Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
غزة تنادي (Gaza Calling)
BY Director Nahed Awwad
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
غزة تنادي (Gaza Calling) معبر دمعة من رام الله والضفة إلى غزة تنقسم الرؤية الإخراجية في فيلم "غزة تنادي" إلى مشاهد عميقة مختلفة من حيث تسليط الضوء على مواضيع أساسية وثانوية، مع الحفاظ على ديناميكية التسلسل في المشاهد الحياتية المصورة من خلال عائلة خرج ابنها للدراسة في الضفة الغربية، أي من فلسطين إلى فلسطين. لم يستطع رؤية الأهل إلا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أو الهاتف، ولكنه استطاع بث الأحاسيس المختلفة وهو يروي سينمائيًا تفاصيل الأوجاع الفلسطينية الاجتماعية الداخلية بشكل خاص، والخارجية بشكل عام، حيث يمنع الفلسطيني من مغادرة مدينته وحتى بلده إلا بتصريح إسرائيلي يوافق أو لا يوافق، لتبدأ المساعي المستعصية في العودة إلى الداخل أو الخروج النهائي من الوطن. وثائقي تمثيلي صريح العبارة، قوي الرؤية ومتين المعنى حتى في التفاصيل البسيطة الموجعة أو الساخرة، أو حتى تلك التي يشعر بها المتلقي بالعجز من الخروج والدخول إلى وطنه المسلوب من صهاينة يستبد كل منهم بالمواطن الفلسطيني، حتى من خلال مؤسسات حقوق الإنسان التي تلتزم بقوانين مفروضة عليها من قبل السلطة الإسرائيلية. وفي الكثير من الأحيان، تلتزم بالقوانين المفروضة عليها، وهذا ما ترك المخرج يسلط الضوء على الألم الذي يشرحه بأسلوب أمومي عاطفي، وعقلانية المرأة الفلسطينية القادرة على الوقوف بثبات في كافة المجالات حتى الموجوعة منها. لنعيش مدة 64 دقيقة من الفيلم مع المشاهدة الحيوية للحياة في رام الله أو غزة أو حتى تلك المدن المحاطة بحواجز إسرائيلية لا تحترم حقوق الإنسان، عجوز أو طفل أو امرأة، وما إلى ذلك من حياة اجتماعية ينقصها الحريات العائلية التي غالبًا ما تتواصل مع بعضها عبر الهاتف أو شبكات التواصل الاجتماعي. في فيلم "غزة تنادي"، تتحدى الأسرة كل اغتراب يتسبب به الصهاينة، فلا يأس من تكرار المحاولات ولا من تدني مستوى الإعلام في الأراضي المحتلة، الذي يهتم بأشياء مختلفة بعيدة عن القضية الفلسطينية. لأنه مراقب أو محدد بمواضيعه المطروحة، والتي منحتها المخرجة مشهدًا يثير الضحكة الملغومة بوجع اختبأ داخل صدر الأم وصدر الابن في الوقت نفسه، وكان فلسطين تئن في هذا الفيلم الوثائقي الطويل الشبيه بفيلم ذي حبكة وموضوع وشخصيات لكل منها نكهة وطن أو مدينة وطباع مختلفة. وحتى حين تتحدث الأم عن القمصان الداخلية التي تشتريها لابنها ولا تستطيع إرسالها له، بخلاف التواصل عبر المحمول وشبكة الإنترنت، لأنها النافذة الوحيدة التي تطل منها على ابنها لتراه يكبر طيلة سنوات الدراسة. بداية مشهد رسمت خطوطه على الرمال، فهل يفصل بحر الأبيض المتوسط بين المدن الساحلية كما تفصل إسرائيل المدن عن بعضها؟ أم إن لبحر غزة سمة خاصة في نفس المخرجة "ناهد عواد"؟ فالبداية تشير إلى الغموض والغوص في معالم الوطن المستقر في قاع يصعب انتشاله منه ما لم نبحر في القضايا المطروحة في هذا الفيلم الوثائقي المصحوب بشهادات اغترابية صادقة، لا يستطيع الكلام عنها بحس عاطفي ومنطق الإنسانية إلا من عاش قساوتها واستطاع نقل الوقائع إلى أكبر شريحة من الناس أو إلى العالم بشكل عام. إن المعابر تشكل أزمة حقيقية يظهرها الفيلم بصدق وعفوية، وبساطة تصويرية تهتم بالتفاصيل المحاكية للموضوع الساخن الذي تفتحه المخرجة "ناهد عواد" بحنكة وجمال، وبعيدا عن الرتابة أو الضجر. فالتنقل الديناميكي بين المشاهد يضعنا أمام العاطفة، فنتأثر، أو أمام العقل، فلا يصعب عليه تحليل ما تريد إيصاله في هذا الفيلم الوثائقي الغني بالتوثيق والشواهد الحقيقية التي تجري على أرض فلسطين، وقد يعتبرها البعض جزءًا حياتيًا عاديًا، بينما هي أخطر من الأمور الأخرى التي يتأزم منها الفلسطيني، وتسبب له الكثير من الإحساس بمرارة الاحتلال على أرضه. صراعات يومية تمثل المخاوف من العودة الحقيقية أو الحرية