Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
تصميم فني تشكيلي متعدد الوجوه التصويرية
BY Artist Dalia Baassiri
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
تصميم فني تشكيلي متعدد الوجوه التصويرية ضحى عبدالرؤوف المل تتكون تصميمات الفنانة "داليا بعاصيري" وفق نظرة غرائبية تلامس بسرياليتها ما هو محبب للنفس، خصوصًا تلك التي ترسمها على خامات مستحدثة دون أطر مشدودة الأطراف، والتي لا تختلف في رؤيتها الفنية عن اللوحات إلا بما يختص بتقنية كل منهما من حيث اللغة الفنية، كتصميم وتنفيذ وتنوع في الأشكال والأحجام والألوان، والصياغة التشكيلية التي ترتكز على مهارات بصرية تجذب البصر وتثير بمعاني ألوانها المرئية شفافية حسية تؤثر على إثراء المخيلة، وتمنح الرائي لذة اكتشاف ماهية رسوماتها وتأثيراتها الجمالية على الوجدان الفني بشكل عام. تصميم فني متعدد الوجوه التصويرية، من حيث الأبعاد والألوان أو من حيث الفراغات والمساحة. إلا أنها لا تخلو من خربشات انفعالية تحاكي بها طفولة مختبئة في كل منا مع تكرار إيقاعي مزركش بخطوط رفيعة وقصيرة، فهي تضع تصميماتها الفنية ضمن خانة بصرية يمكن أن تراها في كل مكان: في قصة، في رواية، على قميص، أو إعلان، أو حتى على غلاف مجلة. فهي تتناسب مع المخيلة، وتخدم الفكرة الفنية المدمجة في عفوية الخطوط واتزانها، وفي الألوان وموجاتها القصيرة والطويلة، لأنها تشاكس التناقضات الرياضية من خلال الخطوط والألوان والمساحة المحدودة وغير المحدودة، حتى إن بعض الأطر الفنية قد تختفي من أعمالها لتشعر وكأن ما تتخيله متواجد في كل مكان. رؤية عشوائية تخرج من مخيلة غنية برسومات مملوءة بالتلاشي اللوني أو ما يشبه الأحبار المتسربة إلى القماش، وبأسلوب تصويري هو أقرب إلى رسومات الخيال أو الشخصيات الكاريكاتورية الغريبة، والتي تخرج من حكايا أسطورية. لتمثل الواقع بتفاصيل خطوطها الاختزالية ذات البساطة الفنية، وكأنها معتقة أو مأخوذة عن جدار كهف قديم. فهل تحاول "داليا بعاصيري" محاكاة شخوصها عبر حوارات لون توحدت مع العتمة والظل، وتركت للضوء ثغراته الخاصة خوفًا من الفراغ الكامن في اللاوعي؟ أم إنها تقدم تصميماتها الفنية من خلال شخوصها والعناصر المبهمة في تفاصيل لوحاتها، وفواصلها المختزلة جدًا؟ إذ يبدو موضوع لوحاتها هو شخوص من عوالم تجردهم بموضوعية من ذاتية دلالية تتركها ضمن اللون في لوحاتها المعروضة في غاليري "جانين ربيز"، فتترك علامات استفهام في رؤيتها ليستكمل المتلقي معها الرؤية الفنية من خلال ما يتطابق أو يتنافر مع رسوماتها الميثولوجية نوعًا ما. تتواصل "داليا بعاصيري" مع الوجوه برمزية دينامية متأثرة بما تراه في الأشخاص من تغيرات تلتقطها من تعبيرات وملامح من حولها، لتدمجها في رسوماتها الانفرادية، تاركة الذهن يعصف بالفراغ الذي تحيط به أشخاصها، وكأنها تعزلهم عن التكوينات الأخرى. ليستقل كل منهم في لوحة واحدة أو تصميم يتماشى مع المعنى الداخلي للحركة اللونية الفاتحة والداكنة، وما يتوسط ذلك من إيحاءات تنبعث من الألوان الأخرى. إلا أن لوحتها المتداخلة مع بعضها في شخصية هي مجموعة شخوص ذكرتني برواية "الأمير الصغير"، فهي ترمز إلى زمان مختلف وتواصل اجتماعي تشابك مع بعضه البعض. ففي هذه اللوحة أو الصورة التشكيلية، ترتبك الخطوط العمودية وتتزن الخطوط القصيرة، وبمختلف الاتجاهات حيث تتشكل كتصميم تكويني مصغر للحياة الكونية التي نعيشها بمختلف ألوانها، والمحاطة بهالة ضبابية هي نوع من السريالية المعنوية التي يصعب اكتشافها. لأنها متغلغلة في النفس كما هي متغلغلة في لوحة الفنانة "داليا بعاصيري" ذات المفاتيح المضمونية المتعددة تشكيليًا. رؤية فنية معاصرة مصقولة بفكرة واحدة، عولمتها فنيًا "داليا بعاصيري" في لوحاتها، محافظة على المحاكاة التشكيلية، والمضمون المتحرر من القياسات والأبعاد والمعايير المقيدة. إنما الحيرة واضحة في الخطوط العمودية التي تنفصل وتختلف في ألوانها ما بين الفاتح والداكن، فهل ما زالت داليا تحدد هويتها الفنية؟ أم إن شخوصها الفنية هم الشاهد على جمالية مخيلتها الإبداعية القادرة على امتلاك ريشة تخاطب بها المتلقي، لتندمج مع عوالمها المبتكرة لما تحمله الأشكال والأحجام من حركة شبيهة بالكرتونية وبالمحاكاة المتعددة الوجوه الفنية؟ ما بين الحبر والورق، جملة ألوان معنوية انطلقت مع جرافيكية شعورية ذات مسميات مختلفة. إلا أنها تجذب الحس البصري نحوها، لما تمتلكه من إيحاءات جمالية، أو بالأحرى مفردات تتناقض وتتوافق تبعًا لكل متلق يقرأها بصريًا بفكر اجتماعي أو فلسفي أو فني أو قصصي أو حتى كرتوني. فالمعاني في المفردات التشكيلية الكامنة في رسوماتها ضمن معرض "جانين ربيز" هي جزء من شخصية ريشة أو قلم لم يستكمل رؤاه، إنما يمتلك القدرة الإبداعية على خلق الإيحاءات التي تحاكي الحس الجمالي، والقادرة على بث الحركة في الفراغات الاستثنائية التي تبثق فجأة بين الخطوط، كفجوات فجائية تضع المتلقي مرئيًا أمام علامات استفهام ليستكمل رؤية رسوماتها بالكامل. فهل من معرض قادم لشخوص فنية جرافيكية جديدة نراها ضمن عالم "داليا بعاصيري"؟ برؤية أخرى تعتبر أعمال الفنانة "داليا بعاصيري" تجسيدًا للغرائبية والسريالية، حيث تمزج بين العناصر الفنية المختلفة بطريقة تعكس إيقاعًا بصريًا متنوعًا. يسعى هذا التحليل إلى استكشاف الأبعاد النفسية والجمالية في أعمالها، وكيف تؤثر على المتلقي. يظهر الإيقاع في أعمال "بعاصيري" من خلال تداخل الألوان والأشكال، حيث تنتج كل لوحة إيقاعها الخاص الذي يخلق تفاعلًا ديناميكيًا مع المشاهد. الألوان المتباينة، سواء كانت فاتحة أو داكنة، تشكل تناغمًا متناقضًا يجذب العين ويسمح بالتنقل بين العناصر المختلفة في العمل. تظهر الأعمال جانبًا نفسيًا عميقًا، حيث تعكس مشاعر مختلطة من الفرح والحزن، الطفولة والنضج. الخربشات الانفعالية والخطوط الحرة تعبر عن تجربة شخصية قد تكون متجذرة في ذكريات الفنانة. هذا يخلق رابطًا بين العمل والمشاهد، مما يسمح له بالانغماس في عالم من المشاعر المتباينة. من الناحية الفنية، تعتمد "بعاصيري" على تقنيات مختلطة ومبتكرة، حيث تستخدم خامات مستحدثة وأسلوبًا غير تقليدي. توازن الأشكال والألوان يعكس تحكمها الدقيق في الأدوات، مما يعطي انطباعًا بعمق العمل وتعقيده. تصاميمها تُظهر خبرتها في الفنون التشكيلية، مع وجود بعد تعبيرى قوي في كل لوحة. الجمالية في أعمال "بعاصيري" تنبع من قدرتها على خلق فضاءات بصرية تثير الإعجاب. التصميمات متناهية التفاصيل، تتنوع بين الواقعية والتجريد، مما يتيح لكل مشاهد أن يجد معاني مختلفة. اللوحات ليست فقط أعمالًا فنية، بل هي تجارب جمالية تتفاعل مع الذهن والروح. من خلال منظور الإيقاع البصري، يمكن القول إن أعمال "داليا بعاصيري" تعكس توازنًا بين العناصر البصرية والمشاعر الإنسانية. تُعد هذه الأعمال بمثابة دعوة للتأمل والاستكشاف، مما يجعل كل لوحة تجربة فريدة من نوعها تحمل في طياتها الكثير من العمق والدلالات النفسية والجمالية. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Dalia Baassiri
داليا بعاصيري فنانة تشكيلية لبنانية وُلدت في صيدا (جنوب لبنان) عام 1981. تخرّجت عام 2003 في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت بدرجة البكالوريوس في التصميم الجرافيكي، وحصلت على درجة الماجستير في الفنون الجميلة في عام 2012 من كلية تشيلسي للفنون في لندن.
أحياء شعبية عراقية أرشفتها عدسة
BY photographer Murad al-Daghista
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
أحياء شعبية عراقية أرشفتها عدسة الفنان الفوتوغرافي "مراد الداغستاني" ضحى عبد الرؤوف المل بيروت - لبنان تأملت صور الفنان الفوتوغرافي "مراد الداغستاني" بدهشة طالت، تركتني أمام حركة تصويرية هي بمثابة مدرسة فوتوغرافية، ربما! قد يقول البعض إن هذه مبالغة، وربما يعتبرها البعض مجاملة. وحين بدأت بالمقارنة بين أسلوبه وأساليب عدد من الفنانين العالميين، رأيت نفسي أمام مصور فوتوغرافي عالمي، حملت عدسته القديمة قيمة ضوئية انسجمت مع خطوطه البصرية التي يرسمها باتقان داخل الصورة، حيث أظهر صورًا مبهرة فنياً، توازنات هندسية وتجريدية وسريالية وما إلى ذلك. فالصورة الفوتوغرافية الملتقطة بعدسة قديمة مختلفة وغنية بأنواع وأجناس فنية فوتوغرافية. إن من حيث التوزيع الضوئي المتناسق مع الخطوط البارزة لصور الأبيض والأسود، أو من حيث هندسة الالتقاط السريع للمشاهد التي التقطها من أحياء شعبية عراقية، أرشفتها عدسة الفنان الفوتوغرافي "مراد الداغستاني" بتميز جمالي لا يمكن للمرء إلا أن يتأملها آلاف المرات من حيث الاتزان والسيمترية. وحتى الالتفاف بين الخطوط العمودية والأفقية، لو جردنا بعض الصور من التفاصيل، وحاولنا رسم الخطوط الأساسية للمعالم التي التقطها، بالإضافة إلى جمالية البورتريه المتميز بعدسة ذات معايير خاصة، ولحظة مناسبة لتكوين فن البورتريه الفوتوغرافي الذي كان معروفاً ببساطته آنذاك. إلا أنه ترك إرثه المتميز في هذا الفن