Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
المهم تأدية الدور التمثيلي بحب وإخلاص
BY الفنان جورج حران
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
جورج حران لـ"للواء": "كل دور أؤديه في مسلسل ما، أشعر أني بطل فيه. المهم تأدية الدور التمثيلي بحب وإخلاص." حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل ظهر الممثل والفنان جورج حران في أكثر من ثمانين عملاً فنياً، وهو من الممثلين المحترفين الذين ينتمون لنقابة ممثلي المسرح والإذاعة والتلفزيون. تغلب على تعابيره القوة والجدية في أغلب أدواره التمثيلية، ويسخّر شخصيته لتكون المفتاح الذي يدخل منه المشاهد إلى الدور الذي يقوم به بحرفية درامية يثق بها، ويمنحها كل احتياجاتها، لتكون محافظة على طبيعة وجوده في الحلقة أو المسلسل أو المسرحية، وحتى الفيلم، إن كان بدور صغير أو دور كبير ذي أهمية ما، لأنه يؤمن بحرفيته ويمنح الشخصية التي يتقمصها كل الحب والاهتمام. لا يمكن لجورج حران أن يمر بأدواره التمثيلية مرور الكرام في وجدان المشاهد، لأنه يتلاصق مع المشاهد بطبيعته القريبة من الواقع، والغير متكلفة تمثيلياً، ومعه أجرينا هذا الحوار: - أطلالات درامية كثيرة تميزت بالاحتراف التمثيلي، إن جاز التعبير. هل تشعر أنه يتم تقييم الممثل المحترف كما ينبغي هذه الأيام؟ قليلون هم الذين يحصلون على حقوقهم المادية كما ينبغي أو كما استحقوا ذلك. لكن محبة الجمهور لهم هي الحق المعنوي الحقيقي لهم. صدقيني، محبة الناس واحترامها واهتمامها بنا كممثلين وفنانين لا تقدر بثمن، وهي الجوهر الحقيقي لي أو الكنز بمعنى أوسع. الجمهور أو الناس لا غاية لحبهم لأنهم يحبون الممثل كشخص يتأثرون به، وبأدواره الدرامية التي ينفعلون معها ويحبون الممثل من خلالها. إضافة إلى أن المشاهد بات يدرك الممثل الجيد من الممثل السيء، أو بشكل أوضح، الممثل المتقن والمحترف من غير المحترف. لأن الممثل المحترف يعشق التمثيل رغم كل الظروف التي يمر بها، وهي من أولوياته في الحياة، فهي في دمه ويتنفس من خلالها. - الدراما اللبنانية في انطلاقة تصاعدية. هل تظن أننا سنصل إلى عصر ذهبي جديد؟ وأين أنت من أدوار البطولة؟ حالياً، أشعر أننا بدأنا نسير على الطريق الدرامي الصحيح، ولا شيء يمنعنا من العودة إلى العصر الدرامي الذهبي الذي كنا نعيشه في الماضي. من المؤكد أن بعض الأعمال التي لا تصل إلى المستوى الدرامي المطلوب لن تؤثر على الأعمال التي نفتخر بها، وهي التي ترفعنا إلى المستوى المطلوب. لأنه لا ينقصنا الممثل ولا الكاتب، لكننا نحتاج إلى فتح أسواق للإنتاج اللبناني كي يتشجع بقية المنتجين ونزدهر أكثر فأكثر. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فكل دور أؤديه في مسلسل ما أشعر أني بطل فيه. المهم تأدية الدور التمثيلي بحب وإخلاص. أنا في هذه المهنة منذ أكثر من ثلاثين سنة، وكل يوم يمضي أعتبر التمثيل هوايتي رغم الاحتراف. أعشق التمثيل لدرجة أشعر وكأني أقوم بشعائر مقدسة. المنتج له حساباته الخاصة فيما يخص الاسم الذي يحصد نسبة عالية من المشاهدة وهذه قناعتهم. ربما لهذا لم أقم بأدوار البطولة حتى الآن، لكنني سأكمل الحلم ولن أشعر باليأس أبداً. - شخصية تاريخية تحلم بأداء دورها درامياً، ما هي؟ للحق، ما من شخصية محددة. أحب الغوص في أعماق أي شخصية تاريخية، وأفضل الشخصية المثيرة للجدل أكثر أو المعقدة والمركبة وليست الطبيعية والبسيطة كي تظهر قدراتي التمثيلية وإمكاناتي بشكل أفضل. ماذا تقول للرجل بشكل عام؟ لأني رجل ولست ذكراً، أقول: ابقَ شامخاً مثل الجبل، واترك الطفل القابع داخلك يعيش فيك وتعيش معه. لأن كل شعرة بيضاء في رأسك تذكرك بوجعك وبصبرك ويانكسارات العمر وهزائم القدر وقساوتها التي أحنت ظهرك. حافظ على الصفحة البيضاء التي ستلقى بها ربك يوماً ما. - جورج حران بعيداً عن التمثيل، بماذا يؤمن وكيف يرى الطفل داخله؟ أعيش حياتي كالوردة التي تمتلك العطر الجميل، أسقيها من طيبة القلب ومن نور الأمل ومن بسمة الشفاه ومن السعادة ما يجعلها تنبض كالقلب المؤمن بالحياة. من يتعرف على جورج حران بعيداً عن التمثيل يتفاجأ بروحي المرحة وعدم التكبر والتواضع الذي أفتخر به. ربما الصورة التي كونوها عني المشاهدون هي الجدية، لأنني أوحي بهذا، لكن من يضحكنا من خلال أدواره حين نبحث عن شخصيته في الحياة نجد أنه غالباً تعيس وجدي بشكل كبير في أدواره، هو مهضوم أو بالأحرى يمتلك روح الدعابة. أنا شخصياً أتمنى أن أكون سبباً لسعادة الكثيرين من حولي، ولا أكون سبباً للوجع، لأني لا أحب الأذية لأحد ولا الوجع لأحد ولا الزعل. أمتلك من السلام الداخلي ما يجعل الطفل الذي يحيا بي يبقى. أخجل من الله حينما يهديني يوماً آخر لعمري دون أن أنتفع به أو أنفع غيري به. - ما هي معاناة جورج حران الفنية بعد مسيرة العطاء الذاخرة بالأعمال؟ وما هي أحب الأعمال لقلبك؟ هي قصة الخوف من الغد، لأن مهنتنا ليست ثابتة. أحياناً نشتغل أكثر من ثلاث مسلسلات في نفس الوقت، وأحياناً نبقى لسنة بلا عمل. كل ما نطلبه كممثلين هو ألا نتبهدل في آخرتنا، أن نحصل على حقوق ضمان الشيخوخة. أبي رحمه الله دائماً يقول: "الله يستر آخرتنا"، وأغلب اللبنانيين لديهم هاجس الخوف من بكرا. نسمع عن ضمان الشيخوخة من وقت طويل، ولم ينفذ حتى الآن. كل الأعمال التي اشتركت فيها أحبها ولو لحلقة واحدة، لكن من المؤكد أن بعض الأعمال المميزة عند الجمهور لأنها انطبعت بذاكرتهم، مثل مسلسل "غنوجة بيا" وهو من كتابة منى طايع التي تمتلك نكهة خاصة بما تكتبه من مسلسلات. - تميز الممثل اللبناني واستطاع المنافسة في أعمال مشتركة، ما رأيك؟ ترك الممثل اللبناني بصمته في الكثير من الأعمال المشتركة وبنكهة خاصة. لا ينقصنا شيء، صدقيني، ونرفع رؤوسنا بالكثير من الممثلين، بل ونفتخر بهم. في بدايات الأعمال المشتركة كان الممثل اللبناني يأخذ الأدوار الكبيرة، ومن ثم أصبح يشارك بأدوار البطولة بنفس القدرات، وبنفس مساحة الدور، بمعنى أصبحنا نشاهد مسلسلات مشتركة أبطالها من كل الدول العربية وبنفس المستوى. من خلال الحوار معه نكتشف أنه مثالاً رائعاً للفنان المحترف الذي يحمل في طياته مزيجاً من الجدية والعاطفة، القوة والضعف، الواقعية والفنية. يمكننا تقسيم تحليلنا إلى محاور مختلفة للتفصيل في جوانب متعددة من شخصيته وتقديم رؤية متكاملة حوله. إذ يظهر في الحوار كفنان يعتز بحرفته ويعبر عن حبه العميق للتمثيل بطريقة عاطفية وصادقة. يبدو من خلال حديثه أنه يعيش التمثيل كأنه جزء من كيانه، كما لو كان كل دور يلعبه هو تجسيد لحلم أو شعيرة مقدسة. هذا الشعور العميق بالالتزام والتفاني يظهر جليًّا في كلماته، مما يضفي عليه هالة من الجدية والإخلاص التي تجعل من تعبيراته أكثر مصداقية وقوة. عند النظر إلى مسيرته الفنية، نجد أن جورج حران قد صنع لنفسه مكانة بارزة في عالم الفن بفضل تعدد أعماله وتميزه فيها. تصف شهادات زملائه والجمهور أنه من الممثلين القلائل الذين يتسمون بالاحترافية العالية والقدرة على جذب الانتباه بأدوار متنوعة. يناقش حران في حواره قضايا مهنية تتعلق بتقييم الممثلين وضمان الشيخوخة، وهو ما يعكس فهمه العميق لمتغيرات المجال الفني والتحديات التي تواجهه. يتجلى في حوار حران شعور عميق بالقلق والخوف من المستقبل، وهو ما يعكس طبيعة حياته الفنية غير المستقرة. هذه المشاعر تتجلى من خلال تعبيره عن الخوف من فقدان حقوقه ومستقبله المهني، مما يكشف عن جوانب إنسانية عميقة تتجاوز مجرد كونه فناناً. من جهة أخرى، يعكس تعبيره عن سعادته بجعل الآخرين سعيدين حبه للخير وتقديره للجوانب الإنسانية في حياته. كما يجسد حران صورة الفنان المتفاني الذي يضع كل قدراته في تقديم أدوار تعكس حقيقة التزامه بالفن. يُظهر قدرته على أداء أدوار مختلفة بشكل متقن، وهو ما يعزز من مكانته كأحد أبرز الفنانين المحترفين. يمتلك حران القدرة على تجسيد شخصيات معقدة ومركبة، وهو ما يتضح من تأكيده على تفضيله للشخصيات المثيرة للجدل والمعقدة. هذا التفضيل يكشف عن طموحه في استكشاف أعماق الشخصيات وتجسيدها بأقصى درجات الإتقان. يبدو أن جورج حران يمتلك قدرة كبيرة على التعبير عن الواقع من خلال تمثيله، حيث أنه لا يتنكر لمشاعره الشخصية وتحدياته. تصريحه بأن كل شعرة بيضاء تذكره بالتجارب والآلام يعكس عمق فهمه لواقعية الحياة. يمزج حران بين الواقعية والفنية بمهارة، مما يجعله قادراً على جذب المشاهدين وإيصال الرسائل بشكل مؤثر وواقعي. يعد جورج حران مثالاً للفنان الذي يجمع بين التزام فني عميق وإحساس إنساني متجذر. تعبيراته الصادقة وشغفه بالتمثيل يعكسان صورة فنية نابضة بالحياة، تجعله قادراً على التواصل بفعالية مع الجمهور والتأثير فيهم. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الفنان جورج حران
الفنان جورج حران هو ممثل لبناني يُعرف بمهاراته التمثيلية المتنوعة وقدرته على تجسيد مجموعة واسعة من الشخصيات. شارك في عشرات الأعمال التلفزيونية ومن أهمها مسلسل بارانويا (2021) وحادث قلب (2021) ورقصة مطر (2022) واختراق (2019).
