Movie
Series
Books
Paintings
Article
Anime
Interviews
Theater
Login
 
Contact Us
 
الواقع العربي ومؤثراته على ريشة "سيروان باران"
BY Artist Serwan Baran
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
الواقع العربي ومؤثراته على ريشة "سيروان باران" بشكل خاص ضحى عبد الرؤوف المل تتدفق التساؤلات من لوحات الفنان "سيروان باران" (Serwan Baran) عبر تحريض نفسي تثيره الأشكال المرسومة بفلسفة وحشية مدارها البشرية بأكملها، وعبر اكتشافات المدارك الحسية في فن تميز بعلامات استفهام مشحونة بتعبير عن مخاوف الإنسانية بين الوجود واللا وجود، والصراعات القائمة على المادة. لهذا نجد في لوحاته الكثير من التفاصيل عن الكتلة البشرية تحديدًا، والإنسانية في تفاصيل أخرى منها القبح والبشاعة، والوحشية مقتفيًا الأثر الناتج عن الحروب بشكل عام، أو حتى تلك الصراعات التي تنتج عنها ضحايا إنسانية موشومة بمدرسة فنية وحشية، وإن خرج عنها قليلاً أو التزم بها كثيرًا. إلا أنه يكشف عن الوجه الآخر للفن، وهو اختزال الهموم الحياتية في لوحة تترجم ماهية الكائنات القابعة في أجساد مادية. ليبقي على روحية اللون وجماليته، ليعكس مفارقات الكائنات بين الداخل والخارج، أو بين المحسوس والملموس، وبشكل أفضل بين كل ما يستعصي على الوصف البصري. أو كل ما من شأنه أن يدفع بالمعنى الفني الوحشي نحو الإحساس غير المقبول بالمتناقضات المثيرة للمخاوف، ودلالاتها القوية بالمأساة التي تقع إثر صراعات تطيح بجمالية الوجود، وتضعنا بشكل مباشر أمام حيوانية أو غرائزية أو بشرية تطورت من بداية الخلق حتى الآن. إلا أنها ما زالت بحاجة للإنسانية والخروج عن بشرية ذات وحشية عرفها الإنسان منذ بداية الخلق، أو إنسان الكهوف، كضرب من الرغبة في البقاء دون اختلاطات في المفاهيم الجمالية للفن الذي يضعه "سيروان باران" في مساحات تضاعف الإحساس بالتآلف من هموم الإنسانية، وصراعاتها اللامتناهية التي تتبلور وتتجدد، وتبقى كلوحات فنية تعاصر فظاظة الشرور، وما ينتج عنها من مشاهد تتجمد لها المضامين التي تنتفض مع الألوان، وتثري الخطوط بامتدادات واقعية تعبيرية يحاكي بها الانتفاضة على الوحشية، أو بمعنى آخر الواقع العربي ومؤثراته على ريشة "سيروان باران" بشكل خاص، وبما أنه ابن العراق. تصادم، تناحر، تضارب، تلاقي، تلاشي، تلاحم، التقاء أو انفصال! كلها مفردات لاشتقاقات ضبابية تتضح من خلالها ذئبية الحياة، وما ينتج عنها من بشاعة أو جمال، أو من أحداث لولادات بعد مخاضات في لوحات تشكل كل منها الحياة بوجه مختلف، والفلسفة الفنية ذات الصخب الهادف إلى خلق رؤية هي انتقاد للإنسانية التي تجعل من القبيح جميلاً أو بالعكس. ضمن مزيج من ميول فنية وإنسانية أو مؤثرات مختلفة تشير إلى تماسك محكم في المفاهيم التشكيلية التي ينطلق منها "سيروان باران" إنسانياً، وبصياغة قوية لأفكار تنسجم مع الألوان عبر المخاوف البارزة في تفاصيل لوحاته وعناصرها الجمالية، القابلة لخلق معايير ذاتية هي بصمة خاصة ذات صلة بالعراق والعالم، وبتبسيط لواقع في لوحة هي توسيع لحدود الرؤية الضيقة، وفتحها على عدة اتجاهات. لتكون بمثابة البؤرة الواقعية لحركة رفضت الأشكال التقليدية وانتفضت على الفن، وإن خرجت منه دون فوضوية ربما تقاربت معها. يدمج "سيروان باران" الحياة باللوحة، ويمنحها الوجود الذاتي والموضوعي متنقلاً بين العناصر بثقة، وإدراك لحيثية ما يرسمه أو ما يستبطنه من حركة درامية هي إدراك حسي للحدث أو للخوف وتحولاته عبر الألوان نفسياً، وبعلامات تشكيلية تلتقي ضمن نقطة واحدة، كازدواجية أو ثنائية تتحطم عندها المفاهيم التعبيرية للأشكال التقليدية، كتمثيل للوعي الذاتي الذي ينطلق منها "سيروان باران" إن باللون أو الحركة أو الشكل أو الكتلة أو التشظيات، وحتى مفهوم الحياة بشكل متناظر أو تأثيرات الإنسان على الوجود، وبالعكس دون تصنيف، وإنما بتوزيع منطقي تميز بالقلق أو الشعور بالخوف أو بالتدثر بالبقاء الوحشي بعد الحروب التي يخوضها الإنسان، ويخرج منها كالألوان الممزقة أو بانهيارات وعدم استقرار عاطفي أو بتهميش لدور الإنسان الفعال بين