Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
حتى نكتشف الحقيقة
BY Director Zhang Yimou
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
حتى نكتشف الحقيقة فيلم السور العظيم (The Great Wall) للمخرج زانج ييمو (Yimou Zhang) وموسيقى رامين جوادي. ضحى عبد الرؤوف المل اعتمد فيلم السور العظيم (The Great Wall) للمخرج زانج ييمو (Yimou Zhang) على سرعة الحركة، بتحديث لمفهوم أسطوري قديم جديد يجمع قيمة الزمن في المكان الذي حدده الكاتب سور الصين. لنستمتع بحوارات بصرية تشتد كلما اشتدت أسرار النظام غير المسمى في مملكة هي جزء من إمبراطورية لحاكم يختبئ خلف كرسيه خوفًا من مخلوقات "تاوتي" التي تنهض كل 60 عامًا. ليدرك القائد أن الأعداء الذين يواجههم أذكى بكثير من أولئك قبل 60 عامًا، حيث يجب حماية أسرار السور، أحد أكبر عجائب الإنسانية ديمومة، فالسور مجهز بوسائل دفاعية لا تعتمد فقط على السيوف وقتال الأبطال، وإنما على خطط قتالية منظمة أدهشت مقاتلاً حارب في البداية من أجل الطعام، وحارب من أجل العديد من الرايات، والآن هو يحارب من أجل الإنسان، ومن أجل أهداف الحماية التي تتصدى لمخلوقات تتغذى على أي شيء تفترسه. لتحقق بقاء الملكة التي تتغذى على الجثث، بانعكاس يؤكد أن جشع البشر لا يختلف عن وحش "تاوتي". وما هذه المخلوقات التي خلقها الله إلا نتيجة يقين صيني بأنها عقاب على ذنب مضى عليه دهور. إلا أن مبدأ المقاتل الذي يساعد القائدة "لين" هو أن الأقوياء يأخذون ما يريدون. فبعد مسيرة حياة طويلة بدأها طفلاً في أرض معارك ينظفها من الجثث، تصل به إلى سور الصين ومعرفة مدى أهمية المسحوق الأسود الذي يسعى له لص مأسور من قبل الجيش الذي يتحضر لمعركة منذ ستون عامًا، فيقنع أحدهم بقيمة المسحوق الأسود لو أخذوا منه وباعوه في البلاد التي جاءوا منها. فيخون الصديق صديقه، في حين أن مخلوقات "التاوتي" تخدم بعضها البعض لتحصل الملكة على الغذاء ليحافظوا على البقاء. فهل يحاول كاتب الفيلم إظهار جشع الإنسان الذي يفتقد الأهداف المشتركة ليحافظ على وجوده؟ "أخبر العالم بما رأيت، وأخبرهم بما هو قادم" جملة ليست في النهاية، وإنما لتكون بمثابة الشعلة التي يحملها الفيلم كرسالة موجهة لعالم يتعرض للحروب تباعًا. ليقوم بتحديث أسلحة الدفاع عن النفس، لتكون الممالك بمنأى عن الشر الذي يوجه إليها من قبل مجموعات غير منظمة تتكاثر كما تتكاثر الأوبئة والأمراض التي تفتك بالبشر، وكما مخلوقات "التاوتي" القادرة على الفتك التي تحاول تطوير اكتشافاتها كلما أدركت قيمة ما تحمله الطبيعة من ذخائر. بينما يبحث اللصوص عن المسحوق الأسود، يبحث علماء المملكة عن الحجر المغناطيسي الذي يضعف قوة حيوان "التاوتي"، لتطوير أسلحة جديدة يدافعون بها عن أنفسهم. ويحاول "ديمون" إدراك القيمة القتالية في وسط أولئك الذين يقاتلون من أجل وجودهم جميعًا، وليس من أجل راية ما، بل من أجل حمايتهم من "التاوتي" الذي يخرج للتكاثر ويهدد البشر بالانقراض. فالتصوير المفتوح على عدة أبعاد جمالية كان بمثابة حوارات بصرية مفتوحة على جدليات كثيرة وشفرات تستفز الذهن وتدفعه نحو معرفة الهدف الحقيقي للفيلم، الذي يحمل في طياته أسطورة حيوان "التاوتي" أو ما يشبه أسطورة "يأجوج ومأجوج" التي نقرأ عنها ويقال عنها الشيء الكثير. استطاعت موسيقى رامين جوادي رفع قيمة الحس السمعي، المقترن بالمشاهد التصويرية. لتتوائم بأسلوب سلس قادر على ترك المشاهد في حالة سمعية لا نفور منها، بل! تساعد في الانسجام مع المناظر الطبيعية والمشاهد القتالية المبنية على أهداف السور الذي يمتد بليونة، وبارتفاعات لم تمنع حيوانات "التاوتي" من الوصول إليها. ليكتفي المخرج بالحركة التصويرية والحركة السمعية في هذا الفيلم، الذي استطاع أن يحتفظ بمؤثراته الأسطورية بصريًا، لتكوين المفاهيم التي تساعد في تطوير الصورة السينمائية، كتحديث ناتج عن متابعة الأسطورة والتصدي لها في كل زمان ومكان، وعبر أسلحة هي بيد الإنسان الذكي القادر على خلق فرص النجاة من غيبيات لا يمكن توقعها. إلا أن يتوقف الإنسان عن الجشع والقتل ليعيش دون الجماعة، وهذا تم التركيز عليه بشكل رمزي، سواء بالتصوير أو بالحوارات المقتضبة التي تستكملها الحركة البصرية والسمعية في المعارك التي تشتد بعد أن استطاعوا أسر حيوان "التاوتي" ووضعه في القفص وإرساله إلى المملكة الكبرى. ليقوم العلماء هناك بتحليل الحجر المغناطيسي الذي يشير إلى الكوكب الأسطوري الذي انفجر في جبل خرجت منه حيوانات "التاوتي"، برمزية تشير إلى إمكانية وجود مخلوقات أخرى قد تضرب الأرض وتأتي من كواكب أخرى. هم لا يحاولون إنقاذ الصين