هذا العمل الحركي استطاع تحقيق رسالتي فنياً
BY Artist Sara Badr Schmidt
8.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفنانة التشكيلية سارة بدر: "هذا العمل الحركي استطاع تحقيق رسالتي فنياً وهي الابتعاد عن العنف، عبر برمزية الأميرة وحبة الفول." حاورتها: ضحى عبدالرؤوف المل تعلو الأميرة على فرش متعددة ابتكرتها الفنانة سارة بدر لتحاكي الخوف عند الأطفال والكبار في المجتمعات المختلفة التي تعيش تحت السماء الواحدة وتعاني من الإرهاب أو التفجيرات الفجائية، كما تحاكي الأميرة خوفها من حبة البازلاء. لتستخرج من الذاكرة ما هو طفولي في عمل فني تركيبي إبداعي يعالج الصراعات بأسلوب تشويقي لما يحمله الفيديو المرافق من تعابير وموسيقى تصويرية ودلالات الانتقال من مكان إلى مكان عبر سماء واحدة. لتضفي على الفكرة بعض الصور التي جمعتها من عدة مناطق، وبالأحرى صور السماء في عدة مناطق مستخدمة المعنى أو الاسم بمقاربات الأحرف وما بين "سوا" و"سما"، بدأت حكاية الفنانة سارة بدر التي أرادت جمع الأحاسيس التي يتعرض لها الناس في العالم كله بشكل عام، والتي تؤدي إلى الخوف من التفجيرات بشكل مستمر. ومع الفنانة سارة بدر أجرينا هذا الحوار: - كيف انبثقت فكرة المعرض القائم على الحركة والفن التركيبي الإبداعي، غالباً إذا لم أقل بشكل عام؟ هي قصة الأميرة وحبة البازلاء. فأنا عشت بين لبنان وفرنسا، وعشت الحرب في طفولتي نوعاً ما، والآن أعيش في باريس. عندما بدأت التفجيرات في أوروبا وفرنسا، بدأ أولادي بالخوف مثل خوفنا خلال الحرب اللبنانية. وشعرت بأحاسيس الحرب السابقة، وأنا لا أحب الحروب. لأجل ذلك أخذت هذا العنصر الرمزي في التعبير، أو موضوع الملكة مع حبة البازلاء على سرير أو الكثير من الفرش، لعمل تركيبي غاص بمعرفة حكاية حبة البازلاء الفنتازية. لكن هنا حبة البازلاء هي التي أزعجت الأميرة لتبتعد عن التفجيرات برمزية حبة البازلاء المزعجة الشبيهة بالقنبلة التفجيرية. لهذا وضعت الكثير من الفرش تحت الأميرة، وكأن السرير هو ملجأ أحلامنا كي نكمل الحياة من خلال الأحلام وبدون أي عنف، بل بجمال ومحبة وسلام. - تم مزج التعبير الفني برمزية جمالية تعالج التفجيرات والخوف أثناء الحرب بشكل عام؟ لم أبتعد عن الحرب، إنما حاكاتها بأسلوب تركيبي فني جمالي، لأبتعد عن العنف والسياسة، ولأكون بمنحى ديناميكي مرن من خلال هذا العمل التركيبي، خصوصاً وأنني لاحظت خروج الناس مرتاحة وراضية عن المعرض، ودون أي ضغط نفسي. بمعنى أن هذا العمل الحركي استطاع تحقيق رسالتي فنياً وهي الابتعاد عن العنف عبر برمزية الأميرة وحبة الفول. - ما هي أهم العناصر التي تم استخدامها في هذا المعرض؟ العناصر الفنية التي استخدمتها هي لإيصال الفكرة بأسلوب قصصي بسيط، لأن الصور التقطتها في وقت زمني واحد، أي الساعة الثانية عشرة ظهراً، من الضاحية، ومن كليمنصو وسان نيكولا وآخر المرفأ وبرج حمود. والرسالة هي أن كل هذه الأماكن المختلفة هي تحت السماء الواحدة التي تظللهم، رغم أننا أثناء الحرب لم نكن نستطيع الوصول إليهم بينما السماء واحدة. والكلمة التي كتبتها وجمعتها هي "سوا"، وسوا يجب أن نعيش معاً. وأيضاً يصاحب المعرض فيلم فني موضوعه عن السماء. حاكت الحرب عبر الفانتازيا، وهذه الصور كلها كتب عليها "سوا" لأنه إذا تم تغيير حرف واحد تصبح "سماء". هل تريدين القول إنك ربطتِ المساحات الجغرافية مع بعضها لتكون تحت سماء واحدة؟ هذا المعرض سأقوم به أيضاً في أوروبا، وبهذا سأربط سماء بيروت مع سماء الدول الأخرى، ستكون "سوا" من كل الدول تقريباً نيويورك ولندن وبيروت. والسماء هي التي تربطنا سوا، لهذا لم أظهر الأرض، لأقول إن الخوف من الحروب هو عند جميع الأطفال وليس خاصاً. - هل يمكنني القول إن خوف أطفالك هو السبب في ولادة هذا العمل الفني الإبداعي؟ أنا لم أكن أرغب بالكلام عن الحرب أو أن أوحي لها، لكن بسبب التفجيرات التي حدثت في أوروبا وبقية المناطق هي التي جعلتني استخدم هذا الأسلوب الفني في هذا المعرض الذي جسدته الأميرة وحبة الفول، وقد استخرجتها من الذاكرة الطفولية لأركبها كما هي الآن في هذا المعرض الفني الذي سيتم عرضه أيضاً في أوروبا. من خلال الحوار معها نكتشف تبعث الأعمال الفنية للفنانة سارة بدر انطباعًا قويًا بالمزج بين الرمزية والبُعد النفسي، مما يخلق تجربة فريدة من نوعها. التلاعب بالرمزية، مثل برمزية الأميرة وحبة البازلاء، يبرز الصراع الداخلي والخوف الناتج عن الظروف المحيطة. التركيز على البرمزية والتفاصيل الدقيقة في العمل يعكس عمق التجربة الشخصية والتأملات التي تمر بها الفنانة. تركز الفنانة على رمز الأميرة وحبة البازلاء كوسيلة للتعبير عن الخوف والصراعات الشخصية والجماعية . إذ تستخدم الفنانة الألوان والتراكيب للتعبير عن مشاعر الخوف والأمل، معتمدة على تجاربها الشخصية وصراعات الحرب. العمل الفني يتميز بأسلوب تركيبي حيث تتداخل العناصر لتقديم رؤية متعددة الأبعاد للموضوع. الأسلوب يبرز قوة الرمزية ويعزز الفكرة المركزية حول الخوف والحماية عبر استخدام التفاصيل الفنية. تتأثر أعمال سارة بدر بشكل واضح بتجاربها الشخصية، خاصةً تجاربها في الحروب والتفجيرات. استخدام رموز مثل الأميرة وحبة البازلاء يعكس الحاجة إلى التعبير عن القلق والخوف العميق. تأملاتها في تجربة أطفالها والخوف الذي يعانونه يبرز جانبًا نفسيًّا يربط بين تجاربها وتجارب المشاهدين. العمل الفني يشحن المشاهدين بمشاعر متعددة، منها الخوف، والأمل، والحنين إلى البراءة. يُعد المعرض محاولة لتوصيل رسالة تطمينية تعكس الأمل والإنسانية في وجه الصراعات. تعتمد الفنانة على الألوان بشكل استراتيجي لإبراز التباين بين الأمان والخوف. الألوان الدافئة قد تشير إلى الأمل والمحبة، بينما الألوان الباردة قد تمثل الخوف والقلق. التقنيات المستخدمة في العمل التركيبي تخلق تباينًا بصريًا يعزز الرسالة العاطفية. التكوين البصري يبرز تنقل المشاهد بين عناصر مختلفة، من السماء إلى الفرش. تساهم هذه التراكيب في خلق تجارب بصرية مكثفة، مما يعزز الرسالة التي تسعى الفنانة إلى توصيلها. تتجلى الجمالية البصرية في التناغم بين العناصر المختلفة، مثل استخدام الصور الرمزية والمركبات الفنية لخلق تأثير بصري جذاب. استخدام صور السماء والألوان يضفي على العمل طابعًا دراميًّا وجماليًّا يلفت الانتباه. يحقق العمل توازنًا بين الأنسجة والألوان والعناصر المختلفة، مما يخلق انسجامًا بصريًّا. التباين بين الفكرة الرمزية والتجربة الشخصية يضيف عمقًا جماليًّا للفن.تُعبر الأعمال عن مشاعر الخوف من خلال الرمزية القوية مثل حبة البازلاء، بينما تسعى في ذات الوقت لتقديم رسالة أمل من خلال التكوينات الفنية والرمزية. النمط التعبيري يبرز الصراع الداخلي والتحديات الشخصية التي تواجهها الفنانة. يُعَدُّ العمل الفني وسيلة للتواصل العاطفي مع المشاهدين، حيث يُطلب منهم التفاعل مع الرموز والرسائل العاطفية. التأثير العاطفي يخلق رابطًا بين التجربة الشخصية للفنانة وتجارب المشاهدين. يعكس الإيقاع البصري في العمل الفني تدفقًا متناغمًا بين العناصر. التكوينات المختلفة مثل الفرش والصور تخلق حركة بصرية تشد انتباه المشاهد. الإيقاع يعزز الشعور بالانتقال والتغيير، مما يضيف بعدًا ديناميكيًّا للعمل. يستخدم العمل الفني التكرار والتباين لخلق تأثير بصري متنوع. التكرار في استخدام العناصر الرمزية مثل السماء وحبة البازلاء يعزز الرسالة الفنية، بينما التباين بين الألوان والتفاصيل يخلق إيقاعًا بصريًّا يساهم في تعزيز التجربة العامة. هذا الحوار يسلط الضوء على الأبعاد المتعددة لعمل الفنانة سارة بدر، مع التركيز على كيفية تعبيرها عن التجارب الشخصية والرمزية بأسلوب فني وجمالي يثير استجابة عاطفية لدى المشاهدين. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
