Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
تشويق حقيقي في "لا تدق مرتين"
BY Director Caradog W. James
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تشويق حقيقي في "لا تدق مرتين" ضحى عبدالرؤوف المل فيلم "لا تطرق مرتين" (Don't Knock Twice) للمخرج Caradog W. James، يتمحور حول جينجر، الساحرة ذات الشعر الأحمر "ماري أمينوف"، وأسطورة الإمساك بمن يطرق بابها مرة أو مرتين، باثارة درامية تعيد لمفهوم الأمومة قوة التضحية. إذ تبدو علاقتها الأخيرة مع ابنتها غير سهلة، حين أدمنت التعاطي وتركت ابنتها في أيدي دار رعاية لتُعتنى بها. وحين تم الشفاء، حاولت استرجاعها، لتجد ابنتها قد تورطت بأسطورة الأم الشيطانية. الشيطانة الشريرة التي تفتح الباب بين الجحيم والبشرية، وهي "بابي ياجا" الأوروبية الشرقية. إلا أن قوى الشيطان محدودة و**"ماري أمينوف"** بحاجة لمساعدة من عبد بشري. لأن الشيطانة تقوم بتعليمهم؛ فعندما تطرقين أول طرقة، تقوم بإيقاظ الشيطانة، والثانية تستدعي العبدة البشرية. والطريقة الوحيدة للعبدة البشرية أن تحرر نفسها من الشيطانة هي بقتل نفسها أو بخداع شخص آخر ليحل محلها، بواسطة إجباره على فعل شيء شرير للغاية. وهذا ما حدث في نهاية الفيلم عندما خلعت قلادتها الرمزية، لتحرر الأم من النزعة الشيطانية بعد أن غرقت في الأسطورة واستطاعت حماية ابنتها. فهل ساحرة الانتقام هي للأمهات غير القادرات على الاعتناء بأطفالهن، أم أن رمزية الفيلم تسلط الضوء على أسطورة عين الشيطان أو الشيطان الأم التي تتألم لفراق ما؟ جيسي، أو الممثلة "كاتي سكوف"، تؤدي دور الأم التي تعاني من اضطرابات ما بعد تعاطي المخدرات، والتي لجأت لفن النحت لتفريغ طاقات النفس السلبية، إلى أن تماثلت للشفاء، محاولةً بعد ذلك استعادة حضانة ابنتها "لوسي يوينتون" أو كلوي، التي تزور بيت "ماري أمينوف" وتطرق بابها مرتين، لتستيقظ باحثة عنهما. فيختفي صديقها وتشعر بالرعب، فتقرر اللجوء إلى أمها التي حاولت مساعدتها بشتى الطرق، لتبرهن لها على محبة الأم وقدرتها على الدفاع عن أبنائها، حتى لو تعرضت للأذى من جراء ذلك. وقد تجزأت المشاهد بإيجاز جمالي دون إسفاف أو زيادة لا معنى لها منذ البداية في المشهد الأول وغموضه من حيث الأم والابنة ووضوحه لما تعانيه جيسي من اضطرابات نفسية، وهي تلاعب أصابعها بارتجاف في محاولة أولى لتعيد ابنتها إلى رعايتها، وبتعبير تمثيلي جسدي حسي نقلته إلينا "كاتي سكوف"، يصمت دلالي له إيحاءاته الظاهرة التي تشير إلى قوة العاطفة الداخلية التي أظهرتها في دورها الأمومي. هذا دون أن ننسى أنها نحّاتة وتملك رهافة فنية وبنية جسدية منحتها الصمود لتدافع بشراسة عن ابنتها "كلوي" بعد أن أدركت قوة محبة الأم لها، وبتناقض بين الأم الشيطانية والأم الإنسانية برمزية الداخل والخارج، والماضي والحاضر في فيلم ذي نهاية مفتوحة. مرئيات مشاهد مفتوحة بميزانية إنتاجية ضئيلة، كما بدا في الفيلم مما جعله يتميز بالتصوير أيضاً، ولعبة المونتاج، وإن بدت الموسيقى التصويرية غير متواءمة مع الكثير من الحركة التمثيلية في مشاهد الرعب أو الهدوء الحذر. لينفصل المشهد السمعي عن المشهد البصري في بعض المشاهد، وإن ضمن سيناريو احتاج للكثير من الوضوح بالنسبة لهذه الأسطورة، ولكن مراوغة إخراجية أبعدته عن التقليد أو منحته ديناميكية تركت لعنصر الإشباع التعطش لمعرفة المزيد عن الأحداث التي تركها الكاتب والمخرج مفتوحة على تأويلات مختلفة، وبالتالي إمكانية استكماله في جزء آخر أكثر تفصيلاً لما سيحدث للأم التي استدركت سر القلادة التي أهدتها لها موديل المنحوتة التي تحمل معالم أم وطفلها. فهل يحاول الكاتب استفزاز المشاهد لفهم نظرية المؤامرة أو التآمر على العقل بأساطير نستطيع الانتصار عليها تبعاً لقوة الإرادة والتحمل في مواجهة الصعاب التي نتعرض لها في الحياة؟ خصوصاً الأم التي يجب أن تواجه الطبيعة الداخلية التي تنشأ معها أو المتغلغلة بطبيعتها الإنسانية. ثنائية الأم وابنتها وضعتنا أمام تطور الشخصيات نفسياً، وبمنطق الماضي الذي حدث بفعل سلوك الأم الذي أدى إلى تهشم دورها في الحياة نحو ابنتها، والتي حاولت إعادة ترميمه كما المنحوتات بين أناملها، لتفهم قيمة حركة الزمن الذي نعيشه عبر صياغة فيلم رعب أدخلنا إلى غابة المخاوف النفسية الموجودة في كل منا، لنمحو الخوف أثناء مقاومة الدفاع عن النفس أو تحقيق ما عجزنا عنه في السابق. ربما! الفيلم يحمل في مشاهده نوعين من التحليلات؛ منها ما هو عبثي لفيلم رعب ليس إلا، وقد يعتبره البعض تجارياً ليس إلا أيضاً. لكنه في المغزى يحمل الكثير من التفاصيل النفسية الكامنة في الأم خاصة والابنة ثانية. لأننا لن نفهم معاناة الآباء في مراحلهم الشبابية إن حدث خطأ في تحولاتهم العمرية، وربما الحكم عليهم هو ظلم من نوع آخر. وبموازاة النص والإخراج، برع كل من الممثلين في الأداء ضمن المشاهد المدروسة تقنياً، لتكون أيضاً متوازنة مع الإنتاج. فهل أسطورة الأم الشيطانية موجودة في الحياة عبر نظرية المؤامرة؟ برؤية أخرى فيلم "لا تطرق مرتين" (Don't Knock Twice) للمخرج Caradog W. James، يجمع بين الرعب النفسي والدراما الإنسانية، مستندًا إلى أسطورة تتعلق بالأمومة والتضحية. يستند الفيلم إلى عمق العلاقات العائلية، ويستعرض الصراعات النفسية بطريقة تجذب المشاهد إلى عوالم معقدة من المشاعر والأفكار. يركز الفيلم على شخصية جيسي، التي تعاني من آثار تعاطي المخدرات، والتي تمثل تجسيدًا للصراع الداخلي بين الرغبة في الاستعادة والمواجهة مع ماضيها المظلم. العلاقة بينها وبين ابنتها كلوي تعكس عمق المشاعر الإنسانية، حيث تمثل كلوي رمز الأمل والبراءة، بينما تمثل جيسي الصراع والتضحية. تتجلى الأسطورة في كون الأم الشيطانية رمزًا للتحديات التي تواجهها الأمهات في عالم مليء بالصعوبات، مما يضفي بعدًا فلسفيًا على الفيلم. الأسطورة تعبر عن التوتر بين الخير والشر، حيث تُعطى الأم فرصة للمواجهة، وهو ما يجعل المشاهد يتساءل حول طبيعة الأمومة وعبء المسؤولية. تقنيات الإخراج كانت حاسمة في تقديم القصة. استخدم المخرج الإضاءة بذكاء، حيث تساهم الإضاءة الخافتة في خلق أجواء من التوتر والقلق. الموسيقى التصويرية، رغم بعض الفجوات، تضيف إلى العمق النفسي، مما يعزز من تجربة المشاهد. تصوير المشاهد يجمع بين الجماليات السينمائية وواقعية التوتر، حيث تظهر الزوايا الضيقة والشوارع المظلمة معاناة الشخصيات. اللعبة بين المشهد السمعي والبصري تضفي طابعًا فريدًا على العمل، حيث يدعو المشاهد إلى الاستغراق في عالم الفيلم. بينما كان هناك تباين بين الحركة التمثيلية والموسيقى في بعض اللحظات، إلا أن ذلك قد يساهم في تعزيز الإحساس بالانفصال والقلق. على المستوى الجمالي، يتميز الفيلم بلحظات بصرية قوية تعكس الصراع الداخلي للشخصيات. المشاهد الجمالية تتداخل مع الرموز، مثل القلادة التي تحمل معاني متعددة، مما يعزز من الثيمات النفسية التي يستكشفها الفيلم. تتجلى قوة الأداء التمثيلي، خاصة من كاتي سكوف، حيث تنجح في نقل عواطف الأمومة من خلال تجسيد الصراع الداخلي بعناية. الختام: فيلم "لا تطرق مرتين" هو أكثر من مجرد فيلم رعب؛ إنه دراسة نفسية عميقة للأمومة والتضحية، مدعومة بتقنيات إخراج فنية وأداء تمثيلي قوي. يحث المشاهد على التفكير في طبيعة العلاقات الأسرية والصراعات الداخلية، مما يجعله عملًا فنيًا ذا قيمة فكرية وجمالية عالية. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Caradog W. James
Caradog W. James was born in June 1976. He is a director and writer, known for The Machine (2013), Little White Lies (2006) and Don't Knock Twice (2016).
