Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
ما بين الخيال ومهارة التقاط اللحظة
BY Photographer Mahmoud Zayat
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
التصوير الفوتوغرافي: ما بين الخيال ومهارة التقاط اللحظة ضحى عبدالرؤوف المل تتطلب اللقطة الفوتوغرافية مهارة حركية حاسمة، وخفة يد تتطابق مع قوة ملاحظة سريعة بديهياً. إذ تحتفظ الصورة بمكنونات الزمن، فتحيا من خلال لحظة حدثت في الماضي ضمن لحظات أخرى من الحاضر والمستقبل. فاستمرارها لأجيال متعددة يجعلها ذات أهمية أثرية لا تقل أهمية عن الأثر التراثي أو العمراني أو الجمالي، لأنها قادرة على الاحتفاظ بكل هذا من خلال المعالم التي تبقى ظاهرة فيها، بتباينات تتفاوت بين الماضي والحاضر، واللحظة الآنية التي تم التقاطها بها. يقول "ليوناردو دافنشي": "ينبغي أن يكون ذهن المصور كالمرآة، يمتلئ بعدد من الصور يوازي قدر ما يوضع أمامه من أشياء." تبدأ نقطة النظر الأولى من ظهور الأشياء الذهني قبل أن تتبلور في عدسة تتضمن انعكاسات ضوئية مهيأة لبث الصورة، بكل التفاصيل الفنية المتناسقة مع بعضها من حيث التوازنات، والتباينات، والمنظور الفوتوغرافي المتزن نسبياً. إذ يعتبر الضوء موسيقى وإيقاعاً جمالياً للصورة المتزنة، وللتذوق الجمالي بمختلف زواياه واتجاهاته الفنية. يقول أستاذ فن التصوير "بسام لحود": "الصورة الفوتوغرافية لحظة تحدث، إذا أردنا خلق هذه اللحظة نحتاج تقنيات من ضمنها الفوتوشوب وبرامج الكمبيوتر في الكاميرا والهواتف الخلوية." أما في التقنيات القديمة، فقد كنا نخلق هذا الخيال من خلال عدة تقنيات في الغرفة السوداء. يتفنن المصورون اليوم بالأساليب الرقمية لتحديث المفاهيم الفوتوغرافية، وتقديمها وفق اختيارات تختلط فيها المفاهيم الثانوية. إلا أن الصورة وجمالياتها ما زالت تعتمد على الأسس الأولية التي تحتفظ من خلالها على التكوينات والظلال، وزوايا مساقط الضوء العميقة الدلالة والبسيطة تعبيرياً. فهذا الفن الواقعي والمتخيل، والقابع داخل عدسة تتأثر بحجم فتحة الضوء من حيث الضيق والاتساع، هو جزء من عين على الحياة ترى كل ما من شأنه أن يدفعها إلى الالتقاط الفوتوغرافي. حين سألت المصور الفوتوغرافي "نينو مليوري" خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان: "لماذا تثير الخطوط العمودية والأفقية عدستك أكثر من غيرها؟" قال: "لعبة الخطوط نابعة من الزوايا التي يختارها المصور لالتقاط صورته، وتبعاً لهذه الزاوية، يبرز هذا النوع من الخطوط أو ذاك." أما عن الجمال الفوتوغرافي وخفة الالتقاط فقال: "الصورة تشبه الكلمة. الكلمة في حد ذاتها ليس فيها شيء من الجمال، ولكن إذا جمعنا معاً صورتين أو ثلاثاً أو أربعاً أو عشراً، يمكن أن نؤلف نصاً أدبياً أو شعرياً. الأمر نفسه ينطبق على الصورة. إذا عالجنا موضوعاً معيناً بالكاميرا، وبالصور الفوتوغرافية، يمكن أن نحول هذه المعالجة إلى ما يشبه الأدب أو الشعر. الصورة بهذا المعنى يمكن أن تكون قصيدة." إن اختلافات الضوء تثير العدسة، كما تثير البصر من حيث التشوق والاستبصار، ومنح اللحظة الزمنية خفة التقاط متأثرة بالحدث مع الالتزام بقوانين التصوير من حيث الخطوط، والأشكال، والمساحات. برغم مؤثرات الحدث الحسية، والمؤدية في بعض الأحيان إلى تصوير المآسي، كما في صور المصور الفوتوغرافي "محمود الزيات"، الذي منح العدسة قوة إظهار الوجع الإنساني في انتهاكات حقوقه الحياتية التي مارستها إسرائيل على الشعب والأرض، محاكياً العالم فوتوغرافياً. لتتكون طبيعة ترابطية بينه وبين العدسة والمتلقي، لتبقى صور الاعتداء الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 كجزء مؤرشف يحتفظ باللحظة التي فجرت الصورة من خلال خفة الالتقاط الحاسمة، والعين الحادة المدركة لقيمة الحدث الذي ترك أثره في النفوس. كما في التصوير الضوئي الإبداعي الذي ارتكز على الأطر الصامتة للدمار، وعلى سكون الحياة بعد الفاجعة المريرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الإنسان. فهي لم ترحم الأطفال والعجائز، وكل ما أظهرته عدسة "محمود الزيات" التي تابعت الحدث فوتوغرافياً، لتختزل الحركة كل كلمة بصورة تحاكي قوانين الفوتوغراف من قيمة ضوئية، ومن قيمة إنسانية تمنح الصورة أهدافها التحقيقية التي تسعى إلى تسجيل صورة تؤرشف في تاريخ الأمم الانتهاكات، ولتراها كل عين في العالم. يقول بيكاسو: "إن الفنان يحيط به العديد من القيود، وهي ليست دائماً من القيود التي يمكن أن يتخيلها الإنسان العادي." إن هذه القيود تختلف بين الخيال ومهارة الالتقاط، إذ تعتمد على اللحظة الملتقطة وما تظهره من جمالية، أو أن تكون إعلامية صادقة تبحث عن الخبر الذي يصعب رؤيته بالكلمة، لتكون كمؤثرات محررة ومقيدة في آن. ففي الأحداث المؤلمة التي مرت على لبنان في تموز 2006، استطاع "محمود الزيات" بخفة لقطته السريعة التي أرادت تسجيل كل ما تراه العين ضمن صورة صحفية حديثة احتفظ فيها، لتكون الشاهد الزمني على الجرم الإنساني الذي ارتكبته إسرائيل بحق شعب لبنان. بينما