Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
مخيلة تجريدية توحي بالمفاهيم الإنسانية...
BY Artist Bourhan Hassoun
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مخيلة تجريدية توحي بالمفاهيم الإنسانية... ضحى عبدالرؤوف المل تتشكل الرؤية الفنية في أعمال الفنان "برهان حسون" برهافة حسية، تحقق جمالية تكوينية ذات تحولات منطقية تستمر فيها الحركة البصرية وفق تغيرات ضوئية ناتجة عن المعايير اللونية المتأرجحة بين الخفوت والشدة، المرتبطة بالتشابه، والتماثل، والتناظر، وخواص الكتلة اللونية وبانوراميتها الديناميكية من حيث الحجم واتساع المساحة، والتكوينات الجزئية لكل لون ذي خاصية صياغية ذات مخيلة تجريدية توحي بالمفاهيم الإنسانية، وبالصراعات الحياتية بكل أنواعها من طبيعة تتميز بدلالة تناقضية تستند على حيادية يمنحها الوعي المفاجئ، كالمربع الأسود ذي النقطة الحمراء أو الكتلة الدائرية الحمراء التي تحاكي حرارة الألوان الباردة التي تحيط باللوحة. غموض تجريدي يستند على اتساق اللون وتضاده، فالدلالات الحركية في الألوان الباردة والحارة تلعب دورها السلبي والإيجابي في إظهار الانعكاس الواقعي. لكتل لونية تجريدية تتماسك ضمن مربع أو مستطيل يتفكك بصريًا مع الألوان المتداخلة والمتنافرة مع بعضها البعض، ليرمز إلى الوجود الإنساني ضمن طبيعة الألوان التي منحها شتى أنواع المسارات الضوئية، والدمج البانورامي النابض بموسيقى اللون داخل بنية اللوحة وتشكيلاتها الديناميكية المتلاحمة مع الإنسان والطبيعة، والتفاعل البصري النابع من المؤثرات الجوهرية. لكل شكل تجريدي إيحائي ممتلئ بالاستقلالية الرؤيوية، وبطابع سيمائي ترميذي يشير في قسم منه إلى الألوان التراثية العراقية، وحراراتها التراثية التي تجمع الماضي والحاضر أو الأسطورة والواقع في قلب تجريدي يتميز بأسلوب اختزالي مبسط ممسك بتأملات المتلقي. تشكيلات لا نهائية تندمج مع المعنى، وتمنحه بدايات بصرية يلتقطها المتلقي بجمالية حسية مثقلة بتصورات تخيلية ناتجة عن تجريديات كل لون من حيث المزج المتوافق مع الخربشات العشوائية الأكثر عاطفة من الوعي العقلاني المرتبط باللون الأسود، ونوعًا ما باللون الأبيض الباعث إلى موسيقى بصرية خاصة ذات تطورات حركية تمسك بالأسود، وتنتقل برماديتها الحيادية نحو الأحمر مع توشيحات نسجها في أشكال رياضية، وبؤرة دائرية تمتص الألوان من الأزرق، والأبيض، والأصفر توحي بالتغيرات الإنسانية العاصفة بحضارات جمعها في لوحة إيحائية شبحية المضمون، والشكل الإنساني المخفي بمربع أسود، ونقطة حمراء أو العين الغاضية المحسوسة ضمن كتلة دراماتيكية ذات جمالية تتوافق مع تصوراتها الحسية، وألوانها التعبيرية ذات التجريد المحفز للمخيلة. ما بين عوالم الفنان "برهان حسون" العقلانية وخربشاته العاطفية، بنية تصاعدية ملموسة حسيًا من حيث تراكم الألوان، والخطوط، ومن حيث شفافية الضوء ونسبة الظل، ونمطية العلاقات بين الأشكال اللونية ككل، واللون المستقل بكل مقاييسه الطولية المتعاظمة أحيانًا بوصفها تشكل عنصرًا مبهما، يتركه الفنان "برهان حسون" كعلامة استفهام تعصف بذهن المتلقي، وتثير في نفسه التساؤلات الجوهرية عن أهمية اللون في التشكيلات المحيطة بالفراغ النسبي الملتصق بمفهوم كل لون ارتبط بالضوء أو تناقض معه. فما بين الشكل والمضمون مساحة إيحائية ذات وحدة داخلية مجموعة بصورة تجريدية تحررت من قيود الفن التشكيلي ومقاييسه، والتزمت بالرؤية المتناسقة والمنسجمة مع إيقاعات الضوء والفراغ المتصف بطبيعة هندسية فطرية تنتج عن الرؤية الجمالية، وتشكيلاتها المطلقة الخاضعة لمقياس ريشة تتوازن في حركتها الطويلة والقصيرة وفي خربشاتها الرفيعة حتى بخطوطها المتعرجة. فوضوية نظمها ضمن مسارات اختلفت فيها ثنائية اللوحات بين عقلانية وعاطفة سردية تنتمي بتمرد على الأشكال التقليدية أو الحياة البسيطة المستسلمة لمشيئة الخط واتجاهاته. فالتقنية اللونية حملت هدوءًا بصريًا يضج بالمعاني الجمالية والفوضوية في آن. إلا أنه ترك للتجريد تعبيراته الخاصة من حيث انسياب المربع أو المستطيل أو تكسرات الخطوط، وتعرجاتها القصيرة والطويلة ليحافظ على الرؤية الجمالية أو الخطاب البصري المتحاور مع اللون، والمتجاور مع كل