للرائي ليكتشف قيمة عدسة استطاعت إظهار جمالية الأماكن لزمن ما زال حاضراً في صورة. ومن حيث القدرة على إظهار تفاصيل مهمة في الوجه والعناصر الأخرى دون اللجوء، كما اليوم، إلى كاميرات رقمية أو برامج أخرى مثل الفوتوشوب وغيرها. خلق إبداعي مثير للبصر وللذهن، ولجمالية الفن الفوتوغرافي بتنوعه من تجريد مأخوذ من الواقع كصورة الجرار والتكرار الإيقاعي المتناسق في صورة تحمل من المعاني ما هو قابل لتأويلات مختلفة، منها التمسك بالأصالة والتراث الشعبي الاجتماعي مع الاهتمام بالتقاط الخطوط الأساسية لفن الفوتوغراف، كخطوط مائلة تؤلف خطوطًا مائلة بمعنى خطوط انعكاسية في اتجاهاتها المتناغمة والمتنافرة. لتنعكس كمربع انعكاسي يتناغم معه الظل، ذات الحس الفني العازف على رؤية عدسة استطاعت تأليف صورة موسيقية ببساطة لا تخلو من تعقيد بصري تميز بالانحناءات أيضًا، والتي برزت من الخطوط الجانبية للجرار، ومن التقاط لحظات هي بمثابة جزء من ثانية تلتقطها عدسته بمرونة هندسية تجريدية. لم يتوقف عندها، بل استطاع وضع رأس لهيكل عظمي بسريالية على كم من النقود، وهي صورة ذات معنى فكري بصري ثلاثي الرؤية. كما تؤكد هذه الصورة على احترافية عدسته في بناء الموضوع المترابط مع الفكرة والقدرة على تنفيذها بجمالية فوتوغرافية لم تتعرض إلى محسنات رقمية أو أي لمسة فوتوشوب. يفاجئك الفنان "مراد الداغستاني" بهذا التنوع الفوتوغرافي المتميز بتجريدية الخطوط أحيانًا، كأنه يبني هندسيًا بسرعة قصوى داخل عدسة لا تمنحه إلا قيمة اللحظة التي يتم فيها التقاط الصورة، فتلك الكراسي التي تؤلف الخط الأساسي أو الإطار العميق لتواجد الفراغ والممتلئ، وفكرة السلام المفقود. إذ ترك الكراسي فارغة بينما بقيت حمامة السلام على الأرض في نقطة محورية للبصر، وضمن إطار مفتوح تتسع رؤاه تبعًا للفكرة التي يطرحها من خلال صورة فوتوغرافية ذات جمال فني هندسي وبصري، وتعبير يمنح الرائي قدرة على التحليل بسبب الفراغات التي يتركها بين الخطوط، والظل، واللون الفاتح والداكن الذي يتلاعب به من خلال فتحة العدسة، والقدرة على تسرب الضوء تبعًا للوقت النهاري أو الليلي أو للضوء المسلط على الصورة من قبله. لتتوازن الصورة بعد تظهيرها كما يراها هو في أعماقه، وضمن معايير فنية جيومترية أو ضوئية، أو حتى لفراغ يفتحه نحو مخيلة تستنتج ما يريد إيصاله لها من خلال الرسم بالضوء أو التأثيرات الليلية والنهارية مع انعكاسات ينتظرها لتخرج، كأنه يصطاد الصورة بمخيلة ترى الواقع بعين عدسة فوتوغرافية ذات بؤرة محورية محسوبة بدقة عند الفنان الفوتوغرافي "مراد الداغستاني". نظرة ثلاثية الأبعاد في عدسة أحادية معاكسة، استطاعت إظهار الخطوط والزوايا بتقارب وتباين، وترابط ما بين العدسة والعين الإنسانية. لتتشارك الصورة تلك العملية الحوارية ما بين اليد، والعين، والعدسة، والمعادلة الفوتوغرافية التي أنتجت صورًا فوتوغرافية هي بمثابة أرشيف فني للعراق، وهو مؤرشف فوتوغرافيًا من قبل فنان استطاع الوصول إلى داخل العدسة بفكره وموضوعيته، والعين التي تنتظر اللحظة المناسبة للالتقاط المتوازن. لنرى المواضيع المختلفة في صوره الفوتوغرافية القادرة على المنافسة العالمية في التصوير الفوتوغرافي. مفاهيم رياضية ذات بعد مفهومي يتراوح ما بين قريب وبعيد. أي ما هو قريب للعدسة وما هو بعيد عن العين، ليجمع بينهما واقعيًا في صورة نلمس فيها جمالية القريب والبعيد بتوازن ضوئي أو بفروقات وأضاد جيومترية هي بمثابة خلق مساحات تترك تساؤلاتها السلبية والإيجابية على الصورة. كالتجريد أو كواقع أو كعتمة وضوء وظل، أو بتوسيع المسافة أو تقصيرها تبعًا للحس الفني، وجمالية القياسات والمعايير الضوئية المحسوبة بدقة شديدة، وبنظرة حاسمة عبرت من فتحة عدسة واستقرت في صورة نراها الآن بجمالية الماضي والحاضر وحتى المستقبل. عدسة لم تعزل الخلفيات إلا بنسبة ضئيلة جدًا حتى ضمن البورتريه. ليمسك بالحركة ما بين أمام وخلف ووسط وزوايا. ليبرز السكون مع الفراغ كخليط تصويري يجمع المشهد برمته ضمن الفكرة الواحدة التي يترجمها الفنان "مراد الداغستاني" بشتى اللقطات الفوتوغرافية المنسجمة مع الجزء والكل، ومع المساحة والمسافات الفاصلة والمتشابكة أو المتلاحمة مع العناصر والموتيفات الفنية التي يراها وتثير أحاسيسه الوجدانية أو الفنية أو تلك التي يؤلفها لتكون عناوين لمواضيع يطرحها فوتوغرافيًا كالجُمجمة على النقود للإمساك بلحظته الخاصة التي تركها في أرشيف فوتوغرافي يحاكي عراقياً العالم. برؤية أخرى