يفتح المصور الفوتوغرافي "علي حشيشو" عين عدسته على اتساعات تأملية تخدم المعنى، أو بالأحرى المضمون المتمرد في صورة تحررت أركانها الفوتوغرافية من القيود، لتظهر مكنونها الجمالي بتوازن مع الأسلوب المتآخي مضمونياً. كتصويراته الفوتوغرافية في حق العودة يوم 15 أيار، وما تمثله الفوتوغرافيات من فضاءات مفتوحة تعبيرياً نحو تأويلات ودلالات تمنح الرائي الأمل في رؤية الغيوم الحركية ضمن السماء الزرقاء التي مدها ضوئياً. لتظهر معانقة كل من رافقها من طبيعة تحتوي البشر والحجر، وكان المناسبة هي عرس الحياة أو عرس الطبيعة الإنسانية المتشوقة لحق العودة. وما بين الحدث المؤلم في صور الفنان الفوتوغرافي "محمود الزيات" وصور الفنان الفوتوغرافي "علي حشيشو"، خفة التقاط تتمثل بالتضاد المعنوي أو المضموني، وبالتوافق في الرؤية التي سعى من خلالها كل من "محمود الزيات" و"علي حشيشو" إلى تجسيد قيمة الحفاظ على الإنسانية أو جمالية السلام، وإن برؤية معاكسة في فوتوغرافيات "محمود الزيات" لأنه منح الأرشيف الزمني كل ما يؤلم الإنسان. ليكتشف اليد الإسرائيلية المجبولة بالدم والأسى، أما "علي حشيشو"، فاستطاع فتح عدسته الجمالية نحو حق العودة، وما تمثله الصور من قوة الإرادة لشعوب تبحث عن الحق. ربما ما تحمله صور "محمود الزيات" من فوتوغراف صحفي حديث، مرن يهدف إلى إعلام مرئي بصري ذي خيوط بصرية تؤثر ذهنياً على منح الحدث المحاكاة الدياليكتيكية القادرة على خلق إبداعات برغم مرارة الحدث. وهي نوع من المذهب الإنساني الذي يهدف إلى احترام حقوق الإنسان، وهذا أيضاً ما حاول إظهاره بلغة جمالية "علي حشيشو" لاحترام إرادة الشعوب في حق عودتها لأرض مباركة محفوفة بالفضاءات الواقعية والمتخيلة. فالفوتوغرافيا هي الفن الضوئي المثير للدهشة في كل لقطة مهما كانت أنواعها أو الأحداث التي احتفظت فيها، فهي ذاكرة لا تموت. يقول المصور الفوتوغرافي صلاح الرفاعي: "لا شك أن الفوتوغرافيا قد تحررت من أولوية التقنية والميكانيكية التي شغلت إلى وقت طويل كبار مصوري القرن الماضي، لصالح الإصرار على أن التصوير هو وسيلة تعبير، وإن كانت بمضامينها تنقل رؤية وفكر المصور. أنا لا أعتقد أن هناك صوراً تأخذنا حالياً إلى الخيال الفوتوغرافي، بأعتقادي أن الصورة ما زالت تحاكي الرؤية المباشرة وصولاً إلى الواقعية... من هنا ما زالت الصورة تحمل مصداقيتها ومن الصعب التفريط بها. أما التقاط اللحظة الحاسمة بالنسبة لي فتعني: أن يشاهد المصور كل شيء عبر عدسته إنما بكامل حواسه وليس عينه فقط، إلى أن يشعر بدنو اللحظة... وهنا يلعب التخيل دوره بعيداً عن الميكانيكية. أود أن أشير إلى أن نظرية التقاط اللحظة الحاسمة قد وضعها المصور الفرنسي الأول "هنري كارتييه بريسون" وقد أسماها "التقاط اللحظة الحاسمة". إن التقاط اللحظة الحاسمة هو الحد الفاصل بين الحقيقة والخيال، وبين كل ما من شأنه تحقيق الصدق والعفوية مع الحفاظ على جمالية الصورة ومقاييسها الضوئية، لتجذب البصر إلى بؤرة الموضوع الأساسي. كما في صور حق العودة لعلي حشيشو المفتوحة نحو لا نهائية الحدود المؤطرة بظل انسيابي اختلفت فيه النسب الضوئية، لتزداد التعابير الحسية متانة وجمالاً. برؤية أخرى التصوير الفوتوغرافي كفن يعبر عن اللحظة ويجمع بين الخيال والواقع، ويظهر تأثيره العميق على المشاهد. يقدم النص رؤية شاملة حول كيف يمكن للصورة أن تعكس تجارب إنسانية متنوعة وتكون شاهدة على أحداث تاريخية. يبرز المقال أهمية الموضوع في التصوير، حيث يتم التركيز على اللحظات التي تحمل معاني عميقة. يظهر كيف أن الصور يمكن أن تعكس المعاناة الإنسانية، كما في حالات النزاعات، أو أن تعبر عن الفرح والاحتفال، كما في صور حق العودة. هذا التباين في الموضوعات يضيف عمقًا للرسالة المراد إيصالها. يعكس المقال الوعي بأهمية التكوين في الصورة. يتناول كيف أن زوايا الالتقاط واختيار العناصر المكونة للصورة تلعب دورًا أساسيًا في التأثير البصري. يؤكد على فكرة أن التوازن بين العناصر المختلفة يمكن أن يعزز من تأثير الصورة ويجعلها أكثر جاذبية. إذ تعتبر الإضاءة عنصرًا محوريًا في النص، حيث تؤثر بشكل كبير على الأجواء والدلالات. يبرز النص كيف يمكن للإضاءة أن تسلط الضوء على التفاصيل، أو أن تخلق ظلالًا تعكس الحزن أو الفرح. هذا الاستخدام الذكي للإضاءة يعزز من التجربة الجمالية للصورة. يشير المقال إلى دور الألوان في التعبير عن المشاعر. يتناول كيفية استخدام الألوان للتأكيد على الرسالة المراد إيصالها، سواء كانت حزينة أو مبهجة. يمكن أن تؤثر الألوان على المزاج العام للصورة وتضيف لها عمقًا جماليًا. كما يناقش النص الجوانب التقنية للتصوير، مشيرًا إلى أهمية المعرفة بالتقنيات المختلفة لضبط الكاميرا وتحقيق التأثير المطلوب. هذا الوعي الفني يمكن أن يساعد المصور على تجسيد رؤيته بشكل أكثر فعالية. إذ يبرز مقالي هذا كيف يمكن للصورة أن تترك أثرًا عاطفيًا قويًا على المتلقي. يشير إلى أن الصور ليست مجرد تسجيل للواقع، بل تجارب تعبر عن مشاعر وأفكار عميقة. العلاقة بين المصور والمشاهد تكون تفاعلية، حيث يتفاعل المشاهد مع الصورة وفقًا لما تحمله من معاني. أؤكدعلى أن التصوير الفوتوغرافي هو فن يحمل في طياته قدرًا كبيرًا من الجمال البصري والعمق العاطفي. من خلال اختيار الموضوع، والتكوين، والإضاءة، والألوان، يمكن للصورة أن تعكس جوانب متعددة من التجربة الإنسانية. لذا، يصبح التصوير أداة قوية للتواصل والتعبير الفني، حيث يتجاوز حدود اللحظة ليترك أثرًا دائمًا في نفوس المشاهدين. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Photographer Mahmoud Zayat