الجماعة التي خرج منها منهكًا بعد أن امتزج مع الألوان كلها، وحافظ على وجوده الإنساني بالالتحام مع الكتلة التي تتميز بها أعمال "سيروان باران" بشكل عام. تكتنف لوحات الفنان "سيروان باران" نزعة شعورية ترمز إلى المفعول الروحي بالرسم، والقدرة على استخراج المكنون الفني من الذات نحو عالم اللاشعور أو الحقيقة المتقاربة مع توجهات الإنسانية. لإظهار المعاني الجمالية التي تتعلق برسالات الفن التشكيلي وفلسفاته الإنسانية والوجودية معًا، أو بالأحرى الروافد المتعلقة بتموجات الذهن وهواجسه من الوقائع أو المشاهد الحية التي يلقاها كصدمات نفسية تؤثر على انطباعاته في الأدب والجمال والفن، وضمن عالم اللوحة المسبوكة باكتشافات بصرية تشريحية، لفهم كيفية تجسيد الرؤية الحسية وتحويلها إلى قواعد فنية ذات منظور نتعامل معها بدمج ذي جذور بصرية تحليلية تتبع الثقافة التي يتحلى بها الفنان، ليعالج لوحته بثراء فكري فني بصري يتصل بالإنسان والإنسانية وهمومه في الحياة، وكل ما يثيره في محيط يؤثر ويتأثر فيه. فهل اللوحة في أعمال "سيروان باران" هي حقيقة العالم الذي نعيش فيه؟ برؤية أخرى تحديثية تتجلى في أعمال "سيروان باران" نزعة نفسية عميقة تعكس تجارب إنسانية معقدة. فنون باران ليست مجرد تجسيد للأشكال، بل هي مرآة تعكس الهموم والخوف والألم، مما يعكس التأثيرات النفسية التي يواجهها الفرد في سياق الواقع العربي. تلك التأثيرات تتجلى في الألوان القاتمة والظلال التي تبرز الانكسارات الداخلية والصراعات النفسية، مما يُحاكي تجربة المشاهد ويثير لديه إحساسًا بالتعاطف. الفن عند باران هو وسيلة للتعبير عن صراعات الوجود. تكمن جمالية لوحاته في استخدامها للألوان والخطوط، حيث تتداخل الألوان بطريقة تعكس فوضى الحياة. التباين بين الأشكال والانسيابية في الخطوط ينم عن صراع داخلي بين الجمال والقبح، مما يمنح المشاهد فرصة للتفاعل مع العمل الفني بشكل أعمق. تتميز أعمال "سيروان باران" بجماليات قاسية، تطرح تساؤلات حول المعايير الجمالية التقليدية. فالجمال هنا ليس دائمًا مريحًا، بل هو يحمل في طياته معاني عميقة عن الألم والوجود. التكوينات المتداخلة والتفاصيل الغنية تضفي بعدًا حيويًا على الأعمال، مما يجعل كل لوحة تمثل تجربة إنسانية فريدة. تعد التعبيرية من العناصر الأساسية في أعمال باران. فكل لوحة ليست مجرد صورة، بل هي تعبير عن حالة شعورية. الحركات الديناميكية والألوان الجريئة تعكس شغف الفنان ورغبته في نقل تجاربه ومشاعره. هنا، يتجاوز العمل الفني حدود الشكل ليصبح وسيلة للتواصل بين الفنان والمشاهد، مما يولد شعورًا بالانتماء والعمق. من منظور فلسفي، يمكن اعتبار أعمال "سيروان باران" تأملًا في الوجود الإنساني. تعكس اللوحات صراعات الإنسان مع ذاته ومع العالم من حوله، مما يطرح أسئلة وجودية عميقة. الأشكال التي تنبض بالحياة تنقل لنا فكرة عن هشاشة الوجود، وكيف أن كل إنسان يواجه تحدياته الخاصة، ما يعكس التناقضات الفطرية في النفس البشرية. الرؤية البصرية في أعمال باران تمثل توازنًا بين الفوضى والتنظيم. الألوان المتعارضة والخطوط المتشابكة تعكس تعقيدات الحياة العربية، حيث تتداخل العواطف والانتماءات والذاكرة. من خلال استخدام الأسلوب التعبيري، ينجح باران في تصوير مشاعر القلق والاضطراب بشكل بصري ملموس، مما يمنح المشاهد فرصة للتفكير والتأمل. بشكل عام، تعتبر أعمال "سيروان باران" تجربة فنية غنية ومتعددة الأبعاد، تجمع بين الجمال والعمق النفسي. من خلال تحليلها من منظور نقدي فلسفي، نستطيع أن نرى كيف تنعكس القضايا الإنسانية والوجودية في كل تفصيل، مما يجعلها تمثل رؤية فريدة من نوعها عن الواقع العربي وما يحمله من تحديات وآمال. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%A4%D8%AB%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87/
×
Artist Serwan Baran
Serwan Baran is an Iraqi Kurdish artist born in 1968 in Baghdad. He studied at the University of Babylon, College of Fine Arts, and graduated in 1992. Following his graduation, the artist taught at...