المقدمة تعتبر الصورة الفوتوغرافية تجسيدًا لزاوية نظر الفنان، حيث تجمع بين التقنية والفن، مما يمنحها قدرة فريدة على توصيل المشاعر والأفكار. في هذا التحليل، سأستعرض صورة فوتوغرافية معينة، موضحًا العناصر الفنية والتقنية التي تساهم في تأثيرها البصري. يلعب التكوين دورًا محوريًا في أي صورة فوتوغرافية. يتمثل في توزيع العناصر داخل الإطار بطريقة توازن بين الفوضى والتنظيم. استخدام قاعدة الأثلاث، حيث تُقسم الصورة إلى ثلاثة أقسام أفقية ورأسية، يساعد في توجيه عين المشاهد نحو النقاط الأكثر أهمية، مما يمنح الصورة تناغمًا بصريًا. تعتبر الإضاءة من العناصر الأساسية التي تساهم في تشكيل الأجواء والمشاعر في الصورة. استخدام الإضاءة الطبيعية، سواء كانت ضوء الشمس المباشر أو الظلال الناعمة، يمكن أن يُبرز التفاصيل الدقيقة ويعزز العمق. الضوء المنعكس أو الخلفي يخلق تأثيرات مثيرة، مما يمنح الصورة بُعدًا إضافيًا. تؤثر الألوان بشكل كبير على الانطباع العام للصورة. الألوان الزاهية يمكن أن تنقل الحيوية والفرح، بينما الألوان الداكنة تثير الغموض أو الحزن. تدرجات الألوان وتناسقها يُسهمان في خلق مزاج معين، ويستطيع الفنان استخدام تباين الألوان لإبراز بعض العناصر تلتقط العدسة اللحظات الدقيقة والتفاصيل الصغيرة التي قد تمر دون انتباه في الحياة اليومية. التفاصيل مثل نسيج الملابس، ملامح الوجه، أو حتى الزخارف المعمارية تُضفي عمقًا على الصورة. قدرة المصور على تجسيد هذه التفاصيل تعكس فهمه العميق لموضوعه. كل صورة تحمل رسالة أو فكرة، وقد تكون اجتماعية، سياسية، أو عاطفية. من خلال اختيار الموضوع والعناصر المكونة للصورة، يستطيع المصور توصيل أفكاره ومشاعره. يُعد استخدام الرموز والإيحاءات من الأساليب الفعالة لتعزيز المعاني. تلعب الصور الفوتوغرافية دورًا كبيرًا في إثارة المشاعر. الصورة القادرة على توصيل الإحساس، سواء كان فرحًا، حزنًا، أو تأملًا، تترك أثرًا دائمًا في نفس المشاهد. يُعد الربط بين الشخصيات والأحداث داخل الصورة وسيلة قوية لتوليد التعاطف. تمثل الصورة الفوتوغرافية أكثر من مجرد تجميد للحظة؛ إنها تجسيد لفكر ورؤية فنية. من خلال التكوين، الإضاءة، الألوان، التفاصيل، الرسالة، والتأثير العاطفي، يُمكن للمصور أن يخلق تجربة بصرية غنية ومعقدة. يظل التصوير الفوتوغرافي وسيلة قوية للتعبير عن الذات، وتوثيق اللحظات، واستكشاف العالم من حولنا بطرق جديدة ومبتكرة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
photographer Murad al-Daghista
مراد الداغِستاني (بالقوميقية: مراد أكامات) (1917-1984)، كان مصورًا عراقيًا رائدًا من أصول قوميقية. حَصلَ على تَقدير دولي لجَودة صوره التي سَجلت مَشاهِد مِنَ الحَياة اليومية لسُكان العِراق. الحياة والوظيفة ولِدَ مُراد عبد الحَميد عَجمات الداغِستاني عام 1917 في مَدينة الموصل. كانَ والده مُهندس قوميقي شاركَ في بناء سِكة الحَديد العِراقية. عائلة الداغستاني. (من اليسار) الجد هاسي، الأب، عبد الحميد، ابن عم، اليمباشا. ليس مِنَ الواضِح كيف تَعَرَفَ الداغستاني على فَن التَصوير في حَياته المبكرة. كانت الموصل مَدينة لديها تاريخ في التصوير السينمائي يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر. كان الرجال المَحليون يستخدمون الكاميرات لمُساعدة عُلماء الآثار من حوالي عام 1895. بعد الحرب العالمية الأولى، أنشأ مصور يدعى «ترتاران» استوديو عند مدخل مدرسة الموصل الابتدائية. من الممكن أن يكون الداغستاني قد شاهد المُصور أثناء عمله خلال سَنوات دراسته. حتى قبل تخرجه من المَدرسة الثانوية، كان قد التقط الكاميرا. بحلول عام 1935، كان قد أثبت نفسه كمصور فوتوغرافي مَوهوب.كان استوديو التصوير الخاص بهِ، الواقع في شارع الدواسة، في الموصل (مقابل أطلس سينال) يُدعى ببساطة «المُصور مراد».بالنسبة للموضوع، فقد صَورَ الحياة في شَوارع الموصل وما حولها، وخاصة الحياة على طول نهر دجلة. كان دائمًا يحمل كاميرته، جاهزًا لالتقاط لحظة أو حدث. عند شُروق الشمس، كانَ يمكن العثور على الداغستاني جالسًا على ضِفاف النهر، حيث أحب مُشاهدة قوارب الصيد. في الاستوديو الخاص به، أنتج صورًا أكثر إبداعًا للدراويش ورجال القبائل والأشخاص العاديين.أثر الداغستاني على عَدد من المُصورين الشباب منهم هادي النجار ومحمود سعيد. يذكر الفنان والمصور محمود سعيد أنه في شبابه كان يحب ُمشاهدة المصورين الموهوبين وخاصة الداغستاني حيث كان يصور كل يوم مشاهد حول الموصل وكيف "خَلد شبكة صيد وهي تملأ الهواء قبل أن تسقط". إلى النهر، أو عربة تسير في طريق موحل، وجوه لا تُنسى من الدراويش، وكبار السن من الرجال والنساء، والأطفال".