الاسم والشهرة : محمود زيات جنوب لبنان 1962 1989: جريدة النداء اللبنانية 1991 : مراسل اذاعة صوت الشعب 1996: مصور في وكالة رويترز في جنوب لبنان 1997 وحتى اليوم : مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في جنوب لبنان 1992 وحتى اليوم : مراسل جريدة الديار اللبنانية في جنوب لبنان ولد و ترعرع محمود الزيات في أحضان لبنان حيث تفيض ذكريات طفولته و سنوات شبابه بمدى وحشية الحرب. بدأ محمود مهنته كمراسل صحفي و عمل كوظيفة ثانية مصور للمقالات. وبعد ان أسس نفسه على ان يكون خبير وبعد إحترامه و إتقانه الكبيرين لعمله كمراسل صحفي و مصور إتخذ محمود الزيات قراره بمتابعة عمله في هذين الحقلين المختلفين تمام الإختلاف : الصحافة و التصوير. بالنسبة لمحمود الزيات تخدم الكاميرا هدفين : توثيق وحشية الحرب و الهروب منها. و قد ملء عمله في كلتا الوظيفتين أحلامه و طموحات حياته. ” إنّ مهنة التصوير الصحفي تجعل حياتي بعيدة كل البعد عن أي حياة عادية و منظمة. فقد صادفت الكثير من الحالات التي تهدد حياتي وفي مناسبات عديدة أخذني طريقي المهني إلى حافة الموت. ففي عام 2003 وقعت حادثة مميتة بالقرب مني في مخيم عين الحلوة : في العادة ، أنا حذر جدا ً في مواجهة الأخطار المحدقة، و لكن ّ الإستثناءات تحدث ، وهذه تعد ّ واحدة من تلك الإستثناءات. وضعت االكاميرا بالقرب من إحدى السيارات ثم ّ أدركت لاحقا ً أن ّ تلك السيارة ستنفجر. و على الرغم من معرفتي التامة أن ّ السيارة ستنفجر إلا أنه كان علي إستعادة الكاميرا. و قد إنفجرت السيارة مباشرة بعد أن تمكنت من إستعادة الكاميرا و إلتقاط بعض الصور فيها.” يقول محمد الزيات : ” تحافظ الصورة الرائعة على أصالة الحدث دون أي مداخلات خارجية من المصور. فالكاميرا هي جزء لا يتجزأ من حياتي حيث يمكنني أن أخوض الحرب على أحسن وجه من خلال الكاميرا دون إستعمال أي سلاح. كما أنني أفعل ما بوسعي لمساعدة الجرحى بغض النظر عن هويتهم ، وأعتبر مساعدة الآخرين ردّ فعل طبيعي إنساني و تحمل للمسؤولية. و كمصور صحفي تحتوي وظيفتي على شقين : إلتقاط الصور للأحداث الحاصلة و مساعدة الآخرين.و تلعب الصور دورا ً هاما ً في كشف الحقيقة للعالم و المصورين هم مصدر هذه الإفصاحات. الموضوع الوحيد الذي لا أصوره هو رفع الرايات البيضاء التي ترمز للإستسلام لأنني لا أعتقد أنها تشكل رمزا ً للإستسلام. فإذن الصور هي قصص يقرؤها الآخرون.” في لبنان ، يقدّم عدم الإستقرار السياسي باستمرار عقبات تعترض تطور مهنة محمود الزيات. ويوضح محمود قائلا ً : ” يخلق أهل السياسة في لبنان شكل من أشكال العنصرية المبني على الطائفية الدينية. كما أنني أشبه إعادة الإعمار السياسي المستمر بإزالة خيط من جيبي و في كل مرة أزيله هناك خيط آخر كتب عليه إسم طائفة دينية أخرى. إضافة إلى أنه تحظر بعض المناطق على المصورين بسبب إعتقاد بعض الساسة أن ّ هؤلاء المصورين ينتمون إلى أحزاب سياسية معينة.” تدعم عائلة محمود الزيات إختياره المهني ، على الرغم من معرفتهم بالأخطار المحدقة ، و هم يقاسمونه الآراء و الأفكار قبل تقديمه أي عمل للنشر. فمحمود ممتن جدا ً لمساهمتهم مؤكدا ًً : ” عينان أفضل من عين واحدة.” كما يصرح محمود الزيات : ” أنا مدمن تصوير و لا أستطيع الشعور بالكمال إذا ما عملت في أي مهنة أخرى. فمن دون التصوير قد أشعر بخسارة كبيرة و أليمة جدا ً. هدفي أن أستمر بتصوير ما تبقى من أثار الماضي. فلا يستطيع المصور أن يقدم على تجميد أي حدث و لو للحظة بغض النظر عن الوضع المحيط بهذا الحدث. كما يترتب على المصور أن يكون مسؤولا ً عن متطلبات وظيفته ، أثناء العمل ، و كما يترتب عليه أيضا ً أن يحترم الآخرين.” سافانا سمرجيان مصدر السيرة الذاتية موقع المصور الفوتوغرافي محمود الزيات
محفورات متوازنة تجمع بين القديم والحديث
BY Artist Jamil Malaeb
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