التي ينشدها الشعب الفلسطيني من خلال فيلم مصغر على بعض المعاناة الفلسطينية، وبمؤثرات طبيعية في غالبها، بل ومنقولة من الشوارع والمعابر، ومن الواقع المسجل في لقطات دخلت بوثائقيتها إلى فيلم أبدعت فيه المخرجة في طرح الموضوع وجمع خيوطه لتحبكه إخراجياً بفنية مؤثرة في النفس، بل وتترك آثارها في نفس المتلقي الذي يتابع بشغف المشاهد المتتالية حتى يصل إلى غزة وقد أنهى دراسته التي ربما لن يجد عملًا في اختصاصه هذا، ولكن لا بد من التضحية ومن تقديم ما هو مساعد لعودة الحرية لأبناء فلسطين. تنقلت عين الكاميرا مع المشاهد بحرية يدوية، كان التصوير ذاتيًا أو جزءًا يوميًا من الواقع الفلسطيني ومعاناته، حتى في أدق الأمور عند الضحكة والدمعة أو التحضير للعودة، ومعرفة حتى رقم حذاء الأب ليشتري الهدايا أو محل الملابس لاختيار هدية للأخت الصغيرة التي كبرت في غيابه، مع الحفاظ على الموسيقى التصويرية والأصوات الطبيعية للأمكنة الحميمية، كبحر غزة، والشرح التفصيلي لبداية هي البداية فعلاً، حيث ما تجمعه الطبيعة والحياة الإنسانية بفطرتها ينفصل بطبيعة الشرور في النفوس الإسرائيلية. "ناهد عواد" والإخراج الوثائقي المرتبط بالقضية الفلسطينية. يعد فيلم "غزة تنادي" من الأفلام الوثائقية المهمة التي تبرز واقع الحياة الفلسطينية المعاصر. يحمل الفيلم في طياته رسائل إنسانية عميقة تعكس معاناة الشعب الفلسطيني، كما يقدم رؤية فنية تعبر عن التحديات اليومية التي تواجهها الأسر الفلسطينية. تتبنى المخرج "ناهد عواد" أسلوباً إخراجياً يعتمد على المزج بين الوثائقي والدرامي. تبرز الكاميرا تجارب شخصية لعائلة تعيش حالة من الفراق، مما يعكس شعور الاغتراب الذي يعاني منه الفلسطينيون. يتميز الفيلم بتسلسل المشاهد الديناميكي، حيث تتنقل الكاميرا بين الأماكن المختلفة، مما يخلق إحساسًا بالتوتر والترقب. يرتكب البناء الدرامي في الفيلم عنصر الازدواجية بين الفرح والحزن. تبرز اللحظات اليومية العادية في حياة الشخصيات، مثل التواصل عبر الهاتف والشبكات الاجتماعية، مع تصوير الأوجاع الناجمة عن الفراق. هذا التباين يخلق مشاعر متناقضة لدى المشاهد، مما يجعل التجربة أكثر تأثيرًا. تتجلى الجمالية الفنية في استخدام الألوان والإضاءة. تساهم الألوان الدافئة في خلق جو حميمي، بينما تعكس الألوان الباردة مشاعر الفراق والوحدة. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الفيلم على الموسيقى التصويرية التي تعزز من المشاعر، حيث تتناغم مع الأحداث وتدعم الرسالة العاطفية للفيلم. يظهر الفيلم قدرة المخرجة على التعبير عن المعاناة الفلسطينية بشكل مؤثر. يستخدم الحوار البسيط لكنه العميق لنقل مشاعر الشخصيات، مما يسمح للجمهور بالتواصل مع معاناتهم. تعكس العبارات التي تتبادلها الشخصيات قوة الروابط الأسرية، حتى في ظل الظروف الصعبة. ينقل الفيلم رسائل متعددة تتعلق بالصمود والأمل. يُظهر كيف يمكن للأسر الفلسطينية أن تحافظ على روابطها رغم الحواجز الجغرافية والسياسية. كما يعكس مدى قوة المرأة الفلسطينية وقدرتها على تحمل الأعباء، مما يضيف بعدًا إنسانيًا وجماليًا آخر للفيلم. بشكل عام، يُعتبر "غزة تنادي" وثيقة سينمائية تلامس القلب وتعبر عن الروح الفلسطينية. يقدم الفيلم تجربة بصرية ووجدانية تتيح للمشاهدين فهم الأبعاد الإنسانية للصراع الفلسطيني. من خلال الإخراج المتميز، البناء الدرامي المدروس، والجمالية الفنية اللافتة، يستحق الفيلم أن يُشاهد ويُناقش في الأوساط الثقافية والفنية. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Nahed Awwad
Palestine. Nahed Awwad is an independent filmmaker; she has been working in Film and Television since 1997. She started her career as an editor. In 2002 she started making her own films. She participated in several professional training in Canada, Qatar, and Belgium. Nahed Awwad - AFAC Arab Culture Fund https://www.arabculturefund.org › Grantees Movies: Gaza Calling
