Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
اعثر على السكينة! اعثر على ذاتك..
BY Director Scott Derrickson
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
اعثر على السكينة! اعثر على ذاتك.. أسرار العالم الخفي وأبعاده التصوفية في فيلم للمخرج سكوت ديريكسون "Scott Derrickson" ضحى عبد الرؤوف المل من أنت في هذه العوالم الشاسعة؟ تبدو سياسة الحياة غريبة في فيلم "دكتور سترينج" (Doctor Strange)، الخيالي في تصوراته الدرامية المبنية على أفكار عالم مارفل، الذي بدأ يتخذ من الخيال البناء الأفكار التي تقود الإنسانية إلى بث المزيد من الجهد في التفكر بالمستقبل المبني على قوة الماضي وملاحقته لتصحيحه. إلا أن بعض الأمور لا يمكن إصلاحها، ولكن دائمًا هناك أمور أخرى قد تعطي لحياتك معنى إن منحنا أنفسنا الوقت اللازم لتصحيح مسار الحياة التي أصابتنا بتغيرات قدرية لا يمكن أن ننظر إليها من منظور ضيق. لأنه وببساطة، لا يمكن خوض النهر وأنت تسير عكس تياره، بل عليك اتباع تياره لتعزز قوتك. لنفاجأ في الفيلم بالمفاهيم للغة الفنون الباطنية الموجودة منذ تأسيس الحضارات، وبمنحها صورة حداثة فكرية تنسجم مع روح العصر الذي نعيش فيه، بل وتتخطى لغة المستقبل ليرتبط الماضي بالحاضر من خلال قصة درامية بلمحة إنسانية. أمهل جسدك الوقت لتتعافى، لأني شفيت من إصابة يستحيل الشفاء منها، وتملكني اليأس بعلاج جسدي، لذا ظننت أن عقلي هو ملاذي الوحيد وعلي أن أرتقي به. فجلست برفقة الروحانيين والنساء الناسكات. هذا ما قاله لاعب الكرة بعد إصابة دكتور سترينج بشلل في أصابع يديه نتيجة حادث سيارة، لكنه لم يتحل بالقوة الكافية ليصبر على إعادة توجيه الروح لتساهم بعلاج الجسد، بمعنى أصح، علم توجيه الروح لعلاج الجسد أو الشفاء من خلال التحفيز الروحي. لندخل في متاهات عالم الإخراج التقني والقصص الخرافية عن القوى الروحية للطاقة الكامنة في قوة الإيمان بالخالق وبنظام عمل الخلايا، لأن الخلايا مبرمجة لشفاء نفسها بنفسها بطرق محددة بشدة. ليكتشف دكتور سترينج مع الروحانية التي تمارس علم القوى الخفية الأسرار اللازمة لتقضي على القوى الظلامية بعد أن تتبنى إعادة بناء مفاهيم دكتور سترينج الفكرية، ليرى مقدار جهله بعد توسيع آفاق رؤيته، فيدخل معها للحظات إلى البعد الروحي كي يستقر، وتبدأ رحلته الغريبة بباطن الوجود حيث العقل والمادة يجتمعان، وفي عالم ما هو إلا واحد ضمن عوالم لا حصر لها، وحيث الأفكار أو الشيفرة البرمجية هي التي تشكل الواقع. فهل كتاب الشمس الخفية الذي تم ذكره في الفيلم هو كتاب شمس المعارف؟ يحاول كاتب الفيلم تعزيز الوجود بالابتعاد عن صفة الغرور الطبي الذي يعجز في الكثير من الأحيان عن شفاء الحالات الميؤوس منها طبيًا، للانتقال إلى تطوير النفس واستمداد الطاقة من الأبعاد المعرفية الأخرى التي تشحن الروح بالطاقة اللازمة لتقاوم آفاتها الداخلية وتخرج إلى النور بالصبر والأنات والاعتماد على الذات. هذا ما يحاول بثه الفيلم، لإظهار قوة الطاقة التي تتصف بها الروح القابعة في الجسد، وبكونية الفكر التصوفي المرتبط بعدة مفردات عقائدية ورمزية وأساطير مثل "استرونوميا نوفا، مفتاح سليمان، مقدمة مكسيم، شامبالا، الإسقاط النجمي، دراسة الزمن، خاتم التنقل، التركيز والتخيل، عين أوغاموتو، دورمامو، البعد الظلامي، العبث بالخطوط الزمنية". ليكون التشويق الدرامي عبر مغامرة محفوفة بالمتعة، وإن عبر عالم مارفل الغريب، إلا أنه موجود في المخطوطات القديمة قبل آلاف السنين، وعبر الحضارات التي مرت عبر الزمن، وبفهم لقوانين الفضاء والكون. كالتلاعب بالزمن قد يحدث تفرعات زمنية تؤدي إلى فتح الأبعاد غير المستقرة، وتحدث تناقضات محورية وخلق حلقات زمنية متداخلة، وبمنطق يثير جدلية المشاهد ويدفعه إلى مشاهدة النهاية التي هي بداية لفيلم آخر. الزمن هو العدو الحقيقي للجميع، والوقت يُفني كل شيء، ولب كل تطور سبب كل وجود، ولكن الافتقار للخيال يولد ضعفًا في الجرأة لشخصية لا تفارق الواقع، بل تريد العودة لممارسة العمليات الطبية التي اعتاد عليها بكلاسيكية تناقضاتها مع اتجاهاتها في ما تبقى من الفيلم، حيث النضال الحقيقي لإعادة توازن القوى مع بعضها البعض: البعد الظلامي والاستيلاء على العالم. لتكون معادلة الذكاء مستخرجة من فن التأمل الذي يولد الطاقة اللازمة للفكر الإنساني، بمعنى آخر: حيث تفشل في مكان ما، ستنجح في مكان آخر، وقد نجح الفيلم في الاحتفاظ بالمعاني الإنسانية والكونية وفتح آفاق المخيلة نحو اللانهاية. لعبت الموسيقى التصويرية، وهي من تأليف "مايكل جاكينو"، دورًا مهمًا في فتح منافذ الخيال أمام المشاهد، لتساعده في التقاط الحدث المبني على الفكر الكوني ضمن الفيلم الخيالي في مبناه. إلا أنه في المعنى الموضوعي هو كوني باتجاهاته ويعيدنا إلى آلاف الحضارات السابقة عبر فانتازيا حركية، وتقنية التصوير الثلاثي الأبعاد