معالجة الأحداث الحرجة في الحروب بالفن التشكيلي
BY Artist Serwan Baran
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
معالجة الأحداث الحرجة في الحروب بالفن التشكيلي ضحى عبدالرؤوف المل يعتمد الفنان سيروان باران (SERWAN BARAN) على معالجة الأحداث الحرجة في الحروب بالفن التشكيلي الدرامي، في توجهاته لإظهار المآسي الناتجة عن ذلك بالترميز، وبالقدرة على منح الألوان التعتيم المناسب في الأماكن البصرية، للتأثير الحسي ومنح الأضداد قيمة فنية تعتمد على الجمالية الرومانسية القابلة للهشاشة في زمن الحروب التي يؤرشفها باران في لوحاته، ومفارقاتها البصرية من حيث الألوان وتناقضها، والتفاصيل ومآساتها، مع اللعب على الخطوط اللونية واتجاهاتها للتأثير على الحركة الضوئية وحفظ الظل المؤثر في منح اللوحة ميزة أوجاع البشرية من الحروب ومؤثراتها، وخضوع الإنسان لآثارها ونتائجها، وما تفرضه عليه اللحظة التي يرسمها بتأنٍ، مستمداً من الذاكرة التفاصيل الملحمية الطويلة زمنياً بترميز قائم على شكل الوجوه والأجساد، وبانسياب ممزوج بالأحاسيس، وكأن شخوصه هي من حضارات قديمة نشأت على الاقتتال والحروب وما زالت تستمر حتى الآن. فهل التراجيديا في لوحات سيروان باران هي رسالة يبحث من خلالها عن حقوق الإنسان؟ أم أن الفنان يرسم ما في ذاكرته عن حروب عاشها وما زالت تفاصيلها تتراءى من خلال رسوماته؟ لعل أجمل ما في ريشة سيروان باران هو ارتباطها بالألوان القادرة على منح الحس مؤثرات المشهد، واستحضارها للحظات غائبة عن الذاكرة الإنسانية وعلاقتها الوثيقة بالفن، وبفلسفة تلامس اللاوعي وتدفع بالوعي نحو البحث عن الحلول. وبما أن المأساة في أعماله ليست خارج الفن الجمالي الذي يفرضه كمفهوم صارم في إظهار الواقع المأساوي للإنسان على مر الزمان دون التوقف أمام حقيقة واحدة، بل أمام حقائق متعددة ومختلفة وفق استعارات متعددة تقنياً من اللون إلى الظل إلى المتناقضات والأضداد، مستنكراً بذلك الكثير من مراحل الحروب الأسطورية والملحمية والبعيدة عن متخيل أي إنسان، مما يضع لوحاته في خانة حقوق الإنسان. فهل يحاول إعادة تشكيل البشرية بعيداً عن مأساة العصر الحديث، أم إنه يدمج كل ذلك في عقدة تاريخية يسلط الضوء من خلالها على أبرز صور الانتهاكات الإنسانية وقدوتها في فرض وقف هذه الحروب المثيرة للدهشة والمشحونة بالأوجاع؟ وإن كان ضمن الفن التشكيلي الذي يفترض أنه جمالياً بعيداً عن لغة الحروب، ولكنه في لوحات باران يسمو نحو الرسائل المطالبة بحقوق الإنسان في الابتعاد عن التلوثات الحسية المؤدية إلى فرض الكثير من المآسي البشرية في الكون. فهل لوحاته هي ذاكرة إنسانية؟ تثير لوحات باران إشكالية جدلية حول الحروب ونتائجها، والإنسانية وتمزقها، والجمال الخارج من المأساة نفسها المشبعة بالألوان الحياتية واستمراريتها في مجابهة معضلات الحروب. وعبر لوحات بمقاسات كبيرة هي للتأكيد على مساحة الذاكرة الكبيرة، وأوجاعها حيث يستنبش منها رسوماته الغارقة بالدراما التي تلامس في شكسبيريتها العنف القاتل، والذل المهين للإنسان في الحروب مع الاحتفاظ بالبعد الفلسفي لجمالية هذه اللوحات التي تثير القلق، وتثير الكثير من التساؤلات حول مصير الإنسانية الخاضعة للتمزق والظلم والاستبداد. وبعيداً عن مفهوم الجمال الذي لم يخرج عنه فنياً من حيث الأسلوب والتفسيرات المنطقية للتعتيم والضوء والكائنات المثيرة بحد ذاتها، وهكذا هو يضع المتلقي أمام لوحاته في محاكاة لا تنتهي تعيدنا إلى فن المأساة والتراجيديا، وجمالية المتخيل من واقع مأساوي مترجم بريشة ولون وتفاصيل مضمونها الإنسان وأهميته في الحياة بمكاشفات بصرية متلبسة أحياناً بحزن قوي يكتسب الحس منها قوة المشاعر المتجذرة في اللوحة التي نستطيع من خلالها فهم معنى السلام. برؤية أخرى تحديثية تتناول أعمال سيروان باران موضوعات الحرب والمعاناة الإنسانية من خلال تعبير بصري مكثف. يعتمد باران على استخدام الرموز والألوان للتعبير عن المآسي التي يعيشها الإنسان في أوقات النزاع. يظهر التوتر بين الألوان المتناقضة، مما يعكس الصراعات الداخلية والتجارب المؤلمة. هذه الازدواجية تعكس كيف يمكن للجمال أن ينبثق من الألم، مما يفتح المجال لتأملات فلسفية حول طبيعة الإنسان. تشير اللوحات إلى الصراعات النفسية التي يواجهها الأفراد في زمن الحرب. تعكس الألوان القاتمة والأشكال المتداخلة مشاعر الحزن والخوف، بينما قد تعبر الألوان الزاهية عن الأمل أو الذاكرة الجميلة. هذا التناقض النفسي يبرز الصراع بين الرغبة في الهروب من الواقع القاسي والاحتفاظ بالذاكرة المأساوية. يمكن تفسير هذه الأعمال كوسيلة للتعبير عن مشاعر الاغتراب والقلق، مما يعكس حالة الإنسانية المعاصرة. يعتمد باران على تقنيات الرسم التي تسمح له بالتلاعب بالضوء والظل بشكل فعال. إن استخدام الخطوط الديناميكية والألوان المتداخلة يخلق إحساسًا بالحركة والدراما، مما يجعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من المشهد. هذا الاستخدام الجمالي للألوان والخطوط يعكس فلسفة باران الفنية، التي تسعى إلى إيجاد توازن بين الجمال والمعاناة. تطرح أعمال باران تساؤلات حول الوجود الإنساني وأخلاقيات الحروب. من خلال تصوير الفوضى التي تخلفها النزاعات، يسعى الفنان إلى دعوة المتلقي للتأمل في القضايا الإنسانية الأعمق مثل حقوق الإنسان والسلام. يشكل هذا التوجه جزءًا من فلسفة الفن كوسيلة للتغيير الاجتماعي، حيث يتحول العمل الفني إلى منصة للتعبير عن الظلم والمآسي. تخلق اللوحات تجربة بصرية غامرة، حيث تدعو المشاهد للتفاعل مع العمل على مستوى أعمق. يمكن أن يشعر المرء بالقلق والارتباك عند النظر إلى الأشكال والألوان، مما يفرض على المتلقي أن يعيد التفكير في مفهوم الجمال وكيف يمكن أن يتواجد مع الألم. إن هذا التفاعل الحسي يفتح المجال للتأمل في تجربة الحرب وتأثيرها على الروح الإنسانية. يمكن اعتبار أعمال سيروان باران تجسيدًا لروح العصر الحديث، حيث يمتزج الألم بالجمال. تتجاوز اللوحات حدود الفن التقليدي لتصبح دعوة للتفكير والتأمل في المعاناة الإنسانية. من خلال تحليلها من منظور انطباعي موضوعي ونفسي، نجد أنها ليست مجرد أعمال فنية، بل هي رسائل تحمل في طياتها عمق الفلسفة الإنسانية وتعكس التحديات التي يواجهها العالم اليوم. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%A4%D8%AB%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87/
×
Artist Serwan Baran
Serwan Baran is an Iraqi Kurdish artist born in 1968 in Baghdad. He studied at the University of Babylon, College of Fine Arts, and graduated in 1992. Following his graduation, the artist taught at...