ثنايا اللوحة اللونية والنفسية حيث الإيحاءات المبهمة تميل نحو مخيلة تجمع المفردات والعناصر وتعيد تشكيل الموتيفات بصريًا. لتتكون بازدواجية حسية التصويرات التي غمرها بغموضه الفوضوي التجريدي المحلق في فضاءات فراغية لا نهائية تظهر من خلالها المشاعر الفنية بجمالية تحافظ على المعاني الإنسانية الخالية من الصراعات، وكأنه ينظر بعين الريشة من نافذة اللون نحو الحياة ومتناقضاتها المبهمة بالأسود، والأبيض، والأحمر، والأزرق، والرمادي المركب بتدرجات متفاوتة تميل نحو الفواتح، والشفافية في الأسلوب والانفعالات الموسيقية المنسجمة مع الخربشات الفوضوية المتماسكة، ككتلة واحدة امتزجت مع المساحة. تنجذب بصريًا وفكريًا نحو لوحات الفنان "برهان حسون" لفك شيفراتها الإيحائية، وقضاياها الإنسانية المزخرفة ضمن تأثيرات البيئة العراقية الصارخة بتوهجات اللون والمضمون التراثي، ولكن بلغة تجريدية لم تلغ تعبيرات كل لون خاص، ومستقل بديناميكية حركية وبضوء متوازن وبفراغات توضيحية ذات زمكانية اتجه بها مع الأبعاد نحو الماضي والحاضر المتمثل بالأشكال الرياضية كالمربع والمستطيل وما إلى ذلك، مما يوحي بأهمية المكان في نفسه حيث العودة إلى التراث، وإلى إنسانية الإنسان والجمال الطفولي العفوي العشوائي أو الفوضوي في بعض منه. لأن العوالم الإنسانية في لوحاته ما هي إلا النوافذ التي يطل منها إلى عالمه التشكيلي المتساوي مع الجمال والحياة. برؤية أخرى في أعمال برهان حسون، يتجلى الإيقاع البصري من خلال تفاعل الألوان والأشكال بطريقة تُحاكي الحركة والحياة. الألوان المتباينة، مثل الأحمر والأزرق، تتداخل وتنطلق في تشكيلات ديناميكية، مما يُعزز الإحساس بالحركة المستمرة. استخدامه للأشكال الهندسية كالمربعات والدوائر يُضفي عمقًا بصريًا، حيث يتجلى الإيقاع في تكرار الأشكال مع اختلافات دقيقة تُعطي شعورًا بالتناغم والتوتر في آن واحد. تتناول أعماله موضوعات إنسانية عميقة، تعكس الصراعات الداخلية والتجارب الإنسانية. يظهر من خلال لوحاته كيفية تجسيد مشاعر التناقض بين الهدوء والاضطراب، ويمزج بين العناصر الطبيعية والحياة اليومية. إن الأشكال المتشابكة والألوان المتداخلة تعبر عن الصراع بين الفرد ومحيطه، مما يُعطي العمل بعدًا فلسفيًا عميقًا. تثير أعمال برهان حسون استجابات نفسية قوية. الألوان الدافئة تُشعر المتلقي بالحماس والتوتر، بينما الألوان الباردة تخلق جوًا من السكون والتأمل. الإيقاع في تشكيلاته يُعزز من تأثير الحالة النفسية على المتلقي، مما يجعله يتفاعل مع العمل بشكل أكثر عمقًا، كأنه جزء من التجربة الإنسانية التي يعكسها. تتقاطع تقنيات برهان حسون بين التجريدي والواقعي، حيث يُدمج بين الطراز التقليدي والحديث. يستخدم تقنيات متنوعة مثل الكولاج والرسم، مما يُثري العمل بتجارب بصرية متعددة. أسلوبه الفريد في استخدام الخطوط والألوان يُعطي عمقًا إضافيًا للأعمال، ويُبرز تباين العناصر بشكل يجعلها نابضة بالحياة. تتمتع أعماله بجمالية تعكس تعقيدات الحياة، حيث يتجاوز الجمال فيها التناسق البصري إلى تجسيد التجارب الإنسانية. تتداخل الألوان لتخلق تناغمًا بصريًا ينعكس في حالة فنية قوية، مما يُتيح للمتلقي استكشاف جماليات جديدة من خلال تفاعله مع العمل. تعكس الأعمال التعبيرية لبرهان حسون مشاعر الفنان وأفكاره. يُعبر من خلال الألوان القوية والأشكال الديناميكية عن تجارب شخصية وعامة، مما يمنح المتلقي فرصة للتفاعل مع العمل على مستوى عاطفي عميق. التعبير عن الصراع الإنساني والمشاعر الداخلية يُعطي أعماله بعدًا إنسانيًا واضحًا. تُظهر أعمال برهان حسون تفاعلًا غنيًا بين الإيقاع البصري والمشاعر الإنسانية. من خلال دمج الألوان والأشكال بطريقة تعكس الحركة والصراع، يُقدم تجربة فنية متعددة الأبعاد تستدعي التأمل والتفكير. إن فنه ليس مجرد تمثيل بصري، بل هو رحلة داخل النفس الإنسانية، مُعبرة عن التوتر والتعقيد الذي يعيشه الأفراد في سياقاتهم المختلفة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Bourhan Hassoun
- فنان تشكيلي(رسام) وعضو نقابة وجمعية الفنانين التشكيليين. - تدرج في ممارسة الرسم بتجارب واساليب عديدة كلاسيكية و تعبيرية وسريالية وحروفية واتجه الى التجريدية .
