Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
البلاد العربية اليوم تشهد حالة معكوسة
BY الناقد د.لطيف زيتوني
9.1
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الدكتور الناقد لطيف زيتوني للواء: "البلاد العربية اليوم تشهد حالة معكوسة وغير مسبوقة، حيث جيل الآباء أكثر معرفة، وأوسع أفقًا، وأشد انفتاحًا من جيل الأبناء." حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل يفكك دكتور "لطيف زيتوني" في كتابه "الرواية والقيم" الصادر عن "دار الفارابي" العلاقة الأخلاقية في الرواية مع الأدب ويوضحها، بل ويكشف عن الحقول الإنسانية المتسعة التي تكشف عن قراءات أخلاقية من منظور القراءة الواعية للحقيقة الأدبية في الفن الروائي. ومعه أجرينا هذا الحوار.. - تثير في كتابك "الرواية والقيم" أزمة ثقافة الشباب، وهي أزمة أزلية في ظني، ما هي أبرز النقاط في علاجها؟ المجتمعات المنغلقة لا تعرف الأزمات، لأن التقاليد تتحكم بكل شؤونها، وأقصى ما يمكن أن يحدث هو صراع أجيال بين من يملك الخبرة ومن لا يملكها. وفي هذا الصراع تنتصر دائمًا الخبرة التي تراكمها السنين. أما المجتمعات المنفتحة فتشهد تحولات، إذ تصطدم فيها خبرة الآباء بالمعلومات الجديدة التي يوفرها العلم والانفتاح، ويصبح جيل الأبناء أكثر معرفة وأوسع أفقًا من جيل الآباء. ما أطرحه في كتابي حول أزمة ثقافة الشباب هو أمر مختلف وخطير. فالبلاد العربية اليوم تشهد حالة معكوسة وغير مسبوقة، حيث جيل الآباء أكثر معرفة، وأوسع أفقًا، وأشد انفتاحًا من جيل الأبناء. لذلك حين نطرح أزمة ثقافة الشباب فإننا نطرح أزمة المستقبل، أزمة الثقافة العربية بعد جيل من الآن. - ما الرابط المشترك بين المفاهيم الجمالية الروائية والمفاهيم الأخلاقية التي تتكسر ببطء اليوم؟ هناك مفهومان للأخلاق: الأول يعرّف الأخلاق بأنها منظومة القيم والمبادئ التي تسمح بالتمييز بين الخير والشر، والعدل والظلم، والمقبول والمرفوض، والتي ينبغي على الفرد أن يتبناها ويستهدي بها. وقد طورت الشعوب عبر الزمن منظومات مختلفة من القيم والمبادئ وطبّقتها في حياتها، ثم تبدّلت هذه القيم مع التطور. لهذا نطلق على هذه المنظومات اسم الأخلاقيات لتعددها واختلافها. أما المفهوم الثاني فيعرّف الأخلاق بأنها التفكير الذي يمارسه الفرد قبل تطبيق قيمه على الواقع، أي مساءلة القيم والمبادئ الأخلاقية عن مدى ملاءمتها للزمن الحاضر وللواقع. وبديهي القول إنّ المفهوم الثاني هو الذي يعتمده أهل الثقافة وهو الذي يتحدث عنه الكتاب. غير أن الرواية تتسع لكلا المفهومين، وإن كان الأول غالبًا في روايات الأولاد والروايات الشعبية، والثاني سائداً في الروايات الأدبية الراقية. أما التكسّر الذي نشهده اليوم في القيم فهو ناتج عن اصطدام المنظومات الأخلاقية بالواقع نتيجة الازدواجية بين القول والفعل في حياة الناس، أو بين منظومة أخلاقية قديمة نأبى تطويرها وواقع متحرك لا يتوقف عن التطور. الرواية تعكس عمومًا هذا الاصطدام، في المجتمع والسياسة وسلوك القادة والأفراد، ولكنها تكتفي بتصويره وتفحّصه وتحليل تأثيره. - النصوص الأخلاقية في الروايات الحديثة أصبحت تثير قضية مركزية في الدراسات الأدبية، ما رأيك؟ الرواية جزء مقتطع من حياة شخصياتها. وهذا التشابه بين عالمها وبين حياة البشر يسمح لها بأن تختزن هموم الناس وأزماتهم وسلوكياتهم وما يؤمنون به. ولهذا شكّلت مرجعًا للكثير من المنظّرين في علم النفس وعلم الاجتماع وعلم السياسة، وفي فلسفة الأخلاق التي تحتل صدارة اهتمام الفلسفة الأميركية اليوم. فالرواية أصدق من التاريخ لأنها لا تقدم الحوادث والشخصيات من الخارج، وأكثر تعبيرًا من الفلسفة لأنها لا تعتمد على الإقناع المنطقي بل على عيش تجربة الشخصيات. وهي اليوم تتصدر اهتمام الأدباء والنقاد والقراء على السواء نظرًا إلى إمكانياتها التي لا تتوفر في أي نوع أدبي آخر. ليس في الرواية نصوص أخلاقية، بل هي كلها نصّ أخلاقي ما دامت تعرض تجربةً واقعية نتفاعل معها كأننا نحن من يعيش هذه التجربة. - من يحدد محتوى القيم الأخلاقية في صميم الأدب الروائي، ونحن نشهد ثورة عليها؟ الواقع هو مختبر القيم، هو الذي يميّز بين القيم الصالحة وتلك التي تجاوزها الزمن، أو التي نشأت نتيجة ظرف تاريخي ما عاد قائمًا. الرواية هي الواقع، ولو كان متخيلاً. إنها المكان الذي تختبر فيه الشخصيات قيمَها ومبادئها الأخلاقية وتحكم على صلاحيتها. الثورة على القيم اليوم تتطلع إلى تنقية الأخلاق مما لا يتماشى مع الزمن الحاضر. لا أحد يثور على القيم الإنسانية، تلك التي تتوخى خير الإنسان من دون تمييز. وبعد كل ما جرى ويجري في العالم، صرنا نخشى على مستقبل الإنسان على هذه الأرض. فكم سبّبت القيم السلبية من حروب ودمار ومجازر وتشريد. - دكتور لطيف زيتوني والرواية التي يعيد قراءتها أكثر من مرة، ما هي؟ كقارئ، لا أعود إلى الرواية التي انتهيتُ منها، ولكنني كباحث اضطر أحيانًا إلى إعادة قراءة بعض الروايات، جزئيًا أو كليًا، بحثًا عن مثل، أو دعمًا لفكرة، أو توضيحًا لطرح نظري جديد. أما إذا كان السؤال عن الرواية التي حرّكت أفكاري أو هزّت مشاعري وجعلتني أحنّ إلى قراءتها من وقت إلى آخر، فإن طبيعة تخصصي، وهو نقد الرواية، يضطرني إلى قراءة الكثير من الروايات الجيّدة بحيث يصعب أن تُمسك واحدة منها بذاكرتي مدة طويلة. Doha El Mol نكتشف من الحوار مع لطيف زيتوني أنه يتسم بالعمق والنقد الاجتماعي الحاد. يقدم زيتوني رؤية شاملة لمشكلة أزمة ثقافة الشباب في العالم العربي، معترفًا بأن هذه الأزمة ليست مجرد مسألة أجيال، بل تتعلق بتحولات جوهرية في القيم والمفاهيم. الانطباع العام هو أنه يطرح قضية ملحة وحساسة، ويستخدم مصطلحات قوية مثل "حالة معكوسة وغير مسبوقة" و"أزمة المستقبل" لإبراز أهمية الموضوع وتأثيره. يقدم زيتوني نقدًا ثقافيًا دقيقًا يرتكز على مقارنة بين الأجيال والتطورات الاجتماعية. يعبر عن قلقه من التناقض بين الأجيال، مشيرًا إلى أن جيل الآباء يتفوق على جيل الأبناء في المعرفة والانفتاح، وهو عكس ما هو متوقع في المجتمعات التي تتطور بشكل طبيعي. يبرز زيتوني أهمية الرواية كأداة لتحليل القيم الأخلاقية وكيفية تأثرها بالتطورات الاجتماعية، مما يعكس قلقه من التغيرات السريعة وتأثيرها على القيم الثابتة. يعكس الحوار مع د. زيتوني قلقًا عميقًا بشأن هوية الثقافة ومستقبلها. هناك شعور بالتهديد من التغيرات التي تحدث بسرعة في المجتمع، مما يؤدي إلى مشاعر عدم الاستقرار والخوف من فقدان القيم الأساسية. يعكس هذا القلق محاولة للعثور على أرضية ثابتة ، مع تأكيد على أهمية الرواية كمرآة تعكس القيم وتساعد في فهمها بشكل أعمق. النقد الاجتماعي الموجه يعكس محاولات زيتوني لفهم كيفية تأثير هذه التغيرات على النفس البشرية وكيفية التعامل معها. لطيف زيتوني، كما يتضح من الحوار، يتناول الأدب من منظور نقدي يجمع بين التحليل الثقافي والأخلاقي. يركز على كيف تعكس الرواية القيم الأخلاقية وتتعامل مع تحولات المجتمع. يعكس فكره النقدي انشغاله بالعلاقة بين الأدب والواقع الاجتماعي، حيث يرى الرواية كمصدر هام لفهم التغيرات الثقافية والأخلاقية. يرى زيتوني أن الرواية تعكس بشكل دقيق التغيرات الاجتماعية والأخلاقية. ويهتم بكيفية تأثير القيم الأخلاقية على تطور الشخصيات والأحداث الروائية. كما يعبر عن قلقه من التناقضات بين الأجيال والتغيرات السريعة التي تؤثر على القيم الثقافية. يظهر أن نقد زيتوني يتميز بتركيز دقيق على العلاقة بين الأدب والمجتمع، ويعكس عمق اهتمامه بمشاكل القيم وتغيرات المجتمع من منظور أدبي وثقافي dohamol67@gmail.com
×
الناقد د.لطيف زيتوني
لطيف زيتوني ناقد أدبي وأستاذ جامعي، يحمل دكتوراة الدولة الفرنسية في الآداب والعلوم الإنسانية، تخصُّص في السرديات، ودكتوراة جامعة القديس يوسف في بيروت، تخصُّص في اللسانيات والترجمة. صدر له عدد من الكتب، منها "حركة الترجمة في عصر النهضة" (1994)، و"سيمياء الرحلة" (بالفرنسية، 1997)، و"معجم مصطلحات نقد الرواية" (2002)، و"الرواية العربية: البنية وتحوّلات السرد" (2012)، و"الرواية والقيم" (2018). نقل إلى العربية كتابين: "المسائل النظرية في الترجمة" لجورج مونين، و"قضايا أدبية عامة" لايمانويل فريس وبرنار موراليس، ونشر أبحاثاً في اللسانيات، وأدب الرحلة، وقضايا الترجمة، وخصوصا في السرديات النظرية والرواية، في عدد من المجلات الأكاديمية. شارك في الكثير من لجان التحكيم على امتداد البلاد العربية ويعمل حاليا أستاذا للسرديات في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت.
انحسار التلاقي بين الأدباء العرب نتيجة لأزمة
BY الروائي فكري داوود
9.2
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي فكري داوود لـ «اللواء»: انحسار التلاقي بين الأدباء العرب نتيجة لأزمة ثقافية حقيقية حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل بدأ الروائي والقاص والباحث «فكري داوود» بفن قصصي متأثر بالغربة، وبخلطة تألق بها أسلوبه المتعدد التقنيات من حيث الرؤية والمشهد الاجتماعي المضمخ بتفاصيل هي من الأسس الفنية، ومقومات البنية في قصصه ورواياته، سواء القصص التي تترابط من حيث تناوله للموضوعات الحياتية المختلفة أو من حيث القيمة الأسلوبية. فيما قدمه حتى الآن من أعمال روائية وقصصية هي بمثابة هويته الأدبية الخاصة. مع الروائي والقاص والباحث «فكري داوود» أجرينا هذا الحوار: - ما هي أزمة القصة اليوم، ولماذا برأيك هذا التقهقر لها في دور النشر؟ أزمة القصة تكمن في أنها فن مراوغ يحتاج إلى كاتب يمتلك خبرة كبيرة وصاحب معرفة تامة بأشراطها القديمة والحديثة، علاوة على الموهبة والمقدرة على كتابتها. فالمعرفة النظرية وحدها لا تكفي، إذ لابد من الإحاطة بتقنيات كتابة القصة، وفي ذات الوقت القدرة على استخدام تلك التقنيات. فقوة القانون تكمن في القدرة على تطبيقه تطبيقًا صحيحًا، لا القدرة على مجرد حفظه وترديده. وتزداد الأزمة مع استسهال الكثيرين الجاهلين بالتعريفات والتقنيات، أو الحافظين لها دون قدرة على الممارسة الصحيحة. وربما ساعد على تلك الأزمة اتجاه الكثيرين من الكتاب والناشرين إلى الرواية، معتقدين أن أي سرد للتاريخ الذاتي للكاتب يمكن اعتباره رواية، غير واعين بأن مجرد السرد المجرد من الرؤية لا يمكن أن يصنع رواية أو فنًا. - الكاتب فكري داوود بين القصة والرواية، أين يستريح ومتى يقف عند حدود مقالة ما؟ ربما تأسرني مقولة تُستخدم كثيرًا وهي «الرواية ديوان العرب». وقد أنجزت روايات خمس هي: (المتعاقدون – دار أخبار اليوم - سلسلة كتاب اليوم - 2009/عام جبلي جديد - مطبعة الإسراء - 2006/وقائع جبلية - هيئة قصور الثقافة - 2007/طيف صغير مراوغ - هيئة الكتاب - 2009/الشوك والياسمين - دار الهلال - روايات الهلال - 2018)، وتحت الطبع: (خلخلة الجذور/دروب الفضفضة). كما حصلت أخيرًا على منحة التفرغ لاستكمال مشروعي الروائي حول عوالم القرية المصرية وتأثرها بالأحداث الداخلية والخارجية في العقود الأخيرة، وهذه المنحة من وزارة الثقافة المصرية، والمجلس الأعلى للثقافة. ومع ذلك فقد بدأت كاتبًا للقصة القصيرة وأنجزت فيها ست مجموعات، منها اثنتان للأطفال: (الحاجز البشري - 2006/صغير في شبك الغنم - 2001/العزومة - 2013/دهس الطين - 2016/سمر والشمس - 2004/الاختيار الصحيح - 2009)، كما أن لي تحت الطبع: (رحيق الجميز/صعود المداخن). - الانحسار الثقافي في الوطن العربي تبعه انحسار التلاقي بين الأدباء في الوطن العربي. هل هي أزمة اقتصادية مادية أم أزمة ثقافية حقيقية؟ للأسف، هذا الانحسار الثقافي، الذي تبعه انحسار التلاقي بين الأدباء في الوطن العربي، جاء نتيجة أزمة ثقافية حقيقية. فقد اختلفت المفاهيم المتداولة للثقافة، حيث بات الوسط الثقافي بشكل عام يعج بالصوت العالي، والسعي الحثيث للانتشار عبر الميديا أيضًا، وهذا ليس دليلاً على التميز. ومن هنا أستطيع القول إن المشكلة تكمن في عدم وجود التلاقي النوعي، لا الكمي. كما أنه لا توجد مؤسسات رسمية تعتني بتأصيل المفاهيم الصحيحة والتعريف برواد الحركة الثقافية العربية، أو على الأقل بالمؤثرين فيها، ناهيك عن التشرذم والشللية داخل القطر الواحد، أو بين مجموعات محدودة في بعض الأقطار، مما أدى إلى مزيد من الانحسار. هذا ولا أستبعد أيضًا الأزمة المادية ومعاناة الاقتصاد في معظم البلدان العربية، ولا سيما التي تعاني من صراعات عسكرية وطائفية، أو مشكلات مع التطرف والإرهاب، وتقهقر الاهتمام بالثقافة في خرائط المسؤولين إلى ذيل القائمة. - أين كتاب القصة والسيناريو من كتابة السيناريو؟ ولماذا هذا الاستخفاف الدرامي بالأدباء؟ بداية أقول: إنه لم يعد بيننا للأسف نجيب محفوظ أو عبد الرحمن الشرقاوي أو طه حسين، وغيرهم ممن كانوا يجيدون كتابة السيناريو بنفس إجادتهم لكتابة أعمالهم الإبداعية، وهذا سبب من الأسباب. وثمة سبب آخر يتعلق بما ذكرته آنفًا، أن بعض الكتاب يستسهلون الكتابة دون وعي أو رؤية، فباتوا غير قادرين على كتابة السيناريو، مما نتج عنه الاستخفاف الدرامي بهم. وهناك من الكتاب أنفسهم من يكتبون دون الوضع في الاعتبار إمكانية تحويل هذه الأعمال إلى أعمال درامية. - ما الذي يستوقفك اليوم في مسيرتك الأدبية وما أبرز الصعوبات فيها؟ يستوقفني تمامًا هذا التغير الحاد في بنية المجتمعات العربية، وهذه التغيرات التي تجتاح العالم سلبًا وإيجابًا. ويستوقفني هذا التطرف بدعوى الدين أو العرق أو القبيلة، كما يستوقفني هذا الكم الهائل من العبث والفوضى، مما يجعلني أقف حائرًا، سائلاً نفسي: كيف يمكن لي ككاتب أن أعيد ترتيب الدنيا؟ كما يستوقفني سؤال ذاتي: وماذا بعد كل هذه الكتابات ومئات الدراسات حولها، وكم الجوائز والتكريمات والبرامج والمؤتمرات؟ لم يعد كافيًا أن أكتب أية قصة والسلام، أو أية رواية، لابد من كتابة أعمال فارقة، فكلنا زائلون لا محالة، والخلود سيظل للكلمة. Doha El Mol يبدو أن فكري داوود يسعى دائمًا إلى استكشاف وتعميق فهم القضايا الإنسانية والاجتماعية عبر كتاباته. تتسم أعماله بروح من التفكر العميق والتأمل في التحولات التي تشهدها المجتمعات العربية. يظهر داوود اهتمامًا كبيرًا بالأبعاد الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على الفرد والمجتمع، مما يجعل من أعماله مرآة للتغيرات والتحديات التي يواجهها العالم العربي. إن انشغاله بالأزمات الثقافية والانحسار الأدبي يشير إلى حساسية عميقة لقضايا الهوية والتمثيل الثقافي. من خلال تصريحاته وأعماله، يتضح أن داوود يعالج موضوعات تتعلق بالتقنيات الأدبية والفنية، وعلاقة الأدب بالواقع الاجتماعي. يظهر اهتمامه بتحليل عناصر القصة والرواية بوضوح، مع إشارة إلى الأزمات التي تواجه الأدب العربي اليوم. يتمثل موقفه الموضوعي في أهمية التفاعل العميق مع تقنيات الكتابة وفهمها بشكل جيد، وليس الاكتفاء بالتقليد السطحي. كما يظهر انتقاده للاتجاهات السائدة التي تستسهل الكتابة وتدعي الإبداع دون تقديم قيمة أدبية حقيقية. يتناول أيضًا الأزمات الثقافية والفكرية التي تعاني منها الأمة العربية، مما يعكس رؤيته الشاملة لمشهد الأدب والثقافة. يمكن فهم توجهات داوود من خلال استكشاف دوافعه العميقة وراء اهتمامه بالكتابة والمشكلات الثقافية. يبدو أن هناك نوعًا من القلق الوجودي والتأمل العميق في تحولات العصر وتأثيراتها على الفرد والمجتمع. إن تأكيده على أن "الخلود سيظل للكلمة" يعكس إيمانًا قويًا بقوة الأدب كوسيلة لفهم الإنسان والعالم من حوله. شعوره بالحيرة تجاه الفوضى والعبث في العالم قد يكون مصدر إلهام له، مما يدفعه للبحث عن حلول وتفسيرات من خلال كتاباته. يظهر أيضًا تقديرًا عميقًا للأدب كوسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار التي قد تكون صعبة التعبير عنها بطرق أخرى. فكري