الوفاةكان الداغستاني مدخنًا شرهًا للغاية، وقد أزيلت إحدى رئته في السَبعينيات، وعاش بعدها عَشر سنوات أخرى. توفي في 27 يوليو 1984.الأسلوبكان مصورًا واقعيًا. التَقطت صوره والتي كانت بالأبيض والأسود لحَظات عابِرة من المَساعي البشرية. لقدرته على التقاط مثل هذه اللحظات في الوَقت المُناسب، أطلق عليه «المُصَور القَناص». حَصل على شَهادة الإبداع مِن البرازيل، كانَ واحد من ثمانية فنانين في العالم فقط، حَصل على هذه الجائزة لتصوير مواقف قد لا تتكرر مَرة أخرى.شارك في أكثر من ثمانين معرضًا دوليًا في أوروبا والأمريكتين، بما في ذلك معرض الإنسان والبحر (يوغوسلافيا، 1965) وتقديم مائة صورة دولية (ألمانيا).ظهرت صوره في العَديد من المجلات العالمية، بما في ذلك مجلة التصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى العديد من المجلات الإنجليزية والعراقية والعربية. توجد أمثلة على أعماله مَحفوظة في أرشيف المؤسسة العربية للصورة.ميراث كتاب «مراد الداغستاني: جدلية الإنسان والطبيعة» من تأليف البروفيسور نجم ياسين ونُشر في بَغداد عام 1985
محورية اللون الأبيض
BY Artist Vladimir Volegov
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
محورية اللون الأبيض الذي يقبع ضمن بؤرة بصرية جاذبة ضحى عبدالرؤوف المل يطغى اللون الأبيض على لوحات الفنان الروسي "فلاديمير فولغوف" (Vladimir Volegov)، إذ يبدو التحدي اللوني في أغلب لوحاته. ليظهر الأبيض وسط الطبيعة مزدانا بسطوع ضوئي يؤدي جمالياً دوره في خلق ترابط انطباعي بين التصوير والرومانسية، والحركة المتآخية مع السكون الطبيعي، لزمن معين في النهار حيث الشمس واتجاهاتها تؤثر بصرياً على تفتيح اللون أو التلاعب به حسب المعايير الفنية ذات المعادلة الخاصة في لوحات "فلاديمير فولغوف"، وبراعة إظهاره مع اللون الأبيض حيث يتراءى الظل بين الفراغات كانعكاسات مخفية تتأرجح مع اتجاهات البصر والريشة، وتوازنات اللون الواحد والممزوج مع ألوان أخرى تتباين من خلالها الخطوط اللونية ذات الاتجاهات المتناسقة مع المساحة والعناصر الفنية الأخرى. رمزية ضوئية في لوحات "فلاديمير فولغوف" تستمد من الأبيض أسسها الرومانسية ذات الطابع الانطباعي في تصويرات تتعادل فيها الفراغات والظل، لتجذب الحس الوجداني إليها، وكأنها قصيدة عاشق مرسومة بريشة تعزف على إيقاعات الطبيعة وسحرها الجمالي المزدان بالأشكال الانطباعية، ومقاييسها المقترنة في الوقت النهاري حيث يستطيع الرائي الإحساس بنور الشمس أو مغيبها أو حتى ارتفاعها ظهراً مع جمالية الظل، والمحافظة على شفافيته وحركته وسكونه. إذ تتميز لوحاته بجمالية الظل المتناسق مع الحركة والسكون، واتجاهات الضوء لخلق مؤثرات بصرية تؤثر على الحس الوجداني، وفيزيائية الشكل الإنساني في لوحاته التي تترجم جمالية المرأة بشكل خاص. إذ يتناولها في أغلب لوحاته التي تتصف بالتصويرية الرومانسية لإنطباعية مخففة حسياً، لا تخلو من تخيل هو جزء من واقع مرسوم بدينامية واحترافية فنية ذات تشكيلات هي مزيج من أساليب ومعادلات نسبية مدروسة، ضمن نظم أكاديمية تحرر منها نوعاً ما، ولكنه التزم بمقاييسها أيضاً. تكمن جمالية لوحاته في محورية اللون الأبيض الذي يقبع ضمن بؤرة بصرية جاذبة بقوة، ولا إرادياً نحوها، حيث تبدو اللوحة ذات فسيولوجيا معينة أو لاشباع لوني شفاف قادر على التأثير بصرياً، وعلى خلق تدرجات تتناسب مع بعضها البعض، وبتضاد أحياناً يثير الدفء العاطفي. لتتكامل الألوان ضمن سمفونية شاعرية، ولمسة ريشة حساسة غنية بالضوء وبسطوع هو جزء أساسي من بنية اللوحة حيث يرتكز الموضوع على الطبيعة والإنسان والتآخي الجمالي بينهما في بيئة طبيعية بكر، فالوعي الفني في اللوحة يمتد إلى المشهد والسينوغرافيا حيث تتوسط العناصر الفنية بموضوعية لا تتناقض معها الأشكال والأحجام، ويحافظ الشكل الإنساني على الصياغة المتناغمة، وكأن الزمن لا يؤثر على التغيرات البيئية والإنسانية في المناظر الطبيعية التي يرسمها ضمن علاقة جدلية فنية ذات أسس في تشكيل اللوحة. وعي فني تشكيلي وكينونة ازدواجية للمرأة والطبيعة، والزهور والأطفال وتفاصيل تزيد من المعنى الفني والجمالي حيث تبرز القدرة على رسم تفاصيل كثيرة لا يراها الإنسان بهذه الجمالية الواعية في الطبيعة الخارجية. إذ يحتفظ بالمعنى