شهوة الدم البدائية
BY Director Anna Foerster
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
شهوة الدم البدائية فيلم العالم السفلي (Underworld: Blood Wars) للمخرجة آنا فورستر (Anna Foerster) ضحى عبدالرؤوف المل نخشى المستقبل، فنقبل على حروب الدم بقوة المستذئبين الذين يرصعون الخطى بالافتراس والانقلاب، والتمسك بمنطق القوة لخلق تجارة الموت التي تنشأ من حروب الدم، التي تركها المؤلف تتغذى من الاقتتال الثلاثي. فهل يحاول المؤلف إظهار نقاء سلالة الدم عند البشر الذين يحملون جينات السلام والمحبة؟ أم أن الفيلم يعالج أسطورة مصاص الدماء بخلق واقع شبيه لها عبر البقايا المفقودة من ذاكرة التاريخ المخفي عن العالم؟ أم أن امتصاص دماء الشعوب متعددة الأشكال والألوان والأهداف، وحتى الأساليب التي تستخدمها الجماعات، لتحقيق مآرب كسب البقاء، بغض النظر عن المعنى الإنساني للكون الذي لا يمكن تصنيف البشر فيه دون العودة إلى الماء، أو بالمعنى الرمزي في الفيلم، وهو العودة إلى الحياة الطبيعية ضمن المعنى الحاضن للحياة؟ أو الأم التي نشأت من عالم مسالم خرج منه بطل الفيلم الذي حارب مع الأم لابنة هجينة من نوعين من البشر، أو ما يتم تحضيره لمستقبل نجهله. فهل يمكن لتاجرة موت منح السلام؟ الماء هو الطريق للعودة إلى الحياة أو الفطرة في نشأة الإنسان المتطهر من الأفكار السامة، أو من التحولات الزمنية التي تصيبه وتمنحه من المعلومات قوة تجعله يستميت في تحقيق الأهداف أو حل الألغاز التي تنشأ من تفكير بدائي سببه شهوة الدم أو الشهوات التي تدفع الإنسان لتغيير ما بداخله، فيتكون الجيل الجديد من بقايا الماضي، وهذا ما جعل المخرج يلجأ إلى الفلاش باك بنفحة تصويرية مستحدثة. إذ باتت قطرة الدم كقطرة الذكريات التي تضع النقاط على الحروف أو الحقيقة بمكانها في حروب مدمرة لا يجني منها الإنسان سوى الموت والخراب. مفردات في حوارات قصيرة لا يشبع منها ذهن المشاهد، لما تحمله من مغزى تحليلي يقود الفكر إلى استخلاص المشاهد وإعادة تركيبها في المتخيل الذاتي الذي يتطابق مع ما يجري في العالم من حروب دم قوية تقضي على معالم الحياة. "من دمه قد ينهي الحرب، لن نتقدم أكثر إذا تقاتلنا فيما بيننا، معًا نحن أقوياء. إخفاء الحقيقة أبقاك في حدود الأمان، إذا لم نتصرف بحكمة، فستكون خسائر الحرب أكثر مما نحتمل. يجب أن نكون من ننهي الحرب في المعركة الأخيرة." فهل نجحت آنا فورستر في إظهار قيمة النص أو أهداف السيناريو عبر الإخراج المتوازن، وأن تركت للغموض بعض المفاتيح التي تثير ذهنية المشاهد؟ تنوعت المفردة الموسيقية مع كل مشهد، وتناغمت المقاطع الموسيقية مع الحركة والتعابير ضمن الانفعالات التمثيلية، كأن المؤلف الموسيقي "مايكل واندماشر" اعتمد على بناء درامي موسيقي لا يقل أهمية عن التعبير التمثيلي الذي نجح به الأبطال، خاصة "تشارلز دانز" و"ثيو جيمس" و"كيت بيكينسل". إذ ترافقت الحركة الموسيقية مع حركة المشهد الداخلي ومع الحدث بتلاحم سمعي بصري زاد من قيمة المشهد وأبعاده التي لعبت دورها في استمتاع المشاهد في هذا الفيلم الذي يعيدنا إلى أسطورة مصاصي الدماء، وإن ضمن فيلم تسلسلي صاخب بالمعارك القتالية التي لم يضجر منها المشاهد كما يحدث في أفلام أخرى. يكافح المؤلف في الفيلم ثورة التعطش إلى الدم والمتاجرة بقطرات دماء يحيا بها الإنسان الذي افتقد ماورائيات الحياة والانطباع المضاد للحروب، وإن بتغيير الملابس التي أيضًا لعبت دورها المهم في الفيلم للإيحاء بالزمن وانفصال الأمكنة عن الواقع المتخيل في مراحل الفيلم المختلفة. مما زاد من نسبة التأثر والتأثير والإقناع المؤدي إلى إبراز دور التصوير والخدع السينمائية الغنية، كغنى السيناريو الذي طرح ملحمة الدم التي لا تنتهي منذ الإنسان البدائي أو الذئب الحيواني حتى الآن. فهل من مصاصي دماء يبحثون عن تجار للدم في الجزء القادم من هذا الفيلم؟ برؤية أخرى فيلم "العالم السفلي: حروب الدم" للمخرجة آنا فورستر يجسد رحلة فنتازية مشوقة تتناول صراع المستذئبين ومصاصي الدماء في إطار درامي عميق. يتركز الفيلم حول قضايا وجودية تتعلق بالسلام، الحرب، والهوية الإنسانية. تتناول حبكة الفيلم الصراع بين السلالات المختلفة، مع التركيز على مفهوم شهوة الدم كقوة دافعة وراء النزاعات. يظهر الفيلم البعد النفسي للشخصيات من خلال الحوار العميق الذي يعكس صراعاتهم الداخلية وأفكارهم حول الفناء والبقاء. تتمتع الحبكة بتوتر درامي متصاعد، حيث تتداخل المشاهد القتالية مع لحظات من التأمل. الإخراج يجمع بين الحركة السريعة والمشاهد الهادئة، مما يعكس صراع الشخصيات مع ذواتهم ومع القوى الخارجية. كما تُستخدم الإضاءة والألوان بذكاء لتبرز التوتر والغموض. تعتمد جمالية الفيلم على دمج العناصر البصرية والموسيقية. الموسيقى التصويرية تُعزز الأجواء المظلمة، بينما تعكس الكاميرا حركات الشخصيات بشكل ديناميكي، مما يضفي طابعًا حيويًا على المشاهد. الأزياء والمكياج يساهمان في خلق عالم موازٍ يعكس صراع الهوية والوجود. تتجلى الفنتازيا في تقديم شخصيات خارقة وتحولات غير طبيعية. الفيلم يُحاكي الأساطير ويخلق عالمًا خاصًا، حيث يندمج الخيال مع الواقع في سرد ملحمي. يُعدّ استخدام الفلاش باك عنصرًا رئيسيًا في بناء السرد، مما يتيح للمشاهدين فهم تعقيدات التاريخ الشخصي للشخصيات. في الختام، يُعتبر "العالم السفلي: حروب الدم" فيلمًا يُقدم تجربة فنية متكاملة، حيث تتداخل الدراما مع الفنتازيا لتسلط الضوء على الصراعات الإنسانية. يُظهر الإخراج البارع قدرة الفيلم على إثارة الفكر والمشاعر، مما يجعله ليس مجرد عمل ترفيهي، بل تجربة تأملية حول طبيعة الحياة والموت Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Anna Foerster
آنا ج. فويرستر (مواليد 1971) هي مصورة سينمائية ومخرجة أمريكية من أصل ألماني. تشتهر بشكل خاص بالتعاون مع المخرج رولاند إيميريش، حيث عملت تحت Capacities مختلفة في كل فيلم أخرجه، بدءًا من فيلم "يوم الاستقلال" (1996)، باستثناء فيلم "الأب الروحي" (2000). المسيرة المهنية عملت فويرستر كمديرة تصوير لوحدة ثانية في أفلام مثل "Alien Resurrection" (1997)، "Ballistic: Ecks vs. Sever" (2002)، "Johnson Family Vacation" (2004)، "The Day After Tomorrow" (2004)، "Æon Flux" (2005)، و"10,000 BC" (2008)، كما عملت كمخرجة لوحدة ثانية في الأفلام الأربعة الأخيرة. كانت مصورة السينما لتأثيرات بصرية و/أو وحدة المجسمات في أفلام مثل "يوم الاستقلال" (1996)، "غودزيلا" (1998)، "Pitch Black" (2000)، و"ستيوارت ليتل 2" (2002). كمخرجة، أخرجت خمس حلقات من المسلسل التلفزيوني "Criminal Minds"، وحلقة من العرض الفرعي "Criminal Minds: Suspect Behavior"، وثلاث حلقات من "Unforgettable"، وأربع حلقات من سلسلة "Outlander" التي تبث على Starz. في عام 2008، تم الإبلاغ عن تطويرها لفيلم بعنوان "Secret Hunter" المستند إلى رواية رانولف فاينز "The Secret Hunters" (2002). حققت فويرستر أول ظهور لها كمخرجة أفلام روائية طويلة مع فيلم الرعب الأكشن "Underworld: Blood Wars" (2016). في عام 2016، تم توظيفها من قبل جي. جي. أبرامز وشركته الإنتاجية Bad Robot لإخراج فيلم "Lou"، وهو فيلم إثارة عن أم تحاول استعادة طفلها المخطوف. الأعمال السينمائية Underworld: Blood Wars (2016) Lou (2022) مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا لمعرفة المزيد يمكنم الدخول موقع ويكيبيديا
قوة الدماغ البشري ومدى خطورته
BY Directed M. Night Shyamalan
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
قوة الدماغ البشري ومدى خطورته على النفس ضحى عبدالرؤوف المل في فيلم Split من تأليف وإخراج "م. نايت شايامالان" (M. Night Shyamalan)، يتناول الكاتب "محمد نايت شايامالان" الشخصية الأخيرة من شخصيات متعددة ومختلفة تسكن العقل الباطن لشاب يدعى "كيفين"، الذي استطاع أن يخطف الفتيات الثلاث لتحفيز شخصيته الرابعة والعشرين من الظهور ضمن انقسامات العقل الباطن. فالعمل الدرامي، الذي يتجاوز مجرد تعدد الشخصيات، يفتح احتمالات الدماغ القادر على التلاعب بمستوى الذكاء في كل شخصية أظهرها الممثل "جيمس مكافوي"، الذي لعب شخصية كيفين بمهارة تمثيلية قوية الأداء وعالية الروحية. تعابير وجهه وجسده كانت قوية، وصولاً إلى الصوت وأهميته في إظهار براعة التمثيل لشخصية تعاني من انفصام شخصية معقدة بشكل كامل. لأنه حاد الذكاء، فهو قادر على تغيير بنية جسده بنفسه، خصوصاً عندما تتنازع الهويات على رسم ملامحها الخارجية. بينما ينظر كلاهما، كيفين والدكتورة المعالجة باتريشيا، إلى ما بالداخل، تؤثر الشخصيات بصرياً على من حولها، أي على أحاسيسهم، بينما يختبئ الوحش في الماضي منتظراً لحظة الخروج في الحاضر. نشعر في نهاية الفيلم أنه سيرافق المستقبل أيضاً، وهذا منطق تسلسل البشرية ولغزها المحير الذي يستمر بأشكال وأساليب مختلفة. مرضى الشخصية الانفصامية يتفرقون في الاختلافات ويدمنون إخفاء كوامن النفس. إذ تبدو الفروق في الهويات اللاشعورية متعلقة بالعقل البشري وركائزه القوية والضعيفة. يمكن لهذه الركائز، التي تتغذى من مقومات النفس، أن تكون درامية حيث يتعلم الدماغ الدفاع عن نفسه. لأن الهويات تمتلك معدل ذكاء مختلف، فهناك قدرات على التركيز المفرط، وهو أعلى شكل للتطور البشري. خصوصاً أن المحطمين هم أكثر تطوراً، ولكن لا بد من حدود لما يمكن أن يصير عليه البشر. فهل فعلاً نحن ما نؤمن أننا عليه؟ أم أن الإنسان يتخطى حدود العقل عندما يصاب بنسبة ذكاء عالية تجعله يعيش الاختلافات الداخلية والانقسامات النفسية الناتجة عن التربية الأولى، وما يتم النقش فيه من سلوكيات وأفعال تختبئ في العقل الباطن وتخرج كالوحش في اللحظة الحاسمة؟ وهل يحاول الكاتب والمخرج تصوير الدماغ البشري ككتلة تتصارع فيها العوالم الأخرى غير المرئية التي تنهش في العقول والأفكار دون أن نشعر بخطورتها، كما حدث مع الدكتورة النفسية التي حاولت الوصول لشخصية كيفين الأخيرة، إلا أنها قُتلت؟ فيلم نفسي لقصة محبوكة مع فكرة غامضة عمل على توضيحها المؤلف والمخرج شايامالان، كنظرية يستخرجها من أعماق النفس. ولا يمكن وصفه بالفيلم المرعب، ولا أنه ينتمي لأفلام هتشكوك بالأسلوب والتعاطي نوعاً ما، إنما بالعناصر التي استكملها المؤلف والمخرج المرتبطة بشخصيات كيفن المريضة مستنشقاً أغوار النفس. ليقول لنا عبر خلاصة الوحش ورمزيته في الفيلم إن دماغ الإنسان كالوحش الغافي في النفس المريضة، والعقل الحاد الذكاء عندما يصحو يشكل قوة لا يمكن مجابهتها إلا بالصفاء وإعادتها إلى الوضعية الأولى. وهذا ما فعلته الفتاة المختطفة، التي أيضاً تعاني من ذكريات طفولة سيئة مع عمها، إلا أنها استطاعت التعامل مع مشكلتها بأسلوب آخر. فهل يمتلك كل منا في دماغه الوحش الذي يستطيع المجابهة بالشكل الصحيح؟ بين التصوير والموسيقى التصويرية ترابطت الأنفاس التي حاول الممثل "مكافوي" أو "كيفين" والبعض الآخر من الممثلين اللعب على الحس السمعي، مما منح الفيلم هوية التأثير السمعي القوي الأداء عبر تلاحم المفردة الموسيقية مع الأداء التمثيلي، بتميز ملفت رغم بعض الثغرات في التصوير الذي انفصل عن التقنية العالية الجودة في حصر الزوايا. لتوائم المشهد النفسي وأبعاده ضمن المكونات التقنية التي استخدمها المخرج عبر المونتاج. لنشعر أن المكان هو علبة مركبة من وساوس ودهاليز لعقل يحاول التلاعب بالدكتورة باتريشيا التي أدركت مخاطر الشخصية الأخيرة، لكن بعد فوات الأوان. إلا أن الموسيقى التصويرية لعبت دورها في التأثير النفسي على المشاهد المشدود الأعصاب، المنتظر خروج الشخصية التي تبحث عنها الدكتورة باتريشيا، والتي تشكل قوة الدماغ البشري ومدى خطورته على النفس. وهذه دراما نفسية بحتة رافقتها الإثارة الغامضة ذات اللباقة الهتشكوكية، ولكن بتدرج نفسي خفيف الرعب، لم يصل إلى نوعية أفلام هتشكوك بقوتها وإثارتها للسمع والبصر عبر التصوير. فالموسيقى والتمثيل انسجما مع القصة، لكن الأسلوب التصويري انفصل عن ذلك، إلا أن جودة القصة والفكرة التي تثير الحواس في استخراج المكنون النفسي لعبت دورها في نجاح الفيلم. برؤية أخرى يعد فيلم Split للمخرج والكاتب "م. نايت شايامالان" دراسة فنية نفسية تثير العديد من التساؤلات حول طبيعة الهوية الإنسانية وتعددها. من خلال التوظيف الإبداعي لعناصر السرد والإخراج، يقدم الفيلم تجربة درامية غامضة تأسر المشاهد. يتبنى الفيلم هيكلاً درامياً متماسكاً يجمع بين عناصر التشويق والغموض. الشخصية الرئيسية "كيفين" تعاني من انفصام في الشخصية، حيث يُظهر الفيلم كيف تتصارع هذه الهويات المختلفة في عقله. ينشئ شايامالان توتراً درامياً متصاعداً من خلال تطور الأحداث، حيث يبدأ "كيفين" في السيطرة على الموقف، مما يخلق شعوراً بالقلق والترقب. تُعزز التوترات من خلال الحوار والمواقف التي تعكس صراعات الشخصية. يستخدم شايامالان أساليب إخراجية مبتكرة لتقديم هذه القصة المعقدة. اعتمد على زوايا التصوير القريبة واللقطات الديناميكية، مما يمنح المشاهدين شعوراً بالمشاركة في الصراع النفسي الذي يعيشه "كيفين". كما أضافت الموسيقى التصويرية بعداً آخر للأحداث، حيث كانت تعكس الحالة النفسية للشخصيات وتساهم في بناء الأجواء المتوترة. يمثل أداء "جيمس مكافوي" علامة فارقة في الفيلم، حيث يجسد شخصيات متعددة بتفاصيل دقيقة تعكس انقساماته الداخلية. القدرة على التنقل بين الشخصيات بكل سلاسة تُظهر موهبته الكبيرة، مما يجعل المشاهد يتعاطف مع معاناته. أداء