مع الخدع الإخراجية التي اعتمد عليها المخرج "سكوت ديريكسون"، بتقنية زادت من التأثر والتأثير. إضافة إلى جمالية الأداء في تمثيل أبطال الفيلم الذين منحوه جمالية مضافة مثل تيلدا سوينتون، بينديكت كامبرباتش، مادس ميكلسن، رايتشل ماكادامز، شيواتال إيجيوفور، إلى جانب التصوير والإضاءة والاهتمام بالنص الدرامي المحبوك بشدة، والمنطقي في خياله العلمي، لأنه يرتكز على مخطوطات قديمة عديدة ومفاهيم ما زالت تثير الكثير من الجدليات في العالم. برؤية أخرى فيلم "دكتور سترينج" للمخرج سكوت ديريكسون هو عمل خيالي مفعم بالتشويق ويجمع بين الفلسفة، الروحانية، والتصوف. يتناول قصة دكتور ستيفن سترينج، الجراح الذي تحول إلى ساحر، في رحلة لاستكشاف عوالم جديدة ومعالجة جراحه النفسية والجسدية. تدور الأحداث حول الصراع الداخلي للبطولة، حيث يتعامل دكتور سترينج مع يأسه من إصابته ومعاناته. تطور شخصيته هو محور الفيلم، بدءًا من رجل مادي وجراح مرموق، إلى ساحر يتقبل قوى روحية. يبرز الفيلم ثيمة التعافي وإعادة بناء الذات، مما يخلق اتصالاً عاطفيًا قويًّا مع المشاهد. اختار سكوت ديريكسون أسلوب إخراج مبتكر، حيث دمج بين التأثيرات البصرية المذهلة والمشاهد الدرامية المؤثرة. استخدمت تقنيات التصوير ثلاثية الأبعاد بشكل رائع، مما أضاف عمقًا وثراءً بصريًّا. الانتقال بين العوالم المختلفة تم تصويره بطريقة تجعل المشاهد يشعر وكأنه يشارك في رحلة دكتور سترينج. تتميز السينما البصرية في الفيلم بتفاصيل دقيقة، بدءًا من تصميم الأزياء وصولًا إلى المؤثرات الخاصة. الألوان المستخدمة تعكس الأبعاد الروحية وتبرز التغيرات العاطفية في الشخصية. الموسيقى التصويرية التي ألفها مايكل جاكينو تساهم بشكل كبير في خلق الأجواء، مما يعزز من تأثير المشاهد ويجعلها أكثر عمقًا. الفيلم يتناول موضوعات عميقة مثل الإيمان، القوة الداخلية، والشفاء. من خلال الحوار والمشاهد، يطرح الفيلم تساؤلات حول الوجود والمعنى، ويشجع المشاهدين على التفكير في العلاقة بين العقل والجسد والروح. يتضح أن القوة الحقيقية تأتي من داخلنا، وهو درس يظل راسخًا في الأذهان. فيلم "دكتور سترينج" ليس مجرد فيلم أكشن خيالي، بل هو تجربة بصرية وذهنية تتناول موضوعات عميقة حول الذات والوجود. من خلال إخراج متميز وتقنيات فنية رائعة، استطاع الفيلم أن يقدم رسالة ملهمة حول قوة الشفاء والإيمان. إنها رحلة لا تنتهي من الاستكشاف والتعلم، تدعو كل مشاهد للتفكير في عمق الإنسان وقدرته على التحول. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Director Scott Derrickson
سكوت ديريكسون (ولد في 16 يوليو 1966) هو مخرج أفلام أمريكي. يُعرف بشكل أفضل بعمله في نوع الرعب، حيث أخرج أفلامًا مثل "طرد الأرواح الشريرة من إميلي روز" (2005)، و"شرير" (2012)، و"الهاتف الأسود" (2021). كما يُعرف بفيلم الأبطال الخارقين "دكتور غريب" (2016) المستند إلى شخصية من Marvel Comics. الحياة المبكرة نشأ سكوت ديريكسون في دنفر، كولورادو. تخرج من جامعة بيولا بشهادة بكاليوس في العلوم الإنسانية مع تركيز على الفلسفة والأدب، وبكاليوس في الاتصالات مع تركيز على السينما وموضوع فرعي في اللاهوت. أكمل دراساته العليا في مدرسة السينما والتلفزيون بجامعة جنوب كاليفورنيا. المسيرة المهنية كانت أولى تجارب ديريكسون في الإخراج هي فيلم "Hellraiser: Inferno"، وهو الجزء الخامس من سلسلة أفلام "Hellraiser". تم إصدار الفيلم مباشرة على الفيديو في عام 2000. بعد ذلك، قضى ديريكسون وكتابه المشارك بول هاريس بوردمان عدة سنوات في كتابة نصوص للأستوديوهات. قال ديريكسون: "تم الدفع لي لكتابة أو إعادة كتابة 13 سيناريو، لكن لم يتم إنتاج أي منها. كنت أكسب عيشًا جيدًا، لكن كل إبداعي كان يُقرأ من قبل عدد قليل من التنفيذيين. هذا تسبب لي في نوع من المرض الروحي." شارك ديريكسون في كتابة وإخراج "طرد الأرواح الشريرة من إميلي روز"، الذي استند بشكل غير دقيق إلى قصة حقيقية عن أناليز ميشيل. فاز الفيلم بجائزة ساتورن لعام 2005 لأفضل فيلم رعب أو إثارة، وفي عام 2006 تم إدراجه في قائمة جمعية نقاد الأفلام في شيكاغو لأفضل 100 فيلم مرعب على مر الزمن. حقق الفيلم إيرادات تجاوزت 144 مليون دولار عالميًا. بعد ذلك، أخرج ديريكسون إعادة تصوير لفيلم "The Day the Earth Stood Still" الذي starring فيه كيانو ريفز وجينيفر كونلي، وتم إصداره في أواخر عام 2008 وحقق إيرادات تزيد عن 233 مليون دولار. في أغسطس 2011، تعاون ديريكسون مع المنتج جايسون بلوم لكتابة وإخراج فيلم "شرير"، وهو فيلم رعب غامض starring فيه إيثان هوك. تم إصدار الفيلم في 12 أكتوبر 2012 وحصل على مراجعات إيجابية عمومًا. في عام 2014، أخرج ديريكسون فيلم "Deliver Us from Evil" الذي أنتجه جيري بروكهايمر، والذي استند إلى كتاب غير خيالي بعنوان "Beware the Night". تم إصداره في 2 