فكرة مجزأة ذات كيان تلقائي نابع من فن جمالي.
BY Artist Lina husseini
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
فكرة مجزأة ذات كيان تلقائي نابع من فن جمالي. ضحى عبدالرؤوف المل تتأثر أعمال الفنانة "لينا معلوف الحسيني" (Lina Husseini) بفكرة تتعلق بالفن المعاصر، وهي فكرة مجزأة ذات كيان تلقائي نابع من فن جمالي يعيد رؤية الأشياء تبعًا لشكل جديد قائم على أسس ومواد لها قيمتها الفنية التي تتحدى من خلالها الحدود التقليدية للفن. وانطلاقًا من أسلوب السهل الممتنع، تنشئ نوعًا من المعنى الأساسي لهذا الفن، سواء كانت منحوتات أو غير ذلك. إذ تعتمد "لينا الحسيني" على مزيج من التقنيات والخامات المختلفة القادرة على بناء المشهد الفني المعاصر من خلال أعمالها التي تعرض في "غاليري إكزود الأشرفية"، وفق المعايير المرتبطة بالجمال والسمو بالمادة نحو العاطفة والعقلانية والحس الفني، في تكوينات تعيدنا إلى البساطة والجمال، وإعادة الرؤية للأشياء من حولنا بنظرة مختلفة أو باستكشاف لمصادر الجمال في الأعمال الفنية التابعة لفن معاصر يجذب الاهتمام البصري، ويثير تساؤلات لا تنتهي بهدف التحديث لظواهر فنية ابتكارية تنخرط مع التحولات والتغيرات الفنية في المشهد الفني، من خلال التفاعل الثلاثي بين الفنان وأعماله والمتلقي. تعكس مجموعة أعمال الفنانة "لينا الحسيني" المعاصرة ديناميكية هذا الفن وتنوعه في تحقيق التأملات والحوارات البصرية المتصلة بالعلاقة الجمالية، وغرائبية الفكرة التي يقوم عليها الفن المعاصر أو النبض الابتكاري المرتبط بحالة اجتماعية أو جمالية أو وجدانية أو حتى انتقادية أو إعادة تشكيل المادة واستخراج أهميتها. لتكون ضمن الأسس الجمالية في العمل القائم على البساطة والتعقيد في آن واحد، وبنفس بنائي يدفع بالابتكارات الفنية المعاصرة نحو الابتعاد عن التقليدية أو الكلاسيكية، ودفع الفنون نحو اختراعات ذات أنماط مختلفة ومتنوعة، قادرة على خلق المحاكاة دون أن تتخطى الاستجابات البصرية في التكوين والتناسق، والتضاد والتناغم، والتركيب الهادف إلى إنشاء نحتي هو مزيج من الأشياء التي نجدها حولنا. لتشكل نقطة بداية جديدة نستقرأ من خلالها قدرات الفنان في تعديل المادة ووضعها ضمن تصميمات تركزت على النحت المفاهيمي وإعادة التجديد بشاعرية وجمال. تهجين وإعادة إنتاج لبصريات تعكس طفولية أو عبثية منظمة بتضمين النسب الجمالية في التصميمات الداخلية لكل عمل من أعمال الفنانة "لينا الحسيني". فلكل عمل من أعمالها لغته الخاصة والمعولمة إن شئنا القول، لتحديثات بصرية قائمة على توليد حوارات بينها وبين المتلقي والعمل الفني، لتخلق علاقة البدء بالأشياء لاستكشاف القيمة الجمالية النابعة من الأشياء غير المرتبطة بالجمال، وتجميعها في عمل فني تشكل فيه المادة المستخدمة الأساس، بتجدد تقني قائم على الحدس والعاطفة والعقلانية، وبشغف تطويري للشكل الناتج عن المادة الخام، والتكوين الذي يصف المشهد الفني المعاصر لأعمالها المتحررة بصريًا من التعقيد الفني، وإن التزمت رياضيًا بقوانين العمل النحتي المفاهيمي، ودقة تأليفه هو استخراجه من عبثية الفكرة إلى الوجود الدقيق أو عالم النحت المعاصر. مساحات جمالية تستعرض من خلالها الحسيني السياقات الجديدة المقترنة بالتصميم النحتي المعاصر، والحشرية في إثارة الانعكاسات الداخلية لقوانين النحت، والانتفاضة عليها بغنى فني يتمحور حول الأفكار الحالية للجمال والعولمة التي تضع المألوف وغير المألوف في خانة الجمال، بطرق ووسائل يتحدى الفنان من خلالها ذاته بموضوعية تقوم على مبدأ تنظيم العشوائيات عبر مؤثرات متنوعة جمالياً. لتعطي المنحوتة الصدى الحركي وبهويات متعددة لقيم النحت المعاصر، والمعتقدات التصميمية التي تلعب دورًا مهمًا في إبراز التأملات الشخصية للفنان، وترجمة أحاسيسه ضمن فكرة يستجيب لها الحس البصري. إذ يعتبر الانفتاح الفني المعاصر هو الفضول في تكوين فني متجدد قائم على التساؤلات التي تشعل التحفيز والنقاش