الداخلي للوحة حيث تبرز خاصيتها، كفن متكيف مع ريشة ولون، وخط وأبعاد، ومساحة، وضوء، وظل، ولون أبيض سيكولوجي ذي فلسفة بصرية تضعنا أمام تأملات مفتوحة الفضاءات والتخيلات، مما يؤثر على الانفعالات الحسية عند الرائي. ليكتشف الفروقات الذهنية بين الواقع والخيال وحقيقة الربط بينهما تشكيلياً. إذ تتسع مجالات الرؤيا بين الألوان. ليترجم كل لون معناه من حيث الواقع والخيال أو الانطباعات التشكيلية الرصينة ذات النشوء الفني الذي يعتمد على مبدأ اللون وتدرجاته، والتشابه الخارجي والداخلي للمشهد العام أو بالأحرى للصورة المرسومة بكامل تفاصيلها الطبيعية. سيمة فنية تأملية تندرج تحت مسمى الطبيعة والإنسان، والغنى الفني فيهما حيث تحاكي اللوحة هذا الوجود الفني الأكبر بآخر فني أصغر، أي ضمن اللوحة باعتبارها الجزء من الكل، فالصلة والتشابه بينهما يصنعهما الفنان بريشة وألوان، وخطوط متزنة ذات توازنات فنية مدروسة المعايير وبجمالية بصرية مفتوحة على تأويلات وتفسيرات متعددة. إلا أن اللوحة في مجملها هي تجسيد لقوى الجمال المثيرة التي تمنح الفنان قوة ملاحظة وأحاسيس خاصة. لتشكيل بنية اللوحة التي نراها ونشعر بمتعة فنية، ونحن نتغلغل بصرياً بين معانيها اللونية والضوئية والفراغية، وحتى الخطوط اللينة والقاسية والتي تؤثر على منطق اللوحة الجمالي بشكل عام. يسمو الفنان "فلاديمير فولغوف" على الطبيعة، لتتزين في لوحاته وفق رؤيته الخاصة، ليرتسم الظل بجمالية حركية لها ميزتها في لوحات مصقولة فنياً، وذات حس إدراكي متصل بين المتلقي والفنان والطبيعة والريشة وفق انعكاسات ذات أثر مضموني وشاعرية لونية تمتزج فيها الإيقاعات المتناغمة، المنسوجة بوعي فيزيائي لقيمة الضوء ونسبته في اللوحة، والصفات المشتركة بين الطبيعة والإنسان والقدرة على خلق محاكاة بينهما باللون والشكل، وما إلى ذلك. إذ تتقبل الحواس صياغة اللون ومفارقاته وقوانينه الفنية ذات الخصوصية الرومانسية مع الحفاظ على النغمات المنسجمة مع الاتساق الفني، ودينامية التعبير اللوني المتجسد بالأبيض وموسيقاه الغنية بالرؤى التخيلية أو الحالمة، التي تعتمد على الحواس الفنية الإدراكية المرتبطة بمحاكاة ثنائية مصدرها اللوحة والفنان حيث نشعر بالجمال الثنائي المنبعث من ورائيات اللوحة أو من المضمون والأسلوب، وموضوعية الضوء والظل، والاستثنائية في اللون وصفائه وقفته الموسيقية الطويلة. برؤية أخرى تتناول لوحات فلاديمير فولغوف مواضيع متنوعة، تركز بشكل خاص على العلاقة بين الإنسان والطبيعة. يُظهر الفنان النساء والأطفال في سياقات طبيعية ساحرة، مما يعكس الانسجام بين الكائنات البشرية والعالم الخارجي. هذه المواضيع تبرز الأبعاد العاطفية والتفاعلات الإنسانية في محيط طبيعي. تتسم أعمال فولغوف باستخدامه البارع للألوان، حيث يسيطر اللون الأبيض على لوحاته، مما يخلق تبايناً مدهشاً مع الألوان الأخرى. يتراوح استخدام الألوان من الدافئة إلى الباردة، مما يضيف عمقاً بصرياً ويعزز الإحساس بالمكان. الأشكال الطبيعية تنسجم مع الخطوط الناعمة، مما يخلق انسيابية تعزز الجمال البصري. تستحضر لوحات فولغوف مشاعر متعددة، بدءًا من السكون والهدوء إلى الحيوية والفرح. اللون الأبيض، مع تدرجاته، يساهم في إحداث شعور بالسكينة والتأمل. كما أن الضوء والظل يلعبان دوراً مهماً في تشكيل الإحساس بالمكان، مما يعكس العمق النفسي للتجربة البشرية. تُظهر تقنيات فولغوف الاحترافية، حيث يعتمد على لمسات فرشاة دقيقة تُبرز التفاصيل الجمالية. تعكس الأعمال شعوراً عميقاً بالحنين والجمال، حيث تُجسد اللحظات الفريدة بطريقة شاعرية. الحركة في اللوحات تُعبر عن الديناميكية والحياة، مما يُشعر المشاهد بأن هذه اللحظات حية. تُظهر أعمال فولغوف جماليات فريدة من نوعها، حيث تتناغم الألوان بشكل يُثير الإعجاب. تتداخل الأشكال بصورة متقنة، مما يُخلق جواً من التناغم والانسجام. الجمالية هنا ليست فقط في الألوان، بل أيضاً في تكوين المشهد وعناصره التي تتفاعل بشكل متناغم. يتجلى الإيقاع البصري في التناغم بين الألوان والأشكال، حيث يُشكل كل عنصر جزءاً من كلٍ متكامل. الحركة الموجودة في اللوحات تعزز من الشعور بالحيوية، وتدعو المشاهد للانغماس في تفاصيل العمل. الإيقاع يعكس الحياة والديناميكية، مما يُضفي على اللوحات طابعاً مميزاً. يمكن القول إن فن فلاديمير فولغوف يتميز بجمالية متفردة تعكس تعقيدات التجربة الإنسانية. الإيقاع البصري والتوازن بين العناصر يخلق تجربة شاملة تشد انتباه المشاهد، مما يتيح له استكشاف عواطفه وأفكاره من خلال الأعمال الفنية. تبرز أعماله كاحتفاء بالجمال الطبيعي والإنساني، مما يجعلها تجربة فنية غنية تتجاوز الحدود التقليدية للفن. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Vladimir Volegov