الممثلين الآخرين، مثل "أنيا تايلور جوي"، أضاف عمقاً إضافياً للشخصية الرئيسية، حيث تجسد صراعها من أجل البقاء والتغلب على خوفها. تجسد الأبعاد الجمالية في Split تفاعل العناصر البصرية مع الموسيقى. ألوان الإضاءة وتصميم المشاهد يسهمان في خلق جو مشحون بالمشاعر، حيث يعكس استخدام الإضاءة المتناقضة الصراعات الداخلية. الفيلم يسلط الضوء على جماليات السرد السينمائي من خلال استخدام الرموز والتفاصيل الدقيقة التي تعزز من المعاني العميقة للقصة. يمتلك الفيلم عمقاً رمزياً يمكن تحليله على عدة مستويات. "الوحش" الذي يتربص في عقل "كيفين" يمثل الصراعات الداخلية والهويات المدفونة. تعكس الأبعاد النفسية للفيلم معانٍ حول قبول الذات والصراعات التي تواجهها النفس البشرية. تساءل شايامالان عن الحدود التي قد يتجاوزها الإنسان عندما يواجه الظلال الداخلية. يُعتبر فيلم Split تجربة فنية متكاملة تجمع بين الدراما النفسية والإخراج المتقن والأداء القوي. ينجح شايامالان في تقديم دراسة عميقة حول النفس البشرية، مما يجعل المشاهد يتأمل في موضوع الهوية والانقسامات النفسية. برغم بعض الثغرات التقنية، يظل الفيلم إنجازاً فنياً يسعى لتسليط الضوء على تعقيدات العقل البشري وجماليات الفن السينمائي. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Directed M. Night Shyamalan
مانوج نيللياتو "م. نايت" شيامالان (من مواليد 6 أغسطس 1970) هو صانع أفلام أمريكي. غالبًا ما تتضمن أفلامه حبكات خارقة للطبيعة ونهايات غير متوقعة. تجاوز إجمالي إيرادات أفلامه 3.3 مليار دولار على مستوى العالم. حصل شيامالان على عدة جوائز، بما في ذلك ترشيحات لاثنين من جوائز الأوسكار، وجائزتين من أكاديمية BAFTA، وجائزة غولدن غلوب. وُلد شيامالان في ماهي، الهند، ونشأ في بن فالي، بنسلفانيا. تشمل أفلامه المبكرة "الصلاة مع الغضب" (1992) و"واسع اليقظة" (1998) قبل أن يحقق نجاحه الكبير بفيلم "الحس السادس" (1999)، الذي نال من خلاله ترشيحات لجائزة أفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي. ثم أطلق أفلام "غير قابل للكسر" (2000)، و"علامات" (2002)، و"القرية" (2004). بعد سلسلة من الأفلام التي لم تلقَ استحسانًا – مثل "امرأة في الماء" (2006)، و"الحدث" (2008)، و"آخر هواة الهواء" (2010)، و"بعد الأرض" (2013) – شهد عودة نقدية وتجارية مع "الزيارة" (2015)، و"انقسام" (2016)، و"زجاج" (2019)، و"عجوز" (2021)، و"طرق على الكابينة" (2023)، و"فخ" (2024). كان شيامالان أيضًا أحد المنتجين التنفيذيين والمخرجين أحيانًا لمسلسل الخيال العلمي "وايورد باينز" (2015-2016) ومسلسل الرعب النفسي "سيرفانت" (2019-2023) على آبل TV+، حيث شغل أيضًا منصب مشرف العرض. الحياة المبكرة وُلد شيامالان في ماهي، الهند، وهي بلدة في إقليم بودوتشيري. والده، الدكتور نيللياتو سي. شيامالان، هو طبيب أعصاب من كيرلا، ووالدته، الدكتورة جايا لاكشمي شيامالان، من تشيناي، طبيبة نساء وتوليد. هاجر والداه إلى الولايات المتحدة عندما كان عمره ستة أسابيع. نشأ شيامالان كاهل هندي في بن فالي، بنسلفانيا. التحق بمدرسة "والدرون ميرسي أكاديمي" الخاصة. كان يشعر كأنه غريب ويتذكر أن المعلمين كانوا يقولون إن من لم يُعمد سيذهب إلى الجحيم. عندما كان طالبًا هناك، أصيب معلم بالإحباط لأنه "حصل على أفضل درجة في صف الدين ولم يكن كاثوليكيًا". بعد ذلك، التحق بأكاديمية الأسقفية، وهي مدرسة ثانوية خاصة تقع في ذلك الوقت في ميريون ستايشن، بنسلفانيا. حصل شيامالان على منحة التفوق من جامعة نيويورك في عام 1988، وكان أيضًا من طلاب المنحة الوطنية. هو خريج مدرسة الفنون Tisch في جامعة نيويورك في مانهاتن، حيث تخرج في عام 1992. خلال دراسته هناك، تبنى "نايت" كاسم ثانٍ له. كان لدى شيامالان رغبة مبكرة في أن يصبح صانع أفلام عندما حصل على كاميرا سوبر 8 في سن مبكرة. رغم أن والده أراد له أن يتبع مسار العائلة في الطب، شجعته والدته على متابعة شغفه. بحلول سن السابعة عشر، كان قد صنع خمسة وأربعين فيلمًا منزليًا. في كل إصدار DVD لأفلامه، بدءًا من "الحس السادس" واستثناءً من "امرأة في الماء"، أدرج مشهدًا من أحد أفلام طفولته، والذي يشعر أنه يمثل أول محاولة له في نفس نوع الفيلم. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا https://en.wikipedia.org/wiki/M._Night_Shyamalan
هذا هو الجسر الفاصل
BY Director Mel Gibson
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
