Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
نعم، أنتقد نوبل للسلام
BY الروائي راهيم حسّاوي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي راهيم حساوي: "نعم، أنتقد نوبل للسلام" حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل تجسد رواية "الباندا" للروائي "راهيم حساوي" الصادرة عن "دار نوفل" دورة الحياة، فتبرز المشاهد الانتقادية في الرواية كلعبة نسجها لعرض كل ما هو باطن في الأدوار الحياتية والإنسانية التي تشكل في نمطها الرتيب شكل الباندا ولونه ودورة حياته المخفي منها قبل الظاهر، وعبثية الحياة والموت وفكرة الخلود التي تهاجم العقل الإنساني، وتدفعه للبحث وإيجاد لغة البقاء بمختلف الأفكار الفنية والاقتصادية والمعيشية البسيطة والمعقدة. لتأخذ شخصيات الرواية من الباندا اختياراتها، ومع الروائي "راهيم حساوي" أجريت هذا الحوار. - النسيان والمتعة والعمل في وقت واحد، هل أصف عملك الروائي بهذه الثلاثية؟ لم يستطع عمران التل نسيان الطريقة التي قتل بها أبوه نفسه في مكتبه، ولم يستمتع الدكتور عزام بألفته مع كلودين حتى النهاية. أما فيما يخص العمل، فقد كان العمل حاضراً دون توقف من بداية الرواية حتى نهايتها لكل شخصية من شخصيات الرواية. - عناصر الفن التشكيلي وأدواته في الرواية ينعكس في صورة الغلاف والتجريد لواقع رمزي هو الباب. هل تعتبرها حنكة روائية لدال ومدلول؟ لا أرى في الأمر حنكة، إنه مجرد غلاف مناسب، وما الجدوى من الأغلفة والعناوين إذا كان الورق وما عليه من مضمون بلا قيمة! جاء الباب لعدة أسباب، على رأسها أن عمران هو نجار وصانع أبواب، ومن جهة ثانية كانت فريدة الأسعد تقف على باب نوبل للسلام بطريقة مواربة، وكذلك هذا الباب له دلالته فيما يتعلق بباب سارة الزين الذي صار باب مكتب عاصم التل لها بعد سنين. - وضعت في الرواية خيارات لسؤال ما زالت الإجابات عليه عالقة، لكن لماذا الباندا؟ ولمن يكتب راهيم حساوي؟ الأسئلة هي مشروع قائم بين الكاتب والقارئ، وفيما يخص العنوان، فقد جاء من العبارة التي كان يكررها عاصم التل قبل قتله لنفسه: "إنه واضح مثل بياض وسواد وحجم دب الباندا المهدد بالانقراض"، أي أنه يقصد الحقيقة في وضوحها وفي انقراضها. أكتب للذين لا أعرفهم ولا يعرفونني بالدرجة الأولى. - هل تنتقد جائزة نوبل للسلام ونحن نعلم أنها برمزيتها تحمل الكثير من المعايير المهمة في الحياة؟ نعم، أنتقد نوبل للسلام، ولا رمزية لها سوى الابتذال وانتهاك قيمة الإنسان الأولى، ولستُ بصدد المعايير الخاصة بها ولست في صدد من يستحقها ولا يستحقها، بل في صدد وجودها بحد ذاته، وكل يقين أنها ستتوقف في يوم من الأيام (هذه الجائزة على وجه التحديد). أما فيما تبقى من جوائز، فلست معترضاً عليها، على العكس، وجودها جيد. وأظن أن الذين سينالون نوبل للسلام سيكون الواحد منهم محط سخرية وأضحوكة أمام ما تبقى من مليارات البشر الذين لا علاقة لهم بمثل هذه المهزلة. - ألا يكفي الإحساس بالسعادة أن العمل الفني قدم ما يجب تقديمه للإنسانية بغض النظر عن جائزة نوبل أو غيرها؟ كلاهما معاً، وثمة أمور أخرى. - راهيم حساوي والفن والسخاء الروائي المتنوع بصوره الجمالية، من تتحدى؟ لا أتحدى أحداً على وجه الخصوص، وفكرة التحدي باتت ساذجة في عصرنا هذا. كل ما أفعله يتعلق بحالة فعل شيء ريثما نموت، وهذا هو السيناريو الأبدي، لم أسمع عن سيناريو غير هذا السيناريو من قبل، وحتى الفعل في بعض الأحيان يبدو ساذجاً طالما أنه مرهون بفناء صاحبه وفناء الجميع. فرغم الأوابد التاريخية التي قام بها القدماء، إلا أنها تبدو سخيفة في بعض الأحيان أمام فكرة فناء من قام بها، وهذا يؤكد عجز الإنسان الكامل ويؤكد عقدته الأزلية في حب الخلود. لا شيء من هذا كله سوى انتظار الخاتمة، والخاتمة دوماً شأن شخصي لا يمكن لأي أحد أن يلمسه، مثلما حدث لعاصم التل في "الباندا"، حتى ولده عمران لم يستطع لمسه للأقصى، وهذا بدا واضحاً في آخر مشهد من الرواية. نكتشف من خلال الحوار مع راهيم في روايته "الباندا"، أنه قدم عملاً أدبيًا يتسم بعمق اجتماعي وفني في آن واحد، حيث يتناول موضوعات معقدة تتعلق بالحياة والموت، والخلود، وتفاهة القيم الإنسانية. الرواية، الصادرة عن "دار نوفل"، تتجاوز كونها مجرد نص أدبي لتصبح نافذة تتيح للقارئ الغوص في عالم مليء بالتحديات الفكرية والتساؤلات الوجودية. تتمحور الرواية حول دورة الحياة من خلال استعارة شكل الباندا، الذي يُمثل كائنًا يعاني من التهديد بالانقراض. من خلال هذا التشبيه، ينجح حساوي في إبراز التشابه بين الباندا والإنسان في سعيه المحموم نحو الخلود وفهم معاني الحياة والموت. الرواية تُعرض كرحلة تأملية تجسد الصراع الداخلي للأفراد أمام عبثية وجودهم، ويعكس هذا الصراع بوضوح من خلال شخصيات الرواية التي تعاني من تردد وعدم استقرار في التعامل مع مفاهيم النسيان والخلود والعمل. عمران التل، الذي يظل عالقًا في ذكريات مؤلمة عن وفاة والده، يمثل الجانب الذي يصارع مع التورط في الماضي وتأثيره على الحاضر. هذا التورط يؤثر على قدرته على الاستمتاع بالحياة واستمرار العمل، مما يعكس عبء الذكريات على الفرد في مجتمعه. الدكتور عزام، الذي يصف