فلاديمير فوليجوف (ولد في خاباروفسك عام 1957) هو فنان تشكيلي من روسيا يعيش في إسبانيا. ركز عمله المبكر على الفن الجرافيكي للتسجيلات الموسيقية والقصص المصورة والملصقات التجارية. وهو معروف في الغرب بلوحاته الزيتية، والتي غالبًا ما تصور مشاهد الحياة العائلية في الهواء الطلق.[1][2] المسيرة المهنية تخرج فوليجوف عام 1986 من معهد لفوف لفن الطباعة. ثم بدأ حياته المهنية في موسكو كفنان جرافيكي يعمل في صناعة التسجيلات الموسيقية والقصص المصورة[3] والإعلان. منذ عام 1986، عاش فوليجوف في أوروبا الغربية كرسام شوارع بينما كان يطور أسلوبه الواقعي، والذي غالبًا ما يمثل الجمال الأنثوي والأمومة والطفولة في بيئات "رومانسية".[4][5] شارك فوليجوف في عام 2015 كفنان مدعو في المعرض السنوي لمعرض ووترهاوس في سانتا باربرا، كاليفورنيا
التناغم البصري في لوحة تميل فيها الخطوط
BY Artist James Wedel Donley
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
التناغم البصري في لوحة تميل فيها الخطوط ضحى عبدالرؤوف المل تتبلور العلاقات الفنية في أعمال الفنان الأمريكي "جيمس ويدل دونلي" (James Wedel Donley) من خلال الترابط الوجداني الملموس في العلاقات الإنسانية التي تظهر من خلال الفروقات والتضاد في الأشكال والألوان والأحجام، مع الحفاظ على التناغم البصري في لوحة تميل فيها الخطوط المنظومة وفق إيقاعات أسلوبية تتمثل بالواقع المتخيل، المفتوح على تأويلات وتحولات سيميائية ترفد بالتنوعات البصرية من اختلافات الملامح المرسومة على الوجوه بتعبيرية تتضمن تفاعلات حسية تتصل بالموتيفات، والاختزالات الضوئية، والظل، والفراغات، والتسطيح اللوني المؤسس لانسيابية منسجمة مع التوزيع النسبي، وجمالية المشهد الدرامي المتضمن العشاء الأخير، ولكن من منظور تشكيلي معاكس من حيث الرؤى الفلسفية والتمرس في الخطوط المتناسقة مع المضمون الدرامي، وخصوصية الأسلوب المتفرد بالأبعاد والمنظور الضوئي غير المباشر. يحاور الفنان "جيمس ويدل دونلي" شخوصه سمفونياً ليحوّل الانشداد الإدراكي إلى مفاهيم معرفية وسلوكية يناشد من خلالها روحانية الحدث التاريخي، المسبوق بتأملات ضمنية تتوالى فيها الأبعاد من خلال الخطوط العمودية والأفقية والمائلة، المتفاوتة بصرياً من حيث الطول والعرض، والقصير، والطويل، والعريض، والرفيع. لنشعر بالهواجس التشكيلية ذات الصفة الإخراجية، لمشهد بانورامي حيوي يفصح عن مسارات فنية تتوافق مع المضمون الجمالي، المتشكل في بنية لوحة تتمحور فكرتها في العشاء الأخير، ولكن بتنفيذ فني تشكيلي ملتزم بالقواعد البصرية التي من شأنها منح اللوحة كلاسيكية ذات منظومة تتناوب فيها الإشارات النغمية التي يستسيغها البصر، وتنحصر في الألوان والأشكال والموتيفات الحسية ذات المعيار التناغمي المبسط، والمتحاور بصرياً مع الدلالات الروحانية أو الإنسانية من خلال منظور حياتي إيحائي في مرموزاته التشكيلية. تكتسب أعمال الفنان "جيمس ويدل دونلي" صيغة التنوع الفني في القدرة على صياغة فنية ذات جمالية في الألوان المحبوكة، بتقنية تعبيرية هي بمثابة محاكاة بصرية تتخللها دينامية حركية، تتجدد من خلالها الرؤى بموضوعية متوازنة بإرهاصاتها التشكيلية والاجتماعية. لإبراز التفاعل الاجتماعي مع النص البصري المقروء مرئياً، والأكثر جدلية مع الميثولوجيا بطقوسها التقليدية ولكن بأسلوب كلاسيكي. فالألوان الأزرق، والأبيض، والأحمر، والأسود، والرمادي بكل تدرجات امتزاجاته المؤثرة ضوئياً مع الأبيض، واستراحاته البصرية المتلائمة مع الفواصل بين الخطوط، والظل المدروس جمالياً، والمنسجم مع تلقائية المشهد التصويري المأخوذ من حدث تكويني إيحائي متعدد الجوانب التحليلية. فركائز الظل وجماليته تمنح اللوحة استجابات حسية تتغلغل في نفس المتلقي. لتضعه أمام المعنى الجمالي وتوزيعاته الحركية داخل اللوحة وتفاصيلها الفنية. إن المشهد الدرامي في لوحة الفنان "جيمس ويدل دونلي" يرتبط بدلالات وموروثات عقائدية، ولكنه منحها صفة فنية متنامية حسياً، ومصبوغة بأفكار وانفعالات لونية ذات ظل ينساب مع اللون بتماثل متمايز فنياً، وذات خاصية حركية تتدفق منها الانعكاسات البصرية، واتجاهاتها المائلة بمسطحاتها الهندسية التي تنصهر مع