والاستفسار عن ماهية هذا الفن. برؤية أخرى أعمال الفنانة "لينا معلوف الحسيني" تعكس توازنًا مثيرًا بين البساطة والتعقيد، حيث تتجلى فيها فكرة الجمال في الأشياء العادية. تستخدم الفنانة مواد مختلفة بطرق مبتكرة، مما يخلق مشاهد بصرية غنية تعكس حساسية فنية عالية. تبرز الأعمال شعورًا بالدهشة والاستكشاف، مما يجعل المتلقي يتفاعل مع الأعمال بشكل عميق. تتناول أعمال الحسيني مشاعر معقدة، تمزج بين الحنين والعبثية، مما يعكس الصراعات النفسية للإنسان المعاصر. يتجلى هذا في استخدام الألوان والأشكال، حيث تعكس ألوان زاهية مشاعر الفرح والأمل، بينما تعبر الأشكال المنحنية عن التوتر والقلق. تتفاعل هذه العناصر مع بعضها، مما يسمح للمشاهد بإعادة استكشاف عواطفه الداخلية. تقنيات "لينا الحسيني" تعكس فهمًا عميقًا للفن المعاصر، حيث تستند أعمالها إلى تقنيات متعددة تشمل النحت والتجريد. تعكس المواد المستخدمة تكاملًا بين الحداثة والتقليد، مما يجعل كل عمل فني يتحدث بلغة خاصة. تستخدم الفنانة مبدأ "السهل الممتنع" لخلق أعمال تبدو بسيطة، لكنها تحمل عمقًا فكريًا ومرجعيات فلسفية، مما يتيح لها الاستجابة للمتغيرات الاجتماعية والثقافية. الجمالية في أعمال الحسيني ليست مجرد سطح، بل تعبر عن تجارب إنسانية عميقة. تعتمد على إعادة تشكيل المواد بأسلوب مبتكر، مما يجعل كل قطعة فنية تمثل رحلة نحو الفهم الذاتي. تتجلى التعبيرية في الأشكال والانفعالات، حيث تدعو المشاهدين للتفكير في معاني أكبر تتعلق بالهوية والانتماء. من منظور بصري، تعكس الأعمال انفتاحًا على التجريب والابتكار، مما يسهم في إثراء المشهد الفني. تتنوع الأبعاد والأنسجة، مما يخلق تأثيرات بصرية مختلفة حسب زاوية النظر. هذا التنوع يجعل كل تجربة بصرية فريدة، مما يعكس تعقيد التجربة الإنسانية. تتضمن الرؤى البصرية أيضًا تفاعل المشاهد مع العمل، حيث ينخرط المتلقي في حوار مستمر مع الأعمال. تستند فلسفة "لينا الحسيني" إلى مفهوم الجمال كمساحة للتفاعل الإنساني، حيث تتجاوز الحدود التقليدية للفن. من خلال إعادة النظر في الأشكال والمعاني، تتحدى الفنانة الأفكار السائدة حول الجمال، مما يدعو المتلقي للتفكير في التعاريف المختلفة للجمال في السياقات الاجتماعية والثقافية. أعمال "لينا معلوف الحسيني" تمثل جسرًا بين الواقع الفني والتجربة الإنسانية، حيث تنسجم فيها العناصر النفسية والجمالية والتقنية. تدعو هذه الأعمال إلى إعادة التفكير في مفهوم الجمال، مما يسهم في توسيع آفاق الفهم الفني والثقافي. Doha El Mol dohamol67@gmail.com https://aliwaa.com.lb/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%A3%D8%A9-%D8%B0%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A/
×
Artist Lina husseini
لينا معلوف حسيني (فرنسية لبنانية، 1965) هي فنانة autodidact. حصلت على درجة في الإدارة العامة من الجامعة الأمريكية في بيروت، وقد قادها مسارها الفني في اتجاه مختلف. عاشت في كل من لبنان وفرنسا، وتعكس أعمالها مزيجًا من التأثيرات الشرقية والغربية. يظهر هذا الدمج كنوع من التجاوز في فنها، حيث يجسر بين ثقافات وإحساسيات متنوعة. من خلال تجربتها مع المواد والألوان والتراكيب، تأخذ العناصر العادية وتضعها في سياقات غير مألوفة. تتحدى طريقتها كيفية رؤية الناس للأشياء اليومية. تشعر أعمالها بالإيجابية، مما يقترح شعورًا بالحرية من قواعد المجتمع. تتمثل الابتكارات الرائدة للينا معلوف حسيني في استخدام مادة PVC كوسيلة أساسية. وقد نشأت ثنائية تعاونية مع زوجها رولاند حسيني، المهندس والمتخصص في مادة PVC. تجمع شراكتهم بين الإبداع والخبرة التقنية لإنتاج أعمال فنية فريدة وغير تقليدية. يعملون في درجات حرارة عالية، ويتلاعبون بالمواد ببراعة. يحتفظ العمل اليدوي الدقيق لثنائي حسيني بعنصر من العفوية. عرضت أعمالها في بيروت، دبي، نيويورك، ميامي، أبيدجان، مرسيليا، وسان جان كاب فيرات. كما شاركت في مزادات مخصصة لأسباب إنسانية.