مشاعره تجاه علاقته مع كلودين، يمثل صراع الإنسان مع العلاقات الشخصية التي قد تبدو ممتعة ولكنها في الواقع تظل غير مُرضية حتى النهاية. هذه الشخصية تعكس التجربة الإنسانية الواسعة التي تتنوع بين الفرح والألم. اختيار حساوي لغلاف الرواية، الذي يحتوي على صورة الباب، له دلالات رمزية عميقة. الباب هنا لا يمثل مجرد عنصر مادي، بل هو رمز للتحولات والانتقال بين مراحل الحياة. هذا الرمز يتداخل مع حياة شخصيات الرواية، حيث يُظهر عمران كنجار وصانع أبواب، ويُعبر عن وجود فريدة الأسعد على باب نوبل للسلام، مما يعكس مشهدًا رمزيًا يرتبط بانتقالات الحياة ومحاولات النجاح والاعتراف. الرؤية النقدية لجائزة نوبل للسلام التي يعبر عنها حساوي تكشف عن استياءه من المؤسسات التي تحمل طابع الرمزية البراقة ولكنها، في رأيه، تفتقر إلى المصداقية والتأثير الحقيقي. الانتقاد هنا لا يقتصر على الجائزة نفسها بل يعبر عن استنكار للمعايير التي تحدد القيم الإنسانية بطريقة قد تكون سطحية أو مبتذلة. هدف حساوي في هذه الرواية يبدو واضحًا: إنه يسعى لطرح تساؤلات عميقة حول وجود الإنسان ومعناه. من خلال تقديم رواية مليئة بالتفاصيل التي تكشف عن هشاشة القيم الإنسانية وعبثية السعي للخلود، يدعو حساوي القارئ إلى إعادة التفكير في مفهوم السعادة والإنجازات الفردية في عالم يعج بالتناقضات. الرواية، بطابعها التحليلي والنقدي، تدفع القارئ للتفكر في القضايا الكبرى المتعلقة بالوجود والإنسانية، وتضع في مواجهة الأسئلة الكبرى التي لم يجد لها الإنسان حلاً قط. في "الباندا"، يتجلى براعة راهيم حساوي في تقديم سرد يعكس جوانب متعددة من حياة الإنسان من خلال استخدام رمزية مكثفة وشخصيات معقدة. الرواية ليست مجرد عمل أدبي بل هي تأمل فلسفي في معنى الحياة، دور الفرد في المجتمع، والبحث عن الخلود. من خلال هذا العمل، ينقلب الضوء على قضايا جوهرية تتعلق بالوجود الإنساني، مما يجعل الرواية تثير التفكير وتفتح أفقًا واسعًا للتساؤل والنقد. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الروائي راهيم حسّاوي
راهيم حساوي (1 يناير 1980-)، روائي سوري. له العديد من المسرحيات القصيرة والروايات المنشورة في عدة صحف ومواقع إلكترونية، أولها العمل المسرحي بعنوان «السيدة العانس» المنشورة في الحياة المسرحية عام 2010، وأشهرها رواية «الشاهدات رأسًا على عقب» في عام 2013.حصل على الجائزة الثالثة لمسابقة الشارقة للتأليف المسرحي للكبار عام 2011 عن مسرحية «الرخام». وجائزة الشيخ زايد للكتّاب عن رواية «الباندا» عام 2017. أعماله مسرحية «السيدة العانس» 2010. مسرحية «أنشودة النقيق» 2011. مسرحية «الرخام» 2011. رواية «الشاهدات رأسًا على عقب» 2013. رواية «الباندا» 2017. رواية «ممر المشاة» 2019.
يلحن للشعب السوداني والشعوب الإفريقية المجاورة
BY الموسيقي يوسف الموصلي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الملحن والموسيقي والمغني يوسف الموصللي لمرايا: "يوسف الموصللي يلحن للشعب السوداني والشعوب الإفريقية المجاورة ويطمح إلى العالم كله" حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل تمسك المغني والموسيقي يوسف الموصللي بالنكهة الشعبية للأغنية السودانية، متمكنًا من التأليف والنظريات الموسيقية التي درسها في المعهد العالي للموسيقى والمسرح، ليستكملها بشهادة الماجستير في كونسرفتوار القاهرة. حيث ازدانت أغانيه التي كللت المهرجانات الثقافية السودانية بالكثير من الأغاني والألحان، وبمئات المقطوعات الموسيقية، وأيضًا بقيادة فرق الأوكسترا. فاللحن هو الركيزة الأساسية في أعماله الفنية ذات الانطباع المحلي، التي عبرت الكلمة والنغمة، وبشمولية وصلت إلى التوزيع الموسيقي، مما منحها أهمية كبرى في درجات عالم اللحن والأغنية. الطرب السوداني المطعم بالعلم والمعرفة الموسيقية الثرية في نتاجه، رغم تحديات المعوقات التي تحتاج إلى تآزر فني، له بصمة ذات قسمي سمعي وحسي. فهو يختار الكلمة، أو حتى النغمة المتآلفة مع الكلمة، لتصدح حنجرته مع الته، وقدرته على منح الموسيقى عذوبة طربية في أغاني وطنية تحملنا على أجنحة الحس في "بلدنا نعلي شانا"، والكورال المتناغم مع المعنى المصقول باللحن الذي يرتقي بالذائقة الطربية إلى عوالم موسيقية دخلها يوسف الموصللي واستطاع تذليلها وتخطي صعوبات تكوين هوية من خلال الصقل الفني بذهنية متوقدة، وثورة موسيقية تميزت ببراعة اللحن والاختيارات الأوبرالية في استخراج النفحة السودانية. تشدك أغانيه نحو الآفاق السمعية التخيلية المرتبطة بقوة اللحن، واختيارات الآلات والكلمات، والمحافظة على التراث والفلكلور، مبدياً حرصه على التمسك بتطوير الموسيقى ليخاطب بموضوعية التجدد الموسيقي والغنائي دون تعصب أعمى للقديم، وإنما بمواكبة مزاجية الفن دون التفريط بالأسس التي جعلت منه فنانًا سودانيًا وفق تطور التوزيع الموسيقي، والتزامه بالمحافظة على نهجه الفني ومسارات اللحن الخاصة في دمج الآلات المتجانسة. ليقتحم سلسلة من الأغاني بهوية سودانية عربية لها نكهتها ومقاماتها وثقافاتها المتنوعة، ومع الفنان يوسف الموصللي أجرينا هذا الحوار: - موسيقي سوداني وقدرة على التلحين والكتابة والغناء صحيح؟ استغرقت دراستي سنوات طويلة وما زلت. كل هذا من أجل إشباع الطموح في التطور الفني. لذا كان هذا الإنتاج الغزير وتلك المحاولات المستمرة بلا توقف من أجل التطوير. - ما المميز في ألحان الموسيقي يوسف الموصللي؟ وهل هي نزعة موسيقية موصلية؟ أعتقد أن ما يميز موسيقاي هو النزعة إلى التمرد عن القديم مع التسلّح بمعرفته، والتشبع به بحيث يخرج من جديد عبر العقل الموسيقي الباطن، وهي نزعة يوسفية موصلية. - ما الذي قدمه ويقدمه يوسف الموصللي من ألحان وتلاقي نجاحات يمكن وصفها بالجيدة؟ ما قدمه الموصللي كثير ومتنوّع، وبرغم ذلك فهو قيد من فيض. الحمد لله لاقت أعمالي نجاحًا مقدرًا، والحمد لله تأثر جيلان في السودان بأسلوبي في المعالجات الموسيقية. - الموسيقى التصويرية تحاكي الحدث وتستطيع إنجاح المسلسل أو الفيلم والعكس صحيح. ما رأيك؟ وأين أنت من الموسيقى التصويرية؟ لابد من وجود معادل موضوعي لنص العمل الفيلمي أو المسرحي أو الإذاعي حتى تستطيع الموسيقى أن تدعم العمل بالتصوير. أهم أعمالي الموسيقية التصويرية لمسرحية "العودة إلى سنار" للأديب محمد عبد الحي، وفيلم "ميرود" قصة الطيب صالح، وفيلم "حفنة تمر" قصة الطيب صالح. - لمن يلحن الموسيقي يوسف الموصللي ولمن يغني؟ يوسف الموصللي يلحن للشعب السوداني والشعوب الإفريقية المجاورة ويطمح إلى العالم كله. أغني للشعب، ومن يمنعني؟ فالشعب دوما هو المعلم الكبير. - تقاسيم شعبية ما بين السودان والخرطوم فقط؟ لا أعتقد أنني غنيت في كثير من دول العالم وقمت بالعديد من الرحلات، لكن الغناء للشعب السوداني له طعم الشهد. - ماذا تخبرنا عن رحلتك الموسيقية؟ رحلتي الموسيقية بدأت وأنا طالب صغير بتلحين الأناشيد في حصة اللغة العربية، ثم مغني شعبي قبل المرحلة الجامعية، ثم مغني حديث في المرحلة الجامعية، ثم أستاذ للتأليف الموسيقي وموزع ومغني ومؤلف وشاعر حتى الآن. - ما هو رصيدك في مجال الإنتاج الغنائي والموسيقي لحنًا وتوزيعًا وإشرافًا وحتى الألبومات الغنائية؟ أمطرت لؤلؤًا للكابلي والمجموعة، "ليل الشجن" للبلابل، "أرحل" لوردي، "سوف يأتي" لمحمد الأمين، "الحزن النبيل" و"البت الحديقة" لمصطفى سيد أحمد، "ألم الفراق" لإبراهيم عوض، "ما نسيناك" لأحمد الجابري، "أوحشني" لأبو عركي البخيت، "حنين ياليل" لزيدان إبراهيم، "كل النجوم" لهاديه طلسم، "المشاوير" للسقيد، "كلمة" لصلاح ابن البادية. لي أيضًا في الموسيقى الكلاسيكية الحديثة عدة أعمال لآلات منفردة، مقطوعة "مروي" للأوركسترا السيمفوني، وله عدة مؤلفات للموسيقى الإلكترونية. - هل شاركت في المهرجانات المحلية والعالمية؟ شاركت في العديد من المهرجانات المحلية والإقليمية والعالمية، منها على سبيل المثال مهرجان الأخوة السوداني المصري 1976، المهرجان الغنائي الأول 1978-1979، مهرجان الأغنية العربية طرابلس ليبيا 1979، المهرجان الثقافي الأول السودان 1980، مهرجان التأليف لآلات النفخ 1987 روما، مهرجان الربيع 1989 كوريا الشمالية (بيونغ يانغ)، احتفال جمعية المؤلفين الروس 1989 موسكو، مهرجان الغناء السوداني أديس أبابا إثيوبيا 1995، مهرجان السوق الأفريقية لوس أنجلوس أمريكا 1998، مهرجان التأليف الموسيقي 2002 إنديانا أمريكا، مهرجان الموصللي أيوا سيتي 2002، مهرجان التأليف الموسيقي 2003 أوبرلين أوهايو، مهرجان التأليف الموسيقي 2004 أيوا سيتي، مهرجانات للموسيقى الكلاسيكية الحديثة تمت المشاركة فيها بدون الحضور بكل من إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا. كما قمت بقيادة الأوركسترا الأمريكية السودانية في مهرجان الموسيقى السودانية بسنترال بارك بنيويورك 2007، ومهرجان الموسيقى السودانية بالميلينيوم بارك بشيكاغو وديترويت 2008، وأعددت التنظيم الموسيقي لأغنية "تخيل" للموسيقي الإنجليزي الشهير جون لينون، التي أُغنيت في الحفل العالمي بمسرح "إم جي إم قراند" بلاس فيجاس نيفادا، ليتغنى بها مشاهير من العالم عام 2009. - ما هي مؤلفاتك في النقد التحليلي؟ منها سلسلة التحليلات بمجلة الإذاعة والتلفزيون السودانية 1976-1979، صفحة واحة فنون بجريدة الخرطوم 1995، وعلى العديد من مواقع الإنترنت. بالإضافة إلى سلسلة كتيبات "أهل المغني" التي حوت الفنان محمد وردي، والراحل المقيم مصطفى سيد أحمد، عليه الرحمة، وهو الكتاب الثالث في تلك السلسلة. من خلال الحوار معه نكتشف أن يوسف الموصللي هو شخصية موسيقية تتسم بالتفرد والتميز. يظهر من خلال مسيرته الفنية اهتمامه العميق بتطوير الموسيقى السودانية وتقديمها بأسلوب عصري يعكس التقاليد المحلية والأصالة. ينقل موسيقاه ليس فقط كإبداع فني، بل كوسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والجمالية للشعب السوداني والشعوب الإفريقية المجاورة. تثير ألحانه مشاعر متعددة من الفخر والحنين والإلهام. الاستماع إلى موسيقاه يمكن أن يكون تجربة غامرة، حيث يُشعر الجمهور بالارتباط العميق بالثقافة السودانية وأصالتها، مع تعزيز قيمة الابتكار والتجديد. الموسيقى تعكس قدرة الموصللي على الدمج بين النكهة التقليدية والتقنيات الحديثة، مما يخلق توليفة جذابة ومؤثرة. يوسف الموصللي يمتلك خلفية أكاديمية قوية في