Artist Sara Badr Schmidt
Artist Sara Badr Schmidt سارة بدر شميت فنانة تشكيلية من أصل سويدي ولبناني تعيش في باريس. تنعكس تنوع خلفيتها في فنها، الذي يركز في المقام الأول على قضية التعايش الثقافي وتعقيدات الهوية الإقليمية. تسعى إلى إثارة الحوار والعاطفة مع المراقب، وتتحدث أعمالها عن الاتصال والإثراء في التنوع والتفاعل، سواء في رسائلها أو في أشكالها، وخلط الأنواع والمواد والتقنيات المختلفة. بالنسبة لسارة بدر شميت، فإن الفن مستوحى بشكل مباشر من الحياة والعالم الحقيقي، ويعدلهما، ويتغير بدوره بهما. تعكس تركيباتها النسيجية ومنشآتها ولوحاتها وعملها بشكل عام هذه الرؤية، المترجمة بوعي بطريقة شعرية تؤدي بشكل حدسي إلى التأمل الشخصي
المسرح الشعري من أصعب المسارح
BY الشاعر يوسف المسن
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الشاعر يوسف المسن للواء: "المسرح الشعري من أصعب المسارح على الإطلاق؛ لأنه ليس مسرحًا هزليًا لكي يُضحك الجمهور." حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل يطل الشاعر يوسف المسن من نافذة الشعر العامي أو المحكي أو اللبناني على عالم فسيح، لكن هذه النافذة لا تتسع كثيرًا ليقول ما يجول في مخيلته من أفكار. ويقول في هذا: "أنا لا أقرأ الشعر المحكي لكي أتثقف، بل مطالعاتي هي بالفصحى." بنى بيته الشعري على أنقاض بيوت شعر لها زمانها. في شعره، لا تسأل الأغصان عن جذورها؛ إنها تتطلع إلى فوق، إلى فوق. تتميز قصائده أحيانًا بشعر حكمي وفلسفي وانتقادي نظرًا للبيئة التي احتضنته؛ قصيدة "نواطير الكرم" قصيدة انتقادية لاذعة لأنه رأى كيف تسود شريعة الغاب في الوطن الصغير، وكيف القوي يأكل حقوق الضعيف. فتكونت بلسان الشاعر رؤية انتقادية بلغة شعرية تفيض بالأسس الجمالية للغة الشعر وصوره الخلاقة. ومع الشاعر يوسف المسن أجرينا هذا الحوار. - تمتلك مفاتيح الشعر وتستعمل بعضها، أين المفتاح الأخير في الشعر؟ أمتلك عدة مفاتيح شعرية كما تقدمت، والمفتاح الأساسي هو مفتاح النزعة التشاؤمية التي صُبغ بها شعري، فلقبني أصدقائي "بشاعر العتم". وأما المفتاح الأخير الذي سأركز عليه فهو مفتاح الغزل الذي يمتلكني في هذه الأيام، ومواده حاضرة في مخيلتي. أنني أسمع غصون شوقي تتلو قوانينها أمام هذا المارد العظيم الذي يُسمى الحب. في مجموعتي الشعرية قصائد غزلية كثيرة، ولكن لم يكن الغزل يومها همّي الوحيد. اليوم أرى شعري بحاجة إلى قصيدة واحدة، هي القصيدة الغزلية. - أجزم بأن في قصائدك تأوهات زمنية، لكل منها ميزة زجلية أو لغة محكية أو لغة نظم شعري سلس. كيف يتفجر كل هذا، ومتى تحاول أن تضع له الحدود؟ السلاسة في نظمي الشعري تعود إلى البيئة التي ترعرعت فيها. أنا من منطقة تكثر فيها الينابيع وأحراج الصنوبر والسنديان والحور والوزال. حتمًا سينعكس جو هذه البيئة على شعري دون أن أدري. أما التأوهات في قصائدي فهي لأنني أشعر وكأنني شريد في هذا العالم، أجرّ أحلامي ورائي وأنا في نفق مظلم؛ وأرى الشمس أحيانًا كتلة حارقة فقط وغبارًا ضوئيًا لا نفع فيه ولا تدفئني حرارته من صقيع أحلامي وأوهامها، وأرى المدى أمامي مقفلًا بحائط من الإسمنت السميك. أنا أكتب مثلما أشعر، وأرى أن هذا النمط الرمادي سيبقى يرافقني مدى الحياة. - بات الشعر المحكي على كل لسان في عصر انعصرت فيه اللغة، إلا أن الشعر المحكي في لغة يوسف المسن حافظت على المستوى الشعري، بل تحدت الهزال الشعري الذي نعاني منه حاليًا. ما رأيك؟ الشعر المحكي هو لغة الشعب ويدخل إلى القلوب دون جواز سفر، ولغته مفهومة من الجميع ولا يحتاج هذا الشعر إلى ثقافة واسعة كالشعر الفصيح. معظم شعراء الزجل غير مثقفين. أما أنا، فأركز على الثقافة أولًا، فهي العامل الأساسي لكتابة قصيدة راقية تلفت نظر المثقفين وتعيش أكثر. أنا مشكلتي الوحيدة هي الكلمة "أخاف منها وأخاف عليها". ولا أريد أن أقول: انظروا ما لدي من دواوين، بل أقرأوا ما كتبت في هذا الديوان. هناك كتب زجلية تُصدر كل سنة بالآلاف، ولكن الكمية لا النوعية. وهنا أقول: أين دور نقابة شعراء الزجل؟؟ همّها الوحيد هو توزيع دروع تقديرية ورفع تماثيل. خطرت على بالي هنا خاطرة؛ حسب بعض الإحصاءات الزجلية، يوجد في لبنان ثلاثة آلاف شاعر زجلي، تصوروا إذا أُقيم لهم ثلاثة آلاف تمثال، نكون قد أصبحنا في بلد التماثيل. - مسرحيات شعرية لكبار الشعراء تنتظر المسارح، والتمويل الجيد لهذا المسرح الغنائي بات في كتب الشعراء فقط. فأين أنت منها؟ المسرح الشعري من أصعب المسارح على الإطلاق؛ لأنه ليس مسرحًا هزليًا لكي يُضحك الجمهور. إنه مسرح فكري إبداعي ليس له مردود مادي نظرًا لتدني عدد الحاضرين، مما يؤثر سلبًا على المنتج. أنا بحثت مع أحد المنتجين والمخرجين الكبار لكي يمسرح مسرحيتي "يهوذا"، لكنني رفضت لأنه سيضعف النص، ويُدخل عليه بعض الحواشي التي لا معنى لها. هناك مسرحيات تُقرأ ولا تُمثل، ومسرحيات تُمثل ولا تُقرأ. في هذا الحوار، نجد فرصة للتعرف عن كثب على الشاعر يوسف المسن فالشاعر يوسف المسن يعبر بوضوح عن رؤيته العميقة للشعر، وخاصة الشعر المحكي. يُظهر أن لديه فلسفة خاصة في استخدام اللغة والتعبير، مما يضيف بعدًا آخر إلى فهمنا لشعره. تصريحاته حول فصاحة الشعر المحكي مقابل الشعر الفصيح تعكس اهتمامًا جادًا بتأثير الأدب على الجمهور. تعبيره عن تشاؤميته وميله للرمادي يعكس وجهة نظره الشخصية العميقة ويضيف أصالة إلى عمله الشعري. يشعر الشاعر وكأنه يعيش في عالم مظلم، وهذا الشعور يتجسد في أعماله، مما يعكس تأثيرات البيئة النفسية والشخصية على الإبداع. الشاعر يدافع بوضوح عن الشعر المحكي، مؤكدًا أنه لغة الشعب والتي تصل إلى القلوب بسهولة أكبر من الشعر الفصيح. يؤكد على أهمية الثقافة في كتابة شعر راقٍ، وينتقد الهزال الشعري الذي يراه منتشرًا، وهو يلفت الانتباه إلى الفرق بين الكم والنوعية. يوضح المسن التحديات التي تواجه المسرح الشعري، ويشير إلى الصعوبات المرتبطة بتمويل وعرض المسرحيات الشعرية. يعبر عن مخاوفه من أن التعديلات التي قد تُدخل على نصوصه يمكن أن تضعفها، مما يعكس حرصه على جودة العمل الفني وعدم المساس برؤيته الإبداعية. يُظهر نقده لنقابة شعراء الزجل وبعض الممارسات المرتبطة بها جانبًا من الاستياء تجاه الوضع الحالي للشعر الزجلي. يشير إلى أنه يرى هذه المؤسسات كمحور للجوائز دون أن تقدم دعمًا حقيقيًا للأدب. الحوار معه يقدم صورة واضحة عن الشاعر يوسف المسن، ويعكس بصدق مواقفه وتوجهاته الأدبية. يعبر عن اعتزاز عميق بفنه وتقديره للشعر المحكي، ويطرح قضايا مهمة تتعلق بالتحديات التي يواجهها الشعراء في عصرنا الحالي. الأسلوب في الحوار يعكس صدقًا وشفافية، مما يتيح لنا فهمًا أفضل لموقف الشاعر ورؤيته الشخصية. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الشاعر يوسف المسن
لاحقا
الرواية هي سلاحي الذي أدافع به