محفورات متوازنة تجمع بين القديم والحديث برؤية معاصرة. ضحى عبدالرؤوف المل تتوازن الخطوط في لوحات الفنان "جميل ملاعب" وفق رؤية منظمة تشكيليًا على خشب مارس عليه محفورات زخرفية ذات حركة إيقاعية، انضبطت لونيًا وجماليًا مع الفكرة الفنية. والتصويرات المحفورة بدقة جمالية، فالأسطح الطباعية تتلون تبعًا للعتمة والضوء، وعمق الخطوط وهشاشتها أو قوتها وضعفها. وكأن الخربشات هي جغرافيا تشكيلية مركبة بصريًا على الألواح الخشبية التي منحها الفنان "جميل ملاعب" مؤثرات بصرية. فالخدش الكلاسيكي في الفن التشكيلي استطاع تحويله إلى محاكاة بصرية تهدف إلى خلق تحولات معاصرة ملتزمة بالقديم، ولكن بأسلوب الفنان "جميل ملاعب" وقدرته على مراعاة قوانين اللوحة التشكيلية. ليقدم في معرضه محفورات متوازنة تجمع بين القديم والحديث برؤية معاصرة. مساحات تخيلية منحها النبض اللوني والخشبي، فروحانية المادة الخشبية تبث الاتزان في الألوان. إن من ناحية العتمة أو من ناحية الضوء، أو من ناحية رقة الخط الرفيع وقساوة الخط العريض والطويل، تتناقض الحركة بين عامودي وأفقي. وخربشات ذات سمفونية عميقة الصدى تكمن جماليتها في الأبعاد والإيقاعات والتناغمات، والتضاد المبني على الأسود الواعي الذي يمتص الضوء وفق خصائص ترتفع وتنخفض مع الأحمر والأصفر، والتعتيق، أو بالأحرى تنشيط الألوان وتحرير الفراغات من القياسات. لتتغلغل وسط الفواصل الفنية المدروسة جماليًا والمحصورة ضمن أطر الصورة أو الشكل التصويري الذي يحاكي من خلاله فعلًا أو قصة هي جزء من عمله الفني المتجدد في كل مرة من خلال أساليبه المختلفة من حيث الرشاقة البصرية والوعي التشكيلي، متحديًا بذلك الكلاسيكية التشكيلية لمحفورات الخشب القديمة العهد فنيًا. ينظر الفنان "جميل ملاعب" إلى الأشياء بحسية فنية ينتج عنها ثراء تشكيلي يتجدد تبعًا للأسلوب الخصب المساعد في خلق صورة تصاعدية تتشح بجذور زخرفية متأصلة، كحفر أو خدش أو خربشات أو مشاكسات خطوطية مشبعة باللون، وتنطوي على هندسة تتضافر فيها الحركية الرياضية المتمتعة بذائقة طباعية أو جرافيكية شديدة الظل، ولكن ضمن معايير كلاسيكية متجددة نوعًا ما. إلا أنها حافظت على الانطباعات الأولية لهذا الفن المتنافر والمتوافق مع الريشة أو التشكيل بشكل عام، ولكن لخدمة الفكرة الجمالية وتوأمتها مع خصائص الضوء، والعتمة والظل، والأشكال، والأحجام، والفراغات، أو الوقفات الموسيقية ذات الاستراحات المتناغمة مع الحركة السريعة وتأثيراتها الشديدة العمق في اللوحة. تتخذ لوحات الفنان "جميل ملاعب" من الطابع الزخرفي منحًى لها، لتحيط الألوان رشاقة الصورة بسيمترية تتفاعل معها الحواس. كما في لوحة الديوك، وما تعنيه من صراعات تراها العيون، وتصمت عنها الأفواه المختفية في لوحة انعكس فيها الأبيض مرئيًا بثنائية مع الأسود العميق، والواعي ذاتيًا ضمن الحالة الانفعالية المتجسدة بالخدوش ذات الاتجاهات المختلفة، والمنظور الانعكاسي للخطوط التكوينية. لصورة تستمد من الصراع الرمزي وجودها، فالخطوط المتباعدة والمتنافرة هي جزء من الحالة النفسية التي انطبعت على الخشب بروحانية فنية تتحد مع الجمالية الداخلية النابضة بالحياة. فالتكوينات المرنة للعصافير المتوسطة بصريًا، خطوط الطول وخطوط العرض المتناسقة مع عشوائية التكسرات اللونية أو المربعات الحمراء والمستطيلات الصغيرة والكبيرة، والشبيهة بالتمزيق اللوني أو بالأحرى الفسيفسائي، ولكن باللون والخطوط المحفورة بعمق على سطوح مرئية تحيط بها المدلولات التي ترتكز على مضمون ينتشي في معناه البصري المتأثر بالانفعالات الرافضة للصراعات، والهاربة إلى شدو العصافير، ونغمات الطبيعة وألوانها الباعثة إلى الجمال والسلام. صبغة تشكيلية زخرفها بحفر انطبع تصويريًا على الأسطح التي تتسم بتضاد تناغمي يثير الحس الفني في نفس المتأمل لوحات الفنان "جميل ملاعب" الغارقة بالاستبصار المشبع بالفهم المعرفي للصراع الحياتي المتأصل في كينونة تستأثر فنيًا جوانب مختلفة من الانطباعات السلبية أو الإيجابية هندسيًا، والحارة والباردة لونيًا، التي تمجد اللون ونسبته الضئيلة، والكثافة ذات المضمار التقني الميال إلى الدراما القصصية ذات المعنى المتشكل تعبيرًا من الخطوط، والألوان، والمساحة التي تستهدف في ضيقها واتساعها توليد الحس الموضوعي في تأمل تفاصيل الخربشات العشوائية منها، والمتزنة فراغيًا مع الامتلاءات اللونية. فلسفة جمالية مغايرة في زخرفيات تم تشكيلها بانضباط حسي وفني، يستمتع المتلقي بها إن بلوحة العيون الغامضة أو بلوحة العصافير أو غيرها. فهو اهتم بالتفاعلات التي تتسم بالطابع القصصي المبني على بصريات حركية سيمترية، تتماثل فيها العناصر المتآزرة مع الخشب، والتي تنطوي على دلالة حقق من خلالها تصويراته الكلاسيكية التي تتراوح بين خدش وخربشة، وحفر بثلاثية تكونت من خلالها الأشكال المتداخلة مع بعضها البعض، والمستقلة لونيًا عن الكتل المنفصلة بتناسق وانسجام إيجابي ملائم لفكرة الصراع أو الثورة أو التناقض والسلام. فالرؤى المرتكزة على مفهوم الحفر أو الطباعة أو مؤثرات الخدش على الأسطح الخشبية هي بمثابة تشكيلات جزئية منسجمة مع الكل، ومتيقظة حسًا مع الأسود والأبيض، والأحمر، والأصفر، ومشحونة بدينامية تكتسب صفة حيوية مستمدة من مادة الخشب والمادة اللونية معًا. برؤية أخرى يتجلى الإيقاع البصري في أعمال الفنان "جميل ملاعب" من خلال توازن العناصر التشكيلية في لوحاته. الخطوط المتنوعة، سواء كانت عمودية أو أفقية، تنشئ حركة متدفقة تخلق شعورًا بالانسجام. كما أن وجود الخربشات والزخارف يمثل تداخلًا في الإيقاع، مما يؤدي إلى تشكيل