يوليو 2014 وحقق إيرادات بلغت 87.9 مليون دولار. في عام 2016، أخرج ديريكسون فيلم "دكتور غريب"، وهو جزء من عالم Marvel السينمائي، وتم إصداره في نوفمبر. حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا ونقديًا، وحصل على جائزة أفضل فيلم مستند إلى الكوميكس في جوائز ساتورن. في ديسمبر 2018، تم الإعلان عن أن ديريكسون سيخرج تكملة "دكتور غريب" بعنوان "دكتور غريب في عالم الجنون المتعدد"، ولكن في يناير 2020 أعلن ديريكسون أنه تخلى عن مهام الإخراج بسبب اختلافات إبداعية غير محددة. لكنه ظل مشاركًا في الفيلم كمنتج تنفيذي. في عام 2021، أخرج ديريكسون فيلم "الهاتف الأسود"، الذي تم إنتاجه من قبل بلومهاوس للسينما وصورته معه إيثان هوك. تم إصدار الفيلم في 24 يونيو 2022 وحصل على مراجعات إيجابية، حيث وصفه ديريكسون بأنه مستند إلى ثلاث سنوات من العلاج النفسي. في يونيو 2024، أكمل ديريكسون فيلمه التالي "The Gorge" لصالح Skydance Media، وتمتلك Apple TV+ حقوق الفيلم. من المقرر أن يظهر فيه آنا تايلور-جوي، ومايلز تيلر، وسيغورني ويفر. الفيلم التالي لديريكسون بعد "The Gorge" هو "الهاتف الأسود 2"، المقرر إصداره في 17 أكتوبر 2025. لمعرفة المزيد يمكنم دخول موقع يكيبيديا
الهرم الرابع من تأليف وإخراج بيتر ميمي
BY المخرج بيتر ميمي
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الهرم الرابع من تأليف وإخراج بيتر ميمي. ضحى عبدالرؤوف المل نافس الممثل "مصطفى أبو سريع" بديناميكيته الدرامية أبطال الفيلم، وبتوازن مع الممثل "أحمد حاتم" الرزين تعبيرياً وبروح شبابية، و"ميرهان حسين"، والممثل صاحب الفكاهة الخفيفة "أحمد حلاوة"، من خلال الأسلوب التمثيلي الدرامي المتماشي مع شخصيته. وببساطتها، إضافة لتارا عماد ويسرا اللوزي، والوجوه الشبابية التي صقلها وجود القدير "يوسف شعبان" والقدير "محمود الجندي". مما أدخل على نفس المشاهد نوعاً من الترفيه بالخروج من جدية الموضوع نحو فكاهيته القائمة على مبارزة الفكر الذي مارس القرصنة السلبية تحت صورة القرصنة الإيجابية المضادة، ربما! منطقياً لا مكان لها. إلا أن النبوغ الفكري عند الإنسان أحياناً ترافقه بساطة في السلوك، مما جعل السارق يغسل أموال المجرمين بأسلوبه الذي أحبه بداية، ومنحه نشوة الانتصار على مجتمع ظلمه وظلم البعض من محيطه وسواه، ممن انتقم لهم يوسف بالقرصنة، ومنهم القواد الذي نصب على قواد وانتقم منه يوسف ليساعد بذلك صديقاً له. فك الهكرز وشخصية عبدالله البسيطة تقابلها شخصية يوسف المعقدة، وهذا التناقض السلس بين الشخصيات تميل إليه وجدانية المشاهد وفكره، مع شارة "الهرم الرابع" وخطوطها المثيرة للجدل. قراءة أفكار بأسوأ ما في الأمور غير الظاهرة، والتي تتخفى تحت العديد من المسميات، منها أصحاب المواقع الإباحية والدعارة الإلكترونية، ليكونوا أصحاب هذه الأعمال من وجهاء المدينة أو من الوجوه الاجتماعية المرموقة. فهل تستطيع التقنية الإلكترونية محاربة الفساد بالفساد؟ وهل اختلفت صراعات العصر الحديث من الواقع إلى الافتراض والعكس صحيح، وباتت السرقات تختلف بوسائلها؟ إلا أنها ما زالت من جرائم النفس البشرية التي تسعى للحصول على كل شيء بشتى الوسائل، وهذا ما حاول فيلم "الهرم الرابع" إظهاره، وإن بأسلوب احتاج إلى المزيد من الحبك الدرامي، ليكون الحدث هادئاً وإن رافقته الإثارة التصويرية والصوت إضافة إلى الحوارات المختصرة، في حين تقطعت المشاهد بأبعاد لم تتقارب مع بعضها، مما أتعب المشاهد ليعيد ترتيب الأحداث عبر أفكاره ومخيلته التي استمتعت بالفكرة وتعبت من السيناريو الذي احتاج للمزيد من السبك والتماسك، والومضات السريعة التي تتماشى مع روح العصر لكنها تعيق الفهم البصري. يوسف البوهيمي القادر على اختراق حسابات الأشخاص الذين يسرقون وينهبون وينتهكون حقوق الناس، وهو من ولد لأب يقود سيارة أجرة ليُدرس في جامعة ربما ليست للفقراء الذين يحلمون ببناء مستقبلهم، كما يليق بأدمغتهم التي يجب أن تستثمر في بناء المجتمعات الذي خرج منها يوسف، ولم يستطع إنقاذ أمه من موت أحاط بها بسبب رفض الطبيب إجراء عملية لها ما لم تدفع تكاليف العملية، مما أجبره على الانتقام بإظهار مفاسد الآخرين الذين لم يسكتوا عنه بل حاولوا بشتى الطرق إيذاءه الجسدي بعد أن تمت إذيته النفسية بأكثر من أسلوب. فهل نتعاطف مع قصة الفيلم وننسى المبادئ الحياتية البسيطة في العيش، أم إننا كمجتمع عربي لا يرحم؟ وهل هذه الأحداث هي استثنائية في العالم كله؟ إلا أن التساؤل عن حرية الاختيار والإيمان بالقضاء والقدر، وهذا ما عالجه الفيلم من خلال الممثل يوسف شعبان. إلا أن يوسف اختار القدر الأسود والانتقام مع أغنية تماشت مع الحدث وزادت من المؤثرات الوجدانية التي أضافت بحنكتها نوعاً من الانسجام الدرامي أو التراجيدي لما حملته الأغنية من معاني حزينة واختصارات للمزيد من المشاهد التي اختزلها الكاتب والمخرج للتخفيف من الإسراف في المشاهد أو المبالغة بالقصة القصيرة التي جعل منها انطلاقة لفيلم "الهرم الرابع". لكل فعل ردة فعل، وهذه الكارما القدرية في فيلم "الهرم الرابع" هي جزء من قانون البشرية المغمس بالأمور السلبية والإيجابية، أو دفع ضريبة الولادة من عائلة فقيرة أو عائلة غنية. وفي كلتا الحالتين، لا بد من أحداث ترافق الحياة البشرية عبر تطورات في علم الجريمة المرافق لعلم تقنيات الحاسوب وأخطاره، وسرعة السرقات البنكية أو الحسابات الشخصية أو الهكرز، والسطو الحاسوبي البعيد عن مفهوم القواد، كحزورة استطاع حلها يوسف وهي: "عالي زي الجبل، ناشف زي الصدف، يلدغ زي العقرب ويختفي زي الدخان"، وهي بطاقة دخوله إلى الكازينو، لينتقم من قواد لا يملك الرحمة ولا يرعى حقوق عماله ورغباتهم، ومنهن النساء اللواتي يمارسن له سوء أخلاقيته ويستخدمهن في استثمار الكازينو الذي دخله يوسف لينتقم. "ورا الشاشة بطل في الظل ما بيتشاف" وأغنية أخيرة أكملت المشهد الأخير مع موسيقى تصويرية "سيف عريبي" رافقت المشاهد بسرعة الإيقاع الذي احتاج نوعاً من الهدوء في أماكن أشبه بالفواصل التي لم يتوقف عندها، وتركها قوية المفردة، في حين بدت شارة البداية أو التتر بموسيقاها منسجمة مع البداية. وهذه المرافقات الموسيقية وتوازناتها بوتيرة عالية أحياناً ومنخفضة تارة أخرى، تسربت للنفس وزادت من تأثير المشهد المتعاطف مع يوسف بتشويق وإثارة، إلا أن الموسيقى التصويرية لها جمالياتها الحزينة أكثر من جمالية المفردة المثيرة أو الأكشن القوي عند الحدث. فهل استطاع "سيف عريبي" خلق مفردة موسيقية خاصة بالفيلم، بما يتناسب مع القصة الدرامية التي تعالج هموم الإنسانية التي تتصارع حتى عالمياً؟ برؤية أخرى العنوان والمضمون: فيلم "الهرم الرابع" يحمل عنواناً يثير فضول المشاهد ويعكس أبعاداً فلسفية ورمزية. الهرم في الثقافة المصرية القديمة يرمز للخلود والقوة، مما يعكس صراع الشخصيات مع قوى الفساد والمجتمع. تعكس القصة رحلة إنسانية تتناول قضايا معقدة كالجريمة والانتقام والفساد، ما يجعلها تنتمي إلى قضايا العصر الحديث. تتوزع الشخصيات في الفيلم بين نماذج متعددة تعكس تناقضات المجتمع. شخصية يوسف، التي يقدمها "يوسف شعبان"، تجسد البطل المعقد الذي يواجه ظروفاً صعبة، مما يجعله رمزاً للأمل والتحدي. بينما يمثل "أحمد حاتم" شخصية أخرى ذات تعبير رزين، مما يعكس توازنًا دراميًا بين القوة والضعف. من خلال هذه الشخصيات، يتمكن الفيلم من استكشاف جوانب إنسانية عميقة، مما يجعل المشاهد يتعاطف معها. يظهر الإخراج تحت قيادة بيتر ميمي قدرة كبيرة على خلق أجواء مشحونة بالعواطف. يتم استخدام الكاميرا بشكل متميز لنقل الأحاسيس والمشاعر، حيث تبرز زوايا التصوير المبتكرة العواطف المعقدة للشخصيات. استخدام الإضاءة والتظليل يعزز من عمق المشاهد، ويخلق جواً من التوتر والدرامية. تعتمد القصة على بنية سردية غير خطية، حيث تتنقل بين الماضي والحاضر، مما يضيف بعداً زمنياً يعزز من فهم الشخصيات ودوافعها. هذا الاستخدام للزمان والمكان يُعتبر ذكياً، حيث يسمح للمشاهد باستيعاب التعقيدات النفسية لكل شخصية. . تساهم الموسيقى التصويرية، وخاصة عمل "سيف عريبي"، في تعزيز الأجواء الدرامية، حيث تتناغم مع مشاعر الشخصيات وتضيف عمقاً للأحداث. الاختيار الجيد للأغاني التي تعكس الصراعات الداخلية للشخصيات يُعتبر من النقاط القوية في الفيلم. يمتاز الفيلم بتصويره الجمالي الذي يعكس واقع الحياة المعاصرة في المجتمع العربي. الألوان، والتفاصيل البصرية، والتوزيع الفني للعناصر في المشهد يساهم في خلق تجربة بصرية متكاملة. إن استخدام الفضاءات المختلفة يعكس التباين بين الشخصيات، مما يعزز من عمق السرد. يحمل الفيلم رسائل مهمة حول الفساد، والعدالة، ومكانة الفرد في المجتمع. يتناول صراعات الفرد ضد القوى الكبرى، ويطرح تساؤلات حول كيفية تحقيق العدالة في عالم مليء بالظلم. كما يعكس الفيلم جوانب من الحياة المعاصرة والتحديات التي تواجهها الأجيال الجديدة. فيلم "الهرم الرابع" هو عمل فني متميز يجمع بين الإبداع الفني والعمق الدرامي. يتمكن المخرج من تقديم تجربة سينمائية غنية تنقل المشاهد إلى عالم مليء بالصراعات الإنسانية، مما يجعلها تجربة تستحق المشاهدة والتفكير. من خلال الرؤية الإخراجية المتميزة، يصبح الفيلم مرآة تعكس قضايا المجتمع العربي الراهن وتطرح تساؤلات حول الهوية والعدالة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
المخرج بيتر ميمي
بيتر ميمي (9 أبريل 1987)، هو مخرج ومؤلف مصري، تخرج من كلية الطب بجامعة القاهرة وعمل بمجال الطب، ثم حصل على دبلوم في السينما وله عدة أفلام قصيرة، لكنه سرعان ما أخرج عدد كبير من الأفلام الروائية الطويلة من أبرزها «سعيد كلاكيت» و«الهرم الرابع» و«القرد بيتكلم» و«عقدة الخواجة» و«حرب كرموز» و«موسى» و«من أجل زيكو».
مثلث الحب الأبدي
BY Director: Måns Berthas
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مثلث الحب الأبدي ضحى عبدالرؤوف المل في الفيلم القصير "CHAMPION" للمخرج Måns Berthas، عالج المخرج مانز بيرثاز مثلث الموت الأبدي المرتبط بقصة حب ثلاثية، أو بما يعرف بثلاثية الحب، والتي يتنازع من خلالها الأطراف للحصول على الحبيب. ولكن في هذا الفيلم، لا يوجد مراهقون، بل العجائز، حين يقف الماضي حاجزاً أمام استكمال الحياة أو هو الفهم المطلق للتذبذب قبل اتخاذ القرار الحاسم، الذي قد يؤذي أطراف النزاع. لأن الاضطراب في العلاقات الإنسانية يؤدي في مجمله إلى زعزعة زوايا المثلث أو الثلاثية الأبدية التي ركز عليها المخرج بقلة حوار ورمزية حادة صورياً، وبتقنية المشهد الحسي المخاطب للذهن مباشرة من خلال الحركة البصرية، والتركيز على الفعل وردة الفعل بين ممثلين استطاعوا إتقان التعبير الحركي. منح الفيلم رؤية لمراهقين امتد بهم العمر، وما لبثوا أن تصارعوا. كما تصارعت المرأة مع الحطب الذي كان كبش فداء لعلاقة غير سوية أنهتها بقتل طرفي النزاع. لتبقى هي في كوخها الخشبي بعد أن أطلقت الرصاص على الرجلين الذين تنازعا للحصول عليها، مما اضطرها بعد فشلهما وإصابة كل منهما بعد النزاع إلى اتخاذ القرار الحاسم. فهل مثلث الحب يستمر مع الإنسان في الحياة؟ لم يتطرق المخرج إلى النفس أو إلى ما تشعر به المرأة من ألم نفسي جراء العيش مع رجل لا تحبه، إلا من خلال محاولتها الرقص مع فنجان القهوة الذي رفعته وتوقف عند عودة الحبيب القديم من الماضي الذي تشعر نحوه بالحب. وفي لقطات تقطيع الحطب، المشابهة لصوت الرجل الذي لا تحبه وهو يعاشرها، توجد إسقاطات سمعية بصرية تستفز المتلقي لاستخراج الهدف الذي يسعى لإيصاله المخرج، وهي فكرة مثلث الحب الذي يتكون من حبيب مرغوب فيه وآخر غير مرغوب به، على طرف ثالث هو محور النزاع بين الطرفين. لتصبح معاناة الطرف الثالث وتذبذبه هي النقطة الأساسية، وهذا ما لم تسلط عليه الكاميرا بما يكفي لنفهم حالتها الداخلية بشكل أفضل قبل أن تتخذ قرار الحسم بقتل الاثنين معاً، بحيث قدم نظرة درامية لفكرة مثلث الحب بموضوعية، إنما مع تحيز لطبيعة الصورة ومعاكستها عمرياً. فهو لم يختار الأبطال من الشباب، بل من العجائز ليرافقنا مثلث الحب في الشيخوخة التي يحتاج فيها الإنسان للحب بشكل أكبر للربط بين المراحل العمرية والحقبة الزمنية. اكتسى الفيلم حلة مميزة بقلة الحوار ورمزية الصورة ومحاكاة الفكرة بميزانية لم تحتاج للكثير ولا للابتعاد عن البيت إلى مسافة جداً قليلة، ليتميز التصوير الداخلي والخارجي بطبيعية مشهدية لا تكلف. أما الموسيقى فلم تكتمل فنياً مع المشهد. نافذة على الحياة الواقعية فتحها المخرج مانز بيرثاز من خلال فكرة هي ثلاثية الحب داخل مثلث الموت الناتج عن الفشل في تحقيق الوصول إلى قضية خرجت من قمقم الماضي، وبشكل فيلمي قصير هو مشهد تقطعت فيه التفاصيل عبر الأصوات الموسيقية والصورية المحفزة للغة الكلام، وبتصوير موضوعي يميل إلى الطبيعية ودون الإغراق بالتكلف، متكئاً على الرمزية التعبيرية في أداء الممثلين وقوة الصورة الصادقة الهادئة والهادفة في تحقيق الهدف الذي يسعى إليه. لتكون القصة القصيرة هي لثلاثة أبطال أو ثلاثة نقاط المثلث الذي بنى عليه الفيلم، بوجود راديو قديم لواقع تخرج منه إلى الذكريات والاستمتاع بالوحدة مع الأشياء التي عاشت معها وشاركها فيها الآخرون دون أن تخرج من دائرة البيت إلا إلى الغابة أمام البيت حيث دار التنافس أو المبارزة الساخرة من الشيخوخة وانفعالاتها، وبالرصاص الذي هشم أجسادهم التي لم تمت إلا من رصاصة المتنازع عليها. وهذا ترك ضحكة في نفس الجمهور خرجت ساخرة مريرة من واقع يصنعه الإنسان. برؤية أخرى فيلم "CHAMPION" للمخرج Måns Berthas يقدم رؤية درامية فريدة تتناول موضوع الحب والفقد عبر عدسة العجائز. يعكس الفيلم تأثيرات الماضي على العلاقات الإنسانية ويطرح أسئلة حول طبيعة الحب والصراع، مما يجعل من تجربته السينمائية تحليلاً عميقاً للوجود الإنساني. يتناول الفيلم مثلث الحب الأبدي، حيث يتصارع ثلاثة أطراف على عواطف واحدة. لكن الاختلاف الجوهري هنا هو في اختيار الشخصيات، إذ يجسد العجائز، مما يضيف عمقاً إنسانياً وواقعياً لقضية الحب، التي غالباً ما تُصور من منظور الشباب. هذا الاختيار يُبرز التحديات التي تواجه الأفراد في مراحل متقدمة من حياتهم، وكيف يؤثر الماضي على الحاضر. الشخصيات في الفيلم تمثل شريحة من المجتمع تعاني من تركة تجاربها السابقة. المرأة التي تتصارع مع مشاعرها تجاه الحبيب القديم والرجل غير المرغوب فيه تعكس الصراع الداخلي الذي يعيش فيه الكثير من الناس. تعبيرات الوجه وحركات الجسم للممثلين تُظهر ببراعة التوتر والحنين، مما يعزز من عمق التجربة الدرامية. استخدم المخرج تقنيات تصويرية تعكس الحالة النفسية للشخصيات، مثل استخدام اللقطات القريبة