Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
يَحْكِي الفيلم عن الأيام الصعبة
BY المخرج عبدالكريم نبيه
8.7
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المخرج عبد الكريم نبيه لمجلة "مرايا": "يَحْكِي الفيلم عن الأيام الصعبة التي يمر بها الإنسان السوري، وعن معاناته في دول اللجوء." حاورته: ضحى عبد الرؤوف المل حين تكون العين الإخراجية ناقلة لما تراه من الأبعاد الواقعية، وبحسّ الحياة الحلوة والمرة، تكون بمثابة الحقيقة التي تدخل التاريخ، وتصبح يد المخرج وحواسه كدائرة تجمع بفنية وجمالية الدراما بوثائقية شديدة الحبكة. هو المخرج عبد الكريم نبيه، المخرج الصارم في قوانين العطاء الفني، والتقني بأبعاد الفن الإخراجي الملامس للنص والإعلامي بقضاياه المستحقة. فهل فيلم "الأيام الصعبة" هو نقلة جديدة في عام ننتظر فيه التغييرات ليحل السلام؟ مع المخرج عبد الكريم نبيه أجرينا هذا الحوار... المخرج الحقيقي هو الذي يبدع في خلق شخوصه باستخراج المكنون الداخلي. ما رأيك؟ الفن تعبير، أو لغة تعبير، والفنان هو ذلك الكائن الذي يقوم بهذه العملية، عملية التعبير، مستخدمًا كل ما يمكن استخدامه من الوسائط، حتى يكون تعبيره جمالياً. في الأحوال المعتادة، يقوم المخرج بشرح رؤيته للشخصية التي سيقوم الممثل بتمثيلها، تاركًا له فرصة الرجوع إلى مصادره الخاصة للوصول إلى الطريقة المناسبة في تجسيد الشخصية. بعد ذلك، يعمل الاثنان معًا لتحسين الأداء. وإذا ظهر خلاف في الرؤية بين الممثل والمخرج، عندها يجب أن يتناقشا سويًا للوصول إلى رؤية واحدة. ومع ذلك، فالقرار النهائي يعود إلى المخرج وحده. وهناك ظروف يكون من المهم أن يفرض المخرج فيها أسلوبًا في الأداء على الممثل. فمثلاً، عند التعامل مع ممثلين غير مدربين، يتحول المخرج إلى معلم، ويكون عليه الانفصال عن أسلوبه الشخصي في التمثيل. وفي الحالات التي يجد فيها ممثل ذو خبرة مشكلة في الأداء، فسوف يكون في الأغلب مستعدًا للاستماع إلى نصائح المخرج واقتراحاته. وللحصول على أفضل أداء للممثل، يجب اختيار أفضل الطرق لتحفيزه على تقديم كل ما لديه. ومن القواعد التي يجب مراعاتها توجيه الممثل بأسلوب يشجعه على أن يكون إيجابيًا ومطورًا لأدائه. ورغم ما قد يبدو في هذا من مبالغة، فإن اللغة التي يستخدمها المخرج في توجيه الممثل قد تغير كثيرًا من النتائج التي يحصل عليها. وأول ما يجب تفاديه هو أن يطلب المخرج من الممثل بشكل مباشر تعبيرًا معينًا. المخرج عبد الكريم نبيه والعديد من الاختصاصات التي لم تخرج عن الفن، ماذا تخبرنا عن ذلك؟ نعم، في البداية كنت ممثلًا مسرحيًا، ثم تحولت إلى مخرج، ثم إعلامي، وشاركت في العديد من المؤتمرات الإعلامية على المستوى العالمي. ماذا تخبرنا عن رحلتك في الوسط الفني؟ في البدايات كنت أعمل ضمن فرقة مسرحية محلية في دمشق، ثم اختاروني أعضاء الفرقة مخرجًا للفرقة. وساهم الفنان الراحل محمود جبر والفنان بسام لطفي (بسام أبو غزالة) في تشجيعي على ذلك، إلى أن انتقلت إلى إخراج برامج تلفزيونية. وقمت بإخراج بعض البرامج لشركات إنتاج خاصة، وعملت في إخراج الإعلانات المصورة والأغاني المصورة (فيديو كليب). ماذا ينتظر المخرج عبد الكريم نبيه لإخراج فيلم عن الوضع الحالي في سوريا؟ الدعم من شركات إنتاج محلية تؤمن بقضية الشعب السوري. أين أنت من الأفلام الوثائقية وما رأيك بها؟ الأفلام الوثائقية تزودنا بمعلومات تعليمية عن أشياء غير معروفة جيدًا، وأخرى تحكي قصصًا مفصلة عن أشخاص أو أحداث. ولا يزال بعضها يحاول إقناع المشاهدين بوجهة نظر معينة. أيًّا كان الموضوع الذي تختاره، فإن صناعة الفيلم الوثائقي يمكن أن تصبح مهمة جادة. كانت لدي تجربة إعداد وإخراج بعض الأفلام الوثائقية عن الوضع السوري، وكانت تجربة مفيدة بالنسبة لي. مؤخرًا شهدنا أفلامًا مصورة بعدسة الهاتف. هل تؤمن بهذا الفن؟ تحولت "أفلام الموبايل" في بعض الدول العربية إلى وسيلة جديدة لتبادل الأخبار المصورة وتوثيق الأحداث التي تخلفها الحرب في نفوس شعوب بعض الدول وأجسادهم. وتمتاز في هذا الفن الإعلامي الرائج، حالات المعاناة التي ولدها الصراع، إلى جانب إصرارهم على التمسك بأهداب الحياة والتغلب على مظاهر المعاناة اليومية. ويرى العديد من الباحثين والإعلاميين أن المقاطع التي يصورها البعض بهواتفهم المحمولة تسهم إلى حد كبير في إيجاد حالة من التعاطف والتكافل الاجتماعي أحيانًا في مواجهة كثير من المآسي الإنسانية، الأمر الذي زاد من شعبية المقاطع المضحكة والمبكية على السواء والتي يتداولها البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. عمل إخراجي قمت به لا تنساه أبداً ومقالًا صحفيًا تحتفظ به لآخر لحظة؟ العمل الذي لا أنساه هو عمل مسرحي. مسرحية "سندريلا" للأطفال، حيث قمت بعرضها في عدة محافظات سورية، وكان الأطفال الذين عملوا معي قمة في الأداء. أما عن المقال، أتمنى أن أكتب عن نهاية معاناة أهلي السوريين والعرب أجمع. ماذا تحمل في جعبة 2016 من أمنيات وأعمال؟ ستزهر شقائق النعمان من جديد فوداعًا... (2015). آلامنا بقدر أحلامنا. إن الآلام تأتي بقدر ما نحلم به، بل أحيانًا أكثر. فقد أصبحت حياتنا سيمفونية من الحزن ممزوجة بالأمل. لا ندري ما الذي يحمله لنا عام 2016 في جبته، سواء كان موشحًا بالابتسامات أم الدمعات. وهنا نحن ودعنا 2015 ودموع أهلنا لا تزال تذرف ألمًا، ووجعًا، وقصص التراجيديات التي يعج بها الوطن، المفتوحة جراحه لن تطوى مع طي صفحات هذا العام، وحرقة قلوب الأمهات المغلفة بالصبر على رحيل فلذات أكبادهن يوميًا لن تذوب لهيبها. وآهات وويلات اللاجئين السوريين ورحلات الألم والموت التي تعتصر قلوبهم وحياتهم كل يوم أصبحت بحجم هذه المجزرة. وبكل أسف، هناك فيلم سينمائي أعمل على تحضيره وأعمال مسرحية سيتم عرضها في تركيا. هل من مشاركات في مهرجانات عالمية؟ اعتذرت عن المشاركات في المهرجانات التي تمت دعوتي لها في مصر والمغرب لأسباب خاصة، لكن إن شاء الله هذا العام سأكون في مهرجان "كام" السينمائي بمصر كعضو في لجنة التحكيم. الفن السوري استطاع منح سورية هوية خاصة. ما رأيك؟ وأين يكمن خطر انهيار هذه الهوية؟ لا بد لمن يشاهد أعمال الدراما السورية هذا الموسم أن يستعد للضغط على معدته أو إغلاق عينيه، أو حتى الضغط على زر استعادة ضبط المصنع في الذاكرة بعد العرض. فغالبية الأعمال تنافست على كشف تفاصيل الواقع التي لا يأبه لها المشاهد العربي، فإذا توجهت للمشاهد السوري عانت عشرات المطبات بدءًا من التصنيف والوقوع تحت مسميات الصراع وتحول النص الدرامي إلى قاضي مشروع عن المجتمع، ينصف ويفتي الأحكام على هواء... dohamol67@gmail.com Doha El Mol