مؤثرات القضية الفلسطينية وتأثيرها
BY Artist Adib Khalil
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
مؤثرات القضية الفلسطينية وتأثيرها على فن البوستر الفلسطيني ضحى عبدالرؤوف المل يراعي الفنان "أديب خليل" إبراز الهوية الفلسطينية في بوستراته الفنية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، والممتلئة بالرموز المضمونية الغنية بالمعاني النضالية، وبألوان مباشرة ومؤثرة بصريًا على الأبعاد الذهنية من حيث فنية تصميم البوستر، وجمالية رؤيته المباشرة التي يطرح من خلالها المواضيع المحورية التي ينادي بها الفنان "أديب خليل". هذه البوسترات تؤكد على هدف القضية الفلسطينية، والذي يحمله الفنان "أديب خليل" من خلال الأشكال والألوان والتصويرات المتوازنة بمضمونها وأسلوبها والرمزية، كما في بوستر "صبرا وشاتيلا" والخلفية المصبوغة بلون أزرق بارد شفاف مزدان بلون سلاح أسود، وكلمتي "صبرا وشاتيلا" باللون الأحمر الذي يسيل، كأنه دماء الشهداء. فالتعبيرات الرمزية في البوستر هادئة بصريًا، وصاخبة المعنى بل ومؤثرة ذهنيًا على المتلقي، حيث يعتمد على رمزيات ذات أبعاد مضمونية وتصويرية تعتمد على عناصر فنية مختزلة جدًا بالقياس إلى الفن التشكيلي. تخوض بوسترات الفنان "أديب خليل" قضايا متنوعة ذات معنى مكلل بالسخرية المصقولة برؤية حقيقية لمفهوم النضال بكل قضاياه: فلسطين، العدل، الخير، السلام، المرأة، الطفل، الشهيد، وما إلى ذلك من مواضيع ملموسة في مجمل بوستراته. كالمظلة البيضاء لحمامة سلام أمريكية تحمل القتل والدمار، والتشرذم الاجتماعي الناتج عن حمامة السلام الأمريكية. فاللون الأبيض الهادئ يحمل الصاروخ الصامت بصريًا، والذاخر بمعنى القتل والموت. وهذا ما أراد إظهاره الفنان "أديب خليل": السلام المبطن أو ما تقوله أمريكا غير الفعل الذي تظهره في أدواتها القاتلة أو طائرات الصهاينة ذات الصوت الهادر إعلاميًا، حيث رسم الميكروفون لطائرة مدمرة برمزية معنوية منح فيها قوة الصوت الإعلامي لطائرة صهيونية هدرت إعلاميًا بينما هي مدمرة. في حين منح الكوفية صورة شمعة تحترق تضئ خارطة فلسطين التي تعكس الشمس إشراقتها في بوستر ذي عناصر فنية مختزلة: كوفية، خارطة، شمس، مقابل ألوان أصفر، أحمر، والأبيض المخطط بالأسود لكوفية ذات جذور متشابكة، والأحمر الذي يسيل مع شمعة تذوب وتضيء في انعكاس مع إشراقة الشمس. معاني زاخرة تخدم كلها القضايا الإنسانية بشكل عام، وبصرخة بصرية قاضية تتمثل في إبراز الرموز الذهنية ومنحها أهمية تحاكي الرأي العام بجمالية فنية هادئة تحملها بلون وشكل ومعنى توثيقي للقضايا الساخنة ذات الشكل المختزل والمطروح بصريًا في صورة تحاكي الحواس، والوجدان، والعقل من خلال اختصارات فنية رمزية وتعبيرية، كقبضة اليد بالخطوط السوداء العريضة، واللون الزهري المركب التي قسمت الدبابة الصهيونية السوداء إلى فتافيت، كأنها تفجرت من ضربة يد قاضية. فالصورة جامحة بمشاعرها وبافتتان البصر بالمعنى المبسط المتسرب إلى الذهن بانسياب هادئ. فهو يستطيع إيصال الفكرة ببساطة إيحائية تنبعث من الشكل وأبعاده الفكرية، وعناصره الجرافيكية التقنية المنسجمة مع البانوراما السياسية أو الاجتماعية التي يطرحها الفنان "أديب خليل" من خلال بوستر فني جمالي يخدم الفكرة الوطنية الأساسية والقضية الإنسانية بشكل عام. نلمس في أعمال الفنان "أديب خليل" مؤثرات القضية الفلسطينية، وتأثيرها على فن البوستر الفلسطيني بشكل خاص. فالمساحات التصميمية مُدّت بخلفيات تتناسب مع الموضوع الذي يطرحه، لما تحمله الألوان من معاني مختلفة تتناسق مع الشكل والحجم، ليجذب البصر بشكل مباشر نحو المعنى، كملصق يوم المرأة وما تمثله من رؤية جاذبة وإيقاع لوني رصين مريح للعين التي تتابع الصورة بكل تفاصيلها التصويرية ورموزها المعنوية المنسجمة مع ما تتطلبه القضية الفلسطينية لمواجهة الإعلام البصري بخطاب فني ذي جمالية متسعة الرؤية. والإشارات كالطائرات الورقية مع الخطوات على العلم الإسرائيلي المتماوج والمقسوم إلى نصفين، فالمعنى اندمج مع الأسلوب والخطاب البصري الهادف إلى ترك أثر فني لا يقل أهمية عن الكلمة أو أي وسيلة أخرى تحقق من خلالها القضية الفلسطينية خطوات تقود الفلسطيني نحو طريق التحرير. برؤية أخرى عند النظر إلى أعمال الفنان "أديب خليل"، يمكننا استشفاف العديد من الجوانب المعبرة عن الهوية الفلسطينية، حيث تتداخل الجوانب النفسية والفنية لتخلق إيقاعًا بصريًا متنوعًا ومؤثرًا. تدور موضوعات أعمال "أديب خليل" حول القضية الفلسطينية، حيث يتم تناولها من زوايا متعددة، مثل النضال، السلام، والشهداء. تكشف الرموز المستخدمة في بوستراته عن عمق التجربة الإنسانية والمعاناة المرتبطة بالصراع، مما يجعلها قريبة من قلوب المتلقين. الإشارة إلى "صبرا وشاتيلا" أو استخدام رموز السلام بطريقة ساخرة تعكس تناقضات الواقع وتطرح تساؤلات حول مفهوم السلام نفسه. تستخدم الألوان والخطوط في أعماله لإحداث تأثير نفسي قوي. الألوان الحادة مثل الأحمر والأسود تثير مشاعر الألم والفقد، بينما الألوان