رسائل امرأة في الحرب العالمية الأولى
BY Director Augusto Zanovello
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
رسائل امرأة في الحرب العالمية الأولى ضحى عبدالرؤوف المل تنطق الدمى المتحركة في فيلم "رسائل امرأة" (Women’s Letters) بالعاطفة الشاعرية المداوية للجراح التي ألقت بظلالها على الجنود، والأوراق، والسماء، والغيوم، وحتى صوت تمزيق الورق في معركة ورقية تخييلية، كالداء والدواء، والحرف الذي يفصل الحرب عن الحب. حيث استطاع المخرج أوغستو زانوفيللو (Augusto Zanovello) من مزج غرافيكي بطيء الحركة تقنيًا، استطاع من خلاله بث رؤية مصغرة لحرب ضروس مزقت الأجساد كالأوراق، وتركتها كأوراق الخريف في عاصفة أو إعصار. وخلقت عبثية وجودية تمحوها رسائل الحب التي تشفي النفس من سقم أوجاعها. ولكن لتفاعل ساعي البريد أو الجندي صاحب الحقيبة رؤية تختلف إذا بدأ يداوي جراح الحرب بالحب. فالتفاعلات العاطفية تركزت على تفاصيل الحركة الانتقالية بين الشخصيات، والقدرة على استقراء الإيماءات ذات المفاهيم المتسامية، وهي بمثابة سرد لحكاية الحرب العالمية الأولى، ولكن من خلال شخصيات دمى متحركة، وبالأخص الممرضة سيمون. ففي "أرض المعركة في الحرب العالمية الأولى"، كانت الممرضة سيمون ترقع الوجوه الممزقة لجنود المشاة برسائل الحب. هذه الكلمات من الحبيبات كانت قادرة على شفاء جراح أولئك الجنود الورقيين. بنى المخرج أوغستو زانوفيللو رؤيته الورقية على البعد الواحد في زمنية توحي بالقديم. فالحرب هي الحرب، والحب هو الحب، وما بين الموت والولادة تبقى كلمة منقوشة في ذاكرة التاريخ. ربما لتشفي جرح الزمن في جيل جديد حمل التاريخ، كالرسائل التي مزقتها الممرضة سيمون وجعلت منها فيلمًا يحاكي به أوغستو جيله والأجيال القادمة. فهل يولد السلام من لدن الحرب المدمرة للإنسان قبل الحضارات؟ شخصيات نابضة بالحياة رغم الموت المنتشر في ساحة الحرب، فالأوراق هي التي تحيا في ظل السكون الذي تمحوه الموسيقى التصويرية، وأحيانًا صوت الراوي للرسائل التي تحاكي الزمن مع الرسوم المتلونة بألوان ترابية تثير الحنين للأرض، وللاشتياق للوطن، وللإيحاء بالقديم المتجدد في فكرة كرتونية ذات الأبعاد الحركية التي تتميز بالأداء البصري المشحون بفكرة امتزجت مع الشخصيات وتفاعلاتها. مع ما يفعله الجندي الورقي من ترقيع للجروح، فهو يعلم أن الشفاء مستحيل، ولكن كلمة اللحظة الأخيرة من الحياة تمنح الأمل. إخراج متباطئ مع الفكرة، وشخصيات تفاعلت مع الحدث، وأوراق معجونة بالأجساد الموجوعة والمرمية في ساحات المعارك مع صرخة إثبات الوجود لامرأة تلد برمزية وجودية تتجدد من خلالها المفاهيم الزمنية للإنسان، ولحروبه التي لا تنتهي، وللحب الضائع على الأوراق التي تتمزق. لأنها لم تصل ليد الحبيب بسبب الاختفاء أو الموت. فالعناصر الدرامية تؤدي الأدوار وفق تكرار حركي مبني على مشهديات تؤلف فيلمًا يحاكي المشاعر الإنسانية بالدمى والموسيقى التصويرية، والكلمة المغناة، والإضاءة المتماشية مع الألوان الترابية الموحية بزمانية الحدث المجبول بالوجع والفراق والبعد، والأجساد المتمزقة كالأوراق المتناثرة الحاملة كلمات حب شاعرية. لعبت شخصيات الدمى المتحركة الأدوار لترافقها الألوان التعبيرية عن زمان ترافق بتأثيرات الحدث وأصوات تمزيق الورق ليتأثر السمع بالأصوات المتناسبة مع كل مشهد. إلا أنه اعتمد على التكرار في أكثر من مشهد داخل الفيلم الذي تتراوح مدته 11 دقيقة و15 ثانية. فالتقنيات الكلاسيكية في حركة الدمى لم تقدم أي جديد، في حين أن الموضوع البسيط بمعناه، والعميق بكلمات الحب والحرب وما بينهما من علاقة قوية يحملها ربما مولود لمستقبل مجهول الهوية. فالممرضة سيمون استطاعت منح اللمسة الأخيرة من الحب لكل جريح في معركة قضى فيها الكثير من الجنود. فهل يكفي الحب ليعم السلام؟ فيلم لم يقدم الحلول، إنما عرض بجمالية عاطفة امرأة أو نساء كتبن رسائلهن بتؤدة. منها ما بقي، ومنها ما تمزق، ومنها ما بقى في ذاكرة المشاهد. فالصوت حمل رومانسية وهدوء وأداء اتقن المخرج دمجه مع المراحل التسلسلية، وحتى الذي تكرر منها. فالفيلم هو من نوع الدمى المتحركة أو بالفرنسية (Puppet Animation)، وهذا النوع من الأفلام الكلاسيكية يعتمد على حركة الدمى المؤدية وصعوبة الرؤية السينمائية لها بوصفها كلاسيكية، تم تقديمها بأسلوب معاصر لم يتخل عن الأسلوب القديم. إلا من خلال العتمة والضوء، ومنح الصورة الاتساع الكامل. لتكون الدمية هي بمثابة البؤرة الأساسية أو البطولة في فيلم "Women’s Letters" أو بالفرنسية "Lettres de femmes". ومن خلال العنوان نلمس العنصر النسائي وأهمية الحب الذي تمنحه المرأة في الحياة، سواء للحبيب أو لمولودها أو لمرضى تداوي جروحهم. فالحب المتناقض مع الحرب هو الكل من جزء، لأن الحروب لن تنتهي والحب لن ينتهي، والمسار بين الاثنين هو بمثابة الحدث الأهم في الحياة. صوت طبيعة، صوت خطوات وحفيف أوراق، صوت امرأة تقرأ. تأثيرات سمعية تؤثر على وجدان المتلقي، لتترتسم التعابير على الوجوه، كما تترسم على الدمى أو على الجنود من الورق في أرض ترابية تعصف فيها الطبيعة الغاضبة. برؤية أخرى فيلم "رسائل امرأة" (Women’s Letters) من إخراج أوغستو زانوفيللو هو عمل فني متميز يدمج بين الدمى المتحركة والتعبير الفني، ليطرح قضايا عميقة تتعلق بالحرب والحب، ويعكس مشاعر إنسانية متناقضة من خلال سرد بصري فريد. يعتمد الفيلم على تقديم قصة الحروب العالمية من منظور نسائي، مما يضيف عمقًا إنسانيًا إلى أحداث كانت تُروى غالبًا من زوايا أخرى. تدور حبكة الفيلم حول الممرضة سيمون التي تعبر عن الألم والحنين من خلال رسائل الحب التي تعالج جراح الجنود. يتناول الفيلم موضوعات مثل الفقدان، والأمل، والحب، ويظهر كيف يمكن للكلمات أن تكون علاجًا للآلام النفسية والجسدية. من خلال رسائل الحبيبات، يُظهر زانوفيللو كيف يمكن للحب أن يتجاوز حدود الحرب، مما يخلق تباينًا مثيرًا بين الفوضى والهدوء. يستخدم زانوفيللو تقنيات الإخراج الكلاسيكية، مثل الحركة البطيئة للدمى والتفاصيل الدقيقة في تعبيرات الوجوه، مما يعزز من تأثير المشهد على المتلقي. حركة الدمى تظهر مهارة استثنائية، حيث تنقل المشاعر بفعالية كبيرة. الألوان الترابية المستخدمة تساهم في خلق أجواء تعبر عن الحنين والشجن، مما يضيف طبقات من العمق للجوانب الجمالية للعمل. الجمالية في الفيلم تكمن في القدرة على تجسيد المشاعر من خلال الألوان والحركة، حيث تندمج الموسيقى التصويرية بسلاسة مع الأحداث. صوت الراوي يضفي بعدًا إضافيًا، يجعل المشاهد يتفاعل مع النصوص المقرأة، مما يعزز من الأثر العاطفي. جماليات العمل تتجلى أيضًا في التنسيق بين النصوص والمشاهد، مما يخلق توازنًا بين العناصر المختلفة. يستطيع الفيلم أن يعبر عن مشاعر عميقة من خلال مشاهد بسيطة. استخدام عناصر الطبيعة، كصوت الرياح والأوراق المتساقطة، يخلق جوًا من الشجن. هذه العناصر تعمل على تعزيز الإحساس بالفقدان، مما يجعل المتلقي يشعر بتأثيرات الحرب على الأفراد، لا على الأمم فقط. يظهر زانوفيللو براعة في تجسيد الأفكار من خلال الرمزية، حيث أن كل رسالة تحمل في طياتها قصة وحكاية خاصة. فيلم "رسائل امرأة" هو عمل فني يجسد بمهارة الصراع بين الحب والحرب. من خلال استخدامه للدمى المتحركة، يخلق زانوفيللو تجربة فريدة تشد الانتباه وتعزز من تفاعل المشاهد. يستحق هذا الفيلم الإشادة، ليس فقط بسبب موضوعه المؤثر، بل أيضًا لما يتمتع به من تقنيات فنية جمالية تعكس عواطف إنسانية عميقة. يظل السؤال مطروحًا: هل يمكن للحب أن يكون الجسر الذي يعبر فوق خرائب الحروب؟ ويترك الفيلم الإجابة مفتوحة، مما يتيح للمتلقي التأمل والتفكير في عمق الرسائل التي يحملها. الفيلم الفرنسي "Women’s Letters"، إخراج "Augusto Zanovello"، من الأفلام المشاركة في مهرجان طرابلس للأفلام 2014. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Augusto Zanovello
Augusto Zanovello is known for Lettres de femmes (2013), Les nouvelles aventures de Peter Pan (2012) and The Island (2021).