الموسيقى، بدءًا من دراسته في المعهد العالي للموسيقى والمسرح إلى تحصله على شهادة الماجستير من كونسرفتوار القاهرة. يعكس هذا التكوين الأكاديمي التزامه بالاحترافية في الموسيقى، مما يسمح له بخلق ألحان تجمع بين التعقيد الموسيقي والبساطة الجمالية. كما أن النجاح الذي حققه في المهرجانات الثقافية والموسيقية المحلية والعالمية يعزز من مصداقية تأثيره في الساحة الموسيقية. موسيقاه تصف رحلة موسيقية متكاملة تتراوح بين الأشكال الكلاسيكية والتجريبية، مما يعكس تنوع اهتماماته وإبداعه. يُظهر يوسف الموصللي شغفًا عميقًا بالموسيقى وتفانيًا في تطويرها. يمكن رؤية هذا في تصميمه على الاستمرار في التعلم والتجديد الفني، حتى بعد سنوات من النجاح. تعكس اختياراته الموسيقية أيضًا رغبة في الحفاظ على التراث الثقافي بينما يسعى إلى الابتكار والتجديد، وهو ما يعكس نوعًا من التوازن النفسي بين الحفاظ على الهوية والتطلع إلى المستقبل. الالتزام الذي يظهره الموصللي في عمله يمكن أن يُنظر إليه كوسيلة للتعبير عن ذاته وإبراز هويته الثقافية والفنية. الموسيقى بالنسبة له ليست مجرد عمل فني بل أيضًا وسيلة للتواصل مع الآخرين وترك بصمة فريدة في عالم الموسيقى. 4. التحليل الفني: فنياً، تتميز أعمال يوسف الموصللي بتنوعها وثرائها. ينفرد بتوظيفه للآلات الموسيقية بشكل مبتكر، مع المحافظة على جذور الأغاني التقليدية. تبرز مهارته في التلحين والتوزيع الموسيقي من خلال الألحان المعقدة التي تتناغم بشكل سلس مع النصوص والأداء الصوتي.كما تظهر براعته في دمج النغمات التقليدية مع الأساليب الموسيقية الحديثة، مما يخلق صوتًا فريدًا يعكس التجربة الثقافية السودانية بطرق جديدة. يعتبر الموصللي من أبرز المبدعين في دمج التراث بالحداثة، مما يجعله قادرًا على التفاعل مع جمهور متنوع. تمتاز موسيقى يوسف الموصللي بجماليات موسيقية متعددة الأبعاد. يتميز بإيقاعاته التي تجذب الأذن وتعبر عن أحاسيس عميقة ومؤثرة. ألحانه تعبر عن الجمال الطبيعي والإنساني بشكل واضح، مما يعزز من قيمتها كعمل فني متكامل. تُعَبر ألوانه الموسيقية عن جماليات الثقافة السودانية بطريقة تواكب العصر دون التفريط في جوهرها. من خلال الموسيقى، يُظهر الموصللي قدرة على تجسيد الحضور البصري والسمعي للفن، مما يخلق تجربة جمالية متكاملة. تتسم أعمال يوسف الموصللي بالقدرة على نقل مشاعر قوية وتعبيرات شخصية واضحة. موسيقاه تتحدث بصوت عالٍ عن القضايا الثقافية والوطنية والاجتماعية، مما يتيح لجمهوره تجربة عاطفية غنية. تعبيراته الموسيقية تتراوح بين الحزن والفرح، والنضال والأمل، مما يعزز من الاتصال العاطفي بين الفنان وجمهوره. بفضل التزامه العميق بالفن والتراث، يتمكن الموصللي من خلق أعمال تتسم بالإحساس الحقيقي والصادق، مما يجعل كل قطعة موسيقية تجربة فريدة من نوعها. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الموسيقي يوسف الموصلي
يوسف الموصلي وهو من مواليد الخرطوم هو موسيقي سوداني، من ركائز الموسيقي السودانية عمل على تلحين عدد من الاغاني وساهم في تطوير الموسيقي السو دانية. النشأة ولد الموصلي بالخرطوم غرب وتلقي تعليمه منذ المرحلة الابتدائية، وثم درس بالاهلية الوسطي، والانجيلية المصرية، ودرس الثانوية بمدرسة جمال عبد الناصر، واتجه الموصلي إلى تعلم الموسيقى بالمعهد العالي للموسيقي والمسرح، (تأليف وتوزيع) ونال الماجستير كونسرفتوار القاهرة، وماجستير من جامعة ايوا الامريكية في مجال تاليف الموسيقي الالكترونية، وعاش الموصلي أكثر من 20 عاما بالولايات المتحدة الامريكيةمجال العمل بحكم شغفه بالموسيقي اتجه الموصلي إلى التدريس حيث عمل مدرسا بمدرسة الخرطوم العليا والمعهد العالي للموسيقي والمسرح السودان، وله مركز الموصلي للموسيقي (الولايات المتحدة الامريكية)، وعمل الموصلي في العديد من المجالات حيث عمل مديرا لشركة جواهر للإنتاج الفني، وعمل مدير فني لشركة حصاد للإنتاج الفني. مشاركات الموصلي شارك الموصلي في العديد من الفعاليات والمهرجانات حيث شارك في اوركسترا المعهد العالي للموسيقي والمسرح، ومن الاغنيات التي شارك بها (رسالة إلى أمي) غناء سمية حسن، وينك انتي يوسف الموصلي يوسف الموصلي قاد اوركسترا الفرقة الماسيه ل (احمد فؤاد حسن) بجمهورية مصر مع الفنان لراحل احمدالجابري باستوديوهات الاذاعة المصرية وايضا شارك وايضا له اغنيات مشتركه مع الفنان عبد اللطيف التلباني، والفنانة زينب يونس، وايمان الطوخي، كما شارك في أغنية الطفل الثالث مع مصطفى سيد احمد، ومحمد وردي. الحان والتوزيع يعتبر الموصلي من الفنانين والموسيقيين الذين اثروا الساحة الفنية بعدد من الاغنيات لحناً وغناء، حيث لحن لعدد من عمالقة الفن امثال الفنان محمد وردي في أغنية ارحل، وليل الشجن للبلابل، واغنية لؤلؤة الفنان الكابلي، واحشني أبو عركي البخيت، سوف ياتي الفنان محمد الامين وكما لحن كلمة لصالاح بن البادية، وما نسيناك الفنان احمد الجابري، وحنين ياليل لزيدان. ولموصلي اسهامات مختلفة في مجال الموسيقي كالعزف المنفرد على الالات والموسيقي الكلاسيكية، وله عدة أعمال في مجال الموسيقي الالكترونية. مهرجانات شارك الموصلي في مهرجانات محلية وعالمية واقليمية، منها المهرجان الغنائي الأول، 1978_1979 م، ومهرجان الاغنية العربية بليبيا 1979 ومهرجانا روما الالات النفخ 1987، ومهرجان الاخوة السوداني المصري 1976م وكما شارك في اسيا في مهرجان كوريا الشمالية، ومهرجان في روسيا وغيرها من الدول. مهرجان التاليف الموسيقي 2002 انديانا اميركا، مهرجان اوهايو التاليف الموسيقي 2004 ايوا سيتي، مهرجانات للموسيقي الكلاسيكية