الهادئة مثل الأزرق تخلق إحساسًا بالتفكير والتأمل. يتفاعل المتلقي مع هذه العناصر، حيث يشعر بالألم، الأمل، والسخرية في آن واحد. هذه التجارب تعكس الارتباط العميق بين الفنان وموضوعاته. تتميز أعمال "أديب خليل" بتقنيات تصميمية متقنة وأسلوب مبتكر. توازن الأشكال والألوان يعطي انطباعًا بالانسجام، بينما تعكس الاختزالات الفنية عمق الفكر والرمزية. إيقاع الصورة يتأرجح بين الهدوء والصخب، مما يخلق حالة من التوتر الجمالي التي تشد الانتباه وتدفع المتلقي للتفاعل مع العمل. يمكننا ملاحظة كيف ينسجم الإيقاع البصري في الأعمال مع الرسالة التي يسعى الفنان لتوصيلها. فكل عنصر، سواء كان خطًا أو لونًا، يسهم في بناء حالة تعبيرية متكاملة. مثلاً، استخدام الكوفية بشكل رمزي كشمعة مضيئة يعكس إبداعًا في التعبير عن الهوية الوطنية والتاريخ. الإيقاع الذي تنتجه هذه العناصر يتناغم ليشكل سردًا بصريًا يتفاعل مع الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني. في نهاية المطاف، تخلق أعمال "أديب خليل" تجربة شاملة تجعل المتلقي يتفكر في معاني أعمق تتجاوز الصورة الظاهرة. هو ليس مجرد عرض فني، بل هو دعوة للتأمل في القضايا الإنسانية والنضالية التي تشغل العالم. بفضل الجمالية التعبيرية والإيقاع البصري، يصبح العمل الفني أداة للتغيير والتأثير. يمثل عمل "أديب خليل" تجسيدًا للإبداع الفني الذي يتجاوز الأبعاد الجمالية ليصل إلى العمق النفسي والتعبيري. كل بوستر يحمل في طياته رسالة قوية، ويعكس رحلة الوجع والأمل الفلسطيني، مما يجعله جزءًا أساسيًا من التعبير الفني في زمن المعاناة. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Adib Khalil
السيرة الذاتية بقلمه ولدت في مدينة حماه عام 1960 في مخيم العائدين الواقع على الضفة اليمنى لتهر العاصي المحاط بالبساتين الجميلة وبصوت النواعير والعصافير التي تصدح دوماً هنا في بيوت صغيرة متلاصقة متراكبة تضيق بهموم ساكنيها وكثرة عيالهم وقلة مواردهم أزقة ضيقة تعج بالأطفال والجالسون والمارة والباعة … الكل يجمعهم هم واحد ينزف دوماً مع كل شهيد وأسير ودمار في وطنهم الأم كنت دوماً أجوب الطرقات أبحث في المخيم … أتأمل … أخزن الصور … أتألم وأهرب إلى البساتين والى طبيعة هذه المدينة الساحرة منبت الشعراء والفنانين المبدعين. درست الابتدائية والاعدادية في مدرسة المخيم , رغم الاهتمام بنا وتقديم الحليب كل صباح ووجبة الغداء في مطعم وكالة الغوث والأقلام والدفاتر مجاناً ولكن لم تروقني المدرسة وشعرت بالضيق والقهر كلما حبست في الصف والمقعد وكنت أبكي دوماً لا أريد الذهاب إلى المدرسة وحبس روحي الهائمة والتائهة الدائمة البحث عن شيء لا أدري ما هو فلم أعر انتباهاً لا للكتابة ولا الحساب ولم تشدني قصص أستاذي وبقيت شارداً سارحاُ خارج الصف أتخيل عالماً ساحراً أطير به كفراشة صغيرة حائرة أمسك القلم فقط لأرسم أشكالاً وخطوطاً لا أدري ما هي ولكن أشعر بسعادة وارتياح عندما أشخبر وأنا سارح حتى رأيت رسومات لطلاب أكبر في معرض المدرسة وقفت أمام لوحة مرسوم فيها ديك بألوان زاهية وقفة طويلة نظرت إليه بإمعان وعندما ذهبت إلى البيت بدأت برسم الديك فانبهر الجميع به وشجعوني وإلى الأن أحب أن أرسم هذا الديك الذي لا يفارق مخيلتي لأنه أول خطوة لي في طريق الفن فانصرت عن التعلم والكتابة إلى الرسم وتقليد الحروف وتخطيطها فكنت أرسم للمدرسة وأخطط وأنا في الصف الخامس أرسم لطلاب دار المعلمين والمعاهد رسوم العلوم والجغرافية ولوحات الأيضاح وكنت متميزاً جداً وسعيداً لأن روحي الهائمة هدأت قليلاً وعرفت ما هو مرادها ولكن عندما أصحو من الرسم أجد نفسي أكسل طالب في المدرسة ورسبت عدة مرات في الابتدائية وتخرجت منها لا أعرف الكتابة ور القراءة بعد ثماني سنوات ولكن فوزي بالرسم والخط والحصول على الألوان والكرتون ودفاتر الرسم والجوائز كتشجيع لموهبتي لم يعد يرضي طموحي وقررت أن أتحدى الجميع وأكون متميزاً في كل شيء وبدأت محاولاتي في تعلم الأحرف والقراءة في سن الرابعة عشرة ذهبت ألى خالتي وهي معلمة لتعلمني الأحرف والقراءة وانطلقت بعدها لا يقف في وجهي عائق في المدرسة نحو الدراسة والعلم تحسنت قليلاً قليلاً وفي التاسع ذهلت الجميع وكنت من الثلاثة الأوائل في المخيم وإلى الاُن يضربون المثل بأديب المعجزة فالإنسان مع الإرادة والتصميم يحقق أكبر المعجزات . وأصبحت في الثانوي الأول في المدرسة ولكن في البكالوريا لأسباب موضوعية وغير طبيعية وغير مواتية للدراسة لم أحصل على المجموع الذي سعيت إليه ودخلت كلية الهندسة الزراعية عام 1980 ولم يسمح لي الأهل بدخول كلية الفنون الجميلة لأن الفني ليس له مستقبل وما بطعمي خبر . وفي عام 1982 أقيم في الجامعة معرض الفني الإعلان عن صبرا وشاتيلا في المكتبة المركزية في حلب فتأثرت كثيراً ودهلت من الفنيقية هول ما رأيت وفي نفس اليوم عدت للبيت ورسمت إعلان عن صبرا وشاتيلا وبدأت الأعمال تتوالى وفي عام 1988 أقمت أول معرض فردي لي بالمخيم وعملت في مجال الإعلان عشر سنين ولكن مللت بسرعة وبحثت عن شيء