فقط، بل! إنقاذ العالم، وهذا هو الفرق بين جشع حيوان "التاوتي" والإنسان. لأنه يمر بمرحلة البقاء ضمن دفاعات جماعية متراصة تبني أهدافها وفق القيم الإنسانية التي خرج عنها من حاول استخدام الأسرى في سرقة المسحوق الأسود، الذي جعل من الأول خائنًا لصديقه، ومن الثاني قتيلاً بالسلاح نفسه الذي يجهل ماهيته. قطاع الطرق الذين أسروا ورموا بالمسحوق الأسود في النار التي أحرقتهم، بينما بقي صديقه على العهد مع القائدة "لين". لتمنحه بعد الانتصار الاختيار بين الحصول على المسحوق الأسود أو على صديقه الخائن. ليختار صديقه ويخرج من سور الصين وقد انتصر مع الجيش على "التاوتي". برؤية أخرى تحديثية يقدم زانج ييمو رؤية إخراجية متقنة لفيلم السور العظيم، حيث يمزج بين العناصر الأسطورية والدرامية بطريقة مبتكرة. يتميز أسلوبه بالتنقل السلس بين المشاهد القتالية والمشاهد الهادئة، مما يمنح الفيلم إيقاعًا متوازنًا يجذب المشاهدين. يساهم الإخراج في تجسيد الصراع بين الخير والشر من خلال تصوير الصراع المادي والداخلي للشخصيات، خاصة القائد الذي يواجه تحديات تتعلق بالولاء والجشع. يتمحور السيناريو حول مفهوم البطولة والشجاعة، حيث تتداخل الأسطورة مع التاريخ لتقديم سرد متين. النص يطرح تساؤلات حول طبيعة الإنسانية وجشع البشر، مستخدمًا شخصيات متنوعة تعكس جوانب مختلفة من الصراع. الحوار متنوع، حيث يمزج بين الفلسفة والتشويق، مما يساهم في تعميق الفهم الشخصي والعاطفي للشخصيات. تتجلى الخلفية التاريخية في تصوير سور الصين العظيم، الذي يرمز إلى الحماية والدفاع، مما يعطي الفيلم عمقًا تاريخيًا وثقافيًا. يتناول الفيلم الأبعاد الاجتماعية والسياسية للصين القديمة، ويعكس الصراعات التي مرت بها من خلال رمزية حيوانات "التاوتي". يتجاوز الفيلم الحدود الزمنية ليمس قضايا معاصرة تتعلق بالجشع والتعاون الإنساني. الفيلم يتميز بتصوير بصري رائع، حيث يستفيد من المناظر الطبيعية الخلابة لسور الصين. الألوان والتصميم الفني يعكسان روح الأسطورة، ويعززان من تجربة المشاهد. الاستعمال الذكي للإضاءة والزوايا يساهم في بناء التوتر والإثارة خلال المشاهد القتالية. التعديلات الرقمية تعطي الحياة لمخلوقات "التاوتي"، مما يرفع من مستوى التأثير البصري. الجمالية في الفيلم تتجلى في توازن العناصر الفنية، حيث تتداخل الحركة مع الموسيقى بشكل سلس. موسيقى رامين جوادي تضيف بُعدًا عاطفيًا، وتعزز اللحظات الدرامية، مما يجعل المشاهد يعيش التجربة بشكل أعمق. المشاهد القتالية تنقل إحساسًا بالسرعة والحركة، بينما المشاهد الهادئة تُظهر العمق الداخلي للشخصيات. يعبّر الفيلم عن الصراع الإنساني من خلال شخصيات متعددة الأبعاد، تجسد معاني الشجاعة، الخيانة، والتضحية. تنقل الشخصيات مشاعرها وأفكارها بطريقة واقعية، مما يجعل المشاهد يشعر بالارتباط معها. الأسئلة الفلسفية المطروحة حول الجشع والإنسانية تترك أثرًا عميقًا على المشاهد، مما يجعله يتأمل في مفهوم البطولة. في النهاية، يقدم فيلم السور العظيم تجربة سينمائية متكاملة تجمع بين الإثارة والفكر العميق. ينجح زانج ييمو في تقديم رؤية درامية تاريخية تستحق المشاهدة، حيث يتم دمج الأسطورة بالواقع، مما يترك أثرًا lasting في ذهن المشاهدين. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Zhang Yimou
تشانغ ييمو (الصينية المبسطة: 张艺谋؛ الصينية التقليدية: 張藝謀؛ بينيين: Zhāngyìmóu؛ ولد في 14 نوفمبر 1950) هو مخرج سينمائي صيني. يُعتبر أحد الشخصيات البارزة في جيل المخرجين الخامس في الصين، وبدأ مسيرته الإخراجية عام 1988 بفيلم "الذرة الحمراء"، الذي فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي. حقق تشانغ العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك ثلاث ترشيحات لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن أفلامه "جو دو" (1990) و"رفع الفانوس الأحمر" (1991) و"بطل" (2003). كما حصل على أسد الفضة، وجائزتين أسد ذهبي، وجائزة شرف لصانعي الأفلام في مهرجان فينيسيا السينمائي؛ وجائزة التحكيم الكبرى، وجائزة لجنة التحكيم المسكونية، والجائزة التقنية الكبرى في مهرجان كان السينمائي؛ وجائزة الدب الذهبي، وجائزة الدب الفضي الكبرى، وجائزة لجنة التحكيم المسكونية في مهرجان برلين السينمائي. في عام 1993، كان عضوًا في لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي الثالث والأربعين. أخرج تشانغ مراسم الافتتاح والاختتام لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في بكين 2008 وكذلك مراسم الافتتاح والاختتام لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022، والتي