BY الكاتب والروائي محمد جبعيتي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي محمد جبعيتي للواء: "الرواية هي سلاحي الذي أدافع به عن وجودي الفلسطيني" حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل هي لعبة روائية، انبثقت عن قصديّة مسبقة وتقنيات واعية. أراد من خلالها "محمد جبعيتي" أن يكتب الحلم في روايته الصادرة عن "دار الفارابي" بعنوان "رجل واحد لا أكثر من موت"، لأن الحلم من وجهة نظره، أكثر واقعية من الواقع نفسه. معتبراً أن ما حولنا ليس أكثر من عالم مزيف، مؤثث بالأوهام والأكاذيب، وكأننا نلعب أدوارًا في الحياة، أما في الحلم فإننا نكون أكثر التصاقًا بحقيقتنا، وأكثر صدقًا ونقاءً. وهو لا يقصد بالحلم ما نراه فقط في نومنا ويقظتنا، بل كل ما نتمنى أن نكونه. وفلسطين هي البوصلة الروائية للروائي "محمد جبعيتي"، ومعه أجرينا هذا الحوار: ــــ تقف المرأة الغربية أمام المرآة، والفلسطينية تحت شجرة الجمّيز، هل هذا مطالبة بحقوق فلسطينية أم هو تقديس لها؟ أرفض تقديس المرأة الفلسطينية، فهي تحب وتمارس حياتها مثل بقية نساء العالم، تبكي وتتألم عند استشهاد أحد أبنائها مثل جميع الأمهات. لكنها وجدت نفسها أمام أحقر وأبشع احتلال عرفه التاريخ. إنها تقاتل في كل يوم الاحتلال والفقر ومشاكل تراكمت بمرور السنين. أعتقد أن المرأة الفلسطينية في جوهرها لا تختلف عن المرأة الغربية، وعن أية امرأة في العالم، من حيث سعيها إلى الإبداع وإثبات ذاتها، ومطالبتها بحريتها وحقوقها المشروعة. ـــ الفن أقوى من الموت. هل تمارس فن الحياة لتمنحه لفلسطين روائيًا، وبتورية مقصودة؟ معركتنا مع الإسرائيلي هي معركة وجود، فإما أن نكون أو لا نكون. في الحقيقة، ليس في كلامي أية مبالغة؛ يعيش الآن في الضفة الغربية حوالي مليون مستوطن، الأرض تضيع في كل لحظة، والعالم يقف متفرجًا. نحن نقاتل بالسلاح واللحم العاري والقلم والريشة. الرواية هي سلاحي الذي أدافع به عن وجودي الفلسطيني، الصراع في الأساس بين حكايتين، وأنا أسعى إلى ترسيخ حكايتنا عبر الكتابة. ـــ هل تحاول تحقيق التكافؤ الاجتماعي المفقود في العالم بشكل عام؟ لا أسعى إلى تغيير العالم، أنا أقول ما ينبغي أن أقوله. الجحيم هو ألا أستطيع قول ما ينبغي قوله. ـ كتبت نقدًا روائيًا صريحًا في الرواية عبر أكثر من نقطة، عالجتها بهدوء، لماذا؟ تكاد تكون الرواية في العصر الحديث حاضنة للمعرفة الإنسانية. عندما أشتغل في رواية، أكون سائحًا في مدينة غريبة، أو عاشقًا في حديقة عامة، أقطف وردة، وأجري حديثًا عابرًا مع أحد الجالسين على المقاعد، أصادف قطة أو تقع حادثة خارجة عن المألوف، فأكتب عنها. وما تطرقت إليه في الرواية من حديث حول الفن الروائي كان هدفه أن أقول تصوري وفهمي الخاص لهذا الفن، لأنّه لا وجود لي خارج الكتابة. إنها أداة مهمة لفهم العالم، وهي أيضًا موقف إزاء الوجود. ــــ مجموعة لوحات بنيت عليها رواية ما بين إيطاليا وفلسطين، هل تقصد أن معاناة الإنسان العربي هي نفسها في كل مكان؟ الإنسان العربي الذي يعاني من الفقر والعنف والتخلف، تلحقه هذه اللعنات حتى بعد أن يترك وطنه، لأنها أحدثت في داخله أعطابًا وجروحًا داخلية، ليس من السهل التخلص منها. كما سيدخل العربي في صراع بين ماضيه وإرثه الثقافي وبين ثقافة الغرب، ومحاولة تقبل القيم الجديدة. ــــ سريالية مستقبلية لمتوقعات تحدث هنا وهناك، وفلسطين برزت في الوسط، هل اعتمدت التورية؟ النص غير مغلق وقابل للتأويل. المهم بالنسبة لي هو أن تكون هناك فراغات فنية للقارئ، وأن يُمنح حرية فهم النص وتأويله. هناك قارئ قال لي إنّ كاظم في الرواية يرمز إلى فلسطين، لذلك كانت كلمة "ستموت" افتتاحية النص، كأن هذا تنبؤ مستقبلي من الآخرين/الأعداء، بنهاية القضية الفلسطينية وتصفيتها، لكن في النهاية لا يموت كاظم، بل يموت من راهن على موته بالمرض وفقدان الأمل. تعلمت ألا أقول الأشياء مباشرة، وخصوصًا فيما يتعلق بفلسطين. في رؤية تحليلية للحوار نكشف بوضوح عن رؤية محمد جبعيتي للعالم من خلال عدسة الرواية. يظهر جبعيتي قدرًا كبيرًا من الإحساس الشخصي والعاطفي تجاه قضايا فلسطين. يُحسن الكاتب تجسيد القضايا الفلسطينية بطرق شعرية وعاطفية، حيث