الكل، وكانت اللوحة هي مشهد تصويري تتدفق منه التفاصيل الفنية من ظل وضوء، وعتمة، ولون أسود وأبيض في لوحة تظللها الأبعاد والتموجات الداكنة، والفاتحة مع تموجات الضوء أيضاً من حيث الخفوت والشدة، خصوصاً عند تماثل النوافذ. لترتقي التشكيلات في لوحة رسمها ببساطة مع رؤية مزجت بهندسة امتزجت بريشة شفافة، استطاعت التقاط الحالة النفسية لشخوص رسمها بتنوع إنساني يعكس دواخل كل منهم من حيث المشاعر والانفعالات المنسجمة مع الحدث، وشاعرية الألوان في كوخ من خشب. ليبعث الطمأنينة والقلق في نفس المتلقي، ويتركه ذهنياً في حيرة من المشهد المتآلف مع الحواس والأحجام المتناسبة مع بعضها البعض. يقول ماتيس: «إن الإبداع هو الوظيفة الحقيقية للفنان، وحيث لا يوجد إبداع، لن يوجد فن». إن الإبداع في لوحات الفنان جيمس يكمن في الألوان الخفيفة السطوع التي تضفي على الرؤية نوعاً من الارتياح النفسي، المنبعث من المعنى المؤثر وجدانياً المتسق مع السكون المتولد من لحظة نهاية ملموسة حسياً، وانطباعياً بصمت كلاسيكي يلفه غموض اللحظة الزمنية المتجردة من المكان ذات الخطوط والمستطيلات، فقد استطاع "جيمس ويدل دونلي" صبغ لوحته بحدث ديني قد يتكرر حياتياً من خلال مشهد بسيط، نراه في أغلب الأحيان بجمالية نربطها ذهنياً بدلالات روحانية تجسدت فنياً في لوحة توزعت فيها العناصر الفنية وفق قياسات دينامية متحررة من القولبة التشكيلية الجامدة، فاللوحة تنبض بالجمال والحركة والسكون، كما تمثل بألوانها الفعل السردي لأشخاص تنوعت أحوالهم النفسية. تتوحد الحركة مع السكون في أعمال الفنان "جيمس ويدل دونلي" وفق تناقضات تلتهب معها المشاعر العاطفية، المتأثرة بالفضاءات التشكيلية التي تجسد المعنى بوضوح اندمج مع المحور التصويري، والانثيالات الزمنية المتحررة من المكان فكرياً وتشكيلياً لتقسم المساحة إلى أقسام داخلية وخارجية ذات كينونة تراجيدية تنطبع عاطفياً في الوجدان، والبعد المتجانس مع الفواصل المتألقة فنياً مع التآلف الديناميكي المرتبط بقدرة الفنان على تقسيم اللوحة جمالياً، ضمن ذاتية تناغمت مع الفكرة الموضوعية ذات الإسقاطات السيميائية التي تكشف ملامح الإنسان المغتبط والحزين بلحظة احتفال ليلية تجسدت بعشاء أخير. برؤية أخرى يُعتبر "جيمس ويدل دونلي" فناناً معاصراً يتميز بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الجمالية البصرية والتعبير العاطفي العميق. تُعبر أعماله عن تجارب إنسانية متنوعة، حيث تتداخل فيها الأبعاد النفسية والاجتماعية، مما يجعلها محط اهتمام وتحليل. تتميز لوحات دونلي بألوانها القوية وتباينها الواضح، حيث يستخدم مجموعة من الألوان التي تثير مشاعر مختلفة. تخلق الألوان المتباينة تأثيرات بصرية تعزز الانطباع العام للوحة، مما يجعل المتلقي يشعر بالحيوية أو التأمل، حسب السياق الذي يُقدَّم فيه العمل. تعكس أعمال دونلي حالة نفسية غنية، حيث تتجسد مشاعر الصراع الداخلي والأمل في شخصياته. تبرز تعبيرات الوجوه والمواقف العاطفية بشكل يجعل المتلقي يتفاعل مع تجارب تلك الشخصيات. الإيقاع بين الألوان والأشكال يعكس توتر العلاقة بين المشاعر الإنسانية وما يحيط بها من ظروف. تُعتبر الخطوط والأشكال أدواته الرئيسية للتعبير. يستخدم الخطوط المنحنية للتعبير عن الانسيابية والحنان، بينما الخطوط الحادة تنقل مشاعر القوة أو الصراع. هذه التباينات في التعبير تعزز الرواية البصرية التي يود دونلي إخبارها، مما يمنح كل عمل عمقاً إضافياً. يمثل الإيقاع البصري عنصراً محورياً في أعمال دونلي. فهو يستخدم التكرار والتباين بمهارة لخلق حركة بصرية تدفع المتلقي لاستكشاف اللوحة بشكل أعمق. من خلال توزيع العناصر بشكل متوازن، يُمكن للمتلقي أن يشعر بنسق موسيقي يتدفق عبر العمل، مما يزيد من تأثيره العاطفي. تتمتع أعمال دونلي بجمالية تتجاوز المظهر الخارجي. حيث تجتمع الألوان والأشكال بشكل متناغم، مما يمنح اللوحة طابعاً كلاسيكياً مع لمسة عصرية. هذا التناغم يعكس تفكيراً عميقاً في كيفية تفاعل العناصر الفنية مع بعضها، مما ينتج عنه تجربة بصرية متكاملة. يمكن القول إن "جيمس ويدل دونلي" يجسد تجربة فنية غنية تجمع بين الجمال والتعبير النفسي. من خلال استخدامه للإيقاع البصري، يتمكن من خلق أعمال تتجاوز حدود السطح، مُساهماً في خلق حوار عميق مع المتلقي، مما يجعل فنه ليس مجرد رؤية بصرية، بل تجربة إنسانية فريدة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist James Wedel Donley
لاحقا
«
97
98
99
100
101
»