علاقة ديناميكية بين الأشكال والألوان. تتسم الأعمال بعمق نفسي يمكن أن يثير استجابات عاطفية مختلفة لدى المتلقي. فالخطوط المتباينة والألوان القوية تجسد الصراعات الداخلية والتوترات، مما يدعو المشاهد للتفاعل مع التجربة الفنية بطريقة شخصية. الإحساس بالعتمة والضوء يعكس حالة من التوتر والراحة، مما يعمق من تأثير العمل. تتميز الأعمال بجمالية فريدة تجمع بين القديم والحديث. استخدام الخطوط المتنوعة والألوان الغنية يخلق تأثيرًا بصريًا قويًا. التنوع في الأساليب والتقنيات يعكس قدرة الفنان على الابتكار، حيث يجمع بين عناصر تقليدية وأخرى معاصرة، مما يمنح الأعمال طابعًا متميزًا. كل لوحة تحمل فكرة تعبيرية تحمل في طياتها قصة أو رسالة. فعلى سبيل المثال، لوحة "الديوك" تعكس صراعات متعددة تعيشها الشخصيات، بينما الخربشات تمثل التحولات النفسية. الأشكال المتداخلة تعكس تفاعل القوى المختلفة، مما يخلق حالة من الدهشة والتأمل. التفاعل مع العمل الفني يتطلب من المشاهد الغوص في تفاصيل الخربشات والألوان. هذا الانغماس يعكس أسلوب الفنان في جعل المتلقي جزءًا من العمل، حيث يشعر بأنه يتمتع بتجربة فريدة، مليئة بالإيحاءات والتعابير الجمالية. يمكن القول إن أعمال "جميل ملاعب" تمثل تجربة فنية متكاملة من حيث الإيقاع البصري، إذ تثير تفاعلات نفسية وجمالية تعكس قدرة الفن على التعبير عن المشاعر الإنسانية وتعقيداتها. كل لوحة هي دعوة للاستكشاف والتأمل، حيث يجتمع الشكل والمحتوى في تناغم يجسد الروح الفنية المعاصرة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com.
×
Artist Jamil Malaeb
جميل ملاعب (مواليد بيصور سنة 1948) هو رسام ونحات لبناني.درس ملاعب الفن في المعهد الوطني للفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وكان من معلميه شفيق عبود وپول جيراجوسيان. أمضى سنة في الجزائر في معهد الفن العالي وانتقل إلى الولايات المتحدة سنة 1984 حيث نال على ماجستير في الفنون الجميلة في معهد برات في نيويورك ثم حصل على الدكتوراه من جامعة ولاية أوهايو. عند عودته إلى لبنان عام 1989، بدأ بتدريس الفن في الجامعة اللبنانية والجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت. بين عامي 1991 و1992، كان ملاعب أمين عام نقابة الفنانين اللبنانيين https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%86%D9%8A-%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D8%B1-%D9%81%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A/
لتقرأ الأجيال من خلال الفن التشكيلي حكاية فلسطين
BY Artist Mahmoud Abou Soboh
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
لتقرأ الأجيال من خلال الفن التشكيلي حكاية فلسطين ضحى عبدالرؤوف المل تتلاشى الحدود في أعمال الفنان التشكيلي "محمود أبو صبح"، فتندمج الأوطان مع بعضها لتصبح الوطن الواحد الممتد مع خط الأفق في الفنون التشكيلية عامة. إلا أن لكل جزء من الأرض العربية في لوحاته نكهة خاصة، وللأرض الفلسطينية قداسة ارتبطت بالأماكن المقدسة، وما تحمل معانيها من رمزيات ورؤى، هي بمثابة تاريخ يحكي قصة شعب وعذاباته، وجراحات لم تلتئم. تناولها الفنان التشكيلي الفلسطيني "محمود أبو صبح" بمختلف الأساليب والمفاهيم، لتبقى ضمن ذاكرة الشعوب كنقش على حجارة لا تمحوها الأيام، فالفن التشكيلي الفلسطيني بات هوية تتشكل، لتصبح بمتناول العالم كطابع بصري مرئي يجمع الفنون كلها في لوحات هي كالجسور المعلقة في مخيلة العالم، ونقطة عبور واتصال مرئية تتلون بألوان الدماء النقية أحيانًا، وكأنها شعلة تضئ التاريخ لتقرأ الأجيال من خلال الفن التشكيلي حكاية فلسطين. أفقيات متراصة تتكاثر تبعًا لكل شكل امتد مع بيت أو أصابع أو حتى مع الثوب الفلسطيني المزخرف. كما البيوت المحتضنة، والمسجد المستقر بين أنامل امرأة بثوبها الفلكلوري، تاركًا للضوء المنخفض نسبته في التعتيم. فما بين الأصفر والألوان الترابية شحوب تناسقت معه الألوان الأخرى، ليبدو المسجد كالحزين بين كفي امرأة تنظر مباشرة إلى المتلقي. إن رمزية المرأة والوطن في الأعمال الفنية التشكيلية هي بمثابة الكيان الواحد الذي يحفظ سمات فلسطين بالمعنى الجوهري، المحسوس بالعمق الفلسفي المترابط بين المرأة والوطن والمعنى الفني بشكل عام. تتباين المعالم الفلسطينية في لوحات الفنان "محمود أبو صبح"، فالخطوط الأفقية المنظمة هي الأرض المنبسطة التي يقتفيها في لا وعيه الفني، حيث تتجسد في كل خط أفقي انفصل أو اتصل أو تركه ضمن البيوت أو الأنامل أو الآثار الأخرى التي يتأملها البصر بتفكر يثير العاطفة الوطنية التي يبثها أبو صبح في لوحاته من خلال الأشكال والأحجام المختلفة في تكوينها. فالتكرار هو إيقاع واحد، ولغة واحدة تمتلك خاصية الإصرار على المناداة بالحقوق، لضم فلسطين التائهة أو المسجد الأقصى بكل حدوده التي تضمها فلسطين في ثناياه. فاللوحة عميقة المضمون من حيث المعنى النفسي، ومن حيث جمالية الألوان ذات الغالبية الصفراء، وفي هذا روحانية وحرارة لفها بترابية