فيلم "الهيكل الأحمر" والعنف العنصري
BY Director Asimina Proedrou
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
فيلم "الهيكل الأحمر" والعنف العنصري الأيديولوجي المرتبط بالحالة النفسية ضحى عبدالرؤوف المل يعيش جورجيوس بمفرده، وهو يعاني من العنف العنصري والأيديولوجي المرتبط بالحالة النفسية التي أظهرت سببها في نهاية الفيلم، المخرجة "اسمينة برويدرو"، وهو العنف الأبوي أو الأسري المسبب للعنف في الحالات الكبرى، الذي ينتقل عبر التربية من الأسرة إلى الأبناء، لينتشر في المجتمع ويتجلى في الأفعال الشاذة المؤذية للإنسان. الفيلم يحاكي هيكلية الإنسان والبناء النفسي من خلال الأدوار التمثيلية التي تعتمد على الإيحاء والإيماء والفعل الدرامي والموسيقى التصويرية أكثر من الكلام. وقد ميزت الاختزالات الفيلم من حيث حركية المشاهد ومعناها الإيحائي، بينما التجسيد التعبيري الذي أتقنه جورجيوس يضفي جماليات تمثيلية تتناسب مع الفيلم القصير. ما ينتج عنه من اختزالات في المشاهد وتوسيعات في المعاني التي تخدمها الدراما القصيرة المبنية على رؤية سيكولوجية للعنف بشكل عام. يتعمق الفيلم ليشعر المشاهد بمعاناة القاتل من تخبط نفسي وحياتي، ويربط بين الأداء في العمل والمجتمع والحياة، والأداء العنيف في القتل. كأنه يرسم تفاصيل نتعرف من خلالها على القاتل المأجور أو القاتل المريض نفسياً مع تحليلات حياتية لكل تصرفاته الظاهرة والباطنة. وما نتج عنه حتى وهو يفكر في شراء الهدية لأخته الصغرى، يفكر في سرقتها خلسة من داخل السوبرماركت. وكأنه بهذه الأفعال ينتقم من المجتمع أو ممن حوله، ليشعر بنشوة ما ترضيه أو تجعله يشعر بنوع من الانتقام الاجتماعي بسبب الفقر والانطواء والقسوة. وهذا يؤذيه أكثر مما يرضيه، لأنه يشعر بالندم والحزن، ولا يستطيع إكمال حياته بشكل جيد. فهو "يعيش بمفرده في أثينا، ينقصه الأهداف، والثقة بالنفس، والهوية، وقبول الآخر". عبأ هذا النقص عندما أصبح "الهيكل الأحمر"، كما يعرف في مجموعة مشجعي فريق كرة القدم الذي يلعب معه. إلى أن جاء ذلك اليوم الذي وجد فيه نفسه متورطًا في أعمال عنف عنصرية، مما سيحمل له مشاكل ومعضلات جديدة. ما من شيء قاتل للنفس سوى الفراغ الاجتماعي والعزلة التي تقود صاحبها في أغلب الأحيان إلى المساوئ وارتكاب الجرائم. هذا ما يريد الفيلم "الهيكل الأحمر" (Red Hulk) أو المخرجة اسمينة توصيله، وهو العنصرية والكراهية غير المبررة، والجماعات الإرهابية المنظمة التي تتسبب في تشويه إنسانية الإنسان أو قتل الحضارات عامة. لكن كل ذلك سببه الأسرة، وهذا ما يتضح بوضوح عند رؤية الصفات السلوكية للأب المستبد وأفعاله المسببة لكل هذا العنف في نفس جورجيوس، بطل الفيلم اليوناني القصير "الهيكل الأحمر" حين يزور بلدته وعائلته ويلتقي بأمه وأخته والأب الطاغي، الصارم والمخيف. فهذا المشهد المميز بمشاهده الحسية يقودنا إلى الأسباب الأولية التي دفعته إلى القتل، مع التركيز على الصوت والصورة والحركة الموحية بما في النفس أكثر من ترجمتها بالكلام، خصوصًا في الدمعة التي تدحرجت بعد كبت نفسي مهيب تسرب إلى نفس المشاهد الذي تعاطف مع هذا الشاب المعنف من العائلة. لذا، يعتبر هذا الفيلم نصف صامت أو تلعب فيه الموسيقى التصويرية والحركة الدور الأكبر لإثارة شدة الانتباه عند المتفرج، وللبث الدهشة في نفسه أكثر فأكثر، خصوصًا ونحن نستدرك ما يعاني منه القاتل بعد قيامه بفعل انتهك من خلاله روح الإنسان ووجوده البشري. وكان القاتل يعاني من حيوانية بشعة يحمل أوزارها حتى النهاية. جريمة باردة تقشعر لها الأبدان يؤديها جورجيوس بكراهية ترتسم على الوجه قبل تنفيذ جريمته، ولا شيء يبررها، وهو الشاب الطموح العامل المثابر في عمله حيث أصوات الآلات العنيفة تتعب الحواس، وقساوة المادة التي يقطعها لا تقل أهمية عن غرز سكين في معدة شاب كل ذنبه أنه ينتمي إلى غير انتماء جورجيوس. فالعنصرية في العالم كالداء للإنسانية، فهل يعقل أن تتسبب التربية بكل هذا؟ وهل يؤدي العنف الأسري الذي يتعرض له الطفل في صغره إلى ارتكاب الجرائم وما إلى ذلك؟ فيلم مدته 27 دقيقة و27 ثانية، تكتمل فيه الحبكة التصويرية من مشاهد وموسيقى وأصوات حركية تصدر من ركض ولهاث وآلات، وإضاءة تتناسب بتبايناتها مع المضمون النفسي من حيث المنزل الذي يعيش فيه جورجيوس، أي التصوير الداخلي، وما يحمله من صعوبات تنسجم مع المعنى المشهدي والتعبيري، خصوصًا وهو في المطبخ، وهو يتقيأ بعد قيامه بجريمة القتل. لنعيش أحاسيس القاتل وصعوبتها. وما يفرغه في كيس اللكم من ضربات قوية تنبعث من صمته الدائم أو حتى نومه في السرير بوضعية الجنين بعد عودته إلى منزل الطفولة. كل هذه إشارات رمزية نفسية توحي للمشاهد بتحليلات سلوكية قوية المعنى، فما يعانيه من جراء القتل لا يستهان به، وما يحاول الفيلم إيصال إليه هو هذا الفيلم القصير بمدته والطويل بالمعاني، وبجمالية الإخراج المؤدي إلى مزيد من التأثر والتأثير في نفس المشاهد. فهل الانتهاكات العنصرية هي مسؤولية أسرة ومجتمع ودولة؟ أم أن اسمينة تحاول الاحتفاظ بحقوق الإنسان المعنف والتعاطف معه لنبحث في الأسباب التي تؤدي به إلى ذلك؟ فيلم تعالج من خلاله المخرجة "اسمينة برويدرو" القتل المنظم وجرائم العنصرية، لتدفع بالمتلقي نحو الاهتمام بالقيمة الاجتماعية أو بكل ما من شأنه أن يبعد الإنسان عن ارتكاب الجرائم من خلال فيلمها "الهيكل الأحمر" أو (Red Hulk)، الذي يستحق المشاهدة والاهتمام من قبل المشاهد والناقد على السواء. برؤية أخرى فيلم "الهيكل الأحمر" (Red Hulk) للمخرجة اسمينة برويدرو هو عمل درامي قصير يجمع بين عمق المحتوى النفسي والشعور الاجتماعي الحاد. يستعرض الفيلم قضية العنف العنصري وتأثيره على الأفراد من خلال قصة جورجيوس، الذي يمثل تجربة معقدة تنبع من العنف الأسري والعزلة الاجتماعية. المضمون والموضوع: يتناول الفيلم قضايا إنسانية مؤلمة تتعلق بالعنف والكراهية، مستندًا إلى خلفية نفسية معقدة تتجلى في سلوكيات الشخصية الرئيسية. من خلال تصوير حياة جورجيوس، تنكشف تأثيرات التربية الأسرية السلبية، مما يؤدي إلى تكوين شخصية معذبة تبحث عن انتقام من المجتمع. تتمثل الرسالة الأساسية للفيلم في طرح تساؤلات حول مسؤولية الأسرة والمجتمع في تشكيل الهوية النفسية للأفراد. تستخدم المخرجة أسلوبًا بصريًا قويًا يعكس الحالة النفسية لجورجيوس. تعتمد على تقنيات التصوير القريبة، حيث تركز الكاميرا على تعابير وجهه وحركاته، مما يجعل المشاهد يشعر بتوتره وعزلته. الموسيقى التصويرية تلعب دورًا محوريًا، حيث تُعزز الأجواء الدرامية من خلال مقاطع موسيقية تثير الشجن وتعمق الانفعال. الجمالية في الفيلم تتجلى في التفاصيل البصرية والإيمائية. استخدام الإضاءة المظلمة يعكس عمق العزلة والقلق الذي يعاني منه جورجيوس. بالإضافة إلى ذلك، تمثل المشاهد الصامتة التي تعتمد على الإيماءات الجسدية عناصر فنية تعزز من تأثير القصة، مما يُظهر قوة التعبير عن المشاعر بدون الحاجة إلى الحوار. تتسم الحبكة بالتوتر المتزايد، حيث يزداد الصراع الداخلي لجورجيوس حتى يصل إلى نقطة الانفجار. يتم تقديم المشاهد بطريقة تخلق علاقة شديدة بين المشاهد والشخصية، مما يجعله يتعاطف معها رغم أفعالها. هذا الاستخدام للتوتر يُسهم في تعزيز تجربة المشاهدة، حيث يتساءل الجمهور عن نتائج هذا العنف. فيلم "الهيكل الأحمر" هو عمل فني يجمع بين التعقيد النفسي والدرامي، موجهًا رسائل قوية حول العنف العنصري وتأثيره على الأفراد والمجتمع. من خلال أسلوب إخراجي مبتكر وتعبير فني مؤثر، ينجح الفيلم في ترك انطباع عميق في نفوس المشاهدين، مما يدعوهم للتفكير في مسؤولياتهم الاجتماعية والإنسانية. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Asimina Proedrou
Asimina Proedrou was born in 1982, in Athens, Greece. She studied music (2001), economics (BA in 2005 and MSc in 2007, both from the Athens University of Economics and Business) and film directing (BA awarded by the Athens Metropolitan College in 2013, and MA from Staffordshire University in 2016).