هذا هو الجسر الفاصل فيلم "جسر هاكسو" (Hacksaw Ridge) للمخرج "ميل غيبسون" ضحى عبدالرؤوف المل الإيمان يمتح القوة لبناء العقل المتعب من الحروب، وما يحدث للإنسانية من صراعات قد يعجز عن فهمه الإنسان، لأنه المخلوق من ضعف. هذا المغزى هو بداية فيلم "جسر هاكسو" (Hacksaw Ridge) للمخرج "ميل غيبسون"، الذي بدأ به الراوي بقول يؤمن به دينياً وعقائدياً ووطنياً. أو ما استنتجته من لغة الحروب التي حاول ترجمتها بعد أن اكتملت رؤيته: "وكأننا لم نولد". فالدمار النفسي في الحروب هو الأكثر قسوة وعنفاً، ولكن هذا لا يتوقف على جيل واحد، بل على عدة أجيال تتعاقب لتشكل في مجتمعاتها الجزء المؤثر أو الانعكاس للماضي، ربما ماضي الجد أو الأب أو الأم، أو كل منهم، وقد يتخطى أفراد العائلة الواحدة. وقد عالج الفيلم آلام النفس الإنسانية أو خبايا الحروب النفسية التي تؤثر جداً على الجنود أثناء الحرب، وقد حملت هذه القصة الحقيقية، كما يقول مؤلف الفيلم، شخصية جندي حقيقي توفي عام 2006 بعد أن روى قصته. فقد دخل الحرب التي وقعت بين اليابان وأميركا عند جسر هاكسو، حيث انخرط المحارب في سلك الجيش الأميركي، ليكون مسعفاً كضابط في الطبابة العسكرية، ورفض حمل السلاح رفضاً قاطعاً حتى وصل الأمر إلى محاكمته. لأن الأب كان جندياً وخسر كل أصدقائه في الحرب العالمية الثانية، وعانى من الكآبة والحزن، مما تأثرت به عائلته بعد أن أصبح متديناً ومؤمناً بالسلام مع أفراد العائلة، ليُعلن الحروب التي تقع في الحياة ويخسر فيها الإنسان حتى نفسه. فهل يحاول الفيلم إظهار خسائر الحروب النفسية التي تصيب الجنود دون الاهتمام ببقية حياتهم عند النجاة من موت الحروب القاسية؟ لأن الجيش الأميركي لا يخطئ في جملة تختزن في طياتها إيماناً عقائدياً بالوطن الذي قرر كسب الحرب. لنستنتج أن الجميع يخطئ في تقدير موازين الربح والخسارة عندما يستطيع الجندي المسعف مساعدة مئات الجنود من فرقته بواسطة صبره وقوة تدينه ورؤيته لوالده الذي تعرض للعذاب النفسي الناتج عن موت أصدقائه. ليجسد مؤلف الفيلم المعاني الإنسانية للإيمان بتعاليم الأديان التي تحرص على عدم الاقتتال بين الشعوب. إذ في الحروب التي تفرض نفسها بنفسها، الجميع يقفز في الحدث، ولا مفر من النجاة إلا بالإيمان المطلق بالوجود الإنساني الذي نستكمل من خلاله الحياة بعد نتائج الحرب الفظيعة. لأن الخسارة تكون مزدوجة، فالطبيعة الأساسية للحرب هي القتل أو التعذيب أو حتى اتخاذ القرار الذي يؤذي الأطراف كلها أحياناً عندما تبدأ مراحل الحسم. فأين هي الروح العالية للشعوب في حروبها مع بعضها البعض، والإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان؟ الجندي ديزموند لا يؤمن بالعنف ولا يتدرب على العنف، ولا يحب حتى لمس السلاح، والحرب تشكيلة ظروف مختلفة. إذ حتى القيم تتعرض للهجوم من أشخاص لا يعرفون المعنى الإيماني لكل شيء يقومون به في عالم شديد الإصرار على تمزيق بعضه. بل يبدو الأمر سيئاً عندما يقرر البعض إعادة قطعه بعد أن تمزقت، ولم تعد صالحة للحياة السليمة في المجتمع. فمن يقاتل لأجل بلاده ويخسر الكثير من المقربين منه ثم تنتهي صلاحيته يتم قتله إنسانياً. لأنه بذلك قد تم قتله مرتين في الحياة: عندما شارك بالحرب، وعندما تم إبعاده عن المشاركة في خدمة بلاده مرة أخرى، لأنه غير صالح نفسياً لذلك. فنحن لا نكسب الحروب بتقديم الحياة، بل الحرب هي من تجعل الإنسان يخسر قيمة الحياة وجوهرها. فهل تسامح الأجيال بعضها بعد كل حرب تقع على الأرض؟ استطاع كل من "روبرت شانكان" و"أندريه كنايت" منح النص روحية قصة حياة حقيقية التي يرويها الجندي ديزموند، وبث أهمية احترام إرادة الجندي الذي يريد المشاركة بالحرب بمحض إرادته. لأنه بذلك يكون هو القادر على اتخاذ القرار الأفضل في الجبهة التي تحيط به من كل الجهات. فالسيناريو المرن بتفاصيل المشاهد المكتوبة من خلال أحاديث الجندي ديزموند منح الفيلم جمالية مضافة، لأنه استخرج قطعة حية من جبهة قتال لا يمكن الدخول إليها حتى عبر الخيال المطلق أو الجزئي. لكن بعض الإضافات من المؤلفين منحت الفيلم رؤية أوسع مع الإخراج الهادئ، رغم التصوير الاقتتالي وإعادة الزمن حيث الحرب التي كلفت أميركا الكثير من الجنود في بطولات وطنية بصفات جندي نادر الوجود. فهل تتغلب المصلحة الذاتية على الأهداف الوطنية؟ أم أن استبدال التضحية بالنفس ناتج عن المبادئ الدينية التي آمن بها الضابط الطبي ديزموند؟ اضطرابات ما بعد الصدمة والشعور بالذنب الذي يعاني منه والد ديزموند الذي شارك في الحرب العالمية الأولى. إذ رفض أن يشارك ابنه في الاقتتال أو الدخول إلى الجيش، ومن ثم ساعده في المحكمة ليكون مسعفاً في الجيش دون حمل السلاح، لتبرز قوة النفس في تحدي الإرادة التي جعلت من ديزموند بطلاً حرب استطاع إنقاذ أعضاء فرقته الذين حققوا النصر فيما بعد. وتمت إصابته هو بأسلوب ملحمي تراجيدي، وبصياغة موضوعية، فعند إحساس المشاهد بالمبالغة الدينية أو الوطنية، يتدخل الراوي الحقيقي، أي الجندي ديزموند، بحكاية ما تبقى من القصة التي شاهدناها في فيلم "جسر هاكسو" (Hacksaw Ridge) للمخرج "ميل غيبسون"، وهذا هو الجسر الفاصل بين الحقيقة والخيال. فهل حاول المخرج إبراز الروح الوطنية للجيش الأميركي. برؤية أخرى فيلم "جسر هاكسو" للمخرج ميل غيبسون يعرض قصة جندي أمريكي يُدعى ديزموند دوس، الذي أصبح رمزًا للمقاومة السلمية في خضم الحرب العالمية الثانية. من خلال أسلوبه الإخراجي الفريد، يُبرز غيبسون التوتر بين الإيمان والعنف، مما يخلق تجربة درامية مكثفة تمس جوانب الإنسانية والروح الوطنية. تدور أحداث الفيلم حول الصراع الداخلي الذي يواجهه ديزموند، الذي يرفض حمل السلاح بسبب معتقداته الدينية، بينما ينضم إلى الجيش كمسعف. هذا التباين بين الإيمان والعنف يُعد الموضوع الرئيسي للفيلم، ويجسد التحديات التي يواجهها الأفراد في زمن الحرب. تعكس القصة واقعًا إنسانيًا يتجاوز الصراعات العسكرية، حيث تتقاطع قيم الشجاعة والإيمان بالسلام. تتسم عناصر الفيلم بالدرامية العالية، حيث يُظهر غيبسون الصراعات النفسية التي تعاني منها الشخصيات. تُبرز مشاهد المعارك المكثفة التوترات المروعة، بينما تُعكس لحظات الضعف والقوة الإنسانية. التأكيد على العلاقة بين ديزموند ووالده يُضيف عمقًا للشخصية، مما يجعل المشاهد يتعاطف مع معاناته. يتميز إخراج غيبسون بالتوازن بين المشاهد الحركية والمشاهد الهادئة. تستخدم الكاميرا الزوايا المتغيرة لتسليط الضوء على التعبيرات الوجهية، مما يعزز الشعور بالتوتر والإثارة. التقنيات السينمائية، مثل الإضاءة والتصوير، تعزز من الأجواء العامة للفيلم، حيث تخلق تباينًا بين اللحظات السلمية والعنيفة. يُستخدم التصوير القريب لنقل مشاعر الشخصيات بعمق، مما يُدخل المشاهد في قلب الأحداث. تتميز اللغة السينمائية في الفيلم بالتعبير الجمالي عن الصراع الداخلي. يُستخدم الحوار بشكل فعّال لنقل مشاعر الشخصيات وأفكارهم. الموسيقى التصويرية تساهم في تعزيز الأجواء، حيث تتداخل النغمات الهادئة مع النغمات الصاخبة لتعكس التقلبات العاطفية. المشاهد الأخيرة التي تُظهر انتصارات ديزموند تعكس الجمال في الإنسانية، وتُسلط الضوء على القوة التي يمكن أن ينشأ عنها الإيمان. فيلم "جسر هاكسو" هو عمل فني يجمع بين الدراما والإخراج المتميز. من خلال التركيز على الشخصية الرئيسية وصراعها، يحقق الفيلم توازنًا بين موضوعات الإيمان والعنف، ويُبرز المعاني الإنسانية العميقة. في النهاية، يقدم الفيلم رسالة قوية حول الشجاعة الحقيقية والأمل في عالم مضطرب. يُعتبر "جسر هاكسو" تجربة فريدة تنقل المشاهدين إلى أعماق النفس البشرية، وتطرح تساؤلات حول المعاني الحقيقية للحياة والحرب. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Mel Gibson
ميل كولومسيل جيرارد جيبسون هو ممثل ومخرج أمريكي بارز، معروف بأدواره في أفلام الحركة الأيقونية مثل Mad Max وLethal Weapon. وُلد في 3 يناير 1956 في بيك سكيل، نيويورك، وانتقل إلى سيدني، أستراليا، في سن الثانية عشرة. درس التمثيل في المعهد الوطني للفنون الدرامية وحظي بشهرة واسعة بفضل أدائه في فيلم Gallipoli (1981)، الذي حصل من خلاله على جائزة أفضل ممثل من معهد الفيلم الأسترالي. أسس جيبسون شركة Icon Entertainment في الثمانينيات، التي قدمت بديلاً لنظام استوديوهات هوليوود. كانت أولى تجاربه الإخراجية في فيلم Braveheart (1995)، الذي حصل على عدة جوائز، بما في ذلك جائزة الأوسكار لأفضل مخرج وأفضل فيلم. أخرج لاحقًا فيلمي The Passion of the Christ (2004) وApocalypto (2006)، واللذين حظيا باهتمام كبير. على الرغم من مواجهته للعديد من الفضائح الشخصية التي أثرت على مكانته في هوليوود، شهد جيبسون انتعاشًا في مسيرته مع أفلام مثل Hacksaw Ridge (2016)، الذي حصل من خلاله على ترشيحات إضافية لجوائز الأوسكار. لقد شكلت نجاحاته المبكرة وفضائحه لاحقًا إرثه المعقد في صناعة السينما. مصدر السيرة الذاتية موقع ويكيبيديا
«
13
14
15
16
17
»