حوافرنا التي تضرب الأرض سينبع منها برك
BY الروائية وداد طه
8.9
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائية وداد طه للقدس: "حوافرنا التي تضرب الأرض سينبع منها برك، من شرب منها عرف السلام" حاورتها: ضحى عبدالرؤوف المل أرادت الروائية "وداد طه" في روايتها "حرير مريم" الصادرة عن "دار الفارابي" رسم أولئك النسوة اللواتي كنّ يعشن الحب من دون الحاجة إلى الكلام عنه، من تصوير لحنين البطلة إلى صباها وفرحها وأنوثتها التي تاهت منها وهي تتشرّد من بلد إلى آخر، ويموت أولادها أمامها. كما أرادت إظهار النقد لحاضر الحب أو العلاقات والزواج مقارنة بماضيها، وفيه محاولة للتذكير بأن مريم امرأة إنسانية لها مشاعر وكان لها ماضٍ جميل، ليُقاس على قصة مريم قصص آلاف النسوة اللاتي نسيهن العالم وسحقهن. لست أعرف إن كان من الممكن أصلًا أن نسأل عن تمكّن المرأة الفلسطينية من الحب وهي في الشتات، فنماذج الحب الخالدة التي قدمتها المرأة الفلسطينية في شتاتها لا يمكن نكرانها. فهي، رغم كل ما عانته، أبقت على العائلة الفلسطينية، ونقلت تراثنا ولهجاتنا وعاداتنا وأغانينا الشعبية وهذا حب، وقدمت الفدائيين الذين حلموا بإمكانية العودة وحرست ليلهم وصنعت طعامهم وخاطت ثيابهم وماتت بينهم وافتدتهم، وهذا حب. وهي تلك الفتاة الصغيرة التي تعود من مدرستها في المخيم وتخطط أن تصبح طبيبة، وهذا حب. وهي امرأة شجاعة تخوض حياتها وتجاربها عارية أمام الأيام، وهذا حب... وهي إنسانة ولطالما غلب الحب البشر، فكيف لنموذج كالمرأة الفلسطينية أن يُسأل عن إمكانية الحب؟ مع الروائية وداد طه أجرينا هذا الحوار: - مريم الحكاية وفلسطين: الأعلى من صوت التراتيل، من أين خرجت مريم وما الحرير؟ مريم امرأة كادت حياتها أن تكون حياة عادية لولا أنها فلسطينية. أعتقد أن مريم باندورا هذا العصر، فهي المرأة التي أوتيت كل شيء، فكان لها أرض وبيت وأولاد ووطن، وحين فتحت صندوقها – كما فعلت باندورا في الأسطورة – خرجت منه شرور هذا العالم. هي صرختي الرافضة للظلم الذي رزحنا تحته كفلسطينيين، وهي رؤيتي للآتي الذي أؤمن أنه لنا وأننا سنتمكن فيه من النهوض وهداية البشرية إلى خلاصها. ومن هنا، وبكون مريم خيّاطة فقد اخترت الحرير ليوحي بالضدين في آن معًا؛ فالأشياء بأضدادها تبين. وذكر الحرير يحضر إلى الذهن أقمشة خشنة كالخيش والصوف، ما يوحي بشظافة وقسوة العيش، وفي الوقت نفسه يوحي الحرير بالنّعومة ورغد الحياة. وذلك هو صراع مريم الوجودي وتلك حكايتها، بين كونها إنسانة من حقها أن تحيا بكرامة وتتمتع بالحياة، وكونها ملاحقة بلعنة اللجوء وضياع الهوية والتشرذم والموت. - تراث وتصوير لحكاية احتلال لا تموت ذكراه، والعروس باتت أسطورة فلسطين في الروايات، ما رأيك؟ العروس في الرواية هي امرأة لبنانية. وفستان عرسها الذي تقصد مريم لكي تصلحه لها هو رمز يعود إلى المجتمع اللبناني الذي يحتاج أن يتمسك بالجميل من ماضيه وعراقة تراثه، ولكنه يحتاج إلى إصلاح الكثير كي يكون قابلًا للحياة، وخاصة في عصرنا. أما أننا كفلسطينيين نتمسك برمز العرس، فهذا دليل على أننا نرقص بين شهيدين، ونحيا بحب إذا ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا. لعل الصورة التي أردت رسمها بحديثي عن أولئك النسوة اللواتي كنّ يعشن الحب من دون الحاجة إلى الكلام عنه فيها تصوير لحنين البطلة إلى صباها وفرحها وأنوثتها التي تاهت منها، وهي تتشرّد من بلد إلى آخر ويموت أولادها أمامها. كما فيها نقد لحاضر الحب أو العلاقات والزواج مقارنة بماضيها، وفيه محاولة للتذكير بأن مريم امرأة إنسانية لها مشاعر وكان لها ماضٍ جميل، ليُقاس على قصة مريم قصص آلاف النسوة اللاتي نسيهن العالم وسحقهن. لست أعرف إن كان من الممكن أصلًا أن نسأل عن تمكّن المرأة الفلسطينية من الحب وهي في الشتات، فنماذج الحب الخالدة التي قدمتها المرأة الفلسطينية في شتاتها لا يمكن نكرانها. فهي، رغم كل ما عانته، أبقت على العائلة الفلسطينية، ونقلت تراثنا ولهجاتنا وعاداتنا وأغانينا الشعبية وهذا حب، وقدمت الفدائيين الذين حلموا بإمكانية العودة وحرست ليلهم وصنعت طعامهم وخاطت ثيابهم وماتت بينهم وافتدتهم، وهذا حب. وهي تلك الفتاة الصغيرة التي تعود من مدرستها في المخيم وتخطط أن تصبح طبيبة، وهذا حب. وهي امرأة شجاعة تخوض حياتها وتجاربها عارية أمام الأيام، وهذا حب... وهي إنسانة ولطالما غلب الحب البشر، فكيف لنموذج كالمرأة الفلسطينية أن يُسأل عن إمكانية الحب؟ - لا يتوقف الصراخ ولا تموت عيناه، هل تعتبرها مؤثرات لحقائق ترفض وداد طه أن تنسى؟ هي جملة أحاول من خلالها أن أصور الخيالات التي لاحقت الفلسطيني بعد أن خرج من أرضه وفرض عليه التهجير. نسمع أصواتًا من هنا وهناك تتهم الفلسطينيين بترك أراضيهم أو حتى بيعها لليهود ومغادرة فلسطين طوعًا، بل إن هناك من يريد للإنسان القابع فينا أن يغير طبيعته، فلا يخاف القتل فيلجأ إلى الخروج من بيته إذا ما تعرض للخطر والموت، فيطالبوننا بضرورة البقاء ومقاومة اليهود من فلسطين. لكنني أؤمن أن من خرجوا لم ينسوا، وأن أصوات الانفجارات والقتل الجماعي والاغتصاب وهدم البيوت خلال العمليات العسكرية التي قام بها اليهود كانت أكبر من قدرتهم على الصمود. خرجوا، لكن أصوات من بقيوا هناك ظلت تلاحقهم. وفي هذا المشهد تحكي مريم عن عيني عمها الذي أحرق أمام أعينهم وظلت عيناه محفورتين في قلبها ما عاشت. - روزماري وكاترين ومريم تغزل بيدها شالًا، كيف لمن لم يعش في فلسطين أن يعيش أجواءها التصويرية في الرواية؟ حين نكتب، فنحن نؤلف. أي ننسج عالم الرواية قطبة قطبة، ولكي أصف فلسطين، وخاصة ميعار والقدس، وهما مكانان ما يزالان موجودين، كان عليّ أن أبحث وأتحقق وأسأل وأطالع صورًا وأرسل قلبي أحيانًا. وليست فلسطين هي المكان الوحيد الذي وصفته ولم أزره، رغم اختلاف الشعور والانتماء بالطبع، ولكنني وصفت قرية في ألمانيا اسمها فروزنهاون، وهذا أيضًا احتاج مني الرجوع إلى مصادر موثوقة. - الرحيل والترحال وعذابات الشعب التي لا تنتهي بأسلوب أنثوي لم يخل من شاعرية، وكأنني قرأت حكاية فلسطينية منزوعة من جدات الحداثة، ما رأيك؟ "حرير مريم" حكاية امرأة هي كل النساء الفلسطينيات اللواتي عبرن حياتي، وضحكن رغم الدموع، وتذكرن صباهن بعذوبة، ومات أولادهن ووثقن بأغانيهن حكاية فلسطين، وكنت كأنني أسمع وأخزن حتى خرجن في مريم. - يا أمنا مريم وفلسطين الإنسانية جمعاء، فلا تفرق بين مسيحي ومسلم، هل تعتبرها دلالات فلسطين النسيج الإنساني الواحد؟ رسالة من رسائل "حرير مريم" هي وحدة البشر. فإذا ما رجعت إلى الجغرافية، ستجدين أن ميعار في فلسطين والقرية في ألمانيا لهما الموقع نفسه، وتكادان تتشابهان من هذه الناحية حد التماهي. والقدس وجبيل وصيدا جاء في الرواية أنها متشابهة. ومريم المقدسة التي أعطت ابنها فداءً، تشبه مريم الخيّاطة التي أصبحت مقدسة حين مات أولادها. فإذا أنا وبشكل واضح أقول: لا فرق بين البشر. أحلم أن الفلسطينيين يولدون كل يوم ويجنّجون نحو السماء وفي شتى الميادين، مثلما ولد بيجاسوس بعدما قطع رأس ميدوسا، وأن حوافرنا التي تضرب الأرض سينبع منها برك، من شرب منها عرف السلام. برؤية جديدة النص ينطوي على عمق عاطفي وتأملات فلسفية حول قضايا الهوية والشتات والألم والكرامة. يتميز بأسلوب سردي يعبر عن معاناة الفلسطينيين ويبرز قوة المرأة الفلسطينية وقدرتها على حب الحياة رغم التحديات. النص يبعث إحساسًا بالحب والتفاني والألم، ويعكس رؤية مفعمة بالأمل والتفاؤل في مواجهة المحن. الهوية الفلسطينية والشتات: يبرز النص بشكل رئيسي موضوع الشتات الفلسطيني والتحديات التي تواجه الفلسطينيين في الحفاظ على هويتهم وثقافتهم. المرأة الفلسطينية: يسلط الضوء على دور المرأة الفلسطينية في النضال والحفاظ على التراث والهوية رغم الظروف الصعبة. يناقش النص التباين بين الماضي والحاضر في موضوع الحب والعلاقات، مشيرًا إلى تأثير الظروف الاجتماعية والسياسية على هذه العلاقات. يعكس النص صراعًا داخليًا ومعاناة شخصية جماعية. المشاعر التي تنبض في النص تعكس الألم والخوف والفقدان، إلى جانب الأمل والتفاؤل. المرأة الفلسطينية هنا تجسد الصمود والمثابرة، وتجاربها تبرز التناقض بين الرغبة في الحياة والواقع القاسي الذي تعيشه. يعتمد النص على أسلوب سردي غني بالصور البلاغية والتشبيهات التي تعزز من قوة التعبير. استخدام الرموز مثل "الحرير" و"حوافرنا" يعزز من الأبعاد الرمزية للنص. الصورة الأدبية التي يتم تقديمها تتسم بالثراء والعمق، مما يعكس تأثير الفن الأدبي في نقل التجارب الإنسانية المعقدة. من الناحية الجمالية، يتميز النص بتنوعه اللفظي والخيال الغني. الصور البصرية المستخدمة في النص تعزز من التجربة القارئ وتجعلها أكثر حيوية. الأسلوب الشعري والتعبير عن المشاعر من خلال صور بصرية قوية يساهم في إعطاء النص جمالًا خاصًا، حيث يعكس التباين بين النعومة والخشونة، الأمل والألم. الإيقاع البصري في النص يظهر من خلال استخدامه للصور والألوان التي تشكل لقطات حية تعزز من المعنى العاطفي. النص يستفيد من الصور مثل "فستان عرس" و"الحرير" لخلق تباين بصري يبرز الصراع بين النعم والقسوة، والنعومة والخشونة. هذا التباين البصري يعكس تباين المشاعر والظروف التي تعيشها الشخصيات. استخدام الرموز مثل "حوافرنا التي تضرب الأرض" يخلق إيقاعًا بصريًا يعبر عن الصمود والحركة المستمرة رغم التحديات.باختصار، النص يقدم تجربة غنية ومعقدة تدمج بين الواقع المؤلم والجميل، وتستخدم الصور البصرية والرموز لإيصال مشاعر عميقة وتعزيز تجربة القارئ. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الروائية وداد طه
روائيّة فلسطينيّة. تعمل في حقل التعليم. تحضّر أطروحةَ دكتوراه في الأدب العربيّ. لها ثلاثُ روايات منشورة: ليمونةان، أخون نفسي، حرير مريم. ولها عدّة مقالات ومراجعات نقديّة في الرواية، بالإضافة إلى عدد من القصص القصيرة المنشورة في صحف ومجلات عربيّة.