داوودفي الحوار يعبر عن فلسفة أدبية تقوم على ضرورة دمج المعرفة التقنية مع الموهبة الأصيلة. يشدد على أهمية الفهم العميق للأدوات الأدبية وتقنيات الكتابة كجزء من العملية الإبداعية. كما يعبر عن إيمان عميق بأن الأدب يجب أن يكون أكثر من مجرد سرد للقصص، بل يجب أن يحمل رؤية عميقة ومؤثرة. من خلال دعوته لتجاوز التلاقي الكمي والتركيز على الجودة والعمق، يظهر داوود فلسفة قائمة على الالتزام بالقيم الأدبية الأصيلة والبحث عن المعنى الحقيقي في الكتابة. تُظهر فلسفة فكري داوود تزامنًا بين التحليل النقدي العميق والاهتمام الشخصي بالتجارب الإنسانية. إن انخراطه في معالجة قضايا الأدب والثقافة يعكس فلسفة أدبية متجذرة في فهم عميق للأزمات والفرص التي تواجهها المجتمعات العربية، مما يجعل من أعماله تعبيرًا عن سعيه لفهم وتوثيق التحولات الفكرية والاجتماعية التي تحدث من حوله. dohamol67@gmail.com
×
الروائي فكري داوود
الاسم الأدبي/ فكري داود *روائي وقاص وباحث. * المؤهَّل/ ليسانس الآداب والتربية/قسم اللغة العربية وآدابها/جامعة طنطا1982. صدر له: الأعمال الروائية: 1- خلخلة الجذور/الهيئة المصرية العامة للكتاب2019. 2- الشوك والياسمسن/ دار الهلال/سلسلة روايات الهلال2018 . 3- المتعاقدون/ دار أخبار اليوم/ سلسلة كتاب اليوم2009 . 4- طيف صغير مراوغ/ الهيئة المصرية العامة للكتاب2009. 5- وقائع جبلية/ الهيئة العامة لقصور الثقافة 2007. 6- عام جبلي جديد / ِمطبعة الإسراء/المنصورة 2006. المجموعات القصصية: 1-استكانة النهر العجوز/دار الإسلام للطباعة والنشر2020 1- الحاجز البشري/الهيئة العامة لقصور الثقافة 1996. 2- صغير في شبك الغنم/الهيئة العامة لقصور الثقافة2001. 3- العزومة/الهيئة العامة لقصور الثقافة 2013 4- دهس الطين/اتحاد كتاب مصر2016. 5- سمر والشمس/قصص للأطفال/ دار الإسلام للطباعة والنشر2004. 6- الاختيار الصحيح/قصص للأطفال/الهيئة العامة لقصور الثقافة 2011. العضويات والمشاركات: * عضو اتحاد كتاب مصر. *عضو نادي القصة. *عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب. * تُرجمت بعض قصصه إلى الفرنسية والإنجليزية. *أمين عام مؤتمر إقليم شرق الدلتا الثقافي السابع عشر/رأس البر 2018 *عضو الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر العام لدوراته23و24و 29و30. * رئيس تحرير مجلة (رواد الجديدة) ثقافة دمياط/هيئة قصور الثقافة. * مدير تحرير كتاب (رواد) الأدبي/الصادر عن ثقافة دمياط/هيئة قصور الثقافة. * شارك في العديد من البرامج الثقافية بالإذاعة، وبالتلفزيون المصري. *أقيمت حول أعماله العديد من الندواتو البرامج الإذاعية، و التلفزيونية، وبالمؤتمرات. *أمين عام مؤتمر دمياط الأدبي لليوم الواحد /إبريل2009 *أمين عام مؤتمر شرق الدلتا الثقافي للطفل/2015. *أمين مساعد ورئيس لجنة الأبحاث لمؤتمر دمياط الأول للطفل2015. *رئيس نادي الأدب بدمياط و نادي الأدب المركزي بالمحافظة. *عضو جمعية رواد الأدبية. * محاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة. *شارك عضوا، أو باحثا في كثير من مؤتمرات أدباء مصر بالأقاليم، ومؤتمرات القصة، و شرق الدلتا، ودمياط، وغيرها. *الجوائز: ـ جائزة مؤسسة أخبار اليوم/ مسابقة كتاب اليوم الأدبي/ الرواية/ 2006 . ـ جائزة القصة القصيرة في مسابقة اتحاد كتاب مصر2016 ، جائزة خاصة عن مجموعة(دهس الطين). ـ المسابقة الأدبية لجريدة الجمهورية/ فرع المسرحية/عن مسرحية لعبة الحياة والموت2009 - الهيئة العامة لقصور الثقافة / القصة القصيرة/1995. - الشباب والرياضة / القصة القصيرة/1988 . - موقع ’’ منتدى الحور العربي الالكتروني ‘‘ / القصة القصيرة/2005. - موقع ’’ منتدى أسمار الالكتروني‘‘/ النقد/2006 - جائزة برنامج(عصير الكتب)، عن قراءة في رواية (التفاحة والجمجمة) لمحمد عفيفي 2011
إن استطاعت رواياتي أن تقدم رأيًا
BY الروائي هاني نقشبندي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي السعودي هاني نقشبندي للواء: "إن استطاعت رواياتي أن تقدم رأيًا أو تكشف عيبًا أو تطرح حلاً، فهذا جيد." حاورته: "ضحى عبدالرؤوف المل" تستمد الرواية السعودية قوتها من المواضيع التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية تحديدًا، لأن الرواية السعودية المعاصرة تخطت السرد واندمجت بمعالجة القضايا المستجدة، خاصة تلك التي بدأنا نقرأ عنها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من تويتر أو بوح على صفحات مدونات خاصة. ورواية "اختلاس" للروائي هاني نقشبندي هي مشهد من مشهديات تؤلف رأيًا تضمن مشكلة من مشكلات وضعها في قالب روائي امتد إلى رواياته الأخرى أيضًا. ومع الروائي هاني نقشبندي أجرينا هذا الحوار: - الأدب الروائي لا يطرح المشكلة فقط، إنما يقدم الحلول. أين الحلول التي قدمتها روائيًا؟ الروائي يشبه الطبيب. أهم ما يقوم به الطبيب عندما يأتيه مريض هو تحديد سبب المرض، أي تشخيصه. وهذا ما يقوم به الروائي؛ إنه يشخص العلة. بدون معرفة السبب، لا يأتي الحل. أما بالنسبة لهذا الحل، فهو ليس مهمة الروائي، وإن أعطى رأيًا، بل هي مهمة جماعية. أنا تحدثت عن معاناة امرأة. أقول إن المرأة إن كانت ضعيفة، فهو بسببها. مشكلة المرأة السعودية أو العربية، أو حتى العالمية، أنها تشكو ضعفها إلى من هو سبب هذا الضعف، وأعني به الرجل. لماذا هي ترتضي الظلم إذًا؟ الظلم نفسه فعل اختياري، من ارتضى به استحقه. أنا أدعو المرأة إلى الثورة على ذاتها، لا الثورة على الرجل أو المجتمع. إن كانت لديها حقوق أقرها الشرع والقانون، فلماذا هي مستسلمة؟ أقول إن بعض النساء يستلذذن الضعف، وهذا شأنهن. لكن ماذا عن الأخريات؟ لماذا يكتفين بالشكوى دون أن يقمن بما يزيح الظلم عنهن؟ لست أنا من يجيب، بل كروائي.. أنا هنا أسأل. وكثيرًا ما كان السؤال هو نصف الجواب. - لماذا هذا النقد المجتمعي والمجتمعات كافة تغرق بالسلبيات؟ أنا لا علاقة لي بالمجتمعات الأخرى. علاقتي هي بمجتمعي أنا، وبالمرأة الساكنة بيننا. لا أقول إن نساء العالم هن في وضع أفضل، لكن ذلك شأنهن. أنا معني بأن يكون وضع نسائنا أفضل، بصرف النظر عن العالم الآخر، البعيد منا أو القريب. نحن كرجال ننتظر الكثير من المرأة. ننتظر منهن مشاركة أكثر فعالية. حتى المتسلطين من الرجال يحتاجون إلى امرأة قوية لا ضعيفة. مؤمن أنا، بل شديد الإيمان، بأن المرأة المكسورة لن تنجب أبناء أقوياء، بل نساء منكسرات مثلها، ورجال متسلطين. هل هذا ما نريد؟ - المرأة السعودية تبعًا للكثير من الإحصاءات، أكثر دلالًا من المرأة البريطانية نفسها؟ لا أعرف إحصاءات كهذه، لكني في الوقت ذاته لا أنكرها. ربما تكون المرأة السعودية مدللة ماديًا، لكن إنسانيًا لا تزال الكثير من القوانين تحول دون تحقيق حضور قوي لها. مؤخرًا فقط، نالت المرأة السعودية شيئًا من استقلاليتها من تبعية الرجل، قولي أمر له وحده الحق في أن تتوظف أو تسافر أو حتى تتنقل. لكن هل هذا كل شيء؟ هل حقوق المرأة تنتهي عند حقها في السفر فقط؟ بالتأكيد إن دورها أكبر من ذلك. نحن ننتظر منها أن تشارك في صناعة القرار المجتمعي أيضًا. وأعتقد أن الانفتاح السعودي الأخير يشير إلى هذا الاتجاه، سيما وأن بعض النساء بدأن بتقلد مناصب رفيعة في بعض المؤسسات الحكومية. ومرة أخرى أقول يجب أن لا نقارن أنفسنا بنساء بريطانيا أو نساء التيبت، بل نقارن أنفسنا بما نحن عليه وما نريد أن نكون عليه. "-اختلاس" قدمت نافذة على أحاسيس المرأة وإشكالية علاقتها مع زوج من خلال زوجة أو متزوجة، وهذا عام وليس خاصًا بالمجتمع السعودي؟ الأنثى هي ذاتها سواء كانت في السعودية أو خارجها. نعم، دائمًا ما أقول وأكرر بأن هناك فرقًا بين المرأة المتزوجة والمرأة الزوجة. فليست كل متزوجة هي زوجة بالضرورة. كثيرًا ما كانت مجرد قطعة داخل المنزل، شيء لا بد منه، لا أكثر. حسنًا، من جعل منها هكذا؟ هل هي سطوة الرجل؟ ربما. لكن حتى لو كانت تلك السطوة هي السبب، لماذا هي ترضى وتستسلم لتكون مجرد قطعة لا كائن صاحب رأي وقرار وحضور؟ معظم مشاكل النساء، لنقل العربيات تحديدًا، أنهن يخضعن لسطوة الرجل وكأن الأمر هو قانون سماوي لا يقبل الجدل. ربما التربية الأسرية هي من يخلق هذا النوع من الخضوع الأنثوي. لكن اليوم ما عاد كالأمس. لست أحرض المرأة كي تثور على الرجل، أو تخرج عليه وتصبح هي المسيطرة، وتأخذ دورًا ليس لها، بل أدعو أن تكون مساوية وموازية في خط الحياة المشترك بينها وبين الرجل. أن أقول لها حان الوقت كي تنتفضي على ضعفك، وتقيمي وضعك، وتعرفي أنك لست المسكينة المكسورة. انظري إلى القوة في داخلك، واظهريها ليس عنفًا، بل حبًا وبناءً. - ماذا تريد من عالم الرواية؟ هو عالم ساحر بالنسبة لي. أنا لست مصلحًا اجتماعيًا، ولا أدعي ولا أريد أن أكون. أنا كاتب يعشق صنع الأشياء والأحداث. إن استطاعت رواياتي أن تقدم رأيًا أو تكشف عيبًا أو تطرح حلاً، فهذا جيد. لكن إن أتت خالية من أية رسالة، فذاك لأني روائي ولست أخصائيًا اجتماعيًا. - كلمة للمرأة العربية تكتبها بالخط العريض؟ سأقول ما قال نزار لبيروت: "قومي من تحت الردم." Doha El Mol من خلال الحوار يبدو أن الروائي هاني نقشبندي يتمتع بقدرة واضحة على طرح قضايا اجتماعية هامة من خلال أعماله الأدبية. يظهر في حديثه انطباعٌ قوي على التزامه بمعالجة القضايا المتعلقة بالمرأة والمجتمع، وهو يقدّم نفسه كصوت ناقد ولكن بنية إيجابية، حيث يسعى إلى تسليط الضوء على الإشكاليات دون تقديم الحلول الجاهزة. يظهر تأكيده على أن الروائي ليس ملزمًا بتقديم حلول مباشرة، بل يتعين عليه تشخيص المشكلة وتوجيه النقاش حولها. يركز هاني نقشبندي على قضايا اجتماعية محددة، مثل وضع المرأة في المجتمع السعودي والعربي. يتناول النقاش مسألة ضعف المرأة وكيفية التعامل معه، ويشير إلى أن المشكلة قد تكون ناتجة عن اختيارات فردية وتربية أسرية أكثر من كونها مسألة قوانين أو نظام اجتماعي فقط. يتحدث عن حاجة المرأة إلى اتخاذ دور نشط في تحسين وضعها بدلاً من الاعتماد فقط على التغيير الخارجي. كما يبرز النقاش حول إحصاءات حول دلال المرأة السعودية مقارنة بنظيراتها في الدول الأخرى، مشيرًا إلى أن الرفاهية المادية لا تعني بالضرورة تحقيق حقوق متساوية. يعكس حديث هاني نقشبندي فهمًا عميقًا للمشاكل النفسية المرتبطة بالمرأة واندماجها في المجتمع. يلمس جوانب من ضعف الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل، والتي قد تنشأ من التربية الأسرية أو التأثيرات الاجتماعية. يبدو أن الروائي يحاول من خلال أعماله أن يساهم