غامقة، ليمزج بين الداكن والفاتح، وليخلق توازنات عاطفية من خلال الألوان، وتكنيك السرد العاطفي المعتمد على المرأة، والمعنى الأمومي المحتضن المسجد الأقصى، وعلى الزخرفة التراثية للمدينة القديمة بكل تراثياتها، وتعتيقها المذهب من حيث الشكل والحجم، والأشكال الرياضية المبهمة ضمن الداخل الممزوج بالجغرافيا لبلد ضم المسجد الأقصى. أبعاد انفعالية تشكلت تبعًا للنفس التواقة إلى التحرر من القيود التي تلف المسجد أو بالمعنى المجازي فلسطين. فمدى التواصل البصري بين اللوحة والمتلقي يخلق رؤية ذهنية تثير العاطفة الإيجابية. فالثيمات الفنية والمعايير اللونية ذات تلقائية واقعية، فالتصويرات الزخرفية المترابطة بين الثوب الفلسطيني وتراثيات المسجد الأقصى وما حوله تبدو كوحدة متراصة تكررت فيها إيقاعات الخطوط الأفقية الشبيهة بطيات الأرض الفلسطينية المتماهية مع الجزئيات الفراغية غير المحبوكة مع اللون، حيث تتشكل الصورة تبعًا للمخيلة، والمعنى الرمزي المهيمن على حجم المرأة وحجم المسجد والبيوت بفوارق بصرية تؤدي إلى خلق المزيد من التناقضات بين الأحجام والخطوط، وبين الواقع والحلم أو بين فلسطين القديمة المطمئنة بين يدي امرأة ترتدي الزي التراثي الفلكلوري مع الطرحة البيضاء، وبين فلسطين جديدة ذات الأسوار الزرقاء الداكنة والانعكاسية بإحاطتها. فما بين الأصفر والأزرق الغامق والأبيض تضاد منسجم مع الماضي الحر والحاضر المقيد دون أن يمنح المستقبل تخيلات، لأنه يميل إلى الماضي بكل حواسه الفنية التشكيلية. زخرفيات تراثية، وقبة مذهبة، وفلسطين حكاية جيل تتوارثها الأجيال في لوحة تحاكي حلم مدينة لفها بأنامل الأم الحنون. ليسجل رؤية حقيقية للتاريخ، لتبقى كلغة بصرية تعبيرية تحكي بمخيلتها للواقع الأوجاع الفلسطينية، والشوق لاسترجاع الحق المغتصب لتبقى فلسطين، كالأم المشرقة الحنونة، الأم الفلسطينية بكل قدرتها على الاحتفاظ بأبنائها وبالتمسك بتراثها. فالخطوط الأفقية المتناغمة مع الخط العمودي الإيهامي الرئيسي في شكل الأم تجمع بين الانفصال والاتصال، والحاجة إلى الأرض المفقودة. فما تجسده الخطوط الأفقية برمزيتها أو بالأحرى بتحليلاتها النفسية يعتمد على إنشاء تكوينات مصغرة تشدد على الرسالة التي يريد إيصالها الفنان "محمود أبو صبح" إلى العالم. لون، حركة، ضوء، فراغات، زخرفات يدوية، معالم فلسطينية، مفردات فنية طغى عليها البساطة والجمال الفلكلوري المرتبط بالوحدات الفنية التشكيلية التي شبكها بالمعنى. فالخصائص اللونية ارتبطت بالقبة المذهبة وبخيوط التطريز ليزركش اللوحة بأشكال مختلفة. لتبقى هي الأم التي يبحث عنها "محمود أبو صبح" أو نقطة الجذب الحسية التي يحاكي بها الموضوع الأساسي المؤثر على ذاتية لوحة تتميز بالبساطة الفنية القادرة على التأثير العاطفي والوجداني. إن من ناحية اللون أو من ناحية رمزية المعنى أو من ناحية خواص الألوان ودرجة تأثيرها لتتناغم مع الأشكال بحبك بانورامي جمالي. برؤية أخرى تتجاوز أعمال الفنان محمود أبو صبح مجرد تمثيل بصري، إذ تشكل تجربة متكاملة تعكس واقعًا ثقافيًا وتاريخيًا عميقًا. تستخدم اللوحات إيقاعًا بصريًا يعكس الأبعاد النفسية والجمالية للفن التشكيلي الفلسطيني. إذ تستحضر أعمال أبو صبح مشاعر الفخر والحنين، حيث تمزج بين الألوان الترابية والذهبية لتعكس روح الأرض الفلسطينية. يتجلى الانطباع الأول في استخدام الألوان، حيث تعبر الألوان الدافئة عن عاطفة متجذرة في الذاكرة الجمعية، ما يثير في النفس شعورًا بالحزن والأمل في آن واحد. تدور مواضيع لوحات أبو صبح حول الهوية الفلسطينية والمكان، حيث تظهر الرموز الثقافية كالبيوت القديمة والثوب الفلسطيني. هذه العناصر تُبرز المعاناة والتاريخ، وتدعو المتلقي للتأمل في القضايا المعاصرة. يستخدم الفنان الخطوط الأفقية والعمودية لتجسيد التوازن بين الانفصال والاتصال، مما يعكس حالة فلسطين كأرض متصلة بتاريخها. تعكس الأشكال والألوان في اللوحات حالة نفسية عميقة، حيث ينقل الفنان مشاعر الفقد والاشتياق. تعكس الرموز النسائية، مثل الأم أو المرأة التي تحتضن المسجد الأقصى، العلاقة الوثيقة بين المرأة والوطن، مما يعكس قوة الهوية والتمسك بها. هذا الارتباط النفسي يعزز من قدرة العمل الفني على التأثير في المتلقي، إذ يدعوه للتفكر في تجارب الشعوب المعذبة. تتسم تقنيات أبو صبح بالتنوع، حيث يمزج بين الأساليب التقليدية والحديثة. استخدامه للزخارف التراثية يضيف عمقًا جماليًا للعمل، في حين أن التكرار في الأشكال يخلق إيقاعًا بصريًا يدعو العين للترحال عبر اللوحة. تتفاعل الألوان والأشكال بانسجام، مما يعزز من جمالية العمل ويُظهِر توازنًا فنيًا دقيقًا. من خلال الإيقاع البصري، يُظهر أبو صبح قدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة. تبرز الألوان والتكوينات في لوحاته انفعالات قوية، حيث تتناغم الأشكال والألوان لخلق تجربة بصرية تحمل طابعًا قصصيًا. المشاهد يشعر وكأنه يعيش تجربة الفنان، مما يجعله جزءًا من العمل الفني. تجمع أعمال محمود أبو صبح بين الجمال الفني والعمق النفسي، حيث يتجلى الإيقاع البصري كوسيلة قوية لنقل الرسائل. تظل لوحاته شاهدًا على الهوية الفلسطينية، مذكِّرة العالم بعمق المعاناة والجمال الذي يميز هذه الثقافة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Mahmoud Abou Soboh