جديد أطور فيه موهبتي فدرست فن التصوير الزيتي (1988-1990) في مركز سهيل الأحدب للفن التشكيلي وتخرجت منه عام 1991 فبدأت أمارس التصوير الزيتي وشاركت في معارض فردية وجماعية وبعد ذلك بدأت أهتم بفن التطريز على الثوب الفلسطيني وكان مصدر إلهام وإعجاب وكذلك الحروفيات العربية الخاصة القديمة منها مثل الأحرف الفنيقية والفرعونية والأوغاريتية ثم الزخارف الأسلامية وكان لها تأثير كبير وقوي على أعمالي ومعظم لوحاتي مستفيداً من المدارس الغربية والتقنيات الحديثة . لم أستقر أبداً على أسلوب واحد وكنت دائم البحث والتجريب والبحث عن تقنيات وطاقات جديدة لتقديم لوحة عربية الجذور ملتزماً بقضايا وهموم الإنسان الفلسطيني والعربي وأدخل إلى عالم الحداثة من بوابة التراث مع الحفاظ على رؤية غير تقليدية متناغمة مع لغة العصر وايقاع اليوم الحالي والابتعاد عن اللوحة السياحية والمبالغة في التزيين وأنا أعرف أيضاً أن المبالغة في استخدام التقنيات يقلل من التعبير في اللوحة وأنا أحاول أن أضبط وأوازن بين كل هذه المعادلات الصعبة بروح وإحساس عالي بالمسؤولية وهاوياً مستمتعاً بالنتائج الجديدة والمدهشة
الإيحاءات التجريدية السابحة في فضاءات لوحة تشكيلية
BY Artist joseph harb
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الإيحاءات التجريدية السابحة في فضاءات لوحة تشكيلية زمنية ذات ألوان دافئة ضحى عبدالرؤوف المل يستخرج "جوزيف حرب" من الألوان المتناقضات الحسية. ليمزجها بموضوعية مع الأشكال التخيلية التي توحي بتقش ذي أساليب تختلط فيها التماذج الفنية. كما أن الترابطات التشكيلية المتماثلة في لوحاته ما هي إلا تشابهات لكتل متراصة زخرفها أحيانًا بتلقائية وعفوية تجريدية، وأحيانًا أخرى بتصورات تخيلية لها تعبيراتها الإيحائية المرتبطة بالتكوين الجمالي الرمزي. فهو لا يستبعد انفعالاته الحسية عن اللون أو الشكل، بل يمنح الحواس حرية متكاملة لتتشكل الكتل والألوان تبعًا للحالة النفسية وحريتها الفنية، وليضيف إلى لوحاته متعة بصرية تزخر بالمعاني الغارقة بالغموض، وبسيميائية تتصف بحيوية ديناميكية تبرز من خلال الألوان وتضادها، وقدرتها على خلق الأبعاد وتطويعها جماليًا لتحتفظ بزمكانية خاصة لكل لوحة منحها اللون أو الفن الإبداعي أو المحايد ضوئيًا أو المتضمنة أساسيات الضوء والعتمة ومفهوم التضاد: الليل والنهار، المعتم والمضيء، كنقاط حسية أو دوائر لونية متداخلة مع بعضها البعض لتؤلف سيمفونية لونية لها خاصيتها الرؤيوية. تبدو النظم اللونية في أعمال الفنان "جوزيف حرب" كنقش إسفنجي تتلاشى من خلاله الألوان وتمتص الضوء، لتبدو كبقع داكنة وفاتحة تتجمع من خلالها المضامين الإنسانية ذات الأسلوب التجريدي، والمضمون الذي يحتوي الأنساق الجمالية المتوازنة بصريًا. فالخطوط الانعكاسية في بعض لوحاته توحي باعتباطية الحياة، ولكنها تحدد مسارات الوعي الفكري المندمج مع الألوان واختلافاتها الحارة والباردة. فتغلغل المعاني التشكيلية في أعماق اللوحة وفق نغمة ذاتية ذات موضوعات تتنوع وفق الأزرق وضوئياته، والأحمر وقوته الزمنية في لوحة ترك الغموض فيها يوحي بسريالية اختزلت السطوح التصويرية، ودينامية الحركة المتوافقة مع الاتجاهات والوحدات البنائية، لكل لون فاتح أو غامق تبعًا لطول الموجة اللونية أو قصرها التي تساهم في تعزيز التناسب والتماثل بين الكتل والفراغات في مساحات واسعة أو ضيقة، حيث تمتد الأشكال أحيانًا وتندمج وفق الرؤية التخيلية. لواقع مبني على التجريد الديناميكي، ومفاهيمه من حيث المعنى والمبنى والجمال النابض بحيوية اللون الأحمر والأزرق بشكل خاص. يغوص الفنان "جوزيف حرب" في الأبعاد النفسية للعمل الفني من حيث التداخل البصري المؤدي إلى خلق الأبعاد الفكرية، مستخدمًا لذلك إسقاطات ذاتية تنساب في عمق اللون المثير للحواس، وللحركة البصرية التي تعصف بالوجدان. ليعزز من خلال ذلك فكرة الترابط الإنساني وجمالية التكوين المعزز بصياغات فنية تتحاور وتتجاور فيها الألوان تبعًا للمقاييس الهندسية، والمعايير الفراغية المرتبطة بصفاء اللون ونقاوته ونسبته المتفاوتة في تغطية الفراغات وتشكيلها الحسي. حيث إن الموازين الضوئية في لوحاته تتميز بتوافقات إيقاعية تجذب البصر وتترك المتلقي في حالة تأمل عميقة وجدانية. تتأرجح ألوان الفنان "جوزيف حرب" بين الشدة والخفوت والمنظور الضوئي المنسجم مع انعكاساته الداخلية والخارجية النابعة من الإيحاءات التجريدية السابحة في فضاءات لوحة تشكيلية زمنية ذات ألوان دافئة منحها المعنى النفسي والجمالي، حيث تلعب الأشكال دورًا مهمًا في إثارة الخيال لدى المتلقي. فالدهشة والإبهار من العناصر التي يسعى إلى امتلاكها "جوزيف حرب" ليمنحها للوحات، فتتميز حسيًا ومضمونًا تجريديًا ذي التعابير الفنية الانسيابية وجمالياتها المتماشية مع روح اللون، وكنه الشكل وماهية الخط الدرامي المتشكل، كخطوات عبثية مهيأة لتضفي عقلانية أسلوبية تتخذ من العشوائية مضمونًا لها. لأن التعبيرية في عمق لوحاته تتأجج وفق الرؤية البصرية التي يستنتجها الرائي، وتتبوأ بانوراميتها رمزية هي كناية عن حداثة فنية تنوعت من خلال الأكريليك والكولاج والأساليب البسيطة الفنية. تحولات وتغيرات لونية دقيقة في تفاصيلها الكامنة بالأعمال الإبداعية من كولاج ولون وتركيب أو من فن يحمل رؤية إنسانية ذات عاطفة جمالية لها وعيها البارز في الخطوط والكتل المتلائمة مع الوحدات الفنية. إذاً، تتوسط الأشكال اللونية دوائر هي بمثابة نقاط تحمل في طياتها رسومات توحي بتدرجات زمنية تكشف عن حركة إيقاعات جذابة ومتناغمة. فهو يقسم الحركة بين الأسفل والأعلى بتضاد تتكامل فيه النقاط الوسطية، بحيث تشبه مرحلة انفصالية بين الوهم والحقيقة، والواقع والخيال لربط كل ما هو إنساني بالفن المحصور بتشكيلات جمالية تتجاذبها الحركة تضادات الألوان للأعلى والأسفل. فالتفاوت بين الخطوط والألوان ومتغيرات الاتجاهات التي تعتمد على قوة التجريد والإيحاء التأثيري داخل مسافات اللون الواحد. مستويات فنية انتقالية من التعقيد إلى التبسيط المتلائم مع الضوء والظل، والخصائص التعبيرية الظاهرة على السطوح كمرئيات حسية تتصف بتوظيفات موضوعية ذات صياغات تفاعلية تتباين فيها الموتيفات البانورامية. الأسلوب يقول كازيمير ماليفيتش: "إن ظواهر العالم المرئي هي ذاتها لا معنى لها، ولكن الشيء الذي لا معنى له هو الإحساس." يعزز "جوزيف حرب" طبيعة الألوان الدينامية في أعماله الفنية حيث يترك قيمة اللون تتفاعل مع الداكن والفاتح والظل. ليغطي فراغاته بتكنيك يبرز من خلاله الحركة الانعكاسية بين صعود وهبوط، وتأثيرات بصرية تذوب فيها المعاني. لتمتلئ اللوحة بالأحاسيس الفنية وبجمالية الحركة الخاصة بكل لون امتلك من الصفات التجريدية ما يجعله عميق الارتباط بالإيقاع الهندسي الإيحائي. برؤية أخرى يعكس العمل الفني مشهدًا غنيًا بالتفاصيل الحسية والألوان، حيث تستخدم الألوان الدافئة بشكل رئيسي لتعزيز الشعور بالحميمية والدفء. الأشكال التجريدية المستخدمة تثير الخيال، مما يدعو المتلقي للتفاعل مع اللوحة بشكل شخصي. يتضح من التركيب أن الفنان يسعى إلى نقل حالة من الانسجام بين الألوان والأشكال، مما يعكس نظرة فلسفية تجاه الفن كمادة تعبيرية. يتجلى العمق النفسي للعمل من خلال تباين الألوان والأشكال، حيث يتم التعبير عن مشاعر مختلطة من السعادة والحنين والقلق. الألوان المتناقضة، مثل الأحمر الدافئ والأزرق البارد، تساهم في إثارة مشاعر متباينة. يستحضر العمل حالة من الاستبطان، حيث يواجه المشاهد تجاربه الداخلية من خلال الانعكاسات البصرية. تقنيات الرسم المستخدمة، سواء كان ذلك من خلال الكولاج أو الأكريليك، تضيف بعدًا إضافيًا للعمل. يتجلى التوظيف الذكي للألوان في خلق توازن بصري، حيث تعكس الأشكال حركة ديناميكية تشد الانتباه. يُظهر الفنان قدرة فنية متميزة على دمج مختلف الأساليب، مما يجعل العمل يحمل طابعًا معاصرًا متجددًا. الجمال في هذا العمل ليس مجرد مظهر سطحي، بل هو جمال يتجلى في العمق والتعقيد. تنسجم الألوان معًا لتخلق تجربة بصرية غنية، بينما تضيف الأشكال التجريدية بُعدًا إضافيًا للجمالية. يتألق العمل بلمسة من الغموض، مما يجعله يستدعي تأمل المشاهد ويدفعه لاستكشاف معانيه الخفية. تُعد التعبيرية جزءًا أساسيًا من العمل، حيث يتم تصوير المشاعر والأفكار بأسلوب متجدد. تحاكي الألوان المتحركة والانسيابية بين الأشكال شعورًا بالتغيير الدائم، مما يعكس الطبيعة غير الثابتة للحياة. يعكس العمل تفاعلاً عميقًا مع الذات، مما يجعل كل مشاهد يجد نفسه في تجربة فريدة. أما الإيقاع البصري يتجلى من خلال التنقل بين الألوان والأشكال، حيث يخلق تداخل الأشكال حركات بصرية تتفاعل مع العيون. يتنقل المشاهد بين العناصر المختلفة للوحة، مما يمنحه إحساسًا بالتنقل الديناميكي عبر فضاء العمل. الإيقاع هنا ليس مجرد تنسيق بصري، بل هو حوار بين الألوان والأشكال، مما يسهم في خلق تجربة متكاملة تأخذ المتلقي في رحلة بصرية فريدة. العمل الفني يمثل تجسيدًا مثيرًا للإعجاب لمجموعة من الأفكار والمشاعر المعقدة، حيث ينجح الفنان في نقل تجربة إنسانية عميقة عبر الوسائط البصرية. يترك تأثيرًا دائمًا على المتلقي، مما يدعوه للتفكير والتأمل في معاني العمل وأبعاده المختلفة. يقدم جوزيف حرب أعمالًا تجريدية تتناول مواضيع متنوعة، مستمدًا إلهامه من التجارب الإنسانية والطبيعة. يتميز أسلوبه باستخدام ألوان دافئة ومتباينة، مما يخلق تباينات قوية تعكس حالات نفسية مختلفة. تتضمن لوحاته أشكالًا تتسم بالحرية والتلقائية، ما يضفي طابعًا ديناميكيًا يثير الفضول. تتسم أعمال حرب بالعمق النفسي، حيث تعكس مشاعر مركبة مثل الحزن، الفرح، والحنين. يتمكن من تجسيد تجاربه الداخلية عبر الألوان والأشكال، مما يجعل المشاهد يتفاعل مع اللوحة بشكل شخصي. هذا التفاعل يولد شعورًا بالتعاطف مع الحالة النفسية المعروضة، ويجعل المشاهد يستكشف مشاعره الخاصة. يتميز حرب بتقنيات متعددة، تشمل الكولاج والأكريليك، حيث يستخدمها بشكل مبتكر لخلق توازن بصري. تتداخل الألوان بشكل يعكس مهارة فنية عالية، مما يساهم في تطوير أسلوب فريد يحمل