النص يُظهر أيضًا تمازجًا بين التأمل العميق والواقعية، حيث يعبر عن تجارب الشاعر الشخصية ومواقفه تجاه الشعر بطريقة تجذب القارئ وتثير تفكيره. الصور والتعبيرات التي يستخدمها الشاعر تعزز من جمالية النص، مثل "الشعر هو اللجّة التي أقتحمها" و"التكرار عدوّ الإبداع". في النهاية الحوار يقدّم رؤية عميقة وشخصية حول الفن الشعري والتجربة الإبداعية للشاعر جميل داري. من خلال تأملاته ومواقفه، يعكس النص قيمة الشعر كوسيلة للتعبير عن الروح والبحث عن الأصالة. بأسلوبه الفلسفي والواقعي، يقدم الشاعر نظرة متكاملة حول الشعر والتحديات التي يواجهها، مما يجعله نصًّا غنيًا بالتفكير والإلهام. dohamol67@gmail.com
×
الشاعر جميل داري
جميل حسين إبراهيم يعرف عمومًا بـجميل داري (1953) شاعر وناقد أدبي وكاتب مقالات سوري. ولد في عامودا. مجاز في اللغة العربية من جامعة حلب عام 1978. عمل مدرّسًا للغة العربية. انتقل إلى الإمارات العربية في 1996. يعد أحد أبرز شعراء جيل الثمانينات في سوريا. يكتب الشعر بنوعيه العمودي والتفعيلي وفي التفعيلة ينوّع في الروي والقافية، وتتنوع قصائده في درجات الجودة. له عدة دواوين شعرية. سيرته ولد جميل حسين إبراهيم في عامودا سنة 1373 هـ/ 1953 في عائلة كُردية. حصل على الليسانس في اللغة العربية من جامعة حلب عام 1978. عمل مدرّسًا للغة العربية منذ 1980 في بلده حتى انتقل للعمل إلى الإمارات العربية المتحدة في 1996. مهنته الأدبية نضجت موهبته الشعرية في المرحلة الجامعية. كتب الشعر والمقالة الأدبية منذ أواخر السبعينيات ونشر إنتاجه في المجلات والصحف السورية والعربية. كتب القصيدة النثرية ثم تركها. وركز على الشعر العمودي والتفعيلي. قال عن بدايته في الشعر، «اكتشفت موهبتي الشّعرية بوضوح منذ المرحلة الإعداديّة، حيث تعرّفت إلى شعر محمود درويش وآخرين، ثمّ تعمقت الموهبة في المرحلة الثانويّة، حيث كان مقرّرا علينا مجموعة نصوص لشعراء من عصور مختلفة، وقد قمت بمعارضة قصيدة مالك بن الريب في رثاء نفسه». وصرّح نفسه أنه ينقسم القراء لأشعاره إلى فريقين: «فريق يراني شاعرا حقيقيا غنيا باللغة والصور والموهبة، وفريق يطردني من جنة الشعر ويعتبرني تقليديا عازفا على دربكة الخليل بن أحمد الفراهيدي،» وفي بدايات عمله مدرسًا للعربية في عامودا كان يعمل "شيخاً للشعر، ولي مريدون من الطلاب، وبعضهم تمرّد عليّ وذهب إلى الشعر النثري متّهما إياي بالشيخ المحافظ على الأصول والتقليد." وكان من ضمن مجموعة من الشعراء "نلتقي بشكل شبه يومي في البيوت والمقاهي والأمسيات مثل محمد نور الحسيني ومحمد عفيف الحسيني ويونس الحكيم ومنير دباغ ودحام عبد الفتاح." مؤلفاته من دواوينه الشعرية: السفر إلى عينيك بعد المنفى، 1984 إن القرى لم تنتظر شهداءها، 1993 ظلالُ الكلامِ، 1995 حرائق، 2014 اشتعالات، 2015 مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84_%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A
«
23
24
25
26
27
»