قوة الأحجام في خلق النسب الذهبية
BY Artist Édouard Pignon
9.0
المقال
سيرة ذاتية
Share
×
Article
قوة الأحجام في خلق النسب الذهبية ومتناقضاتها بين الظاهر والباطن ضحى عبدالرؤوف المل يستكشف الفنان الفرنسي "إدوارد بينيون" (Edouard Pignon) نقاط الشكل المساعدة في بنائه فنياً، وفق وجهات نظر متعددة منها الثابت والمتحرك، تعبيراً عن قوة الأحجام في خلق النسب الذهبية ومتناقضاتها بين الظاهر والباطن، أو عمق اللوحة وسطحها، وتأثير ذلك على تغيرات الألوان والإحساس بتحولات الشكل تبعاً للملامح الفنية أو الهندسية أو الرياضية برمزيات مشبعة بالحس الإنساني. ومن خلال الرغبة في الدخول إلى الواقع الذي يعكسه بغرابة، وبأطر سخية تعزز الإثارة البصرية بالغموض التكعيبي، وبتعرجات الضوء الحاد في التكوين، والشاعري في جزء آخر منه بأسلوب تفرد به، إذ استند إلى استخراج نقاط الشكل الأساسي وتحريره، بمنحه عدة إيحاءات تعتمد على تحليل الخطوط، وأساليب جمعها بتقنية ديناميكية ذات تكعيبية. هي تجريد حقيقة الشكل والغوص في عمقه أو جوهره، لإبراز جماليته وتعدده الفني في لوحةٍ لانعكاس ضوئي وحدّته قوة التأثير على الأنماط التشكيلية المولودة من تأثير ذلك. تمثل النقاط الأساسية في أعمال الفنان "إدوارد بينيون" الحبكة البصرية المتينة التي تعيد الشكل إلى أصوله أو واقعيته، وأن عبر الفن التكعيبي، متمرداً بينيون بذلك على المدارس الفنية. لأنه يجرد الشكل من الزوائد أو مما يكتسيه، ويعيده تجريدياً إلى واقعه، أي إلى النقطة التي انطلق منها، ليتكون وفق رؤية فنية تمثل القدرة على خلق فضاءات تخيلية أو إيحاءات ذات مفاهيم جمالية تعتمد على المشهد الذاتي أو الانطباعي العميق القابع في مخيلته، والذي استطاع إبرازه لونيّاً وضمن النقاط والخطوط والألوان والأشكال، والمتناقضات والهندسيات والانعكاسات، وكل ما من شأنه أن يضفي نوعاً من المفهوم التشكيلي المعتمد على الفلسفة والتأطير اللوني أو الوجودي أو الحاسم في استخلاص الرؤية، وترجمتها على القماش حيث تستقر الأشكال وتتخذ استقلالية يتوق إليها "إدوارد بينيون" بعيداً عن التقليد والكلاسيكية، وبتمرد على خطوط المدارس الفنية الأخرى، وإن التزم بالنسب الذهبية أو بالمقاييس والمعايير التشكيلية التي توازن بين الجيد والسيء. ليتحدى بلوحاته النقاد، ولتكون كل لوحة برهاناً على مقدرته التشكيلية المتعددة المبنية على أهمية النقطة ومقدرتها في ترجمة الأشكال وقوتها، لفهم تطور إحساس الألوان ضمن أبعاد الخطوط والنقاط، محققاً بينيون بذلك صياغة تعمل على تطوير الخيال الفني لمواجهة تحديات الواقع الحياتي بالخيال الفني نفسه، الذي يحسّن قدرات الذهن في تنشيط الحس الإنساني ورغبته في فهم الحياة. خطوط تكعيبية هي أقرب لخارطة فنية تهدف إلى إظهار المسافات الفاصلة بين الأشياء أو الأهداف التي يمكن تحديدها في لوحة تشكيلية، كأنها خارطة لحروب تجابه المفاهيم الإنسانية للجمال، ومقاومتها بتحديد النقاط وجمع الخطوط، والفصل بين الفراغات والألوان بالضوء الحاد الذي يؤثر على تدرجات الألوان وتغيراتها، وانعكاساتها حسياً. وإن زاد اللون الأصفر أو منح الأمل في استكمال علامات الألوان الحارة والباردة، حيث تبرز الدائرة والمثلث والمكعبات، والظل المرتكز على فهم مسارته داخل لوحات تعج بالإحساس الحياتي، مستخدماً الأشكال كرموز لطبيعة تكعيبية ينتهجها "إدوارد بينيون" كي يعزز قوة اللوحة وهيمنة الأسلوب على الواقعية الموحية لها تكعيبياً ضمن الألوان وتوهجها وخفوتها، كالمواقف الإنسانية التي تميل إلى السلبيات والإيجابيات أو المواقف المتذبذبة بين الضوء والعتمة أو تلك التي تختار الظل للبقاء على الحياد. وهذه واحدة من أهم الإشارات التشكيلية في لوحة الفنان الفرنسي "إدوارد بينيون"، والتزامه بالنقاط التي ينطلق منها في تكوين رؤيته التشكيلية التي يقمع بها المدارس الفنية، وينتفض عليها بحزم دون أي التزام بالواقع الذي يستبطنه في الأسلوب التكعيبي في هذه اللوحة. تتجاوز الأعمال الفنية التي تحمل طابعًا غامضًا مجرد كونها مظهرًا للواقع، بل تنطلق من عمق التجربة الإنسانية، حيث تتفاعل الأفكار والرؤى البصرية مع انطباعات المشاهدين. يتطلب هذا التحليل تناول الأبعاد النفسية والجمالية للتعبيرات الغامضة التي تنبض بها هذه الأعمال، مما يفتح المجال لفهم عميق للمعاني المدفونة خلف السطح. الأعمال الفنية الغامضة تستفز مشاعر القلق