لتسليط الضوء على مشاعر العزلة والندم. كما أن قلة الحوار جعلت من التعبير الجسدي والمشاهد البصرية المحور الرئيسي للتواصل مع المتلقي. اللجوء إلى الرمزية في المشاهد، مثل مشهد قطع الحطب، يجسد صراع الحياة والموت، ويعكس تداخل المشاعر المتناقضة. يتميز الفيلم بجمالية الصورة واستخدام الإضاءة بطريقة تبرز الأجواء الحزينة. الطبيعة المحيطة تعكس حالة الشخصيات، حيث تكمل عناصر المشهد عمق التجربة الإنسانية. الموسيقى، رغم عدم اكتمالها فنياً، تلعب دوراً في خلق الإحساس بالتوتر والحنين، مما يضيف بعداً آخر للفيلم. فيلم "CHAMPION" يترك أثره العميق في نفوس المتلقين من خلال تقديم نظرة موضوعية وشاعرية عن الحب والصراع، مع التركيز على الأبعاد الإنسانية. المخرج Måns Berthas استطاع من خلال تقنيات الإخراج والتصوير أن يخلق تجربة سينمائية تتجاوز الأحداث السطحية، لتصل إلى جوهر المعاناة الإنسانية، مما يجعل من هذا العمل علامة فارقة في تناول موضوعات الحب والخسارة في السينما. Doha El Mol dohamol67@gmail.com الفيلم تم عرضه في مهرجان لبنان الدولي للافلام القصيرة في بيت الفن طرابلس كانون الاول 2016
×
Director: Måns Berthas
Måns Berthas was born on 26 September 1978 in Sundsvall, Sweden. He is a writer and director, known for Bitchboy (2017) and Champion (2015).
كلاسيكيات الأدب الروائي الحقيقي وجماليته الفنتا
BY Writer Doha El MOL
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
كلاسيكيات الأدب الروائي الحقيقي وجماليته الفنتازية في السينما المعاصرة أدب فلاديمير كورولينكو في مهرجان الأفلام في طرابلس ضحى عبدالرؤوف المل وجود الإنسان في مجتمع ريفي هو في حد ذاته قيمة مضافة لسعادته، لأن الطبيعة تتحرر من ذاتها لتحافظ على توازنها الجمالي، إلا أن الإنسان دائماً يتطلع نحو المزيد، ما يفقده سعادته التي وُلِدَ عليها كطائر حر. في فيلم «حكاية المال»، المأخوذ فكرته من قصة لفلاديمير كورولينكو بعنوان «يوم الغفران»، نعود إلى كلاسيكيات الأدب الروسي الحقيقي وجماليته في السينما المعاصرة. من خلال فيلم "حكاية المال" (The Tale of Money) للمخرجة أوليسيا مورهينت، والكاتب المتمسك بالجمال الإنساني للروح البشرية، وبواقعية سحرية لفلاديمير كورولينكو وقريته "جيتومير"، أعادنا الفيلم إلى التراث الأوكراني، ونهر القرية، الذي غرق فيه عم صاحب الطاحونة، قبل أن يرث ماله ويصيبه الجشع، جراء المال غير المتوقع الذي حصل عليه في ظروف طارئة. وبعطش أكبر للحصول على المال، يقبل بعرض "يانكل" لتبدأ الروح الشريرة تسيطر عليه، بعد أن نسي التعاطف والرحمة، ومحبة الآخرين، أو المحبة المسيحية والتسامح والصلاة. تبدأ ليلة الظل في الفيلم بنيران مشتعلة، وبأغنية قديمة يصحبها صوت مناداة مثير للذهن، مغموس بالتصوف الأقرب للتراتيل. ويتجلى ذلك من خلال تصوير ومؤثرات غلبت عليها الروح الليلية أو طابع التعتيم الليلي، مما يعد غالباً مريحاً لمنع ظهور الأخطاء ولجمالية الليل البدائي في القرى، والشموع، والقناديل القديمة، والضباب، وحتى رذاذ الندى الليلي. إضافة إلى الأضواء وانسجامها مع الحدث الذي تغلب عليه الفجائية الغرائبية أو سريالية القصة بحد ذاتها، وأسلوبها المنطقي في معالجتها للنفس الإنسانية وانفعالاتها السريعة وحبها للمال، فإن المرابي يانكل في الفيلم ليس إلا نوعاً من الغواية التي تقضي على التآخي أيضاً. ومع ذلك، لم يمح الكاتب خلفيات الحدث التاريخي الكبير الذي وقع في قرية فلاديمير كورولينكو عبر الزمن. ويحاول الفيلم إبراز قيمة الفنتازيا المنبثقة عن الأدب الروائي أو القصصي، من خلال قدرة تحويلها إلى سيناريو سينمائي تمت حبكته ببراعة، أضيفت لها الحنكة الكوميدية العفوية، بمواقفها التي كانت موجودة لدى شعوب تلك الأزمنة. فيلم مكلف إنتاجياً، إلا أنه اكتمل جمالياً في صناعة الزمن الخاص بالحكاية والأسلوب الفانتازي، حتى في تحريك رسومات رمزية زادت من قيمة الخيال الفانتازي، وأضافت للفيلم نزعة طفولية تجعل منه عائلياً، أي للكبار والصغار. فالحكاية في الفيلم حافظت على التراث الأوكراني حتى في الأزياء، والأجواء العائلية، والأكواخ، والخيول، والأغاني، والموسيقى، وصولاً إلى أبسط الأشياء في الحلي والإكسسوارات، وحتى الأدوات المنزلية، وأدق الأشياء فيها وما إلى ذلك. ليشعر المشاهد بأنه في الغابة معهم وسط كل هذا السحر الفانتازي والسينمائي المحبوك بالمؤثرات، والموسيقى التصويرية، والرسوم المتحركة التعبيرية المختصرة للكثير من الرموز المؤدية إلى استقطاب الحواس بتقنية مدروسة، جعلت من المسافات البصرية ونقاء الصورة تتطلب تصحيحاً للألوان، المعتقة منها والشفافة، خاصة في الحانة والطاحونة، وتلاعب الألوان بين العتمة والسطوع ضمن نقطة ديناميكية إخراجية تجمع فيها التمثيل مع الكاميرا، وإيجابية منطق الارتباط بينهما، وتسلسل الأحداث بمرونة تتشابك فيها