في تغيير هذه العقلية عبر إثارة الأسئلة وتحفيز التفكير النقدي، مما قد يساعد الأفراد على تجاوز الإحساس بالضعف أو الخضوع وتحفيزهم على البحث عن القوة الداخلية وإظهارها بشكل إيجابي. إعلاميًا، يتبنى هاني نقشبندي موقفًا يتماشى مع الاتجاهات الحالية في الإعلام العربي التي تدعو إلى التغيير الاجتماعي وتفعيل دور المرأة. من خلال التحدث بصراحة عن قضايا اجتماعية حساسة، يساهم في فتح المجال للنقاش العام حول قضايا قد تكون محظورة أو حساسة في المجتمع. كما يعكس حديثه قدرة على التعامل مع مواضيع معقدة بطريقة قد تجذب اهتمام وسائل الإعلام والجمهور، مما يعزز من دوره كأديب وناقد اجتماعي. باستخدام الرواية كأداة لاستفزاز النقاش وتوجيه الضوء نحو المشكلات، يساهم في تعزيز فهم أعمق وتقديم رؤى جديدة حول القضايا الاجتماعية. الروائي هاني نقشبندي يقدم نفسه كصوت ناقد يهتم بمعالجة القضايا الاجتماعية من خلال الأدب. تحليله يتسم بالعمق ويدعو إلى إعادة النظر في قضايا المرأة ودورها في المجتمع، مما يعكس تأثيرًا ملحوظًا في الفكر العام. من خلال أسلوبه في النقاش والطرح، يعزز من أهمية الرواية كوسيلة للتغيير الاجتماعي والتحفيز على التفكير النقدي، وهو ما يجعله شخصية ذات تأثير في المشهد الأدبي والإعلامي. dohamol67@gmail.com
×
الروائي هاني نقشبندي
هاني نقشبندي (ولد في المدينة المنورة عام 1963- توفي في 24 سبتمبر 2023م) إعلامي وكاتب وروائي سعودي، تدرَّج في عدَّة مناصب صحفية حتى رأس تحرير مجلة سيدتي ومجلة المجلة السياسية، وأسهم في تأسيس مجلة الرجل. سيرته ولد في المدينة المنورة عام 1963، وهو خريج جامعة الملك عبد العزيز في جدة في تخصص عَلاقات دولية. وبدأ عمله صحفيًّا وإعلاميًّا، منذ عام 1984، في صحف المملكة العربية السعودية، ورأس تحريرَ مجلات «سيدتي» و«المجلة» اللتان صدرتا باللغة العربية في لندن، وقدَّم البرنامج التلفازي «حوار مع هاني» لقناة تلفزيون دبي. واتجه كذلك لكتابة الرواية الأدبية؛ فصدرت أولى رواياته في عام 2007 بعنوان «اختلاس»، وقد أثارت الجدل والنقد، وتمكنت في مدة وجيزة - على الرغم من منع نشرها في بعض الدول العربية - من النجاح، فأعيد طبعها باللغة العربية ست مرات، وتُرجمت إلى اللغة الروسية. ثم صدرت روايته «سلَّام» في 2009. وقدَّم برنامجًا تلفازيًا على تلفزيون دبي عنوانه «حوار هاني»، وهو برنامج سياسي اجتماعي إنساني ناقش فيه القضايا العربيةَ المطروحة على الساحة، واستضاف مجموعة من الشخصيات السياسية والأدبية والعلمية. وكتب مقالات في عدَّة صحف ومواقع إلكترونية. قال عنه الدكتور صلاح فضل: «سيلعب النقشبندي دوراً في الرواية السعودية مثل دور الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس». يُذكر أن رواية «اختلاس» صدرت عن دار الساقي ببيروت، وحسب ما صرَّح فإن الرواية مشتقة بكاملها من تجرِبته الشخصية في عالم الصِّحافة، وتحديدًا مرحلة رئاسته لتحرير مجلة «سيدتي» التي استمرَّت أكثر من خمسة أعوام، وذكر أنه كان يصله يوميًّا أكثرُ من مئة رسالة عبر البريد الإلكتروني ولمدَّة ست سنوات، ما يعني أن الآلاف من الرسائل حملت الكثير من المعاناة التي تلاقيها المرأةُ في المجتمع على مدار تلك المدة، ومن هنا نبعت فكرةُ «اختلاس» التي تقوم على مجموعة من الحقائق. العمل الإعلامي رأس تحرير مجلة سيدتي. رأس تحرير مجلة المجلة. أسهم في تأسيس مجلة الرجل. عمل نائبًا لرئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط. قدَّم في قناة دبي برنامج «حوار هاني» . انضم إلى قناة المشهد في أكتوبر 2022. وقدم برنامج «هنواتي» عام 2023.المؤلفات رواية «اختلاس» صدرت عام 2007. رواية «سلام» صدرت عام 2009. رواية «ليلة واحدة في دبي» صدرت عام 2011. رواية «نصف مواطن محترم» 2013. رواية «طبطاب الجنة» 2015. كتاب «يهود تحت المجهر» عام 1986. كتاب «لغز السعادة» عام 1990. رواية «الخطيب» صدرت عام 2017. رواية «قصة حلم». وقد حُوِّلت إلى مسلسل عنوانه «صانع الأحلام».الوفاةتوفي يوم الأحد 9 ربيع الأول 1445 هـ الموافق 24 سبتمبر (أيلول) 2023 المصدر موقع ويكيبيديا
'خوابي الكلام' هو: الحرية في القول
BY الإعلامية د.عبير شرارة
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الشاعرة والإعلامية عبير شرارة لمجلة "مرايا": "أبرز ما تعلمته في برنامجي 'خوابي الكلام' هو: الحرية في القول والالتزام بالنص الأدبي". حاورتها: ضحى عبد الرؤوف المل يستمتع العقل بمعرفة امرأة ممتلئة بنبض القضايا المرتبطة بالمرأة، بالشاعرة والإعلامية التي تجيد حبك حواراتها بمنطق إعلامي وجداني، تستنبش من خلاله خفايا الضيف لتقدم في برنامجها، الذي يعرض أسبوعيًا على تلفزيون لبنان، شهد المعرفة وثقافة الحوار والفن الإعلامي السلس. إنها الإعلامية والشاعرة "عبير شرارة" القادرة على اصطياد رغبة جمهورها بالتقاط علامات الاستفهام من المشاهد وبثها رغبتها في مشاركتها عبر محاورة ضيفها، محافظةً على ثلاثية أنا والضيف والجمهور، وحلقة "خوابي الكلام" التي نقطف منها الأبعاد الإعلامية التي تتمتع بها الشاعرة والإعلامية "عبير شرارة"، لهذا أجرينا معها هذا الحوار. - يتصف فن الحوار في "خوابي الكلام" بالكشف عن عموض الضيف بسلاسة ولباقة. كيف تجدين الهدف؟ أولاً، اختيار الضيف أو الضيوف مسألة شائكة، هي البحث عن ضيوف يستحقهم المتلقي أو المستمع أو المشاهد، وهو أو هي موضع أسئلة بالنسبة إليه. بالتأكيد، موضع تقدير بوصفه الشكل المتمايز في عالم النص (شعرًا وأدبًا ورواية) أو عالم النقد أو الإخراج أو... وبالتأكيد في عالم النوتة والفن التشكيلي، وهي عوالم واسعة لا يمكن الإحاطة بها. أنا أدرس ضيفي، حياته، أعماله، رحلاته بين الريف والمدينة، انتشاره عربيًا ودوليًا، ما كتب عنه، حواراته، أي كل ما يحيط به، وبالعالم الذي يتحرك على مسرحه. أنا أقدم إلى إداراتي وإلى رئيس مجلس الإدارة في تلفزيون لبنان خيارات أسمّيها. ثم أضع هذه الأولويات أمام الرأي العام مطالبةً بأجوبة. مثلاً، أغزو عالم الضيف في موضوع اختصاصه وأسأل عنه الأصدقاء، محيطه العائلي والأصدقاء. أحاول أن أقدم فكرة متكاملة عن ضيف "خوابي الكلام" الأسبوعي خلال ساعة، وهذه مهمة صعبة بل أحيانًا مستحيلة. من يستطيع مثلاً اختصار كركلا أو طلال حيدر في ساعة من الزمن؟ - هدوء الحوار في برنامج "خوابي الكلام" يخفي الانفعالات بضبط مكتمل من الابتسامة وصولاً إلى تدوير الحوار بمهارة. هل تستمتعين بهذا؟ وهل يمكن وصفه بالانتصار؟ "خوابي الكلام" ليس لعبة مكياج وأقنعة أو مونتاج، إنه برنامج للحقيقة دون أصباغ. أنا أقابل محترفين، لا يحتاجون إلى حفظ أدوار ولا يعرفون مسبقًا الأسئلة. أنا حرة في السؤال المفاجئ، في أخذ الضيف من مكان إلى مكان، من كتاب إلى كتاب، من إصدار إلى إصدار، من نوتة إلى لوحة إلى مكان آخر. طبعًا، للضيف كامل الحرية في إجاباته. الهدوء ناتج عن استكمال دراسة الضيف في كل حلقة، لا أستفز الضيف وأعقد الحلقات من أجل تحويل الحوار إلى مصارعة بالكلام ولا بالإشارة (لا دموع ولا ابتسامات). الناس يحق لها أن تعرف الأشخاص. الناس أو المشاهد هو الذي يؤثر في صناعة الرأي العام وهو الذي يؤثر في حياة الدولة والمجتمع. نعم، أنا أستمتع ببرنامجي، أحب عملي، ولا أعتبر أنني أخوض حربًا يجب أن ينتصر بها أحدنا، أنا أو الضيف أو الضيفة. الذي ينتصر هو المشاهد. - عبير شرارة المرأة، ماذا تقولين للشاعرة والإعلامية؟ أنا إنسانة في كل الأطوار: امرأة - أم، طالبة جامعية أستكمل دراستي، شاعرة - إعلامية. طبعًا، أتعاطى مع المسائل من موقعي تجاه تلك المسائل. أنا خريجة إعلام وماجستير بنفس الاختصاص، والآن أكمل اختصاصًا ثانيًا في مجال العلاقات العامة، وأستزيد من منهل العلم. أنا أم وشاعرة، ربما الثانية تستفيد من معاناة الأولى. الإحساس يصبح واقعيًا رغم أن الأحلام تبقى محلقة في السماء. لدي الكثير كمرأة لأقوله للإعلامية والشاعرة. المرأة العربية واللبنانية تحتاج إلى مؤسسات رأي عام إعلامية وثقافية لرفع قضاياها من القوانين التمييزية ضد المرأة إلى مشاركة المرأة في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع. أنا ثلاثة في واحدة: امرأة، إعلامية، وشاعرة. وهذا يلقي عليّ مسؤوليات متعددة من العمل من أجل حق المرأة في التعليم إلى تمكين المرأة وأدوارها في مجتمع أعرج يمشي على رجل واحدة ويرى الأمور بعين المجتمع الذكوري فقط. - ما القيمة المضافة على عبير شرارة بعد محاورة كل ضيف؟ المعرفة تتطلب الإحاطة بالضيف، لماذا هو وليس أي أحد آخر؟ تتطلب الاتصال، اللقاء، التوسع في الكلام عن تجربته وأيضًا الاستماع إلى ملاحظاته عن البرنامج، عن الطريقة التي اعتمدها في تجربته الكتابية... الإخراجية، الخ. قابلت قامات كبيرة، أسماء لها موقعها المهم في عالم الثقافة. تعلمت الكثير منهم، تعرفت إلى خبرات وتجارب عميقة. كل شخصية ثقافية أو إبداعية قابلتها كانت بمثابة مدرسة لي. تحدثنا عن أسرار مهنية، عن تطوير مهاراتهم في الأداء والتشخيص، واستمرت علاقتي معهم بعد كل حلقة، باستثناء أنني فقدت وفقد الوطن والعالم العربي شخصيات ثقافية مميزة مثل الفنان المرحوم "غازي قهوجي"، وهو أستاذ في الذوق الفني والروائي، والروائي "ياسين رفاعية"، والشاعر الجميل "أنور سلمان". أحيانًا أقع أسيرة ذاكرتي، وأحيانًا أسيرة النص، بل الجملة الشعرية. أحيانًا أعترف أنني خسرت أسماء كبيرة. كنت أتمنى لو أنني التقيتها في البرنامج رغم أنه كانت تربطني بهم علاقات أسرية مثل الشاعر العربي الكبير "عبد الرحمن الأبنودي"، و"الشيخ إمام"، موسيقي بل وأستاذ الأساتذة على العود، مؤديًا ومنشدًا. أقول لقد كسبت الكثير وخسرت الكثير ولم أستطع مطاردة أعمار البعض من الأساتذة الثقافيين والإبداعيين، ولكنني تعلمت الكثير الكثير وأبرز ما تعلمته: الحرية في القول والالتزام بالنص الأدبي. - هل تستطيع الإعلامية والشاعرة عبير شرارة التعبير بحرية عن قضايا المرأة ومن هي المثل الأعلى بالنسبة لك؟ أجزم أنني أستطيع التعبير عن قضايا المرأة. مشروع تخرجي الجامعي الذي قدمته عبارة عن مجلة تختص بقضايا المرأة، واسم المجلة "تفاحة". في ذلك العدد، احتلت مطالب المرأة اللبنانية القانونية والحياتية ومسألة مشاركة المرأة الكامل العناوين الرئيسة في ذلك العدد. قدمت أيضًا في "لقاءات نسوة" نماذج يستحقن أن يكنّ نساء رائدات. لا زالت بعضهن على رأس مناصب هامة في القضاء، التعليم العالي، السلك الدبلوماسي الخارجي. وأفكر جدياً بإطلاق مؤسسة مجتمع مدني باسم "حقوق" متخصصة بقضايا المرأة والشباب. أملك ثقافة متقدمة فيما يتعلق بقضايا المرأة، ولن أتوانى عن تبني تلك القضايا خدمة للوطن قبل المرأة، فالوطن هو المثل الأعلى بالنسبة لي. ليست امرأة فرد بل هي: المرأة الفلسطينية التي لم يقهرها الاحتلال وجلاديه، وتقدم الشهداء، ولا تخيفها سجون الاحتلال ومعتقلاته ولا جرائم الاغتيال، ولا تزال مصممة على تحقيق أماني شعبها في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، رغم صلف الاحتلال. - ما هي القواسم المشتركة بين الإعلامية والشاعرة والمرأة، وماذا تخبرينا عن مجموعتك الشعرية؟ لدي قواسم مشتركة بين الأبعاد الشخصية الثلاثة، هي عبير شرارة. أعرف مظلومية المرأة واضطهادها في هذا المجتمع الذكوري، وأعرف معاناة المرأة في الإعلام واستخداماتها السلعية الإعلانية، وأعرف تمام المعرفة موقع الشاعرة في حياتي، أي الشاعرة الممتلئة بالوجدان. أنا أعمل لأحقق ليس ذاتي فحسب، وليس لأساهم في بناء مستقبل لأبنائي فحسب، وإنما لأجل تحقيق وجود المرأة في وطن تتآكل فيه فرص الحياة. العمل بالنسبة لمجموعتي الشعرية (الـ"أنا"... غير متوفرة حاليًا) فقد نقبت فيها وبحثت عن "الـأنا" وكان يسكنني بلال وجاد ولا يتركان لي فرصة لأكون ملامح الشخصية التي أريدها لأجلهما أولاً. أنا غيري قبل سنوات وغيري بعد سنوات، أكنز المعارف وأثقف مع الآخر من خلال برنامجي والبحث والقراءة. لأي إصدار لدي، كنز من المعارف وأوصل عملية التثاقف والاستفادة من تجربة الآخر من خلال اللقاءات، وبرنامجي وبالتأكيد من خلال القراءة والبحث ووسائل التواصل الاجتماعي توفر مادة غنية جدًا في كل الحالات. مجموعتي الشعرية هي طرقات خفيفة لمطر لغتي على الأسطح العارية، وأنا استعد لإصدار جديد. - كلمة توجهينها عبير شرارة لامرأة ما؟ رسالتي لكل امرأة أن علينا أن نناضل لإزالة تقاليد سائدة تمنع المرأة من المشاركة في سلطة القرار السياسي، وتمنع مشاركتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. الثقافة السائدة على كل مستوى أنتجت (وحش داعش). نحتاج إلى إعادة تصميم حياتنا ونحتاج إلى رسالة للرجل لتشكيل قناعة لديه للاعتراف بالآخر: المرأة. تحياتي لكل سيدة أم أو أخت زميلة في موقع من مواقع الحياة، خصوصًا سيدات المنازل اللواتي يشكلن عماد الأسر. وأعمد إلى قول الشاعر: "الأم مدرسة إذا أعددتها أعدت شعبًا طيب الأعراق." Doha El Mol من خلال الحوار معها تكتشف أن عبير شرارة تبرز كرمز بارز في الإعلام العربي والشعر، حيث تُعَدُّ شخصيتها محط إعجاب وتقدير من قبل المتابعين. إذ نكتشف أن عبير شرارة تتمتع بقدرة على جذب الانتباه والاهتمام من خلال تميزها في تقديم البرامج والحوار، فضلًا عن إبداعها الشعري. ظهورها في الإعلام وكتاباتها تبرز شخصيتها كمزيج من القوة والنعومة، مما يخلق تأثيرًا إيجابيًا وقويًا على جمهورها. عبير شرارة تركز على قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها، مما يبرز اهتمامها القوي بالقضايا الاجتماعية والثقافية. برنامجها "خوابي الكلام" يعكس هذا الاهتمام بشكل ملحوظ، حيث يتناول مواضيع متنوعة تتعلق بالثقافة والفن وقضايا المجتمع. تنهج في تقديم حلقاتها بطريقة توضح احترامها للضيف وقدرتها على طرح الأسئلة بطريقة متعمقة ومباشرة. هي تتسم بشخصية عميقة ومتأملة. تتجلى حساسيتها تجاه القضايا الإنسانية والاجتماعية في برنامجها وشعرها، مما يعكس مستوى عالٍ من الوعي الذاتي والاهتمام بالعدالة الاجتماعية. الشغف الذي تحمله تجاه الموضوعات التي تناقشها والقدرة على الاستماع والتفاعل مع الضيوف بشكل وجداني تظهر أنها تسعى لتحقيق فهم أعمق للواقع وتقديم رؤية شاملة لجمهورها. إذ تعتبر نموذجًا للإعلامية التي تجيد استخدام المنصات الإعلامية بشكل فعال. برنامج "خوابي الكلام" يسلط الضوء على قدرتها على إدارة الحوار بمهارة، حيث تجمع بين الجدية والتفاعل الوجداني. أسلوبها في التعامل مع الضيوف يعكس احترافية عالية، وهي قادرة على تقديم مواضيع معقدة بطريقة تسهم في تعزيز ثقافة الحوار والنقاش البناء. كما أن قدرتها على استخدام الإعلام كأداة لتسليط الضوء على قضايا مهمة تعزز من قيمتها كإعلامية. تتفردعبير شرارة بأسلوب يعكس توازنًا بين الجمال الخارجي والعمق الداخلي. يظهر جماليًا في تقديمها البرامجي وفي نصوصها الشعرية التي تجمع بين الأناقة والبساطة. قدرتها على التعبير عن المشاعر والأفكار بأسلوب شعري وإعلامي يعكس ذوقًا رفيعًا وحساسية جمالية. تتجلى جمالياتها في قدرة تقديمها الحوارات بأسلوب فني يعزز من قيمة المحتوى الذي تقدمه. عبير شرارة تُعَدُّ شخصية متعددة الأبعاد تجمع بين الإبداع الإعلامي والشعري، وتُظهِر اهتمامًا عميقًا بالقضايا الاجتماعية والثقافية. تحليل شخصيتها يعكس مزيجًا من الجمال الخارجي والعمق الداخلي، حيث تظهر قدرتها على التواصل بفعالية مع الجمهور وتعزيز القيم الإنسانية من خلال عملها في الإعلام والشعر. dohamol67@gmail.com
×
الإعلامية د.عبير شرارة
د.عبير شرارة شاعرة إعلامية وممثلة لبنانية، حاصلة على دبلوم في الاعلام ماجستير من كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية، قدمت برنامج "خوابي الكلام" على شاشة تلفزيون لبنان وشاركت بالتمثيل في مسلسل دولار وأنا
«
31
32
33
34
35
»