نالت إشادة دولية كبيرة. تتمثل إحدى المواضيع المتكررة في أعمال تشانغ في مرونة الشعب الصيني في مواجهة الشدائد، وهو موضوع تم استكشافه في أفلام مثل "للعيش" (1994) و"لا أحد أقل" (1999). تُعرف أفلامه بشكل خاص باستخدامها الغني للألوان، كما يتجلى في بعض أفلامه المبكرة، مثل "رفع الفانوس الأحمر"، وفي أفلام الوكسا مثل "بطل" و"بيت الخناجر الطائرة". الفيلم الذي يحمل أعلى ميزانية له حتى الآن هو فيلم الوحوش "السور العظيم" (2016)، الذي تدور أحداثه في الصين الإمبراطورية وي starring مات ديمون. في عام 2010، حصل تشانغ على دكتوراه فخرية من جامعة ييل، وفي عام 2018، تم منحه دكتوراه فخرية من جامعة بوسطن. في عام 2022، انضم إلى أكاديمية بكين للسينما كأستاذ متميز. الحياة المبكرة وُلِد تشانغ في 14 نوفمبر 1951 في مدينة شيان، عاصمة مقاطعة شنشي. كان والد تشانغ، تشانغ بينغجون (张秉钧)، طبيب جلدية، قد عمل ضابطًا في الجيش الثوري الوطني تحت قيادة تشيانغ كاي شيك خلال الحرب الأهلية الصينية؛ بينما تبع عم له وأخ أكبر القوات الوطنية إلى تايوان بعد هزيمتهم عام 1949. كانت والدته، تشانغ شياويو (张孝友)، طبيبة في المستشفى الثاني التابع لجامعة شيان جياوتونغ، وتخرجت من جامعة شيان الطبية. لديه شقيقان أصغر منه، تشانغ وي مو (张伟谋) وتشانغ تشي مو (张启谋). نتيجة لروابط عائلته بالحركة الوطنية، واجه تشانغ صعوبات في حياته المبكرة. خلال الثورة الثقافية في الستينيات والسبعينيات، ترك تشانغ دراسته وبدأ العمل، أولاً كعامل في الزراعة لمدة ثلاث سنوات، ثم في مصنع نسيج القطن لمدة سبع سنوات في مدينة شيانغيانغ. خلال هذه الفترة، بدأ في الرسم والتصوير الفوتوغرافي،. في عام 1978، التحق بأكاديمية بكين للسينما ودرس التصوير السينمائي. لديه دكتوراه فخرية من جامعة بوسطن وأخرى من جامعة ييل.
عليك أن تتأقلم مع الارتفاع
BY Director Alex Merkin
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
عليك أن تتأقلم مع الارتفاع ضحى عبدالرؤوف المل فيلم "الارتفاع" (Altitude) للمخرج أليكس ميركين (Alex Merkin) لم تنضج فيه فكرة الفيلم كما يجب، إذ بدت الطائرة وهي على الارتفاع كالمكان الضيق لكاميرا لم تتأقلم مع السيناريو كما ينبغي، ولم تتوازن الأحداث كما يجب، مما أدى إلى عدم تقديم رؤية فكرية أو فنية تمنح المشاهد قوة الفكرة المبنية على مفهوم خدمة الوطن. تدور القصة حول امرأة تنتمي إلى جهاز (FBI) أو إلى المخابرات القوية القادرة على الوصول إلى عدة حلول. ومن رؤية فردية، تتقارب الفكرة التصويرية مع الحدث الذي يجبرك على الوقوف بشجاعة أمام قوى الشر في كل مكان، سواء كنت في عزلة أو في استجمام. لأن من تم تأهيله ليكون على أتم استعداد عند أزمة ما، عليه أن يكون جاهزًا تمامًا ليؤدي خدمة الإنسانية. ربما في هذا بعض الإيجابيات في الفيلم، الذي لم يتوسع فيه كاتب السيناريو بالفكرة لتكون متماشية مع النظرة السينمائية للفيلم وروافده المخفية، مع الأخطار التي نبعت من سرقة بيولوجية قد يتأثر العالم بها. لكن يبقى السؤال: إلى أي مدى تؤثر الأفلام التجارية في مصداقية الفكرة السينمائية التي ينطلق منها الفيلم؟ تمثيل وظيفي مسخر لفيلم اعتمد على قوة الأداء والقدرة على منح الوجوه التمثيلية قوة وبراعة في المشاهد. لتكون الطائرة هي المسرح الحقيقي لكل المشاهد التي لم تتغلغل في العمق الساخن الذي بدا متوترًا قبل أن تشتد صناعة الخوف من الاختراعات العلمية التي ستكون بمثابة السلاح الأخطر في الكون، ولا يمكن إلا أن تكون متعددة الوجوه. ولكن ما رأيناه في الفيلم هو توظيف الممثل القوي الأداء في خدمة بناء الفيلم التجاري البحت، والذي كان من الممكن أن يحمل عدة جماليات تمكنه من استفزاز الذهن والصراع مع المشاهد فكريًا لإيجاد عدة حلول، إضافةً إلى ما يمكن استغرابه من تصرف طاقم الطيران الذي منح البطلة الجلوس في درجة رجال الأعمال قرب الرجل الغامض الذي تلتقيه لأول مرة ويطلب منها حمايته، وتخبره أنها من المخابرات. وهذا بالطبع مستغرب من امرأة مهيأة لقيادة دفاعية عن الإنسان، وبسرية تامة. إذ لم نشعر أنها كانت حذرة في البوح لمن جلست قربه في الطائرة التي تم خطفها لاحقًا من عصابة سرقة وقع الخلاف بين أعضائها على ما سرقته من اختراع بيولوجي قد يؤذي أو يفيد العالم. فهل من أهداف بين حماية منظمة الصحة العالمية؟ سؤال تطرحه وأنت تشاهد الفيلم، ولا تدرك أين يكمن الجواب، لأن ما يتم الصراع عليه بدا غريبًا أو سورياليًا. بين مفاوض كرهائن لمكتب تحقيقات فيدرالية، من خلال الجنس عبر الهاتف، ومفاوضات لا تخلو من نظرة نحو النفس في عالم الجريمة ومفهوم مداواتها بالجنس، ولا أعرف إن كان هذا الحشو هو الركيزة الأساسية لهذا الفيلم الذي بدأ مع امرأة تفاوض القاتل المهووس من خلال حديثها الجنسي معه عبر الهاتف، لتشعر بتعاطف معه، ومن ثم الخروج عن أوامر مدير المكتب الفيدرالي وتحاول حمايته، وكأنها تعلقت به عاطفيًا أو اندفعت نحو حمايته من مبدأ إنساني بعيدًا عن حدوث القتل. وهذا أبعدها عن العمل الميداني لفترة كعقاب عن عدم طاعتها الأوامر. لتصبح في الطائرة حرة دون قيودها الفيدرالية في طاعة مدير المكتب الفيدرالي، لتصل إلى النتيجة المرضية، وهي القضاء على أفراد العصابة لحماية الرجل، وإن كانت تخفي الشيء الكثير في أبعاد نظرتها الفيدرالية عن موضوعية الفيلم الذي قاده المخرج بالاعتماد على قوة التمثيل الوظيفي الذي أتقنه أبطال فيلم "الارتفاع". ما من ميثاق بين اللصوص، وما من وفاء بين خيانات لا تعد ولا تحصى، بينما في المكاتب الفيدرالية تدرجات وظيفية تتعلق بالأمن والمصلحة العامة. وهذا ما عكسته الفكرة البسيطة للقصة التي انطلق منها كاتب السيناريو والمخرج. لتكون البقية عبارة عن مشهد تجزأت فيه عدة مراحل تصويرية إلى مشاهد صغيرة ارتبكت في التصوير الخارجي نهاية الفيلم. أي التصوير خارج الطائرة الذي كان بمثابة إضافات يمكن حذفها، ما عدا مشهد النهاية المحمل بخاتمة غامضة جعلتنا نشعر أننا بين أفراد مكتب فيدرالي ولصوص، انفردت الأدوار بينهما. دون توضيح تام للمادة المسروقة أو أهميتها العلمية كاملة. فهل العمل السينمائي الأمريكي الرديء يتأثر بالميزانية الإنتاجية المنخفضة؟ أم أن القصة اعتمدت على بسالة أعضاء المكتب الفيدرالي وهم على ارتفاع تتأرجح مشاعرهم بين الموت والحياة والسماء والأرض؟ أم أن المخرج متأثر بأفلام جيمس بوند؟ برؤية أخرى فيلم "الارتفاع" (Altitude) للمخرج أليكس ميركين يتناول موضوعات إنسانية معقدة تتعلق بالولاء، الشجاعة، والصراع مع قوى الشر. يقدّم الفيلم رؤية درامية تتمحور حول شخصية رئيسية تواجه تحديات كبيرة في سياق قصة مليئة بالتوتر والإثارة. الشخصية الرئيسية، التي تمثل المرأة القوية، تعكس قدرة الإنسان على مواجهة الأزمات. يظهر تطور الشخصية بشكل واضح من خلال الصراعات التي تخوضها، حيث تتجاوز الحدود التقليدية للدور النسائي في أفلام الأكشن، مما يمنحها بُعدًا إنسانيًا عميقًا. هذه الديناميكية تعزز من قوة السرد وتساهم في تعزيز التعاطف مع الشخصية. يُستخدم التوتر الدرامي بشكل فعال من خلال مواقف متصاعدة تتطلب من الشخصية اتخاذ قرارات صعبة في ظل ضغط الوقت. ينجح المخرج في بناء مشاهد قادرة على جذب انتباه المشاهد، مستخدمًا تقنيات تصوير تتراوح بين القرب والبعد، مما يساهم في تكثيف الإحساس بالعزلة والخطر. السينما في "الارتفاع" تعتمد على تقنيات تصوير معاصرة، تُبرز الأماكن المغلقة، مثل الطائرة، لتجسد الإحساس بالحبس والخوف. يُظهر المخرج مهارة في توظيف الزوايا والإنارة لإبراز الأجواء المتوترة. تُعزز هذه العناصر الإخراجية من الفكرة العامة للفيلم، حيث تُظهر كيف يمكن أن تكون الظروف المحيطة عنصراً مساهماً في الصراع الداخلي للشخصية. الموسيقى التصويرية تلعب دورًا حيويًا في تعزيز اللحظات الدرامية، حيث تُستخدم لإضفاء طابع من التوتر أو الإلحاح على الأحداث. تساهم المؤثرات الصوتية في تعزيز الشعور بالخطر، مما يزيد من تفاعل المشاهد مع الأحداث. يمثل الفيلم دعوة للتأمل في مفهوم الوطنية، الولاء، والشجاعة. من خلال عرض الصراعات الداخلية والخارجية، يطرح الفيلم تساؤلات حول ما يعنيه أن تكون إنسانًا في زمن الأزمات، كما يشجع على التفكير في مسؤولية الأفراد تجاه المجتمع. يتميز الفيلم بأسلوب بصري قوي يعكس التوتر والقلق. تتداخل الألوان الداكنة مع الإضاءة القاسية لخلق جو مشحون بالمشاعر. هذه الاختيارات الجمالية تعزز من الرسائل الدفينة في القصة. في النهاية، يقدم "الارتفاع" تجربة سينمائية غنية تمزج بين الدراما والإثارة، مما يجعله عملًا يستحق المشاهدة. تتجلى فيه مهارة الإخراج والكتابة في خلق عالم متكامل يجذب المشاهد ويدفعه للتفكير في قضايا إنسانية عميقة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Alex Merkin
أليكس ميركين هو مخرج سينمائي، وكاتب سيناريو، ومنتج، ومحرر أمريكي. وُلد في نيويورك، وتخرج من كلية الاتصالات المرموقة بجامعة بوسطن. وقد تم الاعتراف به كـ "موهبة يُحتمل أن تبرز" من قبل دايلي فاريتي. وقد حقق ميركين سمعة في صناعة السينما من خلال أسلوبه الفريد في سرد القصص ورؤيته الإبداعية. تشمل أعماله مجموعة متنوعة من الأنواع، مما يُظهر تعدد مواهبه وإخلاصه للفن.