×
المخرج عبدالكريم نبيه
لاحقا
الموسيقى سر إلهي عميق
BY الشاعر والمترجم د.سعيد الولي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
دكتور سعيد الولي في حوار خاص :" الموسيقى سر إلهي عميق، لأنها تخلب الألباب وترافقنا من المهد إلى اللحد". حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل تمنح الموسيقى مشاهدها لمن يتعمق في كل إيقاع يحاكي النغمة الأخرى، لتتواصل الآلات في العزف ضمن حركة مدروسة ومنضبطة شرحها الدكتور سعيد الولي مؤلف كتاب "مقدمات لتذوق الموسيقى الكلاسيكية بفهم يضع القارئ والمستمع أمام المشاهد التصويرية وكيفية ترجمتها وفهمها، خصوصاً وأن لكل آلة رمزيتها ومعناها العاطفي والعقلي والتراجيدي أو حتى الكوميدي، إن في بث الفرح أو بث الحزن أو حتى تأجج المواقف المشهدية الحسية التي يشرحها دكتور سعيد الولي في كتابه ضمن السيمفونيات العالمية ورؤاها العالمية. لهذا أجريت معه هذا الحوار لمجلة "مشارف" المقدسية لنستقرأ معه مراحل بداياته وأهمية الموسيقى بالنسبة له، وعن كتابه الثمين من حيث شرح السيمفونيات أو من حيث ارتباط الآلات بكل مشهد سمعي. احتفظ بترجمته بفن وأدب وجمال. - من هو دكتور سعيد الولي وما هي أهمية الموسيقى في حياته؟ أنا ابن مدينة طرابلس، نشأت وترعرت في أسواقها وأزقتها وبساتينها، كما تعلمت في مدارسها الرسمية قبل أن أنتقل إلى دار المعلمين والمعلمات. أنا ابن عائلة متواضعة ولكنها مميزة على صعيد الموسيقى. والدتي كانت تعزف العود وتغني بصوتها الجميل أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وزكريا أحمد وصباح وليلى مراد ومحمد فوزي وفيروز، وغيرها. كانت تحفظ فوراً كل أغنية تسمعها من آلة الراديو العتيق وتبادر إلى عزفها وترديدها مع آلة العود. أنا مثلها أحفظ كل أغنية أسمعها وأرددها مع أمي في البيت. وكان صوت والدي أيضاً جميلاً، ولكنه يدندن لنفسه وبصوت منخفض. صودف أيضاً أن والدتي وجدتي كانتا يستمعان إلى التمثيليات والأفلام التي يبثها الراديو، وفيها ما فيها من الموسيقى التصويرية التي ما إن أسمعها حتى تعلق في أذني وفي حنجرتي. وهذه الموسيقى كانت في معظم الأحيان مقتطعة من المؤلفات الكلاسيكية لكبار المؤلفين. كنت أتابع سماع الموسيقى كلما تيسر لي من محل الجار أو عند جدتي أو عمتي، إلى أن وصلت إلينا في مطلع الستينات أولى المجموعات الكلاسيكية: ثنائي أو ثلاثي أو عازف منفرد، بمبادرة من معهد غوته الألماني والمركز الثقافي الفرنسي. كنت أواظب على حضور كل الأمسيات في طرابلس، منحني دار المعلمين منحة نقدية فتابعت هذه الموسيقى في بيروت ثم في مهرجانات بعلبك. أردت تعلم العزف على البيانو، ولكن كنت قد تقدمت في السن، كما كانت الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة قد أغلقت فرعها في طرابلس. استعضت عن العزف بدراسة تاريخ الموسيقى وأعمال المؤلفين الكبار. بداية اعتمدت على نفسي، ثم في معهد الموسيقى الباريسي عندما سافرت إلى فرنسا. وهكذا فإن الموسيقى كانت الخلفية الثانية في حياتي، ولا يمضي يوم دون أن أستمع عدة ساعات أو أشاهد الأعمال الكلاسيكية. - من يقرأ كتاب "مقدمات لتذوق الموسيقى الكلاسيكية" ويسمع الأقراص المدمجة المرافقة يستطيع فهم الخطوات بمخيلة ذات فضاءات غير محدودة. ما رأيك بهذا؟ في سنة 1973، دعاني بعض شباب البكالوريا، فيما كانوا يسمونه آنذاك "الحركة الثقافية"، إلى جلسة معهم ومع جمهورهم لأشرح بالتفصيل عملاً كلاسيكياً، مساعدة لهم على الفهم والتذوق، وهكذا كان. التقينا في الرابطة الثقافية، وأحضرت معي البيك آب والأسطوانة ورحت أشرح لهم بالتفصيل مسرحية روميو وجولييت لشكسبير كما صاغها موسيقياً المؤلف الروسي العظيم بيتر إيبليتش تشايكوفسكي، في مقدمة فانتازيا مشهورة جداً. ولما كان النجاح باهراً، اتفقنا على جلسة أسبوعية في الرابطة، دامت أكثر من عشرين سنة. رحت أوائم بين الجملة اللحنية أو الآلة الموسيقية وبين الموضوع والشخصيات. هذا لحن جولييت، هذه موسيقى المعركة بين العائلتين، كابوليه ومونتيغو، ثم المقاطع الموسيقية الصرفة التي لا تروي حدثاً ما والتي يستطيع معها المستمع والقارئ أن يطير ويحلق في الفضاء الذي يريده أو الذي يجد نفسه فيه أثناء سماع الموسيقى. مع الموسيقى وبفضل الصمت المحيط، ينتقل الواحد منا إلى حالات أخرى مع إحساسات مختلفة كما لو كانت الجلسة بدون موسيقى. إنها تثير الشجن أو الفرح أو الحماس أو الغرام، وهكذا. في الموسيقى سر إلهي عميق، لأنها تخلب الألباب وترافقنا من المهد إلى اللحد. ليس هناك على وجه الأرض مخلوق واحد لا يسمع أو يغني أغنية من ثقافته، إذا كان معزولاً أو من سائر الثقافات مع تنوع وسائل الاتصال كما هي الحال الآن. لكل فضاؤه ولكل موسيقاه ولكل هجرته الداخلية عند الاستماع، ولا فضل لموسيقى على أخرى أبداً. أنا أشرح الموسيقى الكلاسيكية لمن يريد معرفتها، ولكنني أغني أغاني بلدي والبلاد الأخرى كما يغني الفلاح في حقله والبدوي في صحرائه. لكل طربه ولكل سفره الداخلي ولكل خياله حيث يمكن تصور جلسة حميمة أو عاصفة برعدها وبرقها وأمطارها، أو شدو للطيور أو رحلة بحرية. لكل تصوره حسب حالته، خصوصاً مع الأعمال الموسيقية التي ليس لها برنامج أو قصة، بل هي موسيقى صرفة لا ترتبط بحدث معين كسمفونيات بيتهوفن أو برامز أو كونشيرتو موزار، وهكذا. ليس في ذلك مبالغة لأن وقع الألحان يختلف بين السامع والآخر. - كيف تنمو المخيلة السمعية وتتغذى من خلال الموسيقى؟ وهل يحظى ذلك باهتمام المدارس؟ إن التربية الموسيقية مثل التربية البدنية أو سائر النشاطات التي تؤدي إلى تعلم ما. فكما تنمو العضلات بفضل التمارين، فإن الأذن تتعود شيئاً فشيئاً على تذوق الموسيقى التي تجهلها بفضل جلسات أو حصص السماع والشرح، وهذا ليس صعباً. التمتع بالموسيقى لا يتطلب موهبة خاصة أو معجزة أو مستوى ثقافي اجتماعي معين. أنا مصر على أن لكل إنسان في بقعة من العالم موسيقاه وأغانيه وآلاته والمؤلفات التي كتبها مواطنوه. لذا فإن المخيلة السمعية مدربة أصلاً على سماع الموسيقى، ولكن النشاطات الجدية الممنهجة للاستماع تساعد على إغنائها بأنماط جديدة من الموسيقى، ولا يمكن لذلك إلا أن ينجح، لأن المخيلة السمعية أو القدرة على الاستماع للموسيقى وتردادها هي ملكة إنسانية عامة، لا يختص بها شعب لوحده دون سائر البشر. من هنا دور الأهل والمدرسة في تنمية وتهذيب هذه المخيلة، أو لنقل هذه الملكة، وذلك في سبيل بناء شخصية أكثر توازناً وأكثر تعاطفاً مع الناس، لأن الموسيقى تجمع، والأغنية تحلق حولها الناس. ألم يقل نيتشه "لولا الموسيقى لكانت الحياة خطأ جسيماً"؟ كنا في صغرنا نتعلم الأغاني في ساعة الموسيقى ولا أعرف لماذا ألغيت لصالح الرياضيات والعلوم في المناهج الدراسية. أوليست الأوزان الموسيقية والنغمات والإيقاعات والهارمونية فيزياء ورياضيات؟ - " من الصمت إلى الصوت وبالعكس" عنوان محاضرة لإدوارد سعيد، ما رأيك؟ وهل للبعد الرمزي صمته الموسيقي الخاص؟ لا أعرف في أي مجال جاء هذا العنوان للمفكر العظيم إدوارد سعيد، لأن فكره المتوقد يطل على كل ميادين الأدب والفلسفة والأنثروبولوجيا والسياسة. ولكنني أعرف أيضاً أنه من الممكن أن يكون جاء في مجال الموسيقى، لأن إدوارد سعيد عازف بيانو لا بأس به وله صولات وجولات في هذا الميدان. بداية أقول إن الموسيقى هي نقيض الصمت، لأنها أصوات وأنغام تُسمع بواسطة الأذن البيولوجية، بينما قد تكون هناك موسيقى في الصمت نسمعها بواسطة روحنا وكياننا، لأنها في مجال اللامحسوس وتحمل كل التعبيرات وكل الحالات الشعورية، لأن في الصمت يجد الإنسان نفسه مقابل مرآته الذاتية يتلون بتلاوينها ويتحرك وفق نبضاتها. إلا أنه توجد الإشارة إلى علامات تعني الصمت في الكتابة الموسيقية، فالجمل لا تتابع دون توقف ودون استراحة. وفي طول مدة الاستراحة، أي سكوت الآلات عن العزف أو قصرها، تحدث فروقات بين العازفين وقائد الأوركسترا. كما أن هناك صمتاً بين حركات السيمفونية أو السوناتة أو الأعمال الكبيرة، وذلك تهيئة للانتقال إلى مناخ يختلف. - لماذا كتاب "مقدمات لتذوق الموسيقى الكلاسيكية"؟ وهل هناك أجزاء أخرى بعد المقدمة؟ عندما بدأت بمحاضراتي (شروحاتي) للأعمال الكلاسيكية وطيلة ثلاثين سنة، شعرت بحسن استقبال الجمهور واستحسانه لهذه الشروحات، لأنني قلت آنذاك وما زلت أقول: "إن الموسيقى الكلاسيكية هي ملك لكل الناس أينما وكيفما كانوا. إن تذوقها لا يحتاج لثروة ولا لأرستقراطية، وهي ليست ملك الغرب وحده. إنها لغة كونية نطرب لها جميعاً، لكن هناك مفاتيح بسيطة قد تساعد على الاستغراق فيها ومشاركة الآخرين نشوتهم". هذا الكتاب دليل مبسط يشرح العمل الموسيقي ويحلله إلى أجزائه (دقيقة، ثانية) ليتمكن المستمع من متابعة الفكرة موسيقياً. وفي مطلق الأحوال، يمكن لمقتني الدليل أخذ بعض المعلومات عن المؤلف وعن العمل دون الخوض في التفاصيل، فالموسيقى لغة الكون. وأنا بصدد كتابة الجزء الثاني منه، وسيكون هناك أيضاً "مقدمات" أخرى، لأن غايتي ليست تعليمية تقنية، لأن هذا دور أساتذة المعاهد الموسيقية الأكفاء. نكتشف من الحوار مع دكتور سعيد الواي أن الموسيقى، من منظور نفسي، تُعتبر قوة سحرية تُعزز من التجارب العاطفية وتمنح الأفراد ملاذًا هادئًا للهروب من صخب الحياة اليومية. في النص، يتجلى تأثير الموسيقى بشكل واضح في كيف أن شخصياته، بما في ذلك دكتور سعيد الولي، تكتشف الأبعاد العميقة لمشاعرهم من خلال الموسيقى. يُعبّر عن أن الموسيقى ليست مجرد أصوات، بل هي نافذة إلى النفس البشرية، تلامس أعماق الوجدان وتفتح أبوابًا جديدة لفهم الذات. الموسيقى هنا تُصوّر كعامل مساعد في تطوير المخيلة السمعية والتفاعل العاطفي، مما يعزز من رفاهية النفس وحالتها الشعورية. يُعتبر الكتاب "مقدمات لتذوق الموسيقى الكلاسيكية" مرشدًا بصريًّا وسمعيًّا يعيد تشكيل تجربة الاستماع إلى الموسيقى. من خلال الإيضاحات التي يقدمها، يُظهر أن الموسيقى الكلاسيكية ليست مجرد مجموعة من النغمات، بل هي تجربة جمالية متكاملة تحاكي خيال المستمع وتدخله في عالم فني ملون. كل قطعة موسيقية هي لوحة فنية تُعبّر عن مشهد محدد أو حالة عاطفية، مما يخلق تناغمًا بين السمع والرؤية والتفاعل الداخلي. من منظور موسيقي، يُسلط الضوء على أن الموسيقى تعمل كوسيط بين الإيقاعات والنغمات والأحاسيس. العلاقة بين الألحان وتفاعل الآلات تُبرز البُعد الإبداعي والتقني في تأليف الموسيقى. السيمفونيات التي يتم شرحها في الكتاب تُعتبر مثالًا حيًّا على كيف يمكن للتركيبات الموسيقية المعقدة أن تخلق تجربة سمعية تُثير مشاعر مختلفة. يتم تبسيط هذه التجربة من خلال الشروحات الواضحة، مما يسهم في قدرة القارئ على فهم وتقدير الأبعاد الفنية لكل قطعة موسيقية. تُعتبر الموسيقى لغة روحانية تُترجم إلى مشاعر وصور شعرية. النص يبرز كيف أن الموسيقى ليست مجرد أصوات، بل هي قصائد تُغنى بالأحاسيس والتجارب الإنسانية. يُصوّر دكتور سعيد الولي الموسيقى كوسيلة تعبير تُحاكي التجارب الإنسانية وتترجمها إلى أشعار موسيقية. وصف الموسيقى بأنها "سر إلهي عميق" و"تخلب الألباب" يعكس كيف أن الموسيقى تتجاوز حدود الكلمات لتدخل إلى أعماق الروح. هذه الرؤية الشاعرية تعكس الإعجاب العميق بالموسيقى كفن يلهم ويثير الإبداع ويساهم في التعبير عن أعمق مشاعر الإنسان. يشكل النص تجسيدًا لمزيج غني من الأبعاد النفسية والفنية والجمالية، مما يعكس تأثير الموسيقى العميق على الفرد. من خلال تذوق الموسيقى وتفكيك عناصرها الفنية، يُتيح القارئ لنفسه تجربة عميقة وغنية تدعمه في فهم الذات وتعزيز التجربة الإنسانية. الموسيقى، كما يراها دكتور سعيد الولي، هي لغة عالمية تتحدث إلى الروح، وتفتح أبوابًا للشعور والإبداع، مما يجعلها جزءًا أساسيًا في حياة الإنسان. dohamol67@gmail.com Doha El Mol !