زواج ليوم واحد في الفيلم الإيراني (Temporary)
BY Director Behzad Azadi
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
زواج ليوم واحد في الفيلم الإيراني (Temporary) ضحى عبدالرؤوف المل تلعب المثل الدينية دورًا رئيسيًا في الفيلم الإيراني المشارك في مهرجان طرابلس 2014، حيث تؤدي زهرة دور المرأة المغلوب على أمرها اجتماعيًا، والتي تعاني من الحاجة المادية والفقر الاجتماعي المؤدي إلى الحزن الحياتي المرتبط بكيفية تربية ابنتها الوحيدة، التي تعجز عن تلبية احتياجاتها اليومية. فالمخرج "بهزاد آزادي" (Behzad Azadi) توحد مع البنى الإخراجية لرؤية الفيلم التراجيدي، ومدته 15 دقيقة، التي كانت بمثابة لمحة على مشهد يتكرر حياتيًا في أكثر من زاوية واقعية، ليقول للمتلقي: "إلى أي مدى يمكن أن تذهب أم عزباء لتتمكن من تأمين العيش لنفسها ولطفلها الوحيد؟" زهرة، أرملة مع ابنتها الوحيدة، استسلمت لزواج ليوم واحد بناءً على عرض أحد جيرانها، من أجل أن تتمكن من تأمين عيشها وعيش طفلتها الوحيدة. فهل الزواج ليوم واحد هو السبيل لهذا؟ أم هو مبرر لحالة اجتماعية تحاول الخروج منها بأسهل الطرق، مما يجعلها مقيدة ليوم واحد فقط كي تعود بعدها لابنتها وتلاعبها بكل عواطف الأم ومحبتها؟ يطرح الفيلم موضوعات اجتماعية ذات أهمية للمرأة تحديدًا. فنقطة البداية هي نفسها نقطة النهاية، وربما في هذا بعض التخفيف من كاهل الفقر، ولكن بقالب اجتماعي مقبول يعالجه المخرج "بهزاد آزادي" بمشاهد اختزالية تؤدي دورها في إبراز المضمون بلمحات مرئية، استطاعت فيها زهرة إظهار المشاعر العاطفية والأمنيات المكبوتة، خصوصًا حين وقفت أمام الواجهات الزجاجية التي تلفت انتباه أي امرأة تتمنى أن تتزين، وتبدو بأجمل طلة، خصوصًا في يوم زفاف غامض يبدأ وينتهي بزمن محدد، وكأنه مرحلة عابرة لإشباع عاطفي واجتماعي من نوع آخر، ولفك أزمة مالية تتعرض لها امرأة تحافظ على مرآتها الاجتماعية بقالب مقبول، وهو زواج لمدة محدودة. وربما هذا أقنع المتلقي بهذا النوع من الزواج، رغم سلبياته غير المرئية، والتي أظهرها في المشهد الأخير حين لاعبت زهرة طفلها بالماء، وكان كأنه التعويض النفسي لها الذي يجعلها متفائلة لتستمر في الحياة، ولو أنها لجأت لزواج غير مكتمل ولكن بقالب ديني معين. مشاهد تصويرية التقطت فيها تفاصيل الحياة اليومية في منزل تحسسته عين العدسة، لتتسرب المعاني التصويرية لعين المشاهد، ويدرك بؤس الحالة الاجتماعية التي تعيش فيها هذه المرأة في منزلها الشبيه بالعشوائيات، مع الموسيقى التصويرية التي تحاكي المشهد بإيقاعات حسية تؤثر على التفاعلات العاطفية التي ينشدها المخرج. لتؤثر على المتلقي بمختلف عناصرها، فالاختزال البصري الذي حبكه "بهزاد آزادي" أثار حواس المتلقي، واستفزه بدهشة إخراجية استطاع من خلالها المخرج بث المفاهيم العامة عن زواج المتعة وتأثيراته الاجتماعية والنفسية على المرأة والطفل، ولم يظهره على الرجل، إلا بلقطات سريعة ظهرت فيها الأساليب الرسمية لإعدادات هذا الزواج، وفي هذا نكوص دراماتيكي للرجل في المشاهد الغنية بالعاطفة، والمؤثرات البصرية والموسيقية، ولقطات الكاميرا المتوازنة حسّيًا مع النص البصري المراد إيصال مفاهيمه للمتلقي. نجح المخرج "بهزاد آزادي" في حبك فيلمه القصير بمدة جمع فيها المشاهد الجمالية الملتقطة من الحياة العامة، وبمشاهد خارجية استطاع من خلالها المصور فتح عدسته على المحيط البيئي المتنوع في الأحياء والشوارع والعادات والتقاليد، والحيثيات التي تختلف في انطباعاتها بين متلقٍ وآخر من حيث البناء الدرامي، وبانورامية الحركة المرئية سينمائيًا ليمسك بالمتلقي مدة ربع ساعة، ويمنحه مضامين تتعرض للنقد بشكل دائم ومستمر، ألا وهي زواج المتعة وما يترتب عليه من تأثيرات سلبية وإيجابية. فهل استطاع المخرج أن ينجح في ذلك؟ أم أنه ترك بغموض تأثيرات ذلك على الرجل في فيلمه (Temporary)؟ استطاع المخرج "بهزاد آزادي" تسخير أدواته السينمائية لخدمة النص البصري، لتتكامل المفاهيم السينمائية بكامل عناصرها من تصوير وموسيقى وضوء ومشاهد داخلية وخارجية، وما إلى ذلك من مونتاج وسواه. إلا أن النص البصري لهذا الفيلم افتقد وجود الرجل الحسي، بمعنى: ما هي تأثيرات هذا الزواج على الرجل اجتماعيًا ونفسيًا، خصوصًا أنه هو من أنفق على هذا الزواج المؤقت وهو من دفع المبلغ المالي. فالفيلم القصير هو معالجة دراماتيكية لنص مرئي مفتوح على عدة تأويلات سينمائية تطرح المواضيع بجرأة فنية وبحبكة حركية مكتملة، ليستمتع المتلقي بالمشاهدة الهادفة وبث الأفكار وطرحها بفنية أمام الرأي العام. رؤية درامية إيرانية تعاطفت مع المرأة بشكل عام، لخدمة الطفل وبناء المجتمع ضمن معايير دينية محددة، ومشهدية حملت في طياتها سيناريو بصري مرن استطاعت زهرة بتعابيرها الأدائية أن تؤثر عاطفيًا على المشاهد من حيث عفويتها، والتأثيرات المرسومة على وجهها وحركتها وتأملاتها ونظراتها، وحتى طموحها في تحقيق خدمة ابنتها. إلا أن ذلك لم يخفي الأضرار النفسية والفوائد الاجتماعية لهذا الزواج، لأنها جمعت بين عاطفة الأمومة المتمسكة بالولد، وبين أحلام المرأة عند الزواج برجل لم تستطع حتى شراء الثوب المناسب لهذه المناسبة التي ارتدت فيها ثوبها اليومي وعادت به، وكأنها في حلم يومي. برؤية أخرى يستعرض الفيلم الإيراني "Temporary" لمخرج "بهزاد آزادي" قصة إنسانية عميقة تتمحور حول حياة امرأة تعاني من ظروف اجتماعية صعبة. من خلال شخصية زهرة، يقدم الفيلم لمحة عن واقع النساء في مجتمعات تواجه تحديات مادية واجتماعية، ويطرح تساؤلات حول خياراتهن وكرامتهن. الفيلم يتناول موضوع الزواج المؤقت، مركزًا على الضغوط التي تواجهها المرأة في البحث عن الأمن والاستقرار في عالم غير عادل. زهرة، الأرملة، تتعرض لخيارات صعبة تؤكد عمق الصراع الداخلي الذي تعيشه، حيث يجسد زواجها ليوم واحد محاولة للنجاة في مواجهة الفقر، مما يدفع المشاهد للتفكير في معنى الأسرة والكرامة الإنسانية. تتبع الحبكة هيكلًا بسيطًا يبدأ بمشكلة كبيرة - الحاجة المادية - وينتهي بتفكير عميق حول العواطف والخيارات. يتسم الفيلم بتوازن دقيق بين العرض الدرامي والمشاعر المعقدة، حيث تتكرر مشاهد زهرة وهي تتأمل في حياتها، مما يمنح المشاهد فرصة للتفاعل مع حالتها. "بهزاد آزادي" يستخدم أسلوبًا بصريًا قويًا يعكس التوتر العاطفي في القصة. يعتمد المخرج على زوايا كاميرا دقيقة وأسلوب تصوير يجعل المشاهد يشعر بعمق الحزن والأمل في نفس الوقت. الموسيقى التصويرية تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز المشاعر، حيث تساهم في خلق أجواء تعكس الحالة النفسية لشخصية زهرة. الفيلم يمتاز بلغة بصرية غنية، حيث تتداخل الصور مع المشاعر. المشاهد التي تُظهر زهرة أمام الواجهات الزجاجية تعكس أحلامها المفقودة، بينما مشاهد اللعب مع ابنتها تظهر الجوانب الحميمية لعاطفتها كأم. تعبيرات الوجه وحركات الجسم تجسد المعاناة والآمال، مما يجعل المشاهد متعاطفًا مع شخصيتها. يتجاوز الفيلم مجرد تقديم قصة عابرة، فهو يحمل رسالة اجتماعية قوية حول زواج المتعة وتأثيراته على الأفراد والمجتمع. الفيلم يدعو المشاهدين للتفكير في القضايا المرتبطة بالمرأة، ويعكس صراعًا أكبر يمثل تجارب كثيرة تعيشها النساء في مختلف الثقافات. يُعد "Temporary" عملًا فنيًا متكاملًا يوازن بين الجوانب الجمالية والموضوعية. عبر أسلوبه الإخراجي المميز، يتناول قضايا عميقة بطريقة تتجاوز السطح، مما يضمن تأثيره العاطفي على الجمهور. يُظهر الفيلم أن الجمال الفني يمكن أن يكون أداة فعالة لنقل رسائل اجتماعية هامة، ويترك أثرًا دائمًا في ذاكرة المشاهد. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Behzad Azadi
إيران ينحدر بهزاد آزادي من أصول كردية في كردستان إيران. حصل على درجة البكالوريوس في السينما من جامعة طهران للفنون. فازت أفلامه القصيرة بعشرات الجوائز الإيرانية والدولية حول العالم، وخاصة جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم من مهرجان بوسان السينمائي الدولي عن فيلم "مؤقت". تشكلت نقطة التحول في مسيرة بهزاد المهنية مع فيلمه القصير "كشترجة: مسلخ" من خلال حضوره مهرجان سيني فونداسيون في عام 2015. وهو يعمل الآن على تطوير "كشترجة" كملحق شخصي له إلى فيلم روائي طويل تحت عنوان "اللقالق" أثناء حضوره إقامة كان في عام 2021.
«
11
12
13
14
15
»