كل ما يهم هو من يقود في مصير الغاضب
BY Director F. Gary Gray
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
كل ما يهم هو من يقود في مصير الغاضب ضحى عبد الرؤوف المل "السرعة والغضب" (The Fate of the Furious) فيلم من كتابة "كريس مورغن" و"غاري سكوت تومسون" (Chris Morgan, Gary Scott Thompson). يبقى فيلم "السرعة والغضب" (The Fate of the Furious) على مفاهيم الأجزاء السابقة من الفيلم، وهي العائلة الواحدة في أي عمل نقوم به، وتماسكها في الاتحاد والقوة والفهم، والقدرة على التركيز والتوازن في الظروف الصعبة التي تطرأ على الإنسان، وخاصة على المحاربين الأقوى على الكوكب الذين يدافعون عن الإنسان، ويواجهون قوى الشر لمحو الخوف من العودة إلى العصر الحجري من خلال الاستخدام المفرط للقوة، أو بالأحرى القوة التقنية والعلمية، لمن يمكنهم التلاعب بالأنظمة العالمية أو الهجمات الإلكترونية المجهولة القادرة على تحويل أي مدينة إلى منطقة حرب. لأن الجيل القادم من قنابل الصدمات تعطل الحواس، وتطغى على أدمغة تولد الألم والذاكرة البنائية. يبدأ الفيلم بسباق سيارات للحصول على سيارة مرهونة مقابل سيارة أخرى يكون مصيرها الاحتراق بعد أن تؤدي دورها المطلوب. مشهد البداية يحفظ معنى الروح الكوبية والميل الكوبي في أخلاقيات رجل يعيش وفق قواعده الصارمة، والمبدأ الذي انطلق منه ليبدأ السباق مدركاً أنه الرابح منذ البداية، والمؤمن بمقولة "إنهم العشر ثوانٍ بين إشارة البدء والانتهاء". بعد الفوز، يقول للمتسابق والمراهن: "احتفظ بسيارتك، يكفيني الاحترام" عندما شاهد علم أميركا في كوبا، وكأنه يشدد على الروح الأميركية في أي مكان يتواجد فيه. ومن ثم، يقف المراهن إلى جانبه في نهاية الفيلم، محدداً ما هو مستهدف ومثير. إنما قوة مشاهد الملاحقات وتحطيم السيارات، وبمبالغات صوتية نوعاً ما، أرهقت سمع المشاهد وجعلته يبحث عن استراحات سمعية، فلا يجدها موسيقياً كما ينبغي، رغم جمالية موسيقى "برايان تايلر" التي لم تتواءم مع المشاهد إلا ضمن مساحات ضيقة جداً في الفيلم الذي عالج بشكل رئيسي حميمية العائلة الوطنية أو الدفاعية القادرة على مواجهة الصعاب، وتحدي التقنيات الحديثة المبهرة في كثير منها والتي تواجه آلة الحرب المدمرة للعالم. رؤوس نووية وقاعدة في القطب المتجمد، والدخول في صراع مع المخابرات الروسية وتمرير شيفرات وتلغيز، في فيلم ما هو إلا تسابق بين عوالم مخابراتية وعصابات تسلح واختراعات تقنية، وما إلى ذلك من صراعات تشتد وتحتدم للحصول على فرد من عائلة تكونت لرجل يمضي حياته في الدفاع عن مبادئ وطنية تحتم عليه الحفاظ على العائلة الكبيرة، وهي الوطن، والعائلة الصغيرة، وهي أفراد الأسرة، في محاولة لاسترجاع الطابع الديني برموز تمر مرور الكرام مع الفكرة التي انطلق منها الفيلم المحمل بعدة رؤى. إن فتحت المشاهد على جماليات اختلفت في تنوعها، إلا أن التصوير استطاع إبراز قوة الممثل في تكوين المشهد الذي يلقي الضوء على معنى واحد في كل مشهد. وربما اعتمد هنا المخرج على ثبات بعض الأبطال في جدارة سينمائية قادرة على الالتقاط، والجذب والمتابعة حتى النهاية التي حملت مفاجآت لا يمكن توقعها في حل الألغاز التي زادت من تساؤلات المشاهد. المراة الأم (Helen Mirren) أو تلك التي لجأ إليها فان ديزل (Vin Diesel) لتساعده في إنقاذ ابنه من مقايضة قد تودي بحياته، ليعكس مسيرة أي طريق يمشيه الإنسان بموازاة خطوط أخرى أكثر متانة تؤدي إلى تحقيق ما يخطط له، ويستطيع الوصول إليه بعيداً عن الغضب، بل بتركيز يبسط من خلاله رؤية ما بين إشارة البدء والانتهاء. تتميز الحبكة بحبكة لسيناريو قوي التأقلم مع الفكرة الممزوجة بعقلية الإنسان المحافظ على قيم ضمن فريق تكتمل فيه عناصر المجابهة، والعزم على تحديات كثيرة للحصول على نتيجة مرضية إنسانياً ومشبعة بالأفعال الاجتماعية غير المرضية ضمن نفسيات مريضة تحاول خلق بلبلة، لتنغمس بالانتقام الذي أودى بها إلى نهاية غير معروفة، لترمي بطلة الفيلم نفسها من الطائرة، ويتم إنقاذ الطفل الذي حاول "فان ديزل" إنقاذه دون أن يخبر زوجته التي كان ما يزال معها في شهر عسل، خرج منه منطلقاً في مهمة استفزازية، لينقذ ابنه الذي لم يدرك وجوده سابقاً. كما جمع الفيلم بين الأفكار المتفرقة في العائلة أو المجتمع أو الوطن أو مكان العمل أو في الفريق واستعرض كل المراحل التفصيلية بغموض ترك الكشف عن ميزته في المشاهد النهائية، وجدلية القضاء على عناصر الشر في العالم. برؤية أخرى تحديثية فيلم "السرعة والغضب" يتناول موضوعات القوة، العائلة، والتحدي. تدور الأحداث حول صراعات عائلية وعالمية، مما يعكس كيف يمكن للعلاقات الإنسانية أن تتأثر بالعوامل الخارجية. الشخصية الرئيسية، التي