لاحقا
العلاقة المترابطة بين المساحة والشكل
BY الفنان أحمدحسين الزعيم
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
العلاقة المترابطة بين المساحة والشكل المتوحد مع الخطوط ضحى عبدالرؤوف المل تثير الخطوط البصرية في لوحات الفنان العراقي أحمد حسن الزعيم الذهن، وتتركه في حالة استكشاف متتابعة، وكأنه وسط متاهة من الخدع البصرية الإيجابية ذات البناءات المترابطة والمتوائمة بين المساحة والشكل وفق توازنات يمنحها حركة غير مستقرة بصرياً. لأن العلاقة المترابطة بين المساحة والشكل المتوحد مع الخطوط هي بمثابة تصميم منظم، مستخدماً المفاهيم التناقضية للون والخط وفق تباينات تتعارض وتتوافق نسبياً مع بعضها البعض، ومع التدرجات الخافتة والداكنة في الألوان التي تتقارب وتتباعد وفق تصميم نفذه بصرامة فنية. قادها كقائد أوركسترا لسمفونية نسمع من خلالها تراثاً رافدينياً إبداعياً، ولكن بلغة فن تشكيلي تعددت خاماته الأولية من جلد وخشب ونحاس وألومنيوم وما إلى ذلك. محاور رأسية وأفقية بُنيت عليها تصميماته التشكيلية المرتسمة بدقة هندسية، لم يلغ منها الدوائر والمنحنيات، وكان الهيكل البنائي للوحة هو الرؤية الأساسية التي تتشكل منها الصور والمعاني. فالمضمون الرافديني أو التراثي العراقي لما يشبه ليلة الحنة أو حتى المرأة وجمالياتها الخاصة المحتفظة بالأسس العراقية، كهوية لها، هي الجزء الفني الأساسي المتصدر لوحاته، ومفهومها الفني من معايير أسلوبية اعتمد عليها لتتناسب مع الوحدات الفنية وتوازناتها الهندسية بجمالية برزت في التكوين المرتكز على أهمية الانعكاسات للضوء والظل، وتأثيرهما على الخطوط والاتجاهات اللونية المعاكسة، فضلاً عن الظلال وتحولاتها وتغيراتها تبعاً لانعكاسات الخطوط، قصرها أو طولها، أو للأشكال الرياضية من مربعات ودوائر ومستطيلات ومثلثات إيحائية توحي بالتجاذب البصري. حيث يرى المتلقي في كل مرة ينظر إلى لوحات الفنان أحمد حسن الزعيم تصويرات مختلفة، وكأنه يمنح الجزء خاصية الكل أو التراكيب البصرية الدينامية ذات الحيوية المرتفعة وتيرةً لونية، نبضاً رياضياً تتناقض فيه الأشياء الحسية في كل لوحة. يتحكم الفنان أحمد حسن الزعيم بتنسيق الخطوط وتوزيعاتها التصميمية العميقة التركيز، مما يضفي عمقاً، فالزوايا المؤلفة من التقاء الخطوط وتباعدها تؤثر على انسيابية الإيقاع لكل نغمة مرئية نلمسها حسياً في خط أو لون أو فراغ أو ضوء أو ظل. فاللمسات العميقة والزوايا تحقق متعة جمالية في نفس المتلقي من حيث الحس الواعي في استخدام تقنية لونية لا تنفصل عن ديناميكية الخط وتقنياته من حيث التقسيم أو التصميم أو الأبعاد الإيحائية المترائية بين التصويرات المتميزة بانخطاف بصري سريع الحركة وغير مستقر، مما يجعل المتلقي يكرر النظر إلى اللوحة أكثر من مرة، لما تتسبب به من إثارة بصرية تترابط ذهنياً بالهيكل البنائي للوحة. يكتنف الغموض لوحات الفنان أحمد حسن الزعيم رغم الوضوح في تفاصيل أخرى حدد طبيعتها بأساليب مختلفة، اختفت فيها النقطة الأساسية التي تحدد الزمان، لأن المكان هو في لانهائية الذاكرة المدموجة في لوحة تحاكي تراثيات عراقية من اجتماعيات واحتفاليات وفلكلوريات، وما إلى ذلك من عادات وتقاليد، وأمكنة تتغلغل في مساحة لوحة منحت الأشكال مظهراً خاصاً. إن الخطوط البسيطة المختفية بين الملامح والأبعاد تثير حركة حسية يصعب التقاطها بصرياً، حيث تتغير الرؤية كلما تغيرت نقطة النظر إلى اللوحة. لأن ثنائية التصادم والالتقاء تبدو كتناقضات تتساوى وتتنافر، وتظهر مع الأشكال وبين الفراغات المرئية المرتكزة على رؤية متناهية ولا متناهية، وفي هذه الثنائيات لوحات متعددة في لوحة واحدة، أو الخداع البصري الإيجابي المبني على هندسة اندمجت مع تقنيات استخدمها في خامات مختلفة، حيث تحتضن كل لوحة هذه المفاهيم الجمالية المعقدة والبسيطة في آن. تتوشح البنى الفنية بظلال متضادة تتلاعب فيها ضوئيات ضدية توحي بشتى الأحاسيس المتأصلة في الأشكال ذات المنظور الهندسي أو ما يقترب من لغة ضوئية تتأثر بالمساحة والشكل، وبكل ما يخبو ويعلو تبعاً للصراع المتجلي بلعبة الانعكاسات البصرية أو الخطوط من حيث الطول والقصر، وما يتشكل عن ذلك من ثيمات فنية ترتكز على مستويات تتضمن فيزيائياً العتمة والضوء والظل، والشفافية عند تلاقي المستويات المتقاطعة، واتجاهاتها المتعددة في دلالاتها الحسية المتفاوتة في مفاهيمها المعرفية والأسلوبية. فاللقطة البانورامية ذات البؤرة الضوئية تتضح عند النظرة الثابتة على الملامح الإنسانية في لوحاته التي تتسم بالأبعاد الجمالية للمفاهيم الهندسية والرياضية المندمجة مع المساحة والشكل. تؤثر الخطوط على اتجاهات النظر حيث يتيه أحياناً، ومن ثم يسترجع في كل مرة النظرة الأساسية التي ينطلق منها