والفضول، مما يتيح للمشاهد التفاعل مع النصوص البصرية بشكل شخصي. هذه التفاعلات تعكس الصراعات الداخلية والتجارب الذاتية، فكل فرد يستجيب لعالم الفن وفقاً لذكرياته ومخاوفه ورغباته. لذا، يمكن القول إن الغموض الفني يلعب دورًا في خلق فضاء نفسي يحرر المشاهد من القيود اليومية، مما يجعله غارقًا في عالم من الخيال والتأمل. من الناحية الفنية، تعتمد التعبيرات الغامضة على استخدام الألوان الداكنة والظلال المتناقضة، إلى جانب تكوينات غير متوقعة. هذه العناصر تعمل على خلق جويًا مُعتمًا، حيث تتداخل الأشكال لتبث إحساسًا بالاضطراب أو الاستقرار الهش. كما تستخدم تقنيات مثل التشويش والضبابية لإخفاء التفاصيل الدقيقة، مما يضيف طبقات من التعقيد للعمل الفني. تتسم الأعمال الغامضة بجماليات تعتمد على التباين بين الضوء والظل، وهي جمالية تنقل تجربة إنسانية معقدة. يستخدم الفنان الرموز والإشارات المتعددة لتعكس المشاعر الحقيقية، مما يحول العمل إلى تجربة حسية تفوق التصور التقليدي للجمال. فالجمال في هذا السياق لا يُعرف فقط بالتناغم، بل أيضاً بالتوتر والغموض. تُعتبر التعبيرات الغامضة وسيلة للتعبير عن مشاعر وأفكار يصعب وضعها في كلمات. تنقل هذه الأعمال مشاعر العزلة، التوتر، أو حتى الأمل، مما يتيح للفنان تقديم وجهة نظر معقدة للعالم من حوله. في هذا الإطار، تُعد الرؤى البصرية الغامضة انعكاسًا للصراعات الداخلية وللأسئلة الوجودية التي تتخلل التجربة الإنسانية. المعنى الجمالي للتعبيرات الغامضة يكمن في قدرتها على إشراك المشاهد في رحلة اكتشاف. يتجاوز العمل الفني كونه مجرد تمثيل، ليصبح وسيلة للتفاعل الفكري والعاطفي. الغموض يخلق فضاءً للتحليل والتفكير، مما يساهم في تعزيز قدرة المشاهد على إدراك الجوانب المختلفة للوجود. في النهاية، تعكس التعبيرات الغامضة في الأعمال الفنية رؤية عميقة ومعقدة للعالم، حيث تتداخل الأبعاد النفسية والفنية والجمالية. إنها دعوة للغوص في عمق التجربة الإنسانية واستكشاف ما وراء الظواهر السطحية. من خلال هذه الأعمال، يستطيع المشاهد التفاعل مع مشاعر الغموض والتوتر، مما يخلق تجربة فريدة تتجاوز الكلمات. Doha El Mol dohamol67@gmail.com
×
Artist Édouard Pignon
إدوارد بيغنون هو فنان فرنسي ينتمي إلى المدرسة الجديدة في باريس، وُلِد في 12 فبراير 1905 في بولي-ليه-مين (باس دو كاليه) وتوفي في 14 مايو 1993 في لا كوتور-بوسي (يور). تتميز أعماله الغزيرة، التي يصعب تصنيفها، بالتطور عبر سلاسل حول مواضيع متنوعة تتعاقب أو تتواجد في آن واحد، أحيانًا تتداخل: درامات الحالة العمالية، أشرعة السفن، جذوع الزيتون، أعمال الفلاحين، معارك الديوك، فظائع الحروب، غطاسون عراة وشواطئ مشمسة. تعاون مع بيكاسو، الذي كان صديقًا مقربًا له لمدة ثلاثين عامًا، في الخمسينيات من القرن الماضي للقتال ضد نظامية الواقعية الاشتراكية، دون أن ينضم إلى أصدقائه الفنانين غير المجسدين الذين كان يعرض معهم بشكل متكرر منذ الأربعينيات في فرنسا وخارجها. السيرة الذاتية في مقابلات مسجلة ومنشورة بين 1962 و1987، تحدث بيغنون كثيرًا عن مغامرته الشخصية ومنهجه الفني، خاصة في "البحث عن الواقع" عام 1966 و"ضد التيار" عام 1974. وقد روت الكاتبة والمفكرة هيلين بارملين (1915-1998)، التي تزوجها في يونيو 1950، مسيرته في سرد تفصيلي عامي 1976 و1985. مارليس-ليه-مين (1905-1927) وُلِد إدوارد بيغنون في باس دو كاليه، حيث غادر والده، عامل المناجم، لفترة قصيرة بعد خلاف في مارليس-ليه-مين، لكنه عاد بعد بضعة أسابيع إلى كالون-ريكوار. شهد إدوارد الصغير المآسي التي تسببت بها انفجارات غاز الميثان التي أودت بحياة 79 شخصًا في 3 سبتمبر 1912 في منجم كلارنس: "سمعنا انفجارًا ضخمًا. هرع الجميع، الأطفال كما الكبار، نحو المنجم الذي يبعد بضع كيلومترات. (...) رأيت العمال يُخرجون، محترقين، يصرخون أو ميتين. ثم أُغلقت الأبواب. كانت الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن يتشبثن بالأرض ويصرخن". كما شهد الطفل إضرابات العمال الكبرى: "كنت في السادسة من عمري، خرجت لأرى ما يحدث، وكانت هناك هجمة من فرقة من الخيالة، والسيوف مشرعة، على خيولهم الكبيرة. (...) وجدت نفسي بين جميع العمال الذين يركضون، والخيول التي تجري خلفهم. (...) كان هناك مضربون يقطعون أوتار خيولهم باستخدام شفرات". ستظهر هذه الصور لاحقًا في لوحاته. في عام 