×
الشاعر والمترجم د.سعيد الولي
د. سعيد الولي شاعر وكاتب ومترجم (لبنان) أستاذ جامعي حائز على شهادة دكتوراه في علوم اللغة الفرنسية وطرق تدريسها من جامعة السوربون في باريس . كما درس تاريخ الموسيقى الكلاسيكية والتحليل الموسيقى، وهو مؤسس ومنشّط عدة جمعيات فنية ومقدم لبرامج كلاسيكية تلفزيونية وإذاعية وله العديد من المقالات في النقد الموسيقي وفي تحليل المؤلفات الكلاسيكية باللغة العربية. كما هو شاعر وكاتب ومترجم له خمس دواوين وقصة باللغة الفرنسية، وقد ترجم كتاب الفيلسوف والوزير الفرنسي لوك فيري (تعلم الحياة) لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث مشروع (كلمة) كما بدأ سلسلة مقدمات لتذوق الموسيقى الكلاسيكية باللغة العربية لخدمة القراء العرب.
أتمنى أن يُصادف مسلسل "أوراق التوت" النجاح
BY المخرج هاني اسماعيل
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المخرج هاني إسماعيل لمجلة "مرايا": أتمنى أن يُصادف مسلسل "أوراق التوت" النجاح الذي يستحقه، لأنه عمل ضخم جدًا. حاورته: ضحى عبدالرؤوف المَلّ أثبت المخرج هاني إسماعيل قدرته في منح العمل الدرامي الإحساس الفني، محتفظًا بخاصية فردية في قيادة طاقم العمل المتناغم، كقائد مشبع بالمسؤولية الإخراجية التي يقود بها أي عمل فني، بتوجيه سلس وفهم لأعماق الممثل، ليستخرج مكنونه بأقصى حالات الإبداع كلغة فعل درامي يقدمها للمشاهد بحنكة وضبط لإيقاعات العمل الذي يتميز بالدقة والإبهار والإمساك بالخيوط الأساسية لإبراز قيمة العمل الدرامي كما يستحق. وهذا ما هو ملموس في مسلسل "أوراق التوت" الذي قام بإخراجه المخرج هاني إسماعيل وفق رؤيته وسيرورته في خلق فني درامي متكامل، متجاوزًا حدود المشهد بشكل طبيعي، بتكييف نلمس منه توافق الكادر الدرامي بأكمله في هذا المسلسل. ومعه أجرينا هذا الحوار... - المخرج هاني إسماعيل والمشوار الطويل في الإخراج من مسلسل "الحساب" وصولًا إلى "أوراق التوت"، بماذا تخبرنا عن ذلك؟- قبل مسلسل "الحساب"، كنت أعمل في تلفزيون السعودية لمدة سنتين وقدمت أعمالًا مهمة سعودية وخليجية، وحصلت على جوائز ذهبية في المهرجانات. وهذا ساعدني للعمل في مصر. و"الحساب" كان أول مسلسل درامي مصري يحتك بالجماهير، لأنه دراما بوليسية اجتماعية، وأعتقد كان تأثيره جيدًا على المشاهدين. بعدها توالت مجموعة من الأعمال الدرامية، أهمها مسلسل "سوق العصر" الذي تكاملت فيه كل العناصر الفنية من نص ونجوم وديكورات، وحصلت فيه على جائزة الإخراج الذهبية سنة 2000. وأيضًا "السيرة الهلالية"، وهو من الأعمال التي أعتز بها جدًا، مثل مسلسل "ثورة الحريم" الذي يناقش مشاكل وهموم المرأة في الصعيد أو في الجنوب بشكل عام، مثل مسلسل "حمزة وبناته الخمسة" من الأعمال الاجتماعية التي تتناول التربية والأسرة وإهمال الأبناء والتأثير السلبي على سلوكهم. ثم مسلسل "على باب مصر" الذي حصلت فيه على جائزة الإخراج الذهبية، وهو مسلسل تاريخي مهم جدًا عن فترة التتر ومحاولة غزو المناطق العربية وتصدي قطز له. وهذا من أهم الأعمال التي قدمتها وأفتخر بها. وباقي الأعمال الدرامية هي خليط من دراما بوليسية وسياسية واجتماعية وإنسانية وتراثية حتى وصلنا إلى "أوراق التوت". - إلى أي مدى نحتاج سينما عربية خالية من الشوائب الهوليودية؟ سؤال مهم جدًا. التأثير السلبي للسينما الهوليودية على السينما العربية وعلى الدراما التلفزيونية العربية أيضًا تأثير واضح لكل الناس. لقد تحولت السينما العربية من موضوعات اجتماعية إنسانية هادفة إلى إثارة قتل وسفك دماء وإيقاع بعيد عن إيقاعنا ومشاكلنا وهمومنا. ربما المثال الصارخ لتأثير السينما الهوليودية على السينما الهندية التي تتصف بالرومانسية والشاعرية الشديدة، والتي كنا نعتبرها مسحة من الخيال الجميل قبل أن تؤثر عليها السينما الهوليودية وتحولها إلى قتل وعنف وملابس غريبة، مما أخرجها عن المحلية التي كانت معروفة بها. للأسف، تأثير كبير وسيطرة كاملة، وأنا قلت عن هذا استعمار فني، لأن تأثيرًا كبيرًا طرأ على السينما العربية، والجزء الخاص بي هو الدراما التلفزيونية. إن في الدول العربية، الكويتية والسعودية والمصرية، قد تأثرت أيضًا، إذ نرى مجموعة من المفاهيم والعادات الغريبة عن مجتمعاتنا، وتتجاوز شكلًا ومضمونًا في العنف وسفك الدماء، وهذا لم نكن نراه من قبل بحجة التطور والتقدم. وهذا ليس صحيحًا برأيي. المشكلة أن بعض الشباب السينمائيين الذين تخرجوا من معهد السينما وجدوا أن السينما قد توقفت تمامًا، وعملوا في مجال الدراما التلفزيونية واستطاعوا تطوير شكل الصورة، وخصوصًا مع تطوير المعدات والأجهزة على مستوى الإضاءة. وأصيبت الصورة بطفرة، وهذا إيجابي. لكن بما أنهم أصيبوا بالإحباط السينمائي، فتعبيرهم عن أفكارهم المتمردة جاء من خلال الدراما التلفزيونية، ومعظم مشاهداتهم ودراساتهم هي السينما الهوليودية. تأثرت أعمالهم بذلك، لهذا وصلنا إلى حالة أننا نشاهد مسلسلات تلفزيونية من المفروض أنها تحاكي الأسرة المصرية والبيوت والأطفال، لكنها بعيدة كل البعد عن القيم التي تربينا عليها. فالدراما التلفزيونية هي دراما الأسرة. الحقيقة يجب توجيه الشباب. - تخاطب السينما الشعوب بوجوه مختلفة، منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي. متى يرفض المخرج هاني إسماعيل نصًا دراميًا لا يتوافق مع رؤيته؟ أولاً، نفصل ما بين السينما في الشعوب المتقدمة أو شعوب الدول الأولى وشعوب الدول النامية مثل مجتمعاتنا. لا شك أن الدول المتقدمة ينتشر فيها الوعي، ويستطيع الناس فيها اكتشاف ما هو غث أو سمين، وبين ما هو حقيقي وغير حقيقي، أو تفكر وتتأمل وتحلل. لكن مجتمعاتنا ما زال فيها نسبة الأمية عالية جدًا، وما زلنا نتلقى الأعمال الفنية بلا وعي. نتلقى العمل الفني على أنه حقيقة مطلقة، وهذا يؤثر على سلوكنا، وتحديدًا على شبابنا. لهذا، يجب الانتباه جيدًا وبوعي شديد لطبيعة مجتمعاتنا وقيمنا وعاداتنا وأعرافنا وطبيعة المشاهد الذي لا يتسم بالوعي الشديد، لنخاطبه بعيدًا عن الشوائب الهوليودية التي تحدثنا عنها. بالنسبة لي، لم أقدم أي عمل إلا إذا كنت على قناعة كاملة بقيمة العمل وبالتوحد معه، لأنني دائمًا كنت أقول إن هناك مخرجًا موظفًا ومخرجًا مفكرًا. المخرج الموظف هو الذي يقبل أي عمل دون الاقتناع برسالته أو بقيمته، ويعتقد أنه لا يصادف النجاح. أما المخرج الحقيقي فهو المخرج المفكر، لأنه يبحث عن القيمة التي تتوافق مع منهجه في الحياة وفي التفكير، وفي أيديولوجياته ومعتقداته، ليستطيع ترجمتها جيدًا ويقتنع بكل حرف موجود فيها، لأنني يجب أن أقتنع بكل مشهد أو كل جملة حوارية موجودة في النص، وأجلس مع المؤلف لجلسات طويلة جدًا لنتناقش في بعض الجمل غير المتوافق معها، حتى أصل إلى قناعة كاملة بما سأقوم بتنفيذه. "- أوراق التوت" والإنتاج الضخم الذي سمعنا عنه الكثير، ماذا تخبرنا عن هذا العمل؟ أتمنى أن يُصادف مسلسل "أوراق التوت" النجاح الذي يستحقه، لأنه عمل ضخم جدًا. الفكرة بدأت منذ أكثر من ست سنوات. دكتور "ماجد العبيد" وهو كاتب رواية أدبية بعنوان "أوراق التوت"، والحقيقة بعد أن قرأتها قررنا تحويلها إلى دراما تلفزيونية. وتم ترشيح الكاتب الكبير "أيمن سلامة" لكتابة الموضوع، لأهمية المضمون الذي يشير إليه "أوراق التوت"، وهو الدفاع عن الدعوات الآثمة في هذه الفترة بعد انتشار الجماعات المتطرفة. فهناك دعوات في الغرب تحاول الصاق الإسلام بالإرهاب، أو الصاقه بسفك الدماء، ومحاولة إظهار الإسلام على أنه دين عنف وإرهاب، والإسلام برئ تمامًا. والعمل هو رد على هذه الأفكار بأن الإسلام دين محبة وسلام وإخاء وقبول للآخر تمامًا، وعدم إكراه الآخر على المعتقد الديني إذ لا إكراه في الدين. - هل ينصف مسلسل "أوراق التوت" بالعمل التاريخي الذي يمكن رؤيته باستمرار؟ مسلسل "أوراق التوت" من إنتاج المملكة العربية السعودية، والتلفزيون المصري اشترى العمل وشارك بنسبة بسيطة. وحقيقة، هو إنتاج ضخم جدًا، لم يبخل الإنتاج في تقديم أي شيء خاص بأماكن التصوير والملابس والديكورات والأبطال المشاركين من كل الوطن العربي، لنصل في النهاية إلى إيصال الرسالة من خلال الإبهار السمعي والبصري الكبير. ونتمنى من الله أن يحوز على إعجاب المشاهدين. هو عن الطبيب العربي الذي تقوده الظروف أو القدر إلى الوقوع في إمبراطورية وثنية تمامًا لا تدين بدين، ومليئة بالمؤامرات والفساد، حيث يستطيع بسلوكه السمح البسيط أن يحول هذه الإمبراطورية إلى إسلامية تمامًا. - ماذا يضيف المخرج على الممثل وماذا ينتزع منه من خلال الإخراج أو التوجيه المحترف؟ توجيه الممثل أو إدارة الممثل أمر عادي. وباعتباري أستاذًا في المعهد العالي للفنون المسرحية، مدرس مادة التمثيل والإخراج التلفزيوني، أقول إن من أهم عناصر النجاح في أي عمل فني هي كيفية التعامل مع الممثل وكيفية إخراج أقصى إبداع له. وهذا ما يجعلنا نرى بعض الفنانين يترنحون أحيانًا في بعض أعمالهم، وأحيانًا يكون المؤشر البياني لهم متميزًا ومتألقًا، وأحيانًا أخرى غير متألق. هو نفس الفنان ونفس الموهبة، والسبب هو أن المخرج تعامل معه بشكل مختلف، واستطاع استخراج أقصى إبداع ممكن. وبرأيي، بداية من الاختيار ونوعية الدور، دون النظر إلى دور الممثل في السابق، فهذا يفقده البريق الجديد لأنه يكرر انفعالاته. أنا أختار الممثل الذي لم يلعب الدور المشابه، وأضعه في المناخ المناسب للدراما، لاستخراج ما بداخله. وعلى المخرج دراسة علم النفس وعلم الاتصال والتواصل، لأن العناصر الفنية لها تعامل خاص، خصوصًا أن كل العناصر تختلف في الثقافة والأفكار والمعتقدات والتربية. فكيف ستتعامل كقائد مع كل عنصر من هذه العناصر وتخرج أقصى إبداعها ما لم تفهم علم النفس جيدًا، لتغوص في عمق نفس كل منهم لاستخراج أقصى إبداعها، وبالتحديد الممثل الذي يتعامل مع أحاسيسه ومشاعره. فإذا لم يكن هناك تواصل عالي بين الممثل والمخرج، لن يصل إلى النجاح. - ما العمل الفني الذي قمت بإخراجه وتتمنى إخراجه مرة ثانية؟ العمل الذي أتمنى إخراجه مرة أخرى هو المسلسل التاريخي "على باب مصر"، الذي حصل على جائزة الإخراج الذهبية. ورغم حصولي على الجائزة، أتمنى إعادة إخراجه، لأنني تعاقدت قبل رمضان 2006 بشهرين، وكان الاتفاق مع قيادة رئاسة قطاع الإنتاج في تلفزيون مصر على تقديم العمل في رمضان الذي يليه. فعلًا بدأت العمل بتأنٍ وجودة، وبعد شهر واحد تغيرت القيادة وطلب مني تقديم العمل في رمضان العام نفسه. واضطررت تحت ضغط إلى إنجاز العمل، واستمر التصوير 24 ساعة. لكن مناطق كثيرة من العمل كنت أتمنى إخراجها بشكل هادئ أكثر، كانت ستكون أفضل وأفضل، برغم أن العمل نال الجائزة الذهبية. من خلال الحوار معه نكتشف ، أن مسلسل "أوراق التوت" هو عمل درامي يكتسب أهمية كبيرة من خلال حجمه الإنتاجي وموضوعه الجريء. المخرج هاني إسماعيل، وفقًا لتصريحاته، يطمح إلى تقديم عمل يتجاوز حدود التقليدية، ويعكس رؤية فنية متفردة، مما يعكس تفانيه في تحقيق رؤية درامية دقيقة ومؤثرة. يظهر النص أن إسماعيل يمتلك قدرة على دمج الإبداع الفني مع القيم الإنسانية العميقة، مما يترك انطباعًا قويًّا عن جودة العمل والتزامه بالمضمون. ،إذ يركز مسلسل "أوراق التوت" على معالجة قضايا دينية وفكرية حساسة تتعلق بالإسلام والتطرف. النص يعكس التزام المخرج بتقديم عمل يتصدى للأفكار المغلوطة التي تربط الإسلام بالإرهاب، ويهدف إلى تقديم رسالة توضح القيم الإنسانية والتسامح في الإسلام. هذا الطرح يعكس محاولة جادة لمواجهة التحديات الثقافية والدينية من خلال وسيلة درامية، مما يضفي على المسلسل طابعًا تعليميًّا إلى جانب كونه عملًا فنيًّا. يظهر المخرج هاني إسماعيل مهارة في بناء الشخصيات والمشاهد بما يعزز الرسالة الدرامية. يتمتع العمل بقدرة على تقديم تعقيدات نفسية وشخصية من خلال تطور الأحداث وشخصياته. إنّ الانتباه للتفاصيل الدقيقة في تطور الشخصيات والمشاهد يعكس رغبة في تقديم تجربة درامية غنية ومعقدة، مما يساهم في جذب الجمهور وإثارة اهتمامه. إن التوازن بين عناصر الإثارة والإيقاع الدرامي يعزز قدرة المسلسل على التأثير العاطفي على المشاهدين. يبدو أن المسلسل استفاد من إنتاج ضخم يوفر أجواء درامية متكاملة. استخدام التصوير والديكورات بشكل متقن يعزز من الواقع الدرامي للعرض. التركيز على العناصر البصرية مثل الملابس والأماكن يعكس اهتمامًا بالتفاصيل ويساهم في خلق تجربة بصرية غنية. تقنيات الإضاءة والتصوير المستخدمة تسهم في تعزيز المشهد الدرامي وخلق جو يتناسب مع الموضوعات المطروحة.