لاستكشاف بواطن اللوحة، وينأى بها عبر تكنيك المزج التشكيلي لأكثر من خامة ولون، وكأنه يشير في لوحاته إلى الماضي والمستقبل تاركاً للحاضر ترجمة غامضة تتشكل في الذهن والمخيلة، فما بين المساحة والتصويرات الاجتماعية لعادات وتقاليد قديمة، والخطوط ومحاورها الرئيسية، مربعات ضوء أسقطها عبر نقاط معينة لتوحي بأهمية التقنية المحورية في الفن التشكيلي وفي جمالية الجمع ما بين القديم والجديد أو الاحتفاظ بهوية عراقية يترجم من خلالها التناقضات كالبعيد والقريب من خطوط منحها تصميمات وتكوينات خاصة به. برؤية أخرى الإيقاع البصري في لوحات الفنان أحمد حسن الزعيم يتمثل في تنسيق الخطوط والألوان والأشكال، مما يخلق توازناً ديناميكياً يلفت انتباه المتلقي. يستخدم الفنان تباينات لونية تثير حساسية بصرية، حيث تتفاعل الألوان مع الخطوط لتنتج تناغماً يساهم في بناء تجربة بصرية غنية . كما تشير الألوان والخطوط إلى مشاعر متعددة تتراوح بين السكون والقلق، مما يعكس حالة نفسية معقدة. الإيقاع السريع للخطوط والأشكال يمنح شعوراً بالحركة المستمرة، مما يجعل المتلقي يشعر وكأنه داخل اللوحة، يعايش تجاربها ويغوص في عمق مشاعرها. تتجلى الجمالية في توازن العناصر داخل اللوحة، حيث يتناغم الشكل مع المساحة بشكل يعكس اتقاناً فنياً. الأشكال الهندسية التي تبرز في اللوحات تعكس انضباطاً وتفانياً في التصميم، مما يجعل العمل الفني ينطق بلغة جمالية تتجاوز حدود الشكل التقليدي. كما أن التعبير عن الثقافة العراقية من خلال الرموز التراثية والإشارات البصرية يمنح اللوحات عمقاً إضافياً. تتسم الأعمال بتفاصيل دقيقة تستحضر ذكريات وتاريخاً غنياً، مما يعزز التجربة البصرية بتعابير ثقافية تتجاوز الزمن. يظهر الإبداع في طريقة توظيف الفنان للأبعاد والتجسيد، حيث تعكس اللوحات تفاعلات معقدة بين الخطوط والألوان، مما يخلق أبعاداً جديدة. القدرة على دمج الفنون التقليدية مع أساليب عصرية تمنح العمل الفني طابعاً فريداً وتسلط الضوء على الحوار المستمر بين القديم والحديث. إن الإيقاع البصري في أعمال أحمد حسن الزعيم هو مزيج من التقنية العالية والشعور العميق، مما يجعل كل لوحة تجربة فريدة تنقل المتلقي إلى عوالم جديدة من التأمل والانغماس في الفن. تنعكس في أعماله القيم الجمالية والنفسية، مما يجعله فناناً رائداً في تقديم تجربة بصرية متميزة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
الفنان أحمدحسين الزعيم
ألاسم : احمدحسين سهيل ألاسم الفني : احمدحسين الزعيم محل الولادة : العراق : بغداد:1979/2/15 الجنسية : عراقي القومية : عربية الديانة : مسلم الاسم احمد حسين الزعيم تاريخ الولادة 1979/2/15فنان تشكيلي عراقي ولد في جانب الكرخ من بغداد اشتعلت قريحة الفن لديه منذ صباه لذلك قرر الالتحاق بإمتحان معهد الفنون الجميلة بعد الدراسة المتوسطة ثم أكمل دراسة البكلوريوس في جامعة بغداد مدرس منذ عام 2005 وأستاذ في معهد الفنون الجميلة له مشاركات واسعة في في دول على مستوى مصر ولبنان وكذلك على مستوى الغرب في اسبانيا برشلونة و أمستردام و بريطانيا لوحاته،تسكن جدران منازل في السويد وعمان والسعودية والكثير من البلدان لوحاته تحمل اسماء فريدة دائما له طريقة مختلفة في الرسم يرسم بإسلوب تعدد الخامات تشمل ( الجلد الطبيعي ،والخشب ،والقماش واحيانا معادن مثل الالمنيوم والنحاس) جميع هذه المواد تجتمع في لوحة واحده مع اليات اشتغال القصد طريقة الرسم ايضا تتنوع بتنوع السطوح والمواد فتكون ( حرق . وتخطيط وتلوين بمواد والوان مختلفة).الغاية من هذا المجهود والتنوع . فنيا يعمل على خلق وقت اطول في عنصر التأمل عند اي متلقي ،كما انه يقدم عمل اصيل وهنا اقول عمل اصيل لان التطور في مكائن الطباعة الرقمية مع برامج الرسم الرقمية ايضا صارت تزاحم الفنان الذي يرسم على القماش فقط او الورق فصار مايسمى ( بالغش الفني) ، من هنا تكون عنده هذا التحدي ان ينتج عمل لا يمكن ان تنفذة مكائن الطباعة الرقمية لانه ببساطة يحمل تنوع بالسطوح والملمس بين الخشن والناعم والغائر والبارز في سطح واحد،علما ان كل المواد والخامات المستخدمة واللواصق والالوان هي مواد صديقة للبيئة غير سمية ولا تبعث روائح . يعتبر حسب وجهة بعض النقاد العراقيين والعرب من المؤسسين لاتجاة التنوع في الخامات بالفن العراقي فنيا هي اعمال صعبة وتحتاج احتراف عالي وفهم دقيق لكل مادة . كما انها تفتح افق اوسع لتنوع المدارس الفنية اثناء التنفيذ رغم تنوع الحبكة الا انه يبقى محافظ على تركيز الفكرة مع تعدد المدارس فتارة تجد جزء فية الاتجاة التكعيبي وتارة جزء واقعية مفرطة بالتفاصيل الدقيقة وتعبيرية ورمزية عرج على التراث البغدادي ووصفه وصف جميل مختلف بأعمال مختلفه عن ما طرح سابقا من تراث لكنه يجعلنا نقف منبهرين امام روائع تترجم حالة عالمية اكثر منها محلية كالفلاكا وأبديت والاحتضار 3D مع الحفاظ على الروحية العراقية لهذا الفنان . هذه التجربة هي لم تاتي من تاثره بفنان اجنبي وتقليدة لا انها تجربة عراقية خالصة .
«
98
99
100
101
102
»