عدة أنظمة من المؤثرات للصورة، للموسيقى، لانعكاسات الضوء، دون أن ينفي المونتاج خصوصية التسلسل في الحكاية. الإغواء الشيطاني في الحلم مكر يانكل واستئثار الشيطان به لأنه جشع جداً، ومفارقات ظهوره الساخرة مع الإغواء الشيطاني في الحلم، ينتهي بسحر الموسيقى المؤثرة على نجاح الفيلم، وتوالف عناصره مع بعضها بعضاً من بناء النص الفانتازي إلى بناء المشهد ومكوناته، والديكور، والإضاءة، والتمثيل، وإضافات التحريك الكرتونية، والموسيقى، والأصوات، والمؤثرات، والأزياء. ما يشكل تلاحماً جمالياً موصولاً بالفكرة بشكل عام مع الحكمة التلمودية ليوم الغفران، الذي يتم خلاله تقرير مصير الإنسان لمدة سنة مقبلة، أو يوم كيبور، المكمل لأيام التوبة، التي تنبئ بحدث وقع لليفكو، الذي أصابه البخل والجشع، ومن ثم الندم والعودة إلى المحبة والتسامح، الذي أوصى بهما الدين المسيحي، وحافظت عليهما العذراء مريم. ضمن ترتيل موسيقي شبيه بالأجواء الكنسية، رافقت الموسيقى في بعض المشاهد، خاصة صلاة حبيبة ليفكو، التي كرست نفسها للصلاة كي يستعيد ليفكو وعيه والعودة إليها في يوم الميلاد، بعد أن ينسى أمر المال والطمع والجشع، تاركاً المال ليانكل الذي ظهر في بداية الفيلم كأنه من الأشباح. فهل يريد الكاتب القول إننا لا نعمل من أجل المال ولكن من أجل الله؟ أم أنه يعيدنا إلى المحبة التي ابتعد عنها يانكل وتبعه ليفكو؟ حكاية أخلاقية متسامية الفيلم ليس للكبار فقط، وإنما يمكن جعله مادة خصبة للأطفال، ليكون بمثابة حكاية أخلاقية متسامية تؤدي دورها الفني بامتياز، سواء من خلال القصة المتزينة بالمحبة والتسامح، أو بالقول إننا نعمل من أجل العلي. أو من خلال فهم الصورة وفكرتها بأسلوب فني سينمائي، تجتمع فيه الجدلية والنمطية والرمزية بالتحرير السينمائي، الذي يمنح الأدب توضيحات لعلاقته بالتقنية السينمائية، وبنية السيناريو، والفكرة، وتوقعات المشاهد للكشف عن واقعية الحكاية أو خرافتها، وخيارات التأثيرات مجتمعة على الفيلم نفسه، وطريقته في إضفاء الطابع الذاتي أو السينمائي على الحكاية المقتبسة من قصة لفلاديمير كورولينكو. برؤية أخرى تحديثية الفيلم "حكاية المال" (The Tale of Money) يمثل تجسيدًا فنيًا للأفكار المعقدة المرتبطة بالمال والجشع والروح الإنسانية. من خلال استنطاق النص الأدبي لفلاديمير كورولينكو، يتناول الفيلم قضايا اجتماعية ونفسية عميقة، مُحاكيًا كلاسيكيات الأدب الروسي بطريقة تتماشى مع الجمالية الفانتازية للسينما المعاصرة. يستند الفيلم إلى قصة "يوم الغفران"، حيث يعكس الصراع الداخلي للشخصية الرئيسية، ليفكو، الذي يعاني من الجشع بعد أن يكتشف ثروة غير متوقعة. يمثل الفيلم دراسة إنسانية حول كيفية تأثير المال على العلاقات الإنسانية، ويطرح تساؤلات حول القيم الأخلاقية والتسامح. الفكرة المحورية تكمن في التوتر بين الحاجة البشرية الطبيعية للأمان والاستقرار، وبين الجشع الذي يؤدي إلى فقدان الهوية الإنسانية. تتميز حبكة الفيلم بتصاعد التوتر من خلال الأحداث الدرامية، التي تأخذ شكلًا حلقويًا يعكس رحلة البطل. يبدأ الفيلم بمشهد من الفرح والطبيعة، ثم يتجه نحو الظلام والجشع، مما يخلق شعورًا بالتعاطف مع الشخصية. استخدام الافتتاحيات الصوتية والموسيقية يعزز من أجواء الغموض، حيث يترافق الصوت مع الإضاءة الخافتة لتأكيد الصراع النفسي. تظهر رؤية المخرجة أوليسيا مورهينت في كيفية إدارة عناصر الفيلم بحرفية عالية. استغلال الإضاءة للتعبير عن الحالة النفسية للشخصيات يعكس الفهم العميق للغة السينمائية. مشاهد الظلام والنور تتداخل مع الأحداث، مما يخلق إحساسًا بالتوتر. بالإضافة إلى ذلك، يبرز استخدام التصوير البطيء في اللحظات الحرجة ليعكس عواطف الشخصيات بشكل أعمق. تتجلى الجمالية الفانتازية من خلال التصاميم البصرية التي تحاكي الطبيعة الأوكرانية. الألوان المستخدمة تعكس الفصول الأربعة، مما يساهم في خلق جو شعوري يتناغم مع تطور الأحداث. التأثيرات الخاصة، مثل الرسوم المتحركة، تضيف عمقًا بصريًا، مما يُشعر المشاهد بأنه جزء من الحكاية. كما أن توازن الكوميديا مع الدراما يمنح الفيلم لمسة إنسانية تعزز من تعاطف المشاهد. يستفيد الفيلم من التعبير الفني القوي من خلال أداء الممثلين، الذين ينقلون مشاعرهم بصدق. الأداء الجسدي والصوتي يعكس الصراعات الداخلية، مما يجعل الشخصيات أكثر قربًا من الجمهور. الموسيقى التصويرية تلعب دورًا رئيسيًا في خلق المشاعر، حيث تدعم اللحظات الدرامية وتُعزز من الأجواء السحرية. فيلم "حكاية المال" لا يُعتبر مجرد تجربة بصرية، بل هو دعوة للتأمل في القيم الإنسانية. يجمع بين الأدب والسينما بطريقة تجعل من السهل على المشاهدين فهم التعقيدات النفسية والاجتماعية. من خلال إخراج مبدع، وبناء درامي محكم، وجمالية بصرية مدهشة، يستحق الفيلم مكانته في عالم السينما المعاصرة، مما يتيح لنا فرصة إعادة تقييم علاقتنا بالمال والقيم الإنسانية في حياتنا اليومية. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://www.alquds.co.uk/%EF%BB%BF%D8%A3%D8%AF%D8%A8-%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%83%D9%88-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3/