يربط بين الواقع والحلم، مشددًا على أن الحلم يمكن أن يكون أكثر واقعية من الواقع نفسه. هذا يُبرز مستوى عالٍ من التعاطف والحنين إلى الوطن في عمله الأدبي. في الحوار يقارن بين وضع المرأة الغربية والفلسطينية، حيث يرفض الكاتب تقديس المرأة الفلسطينية، مشددًا على أنها تواجه تحديات تتجاوز نظيرتها الغربية، مثل الاحتلال والفقر. هذا التناقض يسلط الضوء على اختلاف تجارب النساء بناءً على سياقات ثقافية وسياسية مختلفة، ويعكس نظرة عميقة لمأساة النساء الفلسطينيات والضغوط التي يواجهنها. جبعيتي يعرّف الرواية كسلاح في معركته لفرض وجوده الفلسطيني، مما يبرز وظيفتها كأداة نضال. الرواية، في هذا السياق، لا تُعتبر مجرد شكل أدبي، بل وسيلة للتعبير عن الهوية والمقاومة. يُظهر التحليل مدى ارتباط الكتابة بالوجود الشخصي والجماعي، ويعزز من أهمية الرواية كوسيلة لتوثيق وتقديم رواية فلسطين بشكل فعال. الروائي يعبر عن اعتقاده بعدم قدرته على تغيير العالم، ولكن من خلال الكتابة يمكنه التعبير عن قضايا مهمة. هذا يظهر الإحساس بالعجز الفردي أمام التحديات الكبيرة، ولكنه يقدّر في الوقت نفسه قوة الأدب كأداة للتغيير والتأثير. هذا الوعي بالنقص والقدرة الموازية على التأثير هو جزء مهم من المنظور الأدبي والفكري. الحوار يعكس الصراع الداخلي للكاتب مع قضايا الوجود والأزمة. جبعيتي يبرز حدة التحديات التي يواجهها الفلسطينيون، وكيف أن الكتابة والرواية أصبحت سبيلاً له للتعامل مع هذه الأزمات. الإحساس بالألم والقلق من فقدان الهوية والوجود يتجلى بوضوح في تصريحاته حول الصراع المستمر والاحتلال. الرواية تعكس أيضًا نزعة نفسية للتعامل مع الواقع من خلال التورية والأساليب الفنية. استخدام الحلم كوسيلة للتعبير عن الحقيقة يعكس محاولة للتغلب على القيود المفروضة على التعبير المباشر، ويوضح بحث الكاتب عن طرق غير مباشرة لتوصيل رسائل عميقة حول الهوية والتحديات. الرمزية في الرواية، مثل استخدام شخصية كاظم كرمز لفلسطين، تُظهر كيف يمكن للرواية أن تكون وسيلة لتقديم رسائل متعددة الأبعاد. استخدام الرموز والتورية يعطي العمل الأدبي بعدًا فلسفيًا، حيث يتمكن القارئ من فهم النص من زوايا متعددة، وهذا يعزز من عمق العمل وثرائه. جبعيتي يستخدم تقنيات سردية متقدمة مثل التورية والتشابيه لخلق علاقة بين الواقع والحلم. هذا الاستخدام للتقنيات الأدبية يعكس مهارة الكاتب في بناء نصوص تحمل أبعادًا متعددة، وتعكس أساليب تعبيرية تتجاوز الحدود التقليدية للسرد. الأدب كأداة للوعي والاحتجاج: المنظور الفكري للنص يشير إلى أن الأدب يمكن أن يكون أداة قوية للوعي والاحتجاج. جبعيتي يعتبر الرواية وسيلة ليس فقط لنقل التجارب الشخصية بل أيضًا لرفع مستوى الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية. هذا المنظور يعزز من قيمة الأدب كوسيلة للنضال الفكري والتعبير عن القضايا الهامة. الحوار يظهر كيف يمكن للأدب الفلسطيني أن يكون جزءًا من الحوار العالمي حول قضايا العدالة الاجتماعية. جبعيتي يسعى إلى عرض تجربة فلسطينية في إطار عالمي أوسع، مما يعكس الوعي بتداخل القضايا المحلية والعالمية. يظهر الحوار بوضوح أن محمد جبعيتي يعتبر الرواية وسيلة فنية قوية وضرورية للتعبير عن الوجود الفلسطيني ومواجهة التحديات. من خلال تقنيات السرد الرمزية والاهتمام بالتحليل العميق للواقع، يقدم جبعيتي رؤية أدبية تعكس مدى تعقيد الواقع الفلسطيني والأهمية المستمرة للأدب كأداة للتغيير والاحتجاج. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الكاتب والروائي محمد جبعيتي
محمد جبعيتي. كاتب من فلسطين. حاصل على درجة الماجستير في الأدب العربي، يعمل في مجالي التعليم والصحافة. لديه العديد من الروايات..
«
39
40
41
42
43
»