رواية وجع الانتظار، مرآة لصدى تداعيات الحرب
BY الروائي صلاح علي عاصي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الروائي صلاح علي عاصي للمدى: "رواية وجع الانتظار، مرآة لصدى تداعيات الحرب الأهلية اللبنانية" حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل استحوذت الحروب على اهتمامات الروائي "صلاح علي عاصي" في روايته "وجع الانتظار"، الصادرة عن "دار غوايات"، لما تخلّفه من أزمات اجتماعية وسياسية واقتصادية. وعليه، فإن تراكم تلك الأزمات بات مادة لروايته، لعلها تكون فرصة للكاتب لتكريس دوره الريادي في تطور المجتمع إلى ما يتناقض مع واقعه الراهن. فهل انتهت حروبنا في لبنان؟ إن أزمة عائلة عبدالستار ليست قاصرة عليهم، بل هي أزمة وطنية قد لا تكون الرواية مكانًا لمعالجتها، لكنها شرارة ضوء في عالم مظلم. فالوجع إنساني كما هو وطني، والاحتلال واعتداءاته الدائمة قضية إنسانية متمادية. كم من الكتب والروايات والأفلام السينمائية وضعت، ولم تقفل دونها الأبواب حول الحروب الأهلية أو الاستعمارية، من الحرب الأهلية الإسبانية إلى الأمريكية إلى حرب فيتنام؟ لم يعدم "صلاح علي عاصي" الوسيلة للخروج من نغمة الحرب وأوجاعها كما في "وجع الانتظار". فقد ابتدع الفرح والحزن وألوان الحب ليزرعها في الأرض اليباب. ومع الروائي "صلاح علي عاصي" أجرينا هذا الحوار. - ما بين أدب المقاومة وأدب رواية الحرب اللبنانية وضعت العائلة على أسس قروية، ما رأيك؟ رواية "وجع الانتظار" مرآة لصدى تداعيات الحرب الأهلية اللبنانية في بعض محطاتها المأساوية. قضية المفقودين، مجهولي المصير، رغم مرور قرابة ثلاثة عقود على انتهاء الحرب، فهي جرح ما انفك ينزف فيدمي القلب. ولا بصيص أمل بانفراج يفضي إلى شفائه. من هنا كان الإحساس بوجع الانتظار. صحيح أن هناك أدبًا كثيرًا، بل روايات تناولت الحرب كما المقاومة، إلا أن هذه الرواية تناولت ظاهرة بعينها: الحرب، القتل، الدمار، ومخلفات ذلك في مسيرة الوطن وحياة المواطنين. أما المقاومة، فهي نتيجة من نتائج حروب عصفت بالوطن، وإن تطرقت الرواية إليها كقضية فلأهمية دورها في تحرير الأرض والسماح للمواطنين من الجنوبيين المشردين بالعودة إلى الأرض. من هذه الرؤية، تجدين قضية المقاومة قد أتت في سياق معاناة الجنوبيين ووجع انتظارهم، انتظار المفقودين، كما الأسرى في سجون الاحتلال. أما العائلة اللبنانية الجنوبية، فكانت نتيجة الظروف الجغرافية والسياسية قد كانت أكثر الشرائح الاجتماعية تأثيرًا بمأساة الجنوبيين، رغم معاناتهم، تعالوا على مآسيهم، فصمدوا وقاوموا وحققوا إنجازات هامة، مواكبين التطور العلمي في مختلف ميادينه. فعائلة عبدالستار نموذج للجنوبيين، والعائلة المتماسكة المتآلفة التي هزمت المأساة والعواصف، وكانت على مستوى التحديات، سواء في الجامعات أو الوظيفة كما في المقاومة. نموذج اللبناني الجنوبي، ولم يعد غريبًا رؤية تلك العائلة محافظة على أصالتها في التمسك بالعادات الفردية وقيم الريف عمومًا. - الجنوب اللبناني وأزمة ما بعد الحرب بمساوئ الحرب وأكثر، لماذا الآن؟ صحيح أن أزمات الجنوب ما انفكت تتراكم منذ ستينات القرن الماضي، كونه كان مسرحًا للاعتداءات والنزاعات والتهجير وسوى ذلك. ربما تناول أزماته الكثيرون، سواء في الرواية أو الشعر أو المقالة أو المسرح، إلا أن ذلك لا يعني أن نصرف النظر عن البحث عما يفترض تناوله والبحث له عن حلول. فقضية عبدالستار وعائلته قد تكون مكانًا لاستخلاص العبر، وتحديدًا في أهمية التحدي، وقبول الآخر، وتعايشه بعيدًا عن العصبيات، بدليل ذلك اللقاء. الصدفة بين تلك العائلة والسفير جورج، والألفة التي تجسدت في ما يشبه الأخوة في الوطن والإنسانية. أضف إلى ذلك المعاملة الإنسانية التي لقيها عبدالستار في حضرة السفير، كما في المستشفى ودار التأهيل، في معاملة إنسانية لا خلفية طائفية أو مذهبية لها. على أن تجربة عبدالستار في فقده ذاكرته سلطت الضوء على قيمة الإيمان بعيدًا عن العصبية. ومفهوم الإيمان كما في حلم عبدالستار ومشهديته الجنة والمؤمنين، ألا ينبغي تناول الموضوع برؤية وطنية جامعة تؤكد إنسانية ومواطنة اللبناني بعيدًا عن التعصب بكل أشكاله؟ - اللبناني والحرب والرواية، هل جعبة الذاكرة باتت محشوة لهذه الدرجة لنكتب عن حروب على أرضنا؟ قد يكون لافتًا إسراف اللبناني بالحديث عن الحرب، فيتخذ منها موضوعات للرواية. غير أن الطبيعي هو ألا تكون الرواية عملًا أدبيًا متسرعًا، لأنها ليست حالة شعرية أو انفعالات تحدث بشكل طارئ، أو حالة اجتماعية. فالرواية تفترض التأمل في الواقع ومراقبة الأحداث والأشخاص، ودراسة انفعالات وأفعال الشخصيات في الحرب أو سواها، ما يفترض بالتالي برمجة العمل الأدبي في إطار فضاء روائي، يعرض الواقع بكل مرارته، ويرسم معالم عالم افتراضي في مختلف الشخصيات التي تتطور بتطور الأحداث لتكون نماذج إنسانية تتجاوز حدود الحاضر إلى المستقبل، ومسرح الأحداث إلى العالم. - رغم المآسي في الرواية وضعت اللغة الشاعرية في خدمتها، لماذا؟ حتى المآسي توقظ في الكاتب مشاعره النائمة، فيتبرم بها ليترجمها عباءات يتلفع بها أبطال الرواية. فإن يستيقظ الحنين في أحد أولاد عبدالستار، طبيعي أن ينساب عبقه في لغة شعرية نابضة بأنبل العواطف. أولئك الذين نشأوا في الريف، في أحضان الطبيعة التي رققت مشاعرهم، طبيعي أن يتمتعوا بنفس رومانسي. إلى الريف، كانت المدينة والتحصيل العلمي وفرص التثقيف مجالات لتهذيب الذوق، فهل نستغرب أن تكون رؤى بمحاسنها ورهافة حسها ودقة مشاعرها وأنوثتها شاعرة في التعبير عن حبها في أي لقاء وحبيبها صابر؟ أن تحمل لغتها الشعرية على استيلاد لغة تضاهيها شاعرية لتليق بها؟ فاللغة الشعرية في الرواية تأتي زينة ومتعة متى كانت في سياق طبيعي، فهي لغة الذوق والقلب والشعور أيا كان، شرط صدقيته وشفافية الشخص. لم أضع مثل تلك اللغة الشعرية على ألسنة من لا يفترض فيهم الذوق الأدبي، بل حرصت أن أراعي مقتضى الحال كما كان يقول الجاحظ، وأجعل لكل مقام مقال. في مشهدية الجنة، وعبدالستار وصفية يستعيدان شبابهما والحكمة، ألم يُفترض أن يعبر عن عواطفهما وجمال الجنة بلغة الشعراء وإن كانا أميين؟ - رواية كلاسيكية عميقة الطرح، لكن أين الحلول فيها؟ من جهتي، أرى أن بنية الرواية الكلاسيكية لا تزال قيمة بذاتها، وهذا ما حرصت عليه لجهة الجو الدرامي كما لاحظنا في الصراع الذي عاناه أشخاص الرواية، أو لجهة تنامي الشخصيات في تفاعلها مع البيئة، ناصر، أحمد، رؤى. ما وفر للرواية عنصر التشويق الضروري، حتى اليوم في العمل الروائي. كما أن الأحداث بخلفياتها وملابساتها وتعقيداتها، أعتقد أنها عولجت بكثير من المنطق بعيدًا عن إسقاط المواقف والمواعظ بمناسبة أو غير مناسبة، دون أن أدعي الموضوعية التامة في المعالجة والتحكم بمسائل الأمور. إلا أن مسألة الحلول ليست من مهمات الرواي، فالرواية تفتح آفاقًا، وتسَلّط الضوء على مواطن الخلل والمشاكل المعقدة. وعلى المتلقي القيام بما من شأنه معالجة المشاكل في مسار سياسي وإداري مجتمعي. - هل تحاول القول نحن أسرى العادات والمفاهيم الراسخة بشكل متوارث؟ واقعيًا، يبدو لنا للوهلة الأولى أن مجتمعاتنا اللبنانية قطعت شوطًا أكبر نحو الحداثة على أكثر من صعيد، إلا أن المتأمل في الواقع، والمتفاعل إيجابًا مع مجتمعه، يجد أننا أحيانًا كثيرة نستعيد كل ما اعتقدناه موروثات تجاوزناها إلى سواها. ففي روايتي "وجع الانتظار" جو ريفي مسخر في بوتقة عاداته وتقاليده الريفية. لم يبد ذلك سيئًا لأنه موسوم بالقيم الروحية والإنسانية. غير أن بعضًا من تلك التقاليد لا يزال مقيما في أعماقنا، خصوصًا الانتماء العائلي الأقرب إلى الانتماء القبلي. - الزمن الآن وأدبه اختلفا، ألا تظن أنك عدت إلى أدب الستينات؟ صحيح أن لكل مرحلة أدبها، باعتبار الأدب ابن بيئته، وهذا ما شهده الأدب العربي منذ عصر النهضة بانفتاح الأدباء والشعراء على الآداب الغربية. فمرحلة الستينات التي أشرت إليها شهدت نهضة أدبية أوحت بحركة تجديد في بنية الأنواع الأدبية تأثيرًا بالمدارس الأدبية في الغرب. ولما كان المجتمع العربي عمومًا واللبناني خصوصًا قد شهد حركة تحرر شكلت نوافذ لأحلام شبابية حالمة بالتغيير الجذري. وقد لوحظ ذلك في الشعر أكثر من النثر والرواية. حتى الرواية المصرية، مثلًا نجيب محفوظ، ظلت ملتزمة الواقعية. وإذا رأيت في روايتي عودة إلى أدب الستينات فلأني أؤثر الواقعية بعيدًا عن أحلام سرابية. علاوة على أن العودة إلى أحلام الستينات هي عودة إلى الزمن الأجمل، فيما نحن اليوم نعيش مرحلة إحباط وتراجع، يفترض التمعن في معالجة الواقع لعلنا نستعيد تلك المرحلة الخصبة من مراحل أدبنا عمومًا. من خلال الحوار معه نكتشف أن وجع "وجع الانتظار" رواية ذات حبكة معقدة ومتشابكة ترتكز على تداعيات الحرب الأهلية اللبنانية. تسلط الرواية الضوء على أزمة عائلة عبدالستار، حيث يصبح مصيرهم انعكاسًا للمأساة الوطنية الأوسع. الرواية تعتمد على سرد متعدد الأبعاد يتناول تأثير الحرب على الأفراد والمجتمع، ما يعكس قدرة الروائي على تقديم قضايا اجتماعية وسياسية من خلال تجربة شخصية. تتمثل الشخصيات في الرواية في إطار من الألم والبحث عن الهوية، حيث تُظهر الرواية تطورًا نفسيًّا ملحوظًا لشخصياتها. شخصية عبدالستار وعائلته تعكس تفاعل الإنسان مع الأزمات الاجتماعية والسياسية، وتؤكد على تباين ردود الأفعال الإنسانية تجاه الأزمات. الصراع الداخلي والخارجي للشخصيات يُعالج بعمق، ما يعزز فهم القارئ لتجربة الحرب وأثرها على الفرد والمجتمع. اللغة في "وجع الانتظار" تجمع بين الشعرية والواقعية. يستخدم الروائي لغة تعبيرية قوية تنقل المشاعر والآلام بدقة، حيث تتسم الجمل بالرشاقة والبلاغة. اللغة الشعرية تبرز في مشاهد معينة، مما يضفي على النص بعدًا جماليًّا يعزز من تأثير الرواية على القارئ. الأسلوب يساهم في بناء عالم روائي يوازن بين المأساة والجمال، مما يعزز من قدرة الرواية على جذب القارئ وتأثيرها العاطفي. الرموز والتلميحات في الرواية تلعب دورًا محوريًّا في تعميق المعاني. "وجع الانتظار" كعنوان يرمز إلى حالة الانتظار المستمرة للأمل في ظل اليأس. الرمزية في الرواية تتناول قضايا الصراع والهوية، مستخدمة لتسليط الضوء على جوانب متعددة من التجربة الإنسانية في سياق الحرب. الرواية تستفز القارئ عاطفيًّا من خلال تصوير عميق لمشاعر الحزن واليأس والأمل. الصراع النفسي لشخصيات الرواية يعكس التجربة الإنسانية الواسعة للألم والتعامل مع الأزمات. تجربة عبدالستار وعائلته تعبر عن صراع داخلي مع الذكريات والآمال، مما يجعل القارئ يواجه تجاربه العاطفية الخاصة. تتطلب الرواية استجابة نفسية تعاطفية، حيث يختبر القارئ مشاعر مشابهة لتلك التي تمر بها الشخصيات. المعالجة النفسية في الرواية تتيح للقارئ التعاطف مع الشخصيات وفهم عميق لتجاربهم، مما يعزز من الارتباط النفسي مع النص. العمل الفني في "وجع الانتظار" يظهر من خلال الاستخدام المميز للغة والأسلوب السردي. الأوصاف الدقيقة والمشاهد البصرية تساهم في خلق صورة واضحة وجميلة للأحداث والأماكن. الرواية توازن بين الجمالية الفنية والواقعية، مما يساهم في تعزيز الأثر الجمالي للنص. التعبير الأدبي في الرواية يتسم بالإبداع والعمق، حيث يتم استخدام الصور الشعرية والتشبيهات بطريقة تعزز من التجربة الجمالية للقارئ. الرواية تستفيد من تقنيات السرد الوصفي لخلق تجربة قراءة ثرية وجميلة. الرواية تقدم رسائل فكرية عميقة تتعلق بالهوية الوطنية والصراع الاجتماعي. من خلال قصة عائلة عبدالستار، تُستكشف قضايا الحرب، والتهجير، والأمل، والتعايش. الرواية تدعو إلى التفكير في كيفية معالجة الأزمات الوطنية والتعامل معها بطرق إنسانية وتكاملية. "وجع الانتظار" تعكس تأثير الأحداث الاجتماعية والسياسية على الأفراد والمجتمعات. الرواية تُظهر كيف يمكن أن تؤثر الأزمات الكبرى على المواقف الشخصية والعلاقات الإنسانية، مما يوفر نظرة نقدية على الوضع الاجتماعي والسياسي في لبنان. بناءً على هذا التحليل لحواري معه يظهر أن "وجع الانتظار" هي رواية تتناول موضوعات عميقة ومعقدة بأسلوب أدبي متقن. تدمج الرواية بين الجوانب النفسية والجمالية والفكرية لتقديم تجربة قراءة ثرية تؤثر على القارئ من جميع النواحي. dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
الروائي صلاح علي عاصي
لاحقا
«
40
41
42
43
44
»