×
Writer Doha El MOL
ضحى عبدالرؤوف المُل كاتبة وروائية لبنانية وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين . وصحفية في جريدة اللواء لبنان القسم الثقافي.. ولدت في طرابلس لبنان في الواحد من تموز عام 1967 في حارة البقار التي احترقت في الحرب اللبنانية وهجرها أهلها كما تهجّرت هي في صباها منها عام 1982 ونجد تأثرها بذلك في روايتها زند الحجر .. درست علم النفس والتربية الحضانية مارست التعليم لمدة 18 عام. بدأت الكتابة عام 2007 في جريدة الانشاء طرابلس بعد ان قدمت استقالتها من التعليم والتجميل الذي مارسته مدة 9 اعوام الى جانب التعليم 18 سنة. لتتفرغ للكتابة منذ عام 2007في الكثير من المواقع والجرائد السعودية والعراقية والعمانية واللبنانية . بداية تحت الإسم المستعار وردة الضحى أحيانا وأحيانا أخرى ضحاه وتقول عن ذلك " بدأت باسم مستعار لحماية الهوية الشخصية من معرفتها، وذلك لاستمتع بحرية التعبير عن الحب كامرأة شرقية توفّر حماية نفسها من القيل والقال وأنا ربة أسرة قبل أي شىء آخر " عملت عام 2009 في الصحافة فكتبت في جريدة المدى العراق وفي جريدة الصباح العراق والقدس العربي والمجلة العربية السعودية والمعرفة السعودية ومرايا عمان ومجلة نزوى وجريدة اللواء وغيرها ... بدأت كصحفية في جريدة اللواء في القسم الثقافي منذ عام 2012 حتى الان ... ابرز اهتمامها النقد الفني ...أصدرت سلسلة همسات وردة الضحى وتضم _ كتاب الوردة العاشقة عام 2007 _كتاب أماسي الغرام عام 2008 (جروس برس ) كتاب رسائل من بحور الشوق عام 2012 (جروس برس )وسلسلة همسات وردة الضحى كتبتها في فترة المراهقة واحتفظت بها لتنشرها عام 2007 كنوع من الأدب الخفيف الذي يجمع بين الرومانسية والخيال والأصوات الخافتة الخجولة وكأنها كتبتها بسرية وحميمية ، وهذه الكلمة تستخدم عادة للإشارة إلى الأحاديث الخاصة أو الرومانسية والحميمية وتقول المُل عنها :" همساتي كان يقرأ أبي ليلا لأني كنت أكتبها وأضعها تحت وسادتي لهذا احتفظت بها فهي من مذكرات مراهقة تخاف الجهر بمشاعرها فكانت همساتي " _كتاب اسرار القلوب عن( مركز محمود الادهمي) عام 2015 _ مجموعة قصصية هي في قبضة الريح عام 2016 (دار الفارابي ) _رواية زند الحجر عام 2018 (دار الفارابي ) كتاب رحلة يراع عن( دار سابا زريق) عام 2019 رواية الواعظ عام 2020 عن (دار الفارابي)... وقد حازت رواية زند الحجر اهتماما واسعا لدى القراء والنقاد والصحف وكذلك رواية الواعظ وايضا كتاب رحلة يراع الذى لاقى اهتماما من طلاب المدارس كما اقامت ندوات كثيرة عن كتاب رحلة يراع في مكتبات المدارس في طرابلس/ لبنان من ضمنها ثانوية القبة الرسمية وغيرها .... رواية نوريس صدرت عام 2023 عن المكتبة الحديثة للكتاب وكتاب تعابير غامضة عم دار الجندي في مصر وهو مجموعة مقالات فن التشكيل وحوارات وكتاب لمح بصري من سلسلة انتباهات فن التشكيل عن دار الجندي للنشر والتوزيع مصر وأيضا توازن بصري وجذب بصري وخطف بصري .... لها عدة لقاءات تلفزيونية عبر تلفزيون لبنان وقناة mtv وقناة مريم وقناة otv ادارت العديد من الندوات فاستضافت الكثير من الكتاب والفنانين في الرابطة الثقافية طرابلس كالكاتب والروائي السوداني امير تاج السر والروائي والقاص العراقي نزار عبدالستار والروائية الليبية نجوى بن شتوان والشاعر المصري عاطف الجندي وغيرهم... لها العديد من المقالات في الانطباع النقدي في الفن التشكيلي والدراما والكتب الروائية والفكرية وغير ذلك والانطباع النقدي هو التقييم الشخصي الذي لايقوم به الناقد الأدبي أو الفني عند مراجعة عمل ما، مثل كتاب، فيلم،مسرحية، أو قطعية موسيقية . يعبر الناقد من خلال هذا الانطباع عن رأيه الخاص حول جودة العمل، نقاط قوته وضعفه، وأثره على الجمهور.يتضمن الانطباع النقدي عادة . تقييم الجودة : تحليل مدى جودة العمل من حيث الكتابة، الإخراج ،التمثيل، أو الأداء الفني. نقاط القوة والضعف: تسليط الضوء على العناصر التي تميز العمل إيجابياً وسلبياً. التأثير العاطفي والفكري: تقييم مدى تأثير العمل على المشاهد أو القارىء من الناحية العاطفية والفكرية . المقارنة: مقارنة العمل بغيره من الأعمال المشابهة أو السابقة لنفس المؤلف أو الفنان . التوصية: توجيه توصية للجمهور بقراءة أو مشاهدة العمل أو تجنبه بناء على التقييم النقدي بالنهاية تقول : الانطباع النقدي يعتبر مهمًا لأنه يساعد الجمهور في اتخاذ قرارات مستنيرة حول متابعة أو تجنب الأعمال المختلفة .. لهذا أنشأت الموقع الإنطباعي النقدي وهذا الرابط الخاص به https://www.sunriseimpact.com/books.php
«
14
15
16
17
18
»