1912، التحق بيغنون بالمدرسة العامة حيث كانت رسوماته محل تقدير، لكن لون شعره الأحمر كان سببًا في الكثير من المشاجرات. خلال حرب 1914، أُغلقت المدرسة؛ فبقي في المقهى الذي تملكه والدته: "كان هذا المقهى بمثابة كتاب ضخم بالنسبة لي. كنت أستمع إلى كل شيء. كنت أجمع كل شيء. كان يأتي الناس من كل مكان، من جنسيات مختلفة، أو من مدن مختلفة. خلال الحرب - كنا على بعد عشرة كيلومترات من الجبهة - كان هناك جنود في كل مكان، في البيت، وفي الحظائر خلفه، في كل مكان، جنود في إجازة، وجنود يتجهون إلى الجبهة". رسم أحد الجنود بورتريه له بأقلام الملون، مما ساهم في تعزيز رغبته في الرسم: "لقد رسم لي بورتريه. وقدمه لي كهدية. وقد أذهلني هذا القدرة على التشابه. كانت هناك قوة سحرية كبيرة. وقد هامتني. في أساس حياتي كفنان، هناك بلا شك تلك الشرارة الصغيرة من ذلك الجندي. لم أعرف أبدًا من أين جاء ولا إلى أين كان ذاهبًا". في عام 1919، على الرغم من رغبة والده، التحق بيغنون بالعمل في المنجم كـ"غاليبوت"، وفي العام التالي عمل كعامل في البناء ثم كعامل في الجبس. بدأ في قراءة الكتب، وفي عام 1922، سجل في دورة رسم عن بعد، وبدأ في النقش والرسم: "كان هناك من صب الجبس في طبق، ووضع صورة ملونة في المنتصف. نظرت، وجدته ممتعًا. وعندما عدت إلى المنزل، صببت الجبس في طبق، وبدلاً من وضع صورة، رسمت شيئًا. (...) كنت أستنسخ بطاقات بريدية، وأجبر أخي على خلع ملابسه ليقف أمامي، أو كنت أستنسخ كل ما يقع تحت يدي". قام بيغنون برحلة إلى باريس في عام 1923 وزار متحف ليل: "ذات يوم، ذهبت إلى متحف ليل، ورأيت "الشباب" و"الشيوخ" لجويّا. عدت من هناك حزينًا. كانت اللوحة شيئًا رائعًا، غير عادي. لكنني وجدتها بعيدة المنال، مستحيلة". في عام 1925، تم استدعاؤه للخدمة العسكرية في سلاح الطيران، حيث خدم في سوريا في ورشة تصوير، واستمر في الرسم. هناك قرر التخلي عن استخدام اللهجة المحلية واستخدام اللغة الفرنسية فقط. بعد عودته إلى مارليس، عاد للعمل في المنجم ثم عمل في بناء الأعمدة. بدأ في رسم بورتريهات لأقاربه. ما قبل الحرب والاحتلال (1927-1944) استقر بيغنون في باريس عام 1927، وتم توظيفه في سيترون كعامل متخصص، لكنه تم فصله بسرعة. ثم عمل كموظف في شركة الهواتف. بعد العمل، بدأ في رسم بورتريهات ذاتية ثم لوحات طبيعية ومناظر نهر السين، وزار المتاحف والمعارض، واهتم بالفن الحديث: "كانت ردة فعلي الأولى هي الاندفاع نحو سيزان، ثم بيكاسو، ماتيس، والتوجه لرؤية فيرناند ليجر. كنت أذهب نحو الأعمال التي أثارت مشاعري. بنفس الطريقة، كانت أول تجمع سياسي حضرت فيه هو في فيلديف، لصالح نيكولا ساكو وبارتولوميو فاندزتي". سجل بيغنون في مدرسة المساء في 80، بوليفارد دو مونبارناس، تحت إشراف أندريه أوكلير، ثم التحق بدورات النحت عند روبرت ويليريك وأرنولد. هناك تعرف على الرسام جورج داييز والرسام أنطوان إريسي. في لوفر استنسخ لوحات ديلكروا (نساء الجزائر)، والتينتوريتو، وغريكو، وفيرونيز، وروبنس، ورامبرانت. في عام 1929، أتيحت له الفرصة لرسم بيئات لبورتريهات تصويرية. مع داييز، انضم إلى صحيفة هنري باربوس، حيث التقى بالرسام أرپاد سينيش، ودرس الأدب، والفلسفة، والاقتصاد السياسي في الجامعة العمالية، خصوصًا مع بول نيزان وجورج بوليتزر. انضم بيغنون عام 1931 إلى رينو كقائد فريق، وعند تسجيله في CGTU خلال اجتماع، انضم إلى جمعية الكتاب والفنانين الثوريين (AEAR)، حيث التقى بالعديد من الرسامين، بما في ذلك جان هليو، أوغست هيربين، غروبر، أندريه مارشاند، موريس استيف، مانيسير، وفييرا دا سيلفا، فضلاً عن لويس أراغون ومالرو. ورسم المناجم والمصانع والاجتماعات مستلهمًا من فيرناند ليجر، وعرض لأول مرة في عام 1932 في صالون المستقلين. كان بيغنون أحد النشطاء في ذلك الوقت ضمن مجموعة المُدللين التي نشرت مجلة أناركية على شكل كتيبات محدودة العدد تتكون من عشر طباعة باللينو، بالأساس بالأبيض والأسود، تقدم نظرة سياسية ونقدية على المجتمع: 14 يوليو، البطالة، النخب، الرياضيون، الاستعمار أو حتى الحرب كانت بعض المواضيع الاجتماعية التي تم تناولها بقوة رسومية فعالة، من قبل هذه المجموعة المكونة من واحد وعشرين فنانًا، من بينهم استيف، أندريه فويجيرون، روجر فالك لاستكمال سيرته الذاتية ومعرفة المزيد يمكنكم زيارة موقع ويكيبيديا مصدر هذه السيرة
«
105
106
107
108
109
»