التحليل الجمالي يظهر العمل حرصًا على دمج الجماليات البصرية مع القيم الدرامية. استخدام الألوان والإضاءة لتسليط الضوء على اللحظات الهامة والمشاعر الداخلية للشخصيات يضيف عمقًا للمشاهد. التوازن بين الجماليات البصرية والمضمون الدرامي يعزز من قدرة العمل على جذب المشاهدين وإبقائهم مستمتعين ومشغولين بما يحدث على الشاشة. يعبّر المسلسل عن قضايا ذات طابع إنساني عميق، ويعكس كيفية تعامل الشخصيات مع التحديات والمشاكل. الحوار والتمثيل يعكسان مشاعر الشخصيات وتجاربها بشكل مؤثر، مما يسمح للمشاهدين بالتواصل العاطفي مع الشخصيات وفهم تعقيداتها. التعبير الفني عن الأفكار والمشاعر من خلال الأداء الدرامي والمشاهد يساعد في تقديم تجربة فنية تعبيرية تتجاوز الحدود التقليدية وتثير التأمل. من منظور إخراجي، يعكس المخرج هاني إسماعيل قدرة على توجيه العمل بشكل فعال، حيث يوازن بين الرؤية الفنية والمضمون الدرامي. اهتمامه بالتفاصيل، من اختيار الممثلين إلى إدارة المشاهد، يظهر مدى التزامه بخلق عمل درامي متكامل ومؤثر. الإدارة الجيدة للموارد الإبداعية والتقنية تسهم في تقديم عمل يعكس الرؤية الفنية للمخرج بشكل واضح وفعّال. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
المخرج هاني اسماعيل
هاني إسماعيل ( - 2021) Hany Ismael مخرج مصري من مواليد محافظة الجيزة في 9 مارس. بدأ هاني إسماعيل مشواره المهني بعدة سهرات تليفزيونية لكن شهرته كمخرج جاءت مع مسلسل (الحساب) 1998، ثم الجزء الثالث من مسلسل (السيرة الهلالية) 2000. حقق مسلسله (سوق العصر) 2001 نجاحاً كبيراً عند عرضه لأول مرة قدم عدد من الأعمال الفنية الناجحة من بينها مسلسل (الحساب) 1998، ثم الجزء الثالث من مسلسل "السيرة الهلالية" ومسلسل "سوق العصر .
المستقبل لا يعني العودة إلى نقطة البداية
BY الباحث د.غسان الخالد
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
المستقبل لا يعني العودة إلى نقطة البداية، بل يعني قراءة الماضي قراءة موضوعية. حوار خاص مع الدكتور غسان الخالد حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل - لبنان يتميز أسلوب المؤلف ودكتور علم الاجتماع "غسان الخالد" بالسهل الممتنع من حيث البساطة في التحليل والتسلسل في الأفكار بشكل تصاعدي. إذ يبدأ مع القارئ من الصفر وصولاً إلى الفهم الذي يثير قوة في البحث أكثر عن إجابات تمنح القارئ رؤية يريدها الدكتور "غسان الخالد" ليصل مع القارئ إلى المفهوم الذي يطرحه في كتبه. وهذا الحوار معه إنما كي يضيء على كتابه الجديد بعنوان “داعش: من خلافة الدولة إلى دولة الخلافة”. - وتبقى المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني من أكبر المجازر وأخطرها، هل توحي بأن إسرائيل هي داعش الأولى؟ أم إن بعض الدول أيضاً كداعش بالنسبة لفلسطين؟ استخدم المحللون لفظة "داعش" بشكلين: الأول على صيغة الاسم الذي يشير إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والثاني على صيغة الصفة نظراً للممارسات التي وُصفت بها. وقد تحول الاسم الجامد "داعش"، وفق الأوزان اللغوية، كالدعشنة مثلاً، وهي على وزن "فعلنة". فإذا أخذنا المصطلح بصيغة الصفة، ويقصد بذلك الأعمال التي مارستها داعش، فالملاحظة السوسيولوجية تقتضي القول إن كل شعوب العالم قد مارست بحق بعضها البعض هذه التصرفات المتمثلة بالقتل والذبح والتهجير. أما بالنسبة للكيان الصهيوني، فهو لا يزال يمارس إرهاب الدولة المنظم بحق الشعب الفلسطيني. ولا تقل الولايات المتحدة دعشنة عنها، خصوصاً لجهة ما قامت به في العراق. والكثير بل كل الدول مارست هذه الدعشنة عن طريق الإلغاء والإقصاء والابعاد والنفي أو التخويف وتهم العمالة. - ما هو سبب وجود ما يسمى داعش؟ ألا تظن أن الربيع العربي أصابه فيروس سقوط رؤساء دوله؟ داعش هي اختصار لمصطلح "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام". وقد نشأ هذا التنظيم في العراق بدايةً تحت مسمى آخر، وقد أشرت إلى ذلك في كتابي. أما بالنسبة للربيع العربي، فالحقيقة يمكننا القول إن الذهنية العربية لا تزال غير منفتحة على مسألة التوارث بالمعنى العربي للكلمة، أي بما تنتجه من تغيير في البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. ولذلك فإن الحراك اكتفى بإسقاط الأنظمة فقط، ونتيجة لتقارب مصالح القوى المشاركة في هذه الثورات، بالإضافة إلى ما يسمى في السوسيولوجيا بالثورات المضادة، فقد دخلت بلدانها في فوضى عمل الإسلام الحركي على الاستفادة منها وتوظيفها لصالحه. وقد نجح في الكثير من الدول التي تعاني من حروب كالعراق وسوريا واليمن وليبيا، وبتنظيم القاعدة بشكل عام وتنظيم داعش المنفصل عنه بشكل خاص. قد خطط لوراثة هذه الثورات وفرض نفسه كقوة كبرى بين القوى المتصارعة على السلطة في بلاد الثورات، تمهيداً لتمدده إلى أبعد من ذلك. وقد أشرت في كتابي إلى تصارع القوة المشاركة في الحراك وإلى التدخل الأجنبي في محاولة خطف الثورات أو اختطافها تحت عنوان "شيطنة الثورة". - لماذا الكتاب بعنوان داعش وما سمعناه عنها الكثير في حين إنها ما زالت مجهولة الهوية؟ ألا تظن ذلك؟ أود القول إن داعش ليست مجهولة الهوية. فهي انتقلت من مرحلة التنظيم إلى مرحلة إعلان الخلافة، مع ما يعنيه هذا المصطلح وما يحمله من أبعاد جيوسياسية. ولذلك قلت إن داعش وإعلانها الخلافة قد ألغت الحدود وتخطت الخطوط. وفي الفصل السادس من كتابي المعنون ب "داعش: المسار والمصير" قلت إن داعش قد حددت مسارها، أما مصيرها فهو مرتبط بالأحداث الميدانية. - دكتور غسان الخالد، مدير معهد العلوم الاجتماعية، ما هي أهم مؤلفاتك وماذا تحدثنا عنها؟ لقد صدر لي عدة كتب، أبرزها كتاب "البدوقراطية" و"الإسلاموقراطية"، وكلاهما صدر عن منتدى المعارف في بيروت، وقد لاقى الكتابان رواجاً في لبنان والوطن العربي وكتب عنهما الكثير من الصحف العربية. هناك أيضاً كتابان صدرا عن مكتبة السائح في طرابلس، الأول بعنوان "قيم شباب الريف الجامعي: اندماج أم اغتراب"، والثاني "القيم الثقافية لشباب الريف الجامعي". وسيصدر لي قريباً كتاب "الهابينوس العربي: قراءة سوسيولوجية في القيم والمفاهيم"، وأيضاً عن منتدى المعارف في بيروت، والكتاب الذي نحن بصدد مناقشته والصادر عن دار الفرات في بيروت تحت عنوان "داعش: من خلافة الدولة إلى دولة الخلافة". أعالج في معظم هذه المؤلفات مسألة الفكر العربي الإسلامي الموروث ومحاولات إسقاط المفاهيم الغربية المستوردة على هذا الفكر وإمكانية تقبل هذه المفاهيم المسقطة كالديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها الكثير. - ما هي تحليلاتك الاجتماعية والسياسية لما نراه في طرابلس تحديداً؟ ما رأيناه في طرابلس في معظم أحواله كان مفبركاً، وجرى توظيفه من بعض القوى السياسية المحلية، ومحاولات إثبات عكس ما رأيناه من خلال بعض المظاهر الشعبوية، لكنها متزنة هي أيضاً للتوظيف السياسي. أما واقع الحال فهو أنه ينبغي علينا الإدراك أن الجماهير لا تتحرك وفق "الريموت كنترول" على ساعة نشاء وكيفما نشاء. زرع الأفكار وبثها على مدى سنين لا يمكن أن ينتهي بكبسة زر كما يقال، ولذلك أنا قلق مما قد يحصل لاحقاً، خصوصاً عند دخول لبنان في مرحلة "الشوكة والنكاية" كما يسميها منظرو الدولة الإسلامية. - متى يكتب دكتور غسان الخالد وماذا يقرأ؟ يأخذ مني العمل الإداري وقتاً لا بأس به. مع ذلك، فأنا أقرأ باستمرار وأحاول الاستفادة من أوقات فراغي. أما الكتابة فتلك شأن آخر. أفضلها في الساعات الأولى من الصباح والمتأخرة من الليل، لأن الكتابة تحتاج إلى ذهن صافٍ. - ماذا تقول للجيل القادم كي يتحاشى أخطاء الماضي؟ لقد عاش الشعب العربي على نظرية المؤامرة والفعلية التآمرية منذ زمن، ومن الصعوبة بمكان إلغاء هذه الفعلية. فهي تتطلب جهداً من الجهات الفاعلة، وعلى رأسها السلطة، إضافة إلى النخب الثقافية والسياسية والتربوية. ويفترض أن هذا يحتاج إلى مفاهيم جديدة مخالفة أو مغايرة. والطريق الأفضل هو أن يتم ذلك عبر الانسياب الاجتماعي، أي عبر التنشئة الاجتماعية بالتضامن والتكافل مع مناهج تربوية سليمة تؤدي إلى الغرض المنشود، وهو ما أستبعده حالياً، وأعتقد أنه من الصعوبة بمكان تحقيق ذلك في ظل سيادة الفكر الموروث. - برأيك متى يتحرر الشعب العربي من سموم الفكر التكفيري؟ عندما نقول "ظاهرة اجتماعية" فهذا يعني حكماً ارتباطها بالأبعاد الاقتصادية والسياسية والتربوية والثقافية وغير ذلك. ووفقاً لنظرية المجال والعقول لعالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو، فإن العقول تتأثر ببعضها البعض وينتج عنها مجموعة بنى معرفية. ولذلك المسألة الاقتصادية (التمويل) والتربوية (مناهج تعليم) في المناطق الخاضعة لسيطرتها. -ة كيف يكون الإسلام الحركي، وقد بات المسلم يخاف الكلام خوفاً من تكفيره؟ أنت تجزم أن الإسلام الحركي سيرث الثورات العربية؟ هل هذا تفاؤل فقط أم مبني على تحليلات كثيرة؟ مسألة التكفير مرتبطة بالعقلية التآمرية. وقد مورست سياسياً بطريقة التخوين والاتهام بالعمالة من قبل السلطات الحاكمة في الوطن العربي ومن قبل الأحزاب السياسية والمعارضات. حتى بعد أحداث 11 أيلول، ظهر الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في إطار الحملة على ما أسماه الإرهاب، "أن المسألة لا تحتمل خيارات: إما مع أو ضد، والقاعدة تفترض في السياسة أنه إن لم تكن معي فأنت ضدي حتماً"، وهذا إلغاء لفكرة الحياد الإيجابي. وأنا لا أجزم بالوراثة على المدى البعيد، لكن على الأقل وبالمنظور القريب، هذا ما يبدو عليه. فالاسلام الحركي الذي أبعد عن المشاركة في الدولة القومية، عاد في ظل الحراكات الاجتماعية وفرض نفسه في مصر وتونس، رغم تراجعه قليلاً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تونس هي نموذج فريد في الدول العربية. أما الإسلام الحركي فقد فرض نفسه في العراق واليمن وسوريا وليبيا. ونحن سننتظر الكثير من الوقت لمعرفة إن كان بالإمكان القضاء على التنظيمات الجهادية في هذه الدول، رغم التحالف الدولي الموجود والضربات الموجعة. ومع ذلك، فإن هذه التنظيمات موجودة بقوة في هذه الدول. وبالنسبة لمسألة التفاؤل والتشاؤم، وهذا إحساس خاص، لكني مع ذلك أميل إلى التشاؤم أكثر. - المستقبل يجب أن يكون عودة إلى نقطة البداية، ألا تظن أن هذا يستحيل تنفيذه، فنقطة البداية تحتاج لإزالة كل ما قبلها؟ هذا خطأ. المستقبل لا يعني العودة إلى نقطة البداية، بل يعني قراءة الماضي قراءة موضوعية وبتجرد والاستفادة من الأخطاء وتجاوزها والبناء عليها وفق المعطيات والمتغيرات الجديدة. وهذا ما يدفعني أكثر إلى التشاؤم لأنه، وبعد فشل الدولة القومية والأحزاب السياسية في استيعاب المتغيرات الجديدة وفي إيجاد خطط تنموية هادفة، ثم استحضار الماضي في الحاضر. وهذا يعني أن نعيش حاضرنا وفق ماضينا، فكيف سيكون المستقبل إذن؟ إذا أردنا التغيير، فهو يتطلب إعادة قراءة الفكر الموروث في فرعيه القبلي والديني قراءة نقدية وموضوعية، على أن تأخذ بعين الاعتبار مختلف التطورات والتغيرات. ولا أقول هنا بأسلمة الحداثة أو ما بعد الحداثة، إنما من الضروري بلورة فكر غير متعارض مع المفاهيم التي فرضتها العولمة والثورة المعلوماتية وثورة الاتصالات، أي باختصار البحث عن فكر إنساني في الفكر الديني الإسلامي أو ما يسمى اصطلاحاً "إنسنة الإسلام". والدين الإسلامي هو بطبيعته إنساني. - كلمة أخيرة للقراء عن كتابك الجديد داعش؟ أعتذر من القراء عن تشاؤمي حيال المستجدات، وأتمنى إضافة جرعة من التفاؤل، لكن مع الأسف وليس على طريقة التوقعات التي تشغل الناس بأسماء من هنا وهناك. مع احترامي للجميع، فإن المستقبل لن يكون وفق طموحاتنا وأحلامنا، أقلّه في المدى المنظور. وهذا ما عبّرت عنه في كتابي "داعش: من خلافة الدولة إلى دولة الخلافة"، إذ إن إعلان الخلافة قد شكل مفصلاً تاريخياً مختلفاً. فالخلافة التي تشكل حلم المسلمين على اختلاف مذاهبهم (سنة وشيعة) وبصرف النظر عن طريقة وآلية وشرعية إعلانها، إلا أنها أوجدت الخوف عند الكثير من الأنظمة العربية أو كلها، والتي سارعت إلى الضغط من أجل تشكيل تحالف دولي اجتمع فيه الأضداد. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار مجريات الأمور في العراق وسوريا واليمن تحديداً، فإنه يمكننا القول إن الأمور لن تسير وفق ما يشتهي التحالف، لأن استحضار العصبية المذهبية واستخدامها هو السائد، وهو سلاح ذو حدين. من خلال الحوار مع دكتور غسان الخالد الذي اجريته معه عام 2015 لمجلة الهدى نكتشف 1. السياق الاجتماعي: النص يتناول موضوعات معقدة مثل العنف، السياسة، الدين، والهوية. تتجلى التأثيرات الاجتماعية والسياسية بشكل واضح، مما يشير إلى أن المجتمع العربي يعيش حالة من التوتر والصراع، تتجلى في التحولات الناتجة عن أحداث الربيع العربي. يعتبر هذا التحليل دليلاً على كيف أن العوامل الاجتماعية تلعب دوراً أساسياً في تشكيل الاتجاهات الفكرية والسياسية. 2. الهوية والذاكرة: يبرز الحوار أهمية القراءة النقدية للذاكرة الجماعية. كيف يُعيد المجتمع تشكيل هويته بناءً على تجاربه السابقة؟ يتمثل ذلك في مفهوم "العودة إلى نقطة البداية" الذي يتناقض مع فكرة البناء على الأخطاء. تطرح هذه الإشكالية سؤالاً عن كيفية تأثير الذاكرة التاريخية على الحاضر، وكيف يُمكن أن تُشكل تصورات المجتمع عن المستقبل. 3. العنف والتطرف: يعكس النص مشاعر القلق من العنف والتطرف، حيث تُعتبر داعش نموذجاً لتجليات العنف المنظم. التحليل يُظهر كيف يمكن أن تؤدي الظروف الاجتماعية والسياسية إلى تطور أفكار متطرفة. مما يعني أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي يمكن أن يكون بيئة خصبة لانتشار مثل هذه الأفكار، مما يستدعي نظرة أعمق لكيفية معالجة الجذور الاجتماعية لهذه الظواهر. 4. الدين والسياسة: يتطرق النص إلى العلاقة بين الدين والسياسة، وكيف يمكن أن تساهم الأيديولوجيات الدينية في تشكيل الهويات السياسية. يبرز هنا سؤال حول دور الدين في تشكيل القيم الاجتماعية، وكيف يمكن أن تُستخدم هذه القيم في الصراعات السياسية. 5. الجمال والتعبير: أسلوب الكاتب يتسم بالوضوح والجمالية، مما يعكس قدرة اللغة على نقل مشاعر وأفكار معقدة بطريقة سلسة. يُعتبر التعبير عن الأفكار بأسلوب فني وجمالي جزءاً مهماً من السوسيولوجيا، حيث أن اللغة ليست فقط وسيلة للتواصل، بل أداة لفهم وتحليل الواقع الاجتماعي. 6. الطموح والتغيير: النص يعكس شعورًا بالتشاؤم حيال المستقبل، وهو شعور يمكن تفسيره في سياق التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها المجتمع. ومع ذلك، يحمل أيضاً دعوة للتغيير وإعادة التفكير في الأساليب المعتمدة في التعليم والتنمية الاجتماعية، مما يفتح المجال أمام نقاشات حول كيفية بناء مجتمع أكثر شمولية وتفاؤلاً. هذا الحوار يقدم تحليلاً عميقًا للمسائل الاجتماعية والسياسية المعقدة من منظور سوسيولوجي. يعكس التوترات الاجتماعية والبحث عن الهوية، ويُبرز أهمية السياق التاريخي في فهم الحاضر. الأسلوب الجمالي والتعبيري يساهم في إثراء النقاشات حول هذه القضايا، مما يجعله حوارًا غنيًا بالمعلومات والأفكار التي يمكن أن تؤثر في القراء بشكل عميق. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
الباحث د.غسان الخالد
من مواليد مشتى حسن/ عكار 1957، نال الباكالوريا التعليمية من دار المعلمين والمعلمات عام 1977، والبكالوريا في الفلسفة عام 1979. تابع دراسته الجامعية في الجامعة اللبنانية وحصل عام 1982 على اجازة في علم الاجتماع، وبمتابعة دراسته العليا في الجامعة نفسها نال شهادة الدكتوراه اللبنانية في علم الاجتماع عام 1995 وذلك عن أطروحته " الذهنية القبلية في المشرق العربي" بادية الشام نموذجاً. . بدأ التعليم الجامعي كمعيد العام 1995، وتدرج حتى حصل على رتبة أستاذ عام 2014. ضمن معهد العلوم الاجتماعية، شغل د. غسان الخالد عدة مسؤوليات: مدير معهد العلوم الاجتماعية/ الفرع الثالث 2014- 2016. ممثل الأساتذة في الفرع 2011 - 2013 . عضو مجلس الفرع في المعهد 2009-2011 . العنوان الإلكتروني: khaled@hotmail.com نشاطات ثقافية عضو في إتحاد الأكتدميين والعلماء العرب – مكتب لبنان. المؤلفات شباب الريف الجامعي: إندماج أم إغتراب، مكتبة السائح، طرابلس، 2010. - القيم الثقافية لشباب الريف الجامعي، مكتبة السائح، طرابلس، 2011. - البدوقراطية، قراءة سوسيولوجية في الديموقراطيات العربية، منتدى المعارف، بيروت، 2012. - الإسلاموقراطية، قراءة سوسيولوجية في الفكر الديموقراطي للحركات الإسلامية، منتدى المعارف، 2013. - الهابيتوس العربي، قراءة سوسيومعرفية في القيم والمفاهيم، منتدى المعارف، 2015 . الأبحاث المنشورة البوليميك في الفكر السياسي الإسلامي ،مجلّة العلوم الإجتماعية، معهد العلوم الإجتماعية. مفهوم الجاه عند العرب، مجلّة العلوم الإجتماعية.
«
42
43
44
45
46
»