يؤديها فان ديزل، تعكس القوة والصمود في مواجهة الشر. ينقل الفيلم فكرة أن الوحدة العائلية هي السبيل الوحيد للتغلب على الصعوبات، مما يعزز القيم العائلية والتضحية. دراما الفيلم تتصاعد بشكل جيد من خلال مزيج من الإثارة والتشويق. يبرز السيناريو صراعات نفسية داخل الشخصيات، خاصةً في لحظات الحسم عندما يجب على الأبطال اتخاذ قرارات صعبة. التوتر يتزايد مع مشاهد المطاردات وتحطيم السيارات، مما يُشعر المشاهد باستمرار الخطر. أسلوب الإخراج يتسم بالحركة السريعة واللقطات الديناميكية التي تعكس روح الفيلم. استخدام زوايا كاميرا مبتكرة ومؤثرات بصرية تساهم في رفع مستوى الإثارة. الإخراج يبرز أيضًا اللحظات العاطفية من خلال تسليط الضوء على تعابير الوجه وتفاصيل المشاهد العائلية. المخرج يتقن خلق توازن بين الحركة والتوقف لتقديم مشاهد عاطفية مؤثرة. الحوار في الفيلم يمتاز بالبساطة والوضوح، مما يسهل على الجمهور فهم المشاعر والدوافع. العبارات المؤثرة مثل "إنهم العشر ثوانٍ بين إشارة البدء والانتهاء" تحمل عمقًا فلسفيًا يبرز روح المنافسة والعزيمة. الكتابة تقدم شخصيات متنوعة، كل منها يحمل عبءه الخاص وتجاربه، مما يثري السرد. الجمالية البصرية للفيلم تتجلى في التصوير السينمائي الرائع، حيث تُظهر المدن والمشاهد الطبيعية بتفاصيل دقيقة. التأثيرات البصرية، خاصة في مشاهد المطاردات، تخلق تجربة مشاهدة مثيرة. الموسيقى التصويرية لـ"برايان تايلر" تضيف بُعدًا عاطفيًا، وتتناسب مع الأجواء المليئة بالتوتر والدراما، رغم أنها لم تتناسب دائمًا مع الإيقاع السريع للأحداث. الفيلم يعبر عن صراع الإنسان مع التحديات الكبيرة، مستخدمًا السيارات كمجاز للقوة والطموح. التعبير الفني يتجلى أيضًا في شخصيات الأبطال التي تعكس تنوع الخلفيات والثقافات، مما يعطي الفيلم عمقًا إنسانيًا ويعكس قضايا اجتماعية متعددة. وجود شخصيات نسائية قوية مثل "هيلين ميران" يضيف بعدًا إضافيًا للصراع، حيث تعكس التحديات التي تواجهها المرأة في عالم مليء بالمخاطر. فيلم "السرعة والغضب" يقدم تجربة سينمائية مليئة بالتشويق والدراما العائلية. من خلال إخراج متميز، كتابة قوية، وجمالية بصرية رائعة، يتمكن الفيلم من جذب المشاهدين وإيصال رسائل عميقة حول القوة، الوحدة، والتحدي. إنه عمل يجمع بين الإثارة والتأمل في العلاقات الإنسانية، مما يجعله يستحق المشاهدة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director F. Gary Gray
فليكس غاري غراي، وُلِد في 17 يوليو 1969، هو مخرج ومنتج أمريكي بارز معروف بأعماله المؤثرة في السينما ومقاطع الفيديو الموسيقية. بدأ مسيرته بإخراج مقاطع فيديو موسيقية شهيرة لفنانين مثل آيس كيوب وTLC وأوتكاست، مما ساهم في تأسيس أسلوب بصري مميز. قدّم غراي أول فيلم له في عام 1995 مع الفيلم الكلاسيكي Friday، الذي شارك في كتابته آيس كيوب. وتبعت هذه النجاح أفلام مثل Set It Off (1996) وThe Negotiator (1998) وThe Italian Job (2003)، والتي حققت نجاحًا تجاريًا ونقديًا. كما أظهر براعته الإخراجية في Law Abiding Citizen (2009) وStraight Outta Compton (2015)، الذي احتفل بإرث مجموعة الراب المؤثرة N.W.A. في عام 2017، أخرج The Fate of the Furious، مُحققًا إنجازًا مهمًا كأول فيلم يُخرج بواسطة مخرج أمريكي من أصل أفريقي يحقق أكثر من مليار دولار. حصل غراي على العديد من الجوائز، بما في ذلك نجمة على ممشى المشاهير في هوليوود في عام 2019، والعديد من الجوائز التي تكرّم مساهماته في السينما. في السنوات الأخيرة، واصل توسيع محفظته، مع مشاريع مثل Men in Black: International وفيلم السرقة القادم Lift على نتفليكس. تسلط مسيرته من مقاطع الفيديو الموسيقية إلى أفلام الشباك الضوء على تنوعه وتأثيره الكبير على السينما المعاصرة. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
الفيلم القارئ للذاكرة الوراثية
BY Director Justin Kurzel
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الفيلم القارئ للذاكرة الوراثية التي تؤثر في الرؤية المستقبلية للعالم فيلم الحشاشون "Assassin's Creed" للمخرج جوستن كورزل. ضحى عبد الرؤوف المل لا يشرق نور الحق، والقتل سمة لطائفة قتلة تسعى لتحقيق ذلك. والنهج الذي تتبعه يتخذ صفة إنسانية تختلط فيها مفاهيم قوى الشر، وإن بدت البداية كأنها مفتوحة نحو الكثير من المفاجآت. "إذا رأيت الناس يتبعون الحق عميانا، فاعلم أنه باطل، وإذا رأيتهم يعملون بالأخلاق أو القانون، فاعلم أن كل شيء مباح." فرمزية التفاحة على مر التاريخ لم تكن إلا للفصل بين الشر والخير، وبين الخطيئة والفضيلة. لتصبح الأسطورة هي بنية مؤسسة خاصة مكرسة لكمال الجنس البشري، التي وضعت روح النسر بين الملامح التاريخية الجامعة لتاريخ العالم المليء بالعنف. فقد "تراجع الاقتصاد العالمي الماضي بنحو 9 مليارات دولار بسبب سلوك المجتمع. نعتقد أن المرء أصبح لديه خبرة عريضة في العدوان، معتقدا أنه الحل الوحيد. الآن، تخيلوا لو وضعت هذه التكاليف في مكان آخر." فالتساؤل هو الركيزة التي بنى عليها المؤلف الفيلم القارئ للذاكرة الوراثية التي تؤثر في الرؤية المستقبلية للعالم. فهل يمكننا فعلاً ابتكار سبل جديدة للقضاء على العنف؟ لوحة فرانشيسكو ريزي لمحاكم التفتيش الكبرى عام 1492 بداية لاكتشاف الإسقاطات المبنية على التلغيز والترميز، والاستبطان الذي لا يمكن تجاهله في ظل الأسلوب التخيلي القادر على وضع المشاهد داخل التاريخ البشري وحروب الاضطهاد الديني. خاصة ضمن المفاهيم المعرفية التي يبسطها المؤلف دون غرابة يشعر بها المشاهد، لأنه قام باستخدام قارئ الذاكرة الوراثية، الذي يمكننا من خلاله أن نحيا حياة أسلافنا، وبالتالي الاطلاع على مجريات الأحداث في الماضي التي تقودنا إلى الحاضر، لتدرك طائفة القتلة سلالتها التي جعلت من البحث أو الفيلم دليلاً حياً على توريث الجريمة. فتفاحة عدن "كما ورد أنها تحتوي على بذور أول عصيان للبشر"، وهذا ما وضع النص ضمن أطر معالجة العنف ومكافحة العدوان بالأسطورة التي تنظف الماضي من أجل مستقبل طاهر من عقيدة القتلة. فما هي تفاحة عدن التي يبحث عنها أبطال الفيلم ومن هم أعداء السلام؟ للحصول على تفاحة عدن لم يتوقف القتل ولا صناعة الوحوش التي تقاوم القتلة. إلا أنه لا يمكنك قتل العقيدة لأنها تسري في الدماء، وهذا ما شدد عليه الفيلم. لأن التفاحة تحتوي على الشفرة الوراثية لحرية الإرادة، التي سوف يستخدمونها في هلاك البشرية، لكن الدكتورة صوفيا تكتشف علاجًا للعنف باقتلاع بذرة عصيان بشري نابع من حرية الإرادة نفسها. فعنوان الفيلم مشتق من الكلمة العربية "الحشاشين"، الذين كانوا فصيلاً من المنبوذين يسرقون ويقتلون بدم بارد، مما جعل الناس تسخر منهم، معتبرينهم متمردين حمقى ومدمني مخدرات. لكنهم كانوا حكماء، لأنهم يؤمنون أن حياتنا فداء لتراثنا الذي تخلفه لمن بعدنا. إذ يبتلي المرء على قدر عظمة مهمته وعصر السلام الذي سيخضع فيه كل البشر المتحاربين في طاعة تامة إلى حكم فرسان المعبد أو الهيكل في قادس. وهنا تكمن عقيدة الفيلم التي تختصرها جملة كريستوف كولومبس: "في أعقاب ضوء الشمس، سأترك هذا العالم القديم خلفي". ما بين فرسان الهيكل وتفاحة عدن، العودة إلى العصر الحديث عبر الأسلاف، وتصحيح مسار الحياة الكلي، لتكوين صورة الإنسان المعاصر المغاير للأسلاف، وأن يحمل من الجينات ما يجعله يقاوم آفات عناصر الجريمة أو القتل والعنف. فالقصة مبنية على الأسطورة أو الحقيقة التي يتصارع عليها البشر، وتعيدنا من العصر الحديث إلى الأسلاف عبر صراعات ما هي إلا توارث أعمى، ليقين امتد عبر التاريخ من الصليبين إلى صلاح الدين، والكثير ممن تعاقبوا على حكم القدس. فهل يمكن السيطرة على سيناريو يتجه باتجاه عكسي من العصر الحديث إلى سنة 1492؟ أم إنه تجربة لإعادة ذكريات تاريخية جمعت عدة أهداف برزت في البداية، وكأنها لعبة تاريخية في فيلم جدلي حركي احتفظ بالإشارات والرموز، ليتم تحليلها عبر مسارات الفيلم المكثفة، والتي أتعبت ذهنية المشاهد لما احتواه من كمية المعلومات التاريخية المتخيلة وغير المتخيلة، لتختلط الحقائق مع الأسطورة، وتندمج الأهداف مع التحليلات، وتتكتل المشاهد الاسترجاعية القائمة على الخيال والبحث عن تفاحة ما هي إلا شجرة المعرفة في حديقة عدن، التي ترمز إلى مفتاح الإرادة الحرة نفسها التي تشكل شعار فرسان الهيكل. يبدو أن ما جمعه كل من مايكل ليسلي وآدم كوبر وبيل كولاج في السيناريو هو لوضع التاريخ ضمن معرفة المشاهد الممسك بتفاحة عدن، من خلال المشاهد المسبوكة بأسلوب تشويقي لا يتصف بالعمق في بعض منه، لأنه اعتمد على مبدأ اللعبة المفتوحة على عدة احتمالات. بدأت من قتل الأب للأم، ومن ثم ظهور الطفل "كال" الذي كبر في منشأة سرية في إسبانيا، ليكون تحت تأثير آلة اسمها "أنيموس" تدفعه إلى العودة إلى الأسلاف، لنجمع المعرفة التاريخية من المشاهد المتقطعة والكثيرة المتعبة نوعًا ما للمشاهد، وإن كانت في الظاهر مجرد مشاهد حركة أو إثارة محملة بعنصر الحركة والمفاجأة والدهشة. فهل يمكن اعتبار قصة الفيلم جديدة أم هي عبارة عن تاريخ استجمعه الكتاب وأضافوا عليه عنصر التحديث بعيدًا عن الموضوعية؟ برؤية أخرى فيلم "الحشاشون" (Assassin's Creed) يعكس تجربة إنسانية عميقة تتمحور حول صراع الهوية والحرية. يتناول الفيلم فكرة ذاكرة الأسلاف وكيف يمكن أن تؤثر على أفعال الحاضر، وهو موضوع يتصل ارتباطًا وثيقًا بالهوية الثقافية والتاريخية. إذ تتداخل الأحداث في إطار زمني يمتد من الماضي إلى الحاضر، مما يخلق جوًا من الغموض والتشويق. يعكس السرد غير الخطي الصراع بين قوى الخير والشر، ويتيح للمشاهدين فرصة استكشاف الديناميكيات المعقدة للشخصيات. استخدام "قارئ الذاكرة الوراثية" كأداة سردية يضفي طابعًا فريدًا على الفيلم، حيث يعبر عن انصهار الذكريات والتاريخ في تجارب الأفراد. تسير الحبكة حول فكرة العنف الناتج عن التاريخ والظروف الاجتماعية. تبرز الشخصيات الرئيسية، مثل الدكتورة صوفيا و"كال"، كرموز للصراع الداخلي والتساؤلات الأخلاقية حول استخدام السلطة والمعرفة. يتصاعد التوتر الدرامي مع تقدم الأحداث، حيث يتعين على الشخصيات مواجهة تداعيات أفعالهم في الماضي. المخرج جوستن كورزل يبرع في توظيف تقنيات تصويرية مبتكرة، من بينها استخدام الألوان المظلمة والظلال، مما يعكس أجواء العنف والاضطراب. كما تظهر الحركة السريعة والمشاهد الديناميكية بوضوح في مشاهد القتال، مما يزيد من شعور الإثارة. اختيار مواقع التصوير التاريخية يضفي عمقًا جماليًا على الفيلم ويعزز الإحساس بالمكان. كما تتداخل الموسيقى التصويرية بشكل متناغم مع أحداث الفيلم، مما يساهم في تعزيز الأجواء الدرامية. التصوير السينمائي يظهر مناظر طبيعية ومشاهد حضارية قديمة، مما يعكس العظمة التاريخية ويزيد من تأثير القصة. الأسلوب البصري المتقن يجعل من كل مشهد تجربة جمالية بحد ذاته. الفيلم يتناول موضوعات عميقة مثل الحرية، المسؤولية، والاختيار. يعكس الصراع بين العقلانية والعاطفة، ويدعو المشاهدين للتفكير في كيفية تأثير تاريخهم الشخصي على قراراتهم. يعكس الحوار بين الشخصيات رؤى مختلفة حول الأخلاق والعدالة، مما يعمق من الفكرة الأساسية للفيلم. تتطرق القصة إلى أحداث تاريخية حقيقية، مما يمنح الفيلم مصداقية تاريخية. كما يعكس السياق الثقافي لفترة العصور الوسطى والصراعات الدينية والسياسية، مما يجعل المشاهدين يتفاعلون مع الأحداث بشكل أعمق. من خلال تناول الأسطورة التاريخية بطريقة حديثة، ينجح الفيلم في نقل دروس الماضي إلى الحاضر. فيلم "الحشاشون" يجمع بين عناصر متعددة من الدراما والفن والجماليات التاريخية، مع عرض حديث يستكشف موضوعات عميقة تتعلق بالهوية والذاكرة. يجسد العمل تجربة سينمائية تتجاوز الترفيه، لتصبح منصة للتفكير والتأمل في تاريخ الإنسانية وصراعاتها المستمرة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Justin Kurzel
جاستن كيرزل هو مخرج سينمائي أسترالي مشهور وُلِد حوالي عام 1974 في غولر، جنوب أستراليا. يمتلك خلفية عائلية متعددة الثقافات، حيث أن والده من بولندا ووالدته من مالطا، وقد قدم مساهمات كبيرة في السينما من خلال أفلامه الروائية وتعاوناته مع شقيقه، جيد كيرزل، الذي يؤلف موسيقى أفلامه. الحياة المبكرة والتعليم تخرج كيرزل من كلية الفنون في ولاية فيكتوريا، وحصل على زمالة مايك والش في عام 1999. حصل فيلمه القصير لسان أزرق (2004) على جوائز، بما في ذلك أفضل فيلم قصير في مهرجان ملبورن السينمائي. أبرز محطات حياته المهنية حقق كيرزل نجاحاً كبيراً مع فيلمه الروائي الأول، سنوات سنغافورة (2011)، الذي لاقى إشادة نقدية رغم عنفه المثير للجدل، وفاز بجائزة AACTA لأفضل إخراج. كما عرضت نسخه من ماكبث (2015) في مهرجان كان السينمائي، مما أظهر قدرته على معالجة الأدب الكلاسيكي. في عام 2016، أخرج أساسن كريد، وهو فيلم مستوحى من لعبة فيديو شهيرة. بعد ذلك، قام بتكييف رواية بيتر كاري تاريخ حقيقي لعصابة كيلي (2019) التي تتناول حياة الخارج عن القانون الأسترالي الشهير. مؤخرًا، تناول نيترام (2021) الأحداث المأساوية لمجزرة بورت آرثر وتم ترشيحه لجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان. كما تم الإعلان عن أن كيرزل سيقوم بتكييف رواية ريتشارد فلاناغان الطريق الضيق إلى أعماق الشمال للتلفزيون، والتي هي الآن في مرحلة الإنتاج. الحياة الشخصية هو متزوج من الممثلة إسي ديفيس ولديهما ابنتان توأمتان. filmography من أعماله البارزة: أفلام قصيرة: لسان أزرق (2004) أفلام روائية: سنوات سنغافورة (2011)، ماكبث (2015)، أساسن كريد (2016)، تاريخ حقيقي لعصابة كيلي (2019)، نيترام (2021)، والنظام (2024) القادمة. تلفزيون: الطريق الضيق إلى أعماق الشمال (2024). الجوائز والاعترافات حصل كيرزل على العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز AACTA المتعددة وترشيحات في مهرجانات مرموقة مثل كان، مما يثبت مكانته كشخصية بارزة في السينما المعاصرة. للمزيد من التفاصيل، يمكنك الاطلاع على ملفه الشخصي في منصات مثل IMDb أو نقابة المخرجين الأمريكية مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
«
12
13
14
15
16
»