بصمته الخاصة. إن قدرته على دمج العناصر المختلفة تعكس رؤيته الفنية المعاصرة، وتمنح أعماله طابعًا تجريديًا معاصرًا. الجمال في أعمال جوزيف حرب يتجلى في التنوع والتعقيد. الألوان المتناسقة والأشكال العضوية تخلق تجربة بصرية مدهشة، حيث يثير العمل إحساسًا بالدهشة والغموض. يُظهر الفنان قدرة على تحويل مشاعر معقدة إلى تجارب جمالية، مما يجعل لوحاته ليست مجرد مشاهد، بل عوالم تتطلب استكشافًا عميقًا. تعتبر التعبيرية عنصرًا أساسيًا في أعمال حرب، حيث تعكس الأشكال والألوان تجارب إنسانية عميقة. تستخدم اللوحات لغة بصرية تعبر عن مشاعر داخلية، مما يخلق ارتباطًا قويًا بين العمل والمتلقي. تعكس الأشكال المتحركة انسيابية الحياة والتغير الدائم، مما يضيف بعدًا إنسانيًا للأعمال. الإيقاع البصري في أعمال حرب يتمثل في التنقل بين الأشكال والألوان، حيث يخلق تفاعلاً ديناميكيًا يجذب العين. يتيح هذا الإيقاع للمشاهد التنقل بين العناصر المختلفة للوحة، مما يخلق تجربة غامرة. تعكس حركة الألوان والأشكال تفاعلاً حيويًا، مما يزيد من عمق التجربة البصرية. جوزيف حرب هو فنان تجريدي ينجح في خلق تجربة بصرية عميقة تتجاوز الأشكال والألوان، حيث يمزج بين الشعور واللون، بين الواقعي والتجريدي. أعماله تثير تأملات حول التجربة الإنسانية، وتقدم دعوة للمشاهد للتفاعل مع عمق المشاعر والتعبير الفني. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist joseph harb
JOSEPH HARB (B. 1964)
خرمشة... الفنانة إيما حركة
BY Artist Emma Haraké
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
خرمشة... الفنانة إيما حركة في غاليري رجاء سرتان ضحى عبدالرؤوف المل تبرع "إيما حركة" في رؤية ذاتها عبر مرآة نفسية قادرة على إعطاء ملامح معاكسة تظهر الباطن الطافح بالقلق والقسوة واللين. فتتناول أبرز الأساليب الفنية التي تعبر عن انسياب أفكارها التشكيلية لكل تكوين فني درامي يحمل مضموناً سردياً يعتمد على تجربتها الطافحة بالإحساس وخصوبة مخزونها الفكري، لتؤلف أشكالاً تعتمد على غرائبية فكرة فتحت حواراً بصرياً مع الخطوط والمساحات، ضمن وجوه نساء تجسد التصورات الإنسانية للمرأة وهمومها، وإيحاءات يتماهى معها اللون والخط، فتتوازن القراءة التشكيلية لتتوحد المفردة وتذوب التفسيرات بين خط وخط، فتتابع العين انسياب خفايا ريشة لها إيقاعها الخاص، والأكثر حضوراً من سكين رسم تعكس واقع المرأة الحاد في مجتمع انفعالي ميزته وفق ألوان تلاءم طبيعة المرأة، وكأنها تبرز حالة إنسانية من خلال الحركة والضوء وتدرجات لونية تتساوى مع الأحاسيس المتناقضة في كل لوحة تراها العين. في خلفية كل لوحة، يتوقف الزمن عند حكاية امرأة تحمل هموم حياة أو روتين مكان يثير الغموض، فتشتعل الألوان الصاخبة كما تهدأ الخطوط في تعبير فني يتمسك بالكتلة ويجعلها جمالياً ناطقة بلغة المرأة الهارمونية، لتملأ الحواس بالحضور المفعم وبالانطباعات المتناقضة في تضاد لوني يؤطر الشكل، مما يجعل قراءتها تقترب من قراءة حكاية. عفوية تعبيرية لا إرادية لعبت دوراً في تنوع كل لوحة، فالموضوع هو المرأة وتفاعلها مع الحركة واللون للكشف عن الذات القادرة على تسخير قدراتها، لتحقيق الحوار بين اللوحة والمتلقي، حيث تظهر سر الحكاية وفق أسلوب "إيما حركة" الواقعي والتعبيري، وأحياناً نصف مشهدي في رمزية تنادي بحقوق المرأة في تنويع فني يتأرجح بين الرفض والقبول، مما يعكس التعابير الاجتماعية الإنسانية المختلفة في اختراق المألوف والبعد عن الروتين الفني والجمالي. تراجيديا حددت فيها شكل المرأة الفطري والأساسي، لكنها تركت المعالم تتغير من عينين مفتوحتين وأنوف كبيرة وشفاه مكتنزة لها رمزية عنيفة وقوية إلى شعر تتضح فيه خارطة تقنية شكلتها "إيما" في حضور له معاناته الخاصة، وكأن الفرح في لوحة ما يشبه الحزن في لوحة أخرى. حتى الضوء تركته يتراءى بشفافية كالمخاوف، وهو يحاول استعادة مكانته في كل لوحة، ازدادت فيها ملامح الوجوه قسوة واضحة لها مدلول هم المرأة الحياتي وهو وجودها الحر في الحياة. توهج لوني له جمالية خطوط رفيعة تستعيد من خلالها ذاكرة زمن أخفته، لكنه حفظ ما حققته المرأة من إنجازات إبداعية تولد الإحساس بالانعتاق المخفي بين الرموز والخط واللون، لتبدو خصائص اللوحة كالنواة الأساسية للمرأة واختلافها، قبحها وجمالها، وتضاد ملامحها في بورتريه تعبيري يسعى لإظهار حركة المرأة التكوينية بصرياً داخل فراغ حسي بنائي، وتداخل لوني له أبعاده الدلالية والتلقائية المتوزعة داخل مساحة وجه انعكست ظلاله على خلفيات محت الزمن، وتركته في مكان له أشكاله الخاصة هندسياً، إلا أنها تحمل في مضمونها انفعالات حساسة تظهر قوة الملامح في منظومة لها سحرها المتناغم الذي يشع في أجواء اللوحة نفسها، قبل أن يلمس المتلقي شفافية العيون واختلافها، لتضفي جاذبية على الحس الوجداني والإدراك الجمالي، فنتساءل عن ماهية المرأة عند الفنانة "إيما حركة"؟ لوحات تضج بالخوف والقلق الأنثوي بأسلوب عفوي يتواءم مع مخيلة وظفتها للتأثير على روح الحس الإيحائي من خلال رموز لها دلالة جوهرية زادت من قيمة الشكل الثابت فعلياً، والمتحرك لونياً، كأنها تحاور سكين رسم في خرمشة لها طابعها الموسيقي المؤثر، فهي تترك الحرية ليدها كي تترجم ما بداخلها من حوار لون وشكل قبل أن تترك معالم المرأة المجهولة زمنياً في لوحاتها. مقدرة تعبيرية لها تأثيراتها الخاصة في النفس، فهي تشير إلى اختلاف المرأة وحضورها في تقنية تنطوي على مهارة جمالية لها أسلوبها ومضمونها، مما جعلني أتحاور مع كل امرأة في لوحة رأيتها: المرأة الغاضبة، المتسامحة، الحنونة، اللعوب، الشريرة، العاشقة. يقول ماغريت: "إن الذي نراه على شيء من الأشياء، هو شيء آخر خفي، وإن ما نتصوره أنه رابطة بينهما ليس بدوره سوى مجرد خاطر، أو إحساس، أو احتمال، ولا يمكننا أن نتوقع شيئاً مقدماً." عالم المرأة التكويني والمتداخل حقيقة مع عالم "إيما حركة" الخاص هو نتيجة مرحلية تعمقت فيها بصرياً، وجعلتنا نتأثر بها لنكتشف الخطوط العمودية مع حساسية لون مركب، قبل أن نرحل إلى ما هو أبعد من الصورة، فنرفض صورة المرأة الاستهلاكية التي تعتمد على مقاييس معينة خرجت منها "إيما حركة" ومنحت المرأة فوضوية تشكيلية لها تضادها وخصائصها، تاركة للوجه طبيعته المتباينة والومضة الدلالية في عين المخيلة دون أن تنسى محاكاة الواقع في حالة فنية تعبيرية لها لغتها الخاصة التي دأبت على تسميتها "أيما حركة" خرمشة" أو "خدش". برؤية أخرى تدور أعمال الفنانة "إيما حركة" حول تجربة المرأة وهمومها، حيث تنسج من خلال لوحاتها حكايات تمزج بين القلق والهدوء، وبين الجمال والقبح. يتجلى الموضوع في تفاعل المرأة مع محيطها، مما يخلق انطباعًا قويًا لدى المتلقي، حيث يشعر وكأنه يغوص في أعماق مشاعر هذه الشخصيات. تتجلى في أعمال الفنانة "إيما حركة" تجربة المرأة المعقدة، حيث تبرز مشاعر القلق والتحديات التي تواجهها في المجتمع. تعكس اللوحات حكايات شخصية تمزج بين القوة والضعف، مما يخلق انطباعًا قويًا لدى المتلقي، ويدعوه للتفاعل مع القضايا الإنسانية العميقة. تحمل الأعمال بعدًا نفسيًا عميقًا، حيث تمثل كل لوحة تجربة فريدة تعكس الصراعات الداخلية. الألوان المستخدمة تعبر عن مشاعر مختلفة: الألوان الدافئة تعكس الأمل والحنان، بينما الألوان الباردة تعبر عن الألم والقلق. هذا التباين يسهم في تعزيز تجربة المتلقي ويدعوه لاستكشاف مشاعر الشخصية المرسومة. تتميز "إيما" بتقنيات فنية تعبيرية مميزة، حيث تتداخل الأشكال والألوان بطريقة غير تقليدية. يبرز الجمال في التفاصيل الدقيقة، وفي تفاعل الألوان المختلفة، مما يخلق توازنًا بصريًا يلفت الانتباه. الأساليب الفنية المستخدمة تعكس تنوع التجربة الإنسانية، وتضفي على العمل لمسة جمالية فريدة. يعتبر الإيقاع البصري عنصرًا محوريًا في لوحات "إيما". الحركة الموجودة في الخطوط والأشكال تخلق ديناميكية بصرية تشد الانتباه. الإيقاع يتغير من لوحة لأخرى، مما يعكس التوترات المختلفة في التجربة الإنسانية. الخطوط المتداخلة والمساحات الملونة تنقل شعور الحركة والتفاعل، مما يجعل كل لوحة تجربة بصرية متكاملة. في المجمل، تقدم "إيما حركة" تجربة فنية غنية تعكس عمق التجربة الإنسانية. أعمالها ليست مجرد رسومات، بل هي دعوة للتأمل والتفاعل مع القضايا الاجتماعية والنفسية. الإيقاع البصري يسهم في خلق تجربة جمالية متكاملة، تدعو المتلقي للغوص في عالم مشاعر المرأة وهمومها، مما يجعلها تجربة لا تُنسى. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Emma Haraké
إيما هاراكي معلمة وفنانة تشكيلية وباحثة ومنظمة مجتمعية من بيروت، تعيش وتعمل في تيوتيا:كي (مونتريال). حصلت على درجة الماجستير في تعليم الفن من جامعة كونكورديا وبكالوريوس الفنون الجميلة من الجامعة اللبنانية. تشمل اهتماماتها البحثية الاستفسارات الذاتية والفنية، وأعمال الذاكرة، والتاريخ الشفوي. تتمتع إيما بسنوات من الخبرة العملية في مختلف البيئات الثقافية والأكاديمية والمجتمعية وتضع عملها ضمن الممارسات التعاونية والمجتمعية. Mumtalakat Mumtalakat، التي تعمل باللغة الثالثة الأكثر تحدثًا في مونتريال، هو مشروع متعدد الأجزاء يستكشف المعنى المضمن في الأشياء التي تنتمي إلى المهاجرين الناطقين باللغة العربية. بناءً على مشروع أطروحتي في تعليم الفن، يتضمن المشروع مقابلات مع سكان مونتريال الناطقين باللغة العربية الذين شاركوا تجاربهم من خلال مناقشة الأشياء الشخصية التي سافرت معهم في تجربة الهجرة. بالإضافة إلى المقابلات التي كانت جارية، تطور المشروع إلى سلسلة من ورش العمل لسرد القصص العربية بعنوان "كان يا ما كان"، بالإضافة إلى ثلاث فعاليات قراءة عامة تضم مؤلفين محليين يتحدثون العربية ويكتبون باللغة العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية. ستجد على هذا الموقع مقاطع فيديو لثمانية مقابلات تاريخية شفوية مع الصور ونصوصها المصاحبة، بالإضافة إلى قائمة المراجع، بالإضافة إلى ثلاثة نصوص نقدية كتبت باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.
«
100
101
102
103
104
»